foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

السوشال ميديا وصناعة الرأي العام في لبنان: تأثير  النُّخب  الرّقميّة

0

عنوان البحث: السوشال ميديا وصناعة الرأي العام في لبنان: تأثير  النُّخب  الرّقميّة

اسم الكاتب: د. رضا علي الشّاب

تاريخ النشر: 15/09/2025

اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية

عدد المجلة: 39

تحميل البحث بصيغة PDF

السوشال ميديا وصناعة الرأي العام في لبنان: تأثير  النُّخب  الرّقميّة

Social Media and the Shaping of Public Opinion in Lebanon: The Role of Digital Elites

Dr. Rida Chab د. رضا علي الشّاب[1]

تاريخ الإرسال21-8-2025                           تاريخ القبول:3-9-2025

الملخص

هدف هذا البحث إلى دراسة تأثير  النُّخب  الرّقميّة على صناعة الرأي العام في لبنان، مع التركيز على الأبعاد   النّفسيّة و الاجتماعيّة لتفاعل الأفراد مع المحتوى الرقمي. انطلق البحث من إشكالية أساسيّة مفادها أن  النُّخب الرّقميّة لم تعد تقتصر على نقل المعلومات، بل أصبحت أدوات فعّالة لإعادة صياغة المواقف والاتجاهات العامة، وتحفيز المشاركة المجتمعية، مع آثار محتملة على الانقسامات  الاجتماعيّة والسّياسيّة في البلاد.

اعتمد البحث المنهج الوصفي–التحليلي، حيث جُمعت البيانات من عينة مؤلفة من 352 مستخدمًا لوسائل التواصل الاجتماعي من مختلف الفئات العمرية والمستويات التعليمية والمهنية، باستخدام استبيان إلكتروني تضمن أسئلة كمية ونوعية، بما في ذلك سؤال مفتوح حول أبرز الشخصيات  الرّقميّة التي يتابعها المشاركون.

أظهرت النتائج أن غالبية المشاركين يدركون تأثير  النُّخب  الرّقميّة على توجّه الرأي العام  (93.6%)، إلّا أنّ تأثيرها المباشر على مواقفهم الشّخصيّة محدود، ما يعكس وعيهم النقدي واستقلاليتهم الفكريّة. كما تبين أن الخطاب الرّقمي متنوع، مع بروز الطابع التعبوي والعاطفي في بعض الأحيان، وأن معظم المشاركين لا يعتمدون على شخصية رقمّيّة واحدة، بل يتابعون مصادر متعددة لتحقيق موضوعيّة وفهم شامل.

أظهر البحث أيضًا أن الخطاب الرقمي يسهم في زيادة الانقسام الإجتماعي، بينما يظل دوره في تعزيز التضامن الإجتماعي محدودًا، ويختلف التأثير بحسب السياق والموضوعات المطروحة. كما بينت النتائج أن الفئة الشابة والمتعلمة هي الأكثر وعيًا واستقلالية في التعامل مع المحتوى الرقمي، ما يعكس توجهًا نحو الثقافة  الرّقميّة والنقدية.

انطلاقًا من هذه النتائج، توصل البحث إلى توصيات مهمة، أبرزها: تعزيز الثقافة  الرّقميّة والوعي النقدي للجمهور، وتشجيع  النُّخب  الرّقميّة على تبني خطاب مسؤول ومتوازن، واستثمار التنوع في المصادر  الرّقميّة لتقليل الانحياز، ودمج التربية الإعلاميّة ضمن التعليم الأكاديمي، بما يسهم في حماية الرأي العام وتعزيز النقاش البناء في المجتمع اللبناني.

الكلمات المفتاحية:  السوشال ميديا،  النُّخب  الرّقميّة، الرأي العام، صناعة التأثير، لبنان، إعادة التأطير.

Abstract

This study aims to examine the influence of digital elites on public opinion formation in Lebanon, with a particular focus on the psychological and social dimensions of individuals’ interaction with digital content. The research stems from a central problem: digital elites no longer merely disseminate information but have become effective tools for reshaping public attitudes and trends, fostering social participation, and potentially impacting social and political divisions in the country.

The study adopts a descriptive–analytical approach, collecting data from a sample of 352 social media users across various age groups, educational levels, and professional backgrounds. An online questionnaire, comprising both quantitative and qualitative questions—including an open-ended item on the most followed digital figures—was used to gather comprehensive insights.

Findings indicate that the majority of participants (93.6%) recognize the impact of digital elites on public opinion, yet their direct influence on personal attitudes remains limited, reflecting participants’ critical awareness and intellectual independence. The digital discourse is largely diverse, occasionally exhibiting expressive and emotional tones, while most participants do not rely on a single digital figure but instead follow multiple sources to ensure objectivity and comprehensive understanding.

The study also reveals that digital discourse contributes to social fragmentation, whereas its role in promoting social solidarity is limited, with its effect varying according to context and subject matter. Moreover, younger and highly educated participants demonstrate greater awareness and autonomy in engaging with digital content, indicating a shift toward critical digital literacy.

Based on these results, the study provides key recommendations, including enhancing digital literacy and critical awareness among the public, encouraging digital elites to adopt responsible and balanced communication, leveraging source diversity to reduce bias, and integrating media education into academic curricula to protect public opinion and foster constructive societal discourse in Lebanon.

Keywords: Social Media, Digital Elites, Public Opinion, Influence Formation, Lebanon, Reframing

د. رضا علي الشّاب

 

المقدمة: أحدثت الثورة  الرّقميّة تغييرًا جذريًا في طريقة إنتاج المعلومات وتوزيعها واستهلاكها. فلم تعد الصحف الورقية أو شاشات التلفزيون المصدر الوحيد للأخبار، إذ أخذت منصات التواصل الاجتماعي موقعًا متقدمًا في المشهد الإعلامي، وأصبحت تنافس بقوة وسائل الإعلام التقليديّة على مستوى العالم والعالم العربي. وفي لبنان، بدا تأثير هذا التحول أوضح، بحكم طبيعة النظام السياسي–الطائفي وتعدد المرجعيات الإعلاميّة، ما جعل الفضاء الرقمي امتدادًا طبيعيًا للتجاذبات الداخلية، وفي الوقت نفسه مساحة جديدة للتعبير والانخراط في النقاش العام.

تشير الأرقام إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان يشهد نموًا متواصلًا، حيث تجاوز عدد مستخدمي فيسبوك النشطين 3.4 مليون عام 2024 (Meta, 2024)، إلى جانب الحضور المتزايد لمنصات مثل تويتر/إكس، إنستغرام، تيك توك وواتساب. هذا الانتشار الواسع جعل من هذه المنصات ساحة مركزية للجدل السياسي والاجتماعي، حيث تختلط الأخبار بالتحليلات وتتقاطع السرديات في صراع على تشكيل الرأي العام.

وسط هذا المشهد، برزت ما يُعرف بـ ” النُّخب  الرّقميّة”، وهم مجموعة من الفاعلين يمتلكون قدرة ملحوظة على التأثير في اتجاهات الجمهور وصياغة المواقف الجماعيّة. وتتنوع خلفيات هؤلاء بين السياسة والإعلام والعمل المدني والبحث الأكاديمي وحتى الفنون والثقافة، لكن ما يجمعهم هو استثمار الأدوات  الرّقميّة الحديثة والاستفادة من قاعدة واسعة من المتابعين لتوجيه النقاش العام. ولا يقتصر دورهم على نشر المعلومة، بل يتعداه إلى التأثير  النّفسي والاجتماعي باستخدام أساليب متعددة مثل إعادة تأطير الأحداث، الانتقائية في عرض الحقائق، أو الاعتماد على الخطاب العاطفي.

ومع تفاقم الاستقطاب السياسي والطائفي في لبنان، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ميدان تتنافس فيه السرديات المختلفة، إذ تسعى  النُّخب  الرّقميّة إلى فرض روايتها الخاصة حول الأحداث. ومن هنا أصبح تأثيرها مباشرًا في تشكيل مواقف الأفراد والجماعات تجاه القضايا العامة، وهو ما يطرح إشكاليّة أساسيّة تتعلق بطبيعة هذا الدور وحدوده وانعكاساته على المجتمع اللبناني.

أهمية البحث: تنبع أهمية هذا البحث من محاولته فهم الدور المتنامي للنخب  الرّقميّة في المجتمع اللبناني، ولا سيما على مستوى التأثير  النّفسي والاجتماعي. فهو لا يكتفي برصد حضور هذه  النُّخب في الفضاء الرقمي، بل يسعى إلى تحليل الآليات التي تستخدمها في إعادة إنتاج الانقسامات أو في تحفيز المشاركة الجماعيّة وبناء مساحات جديدة من التضامن. ومن شأن هذا الفهم أن يضيف قيمة معرفيّة إلى دراسات الإعلام الرّقمي وعلم  النّفس الاجتماعي وعلم الإجتماع، من خلال إبراز كيفيّة تفاعل الأفراد والجماعات مع الخطابات المتداولة عبر المنصات  الرّقميّة.

كما تكمن أهمية البحث في بعده العملي، إذ يوفّر معطيات يمكن أن يستفيد منها الإعلاميون وصنّاع القرار والمختصون بالشأن الرقمي لفهم ديناميات توجيه الرأي العام في السياق اللبناني المعقد. وهو في الوقت نفسه يفتح المجال أمام الناشطين والمجتمع المدني لتطوير أدوات تساعدهم على التعامل الواعي مع الحملات الإعلاميّة، سواء لتعزيز الحوار البنّاء أو للحد من آثار التضليل.

ولا يقف البحث عند حدود الوصف، بل يطمح أيضًا إلى المساهمة في صياغة استراتيجيات تعليمية وإعلامية تسهم في رفع وعي الجمهور بالانعكاسات   النّفسيّة و الاجتماعيّة للتفاعل عبر وسائل التواصل، بما يعزز ممارسات أكثر توازنًا وصحة في الفضاء الرقمي.

إشكالية البحث

لم يعد دور  النُّخب  الرّقميّة في العصر الراهن مقتصرًا على وظيفة نقل المعلومات أو تداول الأخبار، بل بات يتجاوز ذلك ليشكل أداة فعّالة في إعادة صياغة المواقف والاتجاهات العامة، وتحفيز المشاركة المجتمعية، وتعميق الانتماءات الجماعيّة. هذا التحول يفتح المجال أمام تساؤلات جوهريّة حول طبيعة الآليات التي تعتمدها هذه  النُّخب في التأثير على الرأي العام، وكيفيّة انعكاس ذلك على البنية  الاجتماعيّة والسّياسيّة في لبنان. فالفضاء الرقمي لم يعد ساحة حياديّة للتواصل، بل أصبح مجالًا تنافسيًا تمارس فيه  النُّخب سلطتها الرمزية عبر أدوات متنوعة، منها توظيف الخطاب العاطفي وإعادة التأطير، أو استثمار خصائص المنصات في تعزيز التفاعل والتأثير  النّفسي–الاجتماعي.

وتزداد أهمية هذه الإشكاليّة في السّياق اللبناني، إذ إنّ التعددية الطائفية والانقسامات السّياسيّة تجعل من الرأي العام ساحة مفتوحة للتجاذب، وفي الوقت نفسه فضاءً لإمكانية بناء أشكال جديدة من التضامن أو إعادة إنتاج الاستقطاب. من هنا، يصبح من الضروري استقصاء الكيفية التي يمارس من خلالها هذا التأثير، ورصد تجارب المستخدمين وملاحظاتهم المباشرة حوله، بما يتيح فهمًا أدق لتأثير  النُّخب  الرّقميّة على التوازن الإعلامي والسياسي، وعلى طبيعة النقاش العام في المجتمع اللبناني.

وتنبثق من هذه الإشكاليّة مجموعة من الأسئلة المركزية، أبرزها:

  • كيف تؤثر  النُّخب  الرّقميّة اللبنانية على تشكيل الرأي العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا لتجارب المستخدمين وملاحظاتهم الشخصية؟
  • ما الآليات   النّفسيّة و الاجتماعيّة التي تعتمدها هذه  النُّخب لتوجيه المواقف والسّلوكيّات الفرديّة والجماعيّة، مثل استخدام الخطاب العاطفي أو إعادة التأطير؟
  • ما انعكاسات تأثير  النُّخب  الرّقميّة على التّوازن الإعلامي والسياسي في لبنان، وعلى استقرار النقاش العام، وفق إدراك الجمهور؟
  • إلى أي مدى تسهم هذه  النُّخب في تعميق الانقسامات  الاجتماعيّة والطائفية أو في تعزيز التضامن والحوار الرقمي الموضوعي، بحسب ما يشعر به ويتفاعل معه المستخدمون في البيئة  الرّقميّة؟

المنهج: يعتمد هذا البحث المنهج الوصفي–التحليلي، نظرًا لملاءمته لدراسة ظاهرة تأثير  النُّخب  الرّقميّة اللبنانية على صناعة الرأي العام من منظور نفسي–اجتماعي بطريقة متعمقة وواقعيّة. يتيح هذا المنهج استكشاف كيفيّة تفاعل الأفراد مع المحتوى الرقمي، وفهم تأثير هذه التفاعلات على مشاعرهم، مواقفهم، مخاوفهم، وتطلعاتهم، بالإضافة إلى انعكاسها على علاقاتهم وانتماءاتهم داخل المجتمع.

من خلال هذا المنهج، يمكن أيضًا تحليل الدور الذي تلعبه  النُّخب  الرّقميّة في إعادة إنتاج القيم والسّلوكيّات  الاجتماعيّة، أو في تعزيز الانقسامات والخلافات بين الجماعات المختلفة، بما يتماشى مع الإشكاليّة التي يسعى البحث للإجابة عنها.

الميزة الأساسية للمنهج الوصفي–التحليلي هي أنه يسمح بجمع البيانات في سياقها الطبيعي، بعيدًا عن أي تدخل تجريبي قد يغير سلوك المشاركين أو يؤثر على النتائج. كما يتيح ربط هذه البيانات بالإطارات النّظريّة في مجالي الإعلام وعلم  النّفس الاجتماعي وعلم الإجتماع، مما يمنح الباحث رؤية شاملة وعميقة حول كيفية تأثير المحتوى الرقمي على الأفراد والجماعات، وكيف تتجسد آثار  النُّخب  الرّقميّة في تشكيل الرأي العام اللبناني.

  1. الفصل الأول: الإطار النظري والمفاهيمي للبحث

يمثل الإطار النظري والمفاهيمي الأساس الذي يقوم عليه البحث، إذ يشكل الركيزة العلمية التي تمكّن من فهم الظاهرة المدروسة بطريقة منهجية وعميقة. فهو لا يقتصر على جمع المعلومات والمعطيات، بل يساعد على وضعها في سياق علمي واضح، من خلال الاستعانة بالنّظريات والنّماذج التفسيريّة ذات الصلة، والتي توفر أدوات تحليليّة لفهم العلاقات بين المفاهيم المختلفة: العلاقة النّظريّة بين  النُّخب  الرّقميّة وعلم  النّفس الإجتماعي.

ويوفر علم  النّفس الإجتماعي إطارًا متينًا لفهم كيفية تأثير  النُّخب  الرّقميّة على الرأي العام، حيث يتجاوز هذا التأثير مجرد نقل المعلومات ليشمل تشكيل السّلوكيّات والمواقف  الاجتماعيّة والسّياسيّة.

1.1 أبرز النظريات التي تفسر هذا التأثير:

  • نظرية الحاجات الإنسانيّة: (Maslow, 1943) أشار عالم النّفس الأميركي ومؤسس التيار الإنساني في علم  النّفس أبراهام ماسلو في العام 1943 إلى أن الأفراد يسعون لتلبية حاجاتهم الأساسيّة والنّفسيّة، مثل الشعور بالأمن والانتماء والتقدير وتحقيق الذات. تُستثمر  النُّخب  الرّقميّة هذا الميل من خلال تقديم محتوى يعزز شعور الجمهور بالانتماء والمشاركة في المجتمع الرقمي. تشير هذه النّظريّة إلى أن الجمهور يستخدم وسائل الإعلام لتحقيق إشباعات معيّنة. على سبيل المثال، يتابع اللبنانيون  النُّخب  الرّقميّة ليس فقط من أجل المعلومات، بل أيضًا للترفيه، أو لتعزيز الهُويّة السّياسيّة أو الطائفيّة، أو حتى لتقدير ذواتهم من خلال التماهي مع  النُّخب  الرّقميّة.
  • نظريّة سلوكيّة الجماهير: (Le Bon, 1895/2012) وضع العالم الفرنسي غوستاف لوبون في العام 1895 تصورًا لسلوك الجماهير، موضحًا كيف يمكن للعواطف والرّموز المشتركة أن تؤثر في مواقف الجماهير وسلوكياتها، وهو ما تستغله النُّخب  الرّقميّة لإثارة المشاعر وتوجيه الانتماءات السّياسيّة والطائفية.
  • نظرية التّعلم الاجتماعي: (Bandura, 1977) طور العالم الكندي ألبرت باندورا في العام 1977 هذه النّظريّة التي تؤكد أن الأفراد يتعلمون السّلوكيّات والمواقف من خلال الملاحظة والمحاكاة. النُّخب  الرّقميّة توفر نماذج سلوكيّة من خلال  النُّخب  الرّقميّة يمكن للجمهور تقليدها أو الانخراط معها، خاصة عند مشاهدة الآخرين يتفاعلون مع المحتوى.
  • نظرية التأطير الإعلامي: ترى هذه النّظريّة التي طورها عالم نفس الإجتماع الكندي إرفنغ غوفمان (Goffman, 1974) ، أنّ الطريقة التي تقدم بها وسائل الإعلام قضيّة معيّنة (من خلال اختيار الكلمات، الصور، الزوايا) تؤثر على كيفية فهم الجمهور لها. فعلى وسائل التواصل، يمتلك المؤثرون و النُّخب الرّقميّة القدرة على تأطير الأحداث من خلال المنشورات المصحوبة بالصور والفيديوهات، أو من خلال التّلاعب بالرّموز العاطفيّة، ما يعزز أو يضعف من حدّة التّفاعل. وفي لبنان على سبيل المثال، يمكن لنخبة رقميّة مؤيدة لفريق سياسي أن تقدم احتجاجًا شعبيًا على أنّه “حراك إصلاحي”، بينما تصفه نخبة أخرى أنّه “مؤامرة خارجيّة”، وهو ما يخلق رؤيتين متعارضتين تمامًا للحدث ذاته.
  • نظريّة النُّخبة: تعود الجذور الفكرية لهذه النّظريّة إلى مفكرين هما: عالم الاقتصاد الايطالي فيلفريدو باريتو (Pareto)ومواطنه الفيلسوف غايتانو موسكا (Mosca) الذي يُنسب إليه تطوير نظريّة  النُّخبة، والتي تفترض أنّ أقليّة من المجتمع ( النُّخب)، تمتلك سلطة غير متكافئة على الموارد والمعلومات، وتوجه القرارات والسياسات العامة. وفي السيّاق الرّقمي، تمثل  النُّخب  الرّقميّة شكلًا حديثًا من  النُّخب، إذ ضاءات النقاش الإلكتروني. (عمرو، 2018) وفي لبنان يلاحظ أن كثيرًا من  النُّخب  الرّقميّة اللبنانية إما ينتمون للنخب التقليديّة (سياسيون، إعلاميون كبار)، أو يرتبطون بها بشكل غير مباشر من خلال التمويل أو الولاءات، ما يجعل الخطاب الرّقمي جزءًا من معادلة النفوذ السياسي والاقتصادي والهيمنة الخارجية.

توضح هذه النظريات مجتمعة أن تأثير  النُّخب  الرّقميّة يتجاوز مجرد نقل الأخبار، ليشمل التأثير  النّفسي والاجتماعي العميق، بما يشمل تشكيل الانتماءات، تعزيز المشاركة الجماعيّة، واستقطاب الجمهور سياسيًا وطائفيًا.

1.2 السوشال ميديا في لبنان

شهدت العقود الأخيرة تحولات عميقة في المشهد الإعلامي العالمي بفعل الثورة  الرّقميّة، فقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر/إكس، إنستغرام، واتساب، وتيك توك، أدوات مركزيّة لتبادل المعلومات، وإجراء النقاشات العامّة، وبناء الرأي الجماعي. (Kaplan & Haenlein, 2010) وفي لبنان، يكتسب هذا التّحول أهمية خاصة نتيجة تعقيدات البنية السّياسيّة والطائفيّة وتعدد المرجعيّات الإعلاميّة، ما جعل هذه المنصات فضاءات حاسمة لتفاعل الأفراد والجماعات في المجالات السّياسيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة.

وتشير الإحصاءات الحديثة إلى أنّ عدد مستخدمي الإنترنت في لبنان وصل في كانون الثاني 2024 إلى نحو 4.76 مليون مستخدم، أي ما يعادل حوالي 90% من إجمالي السّكان، بينما بلغ عدد مستخدمي وسائل التّواصل الاجتماعي نحو 4.52 مليون مستخدم، بنسبة 85.6% من السكان، لتكون نسبة استخدام وسائل التّواصل الاجتماعي بين مستخدمي الإنترنت حوالي 95%.  (DataReportal, 2024)

وتعد وسائل التواصل الاجتماعي بيئة رقميّة تمكّن المستخدمين من إنشاء المحتوى، ومشاركته والتفاعل مع الآخرين بشكل فوري، وتتميز بقدرتها على تجاوز الحدود الجغرافيّة والزّمنيّة، ما يجعلها أداة فعالة في تشكيل المواقف والاتجاهات العامة. (Kaplan & Haenlein, 2020) وفي السّياق العربي، تُعرف هذه المنصات أنّها فضاء مفتوح لتبادل المعلومات والآراء، وتتفوق على الإعلام التقليدي في التّفاعليّة وسرعة الانتشار. (الموسوي، 2021)

وفي لبنان، برزت وسائل التواصل الاجتماعي كأداة محورية خلال عدة أحداث مفصليّة، منها:

  • الحراك الشّعبي اللبناني 2019: أدّت منصات مثل فيسبوك وتويتر دورًا كبيرًا في تنظيم الاحتجاجات، ونشر المطالب الشّعبيّة، وزيادة وعي المواطنين بالقضايا السّياسيّة والاقتصاديّة. وفي المقابل، استغلت بعض الأحزاب السّياسيّة وسفارات غربيّة هذه المنصات لمحاولة توجيه الحراك بعيدًا من أهدافه الأصلية. (Abou Zeid, 2020)
  • انفجار مرفأ بيروت 2020: ساعدت وسائل التّواصل الاجتماعي في نقل المعلومات الفوريّة حول الانفجار، وتنسيق جهود الإغاثة والمساعدات، ونشر التحذيرات الطارئة، إلّا أنّها شهدت أيضًا انتشارًا للأخبار الزائفة والشائعات، ما أثر على استجابة المواطنين.
  • الأزمة الاقتصاديّة والانهيار المالي: (2019–2021) استخدم اللبنانيون وسائل التواصل لنقل تجاربهم اليوميّة، ومشاركة النصائح الماليّة، وتنظيم المبادرات المجتمعيّة للتخفيف من آثار الانهيار، ما ساهم في تعزيز التضامن الاجتماعي. (Salloukh, 2021)
  • العدوان الإسرائيلي على لبنان في أيلول 2024: أصبحت المنصات وسيلة للتواصل بين الأسر والعائلات التي فرقتها الحرب، ونقل المعلومات الميدانيّة وتحليلات النّزاع، وتوجيه المواطنين نحو السّلوكيّات الوقائيّة. (SMEX, 2024) كما انتشر المحللون السياسيون والميدانيون الذي يرسمون سيناريوهات الحرب ومآلاتها.

1.3  الرأي العام وصناعته

يُعد الرأي العام مؤشرًا أساسيًّا لقياس مدى قبول القاعدة الشّعبيّة للسياسات العامة للدولة، كما يؤدي دورًا محوريًا في تشكيل توجهات  النُّخب السّياسيّة بشأن القضايا الداخليّة والخارجيّة على حد سواء. ومن ثم، أصبحت عمليّة تشكيل الرأي العام جزءًا لا يتجزأ من صناعة السياسة، إذ يمكن للنخبة من خلالها توجيه القرار السياسي، سواء لتحقيق الشّرعيّة والرضا عن النظام القائم أو لتفضيل توجهات معينة. (فتحي، 2012)

وشهد الرأي العام في السنوات الأخيرة تقديرًا واهتمامًا متزايدين، نتيجة لتأثير عدد من المتغيرات، أبرزها الثورة التكنولوجيّة وما أتاحته من قدر هائل للتعبير عن الرأي بحرية وكفاءة عبر وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت. فقد أصبح بالإمكان الوصول إلى كم هائل من المعلومات والبيانات بسرعة ووضوح، ما سمح للأفراد بنقل الأفكار والمفاهيم، والمشاركة بالرأي، وإن كانت محدودة، ما يعزز تأثير الرأي العام على عمليّة اتخاذ القرار. (Nisbet, Stoycheff, & Pearce, 2014)

ويشير الرأي العام إلى مجموعة المواقف والاتجاهات التي يتبناها الأفراد تجاه قضية معينة، والتي تتشكل من خلال تفاعل الخبرات الشّخصيّة والمعرفة المكتسبة، أضف إلى التأثيرات الإعلاميّة والاجتماعيّة. ويكتسب فهم الرأي العام أهمّيّة خاصة في لبنان، نظرًا لتعقيدات تركيبته الطائفيّة والسّياسيّة وتنوع المرجعيات الإعلاميّة (فتحي، 2012).

أمّا مفهوم صناعة الرأي العام فيتعلق بالعمليّات الممنهجة التي تهدف إلى توجيه مواقف الجمهور عبر أساليب إقناعيّة أو تلاعبيّة، لتحقيق أهداف سياسيّة، اجتماعيّة، أو اقتصاديّة. وفي هذا السياق، تُعد  النُّخب  الرّقميّة اللبنانية عاملًا مؤثرًا في تشكيل الرأي العام، إذ تمتلك القدرة على توجيه النقاش العام، إثارة المشاعر، وإعادة تشكيل التطلعات والمواقف  الاجتماعيّة للأفراد والجماعات (رفعت، 2018).

وشكلت شبكات الإنترنت بيئة حقيقية لتفاعل الإعلام وتبادل المعلومات في البلدان والثقافات جميعها، وساعدت على إشراك الجمهور في عمليّة التّعبير العام. وقد بدأ هذا الدّور في الظهور مع دعم بعض المجتمعات لمفهوم التعليم المفتوح، وتزايد وضوحه مع النّمو الهائل للإنترنت وانتشار التكنولوجيا  الرّقميّة والمعلومات. وأسهمت الشبكة في إعادة تشكيل المجال المدني، وتوسيع نطاق المشاركة في الحياة العامة، وفتح آفاق جديدة للتنوع، مع تسهيل الوصول إلى الحدود العالمية، ومنح المتلقين فرصة للتفاعل والتواصل حول القضايا السّياسيّة وصناعة القرار. (Burns, 2006)

وتؤدي وسائل التواصل الاجتماعي دورًا مزدوجًا؛ فهي توفر مساحة للتعبير عن الآراء والمشاركة في النقاشات العامة، وفي الوقت نفسه تسهّل انتشار المعلومات المضللة، ما قد يؤثر على فهم الجمهور للقضايا العامة. وتشير دراسة أجرتها جامعة هارفارد حول مراجعة المعلومات المضللة إلى أنّ الرّسائل الصوتيّة المضللة على تطبيق واتساب في لبنان تتبع أنماطًا محددة تستغل العلاقات الشّخصيّة، ما يزيد من تأثيرها  النّفسي والاجتماعي ويشكل مواقف الأفراد تجاه القضايا الوطنية والاجتماعيّة.  (Harvard Kennedy School, 2020)

بناءً على ذلك، يظهر أن الرأي العام في لبنان ليس مجرد انعكاس مباشر للأحداث الواقعية، بل هو نتيجة تفاعل ديناميكي بين الخبرات الفرديّة، الخطاب الرقمي، والضغوط  الاجتماعيّة و  النّفسيّة، مما يجعل دراسة تأثير  النُّخب  الرّقميّة على هذا الرأي أمراً ضرورياً لفهم اتجاهات المجتمع اللبناني ومصادر التأثير المختلفة عليه.

1.4  النُّخب  الرّقميّة: لغويًا، يشير ” النُّخب” في لسان العرب إلى ما اختير من الأشياء، فالنُّخبة هي الخيار الأفضل أو الأفضل بين مجموعة من الأشخاص، كما أن “نخبة القوم” تعني خيارهم الأمثل (عمرو، 2018). أمّا اصطلاحًا، ف النُّخب  الرّقميّة هي مجموعة من الأفراد أو الجهات التي تمتلك قدرة كبيرة على التأثير في النقاشات العامة على الفضاء الإلكتروني، بفضل قاعدة متابعين واسعة، ومحتوى مؤثر، وقدرتها على توجيه النقاشات نحو قضايا محددة.

لقد أعاد مفهوم ” النُّخب  الرّقميّة” اليوم رسم ملامح الحقل التواصلي والفكري في العالم العربي، ولبنان منه، في ظل التّحولات العميقة الناتجة عن انتشار وسائل التّواصل الاجتماعي. ففي الماضي، كانت  النُّخب غالبًا مرتبطة بالمثقفين والأكاديميين والكتّاب، الذين احتكروا المجال الثقافي عبر أدوات النّشر التقليديّة كالصّحف والدوريات العلميّة، فقد كانت المشاركة العامة محدودة بشروط صارمة تمنع انخراط الجمهور الواسع. غير أنّ مرحلة ما بعد “الربيع العربي” وضعت هذه  النُّخب أمام تحديات جديدة، أخلاقيّة وتواصلية، في ظل صعود فاعلين جدد، خصوصًا من فئة الشباب الذين استطاعوا استثمار التقنيات الرّقميّة الحديثة لفرض أولوياتهم في النقاش العام وتعبئة الجماهير حول قضاياهم. (أحمين، 2023)

وفي الوقت نفسه، أفرزت البيئة  الرّقميّة أنماطًا جديدة من  النُّخب تتجاوز الحدود التقليديّة. إلى جانب الأكاديميين، برز المؤثرون الرقميون، وصانعو المحتوى المرئي، والمدوّنون الإلكترونيون الذين تمكنوا من بناء جماهيرية واسعة من خلال تواصل مباشر مع الجمهور، بعيدًا من قنوات النّشر التقليديّة. كما ظهرت نخب “هجينة” تجمع بين الرّصيد المعرفي الأكاديمي والقدرة على تبسيطه وتقديمه عبر المنصات  الرّقميّة، لتصبح حلقة وصل بين الثقافة  النُّخبويّة والجمهور العام. إلى جانب هؤلاء، برزت فئات جديدة مرتبطة بالثورة التكنولوجيّة المتسارعة، مثل خبراء البيانات ومطوري الذّكاء الاصطناعي والخوارزميات الذين لا ينتجون محتوى مباشرةً، بل يتحكمون في آليات انتشاره وتأثيره.

ويتناغم هذا الواقع مع طبيعة الأجيال الجديدة، مثل جيل زد وجيل ألفا، الذين نشأوا في قلب العالم الرقمي ويعدُّون التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليوميّة. يمتلك هؤلاء مهارة إنتاج محتوى تفاعلي وسريع يعكس إيقاع العصر، ما يجعل المعرفة أكثر مرونة وقابلية للتحديث المستمر. كما أنّ النقد الأدبي والفكري لم يعد حكرًا على  النُّخب الأكاديميّة، إذ وفرت منصّات التّواصل مساحات لقراءات نقديّة بديلة تنطلق من التّجربة الشّخصيّة والذّائقة العامة. (الزهراني، 2023)

وفي هذا السّياق، تمارس  النُّخب  الرّقميّة أدوارًا محوريّة في تشكيل الاتجاهات الفرديّة والجماعيّة، من خلال التأثير في الأفكار والعواطف، وتعزيز الانتماءات والهُويّات الجمعيّة عبر إعادة إنتاج الرّموز والشّعارات، بالإضافة إلى تحفيز المشاركة  الرّقميّة، سواء عبر مشاركة الأخبار والتّعليقات أو الدّعوات للحضور في الفضاء العام. وبهذا، أصبح المشهد التّواصلي العربي اليوم ساحة صراع بين  النُّخب التقليديّة التي تواجه تحديات الشّرعيّة والتأثير، والنُّخب  الرّقميّة الصاعدة التي تعيد صياغة قواعد اللعبة الثّقافيّة والسّياسيّة و الاجتماعيّة. (أحمين، 2023)

  • خصائص النُّخب  الرّقميّة في لبنان

في السّياق اللبناني، تشمل  النُّخب  الرّقميّة فاعلين من مجالات الإعلام والسياسة والفن والناشطين الاجتماعيين الذين يستخدمون منصات مثل تويتر، وفيسبوك وإنستغرام كأدوات للتأثير والمشاركة في النقاش العام. (Antonios, 2023) وتمارس  النُّخب  الرّقميّة دورًا مزدوجًا: التأطير، أي صياغة القضايا بأسلوب يجعل الجمهور يتبناها من زاوية معينة، والتّحشيد، أي حشد الجماهير إلكترونيًا للضغط على صانعي القرار أو التأثير في الرأي العام.  (Bradshaw & Howard, 2018)

يمكن القول إن  النُّخب  الرّقميّة في لبنان تستخدم فهم حاجات الأفراد   النّفسيّة والاجتماعيّة لتحقيق أهداف مختلفة، سواء لتعزيز الانتماء والمشاركة الإيجابيّة، أو لاستغلال الانقسامات والصّراعات لتحقيق مكاسب سياسية أو اجتماعية. هذه الثنائية بين الأثر الإيجابي والسلبي تجعل دراسة  النُّخب  الرّقميّة ضرورة لفهم تطورات الرأي العام في المجتمع اللبناني. ويكون ذلك عبر:

  • الانتشار عبر المنصات المتعددة: مثل فيسبوك، تويتر (إكس)، إنستغرام، واتساب، وغيرها.
  • الارتباط بالقوى السّياسيّة والإعلاميّة: إذ تؤدي بعض النُّخب  الرّقميّة أدوارًا موازية أو مكملة لوسائل الإعلام التقليديّة.
  • التأثير اللحظي في الأحداث: خصوصًا في القضايا ذات الطابع الطائفي أو السياسي أو الحزبي والمناطقي والعشائري. (قروي، 2025)
    • الآليات  النّفسيّة و الاجتماعيّة لتأثير  النُّخب  الرّقميّة في تشكيل الرأي العام اللبناني

توظف هذه  النُّخب مجموعة من الآليات النّفسيّة والاجتماعيّة التي تمكنها من تشكيل المواقف والسّلوكيّات الجماعيّة في لبنان، ومن أبرز هذه الآليات:

  • إعادة التأطير: تعمل النُّخب على تقديم المعلومات والأحداث بطريقة محددة توجه تفسير الجمهور، وتؤثر في فهمه للقضايا المختلفة، ما يمنحها القدرة على صياغة الوعي الجمعي.  (Entman, 1993)
  • الانتقائية في عرض الحقائق: تختار النُّخب ما يخدم أهدافها من المعلومات وتتجاهل ما يخالفها، ما يعزز سرديات معينة ويسهم في تكوين تصور جماعي محدد لدى الجمهور.  (Chomsky & Herman, 1988)
  • استثارة العواطف الجماهيرية: تلجأ النُّخب إلى استخدام اللغة العاطفيّة، الصور، والفيديوهات لإثارة مشاعر الجمهور وتعميق تفاعله، وهو ما يتوافق مع نظريّة ماسلو (Maslow, 1943) التي ترى أن تلبية الحاجات النّفسيّة الأساسيّة، مثل الانتماء والتقدير، يزيد من مشاركة الأفراد وانخراطهم في النقاش العام.
  • التّفاعل المباشر مع الجمهور: تتيح النُّخب الرّقميّة المجال للتواصل المباشر من خلال الردود والتعليقات، ما يعزز شعور الأفراد بالانتماء والمشاركة. (Kaplan & Haenlein, 2010)
  • الاعتماد على الرّموز الاجتماعيّة والثّقافيّة: تستغل  النُّخب الرّموز المشتركة لتعميق الانتماءات الجماعيّة وتعزيز التماسك حول قضايا محددة، وهو ما يتماشى مع نظرية لوبون (Le Bon, 1895/2012) حول تأثير الجماهير في تكوين الاتجاهات والمواقف.

من خلال هذه الآليات، يتضح كيف تستطيع  النُّخب  الرّقميّة التأثير في السّلوكيّات والمواقف الجماعيّة، وإعادة إنتاج الانقسامات  الاجتماعيّة والسّياسيّة، وهو ما يشكل جوهر الإشكاليّة   النّفسيّة و الاجتماعيّة التي يتناولها البحث.

  • انعكاسات النُّخب  الرّقميّة على الرأي العام اللبناني: تؤدي النُّخب الرّقميّة في لبنان دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام، خاصة في ظل الأزمات السّياسيّة والاقتصاديّة المستمرة. ووفاقًا لتقرير صادر عن منظمة “فريدوم هاوس” (2023)، تُستخدم منصات التّواصل الاجتماعي لتوجيه الخطاب العام، ما يعزز أحيانًا الانقسامات السّياسيّة والطائفية، لكنه يمكن أن يسهم أيضًا في رفع مستوى الوعي ونشر المعلومات المفيدة للمجتمع.

التأثيرات السّلبيّة:

  • التّحريض على الانقسامات: خلال الاحتجاجات الشعبية في العام 2019، استخدمت النُّخب  الرّقميّة منصات مثل تويتر وفيسبوك وواتساب لنشر رسائل تدعم مواقف معينة، ما أثر على الرأي العام.
  • إعادة إنتاج الانقسامات أو تعزيز الوحدة: النُّخب  الرّقميّة تستغل القضايا الطائفية أحيانًا لإثارة الانقسامات، لكنها في المقابل يمكن أن تعمل على نشر رسائل الوحدة والتضامن في أوقات الأزمات، مثل حملات جمع التبرعات والمساعدات خلال الكوارث أو النزاعات.
  • تأثير في المواقف والسّلوكيّات الجماعيّة: تؤثر النُّخب الرّقميّة بشكل مباشر على سلوكيات الأفراد، سواء في الانتخابات أو في التفاعل مع الأحداث العامة.

التأثيرات الإيجابيّة:

  • التوجيه والتّوعية: خلال العدوان الإسرائيلي المفتوح على لبنان في أيلول 2024، قامت النُّخب  الرّقميّة بنقل تحليلات ومعلومات آنية عن الهجمات، وتحليل التّطورات العسكريّة، ونشر محتوى رقمي يرفع مستوى وعي المواطنين حول المخاطر الأمنيّة والإجراءات الواجب اتخاذها.
  • توجيه السّلوكيّات الجماعيّة: خلال خلال عدوان أيلول 2024، ساهمت النُّخب الرّقميّة في توجيه المواطنين نحو سلوكيّات وقائية، مثل الالتزام بالإخلاء أو اللجوء إلى مصادر معلومات موثوقة، ما ساعد في الحدّ من الفوضى ونشر الوعي الأمني.
  • تعزيز الوحدة والتضامن الوطنيين: في أوقات الأزمات، تعمل النُّخب الرّقميّة على نشر رسائل الوحدة والتّضامن، مثل حملات جمع التبرعات والمساعدات خلال الحروب والكوارث.

يتضح من خلال الفصل الأول أن  النُّخب  الرّقميّة تؤدي دورًا مركزيًا في تشكيل الرأي العام في لبنان، فتتداخل الأبعاد   النّفسيّة والاجتماعيّة والسّياسيّة في تأثيرها على السّلوكيّات والمواقف الفرديّة والجماعيّة. وقد أظهرت النّظريات المختلفة، من ماسلو إلى لوبون وباندورا، أنّ الجمهور لا يقتصر على كونه متلقيًا سلبيًا، بل هو عنصر فاعل يتفاعل مع المحتوى الرقمي ويعيد إنتاج التأثيرات وفق خبراته وميوله. كما أبرزت المراجعة النّظريّة والبيانات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي أنّ  النُّخب الرّقميّة أصبحت أداة محورية للتأطير والتحشيد، مع قدرة مزدوجة على تعزيز الوحدة أو تفاقم الانقسامات.

وتقدم هذه النتائج أساسًا متينًا للانتقال إلى الشق الميداني من البحث الذي سيستكشف كيفية تطبيق هذه الظواهر على الواقع اللبناني من خلال دراسة ميدانية تركز على نماذج التأثير الفعلي للنخب  الرّقميّة في توجيه الرأي العام.

  1. الفصل الثاني: منهجية البحث وإجراءاته

قبل الانتقال إلى وصف العينة، نود الإشارة إلى أنه تم اتباع مجموعة من الإجراءات المنهجيّة لضمان جمع بيانات دقيقة وموثوقة، تتمثل في تصميم استبيان بما يتوافق مع أهداف البحث، واختيار الأسئلة بطريقة تتيح فهم العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتأثير  النُّخب  الرّقميّة على الرأي العام. وشملت الإجراءات اختبار أدوات البحث على عيّنة أولية لضمان وضوح الأسئلة وسهولة استجابتها، مع الالتزام بمعايير السرية والطوعية لمشاركة المستجيبين.

2.1 مجتمع البحث وعيّنته: تكوّنت العيّنة من مجموعة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف المناطق اللبنانيّة الذين يتفاعلون يوميًا مع منصات رقميّة متنوعة. شمل البحث 352 مشاركًا من محافظات وفئات عمرية مختلفة، بهدف الحصول على تمثيل متوازن وشامل.

وكانت معايير اختيار المشاركين كما يلي:

  • العمر:  الفئات العمريّة جميعها من أقل من 20 عامًا وصولًا إلى 50 عامًا وما فوق.
  • الجنس: ذكور وإناث، لضمان تنوع وجهات النظر.
  • المستوى التعليمي: من الثانوية العامة إلى الدّراسات العليا، لتمثيل الفئات الأكاديميّة والمهنيّة المختلفة.
  • مستوى التّفاعل الرّقمي: ركز البحث على الأشخاص الذين يتابعون  النُّخب  الرّقميّة على منصات التواصل الاجتماعي.

2.2 أدوات جمع البيانات: اعتمد هذا البحث على استبيان إلكتروني مصمم خصيصًا لقياس أثر  النُّخب  الرّقميّة على الرأي العام اللبناني، مع التركيز على جوانب التأثير الاجتماعي،  النّفسي والسياسي. يحتوي الاستبيان على عدة أقسام تتضمن: المعلومات الدّيموغرافيّة (العمر، الجنس، المستوى التعليمي، المهنة)، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تقييم تأثير  النُّخب  الرّقميّة، طبيعة الخطاب الرقمي، والانطباعات الشّخصية تجاه المحتوى الرقمي. وصُمِّم سؤال مفتوح لتحديد أبرز الشّخصيات الرّقميّة اللبنانية التي يتابعها المستجيبون وأسباب متابعتهم لها، الأمر الذي أتاح جمع بيانات نوعية تكميليّة لفهم الظاهرة بشكل أعمق.

2.3 إجراءات جمع البيانات: وُزِّع الاستبيان خلال شهر آب 2025 عبر منصة واتساب، بعد إنشائه على Google Forms، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المشاركين من مختلف الجنسين والفئات العمريّة في لبنان. صُممت الأسئلة بشكل واضح وبسيط لتجنب أي لبس، وجُرِّب الاستبيان أولًا على عيّنة صغيرة للتأكد من وضوح الصياغة وسهولة الإجابة. وأكَّد سرّيّة البيانات وحصول المشاركين على موافقتهم قبل تعبئة الاستبيان. وبعد إغلاقه، صُدِّرت البيانات إلى برنامج Excel للتحقق من دقتها وتنقيتها استعدادًا لإجراء التّحليل الإحصائي.

2.4 التّحليل لتفسير النتائج: حُلِّلتِ البيانات الكمية باستخدام برنامج  SPSS، بهدف تحديد النّسب والتوزيعات المختلفة للردود، بينما جرى الاعتماد على التّحليل النّوعي لمقاطع الأسئلة المفتوحة لفهم الاتجاهات والسّلوكيّات بعمق أكبر. يتيح الجمع بين المنهجين الكمي والنوعي رؤية متكاملة للظاهرة، إذ يمكن الربط بين الأرقام والبيانات  الرّقميّة وبين انطباعات المشاركين حول تأثير  النُّخب  الرّقميّة على حياتهم اليوميّة ومواقفهم تجاه القضايا الوطنية و الاجتماعيّة.

2.5 الموثوقية والصدق: حرص البحث على ضمان موثوقية وصدق الاستبيان من خلال عدة إجراءات. فقد رُجِعت أدوات جمع البيانات من خبراء في الإعلام الرّقمي، وعلم الاجتماع للتأكد من وضوح الأسئلة وخلوها من أي تحيز. كما أُجري اختبار تجريبي على عيّنة صغيرة قبل التوزيع النهائي، للتأكد من أنّ الأسئلة مفهومة وتحقق الهدف الذي صُممت من أجله. بالإضافة إلى ذلك، تُحُقِّق من توافق البيانات النوعيّة مع البيانات الكمية لضمان صدق النتائج واستبعاد أي انحياز محتمل.

  1. الفصل الثالث: عرض النتائج وتحليلها

في هذا الفصل، سأعرض البيانات المتعلقة بالخصائص الديموغرافيّة للمشاركين وأنماط استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي وسأحلّلها، إضافةً إلى تأثير  النُّخب  الرّقميّة على الرأي العام. تمثّل هذه البيانات حجر الأساس لفهم التوجهات والسّلوكيّات المختلفة، إذ تتيح دراسة العمر، الجنس، المستوى التعليمي، والمهنة، وكذلك المنصات الأكثر استخدامًا ومدة الاستخدام اليوميّة، قراءة دقيقة لممارسات المشاركين. كما يسلط الفصل الضوء على طبيعة الخطاب الذي تقدمه  النُّخب  الرّقميّة ومدى تأثيره على المتابعين، بما في ذلك المشاعر والسّلوكيّات التي يثيرها، ما يوفر قاعدة قوية لتحليل النتائج واستنباط الاستنتاجات المتعلقة بموضوع البحث.

3.1 الخصائص الدّيموغرافيّة للعينة

شارك في الاستبيان (352) فردًا من مختلف الفئات العمرية و الاجتماعيّة. وفيما يلي عرض تفصيلي لخصائصهم:

  • توزيع العينة حسب الجنس
  • ذكور: →23% 81 مشاركًا
  • إناث:  → 77%271 مشاركًا

التّحليل: تمثل الإناث الغالبيّة في العينة، وهو يعكس اختيار المشاركين أو إقبال الإناث الأكبر على الاستبيانات  الرّقميّة. هذه النسبة توفر تمثيلًا واضحًا لكلا الجنسين مع تغطية أوسع لرأي النساء في العينة.

  • توزيع العينة حسب الفئة العمرية
  • أقل من 20 سنة: 7.3% → 26 مشاركًا
  • 20–29 سنة: 30.7% → 108 مشاركين
  • 30–39 سنة: 25.6% → 90 مشاركًا
  • 40–49 سنة: 20.8% → 73 مشاركًا
  • 50 وما فوق: 15.7% → 55 مشاركًا

التحليل: التركيز الأكبر على الفئة العمرية من 20 إلى 39 سنة يعكس اختيار العيّنة بشكل يضمن تمثيل الشّباب النشط نسبيًا، مع وجود تغطية للفئات الأكبر سنًا للحفاظ على تنوع المجتمع المدروس. هذا التوزيع يسمح لاحقًا بدراسة الاختلافات العمريّة في استخدام المنصات  الرّقميّة أو تفضيلات الخطاب من دون افتراض أي علاقة مسبقة بتأثر  النُّخب  الرّقميّة.

 

  • المستوى التعليمي
  • ثانوي أو أقل: 7.6% → 27 مشاركًأ
  • جامعي (إجازة/بكالوريوس): 44.3% → 156 مشاركًا
  • دراسات عليا (ماستر/دكتوراه): 48% → 169 مشاركًا

 

 

 

التحليل: هذا التوزيع يعكس أن العينة تتسم بطابع أكاديمي ونخبوي نسبيًا، وهو ما يمنح نتائج البحث قوة إضافيّة في العمق المعرفي والقدرة على التحليل النقدي لدى المشاركين. كما يشير إلى أنّ معظم المبحوثين يمتلكون خلفية تعليميّة تُمكّنهم من التّعامل مع المنصات  الرّقميّة ليس فقط كوسيلة ترفيهيّة، بل أيضًا كأداة للتعلم، والتّواصل الأكاديمي، والتطوير المهني.

ويمكن الاستنتاج أيضًا أنّ ارتفاع نسبة المتعلمين في هذه العينة يجعل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر وعيًا وانتقائية، إذ قد يوظف حملة الدّراسات العليا هذه المنصات في البحث العلمي، تبادل المعرفة، المشاركة في النّقاشات العامة، بينما يميل حملة الإجازة إلى استخدامها في توسيع شبكاتهم  الاجتماعيّة والمهنية، في حين يظل استخدام الفئة الأقل تعليمًا أكثر بساطة، غالبًا للترفيه أو التواصل الأسري.

 

  • المهنة
  • طالب/ة: 28.4% → 100 مشاركًا
  • موظف/ة: 40.3% → 142 مشاركًا
  • مهن حرة: 28.4% → 100 مشاركًا
  • ربة منزل: 1.4% → 5 مشاركين
  • بلا عمل: 1.4% → 5 مشاركين

 

التّحليل: يعكس هذا التوزيع أن العينة تمثل فئات نشطة وفاعلة في المجتمع، سواء من خلال الحياة الأكاديمية أو سوق العمل. فقد شكّل الطلاب نسبة مهمة من المشاركين، ويُلاحظ أنهم يستفيدون من وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للتعلم، والتواصل مع الآخرين، والاطلاع على الفرص المستقبلية في الدراسة والعمل. أمّا الأساتذة (الذين أُدرجوا ضمن فئة الموظفين) فيعتمدون عليها كوسيلة للتواصل الأكاديمي ونشر المعرفة وتعزيز حضورهم العلمي. ويُلاحظ أن الموظفين بشكل عام يستخدمون هذه المنصات لمتابعة المستجدات المهنية والتّواصل مع بيئاتهم الوظيفية. في المقابل، تمثل فئة أصحاب المهن الحرة شريحة مهمّة تستفيد من المنصات  الرّقميّة بشكل أساسي في الترويج لأعمالها وبناء شبكة علاقات مهنية. وبذلك، توفر المهنة سياقًا تفسيريًا يساعد في فهم أنماط الاستخدام الرقمي وتفاعل المشاركين مع المحتوى عبر المنصات المختلفة.

 

3.2 أنماط الاستخدام

  • المنصة الرّقميّة الأكثر استخدامًا
  • واتساب: 34% → 120 مشاركًا
  • إنستغرام: 30.3% → 107 مشاركين
  • تيك توك: 9.9% → 35 مشاركًا
  • فيسبوك: 19% → 67 مشاركًا
  • يوتيوب: 1.1% → 4 مشاركين
  • تويتر/إكس: 5.4% → 19 مشاركًا

التّحليل: واتساب وإنستغرام هما المنصتان الأكثر إستخدامًا عند العينة، هذا التوزيع يعكس أن أنماط التفاعل الرّقمي لدى العينة تميل إلى السّرعة، التّفاعليّة، والتّواصل المباشر، أكثر من الميل إلى الاستهلاك الإعلامي، ما يوضح كيف يمكن أن تؤثر  النُّخب  الرّقميّة بشكل فعّال عبر هذه المنصات الأكثر استخدامًا.

  • مدة استخدام المنصات يوميًا
  • أقل من ساعة: 11.3% → 40 مشاركًا
  • 1–3 ساعات: 48.5% → 171 مشاركًا
  • 3–5 ساعات: 25.2% → 89 مشاركًا
  • أكثر من 5 ساعات: 14.7% → 52 مشاركًا

 

التّحليل: يُظهر توزيع مدة استخدام المنصات  الرّقميّة يوميًا أن الغالبية من المشاركين يستخدمونها لفترات طويلة يوميًا، ما يعكس انخراطًا عميقًا في البيئة  الرّقميّة لدى شريحة ملحوظة من العيّنة. تعكس هذه المعطيات أن المشاركين عمومًا مندمجون في الفضاء الرّقمي بشكل يومي، ما قد يوفر بيئة مناسبة لتأثير  النُّخب  الرّقميّة وانتشار خطابهم.

3.3 إدراك  النُّخب  الرّقميّة

  • درجة تأثير النُّخب في توجّه الرأي العام
  • تؤثر جدًا: 44.8% → 158 مشاركًا
  • تؤثر: 48.8% → 172 مشاركًا
  • محايد:  4.8% → 17 مشاركًا
  • لا تؤثر: 0.8% → 3 مشاركين
  • لا تؤثر أبدًا: 0.5% → 2 مشاركان

التّحليل: تشير النتائج إلى أنّ النّسبة الأكبر من العينة (93.6% أي 330 مشاركًا) ترى أن للنخب  الرّقميّة تأثيرًا ملموسًا على توجّه الرأي العام، سواء بشكل كبير (44.8%) أو ملحوظ (48.8%). نسبة صغيرة جدًا من المشاركين كانت محايدة (4.8%)، بينما نادرًا ما أشار البعض إلى عدم وجود تأثير (1.3%). يمكن الاستنتاج من هذه النتائج أن  النُّخب  الرّقميّة تؤدي دورًا مهمًا في تشكيل الانطباعات والمواقف  الاجتماعيّة والسّياسيّة لدى الجمهور، حتى لو اختلفت قوة التأثير بين الأفراد.

 

  • طبيعة خطاب النُّخب  الرّقميّة
  • تعبوي وعاطفي: 23% → 81 مشاركًا
  • سياسي/حزبي: 10.7% → 38 مشاركًا
  • متنوّع: 52.8% → 186 مشاركًا
  • ساخر/انتقادي: 9% → 32 مشاركًا
  • موضوعي وتحليلي: 4.2% → 15 مشاركًا

التّحليل: تُظهر النتائج أن رأي العينة حول طبيعة خطاب  النُّخب الرّقميّة يتجه في معظمه نحو عدِّه خطابًا متنوّعًا (52.8%)، وهو ما يعكس إدراك المشاركين لتعدد الأدوار التي تؤديها هذه  النُّخب في المجال الرقمي، بين ما هو سياسي وثقافي واجتماعي وحتى ترفيهي.

في المقابل، يرى 23% من المشاركين أنّ الخطاب يغلب عليه الطابع التّعبوي والعاطفي، ما يدل على حضور واضح للغة التأثير الوجداني والتحفيزي التي قد تستعملها النُّخب في قضايا عامة أو في أوقات الأزمات. أما الخطاب السياسي/الحزبي فجاء بنسبة (10.7%)، ما يشير إلى أن جزءًا من العينة ما زال يربط خطاب  النُّخب بالاصطفافات السّياسيّة التقليديّة، وإن كان بنسبة أقل من المتوقع.

بناءً على ذلك، فإن رأي العينة يؤكد أنّ النُّخب الرّقميّة تميل إلى التنويع في خطابها أكثر من الالتزام بخطاب واحد، مع بروز الخطاب العاطفي والتعبوي كأدوات مؤثرة في تفاعلها مع الجمهور.

  • دور النُّخب  الرّقميّة
  • ان تعكس اهتمامات الناس: 28.2% → 99 مشاركًا
  • تفرض أجندتها: 29.3% → 103 مشاركًا
  • تسعى للشهرة:  36.6% → 129 مشاركًا
  • دور هجين بين الشهرة والأجندة واهتمامات الناس: 5.9% → 21 مشاركًا

 

التّحليل: تشير النتائج إلى أن رؤية العينة لدور النُّخب الرّقميّة تتوزع على أكثر من منحى، مع بروز واضح لدافع السعي إلى الشهرة كتصور أساسي، وقد اختاره 36.6% من المشاركين. هذه النِّسبة تعكس وجود قناعة لدى فئة واسعة من المستجيبين بأن  النُّخب  الرّقميّة توظّف حضورها على المنصات من أجل تعزيز مكانتها الفرديّة وجذب الانتباه أكثر من تمثيل قضايا الناس.

في المقابل، يرى 29.3% أنّ النُّخب الرّقميّة تعمل على فرض أجندتها الخاصة، وهو ما يشير إلى أن جزءًا من الجمهور يعتبرها أدوات للتأثير الموجّه أو خدمة مصالح سياسية أو فكرية محددة، بعيدًا من التعبير العفوي عن الرأي العام. بينما 28.2% من المشاركين يُعِّدون أن دور  النُّخب هو عكس اهتمامات الناس، ما يبيّن أن ثلث العينة تقريبًا ما زال ينظر إلى هذه  النُّخب بوصفها انعكاسًا لصوت المجتمع وتعبيرًا عن أولوياته.

بناءً على ذلك، يمكن الاستنتاج أنّ رأي العيّنة يتسم بنوع من التّشكيك في نقاء دور النُّخب الرّقميّة، إذ إنّ غالبيّة المشاركين يربطونها إما بالسعي إلى الشهرة أو بفرض الأجندات، بينما نسبة أقل فقط تراها مرآة حقيقية لاهتمامات المجتمع.

 

 

 

3.4 البعد  النّفس – اجتماعي

  • المشاعر المصاحبة عند متابعة النُّخب  الرّقميّة

يظهر الرسم أن غالبية المشاركين يشعرون بـ اللامبالاة عند متابعة منشورات وتغريدات  النُّخب  الرّقميّة، إذ بلغت نسبتهم45.4%  (حوالي 160 مشاركًا). يليهم المشاركون الذين يشعرون بـ الغضب/الاستياء بنسبة 19.6%  (حوالي 70 مشاركًا)، ثم الحماس/الدّافعية بنسبة 15.1% (حوالي 53 مشاركًا). بينما تمثل مشاعر الخوف/القلق حوالي12.7%  (حوالي 45 مشاركًا)، وأخيرًا مشاعر الأمل/التفاؤل بنسبة 6.7%  (حوالي 24 مشاركًا).

 

التّحليل: يمكن الاستنتاج أن معظم الأفراد في العينة يظهرون موقفًا متحفظًا أو غير متفاعل عاطفيًا (اللامبالاة) تجاه  النُّخب  الرّقميّة، وهو مؤشر على أن المحتوى الرقمي قد لا يثير ردود فعل عاطفيّة قويّة لدى جزء كبير من الجمهور. ومع ذلك، لوحظت فئات تتفاعل عاطفيًا بشكل إيجابي أو سلبي، ما يعكس التأثير المتفاوت للنخب  الرّقميّة بحسب الاهتمامات الشخصية أو الموضوعات المتناولة. وأن العينة بشكل عام تنفي تأثرها بالنُّخب الرّقميّة، علمًا أنّها في سؤال قبله أقرت بغالبيتها الساحقة بتأثير تلك  النُّخب على رأي الجمهور، وهو ما يشير إلى رفض العينة الاعتراف بأنها تتعرض للتأثير أو التلاعب باتجاهاتها من قبل أي كان، ويبدو أن هذا الرفض يرتبط بكون غالبية العينة من المتعلمين، الذين ربما يميلون إلى عدِّ أنفسهم أقل قابلية للتأثر بالمحتوى الرقمي.

  • هل تساعد النُّخب على تعزيز التضامن الاجتماعي في لبنان؟
  • موافق جدًا: 18 مشاركًا →1%
  • موافق: 60 مشاركًا →0%
  • محايد: 96 مشاركًا →3%
  • غير موافق: 140 مشاركًا →8%
  • غير موافق أبدًا 38 مشاركًا →8%

 

التحليل: يظهر من النتائج أنّ غالبيّة العينة (حوالي 50.6% معًا بين “غير موافق” و”غير موافق أبدًا”) لا ترى أن  النُّخب تؤدي دورًا إيجابيًا في تعزيز التضامن الاجتماعي في لبنان. ونحو 22.1% فقط يرون أن  النُّخب تساهم في تعزيز التضامن الاجتماعي (موافق جدًا وموافق). نسبة كبيرة نسبيًا (27.3%) كانت محايدة، ما يشير إلى وجود حيرة أو عدم وضوح في موقفهم تجاه دور  النُّخب.

بشكل عام، تشير النتائج إلى أن الثقة أو التأييد لدور النُّخب في تعزيز التّضامن الاجتماعي في لبنان ضعيف، وأن الغالبية تميل إلى رفض أو عدم الاقتناع بأثرها الإيجابي.

 

  • الخطاب الرقمي يساهم في زيادة الانقسام والاستقطاب الاجتماعي؟
  • نعم: 180 →1% مشتركًا
  • لا: 12 →4% مشتركًا
  • أحيانًا: 160 →5% مشتركًا

 

التّحليل: أكثر من نصف العينة (51.1%) ترى أنّ الخطاب الرقمي يساهم بوضوح في زيادة الانقسام والاستقطاب الاجتماعي في لبنان. نسبة كبيرة أيضًا (45.5%) ترى أن التأثير يحدث أحيانًا، ما يدل على اعترافهم بوجود تأثير لكنه ليس دائمًا أو ثابتًا. بشكل عام، تعكس النتائج وعيًا كبيرًا لدى المشاركين بخطر الخطاب الرقمي في تعزيز الانقسامات الاجتماعيّة، مع إدراك أنّ هذا التأثير قد يتفاوت حسب السياق أو الموقف.

  • تأثير خطاب النُّخب  الرّقميّة على مواقفك وآرائك الشخصية تجاه القضايا الوطنية
  • تأثير كبير: 28 →8%مشتركًا
  • تأثير متوسط: 110 →8%مشتركين
  • تأثير قليل: 112 →4%مشتركًا
  • لا تأثير: 107 →0%مشتركين

التّحليل: تبرز النتائج أنّ غالبيّة العيّنة لا تشعر بتأثير كبير للنّخب  الرّقميّة على مواقفها وآرائها الشّخصيّة تجاه القضايا الوطنية. وبعد الجمع مع نتائج السؤال السابق الذي أظهرت فيه العيّنة رفضها الاعتراف بتأثير  النُّخب الرّقميّة عليها عاطفيًا، يمكن تفسير هذه النتائج أنها تعكس موقفًا دفاعيًا أو نقديًا لدى المشاركين المتعلمين الذين يرفضون فكرة إمكانية التأثير عليهم، رغم إدراكهم أن  النُّخب  الرّقميّة قد تحاول التأثير.

3.5 سؤال مفتوح:

  • أبرز شخصية/نخبة رقمية لبنانية تتابعها بشكل دائم

بعد إجراء التّحليل الكمي والنوعي لإجابات العيّنة، تبيّن إمكانيّة تصنيف النتائج إلى عدة أشكال أو محاور رئيسة، ما يسهل فهم الاتجاهات العامة والأنماط السّلوكيّة للمشاركين تجاه  النُّخب الرّقميّة.

  • غياب شخصية محوريّة واحدة: أظهرت الإجابات أنّ غالبيّة المشاركين لم تحدد شخصيّة رقميّة يتابعونها بشكل دائم، بل يعتمدون على عدة مصادر متنوعة. هذا يشير إلى موقف نقدي واستقلاليّة فكريّة، ويعكس ما أظهرته أسئلة سابقة من رفض العيّنة الاعتراف بتأثير النُّخب  الرّقميّة على آرائهم الشّخصيّة أو مشاعرهم. يمكن تفسير هذا الاتجاه أن المشاركين يسعون إلى تجميع المعرفة من مصادر متعددة لتكوين فهم شامل، بعيدًا عن التأثر بخطاب واحد.
  • التركيز على الموضوعيّة والتحليل الواقعي: على الرّغم من التّنوع الكبير في الإجابات، برزت صفة مشتركة لدى النُّخب التي يفضلها المشاركون، وهي المصداقيّة، والموضوعيّة، والتّحليل العقلاني للقضايا. هذا يعكس وعيًا متزايدًا لدى الجمهور اللبناني المتعلم، إذ يميز بين المحتوى العاطفي أو التحريضي والمحتوى المبني على المنطق والتحليل الواقعي.
  • تنوع الاهتمامات ومصادر المتابعة: أشار المشاركون إلى أنّهم يتابعون مجموعة متنوعة من المصادر الرّقميّة التي تغطي مجالات السياسة، الإعلام، الثقافة، العلوم، وحتى المحتوى الترفيهي أو الرياضي. هذا التنوع يعكس استراتيجية ذكية لــ توسيع دائرة المعرفة وتقليل التأثر بمصدر واحد، مما يساهم في بناء موقف مستقل تجاه الأحداث والقضايا الوطنيّة والاجتماعيّة.
  • دلالة اجتماعيّة ونفسيّة: يمكن القول إنّ هذه النتائج تكشف وعيًّا ذاتيًّا مرتفعًا لدى العينة، إذ يسعى الأفراد إلى حماية آرائهم ومواقفهم من التّأثير الخارجي، مع استمرارهم في متابعة المحتوى الرقمي لأغراض معرفيّة، تعليميّة، أو ترفيهيّة. تعكس النتائج أيضًا وجود توازن بين الرّغبة في الاطلاع على المستجدات والحفاظ على استقلالية الرأي الشخصي، وهو مؤشر مهم على الثقافة الرّقميّة والنضج الاجتماعي لدى الجمهور.
  1. الفصل الرابع: الاستنتاجات والتوصيات

4.1 الاستنتاجات: بعد تحليل البيانات الكمية والنوعية حول تأثير  النُّخب  الرّقميّة على الرأي العام اللبناني، يمكن استخلاص مجموعة من الاستنتاجات التي تعكس واقع العلاقة بين الجمهور و النُّخب  الرّقميّة في لبنان:

  • التأثير الرقمي قائم لكنه متباين: أظهرت النتائج أن غالبيّة المشاركين (93.6%) يدركون أن للنخب الرّقميّة قدرة على توجيه الرأي العام، إلّا أنّ تأثيرها على المواقف الشّخصيّة محدود. هذا التباين يعكس وعي العينة وحرصها على الحفاظ على استقلاليتها الفكرية، على الرّغم من اعترافها بأن  النُّخب  الرّقميّة تحاول التأثير عبر منصات التواصل.
  • الخطاب الرّقمي متنوع وذو طبيعة مزدوجة: تميل النُّخب  الرّقميّة إلى تنويع خطابها بين السياسي، الثقافي، الاجتماعي، وحتى الترفيهي، مع بروز الخطاب التعبوي والعاطفي في بعض المناسبات. هذا التنوع يمنح  النُّخب القدرة على جذب شرائح متعددة من الجمهور، ولكنه يطرح أيضًا تحديات أمام قدرة المستخدم على التمييز بين المحتوى التحليلي والرقمي العاطفي.
  • الشّباب المتعلم أكثر وعيًا واستقلالية: تمثل الفئات العمرية بين 20–39 عامًا والحملة الجامعيين وذوي الدراسات العليا غالبية العينة، وهو ما يعكس اتجاهًا واضحًا نحو الوعي الرقمي والنقدي. فهؤلاء المشاركون يستخدمون المنصات الرّقميّة ليس فقط للترفيه، بل أيضًا للتعلم، المشاركة في النقاشات، والاطلاع على المستجدات، مع الحرص على الحفاظ على استقلالية الرأي.
  • تفاوت الانطباعات النّفسيّة والاجتماعيّة: أظهرت النتائج أن أكثر من نصف العيّنة يشعر باللامبالاة تجاه محتوى النُّخب الرّقميّة، بينما أبدت نسبة أقل مشاعر الغضب أو الحماس. وأن ثقة الجمهور في قدرة النُّخب على تعزيز التّضامن الاجتماعي منخفضة نسبيًا (حوالي 22% مؤيد)، بينما يرى نحو 51% أنّ الخطاب الرّقمي يساهم في زيادة الانقسام والاستقطاب، ما يعكس وعيًا بتأثير  النُّخب على البنية  الاجتماعيّة والسّياسيّة.
  • استراتيجيّة المتابعة متعددة المصادر: تبين من سؤال المفتوح أنّ المشاركين لا يعتمدون على شخصيّة رقميّة واحدة، بل يتابعون مصادر متنوعة لتحقيق موضوعيّة ووعي أكبر. هذا يشير إلى اتجاه نحو الفهم الشامل والبحث عن المصداقية والتحليل العقلاني، بعيدًا من التأثر بخطاب أحادي أو عاطفي.

4.2 التوصيات: بناءً على النتائج السابقة، يمكن تقديم مجموعة من التّوصيات العمليّة والبحثيّة:

  • تعزيز الثّقافة الرّقميّة والوعي النقدي: يُنصح بتطوير برامج توعية لتعليم الجمهور كيفيّة التعامل مع المحتوى الرّقمي، وتمييز الخطاب التحليلي عن الخطاب التعبوي أو الدعائي، ما يساهم في حماية الرأي العام من التأثير السلبي للنُّخب الرّقميّة.
  • توجيه النُّخب الرّقميّة نحو خطاب مسؤول: على النُّخب الرّقميّة تبني أساليب تواصل تراعي التأثير النّفسي والاجتماعي على المتابعين، وتعزيز رسائل التضامن الاجتماعي، مع تقليل الخطاب الذي يعمّق الانقسامات أو يروج للصراعات.
  • استثمار التنوع في المصادر الرّقميّة: تشجيع الجمهور على متابعة مصادر متعددة، ومتنوعة يمكن أن يقلل من الانحياز، ويحمي المستخدمين من الانجراف وراء أجندات ضيقة أو موجهة.
  • تشجيع البحث الأكاديمي والمهني على دراسة الأثر النّفسي والاجتماعي للخطاب الرقمي: هناك حاجة لإجراء دراسات مستقبليّة تقيس تأثير الحملات الرّقميّة على السّلوك الاجتماعي والسياسي، وتستفيد من المنهجيات الكمية والنوعيّة معًا لتحقيق رؤية شاملة.
  • دمج التربية الإلكترونية ضمن التعليم الأكاديمي: إدراج برامج التربية الإلكترونية في الجامعات والمدارس لتعزيز وعي الطلاب بآليات صناعة الرأي العام وتأثير النُّخب  الرّقميّة، بما يضمن تطوير جيل قادر على تحليل المعلومات  الرّقميّة بوعي نقدي.

الخاتمة: في ضوء التحليل الميداني والنظري، يتضح أن  النُّخب  الرّقميّة أصبحت قوة مؤثرة في تشكيل الرأي العام اللبناني، لكنها ليست مطلقة التأثير، إذ تتفاوت نتائج تأثيرها بحسب وعي الجمهور ومستوى تعليمهم ومهاراتهم النقدية. كما أن الخطاب الرقمي يشكل أداة مزدوجة، يمكن أن تعزز المعرفة والمشاركة  الاجتماعيّة، وفي الوقت ذاته تزيد الانقسام والاستقطاب.

يعكس هذا البحث أهمية التوازن بين حرية التعبير الرقمي وضرورة التوجيه المسؤول للنخب  الرّقميّة، مع تعزيز الثقافة الرّقميّة لدى الجمهور، لضمان استدامة النقاش العام بشكل صحي وبنّاء في مجتمع معقد ومتعدد المرجعيات كالمجتمع اللبناني. كما يبرز البحث الحاجة إلى مواصلة الدراسات حول تأثير  النُّخب  الرّقميّة، بما يتيح فهمًا أعمق لكيفية تحقيق التأثير الإيجابي والتخفيف من آثار الانقسام الاجتماعي والسياسي.

المراجع

  • باللغة العربية
  • أحمين، ع. ح. (2023). التواصل الثقافي والسياسي بين العرب في البيئة الرّقميّة: استخدام  النُّخب للإعلام الجديد. عمّان: دار غيداء.
  • الزهراني، س. أ. د. (2023). نخب النظام الرقمي: المرجعيات والفلسفة والتاريخ الاتصالي في السعودية. الرياض: دار جداول للنشر والتوزيع.
  • قروي، ماجد. (2025). من النُّخب التقليديّة إلى  النُّخب  الرّقميّة: تحولات السلطة والنفوذ في عصر التواصل الرقمي. مجلة الدراسات الاستراتيجية للكوارث وإدارة الفرص. المركز الديمقراطي العربي. متاح على: https://democraticac.de/?p=105627
  • عمرو، أحمد. (2018). صناعة النُّخبة (ط1). الرياض: دار رسالة البيان للنشر والتوزيع.

رفعت، محمد. (2018). الرأي العام في الواقع الافتراضي وقوة التعبئة الافتراضية. القاهرة: العربي للنشر والتوزيع.

فتحي، عامر. (2012). الرأي العام الإلكتروني. القاهرة: دار النشر للجامعات.

  • باللغة الأجنبية

-5Antonios, Z. (2023, December 1). The many pathways of disinformation in Lebanon. International Journalists’ Network. https://ijnet.org/en/story/social-media-messaging-apps-and-tv-many-pathways-disinformation-lebanon

-6Bandura, A. (1977). Social learning theory. Prentice Hall.

-7Bradshaw, S., & Howard, P. N. (2018). The global internet: Utopia, democracy, and the digital divide. Paper presented at the Annual Meeting of the American Sociological Association, Montreal, Quebec, Canada. https://www.asanet.org/sites/default/files/savvy/images/asa/docs/pdf/Bradshaw_Howard_2018.pdf

-8Burns, P. (2006). The global internet: Utopia, democracy, and the digital divide.

Chomsky, N., & Herman, E. S. (1988). Manufacturing consent: The political economy of the mass media. Pantheon Books.

-9DataReportal. (2024). Digital 2024: Lebanon. https://datareportal.com/reports/digital-2024-lebanon

-10Deutsch, M., & Gerard, H. B. (1955). A study of normative and informational social influences upon individual judgment. Journal of Abnormal and Social Psychology, 51(3), 629–636. https://doi.org/10.1037/h0046408

-11El-Masri, A., Riedl, M. J., & Woolley, S. (2022). Audio misinformation on WhatsApp: A case study from Lebanon. Harvard Kennedy School Misinformation Review, 3(4). https://doi.org/10.37016/mr-2022-29

-12Entman, R. M. (1993). Framing: Toward clarification of a fractured paradigm. Journal of Communication, 43(4), 51–58. https://doi.org/10.1111/j.1460-2466.1993.tb01304.x

-13Goffman, E. (1974). Frame analysis: An essay on the organization of experience. Northeastern University Press.

-14Kaplan, A. M., & Haenlein, M. (2010). Users of the world, unite! The challenges and opportunities of social media. Business Horizons, 53(1), 59–68. https://doi.org/10.1016/j.bushor.2009.09.003

-15Kaplan, A. M., & Haenlein, M. (2020). Rulers of the world, unite! The challenges and opportunities of artificial intelligence. Business Horizons, 63(1), 37–50. https://doi.org/10.1016/j.bushor.2019.08.004

-16Kaplan, A. M., & Haenlein, M. (2020). Siri, Siri in my hand: Who’s the fairest in the land? On the interpretations, illustrations, and implications of artificial intelligence. Business Horizons, 63(2), 155–163. https://doi.org/10.1016/j.bushor.2019.09.003

-17Le Bon, G. (1895/2012). The crowd: A study of the popular mind (J. M. MacDonald, Trans.). Dover Publications.

-18Maslow, A. H. (1943). A theory of human motivation. Psychological Review, 50(4), 370–396. https://doi.org/10.1037/h0054346

-19Mosca, G. (1939). The ruling class. McGraw-Hill.

-20Noelle-Neumann, E. (1974). The spiral of silence: A theory of public opinion. Journal of Communication, 24(2), 43–51. https://doi.org/10.1111/j.1460-2466.1974.tb00367.x

-21Pareto, V. (1935). The mind and society (A. Bongiorno, Trans.). Harcourt, Brace & Co.

SMEX. (2024, October 17). Digital rights during the war on Lebanon. https://smex.org/digital-rights-during-the-war-on-lebanon-october-17-2024/

 

 

[1]– أستاذ محاضر معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية- بيروت- لبنان

Lecturer at the Institute of Social Sciences, Lebanese University- Beirut – Lebanon.Email: ridach16@gmail.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website