foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

التكنولوجيا وتعلم الدراسات الاجتماعية

0

التكنولوجيا وتعلم الدراسات الاجتماعية

(حالة صفيّ الاول والثاني ثانوي  في ثانويات الشّمال الرّسميّة)

د. جنات الخوري جبّور)[1](

ملخص

يعرّف التّعليم بالعمليّة التي يجري من خلالها نقل المعرفة والمهارات للمتلقيّ بوسائل مختلفة. ويعدُّ التّعليم ثمرة التّطور في الحضارات، إذ لا يمكن للمعرفة أن تتطور أو تطبق من دون نقلها، وإلّا فستضيع بانتهاء الحضارة او قبلها. ولهذا، فقد ظهرت الحاجة للتّطوير المستمرّ لهذه العمليّة المهمّة بشتى الوسائل والطرق،من هنا ظهر مصطلح”تكنولوجيا التّعليم” بمعناه الشّامل وبما يحوي من طرق، وأدوات، مواد، وأجهزة…شهد مجال التّعليم طفرة عظيمة في القرن الحاليّ، إذ تطورت آليات التّعليم، وأصبح أكثر متعة، وازداد تفاعل الطالب، وتوفرت له القدرة على الابداع بشكل أكبر، فأصبحت مؤسسات التّعليم بنوعيها الحكوميّ والخاص تتجه لإيجاد الوسائل الفعالة وتوفيرها والتي تساعد الطالب على التّعلم بشكل أكثر ليونة.

Abstract

Education is known as the process through which knowledge and skills are transmitted though different methods. Education is considered the fruit of the advancement of civilizations, as knowledge cannot progress or be implemented without being transmitted, otherwise it will be lost before or when the civilization ends. That is why the need arose to continuously develop this important process in different forms and methods. Therefore appeared the term “educational technology” in its comprehensive sense, including its methods, tools, materials and equipment. The education field has witnessed a tremendous expansion in the current century, as educational mechanisms have developed, and have become more fun and interactive for the students who are now able to be much more creative. Educational institutions, whether they be private or public, are striving to find and adopt these effective methods that make the learning process much more flexible for the students.

In this context, this research paper aims to study the role of educational technology in the development of the educational process, especially in sociological studies (sociology class), in public high schools in the North Governorate, in the first two grades of high school specifically. Grades with official exams have been excluded given their tight deadlines to finish the curriculum in a maximum of eight months, two months before the official end of the school year. This study was led in the first few months of 2020 (October, November, December) and the last months of 2021 (May, June), when lessons were held in class, in order to shed light on the importance of using technology in teaching sociology in public high schools.

Key words: educational technology, educational technology tools, PowerPoint, active board, digitalization, fourth industrial revolution.

أهداف الدّراسة

من هنا تهدف  هذه الورقة البحثيّة الى دراسة دور تكنولوجيا التّعليم في تطور العمليّة التّربويّة خاصة في الدّراسات الاجتماعيّة (مادة علم الاجتماع )، في الثانويات الرّسميّة في محافظة الشّمال ، في الصّفوف الأول والثّاني ثانوي تحديدًا، وقد استثنينا صفوف الشّهادات نظرًا لضيق الوقت عندهم ،لضرورة إنهاء المناهج في مدة أقصاها ثمانية أشهر، أيّ قبل انتهاء العام الدراسيّ رسميًّا بشهرين. أُجريت هذه الدّراسة خلال الأشهر الأولى من العام 2020 ( تشرين الأول – تشرين الثاني – كانون الأول ) والأشهر الأخيرة من العام 2021 ( أيار – حزيران)، حيث كان التّعليم حضوريّ وذلك بهدف تسليط الضوء على أهمّيّة استخدام  الوسائل التكنولوجيّة في تعليم مادة علم الاجتماع في الثانويات الرّسميّة .

كلمات رئيسة: تكنولوجيا التّعليم، ادوات تكنولوجيا التّعليم  .active board، power point ، الرقمنة، الثورة الصناعية الرابعة.

مقدمة

يرتبط تطوير العمليّة التّعلميّة وتحسينها،وتفعيلها مع ما يوائم متطلبات العصر التكنولوجيّة  من تضافر جهود لتطبيق تكنولوجيا التّعليم، بما تحويه من مصادر تعلم وتطبيق أمثل لنظريات التّعليم والتعلم بهدف خلق بيئة تعليميّة غنيّة تساعد على تحقيق الأهداف التّربويّة المعاصرة. تحويّ عمليّة تكنولوجيا التّعليم تكنولوجيات عديدة لتفريد التعلم individualizing instruction، الذي يعّد مطلبًا أساسيًّا في تكنولوجيا التّعليم، إذ تؤدي الاختلافات في القدرات الجسميّة والعقليّة بين المتعلمين، دورًا في مدى تعلمهم وتفاعلهم في استراتيجيّات التّعليم وطرقه وأساليبه([2]). تعمل تكنولوجيا التّعليم على إثارة الدّافع، والحافز، كما تساعد على تهيئة الظروف المناسبة للتعلم إذ تساعد المتعلمين على تعديل اتجاهاتهم وتنمية ميولهم وإكسابهم مهارات متنوعة، بما تتضمنه من تقنيات توضيحيّة، مثل: الرّسوم والصّور والنّصوص وأفلام الفيديو وعروض ال power point وغيرها من الوسائل التي تستخدم في التعلّم الحضوري… جميعها تساعد على تقليص الفجوة بين الطالب ومحتوى الكتاب المدرسيّ، إذ إنّ استخدامها يساعد على تحقيق معظم جوانب العمليّة التّعليميّة المعرفيّة والوجدانيّة والنّفس حركيّة.

من أهداف تكنولوجيا التّعليم إعداد الأستاذ الكفؤ وتدريبه على استخدام الأجهزة الالكترونيّة الحديثة، بالإضافة الى تزويده بمعلومات شاملة حول عناصر العمليّة التّعليمية كافة من أهداف ومحتوى وطرق تدريس ووسائل تعليميّة وأساليب وطرائق تقويم ، كما تقدم للمتعلم أهم أساليب المعرفة وأحدث الطّرق للوصول اليها، إذ إنّها تعتمد على التفكير، والتّحفيز والإبداع. إضافة الى اكتساب خبرات جديدة تعزز معرفته وتنمي قدراته الذّاتيّة، إذ لا يمكن اختزالها بوسائل وطرائق تعليميّة بل تتعداها جميعًا لتصبح منهج تعليميّ وأسلوب في حلّ المشكلات، يعتمد على اتباع مخطط المنظومات لتحقيق أهدافها، ويتكون هذا المخطط المتكامل من عناصر كثيرة تتداخل وتتفاعل معًا بقصد تحقيق أهداف تربويّة محددة، ويأخذ هذا الأسلوب بنتائج البحوث العلميّة حتى يتمكن من تحقيق الأهداف بأعلى درجات من الكفاءة والاقتصاد في التّكاليف([3]).

دور التكنولوجيا في تطوير التربية والتّعليم : تؤدي التكنولوجيا دورًا أساسيًّا في تطوير التربية والتّعليم من جهة والتعلّم من جهة أخرى، وذلك عبر تحسين جودة التّعليم والتعلّم ، وتعزيز الكفاية وتحسين نظم الإدارة. أمّا أبرز الأدوار فتتبلور في ما يلي:

  • توسيع فرص التّعليم : ساهمت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الوصول الى أكبر عدد من التّجمعات الجماهيريّة وذلك في أواخر القرن الثامن عشر، عندما بدأ التعلم بالمراسلة كوسيلة بديلة لتوفير المواد التّعليميّة لأفراد لا يستطيعون حضور الصّفوف المدرسيّة بسبب عقبات اجتماعيّة أو جغرافيّة أو ثقافيّة . كمابدأت تكنولوجيات الحواسيب بالظهور قبل أربعين سنة وبدأ معها تغيّر مفهوم الزّمان والمكان. ظهرت الثانويات الافتراضيّة والجامعات الافتراضيّة بما تحويه وبما تقدمه من برامج افتراضية أيضًا، وقد تطور ظهورها نتيجة التّطور التّكنولوجيّ، وتزايد الطّلب على التّعليم العالي وعدم قدرة الجامعات التّقليديّة على تلبية ذلك، كما أنّ حاجات الطلاب تغيرت فبات ضروريًّا إيجاد حلّ للمأزق عبر توفير التّعليم لأعداد كبيرة من التلامذة والطلاب، بنفقات أقل وجودة أفضل([4]). وأثبتت الدّراسات أنّ 60% من الجامعات الأميركيّة تقدم برامج تربوية افتراضيّة([5])، كما أدى تفريع الجامعات الى تقديم فرص تعلّم لأقليات كانت مستثناة من أحقيّة التّعليم مثل قاطني الأرياف والفتيات. وهنا لا بدّ من الإشارة أنّه لا يمكن الاستغناء عن المؤسسات التّعليميّة ذات الموقع الثابت بما تقدمه من بحوث وريادة وتفكير استنباطيّ، ومكتبات وتواصل فكريّ ومناقشات مع زملاء يغني الفكر… لكن في المقابل يجب الاعتراف أنّ التّعليم عن بعد كسر قيود وفتح آفاق وقدم فرص لجماهير استبعدت طوعًا أو قسرًا عن مركب التعلّم .
  • تعزيز الفعاليّة :تساعد تكنولوجيا المعلومات على نقل الخدمات التربويّة، إذ إنّها تملك قدرة الوصول الى طالبيّ العلم في أيّ مكان وزمان ما أدى الى تغييرات جذريّة في المنهج التّربويّ التقليديّ الذي يقوم على عناصر الاستاذ والتلميذ وغرفة الصف واللوح أو الكتاب المدرسيّ. كما تستطيع التكنولوجيا من تقديم عروض إيضاحيّة مرئيّة ورقميّة، كما توفر تكاليف وتساعد على اكتساب خبرات عالية في التّعليم عن طريق التّشبيك من بعد مع برامج تكنولوجيا متنوعة ، كله يؤدي الى تحسين عمليّة التّعليم والتعلّم، وبالتالي يوصل الى جودة التّعليم.
  • تحسين الجودة :يفتقر كثير من المعلمين في الثانويات والمدارس الى الأهلية الكافية لتطبيق مناهج التّعليم المعاصرة وترجمتها الى أنشطة تعليميّة، تعلّمية، بهدف إيصال المعلومة الى طالبيها بشكل واضح ومبسط.أمّا أكثر ما تقدمه تكنولوجيا المعلومات أهمّيّة للمعلّم يمكن اختصارها بما يلي: تفتح تكنولوجيا المعلومات آفاق التّطور المهنيّ بما تقدمه من مقررات وتعلّم غير متزامن وتدريب عند الطلب. إذ إنها قابلة للتّعديل مع ما يتماشى وتطورات العصر وبالتالي تكسر تكنولوجيا المعلومات العزلة المهنيّة التي يعاني منها العديد من المعلمين، إذ يصبحون جزءًا من شبكة تضم زملاء ومراكز خبرة يفيدونهم بمواد التعلّم كافة.
  • تحضير للتعلّم مدى الحياة :تنوع الاحتياجات والمواقع يتطلب تنوعًا في الوسائل. لا يمكن تحقيق التعلم مدى الحياة في ظل نظم تقليديّة شكليّة غير مواكبة لتطورات المجتمع التكنولوجيّة.هنا يكمن دور تكنولوجيا التّعلم بما تتصف به من مرونة ، فهي غير مقيدة بزمان أو بمكان، تستطيع تقديم التّعليم في اللحظات المناسبة ، لديها القدرة على توفير فرص التعلّم متخطية الزّمان والمكان، والأهم من كلّ ذلك قابلة للتّعديل والتّحديث وفق متطلبات العصر وبما يتناسب وحاجات الناشئة من التلاميذ.
  • تحسين الإدارة : يعدُّ مشروع التّعليم هائل وشائك بالمقارنة مع اي نشاط وطنيّ آخر. فهو يضم مؤسسات تربويّة منتشرة على المناطق في البلد كافة وتحوي أعدادًا كبيرة من المعلمين والإداريين والطلاب من فئات عمريّة مختلفة . لقد اكتشفت المؤسسات التّربويّة مدى أهمية الإدارة للحفاظ على حسن سير الأعمال وفعاليتها وقدرتها على المنافسة، ولهذه الغاية سعت غالبيّة المؤسسات التّربويّة المعاصرة لاستخدام التكنولوجيا في التّعليم ولو بوتيرة بطيئة . لقد عمدت كثير من المؤسسات التّربويّة الى إدخال أنماط بسيطة من نظم إدارة المعلومات ونظم المعلومات الإحصائيّة، جميعها من ضمن الأعمال الإدارية وتصب لهدف تحسين الإدارة.

مميزات تكنولوجيا التّعليم وأهميتها في عمليّة التعلّم: تكنولوجيا التّعليم أيّ وضع المعرفة العلميّة بما هو ضروريّ لمعيشة الإنسان ورفاهيته. إن تكنولوجيا التّعليم أكبر من مجرد وسيلة تعلّم أو جهاز أو أداة أو أسلوب أو نظام، بل هي تضمهم جميعًا، وعبرهم تنقل الموقف التّعليمي القديم، وتحوله الى موقف تعليميّ حديث يكون للمتعلم دور أساسي فيه ليتماشى مع متطورات العصر ومتطلباته. من مميزات تكنولوجيا التّعليم أنّها تسهّل العمليّة التّعليميّة عبر عرض المادة المطلوبة . تمكّن من إنتاج مواد تعليميّة بنماذج وطرق مختلفة لعرض المادة التّعليمية، تحفز الطلبة وتجذب انتباههم أثناء العمليّة التعلميّة وبالتالي تنمي الفكر الثّاقب وغيره من المهارات المعرفيّة العالية المستوى عندهم، والتي تساعد على تمرين المهارات الخاصة بالطلاب / التلامذة في أوقاتهم الخاصة وحسب سرعتهم الخاصة وإدراكهم العاليّ لاستخدام هذه المعلومات لفهم المسائل وتفسيرها بعد تحليل عناصرها. كما تقوم تكنولوجيا التّعليم بعرض منبر على المعلمين والطلبة ( من خلال الإنترنت ) يستطيعون من خلاله الاتصال بزملاء لهم في أماكن مختلفة وتبادل الخبرات معهم، بهدف تطوير البحوث وفتح الآفاق، والعمل من دون التّفكير بالحدود والمسافات الجغرافيّة. أمّا أهمّيّة تكنولوجيا التّعليم فيمكن تلخيصها بما يلي:

تعمل تكنولوجا التّعليم على تسهيل العمليّة التّعليميّة، مع إمكانيّة عرضها بطرق مختلفة مثل اللوح الذّكي والباور بوينت و الLCD أو الفيديو لعرض أفلام اجتماعيّة من وحيّ دروس الاجتماع – موضوع الدّراسة -. كما تساعد تكنولوجيا التّعليم الطلاب على التّفاعل وتحفزهم على المشاركة الفاعلة وتعطيهم دورًا بتحضير الدّرس وعرضه ومناقشته مع زملائهم، وبهذه الطريقة يكون دورها أساسيًّا في إبعادهم من الملل والروتين داخل الصف([6]). هنا لا بد من الإشارة أنّ هذه الطريقة في التّعليم فيها نوع من تبادل الأدوار إذ يصبح الطالب أستاذًا مسؤولًا عن صفه والأستاذ مشاهد ما يعزز ثقة الطالب بنفسه ويحثه على عدم إهمال الدّور أو المسؤوليّة الملقاة على عاتقه وبالتالي يحفزه لإعطاء أفضل ما عنده كما يحفز أصدقاءه على المشاركة بهدف عدم افشال مهمة زميلهم.

أنواع تكنولوجيا التّعليم: تعتمد عمليّة تكنولوجيا التّعليم بالأجهزة والآلات ، السّمعيّة والبصريّة، المتوافرة في المدارس وبحسب إمكانياتها الماديّة، وقد صُنِفت هذه الأجهزة الى مجموعات وفق أسس معيّنة، نذكر منها:

  • التّصنيف بناء على الوظيفة التي تقوم بها الأجهزة: إذ تستخدم الأجهزة لهدفين أمّا لعرض المواد وأمّا لانتاجها وتكون من نوعين:-1-يشمل أجهزة العرض أيّ عرض المواد التّعليميّة مثل: جهاز عرض الشّفافيات transparency projector، و slide projector، و motion picture projector، وvideo projector… هذه الأجهزة هي الأكثر توافرا في الثانويات والأكثر استخدامًا. -2-يشمل إنتاج المواد التّعليمية production equipment مثل:جهاز عمل الشّفافيات slide copier، وكاميرات التّصوير الفوتوغرافيّة و كاميرات الفيديو ، وجهاز نسخ شرائط الكاسيت السّمعيّة Audio cassette copier.وهنا نذكر أيضًا نوعًا ثالثًا وهو الأجهزة التي تعرض وتنتج في الوقت نفسه Presentation and production equipment مثل: أهمها جهاز الكومبيوتر وال CD و Floppy Disks .
  • التصنيف بناء على طبيعة المواد التي تعرضها الأجهزة وتشمل الأجهزة البصرية والأجهزة السّمعيّة والأجهزة السّمعيّة البصريّة، وهنا لا بدّ من الإشارة أنّ الكومبيوتر يحوي تلك المواصفات كاملة.
  • التّصنيف بناء على فكرة عمل الجهاز.

بالمختصر، إن تكنولوجيا المعلومات ماضية قي تغيير طريقة الوصول الى المعرفة وعمليّة التعلّم وسبل نقل التربية والتدريب والتّعليم. فبات التّعليم والعلّم اليوم يحصل خارج مواقع المؤسسات ومراكز العمل التقليديّة للتّعليم والتّدريب القائمين على الاعتماد والإجازة والمرتبطين بمهارات وأعمال ومسيرات مهنية محددة. يصبح المتعلم في هذا السّياق طالبًا وقد كان في السّابق مستهلكًا للمعرفة ، فثمة تحول من التّعليم والتدريب الى إدارة المعرفة. حدثت طفرات في الوسائل المتوفرة لفرز البيانات والمعلومات واسترجاعها وإعادة استخدامها وذلك بفضل تطبيق أساليب كيانيّة  object-oriented methods، وأصبحت بيانات الإنترنت ووسائطها التكنولوجيّة المتعددة والمتطورة تشكل جزءًا كبيرًا من عمليّة التعلم والتّعليم، إذ تتجه اليوم المؤسسات التّربويّة لتشكيل قنوات متعددة الجوانب والوسائط التكنولوجيّة لنقل المضامين التي تمكن من التعلّم. إنّ المستقبل هو الاقتصاد القائم على المعرفة، وهو يدور حول كيفيّة الحصول على المعرفة والعمل بها. ومثلما توليد المعرفة هو واسطة عقد الاقتصاد القائم على المعرفة، كذلك يشكل التعلّم مكونًا أساسيًّا من مكونات روح التّعلّم learnativity .وهذا نمط جديد لمستقبل جديد في زمن جديد، ” زمن الإنترنت “.

 

مصطلحات الدّراسة

-تكنولوجيا التّعليم: ظهر الاهتمام بمفاهيم التّعليم الالكترونيّ وقضاياه قبل عقد التّسعينات، وبدأ مفهوم التّعليم الالكترونيّ ينتشر منذ استخدام وسائل العرض الالكترونيّة لإلقاء الدّروس في الفصول التقليديّة وانتهاءً ببناء المدارس الذّكيّة والفصول الافتراضيّة التي تتيح للطالب الحضور والتفاعل مع الدروس من خلال تقنيات الانترنت([7]).

-أدوات تكنولوجيا التّعليم :إنّها الأنظمة التكنولوجيّة التي يمكن توظيفها في مجالات التّعليم، سواء أكانت منظمة بسيطة، أم أنظمة معقدة، أم أجهزة الكترونيّة أو مواد تعليميّة، جميعها من أجل تحقيق أهداف معينة بأكبر قدر ممكن من الفعاليّة والكفاءة. يستخدم هذه الأجهزة معلمون أكفياء يمتلكون مهارة بالعمل التكنولوجيّ، بهدف نقل المتعلمين من واقع الخبرات المجردة ، الى واقع الخبرات المحسوسة، لتسهيل عمليّة التعلّم وتحقيق نمو شامل ومتكامل للمتعلمين([8]).

– active board: اللوح الذكي أو اللوح التفاعليّ: تعدُّ الألواح التّفاعليّة أحد الوسائل الأساسيّة المهمّة لدى المعلمين، ومع تطور العصر التكنولوجيّ ظهر اللوح التفاعليّ ويستخدم لعرض عمل ما على شاشة الكومبيوتر، اكثر ما تستخدم الألواح التّفاعليّة في المدارس والجامعات وخلال المؤتمرات ([9]). ويمكن تعريفها أيضًا أنها أجهزة مصنعة من ضمن أجهزة عرض الكترونيّة، لا تعمل مستقلة بل من خلال توصيلها بجهاز الكومبيوتر وجهاز عرض البيانات ويمكن للمعلم كما التلامذة أن يكتبوا عليها بأقلام خاصة activpens ([10]).

– power point: الباوربوينت ، هو أحد البرامج الموفرة ضمن حزمة مخصص للفروض التقديميّة، إذ يوفر البرنامج مجموعة من الأدوات لإنتاج ملفات الكترونيّة تحتوي على شرائح افتراضيّة عليها كتابات وصور تستخدم على جهاز عرض سينمائيّ ( projector ) مرتبط بالكومبيوتر من مقدم العرض. يستخدم الباوربوينت في الشركات والمؤسسات التّربويّة التي تتوفر فيها المعدات اللازمة. لل power point طريقة فعالة لعرض المعلومات، إذ يعطي بنية وتنظيمًا للتقديم ما يجعل الموضوع أكثر متعة، ويسمح باستخدام الفيديوهات والصور في التقديم، جميعها تعرض وفق شرائح منظمة  slides،توضع أمام الجمهور ( المتلقي) من دون الحاجة للشّرح الشّفهي فتكون “الصورة بألف كلمة “. ومع باوربوينت ppt  هناك إمكانيّة لإيصال آلاف الكلمات ضمن بضع شرائح في العرض([11]).

– الرقمنة: أدت ثورة المعلومات والاتصالات التي يشهدها عصرنا الحاضر، الى دفع مؤسسات المعلومات التي تمتلك مقومات التخطيط الاستراتيجيّ والرؤية والرّسالة لتّطوير سياساتها الى اتخاذ قرار استراتيجيّ بتحويل مجموعاتها من الصّور التقليديّة الورقيّة الى مصادر الكترونيّة يمكن الاطلاع عليها عبر تقنيات الحاسبات الآلية وشبكاتها([12]). تتنوع المفاهيم المتعلقة بمصطلح ” الرّقمنة ” وفقًا للإطار أو السّياق الذي يستخدم فيه المصطلح. وينظر تيري كاني([13]) الى الرّقمنة على أنّها عمليّة تحويل مصادر المعلومات على اختلاف أشكالها مثل: الكتب والدوريات ، والتّسجيلات الصوتيّة، والصّور الثّابتة، الى شكل مقرؤ بواسطة تقنيات الحاسبات الآليّة، عبر النّظام الثّنائيّ ” البينات Bits  ” ، وتعدُّ البينات وحدة المعلومات الأساسية لنظام معلومات مرتكز الى الحاسبات الآليّة، وتحويل المعلومات الى مجموعة من الأرقام الثنائيّة ، يطلق عليها اسم الرّقمنة. باختصار الرّقمنة هي منهج يسمح بتحويل البيانات والمعلومات من النّظام النّظري الى النّظام الرّقميّ.

– الثّورة الصناعيّة الرابعة: هي العصر الصناعيّ الرابع الذي يتميز بدمج التّقنيات التي تطمس الخطوط الفاصلة بين المجالات الماديّة والرّقميّة والبيولوجيّة. اطلقت تسمية ” الثورة الصناعيّة الرابعة ” في العام 2016 و قد أطلقها المنتدى الاقتصاديّ العالميّ في دافوس، سويسرا. تتميز كل ثورة من الثورات الصناعيّة الثلاث السّابقة باختراق تكنولوجي/ علميّ ، أحدث نقلة في أنماط الاقتصاد والانتاج، ثم في الحياة الاجتماعيّة والفرديّة، وعلاقة الإنسان بالطبيعة والأشياء على مستوى العالم بأجمعه. أمّا الثورة الصناعيّة الرّابعة عُدَّت تسونامي التقدم التكنولوجيّ الذي سيغير الكثير من تفاصيل الحياة البشريّة، من إيجابياتها المهمّة أنّها توفر فرصًا واسعة للمجتمعات البشريّة كي تحقق معدلات عالية من التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة والإنسانيّة عمومًا، بتخفيضها لتكاليف الإنتاج وتأمين خدمات ووسائل نقل واتصال تجمع بين الكفاءة العاليّة وبكلفة أقل. كما أنّها تساهم في الرّعاية الصحية للإنسان، وتختصر الوقت في عمليّة التطور.

إشكاليّة الدّراسة وفرضياتها : تأتي الاشكالية كتحديد شامل لمعنى الموضوع وبعده النظريّ([14]). وانطلاقًا مما ورد أعلاه ، تتضح أهمّيّة توظيف تقنيات التّعليم في العمليّة التعلمّيّة، لمعرفة كيفيّة تطبيقها في الثّانويات الرّسميّة، مع إلقاء الضوء على التّحديات التي تواجه عمليّة التربية والتّعليم في عصر الثورة الصناعيّة الرّابعة. وعليه،جاءت أسئلة إشكاليتنا على الشكل الآتي:

1- ما هو واقع استخدام التكنولوجيا في التّعليم الثانوي الرّسميّ، وتحديدًا في المواد الاجتماعيّة؟و الى أيّ مدى تتوافر الوسائل التكنولوجيّة في الثانويات الرّسميّة؟

2- كيف يستخدم أساتذة العلوم الاجتماعيّة التكنولوجيا في صفوفهم؟ ووفق أيّ قاعدة؟ وهل ينعكس دور المعلم على دور الطالب؟وكيف يتبلور هذا الانعكاس؟

3- كيف توائم المناهج التّعليميّة متطلبات الواقع الاجتماعيّ المتحول في عصر المعرفة والإمكانات الهائلة التي تقدمها تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة؟ وهل من ضرورة لتعديلها  إذ تصبح أكثر تكيّفًا مع عصر الرّقمنة؟

4-كيف انعكست آلية استخدام التكنولوجيا في التّعليم الحضوري على عمليّة استخدام تكنولوجيا التعلّم من بعد؟ وما هو دور الأستاذ فيهما؟  وعليه نفترض مجموعة من الفرضيات لتحديد وجهة الدّراسة وللإحاطة بكافة تفاصيلها كقاعدة للعمل الميدانيّ([15]).

  • ان استخدام تكنولوجيا التّعليم في مادة علم الاجتماع في الثانويات الرّسميّة قد يؤمن رابطًا بين التلميذ ومجتمعه إذ يصبح أكثر وعيًّا لما يحيط به من مشاكل، فيحلل، يستنتج ، ويعطي حلولًا لها.
  • إن الكلفة المرتفعة لتكنولوجيا التّعليم، قد تكون سببًا من أسباب عدم تأهيل وتجهيز بعض الثانويات الرّسميّة بمتتطلباتها وبالتالي يؤدي الى ابتعاد الأساتذة من اعتمادها.
  • بعض الأساتذة الثانويين لمادة علم الاجتماع غير ملمين أو لا يتقنون تكنولوجيا التّعليم وبالتالي قد يكون سببًا للجوءهم للتعليم التقليدي.
  • إن استخدام تكنولوجيا التّعليم في مادة علم الاجتماع قد يكون ذو وجهين، إمّا يشدّ التّلميذ للمادة أو يشعره بالضجر واللامبلاة لما يُعرض أمامه.
  • العلاقة بين استخدام تكنولوجيا التّعليم الحضوري وتكنولوجيا التّعليم من بعد مطّردة، إذ تنعكس نتائج استخدامهما على عمليّة التعلّم والتّعليم.

منهج الدّراسة وحدودها الجغرافيّة:  اعتمدنا المنهج التحليليّ الوصفي للكشف عن مدى وكيفية استخدام أساتذة العلوم الاجتماعيّة في الثانويات الرّسميّة للوسائل التكنولوجيّة إضافة الى أبرز التحديات التي تواجههم في استخدامها أو في عدم استخدامها، وذلك لدراسة مكامن الخلل . كل ذلك عبر استخدام تقنية الاستمارة الموجهة الى أساتذة التّعليم الثانوي -مادة علم الاجتماع – والمؤلفة من أسئلة مغلقة، سيفرزها عبر تقنية ال SPSS. حصلت عمليّة التفريغ في جداول بسيطة وجداول مزدوجة تظهر ترابط المتغيرات، سنعرضها ونحللها بما يتوافق والتّسلسل المنهجيّ للدّراسة. وهنا لا بدّ من الإشارة أن عينة الدّراسة تألفت من 102  أستاذ في التّعليم الثانوي الرّسميّ من الملاك والتعاقد، موزعين من مختلف ثانويات محافظتي الشّمال وعكار. وقد اختيرت عينة هذه الدّراسة بالطريقة المتوفرة غير الاحتماليّة وبصورة عرضية incidental ، وقد أحصينا بالتعاون مع مركز الإرشاد لمادة علم الاجتماع عدد ثانويات الشّمال، 75 ثانوية ، وعدد الأساتذة فيها ، 130 أستاذ لعلم الاجتماع، مع الأخذ بالحسبان  وجود عدد من الأساتذة الموزعين على أكثر من ثانوية بهدف استكمال نصابهم – من الملاك – أو تعبئة شواغر – من المتعاقدين – كما استُخدِمت طريقة ال focus groupe أو المجموعات البؤرية مع مجموعة صغيرة من أساتذة الاجتماع الذين شاركوا في مشروع دراستيّ الذي أعدته وزارة التربية بالتعاون مع الوكالة الأميركيّة للتّنمية الدّوليّة في لبنان ( USAID ) لدعم تأهيل المدارس والثانويات الرّسميّة، وتأمين دعم فنيّ للمتدربين من مديري وأساتذة. كما قمنا بمقابلتين الأولى مع المرشدة والموجهة التّربوية لمادة علم الاجتماع في محافظتي الشّمال وعكار والثانية مع مديرة ثانوية رشعين الرّسميّة.

خصائص المبحوثين أو المجتمع المدروس:  إن استخدام التكنولوجيا في التّعليم جاء استجابة لمتطلبات الأفراد والمجتمعات وحاجاتهم في مختلف أنحاء العالم، إضافة الى المتغيرات الهائلة في مختلف المجالات، الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والمعرفيّة، جميعها أدت الى تطور تكنولوجيّ، هدفه تعميم المعرفة الإنسانيّة، ونشرها بين المجتمعات ومن المستويات الطبقيّة كافة من دون استثناء. أتاحت تكنولوجيا الاتصال عبر شبكة الانترنت عصرًا جديدًا قوامه الاتصال والتّفاعل بين البشر ، كما غيرت من المسارات العلائقيّة الانسانية ومن مفاهيمها ، وساعدت الأفراد على الانتقال من عالم واقعيّ تحكمه  وتتحكم به قيم وعادات الى عالم خاص بهم، يتحكمون به حسب أهوائهم ، على أساس أنّه يمثلهم أكثر من العالم الواقعي، حيث تسيطر الشاشة والصورة([16]). أمّا في ما يخص دراستنا فقد توزع أفراد العينة “أساتذة مادة علم الاجتماع في الثانويات الرّسميّة”، من المناطق كافة في محافظتي الشّمال وعكار، سنعرض أولًا الخصائص المميزة لأفراد العيّنة من أساتذة تعاقد أو ملاك، وفق خبراتهم التّعليميّة ومستوياتهم الجامعيّة، كلّه بحسب ترتيب الأسئلة الواردة في استمارة الدّراسة، نقراؤها ونحللها سوسيولوجيا.

رسم بياني رقم 1: توزع أفراد العينة حسب الجنس

يظهر الرّسم البياني رقم: 1، أن عيّنة الدّراسة تتألف من 102 أستاذًا وأستاذة ، يتوزعون وفق متغير الجنس بين 85.3% اناث و 14.7% ذكور. وهنا لابدّ من الإشارة أن أعداد النّساء تفوق أعداد الذكور في مجال وفي المجالات والاختصاصات كافة ([17]). وبتحليلنا السوسيولوجي هنا، نقول، إن نسبة الإناث من أساتذة علم الاجتماع تفوق نسبة الذكور لسببين: – غالبية خريجي العلوم الاجتماعية هن من الإناث على أساس أنّ هذا الاختصاص أدبي، إذ يفضل الذكور وبتوجيه من أهلهم والبيئة المحيطة ، الذهاب الى اختصاصات علميّة  على أساس أنّها ذكورية، وهذا ما يظهر التفاوت الجنسيّ/ الثقافيّ السائد في المجتمع اللبنانيّ([18]). أمّا السبب الآخر وهو عام، إذ تنخفض نسبة توجه الذكور وعلى اختلاف تخصصاتهم العلمية لمهنة التّعليم، اذ من يبقى في لبنان يتوجه للوظيفة المكتبيّة في قطاع الخدمات، أو إنشاء عمل خاص قد يكون متوارثًا عن الأهل كالتجارة، والبعض الآخر يفكر بالهجرة للعمل في الخارج ما إن يتخرج.

أصبحت التكنولوجيا مطلبًا أساسيًّا في شتى مجالات الحياة وخاصة في المجال التّعليميّ، فمن الملاحظ ازدياد الطلب يومًا بعد يوم وفي مختلف المؤسسات التّربويّة على ضرورة استخدام التقنيات الحديثة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لما لها من دور مهمّ في تطوير الأنظمة وتطوير أساليب التّعليم وصولًا الى إكساب التلامذة المعرفة والمهارة التي يحتاجونها([19]) (اأنور عبد الحميد الموسى: التكنولوجيا.. الكتاب). لذلك يؤدي متغير العمرعند الأساتذة دورًا أساسيًّا في هذه الدّراسة التي تركز على كمية وكيفيّة استخدام التكنولوجيا في تعليم الدراسات الاجتماعيّة ، لذا كان لا بدّ من الإشارة الى أعمار المبحوثين وهذا ما يظهره الجدول الآتي:

جدول رقم 2: توزع افراد العينة وفق مهارات استخدام الكومبيوتر وبحسب متغير العمر

 
العمر من الفئات العريضة المجاميع
[25-30] [30-35] [35-40] [40-45] [45-50] [50-55] [55-60] [60-65]
مهارات استخدام التكنولوجيا: استخدام الكمبيوتر كبيرة التكرار 7 12 10 4 7 5 2 1 48
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: استخدام الكمبيوتر 14.6% 25.0% 20.8% 8.3% 14.6% 10.4% 4.2% 2.1% 100.0%
%  العمر من الفئات العريضة 53.8% 54.5% 58.8% 44.4% 30.4% 62.5% 33.3% 25.0% 47.1%
% المجاميع 6.9% 11.8% 9.8% 3.9% 6.9% 4.9% 2.0% 1.0% 47.1%
متوسطة التكرار 6 9 7 4 14 2 4 3 49
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: استخدام الكمبيوتر 12.2% 18.4% 14.3% 8.2% 28.6% 4.1% 8.2% 6.1% 100.0%
%  العمر من الفئات العريضة 46.2% 40.9% 41.2% 44.4% 60.9% 25.0% 66.7% 75.0% 48.0%
% المجاميع 5.9% 8.8% 6.9% 3.9% 13.7% 2.0% 3.9% 2.9% 48.0%
ضعيفة التكرار 0 1 0 1 2 1 0 0 5
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: استخدام الكمبيوتر 0.0% 20.0% 0.0% 20.0% 40.0% 20.0% 0.0% 0.0% 100.0%
%  العمر من الفئات العريضة 0.0% 4.5% 0.0% 11.1% 8.7% 12.5% 0.0% 0.0% 4.9%
% المجاميع 0.0% 1.0% 0.0% 1.0% 2.0% 1.0% 0.0% 0.0% 4.9%
المجاميع التكرار 13 22 17 9 23 8 6 4 102
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: استخدام الكمبيوتر 12.7% 21.6% 16.7% 8.8% 22.5% 7.8% 5.9% 3.9% 100.0%
%  العمر من الفئات العريضة 100.0% 100.0% 100.0% 100.0% 100.0% 100.0% 100.0% 100.0% 100.0%
% المجاميع 12.7% 21.6% 16.7% 8.8% 22.5% 7.8% 5.9% 3.9% 100.0%

قُسِّم أفراد العينة وفق الفئات العمريّة العريضة، وقد تراوحت في أدناها خمس وعشرون عامًا وأقصاها أربع وستون عامًا عمر التقاعد وفق قانون العمل اللبنانيّ.بالنسبة إلى عمر أفراد العينة نلاحظ من خلال الجدول أنّ أعلى نسبة منهم 22.5% تتراوح أعمارهم بين 45-50 سنة. تليها نسبة21.6% تتراوح أعمارهم بين30-35 سنة، وهنا يمكننا أن نربط  هاتين الفئتين العمريتين بتاريخ إجراء مباراة الدخول الى ملاك التّعليم الثانوي حيث أُجريت أولى المباريات في العام 2005 وثاني المباريات في العام2015  لذلك نجد من الطبيعيّ أن تكون هاتين الفئتين العمريتين تحويان اكبر عدد من أساتذة علم الاجتماع.

بالعودة الى أكثر ما يظهره الجدول أهمّية نلاحظ أن النِسب انقسمت الى قسمين: قسم أول47.1 % لديهم مهارات كبيرة باستخدام التكنولوجيا وتحديدًا الكومبيوتر، وقد توزعت نسبهم على فئات الأعمار كما يلي: 11.8% عند الفئة العمريّة 30-35 ، تليها 9.8% عند الفئة العمرية 35-40، ثم 6.9% عند كل من الفئتين العمريتين 25-30 و 45-50، أمّا أكثر ما نلاحظه أهميّة أنّ النِسب تبدأ بالانخفاض دراماتيكيًّا كلما زاد العمر وهذا ما تؤكده نسب القسم الثاني 48%من الذين لديهم مهارات متوسطة باستخدام التكنولوجيا وقد توزعت نسبهم كما يلي: 13.7% عند الفئة العمرية 45-50، تليها 8.8% عند الفئة العمرية 30-35 ، وتنحدر الى 6.9%عندالفئة العمرية 25-30 ودراماتيكيًّا تصل الى 2% عند الفئة العمرية 50-55 وهنا لا بدّ من الإشارة أنّ هذه الفئة ما تزال تعدُّ شابة ومنتجة كما أن امتيازاتها الفكريّة تكون في القمة بسبب الخبرة والقدرة على العطاء. أخيرًا أقلّ النِسب 4.9% ممن لديهم مهارات ضعيفة في استخدام التكنولوجيا. وهنا بتحليلنا السوسيولوجيّ نقول إنّنا نعيش عصرًا انترنتيًّا بامتياز، مميز بسرعته، فرض نفسه على جميع البشر فتسابقوا على استخدامه ومعرفته حتى لا يصبحون من المتخلفين والجاهلين له، وبالتالي اختلف في العصر الحالي مفهوم الأميّة عمّا كان سابقًا فأمية استخدام التكنولوجيا اليوم هي المعيار. وهنا تجدر الإشارة أنه بنهاية 2017 سبق أن أصدر الاتحاد الدّوليّ للاتصالات (ITU)، أنّ مستخدميّ الإنترنت بلغ 4.3% مليار بحلول ذلك العام([20])، ثم في العام 2019 أصدر تقريرًا آخر يقول إن 49،7% من الأُسر حول العالم تمتلك حاسوبًا([21])، وهنا نستنتج أن الهواتف الذّكيّة المتطورة اصبحت تغطي بأهميتها على أهمّيّة الحواسيب خاصة لجهة بلوغ شبكة الإنترنت مع عدم نكران أهمّيّة وضرورة استخدام الحاسوب في التّعليم والأبحاث العلميّة.

يؤدي متغير الجنس أهميّة في استخدام التكنولوجيا التّعليمية خاصة أنّ الأنثى تعاني ما تعانيه من تمييز جندري في مجتمعاتنا غالبًا ما يشيع أنّ الذّكر أكثر كفاءة في استخدام التكنولوجيا وأسرع في تعلمها من الأنثى، وسنرصد الواقع بين الجنسين من خلال الجدول الآتي.

جدول رقم 3: توزع أفراد العينة وفق  استخدام التكنولوجيا في شرح الدرس وبحسب متغير الجنس

  الجنس المجاميع
ذكر أنثى
تستعمل التكنولوجيا أثناء شرح الدرس نعم التكرار 5 40 45
%  تستعمل التكنولوجيا أثناء شرح الدرس 11.1% 88.9% 100.0%
%  الجنس 33.3% 46.0% 44.1%
% المجاميع 4.9% 39.2% 44.1%
كلا التكرار 10 47 57
%  تستعمل التكنولوجيا أثناء شرح الدرس 17.5% 82.5% 100.0%
%  الجنس 66.7% 54.0% 55.9%
% المجاميع 9.8% 46.1% 55.9%
المجاميع التكرار 15 87 102
%  تستعمل التكنولوجيا أثناء شرح الدرس 14.7% 85.3% 100.0%
%  الجنس 100.0% 100.0% 100.0%
% المجاميع 14.7% 85.3% 100.0%

أكثر ما يظهره الجدول أهمّيّة أنّ 33.3% أيّ ثلث أفراد العينة الذكور يستخدمون التكنولوجيا في شرحهم لدرس الاجتماع، مقابل 46% من مجموع الإناث أفراد العينة ممن تستخدمن التكنولوجيا وهذه النّتيجة تدحض الشّائعات المجتمعيّة الجندرية بحقّ الأنثى.كما وأود الإشارة هنا انني ركزت على النِسب الخاصة لكل من الإناث والذكور وليس على النِسب العامة لأنّ أعداد الإناث من أفراد العيّنة كاساتذة لعلم الاجتماع في محافظة الشّمال تفوق نسبة الذّكور وهذا بتحليلنا إنّما يعود الى سبب وحيد مرتبط بالجندر المجتمعيّ المنبثق عن التنشئة الاجتماعيّة إذ توجه الذّكور للاختصصات الجامعيّة العلميّة  والإناث للاختصصات الأدبيّة وعليه نجد تفوق عددي جنسيّ بحسب الاختصاص في الكليات المختلفة([22]). أمّا بالعودة لدراستنا، فمن خصائص أفراد العينة  المهمة التي يجب  أن لا نهملها هي الوضع الوظيفيّ للاساتذة، أيّ عددهم كملاك في التّعليم الثانويّ ، وعددهم كمتعاقدين أيضًا مع الشّهادات التي يحملونها، والتي تتراوح بين الإجازة، والجدارة أو ماستر، والدكتوراه.

جدول رقم 4: توزع أفراد العينة وفق اللقب العلمي ومتغير الشّهادة العلميّة

  الشهادة العلمية المجاميع
إجازة جدارة ماستر دكتوراه
اللقب العلمي استاذ ملاك التكرار 2 31 38 7 78
%  اللقب العلمي 2.6% 39.7% 48.7% 9.0% 100.0%
%  الشهادة العلمية 100.0% 66.0% 82.6% 100.0% 76.5%
% المجاميع 2.0% 30.4% 37.3% 6.9% 76.5%
استاذ متعاقد التكرار 0 16 8 0 24
%  اللقب العلمي 0.0% 66.7% 33.3% 0.0% 100.0%
%  الشهادة العلمية 0.0% 34.0% 17.4% 0.0% 23.5%
% المجاميع 0.0% 15.7% 7.8% 0.0% 23.5%
المجاميع التكرار 2 47 46 7 102
%  اللقب العلمي 2.0% 46.1% 45.1% 6.9% 100.0%
%  الشهادة العلمية 100.0% 100.0% 100.0% 100.0% 100.0%
% المجاميع 2.0% 46.1% 45.1% 6.9% 100.0%

لطالما يسعى خريجي الاختصاصات التّعليميّة الى التّعاقد في مدارس خاصة أو رسمية فور تخرجهم من الجامعة، مع أفضليّة دائمًا للقطاع العام الرّسميّ على القطاع الخاص، وذلك طمعًا بما يقدمه هذا القطاع من راحة ماليّة وضمانات صحية إضافة الى معاش تقاعديّ يضمن شيخوخة الفرد. هذا حال أفراد العيّنة الذين توزعوا بين 76.5% ملاك و 23.5% تعاقد يسعون لدخول الملاك. أمّا الشّهادات العلميّة  فقد تنوعت كما يلي: حملة الإجازة 2%  وجميعهم في الملاك، تليها 46.1% من حملة الجدارة انقسموا بين 30.4% في الملاك و15.7%من المتعاقدين، أمّا حملة الماستر45.1% توزعوا بين 37.3% من الملاك و 7.8% من المتعاقدين ، وأخيرًا 6.9% من حملة الدكتوراه وجميعهم في الملاك الثانويّ. كما لاحظنا أنّ غالبية الأساتذة الثانويين لمادة علم الاجتماع وفي الثانويات الرّسميّة في الشّمال هم من حملة الجدارة أو الماستر بنسبة عالية 89.2% . وهذا إن دلّ على شيء إنّما يدل على أهميّة التّعليم ومدى إتاحته في لبنان، كما يدل على مدى إصرار وزارة التربيّة  على اختيار أساتذة ثانويين من حملة الدّراسات العليا، كفوئين، اصحاب اختصاص ولا يعلمون بغير اختصاصتهم. وعليه يكونون أكثر معرفة ودراية بطريقة تعليم المادة وهذا ما سيظهره الجدول الآتي:

جدول رقم 5: توزع أفراد العينة وفق الخبرة التّعليميّة وبحسب متغير اللقب العلميّ

  اللقب العلمي المجاميع
أستاذ ملاك أستاذ متعاقد
الخبرة التّعليمية أقل من 5 سنوات التكرار 19 5 24
%  الخبرة التّعليمية 79.2% 20.8% 100.0%
%  اللقب العلمي 24.4% 20.8% 23.5%
% المجاميع 18.6% 4.9% 23.5%
من 5 إلى 10 سنوات التكرار 14 10 24
%  الخبرة التّعليمية 58.3% 41.7% 100.0%
%  اللقب العلمي 17.9% 41.7% 23.5%
% المجاميع 13.7% 9.8% 23.5%
من 10 إلى 15 سنة التكرار 3 2 5
%  الخبرة التّعليمية 60.0% 40.0% 100.0%
%  اللقب العلمي 3.8% 8.3% 4.9%
% المجاميع 2.9% 2.0% 4.9%
أكثر من 15 سنة التكرار 42 7 49
%  الخبرة التّعليمية 85.7% 14.3% 100.0%
%  اللقب العلمي 53.8% 29.2% 48.0%
% المجاميع 41.2% 6.9% 48.0%
المجاميع التكرار 78 24 102
%  الخبرة التّعليمية 76.5% 23.5% 100.0%
%  اللقب العلمي 100.0% 100.0% 100.0%
% المجاميع 76.5% 23.5% 100.0%

يتبين لنا من خلال الجدول أنّ أغلبيّة 41.2% من الأساتذة هم في الملاك الثانوي وخبرتهم تزيد عن 15 عامًا، تليها نسبة 18.6% خبرتهم أقلّ من 5 سنوات ثم 13.7% خبرتهم تراوحت بين 5 و10 سنوات وهنا تجدر الإشارة أنّ هذه النِسب من الذين لقبهم أساتذة في الملاك الثانوي إنّما تتأثر بمباريات الدّخول الى الملاك الثانوي التي أجرتها وزارة التربية والتّعليم منذ العام 2005 حتى العام 2015 مع تحديدها لأعداد معيّنة من الأساتذة في اختصاصات معينة وفي كل مرة انخفض العدد المطلوب في الأقضيّة، لذلك أتت النِسب متفاوتة وفي الوقت نفسه متشابهة. كما أنّ نصاب ساعات أساتذة الثانوي هو 20 ساعة أسبوعيًّا، وهذا قد يؤثرعلى طريقة تعليمه تكنولوجيا أو تلقينيًّا. وهذا ما سيظهره الجدول اللاحق.

الوعيّ بأهمية التكنولوجيا في التّعليم ومهارات استخدامها

تعدُّ التكنولوجيا، تطبيقًا عمليًّا للنظريات المعرفيّة في مجالات الحياة ولذلك يقصد الاستفادة منها واستثمارها ويرى “روانتري”Rowntree  أن كلمة تكنولوجيا هي كلمة أغريقيّة تعني جميع الوسائل التي تستخدم لانتاج الأشياء الضروريّة لراحة الإنسان واستمرارية وجوده. أمّا “كارتر غود” Carter good، فيرى أن المقصود بالتكنولوجيا هو تطبيقات العلم الذي يساعد على حلّ المشاكل العلميّة، أيّ معالجة النّظريات والحقائق والقوانين في الحياة العامة([23]). وهنا لا بدّ من الإشارة أيضًا الى أنّ كلمة تكنولوجيا التّعليم لا تعني فقط الأجهزة والألواح الذّكيّة المستخدمة في عمليّة التّعليم والتعلّم، بل هي البرمجيات والبرامج المتطورة التي تستخدمها هذه الأجهزة، وبمعنى أوضح يمكن احتساب تكنولوجيات التّعليم  يمكن استخدامها عبر أجهزة تكنولوجيّة خاصة ولكن أهميتها الأساسيّة تكمن في أنّها تساعد على بث الأسلوب العلميّ المنظم للمعارف والحقائق والأساليب والمهارات بطريقة علميّة تطبيقيّة. وعليه لا بدّ من أنّ يتمتع الأساتذة المستخدمين لتكنولوجيا التّعليم بالوعيّ لاهميتها التّعليميّة، وهذا ما سنلحظه من خلال الجداول والرّسوم البيانيّة الآتية.

جدول رقم 6: توزع افراد العينة وفق وعيهم للتكنولوجيا في التّعليم ولقبهم العلمي

  اللقب العلمي المجاميع
أستاذ ملاك أستاذ متعاقد
من الضروري استخدام التكنولوجيا في التّعليم الثانوي لمادة علم الاجتماع موافق التكرار 63 18 81
%  من الضروري استخدام التكنولوجيا في التّعليم الثانوي لمادة علم الاجتماع 77.8% 22.2% 100.0%
%  اللقب العلمي 80.8% 75.0% 79.4%
% المجاميع 61.8% 17.6% 79.4%
محايد التكرار 7 3 10
%  من الضروري استخدام التكنولوجيا في التّعليم الثانوي لمادة علم الاجتماع 70.0% 30.0% 100.0%
%  اللقب العلمي 9.0% 12.5% 9.8%
% المجاميع 6.9% 2.9% 9.8%
غير موافق التكرار 8 3 11
%  من الضروري استخدام التكنولوجيا في التّعليم الثانوي لمادة علم الاجتماع 72.7% 27.3% 100.0%
%  اللقب العلمي 10.3% 12.5% 10.8%
% المجاميع 7.8% 2.9% 10.8%
المجاميع التكرار 78 24 102
%  من الضروري استخدام التكنولوجيا في التّعليم الثانوي لمادة علم الاجتماع 76.5% 23.5% 100.0%
%  اللقب العلمي 100.0% 100.0% 100.0%
% المجاميع 76.5% 23.5% 100.0%

يظهر لنا الجدول رقم 6، وبقراءة أفقيه أنّ نسبة كبيرة من مجموع أساتذة علم الاجتماع في الثانويات الرّسميّة 79.4% وهم في غالبيتهم من الملاك بنسبة 61.8% يعود لأهميّة  استخدام التكنولوجيا في التّعليم  الثّانوي لمادة علم الاجتماع، مقابل 17.6% من مجموع المتعاقدين الذين أيضًا يوافقونهم الرأي. وهنا نستنتج أنّ الملاك وبما أنّ مكان عملهم واحد ومحدد أيّ ثانوية واحدة وقد يكون اثنين، ويعيشون نوعًا من الاستقرار الوظيفيّ والماديّ بعكس المتعاقد الذي قد يكون مشتتًا بين أكثر من ثانوية ومعهد ومدرسة، ويعيش صراع الاستمرار والمردود الماديّ الشّهريّ أو السّنويّ، فعليه نجد أن الأول يستطيع تنظيم أوقاته وقد يتفنن في تحضير دروسه كما يريد وبالتقنيات التي يجدها مناسبة.

وكما يؤدي اللقب العلميً دورًا مهمًّا في الوعي بأهميّة استخدام التكنولوجيا في التّعليم، كذلك للعمر الدّور الأهم وهذا ما سيظهره الرسم البياني الآتي، الذي يحدد أهم التّقنيات والوسائل المستخدمة من قبل أفراد العينة  في اأثناء شرح الدرس وبحسب أعمارهم.

رسم بياني رقم 7: توزع افراد العينة  وفق التكنولوجيا المستخدمة اثناء الشرح وبحسب متغير العمر

اعتمدت عمليّة تكنولوجيا التّعليم على نقطتين أساسيتين، الأولى ركزت على علاقة الإنسان بالآلة وهذا ما يطلق عليه اسم السيبرانتيكا (cybernatcs ) أمّا الثانية فكانت ذات أساس سيكولوجيّ بالتّحديد تركز على الآلة التّعليميّة المستخدمة (machines learning) ، هذا ما نسعى لتسليط الضوء إليه من خلال الرسم البياني رقم 7، فكما نلاحظ ان الآلات التكنولوجية المستخدمة  في المدارس هي الباور بوينت والاكتيف بورد والأل سي دي. أمّا أكثر ما تظهره المعطيات الإحصائيّة الواردة أهمّيّة حول استخدامات أفراد العينة للالات التكنولوجيّة وبحسب متغير العمر، فنجد أنّ الغالبيّة العظمى من الأساتذة تستخدم الباور بونت والأل سي دي مقابل قلة قليلة جدًا وتكاد لا تحتسب تستخدم الأكتيف بورد، والسبب بتحليلنا السوسيولوجي إنّما يعود إلى أنّ طريقة عمل الاكتيف بورد بحاجة لتدريب كما أنّ غالبيّة المدارس الرّسميّة غير مجهزة به.

بالعودة لمعطيات الرّسم البيانيّ العاموديّ، نجد أنّ استخدام الأل سي دي تتقدم على استخدام الباوربوينت وعلى الفئات العمريّة كافة ، وهنا أيضًا نستنتج أنّ غالبية المدارس الرّسميّة مجهزة به وطريقة استخدامه لا تحتاج لتقنية عالية. كما ونلاحظ أنّ الفئة الشّابة المتراوح عمرها بين 30 و40 سنة هي الأكثر استخدامًا للباوربوينت ، وهذا يؤكد ما سبق وذكرناه حول الدورات التدريبيّة لاستخدام الالة التّعليميّة وعلاقة كل فرد فيها. أمّا لماذا الفئات الشّابة تستخدم الباوربوينت أكثر من غيرها، استنتجنا من المجموعات البؤرية أنّ بعضهم وهم قلة شاركوا بمشروع” دراستيّ” وتدربوا من خلاله على استخدام التكنولوجيا في التّعليم، أمّا البعض الآخر وجد أنّ هذه الوسيلة محفزة للتلاميذ وخاصة في مادة علم الاجتماع عبر عرضها لصور من الواقع المعاش. وهنا لا بدّ من الإشارة أنّ مهارة الاستخدام للتكنولوجيا  لها الدّور الأساسيّ في تقبلها والوعي بأهميتها التّعليميّة ، وهذا ما ستبينه الجداول والرّسوم البيانيّة اللاحقة.

جدول رقم 8: مهارة استخدام الكومبيوتر عند افراد العينة وبحسب متغير العمر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعدُّ العلاقة بين الكومبيوتر وتكنولوجيا التّعليم ، علاقة وثيقة إذ لا يمكن التفكير بتكنولوجيا التّعليم من دون التفكير باستخدام الكومبيوتر أو الحاسوب، إذ تعدُّ تقنية استخدام الكومبيوتر في التّعليم فن، فهو أولًا يخدم تقنية التّعليم الذّاتي فيساعد المعلم أولًا على مراعاة الفروق الفرديّة، كما يؤدي الى تحسين وتجويد وتجديد نوعية وشكل عمليّة التعلم والتّعليم. أمّا ثانيًّا  يعمد الحاسوب أو الكومبيوتر على جذب انتباه التلاميذ، خاصة أنّه يقدم المواد أمامهم بطريقة مشوقة تستند على الصوت والصورة وبالتالي تخرجهم من روتين الحفظ والتلقين([24]).  ويقصد بالكومبيوتر التّعليميّ  في عمليّة التّعليم والتعلم ، المصدر للبرامج الرقميّة المنتجة المتضمنة الوسائط المتعددة ( نص- صوت- صورة – فيديو ) وأنماط الإثارة والتفاعل ، إدارة عمليّة التّعلم ونقل الخبرات التّعليميّة كاملة للدارسين ، لتحقيق أهداف تعليميّة محددة، ترتبط بمقررات دراسية معينة ، تمثل جزء من تعليمهم الرّسميّ النّظام. من هنا تأتي أهمّيّة إتقان مهارة استخدام الكومبيوتر لدى أساتذة التّعليم الثانوي لمادة علم الاجتماع وهي المادة المنبثقة من الواقع المعاش للأفراد.

انطلاقًا مما ورد، تأتي أهميّة معطيات الجدول رقم 8 حيث نقرأ أنّ غالبية 47.1% من أفراد العينة الذين يستطيعون استخدام الكومبيوتر بطريقة كبيرة تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عامًا. مقابل نسبة قليلة 4.7% مهارتهم في استخدام الكومبيوتر ضعيفة ، تتراوح أعمارهم بين 55 و 60 عامًا.

أمّا النسبة الأكبر 48%  فهي عند الفئة التي تعدُّ مهارتها متوسطة في استخدام الكومبيوتر وتتراوح أعمارهم بين 50 و 55 عامًا. وهنا نستنتج انّ لمتغير العمر دور كبير في اتقان استخدام الكومبيوتر كذلك في إمكانيّة التعلّم  وإن من جديد لهذه التقنية. وهنا نستشهد بمقابلة اجريناها مع د.روعة فتفت([25]) التي أطلعتنا أنّها ومن خلال زياراتها الميدانيّة الحضوريّة للثانويات الرّسميّة في الشّمال ومتابعتها لأساتذة مادة علم الاجتماع، لاحظت أنّ بعض الأساتذة لم يكونوا ملمين باستخدام الكومبيوتر وبالتالي غالبًا ما كانت طريقة تعليمهم تقليدية إذ يلقنون تلامذتهم الدرس كما جاء في الكتاب، من دون إمكانيّة استخدام وسائل إيضاح متطورة عبر تقنيات تكنولوجية كالباوربوينت وال LCD أو الـActive board… وهم في غالبيتهم من الذين تخطوا الخمسون عامًا وما فوق، فكانوا يجدون صعوبة في مواكبة تكنولوجيا التّعليم أو حتى التّعليم الرقميّ الحديث. إذًا نستنتج أنّ مهارة استخدام الكومبيوتر في التّعليم هي أساس لإمكانيّة استخدام التقنيات التكنولوجيّة الأخرى كالباوربوينت والاكتيف بورد، وهذا ما سنلحظه في الجدول اللاحق يبين لنا الجدول رقم 9 أنّ 39.2% من أفراد العينة لديهم مهارة كبيرة في تحضير باوربوينت، جدول رقم 9: مهارات استخدام التكنولوجيا – تحضير باوربوينت- بحسب متغير الجنس

  الجنس المجاميع
ذكر أنثى
مهارات استخدام التكنولوجيا: تحضير باور بوينت كبيرة التكرار 7 33 40
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: تحضير باور بوينت 17.5% 82.5% 100.0%
%  الجنس 46.7% 37.9% 39.2%
% المجاميع 6.9% 32.4% 39.2%
متوسطة التكرار 4 28 32
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: تحضير باور بوينت 12.5% 87.5% 100.0%
%  الجنس 26.7% 32.2% 31.4%
% المجاميع 3.9% 27.5% 31.4%
ضعيفة التكرار 4 26 30
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: تحضير باور بوينت 13.3% 86.7% 100.0%
%  الجنس 26.7% 29.9% 29.4%
% المجاميع 3.9% 25.5% 29.4%
                                                       المجاميع

 

 

التكرار 15 87 102
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: تحضير باور بوينت 14.7% 85.3% 100.0%
%  الجنس 100.0% 100.0% 100.0%
% المجاميع 14.7% 85.3% 100.0%

 

6.9% منهم عند الذكور و32.4% عند الإناث.  أمّا عند الذين تعدُّ مهارتهم متوسطة في تحضير الباوربوينت ويشكلون نسبة 31.4% بينهم 3.9% ذكور و27.5% إناث. وأخيرًا تأتي الفئة التي تعدُّ مهارتها في تحضير الباوربوينت ضعيفة 29.4% بينهم 3.9% ذكور و25.4% إناث. أهمّ ما نستنتجه من خلال الجدول أنّ الفروقات في تحضير الباوربوينت وبحسب متغير الجنس ، متقاربة ومتشابهة، إذ نلاحظ أنّ الإناث بالمهارة الكبرى والمتوسطة يتفوقن على الذّكور، وكذلك عند المهارة الضعيفة وهنا لا بدّ أن نعود لنشير أن نسبة الإناث اللواتي يعلمن مادة علم الاجتماع في الثانويات الرّسميّة تفوق بأضعاف نسبة الذكور.

أمّا بتحليلنا السّوسيولوجيّ نقول إنّ الأنثى دائمًا تسعى للتفوق في عملها لذا ليس مستغربًا أن تتفوقن ويمتلكن مهارات أكثر من الذكر في تحضير الباوربوينت.خاصة أنّ غالبية أفراد العيّنة الإناث لا يعملن سوى في التّعليم وبالتالي وقتهن متاح أمام الذّكر الذي قد يكون متعاقدًا في مدارس أخرى خاصة أو معاهد مهنية وذلك ليؤمن احتياجات عائلته، ولا ننسى أنّنا في مجتمع ذكوري إذ إن المطلوب من الرجل ليس مطلوبًا من الأنثى. أمّا أكثرما لاحظناه أهمّيّة من خلال دراستنا الميدانيّة أن تحضير الباوربوينت متعلق أساسًا بمهارة استخدام الكومبيوتر أو الحاسوب وبالتالي لاحظنا أنّ الضّعف في تحضير الباوربوينت انما يتأتى عند الذين يعانون ضعفا في استخدام الحاسوب.وهنا لا بدّ من الذكر أنّ بعض اللواتي عانين من مشاكل في استخدام التكنولوجيا التّعليمية لجأنا الى طلب المساعدة من زملاء أو حتى من مرشدات التوجيه المسؤولات عن المادة([26]). أمّا أصعب الوسائل التكنولوجية المستخدمة من قبل الأساتذة، كان الاكتيف بورد او اللوح الذكي وهذا ما يبينه الجدول رقم 10.

جدول رقم 10: مهارة استخدام الاكتيف بورد من قبل الأساتذة أفراد العينة

  التكرار النسب النسب المقبولة النسب المتراكمة
  كبيرة 21 20.6 20.6 20.6
متوسطة 35 34.3 34.3 54.9
ضعيفة 46 45.1 45.1 100.0
المجموع 102 100.0 100.0  

 

 

 

 

يعدّ الاكتيف بورد أو اللوح الذكيّ من أكثر أهمّية وأضخم أجهزة العرض الالكترونيّة ويعمل من خلال توصيله بجهاز الكومبيوتر الشخصي الخاص بالأستاذ، وبجهاز عرض البيانات Data Projector  وهي مجهزة بإذ تتحول في ثوانٍ بعد التوصيل الى شاشة كومبيوتر عملاقة عاليّة الوضوح، بحيث تنقل الصوت والصورة في آن معًا. وما أن يقوم الأستاذ بكتابة جملة أو عرض صورة، يمكنها على الفور حفظها في ذاكرتها ونقلها بثوانٍ الى حاسبات التلاميذ كما يمكن لأيّ تلميذ ومن حاسوبه الخاص أن يبعث ما لديه من ملاحظات او مساهمات في الدّرس([27])، وهذا دليل على أهميتها كوسيلة تكنولوجيّة تعليمية، لها  دور أساسيّ في عمليّة المحاكاة التفاعليّة النّشطة بين التلامذة والأستاذ.

بالعودة الى معطيات الجدول رقم 10 أكثر ما نلاحظه أهمّيّة أنّ حوالي نصف أفراد العينة 45.1% مهارتهم ضعيفة في استخدام الاكتيف بورد خلال عمليّة التّعليم ، يليها أكثر من الثلث بقليل 34.3% منهم مهارتهم متوسطة وأخيرًا نسبة 20.6% وهم من الأقليّة التي تعدُّ مهارتها كبيرة في استخدام الاكتيف بورد. أكثر ما نلاحظه أهمّيّة بعد الرّبط بين ما ورد في الفقرة الأولى وما جاء في معطيات الجدول أنّ مهارة استخدام الكومبيوتر أو الحاسوب أساسيّة للتمكن من استخدام الاكتيف بورد لذلك قد نجد أنّ المعطيات الواردة منطقيّة خاصة أنّ نسبة  كبيرة (53%) مهارتها في استخدام الكومبيوتر متوسطة وضعيفة كما جاء في الجدول رقم 8.

تجدر الإشارة، أنّ غالبيّة من الأساتذة الذين يبتعدون من استعمال الوسائل التكنولوجيّة في التّعليم ليس فقط بسبب عدم الإلمام بها وإنّما أيضًا بسبب الخوف من مواجهة المشكلات التي قد تحدث أثناء استخدامها،كما أنّ بعضهم يجدها غير محفزة للتلاميذ، وهذا ما ستظهره الجداول والرسوم البيانية الآتية.

جدول رقم 11: مهارة استخدام التكنولوجيا وإمكانيّة مواجهة بعض المشاكل التقنيّة  

  التكرار النسب النسب المقبولة النسب المتراكمة
  كبيرة 14 13.7 13.7 13.7
متوسطة 41 40.2 40.2 53.9
ضعيفة 47 46.1 46.1 100.0
المجموع 102 100.0 100.0  

يؤكد الجدول رقم 11 ما سبق وذكرناه حول أسباب عدم استخدام التكنولوجيا في التّعليم ، إذ تظهر لنا المعطيات الإحصائيّة أنّ النسبة الأكبر من أساتذة علم الاجتماع 46.1% لا يجيدون مواجهة المشاكل التقنية التي قد تواجههم أثناء الاستخدام، تليها نسبة 40.2% مهارتها متوسطة في مواجهة المشاكل التقنية ، وهي على حد قولهم البسيطة منها، مقابل النسبة الأقل 13.7% وهي الملمة بالتكنولوجيّة وتستطيع حلّ المشاكل التقنية التي قد تعترضها أيًّا كان شكلها أو نوعها. لا بد من التنويه هنا أنّه استنادًا للمعطيات السابقة حول جنس أفراد العينة ، أساتذة علم الاجتماع في الثانويات الرّسميّة في الشّمال سبق وأشرنا أنّ الغالبية 85.3% منهم هم من الإناث مقابل 14.7% هم من الذكور. وعليه، نستنتج إلمام غالبية الذّكور بمهارة حلّ المشاكل التقنيّة 40% من مجموع الذكور مقابل 9.2% من مجموع الإناث. وهذا ما يظهره الجدول رقم 12.

جدول رقم 12: مهارة استخدام التكنولوجيا: التعامل مع بعض المشاكل وبحسب متغير الجنس

  الجنس المجاميع
ذكر أنثى
مهارات استخدام التكنولوجيا: التعامل مع بعض المشاكل كبيرة التكرار 6 8 14
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: التعامل مع بعض المشاكل 42.9% 57.1% 100.0%
%  الجنس 40.0% 9.2% 13.7%
% المجاميع 5.9% 7.8% 13.7%
متوسطة التكرار 4 37 41
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: التعامل مع بعض المشاكل 9.8% 90.2% 100.0%
%  الجنس 26.7% 42.5% 40.2%
% المجاميع 3.9% 36.3% 40.2%
ضعيفة التكرار 5 42 47
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: التعامل مع بعض المشاكل 10.6% 89.4% 100.0%
%  الجنس 33.3% 48.3% 46.1%
% المجاميع 4.9% 41.2% 46.1%
المجاميع التكرار 15 87 102
%  مهارات استخدام التكنولوجيا: التعامل مع بعض المشاكل 14.7% 85.3% 100.0%
%  الجنس 100.0% 100.0% 100.0%
% المجاميع 14.7% 85.3% 100.0%

 

تحمل عمليّة تمكين المرأة تكنولوجيا أهمية كبرى  إذ تساعدها من نواحي حياتها  كافة وتنمي  قدراتها ومهاراتها الشخصية وتتيح حياة أفضل لها، بحيث تمنحها القدرة على المشاركة في اتخاذ القرارات المؤثرة في حياتها الاجتماعيّة، العمليّة والعلميّة. يؤدي الحاسوب الآلي دورًا في تمكين المرأة تكنولوجيا حيث يساعدها في إنجاز اعمالها ويسهّل لها إمكانيّة الحصول على المعلومات التي تحتاجها مهما اختلفت وظائفها، فما الحال إذا كانت معلمة لمادة علم الاجتماع في ثانويات رسمية. لقد بات من المعلوم أنّ أجهزة الكومبيوتر واللوائح الذّكيّة وتكنولوجيا الإنترنت من وسائل تطوير التّعليم المهمّة في القرن الحاديّ والعشرين وبات من المعروف أيضًا أنّ ضمن اقتصاديات التّعليم أنّ أيّ تقدم في التّعليم يؤدي الى تقدم في جميع قطاعات الاقتصاد الأخرى([28]). لذلك أصبح واجبًا أن تُلِّم الأنثى المعلمة بعالم  التكنولوجيا على اختلاف تقنياته ووسائله.

أمّا ما يظهره الجدول 12، التفاوت الواضح في مهارة معالجة المشكلات التكنولوجية التي قد تطرأ أثناء استخدام الوسائل أو تقنيات تكنولوجيا التّعليم داخل الصفوف.بالنسبة إلى الذكور 40%منهم مهارتهم كبيرة في معالجة المشكلات التكنولوجيّة الطارئة مقابل 9.2% عند الإناث مهارتهن كبيرة، كما ونلاحظ أنّ 33.3% من الذّكور مهارتهم ضعيفة مقابل نسبة عالية من الإناث 48.3% منهن مهارتهن ضعيفة في معالجة المشكلات التكنولوجيّة الطارئة أثناء التّعليم التكنولوجيّ. وهنا لا بدّ من ذكر بعض الأسباب التي تقف حائل أمام تمكين المرأة تكنولوجيا ، كما جاء في دراسة أجرتها اليونسكو([29]) نذكر منها ما يتوافق ودراستنا:

–   معوقات ذاتية كضغوط العمل أو خضوع المرأة للرجل، الحمل والأمومة …

– معوقات من المجتمع مثل ضعف الوعيّ بأهمية التكنولوجيا في المجتمع بشكل عام وفي حياة النّساء بشكل خاص ، نقص الدّعم حيال المناصب القياديّة والتمييز للجنس الآخر.

– معوقات تعود الى بيئة العمل، المعوقات التنظيميّة والإداريّة.

– معوقات اقتصادية تتمثل في عدم قدرة الدّولة على تأمين البنى التّحتيّة والأجهزة الالكترونيّة والشّبكة الإنترنتيّة للمناطق النائيّة والمناطق الفقيرة والمهمشة.

– اقتصار القطاع الخاص في الوظائف والأعمال المتاحة عندهم للذكور من دون الإناث.

– التنمية والتدريب محدودية الامكانيات المؤسسية للأجهزة المطلوبة خاصة في المدارس ومراكز التدريب.

وعلى الرّغم من وعيّ غالبية أساتذة مادة علم الاجتماع للتكنولوجيا التّعليم إلّا أن كثيرين منهم أعطوا حججًا لعدم استخدامها، وهذا ما تظهره  الجداول والرسوم البيانية الآتية:

جدول  رقم 13: أسباب عدم استخدام تكنولوجيا التّعليم  

 سبب عدم استخدام التكنولوجيا داخل الصف التكرار النسب النسب المقبولة النسب المتراكمة
  ضيق الوقت 20 19.6 34.5 34.5
عدد الطلاب 2 2.0 3.4 37.9
عدم الإلمام 18 17.6 31.0 69.0
لا تجهيزات 18 17.6 31.0 100.0
المجموع 58 56.9 100.0  
  لا جواب 44 43.1    
المجموع 102 100.0    

أكثر ما يظهره الجدول أهمّيّة أسباب عدم استخدام تكنولوجيا التّعليم عند أساتذة مادة علم الاجتماع،غالبيّة 43.1% لم يعطوا جوابًا واضحًا حول تقاعسهم عن استخدام تكنولوجيا التّعليم، تليها نسبة 19.6% قالوا أنّ ضيق الوقت لا يسمح لهم باستخدامها، ثم نلاحظ النِسب المتشابهة 17.6% لكل من الذين قالوا أنّه لا تجهيزات داخل الثانويات الرّسميّة والتي تسمح بتطبيق التكنولوجيا، وعند فئة غير الملمين بكيفيّة استخدام تكنولوجيا التّعليم ونسبتهم أيضًا واضحة 17.6%. وأخيرًا نجد النسبة الأقل 2% عند الذين يعانون من أعداد كبيرة للتلامذة داخل الصف.

وهنا لا بدّ من الإشارة  أن استخدام مصطلح تكنولوجيا التّعليم لم يظهر في المراجع التّربوية إلّا في نهاية الستينيات من القرن الماضيّ، حيث بدأت الكتابات المتخصصة تتضمن المصطلحين، فقد أطلق هوج (1997) على تكنولوجيا التدريس، بالعمليّة المنظمة، وتكنولوجيا التّعليم، بعمليّة للدمج المنظم والتطوير([30]). لذلك نجد من الضروري التحديد أنّ تكنولوجيا التّعليم لا تعني الوسائل التّعليميّة والأجهزة والبرمجيات وإنّما تشمل أكثر من ذلك بكثير، وهنا المقصود استعدادات الأستاذ والتلميذ والإدارة إضافة  الى تجهيز المدرسة بالإمكانيات التّكنولوجيّة المطلوبة. وفي السّياق، نذكر الدّراسة التي أجراها دايفس([31]) حدد فيها نوعين من العوامل:الأول يركز على الفائدة المتوقعة من تطبيق التكنولوجيا ويقصد بها درجة اعتقاد الشّخص بأنّ استخدام التكنولوجيا سوف يعزز من آداءه، أمّا النّوع الثاني من العوامل، سهولة الاستخدام المتوقعة ويقصد به درجة اعتقاد الشّخص بأن النظام سوف يوفر من الجهد المبذول، وبذلك فإنّ توجهات المعلم وتصوراته المسبقة عن التكنولوجيا تعتبر من العوامل الأساسية في تقبل التكنولوجيا. وبناء على ما سبق يمكننا القول انه يمكن اعتبار عدم توافر اي من متطلبات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يعتبر معوقًا في طريق استخدامها في العمليّة التعلمية، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات ذات العلاقة بالمعلم نفسه مثل الخوف والقلق من استخدام التكنولوجيا، والسمات الشخصية مثل العمر والمستوى التّعليمي وعدد سنوات الخبرة، وهو ما سبق وتناولناه  في دراستنا ومن خلال الجداول السابقة.

بالعودة الى المعطيات الميدانية التي توصلت إليها الدّراسة نستنتج أنّ غالبية 79.4% من أساتذة مادة علم الاجتماع أفراد العينة يعون أهمية التكنولوجيا في التّعليم،كما أنّهم جميعًا وبنسبة 99% مع ضرورة إدخال تغييرات على المناهج لمواكبة التطورات الحاصلة ودمج التكنولوجيا ضمنها. أمّا المفارقة التي لاحظناها أنّ ما قيل من مثاليات لم يطبق بالفعل وخاصة من الأساتذة أنفسهم، إذ وجدنا أنّ كثيرين منهم لم يشاركوا بدورات لتطوير ذاتهم تكنولوجيا، وهذا ما سنبينه في الرسم البياني اللاحق تعدُّ عمليّة التدريب

رسم بياني رقم 14:توزع المبحوثين بحسب خضوعهم لدورات حول تكنولوجيا التّعليم

أساسًا في نجاح عمليّة التعلّم، إذ إنّنا نعيش في عصر التطور التّكنولوجي السريع إذ إنّنا باستمرار بحاجة لتعلّم مهارات وعلوم جديدة. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ التّدريب ليس مرتبطًا فقط بالعلوم والمعارف والتقنيات الحديثة وإنّما له أسباب أخرى. من أكثر هذه الأسباب أهمّيّة هي تقوية نقاط الضعف لدى الأفراد المتدربين ولمساعدتهم على صقل كفاءاتهم لآداء أعمالهم على أكمل وجه. وهناك وجه آخر للتدريب وهو ما يطلق عليه التطوير وهو تدريب الأفراد على الأعمال التي تساعدهم على الترقّي في مناصبهم وتميزهم كأفراد لامعين من حيث الاجتهاد والنشاط والخبرة([32]). أمّا نجاح وفشل التّدريب فهو يعود الى أسباب كثيرة، أهمها  أولًا: عدم رغبة الفرد في المشاركة أو رفضه التدريب وهذا ما يبينه الرّسم البياني رقم 14.

نلاحظ من خلال معطيات الرّسم البياني اعلاه، أنّ حوالي 93% من الأساتذة افراد العينة لم يخضعوا لدورات عامة حول كيفيّة استعمال تكنولوجيا التّعليم إقامتها وزارة التربية أو الثانوية التي ينتمون  اليها، وقلة قليلة 7% عرفوا بالدّورات العامة وشاركوا فيها، مقابل 33% منهم خضعوا لدورات خاصة بإرادتهم الشّخصية وعلى نفقتهم الخاصة وذلك لاقتناعهم بأهمّيّة التكنولوجيا في التّعليم خاصة في مادة علم الاجتماع ،و66% لم يشاركوا بأيّ دورة. وهنا لا بدّ من ذكر السّبب الثاني لنجاح أو فشل التدريب وهو الذّهنيّة الطاغيّة لدى بعض الأساتذة الذين يفضلون التّعليم التقيلديّ، ويعطون الكتاب المدرسيّ أولويّة وأهمّيّة على التقنيات التكنولوجية التي باعتقادهم لا تعطي نتيجة وتهدر الوقت. وهذا ما سيظهره الرّسم البياني رقم 15.

رسم بياني رقم 15:  استخدام التكنولوجيا في الثانويات الرّسميّة قد يؤدي الى

كما نلاحظ من خلال الرسم البياني رقم 15 أنّ غالبية من الأساتذة 78% تبتعد من استخدام تكنولوجيا التّعليم لأنها بحاجة لتكلفة مادية عالية أنّ على حساب الاستاذ الذي يجب أن يخضع لدورات تدريبية تؤهله لاستخدامه إضافة الى وجوب امتلاكه لابتوب خاص به للتحضير مسبقا في المنزل ، وإن على حساب الثانوية الرّسميّة من خلال تأمين المستلزمات والبنى التحتية لنجاح استخدام تكنولوجيا التّعليم داخل الصفوف، من خلال تأمين الأدوات التقنية والانترنت والكهرباء … أمّا بالنسبة إلى من قالوا إنّها تزيد من أعباء الاأستاذ 58% والمقصود هنا الأعباء الجسديّة والمعنويّة وخاصة أنّ غالبيّة الأساتذة في تعليم مادة علم الاجتماع في الثانويات الرّسميّة يعطون نصابهم التّعليمي بالكامل وهو عشرون ساعة وغالبيتهم تعطي كامل الصفوف والشّعب الموجودة في الثانوية وعليه، لا وقت لديهم لهذا الكمّ والجهد من التحضير. أخيرًا تأتي الفئة 55% التي تحججت أنّ التّعليم التكنولوجي يسبب مللًا للتلاميذ. وهنا لا بدّ من الإشارة وبتحليلنا السّوسيولوجي، أنّ الملل  لم يعد مشكلة نفس بيداغوجيّة  Psycho  pedagogique بل يعدُّ العدو الشرس للتعلم، لأنّه يظهر على إثر النّفور من المادة وغالبًا ما يكون كاستجابة سلبية للنشاطات الروتينيّة المتكررة.

تشير الأرقام والدّراسات الإحصائيّة التي توصل اليها المعهد الوطني للتربية في الجزائر([33]) في السّياق نفسه، أنّ ظاهرة الملل بدأت تنتشر في البيئة المدرسيّة كظاهرة الملل الأكاديميّ  L’ennui   academique وما يتأتى عنه من تسرب مدرسيّ ومشكلات نفسية واجتماعيّة واقتصاديّة، فيما كشف المعهد بالتعاون مع منظمة اليونيسف 83% أي أكثر من 83 ألف تلميذ يتركون مقاعد الدراسة، بسبب الملل، والشعور ببطء مرور الوقت، والمماطلة، والتسويف، وضعف الاأداء الأكاديميّ، والقلق والاكتئاب واليأس والغضب…

أمّا أكثر الأسباب أهمّيّة التي تعدُّ من معوقات استخدام تكنولوجيا التّعليم في الثانويات الرّسميّة هي الاسنتسابيّة التي يقوم بها المسؤولون من مديرين أو مشرفين أو منسقيّ مواد، خاصة عندما يختارون بطريقة استنسابية تقوم على علاقات خاصة وصداقات شخصية لأساتذة من دون غيرهم بهدف مساعدتهم على التّسجيل والمشاركة في دورات تدعو اليها وزارة التربية مثل مشروع دراستي([34]) الذي أعدته وزارة التربية حول تكنولوجيا التّعليم. وهنا لا بدّ من الإشارة أنّ بعض المديرين خيروا أساتذتهم وسألوهم المشاركة في المشروع لأهميته في التدريب على تكنولوجيا التّعليم، وقد وافق البعض أمّا البعض الآخر لم يشأ المشاركة وفي مقابلة مع مديرة ثانوية رشعين الرّسميّة([35]) أبلغتنا أن ثانوية رشعين وأساتذتها وتلامذتها استفادوا كثيرًا من مشروع دراستي ، إذ شارك عدد من الأساتذة في التّدريب عبر المشروع ومن ثم عادوا ودربوا هم أنفسهم زملائهم، وقام المشرفون على المشروع بتقديم أجهزة الكترونية ولوائح ذكيّة للمدرسة بهدف تسهيل عمليّة تكنولوجيا التّعليم.

هنا نستنتج دور المدير في تفعيل العمل وتشجيع الأساتذة من دون استنسابيّة للمشاركة في النشاطات والمشاريع التي قد تؤدي الى تطور المدرسة وأداء المعلمين بما يتوافق والتّطورات الحاصلة. فالشفافيّة في التعاطي تحث المعلم وتشعره بالتّماهي داخل ثانويته فيسعى للعمل مجتهدًا لتطويرها وتطوير قدراته بما يتناسب والواقع  وبطريقة تسهل عمليّة التعلم والتّعليم. والعكس صحيح اذا دخلت المحسوبيّة والاستنسابيّة فيشعر الأستاذ بغربة داخل مؤسسة عمله ما ينعكس سلبًا على أدائه ما  قد يؤدي الى فشل عمليّة التعلم والتّعليم. وفي ما يلي يظهر الرّسم البياني معرفة البعض من أفراد العينة بمشروع دراستي والبعض لم يعرف بها، وطبعًا بسبب الاستنسابية في التبليغ. انظر رسم بياني رقم 16.

رسم بياني رقم 16:توزع المبحوثون بحسب مشاركتهم بمشروع “دراستي” الذي اعدته وزارة التربية والتّعليم

يبين لنا الرسم البياني أنّ غالبية لم تشارك وكانت نسبتهم 48.3% تليها نسبة 32%لم يسمعوا بالمشروع ولا يعرفون عنه شيئًا، ثم نسبة 14.2% قالوا لم يختاروني للمشاركة وهنا المقصود الإدارة في الثانوية، لتأتي أخيرًا النسبة القليلة جدًا من الذين شاركوا وبلغت نسبتهم 5.5%. وهنا يجدر التذكير أنّ هذه النسبة هي من أساتذة علم الاجتماع إذ قد تكون بعض الإدارات فضلت إرسال أساتذة من المواد العلميّة على أساس أنّ أساتذة المواد العلميّةأ ذهنيًّا للتكنولوجيا من أساتذة المواد الأدبيّة، كما أنّ الاعتقاد السائد أنّ التكنولوجيا التّعليميّة ضروريّة في المواد العلميّة أكثر من المواد الأدبيّة.

في الختام

نعيش في عصر رقميّ سريع يتميز بالثورة التكنولوجيّة الرقميّةThe digital technology revolution وبالتطورات الكبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إذ تخطينا الزمّان والمكان، أصبح العالم قرية كونيّة Global village بفعل الشّبكة الإنترنتيّة والفضاء السّيبراني Cyberspace الذي سيطر على حياتنا ومن جوانبها ومجالاتها كافة بحيث أضحى الجميع متنافسون نتيجة لسرعة تغيير المجتمع.كما بات الجميع يسعى وراء ثقافة الجودة Quality culture من خلال استثمار الطاقات التكنولوجيّة والمهارات البشريّة.

فرض العالم الجديد واقعًا مغايرًا لحياة الإنسان وطموحه إذ لم يعد التلائم والتشابه واردًا بل سيطرت التّغيرات في مجالات الحياة جميعها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة والعلميّة والتكنولوجيّة،والمواءمة والتقارب في أساليب الحياة جميعها وعمليات التجانس الثقافيّ  Global cultural homogenization، والحقوق والديمقراطيّة والتربيّة والتّعليم والصحة وأمد الحياة وغيرها…

أحدثت الثورة التكنولوجية، تحولًا كبيرًا في المرتكزات والمنطلقات والممارسات، ولمواكبة التحولات والتغيرات والتطورات المتسارعة لا بدّ من تربية ومناهج جديدة، تعدُّ من أساسيات التنمية المستدامة Sustainable developpement. وقد اثبتت التجارب الدّوليّة أنّ التّعليم هو بداية التقدم والتطور والرقيّ الحقيقيّ لأيّ مجنمع من المجتمعات، وعليه التربية وحدها تتحمل مسؤولية في تحقيق تنمية بشريّة تشمل كل نواحي الحياة([36]).

حاولنا في هذه الدّراسة معرفة مدى إلمام أساتذة علم الاجتماع في الثانويات الرّسميّة لتكنولوجيا التّعليم، ودرجة استخدامها. كما لاحظنا فإنّ الغالبية منهم(أفراد العينة)،مدركين لأهمّية تكنولوجيا التّعليم، إذ إنّ هذه الطريقة تحقق نقلة نوعيّة في طرق وأساليب تقديم الدرس وأنماطه. كما أنّها تقضي على الكثير من السلبيات التي تعانيها المنظومة التّعليميّة التقليديّة، إضافة الى دورها في الرّفع من مستوى التحصيل الدراسي لدى التلامذة، وقد اظهرت الدراسة أهميّة تكنولوجيا التّعليم على الصعد الآتية:

– من حيث إدراك الحسي، تقوم الرسوم التوضيحيّة بدور مهم في توضيح اللغة المكتوبة للتلميذ.

– من حيث الفهم،تساعد وسائل تكنولوجيا التّعليم التلميذ على تمييز المواضيع المطروحة وفهمها بوضوح.

– من حيث المهارات التّعليمية.

– من حيث التفكير المنظم والموضوعيّ وحل المشكلات.

– من حيث بناء المفاهيم وتنوع الخبرات وأساليب القويم والتقييم ، وتنمية الميول والاتجاهات الإيجابيّة وتحفيز الإبداع عند المتعلمين.

أمّا في الواقع،لاحظنا أنّ غالبية لا تتقن استخدام التكنولوجيات في التّعليم- والتي أضحت بسيطة – نسبة الى منصّات التّعليم من بعد اليوم. وهذا يعود الى عدم متابعة المؤسسات الرّسميّة المسؤولة عن هذا الموضوع إضافة الى السمّات الشّخصية عند البعض الذين لا يسعون للتطور والتعلّم في غياب الرّقابة الرّسميّة. وتجدر اإشارة هنا، أنّه كم كان سيسهل عملهم اليوم، وكانت ستقلّ معاناتهم على المنصّات الإلكترونية للتعليم من بعد، كما تجدر الإشارة لتأكيد ما سبق ذكره حول معاناة بعض المعلمين وعدم تمكنهم من مواكبة استعمال المنصات التّعليمية عن بعد خاصة منصة” تيمز Teams” المعتمدة من قبل وزارة التربية والتّعليم في لبنان، أنّ اليونيسكو بالتعاون مع وزارة التربية، أطلقت «منصة قدرات»([37]) لتأهيل قدرات المعلم الرقمية بهدف مساعدته وتعليمه  كيفية استخدام التكنولوجيا في التّعليم.

بعض المقترحات

 – ضرورة إدخال تكنولوجيا التّعليم الى المناهج التّعليميّة في زمن العولمة.

– ضرورة تحفيز الأساتذة الثانويين على استخدام تكنولوجيا التّعليم عبر إخضاعهم لدورات مكثفة وتدريبهم على كيفية استخدامها.

– العمل على دمج التلامذة الثانويين في العمليّة التّعليمية واشراكهم في نشاطاتها التكنولوجيّة الحديثة.

– الاطلاع الدائم على كل ما هو جديد في مجال تكنولوجيا التّعليم من قبل الأساتذة نظرًا لأهميته اليوم.

المصادر والمراجع

مراجع باللغة العربية

1- الأمم المتحدة، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، لجنة وضع المرأة، الدور (61)، 13-24 اذار 2017. متاح على www.un.org/arabic/news/st

2-  الجزار، عبداللطيف بن الصفي: مقدمة في تكنولوجيا التّعليم النظرية والعمليّة، القاهرة، وحدة المعلومات وتكنولوجيا التّعليم والتدريب،كلية البنات جامعة عين شمس،2000.

3- الحلفاوي، وليد سالم: مستحدثات تكنولوجيا التّعليم في عصر المعلومات، دار الفكر ،الاردن، 2008.

4- الخوري، جنات:استخدام الانترنت وانعكاساته على اللغة العربية لدى الشباب الجامعي، المؤتمر الدولي العلمي السادس، الاعلام العربي الجديد وتجاذبات السياسة والاجتماع واللغة، جامعة  الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الكسو، القاهرة، مصر، ت1 2019.

5- الدهشان،  جمال علي : الجامعة الافتراضية احد الانماط الجديدة في التّعليم الجامعي، المؤتمر الفومي الرابع عشر لمركز تطوير التّعليم الجامعي، جامعة عين شمس،القاهرة،2007.

6- العشيري، هشام احمد: درجة امتلاك معلمي نظام الفصل بالمدارس الحكوميةفي مملكة البحرين للكفايات التكنولوجية للتعليم الالكتروني، مجلة العلوم التربوية، العدد 13، البحرين، 2017.

7 – العبدلله، ابراهيم يوسف :الاصلاحات التربوية لمواجهة متطلبات العصر وتحديات المستقبل، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت،2004.

8- المركز التربوي للبحوث والانماء: دليل تدريب للمدربات والمدربين على قضايا النوع الاجتماعي في التّعليم،2010-2011.

9- الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية: التربية والتّعليم وتكنولوجيا المعلومات في البلدان العربية قضايا واتجاهات، الكتاب السنوي الرابع، رئيسة التحرير ايمان اسطة،2005 ،قسم القضايا،ديرين واتسون: التربية قبل التكنولوجيا.

10- اليونيسكو: استمرار التمييز بين الرجل والمرأة في مجال العلوم، 2018.

https://ar.unesco.org/news/strm

11-  بشير، برمان : الرقمنة وأثرها في تسيير المؤسسات التربوية،المعهد الوطني لتكوين موظفي قطاع التلربية الوطنية، ابن رشد، الجزائر،2009.

12- بطوش، كمال: المكتبة الجامعية الافتراضية ترف تكنولوجي ام خيار مستقبلي؟، مجلة المكتبات والمعلومات ،جامعة منتوري، قسنطينة، مجلد2، عدد2، 2005.

13- بوفلجة، غياث: مؤشرات الملل ومتعة الدراسة بالمدرسة الجزائرية، ملتقى في النشاطات الدراسية-التدريسية، بين المتعة والملل، جامعة وهران 2، 2016.

14- حسونة، اسماعيل وحرب، سليمان : تكنولوجيا الحاسوب والاتصالات في التّعليم، دليل المعلم غير الاخصائي، جامعة الاقصى، فلسطين 2018.

15– عبد الحي،  رمزي احمد: الوسائل التّعليمية والتقنيات التربوية، زهراء الشرق، ط1،  القاهرة،2009

16- عماد، عبد الغني: منهجية البحث في علم الاجنماع، الاشكاليات التقنيات المقاربات، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 2007.

17- عماد، عبد الغني: البحث الاجتماعي منهجية مراحله وتقنياته، جروس برس، ط1، 2002.

18- عيادات، يوسف احمد: الحاسوب التّعليمي وتطبيقاته التربوية، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، ط2، 2014.

19- قاسمي، صونيا:مساهمة تكنولوجيا التّعليم في تحسين العمليّة التّعليمية: جامعة عبد الحميد مهري، مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية، قسطنطينية 2019،2.

20- لوبران، مارسيل: تكنولوجيات للتعليم والتعلم رؤى في التربية والاعداد،ترجمة سامي عامر، تدقيق ديانا حرب، دار الفارابي، 2009.

21- منصوري، نديم :سوسيولوجيا التنجيم، بحث في اجتماعيات الذهنية الخرافية ، دار الفارس للنشر والتوزيع، ط1، بيروت 2007.

مراجع باللغة الاجنبية

22- Baishakhi Bhattacharjee and Kamal Deb: Role of ICT in 21st century’s teacher education international journal of education and information studies, Volume 6, number 1, 2016.

23 -Cheng Zhuo Rai Arun Tian Feng، Xin Xu Sean: Social learning in information technology investment: the role of board interlocks،Mangement science 67(1), 547 – 576, 2021, pubsonline. informs.org.

24- Davis, F, Baggozzi, R, and Warshaw, P: User acceptance of computer technology: A ccomparison of two theoretical models, journal of management sciencs, 35 (8): 982 – 1003. 1989.

25- R Raja, PC Nagasubramani: Impact of modern technology in education،journal of Applied and Advenced Research3, (1), 2018.

مراجع Yلكترونيّة

26- news.un..org/ar/story/2017/07/280202

27- -itu.int/ar/mediacentre/pages/2019-PR19.aspx

-[1] دكتوره في الجامعة اللبنانيّة معهد العلوم الاجتماعيّة- اختصاص علم اجتماع الثقافة والمعرفة. أستاذة علم اجتماع التربية  و رئيسة قسم علم الاجتماع التطبيقي. janetjabbour@yahoo.com

 

 

1- عبداللطيف بن الصفي الجزار: مقدمة في تكنولوجيا التعليم النظرية والعملية، القاهرة، وحدة المعلومات وتكنولوجيا التعليم والتدريب،كلية البنات جامعة عين شمس،2002،ص:15.

[3] -Baishakhi Bhattacharjee and Kamal Deb:Role of ICT in 21st century’s teacher education international journal of education and information studies، Volume 6، number 1، 2016، pp:4-5.

3- جمال علي الدهشان: الجامعة الافتراضية احد الانماط الجديدة في التعليم الجامعي، المؤتمر الفومي الرابع عشر لمركز تطوير التعليم الجامعي، جامعة عين شمس،القاهرة،2007، ص:3.

4- جمال علي الدهشان: المرجع السابق ذكره،ص 5.

5- يوسف احمد عيادات: الحاسوب التعليمي وتطبيقاتّه التّربويّة، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، ط2، 2014، ص:200.

6- وليد سالم الحلفاوي: مستحدثات تكنولوجيا التعليم في عصر المعلومات، دار الفكر ،الاردن، 2008، ص:10.

7-هشام احمد العشيري: درجة امتلاك معلمي نظام الفصل بالمدارس الحكوميةفي مملكة البحرين للكفايات التكنولوجية للتعليم الالكتروني، مجلة العلوم التربوية، العدد 13، البحرين، 2017، ص254.

8- مارسيل لوبران: تكنولوجيات للتعليم والتعلم رؤى في التربية والاعداد،ترجمة سامي عامر، تدقيق ديانا حرب، دار الفارابي، 2009، ص:142.

9- R Raja، PC Nagasubramani:Impact of modern technology in education،journal of Applied and Advenced Research3،(1)،2018،33-35.

[11] – R Raja، PC Nagasubramani: المرجع السابق ذكره:33-35

11 – برمان بشير: الرقمنة وأثرها في تسيير المؤسسات التربوية،المعهد الوطني لتكوين موظفي قطاع التلربية الوطنية، ابن رشد، الجزائر، 2009، ص: 25

12- كمال بطوش: المكتبة الجامعيّة الافتراضيّة ترف تكنولوجيّ أم خيار مستقبليّ؟، مجلة المكتبات والمعلومات ،جامعة منتوري، قسنطينة،2005، مجلد2، عدد2، ص:33.

13- عبد الغني عماد: منهجية البحث في علم الاجنماع، الاشكاليات التقنيات المقاربات، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 2007، ص:31.

14- عبد الغني عماد: البحث الاجتماعي منهجية مراحله وتقنياته، جروس برس، ط1، 2002، ص: 44.

15- جنات الخوري:استخدام الانترنت وانعكاساته على اللغة العربية لدى الشّباب الجامعي، المؤتمر الدولي العلمي السادس، الإعلام العربي الجديد وتجاذبات السياسة والاجتماع واللغة، جامعة  الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الكسو، القاهرة، مصر، ت1 2019.

16- نديم منصوري سوسيولوجيا التنجيم، بحث في اجتماعيات الذّهنية الخرافيّة ، دار الفارس للنشر والتوزيع، ط1، بيروت 2007، ص:249.

17- جنات الخوري: المرجع السابق ذكره.

18- أنور عبدالحميد الموسى:التكنولوجيا في خدمة التعليم والتعلم، دارالنهضة العربية، بيروت، 2014، صص:24-25 .

[20] – news.un..org/ar/story/2017/07/280202

[21] -itu.int/ar/mediacentre/pages/2019-PR19.aspx

22- المركز التربوي للبحوث والانماء: دليل تدريب للمدربات والمدربين على قضايا النوع الاجتماعي في التعليم،2010-2011.

23- الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية: التربية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات في البلدان العربيّة قضايا واتجاهات، الكتاب السّنوي الرابع، رئيسة لتحرير إيمان اسطة،2005، قسم القضايا، ديرين واتسون: التربية قبل التكنولوجيا، ص: 71.

24- اسماعيل حسونة وسليمان حرب: تكنولوجيا الحاسوب والاتصالات في التعليم، دليل المعلم غير الأخصائيّ، جامعة الأقصى، فلسطين 2018، ص:27.

25-د.روعة فتفت المرشدة والموجهة التربوية لمادة علم الاجتماع في الثانويات الرسمية في الشمال وعكار. أجريت المقابلة بتاريخ 7-كانون الثاني-2021

 

– كما جاء في المقابلة التي تم ذكرها سابقا[26]

[27] – Cheng Zhuo، Rai Arun، Tian Feng، Xin Xu Sean: Social learning in information technology investment: the role of board interlocks،Mangement science 67(1)، 547-576،2021،pubsonline.informs.org.

28- الامم المتحدة، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، لجنة وضع المرأة، الدور (61)، 13-24 اذار 2017. متاح على

www.un.org/arabic/news/sto

29- اليونيسكو: استمرار التمييز بين الرجل والمرأة في مجال العلوم، 2018، https://ar.unesco.org/news/stmr

[30]ط1، ص:126.   30- رمزي احمد عبدالحي: الوسائل التعليمية والتقنيات التربوية، زهراء الشرق، القاهرة،2009،

[31] – Davis،F، Baggozzi،R،and Warshaw،P،1989: User acceptance of computer technology: A ccomparison of two theoretical models، journal of management sciencs ،35(8):982-1003.

32-صونيا قاسمي:مساهمة تكنولوجيا التعليم في تحسين العملية التعليمية: جامعة عبد الحميد مهري، مجلة العلوم الاجتماعية والانسانية، قسطنطينية 2019،2 (25)،صص: 398 – 410.

33- غياث بوفلجة: مؤشرات الملل ومتعة الدراسة بالمدرسة الجزائرية، ملتقى في النشاطات الدراسية-التدريسية، بين المتعة والملل، جامعة وهران 2، 2016، صك31.

34- انطلق مشروع دراستي الذي مولته الوكالة الاميركية للتنمية الدولية في تشرين الثاني من العام 2013 ، وساهم في تنفيذ خطة تطوير قطاع التعليم في وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان. عملت امديست بالتعاون مع العلم العالمي لتحقيق الاهداف الرئيسية للمشروع ، بما في ذلك مساندة عمليات لتطوير ادارة المدارس العامة وتعزيز دور الادوار والانشطة اللامنهجية.

35- مقابلة اجريت مع مديرة ثانوية رشعين الرسمية الاستاذة ريدا الدرجاني في 10- 1-2022

36- إبراهيم يوسف العبدلله :الاصلاحات التربوية لمواجهة متطلبات العصر وتحديات المستقبل، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت،2004،ص:25.

37– في اطار جائحة كورونا والانتقال إلى التعليم عن بعد، طور مكتب الأونيسكو الاقليمي للتربية في الدول العربية – بيروت منصة الكترونية اقليمية باسم “قدرات”لتعزيز قدرات المعلمين في التعليم عن بعد في مختلف المجالات،وذلك في 17-كانون الاول -2020.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website