القلق من الزواج
Marriage anxiety
Dr. Oussama Ali Haydar د. أسامة عليّ حيدر)[1](
ملخص
هدفت الدراسة إلى البحث عن مقياس للقلق من الزواج في ظل انتشار عدة عوامل كارتفاع معدلات الطلاق، وارتفاع سن الزواج وغيرها، ولتحقيق الهدف كان استطلاع لآراء 56 فردًا ومن بعد التأكد من صدقها وثباتها اعتُمِدت وطُبِّقت على 70 فردًا من بلدتي في الجنوب اللبناني تراوحت أعمارهم بين 18 و40 سنة.
وأشارت نتائج الدراسة إلى تمتع المقياس بصورته النهائية بدرجة عالية من الصدق والثبات وكذلك الاتساق الداخلي للفقرات والمقياس ككل إذ بلغ معامل ألفاكرومباخ 0.89.
الكلمات المفتاحية: بناء مقياس، القلق، مقياس القلق، قلق الزواج، مقياس قلق الزواج.
ABSTRACT
The study aimed to search for a measure of anxiety about marriage in light of the prevalence of several factors such as high divorce rates, high age of marriage, and others. 18 and 40 years old.
The results of the study indicated that the scale, in its final form, enjoyed a high degree of validity and stability, as well as the internal consistency of the items and the scale as a whole, as the Alpha Crumbach coefficient was 0.89
Keywords: building a scale, anxiety, anxiety scale, marriage anxiety, marriage anxiety scale.
مقدمة
أضحت ظاهرة القلق من الزواج ظاهرة موجودة في المجتمع لا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها لما لها من أهمية كبيرة على مستقبل المجتمع واستمراريته، وهذا من شأنه أن يدفعنا إلى معرفة أسباب هذا القلق بعد تشكل تساؤلات عدة حول تفشي هذه الظاهرة.
إنّ التطور والتبدل والتغير السريع الموجود في عصرنا لا بدّ له من أن ينعكس على نمط التفكير وعلى القرارات التي يتخذها الفرد خاصة الفئة الشبابيّة وهي الفئة المستهدفة في هذه الدراسة نظرًا لأنّها الأكثر عرضة للتأثر بهذا النمط السريع.
للزواج دور أساسي في الحفاظ على استقرار المجتمع، والحدّ من انتشار الفساد والجريمة، إلا أنّ عوامل عديدة انعكست على قرار الزواج فساهمت في تأخر سن الزواج وتغير المعايير للقبول بالطرف الآخر، ودخول المرأة إلى سوق العمل وارتفاع مستواها التعليمي، وارتفاع معدلات الطلاق، هجرة الشباب والشابات اللبنانيات، ولا نغفل عن خاصية الوضع المعيشي اللبناني المتأزم الذي شكّل عاملًا مهمًا ومؤثرًا في الحياة الزوجية وحتى في قرار الإقدام على الزواج نظرًا لترديه.
في ظل هذه العوامل المختلفة ولكن المجتمعة والمتضافرة مع بعضها البعض لعدم الإقبال على الزواج، بيّنت الإحصائيات لصحيفة المقر الإلكترونية لعام 2019 وهي السنة التي تفجرت فيها الأزمة الاقتصاديّة اللبنانيّة أنّ نسبة عدم الإقبال على الزواج في لبنان إلى 85% وهذا مؤشر خطير، وتداعياته السلبية لا بد أن تظهر بالمدى القريب، إلّا أنّ ما يعنينا في هذه الدّراسة هو معرفة الأسباب الكامنة للقلق من الزواج لدى الشباب اللبناني ذكورًا وإناثًا، وهذا كان أحد الأسباب المهمّة الدّافعة إلى القيام بهذه الدراسة والتوصل إلى بناء مقياس خاص بالقلق من الزواج، التي من خلالها يمكننا تسليط الضوء عليها للبحث في آليات معالجتها وتذليلها وتقديم اقتراحات وتوصيات تُعنى بها.
ماذا نعني بمقياس القلق النفسي نظريًّا
إن القلق شعور إنساني يصاحب الإنسان ويلازمه في مجالات حياته المختلفة، صحيح أن نسبته تختلف وتتفاوت من فرد إلى آخر ومن مشكلة تعترضه لأخرى أو من حدث معين … الخ إلّا أنّه من غير الطبيعي لأيّ فرد أن لا يشعر بالقلق ولو بحدوده الدّنيا، والمشكلة تكمن عندما يتحول هذا القلق إلى شعور دائم وملازم للفرد ما يهدد تصرفاته وسلوكياته بالانفعال والخوف الكبير فيصبح مضطربًا ويؤثر ذلك سلبًا على مختلف القرارات خاصة تلك القرارات المتعلقة بمستقبله.
القلق النفسي هو أحد أنواع الاضطراب يصاب به العديد من الأفراد لا يقتصر على فئة عمريّة معينة أو جنس معين، والقلق النفسي ينقسم إلى نوعين قلق طبيعي وآخر مبالغ به يصل إلى حالة مرضيّة، القلق الطبيعي المتزن مطلوب وصحي يحفز الفرد على اتخاذ قرار أو خطوة مناسبة ويجنبه الكثير من المشكلات، وفي حال زاد القلق عن حدوده الطبيعية وأصبح يتخذ منحىً مرضيًّا، يتحول إلى الإصابة والشعور بقلق وخوف وهلع غير مبرر، صراع وتوتر وضعف تركيز واضطراب دائم، في هذه الحالة يصبح القلق ” حالة داخليّة يشعر بها الفرد ويميزها عن غيرها من خلال ما يطرأ عليه من الحزن والاكتئاب حيث يتوقع الفرد أن خطرًا سيواجه أو كارثه أو سوء حظ وشيك ينتظره”. (Al Rasheed, 2017)
تعددت النظريات النفسية التي تناولت القلق وتنوعت، منها من فسر أسباب القلق أنّها عوامل وراثية، وآخرون فسروها بالرغبات في اللاشعور، واتجاه ثالث من العلماء والباحثين “وجدوا أن القلق نتيجة تعلم خاطئ وإدراكات سلبية من الفرد” (Bolanowski, 2005) وعليه سنعرض أبرز النظريات في مجال التحليل النفسي للقلق:
- نظرية التحليل النفسي
ركزت هذه النظرية على أنّ مهمة الشّعور بالقلق الأساسيّة هي إنذار الفرد أن خطرًا ممكنًا أن يحدث، ولعل أبرز من تناول تفسير هذا الشعور هو فرويد وقد ميز بين ثلاثة أنواع من القلق:
- القلق الموضعي: وهو شعور طبيعي ينبه الفرد مثلًا إلى وجود خطر بيئي يواجهه أو قد يواجهه يدفع الفرد إلى اتخاذ قرار سريع لمواجهته أو تجنبه أو التّخلص منه.
- القلق العصابي: ينشأ هذا الشّعور عن القلق لدى الفرد لمحاولته التخلص من اللاشعور والمرور إلى الشّعور، فيُحضر الفرد دفاعاته إذ يصبح اللاشعور شعورًا، ويميز فرويد بين ثلاثة أنماط فرعيّة للقلق العصابي هي: القلق العام، قلق المخاوف المرضية، وقلق الهوس.
- القلق الخلقي: هذا الشعور يوجد عند الفرد نتيجة لوم وتحذير الأنا الأعلى للأنا الأدنى، عندها يحاول الفرد التصرف بسلوك مناقض للقيم والمعايير التي يمثلها الأنا الأعلى وينشأ هذا النوع من مصدر داخلي للفرد.
- النظرية السلوكية
يُرجع أصحاب هذه النظرية القلق إلى أنّه سلوك وليد بيئة الفرد المُعاشة إيجابيّة وسلبيّة، يفسرون القلق على أنّه ارتباط مثير جديد بالمثير الموجود لدى الفرد إذ يستطيع المثير الجديد استدعاء استجابة للمثير الموجود، ويرى ميلر (1962) أنّ السّلوك الإنساني عادة مكتسب من خلال الظروف، لذلك فالقلق في ظل هذه النتائج استجابات سلوكيّة لخطر محدّق يعترضه أو قد يعترضه أو رد فعل لمنبه مؤلم.
إنّ هذه النظريات التي تناولت القلق النفسي وأسبابه ساهمت في توضيح فكرة العوامل المسببة للقلق، وشكلت منطلقًا لبناء مقياس إلّا أنّ القلق كما أشرنا مصاحب ل مجالات حياة الفرد المختلفة، وبما أن هذه الدراسة تتناول القلق من الزواج لا بدّ من تناول عرض لبعض هذه الدراسات قبل الإقدام على وضع مقياس للزواج.
دراسات سابقة
بعد عرض هذه النظريات لا بدّ من عرض دراسات سابقة تناولت البحث عن القلق من الزواج، دراسة (Ahmad, 2020) هدفت إلى التعرف بمستوى القلق من الزواج والعلاقة بين القلق الزّواجي ومتغيري النّوع الاجتماعي والتّخصص لدى العينة التي أجرى عليها الدّراسة، وهي من طلاب جامعة تعزّ، إذ بلغ حجم العينة 168 طالبًا وطالبةً، استخدم فيها الباحث المنهج الوصفي، واستُخدِم مقياس قلق المستقبل الزّواجي، وبيّنت النتائج أن مستوى قلق المستقبل الزواجي لدى الطلبة في الجامعة أعلى من المعدل الطبيعي ومرتفع لدى الإناث أكثر من الذكور، في الحالات النّفسيّة والأُسريّة والأكاديميّة والاجتماعيّة، أمّا القلق الزواجي المستند إلى المجال الاقتصادي فهو مرتفع لدى الذكور أكثر.
في دراسة أخرى في منطقة الخليل في فلسطين أعدّها كل من الباحثين الجندي والدسوقي (Al- Jundi & Desouky ,2017) تناولت قلق المستقبل الزواجي وعلاقته بمتغير الذّات، تألفت عينة الدّراسة من الطلاب الجامعيين وعددهم 180 طالبًا وطالبة، وذلك بهدف التعرف إلى مستوى قلق المستقبل الزواجي وعلاقته بتقدير الذات لدى طلبة جامعة الخليل وقياس الفروق في مستوى القلق الزواجي، وأبرز ما توصلت إليه هذه الدّراسة وجود فروق في مستوى القلق الزواجي وفق متغير الجنس وخاصة لدى الإناث.
وفي دراسة أجنبية في بولندا أعدّها الباحث بولانسكي (Bolanowski, 2005) هدفت إلى معرفة مدى علاقة القلق من المستقبل لدى طالبات في كلية الطب في جامعة بولندا، بلغ حجم العينة 992 طالبة، استُخدِم المنهج الوصفي وتقنية الاستمارة، وبيّنت النتيجة أن 81% من الطالبات لديهن قلق مرتفع.
تعقيب على الدّراسات السابقة
إن نتائج الدراسات التي عُرِضت متشابهة وتتفق على أنّ هناك قلقًا من الزواج ومن المستقبل وأنّ الفئة التي لديها قلق من الزّواج على أساس اجتماعي وثقافي هن الإناث أمّا الذكور فعلى الرّغم من وجود قلق من الزواج لديهن إلّا أنّ المقياس المتعلق بالمجال الاقتصادي هو المرتفع لديهم.
في دراستنا سنقوم بوضع قياس جامع يتعلق بالمجالات المختلفة التي تُعنى بدراسة القلق من الزواج خاصة في بلد كلبنان يعاني من عدة أزمات في مختلف المجالات الحياتية أكانت اقتصاديّة أو اجتماعيّة أو معيشيّة وغيرها.
إشكالية الدراسة
يعدُّ الزواج أحد الموضوعات المهمّة في المجتمع، فهو المؤسسة الاجتماعيّة التي تبني وتُنظّم وتُشكّل البنية الذّهنيّة والثقافيّة والسلوكيّة للفرد، هي مؤسسة تُعنى باستمرار المجتمع الإنساني وبنائه، والمجتمع الذي تكون فيه هذه المؤسسة الاجتماعيّة سليمة يكون أكثر ثباتًا وأقل عرضة للأزمات الناتجة عن التفككّ الأُسري.
إلا أنّ بروز ظاهرة القلق من الزواج وتناميها بدت ظاهرة وواضحة في المجتمع اللبناني، وقد يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى لعل هذا القلق يعود لتأزم الوضع الاقتصادي في لبنان، إلّا أنّ ارتفاع نسبة الطلاق لا يمكن اسنادها جميعًا لهذا العامل، وعليه برزت الحاجة إلى وضع ومعرفة الأسباب الكامنة وراء القلق من الزواج. لذلك ارتأينا في هذه الدّراسة وضع مقياس مختص بالقلق عن الزواج علّنا من خلالها نساهم في تقديمه للمؤسسات الاجتماعيّة المعنيّة، ليكون مرشدًا لقياس مدى القلق لدى مختلف الأفراد القادمين على الزواج، وعليه فإن السؤال الإشكالي لهذه الدّراسة يتمحور حول ما دلالات صدق وثبات مقياس القلق من الزواج؟
هدف الدراسة
إن هدف هذه الدّراسة هو التوصل لوضع مقياس يتمتع بالصدّق والثّبات بموضوع القلق من الزواج، وذلك بهدف اعتماده في الدّراسات المتعلقة في هذا الموضوع.
أهمية الدراسة
تكمن أهمية هذه الدّراسة في إيجاد مقياس علمي يتناول مختلف المؤشرات المتعلقة بالقلق من الزّواج، وذلك لإيجاد علاج لهذه العوامل المؤثرة في القلق من الزواج وفق طرق سليمة.
عيّنة الدراسة
تألفت عينة الدّراسة من أفراد غير متزوجين في بلدة البابليّة والسكسكيّة في الجنوب اللبناني في العام 2021، تراوحت أعمارهم بين 18 و 40 سنة، ذكور واناث.
أدوات الدراسة
سيُعتمَد على مبادئ عدة مقاييس وهي:
- مقياس تايلور للقلق، والذي من خلاله سنقيس القلق عبر خمسين فقرة كل فقرة مختصة بحالة أو موقف شعوري، ولا بدّ أن نشير إلى أن هذه الفقرات ستُعبّأ بما يتوافق مع الخاصية الثقافيّة للمجتمع اللبناني.
- مقياس هاملتون، يستخدم هذا المقياس عادة لقياس القلق عند الأفراد بهدف تشخيص حالتهم النفسية، ويتكون من 14 فقرة.
- مقياس إيزنك للقلق، يتضمن هذا المقياس 39 فقرة تركز على العصابيّة أي الانفعاليّة، الانطواء، الذُهانيّة.
- مقياس قلق المستقبل، يتكون من 43 فقرة موزعة على مجالات عدة: هي التفكير السلبي من المستقبل، النظرة السلبية للحياة، المظاهر النفسيّة لقلق المستقبل، القلق من الأحداث الحياتيّة المزعجة.
المفاهيم والمصطلحات
القلق: تعريفه سيكولوجيا هو “حالة من الخوف المبهم الذي يسيطر على الفرد ويسبب له الكثير من الانزعاج والانفعال والألم، إذ يشعر عادة بنتائج غير سارة ويبدو عليه التشاؤم وسوء العاقبة” (Freud, 1962)، كما عُرِّف على أنّه “سمة أو حالة للفرد يظهر فيها بالانزعاج وعدم الارتياح” (Brown & Zinbarg, 1993).
الزواج: هو الارتباط بين اثنين معًا، بين رجل وامرأة وذلك بهدف بناء أسرة والإنجاب لحفظ النوع البشري من خلال التكاثر.
قلق الزواج: إنّه حالة نفسيّة تصيب الفرد لدى تفكيره بالزواج، وتوجد لديه حالة من الاضطراب والتوتر والخوف من الارتباط مع فرد من الجنس الآخر، وقد تحول هذه الحالة حياة الفرد إلى حياة مضطربة وغير مستقرة لمدّة من الزّمن.
في الشق الميداني للدراسة
جُمِعت مختلف الفقرات للمقاييس التي اعتُمِدت وشُرِحت آنفًا، ثم فرزنا وعدّلنا وحذفنا بعض الفقرات بما يتلاءم والخاصّيّة الثقافية للمجتمع اللبناني. عُرِض المقياس على عدد من المحكّمين الخبراء في هذا الميدان. وبعد هذا العمل تُوُصِّل إلى الشكل النّهائي لفقرات المقياس ولمعرفة مدى صدقه وثباته اختبِر على عيّنة استطلاعيّة من أبناء المنطقتين المذكورتين في الجنوب اللبناني وعددهم56 ومن ثمّ طُبِّق على 70 ضمن فئة عمرية بين 18 و40 سنة، من الجنسين إذ قُسِّم العدد بالتساوي بينهما 35 إناثًا و35 ذكورًا، وكانت النتيجة كالآتي:
- حساب معامل الارتباط بين الصورة الأولية للمقياس ومقياس تايلور 0.39.
- الدالة الإحصائيّة 0.01.
هذه الأرقام تدل على أن معامل الارتباط للمقياس مقبولة ويمكن اعتمادها للعمل الميداني، وعُدِّلت بعض الفقرات وفق ملاحظات أفراد العينة الاستطلاعيّة والتي سنوضحها تباعًا.
بالنسبة إلى الفقرات التي حُذِفت:
جدول رقم 1- الفقرات التي حُذِفت
الشعور أنني سأكون سلبيًا لو تزوجت |
الشعور أنني ساقوم بعمل أمور كثيرة لا تناسبني عن تزوجت |
الشعور أنني سأكون مقصرًا في تربية أبنائي لو تزوجت |
الشعور أن الزواج سيحوّل حياتي إلى حياة تعيسة |
الشعور أنّ الزّواج سيجعل حياتي روتينيذة |
الشعور أنني سأدفع الثّمن من صحتي لو تزوجت |
الشعور أنني سأدخل في مشاكل عديدة في حال تزوجت |
الشعور في التخبط بالقرارات في حال تزوجت |
جدول رقم 2- الفقرات التي أُعيد صياغتها
قبل التعديل | بعد التعديل |
الشعور أن المتزوجين أخطأوا | الشعور أن المتزوجين أخطأوا حينما أقدموا على الزواج |
الشعور أني سأموت باكرًا في حال تزوجت | الشعور أني ساموت صغيرًا في حال تزوجت |
الشعور أني سافقد نومي لو تزوجت | الشعور أني ساسهر طويلًا جدًا لو تزوجت |
لا ألبي الدعوات لحضور حفل زفاف | أشعر بالانزعاج في حال دعوتي لحضور حفل زفاف |
جدول رقم 3- الفقرات التي غُيّر اتجاهها
قبل التعديل | بعد التعديل |
الإسراع إلى بناء علاقات مع أناس قد تزوجوا | الابتعاد من بناء علاقات مع المتزوجين |
تقديم نصائح لرفاقي المتزوجين | أنصح رفاقي بعدم الزواج |
معامل التمييز للمقياس
بهدف معرفة وقياس وتمييز مستوى القلق من الزواج أكان مرتفعًا أو منخفضًا طُبِّق المقياس بين مجموعتين لمقياس القلق لتيلور وفق اختبار “ت” وجاءت النتيجة كالآتي:
جدول رقم 4- اختبار “ت” بين مرتفعي مستوى القلق ومنخفضي مستوى القلق من الزواج وفق مقياس تايلور
مرتفعي القلق | منخفضي القلق | ||||
المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | قيمة “ت” | مستوى الدلالة |
89.56 | 12.41 | 71.32 | 9.35 | 9.75 | 0.01 (دالة) |
بعد التحقق من الصدق المنطقي للمقياس لا بد من الانتقال للصدق التلازمي.
معامل الصدق التلازمي للمقياس
يُتحقق الصدق التلازمي من خلال إيجاد معامل الارتباط بين مقياس القلق من الزواج وبين الثلاثة مقاييس الأخرى التي اعتُمِدت في هذه الدراسة، وبينت النتائج أن:
جدول رقم 5- معاملات الارتباط بين مقياس القل من الزواج وبعض مقاييس القلق
المقياس | معامل الارتباط |
القلق من المستقبل | 0.52 (دالة عند مستوى 0.01) |
القلق ايزنك | 0.33 (دالة عند مستوى 0.05) |
القلق هاملتون | 0.44 (دالة عند مستوى 0.01) |
إنّ دلالة معامل الارتباط مع المقاييس للقلق ومقياس الزواج يؤكد صدق مقياس القلق من الزواج.
وللانتقال لحساب الاتساق الداخلي بين درجة كلّ بعد من أبعاد المقياس ودرجة المقياس الكلية احتُسِبت معامل الارتباط لهذه الأبعاد والنتيجة كالآتي:
جدول 6- حساب الاتساق الداخلي بين درجة كل بعد من أبعاد المقياس ودرجة المقياس الكلية
البعد | اسم البعد | معامل الارتباط |
1 | القلق العام المتزايد | 0.534 (دالة عند مستوى 0.01) |
2 | الوسواس وعدم الثقة | 0.423 (دالة عند مستوى 0.01) |
3 | المخاوف الاجتماعية | 0.593(دالة عند مستوى 0.01) |
4 | المخاوف الجسدية | 0.273(دالة عند مستوى 0.05) |
5 | المخاوف الاقتصادية | 0.489(دالة عند مستوى 0.01) |
يبين هذا الجدول رقم 6 معامل الارتباط بين درجة البعد ودرجة المقياس الكلية، اتضح أن الأبعاد جميعها دالة احصائيًا، وأنّ الأبعاد رقم 1، 2، 3، 5 دالة عند مستوى 0.01، وأنّ البعد رقم 4 دال احصائيًا عند مستوى 0.05، وهذا من شأنه أن يعطي قوة للاتساق الداخلي بين أبعاد المقياس والبعد الكلي له.
وعليه إن أبرز ما توصلت إليه هذه الدّراسة أنّ معامل الارتباط التي بلغت بين نصفي المقياس 0.83، وباستخدام معادلة سبيرمان -براون للتصحيح إذ بلغت قيمة معامل الارتباط 0.91 مما يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات. هذا مؤشر على أن المقياس الذي وُضِع هو مرتبط بالمقاييس العالمية المتعلقة بالقلق والتي قاربناها بمقياس القلق من الزواج، فقد طُبِّق هذا المقياس في منطقتين في الجنوب اللبناني وبرزت المخاوف الاقتصاديّة بالدرجة الأولى لدى الذكور أكثر من الإناث إضافة إلى القلق العام المتزايد والذي يمكن ربطه بالوضع غير المستقر في السّاحة اللبنانية ل للأصعدة المختلفة.
أمّا الإناث فقد برزت لديهن المخاوف الاجتماعيّة والجسديّة، فاختلاف الثقافات والبيئات الاجتماعيّة، يشكل لديهن عاملًا للقلق من الاقدام على الزواج، أمّا المخاوف الجسديّة فإنّ المرأة تتعرض للكثير من التغيرات على صعيد الصحة الجسديّة كالولادة وما قد يرافقها من تحولات قد تكون سلبيّة، السُمنة بسبب الحمل والإنجاب، وغيرها.
أمّا المفارقة بين الجنسين فأتت للوسواس وعدم الثقة بالنفس، لعل هذا البعد تساوى فيه الجنسين بسبب تأثيره بالمواضيع والأبعاد الأخرى التي تناولها المقياس والتي لا بدّ لها من أن تولد هذا الشّعور لكليهما.
إنّ تذليل بعض العوامل المتعلقة بالقلق من الزواج قد يكون ممكنًا خاصة تلك المتعلقة بالصعيد الفردي، والأُسري، إلّا أنّ المؤشرات الأخرى للمقياس تتعلق بالوضع العام الذي يشهده لبنان والذي لا بدّ من إيجاد حلول على الصعيد الوطني بشكل عام من أجل تذليل هذه العقبات التي تناولها مقياس القلق من الزواج خاصة تلك المتعلقة بالوضع الاقتصادي، والقلق العام المتزايد نتيجة التخبطات التي تشهدها السّاحة اللبنانيّة أكانت على الصعيد الصحي، التربوي، المعيشي، الوظيفي… وغيرها.
التوصيات والمقترحات
- إجراء المزيد من الدراسات حول هذا الموضوع لما له من أهميّة في معالجة مشكلة باتت واضحة آثارها في المجتمع اللبناني.
- استخدام المقياس في مناطق متعدّدة في لبنان لإجراء دراسات متعلقة بالقلق من الزواج بهدف إجراء مقارنات في بينها والوصول إلى نتائج علمية موضوعية.
مقياس القلق من الزواج
بعد القلق العام والمتزايد:
الفقرة | مناسب | غير مناسب |
الشعور بالقلق عند التفكير في الزواج | ||
التوتر جدًا عند نصحي بالزواد | ||
أنصح رفاقي بعدم الزواج | ||
الشعور بالقلق عند سماع زميل سيتزوج | ||
الشعور أنني سأكون أكثر قلقًا وأكثر توترًا لو تزوجت | ||
الشعور أن الزواج سيبعدني عن أمور مهمة في حياتي | ||
الشعور بالرهبة عندما ينتابني شعور انني سأتزوج | ||
القلق كثيرًا حيال أحوال المتزوجين ومعيشتهم | ||
الشعور أنني لن أكون سعيدًا لو تزوجت | ||
الشعور انني ساسهر طويلًا لو تزوجت |
بعد الوسواس وعدم الثقة بالنفس
الفقرة | مناسب | غير مناسب |
الشعور ان المتزوجين قد أخطئوا | ||
الشعور أن الزواج سيفقدني الكثير من طموحاتي | ||
سوف ألحق الضرر بغيري لو تزوجت | ||
سأندم كثيرًا لو تزوجت | ||
الشعور ان الزواج سيفقدني وقتي وجهدي | ||
سأبحث عن نفسي كثيرًا لو تزوجت | ||
الشعور ان الذين تزوجوا لم يخططوا بشكل صحيح | ||
ساكون سببًا في مشاكل كثيرة لو تزوجت |
بعد المخاوف الاجتماعية
الفقرة | مناسب | غير مناسب |
البعد من بناء علاقات مع أناس متزوجين | ||
ينتابني القلق كثيرًا عندما أنظر إلى الأطفال | ||
الزواج سيقيدني كثيرًا | ||
لا افضل المشاركة في احتفالات الزواج | ||
أقرأ كثيرًا عن المشاكل الزوجية | ||
أرى انني سافقد الكثير من أصدقائي في حال تزوجتن | ||
الشعور انني لن أعرف كثيرًا من الناس من حولي لو تزوجت |
بعد المخاوف الجسدية
الفقرة | مناسب | غير مناسب |
الشعور انني سأعاني من امراض كثيرة لو تزوجت | ||
أرى أنني سأكون أقل نشاطًا وحيوية لو تزوجت | ||
الشعور انني سأموت باكرًا لو تزوجت | ||
الشعور أنني سأحتاج للرعاية الصحية لو تزوجت | ||
الشعور انني ساواجه الكثير من المتاعب الصحية لو تزوجت | ||
الشعور أنني سأدفع الكثير من أجل صحتي لو تزوجت |
بعد المخاوف الاقتصادية
الفقرة | مناسب | غير مناسب |
الشعور أنني سأكون مقصرًا لو تزوجت | ||
لن استطيع القيام بواجباتي الأسرية لو تزوجت | ||
الشعور أن الزواج بحاجة إلى أموال كثيرة | ||
الشعور انني لن أكون مؤهلًا للزواج | ||
الشعور أنني سابحث عن مساعدات كثيرة لو تزوجت | ||
الشعور أنني سأكون فقيرًا لو تزوجت |
المصادر والمراجع
-1Al- Jundi, N., & Desouky , D. (2017). Marital future anxiety and its relationship to self-esteem among a sample of university students. The Jordanian Journal of Education Sciences, volume 13, number 12.
-2Al Rasheed, M. (2017). Marital imbalances in Kuwait: a social study of gender differences and the influence of demographic factors. Journal of Sciences, vol 45l p2, Kuwait university.
-3Bolanowski, W. (2005). Anxiety about professional futur among young doctors. International journal of occupational medecine and environmental health, 18 (4), 367-374.
-4Brown, T., & Zinbarg, r. (1993). Diagnostic and symptom distinguishability of generalized disorder and obsessive – compulasive disorder. Behavior therapy, 227-240.
-5Freud, S. (1962). Anxiety. Translated: Othman Nagati. Cairo: Dar al Nadha Library Arabic.
-[1] أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانية كلية الآداب والعلوم الإنسانية _ قسم علم النفس.
Assistant Professor at the Lebanese University, Faculty of Arts and Human Sciences – Department of Psychology