foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

العلوم الإنسانيّة جوهرة على حافّة الهاوية

0

اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية

العلوم الإنسانيّة جوهرة على حافّة الهاوية

The humanities are a jewel on the edge of the abyss

([1])د. ايمان ياسين حسين Dr. Iman Yassein Hussein

تاريخ الإرسال:17-10- 2025                           تاريخ القبول:29-10-2025

الملخّص:                                                              turnitin:4%

تُعرَف العلوم أنّها أنظمة معرفيّة متكاملة، تركز على دراسة العالم وما يحدث فيه من ظواهر ملموسة. تُعدّ العلوم الإنسانيّة جزءًا أساسيًّا من هذه المنظومة، إذ تهتم بوصف ودراسة وتحليل وتوثيق التّجربة الإنسانيّة بجوانبها المختلفة.

تؤدي هذه العلوم دورًا مهمًّا في بناء شخصيّة الأفراد والمجتمعات، من خلال تعزيز مهارات التّفكير النّقدي والتّحليلي، ما يمكّن الأفراد من فهم الطّبيعة الإنسانيّة وتفسير السّلوك البشري عبر الزّمن. كما تُسهم في تطوير مهارات تقديم الحجج والبراهين وتعزيز الحوار والتّفاهم، وتعزز القيم والسّلوكيّات الإيجابيّة في المجتمع.

على الرّغم من أهمّيّة العلوم الإنسانيّة، إلّا أنّها تواجه تراجعًا ملحوظًا في المجتمعات. وتعود أسباب هذا التّراجع إلى النّظرة السّلبيّة تجاه هذه التّخصّصات، ما يدفع الطّلاب إلى الابتعاد منها وعدِّها مواد ثانويّة تهدف فقط لتحصيل الدّرجات. هذا التّصوّر يؤثّر بشكل كبير على اختيارات الطّلاب للتّخصّصات الجامعيّة. بالإضافة إلى ذلك، تعاني العلوم الإنسانيّة من تصوّر أنّها مواد وصفيّة، وأنّ من يدرسها هم من لا يجدون تخصّصات أخرى تناسب قدراتهم. كما تُسهم أنظمة تقييم الدّرجات ونقص التّخطيط المنهجي في تعزيز هذا التّصور.

تتنوّع طرق تعليم العلوم الإنسانيّة، إذ يعتمد العديد من الأساتذة على أساليب تقليديّة. ومع ذلك، هناك تطوّر ملحوظ في استخدام طرق تعليميّة حديثة وتقنيّات تكنولوجيّة، ما يجعل المادّة أكثر تفاعليّة. تحسين الوضع يتطلّب من المعلمين اكتساب مهارات إضافيّة والمشاركة في ورش عمل، وربط العلوم الإنسانيّة بالحياة اليوميّة للمتعلّمين. لتحقيق تقدم ملموس في هذا المجال يتطلّب وقتًا وتعاونًا بين المؤسّسات التّربويّة والمجتمع.

الكلمات المفاتيح: التّفكير النّقدي والتّحليلي- النّظرة السّلبيّة- الوعي الثّقافي- التّقدّم الفكري – التّحدّيات المجتمعيّة.

Abstract

Sciences are defined as integrated systems of knowledge that focus on the study of the world and the tangible phenomena that occur within it. The humanities are an essential part of this system, as they are concerned with describing, studying, analyzing, and documenting the human experience in its various aspects.

These sciences play a significant role in shaping the personalities of individuals and societies by enhancing critical and analytical thinking skills. This enables individuals to understand human nature and interpret human behavior across time. Additionally, they contribute to the development of argumentation and reasoning skills, foster dialogue and mutual understanding, and promote positive values and behaviors within society.

Despite the importance of the humanities, they are witnessing a noticeable decline in many communities. This decline is attributed to the negative perception of these disciplines, which leads students to avoid them and consider them secondary subjects aimed merely at obtaining grades. This perception significantly affects students’ choices of academic majors. Furthermore, the humanities suffer from the misconception that they are purely descriptive subjects, and that those who study them do so only because they could not find other specializations that match their abilities. Grading systems and the lack of systematic planning also contribute to reinforcing this perception.

Methods of teaching the humanities vary, with many educators still relying on traditional approaches. However, there has been a noticeable development in the use of modern teaching methods and technological tools, making the subject matter more interactive. Improving the situation requires educators to acquire additional skills, participate in workshops, and link the humanities to learners’ everyday lives.

Achieving tangible progress in this field requires time and cooperation between educational institutions and society.

Keywords: Critical and analytical thinking Negative view Cultural awareness Intellectual progress Societal challenges

المقدّمة:

تُعدّ العلوم الإنسانيّة علومًا حديثة النّشأة، ارتبط ظهورها بسياق التّطوّرات العلميّة في القرن 19 ميلادي، إذ كانت أنذاك علومًا تجريديّة، وهذا ما أسهم في تأخير تصنيفها ضمن المنظومة المعرفيّة العلميّة،  وقد أصبح الإنسان بحاجة للعلوم الإنسانيّة لتجاوز المشكلات المتعدّدة، وفهم الطّبيعة الإنسانيّة وتفسير السّلوكيّات والعلاقات وانعكاساتها، وتعزيز الوعي الثّقافي عند الإنسان، وهذا لا يتحقّق للإنسان سوى من العلوم الإنسانيّة.

مشكلة البحث: تتمثّل مشكلة البحث في تهميش العلوم الإنسانيّة، وافتقار المجتمع لأهمّيّتها ودورها في تطوير المجتمع وبناء الإنسان.

أهمّيّة البحث: تكمن أهمّيّة البحث في تحديد الخطوات، والإجراءات التي تساعد في تطوير العلوم الإنسانيّة ودورها في بناء الإنسان والمجتمع.

فرضيّة البحث: يعتمد هذا البحث على الفرضيّة الآتية:

إمكانيّة تدارك مشكلة تهميش العلوم الإنسانيّة من خلال إظهار أهمّيّتها في حياة الإنسان،  وتضافر الجهود لتطوير هذه العلوم والتي تؤدّي بدورها إلى تطوير الفكر الإنساني والتّغيّر المجتمعي.

منهجيّة البحث: يعتمد البحث على استخدام المنهج الوصفي، وهو يعتمد على تجميع الحقائق والمعلومات ثمّ مقارنتها وتحليلها وتفسيرها للوصول إلى تعميم المستخلص منها (الأمين، 2005، ص. 38).

وسيُعتمَد هذا المنهج في البحث والتّحقّق في الفرضيّات في مساهمة العلوم الإنسانيّة في التّقدّم الفكري الإنساني وبناء الإنسان وتطوير المجتمع.

مفهوم العلوم: يُمكن تعريف العلوم على أنّها أنظمة معرفيّة متكاملة تَدْرُس العالم، وما يحدث فيه من ظواهر محسوسة، فتكون المعرفة النّاتجة من هذه الدّراسات منهجيّة وغير منحازة إلى أيّ اتّجاه أو نمط فكري (غولدمان، 1996، ص. 59).

تعريف العلوم الإنسانيّة: يُطلق مصطلح العلوم الإنسانيّة على العلوم التي تتّخذ من الإنسان موضوعًا للدّراسة العلميّة، وتُعرّف العلوم الإنسانيّة على أنّها تلك العلوم التي تُعنى بوصف دراسة وتحليل، وتوثيق التّجربة الإنسانيّة من جوانبها جميعها في مختلف العصور، والعلاقة بين الأفراد وأساليب التّواصل والتّعبير(أحمد، 2005، ص. 2019)، وتعدُّنا نافذة تواصل بين الماضي والحاضر، فتدرس التّاريخ الإنساني في الماضي والعلاقة القائمة بين الإنسان والبيئة، وبين ما يعيشه الإنسان المعاصر في بيئته الحديثة.

ترتكز العلوم الإنسانيّة على تجربة الإنسان وما يرتبط بمعرفته وثقافته المكتسبة من البيئة المحيطة به، وتهتم بالتّفكير النّاقد والتّحليل للظّواهر المرتبطة بالسّلوك الإنساني.

أهمّيّة العلوم الإنسانيّة  في بناء الإنسان والمجتمع: تؤدي العلوم الإنسانيّة دورًا كبيرًا في بناء شخصيّة الإنسان والمجتمع وتطويرهما، ويمكن تحديد أهمّيّتها من خلال ما يلي:

  • إكساب مهارات التّفكير النّقدي والتّحليلي والذي يُسهم في اكتساب المرونة، والتّكييف على الصّعيد المهني (إمام، 1977، ص. 159).
  • إيجاد حلول للمشكلات التي تدور في ذات الإنسان، ففي ظلّ وجود العديد من فروع علوم الإنسان، يجد الإنسان المتخصّص نفسه قادرًا على الإنخراط في عمق التّفكير الإنساني، وهذا يساعد على إيجاد حلول جذريّة لمشكلات الإنسان، وقد عبّر 59% من التّلامذة بالعيّنة أنّ العلوم الإنسانيّة تساعدهم على إيجاد حلول للعديد من المشكلات.
  • تجعل الإنسان قادرًا على فهم الطّبيعة الإنسانيّة لفئة محدّدة من النّاس من خلال محيطها وموروثها الدّيني والثّقافي، والإجتماعي عن طريق البحث في تاريخ الشعوب وإعطاء لمحة عن بعض المعتقدات الخاصّة بها(الخولي، 2002، ص. 45).
  • تؤدي دورًا في تحليل الظّروف التي يمرّ بها المجتمع.
  • تساعد على بناء وتطوير قاعدة علميّة، تعليميّة وبحثيّة في مجالات العلوم الإنسانيّة المعاصرة، ما يُسهم في ترسيخ فكرة التّداخل بين مختلف المعارف والعلوم.
  • تفسير السّلوك الإنساني والعلاقات مع المحيط والبيئة التي يعيش فيها الإنسان.
  • سعة أفق التّجربة الذّاتيّة: فالعلوم الإنسانيّة مليئة بمجالات الإبداع، فاللّغة تختزل في مفرداتها وتركيبها من معاني البلاغة، والشّعر، والإيجاز، حتى في علوم التّاريخ، والمنطق، والنّقد، تتفتّح آفاق معرفيّة علميّة، وذاتيّة ملهمة (قنصوة، 1980، ص. 170).
  • استخلاص العِبر من التّجارب الإنسانيّة السّابقة، والقدرة على تصحيح المسار نتيجة هذه التّجارب.
  • تنمية القيم الإنسانيّة إذ تُسهم في تعزيز القيم الإنسانيّة، وبالتّالي بناء شخصيّة متوازنة لديها القدرة على التّفاعل بشكل ايجابي مع المجتمع.
  • تحسين مهارات التّواصل الشّفهي والكتابي من خلال دراسات اللغات والآداب.
  • تعزّز الوعي الإجتماعي والسّياسي، ما يساعد على التّفكير في الخلول الممكنة للتّحدّيات المجتمعيّة.

مشكلات تواجهها العلوم الإنسانيّة: أظهرت الدّراسة الميدانيّة وجود عدّة مشكلات تعانيها العلوم الإنسانيّة، منذ مرحلة ما قبل الجامعة وبالتّالي تنعكس على اختيار الاختصاص في المرحلة الجامعيّة، ومن أبرز هذه المشكلات:

  • قلّة الاهتمام بالعلوم الإنسانيّة بدءًا من المراحل الدّراسيّة الأولى في التّعليم الأكاديمي. إذ يُعطى الاهتمام لمواد العلوم الطّبيعيّة والرّياضيّات، وتهمَّش مواد العلوم الإنسانيّة، فقد أظهرت الدّراسة الميدانيّة أنّ 74% من تلامذة المرحلة المتوسّطة والمرحلة الثّانويّة يفضّلون المواد العلميّة والرّياضيّات في حين عبّر 26% يفضّلون العلوم الإنسانيّة.
  • النّظرة السّلبيّة السّائدة في المجتمع تجاه العلوم الإنسانيّة على أنّها أقل فائدة ،وقيمة بالمقارنة مع العلوم الطّبيعيّة والرّياضيّات، وبالتّالي يجعل ذلك الأهل والتّلامذة يتوجّهون نحو العلوم الطّبيعيّة والرّياضيّات، وقد بيّنت الدّراسة الميدانيّة بالعيّنة أنّ 89% من الأهالي يُفضّلون توجّه أبنائهم لاختصاصات العلوم الطّبيعيّة والرّياضيّات.
  • نظرة غالبيّة المؤسّسات التّربويّة لمعيار التّفوّق والذّكاء يعتمد على مواد العلوم الطّبيعيّة والرّياضيّات، من دون الالتفات إلى أنّ هناك أنواعًا من الذّكاءات، ويطال البعض منها العلوم الإنسانيّة، ولا ينحصر الذّكاء بالعلوم الطّبيعيّة والرّياضيات، فالعلوم الإنسانيّة معاييرها مجرّدة وبعضها معقّد يحتاج إلى الدّقة والثّقافة والوعي، ومن يستطيع التّعامل معها يمتلك نوعًا من أنواع الذّكاءات اللغوي، والذّكاء التّفاعلي أو الاجتماعي، والذّكاء الشّخصي أو الفردي
  • التّحدّيات الثّقافيّة في المجتمع، ينظر البعض إلى العلوم الإنسانيّة كالفلسفة والعلوم الإجتماعيّة أنّها تتعارض مع القيم التّقليديّة، وفي ذلك تفصيل وعدم الدّقّة. وستُذكر ضمن الخطوات التي يمكن جذب التّلامذة وتطوير العلوم الإنسانيّة.
  • ضعف التّطبيق العملي ضمن مواد العلوم الإنسانيّة، وقد بيّنت الدّراسة الميدانيّة بالعيّنة أن 63.2% من أساتذة العلوم الإنسانيّة يعانون من هذه المشكلة، وبالتّالي يُسبّب ذلك الملل عند المتعلّم، وقد عدَّ 63% من التّلامذة بالعيّنة أن المواد الإنسانيّة مملّة على الرّغم من تضمّن بعضها أعمالًا تطبيقيّة، إلّا أنّها غير كافية لكسر الجمود. وقد يكون جزء من السّبب بحسب الدّراسة الميدانيّة يعود إلى اعتماد الطّرائق التّعليميّة التّعلّميّة التّقليديّة، إذ عبّر 61% من التّلامذة بالعيّنة أن أساتذة المواد الإنسانيّة يعتمدون على الطّرائق التّقليديّة، في حين أنّ 89.5% من الأساتذة يعتمدون على الطّرائق الحديثة والقديمة معًا.
  • نقص الوعي والتّقدير عند التّلامذة والمجتمع بأهمّيّة العلوم الإنسانيّة، وقد بيّنت الدّراسة الميدانيّة بالعيّنة أنّ 89.5% من الأساتذة ومن خلال مواكبتهم للتّلامذة يعانون من هذه المشكلة، ما يؤدّي إلى تقليل قيمتها بالمقارنة مع العلوم الطّبيعيّة والتّطبيقيّة، وعدَّ 40% من الأهالي والتّلامذة بحسب الدّراسة الميدانيّة بالعيّنة أن العلوم الإنسانيّة لا تؤمّن فرص عمل في المستقبل.

تُسهم هذه التّحدّيات والمعوّقات في تراجع الاهتمام بالعلوم الإنسانيّة، وتقدير قيمتها ودورها في بناء الإنسان والمجتمع والتي تؤثّر سلبًا على فهم المتعلّمين للثّقافة، والتّاريخ واللّغة وغيرها من العلوم الإنسانيّة والتي تُعدُّ أساس في تكوين شخصيّة متكاملة ومتوزانة.

طرائق تدريس العلوم الإنسانيّة:

تعريف الطّريقة التّعليميّة التّعلّميّة: الطّريقة في التّعليم والتّعلّم هي وحدة متكاملة من الإجراءات والخطوات والوسائل والتّقنيّات المختارة من المعلّم والّتي تُنظّم وتوجّه، في النّشاط التّعليمي والتّعلّمي، العلاقات والتّفاعلات والأدوار فيما بين أقطاب المثلّث التّعليمي، من أجل تحقيق أهداف تعلّميّة مقصودة ومحدّدة (هاشم، 2020، ص. 270).

إنّ تنوّع الطّرائق التّعليميّة التّعلّميّة التي يعتمدها المعلّم لتحقيق الأهداف التّربويّة، ويمكن من خلال مواكبة سلسلة الطّرائق التّعليميّة التّعلّميّة التي يستفيد منها الأساتذة في المجالات الأكاديميّة والمهنيّة على حدٍ سواء.

طرائق التّدريس المعتمدة في العلوم الإنسانيّة: تتنوّع الطّرائق التّعليميّة التّعلّميّة المُعتمدة في تدريس العلوم الإنسانيّة بما يتناسب مع طبيعة المادّة. سابقًا كان يغلب عليها الطّابع التّلقيني، والذي يُعدُّ من الطّرائق التّقليديّة والتي تعتمد على المعلّم كمحور أساسي في العمليّة التّعليميّة التّعلّميّة، وتُعدُّ طريقة المناقشة والحوار والعرض الواضح للمعلومات من الطّرائق النّاشطة، وتُشجّع هذه الطّرائق المتعلّمين على التّفكير والتّعبير عن آرائهم وطرح الأسئلة المتنوّعة، إضافة إلى العصف الذّهني الذي يستخدم لتحفيز الإبداع وتوليد الأفكار من خلال التّشجيع على المشاركة الفعّالة.

وقد بيّنت الدّراسة الميدانيّة بالعيّنة اعتماد 89.5% من أساتذة العلوم الإنسانيّة على الطّرائق الحديثة القائمة على إعطاء المتعلّم حيّزًا كبيرًا في العمليّة التّعليميّة التّعلّميّة إلى جانب بعض الطّرائق التّقليديّة.

وقد بيّنت الدّراسة الميدانيّة بالعيّنة، إلى جانب المشكلات المذكورة، هناك مشكلة عدَّها الأساتذة أساسيّة وهي تدنّي عدد الحصص الإسبوعيّة المخصّصة لبعض مواد العلوم الإنسانيّة، كمواد الاجتماعيّات والفلسفة والتربية الدّينيّة في مرحلة ما قبل الجامعة. وهذا يُسهم في عدِّ هذه المواد ثانويّة وليست أساسيّة، بالتّالي يحدّ من إعطائها الأولويّة في الدّراسة والاهتمام.

خطوات لتطوير العلوم الإنسانيّة ورفع شأنها: تُسهم العلوم الإنسانيّة في بناء المشهد الثّقافي لخدمة الإنسان والمجتمع، فتنمية أي مجتمع وتطوّره يعتمد على تطوّر العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة. من هنا تظهر أهمّيّة السّعي لتطوير هذا العلم ورفع شأنه، وتضافر جهود جهات متعدّدة للنّهوض به، ومن أبرزها:

  • دور المجتمع:
  • تقوم الخطوة الأساسيّة على دحض المعايير القائمة على عدِّ العلوم الطّبيعيّة والرّياضيّات أفضل وأعلى مستوى من العلوم الإنسانيّة.
  • رفض الفكرة الرّائجة في المجتمع بأنّ الطالب الضّعيف، أو غير القادر على استكمال الدّراسة في المجال العلمي يتّجه نحو اختصاصات العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة.
  • توّجه المتعلّمين نحو الاختصاصات التي تناسبهم وتتناسب مع قدراتهم، ويبدأ ذلك من مرحلة ما قبل الجامعة، من خلال عدم بناء حواجز وهميّة بين المتعلّم والعلوم الإنسانيّة.
  • تنظيم ورش عمل وندوات تطال المعلّمين والأهالي والمعنييّن لتعزيز الوعي عندهم لأهمّيّة العلوم الإنسانيّة وتأثيرها على الفرد والمجتمع.
  • دور المؤسّسات التّربويّة: تؤدي المؤسّسات التّربويّة دورًا فاعلًا في تطوير العلوم الإنسانيّة، وبخاصّة أنّ رؤية هذه المؤسّسات تقوم على بناء جيل واعٍ ومثقّف وغيرها من الأمور القيميّة، ورؤيتها قائمة على العلوم الإنسانيّة ومبادئها. ومن أبرز أدوارها:
  • تطوير المناهج الدّراسيّة من خلال اعتماد أحدث النّظريّات في العلوم الإنسانيّة.
  • تدريب المعلّمين على كيفك تقديم المحتوى بطريقة تفاعليّة.
  • إدماج التّقنيّات التّكنولوجيّة في تعليم العلوم الإنسانيّة لما في ذلك من أهمّيّة في تبسيط الأفكار وتشجيع المتعلّمين لاستخدامهم أدوات تعليميّة تفاعليّة.
  • تنظيم أنشطة ورحلات تتناسب مع محتوى ومضمون مواد العلوم الإنسانيّة.
  • تعديل تثقيل العلامات للمواد الدّراسة بما يتناسب مع رفع شأن العلوم الإنسانيّة لإعطاء دافع للمتعلّمين بالإهتمام بتلك العلوم، واكتشاف مدى تأثيرها وأهمّيّتها في حياة الفرد والمجتمع وانعكاساتها على مستقبل حياته.

دور المعلّم: يتعدّى دور المعلّم، نقل المعرفة للمتعلّمين إلى بناء شخصيّته، ويمكن ايجاز دوره بعدّة أمور، أبرزها:

  • اعتماد طرائق تعليميّة تعلّميّة حديثة ومتنوّعة، مثل العمل التّعاوني، التّعلّم بالمشروع، التّقصّي والاكتشاف، تأدية الأدوار، ورش العمل وغيرها من الطّرائق الفاعلة، وذلك لعدّة أسباب منها: جذب المتعلّمين، وهذا بدوره يُسهم في تفاعلهم مع المادّة ورغبتهم في اكتساب معارفها، ويتحقّق الهدف منها.
  • ربط الأهداف التّعلّميّة بالواقع، مما يشجّع التّلامذة ويزيد من اهتمامهم.
  • استخدام التّكنولوجيا في التّعليم من خلال مجموعة برامج هادفة، كالعروض التّقديميّة التّفاعليّة، الخرائط التّفاعليّة، ألعاب تعليميّة تفاعليّة، وغيرها من البرامج.
  • تخصيص حيّز كبير من العمليّة التّعليميّة التّعلّميّة للمتعلّم واشراكه في العمليّة.
  • ربط الأهداف بالقيم الإنسانيّة.
  • تنظيم أنشطة تعليميّة متعلّقة بمواد العلوم الإنسانيّة.
  • الخلاصة: تُعنى العلوم الإنسانيّة بدراسة الإنسان وتجربته في مختلف أبعاده الفكريّة والاجتماعيّة والثقافيّة، وتركّز على فهم السّلوك الإنساني وتنمية التّفكير النّقدي والتّحليل الواعي للظّواهر. تُسهم هذه العلوم في بناء الإنسان المتوازن الواعي، وتعزيز القيم الإنسانيّة، والارتقاء بالوعي الاجتماعي والسّياسي، كما تطوّر مهارات التّواصل والإبداع.

مع ذلك، تواجه العلوم الإنسانيّة تحدّيات عدّة، منها ضعف الاهتمام بها في المناهج الدّراسيّة، والنّظرة المجتمعيّة التي تقلّل من قيمتها مقارنة بالعلوم الطّبيعيّة، إضافة إلى قلّة الأنشطة التّطبيقيّة واعتماد الأساليب التّقليديّة في تدريسها.

وللنّهوض بهذا المجال، يُوصى بتعزيز الوعي بأهمّيّته عبر الأسرة والمدرسة والمجتمع، وتطوير المناهج بما يواكب العصر، وتدريب المعلّمين على طرائق تعليم تفاعليّة توظّف التّكنولوجيا وتربط المعرفة بالواقع، مما يجعل العلوم الإنسانيّة ركيزة أساسيّة لبناء مجتمع مثقّف وإنسان قادر على فهم ذاته ومحيطه.

 

المصادر والمراجع

1- غولدمان، ل. (1996). العلوم الإنسانية والفلسفة (ترجمة يوسف الأنطكي). بيروت: المجلس الأعلى للثّقافة.

2-أحمد، م. س. (2005). فلسفة الحياة (دلتاى نموذجًا). القاهرة، مصر: الدّار المصريّة السّعوديّة.

3-إمام، ع. ف. إ. (1977). مدخل إلى الفلسفة. القاهرة، مصر: دار الثّقافة للطّباعة والنّشر.

4-الخولي، ي. ط. (2002). مشكلة العلوم الإنسانيّة: تقنّيتها وإمكانية حّلها. القاهرة، مصر: دار الثّقافة للنّشر والتّوزيع.

5-قنصوة، ص. (1980). الموضوعية في العلوم الإنسانية. القاهرة، مصر: دار الثقافة للطباعة والنشر.

6-عواضة، ه. (2020). بناء المناهج التّعليميّة وتقويمها. مركز التّأليف والنّشر.

7-الأمين، م. (2005). منهجية البحث في العلوم الإنسانية (طبعة أولى). بيروت، لبنان: دار الفكر اللبناني.

 

[1] – دكتوراه في الجغرافيا – الجامعة اللبنانيّة- منسّقة وحدة الاجتماعيّات في ثانويّة المهدي“عج” شاهد- مدرّبة في المجال التّربوي.

Doctorate in Geography – Lebanese University Coordinator of the Social Studies at Al-Mahdi Shahid High School -Educational trainer. Email: dr.imanhussein5@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website