foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

مبادئ نظریة التّعامل والتّفاعل بین القرآن والعلم المعاصر، ترکیزًا علی فرضیة التطور البیولوجي

0

مبادئ نظریة التّعامل والتّفاعل بین القرآن والعلم المعاصر، ترکیزًا علی فرضیة التطور البیولوجي

الدکتور مهدي کنجور)[1](/ الدکتور علي بنائیان أصفهاني)[2](

تندرج قضية التّعامل والتّفاعل بین القرآن والعلم تحت موضوع« العلاقة بین العلم والدین»، الذي یُعَدُّ من القضایا المهمِّة في مجال الدراسات الدّينيّة وعلم الکلام الحدیث.

التقدُّم المتزاید للعلم البشري، بصرف النّظر عن مکتسباته النافعة، قد أوقع شبهات وتحدّیات حديثة في مجال العقائد والمعارف الدّينيّة، تجاه الإنسان المتدین المعاصر.

تُعَدُّ مسألة «خلق الإنسان»، من القضایا المثیرة للجدل بين العلم والدّين، مع نشوء تشارلز داروین(1809م)، وتُعَدُّ فرضیته المسمّاة بـالتطور البیولوجي، موضوعًا للدراسة النّقدية بین العلماء والباحثین.

نظرًا إلی أهمية هذا الموضوع، یتعرض هذا المقال لتسلیط الضوء علی مبادئ التّفاعل بین القرآن والعلم المعاصر، بمنهج وصفي تحلیلي، بالترکیز علی فرضية التّطور. من  هذه المبادئ المهمّة: کشف مایقصده المتکلم من التّنویهات العلميّة في القرآن الکریم؛ توقع البشر المعقول من الدین(القرآن)؛الاحتیاط في الاعتماد علی المعلومات العلميّة التجريبيّة؛ الالتزام بضوابط التفسیر والتأویل في رفع التعارض المحتمل بین العلم والدین.

يقوم إمکانية الفهم وحلّ المشکلات البحثیّة علی نوعیة مواجهة القرآن مع العلم المعاصر، الدّراسة التّحليليّة غیر المنحازة لفرضیة التطور والفهم المطابق للواقع من تفاعل القرآن مع المدرسة الدّاروينيّة.

الکلمات الأساسیة: القرآن، العلم، التطور البیولوجي،التّفاعل، داروین

“Explaining the basics of the hypothesis” Interaction of the Qur’an with the Science today

“With an emphasis on the bio-evolution hypothesis”

  Mahdi Ganjvar)[3](

  Ali Banaeian Esfahani)[4](

Abstract

The issue of interaction of the Qur’an with the science today is a subset of the general topic of “the relation of science and religion”, which is one of the important issues of Religion Studies and New Theology.

However, the increasing progress of human knowledge, regardless of its beneficial results and achievements for mankind, has created new doubts and challenges in the field of religious beliefs and teachings for a modern religious man.

Meanwhile, the issue of “human creation” with the advent of Charles Darwin (1809AD) and his “biological evolution” hypothesis has been raised as one of the challenging issues of science and religion.

Both in the scientific and religious societies of the West and in the Islamic world, has been the subject of research and critique and opinion of scholars.

Considering the importance of this discussion, the present paper, by descriptive-analytical method, has explained the basics of interaction of the Quran with the science today, emphasizing the evolution hypothesis.

The most important of these basics are: the discovery of the purpose of the speaker from the scientific references of the Quran; the rational expectation of mankind from religion (Qur’an); the caution in relying on scientific-experimental data; and the criteria of interpretation and interpretation in resolving the possible contradiction of science and religion

Keywords: Quran; science; interactionism; biological evolution; Darwin

  1. إشکالیة البحث

لقد تمتّع الإنسان طوال التاریخ بمصدرین لمعرفته کحجتین لتحصیل العلوم، أحدهما مصدر الوحي الإلهي والحجة الظاهريّة، إذ أودع الله في قلب الإنسان معرفة الحقائق الجليّة والخفيّة، وثانیهما العقل کحجة باطنيّة یستمدّ منها للتدبّر في الظواهر الطبیعیة والاجتهاد الفکري والتجریبي لاکتساب العلم والمعرفة.

کما یعلم العارفون علی العلوم العقليّة والفلسفيّة، لاتکفي مکتسبات هذا المصدر المعرفي للإجابة علی مایحتاج إليه الإنسان وما یتوقعه ولا تطیق تلبیة سعادة الإنسان الحقيقيّة.

فمن ثَمَّ،لا بُدَّ من الاستعانة بالوحي والتّعالیم السّماوية. من ناحیة أخری،العارفون علی الفکر الإسلامي  یذعنون أنّ الوحي القرآني لایستعیض بالعقل والعلم، بل یکمّله ویؤیده، ومن ناحیة أخری، لاینافس العقل والعلم الوحي في الثقافة الإسلاميّة، بل ذکرت النّصوص الدّينيّة أهميتهما ذکر إجلال وتعظیم.

تعدُّ الصلة بین هذین المصدرین، أيّ العلم والوحي وإیضاح الصلة بین المعرفة الدّینيّة والتجريبيّة التي یعبّر عنها باحثو العلوم الدّینيّة في الأوساط الفکريّة بـ«علاقة العلم مع الدین» من هواجس المفکرین المهمّة في کلا الإطارین المعرفيين. في هذا النطاق، تتبیّنُ ضرورة فهم الصلة بین القرآن – بوصفه أکمل وأوثق مصدر للوحي الألهي- والعلوم المعاصرة. نظرًا إلی أهمّية هذا الموضوع وضرورته، یتعرض هذا المقال لإیضاح التّفاعل بین القرآن والعلم المعاصر، استنادًا إلی فرضیّة التطور لداروین. لکن، نظرًا إلی أنَّه یقوم فهم هذه المشکلة وحلّها علی معرفة أنواع العلاقات ومواجهة التعالیم القرآنيّة مع العلم المعاصر، والدراسة التّحليليّة غیر المنحازة لفرضیة التّطور والمحاولة للفهم الصحیح والحقیقي لکیفية التّفاعل بین القرآن وفرضیّة التطور. فمن ثمَّ، تتبیَّنُ ضرورة طرح هذه المباحث في هذا المقال.

  1. فرضيّة التّطور لداروین وصلتها بالآیات القرآنيّة

کیفیة خلق الإنسان علی هذه الأرض وبدء الحیاة ، قدکانت ولاتزال تکون من أشد هواجس البشر إثارة للأسئلة وقد شغلت عقول المفکرین للعثور علی الإجابة الصحیحة المقنعة.

تجیب الکثير من آیات القرآن الکریم علی هذا السؤال القدیم، وربما تبرز معاني هذه الآیات وعجائبها للبشر، بعد قرون عدیدة؛ کمایعتقد بعض المحققین: «هناك حقائق خفية في الآیات القرآنيّة المعنية بخلق الإنسان، لم یدرك  العلماء معانیها إلّا بمضيّ ألف سنة  بعد نزول الوحي القرآني»([1]). في العصر الحدیث، مع التطور المذهل للعلوم الطبیعیة التّجريبيّة سیّما العلوم البیولوجیة ونشوء فرضیة «التطور الآلي» التي طرحها لامارك (1744-1829م) وفرضیّة «تطور الأنواع» لتشارلز داروین (1809-1882م)، ازدهرت هذه المناقشات وازدادت تحدّیاتها، وقد تعرض علماء الدین وباحثو العلوم التجريبيّة لنقد آراء منافسیهم کل منهم باتخاذ مواقف عنیفة متطرفة حیال الآخر([2]). إذ یذکر أحد المفکرین:«قضیّة الخلق والتّطور من أکثر المناقشات في هذا الإطار جدلًا (علاقة  العلم بالدین)»([3])، فمن ثمَّ، لقد واجه ولایزال یواجه أکثر علماء الأحیاء هذا الیوم الموقف الدّیني؛ إذ أنَّ  نظریة التطور في آراء الکثیر منهم یعني أن لیس للعالم إله([4]). الخلافات النّظريّة حول کیفية خلق الإنسان لیست حکرًا علی نظریة التّطور والاختیار الطبیعي لداروین. بناء علی ماجاء في کتب تاریخ العلم والفلسفة، کانت للفلاسفة القدماء أیضًا نظریات في هذا المجال. مما اشتهر في هذا المجال، أنَّ آناکسیمندر([5]) في القرن السادس قبل المیلاد طرح نظریة خلق الإنسان من نوع آخر من الحیوانات([6]).

لدراسة علاقة القرآن مع فرضیة التطور کأحد من مصادیق العلم المعاصر وملامحه البیّنة، ینبغي أن نشیر إلی المبادئ العلمية، وأصولها باختصار ثم نتعرض لإیضاح نوعیة الارتباط بین المنظور القرآني وفرضیّة داروین.

2-1. الدّراسة التّحليليّة لفرضیة التطور وأصولها العلميّة

بناء علی نظریة تطور الأنواع، قد تطور أنواع النباتات والحیوانات جمیعها في مدة طویلة من صورها الحیاتیّة البسیطة. کان داروین یعتقد أنّ جمیع أنواع النبات والحیوانات یرجع إلی أربعة أو خمسة أنواع بسیطة أولی، ولم یذکر الإنسان کأحد هذه الأنواع في کتاب ألّفه العام 1859 تحت عنوان «مصدر الأنواع»([7]) ، لکنّه بعد مدة من الزّمن في العام 1871 طبّق فرضیّة التّطور علی النوع الإنساني في کتابه «أصل الإنسان»([8]) وأعلن أنّ للإنسان و القردة أصل واحد. فرضیة التّطور لداروین التي اشتهرت تحت نظریة «الاختیار الطبیعي»([9]) تقوم علی أرکان أو مفاهیم ثلاثة:

أ. التّغیّر و التّطور بالصّدفة([10]): التطور یقع بالصّدفة في نوع وتنتقل الصفات المکتسبة إلی الأجیال القادمة.   

ب. صراع البقاء([11]): کل کائن حيّ للحفاظ علی بقاءه وتجنّبًا عن الانقراض الناشیء عن میله إلی التکاثر یتورّط في صراع محتدم غیر متناه.

ج. بقاء النوع الأصلح أو الاختیار الطبیعي([12])

للکائنات المتطورة، إمکانیّة أکثر للبقاء مقارنة مع سائر الأنواع المتطورة، لأجل تطوراتها النّافعة وتواؤمه مع البیئة. یقول داروین:« أنا سمّیت أصول الحفاظ علی التطورات النافعة وبقاء الأصلح الاختیار الطبیعي»([13])

واجهت الدّاروينيّة بعد مضي حقبة من ازدهارها المواقف النّقديّة لعلماء الأحیاء، وبما أنّها اتبعت تداعیات عقائديّة وکلاميّة، وجه إلیها أصحاب الکنیسة ورجال الدین آراءً نقدية ومواقف إیدولوجیّة. مع ذلك، یجب الانتباه إلی هذه النقطة أنّ داروین کان یحذر نتائجها وکما یقول إیان باربور: «کان محتاطًا في مواقفه النّقديّة حیال الدین»([14]). من وجهة نظر داروین، لاتتناقض فرضیّة  التّطور مع وجود الله تعالی؛ لم یکن من منکري وجود الله تعالی کما یقول أحدُ الباحثین: «کان ملتزمًا بجمیع الوظائف الدّینيّة طبقًا لمذهب أرثذوکس حتی نهایة حیاته»([15]). بصرف النّظر عن المناقشات العلميّة والمذهبيّة، والمواقف النّقديّة البیولوجیة والکلامیة التي قد وجّهت إلی فرضية التطور، ینبغي طرح هذا السؤال: هل تُناقض فرضیّة داروین نظرية خلق الله سبحانه وتعالی في الآیات القرآنيّة؟

کیف یمکن مواجهة التّعالیم القرآنيّة فرضیة التّطور کإحدی الفرضیات العلميّة؟ الإجابة علی هذا السؤال المهم، تعود إلی نوعیة مواجهة القرآن العلم المعاصر والکشف عن مبادئ العلاقة بین القرآن والنّظریات العلميّة الحدیثة، سنتعرض للرد علی هذا السؤال، بعد توضیح مجمل حول العلاقة بین القرآن وفرضیّة التطور.

2-2. العلاقة بین فرضیة التطور والقرآن الکریم

لا ینوي مؤلفا هذا المقال إثبات فرضیة التّطور أو إبطالها أو تطبیق أحد الآراء الموافقة أم المعارضة لها، بل نعتقد بأنّ مکانة القرآن الکریم أرفع وأجلّ من أن یکون بصدد التنظیر الإیجابي أو السّلبي لأي مسألة علميّة تجريبية؛ إذ إنّ القرآن الکریم هو کتاب الهداية وتربية الإنسان، لم ینزل لأجل التّنظیر العلمي التّجريبي؛ مع ذلك، الذي لایمکن نکرانه أنّ هذا الکتاب السّماوي  لم یحرم الإنسان من العجائب والتنویهات العلميّة حسب الضرورة و في سبیل هدایة البشر. بعبارة أخری: «… الآیات العلميّة في القرآن هي آیات التوحید وعظمة ربّ العالمين جلَّ جلاله، وتدلُّ علی قدرة منزّله ومهبطه والذي أتی به ولاتدلّ علی أنّها نزلت لأجل إیضاح المسائل العلمية.»([16]). بالنسبة إلى العلاقة بین فرضیّة التّطور والآیات القرآنيّة، یجب أن نقول: تطرح النّظریات العلميّة – التجريبيّة في الأوساط التّعلميّة والبحثیّة المعاصرة، کنظریات غیر قابلة للإلغاء([17])، إذ «تقبل هذه الفرضیات العلميّة کأساطیر مفیدة، ولاتخرج من نطاق العلوم التجريبيّة حتی نشوء فرضیة علميّة بدیلة أفضل منها، لذلك، وإن لم تثبت هذه الفرضیّة ولم تقبل کنظریة نهائیّة، لکنها تعدُّ نظریة مقبولة عند غالبية المجتمع العلمي(العلوم التجريبيّة)، وهناك نظریة منافسة لها،بما أنَّ ثبات الأنواع یُعَدُّ احتمالًا قویًّا.»([18])

ومن ناحیة أخری، بالتّفکیر في الآیات القرآنيّة التي تشیر إلی  منشأ خلق الإنسان، نستطیع أن نستنتج، نجد في الآیات القرآنيّة  إشارات إلی الفرضیتین کلتیهما(فرضیة التطور وفرضیة ثبات الأنواع)([19])، لا نجد علی وجه التحدید آیة قرآنیة تدلّ علی إحدی الفرضیتین دلالة صریحة أم دلالة ظاهرة قویة، لذلك ، لاینسب کل من هاتین النّظریتین إلی القرآن الکریم نسبة قطعیّة([20]).

مع ذلك، أن تقسم جمیع الآیات المعنیّة  بخلق الإنسان إلی أربعة أقسام، ییسَّر لنا إبداء الرأي حول العلاقة بین القرآن وفرضیّة التّطور بشکل أدقَّ و أعمق.

  1. الآیات التي تشیر إلی خلق الإنسان من التّراب والطین ومایشابهها، آیات نحو: [آل عمران: 59؛ الأنعام: 2؛ غافر: 67؛ حجر: 26؛ هود:61]
  2. الآیات التي تشیر إلی أنَّ الإنسان خلق من ماء،آیات نحو:[ فرقان:54؛ انبیاء:30؛ نور:45؛ مرسلات:20؛ سجده: 8]
  3. الآیات التي تشیر إلی أنَّ الإنسان خلق من نطفة، آیات نحو:[نحل: 4؛ یس: 77؛ دهر: 2؛ عبس: 19؛ قیامت: 3؛ نجم: 46]
  4. الآیات التي تشیر إلی أنَّ الناس خلقوا من ذریة آدم وحوّاء علیهما السلام، أصلهم نفس واحدة، آیات نحو: [الأعراف: 189؛ الزُّمر: 6؛ النساء: 1؛ الأنعام: 98].

من الواضح أنّ هذه الأقسام الأربعة من الآیات المعنیة بخلق الإنسان، القسم الأول منها یمکن أن یکون متعارضا مع فرضیّة التطور، وإن کان تعارضًا ظاهریًّا؛ إذ إنّ مضمون الأقسام الثلاثة الأخری، یعنی: رجوع کل الناس إلی ذرية آدم وحوّا (علیهما السلام) والتوالد عن هذا الطریق یتواءم ویتوافق مع فرضيّة التطور؛ حاول بعض المفکرین المسلمین لإیضاح التوافق والتّفاعل بینهما([21])

  1. تصنیف مواجهة القرآن العلوم المعاصرة

نظرًا إلی أنَّ مسألة التّفاعل بین القرآن والعلوم المعاصرة، تندرج تحت موضوع «العلاقة بین العلم والدین»، ما لاشك فيه أنَّ لتصنیف العلاقات بین العلم والدین، دور استراتیجي ومؤثّر في فهم المبادئ ونوعیة التّفاعل والتّعامل بین القرآن والعلم المعاصر. هناك آراء أصلیة ثلاثة بالنسبة  إلى العلاقة بین العلم والدین وبشکل خاص مواجهة القرآن العلم المعاصر، نتناولها بالدّراسة النّقديّة في هذا المقال.

3-1 النّظريّة القائمة علی فرضیّة التعارض

بناء علی وجهة النّظر هذه، فإنَّ العلاقة بین القرآن والعلوم المعاصرة تُعَدُّ نوعًا من المواجهة؛ بعبارة أخری، هناك معلومات في القرآن الکریم تنافي مکتسبات العلوم الحدیثة ولاتتواءم معها؛ لذلك یجب اختیار القرآن أو النّظریات العلميّة إحداهما في هذه المناقشة.

یجب الدراسة العمیقة للخلفیّة والمبادئ الفکريّة والتّاریخيّة لهذه الفرضیّة من خلال دراسة تطورات العالم الغربي في القرون الوسطی، إذ نستطیع أن نقول: أنّ الذي توهّمه البعض من أنَّ القرآن یعارض العلم المعاصر، تعود جذورها إلی التّعارض بین الکتاب المقدس وبعض المکتسبات العلميّة لدی العلماء في القرون الحدیثة وعصر النهضة .

اهتمام المسیحيّة البالغ بالتّفاعل بین العلم والدّین، مع التقدم المدهش للعلوم التّجريبيّة  في العالم الغربي، بعد عصر النهضة سیّما تزامنًا مع عصر التنویر الأوروبّي، أدّی إلی انتشار عقیدة عامة قائمة علی تعارض العلم والدین.

کان بعض الفرضیات والنّظریات العلميّة متوافقًا مع التعالیم الدّینيّة للکنیسة وظواهر الکتاب المقدس. لذلك، نشب نزاع بین المجتمع الملتزم بظواهر المسیحیّة التابعین للکنیسة والعلمانيين المتعصبين.

هذا النزاع وإن کان نزاعًا بسیطًا بین الدراسات اللاهوتيّة والعلوم التجريبيّة، لکنّه اشتهر کمواجهة موسّعة بین العلم والدین([22]).

مع أنّ المناقشة حول الأرضية التّاريخيّة والبواعث المؤدیّة إلی القول بالتّعارض بین العلم والدین تتطلب بحثا علمیًّا آخر، لکن نستطیع أن نقول،حدث تحوّل علمي مهمّ في مجال علم الکونیات(القرن السابع عشر) وعلم الأحیاء(القرن التاسع عشر)، واحتدمت منازعات بین مفکري علم اللاهوت المسیحّي والعلماء، أثّرت هذه المنازعات في تعزیز مبادئ هذه النّظريّة.

التحوّل الأول، هو محاولة جاليليو الحقّة للدفاع عن نظریة« مرکزیة الشّمس» لکوبرنیکوس وتوسیع إطار هذه النّظريّة العلميّة کوصف لحقیقة محتومة، مع أنّ الکنیسة  أدانته کمجرم لأجل تعلیمه الناس الأمور الباطلة  التي تعارض وجهة نظر الکتاب المقدس حول «مرکزیّة الشّمس»([23]).

التحوّل العلمي الثاني، هو المناقشة المحتدمة حول خلق الإنسان وتطوّره بین أصحاب العلوم التّجريبيّة والعلوم الدّینية، إثر انتشار کتاب «أصل الأنواع» لتشارلز داروین، وتبدَّلت إلی أشدّ المنازعات في هذا المجال([24]).

نقدًا وتقییمًا لفرضیة التّعارض بین القرآن والعلم المعاصر، یجب أن نقول: نظرًا إلی أنّ هذه الفرضیّة نشأت من تعمیم التعارض بین نصوص الکتاب المقدس وبعض مکتسبات العلوم التّجريبيّة، فبإمعان النّظر في خصائص القرآن المتمیزة  والفروق الذاتیة بینه وبین الکتاب المقدس، نفهم أنَّ فرضیة التّعارض بین القرآن والعلم المعاصر باطلة  لاأساس لها. ممّا نتیقّن به أنّ الکتاب المقدَّس ألّفه بعض البشر بعد مضي أعوام علی ولادة المسیح(علیه السلام)، ومن الطبیعي أنَّ  بعض مضامینه لا یتوافق مع الوحي الإلهي المنزّل علی النبي الأکرم(صلّی الله علیه وآله)؛ ومن ناحية أخری، أدَّی انقضاء زمن طویل إلی أن یُحرَّف هذا الکتاب السماويُّ  ویمتزج بالأباطیل والنّظریات غیر العلمية طوال التاریخ. بناء علی الدلائل التّاريخيّة والعقلیة، ثبتت وتحققت الحجية الإلهیة للنصّ القرآني، إذ وصلنا الیوم الدليل القطعي. أدّی الاهتمام البالغ لدی المسلمین للحفاظ علی النّص القرآني من جانب، والمشیئة الإلهية  التي ضمَّنت حفظ الآیات عن التحریف من جانب آخر، إلی بقاء مانزّله جبرئیل علی قلب النبي الأکرم (ص): ﴿إنّا نحنُ نزَّلنا الذّکرَ وإنّا لهُ لَحافِظون﴾ [ حجر: 9]

نظرًا إلی التّناظر الوجودي للعوالم الإلهیة وانطباق کتاب التکوین(أيّ:الطبیعة وعالم الخلق) علی کتاب التدوین(القرآن)، یزول أي نوع من تعارض([25])

وإن لاحظنا تعارضًا في بدایة الأمر، فهو تعارض ظاهري قدَّم المفسرون والمفکرون في مجال الدراسات الدّينيّة حلولًا معقولة له. يؤيد الکثیر من هذه الحلول علی فصل إطار القرآن عن العلم المعاصر، سنتعرض له في مبحثنا الآتي من هذا المقال.

3-2 النّظريّة القائمة علی فرضیّة التباین

طبقًا لهذه النّظريّة، لکلّ من العلم والدین – وتبعًا لهما القرآن والعلم المعاصر –  میزات یتمیّزُ بها کل منهما علی قدر محدد، من حیث الموضوع والنتائج والمنهج، ولکل منهما إطار یختص به. فمن ثمَّ، لایتدخَّلُ أحد من العلماء والمتألّهین في إطار معرفي لا یُعنى بتخصصه، نتیجة لذلك، یغلق باب المنافسة والتعارض([26]). إذ إنَّ کل موضوع  یمکن أن یندرج تحت إطار العلم أو الدین؛ لذلك، لایضرُّ أحدهما الآخر ولایخدمه ولایساعده مساعدة مؤثرة([27]). بناء علی وجهة النّظر القائمة علی التباین، یُعدُّ العلم والدّین صورتین مختلفتین من الحیاة لکل منهما إطار خاص، لایجوز أن نَعُدَّ أحدهما حقیقة تامة لاصلة بینهما. بناء علی وجهة النّظر اللاهوتيّة الأرثوذوکسیّة([28]) ووجهة نظر الفلسفة الوجودیّة([29])، هناك تباین ومفارقة حقیقيّة بینهما؛ أوّلًا: لأنّ موضوع العلم هو عالم الطبیعة والأشیاء المادّية ونوعیة توظیفها، لکن موضوع الدّین، هو الحقائق الشّخصیّة والأخلاقیّة. ثانیًّا: أهداف العلم في النهایة تعود إلی اکتشاف حقائق الأشیاء والعلاقة بینهما، لکنّ الدین یهدف إلی التربية الروحيّة للإنسان والعلاقة بین الإنسان وربّه. ثالثًا: منهج العلم، هو منهج تجریبي وعقلي؛ لکن المنهج الدّیني قائم علی الکشف والشّهود([30]). للدراسة النقدية لهذا الاتجاه الفکري نقتصر علی ذکر نقاط عدّة:

وجهة النّظر القائمة علی المفارقة بین العلم والدین/ القرآن والعلم المعاصر في مجال الموضوع والهدف والمنهج، وإن عُدَّت حلّا للتعارض بین العلم والدین، لکنها وجهة نظر خاطئة لاتطابق الحقیقة.

بعبارة أدقّ، تستلزم وجهة النّظر القائمة علی مفارقة الدین والعلم([31]) والتقلیل من مکانة حقیقة الدین/ القرآن في المجالات جمیعها، إمّا أن تکون في مجال الموضوع، أمّا الهدف والمنهج، وهذا یعني الإغماض عن قسم عظیم من الحقیقة ورسالة القرآن في التّعبیر عن الحقائق الطبیعية:«العلم والدین ینظران إلی عالم طبیعة واحدة، رغم متعلقاتهما المختلفة في کل کتاب مقدس قد جاءت أقوال حول الرياح والمطر وسائر الظواهر الطبیعية»([32])

ومن الواضح أنَّ هذا أیضًا لایتوافق مع شموليّة القرآن. علی کلّ حال لاتبرّر الغاية الوسیلة، ولایمکن الإغماض عن قسم من التعالیم الموحاة في الکتاب والسنة والترکیز علی وظائفها، کالتسلیم عند الله والمواعظ الأخلاقية و…

بناء علی ذلِك، ولأجل الدّفاع عن شمولية القرآن والردّ علی فکرة المفارقة وفي سبیل مواجهة هذا الکتاب السماوي مع العلم المعاصر یجب الترکیز علی التّعامل والتّفاعل البنّاء بینهما، – وهذه وجهة نظر المؤلفین المختارة – بديلاً عن الانحیاز إلی فکرة التباین.

3-3 النّظريّة القائمة علی التّفاعل والتّعامل بین الدین والعلم

بإمعان النّظر فیما بیّنا، نفهم أنَّه لاتقوم أية علاقة بین القرآن والعلم المعاصر علی أساس وجهتي النّظر السابقتین، لا النّظريّة القائمة علی التعارض، ولا النّظريّة القائمة علی التباین؛ لأنَّ الفرضیة الأساسية في وجهة النّظر الأولی هي التعارض بین المعطیات العلميّة والبیانات القرآنيّة والفرضيّة الأساسیّة في وجهة النّظر الثانیة تترکز علی انفصال هذین المصدرین المعرفیین([33]). لکنّ وجهة النّظر المختارة عند المؤلفین تقوم علی التّعامل البناء والتّفاعل بین القرآن والعلوم المعاصرة. طبقًا لهذه الفکرة، «الوحي القرآني» تعدُّ أحد المصادر المعرفيّة لدی الإنسان وجنبًا إلی قوته العقلیة ونصیبه العلمي یرشده نحو الکمال المعرفي؛ إذ إنَّ «الدّین ینمو في بستان العلم والعلم یزدهر في أحضان الدین»([34]). علی هذا الأساس، القرآن الکریم هو«الکتاب المدوّن» الذي نزل من الله الذي خلق عالم الطبیعة(أيّ: کتاب التکوین) بعلمه و تدبیره. هذان الکتابان اللذان خلقهما الله ینطبق کل منهما علی الآخر، وهناك تناسق وانطباق بین مراتبهما الوجودیة والإدراکیّة([35]). لذلك، لایمکن أن یکون هناك تعارض بین هذین الکتابین الإلهیین المنطبقین؛ إذ إنّ مبعثهما مصدر واحد حکیم. النقطة المهمة الأخری التي تساعدنا علی الفهم الأدقّ لفرضیة التّعامل بین القرآن والعلم المعاصر، هي الانتباه إلی اختلاف القراءات لدی القائلین بهذه النّظريّة؛ إذ تعرضت مجموعة من الباحثین في إطار الدّراسة المنهجيّة والفرضیّات الأساسية للتعامل بین العلم والدین/ القرآن والعلم والدّفاع غیر المباشر لکل منهما عن الآخر، وتری مجموعة أخری منهم أنَّ في مجال التعالیم والمکتسبات أو النّظریات، القرآن والعلم یصدق ویکمل أحدهما الآخر. من منظور المجموعة الأولی، للعلم فرضیات أساسیة یمکن الاستعانة بالوحي القرآني لإکماله وللطبیعة المادیة حقیقة ولها قوانین ثابتة تعني بنظام الأسباب والمسببات؛ والطبیعة قابلة للفهم وتعدُّ من مصادر المعرفة الإنسانیّة ومن الفرضیات العلميّة الأساسیة التي یعتني بها الدین([36]). هناك آیات قرآنیة کثیرة، لفتت أنظارنا إلی الطبیعة، بکل مافیها من أرض وسماء ونجوم والشّمس والقمر والمطر وهبوب الرّیاح وسیر السّفن في البحار والنباتات والحیوانات، وکل ظاهرة طبیعيّة محسوسة یراها البشر حولهم تعدُّ حقائق یجب إمعان النّظر فیها والتدبّر والاستنتاج منها([37]).

کما جاء في القرآن: ﴿قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡم لَّا يُؤۡمِنُونَ﴾ [یونس: 101]. لذلك، بناء علی وجهة النّظر القائمة علی التّعامل بین القرآن والعلم، المعارف العلميّة المعجزه في الآیات القرآنيّة، لاتؤید و تکمل العلوم البشرية قطُّ، بل تمهد الأرضیّة لنشوء بعض العلوم وتقدُّمها، ومن جانب آخر، لایمکن نکران الدّور المؤثر للعلوم التّجريبيّة في الفهم الرّاقي للآیات القرآنيّة ومقاصدها؛ فمن ثمَّ قد یعرض لنا التّطور العلمي وجهود المفسرین في سبیل تطبیق الآیات مع النّظریات العلميّة،ملامح متمیزة من الروائع العلمية في القرآن الکریم.

  1. مبادئ فرضیة تعامل القرآن مع العلم المعاصر

نظریة تعامل القرآن مع العلم المعاصر، وبشکل خاص بالنسبة إلی نظریة داروین حول الخلق والتطور؛ تقوم علی عدة مبادئ وفرضیات معرفیة، نشیر إلی بعض منها.

4-1 الکشف والإیضاح لمراد المؤلف(خالق النّص) من المعارف العلميّة في القرآن

أحد المبادئ الکلامیّة- التّفسیریّة التي تقوم علیها نظریة التّعامل بین القرآن والعلم المعاصر والتي عُني بها باحثو الهرمنوطیقا وبذلوا اهتمامًا کبیرًا إلیها هو الکشف والإیضاح لمایرید المؤلف ویقصده من کلامه الوحیاني، سیَّما فیما یتعلق بنزول الآیات والمعارف العلميّة القرآنيّة.

یبدو أنَّ أسهل طریق وأوثقها لاکتشاف ما أراده الله من تنزیل الآیات القرآنيّة، هو البحث عن الأهداف الأصلیة والفرعیة لبعثة النّبي الأکرم(صلی الله علیه وآله) وإنزال القرآن کأکمل کتاب سماوي.

الذین یعرفون علم الکلام والتفسیر لایرتابون في هذه الحقیقة وأنَّ الهدف الأساسي من نزول القرآن، – کما قال الله في کتابه- هو  الهدایة إلیه وإخراج الناس من ظلمات الجهل والضلالة والشّرك  إلی نور التوحید والعلم:

﴿الر کتابٌ أنزلناهُ إلیك  لِتُخرِجَ الناسَ مِنَ الظُلمات إلی النور بإذن ربّهم إلی صراط العزیزِ الحَمید﴾ [ابرهیم: 1]، [أیضا: نحل: 89؛ بقره:213 و297؛ نساء:105]. لکن بالنسبة إلى الآیات والمعارف العلميّة القرآنيّة یجب أن نقول: نظرًا إلی أنّ هذه الآیات تُعَدُّ قسمًا من المعارف القرآنيّة، تترتب علیها أهداف الهدایة الإنسانیّة وآثارها؛ لکن هذا لایعني خلوّ الآیات المشتملة علی المعارف العلميّة من الأهداف والآثار الفرعیة.

عدّة من المنظِّرین في مجال العلوم الوحیانیّة سیّما الدراسات الرمزیة للقرآن الکریم یقولون إنَّ الإشارات العلميّة في القرآن إلی الطبیعة ونظام الکون والنّجوم وعلم الأحیاءو…. آیات إلهیة تتحقق معانیها في إطار الجهود المعرفية. لذلك، في سورة الرّعد بعد الإشارة إلی مدِّ الأرض والجبال والثمرات و زوجیّة النباتات وجري اللیل والنهار،عدّت هذه الظواهر الطبیعیّة آیات للذین یتفکّرون، ثمّ ذکرت قطع الأرض وجنات من أعناب لتکون آیات لقوم یعقلون([38]). من سائر الأهداف الفرعية للمعارف العلميّة القرآنيّة تمهید الأرضیة في مجال« الاعتقاد بالميعاد» والفهم الأفضل للقیامة([39]) والتفکیر والتعقل الإنساني([40]).

لاریب في أنَّ الهدف والدّاعي لنزول الآیات العلميّة في القرآن، لایعود أوّلًا إلی التنظیر وإنتاج العلوم التّجريبيّة عن طریق الوحي – کما أقرَّ بهذه الحقیقة بعض الباحثین -، فالقرآن لم ینزل لأجل تفصیل العلوم التّجريبيّة کالفیزیاء وعلم الکونیات والنجوم وجیولوجیا وعلم الأحیاء، فمانجده في القرآن من مواضیع علميّة حول الکون والطبیعة والإنسان، إشارات مجملة ذکرت أثناء الآیات القرآنيّة من باب الاستطراد([41]).

بناء علی هذه الفکرة، القرآن الکریم هو کتاب لهدایة الناس جمیعهم ولیس له شأن و وظیفة أخری. مع أنَّ هذا القول أصله حقُّ وصائب ولاینکر أحد الوظیفة الأصلیة لهذا الکتاب السماوي الشّامل التي تقوم علی تربیة الإنسان وهدایته نحو طریق الکمال والتّقرب إلی الله، لکن لاینبغي الإغماض عن مکتسبات الإعجاز العلمي للقرآن وآثاره في إثارة الذّکاء الإنساني وحبّ الإستطلاع والتّمهید لأجل التقدم العلمي وتطور العلوم المعاصرة.

من هذا المنطلق، الاهتمام بالأهداف الأصلیّة والفرعیّة للقرآن الکریم توفر إمکانیة الفهم والکشف عمّا أراده الله من الآیات العلميّة لمخاطبيها، أو مفسریها وتسوقه نحو التّعامل البناء والتّفاعل بین القرآن والعلم المعاصر والردّ علی الاتجاه القائل بالتعارض والتباین.

4-2 توقعات الإنسان المعقولة من الدين

أحد المواضیع المشترکة بین علم الکلام الحدیث وفلسفة الدین الذي له دور استراتیجي في فهم المقاصد الدّينيّة وتحدید إطار التدخُّل والتأثیر للوحي في حیاة الإنسان، هو مسألة توقعات البشر من الدین. هذه القضیة، یمکن دراستها کأحد المبادئ لتعامل القرآن مع العلم المعاصر بالإجابة علی هذا السؤال:

«هل توجد العلوم البشریة کلها في القرآن؟»، بعبارة أخری«هل یصحُّ هذا الادعاء کتوقُّع معقول أنَّ القرآن الکریم یجب أن یکون ذا موقف بیّن و محدّد وصاحب نظریة مستقلّة؟” أسلوب اتخاذ الموقف والإجابة علی هذا السؤال، یحدد لنا نوعیة مواجهة القرآن العلوم المعاصرة، إمّا أن تکون ذات الاتجاه القائم علی فرضیة التعارض، أم فرضیة التباین أم فرضیة التّعامل([42]) في هذا الصدد، هناك ثلاث اتجاهات، نشیر إلیها باختصار:     

أ. النّهج المتطرف (التّوقع الأقصی من الدین)

بناء علی هذا الاتجاه الفکري حیال قضیة علاقة القرآن مع العلم، توجد العلوم البشریة کلها في القرآن الکریم. یبدو أنَّ هذه الفکرة المبالغ فیها قد طرحها لأوّل مرّة أبوحامد الغزالي(م 505 ق) في کتابیه «إحیاء العلوم» و«جواهر القرآن». طبقًا لوجهة نظره القائمة علی التّوقع الأقصی من الدّین، کل العلوم البشریّة تنبعث من الأفعال والأسماء والصفات الإلهیّة المذکورة في القرآن: «فالعلوم كلها داخلة في أفعال الله عزوجل وصفاته وفي القرآن شرح ذاته وأفعاله وصفاته وهذه العلوم لا نهاية لها وفي القرآن إشارة إلى مجامعها»([43])

واتبع نهج الغزالي،جمع من المتکلمین والمفسرین المشهورین کابن أبي الفضل المرسي (570ق-655ق)([44])، بدرالدین الزرکشی (م.764ق)([45])، جلال‌الدین السیوطي(متوفی911ق)([46]) وملامحسن فیض الکاشانی([47]) واعتقدوا بهذه النّظريّة وحاولوا أن ینسبوا العلوم والنّظریات الحدیثة إلی القرآن([48]).

القائلون بهذه النّظريّة قدّموا أدلّة وشواهد عقلیة وروائیّة لإثبات دعواهم- لانتعرض لدراستها النّقديّة في هذا المقال- ترکیزًا علی أهدافنا الأساسیة من البحث، بل نقتصر علی هذه النقطة المهمّة التي رکّزنا علیها آنفًا، إنَّ القرآن لم ینزّل لأجل التّنظیر العلمي، بل هو کتاب الهدایة وتربیة الإنسان، لذلكَ، لیس من الضروري أن یبیّن القرآن جمیع القضایا والنّظریات العلميّة التجريبيّة والمعارف العقلیّة والمنقولة بکل تفاصیلها وضوابطها. علی هذا الأساس، القول باشتمال القرآن الکریم علی جمیع العلوم البشریة، ادّعاء باطل وتوقُّع لاتُصَدِّقُه المعاییر العقلیة، ومن جانب آخر، الردّ علی هذا الادعاء والتوقع الخاطئ، لایناقض الاعتقاد بالتّعامل والتّفاعل بین القرآن والعلوم المعاصرة.

ب. النهج القائم علی التفریط  (التوقع الأدنی من الدین)

مقابل الاتجاه المتطرف الذي یرکز علی التوقع المبالغ من الدین ویدّعي اشتمال القرآن علی جمیع العلوم وإمکانیّة استنباط جمیع النّظریات العلميّة المعاصرة، هناك وجهة نظر قائمة علی التفریط تتوقع تعامل الدین والعلم بأدنی حدّه. علی أساس وجهة النّظر هذه، القرآن هو کتاب الهدایة، والدین ولم ینزل لیشیر إلی القضایا العلميّة التّجريبيّة والفلسفية. یبدو أنّ الخلفية التّاريخيّة لهذا الاتجاه في العالم الإسلامي تعودُ إلی المفسّر والمتکلم الأشعري في القرن السادس الهجري الإمام فخرالدین الرازي وقد بیّن توقّعه من الدین والرسالة المحمدیة، إذ یقول:«اعلم أن حرفة النّبوة والرسالة دعوة الخلق من الاشتغال بالخلق، إلى خدمة الحقّ. ومن الإقبال على الدنيا، إلى الإقبال على الآخرة.»([49]). اتبع هذه الفکرة بعض المفسرین کأبي أسحاق الشاطبي (م.790) إذ یقول:«نزل القرآن بیانًا لأحکام الآخرة والمسائل المعنیة بها.»([50]) سار علی نهجيّهما أیضًا، الطبرسي والزمخشري في مؤلفاتهما([51]). علی أساس هذه الفکرة، کانّ المسلمون یعدّون القرآن شفاء لجمیع آلامهم، إذ یسعون للبحث عن الطب والنّجوم من خلال الآیات العلميّة في القرآن، لکنَّهم إثر إصلاح توقعاتهم من الدین، تدریجیًّا توصّلوا إلی هذه النتیجة ألّا یراجعوا القرآن الکریم إلّا لمعرفة الله ومایتعلق بالآخرة ولایطئون الطرق الدّينيّة لإعمار دنیاهم. ومن المثقفین المعاصرین في مجال الدّراسات الدّينيّة القائلین بهذا الاتجاه الفکري هو عبدالکریم سروش الذي یدافع عن فکرة التّوقع من الدین بأدنی حدّه. یعدّ سروش قضية التعارض بین العلم والدین مسألة هامة جدّا، کمایعتقد: « بصرف النّظر عن حلول هذه المسألة، أَجمعَ جمیع المتدینین في مختلف أنحاء العالم علی هذه العقیدة أنَّ تعلیم العلوم الطبیعية لایُعَدُّ من وظائف الدین.»([52])

في هذا الإطار، یردّ سروش علی الفکرة المتطرفة القائلة باستنباط العلوم المعاصرة من القرآن، إذ یقول: «قلّما نجد الیوم من یعتقد بهذه المزاعم الخاطئة، إذ إنّنا اتفقنا علی أنّ الدین لایهدف إلی تعلیم العلوم الطبیعیة التجريبيّة. لایتوقع أحد منا أن یعلمنا النبي الفیزیاء أو الکیمیاء أو علم النجوم أو الطبّ أو الهندسة أو علم الجبر والتحلیل الریاضي»([53]). طبقًا لهذا الاتجاه، لاتوجد فروق بین العلوم الطبیعیة التّجريبيّة والعلوم الإنسانیّة من جانب التّعامل بین القرآن و العلوم المعاصرة: «هذا الحکم یجري علی العلوم الإنسانیّة أیضًا کالاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع، کما یجري علی العلوم الطبیعیة والفیزیاء. لم تنزل الأدیان لتعلیم العلوم الطبیعیة التّجريبيّة، ولم تنزل لتعلیم العلوم الإنسانیّة»([54]). أکّد عبدالکریم سروش علی ضروررة التوقع الأدنی من الدّین إذ یقول:« لایتوقَّع المتدینون من الدین، تعلُّم الطب والنجوم والعلوم الطبیعیة والعلوم الفلکيّة»([55]). نقدًا وتقییمًا لوجهة النّظر القائلة بالتوقع الأدنی یجب أن نقول: دعاة هذه النّظريّة لایتوافق ظاهر قولهم وادعاءهم مع ظواهر الآیات القرآنيّة؛ إذ إنَّ في القرآن إشارات ومعارف علميّة تثبت لنا الإعجاز العلمي للقرآن، فضلًا عن ذلك، توفر القاعدة للتقدم والتنمیة العلميّة موحیة الفرضیات والنّظریات العلميّة للعلماء والباحثین.

ج. النهج المعتدل (التّوقع المطابق للواقع)

نظریتنا المختارة في هذا المقال، هي اتخاذ الاتجاه والنهج المعتدل علی أساس وجهة نظر مطابقة للواقع حیال قضیة توقع البشر من الدین/ القرآن. من منظور هذه النّظريّة، المبادرة الأکثر عقلانیّة، هي تفصیل المسألة وتبیین أجزاءها؛ إذ نعلم من جهة بأنَّنا لانجد جمیع العلوم البشریّة والنّظریات والضوابط والقواعد العلميّة المعاصرة في النّص القرآني، نظرًا إلی أنَّ الرّسالة الأصلیة للقرآن هي هدایة الإنسان وإرشاده إلی الله، یجب أن یجعل البشر توقعاته من الدین طبقًا لهذا الهدف الأساسي والرّسالة الکبیرة. ومن جهة أخری، علی الإنسان أن ینتبه إلی دعوة القرآن إلی التفکر واکتساب العلم، من دون أن یغمض عن الآیات المشتملة علی الحقائق العلميّة الحقَّة التي تدلُّ علی الإعجاز العلمي للقرآن، ویحترز عن الحطِّ من شأن المعارف العلميّة القرآنيّة التي تعدُّ قسمًا من المعارف الخالدة والشاملة لهذا الکتاب السّماوي بضرب أمثلة ونماذج ساذجة.

من الواضح أنّ فهم التّفاعل بین القرآن والعلم المعاصر یعتمد علی التوقع المعقول، والمطابق للواقع من القرآن الکریم ورسالته العالمیة؛ التوقع الذي یسوق الإنسان إلی هذه العقیدة الحقّة أنَّ ظواهر الآیات القرآنيّة لاتدلُّ علی جمیع العلوم البشریّة مع تفاصیلها وضوابطها کلها، فضلًا عن قبول دور القرآن في الهدی والتربیة الإنسانیّة کهدف أساسي من تنزیل الکتاب السماويّ([56]): «نعم هناك  إشارات علمية في القرآن وردت من باب الاستطراد، لکن لاتوجد جمیع العلوم في القرآن والآیات النازلة في هذا المجال([57])، تدلُّ علی أنَّ جمیع مایحتاج إلیه الناس لهدیهم قدجاءت في القرآن مجملًا أو مفصلًا»([58]).

4-3 الحذر والاحتیاط في الاعتماد على البيانات العلميّة

من سائر المبادئ العقلیّة لفرضیّة تعامل القرآن مع العلم المعاصر، سیّما فی ما یتعلق بخلق الإنسان وفرضیّة التّطور، مهمة حذر المفسرین في الاعتماد علی النّظریات العلميّة المعاصرة التي تقوم علی نوع من الاستقراء النّاقص علی الأغلب، والمناهج التّجريبيّة الحسّية المعرضة للأخطاء التي تقوم علی الاختبار.

إذ إنَّ کلَّ  نظریة أو فرضیّة علميّة تتبدّل إلی نظریة أو قانون علمي، إثر المشاهدة والاختبار والتّجربة واستقراء المعطیات، والاستقراء هو نوع من تعمیم نتائج المشاهدات والاختبارات المحدودة ویُعدُّ في الواقع انطلاقًا من المعطیات الجزئیّة نحو استنباط قانون کلّي شامل([59]). من الواضح أنَّ منهج الاستدلال هذا لایمکن التأکّد منه کثیرًا والتیقُّن به. بعبارة أخری، یخلو الاستقراء عن الحجیّة المعرفيّة. لذلك، عمد کارل بوبر فیلسوف العلم المعاصر، إلی منهج نظریة«قابليّة الدّحض»([60]) في العلم، بدیلًا عن منهج «الوضعية» التقلیدي([61]) المؤسس لإثبات القانون العلمي؛ طبقًا لهذه الفکرة، إن لم تدحض النّظريّة المستنتجة، یعترف بها کنظریة علميّة، وإن أدحضت، تعدُّ کنظریة قابلة للتطبیق، حتی تحلَّ محلَّها نظریة کاملة شاملة. علی أساس وجهة النّظر هذه، لایوجد في العلوم التّجريبيّة مایسمّی «القانون»، بل العلم مجموعة من النّظریات التي تتمکن من إبانة الظواهر وتنبُّئها، بحیث تُعَدُّ «أساطیر نافعة»([62]).

بناء علی ذلك، بالنسبة إلی قضیة التّعامل بین القرآن والعلوم المعاصرة، ما یُلاحظ أنَّ العلوم التّجريبيّة لاتدَّعي الدّلالة علی الحقائق الطبیعيّة القطعیّة والنّظریات والمکتسبات العلميّة المعاصرة لاتمنح الإنسان یقینًا مطابقًا للواقع؛ إلّا في مجالات محدودة خاصّة، تصدِّقُها وتؤَیِّدُها الأمور البدیهیّة أو البراهین العقلیة المتقنة([63]). فمن ثمَّ، من الواضح أنَّ القول بالتّعامل بین القرآن والعلم المعاصر یستلزم إثبات النّظریات العلميّة القطعیّة.

4-4 التزام المفسر بالضواط العلميّة (في حل التعارض المحتمل بین العلم والدین)

أحد المبادئ الأساسیّة لفرضیّة التّعامل بین القرآن والعلم المعاصر، الردّ علی کل تعارض حقیقي بین النتائج العلميّة والآیات القرآنيّة والمحاولة الممنهجة في سبیل إبطال فرضیة التعارض الظاهري عن طریق تدقیق الحقائق للنظریات العلميّة والتأویل الممنهج للآیات العلميّة القرآنيّة. فمن هذا المنطلق، یری بعض من المتکلمین المفسّرین«لایمکن التعارض بین العلم والدین، وتصدیق التعارض بینهما یستلزم أن یکون أحد طرفي القضیة دون أساس منطقي؛أو الذي نسمِّیه الدین لیس بدین في الحقیقة، أو الذي یدعی علمًا یخلو عن القطعیِّة»([64]).

انتبه بعض المنظرین إلی هذه القاعدة في تحلیل فرضیة التطور ونسبته إلی القرآن: «لایوجد في القرآن مایخالف العقل والمنطق والقوانين  العلميّة(عن طریق المشاهدة والتجربة)، إن أمکن إثبات الموضوع بهذه الطریقة وبصورة قطعيّة، فالقرآن یصدّقه، ولایعارضه»([65]). على الرّغم من ذلك، لایمکن نکران نشوء تعارضات ظاهریّة محتملة بین القرآن والعلم المعاصر؛ منها التعارض الظاهري بین الآیات المعنیة بخلق الإنسان([66]) وفرضیّة التّطور لداروین واهتمّ المفسرون والمفکرون المسلمون في المرحلة المعاصرة بحلِّ هذا التعارض باتخاذ مواقف ومناهج مختلفة؛ اتخذ بعضهم مواقف تدحض فرضیة التّطور وقاموا بإثبات النّظريّة الإلهية للإنسان، استنادًا إلی آیات کالآية 59 من سورة آل عمران وحاولوا توضیح الآیات المعارضة وحلِّها([67]).

في المقابل، بعض المفکرین والمثقفین المعاصرین – من مثل یدالله سحابي، مهدي بازرکان، مصطفی محمود و… سعوا في تطبیق الآیات القرآنيّة علی نظریة التطور لداروین باعتبارها نظریة قطعیة.[68]

لکن بغض النّظر عن صحة وجهات النّظر هذه أو عدم صحِّتها، لاینبغي الإغماض عن هذه الحقیقة أنَّ کل إبداء رأي عاجل بالنسبة للموقف القرآني حیال العلوم الحدیثة، لایخلو عن الخطأ والآفات المحتملة، کما یعتقد أحد الباحثین في مجال العلم والدین، الذي یستدلّ بالقرآن لدعم فرضیة علميّة قبل إثباتها کنظریة مقبولة والذي یتسرع في الردِّ علیها استناداً إلی القرآن، کلاهما مخطئان.[69]

یبدو أنَّ أفضل منهج لحلِّ التعارض الظاهري بین الآیات القرآنيّة وفرضیّة التّطور للخطوة الأولی، هو الفصل بین النّص والظاهر، أيّ النّص الصریح غیر المؤول والنّص المؤوّل. طبقًا لهذا المنهج، لایجوز أن یتخلی المفسر عن دراسة المدلول الظاهري للآیة والمبادرة إلی تأویلها، إن لم یکن لدیه دلیل أو حجة قطعیّة، أو براهین عقلیّة فلسفيّة معارضة لظواهر الآیات([70]). الخطوة الآتیة هي الفصل بین الآیات القرآنيّة وفهم المفسرین. علی هذا الأساس، یمکن استنباط نظریة الخلق الإلهي والخلق التدریجي(تطور داروین) من الآیات القرآنيّة وتطبیق بعض الآیات مع النّظریتین. کما ادَّعی بعض الباحثین فرضیتین متعارضتین حول الآیة﴿ولقد خلقنا الانسان مِن سلاله مِن طین﴾ [مؤمنون:12] کما استند الدکتور «مصطفی محمود» إلی هذه الآیة إثباتاً لنظریة التطور([71]) هذا و«بسام دفضع» استند إلی هذه الآیة ردًّا علی نظریة داروین([72]) وعدَّ أحد من المحققین «مشکیني»، الآیة 11 من سورة الأعراف: من أفضل الشّواهد التي یمکن الاستناد إلیها لإثبات نظریة التطور([73]).          مع ذلكَ، دحض بعض المفسرین المعاصرین نظریة التطور ولم یؤیدوا انطباق القرآن علی هذه النّظرية([74]). فمن هذا المنطلق،اعتقد بعض الباحثین أنَّه «لایمکن أن ننسب أیًّا من النّظریات إلی القرآن بصورة قطعیة في مجال نظرية التطور»([75]) واعتقد آخرون أنّ الآیات القرآنيّة یمکن تأویلها، إن أمکن إثبات نظریة التطور بصورة قطعیّة([76]). بالإضافة إلی ذلك، بذل الباحثون الغربیون جهودًا بالغة في سبیل حلِّ التعارض بین العلم والدین بصورة عامّة واهتمَّ المتکلمون والمفسرون بحلِّ التعارض الظاهري بین الآیات القرآنيّة ومکتسبات العلوم التّجريبيّة، إذ تتطلب هذه الدراسة جهودًا متمیزة أخری. جدير بالذکر أنَّ التأویل الممنهج لظواهر الآیات القرآنيّة، استدلالًا بالقرائن والنّظریات العلميّة القطعیة، ترکیزًا علی فرضیّة التّطور لداروین؛ هذا هو الحل الذي یحظی بمکانة متمیزة بین المفسرین والمتکلمین المعاصرین کأحد المبادئ التفسیرية الهرمنوطیقیّة لفرضيّة التّعامل بین القرآن والعلم المعاصر. کمایقول أحد المحققین جعفر سبحاني تأکیدًا علی دور هذا المنهج في حلّ التّعارض الظاهري بین الآیات القرآنيّة ونظریة التطور: «… مع ذلك، إذا حظيت فرضیة تطور الأنواع بطابع علمي وثبت لنا علی أساس الأدلة القطعیّة أن إنسان الیوم، أصبح ذا نفس ناطقة بعد التطورات الجوهریة، بحیث یُعَدُّ تطور الأنواع کمسألة قطعیة بيِّنة، لایمکن نکرانه، علی هذا الأساس، یتحتَّم تأویل الظواهر القرآنيّة في هذا المجال»([77]).

لکن من الواضح أن المراد من التأویل والتفسیر هنا، لایعني التأویل غیر الممنهج، بل المقصود هو التأویل الممنهج الذي یُعَدُّ الکشف عن ظواهر النّص علی أساس الأصول والقواعد العقلیة والنقلیة وقواعد هکذا تأویل بَيّن و معروف لدی باحثي علم الأصول ومفسِّري القرآن الکریم.»([78]).

نتیجة البحث

أحد المواضیع المهمّة في مجال الدراسات الإسلامیّة وعلم الکلام الحدیث، هو موضوع «التّعامل والتّفاعل بین القرآن والعلوم المعاصرة» الذي یندرج تحت عنوان« العلاقة بین العلم والدین». هذا المقال محاولة بحثیة تحلیليّة لموقف العلم والدّین في خلق الإنسان علی أساس الآیات القرآنيّة الکریمة وفرضیة التطور البیولوجي لداروین بمنهج حدیث ومن زاویة متمیزة، فضلًا عن تصنیف أنواع التّعامل والتّفاعل بین القرآن والعلم المعاصر. تیسیرًا للتقییم الدّقیق للعلاقة بین القرآن وفرضیّة التطور، صُنِّفَت الآیات المعنیة بخلق الإنسان في أربعة أصناف وتَبَيَّنَ أنَّ أحدًا من هذه الأصناف المعنية بخلق الإنسان من تراب وطین، یبدو أنَّها لاتتوافق مع فرضیة داروین. مع ذلك، اقترح منهج الحل لهذا التعارض الظاهري، إن أثبت فرضیة التطور إثباتًا قطعیًّا.  في هذا الإطار، تعرض المقال للدراسة التحلیلة النّقديّة لأنواع التّعامل والتّفاعل بین القرآن والعلم المعاصر:

  1. الاتجاه القائم علی فرضیة التعارض،2. الاتجاه القائم علی فرضیة التباین 3. النّظريّة القائمة علی التّعامل والتّفاعل.

تبَيَّنَ أنَّه لیس هناك أي علاقة بین القرآن والعلم المعاصر، بناء علی الفرضیتین الأولی والثانیة؛ إذ إنَّ الفرضیّة الأولی علی أساس التعارض وتعارض البیانات العلميّة والآیات الوحیانیّة؛ والفرضیّة الثانیة تتمحور حول الفصل بین المصدرین المعرفیین – العلم والدین. بناء علی الأدلّة المشار إلیها، یجب القول إنَّ هناك تفاعلًا وتعاملًا بنَّاء بین القرآن والعلوم المعاصرة؛ إذ إنَّ القرآن کتاب التدوین الإلهي النازل من عند الله الذي خلق عالم الطبیعة أو کتاب التکوین بعلمه وتدبیره. ینطبق کلّ من هذین الکتابین اللذین خلقهما الله علی الآخر بحیث تتناسق وتتناظر مراتبهما الوجودیة. بناء علی ذلك ، لایمکن أن یکون ما في هذین الکتابین المتناظرین متعارضاً؛ إذ أنَّهما ینبعثان من مصدر واحد. علی هذا الأساس، تعزَّزت نظریة التّعامل بین القرآن والعلم المعاصر بناء علی مبادئ وفرضیات کلامیّة – معرفيّة. ففي هذا الإطار، تبَيَّنَ المبادئ المهمُّة لفرضیة التّعامل والتّفاعل بین القرآن والعلم المعاصر ترکیزًا علی فرضیة التطور لداروین، مبادئ کلامیة نحو: اکتشاف مراد المتکلم من البیانات العلميّة في القرآن؛ توقع الإنسان المعقول من الدین والقرآن؛ الحذر والاحتیاط في الاعتماد علی المعطیات العلميّة؛ التزام المفسرین بالضوابط والقواعد لحلّ التعارض المحتمل بین العلم والدین.

  1. 7. المصادر
  2. إسماعیل باشا، عبدالعزیز؛ الإسلام و الطب الحدیث أو المعجزات العلميّة في القرآن، الترجمة: السید غلامرضا سعیدي، طهران: مؤسسة برهان للنشر، 1362 ه.ش.
  3. باربور، إیان؛ العلم والدین، الترجمة: بهاءالدین خرمشاهی، طهران: المعهد الجامعي للمطبوعات، 1376 ه.ش
  4. بهزاد، محمود ؛ الداروینية و التطور، طهران: مؤسسة طباعة الکتیبات،1361 ه.ش.
  5. بترسون، مایکل وزملاءه؛ العقل والاعتقاد الدیني، الترجمة: أحمد نراقی، طهران: طرح نو،1379 ه.ش.
  6. بوبر، کارل ریموند ؛ التخمینات والتفنید، الترجمة: احمد آرام، طهران: موسسة انتشار، 1368 ه.ش.
  7. جان اف، هات؛ العلم و الدین من التعارض إلی الحوار، الترجمة: بتول نجفي، طهران:طه، 1382 ه.ش.
  8. جعفري، محمدتقی ؛ الخلق و الإنسان، قم: دار التبلیغ الإسلامي، 1344 ه.ش.
  9. جیرامي، غلامحسین؛ الإنسان في الإسلام، قم: مؤسسة نشر المعارف، 1388
  10. الخطیب، عبدالغنی؛ القرآن والعلم المعاصر، الترجمة: أسدالله مبشري، طهران: مؤسسة عطایي للمطبوعات، 1362 ه.ش.
  11. داروین، تشارلز؛ أصل الأنواع، الترجمة: نورالدین فرهیخته، طهران: زرّین و نجارستان، 1380 ه.ش.
  12. دباغ، سروش؛ المذهب في المرآة، مراجعة علی آراء عبدالکریم سروش في مجال المعرفة الدّينيّة، تهران: صراط، 1385ه.ش.
  13. دفضع، بسام ؛ الکون و الإنسان بین العلم و القرآن، دمشق: مطبعة‌ الشا‌م‌، 1411 ه.ق.
  14. دمبي یر، ویلیام سسیل؛ تاریخ العلم، الترجمة: عبدالحسین آذرنج، طهران: سمت، 1392ه.ش.
  15. الذهبي، محمد حسین؛ التفسیر و المفسّرون، دارالکتب الحدیث، 1976 م.
  16. رضایي اصفهاني، محمدعلی؛ مدخل إلی التفسیر العلمي في القرآن،قم: مؤسسة أسوة للطباعة، 1375ه.ش.
  17. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ؛ دراسة في الإعجاز العلمي القرآني، قم: کتاب مبین: 1381 ه.ش.
  18. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ؛ الإعجاز و الروائع العلميّة في القرآن، قم: زمزم هدایت، 1389ه.ش.
  19. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ؛ علاقة القرآن بالعلوم، طهران: جامعة العلامة الطباطبایي، 1393ه.ش.
  20. زرکشي، بدرالدین محمد بن عبدالله ؛ البرهان فی علوم القرآن، بیروت: دارالمعرفة، 1410ق
  21. زمخشري، محمود بن عمر؛ الکشاف عن حقایق غوامض التنزیل، بیروت: دارالکتب العربي، 1407ق
  22. سروش، عبدالکریم؛ التسامح والإدارة، تهران: مؤسسة صراط للطباعة، 1376ه.ش.
  23. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ؛ الذاتي و العرضي في الدین، مجلة کیان، رقم42، ص24: 1374 ه.ش.
  24. سبحانی،جعفر؛ الداروینية أو تطور الأنواع، قم: مؤسسة توحید للنشر: دون تاریخ.
  25. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ«علم الکلام الحدیث أو المباحث الحدیثة في علم الکلام»، مجلة الکلام الإسلامي، رقم 1، ص5: 1371 ه.ش.
  26. سحابي، یدالله؛ القرآن المجید، التطور وخلق الإنسان، مؤسسة المنهدس بازرکان للشؤون الثقافیة، 1387هـ.ش.
  27. سیوطي، جلال‌الدین عبدالرحمن؛ الإتقان فی علوم القرآن، بیروت، دارالفکر: 1416ق.
  28. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ؛ الإکلیل فی استنباط التنزیل، بیروت، دارالکتب العلميّة: 1405ق
  29. شاطبي، إبراهيم بن موسی؛ الموافقات في أصول الشريعة، بیروت: دارالمعرفة، 1392ق.
  30. صاحبي، محمدجواد؛ مصادر الحداثویة الدّينيّة، قم: مؤسسة احیاکران للنشر ، 1381ه.ش.
  31. الطباطبایی،سید محمدحسین؛ المیزان في تفسیر القرآن، قم: مؤسسة الطباعة التابعة لمکتب مدرسي الحوزة العلميّة، 1363ه.ش.
  32. طبرسي، أبوعلی فضل بن حسن؛ مجمع‌البیان فی تفسیر القرآن، طهران: المکتبة الاسلامیة، 1395ق.
  33. عباس نجاد، محسن؛ علاقة القرآن بالعلوم المعاصرة: المبادئ والتمهید، مشهد:مؤسسة الحوزة والجامعة للبحوث القرآنيّة، 1385 ه.ش.
  34. العقاد، عباس محمود ؛ القرآن ومدرسة التطور، الترجمة: د.سید خلیل خلیلیان، طهران: انتشارات اسلامی، 1358 ه.ش.
  35. عزیزي، حسین وغفار زاده، علي؛ الفکر الإسلامي(2)، قم: مکتب نشر المعارف، 1384 ه.ش.
  36. الغزالي، أبو حامد محمد ؛ إحیاء علوم الدین، بیروت: دارالمعرفة، 1402ق
  37. فخرالدین الرازی؛ محمد بن عمر؛ المطالب العالية، تحقیق: الدکتور احمد حجازی، بیروت: دارالکتب العربي، 1407ق
  38. فرامرز قراملکی، أحد؛ موقف العلم والدین حیال خلق الإنسان، قم: مؤسسة آرایه الثقافية، 1373ه.ش.
  39. فیض کاشاني، ملامحسن؛ تفسیر الصافي، بیروت: موسسة الأعلمي للمطبوعات، 1402ق
  40. کابلستون، فردریک؛ تاریخ الفلسفة، الترجمة: سیدجلال الدین مجتبوی، طهران: المؤسسة العلمية الثقافية للطباعة، جلد اول، 1380 ه.ش.
  41. کین، فیلیب؛ روّاد العلم، ترجمه برویز قوامی، طهران: أمیرکبیر، 1362 ه.ش.
  42. کلانتری، إبراهیم؛ التطور البیولوجي وآیات الخلق، طهران: المؤسسة الثقافية للعلم والفکر المعاصر، 1382ه.ش.
  43. کوستلر، آرتور؛ السائرون أثناء النوم، الترجمة: منوتشهر رومانی، طهران: مؤسسة طباعة الکتیّبات، 1361ه.ش.
  44. کنجه‌ای، هوشنج؛ النسفي الإیراني هو مبدع نظریة التطور لاداروین الإنجلیزي، مجلة«خواندني» الشهریة، العدد:54، 1387ه.ش.
  45. محمدرضایی و زملاءه؛ بحوث في علم الکلام الجدید، تهران: سمت، 1381 ه.ش.
  46. محمود، مصطفی؛ القرآن محاولة لفهم عصري، بیروت: دارالشروق، 1973م
  47. مشکینی،علي؛ التطور في القرآن،الترجمة: ق.حسین نجاد، طهران: مکتب الثقافة الإسلامية، 1370ه.ش.
  48. مصباح یزدي، محمدتقی؛ معارف القرآن، قم: موسسة في سبیل الحقّ، 1373 ه.ش.
  49. مطهری، مرتضی؛ مجموعة المؤلفات ،طهران: صدرا، جلد 2، 1382 ه.ش.
  50. مظفّر،محمدرضا؛ المنطق، الشرح والتعلیق: علی شیرواني، قم: موسسة دارالعلم للنشر والطباعة، 1378 ه.ش.
  51. معرفت، محمدهادي؛ التفسیر و المفسرون فی ثوبه القشیب،مشهد:الجامعة الرضویة للعلوم الاسلامیه، 1419ق.
  52. مکارم شیرازی، ناصر وزملاءه؛ الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزّل، طهران: دارالکتب الاسلامیة، 1374 ه.ش.
  53. ملاصدرا، الشیرازی، صدرالدین محمد؛ تفسير القرآن الكريم، تصحیح و تقدیم: محسن بیدارفر، قم: بیدار،ج4، 1366 ه.ش.
  54. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـمفاتیح الغیب، تصحیح محمد خواجوی طهران: موسسة الدراسات الثقافية، 1363ه.ش.
  55. مهاجری، مسیح ؛ نظریة التطور في القرآن، طهران: مکتب الثقافة الإسلامیة للنشر والطباعة، 1363 ه.ش.
  56. نیازمند شیرازي، یدالله؛ الإعجاز القرآني من منظور العلوم المعاصرة، طهران: نقش‌جهان، 1327 ه.ش.
  57. هاشم زاده هریسی، هاشم؛ الإعجاز العلمي في القرآن، طهران، مؤسسة الطباعة التابعة لمنظمة الأوقاف والشؤون الخیریة تهران، 1392 ه.ش.

الهوامش

[1] . الأستاذ المشارك في قسم الکلام والفلسفة الإسلامیة بجامعة أصفهان  Email: m.ganjvar@ltr.ui.ac.ir

[2] . الأستاذ المساعد في قسم علوم القرآن والحدیث بجامعة أصفهان  Email: a.banaeian@theo.ui.ac.ir

[3] .  Ph.D., Associate Professor of Department of Islamic Philosophy and Theology, University of Isfahan, Iran.

 Email: m.ganjvar@ltr.ui.ac.ir

[4] . Ph.D., Assistant Professor of Department of Quranic and Hadith Sciences, University of Isfahan, Iran.

  Email: a.banaeian@theo.ui.ac.ir

 

[1] . اسماعیل باشا؛ الإسلام و الطب الحدیث أو المعجزات العلمیة في القرآن، ص177

[2] . لاحظوا نماذج من المواقف المتطرفة في هذا المجال: کین، فیلیب؛ روّاد العلم ،ص153-166

[3] . بترسون، مایکل وزملاءه، العقل والاعتقاد الدیني، ص360

[4] . جان اف،هات؛ العلم والدین من التعارض إلی الحوار،ص89-95

[5]. Anaximander

[6] . یری بعض الباحثین أنَّ مصدر نظریة التطور یعودُ إلی المسلمین أو الإیرانیین سبعة قرون قبل تنظیر داروین. للحصول علی معلومات أکثر حول هذه الفرضیة: کنجه‌ای،هوشنج؛ النسفي الإیراني هو مبدع نظریة التطور لداروین الإنجلیزي، ص46؛ کابلستون، فردریک؛ تاریخ الفلسفة ،ج1،ص35.

[7] . The Origin of Species

[8] . Descent of Man

[9] . Natural Selection

[10].  Accidental Changes

[11]. Conflict for Eternity

[12] . The Survival of The Better

[13] . داروین، شارلز؛ أصل الأنواع ،ص177

[14] . باربور،إیان؛ العلم والدین،ص120

[15] . بهزاد، محمود؛ الداروینية والتطور ،ص78

[16] . هاشم زاده هریسی، هاشم؛ الإعجاز العلمي في القرآن ،ص48

[17] . للمزيد من المعلومات حول هذه النظریة: بوبر، کارل ریموند؛ التخمینات والتفنید، الترجمة: احمد آرام.

[18] . رضایی اصفهانی، محمدعلي؛ مدخل إلی التفسیر العلمي في القرآن ،ص177-178

[19] . مع ذلك، یری البعض أنّ مسألة خلق الإنسان وتطور الحیوانات إعجاز علميّ طبقا لفرضیة داروین، ینظر: نیازمند شیرازی، الإعجاز القرآني من منظور العلوم المعاصرة ،ص79-92.

[20] . للحصول علی المزید من المعلومات في هذا المجال: کلانتری، إبراهیم؛ التطور البیولوجي وآیات الخلق ،ص42-53؛ مصباح یزدي، محمدتقي؛ معارف القرآن،ص329-349؛ رضایي اصفهانی،محمدعلي؛ مدخل إلی التفسیر العلمي في القرآن،ص159-178؛ جیرامي، محمدعلي؛ الإنسان في الإسلام ،ص47-53.

[21] . جیرامي، محمدعلي؛ الإنسان في الإسلام ،ص47-51؛ مشکیني،علي؛ التطور في القرآن،ص46-52 ؛ سحابي، یدالله؛ التطور وخلق الإنسان،ص45-57

[22] . علم اللاهوت ((Theology هو الدراسات الرسمیة حول الله ومبادئ المعتقدات الدینیة (معجم آکسفورد، 1994م.)؛ محمدرضایي و ….، بحوث في علم الکلام الجدید ،ص315

[23] .بترسون، مایکل و زملاءه؛ العقل والاعتقاد الدیني، ص359؛صاحبي، محمدجواد؛ ص28؛ دمبي یِر، تاریخ العلم،ص413

[24] . باربور،إیان؛ العلم والدین،ص106

[25] . کما أنَّ الکلام الإلهي وکتاب التدوین یشتمل علی آیات:«تلك آیاتُ الکتاب المُبین»(یوسف:1)، عالم الخلق وکتاب التکوین أیضا یشتمل علی الکائنات المخلوقات وصور الموجودات الخارجیة:«  إنَّ فی اختلافِ اللیلِ والنهار وما خلَق الله فی السموات و الارض لآیات لِقومٍ یتّقون» (یونس:6)؛ ملاصدرا، تفسير القرآن الكريم ،ص88

[26] . بترسون، مایکل؛ العقل والاعتقاد الدیني ،ص365

.[27] کوستلر، آرتور؛ السائرون أثناء النوم،ص521؛ فرامرز قراملکي، موقف العلم والدین حیال خلق الإنسان، ص 32

[28] . Orthodoxy

[29] . Existentialism

[30] . بترسون، مایکل؛ العقل والاعتقاد الدیني، ص367-368؛ باربور، إیان؛ العلم والدین ،ص145-151

[31] . Reductionism

[32] . عزیزی وغفار زاده، الفکر الإسلامي ،ص65

[33] . عباس نجاد، محسن؛ علاقة القرآن بالعلوم المعاصرة ،ص211

[34] . الخطیب، عبدالغني؛ القرآن والعلم المعاصر،ص56

[35] . ملاصدرا، تفسير القرآن الكريم ،ج4،ص396

[36] . محمدرضایی والآخرون، بحوث في علم الکلام الجدید ،ص329

[37] . مطهری، مرتضی؛ مجموعة المؤلفات ، ج2،ص70

[38] . رضایی اصفهانی، محمدعلي؛ مدخل إلی التفسیر العلمي في القرآن ،ص29-30

[39] . ینظر: حج:5؛ طارق: 5-8

[40] . ینظر: الرعد:2-3؛ النحل:11-13

[41] .مصباح یزدی،محمد تقي؛معارف القرآن،ص225-228؛مکارم شیرازي، الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزّل ،ج11،ص361؛ الطباطبایی، محمد حسین؛ المیزان في تفسیر القرآن ،ج12،ص468

[42] . یری بعض الحداثویین أنَّ إجابة هذا السؤال أنَّ الدین/ القرآن هل تعرَّضَ للعلم المعاصر وحیاة الإنسان الدنیویة، لایمکن الحصول علیها بمراجعة النصوص الدینیة بل تستلزم البحث المعمق لکل مایتوقعه الإنسان من الدین.(سروش،عبدالکریم؛ التسامح والإدارة، ص135).

[43] . غزالی،أبوحامد؛ إحیاء علوم الدین، ج1،ص289

[44] . الذهبي،محمد حسین؛ التفسیر والمفسرون،ج2،ص478-482

[45] . الزرکشی، بدرالدین؛ البرهان فی علوم القرآن، ج2،ص181

[46] . السیوطی؛ جلال الدین؛الإتقان فی علوم القرآن ،ج2،ص271-282

[47] . فیض الکاشانی، ملامحسن؛ تفسیر الصافي،ج1،ص57

[48] . رضایی اصفهانی، محمدعلي؛ مدخل إلی التفسیر العلمي في القرآن ،ص31-32

[49] . الفخر الرازی، محمدبن عمر؛ المطالب العالية،ج8،ص115

[50] .الشاطبی،الموافقات في أصول الشريعة،ج2،ص76؛کما ینقل عنه المعرفة، التفسیر والمفسرون فی ثوبه القشیب،ج2،ص485

[51] . الطبرسي، مجمع‌البیان فی تفسیر القرآن،ج 4،ص 289؛ الزمخشري، محمود بن عمر؛ الکشاف،ج 2، ص 628

[52] . دباغ، سروش؛ المذهب في المرآة ،ص104

[53] . المصدر نفسه: 105

[54] . المصدر نفسه

[55] . المصدر نفسه، ص 4-26

[56] . للمزید من المعلومات في هذا المجال راجع: رضایي اصفهاني، المدخل إلی التفسیر العلمي في القرآن ، قم: مؤسسة أسوه.

[57] . ینظر: النحل: 89؛ الأنعام: 59

[58] . رضایی اصفهانی، محمدعلي؛ مدخل إلی التفسیر العلمي في القرآن ،ص36

[59] . المظفر، محمد رضا؛ المنطق،ج2،ص95

[60] . Falsifiability

[61] . Positivism

[62] . باربور، إیان؛ العلم والدین ،ص213-214

[63]. للمزید من المعلومات في هذا المجال:رضایي أصفهانی، مدخل إلی التفسیر العلمي في القرآن ،ص205و398.

[64] . سبحانی، الداروینية أو تطورالأنواع ،ش1،ص7

[65] . مشکینی، علي؛ التطور في القرآن ،ص19

[66] . ینظر: آیات نحو: آل عمران: 59؛ صافات: 11، الأنعام: 2؛ الحجر: 29-28

[67] . طباطبائي، محمدحسین؛ المیزان في تفسیر القرآن،ج 4، ص 153؛ ج 9، ص 8؛ ج 16، ص 269؛ مهاجري، مسیح؛ نظریة التطور في القرآن، ص 53؛ جعفري، محمدتقي؛ الخلق والإنسان، ص 109

[68] . محمود، مصطفی؛ القرآن محاولة لفهم عصري،ص53-55

[69] . العقاد، عباس محمود؛ القرآن ومدرسة التطور ،ص254

[70] . طباطبایی، محمدحسین؛ المیزان في تفسیر القرآن،ج4،ص153

[71] . محمود، مصطفی؛ القرآن محاولة لفهم عصري،ص53-59

[72] . دفضع، بسام؛ الکون والإنسان بین العلم والقرآن ،ص152

[73] . مشکینی، علي؛ التطور في القرآن ،ص25-26

[74] . مکارم شیرازی، ناصر؛ الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزّل ،ج11،ص88-89

[75] . رضایی اصفهانی، محمد علي؛  مدخل إلی التفسیر العلمي في القرآن ،ص276

[76] . سبحانی، دون تاریخ ،ص21

[77] . المصدر نفسه

[78] . عباس نجاد، محسن؛ علاقة القرآن بالعلوم المعاصرة ،ص160

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website