foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

الخطاب الداخلي مفتاح الصّحة النّفسيّة وتقدير الذات

0

الخطاب الداخلي مفتاح الصّحة النّفسيّة وتقدير الذات

د. فاطمة دقماق([1])

الملخّص

مثلما يوجد نوع من الخطاب مع الآخرين والمحيطين من حولنا سواء على مستوى الأفراد أم الجماعات، هناك نوع آخر من الخطاب وهو الخطاب الداخلي أو الحديث مع الذات، في هذه الورقة البحثية استعرض ماهية الخطاب الداخلي ومصادره وأهمّيته، كما تطرّقت إلى مجموعة من الخطوات المساعدة في تدعيم الخطاب الإيجابي مع الذات، والخطوات الداعمة في التحفيز الذاتي لدى الأفراد. وقد تناول البحث أيضًا المظاهر الإيجابيّة والسّلبيّة للخطاب الدّاخلي على الصّحة النّفسيّة، وكذلك العلاقة في ما بين الحديث الذاتي والصّحة النّفسيّة وعلاقته أيضًا بتقدير الذّات الذي يعدُّ من الحاجات الإنسانيّة الأساسيّة لصحة نفسية متوازنة. خلص البحث إلى أن الخطاب الداخلي يمكن أن يكون خطابًا إيجابيًّا أو سلبيًّا وفي كلا الحالتين نجده يؤدي دورًا مؤثّرًا على مستوى تقدير الفرد لذاته والذي يتأثّر بالتحفيز الذاتي مثلما يتأثّر بتحفيز الآخرين، وما لذلك من أثر فاعل على مستوى امتلاك صحة نفسية جيدة.

The Summary

As there is a kind of speech between a person and his surrounding environment, there is also another kind of speech which is the internal speech or Self talk.

In this research paper there is an explanation of what the internal speech is, its sources, and its importance, in addition to some steps that can support the positive internal speech, and the steps that can help in maintaining person’s self-stimulation.

Moreover, this research paper shows the positive and negative effects of the internal speech on the mental health and the realtionship between them.

Also, it explains the relationship between the internal speech and the person’s self esteem which is a necessity for a balanced mental health.

This research paper has concluded that the internal speech may be a positive or a negative one, and in both cases it has a big effect on a person’s self esteem, which is affected by both the self stimulations and the stimulations from others.

مقدمة

تراودنا في الكثير من الأحيان  أفكار داخليّة إيجابيّة تكون الحافز لنا لنكون سعداء ومنطلقين في مجالات حياتنا، أو يراودنا حديث ذاتي وخطاب سلبي مع النّفس، فيقيّدنا لنتعثّر في خطواتنا ونبطىء المسير. يعدّ مفهوم الخطاب الدّاخلي أو التحدّث مع الذات من المفاهيم النّفسيّة المعاصرة التي نمت وازدهرت والتي احتلت مركز الصدارة في الإرشاد النفسي، وهو يتمثّل في  اعتقاداتنا الذاتيّة وكيفيّة التحكّم في شعورنا وأحاسيسنا وسلوكنا، كما أنه الأفكار المتبادلة بين الإنسان ونفسه، وهو يمثّل دوافع الفرد الداخليّة والمحرّك الخفيّ لها، إضافة إلى كونه يعدُّ عاملًا من العوامل النّفسيّة المهمة في حياة الفرد، (الفقي،2000، ص14)، ويشير (سليغمان) إلى أنّ الطريقة التي يتحدّث فيها الفرد مع ذاته تفسّر بوساطتها الأشياء التي تحدث كما تؤثّر في السلوك المستقبلي للفرد، وقد يكون لها مضامين على صحته الجسديّة والنّفسيّة (الحجار،1989، ص95).

في حين يمثّل تقدير الذات واحدًا من الحاجات الإنسانيّة الخمس المصنّفة وفق هرم ماسلو للحاجات الإنسانيّة، وهو يتأثّر بعوامل عدة من أهمها: الخطاب الداخلي والتحدّث مع الذّات الذي يمكن أن يكون إيجابيًّا يسهم في بناء تقدير مرتفع للذات، ويمكن أن يكون سلبيًّا يسهم في انخفاض التقدير الذاتي للفرد، كما يعدّ تقدير الذات من مرتكزات الصّحة النّفسيّة، تلك الحالة التي تتّسم بالثبات النّسبي والتي يكون فيها الفرد متمتّعًا بالتوافق الشخصي والاجتماعي والاتّزان الانفعالي.

الكلمات المفتاحية للبحث

  1. الخطاب الدّاخلي: هو محاورة شخصية داخل النفس (الفقي،2001، ص 51).
  2. تقدير الذّات: يعرّف تقدير الذات أنّه تقدير الفرد لقيمته ولأهميته ما يشكّل دافعًا لتوليد مشاعر الفخر والإنجاز واحترام النفس وتجنّب الخبرات التي تسبّب شعورًا بالنقص (الفقي، 2000، ص33).
  3. الصّحة النّفسيّة: يعرّف مورجان وكنج Morgan & King الصّحة النّفسيّة أنّها مصطلح العام يشير إلى التّوافق الشّخصي المتحرّر نسبيًّا من الأعراض العصبيّة والذّهنيّة.

المحور الأول: الخطاب الداخلي

تعريف الخطاب الداخلي

الخطاب الدّاخلي هو شكل من أشكال الحوار مع الذات والتحدّث بصمت مع النفس، وهو يعدُّ ظاهرة معقّدة وغير مستكشفة تمامًا يدرسها علم النفس واللغويات العامة والفلسفة، والكلام الداخلي في علم النفس هو التعبير الخفيّ المصاحب لعملية التفكير، وهو يكشف عن نفسه كأداة لا صوت لها.

وقد عرّف ألبرت أليس(1994) الخطاب الداخلي أو التحدّث مع الذات أنه مجموعة الأفكار والسّلوك والمشاعر السّلبيّة والإيجابيّة التي يكون الفرد مهيأ لها من الناحية البيولوجيّة، إذ يتعلّم الفرد أن يفكّر ويتصرّف ويشعر بأشياء معينة لنفسه وللآخرين (الشناوي، 1996، ص97).

في حين يعدُّه الفقي ( 2001) أنه ردود فعل لا واعية لها صلة بالأشياء الكثيرة التي نقولها لأنفسنا (الفقي،2001:51.(  ويعرفه العريمي (2006 ) أنه برمجة وإعادة برمجة عقلنا بإشارات سلبيّة وإيجابيّة تستقرّ وترسخ بعمق في العقل الباطن الذي يقوم بتخزين المعلومات وتكرارها في ما بعد (العريمي،2006،ص46). وقد  استخدمت عبارة الخطاب الدّاخلي من قبل عالم النّفس الرّوسي ليف فيغوتسكي Vygotsky لوصف مرحلة في اكتساب اللغة وعمليّة التفكير، وفي مفهوم Vygotsky، “بدأ الكلام كوسيلة إجتماعية وأصبح داخليًّا” كالكلام الداخلي، أي الفكر اللفظي” (نيلسون، 2006).

 أهميّة الخطاب الداخلي

يؤدي خطابنا للآخرين دورًا مهمًا على مستوى تقديرهم لأنفسهم، وذلك من خلال الكلمات التي نتواصل بها معهم وتتلقّاها آذانهم، إذ إنّ الكلمات التي نُسمعها لأطفالنا مثلًا تسهم في تكوين نظرتهم لذواتهم وفي تشكيل صورة مستقبليّة لشخصيّاتهم فهي لوحة رسّام، إمّا أن تكون زاهية بالألوان الجميلة إذا كان خطابنا لهم مشبعًا بالكلمات الإيجابيّة منذ الصغر، وإمّا أن تكون قاتمة الألوان إذا كان تواصلنا معهم مشبعًا بالمفردات والكلمات السلبيّة. كذلك الحال على مستوى ذواتنا وأنفسنا فهي تتأثّر بخطابنا الداخليّ، وما يحويه حديثنا مع أنفسنا من كلمات التقدير والتحفيز الداعم أم لا، فإمّا أن نسمو بتقديرنا لذواتنا من خلال الخطاب الدّاخلي الإيجابي إلى درجات متقدّمة تزهو بها شخصيّاتنا لتُبرز كل ما لديها من جميل، وإمّا أن نرهق أنفسنا بالخطاب الداخلي السّلبيّ، لنكون من ذوي تقدير الذات المتدنّي فننغلق على أنفسنا ونطمس ما بداخلها من طاقات وقدرات.

ففي داخل كلّ منّا طاقات كامنة وشرارات إبداع تحتاج إلى ما يوقظها، فإمّا أن نوقظ هذه الشّرارات لتصبح قناديل مضيئة تُظهر كلّ  ما في أعماقنا من قدرات وإبداعات قد نصل معها إلى القِمة في عطاءاتنا وإنجازاتنا، وإمّا أن نُغرق ذواتنا في بحر المشاعر السّلبيّة التي تشلّ الأفكار وتقمع الهمم وتعيق أي قدرة على الإنجاز، وهذا كلّه يتأثّر بدرجة كبيرة بخطابنا الدّاخلي ومضمون حديثنا مع الذات ومدى تحفيزنا لها، إذ إن الاستمرارية في الحياة بفعاليّة وسعادة تتأثّر بعاملين أحدهما التحفيز الخارجي الذي يتلقّاه  الفرد من الآخرين، والثاني هو التّحفيز الذاتي الذي ينبع من نفس الإنسان وداخله ليعمل على شحن المشاعر الداخليّة التي تقود إلى تحقيق الأهداف، وتجعل الفرد أكثر حماسًا وإنتاجيّة في حياته، إضافة إلى أن نظرة الفرد الإيجابيّة تجاه ذاته لها دور مهمّ وفعاّل في انطلاقته الاجتماعّية وفي تحقيق طموحاته وما يصبو إليه، كما أنّها تسهم في مضاعفة الجهود وتحمّل الصعوبات وتؤدي دورَ المغذّي والمحفّز في السعي لإيجاد الحلول المبتكرة  للمشكلات التي تواجه الفرد.

مصادر التحدّث مع الذات

إنّ التحدّث مع الذات يأتي من عدة مصادر منها:

  • الأسـرة: فبعض الآباء والأمهات يقومون ببرمجة أبنائهم بشكل سلبي وهم لا يشعرون بذلك، من خلال نوع المفردات التي يخاطبون بها الأبناء مثلًا: أنت كسول، غبي، لا تفهم شيئًّا… وغيرها من المفردات السّلبيّة.
  • المدرسـة: إذ يمكن أن تؤدي البيئة المدرسيّة دورًا في برمجة الذات سواء بشكل إيجابيّ أم سلبيّ، وذلك من خلال الملاحظات والمفردات التي يتلقّاها الطالب في مرحلة الدّراسة.
  • الأصـدقاء: إذ يؤثّر الأصدقاء على بعضهم البعض بطريقة كبيرة على مستوى برمجة الذات، وذلك من خلال المفردات المتناقلة أيضًا.
  • نفس الفرد: فالحديث الذّاتيّ الدّاخلي له أثر كبير في برمجة الذات سواء سلبًا أم إيجابًا “فأنت تعيش الكلمات التي تقولها لنفسك”.

طرق مفيدة لممارسة الخطاب الداخلي الإيجابي

  1. استبعد الأشخاص السّلبيين من حياتك

لا شيء يمكن أن يؤثر عليك أكثر من وجودك مع أشخاص سلبييّن، ينظرون الى الحياة بمنظار سلبي و يؤدون دائمًا دور الضحية، فهم يسرقون طاقتك ويؤثّرون عليك سلبًا.

  1. لا تسكن في الماضي

كل شخص لديه أشياء سيئة في الماضي، لا تركّز على هذه الإخفاقات أو الأخطاء أو الأشياء السّلبيّة التي حدثت في ماضيك، حافظ على تركيز عقلك على المستقبل، وما هو ممكن و خاصة الأشياء الإيجابيّة الممكنة، ركّز على حقيقة أنك كنت قويًّا بما يكفي للمضّي قدمًا واحتضان مستقبلك.

  1. لا تقارن نفسك بالآخرين

عندما تقارن باستمرار ما تفتقر إليه بما لدى الآخرين، يمكنك بسهولة أن تحبط نفسك. فمن السهل أن تصبح سلبيًّا بشأن حياتك إذا كنت تؤدي لعبة المقارنة، وبدلًا من ذلك حاول أن تبحث عن الامتنان في ما لديك، بدلًا من التركيز على ما ليس لديك.

  1. استخدم الكلمات الإيجابيّة مع الآخرين

إذا كانت كلماتنا مع الآخرين سلبيّة، فمن المحتمل أن نكون سلبييّن تجاه أنفسنا أيضًا، فوجود أفكار سلبيّة يؤدي إلى الحديث السلبي مع النفس أيضًا.

  1. ثق في نجاحك

آمن بقدراتك ومهاراتك حتى تتمكّن من دفع نفسك نحو النّجاح، فالشّك في نفسك يمنعك من المحاولة و يمنعك من النجاح، صدّق أنك تستطيع النجاح حتى لو تطلب الأمر عدّة محاولات.

  1. لا تخف من الفشل

لا تخف من الفشل لأنه غالبًا ما يوصلك إلى طريق النجاح.

7.استبدل الأفكار السّلبيّة بأفكار إيجابيّة

الأفكار السّلبيّة سوف تزورك لأنّه من الصعب أن تمدّ نفسك بأفكار إيجابيّة طوال الوقت. فكن إيجابيًّا عندما تتسلّل الأفكار السّلبيّة إلى ذهنك، وسيساعدك القيام بذلك في العثور على الدّافع للمحاولة مرة أخرى.

  1. التوكيدات الإيجابيّة

من الطرق الرائعة لتقديم حديث إيجابيّ مع نفسك، هو الإستماع الى التوكيدات الإيجابيّة. وقد أثبت العلم أن الاستمرار في الاستماع الى هذه التوكيدات سوف يحسّن شعورك ويحفّز عقلك الباطن.

  1. الحدّ من الإستماع للأخبار ووسائل الإعلام

يمكن أن تكون الأخبار ووسائل الإعلام سلبيّة في الغالب، فعندما تغذّي عقلك برسائل سلبية باستمرار، سيصبح من الصعب جدًّا أن تجد حديثًا إيجابيًّا مع نفسك.

  1. احلم وحدّد أهدافك

من الطرق الرائعة لبدء الحديث الإيجابيّ مع النفس أن تحلم بالمستقبل. ما هي رغبتك في الحياة؟ ماذا تريد من الحياة؟ أين ترى نفسك بعد 5 أو 10 أو 15 عامًا؟

اسمح لنفسك بأن تحلم أحلامًا كبيرة، ومن ثمَّ ضع أهدافًا أصغر للوصول إلى تلك الأهداف النهائيّة، وسيساعدك الوصول لتحقيق تلك الأهداف على أن تكون أكثر سعادة (مجلة العراب، 15 طريقة لممارسة الحديث الداخلي الإيجابي).

المحور الثاني: تقدير الذات

تعريف تقدير الذات: « يُعرّف تقدير الذّات من خلال التقدير الذي يجريه الفرد لوصف ذاته بدلالة الأدوار والصفات التي يمتلكها، وعلى أساس الدّرجة التي يشعر فيها الفرد أنّه مرتاح أو متقبّل لها، أو يشعر بعدم الراحة سواء بشكل عام أو جزئي تجاه الذات، ويتشكّل تقدير الذات من خلال امتلاك الفرد للمهارات الضرورية في التعامل بنجاح وفعاليّة مع البيئة المحيطة، وفي رصيده من ذلك النّجاح أو..«( Murk ، 1999) الفشل).  ويرى كيلي (Kelly 1955) أنّ تقدير الذات هو من الحاجات الأساسيّة للكائن الإنسانيّ، والأمور التي يشترك فيها كل الأشخاص، وحين يقوم الفرد بضبط أفعاله الخاصة به، فإنّه يسعى نحو  تأسيس ما يسمى بناء الذات الذي هو جزء من الجهاز المعرفي.

في حين يجمع كثير من الباحثين على تعريف تقدير الذّات أنّه أحد عوامل الصّحة النّفسيّة، التي تقترن بالتأثيرات المحيطة بالفرد من أصدقاء وأهل وزملاء (أبو الديار،2012،ص 106).

أهمّيّة تقدير الذّات

أشارت بعض الدّراسات إلى أنّ النّظرة الإيجابيّة نحو الذات تفيد في خلق علاقات إيجابيّة مع الآخرين، وفي الانسجام مع البيئة المحيطة، كما تدفع الأفراد في أغلب الأحيان للعمل كقادة إيجابيين، يستجيبون للتحدّيات ويرغبون في محاولات جديدة، وغالبًا ما يجدون حلا” للمشكلات التي تواجههم، إضافة إلى كونه يسهم في إدراك نقاط القوة وتعزيزها، وفي تحديد أهداف واضحة والسّعي نحو تحقيقها. كما أنّ بذور تقدير الذات تزرع من خلال عملية التنشئة الاجتماعيّة منذ مرحلة الطفولة وهي تتأصّل في مرحلة المراهقة، وتستمر مدى الحياة، إذ تسهم في تكوينها عوامل عدة منها ما يرتبط بالأسرة والمؤسّسات الاجتماعيّة المتعدّدة، ومنها ما يتعلّق بالفرد نفسه من خلال عملية التّحفيز الذّاتي.

بعض الأفكار المساعدة في تحفيز ذاتك

  • عش حياتك ببساطة ( تشاندلر،2006):
  • خطّط لعملك بدقة.
  • ليكن لك أسلوبك الخاص في العيش والحياة.
  • اتبع ذاتك.
  • اضغط على كل أزرارك.
  • حوّل الضغوط إلى فرص.
  • استفد من المشاكل والصّعوبات التي تواجهك.
  • تحدّث إيجابيّة مع ذاتك.
  • توقّف عن مخاطبة ذاتك بطريقة سلبية.
  • ساهم في إسعاد الآخرين.
  • ابحث عن أينشتاين الذي بداخلك.
  • اجعل أفكارك تثبّ.
  • استغل قوة إرادتك.
  • حدّد هدفًا قويًّا وواضحًا لحياتك.
  • رحّب بما هو غير متوقّع.
  • استبدل القلق بالعمل والتحرّك.
  • كافيء نفسك عند أيّ مجهود أو عمل مميّز.
  • مارس الإسترخاء الفعّال.
  • ابتعد من الأفراد السلبيّين.
  • ابق على مسافة آمنة بينك وبين الآخرين.
  • عزّز علاقتك الروحية.

المحور الثالث: الصّحة النّفسيّة

تعريف الصّحة النّفسيّة

عرّف دستور منظمة الصّحة العالمية العام 1946 الصّحة النّفسيّة كما يلي: « إنّها حالة كاملة من العافيّة الجسميّة والعقليّة والاجتماعيّة، وليس مجرّد غياب المرض أو الإعاقة» ( حجازي، 2004، ص26).  ويعرّف هادفيلد Hadfeld الصّحة النّفسيّة أنّها حالة من التّوافق التّام أو التّكامل بين الوظائف النّفسيّة المختلفة، مع القدرة على مواجهة الأزمات النّفسيّة المختلفة التي تطرأ عادة على الإنسان مع الإحساس بالسعادة الكافية ( كتفي، 2017 ).

بماذا يتّصف الإنسان السّليم نفسيًّا

لقد شغل موضوع الصّحة النّفسيّة الباحثين والعلماء والمهتمّين في هذا المجال، والذين تعدّدت آراءهم في تحديد الصّحة النّفسيّة، إلاّ أنّه هناك معايير كثيرة ومختلفة يتحدّد من خلالها سمات الإنسان السّليم نفسيًّا، على أنّه ليس من الضروري أن تتوفّر جميعها في الشخص الواحد، فما هي هذه المعايير؟

– أن يشعر الفرد أنّه قادر على مواجهة تحديات الحياة ومطالبها.

– أن يمتلك شعورًا عاليًا بتقديره لنفسه ويستطيع تقبّل نفسه كما هو.

– يتطلّع إلى المستقبل بتفاؤل.

– أن يمتلك ويشعر بالمشاعر الإيجابيّة أكثر من المشاعر السّلبيّة.

– يتمتّع بالنّشاط والفعاليّة ويسعى باستمرار لتحقيق أحلامه وطموحاته.

– يستطيع التكيّف مع مختلف الظروف.

– يستطيع التحكّم بنفسه في المواقف المتعدّدة.

– يبدي اهتمامًا بالمحيطين والأناس من حوله.

– يستطيع التّعامل مع الآخرين بانفتاح وتقبّل للإختلاف، ويكون قادرًا على بناء علاقات إيجابيّة معهم. (رضوان، 2022، ص 10).

الحديث الذاتي وعلاقته بالصّحة النّفسيّة

لقد أثبتت الدراسات والأبحاث وجود صلة متينة ما بين الصّحة النّفسيّة والجسديّة، إذ إنّ الإنسان هو كلّ متكامل لا نستطيع فصل جزء منه عن الأجزاء الأخرى، كما لا نستطيع البحث في ناحية محدّدة من نواحي شخصيّته بمعزل عن باقي النواحي، فالجانبان الجسديّ والنّفسيّ يشكّلان وجهان لعملة واحدة ولهما الدّور نفسه في عملية التأثّر والتأثير. كما قد أثبتت الدراسات أن كثيرًا من الأمراض والأعراض الجسديّة ترجع لأسباب نفسيّة متعدّدة، في حين يعدُّ التحدّث مع الذات بصورته الإيجابيّة أو السّلبيّة من العوامل  التي قد تترك أثرها على الصّحة النّفسيّة وعلى وظائف الجسم، وسنوجز هذه التأثيرات فيما يلي:

  1. المظاهر الإيجابيّة للخطاب الداخلي على الصّحة النّفسيّة

يرى روتر( 1987 ) أن التحدّث الإيجابيّ مع الذات يعدّ من مميّزات الأشخاص الذين يتمتّعون بالقدرة على مواجهة الأزمات والضغوط النّفسيّة التي يتعرّضون لها، كما أنّ الشّخص المتعرّض للأزمات والضغوط يتّخذ اتجاه الإيجابيّة في سلوكه عندما يتميز تفكيره بالإيجابيّة (نسيم،2017، ص 11). في حين يرى “بيك” أن الخطاب الإيجابي مع الذات هو أسلوب لإدراك المعلومات بطريقة صحيحة، وهذا الأسلوب ينعكس في سلوك الفرد عند تعامله مع المواقف الضاغطة، فالشّخص الذي يكون مقدامًا في مواجهته للضغوط هو شخص متفائل لديه تحيّز إدراكي نحو الأبعاد الإيجابيّة للموقف (الفقي، 1998، ص 98). كما أنّ التأثير الإيجابي للخطاب الدّاخلي على مستوى الذات يتجّلى واضحًا من خلال جلسات العلاج النّفسيّ، إذ تؤكّد الكثير من المنهجيات العلاجيّة كالعلاج المعرفيّ السّلوكيّCognitive behavioral therapy  (CBT) مثلًا على الدور الفاعل للخطاب الدّاخلي الإيجابي في تعديل منظومة الأفكار والمعتقدات، وفي تعديل المشاعر والسّلوكيات التي يقوم بها الفرد والتي تعدُّ ناتجًا عن طريقة تفكيره وعن الأحاسيس التي يشعر بها تجاه المواقف المتعدّدة.

  1. المظاهر السّلبيّة للخطاب الدّاخلي على الصّحة النّفسيّة

يعدُّ الفقي (2000، 30) أن الحديث مع الذات بصورته السّلبيّة يجعل الفرد فاقدًا للأمل ويشعر بعدم الكفاءة، فالحديث السّلبيّ يرسل إشارات سلبيّة للعقل الباطن فيردّدها باستمرار ومن ثم يؤثّر على تصرفات الفرد وأحاسيسه، وأمّا الحديث الذاتي الإيجابي فيولّد مصدر قوة الفرد والتّقدير الشّخصي السّليم وهو مستوى للتقبّل.

ويؤكد سبانكلر (1997) أنّ الأفراد الذين يتحدّثون مع ذواتهم بصورة سلبيّة يميلون لرد فعل عاطفي عند مواجهتهم للضغوط، وهم يتميّزون بردّ فعل عالي المستوى وأعراض مرضية واضحة نوعًا ما (نسيم، 2017، ص11). فالخطاب السّلبي مع الذات يسهم في تبنّي معتقدات سلبيّة، ويجعل الفرد أسيرًا لأفكاره السّلبيّة التي قد يغرق في بحرها ويصبح من الصعب عليه أن ينظر بإيجابيّة للأمور المحيطة به، كما يصعب عليه أن يرى الإيجابيّة في ذاته وصفاته أيضًا، إذ يشكّل هذا الخطاب السّلبي المستمر مع الذات الشّعلة التي توقظ المزيد من الأفكار المتتالية التي تقتحم دماغ الفرد وتؤثّر على مشاعره وأحاسيسه بشكل سلبي وكذلك على تصرّفاته وأفعاله.

الصّحة النّفسيّة ما بين الخطاب الدّاخلي وتقدير الذات

يعدّ تقدير الذّات من الحاجات الإنسانيّة الخمس التي أكّد عليها العالم النفسي أبراهام ماسلو، وهو يحتّل المرتبة العليا في هرم هذه الحاجات ويرتكز في تحقيقه على إشباع باقي الحاجات الأخرى، في حين أنّه يشكّل مع باقي الحاجات الإنسانيّة الخمس مصدرًا لتكوين شخصيّة متوازنة قادرة على العيش بسعادة وهناء، وفي الوقت الذي يؤدي فيه خطابنا الإيجابي مع أنفسنا دورًا مهمًّا في رفع مستوى تقديرنا لذواتنا وفي تكوين نظرة إيجابيّة نحو الذّات، فإنّ تقدير الذّات يعدُّ محكًّا مهمًّا من محكّات الصّحة النّفسيّة ومرتكزًا رئيسًا لها، لما لتقدير الذّات من أثر إيجابي على تفكيرنا وأحاسيسنا وتصرفاتنا، إذ إنّ تقدير الذّات المرتفع يعكس بآثاره الإيجابيّة على الشّخصية ككل، فيجعل منها شخصيّة منطلقة ومتفاعلة مع من تعيش معهم، قادرة على التأثير والتغيير بفعاليّة في المجتمع المحيط، لما تمتلكه من ثقة بالنّفس وبالقدرات والإمكانيات على المستوى الشّخصي، مضافًا إلى ذلك المرونة في التفكير وما لها من نواتج إيجابيّة في هذا المجال.

خاتمة

يشكّل الخطاب الدّاخلي سياجًا للذات، وهو يمكن أن يكون آمنًا لها فيمدّها بالتّحفيز الذّاتي ليرفع بذلك مستوى تقدير الذات ويحرّك ما لديها من طاقات كامنة، كما يمكن أن يكون سببًا في إطفاء هذه الطاقات من خلال الحديث السّلبي مع الذات والذي ينعكس بشكل مباشر على الصّحة النّفسيّة للفرد.

من هنا أهمّية حرصنا على أن يكون خطابنا لأنفسنا إيجابيًّا وعلى ضرورة الاعتناء بتحفيز ذواتنا للوصول بها إلى أعلى ما يمكن من مستويات تقدير الذات، والذي لا يعكس مطلقًا معنى الأنانيّة، إنّما يفيد في أنّه متى استطعنا أن نحبّ أنفسنا بالمعنى الصحيح ونخاطبها بالكلمات الإيجابيّة، فإنّ ذلك سيساعدنا على أن نكون أسوياء على المستوى النّفسيّ، وأن نحيا سعداء وننشر السعادة لمن حولنا.

المراجع

أ- العربية

  1. أبو الديار، مسعد نجاح (2012).العلاقة بين تقدير الذّات والدّافعيّة للإنجاز والذّكاء الوجداني لدى عينة من الأطفال المكفوفين وغير المكفوفين. مجلة العلوم الاجتماعيّة، مجلّد (40)، عدد (2) .
  2. تشاندلر، ستيف (2006). مائة طريقة لتحفيز نفسك.
  3. رضوان، سامر (2022). الصّحة النّفسيّة في سن الطفولة والمراهقة.
  4. حجازي، مصطفى (2004). الصّحة النّفسيّة، منظور دينامي تكاملي للنمو في البيت والمدرسة. بيروت، لبنان: المركز الثقافي العربي (ط 2).
  5. الحجار، محمد (1989). الطبّ العسكري المعاصر، أبحاث في موضوعات مهمّة علم النّفس الطبي والعلاج النّفسي السّلوكيّ. بيروت: دار العلم للملايين.
  6. الشنّاوي، محمد محروس (1996). العمليّة الإرشاديّة والعلاجيّة. القاهرة، مصر: دار غريب للطباعة والنشر.
  7. الفقي، إبراهيم (2000). قوة التحكّم في الذات. السّعودية: دار التوبة للطباعة والنشر (ب ط).
  8. كتفي، عزوز(2017). المساندة الأسريّة وعلاقتها بالصّحة النّفسيّة لدى عينة من مرضى القصور الكلوي. مذكرة ماستر، جامعة محمد بو ضياف، الجزائر.
  9. العريمي، أيمن (2006). الحوار مع النّفس وكيفيّة الوصول إلى الذات. عمان، الأردن: دار الأسرة للنشر والتوزيع.
  10. نيلسون، كاثرين (2006). « قصص من سرير» استُرجع (4 أيار 2022 – 11:00 صباحًا) من https://eferrit.com/
  11. مجلة العرب. 15 طريقة لممارسة الحديث الداخلي الإيجابي. استُرجِع (6 أيار 2022 – 11:00 صباحًا ) من https://al3arrab.com/15
  12. نسيم، قجالي (2017). الحديث الدّاخليّ وعلاقته بالثّقة بالنّفس وفق مستوى النتائج الرياضية المحقّقة لدى لاعبي لكرة القدم. مذكرة ماستر، جامعة محمد بو ضياف، الجزائر.

ب- الأجنبية

  1. Murk, J, (1999). Self – esteem, London, Springer Publishing Company Inc Second Edition.
  2. L’ecuyer, (1979) Le Concept De Soi, Paris, Edition P.U.F.

1- أستاذ مساعد في الجامعة الإسلاميّة – بيروت – قسم علم النفس المدرسي fdikmak@hotmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website