عنوان البحث: فعاليّة التعلّم التّعاوني على المهارات اللّغويّة في صفوف اللّغة العربيّة
اسم الكاتب: إناس رفيق الخطيب
تاريخ النشر: 13/05/2025
اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية
عدد المجلة: 37
تحميل البحث بصيغة PDFفعاليّة التعلّم التّعاوني على المهارات اللّغويّة في صفوف اللّغة العربيّة
The effectiveness of cooperative learning on language skills in Arabic language classes
Inas Rafiq Al-Khatib إناس رفيق الخطيب)[1](
تاريخ الإرسال:3-4-2025 تاريخ القبول:21-4-2025
الملخّص turnitin:14%
تتلخص هذه الدراسة بتسليط الضوء على أهمية التعلم التعاوني في صفوف اللغة العربية وفاعلية تأثيره من الناحية التعليمية على تنمية وتطوير المهارات اللغوية : الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة. كما تهدف إلى توضيح مفهومه بأنه أحد طرق التدريس التربوية االمتطورة التي تقوم على تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة تعمل في البحث عن المعلومات ومناقشتها وتحليلها والتعاون فيما بينها من أجل تحقيق الأهداف المرجوة. فالتعلم التعاوني يقرّب مادة اللغة العربية من أذهان الطلاب ويجعلها مادة مشوقة وممتعة للمتعلمين، ويساهم في رفع مستواهم الأكاديمي في هذه المادة، وإلى دفع المتعلمين نحو العمل الجماعي والتعاون مع بعضهم بعضا للوصول إلى الفهم الأيسر والأمتع .ومن أجل مقياس مدى تاثير التعلم التعاوني في صفوف اللغة العربية تمّ تطبيق طريقة من طرق التعلم التعاوني في الصف السابع الأساسي على نص قراءة ضمن محور السرد وقد أظهرت النتائج أن المتعلمين اكتسبوا مهارات التواصل باللغة العربية الفصحى وتحسين الطلاقة والقدرة على التحليل فضلا عن تعزيز الثقة بالنفس والتفاعل الاجتماعي من خلال المناقشات الجماعيّة.
الكلمات المفتاحية: التعلم التعاوني – اللغة العربية- المهارات اللغوية.
Abstract
This study focuses on highlighting the importance of cooperative learning in Arabic language classrooms and its effectiveness in developing and enhancing linguistic skills: listening, speaking, reading, and writing. It also aims to clarify the concept of cooperative learning as one of the teaching methods introduced by contemporary educational movements, which involve dividing students into small groups working together to achieve curriculum objectives. Cooperative learning brings Arabic language content closer to students’ minds, making it an engaging and enjoyable subject for learners. It also helps improve their academic performance in this subject and encourages students to work collaboratively to achieve easier and more enjoyable comprehension.
To measure the impact of cooperative learning in Arabic language classrooms, a cooperative learning method was applied to seventh-grade students on a reading text within the narrative axis. The results showed that students acquired communication skills in Modern Standard Arabic, improved fluency and analytical abilities, as well as boosted their self-confidence and social interaction through group discussions.
Keywords: Cooperative Learning – Arabic Language – Linguistic Skills.
أهمية البحث: تتلخص أهمية البحث بإظهار فعاليّة التعلم التعاوني في تحسين المهارات اللغوية لدى الطالب مثل القراءة والكتابة والاستماع والمحادثة ومساعدة المعلمين في تحسين وتطوير طرق التدريس وتطبيق استراتيجيات التعلم النشط بفعالية كالتعلم التعاوني.
إشكالية البحث: تتحدّد الإشكاليّة بتأثير التعلم التعاوني على المهارات اللغوية في صفوف اللغة العربية ودوره في تعزيز تعلم اللغة العربية وجعله عملية أكثر فاعلية.
وتنبثق من هذه الإشكالية الأسئلة الآتية:
-كيف يسهم التعلم التعاوني في تحسين مستوى التحصيل العلمي عند المتعلمين؟
– أي نوع من النصوص يمكن العمل عليها بطرق التعلم التعاوني؟
– ما هي الطرق التي يمكن تطبيقها على نصوص مادة اللغة العربية في إطار التعلم التعاوني؟
فرضية البحث: إنّ البحث يعمل على التحقق من فرضية أساسية: تطبيق التعلم التعاوني يسهم في تعزيز وتطوير المهارات اللغوية ويسهم في تنمية القدرة على التعامل الجماعي والفريقي وفي تحسين مستوى التحصيل لدى المتعلمين في اللغة العربية.
المنهج المعتمد: سنعتمد في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على وصف كل ما يتعلق بطرق التعلم التعاوني التي من الممكن تطبيقها على دروس القراءة قي الصف السابع الأساسي- محور السرد القصصي- بدءا من الكتاب المدرسي.
الدراسات السابقة: من الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع:
-دراسة عربية بعنوان” أثر استخدام استراتيجيّات التعلم النشط في تحسين التحصيل العلمي ومفهوم الذات الأكاديمية لدى طالبات الصف الثالث الأساسي”[2] لانتصار خليل عشا وصالح محمد أبو جادو، وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فرق في أداء الطالبات في المجموعتين التجريبية والضابطة في تحسين التحصيل العلمي ونفهوم الذات الأكاديمية وقد تفوقت المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة. وفي ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة أوصى الباحثان بضرورة استخدام استراتيجيات التعلم النشط في بناء المناهج الدراسية.
– وفي دراسة بعنوان” أثر استخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط على مستوى دافعية الإنجاز” تهدف الدراسة إلى إظهار تأثير بعض استراتيجيات التعلم النشط ( التعلم التعاوني- الخرائط المفاهيميّة- لعب الأدوار- المناقشة) في رفع مستوى الحماس وشعور الثقة بالنفس والمستوى الأكاديمي لدى الطلاب الذين يعانون من ضعف وتأخير في عملية التعلم. تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية الفئة المستهدفة فيها وهي فئة بطيئي التعلم، وحاجتهم الماسة إلى الاهتمام والنهوض بمستواهم في كافة المجالات من أجل تأهيلهم مستقبلا للمساهمة الفاعلة في تنمية وتطوير المجتمع، خاصة وأن فئة بطيئي التعلم تشكل عددا لا يستهان به في المجتمع، وتتجسد فيها طاقة يتوجب على التربوي استثمارها وتوجيهها التوجيه الأمثل. كما تعد هذه الدراسة إسهامًا علميّا جديدا على الطرق والأساليب.
مقدمة: الإنسان كائن اجتماعي بفطرته، لذلك فهو منذ الأزل، يسعى إلى تحقيق أغراضه وأهدافه من خلال التعاون مع الآخرين بشكل منظّم. فلكلّ منّا مهمّته التي يبرع فيها ويتفنها في هذه الحياة، ويحتاج الآخر والآخر يحتاجه ليكمل ويواصل عمله.
تتلخّص فكرة التعلّم التعاوني بأنّ الفرد يتعلّم بشكل أفضل من خلال التعاون مع زميل له، ويتكاتف مع زملائه في الوصول إلى هدف معيّن. أحدهم يفكّر والثاني يوثّق والثالث يحلّل والرابع يحفّزويشجّع.. كلّ ذلك في سبيل تحسين جودة التعليم.
يمثّل التعلّم التعاوني أحد الأساليب الفعّالة للتعلّم النّشط، وهو عبارة عن تعلّم قائم على مجموعة من الاستراتيجيّات التعليميّة المحدّدة التي تضمّ طلّابًا يعملون معًا لتحقيق الأهداف المشتركة، ويمكن تطبيقه لكلّ الأعمار ولجميع المستويات.
يعمل هذا التعلّم على مراعاة الفروق الفرديّة (الذكاء، الميول، الاستعداد، القدرة على التعبير، الخلفيّات الاجتماعيّة والثقافيّة..)، ويقوم عن طريق توزيع المتعلّمين على مجموعات تعمل على تقليص الفروق الفرديّة والتكامل بين المتعلّمين، بالإضافة إلى بثّ روح التعاون بينهم.
يتطلّب تطبيق العمل الفريقي التعاوني توفّر العديد من المقوّمات لكي يحقّق النتائج المرجوّة. ووسيلة من وسائل الدعم المدرسي للمتعلّمين الضعفاء، حيث لا يعتبر طريقة في التعليم بل هو تقنيّة من تقنيّاته، يسمح بتكامل قدرات المتعلّمين وتظافر جهودهم وصولًا إلى إنجاز النشاط المطلوب.
في التعلّم التعاوني أو كما يسميه البعض” العمل الفريقي التعاوني” يتمثّل دور المعلّم بتنظيم العمل وضمان حسن تنفيذه. أمّا المتعلّم فعليه الالتزام بالتعليمات والضوابط، ممّا ينمّي ثقته بنفسه ويعوّده على احترام الرأي الرأي الآخر ويبثّ روح التعاون بين المتعلّمين، ويعدّهم للحياة الاجتماعيّة خارج نطاق المدرسة.
تطوّرت أستراتيجيات طرق التدريس في الآونة الأخيرة، فكان مما شمله هذا التطوّر البحث عن طرق وأساليب تعلميّة جديدة، ترقى بعمليّة التعلّم إلى مستويات أفضل إذا أحسن المدرّسون والعاملون في الحقل التعليمي استخدام هذه الأساليب، وتوفير الإمكانيّات اللّازمة لها. ومن هذه الطرق طريقة التعلّم التعاوني.[3]
1-تعريف التعلم التعاوني: عرّفت الفالح التعلّم التعاوني بأنّها استراتيجيّة تعتمد على عمل مجموعات صغيرة غير متجانسة من 4-6 أفراد مع بعضها البعض من أجل تحقيق أهداف مشتركة، حيث توجد علاقة إيجابيّة بين تحقيق أهدافهم فلا يستطيع الفرد تحقيق هدفه إلّا إذا استطاع الأعضاء الآخرون تحقيق أهدافهم.[4]
التعلّم التعاوني هو مجموعة من الاستراتيجيّات التعليميّة المحدّدة التي تضمّ متعلّمين يعملون معًا على أهداف مشتركة، وهو أحد الوسائل لتحفيز المشاركة والتواصل بين الطلاب داخل الصفّ أو خارجه مما من شأنه تحقيق أهداف العمليّة التربويّة بأرقى المستويات والوصول إلى أفضل النتائج، بحيث يتعلّم الطلاب دون الاعتماد على المعلّم الذي يقتصر دوره على التوجيه فقط.
هو منهج يعتمد على الأنشطة الصفيّة وهي تجربة ترسخ الافكار والقيم عند الطلاب. هو تنظيم توافق إيجابي يستند إلى توزيع المتعلّمين في كلّ مرّة لمجموعات حسب طبيعة الدرس وأهدافه. يكتسب هذا النوع من التنظيم أهميّة في التعلم، حيث يخفف المعلّم من التلقين وإعطاء المعلومات، ويستخدم أساليب التعليم غير المباشر من خلال إعادة تنظيم بيئة المتعلّم.
ومن الجدير ذكره أنّ الكثير من الدراسات تشير إلى أنّ المتعلّمين على اختلاف قدراتهم يصبحون أكثر اهتمامًا بمهماتهم التعليميّة إذا كانت المجموعات متفاعلة مع بعضها بعضًا، كما أنّ اتجاهاتهم نحو المدرسة والنظام تصبح أكثر إيجابيّة.[5]
2-أهميّة التعلم التعاوني: يؤدّي التعلّم التعاوني إلى تعزيز التعلم الذاتي عند المتعلّمين من خلال تشكيل مصادر معلوماتهم بأنفسهم وخلق حب الفضول في أنفسهم من خلال سؤال بعضهم بعضا عن معلوماتهم وعرض أفكارهم، وتقييم عملهم، وما إلى ذلك. فضلًا عن هذا، يقتصر دور المعلّم على تيسير عملية التعلم بعد أن كان مصدرا لإعطاء المعلومات للمتعلّم . وفي النهاية كل طالب في المجموعة يساهم في إنجاح المجموعة.
ولقد ذكر السليتي أنّ عدّة دراسات أجريت للكشف عن فاعليّة استراتيجيّة التعلّم التعاوني إلى ارتفاع معدلات تحصيل الطلبة وزيادة القدرة على التذكّر، وتحسن قدرات التفكير عند الطلبة، وزيادة الحافز الذاتي نحو التعلّم، ونموّ علاقات إيجابيّة بين الطلبة،[6]
إنّ التعلّم التعاوني هو انعكاس للتعلم النشط. الذي يعتمد على تكوين مجموعات من الطلاب تقوم على البحث الجماعي والتقييم التعاوني، من أجل تحفيز المتعلم على معالجة المشكلات وعلى تنمية التفكير النقدي وتحليل قضايا موصى بحلّها.
تعمل المجموعات الخاصّة بالتعلّم التعاوني لفترة زمنية محدّدة بشكل مشترك، وفي إطار واضح من المشاركة والتفاعل وإقامة العلاقات القويّة.
ومن أهمّ فوائد التعلّم التعاوني ترسيخ المعلومة عند الطلبة وحفظها جيدا ورفع المستوى التعليمي لديهم، ويعمل على تحسين التواصل والتفاعل بين المتعلّمين .
تقسيم المتعلّمين إلى مجموعات وسيلة للغاية، وليس غاية تدرك بحدّ ذاتها فلا يعتبر تكوين هذه المجموعات طريقة تدريس أي مادّة.
3- تكوين المجموعات الفريقيّة لأغراض معيّنة: يقسم الفصل إلى مجموعات لتحقيق أغراض معيّنة، منها:
- تدريس مهارة معيّنة أو القيام بعمل ما ( حلّ مشكلة، القيام بمشروع..)
- إتاحة فرص التعليم الفردي للمتعلّمين الموهوبين أو المتخلّفين، والعمل معهم على تحقيق النجاح بالمستوى المطلوب من المعلّمين والمتعلّمين والمجتمع.
- تنمّي روح التعاون بين المعلّمين والمتعلّمين في عمليّتي التعليم والتعلّم بفضل التفتّح والحوار الذي توفّره للمعلّمين والمتعلّمين.
- توزيع المتعلّمين جماعات متقاربة من حيث القدرة على التعلّم والتحصيل لتقدّم لهم المساعدة في كسب بعض المهارات المتخصّصة عن طريق الخبرات المشتركة، أو عن طريق استخدام مواد دراسيّة متشابهة، وتستمرّ هذه المجموعات مدّة قصيرة ثمّ تنحلّ عندما تتحقّق الحاجة التي دفعت إلى تكوينها، وفي بعض الأحيان قد يجمع المتعلّمون من مستويات مختلفة للتغلّب على صعوبة مشتركة أو لتنمية مهارة خاصّة.
- تكوين المجموعات لمواجهة مشكلة ما أو إشباع حاجة ما ، أو اهتمام ما ممّا يدرّب أكثر فعاليّة.
- إعطاء المتعلّمين فرصة ليؤدّوا أدوارًا خاصّة أو يتدرّبوا على سلوكيّات مناسبة.
4- أهداف التعلّم التعاوني: يسعى التعلّم التعاوني إلى تحقيق أهداف متنوّعة من بينها: هدف تعليمي متعلّق بتحقيق مهمّة، وآخر يتعلّق بتطوير المهارات الاجتماعيّة والتعاونيّة للطلّاب عن طريق فرق العمل.[7]:
-الاعتماد المتبادل الإيجابي: أعضاء المجموعة يدركون أنّ بإمكانهم الحصول على أهدافهم إذا حصل زملاؤهم الطلاب على أهدافهم، فيجتازون معًا أو يغرقون معًا.
– المسؤوليّة الفرديّة: كلّ أعضاء فريق العمل التعاوني بحاجة إلى إظهار إتقانهم الهدف والمحتوى المطلوب.
– فرصة متساوية للنجاح: يؤخذ جهد كلّ طالب بعين الاعتبار ويكافأ بغض النظر عن قدرته وخلفيّته. يتحدّى الطالب ذاته على أساس أدائه السابق.
– المهارات الاجتماعيّة: يحتاج أعضاء الفريق التعاوني إلى استعمال مهارات اجتماعيّة منها القيادة، أخذ القرار، بناء الثقة، التواصل، ومهارات إدارة النزاعات، وذلك ليعمل الفريق بفاعليّة.
– التفاعل المشجّع وجهًا لوجه: يحتّم العمل التعاوني على أعضاء الفريق طريقة معيّنة من التفاعل والجلوس، حيث يتعاون الأعضاء لتعزيز تعلّم وانتاجيّة بعضهم البعض من خلال تشارك المساعدة وتشجيع الجهود الرامية للتعلّم والانتاجيّة.
– تعزيز المهارات الاجتماعيّة التشاركيّة للتعلّم التعاوني:
المهارات التشكيليّة التكوينيّة: المهارات الاداريّة الأوليّة
المهارات الوظيفيّة: المهارات الاداريّة ضمن المجموعة.
المهارات الصوغيّة: مهارات التعمّق في الفهم.
المهارات التخميريّة: مهارات الانخراط في الجدل الأكاديمي لتحفيز إعادة التفكير في الحلول وخلق صراع معرفي.
وتتضمن هذه المهارات التحقّق من ملائمة جواب المجموعة لما هو مطلوب، عن طريق نقد الأفكار وليس الأشخاص. حيث يتمّ دمج عدد من الأفكار في موقف واحد لتمييز نقطة أو نقاط الخلاف داخل المجموعة، ثمّ تطلب المبرّرات لتوضيح الإجابات وذلك بطرح أسئلة .
وقد أشار سليمان من نظرية دويتش أنّ الوصول إلى تحقيق الأهداف يكون بشكل جماعي أفضل وأسرع من العمل بشكل فردي، كون الفرد يبذل أقصى ما لديه من جهد وطاقة للوصول إلى الهدف الذي يجب أن يحققه مع أفراد المجموعة.[8]
5- نموذج تطبيقي عن استخدام التعلّم التعاوني: لكي نستطيع معرفة مدى تأثير استعمال طرق التعلّم التعاوني على المتعلمين، تمّ اختيار عيّنة من الطلاب في الصف السابع و تمّ تطبيق استراتيجية جيكسو على نصّ من نصوص القراءة وهو “الصائغ والسائح”. هذه الاستراتيجيّة تعتبر إحدى طرق التعلم التعاوني، تمّ اعتمادها من قبل الدكتور إليوت أورنوسون في جامعة تكساس، بهدف القضاء على التمييز العنصري بين الطلّاب في تلك الفترة في أوستن.
تتطلّب هذه الاستراتيجيّة بداية تقسيم الطلاب إلى مجموعات مؤلّفة من خمسة إلى ستّة متعلّمين غير متجانسين من حيث الفروقات الفرديّة والمستويات الأكاديميّة. ثمّ يتم تعيين متعلّم واحد من كلّ مجموعة كقائد في البداية، ويجب أن يكون هذا المتعلّم هو الأكثر ذكاء في المجموعة. بعد ئلك، يقسّم الدّرس إلى أربع وحتّى ست فقرات. ويتمّ توزيع الفقرات على عدد المتعلّمين في المجموعة الواحدة ومن ثمّ بقيّة المجموعات، وييجب أن يسجل المعلّم على ورقة اسم المتعلّم وفقرته المحدّدة في كلّ مجموعة لحسن سير وتنظيم العمل.
بعدها يعطى الوقت الكافي لجميع المتعلّمين من أجل قراءة الفقرة المحددة وليس حفظها. ثمّ يطلب من كلّ متعلّم لديه الفقرة ذاتها من كلّ مجموعة بتكوين مجموعات أخرى تتكوّن من الطلاب الذين قرؤوا الفقرة نفسها.
يكون دور المعلّم في تلك الأثناء تشجيع المتعلّمين على مناقشة الأفكار حول الفقرة المحدّدة لفهمها وتحليلها، وأن يتّفقوا على طريقة لعرض محنوى الفقرة على زملائهم في مجموعاتهم الأصليّة. ثمّ يطلب بعد ذلك من الطلّاب العودة إلى مجموعاتهم الأساسية ليقوم كلّ متعلّم بشرح وتعليم زملائه في المجموعة عن ما تعلّمه، ويشجّع بقيّة زملائه في المجموعة نفسها بطرحه للأسئلة.
يذكر هنا ضرورة تنقّل المعلّم بين مجموعة وأخرى ولملاحظة أن يكون التدخّل من قبل قائد المجموعة بداية بعد أن يوجهه المعلّم إلى كيفيّة ذلك. أخيرًا وبعد نهاية النقاش، يقيّم جميع المتعلّمين من خلال اختبار قصير.[9]
اخترنا تطبيق هذه الاستراتيجية على درس ” السائح والصائغ” المدرج في منهج اللغة العربيّة في محور السرد القصصي من كتاب القراءة “مبادئ القراءة والتحليل” الصادر عن دار نيولاين للطباعة والنشر.
تمّ تقسيم الطلاب إلى مجموعات حسب فروقاتهم الاكاديميّة مؤلّفة من أربع متعلّمين بالمستويات التالية (جيدجدا، جيدة، وسط، ضعيفة). وتعين متعلّم واحد من كلّ مجموعة كقائد في البداية، ويجب أن يكون الأكثر وعيا في المجموعة.
تقسيم محتوى الدرس ، كالآتي:
القسم الأول: زعموا ¬ شاكرة
القسم الثاني: لم يلتفت¬ حتى شبع
القسم الثالث: وبعد ذلك¬ حالي
القسم الرابع: ولما سمعت¬ صنيعه
توزّعت الفقر على عدد المتعلّمين في المجموعة الواحدة ومن ثمّ بقيّة المجموعات، ويتم تحديد اسم المتعلم وفقرته المحدّدة في كلّ مجموعة على ورقة منفصلة خاصّة بالمجموعة. وبما أنّ الصف يتألف من أربع وعشرين متعلمة فإنّ الصف سيتكون من ست مجموعات غير متجانسة. وتم تحديد الوقت الكافي لقراءة الأقسام بخمس دقائق، مع التأكيد على أهميّة فهم محتوى الفقرة.
وبعدها يطلب من كل المتعلمين الذين قرأوا الفقرة نفسهاعلى الشكل التالي: كل الذين قرأوا القسم الأول يجلسون في مجموعة، والذين قرأوا القسم الثاني يجلسون مع بعضهم البعض. ستتكون أربع مجموعات من ست متعلمين. وقد تم توزيعهم على صفوف المقاعد الأربعة الموجودة في الصف، كل صف من المقاعد تجلس فيه مجموعة لتسهيل تقسيم المتعلمين من دون إحداث فوضى وضجيج.
يذكر هنا ضرورة تغيير شكل المقاعد في الصف لتتناسب مع الاستراتيجية بحيث يكون المتعلمين متواجهين وجها لوجه والمقاعد يتم تدويرها تسعين درجة ليصبح جنب المتعلم موازيا مع اللوح.
يجب تشجيع المتعلمين على أن يتناقشوا الأفكار حول الفقرة المحدّدة من أجل تحليل محتواها، وأن يعرضوا موضوع هذه الفقرة لزملائهم في مجموعاتهم الأساسيّة. كما يطلب من المتعلمين العودة إلى مجموعتهم الأساسيّة واعطائهم وقتا ليشرح كلّ منهم لزملائهم في المجموعة عن ما تعلمه ويشجع القائد بقية زملائه في المجموعة نفسها على التواصل و طرح الأسئلة . في تلك الأثناء يقوم المعلّم بالتنقّل بين المجموعات لمراقبة ما بجري في كل مجموعة وتدوين ملاحظاته الخاصة لمناقشتها لاحقا مع الطلاب.
وأخيرا وبعد نهاية النقاش ، يتمّ تقييم جميع المتعلمين من خلال اختبار قصير. هذا الاختبار لا يتجاوز العشر دقائق ويحتوي على السؤال الآتي: ادرس البنية السردية في هذه القصّة.
ويتم تقييم المجموعات بشكل جماعي، بمعنى أن مجموع علامة الأعضاء في المجموعة الواحدة تجمع وتقسم على أربعة، وبذلك يترسّخ لدى المتعلمين مبدأ ” نتعاون معا لننجح معا” وليحاول كل منهم العمل على مساعدة أعضاء مجموعتهم ليفهم كل ما ورد، لأن نتيجة زميله ستؤثر على نتيجته.
6– تأثير التعلّم التعاوني على المهارات اللغوية:
-ينمّي التعلم التعاوني مهارات التحدث من خلال تشجيع الطلاب على التحدّث مع زملائهم باستخدام اللغة العربية مما يساعد في تقليل رهبة التحدث أمام الآخرين حيث يتم التفاعل في مجموعات صغيرة.
– يعزز مهارات الاستماع من خلال الانصات باهتمام لما يقوله زملاؤهم لفهم الأفكار المطروحة واكتساب مفردات جديدة تصبح أكثر ترسخا لأنها تكتسب في سياقات عملية، كما يحسّن القدرة على تفسير المعاني واستيعاب الأفكار من خلال التفاعل الاجتماعي.كما يتعلم الطلاب كيفية بناء الحجة والدفاع عنها باستخدام اللغة العربية.
– يطور مهارات الكتابة حيث يساعد الطلاب على تبادل الأفكار قبل البدء بالكتابة ويشجعهم على التعاون في تنظيم أفكارهم وتوسيعها بلغة خالية من الأخطاء النحوية والإملائيّة من خلال النقاش الجماعي مما يتيح الفرصة لتبادل الملاحظات وتصحيح الأخطاء بشكل جماعي. كما يحسّن هيكل النص وتنظيمه من خلال تحديد الأفكار الرئية والثانوية وترتيب الفقرات بشكل منطقي واستخدام أدوات الربط لتسهيل الانتقال بين الإفكار.
– يحسّن مهارات القراءة مثل القراءة التشاركية أو القراءة بصوت عالٍ التي تساعد على الطلاقة في القراءة والإلقاء الصحيح ونطق الكلمات. كما يحفّز الطلاب على التحليل والنقد من خلال طرح الأسئلة واستيضاح النقاط غير المفهومة و قراءة النصوص ومناقشتها مع أقرانهم لفهم أعمق.
7-التحديات:
التحديات التي تعوق تطبيق التعلم التفاعلي بشكل فعال:
-إدارة الوقت في الحصة: يتجنب الكثير من المعلمين التعلم التعاوني يسبب الوقت لانّ الحصة خمسين دقيقة وهي غير كافية لتقسيم الطلاب إلى مجموعات وإنجاز ما يطلب منهم وبعدها الاستماع إلى إجاباتهم وتصحيحها خاصّة مع وجود عدد كبير من الطلاب. هو يتطلب توزيعا دقيقا للنقاش والعمل الجماعي والتقييم، فقد يؤدي سوء إدارة الوقت إلى عدم استكمال الدرس وعدم تحقيق الأهداف المرجوة.
– التفاوت بين مستوى الطلاب الأكاديمي.
إن الفروقات الأكاديمية بين الطلاب داخل المجموعة قد تؤدّي إلى سيطرة الأقوياء وعدم الأخذ برأي الضعفاء الذين يفضلون عدم المشاركة في العمل والإتكال على من يفوقوهم ذكاء مما يهمش دور الطلاب الأقل قدرة على التحليل والاستنتاج. ويفقدهم ثقتهم بنفسهم أو يواجهون صعوبة في المساهمة الفعالة.
– صعوبة تقييم أداء الطلاب:
عند استخدام طرق التعلم التعاوني يصعب تقييم أداء كل طالب على حدة بشكل عادل لأن الطلاب يتشاركون في المهام والأنشطة، وبعضهم يعتمد على جهود زملائه دون المساهمة بشكل كبير، كما أن تفاوت الأدوار بين الطلاب التي تختلف بطبيعتها حيث المسؤوليات ومستوى الجهد المبذول، هذا كله يجعل عملية التقييم غير دقيقة.
الخاتمة
في ختام هذا البحث، اتضح فاعلية طرق التعلم التعاوني على مستوى تحصيل المتعلمين في الصف السابع الأساسي من الناحية الأكاديمية حيث يساهم في تحسين المهارات اللغوية للمتعلمين على المستويات كافة: القراءة، الكتابة، الاستماع، والمحادثة من خلال التفكير النقدي بناء الحجج وتحليل النصوص بأسلوب منهجي. أما من الناحية الاجتماعية تغيّرت قيمهم وأصبح التعاون جزءا من عملهم مع الآخرين حيث يتمكن الطلاب من تعزيز التفاعل فيما بينهم وتبادل الأراء والأفكار ومناقشتها ضمن بيئة تعليمية إيجابيّة ومحفزة.
يعدّ التعلم التفاعلي وسيلة تعليميّة فعالة لتقليص الفروقات الفردية بين الطلاب حيث يتمكن المتعلمون الضعفاء من اكتساب المهارات من رفاقهم المتفوقين في المجموعة. وهذا من شأنه تعزيز الثقة بالنفس والإيمان بقدراتهم وباستطاعتهم على اتخذ القرار وتحمل المسؤولية الفردية والجماعية.
توصيات
– مراعاة الفروق الفردية واستعمال طرائق تسهم في تنمية الجرأة الأدبية والقضاء على الخجل والخوف لدى الطلبة.
– إعادة النظر في المناهج الدراسية لتصبح مواكبة للعصر الرقمي الذي يلبي احتياجات الطلاب وميولهم.
– تثقيف المعلمين بمزايا مبدأ التعلم الذاتي وأهمية إدماج الطلبة في العملية التعليمية وإشراكهم بنشاطاتها التفاعلية.
– إيجاد بيئة مدرسيّة محفّزة تطلق طاقات المتعلمين ومواهبهم وتصقلها وتنميها، وتيّسر ممارسة المتعلمين لمهاراتهم وهواياتهم الرياضية والثقافية والإجتماعية.
– المراجع
1- عشاء، خليل، أبو جابر، صالح محمد، أثر استخدام استراتيجيات التعلم النشط في تحسين التحصيل العلمي ومفهوم الذات الأكاديمية لدى طالبات الصف الثالث الأساسي، عمادة البحث العلمي/الجامعة الأردنية، الملحق 2011.
2- جودة سعادة، وآخرون، التعلم النشط بين النظرية والتطبيق. عمان- الأردن: دار الشروق للنشر والتوزيع،2006
3- ماشي بن محمد الشمري، استراتيجية في التعلم النشط، مكتبة جرير، 2014.
4- سليمان، سناء محمد، التعلم التعاوني أسسه، استراتيجية ، تطبيقاته، القاهرة، عالم الكتاب للنشر والتوزيع، 2005، ص 70
5- السليتي، فراس محمود مصطفى، استراتيجية التعلم التعاوني في تدريس المطالعة والنصوص الأدبية ، ط10، الأردن، 2006، عالم الكتب الحديث.
6- الفالح، سلطانة قسم، فاعلية استراتيجيّة التعلم التعاوني الاتفاقي في تنمية التحصيل الدراسي لوحدة الخلية والوراثة والاتجاه نحوها لدى طالبات الصف الأول ثانوي بالرياض”، رسالة دكتورا غير منشور، كلية التربية بالرياض.
1- طالبة دكتوراه في جامعة الحسن الثاني – كازابلانكا- المغرب- كلية الآداب- لغة عربية.
PhD student at Hassan II University – Casablanca – Morocco – Faculty of Arts – Arabic Language E-mail:Khatibinass@gmail.com
[2] – عشا، خليل، أبو جابر، صالح محمد، أثر استخدام استراتيجيات التعلم النشط في تحسين التحصيل العلمي ومفهوم الذات الأكاديمية لدى طالبات الصف الثالث الأساسي، عمادة البحث العلمي/الجامعة الأردنية، الملحق 2011، ص456.
[3] – ج سعادة،ج، وآخرون ،التعلم النشط بين النظرية والتطبيق. عمان- الأردن: دار الشروق للنشر والتوزيع.،2006،ص133.
[4] الفالح، سلطانة قسم، فاعلية استراتيجيّة التعلم التعاوني الاتفاقي في تنمية التحصيل الدراسي لوحدة الخلية والوراثة والاتجاه نحوها لدى طالبات الصف الأول ثانوي بالرياض”، رسالة دكتورا غير منشور، كلية التربية بالرياض. ص30.
[5] – مرجع سابق،. ص 133.
[6] السليتي، فراس محمود مصطفى، استراتيجية التعلم التعاوني في تدريس المطالعة والنصوص الأدبية ، ط10، الأردن، 2006، عالم الكتب الحديث.ص54
[7]– سعادة ،ج،أ. وآخرون. التعلّم النشط بين النظريّة والتطبيق. عمان- الأردن:دار الشروق للنشر والتوزيع. 2006،ص 153.
[8] سليمان، سناء محمد، التعلم التعاوني أسسه، استراتيجية ، تطبيقاته، القاهرة، عالم الكتاب للنشر والتوزيع، 2005، ص 70
[9] – ماشي بن محمد الشمري، استراتيجية في التعلم النشط، مكتبة جرير، 2014، ص43