foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

يوم المباهلة: دراسة تحليليّة لرمزيته وتأثيره في التفسير القرآني

0

عنوان البحث: يوم المباهلة: دراسة تحليليّة لرمزيته وتأثيره في التفسير القرآني

اسم الكاتب: مصطفى جواد كاظم

تاريخ النشر: 16/07/2025

اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية

عدد المجلة: 38

تحميل البحث بصيغة PDF

يوم المباهلة: دراسة تحليليّة لرمزيته وتأثيره في التفسير القرآني

The Day of Mubahala: An Study of Its Symbolism and Influence on Qur’anic Interpretation Analytical

Mustafa Jawad Kazim مصطفى جواد كاظم([1])

تاريخ الإرسال:18-4-2025                          تاريخ القبول:27-6-2025

الملخص          

يعد يوم المباهلة من الأحداث التّاريخيّة المهمّة التي وردت في القرآن الكريم، إذ جرت بين النّبي محمد (صلى الله عليه وآله) ومجموعة من النّصارى في نجران، وكان حدثًا ذو دلالة كبيرة في تأكيد الولاية الشّرعيّة لأهل البيت. يسعى هذا البحث إلى دراسة يوم المباهلة من خلال الفكر الشّيعي، فتُحلَّل المباحث المتعلقة بمفاهيم المباهلة في القرآن الكريم، وتُستعرض الرّوايات الواردة في المصادر الشّيعيّة مثل “الكافي” و”بحار الأنوار” و”الاختصاص”. يركز البحث على دراسة المباهلة كحدث يثبت عصمة أهل البيت ويعزز مقامهم،  يُعدُّ من أبرز الأحداث التي أكدت الولاية الشّرعيّة لهم. يتناول البحث أيضًا تأثير المباهلة في الفكر العقدي الشّيعي، وكيفيّة تأثيرها على تعزيز العقيدة والولاء لأهل البيت. علاوة على ذلك، يناقش البحث تأثير هذا الحدث على العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين، ويعرض المباهلة كنموذج للإيمان الحقيقي في مواجهة الكفر. من خلال المنهج التّحليلي والرّوايات الشّيعيّة، يسعى البحث إلى إلقاء الضوء على أهمّيّة هذا الحدث في تشكيل الفكر الشّيعي وتطويره عبر الزمن.

الكلمات المفتاحية: يوم المباهلة، الفكر الشّيعي، عصمة أهل البيت، التّفسير القرآني، العلاقات بين الأديان.

Abstract

The Day of Mubahala is one of the significant historical events mentioned in the Qur’an, where Prophet Muhammad (PBUH) engaged in a theological dispute with a group of Christians from Najran. This event holds profound significance in confirming the rightful leadership of the Ahl al-Bayt. This research aims to study the Day of Mubahala through the Shiite perspective, analyzing the concepts of mubahala in the Qur’an and reviewing the narrations found in Shiite sources such as “Al-Kafi,” “Bihar al-Anwar,” and “Al-Ikhtisas.” The focus is on examining mubahala as an event that proves the infallibility of the Ahl al-Bayt and strengthens their position, making it one of the key events that affirmed their legitimate leadership.

The research also explores the impact of the Mubahala on Shiite doctrinal thought and how it has reinforced the belief in and loyalty to the Ahl al-Bayt. Additionally, the research discusses the effects of this event on Muslim-Christian relations and presents mubahala as a model of true faith in the face of disbelief. Through analytical methods and Shiite narrations, the study seeks to shed light on the importance of this event in shaping and evolving Shiite thought throughout history.

Keywords: Day of Mubahala, Shiite thought, Infallibility of Ahl al-Bayt, Qur’anic interpretation, interfaith relations.

المقدمة

يُعَدُّ يوم المباهلة من أبرز الأحداث التّاريخيّة والدّينيّة التي وردت في التّراث الإسلامي، وقد وقع هذا الحدث في السّنة التّاسعة من الهجرة عندما تحدّى النّبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفد النّصارى من أهل نجران إلى المباهلة، وهو نوع من الافتراق في الرأي بين المسلمين والمسيحيين، بهدف تحديد الحقيقة الدّينيّة. هذه الواقعة ليست فقط معركة لإثبات الحقّ، بل تحمل دلالات رمزيّة عميقة تتعلق بالحقائق الإيمانيّة والسياسيّة. فهي تمثل تأكيدَ الصِّدق الإلهي الذي يتمثل في النّبي محمد وآله الأطهار، الذين كانوا أحد الركائز الأساسيّة للقيادة الإيمانيّة في نظر الفكر الشّيعي.

تكتسب هذه الحادثة أهمّيّة خاصة في الفكر الشّيعي لأنّها تعد من المفاصل التي يظهر فيها تمايز الإيمان بأهل البيت عليهم السلام، في الوقت الذي كان للآية الكريمة ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ ([2]) دور بارز في تأكيد الأحقيّة لأهل البيت عليهم السلام الذين كانوا رمزًا للحق والإيمان في مواجهة الكذب والباطل. أسباب اختيار الموضوع: يُمثل يوم المباهلة نقطة تحول كبيرة في تاريخ العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، وركنًا مهمًّا في تفسير بعض الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة التي تتعلق بمفهوم الحقّ والباطل. لذلك، فإنّ هذا الموضوع يستحق الدّراسة المتعمقة من أجل فهم أبعاده الفكرية والدّينيّة في سياق الفكر الشّيعي، خصوصًا أنّ مباهلة النّبي صلى الله عليه وآله وسلم مع وفد نجران تؤكد أحقيّة أهل البيت في قيادة الأمّة.

أهداف البحث:

  1. دراسة دلالات يوم المباهلة في القرآن الكريم: يهدف هذا البحث إلى دراسة الآية المتعلقة بالمباهلة الواردة في سورة آل عمران، وتفسير دلالاتها من خلال المعاني اللغويّة والشّرعيّة التي تحملها، بالإضافة إلى تفسير الأحداث التي أدّت إلى هذا الموقف التاريخي. سيكون التركيز على كيف أن هذه الآية تمثل دعوة للحوار بين الحقّ والباطل، وتأكيد مكانة أهل البيت في هذا الحدث، بناءً على تفسيرات مفسري القرآن في الفكر الشّيعي.
  2. تفسير هذا الحدث وفاقًا للأحاديث والروايات الشّيعيّة:هذا الهدف يعنى بتحليل الروايات التي تناولت يوم المباهلة في المصادر الشّيعيّة، مثل الكافي وبحار الأنوار والميزان في تفسير القرآن، لفهم كيف يصور الفكر الشّيعي هذا الحدث. سيكون التركيز على الروايات التي تبين دور أهل البيت في هذه الواقعة وكيف يعكس هذا الحدث أحقيّتهم في خلافة النّبي.
  3. تحليل تأثير المباهلة في بناء الفكر العقائدي في التفسير الشّيعي: يسعى البحث أيضًا إلى تحليل تأثير يوم المباهلة على بناء الفكر العقائدي الشّيعي، وتفسير كيفيّة ارتباطه بعقيدة الإمامة وولاية أهل البيت، وتأثيره على مسألة تفضيل أهل البيت على غيرهم. سيُدرس هذا الحدث من خلال الأبعاد التّاريخيّة والرّوحيّة التي يعززها في الفكر الشّيعي، ومقارنته مع التفسير السني لهذا الحدث.

الفصل الأول: الإطار النظري ليوم المباهلة

المبحث الأول: مفهوم المباهلة في القرآن الكريم

  1. دراسة الآيات القرآنيّة المتعلقة بالمباهلة (آية المباهلة: آل عمران 61): يتناول هذا الجزء من البحث دراسة الآية 61 من سورة آل عمران التي تُعِدُّ النَّص القرآني الأساسي الذي يشير إلى حادثة المباهلة([3]). يتناول البحث تفسير الآية في ضوء الفهم الشّيعي، مع التركيز على دور أهل البيت في هذا الحدث. يُحلَّل السّياق القرآني الذي وردت فيه الآية، ويشمل ذلك المواقف التي أدّت إلى المباهلة بين النّبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأتباع دين النّصرانيّة، وتفسير كيف أنّ الآية تؤكد الولاية والإمامة لأهل البيت، وقد ورد ذكر النّبي وأهل بيته في المقام الأعلى في هذا السياق([4]).
  2. التّحليل اللغوي والفقهي للمباهلة: في هذا الجزء، سيتناول التحليل اللغوي لكلمة “المباهلة” الواردة في الآية الكريمة، وتوضيح المعنى الدقيق للكلمة في السّياق القرآني. يُعرَض شرح مفهوم “المباهلة” من خلال المصادر اللغويّة والفقهيّة، فيعكس الفهم الشّيعي للمباهلة كنوع من الدّعوة إلى التّصعيد الدّيني الذي يعكس الصّراع بين الحق والباطل. وسيتناول آراء فقهاء الشّيعة حول كيفيّة تفسير هذا الحدث وتطبيقاته في السّياقات الدّينيّة والفكريّة في العقيدة الشّيعيّة. سيُركَّز على الاختلافات بين التفاسير السُّنيّة والشّيعيّة حول دلالة المباهلة، مع عرض تفسير علماء الشّيعة لما يخص الولاية والإمامة.

المبحث الثاني: الرّوايات حول يوم المباهلة في المصادر الشّيعيّة

  1. عرض الروايات الواردة في كتب الحديث الشّيعيّة مثل “الكافي”، “الاختصاص”، و”بحار الأنوار“:
    يشكّل يوم المباهلة حدثًا تاريخيًا محوريًا في الفكر الشّيعي، لما يتضمنه من دلالات دينيّة وتاريخيّة تؤكد رفعة مقام أهل البيت (عليهم السّلام) وأهمّيّة دورهم في الحفاظ على الرّسالة الإلهية. تتناول العديد من الكتب الشّيعيّة الرئيسة روايات تفصيليّة حول هذا الحدث، تبرز مواقف النّبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته تجاه المباهلة مع نصارى نجران.

    • رواية “الكافي” للكليني: يروي الكليني في كتابه الكافي (أحد كتب الحديث الشّيعيّة المهمّة) تفاصيل دقيقة عن يوم المباهلة، يؤكد أن النّبي (صلى الله عليه وآله) اختار أهل بيته (علي بن أبي طالب، فاطمة الزهراء، حسن وحسين عليهم السّلام) للمشاركة في المباهلة مع وفد نجران، وهو ما يتماشى مع فهم الشّيعة لمفهوم الطهارة العصمة. جاء في الحديث: “فلما نزلت الآية: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ([5])، دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليًا وفاطمة وحسنًا وحسينًا فقال لهم: هؤلاء هم أبناؤنا ونساؤنا وأنفسنا”(([6] هذه الرواية تُظهر تأكيد النّبي (صلى الله عليه وآله) مقام أهل البيت ودورهم الفريد في هذا الحدث.
    • رواية “الاختصاص” لابن بابويه القمّي: في كتاب الاختصاص، يروي ابن بابويه القمي حادثة المباهلة بتفصيل أكبر، فيذكر أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) أخذ أهل بيته ليس فقط كدليل على رفعة مقامهم، بل كإشارة إلى الطهارة الخاصة بهم. وتؤكد الرواية أنّ نصارى نجران تفاجؤوا بما رأوه، فقد كان النّبي (صلى الله عليه وآله) يقف مع أهل بيته في حالة من العظمة والطهارة ما أدهشهم وجعلهم يتراجعون عن التّحدي. كما ذكر في الرواية أن المباهلة كانت لحظة حاسمة أظهرت النّبوة الحقّ وأهل البيت كأهل للولاية والقيادة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
    • رواية “بحار الأنوار” للمجلسي: يُعد بحار الأنوار للمجلسي أحد المصادر الشّيعيّة المهمّة التي تحتوي على روايات تفصيليّة حول حادثة المباهلة. وفاقًا للمجلسي، كانت المباهلة وسيلة لتمييز النّبي وأهل بيته من بين الآخرين، إذ لم يُشهد أحدٌ آخر من الصّحابة في هذا الحدث. يشير المجلسي إلى أنّ المباهلة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي إعلان رسمي عن ولاية أهل البيت. في رواية ذكرها في بحار الأنوار، يصرح أن النّبي (صلى الله عليه وآله) قال لأهل بيته: “أنتم خيرة الله في الأرض، وبكم يُفتح باب الفتح(([7]. هذه الرّواية تدعم المفهوم الشّيعي في أن أهل البيت هم من سيقودون الأمّة بعد النّبي محمد (صلى الله عليه وآله) بحكم ولايتهم.
  2. يوم المباهلة، الذي وقع بين النّبي محمد (صلى الله عليه وآله) ونصارى نجران، هو أحد الأحداث المهمّة في التّاريخ الإسلامي. وفاقًا للفكر الشّيعي، تحمل هذه الحادثة دلالات عميقة لا تقتصر على الجانب التاريخي، بل تشمل أيضًا الدّلالات العقائديّة والتّفسيريّة التي تسهم في تعزيز مكانة أهل البيت (عليهم السلام) كمصدر للولاية والإمامة بعد النّبي (صلى الله عليه وآله).

المبحث الثاني: المباهلة كدليل على طهارة أهل البيت (عليهم السلام): الروايات الواردة في الكافي والاختصاص وبحار الأنوار تؤكد أن النّبي محمد (صلى الله عليه وآله) اصطفى أهل بيته للمباهلة ليظهر طهارتهم وعصمتهم. في الكافي، يذكر الكليني أن النّبي (صلى الله عليه وآله) اختار فقط أهل بيته من علي وفاطمة وحسن وحسين (عليهم السلام) لملاقاة نصارى نجران في المباهلة، وهذا كان بمثابة تأكيد للعصمة والطهارة الخاصة بهم: “نزلت الآية فينا أهل البيت: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ﴾”([8]).

المباهلة كإعلان للولاية: في ضوء الروايات الشّيعيّة، يعد يوم المباهلة بمثابة إعلان رسمي للولاية بعد وفاة النّبي (صلى الله عليه وآله). في بحار الأنوار، يشير المجلسي إلى أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) عندما دعا أهل بيته للمباهلة، كان يشير إلى الولاية الإلهية التي ستظل لهم بعده: المباهلة كانت إعلانًا لولاية أهل البيت من بعده، وأظهرت تميزهم عن غيرهم من الصحابة([9]). هذا التفسير يدعم الفكر الشّيعي الذي يرى أن الإمامة جزء من الرّسالة الإلهية التي تخص أهل البيت (عليهم السلام)

المباهلة كاختبار إيماني: كانت المباهلة اختبارًا إيمانيًّا لوفد نجران، إذ أظهرت الروايات الشّيعيّة أن النّبي (صلى الله عليه وآله) دعاهم إلى المباهلة إذا كانوا في شكٍّ من صدق رسالته. في الاختصاص، يذكر ابن بابويه أن النّبي (صلى الله عليه وآله) كان يعلم أن الله سيظهر الحقّ ويظهر كذب من لا يؤمن. الرواية تشير إلى أنّ هذا الحدث كان حاسمًا في تصديق دعوة النّبي، وكانوا على استعداد لقبول أي نتيجة، فذلك كان علامة على صدق الرّسالة الإلهيّة التي أرسلها النّبي محمد (صلى الله عليه وآله).

المباهلة كحادثة مفصلية في تاريخ الأمة: من خلال هذه الرّوايات، يمكننا أن نفهم أن يوم المباهلة لم يكن مجرد حادث عارض، بل كان حدثًا مفصليًا في تاريخ الأمّة الإسلاميّة. في هذا اليوم، بُرِىء أهل البيت من أنواع التّهم والافتراءات كلّها التي كان يوجهها أعداء الدين، وأكدت هذه الواقعة أن النّبي محمد (صلى الله عليه وآله) كان يمثل أعلى درجات الطهارة، وأن أهل بيته هم أعظم من أن يُنسب إليهم أي خطأ أو نقص.

الفصل الثاني: المباهلة في الفكر الشّيعي

المبحث الأول: المباهلة وتعزيز مقام أهل البيت

تُعدُّ حادثة المباهلة في الفكر الشّيعي، من الأحداث المحوريّة التي تعزز مقام أهل البيت (عليهم السلام) وتؤكد مكانتهم المتميزة في الإسلام، وخاصة بعد وفاة النّبي محمد (صلى الله عليه وآله). ففي هذا الحدث التّاريخي الذي وقع بين النّبي (صلى الله عليه وآله) ووفد نجران، قام (صلى الله عليه وآله) بدعوة أهل بيته للمباهلة معهم، في إشارة إلى الطّهارة والعصمة التي يتمتعون بها. ويُعد هذا الحدث في الفكر الشّيعي دلالة قاطعة على تميّز أهل البيت في مكانتهم الدّينيّة والسياسيّة والعقائديّة.

تعزيز مقام أهل البيت من خلال التفسير الشّيعي للآية: تُعدُّ آية المباهلة من الآيات المحورية في الفكر الشّيعي، إذ تفسر الآية على أن النّبي محمد (صلى الله عليه وآله) اختار أهل بيته – علي، وفاطمة، وحسن، وحسين – ليكونوا ممثلين عنه في هذه المناسبة العظيمة. وفاقًا للتفسير الشّيعي، يُعدُّ هذا الاختيار إشارة إلى عصمة أهل البيت وطهارتهم، ويشير إلى أن هؤلاء الأربعة هم من أصحاب الولاية التي ستستمر بعد النّبي (صلى الله عليه وآله). فالمباهلة كانت خطوة عمليّة لإعلان أنّ أهل البيت هم الأوصياء على الأمّة بعد النّبي. من هذا المنطلق، يعزز الفكر الشّيعي من هذه الحادثة ليؤكد أن الولاية تنتقل إلى أهل البيت حصريًا.

الروايات الشّيعيّة عن الطهارة والعصمة: تعزز العديد من المصادر الشّيعيّة مثل الكافي والاختصاص وبحار الأنوار من فكرة العصمة والطهارة لأهل البيت. على سبيل المثال، تذكر الرّوايات فيها أن النّبي (صلى الله عليه وآله) عندما دعا أهل بيته إلى المباهلة، كان يؤكد مكانتهم الخاصة وأنّهم أرفع درجة من أيّ شخص آخر في الأمّة. وفي الكافي، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): “إنّما أُمر النّبي (صلى الله عليه وآله) أن يباهي بأهل بيته ليظهر للناس مقامهم، ويعلموا أنّهم الأوصياء من بعده( ([10] هذا الحديث يُظهر أن المباهلة كانت إعلانًا إلهيًّا حول مكانة أهل البيت، إذ تتجاوز مجرد كونهم أفرادًا مقربين للنبي، إلى أن يكونوا أئمة ومرشدين للأمة بعده.

المباهلة كمؤشر على مكانة الإمامة: في الفكر الشّيعي، المباهلة لها دور مركزي في تفسير مفهوم الإمامة. هذه الحادثة تعدُّ دليلًا على أنّ الإمامة ليست مجرد منصب سياسي، بل هي وظيفة دينيّة إلهيّة تتعلق بنقل العلم والمعرفة والشّريعة. في بحار الأنوار، يُذكر أنّ “المباهلة كانت إقامة حجّة من الله على أهل نجران وكلّ من يصر على عدم قبول ولاية أهل البيت. فبذلك أصبحت الولاية عقيدة أساسيّة(([11]هذا التّفسير يعزز من مفهومي الإمامة والولاية.

تأثير المباهلة في ترسيخ الولاية: لقد كان يوم المباهلة حدثًا مفصليًا في تأكيد مسألة الولاية التي تُعدُّ جزءًا لا يتجزأ من الرّسالة المحمديّة. فالمباهلة كانت مناسبة لإظهار الحقّ في أنّ الإمامة ليست مجرد خلافة سياسية، بل هي ولاية إلهيّة تستمد شرعيتها من الله تعالى. وعليه، فإنّ يوم المباهلة في الفكر الشّيعي يُعدُّ لحظة حاسمة في تأكيد أنّ الولاية تنتقل من النّبي (صلى الله عليه وآله) إلى أهل بيته، وهم الأئمة المعصومين الذين يتبعهم المسلمون من بعده.

الارتباط بالحديث “الكرامة الأبدية” لأهل البيت: تؤكد المباهلة في الفكر الشّيعي، الكرامة الأبديّة لأهل البيت (عليهم السلام). الروايات الشّيعيّة تؤكد أن من شارك في المباهلة من أهل بيت النّبي (صلى الله عليه وآله) ميِّزوا بكرامة لا تضاهيها أيّ كرامة أخرى. في الاختصاص، يُذكر عن الإمام علي (عليه السلام): “لقد خصّنا الله بهذا الفضل لأنّنا أهل الطهارة، والكرامة الذين لا يجوز لأحد أن يطعن فيهم”([12]) هذه الكرامة هي ما يعزز مكانة أهل البيت ويميزهم من الآخرين في نظر الفكر الشّيعي.

كيف يرى الفكر الشّيعي في المباهلة تأكيد عصمة أهل البيت؟ في الفكر الشّيعي، يُعدُّ يوم المباهلة حدثًا حاسمًا في إثبات العصمة والقداسة لأهل البيت. ويرى الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اختار أهل بيته، ليكونوا معه في هذا الحدث العظيم. ويشير هذا إلى أن هؤلاء الأربعة هم الطّاهرون المعصومون، الذين لا يشوبهم أي خطأ أو نقص. يبرز هذا التّفسير من خلال حديث الكساء الذي يذكر في كتب الحديث الشّيعيّة، فيعزز موقف العصمة لأهل البيت([13]). إضافة إلى ذلك، فإنّ حضور هؤلاء في المباهلة مع النّبي صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة نصارى نجران، هو تأكيد أنّهم أعلى درجة من باقي الأمة الإسلاميّة في فهم الإسلام والتمسك بأصوله([14]).

تحليل أثر هذا الحدث في تعزيز عقيدة ولاية أهل البيت في الفكر الشّيعي: من خلال مباهلة نجران، يؤكد الفكر الشّيعي ولاية أهل البيت كركيزة أساسيّة في بناء الدّولة الإسلاميّة وتوجيه الأمّة. فعندما يختار النّبي صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته، ليكونوا معه في هذا الحدث العظيم، فإن هذا في الفكر الشّيعي دليل قاطع على أنّ الولاية الإلهيّة منصبّة عليهم، وأنّهم همّ الأحق بالقيادة الروحيّة والسياسيّة للمسلمين بعد النّبي صلى الله عليه وآله وسلم([15]). تتلخّص عقيدة الولاية في أنّ القيادة يجب أن تكون في آل البيت مباشرةً بعد وفاة النّبي، تجد تأكيدًا في هذا الحدث. فإذا كان النّبي قد اختار أهل بيته في هذا الموقف الحاسم ليكونوا معه في المباهلة، فهذا يعزز العقيدة القائلة أنّهم الأحق بالقيادة بعد النّبي بسبب عصمتهم وامتلاكهم لمفاتيح العلم والمعرفة. في هذا السّياق، يبني الفكر الشّيعي مقاربة جديدة حول القيادة الدّينيّة، إذ لا يُختَار الخلفاء إلّا بناء على هذا الأصل الرباني في ولاية أهل البيت([16]). إجمالاً، يساهم يوم المباهلة في الفكر الشّيعي بتوثيق وتأكيد عقيدة الإمامة والولاية لأهل البيت، وهو من أبرز المواقف التي تبيّن مكانتهم الرّفيعة وعصمتهم في السّياق الدّيني والسياسي.

المبحث الثاني: التأثير العقدي للمباهلة في الفكر الشّيعي: المباهلة تعد حدثًا مهمًا في تاريخ الإسلام،  ويُنظر إليها كدليل محوري يؤثر في تشكيل العقيدة والولاية بشكل أساسي. يتجلى التأثير العقدي للمباهلة في عدة جوانب رئيسة، لعل أبرزها تعزيز عقيدة الإمامة والولاية، وكذلك تأكيد العصمة الطاهرة لأهل البيت. في هذا المبحث، سيستعرض كيفية تأثير هذا الحدث على الفكر العقدي الشّيعي، وكيف ساهم في ترسيخ المفاهيم الأساسية التي يدور حولها العديد من المواقف الفكرية والدّينيّة الشّيعيّة.

التأثير في عقيدة الإمامة: تمثل المباهلة تأكيدَ عقيدة الإمامة، إذ اختار النّبي صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته ليكونوا معه في هذا الموقف الحاسم. ما يشير في السّياق الشّيعي إلى أنّه لا يجوز أن يقف أحد من غير أهل البيت أمّام النّبي في مثل هذه المناسبة التي تستلزم طهارة وعصمة خاصة. لذا، فإنّ التأثير العقدي للمباهلة يعزز الاعتقاد أنّ الإمامة يجب أن تكون في آل البيت، بدءًا من الإمام علي بن أبي طالب وصولًا إلى الإمام الثاني عشر.

يستند الشيعة في تفسير هذا الحدث إلى ما ورد في كتبهم مثل: “الكافي” و”بحار الأنوار”، فيشيرون إلى أن أئمة أهل البيت هم وحدهم الذين يمتلكون القدرة على فهم القرآن وتفسيره وتطبيقه بشكل صحيح. ويتجسد ذلك من خلال هذا الحدث دور الإمامة بوصفها منصبًا ربانيًا، وليس اختياريًا بشريًا([17])

تأكيد عصمة أهل البيت: تمثل المباهلة  في الفكر الشّيعي حدثًا يعزز عقيدة عصمة أهل البيت التي هي جزء من الاعتقاد الشّيعي فيهم، وتشير إلى أنهم معصومون من الخطأ والزلل، ويشكّلون نموذجًا مثاليًا يُحتذى به في الدّين والحياة. وقد ورد في حديث الكساء في المصادر الشّيعيّة ما يعزز هذا المعنى، إذ  يشير النّبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أنّ هؤلاء الأربعة (الإمام علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين) هم الطّاهرون من كل رجس، وبهذا يظهر التأثير العقدي للمباهلة في تأكيد عصمتهم.([18]) ويُفسَّر هذا الحدث كدليل على أنّهم وحدههم الأحقّ بتفسير الشّريعة وتطبيقها بالشكّل الأصح.

تعزيز عقيدة الولاية: بالإضافة إلى تعزيز عقيدة الإمامة والعصمة، فإنّ المباهلة تُسهم في تأكيد عقيدة الولاية في الفكر الشّيعي. في هذا السياق، تعدُّ الولاية ارتباطًا وثيقًا بين القيادة الدّينيّة والسياسيّة للمسلمين، إذ يرى الشيعة أنّ أهل البيت همّ الأحقّ بذلك من دون غيرهم. هذا التّرابط يظهر جليًا من خلال الآية المباركة في سورة آل عمران (آية المباهلة) التي تنصّ على توجيه الدّعوة للمباهلة من النّبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى نصارى نجران، ما يعكس شرعية الولاية لأهل البيت بعد النّبي صلى الله عليه وآله وسلم([19]).

دور المباهلة في بناء وتصحيح المفاهيم العقديّة عند الشيعة: يمثل يوم المباهلة نقطة فاصلة في تفسير العقيدة الإسلامية، فيُستفاد منه لتعزيز العديد من المفاهيم العقدية وتثبيتها وهي تشكل أساسًا لفهم الشّيعة لدينهم. في هذا المبحث، سيُحلَّل دور المباهلة في بناء المفاهيم العقديّة وتصحيحها، مع تسليط الضوء على دورها في فهم الولاية الشّرعيّة لأهل البيت.

دور المباهلة في بناء المفاهيم العقديّة: يُنظر إلى المباهلة كدليل قوي على صحّة العقيدة الشّيعيّة في ما يتعلق بالإمامة والولاية. في هذا السّياق، يرى الشّيعة أن المباهلة كانت اختبارًا إلهيًّا لإظهار فضلهم  ومكانتهم العالية في الإسلام. إن إصرار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اصطحب معه أهل بيته فقط للمباهلة يدل على أنّ هؤلاء الأفراد يشتركون في خصائص روحيّة وعقائدية تُؤهلهم للحكم والقيادة في الأمة بعد النّبي. وتُسهم المباهلة في تصحيح المفاهيم العقديّة التي قد تكون تحرّفت بعد وفاة النّبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتُثبّت أهمّيّة الإمامة في الفكر الشّيعي بوصفها جزءًا لا يتجزأ من الإيمان بالله ورسوله. إنّ تصحيح الفهم العقائدي بشأن الإمامة في ضوء حادثة المباهلة يجعل من هذه الحادثة ركيزة أساسيّة لفهم ضرورة وجود إمام معصوم في كل عصر([20]).

فهم المباهلة كإعلان علني للولاية الشّرعيّة لأهل البيت: يُعدُّ هذا اليوم إعلانًا للملأ أنّ الولاية الشّرعيّة لأهل البيت. فيتّضح أنّ النّبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يبيّن لأمته أن قيادة الأمّة الإسلاميّة من بعده يجب أن تكون في يد أفراد معينين من أهل بيته، وهذا يظهر في اختيار النّبي لهم في هذه المناسبة المباركة([21]).

يعدُّ هذا الحدث إعلانًا رسميًّا لمبدأ الولاية الشّرعيّة التي تنطوي على العصمة، والقيادة الرّوحيّة والسياسيّة للمجتمع الإسلامي. وقد أكد أن الولاية بعد النّبي لا يمكن أن تكون إلّا في أهل بيته، وأن هؤلاء الأشخاص هم الذين يحملون أمانة الدّين والتفسير الصحيح للقرآن والسُّنة([22]). ويرى الشِّيعة أنّ هذه الحادثة ساهمت في تصحيح الفهم الخاطئ حول مسألة الإمامة، إذ أظهر النّبي صلى الله عليه وآله وسلمأنّ الإمامة أمر إلهي مربوط بعصمة أهل البيت، ما يعني أنها يجب أن تكون في يد أشخاص يمتلكون درجات من الطهارة والعصمة لا تتوفر لدى غيرهم([23]).

التأثير العقدي والتاريخي للمباهلة: إلى جانب دورها في تحديد مفاهيم الإمامة والولاية، فقد أثّر بشكل عميق في تطور الفكر العقدي الشّيعي عبر التاريخ. ذلك أنّها ليست مجرد حدث تاريخي فحسب، بل هي نقطة انطلاق لتطوير تفسيرات جديدة للإسلام في الفكر الشّيعي، تأخذ بالحسبان أبعادًا عقديّة وروحيّة تجعل من أهل البيت مرجعيّة دينيّة على مدار الأجيال، وهي في الروايات الشّيعيّة تكريس لفكرة الولاية المعصومة، وأن الأئمة الإثني عشر الذين تلوا أهل البيت هم وحدهم المؤهلون لأداء هذه المسؤوليّة الدّينيّة الخاصة. وقد تجلى تأثير هذا الفهم في تعزيز الوحدة الداخلية للفكر الشّيعي، وكذلك في تحديد المسار الديني الصحيح للأمة الإسلامية.[24]

الفصل الثالث: الآثار الرّمزية للمباهلة في المجتمع الإسلامي

المبحث الأول: تأثير المباهلة على العلاقات بين المسلمين وغيرهم: هو يوم من الأحداث الفاصلة التي تجسد الفهم الإسلامي العميق للمساواة والعدل، بالإضافة إلى العلاقات التي يجب أن تُبنى على الحوار والمناقشة السلميّة مع الآخرين. يمثل هذا الحدث فرصة لفهم الدين الإسلامي في مواجهته مع العقائد المخالفة من خلال مبدأ التّسامح والاحتكام إلى الله في القضايا الدّينيّة. وفي هذا المبحث، سيُدرس تأثير يوم المباهلة على العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وتحليل دلالاته الرّمزيّة في تكريس مبدأ الهدوء والاحترام المتبادل في العلاقات بين الأديان([25]).

 يوم المباهلة في تاريخ العلاقات بين المسلمين والمسيحيين: شهد يوم المباهلة مع المسيحيين من نجران حدثًا ذا دلالة عميقة في تاريخ العلاقات بين المسلمين والمسيحيين. فقد جاء بعد دعوة النّبي صلى الله عليه وآله وسلم للمسيحيين إلى الإسلام، وعندما رفضوا الدّعوة، لجأوا إلى المباهلة ليفصل الله بين الحقّ والباطل. ففي تفسير هذه الواقعة([26]) نجد أنّها تحمل رسالة قويّة تؤكد أنّ الإسلام لا يرفض الحوار، بل يدعو إليه ويؤمن بالاحتكام إلى الله لإظهار الحقّ([27]). كانت المباهلة لتوضح من هو على الحقّ، ولم يكن الغرض من ورائها التّحدي العنيف بل الوصول إلى الحقيقة من خلال مواجهة سلميّة.([28])

يبرز تأثير المباهلة على العلاقات بين المسلمين والمسيحيين بوصفها لم تكن مجرد دعوة دينيّة للإيمان بل أيضًا دعوة للحوار العقلاني، وكانت هي الأولى من نوعها في تاريخ الإسلام التي تتم بين الأديان المختلفة. وقد أسهمت هذه الحادثة في بناء صورة إيجابيّة عن الإسلام كمعتقد يتسم بالتّسامح ويقبل المناقشة البناءة.

تحليل دلالة المباهلة في الفكر الإسلامي: يُنظر إلى يوم المباهلة على أنّه نموذج يُحتذى به في بناء علاقات سوية مع غير المسلمين، ليس من خلال العنف أو القسر، بل من خلال الحوار والمساواة في الحقوق. في هذا الإطار، يُعدُّ هذا الحدث دليلًا على أنّ الإسلام يُقدر الآخر ويؤمن بالاحتكام إلى الله في المسائل الخلافيّة. كما يظهر في النّصوص الإسلاميّة أنّ المباهلة أظهرت التّفوق الإلهي في الحقّ،  فثبتت حقيقة الإسلام ورسوخ التّوحيد في مواجهة الادعاءات المسيحيّة([29]). وقد أشار علماء الإسلام، في فهمهم لهذه الحادثة، إلى أنّ المباهلة كانت مناسبة لتأكيد معايير العدالة والتّسامح في تعامل المسلمين مع أتباع الأديان الأخرى، وقد اتفقوا مع المسيحيين على طريقة سلميّة لحلّ النزاع بدلًا من أن يسلكوا طريق الصّراع.

التأثير الرمزي للمباهلة على العلاقات بين المسلمين والمسيحيين: من الناحية الرّمزية، يمثل يوم المباهلة تجسيدًا للعلاقة القائمة على الاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحيين. إذ اختير أهل بيت النّبي صلى الله عليه وآله وسلم للمباهلة، و قد كان إشارة إلى مكانة هؤلاء الأشخاص في الإسلام، وعدم اختصاص هذه المكانة بالرجال فقط بل تمتد لتشمل النّساء والأطفال الذين يشهدون على رسالة الإسلام. في هذا السياق، يمكن أن نرى أنّ المباهلة كانت أداةً لتأكيد أنّ المسلمين يمتلكون مفاهيم توازن حواريّة في التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى، مما يساهم في بناء جسور من التعاون بدلًا من الصراعات الدّينيّة([30]).

وتمثّل  المباهلة أيضًا نقطة تحول في مفهوم العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين في التاريخ الإسلامي. فقد كان هذا الحدث إشارة إلى ضرورة تبادل الاحترام وتجنب الحروب الدّينيّة بين الأطراف المتنازعة، كما أكد أهمّيّة التّدين الصّحيح والتواضع في المواقف الحاسمة([31]).

تأثير المباهلة في بناء علاقات سلمية بين المسلمين والمسيحيين في المستقبل: لقد أثرّت المباهلة في تعزيز مبدأ السلميّة في تعامل المسلمين مع أتباع الأديان الأخرى، وكان لها دور كبير في الحفاظ على العلاقات الطيبة بين الجماعات الدّينيّة المختلفة في المنطقة الإسلاميّة. وتُعد هذه الحادثة تأكيد تطبيق مبدأ العدل في التّفاعل مع الآخرين، إذ تحثّ المسلمين على اتباع الحوار السلمي بعيدًا من التّطرف والاندفاع، ما يُسهم في بناء مجتمعات تعيش في سلام وتآخي. وأدت إلى صياغة مفاهيم جديدة في التعامل مع الآخرين عبر مفهوم “المساواة في الكرامة الإنسانية” واحترام التّنوع الدّيني([32]) .

المبحث الثاني: المباهلة كنموذج للإيمان الحقيقي في مواجهة الكفر

تحليل موقف النّبي (صلى الله عليه وآله) في مواجهة خصومه وإظهار الحق في يوم المباهلة: يوم المباهلة من أعظم المواقف التّاريخيّة التي خاضها النّبي محمد صلى الله عليه وآله مع خصومه، فقد كان هذا اليوم اختبارًا عميقًا للإيمان وكشف الحقيقة أمام الكفر. تجسد في هذا الحدث صورة من صور التّحدي السلمي والاحتكام إلى الله لبيان من هو على الحقّ. إن موقف النّبي في هذا اليوم كان تجسيدًا حقيقيًا لتمسكه بالإيمان وإصراره على تقديم الحقيقة التي لا شك فيها([33]).

عندما قرر النّبي صلى الله عليه وآله المباهلة مع نصارى نجران، كان يعلم تمامًا أن هذا الفعل سيُظهر من هو الصادق في دعوته ومن هو على ضلال. ولذلك، لم يتردد في إرسال أهل بيته الكرام، ويكون معهم في هذا الحدث الذي كان يهدف إلى تحديد الحقّ من الباطل. كما أن اختياره لأهل بيته ليكونوا معه في هذا الموقف ليس عبثًا، بل لإظهار أنّ الحقّ الذي يحمله هو الحق الأبدي الذي لا يمكن أن يُغلب مهما كانت التّحديات([34]).

إظهار الحقّ أمام الكفر: يظهر في حادثة المباهلة الجانب الأبرز في شخصيّة النّبي صلى الله عليه وآله، وهو الصدق في الدّعوة والإصرار على تقديم الحقّ بشكل غير قابل للجدال. بينما كان خصومه من نصارى نجران يرفضون الإيمان برسالته ويصرون على موقفهم، كان النّبي صلى الله عليه وآله يعرض عليهم خيار المباهلة بوصفها وسيلة للتمييز بين الحقيقة والباطل([35]). هذا الفعل كان أيضًا تكريسًا لمفهوم العدالة والحريّة في الاختيار بين الإيمان والكفر، إذ يترك للنصارى حرية الموقف، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أنّهم إن كانوا على الحقّ فإنّ الله سيؤيدهم، وإن كانوا على باطل فسيكون الفارق واضحًا وملموسًا.

كما أن مواجهة النّبي صلى الله عليه وآله لخصومه في هذا السياق ليست مجرد موقف ديني، بل هي رسالة حضاريّة للعالم أجمع، مفادها أنّ الإسلام لا يرفض الحوار مع الآخرين، ولا يختار طريق الصّراع بل يتوجه نحو عرض الحقائق والحجج القويّة لإظهار إيمان المسلمين. فالمباهلة، بهذا المعنى، درس من دروس الصّبر على الأذى والإصرار على تقديم الحقيقة وفاقًا لمنهج إيماني بعيد من العنف أو الفجور.

دلالة موقف النّبي على الثبات في الحق: يتجلى في يوم المباهلة الثّبات الكبير الذي أبداه النّبي صلى الله عليه وآله في الحقّ الذي يحمِله. بينما كان يتحدى النّصارى بشكل علني، فإنّه كان يبرز بوضوح تام تفانيه في نصرة الحقّ وتقديمه حتى لو كان الثمن غاليًا. هذه الصفة تتناغم مع بقية مواقف النّبي صلى الله عليه وآله في الحياة الدّعويّة، فقد كانت قراراته كلّها تستند إلى تأكيد أن النصر سيكون دائمًا من نصيب الحق، وأن الباطل مهما طغى فإن الله سيعليه.

أثر المباهلة في تأكيد عظمة الرّسالة: كانت المباهلة حدثًا فارقًا في تاريخ الدّعوة الإسلاميّة، إذ أثبتت أن الدّعوة الإسلاميّة ليست مجرد دعوة نظريّة، بل هي دعوة يقينيّة وعقيديّة تؤمن بتقديم الحقّ على الباطل. ولعل من أبرز ما تُظهره هذه الحادثة هو أنّ النّبي صلى الله عليه وآله كان يمثل القيم العليا للإيمان التي تتجاوز مجرد الكلمات إلى الفعل الجريء والعملي في إثبات هذا الإيمان أمام التحديات كلّها.  وكان تأكيدٌ أن الدّين الإسلامي يملك من القوّة الرّوحيّة والمعنويّة ما يمكنه من المواجهة السلميّة مع الأديان الأخرى، من دون الحاجة إلى العنف، بل من خلال تأكيد الحق في مواقف معينة تكون حاسمة، كما هو الحال في يوم المباهلة([36]).

الفصل الرابع: تطبيقات الفكر الشّيعي في تفسير يوم المباهلة

المبحث الأول: دراسة أبعاد المباهلة في بناء المجتمع الإسلامي

كيفية استلهام دروس المباهلة في الفكر الشّيعي لتحقيق العدالة والإيمان: يتجلى في هذا اليوم المبدأ الإسلامي العظيم القائم على العدالة والإيمان في مواجهة الباطل. ومن خلال دراسة يوم المباهلة في الفكر الشّيعي، يمكن استلهام العديد من الدروس التي تسهم في بناء المجتمع الإسلامي من خلال تأكيد الحق والعدالة وحماية المعتقدات الإسلاميّة. كما يقدم هذا الحدث نموذجًا يحتذى به في كيفية مواجهة التحديات بالإيمان والثقة بالله([37]). ويشير هذا اليوم إلى التزام النّبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) بالمبادئ الإسلاميّة والوقوف أمام الباطل والشرك. وهو محطة تاريخيّة تحدد العلاقة بين الحق والباطل، وقد أثبتت المباهلة أنّ أهل البيت هم مصداق الولاية التي أكدها القرآن الكريم، وقد جاء اختيارهم في هذا الحدث ليكون دليلًا على مكانتهم السامية عند الله([38]).

تتضمن دروس المباهلة أهمّيّة الموقف الصحيح عند مواجهة التّحديات. فيتعلم المسلمون من هذا الحدث ضرورة التمسك بالحق والإيمان، مهما كانت التّحديات والضغوط. يشير الفكر الشّيعي إلى أنّ هذه اللحظات تتطلب شجاعة في مواجهة الصّعاب، مع الاستناد الكامل إلى العقيدة الإسلاميّة ورؤية أهل البيت الكرام، الذين يمثلون المثال الأسمى للعدالة والإيمان([39]).

وهو فرصة لتعليم المسلمين كيفيّة استلهام دروس العدالة الإلهيّة في حياتهم اليوميّة. ومن خلال التأمل في هذا الحدث العظيم، يستطيع المسلمون فهم كيف أنّ العدالة هي جزء أساسي من الإسلام، وكيف يمكن أن تُستخدم العدالة في كل مناحي الحياة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة لبناء مجتمع متوازن ومتعاون. كما أنّه يبرز أهمّيّة الإيمان في تحقيق النّصر على الباطل، ويشجع الفكر الشّيعي المسلمين على تحقيق العدالة في مجتمعاتهم مع الإيمان العميق بالله ورسوله وأهل البيت([40]).

يُستخلص من المباهلة أيضًا أهمّيّة اتباع العلماء والمرشدين الدّينيين، إذ يُعدُّ أهل البيت في الفكر الشّيعي مرجعيّة أساسية في التوجيه الرّوحي والاجتماعي والسياسي. يشير هذا إلى أنّ المباهلة هي ليس مجرد حدث تاريخي، بل هي درس في القيادة الصادقة والنزيهة التي تعزز العدالة الاجتماعية والإيمان في المجتمع([41]).

المبحث الثاني: تفعيل فهم المباهلة في العصر الحديث

كيف يمكن أن تلهمنا المباهلة في مواجهة التّحديات الفكريّة والسياسية في العالم الإسلامي المعاصر:

شكّلت المباهلة لحظة فارقة بين الحقّ والباطل([42])، وبين المؤمنين وأهل الضلال. في العصر الحديث، ومع كثرة التّحديات الفكريّة والسياسيّة التي يواجهها العالم الإسلامي، يُدُّ هذا الحدث مصدر إلهام للدعوة إلى التمسك بالحق وإعلاء العدالة، فضلاً عن ضرورة مواجهة التحديات الفكرية والسياسية بما يتماشى مع المبادئ الإسلاميّة([43]).

مواجهة التّحديات الفكريّة: اليوم، يواجه العالم الإسلامي العديد من التّحديات الفكريّة التي تهدد وحدة الأمة وتماسكها. يتجلى ذلك في تزايد الأفكار المتطرفة التي تسيىء إلى جوهر الإسلام وتعاليمه السّمحة. يمكن أن تلهمنا المباهلة في مواجهة هذه التحديات الفكرية من خلال تأكيد ضرورة التّمسك بالمعرفة الصحيحة والحقائق الدّينيّة التي لا تقبل المساومة. في يوم المباهلة([44]) كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقف بحزم في مواجهة الضلال، وهو ما يوجه المسلمين في العصر الحديث إلى ضرورة البحث عن المعرفة الحقيقيّة والابتعاد عن الأفكار التي تزرع الفتن([45]).

مواجهة التّحديات السياسية: في المجال السياسي، يشهد العالم الإسلامي صراعات متعددة بين الدول والجماعات المختلفة، وقد تسعى بعض القوى لتشويه صورة الإسلام ومبادئه. من خلال فهم درس المباهلة، ([46]) يمكن للمسلمين في العصر الحديث أن يستلهموا كيف أن الحفاظ على الحق لا يتطلب فقط الإيمان العميق، بل أيضًا المواجهة العلنيّة ضد القوى التي تسعى إلى نشر الباطل([47])، تمامًا كما فعل النّبي صلى الله عليه وآله في المباهلة. هذه المواجهة لا تقتصر على الأمور الفكريّة فحسب، بل تشمل أيضًا السياسة والأيديولوجيا، فتتجلى العدالة الإلهية في الحفاظ على المصالح العليا للمسلمين والدفاع عن قيمهم([48]).

تأثير المباهلة في تعزيز الوحدة الإسلاميّة: أحد الدروس الرئيسة من المباهلة هو كيفية مواجهة التنوع والاختلاف في الآراء والمعتقدات بإيجابية وتوجيه الأمور نحو الحق. ففي العصر الحديث، يعاني العالم الإسلامي من انقسامات فكرية وسياسية، مما يؤثر سلبًا على الوحدة بين الأمة الإسلاميّة يمكن أن يكون فهم المباهلة خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة، وقد تعلمنا كيف يمكن أن يتعاون المسلمون على الثّوابت الدّينيّة التي تؤكد العدالة، الحرية، وكرامة الإنسان، بصرف النّظر عن الاختلافات السياسية والفكريّة([49]).

المباهلة كنموذج لمواجهة الضغوط الدّوليّة: في السياق الدّولي، يواجه المسلمون العديد من الضغوط من القوى العالمية الكبرى التي تحاول فرض سيطرتها على العالم الإسلامي([50]) المباهلة تقدم درسًا قويًا في كيفيّة أن يواجه المسلمون هذه الضغوط بحزم وإيمان([51])، وعدم التّنازل عن مبادئهم. يمكن أن تشكل هذه المواجهة في العصر الحديث أساسًا لنضال المسلمين ضد الظلم والطغيان في العالم المعاصر، ويُعدُّ هذا الموقف الإسلامي دفاعًا عن حقوق الإنسان والعدالة([52]).

الخاتمة: تظل المباهلة حدثًا ملهمًا للمسلمين في العصر الحديث، إذ يمكن تفعيل دروس هذا الحدث العظيم لمواجهة التّحديات الفكريّة والسياسيّة التي يواجهها العالم الإسلامي. يتطلب ذلك إيمانًا راسخًا بالحق، ورفضًا للباطل، بالإضافة إلى التعاون بين المسلمين لمواجهة الصعوبات بروح من الوحدة والتكافل.

المصادر والمراجع

القرآن الكريم

  1. ابن بابويه القمي، الاختصاص (قم: منشورات جماعة المدرسين، 1413 هـ)، ص 152.
  2. ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص 212 (قم: المطبعة الحيدرية، 1376 هـ).
  3. ابن طاووس، اليقين في إمرة أمير المؤمنين، ص 305 (قم: منشورات الرضي، 1416 هـ).
  4. الشريف المرتضى، الشافي في الإمامة، ج2، ص 98 (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1410 هـ).
  5. السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج1، ص 278 (بيروت: دار التعارف، 1403 هـ).
  6. السيد محمد باقر الصدر، الإسلام يقود الحياة، ص 112 (بيروت: دار التعارف، 1982 م).
  7. السيد محمد حسين فضل الله، الإسلاميون والتحديات المعاصرة، ص 143 (بيروت: دار الملاك، 1998 م).
  8. الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج3، ص 251 (بيروت: دار إحياء التّراث العربي، 1409 هـ).
  9. ……….، الاقتصاد في ما يتعلق بالاعتقاد، ص 145 (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1410 هـ).
  10. الشيخ محمد مهدي شمس الدين، في الاجتماع السياسي الإسلامي، ص 175 (بيروت: المؤسسة الدولية للدراسات، 1992 م).
  11. الشيخ المفيد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج1، ص 192 (قم: مؤسسة آل البيت، 1413 هـ).
  12. ………..، المسائل العشر في الغيبة، ص 85 (قم: مركز الأبحاث العقائدية، 1417 هـ).
  13. العلامة الحلي، كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، ص 210 (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1411 هـ).
  14. …………..، نهج الحق وكشف الصدق، ص 212 (بيروت: دار الهداية، 1405 هـ).
  15. الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج8، ص 85 (بيروت: دار الكتب العلمية، 1420 هـ).
  16. الفيض الكاشاني، الوافي، ج3، ص 125 (قم: دار الكتب الإسلامية، 1417 هـ).
  17. الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج2، ص 451 (بيروت: مؤسسة الأعلمي، 1415 هـ).
  18. ………، الاحتجاج، ج1، ص 50 (قم: دار النعمان، 1405 هـ).
  19. الزمخشري، الكشاف عن حقائق التنزيل، ج1، ص 369 (القاهرة: دار الكتاب العربي، 1407 هـ).
  20. عبد الهادي الفضلي، مدخل إلى الفكر السياسي الإسلامي، ص 133 (بيروت: المؤسسة الدولية للدراسات، 2001 م).
  21. محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج20، ج27-ص 333 (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 هـ).
  22. محمد بن يعقوب الكليني، الكافي، ج1، ص 47 (طهران: دار الكتب الإسلامية، 1412 هـ).
  23. محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج2، ج4 ص 278 (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1417 هـ).
  24. محمد جواد مغنية، الشيعة في الميزان، ص 98 (بيروت: دار العلم للملايين، 1975 م).
  25. مرتضى مطهري، الوحدة الإسلاميّة في مواجهة التّحديات، ص 89 (قم: دار الفكر الإسلامي، 1415 هـ).

[1]– قسم الإلهيات والمعارف الإسلامية جامعة الشّهيد رجائي لتدريب المعلمين

– Department of Theology and Islamic Knowledge, Shahid Rajaee University for Teacher Training, Email : m15191728@s.uokerbala.edu.iq

 

[2]– سورة آل عمران الآية 61

[3] -محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1417 هـ)، ج4، ص 245.

[4] -محمد بن يعقوب الكليني، الكافي (طهران: دار الكتب الإسلامية، 1407 هـ)، ج1، ص 220.

 

 

 

 

 

 

[5] – سورة آل عمران الآية 61

[6] – محمد بن يعقوب الكليني، الكافي (طهران: دار الكتب الإسلامية، 1407 هـ)، ج1، ص 222.

[7] -محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 هـ)، ج20، ص 345.

[8] -محمد بن يعقوب الكليني، الكافي (طهران: دار الكتب الإسلامية، 1407 هـ)، ج1، ص 222.

[9] -محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 هـ)، ج20، ص 345.

 

[10] -محمد بن يعقوب الكليني، الكافي (طهران: دار الكتب الإسلامية، 1407 هـ)، ج1، ص 235.

[11] -محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 هـ)، ج20، ص 333.

[12] -ابن بابويه القمي، الاختصاص (قم: منشورات جماعة المدرسين، 1413 هـ)، ص 152.

[13] -محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1417 هـ)، ج2، ص 320.

[14] -محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 هـ)، ج27، ص 143.

[15] -محمد بن يعقوب الكليني، الكافي (طهران: دار الكتب الإسلامية، 1412 هـ)، ج1، ص 47.

[16] -الفيض الكاشاني، الوافي (قم: دار الكتب الإسلامية، 1417 هـ)، ج3، ص 145.

 

[17] -محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1417 هـ)، ج2، ص 278.

[18] – محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 هـ)، ج27، ص 143.

[19] – الفيض الكاشاني، الوافي (قم: دار الكتب الإسلامية، 1417 هـ)، ج3، ص 125.

[20] -محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 هـ)، ج20، ص 333 125.

[21] -محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج2، ص 278 (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1417 هـ).

[22] -الفيض الكاشاني، الوافي، ج3، ص 125 (قم: دار الكتب الإسلامية، 1417 هـ).

[23] -محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 هـ)، ج20، ص 345.

[24] -محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج27، ص 143 (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 هـ).

[25] -محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج2، ص 278 (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1417 هـ)

[26] -الفيض الكاشاني، الوافي، ج3، ص 125 (قم: دار الكتب الإسلامية، 1417 هـ).

[27] -محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج2، ص 278 (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1417 هـ)

[28] -محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج20، ص 345 (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 هـ)

[29] -الفيض الكاشاني، الوافي، ج3، ص 145 (قم: دار الكتب الإسلامية، 1417 هـ).

[30] -محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج2، ص 320 (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1417 هـ).

[31]-محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج20، ص 345 (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1403 هـ).

[32] -الفيض الكاشاني، الوافي، ج3، ص 145 (قم: دار الكتب الإسلامية، 1417 هـ).

[33] -الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج3، ص 251 (بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1409 هـ).

[34] -الشريف المرتضى، الشافي في الإمامة، ج2، ص 98 (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1410 هـ).

[35] -ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص 212 (قم: المطبعة الحيدرية، 1376 هـ).

[36]– الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج8، ص 85 (بيروت: دار الكتب العلمية، 1420 هـ)

[37] – الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج2، ص 451 (بيروت: مؤسسة الأعلمي، 1415 هـ).

[38] -الزمخشري، الكشاف عن حقائق التنزيل، ج1، ص 369 (القاهرة: دار الكتاب العربي، 1407 هـ).

[39] -السيد محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج1، ص 278 (بيروت: دار التعارف، 1403 هـ).

[40] -الشيخ المفيد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج1، ص 192 (قم: مؤسسة آل البيت، 1413 هـ).

[41] -الطبرسي، الاحتجاج، ج1، ص 50 (قم: دار النعمان، 1405 هـ)

[42] -ابن طاووس، اليقين في إمرة أمير المؤمنين، ص 305 (قم: منشورات الرضي، 1416 هـ).

[43] -العلامة الحلي، كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، ص 210 (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1411 هـ).

[44] -المظفر، عقائد الإمامية، ص 98 (بيروت: دار التعارف، 1422 هـ)

[45]-محمد جواد مغنية، الشيعة في الميزان، ص 98 (بيروت: دار العلم للملايين، 1975 م).

[46] -الشيخ الطوسي، الاقتصاد في ما يتعلق بالاعتقاد، ص 145 (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1410 هـ).

[47] -العلامة الحلي، نهج الحق وكشف الصدق، ص 212 (بيروت: دار الهداية، 1405 هـ).

[48] -السيد محمد باقر الصدر، الإسلام يقود الحياة، ص 112 (بيروت: دار التعارف، 1982 م)..

[49]– الشيخ محمد مهدي شمس الدين، في الاجتماع السياسي الإسلامي، ص 175 (بيروت: المؤسسة الدولية للدراسات، 1992 م)

[50] -السيد محمد باقر الصدر، الإسلام يقود الحياة، ص 112 (بيروت: دار التعارف، 1982 م).

[51] -الشيخ المفيد، المسائل العشر في الغيبة، ص 85 (قم: مركز الأبحاث العقائدية، 1417 هـ).

[52] -السيد محمد حسين فضل الله، الإسلاميون والتحديات المعاصرة، ص 143 (بيروت: دار الملاك، 1998 م).

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website