عنوان البحث: الأخلاق القرآنيّة: دراسة تحليليّة لمفاهيمها وتطبيقاتها في السّلوك الإنساني
اسم الكاتب: الأمين جواد جريو
تاريخ النشر: 16/07/2025
اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية
عدد المجلة: 38
تحميل البحث بصيغة PDFالأخلاق القرآنيّة: دراسة تحليليّة لمفاهيمها وتطبيقاتها في السّلوك الإنساني
Quranic Ethics: An Analytical Study of Its Concepts and Applications in Human Behavior
Alameen Jawad Jeryo الأمين جواد جريو)[1](
تاريخ الإرسال: 18-4-2025 تاريخ القبول: 26-6-205
ملخص البحث
يهدف هذا البحث إلى دراسة المفاهيم الأخلاقيّة في القرآن الكريم وتحليل تطبيقاتها في السّلوك الإنساني. فقد اهتم القرآن الكريم بتنمية الأخلاق الفاضلة كالصّبر، الأمانة، التواضع، والرّحمة، وحثَّ على ترسيخ هذه القيم في حياة الأفراد والمجتمعات. من خلال المنهج التّحليلي والتّفسيري، يتناول البحث كيفيّة بناء المنظومة الأخلاقيّة في القرآن الكريم، مشيرًا إلى ارتباط الأخلاق بالإيمان بالله ورسله، كما يعرض دور الآيات القرآنيّة في تهذيب النّفس وتوجيه سلوكيّات الفرد نحو الفضيلة.
يتناول البحث أيضًا تطبيقات الأخلاق القرآنيّة في العلاقات الاجتماعيّة والفرديّة، موضحًا كيفيّة تأثير القرآن في بناء شخصية الفرد من خلال مفاهيم مثل الصّدق والتّواضع، وفي تحسين العلاقات بين أفراد المجتمع على أساس من التّعاون والتّسامح. ويعرض البحث تأثير الأخلاق القرآنيّة في العلاقات بين الأمم والشّعوب في القرآن الكريم، ويبحث في دور العدالة الاجتماعيّة والمساواة بين النّاس.
وفي ظل التّحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، يناقش البحث كيفيّة تطبيق هذه القيم الأخلاقيّة في عصرنا الحاضر على الرّغم من المتغيرات الاجتماعيّة والثقافيّة.
الكلمات المفتاحيّة: الأخلاق القرآنيّة، السّلوك الإنساني، العدالة الاجتماعيّة، التّحديات المعاصرة، القيم القرآنيّة.
Abstract:
This research aims to study the ethical concepts in the Qur’an and analyze their applications in human behavior. The Qur’an has focused on the development of noble values such as patience, honesty, humility, and compassion, encouraging the establishment of these values in the lives of individuals and communities. Through an analytical and interpretive approach, the research discusses how the ethical system is constructed in the Qur’an, highlighting the connection between ethics and faith in God and His messengers. It also examines the role of Qur’anic verses in refining the soul and guiding an individual’s behavior toward virtue.
The research also explores the applications of Qur’anic ethics in both social and individual relationships, illustrating how the Qur’an contributes to shaping an individual’s character through concepts like honesty and humility, and improving relationships among community members based on cooperation and tolerance. The study also looks at the impact of Qur’anic ethics on relationships between nations and peoples, with an emphasis on social justice and equality.
In light of the challenges facing contemporary societies, the research discusses how to apply these ethical values in the present age despite social and cultural changes.
Keywords: Qur’anic ethics, human behavior, social justice, contemporary challenges, Qur’anic values.
المقدمة: تُعد الأخلاق إحدى الركائز الأساسيّة في بناء المجتمعات الإنسانيّة، وتوجيه سلوك الأفراد نحو الفضيلة والإصلاح. وقد أولاها القرآن الكريم اهتمامًا واسعًا، إذ تناولت العديد من آياته الكريمة مفاهيم الأخلاق الفاضلة وأثرها في حياة الفرد والمجتمع. يُعد القرآن الكريم مصدرًا رئيسًا لتهذيب النّفس البشريّة وتوجيه سلوك الإنسان نحو الخير، إذ شملت تعاليمه مجموعة من القيم الأخلاقيّة مثل الصّدق، الأمانة، الرّحمة، العدالة، والتّواضع (ابن منظور: د. ت، ص42). تُعد هذه القيم ضروريّة لتحقيق السّلام الاجتماعي والإصلاح المستدام، فهي تساهم في بناء شخصيات متوازنة وتعزز من إقامة مجتمع تسوده العدالة والمساواة. وفي ظل الأزمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة التي تواجه المجتمعات المعاصرة، تبرز أهمّيّة العودة إلى القرآن الكريم بوصفه المصدر الأصيل للأخلاق، لتوجيه الأمّة نحو تجاوز هذه التّحديات من خلال الالتزام بالقيم الأخلاقيّة القرآنيّة (الطباطبائي: 1417هـ، ص25). يهدف هذا البحث إلى دراسة المفاهيم الأخلاقيّة التي عرضها القرآن الكريم وتحليل تطبيقاتها في العصر الحديث، مع إبراز دورها في بناء العلاقات الفرديّة والاجتماعيّة، والمساهمة في بناء المجتمع المثالي. يسعى البحث كذلك إلى فهم سبل تطبيق هذه القيم لمعالجة المشكلات الأخلاقيّة التي تشهدها المجتمعات المعاصرة.
أهمية الموضوع: تبرز أهمّيّة هذا البحث في تسليط الضوء على دور القرآن الكريم في بناء المنظومة الأخلاقيّة التي تشكل الأساس في صياغة سلوك الأفراد والمجتمعات. يُعد القرآن الكريم، بوصفه المصدر الأول للمعرفة والتوجيه، مرجعًا مهمًا لوضع الأسس التي تساهم في تحسين العلاقات بين النّاس وتعزيز القيم الأخلاقيّة مثل الصدق، الأمانة، الرّحمة، والعدالة (الكليني: 1412هـ، ص42).
تتجلى هذه المفاهيم بوضوح في العديد من الآيات القرآنيّة، إذ يظهر كيفيّة بناء الشّخصيّة الإنسانيّة المثاليّة القائمة على تحقيق التّوازن بين المصلحة الفرديّة والمصلحة الاجتماعيّة. من خلال هذا البناء الأخلاقي، يسهم القرآن في تطوير مجتمع متماسك يقوم على العدل والمساواة (ابن منظور: د. ت، ص53).
أسباب اختيار الموضوع: تعاني المجتمعات المعاصرة من أزمات أخلاقيّة متعددة مثل تفشي الفساد، وانتشار الغشّ، والتلاعب بالقيم الإنسانيّة، وارتفاع معدلات العنف. هذه التّحديات تفرض ضرورة البحث عن حلول عمليّة وجذريّة لمعالجتها. تأتي العودة إلى القرآن الكريم بوصفه مصدرًا أساسيًا للأخلاق، ويوفر رؤية متجددة لمواجهة هذه الأزمات، إذ يتضمن القرآن مجموعة واسعة من المفاهيم الأخلاقيّة القادرة على تقديم حلول فعالة (الكاشاني: 1417هـ، ص61). يمثل القرآن الكريم مرجعيّة أخلاقيّة محوريّة تسهم في توجيه الأفراد والمجتمعات نحو الالتزام بالفضيلة والعدل، بما يحقق السّلم الاجتماعي ويعزز مناخ الثقة والتعاون بين مختلف فئات المجتمع (القرطبي: 2006، ص88).
أهداف البحث
- دراسة المفاهيم الأخلاقيّة الواردة في القرآن الكريم، من خلال تحليل الآيات التي تناولت قيمًا مثل الصّدق، الأمانة، الرّحمة، والعدل، وغيرها من المبادئ الأخلاقيّة التي دعا إليها القرآن (الطبري: 2002، ص112). تحليل كيفية تطبيق هذه القيم في السّلوك الإنساني في العصر الحديث، مع التركيز على الكيفيّة التي يمكن بها للأفراد والمجتمعات الاستفادة من القيم القرآنيّة في تجاوز التّحديات الأخلاقيّة المعاصرة (الطباطبائي: 1417هـ، ص215).
المحتوى بالأيات والأحاديث: في إطار دراسة المفاهيم الأخلاقيّة في القرآن الكريم، تناول البحث مجموعة من الآيات القرآنيّة التي ركزت على فضائل الأخلاق. من أبرز هذه الآيات قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى﴾ (النّحل: 90). واستند البحث إلى عدد من الأحاديث النّبويّة الشّريفة، ومنها حديث النبي محمد صلى الله عليه وآله: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” (أحمد: د. ت، ص210).
بالإضافة إلى ذلك، استفيد من أقوال أهل البيت عليهم السلام، التي أكّدت ضرورة الالتزام بالقيم الأخلاقيّة الفاضلة في مجالات الحياة جميعها.
منهجيّة البحث: تعتمد هذه الدّراسة على المنهج التحليلي والتفسيري، إذ ستُحلَّل الآيات القرآنيّة التي تتعلق بالأخلاق، مع محاولة فهم المفاهيم التي تضمنتها وتحديد كيفيّة تأثيرها على سلوك الإنسان في مختلف جوانب حياته. سيُدرس تفسير الآيات القرآنيّة من خلال تأويلاتها المختلفة، إضافة إلى ربطها بالواقع المعاصر وكيفيّة تطبيقها على سلوك الأفراد والمجتمعات. سيتناول البحث أيضًا كيفيّة تأثير هذه المفاهيم الأخلاقيّة في بناء شخصيّة الإنسان المؤمن، ومدى انعكاسها على سلوكه اليومي في العلاقات الاجتماعيّة والتعامل مع الآخرين.
الدّراسات السّابقة
- دراسة الموسوي، حسن علي: ركزت دراسته (2018) بعنوان “التفسير الموضوعي للصبر في سورة يوسف” على تحليل تطبيقات الأخلاق القرآنيّة من خلال قصّة يوسف عليه السّلام في سورة يوسف. تناولت الدّراسة تجسيد قيمة الصّبر في شخصيّة النّبي يوسف، موضحة كيف تساهم هذه القيمة في بناء الشّخصيّة الأخلاقيّة، معتمدة على التّفسير الشيعي للقرآن الكريم (الموسوي: 2018، ص45).
- دراسة الكاظمي، علي: تناول (2017) في دراسته “الصبر في الروايات الشّيعيّة: دراسة في بحار الأنوار والكافي” قيمة الصبر استنادًا إلى الرّوايات الشّيعيّة المنقولة عن أئمة أهل البيت عليهم السّلام. ركز الكاظمي على تفسير الصبر بوصفه وسيلة للتعامل مع التّحديات النّفسيّة والاجتماعيّة، مبينًا أبعاده الفقهية والأخلاقيّة (الكاظمي: 2017، ص67).
- دراسة الطباطبائي، محمد حسين: قدم (1417هـ) في تفسيره “الميزان في تفسير القرآن” تحليلًا مفصّلًا لمفهوم الأخلاق في القرآن الكريم، مبرزًا دور القيم مثل التّواضع والصّدق والأمانة في بناء الإيمان الحقيقي. اعتمد الطباطبائي على النّصوص القرآنيّة والروايات لتوضيح أثر الأخلاق القرآنيّة في المجتمع (الطباطبائي: 1417هـ، ص128).
- دراسة المجلسي، محمد باقر: استعرض (1403هـ) في كتابه “بحار الأنوار” تأثير الأخلاق الإسلاميّة على تشكيل السّلوك الإنساني. سلط الضوء على أهمّيّة الصّبر والأمانة والعطاء في بناء الشّخصيّة الإسلامية، مستندًا إلى الآيات القرآنيّة وروايات أهل البيت عليهم السلام (المجلسي: 1403هـ، ص392)
الفصل الأول: الأخلاق في القرآن الكريم
المبحث الأول: تعريف الأخلاق في القرآن الكريم
الأخلاق في اللغة العربيّة: ترتبط الأخلاق في اللغة العربيّة بمجموعة من المعاني التي تشير إلى السّلوكيات والطبائع التي تتحكم في تصرفات الإنسان. جاء في لسان العرب أنّ الخلق هو الهيئة والسجيّة التي يتشكل عليها الفرد، سواء في طبيعته أو سلوكه (ابن منظور: د. ت، ص422). كما أشار الزبيدي في تاج العروس إلى أن الخلق يعبّر عن الانطباع الداخلي الذي ينعكس على التّعامل الخارجي للفرد (الزبيدي: د. ت، ص615). تتفق هذه التّعريفات مع ما ورد في المفهوم القرآني للأخلاق، إذ يُعدُّ الأخلاق جزءًا من تكوين الإنسان الدّاخلي، المؤثر في سلوكياته الظاهرة.
الأخلاق في الاصطلاح القرآني: يُعرف القرآن الكريم الأخلاق بوصفها مجموعة القيم التي تحدد سلوك الإنسان، وتوجهه نحو الفضيلة أو الرّذيلة. تتكرر المفاهيم الأخلاقيّة في نصوص القرآن، مركزة على قيم مثل الصدق، الأمانة، التواضع، والرحمة (الطبري: 2002، ص178).
في تفسير الطبري، يُشار إلى أنّ الصدق والأمانة يمثلان الأساس في بناء العلاقات الاجتماعيّة وتحقيق الاستقرار المجتمعي. يبرز القرآن قيمة التّواضع بوصفها عنصرًا أساسيًا في تكوين الشّخصيّة الإيمانيّة، كما في قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (البقرة: 83)، ما يؤكد أهمّيّة الأخلاق في التّعامل الإنساني.
المبحث الثاني: أساسيات بناء المنظومة الأخلاقيّة في القرآن
العلاقة بين الأخلاق والإيمان: يرتبط التّحلي بالأخلاق ارتباطًا وثيقًا بالإيمان بالله ورسله في القرآن الكريم. لا يكتمل الإيمان الحقيقي إلّا إذا كانت الأخلاق الفاضلة جزءًا جوهريًا من شخصيّة المسلم. يوضح القرآن الكريم أن الإيمان الذي يخلو من الأخلاق الصّالحة هو إيمان ناقص (الطباطبائي: 1417هـ، ص312). جاء في حديث الإمام علي عليه السلام قوله: الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان” (الكليني: 1412هـ، ص45)، ما يعكس الربط بين السّلوك الأخلاقي والعقيدة الدّينيّة.
وتؤكّد الآيات القرآنيّة هذه العلاقة بشكل واضح. يقول تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4)، ما يدل على أن الأخلاق تُمثل جزءًا أصيلًا من كمال الإيمان.
الآيات القرآنيّة في بناء الشّخصيّة الأخلاقيّة: يساهم القرآن الكريم في بناء شخصيّة الإنسان السّويّة عبر مجموعة من القيم الأخلاقيّة الأساسيّة التي تهذب النّفس البشرية. من أبرز هذه القيم الصبر، الحلم، الرحمة. في قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ (النحل: 127)، يتجلّى الصبر كعنصر فاعل في بناء شخصيّة قوية قادرة على مواجهة المحن. كما يؤكد القرآن على قيمة الحلم في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾ (آل عمران: 139)، مبينًا أهمية الثبات العاطفي والنّفسي في مواجهة التّحديات.
أمّا الرّحمة، فهي صفة أساسيّة في تكوين الشّخصيّة المؤمنة، وقد أشار الله تعالى إليها في قوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107)، موضحًا أنّ الرحمة جوهر رسالة النّبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
الفصل الثاني: تطبيقات الأخلاق القرآنيّة في الحياة اليوميّة
المبحث الأول: الأخلاق الفرديّة في القرآن الكريم
الأخلاق في التّعامل مع الذات: يولي القرآن الكريم اهتمامًا بالغًا بتهذيب النّفس وتزكيتها، إذ يرى أنّ تهذيب النّفس أحد الأسس الجوهريّة لبناء الشّخصيّة الأخلاقيّة في الإسلام. تحثّ الآيات القرآنيّة المسلم على تطهير قلبه من الأمراض الرّوحيّة مثل الكبر والحقد، وتعزيز الفضائل الدّاخليّة كالصدق والإيمان (الطباطبائي: 1417هـ، ص195).
وقد جاء في قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ (الشمس: 9-10)، يتجلى تأكيد أنّ تزكية النّفس تمثل مفتاح النجاح الروحي والدّنيوي. كما يربط القرآن تهذيب النّفس بالإيمان والعمل الصالح، في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ (فصلت: 33)، مبينًا أنّ السّلوك الإنساني يجب أن يعكس الإيمان الداخلي.
الآيات المتعلقة بالصّبر، الشّكر، والتّواضع: يشدّد القرآن الكريم على أهمّيّة الصّبر، الشّكر، والتّواضع في بناء السّلوك اليومي للفرد. فالصّبر عنصر أساسي للثبات في مواجهة المحن، كما في قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 153). أمّا الشكر، فهو مظهر من مظاهر الإيمان والامتنان لله، ويتجلى في قوله تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ (إبراهيم: 7).
أمّا التّواضع فيبرز في التّعامل مع الآخرين، كما في قوله تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ (الإسراء: 24)، ما يبيّن أهمّيّة الاحترام المتبادل والتّقدير الإنساني.
المبحث الثاني: الأخلاق الاجتماعيّة في القرآن الكريم
التّعامل مع الآخرين: يقدم القرآن الكريم إرشادات واضحة للمؤمنين حول كيفيّة التّعامل مع الآخرين، سواء في نطاق الأسرة أو المجتمع بشكل عام. يركز القرآن على المعاملة الحسنة، الرّحمة، والاحترام المتبادل بوصفها أسسًا لبناء مجتمع متماسك (الطبري: 2002، ص209). يقول تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (البقرة: 83)، مؤكدًا أهمّيّة استخدام الكلام الطيب والتّصرف الحسن مع الجميع بصرف النّظر عن الانتماءات الدّينيّة أو الاجتماعيّة.
وفي العلاقات الأُسريّة، يحث القرآن الكريم على المعاملة بالمعروف، كما في قوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (النساء: 19)، مؤكدًا ضرورة قيام الحياة الزوجيّة على الاحترام المتبادل والتفاهم. ويؤكد القرآن مبدأ الأخوة الإيمانيّة في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: 10)، ليعزز روح التّكافل الاجتماعي والمسؤولية الجماعيّة بين المؤمنين.
آيات التّسامح والعدالة: يولي القرآن الكريم عناية خاصة لمفاهيم التسامح والعفو، مع تأكيد إقامة العدل في التّعاملات جميعها. يحث القرآن على الجدال بالتي هي أحسن مع المخالفين في الدين، كما في قوله تعالى:
﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (العنكبوت: 46). ويحث أيضًا على العفو والمغفرة، إذ قال تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ (الشورى: 40)، مبينًا أنّ العفو قيمة لها أجر إلهي عظيم. أمّا العدل، فهو مبدأ ثابت في القرآن، فيأمر الله تعالى بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ﴾ (النساء: 135)، مؤكدًا أنّ تحقيق العدل لا يخضع للأهواء أو المصالح الخاصة، بل هو التزام ديني وأخلاقي.
المبحث الثالث: الأخلاق في العلاقات بين الأمم والشّعوب
العدالة والاحترام المتبادل بين الأمم: يركز القرآن الكريم على أهمّيّة بناء العلاقات بين الأمم والشّعوب على أسس من العدالة، الكرامة، والاحترام المتبادل. لا يقوم التّمييز في القرآن على الدين أو العرق، بل يدعو إلى التعارف والتفاهم (القرطبي: 2006، ص175). قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: 13)، مبينًا أنّ التّنوع الإنساني غايته التّفاهم لا الصّراع.
كما يحث القرآن الكريم على العدل في التّعامل مع الجميع، إذ يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ (النساء: 58)، مؤكدًا أنّ العدالة قاعدة ثابتة في التّعامل مع الأطراف جميعها.
آيات التّعاون السّلمي والتّعايش: يدعو القرآن الكريم إلى التّعاون بين النّاس جميعهم لتحقيق البرّ والتّقوى، ويحذر من التعاون على الإثم والعدوان (الزبيدي: د. ت، ص309). يقول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة: 2)، مبينًا أن التعاون يجب أن يكون في إطار تحقيق المصالح العامة والصالح المشترك.
وفي السّياق نفسه، يحث القرآن على التّعامل بالحسنى مع غير المسلمين الذين لا يظهرون عداءً للمؤمنين، كما في قوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ (الممتحنة: 8)، ما يعكس قيمة التّعايش السّلمي كأساس للعلاقات بين الشّعوب.
الفصل الثالث: دور الأخلاق القرآنيّة في حل الأزمات الاجتماعيّة
المبحث الأول: الأخلاق القرآنيّة كمنهج إصلاحي في المجتمع
دور الأخلاق القرآنيّة في حلّ الأزمات الاجتماعيّة: يمثل القرآن الكريم مرجعًا أساسيًا في معالجة القضايا الاجتماعية المعاصرة، إذ يقدم حلولًا قائمة على مبادئ العدالة، المساواة، والرعاية الاجتماعية (الطباطبائي: 1417هـ، ص365). في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ﴾ (التوبة: 60)، يحثّ القرآن على تخصيص الموارد لدعم الفقراء والمحتاجين، ما يؤسس لمبدأ التكافل الاجتماعي في المجتمع.
كما يدعو القرآن إلى المساواة بين الناس، مؤكدًا في قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات: 13)، إنّ معيار التّفاضل هو التّقوى لا المال أو النسب. إضافة إلى ذلك، يحذر القرآن من الفساد بكل أشكاله، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ (البقرة: 188)، مبينًا أنّ النّزاهة والشّفافيّة ضروريان لإقامة مجتمع عادل.
العدالة في الحكم وإدارة الشّؤون العامة: يشدد القرآن الكريم على ضرورة الأمانة والنزاهة في إدارة شؤون المجتمع. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾ (النّساء: 58)، مؤكدًا أنّ الحكم العادل وإدارة الموارد العامة بأمانة من أساسيات بناء مجتمع مستقر. كما يعزز القرآن أهمّيّة الرّحمة في القيادة، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4)، مبينًا أنّ الرّحمة والمساواة مكونان أساسيان في علاقة الحاكم بالمجتمع.
المبحث الثاني: أثر الأخلاق القرآنيّة في بناء المجتمع المثالي
العدالة الاجتماعيّة والمساواة: يُعَد القرآن الكريم مصدرًا أساسيًا لتعزيز العدالة والمساواة في المجتمع. تؤكد نصوصه أن العدالة لا تقتصر على توزيع الثروات، بل تشمل الحقوق الإنسانيّة، المعاملات التجاريّة، والعلاقات الاجتماعية كافة (الطبري: 2002، ص243). قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ﴾ (النساء: 135)، مبينًا أن العدل التزام ديني يجب أن يظهر في كل مواقف الحياة.
كما أشار القرآن إلى أهمية العدل في التّعامل الشخصي بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾ (الأنعام: 152)، ما يبرز أنّ العدالة تشمل كل مستويات العلاقات الاجتماعيّة. ويرى القرآن الكريم أنّ الفقر وعدم المساواة من مظاهر الظلم الاجتماعي التي يجب معالجتها عبر سياسات قائمة على الرّعاية الاجتماعيّة. قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾ (التوبة: 60)، مؤكدًا أنّ التكافل بين أفراد المجتمع ضرورة لتحقيق العدالة.
التّرابط الاجتماعي والأخوّة الإيمانيّة: يرسخ القرآن الكريم مبدأ الأخوة الإيمانيّة كأساس لوحدة المجتمع الإسلامي. يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: 10)، مؤكدًا أنّ الإيمان الحقيقي يفرض تماسك المجتمع وتضامنه.
ويحث القرآن على الاحترام المتبادل والتواصل الإيجابي بين النّاس، داعيًا إلى بناء علاقات قائمة على الرحمة والتفاهم. يقول تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (النساء: 19)، مؤكدًا أن الاحترام يبدأ من الأسرة ويمتد إلى المجتمع بأكمله.
يعزز القرآن مفهوم التّضامن الاجتماعي بوضوح، عادًّا أنّ الالتزام بالقيم الأخلاقيّة يعزز وحدة الأمّة ويقوي الروابط بين أفرادها (الطباطبائي: 1417هـ، ص402).
المبحث الثالث: تحديات تطبيق الأخلاق القرآنيّة في العصر الحديث
الواقع المعاصر والمفاهيم الأخلاقيّة: تواجه المجتمعات المعاصرة تحدّيات كبيرة في تطبيق القيم الأخلاقيّة القرآنيّة بسبب التغيرات الاجتماعيّة والثقافيّة النّاتجة عن التّطور التكنولوجي والعولمة. على الرّغم من أنّ القرآن الكريم يمثل مرجعيّة أخلاقيّة ثابتة لا تتبدل مع تغيّر الأزمنة، إلّا أنّ الانفتاح الثقافي وتزايد النزعة الفردية أثرا سلبًا على حضور القيم القرآنيّة في السّلوك العام (المجلسي: 1403هـ، ص598).
من أبرز مظاهر هذه التّحديات
- تفشي النّزعة الماديّة.
- ضعف العلاقات الاجتماعيّة.
- تراجع الالتزام بقيم الصّدق، الأمانة، الرّحمة في الحياة اليوميّة.
وأدّت الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة إلى ازدياد مشكلات مثل الفقر والبطالة والنزاعات، ما أسهم في ضعف الالتزام بالقيم الأخلاقيّة القرآنيّة التي تدعو إلى العدل والتّعاون (الموسوي: 2018، ص112).
إمكانية التوفيق بين القيم القرآنيّة والمتغيرات الحديثة: يرى علماء الدّين والمفكرون أنّ تفسير القرآن تفسيرًا معاصرًا يمثل ضرورة حيويّة لتحقيق التوازن بين المبادئ القرآنيّة ومتطلبات العصر. يحتاج المجتمع الحديث إلى قراءة جديدة للآيات الكريمة تأخذ بالحسبان التّحولات الاجتماعيّة والاقتصاديّة (الطباطبائي: 1417هـ، ص450).
على سبيل المثال: يمكن ربط مبدأ العدالة القرآني بمفاهيم حقوق الإنسان العالميّة، يمكن استلهام قيمة الرّحمة في وضع سياسات دولية لحلّ النزاعات القرآن لا يتعارض مع التقدم العلمي أو الاجتماعي، بل يؤكد على أهمية استخدام هذه التغيرات لخدمة المبادئ الأخلاقيّة. كما يشير إلى أنّ الالتزام بالصّدق والأمانة والتّواضع لا يرتبط بزمن محدد، بل هو أساس لصناعة الحضارة الإنسانيّة (الكاظمي: 2017، ص93).
الخاتمة: تناول البحث المفاهيم الأخلاقيّة في القرآن الكريم وتحليل تطبيقاتها في السّلوك الإنساني وفاقًا للمنظور القرآني. إذ تبيّن أنّ القرآن الكريم يشدد على تعزيز الأخلاق الفاضلة في حياة الأفراد والمجتمعات، ويقدم حلولًا واقعيّة ومعنويّة لتحسين العلاقات الإنسانيّة وبناء مجتمع قائم على قيم العدالة، الرّحمة، الصّدق، التواضع، والمساواة. لقد بيّن البحث أن الأخلاق القرآنيّة لا تقتصر فقط على الجوانب الفرديّة، بل تمتد لتشمل العلاقات الاجتماعيّة والأُسريّة والعلاقات بين الأمم والشّعوب. وأكّد أهمّيّة التزام المسلم بالمبادئ الأخلاقيّة في الحياة اليوميّة وفي مواجهة التّحديات المعاصرة التي تتمثل في الأزمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة.
من خلال التّطبيق العملي لهذه القيم الأخلاقيّة، يمكن أن يحدث تحولٌ إيجابي في المجتمعات، ما يعزز العدالة الاجتماعيّة والتّعاون بين الأفراد والجماعات. وعليه، يتضح أن القرآن الكريم يقدم إطارًا أخلاقيًا يمكن الاستفادة منه في إصلاح الواقع المعاصر وتوجيهه نحو بناء مجتمعات مزدهرة ومتسامحة.
وفي النهاية، تبقى هناك ضرورة ملحة لتفعيل هذه القيم القرآنيّة في عصرنا الحديث، خاصة في ظل التّحولات المتسارعة التي يشهدها العالم. لذلك، من المهم أن تستمر الدراسات التي تتناول دور الأخلاق القرآنيّة في مختلف المجالات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة.
النتائج المهمّة التي توصل إليها البحث: استعرض البحث المفاهيم الأخلاقيّة التي يبرزها القرآن الكريم، مثل الصّدق، الأمانة، الصّبر، الرّحمة، والتّواضع، وكيفيّة تأثير هذه القيم على السّلوك الإنساني في مختلف جوانب الحياة. فقد أظهر البحث كيف أنّ القرآن الكريم يوفر إطارًا متكاملًا للأخلاق التي تعزز من بناء الشّخصيّة الفردية، وتُسهم في تحسين العلاقات الاجتماعيّة بين أفراد المجتمع. وتناول البحث تطبيقات هذه الأخلاق في التّعاملات اليوميّة بين الأفراد، وكيفيّة استثمارها في تعزيز العدالة الاجتماعيّة والإصلاحات المجتمعيّة. وعلاوة على ذلك، أكّد أنّ الأخلاق القرآنيّة تقدم حلولًا عمليّة للمشكلات المعاصرة التي يواجهها المجتمع، مثل التّحديات الاجتماعيّة والاقتصاديّة.
التّوصيات لمزيد من الدراسات في هذا المجال: بناءً على النتائج التي توصل إليها البحث، يُوصى بتوسيع نطاق الدّراسات المستقبليّة حول تأثير الأخلاق القرآنيّة في مجالات أخرى مثل السياسة والاقتصاد، خاصة في ظل التّحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة. يجب أيضًا دراسة كيفيّة تطبيق هذه القيم في المؤسسات التّربويّة والإداريّة، وما يمكن أن يُساهم فيه الفهم المعاصر للأخلاق القرآنيّة في معالجة قضايا مثل الفساد الإداري، عدم المساواة، وتوفير العدالة في المجتمع. من المهم أيضًا متابعة الأبحاث التي تسلط الضوء على التطبيق الفعلي لهذه القيم في البلدان الإسلامية، وكيف يمكن أن تكون مرشدًا لبناء مجتمع مستدام، عادل ومتعاون. Bottom of Form
المصادر والمراجع
القرآن الكريم
- أحمد بن حنبل. (د. ت). مسند أحمد بن حنبل. بيروت: دار إحياء التراث العربي.
- ابن منظور، محمد بن مكرم. (د. ت). لسان العرب. القاهرة: دار المعارف.
- الزبيدي، محمد مرتضى الحسيني. (د. ت). تاج العروس من جواهر القاموس. بيروت: دار الهداية.
- الطبري، محمد بن جرير. (2002). جامع البيان عن تأويل آي القرآن. تحقيق أحمد محمد شاكر. بيروت: مؤسسة الرسالة.
- الطباطبائي، محمد حسين. (1417هـ). الميزان في تفسير القرآن. قم: مكتب الإعلام الإسلامي.
- القرطبي، محمد بن أحمد. (2006). الجامع لأحكام القرآن. بيروت: دار الكتب العلمية.
- الكاظمي، علي. (2017). الصبر في الروايات الشيعية: دراسة في بحار الأنوار والكافي. قم: منشورات دار الحديث.
- الكليني، محمد بن يعقوب. (1412هـ). الكافي. طهران: دار الكتب الإسلامية.
- الكاشاني، محمد بن مرتضى. (1417هـ). تفسير الصافي. قم: مؤسسة النشر الإسلامي.
- المجلسي، محمد باقر. (1403هـ). بحار الأنوار. بيروت: مؤسسة الوفاء.
- الموسوي، حسن علي. (2018). التفسير الموضوعي للصبر في سورة يوسف. قم: مركز الفكر الإسلامي.
[1] – قسم الإلهيّات والمعارف الإسلاميّة جامعة الشّهيد رجائي لتدريب المعلمين
Department of Theology and Islamic Knowledge, Shahid Rajai University for Teacher Training, Email: