foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

دور التّعليم في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة أنموذجًا: مواد الاجتماعيّات (الجغرافيا والتاريخ)

0

دور التّعليم في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة أنموذجًا: مواد الاجتماعيّات (الجغرافيا والتاريخ)

د ـ منى يونس([1]) د ـ آسيا المهتار([2])

نُوقشت هذه الدراسة في المؤتمر الدّولي الرابع لكلّيّة الآداب والعلوم الاجتماعيّة، في جامعة السلطان قابوس – مسقط – سلطنة عمان

الملخص

يعدُّ الانسان محور عملية التنمية المستدامة، التي تتضمن تنمية بشرية قائمة على تحسين مستوى التعليم والثقافة والرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي. وقد أشار تقرير اللجنة العالميّة للتنمية والبيئة “برونتلاند” إلى أن “التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر من دون النيل من قدرة الأجيال القادمة على تلبية إحتياجاتها” ((www.lebarmy.gov.lbL28-2011.. كما أن مصطلح تنمية مستدامة تعني عدم الاستهتار والتفريط في مصادر الثروات الطبيعية، التي ترتكز عليها هذه التنمية، أو تدمرها، أي تنمية تعمل على تجديد الموارد والثروات وزيادتها وإعادة التصنيع بشكل يضمن بيئة نظيفة وصالحة لحياة الأجيال الحاضرة والقادمة.

أمّا التّعليم فهو عملية اكتساب الفرد المعارف والمعلومات والمهارات المتنوعة بهدف إحداث تغيير في السّلوك والمواقف والقيّم.إضافةً إلى توفير فرص عمل، وتحويل الإنسان إلى كائن منتج في المجتمع ، مع العلم أنَّ التْعليم يُساهم في تطوير هذا الكائن، كما أنّه يودي دورًا مهمًّا في سير عملية التنمية المستدامة، ويحرّر الفرد من العبوديّة والجهل والفقر. فما علاقة التعليم بالتنّمية؟

ولما كانت الأزمات التي تصيب العالم حاليًّا على الصعيد الاقتصاديّ، الماليّ، الغذائيّ، التعليميّ…، ينبغي إيجاد الحلول الممكنة لها عن طريق التربية، فالتعليم يعدُّ الحجر الرئيس في هرم التنمية ، وهو الوسيلة الفضلى لاكتساب المعلومات والمهارات لبناء مجتمع يسوده الاستقرار والوعي البيئيّ ولإعداد موارد بشريّة قادرة على إدارة التنمية.

كلمات مفتاح: التنمية المستدامة، التعليم، التعلّم، المواطنية، البيئة، صناعة التغيير.

Abstract

The human being is considered the center of the sustainable development process, which includes human development based on improving the level of education, culture, health care and social welfare. The report of the World Commission on Development and Environment “Brundtland” indicated that “sustainable development is development that meets the needs of the present without compromising the ability of future generations to meet their needs” (www.lebarmy.gov.lbL28-2011). Also, the term sustainable development It means not disregarding and neglecting the sources of natural resources on which this development is based, or destroyed, i.e. development that works to renew and increase resources and wealth and re-industrialization in a way that ensures a clean and suitable environment for the lives of present and future generations.

As for education, it is the process of individual acquiring various knowledge, information and skills with the aim of bringing about a change in behaviour, attitudes and values. In addition to providing job opportunities, and transforming man into a productive being in society, knowing that education contributes to the development of this organism, as it plays an important role in the progress of the process Sustainable development, liberating the individual from slavery, ignorance and poverty. What is the relationship between education and development?

Since the crises currently afflicting the world at the economic, financial, nutritional, educational level…, possible solutions should be found through education. Education is the main stone in the development pyramid, and it is the best way to acquire information and skills to build a stable society and environmental awareness and to prepare Human resources capable of managing development.

Key words: sustainable development, education, learning, citizenship, environment, change making

المقدمة

يعدُّ الإنسان محور عملية التنمية المستدامة، التي تتضمن تنمية بشرية قائمة على تحسين مستوى التعليم والثقافة والرّعاية الصّحيّة والرفاه الاجتماعي. وقد أشار تقرير اللجنة العالميّة للتنمية والبيئة “برونتلاند” إلى أن “التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر من دون النَيل من قدرة الأجيال القادمة على تلبية إحتياجاتها”. (مجلة الدّفاع الوطني اللبناني، 2011، العدد78، بحث التنمية المستدامة وأبعادها الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة). كذلك أن مصطلح تنمية مستدامة تعني عدم الاستهتار والتفريط في مصادر الثروات الطبيعيّة، التي ترتكز عليها هذه التنمية، أو تخرّبها، أي تنمية تعمل على تجديد الموارد والثروات، وزيادتها وإعادة التصنيع بشكل يضمن بيئة نظيفة وصالحة لحياة الأجيال الحاضرة والقادمة (www.unstats.un.org/unsd/statcom/47thsession). أمّا التّعليم فهو عملية إكساب الفرد المعارف والمعلومات والمهارات المتنوعة، بهدف إحداث تغييرٍ في السّلوك والمواقف والقيم. توفير فرص عمل، وتحويل الإنسان إلى كائن منتج في المجتمع ، مع العلم أنَّ التْعليم يُساهم في تطوير هذا الكائن، كما أنّه يودي دورًا مهمًّا في سير عمليّة التنمية المستدامة، ويحرّر الفرد من العبوديّة والجهل والفقر. (ابن منظور، 1972، لسان العرب، دار صادرة بيروت، لبنان). وفي ظل أجواء يسودها الإحساس المتزايد بعدم الأمان في عصر الاقتصاد العالمي الجديد، عقدت الأمم المتحدة عدة مؤتمرات للحث على “وضع التنمية الاجتماعيّة في قلب الاهتمامات السياسيّة العالميّة”، لتوجيه الانتباه العالمي نحو إيجاد حلول لمشاكل العالم الاجتماعيّة الرئيسة. إذ تقوم الكفاءة الاجتماعيّة على مشاركة النّاس بشكل فعّال في مراحل رسم سياسات التنمية، ووضع الخطط وتنفيذ المشاريع، وهذا الأمر لا يمكن تنفيذه إلا بتطوير التعليم وتفعيل دوره في عملية التنمية المستدامة. تهدف مواد الاجتماعيّات عامةً: سواء في لبنان أو في غيره من دول العالم إلى تنشئة المتعلم تنشئة اجتماعيّة عبر كفايات، أهداف، خطوات، وسلوكيات ومهارات تلائمه وتساير قدراته العقلية، والوجدانيّة وتتناسب مع التّطور التكنولوجي المعاصر، تستفيد من نشاطه وظيفيًّا، وتحفزّ فضوله المعرفي في عملية البحث والتّقصي، التّوثيق، والتّعامل مع كل مستجدات العصر بمرونة. هذا كلّه لتطوير عملية التنمية، وإعطاء مادتي التاريخ والجغرافيا الحيّز الذي تستحقه لتصبح نشاطًا يعزز مشاريع التنمية المستدامة وأهدافها. في لبنان، وبعدما تفاقمت الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة ظهر واضحًا أنّ الهمّ الاجتماعي بات مسؤولية الجميع، بما فيهم قطاع التربية والتعليم، سواء في المؤسسات التعليميّة العامة (أي الرسمي) أو الخاصة، تحت راية المسؤوليّة الاجتماعيّة للمساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة الـ17 للتنمية المستدامة حتى العام2030.

فأين التّعليم في لبنان من هذه الأهداف؟

أكدت الهيكليّة التعليميّة في لبنان منذ تجديد المنهج سنة 1997 على “لا يقتصر عمل التلامذة في المدرسة على متابعة الدّروس، والأنشطة داخل الصف إنما يمكن أن يقوموا بمهام معينة مرتبطة بالدروس، والأنشطة وذلك بطريقة عملية توجه التصرفات عند المتعلم وتساعد على تمثل الأنماط السّلوكيّة المطلوبة، التي يتوافق العديد منها مع مبادئ التنمية المستدامة منها المساواة الاجتماعيّة، واحترام البيئة والحفاظ على الفعاليّة الاقتصاديّة” (منشورات المركز التربوي للبحوث والانماء، 1997، آمال وهيبة).

انطلاقًا من ذلك أصبحت التنمية الاجتماعيّة أساسيّة في عملية التنمية المستدامة وأولوية لتطور الدّول، لا سيما رفع المستوى التعلمي لأعلى درجاته، وهذا هو جوهر بحثنا “دور التّعليم في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة” إذًا؛ المناهج في لبنان تسعى إلى تحقيق هدفين رئيسين هما:

  • بناء شخصية الفرد إذ “تراعى في تكوينه الشّخصيّة القادرة على تحقيق الذّات، وتحمل المسؤوليّة والالتزام الأخلاقي والتعامل مع الآخرين بروح المواطنة المسؤولة، والمشاركة الإنسانيّة” (المرجع نفسه، ص:40) وذلك من خلال تنمية جوانب الشّخصية الإنسانيّة كافة (المعرفيّة، المهاراتيّة/ الحركيّة، والعاطفيّة).
  • الانفتاح على المجتمع وذلك لجهة “المشاركة في العمل الاجتماعي، والسياسي ضمن إطار النّظام اللبناني الدّيموقراطي البرلماني، وهذا حقٌّ للمواطن وواجب عليه تجاه مجتمعه ووطنه” (المركز التربوي، م.س.، ص:3).

أمّا أهمّية هذا البحث فهي تتجلى في:

  • تسليط الضوء على موضوع التنمية الذي يأتي في طليعة اهتمامات الدّول عالى اختلاف مستوياتها.
  • إظهار رأي المعلمين والمعلمات في مادتي الجغرافيا والتاريخ، بمدى ملاءمة الأهداف والاستراتيجيات والنشاطات التربوية والمنهج بشكل عام لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
  • تبني استراتيجيات قادرة على تفعيل التعليم في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أولًا: منهجيّة البحث

         لا بدّ في منهجية البحث من البَدء بتحديد الأهداف، الإشكاليّة والفرضيات قبل التّطرق إلى الأدوات ومراحل التنفيذ.

  1. أهداف البحث.

تهدف هذه الدّراسة إلى:

  • تحديد أهداف التنمية المستدامة.
  • إيضاح أهمّيّة تعليم مادتي التاريخ والجغرافيا في المنهج اللبناني، بهدف تحقيق التنمية البشرية.
  • إيضاح دور التنمية في تطوير الخبرات العلميّة والثقافية والفكرية.
  • إقتراح آراء لتعزيز اكتساب أهداف التنمية المستدامة، وتفعيل المواطنية عند التلاميذ اللبنانيين في صفوف الحلقة الثالثة (السابع، الثامن والتاسع الأساسي) بهدف صناعة التغيير لبناء مستقبلٍ أفضل.
  1. الإشكاليّة

تعرض العالم أجمع في المرحلة الأخيرة إلى أزمات عديدة على الصعيد الاقتصاديّ، الماليّ والغذائيّ والتعليميّ كما أشرنا في المقدمة…، ينبغي إيجاد الحلول الممكنة لها عن طريق التّربية، إذ يعدُّ التّعليم الحجر الرئيس في هرم التنمية ، وهو الوسيلة الفضلى لاكتساب المعلومات والمهارات لبناء مجتمع يسوده الاستقرار والوعي البيئيّ، ولإعداد موارد بشريّة قادرة على إدارة التنمية.

كيف يسهم تعليم مواد الاجتماعيّات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الحلقة الثالثة من التعليم الأساسي؟

هل جميع مدارس لبنان تهتم في اكساب المتعلم لأهداف التنمية المستدامة في الحلقة الثالثة؟

هل تساعد مناهج التاريخ والجغرافيا اللبنانية في تعزيز مفهوم المواطنية عند التلاميذ اللبنانيين؟

ما الصعوبات التي تعترض تحقيق أهداف التنمية المستدامة في منهاج التاريخ والجغرافيا في الحلقة الثالثة؟

  • الفرضيات

بناء على الأسئلة التي تضمنتها الإشكاليّة، وضعت الفرضيات الآتية:

  • مفهوم المواطنة محدود في مناهج التاريخ والجغرافيا في لبنان في الحلقة الثالثة.
  • مفهوم التنمية المستدامة غير واضح عند معلمي مادتي التاريخ والجغرافيا في بعض المدارس الخاصة والرسمية في لبنان.
  • يختلف دور المعلم في القطاع الخاص عنه في القطاع الرسمي، بناءً إيلاء أهداف التنمية المستدامة الأهمّية التي تستحقها.
  • المنهج الرّسمي اللبناني غير موحد في مادة التاريخ حتى اليوم.
  • تدرس المدارس الخاصة هذه المواد ابتداءًا من الحلقة الثانية أو أكثر.
  • بناء المواطن القادر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة يختلف بين القطاعين الخاص والرسمي في لبنان.
  1. أدوات البحث ومراحله

من حيث الفئة المستهدفة من هذه الدّراسة فهي معلمو الحلقة الثالثة ومعلماتها (السابع، الثامن والتاسع الأساسي) في المدارس اللبنانية الرسمية والخاصة.

كما سيجمع المعلومات عن طريق استمارة رأي توزع للمعلمين والمعلمات عبر google drive، وإنزال النتائج لاحقًا بوساطة رسوم بيانية مختلفة الأشكال من البرنامج عينه…

بناء على ما سبق، اعتمدت الدّراسة المنهج الوصفي التحليلي في عرض نتائج البحث الميداني في تعليم مادتي التاريخ والجغرافيا. ولتحقيق ذلك،اتبعنا المراحل الآتية:

  • مرحلة التّشخيص أي سبر التّصورات السّابقة في المعرفة لدى المعلمين.
  • مرحلة معالجة نتائج الاستمارات إحصائيًّا؛ وتحليل إجابات المعلمين والمعلمات.
  • مرحلة استخلاص الاستنتاجات ووضع الاقتراحات. بعدما استعراض منهج البحث فسنبدأ بالقسم النّظريّ.

ثانيًا: القسم النظري

يشمل هذا القسم تعريفات لبعض المصطلحات، وتوضيحات المفاهيم العلميّة التي مرت في البحث، إضافةً إلى الدّراسات السّابقة التي تناولت مواضيع قريبة من موضوعه.

1- مصطلحات البحث

يتضمن هذا البحث عددًا من المصطلحات، والمفاهيم التي يجب توضيحها قبل البَدء بالتّعمق في دراسة دور التّعليم في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك لأهميتها في توجيه هذا البحث بشكل سليم. أكثر هذه المصطلحات والمفاهيم أهمّيّة هي:

مصطلحات: التنمية المستدامة

  • التنمية: جذرها (ن م و) ونمى أيّ كثر وزاد وارتفع وعلا وتطوّر. والتنمية هي الزيادة والرّفع من مستوى شيء ما، وهي للأرض تحويل عدم انتاجيتها إلى ما هو منتج أو مثمر وزيادته كذلك، وللطبيعة تحويل مواردها غير المستثمرة إلى موارد منتجة من خلال الصناعة أو الزراعة، وفي الاقتصاد هي الزّيادة من مردوده أو الدّخل الاقتصادي… (معجم المعاني – النّسخة الالكترونيّة/ ابن منظور: لسان العرب، النّسخة الالكترونيّة، موقع الوراق، ص 98، 5963).
  • المستدامة: جذرها (د و م) ومنه دام أيّ استمر ولم ينقطع (ابن منظور: لسان العرب، موقع الوراق، ص 1932). ومستدامة أيّ دائمة مستمرة غير متوقفة لمرحلة زمنية محددة أو غير محددة.(معجم المعاني، النّسخة الالكترونيّة / ابن منظور: لسان العرب، موقع الوراق، ص 1936)
  • التنمية المستدامة وعلاقتها بالتعليم: التنمية المستدامة ترتبط أو تقوم على فكرة اعتراف الفرد بعلاقته المتبادلة ببيئته المحيطة (https://www.unescwa.org/sites/default/files/event/materials/raed.pdf)، وهنا تبرز أهمّية التّعليم لأنّه الوسيلة لتحقيق هذا الاعتراف بهذه العلاقة، ومن خلال تحقيق التعليم الجيد والفرص المتساوية والعادلة في التعليم، يكتسب التعليم فعاليته في تحقيق هذا التوازن وهذا الاعتراف. فالتعليم هو أداة الفكر لتعلّم طرائق التفكير وأنواعه، لتنوير العقل وتنويع أساليب الطرق التي يمتلكها للنّظر في الأمور والتفكر بها وتحقيق الوعي والإدراك.

انطلاقًا من تعريف قطبيها: التنمية والمستدامة، وعطفًا على ما سطرته الإسكوا والأونيسكو عنها، تكون التنمية المستدامة في التعليم عملية تطوير مستمر لا يتوقف للقدرات، والكفايات والمهارات كمهارات التّواصل مع الآخرين والنّقد وتلك المعرفيّة والتكنولوجية وغيرها من التي يحتاجها الفرد في عمليّة التعليم والتعلم على حد سواء.

  • التعليم: الجذر (ع ل م) ومنه علِم وعلَم وعلّم وتعلَّم. وعلى اختلاف الأفعال المشتقة من هذا الجذر، فإنّ المعنى الذي تحمله يرتبط بوصول معرفة أو حقيقة أو خبر إلى المرء (علِمَ)، وبالرّسم وترك الأثر ووضع العلامة (علَمَ وعلّم)، وبمعرفة الأمر وإتقانه (تعلّم). (معجم المعاني – الكتاب الإلكترونيّ/ لسان العرب: النّسخة الالكترونيّة، موقع الوراق، البحث عن علم).
    • وعليه، وبالنظر إلى أن هذا الفعل المرتبط بميدان إمداد الناشئة والفرد بمجموعة من المعلومات، وتلاوين مختلفة من المعرفة، والمهارات، وأنماط التّفكير، ووسائل لحل المشكلات المماثلة والمستجدة، في المدرسة والجامعة، أكاديميًا ومهنيًا، من أجل تكوين هذا المواطن الواعي القادر على التفكير والنقد والتحليل والتعبير عن ذاته والدّفاع عن رأيه، يكون «التّعليم» كمصطلح أوسع من المفهوم التّقليدي للتعليم المرتبط بالمدرسة بنوعيها الأكاديمي (التعليم النظري) أو المهني.
    • وما هذا الربط إلاّ لكون التعليم – مع التّطور الحاصل في الحياة وفي المجتمع وطبيعة الحياة، تتطلب أن تتوسع مروحة هذا المصطلح لتشمل ما هو معروف وما يستجيب لما هو مستجد.
  • التعلُّم: يربط ابن منظور في لسان العرب نقلًا عن ابن جني بين العلم والغريزة، بمعنى أنّ العلم عندما يتحصّل للفرد يجري عنده مجرى الغريزة، أي الفطرة، فيعمل بما تعلمه من دون تفكير لأنّه أصبح جزءًا منه، وكأنه ولد فيه ومعه، وسيستمر معه ما عاش هذا الفرد. (قال ابن جني:«لما كان العلم قد يكون الوصف به بعد المزاولة له وطول المُلابسة صار كأنه غريزة»، فإنّ لم يجر مجرى الغريزة كان متعلّمًا لا عالمًا، وإذا جرى وخرج من الغريزة إلى حيّز الفعل كان عالمًا – بتصرف عن لسان العرب: النّسخة الالكترونيّة، موقع الوراق، البحث عن علم).
    • المتعلّم إذًا؛ هو من حصل على المعرفة والمهارات والمعلومات وغيرها، وتمكّن من استخدامها والاستفادة منها في ما بعد، على أنّ المتعلم لا يجب عليه أن يتوقف عند الحدود التي وضعها ابن منظور بين العالِم والمتعلم، بل عليه أن يكون متعلّمًا عالِمًا خاصة مع تسارع وتيرة التّطور في المعرفة وميادينها وميادين المعلومات في عصرنا هذا.
    • بناء عليه؛ يكون المصطلح «التعلّم» مرادفًا لاكتساب المعلومات والمهارات، وأنماط التفكير وتلاوين المعرفة المختلفة… بهدف تكوين الناشئة وتشكيل الوعي في الإنسان المواطن الفاعل القادر على حل المشكلات، واجتراح الإبداعات على أن تجري كل هذه المكتسبات المتنوعة مجرى الغريزة والفطرة.
  • المواطنة: الجذر (وطن)، والوطن استنادًا إلى لسان العرب (النّسخة الالكترونيّة، موقع الوراق، البحث عن وطن) هو المنزل – والمنزل هو المكان الذي ننزل فيه – الذي نقيم فيه، ويقال وطن في المقام أيّ أقام فيه، والمَوَاطِن هي كل مكان أقام فيه الإنسان.
    • المعاني المختلفة للمشتقات من الجذر تحمل تربط بين الأرض، أو المكان والبقاء في المكان والفرد الذي يقيم في المكان، ثلاثية واجبة ليكون هناك وطن.
    • أي إنّ المواطن هو الفرد الذي يعيش في هذا المكان ويرتبط به.
    • أمّا المواطنة، وهي لفظ مشتق من واطن، فترتبط بالشّعب مبتعدة من القبيلة التي كانت رابطة توحّد الجماعة قديمًا، لتشمل جميع المواطنين المرتبطين بالدولة جمعًا روحيًا وماديًا، والذين يدينون بالولاء لهذه الدولة وأنظمتها وقوانينها. ولا تكون العلاقة بين المواطنين قائمة على النّسب أو صلة الرحم، بل على مشترك سياسي واجتماعي واقتصادي وديني في حال وجد. (جواد، علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ص 1121،1122 – بتصرف).
    • وعليه، تكون المواطنة هي هذا العلاقة التي تربط الفرد بالدولة وتجعله جزءًا منها، ينتمي إليها، ويخلص الولاء لها، ويعمل على تقدمها، يخضع لقوانينها، في توازن بين الحقوق والواجبات، ومشترك يحفظ حق الجماعة ومنعة الدولة وسيادتها، مشترك لا يتأثر بالنسب أو بروابط أخرى قد تسيىء إلى المواطن الآخر في هذا المشترك في ما بينهما.
  • صناعة التغيير
    • صناعة: من صنع. وصَنَعَ أي عمل الشيء وأنشأه. أمّا الصناعة فهي الحرفة أو الفن الذي يتعلمه المرء حتى يتقنه. (معجم المعاني- النّسخة الالكترونيّة) والصنّاع هم الذين يعملون بأيديهم. (الصاحب بن عباد: المحيط في اللغة، النّسخة الالكترونيّة، موقع الوراق، مادة صنع، ص 56- بتصرف) ورجل صَنَعٌ أو امرأة صَناع إذا كان لهما صنعة يعملانها بأيديهما. (لسان العرب: موقع الوراق، البحث عن صَنع)
    • الصناعة إذًا؛ هي عملية إنشاء أو عمل الشيء باليد في مفهومها.
    • وهي تقتضي التعلّم والممارسة لإتقان الإنشاء.
    • وإن كانت الصناعة قديمًا تحصل باليد، فإنّ الآلة اليوم وعلى الرّغم من مزاحمتها اليد العاملة، إلاّ أنّها تتابع في فلك ما تقتضيه الصناعة من وجود ما أو من يُحيل الشيء من حالة إلى حالة أخرى، أو من شكل إلى شكل آخر، كصناعة القِدْر من معدن هو النّحاس.
    • التغيير: الجذر (غ ي ر). التغيير هو الإصلاح من شأن الشيء، أو تبديله أو تحويله من… إلى… (لسان العرب: موقع الوراق، البحث عن غير).
    • والتّغيير أن يصبح الشيء على غير ما كان عليه، أي إنه تبدّل وتحوّل، وللطقس تقلّبه(معجم المعاني- النّسخة الالكترونيّة)
    • وبعطف التّغيير كمصطلح على الإطار الذي يتناوله، وهو إطار يجمع بين التنمية المستدامة والتعليم والتعلّم والمواطنة، يكون التغيير موضوع البحث بإيجابيات ما سيصنعه من تبديل وتحويل للفرد، المواطن والإنسان، ومن خلفه المجتمع والوطن، تبديلًا وتحويلًا إيجابيًا يمكّن النهضة والتقدّم، والرقي بالوعي والفهم والمعرفة وحسن التفكير وتحكيم العقل ومبدأ المحاسبة.

وصناعة التّغيير أيّ تحقيق هذا التحويل وإنشاؤه وإحالته من حال الكمون إلى حيّز الفاعلية والفعالية، في التعليم والتعلّم والمواطنة، بالتّوازي مع التنمية المستدامة، لأنّ صناعة أي تغيير آخر مرجو إنما ينطلق من هذه السّببية الثلاثيّة وما يوازيها.

  • النشاطات اللاصفية Les activités extrascolaires/ hors la classe: “هي كل عمل أو واجب يطلبه المعلّم من تلاميذه، شريطة أن يُنفذ خارج الحصّة أو الصف، سواء أكان التنفيذ في المنزل أو في غرفة المطالعة أو في مكان خارج الصّف. وغالبًا ما تشكّل تطبيقات الدّروس أو الواجبات البيتيّة نوعًا من النشاطات اللاصفيّة، وكذلك الرحلات العلميّة والزيارات، التي يقوم بها التلامذة للأماكن التاريخيّة أو الثقافيّة، التي تشكّل موضوعًا لدروسهم السّابقة” (م.ن.، ص.542).

وحسب (Denault et poulin) النّشاط اللاصفي هو:” نشاط ترفيهي يمارسه التّلميذ في أوقاته الحرة؛ المشاركة فيه اختياريّة، والنّشاط ينفذ خارج ساعات الصف ويمكن أن يُنفّذ في المدرسة أو في المنطقة السّكنيّة”(cité par Schaerli,2011).

  • التنمية البشرية🙁Human Development) يقصد بها “التنميةالإنسانية“، يمكن تعريفها على أنها تطوّر الأشخاص والاستفادة من نقاط القوة لديهم لتحسين مستويات الحياة الاجتماعيّة، والإنسانية والاقتصاديّة بالاستناد إلى تحفيز الإنسان وتعليمه كيفية استثمار العناصر المتاحة من وقت ومال، وجهد وعلاقات لتطبيق نظرية التطور الاجتماعي. (https://hbrarabic.com/ موقع جامعة هارفرد هارفارد بزنس ريفيو- تم الاطلاع في 13-9-2021)
  • تعدُّ أيضًا عملية توسيع الخيارات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافية المتاحة أمام الفرد، وتصب هذه الخِيارات في تطوير مهاراته، وقدراته حتى يتمكن من الوصول إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدّخل.
  • تهدف التّنمية البشرية إلى تنمية المهارات، والأدوات وتوظيفها بأفضل الطّرق الممكنة لتطوير حياة الأفراد النّفسيّة والرّوحانيّة والاجتماعيّة إضافة إلى تحقيق النّجاح والأرباح الماليّة المكتسبة من خلال تحسين الأداء الوظيفيّ والأكاديميّ والتّعليمي للأفراد.
  • بدأ توسيع نطاق اهتمام التنمية البشريّة في قطاعات الحياة المختلفة، وربطها بالجانب والعامل النّفسي للإنسان ومدى التّحفيز، والربط بين احتياجات الإنسان ورغباته وإمكانياته المتاحة، لتحقيق النّهضة التي يسعى لها جميع الأشخاص في مختلف القطاعات والميادين الشّخصيّة والمهنيّة. (مقال “ما هي التنمية البشرية؟” منشور فيundp.org، كانت مراجعته في 31/8/2020)

2- الدراسات السابقة

  • مقرر طرائق تدريس وأساليب تقييم مواد الاجتماعيّات: أُعدَّ هذا المقرر من الهيئة الأكاديميّة المشتركة في المركز التّربوي للبحوث والإنماء في أيلول 2010، والهدف منه دراسة العلاقة بين مواد الاجتماعيّات الثلاث ” التاريخ، الجغرافيا والتربية الوطنية والتنشئة المدنية”، وفق المنهج اللبناني ومجالات تقييمها.

وقد تناول هذا المقرر عرض الأهداف العامة للمواد الثلاث، والفوارق بين منهج 1997 والمنهج القديم، إضافةً إلى مواصفات المعلم الفاعل في تدريس مواد الاجتماعيّات. كما تناول المقرر التقييم في مواد الاجتماعيّات الثلاث وأسسه ومجالاته وأنواعه وآليات الترفيع وفق المنهج اللبناني.

وتوصل المقرر إلى النتائج الآتية:

  • تأثير تعليم مواد الاجتماعيّات على بناء شخصية المتعلم، وتنمية مهاراته وقدراته على أبعادها المختلفة.
  • أهمّية تنفيذ نشاطات مختلفة تحتسب في أساليب التّقييم في هذه المواد ، وعدم الاكتفاء بالتّقييم التّقريري فقط.
  • أهمّية تنفيذ الدّعم المدرسي، وطريقة إعداد بطاقات الدّعم.
  • آليات الترفيع وفق المنهج اللبناني.
  • منشورات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة: التعليم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة: نشرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة مطبوع حول أهداف “التعليم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة” سنة 2017 وذلك ضمن خطة التعليم 2030 ، والهدف منه تشخيص واقع التعلم في العالم، والحثّ على التّعلم والتّعليم لما له من فائدة في تطور المجتمعات وارتقائها وتحقيق فوائد قوميّة ودوليّة مهمة.

وتوصلت الدّراسة إلى النتائج الآتية:

  • إن بناء عالم أكثر استدامة ومعالجة القضايا المتصلة بالاستدامة، التي أوردتها أهداف التنمية المستدامة يتطلب من الأفراد الإسهام في إحداث التّغيير الضروري لتحقيق الاستدامة. ومن أجل ذلك، يتعين مدّهم بالمعارف والمهارات والقيم والمواقف التي تمكّنهم من الإسهام في التنمية المستدامة.
  • يساهم التعليم في تحقيق التنمية المستدامة لأنّه يساعد الدارسين من اتخاذ قرارات مستنيرة، والتّصرف على نحو مسؤول لضمان سلامة البيئة والاستدامة الاقتصاديّة وعدالة المجتمع.
  • يقدم المنشور الإرشادات للقارئ بشأن الاستعانة بالتعليم، ولا سيّما التعليم من بعد، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
  • يبيّن هذا المنشور أهداف التّعلم كما يورد موضوعات مقترحة، وأنشطة تعزز عملية التعلم في ما يتصل بكل واحد من أهداف التنمية المستدامة، كما يوضح عمليات التنفيذ على شتى المستويات بدءًا من تصميم المساقات وصولًا إلى وضع الاستراتيجيات الوطنية.

ج- التنمية المستدامة: دراسة نظرية في المفهوم والمحتوى: نشرت مجلة المنارة الثقافية، في مجلد رقم 12، في العدد (1) دراسة حول التنمية المستدامة “دراسة نظرية في المفهوم والمحتوى” سنة 2006، وذلك من إعداد ماجدة أبو زنط و عثمان غنيم، وتناولت الدّراسة علاقة التنمية المستدامة بالتطور الفكري والثقافي والاجتماعي والبيئي.

تهدف هذه الدّراسة إلى استعراض مفهوم التنمية المستديمة ومحتواها، وتحليلها، وتبين الفلسفة التنموية التي تشكل أرضية هذا المفهوم. ولتطبيق ذلك، فقد اعتمدت الدّراسة المنهج الوصفي، من خلال أسلوب الاستنباط الذي يقوم على استنتاج أفكار معينة من فكرة عامة مع تحليل واقعي يربط بين التّشخيص والمعالجات من جهة والواقع من جهة أخرى. وقد توصلت الدّراسة إلى أن التنمية المستديمة هي أسلوب حياة، ونمط معيشة، تحكمه أطر أخلاقية إنسانيّة، إلى جانب أنها نمط تنموي يمتاز بالعقلانيّة والرّشد، ويسعى إلى خلق مجتمع أقل ميلًا للنزعة الماديّة من تغيير كثير من المفاهيم الثقافيّة السائدة التي تقوم على مبدأ الأكثر هو الأفضل في جوانب الحياة المختلفة.

د- تعليم جغرافيا من أجل تنمية مستدامة، قراءة في إعلان لوزيرن: نشرت جامعة أم القرى في فلسطين دراسة مقدمة للمؤتمر الدّولي الأول لكلية العلوم الاجتماعيّة، تحت شعار الإبداع والإبتكار في العلوم الاجتماعيّة والتنمية المستدامة، للباحث د عبد الحليم البشير الفاروق، أستاذ مشارك بقسم الجغرافيا. والهدف الرئيس من هذه الورقة؛ هو عدّها فرصة لاستكشاف العلاقة وقراءتها وتوضيحها بين الجغرافيا والتنمية المستدامة، وذلك بحسب ما ورد في “إعلان لوزيرن” الصّادر بعنوان “إعلان حول تعليم الجغرافيا من أجل تنمية مستدامة” في يوليو 2007 ، والذي أصدرته لجنة التّعليم الجغرافي بتفويض من الجمعيّة الجغرافيّة العالميّة استجابة وتنفيذًا لخطة الأمم المتحدة العشرية تحت شعار “تعليم من أجل تنمية مستدامة (2008-2014).

هCAPPE(Gilles),DELFORGE)philippe),(2015),Développement durable: 30 situations pour comprendre les enjeux et agir, editions Retz,Paris:

يشدد الكتاب على أهمية دور المعلم في جعل الصف خلية عمل قائم على تأدية الأدوار، وجعل المتعلم يتفاعل خلال الحصة من خلال التفكير بالمشاكل العالمية للبيئة، وأخذ المبادرة المحلية والقيام بالمشاريع التي من شأنها التأثير الإيجابي على البيئة. ويتضمن الكتاب قرصًا مدمجًا يحتوي الأعمال التطبيقية داخل الصف.

و- التعليق على الدراسات السابقة: أفاد الإطلاع على هذه الدراسات تناول بعض جوانب البحث في ما يلي:

  • تقارب الأهداف العامة بين مادتي التاريخ والجغرافيا ومدى ملاءمتها لأهداف التنمية المستدامة.
  • الإفادة من دراسة تعليم مادة التاريخ والجغرافيا في تسريع عملية التنمية المستدامة.
  • الإطلاع على آراء المعلمين في ما يخص علاقة التعليم، والتعلم بأهداف عملية التنمية المستدامة.
  • إحداث تغيرات إيجابيّة في طرق تدريس الجغرافيا والتاريخ، وزيادة فاعليتها في تعميق معالجتها للمواضيع ذات الصلة بالتنمية المستدامة.
  • مساعدة راسمي السياسات ومعدّي المناهج الدراسيّة، والمربين على تصميم الاستراتيجيات والمناهج الدّراسيّة والاستراتيجيات التّعليميّة (مثل التّعلم باللعب… وغيرها) التي تروج عمليات التّعلم الرّامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

بعد التعليق على الدّراسات السّابقة وإيضاح مدى الاستفادة منها، لا بدّ من الدّخول إلى موضع التّنفيذ والبدء بالقسم التّحليلي لهذا البحث.

ثالثًا:القسم التحليلي (نتائج تحليل الاستمارة):

  • بالنسبة للاستمارة: وُزِعت الاستمارات عبر google drive على 100 معلم، ومعلمة لمادتي التاريخ والجغرافيا في الحلقة الثالثة من التعليم الأساسي. وقد أجابوا على الاستبيان، إذ جرى اقتطاع الأسئلة والإجابات وإنزالها في جداول ورسوم بيانيّة، من دون الأسئلة التي تضمن رأيًا أو افكارًا، إذ تطرقنا اليها بشكل منفرد، فكانت النتائج كما يلي:

الجدول رقم (1): تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا

عدد المواد التي يدرسها الأساتذة النسبة المئويّة (%)
أستاذ واحد يدرس المادتين معًا (التاريخ والجغرافيا) 22.3
 أستاذ يدرس مادة التاريخ 33.3
 أستاذ يدرس مادة الجغرافيا 44.4
المجموع 100
  • بعد تحليل الاستبيان عبر excel تبيّن أنّ معظم المدارس التي تتبع القطاع الخاص تدرس مواد الاجتماعيّات مجتمعة (أي التاريخ والجغرافيا والتّربية الوطنيّة والتنشئة المدنيّة) بينما تكون شهادتها الجامعيّة متناسبة مع اختصاص واحد فقط ، ما يدل على التوفير المادي عند القيمين على التعليم الخاص.
  • كما أظهرت الاستمارة تفوق عدد الأساتذة المجيبين على أسئلتها في القطاع الرسمي (82.8%) عليهم في القطاع الخاص حوالي (24.2%)، وذلك يعود إلى اهتمام القطاع الرّسمي في تدريس هاتين المادتين في الحلقات كافة وليس فقط في الحلقة الثالثة، بينما يقتصر تعليمها في القطاع الخاص مرات كثيرة على الحلقة الثالثة، أو تبدأ بعض المدارس الخاصة في تدريس مواد الاجتماعيّات من الصف الرابع الأساسي.

تكشف المعالجة الإحصائيّة وجود الفروقات بين أساتذة القطاع الرسمي، والقطاع الخاص كما تظهر صحة فرضيتنا حول قلة وضوح مفهوم التنمية المستدامة عند معلمي مادتي التاريخ والجغرافيا، في بعض المدارس الخاصة والرسمية في لبنان.

  • بالنسبة إلى القسم الثاني من الاستبيان الذي يتساءل عن تعليم مادتي التاريخ والجغرافيا: بالاستناد إلى تعليم مادتي التاريخ والجغرافيا، فقد أظهر الاستبيان أنّ حوالى 57.1% من الأساتذة اطلعوا على الأهداف التّعلميّة في مادة التاريخ و42.9% لم يطلعوا عليها، كما شملت أسئلة الاستمارة آراء الأساتذة حول الأهداف التعلميّة لمادتي التاريخ والجغرافيا، إذ يُعدُّ 80.8% منهم أنهم يعلمون الأهداف المهاراتيّة والوجدانيّة في مادة الجغرافيا كما يظهر الجدول رقم (2)، ما يدفع إلى الاستنتاج أنّ الأهداف المرتبطة بالتنمية المستدامة متوفرة في منهج مادة الجغرافيا في الحلقة الثالثة، ويتعلمها التلميذ إذا أحسن المعلم شرحها وتوضيحها كما يمكن تطبيقها إذا اكتسبها بشكل صحيح.

الجدول رقم (2): تعليم أهداف مادتي التاريخ والجغرافيا

السؤال النسبة المئوية (%)
نعم كلا
هل اطلعت على الأهداف التعلميّة في مادة التاريخ ؟ 57.1 42.9
هل تُتَعلم الأهداف المهاراتيّة والوجدانية أثناء عملية التّعليم- التعلّم في مادة الجغرافيا 80.8 19.2
ما مدى ملاءمة الأهداف التعلميّة الواردة في منهج مادتي التّاريخ والجغرافيّا مع أهداف التنمية المستدامة؟ 55.6 44.4
هل تُنفّذُ نشاطات صفيّة أو لاصفيّة في تعليمها؟ 71.4 28.6
     

يتبيّن لنا من خلال إجابات معلمي مادّة التّاريخ (الحلقة الثّالثة) بعض التّغيّرات خصوصًا في ما يتعلّق بالسّؤال (رقم6) (كما يظهر الجدول رقم 2) فإنّ (%57) من المعلّمين فقط مطّلعين على أهداف مادّة التّاريخ وهذا خلل كبير، فكيف يمكن للأستاذ تعليم مادّة معيّنة من دون الإطّلاع على أهدافها؟. كذلك لا بدّ من الإشارة إلى أنّ بعض التناقض، أو الخلل يظهر في نسبة المعلّمين على أهداف مادّة التّاريخ (%57) ونسبة المعلّمين الذين يتّخذون التّقويم الخاص بأهداف التّنمية. إنّ منهج التّاريخ القديم والمعدّل سنة 2001-2010 لم يلحظ أهداف التنمية المستدامة بشكل مباشر لأسباب عديدة أكثرها أهمّية أنّ مفهوم التنمية المستدامة لم يكن بعد متداولًا ومنتشرًا كما هو الحال اليوم. لكن أهداف مادة التاريخ قاربت المفهوم من دون تسميته، ونستشف روحيّة الأهداف التي أعلنتها اليونيسكو في خطة 2020-2030 (إضافة المرجع بالشكل الصحيح)، وبشكل خاص أسباب الحروب التي تناقض بعض أهداف التنمية المستدامة، ونتائج هذه الحروب التي حفزت المناضلين والمفكرين والمنظرين لاستنباط هذه الأهداف. والأكثر أهمّيّة صعوبة إحلال السّلام بسبب عدم تبني قيم التنمية المستدامة، والاستقواء ووضع اليد على مقدرات الدّول والشّعوب الأكثر فقرًا والاقل قدرة على الدّفاع عن مواردها البرية، والبحريّة والبيئيّة والاقتصاديّة، إمّا عن جهل بسبب الأميّة والفقر أو لأسباب تتعلق بأنظمة الحكم وعدم الشّفافيّة أو التّبعيّة الثّقافيّة والفكريّة والسياسيّة والاقتصاديّة… يبيّن الجدول أعلاه بشكل واضح إندماج روحيّة التنميّة المستدامة في أهداف مادة التاريخ (إعطاء أمثلة توضيحية): إذ يعدُّ من أهداف التّنمية المستدامة تحقيق العدل والمساواة من خلال مقاومة الشّعوب للاستعمار وفهم شرائع حقوق الإنسان، وعي أسباب الحروب…

أمّا دورنا كمدرّسين وباحثين ومدرّبين يمكّننا من استخدام استراتيجيّات وطرائق حديثة، تحثّ المتعلّم على معرفة بيئته الجغرافيّة والعمل على المحافظة عليها وإسقاط أهداف التّنمية المستدامة في تدريس مادّة التّاريخ، والعمل على تحقيقها من خلال جعل المتعلّم مشاركًا في العمليّة التعليميّة وباحثًا يجيد العمل على الوثائق للوصول إلى الحقيقة، وربط الماضي بالحاضر واستشراق المستقبل. وعند السؤال عن مدى ملاءمة هذه الأهداف في منهج مادتي التاريخ والجغرافيا مع أهداف التنمية المستدامة، أظهرت الإجابات أن (55.6%) من الأساتذة يدركون أن الأهداف التّعلميّة للمادتين المذكورتين تخدم أهداف التنمية المستدامة، ما يدل على اطلاع عدد من الأساتذة على أهداف التنمية المستدامة بينما هناك نسبة لا بأس بها حوالي (44.4%) يعدُّون الأهداف الواردة في المنهج لا تخدم أهداف التنمية المستدامة كما يبيّن الجدول رقم (2)، ما يدفع إلى الاعتقاد بجهلهم لأهداف هذه الأخيرة ومبادئها، على الرّغم من ايلاء المركز التّربوي أهمّية كبيرة للتنمية المستدامة عند تعديله للمنهاج، وقد تمت الإشارة إلى ذلك في فقرة دمج مفاهيم التنمية المستدامة في المناهج، وقد جاء في مقدمتها من قبل الأستاذ أمال وهيبه الذي كان مسؤولًا سابقًا لمركز الموارد دار المعلمين والمعلمات في جونيه “من الطبيعي أن تواكب المناهج الدّراسيّة التغُّيرات العلميّة والاقتصاديّة والثقافيّة والاجتماعيّة الحاصلة على المستوى الوطني وعلى المستويين الإقليمي والعالمي. وقد اصطلح على تسمية ما يدخله إلى المناهج من معارف، وقيم ومهارات إجرائيّة في مختلف الميادين العلميّة والثّقافيّة والاجتماعيّة بالتّجديدات التّربوية منها: الجندرة أو المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان، وثقافة القانون الإنساني وحل النّزاعات وحماية البيئة والتنميّة المستدامة وغيرها. إنّ طرح إدخال هذه التّجديدات في المناهج الدراسية تنجم عنه مشاكل عدة منها تحويل المناهج إلى مواد موسوعيّة، إيجاد الوقت اللازم لذلك، إعداد المعلمين لتدريسها، إنتاج الأدوات التّربوية اللازمة… وكان لا بدّ من إدخال هذه التّجديدات في المناهج من جهة وعدم المس بتنظيم البرنامج الدراسي، والملاءمة مع أعمار التّلامذة وتنامي المعرفة الأكاديمية المطلوبة من جهة ثانية”.

الجدول رقم (3): الأهداف العامة لمادتي التاريخ والجغرافيا في المنهج اللبناني وأهداف التنمية المستدامة وفق برنامج الأمم المتحدة.

الأهداف العامة لمادة الجغرافيا في الحلقة الثالثة. الأهداف العامة لمادة التاريخ في الحلقة الثالثة. الأهداف العامة للتنمية المستدامة وفق برنامج الأمم المتحدة الانمائي في الدول العربية.
1. تعريف المتعلم إلى المجال الجغرافي وتزويده بالمفاهيم الأساسيّة التي تحكم العلاقة بين الإنسان وهذا المجال.

2.    فهم المتعلم تنظيم مجاله الجغرافي ضمن بيئات مختلفة.

3.    تعريف المتعلم إلى جغرافية لبنان، ما يساعد على تفتح الوعي الموضوعي والعقلاني لديه، وينمي فيه الحس الوطني.

4.    توعية المتعلم على الحاجات الاجتماعيّة لتعزيز الانتماء الوطني، مثل: دور اليد العاملة المتخصصة وارتباطها بالانتاجية، التّطور الاقتصادي لمواجهة المتغيرات والتّحديات المتسارعة في العالم، دور التكنولوجيا في مجال التنمية، الإنماء المتوازن لمواجهة النزوح والهجرة وترسيخ الاستقرار الاجتماعي والسياسي…

5.    توعية المتعلم على أهمية علاقة لبنان بعالمه العربي من طريق دراسة الظاهرات الاقليمية المتشابهة

(طبيعة وبشرية…)، ودراسة المصالح المشتركة مختلف مجالات التعاون التي تعزز هذا التواصل والتكامل.

6.    تعزيز البعد الإنساني العالمي لدى المتعلم من طريق إتاحة الفرصة أمامه لمناقشة بعض القضايا المحليّة والعالميّة المتشابهة، وربط بعضها بالبعض الآخر.

7.    تنمية قدرة المتعلم على الملاحظة الدقيقة والوصف وتحليل الظاهرات وإدراك تطورها.

8.    تنمية الحسّ النقدي لدى المتعلم لفهم مختلف القضايا، وتعويده اكتساب المعارف من طريق البحث والاستقصاء.

9.    تنمية مهارات قراءة الخريطة ورسمها، وعدّها، مع غيرها من الوسائل التّعليميّة، أدوات تعلمية أساسيّة.

1.       تعرّف المتعلّم على بيئته المباشرة: الأسرة، المدرسة، المنطقة، الوطن…

2.       تعرّف المتعلّم على أنماط العيش: مسكن، وسائل نقل…

3.       اِطّلاع المتعلّم على بعض وجوه النّشاط البشريّ: زراعة، صناعة، حرف، تجارة…

4.       اِطّلاع المتعلّم على التّراث التّاريخيّ والجغرافيّ والبشريّ المشترك وإدراك تفاعل التّاريخ مع الحضارة الإنسانيّة.

5.       بيان أثر الإطار الجغرافيّ في دراسة تاريخ الشّعوب وفهمه.

6.       تعرّف المتعلّم على القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة في المسيحيّة والإسلام.

7.       تّأكيد الوحدة الوطنيّة.

8.       مقاومة الشّعوب للاِستعمار.

9.       فهم المتعلّم الشّرائع المتعلّقة بحقوق الإنسان.

10.    تدرّب المتعلّم على إعداد الملفّات وجمع المعلومات من خلال المستندات والمصادر والمراجع.

11.    وعي المتعلّم أسباب النّزاعات بين الّلبنانيّين وأثرها على الوحدة الوطنيّة.

12.    تعرّف المتعلّم على المنظّمات والهيئات الدّوليّة ومساهمة لبنان فيها.

13.    تفصيل المفاهيم الدّيمقراطيّة وأساليب ممارستها.

14.    اِرتباط الفرد بالجماعة ووحدة البشريّة.

15.    اِكتساب المتعلّم مفهوم الزّمن وتسلسله وااستمراريّة الحضارة.

16.    اِستيعاب المتعلّم تاريخ لبنان على اِمتداد جغرافيّته.

17.    اِرتباط تاريخ لبنان بالتّاريخ والحضارة العربيّين.

18.    التّراث المشترك.

19.    وعي المتعلّم مميّزات الثّقافة الوطنيّة الّلبنانيّة.

20.    فهم المتعلّم الخطوط العريضة لأبرز الأحداث التّاريخيّة والتّحوّلات السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والحضاريّة في العالم.

1.       القضاء على الفقر.

2.       القضاء التّامّ على الجوع.

3.       الصّحّة الجيّدة والرّفاه.

4.       التّعليم الجيّد.

5.       المساواة بين الجنسين.

6.       المياه النّظيفة والنّظافة الصّحيّة.

7.       الطّاقة النّظيفة بأسعار مقبولة.

8.       العمل الّلائق.

9.       الصّناعة والاِبتكار.

10.    الحدّ من أوجه عدم المساواة.

11.    المدن والمجتمعات المحلّيّة المستدامة.

12.    الاِستهلاك والإنتاج المسؤولان.

13.    العمل المناخيّ.

14.    الحياة تحت الماء.

15.    الحياة في البرّ.

16.    السّلام والعدل والمؤسّسات القويّة.

17.    عقد الشّراكات لتحقيق الأهداف.

 

 

المصدر: المركز التربوي للبحوث والانماء و www.arabstates.undp.org

تبيّن نتائج التحليل في الجدول رقم (3) أنّه هناك فروقات في الأهداف العامة بين مادتي التّاريخ، والجغرافيا من حيث ارتباط منهجها التعليمي بأهداف التّنمية المستدامة، إذ يعدّ منهاج مادة الجغرافيا أكثر اهتمامًا لأهداف التنمية المستدامة وتعمقًا بها، بينما لم يتطرق منهاج مادة التّاريخ بشكل كافٍ لها على الرّغم من ارتباط كلٍّ من هاتين المادتين بمفهوم المواطنة الذي يعدُّ مبدءًا أساسيًا من مبادىء التنمية المستدامة، ما يؤكد صحة فرضيتنا حول محدودية مفهوم المواطنة في المنهج اللبناني لمادة التاريخ في الحلقة الثالثة بينما تدحض نتائج التحليل الإحصائي هذه الفرضية في منهاج مادة الجغرافيا للحلقة عينها.

أن التنمية المستدامة طرقت محاور البيئة والمياه والتنمية الريفيّة، والاستهلاك المستدام والسّياحة المستدامة واقتصاديات السّوق والتّغيرات المناخيّة وآثارها على البيئة إضافةً إلى التّنوع البيولوجي وجميعها، أهدافًا تعلميّة يشملها منهاج مادة الجغرافيا في الحلقة الثالثة لا سيما في صفي السّابع الأساسي والثامن الأساسي لأنهما يتناولان المجال العالمي والقضايا والمشاكل، التي يعاني منها بينما يتناول منهاج صف التّاسع الأساسي المجال الجغرافي للعالم العربي ولوطننا لبنان… لذا كانت الأهداف التعلميّة في هذا الصّف تقارب أهداف التنمية المستدامة في عددٍ قليل منها، بينما في الصّفين السابقين (أي السّابع والثّامن) أكثر التصاقًا ومعالجةً لأهداف التنمية المستدامة. أمّا بالاستناد إلى السؤال الذي تناول تنفيذ الأنشطة في تعليم هاتين المادتين، فقد جاءت النتائج كما يظهرها الجدول رقم (2) إذ أكد حوالي 71.4% من الأساتذة أنهم ينفذون نشاطات صفيّة في تعليم مادتي التاريخ والجغرافيا مثل قراءة الخرائط، تحليل النّصوص التّاريخيّة، قراءة الخط الزّمني وتحليل المستندات على مختلف أنواعها إضافةً إلى الأبحاث التي من خلالها نقترح أفكارًا وحلولًا تساهم في المحافظة على الموارد البيئيّة الطبيعيّة والبشرية الاقتصاديّة واللاصفيّة.

بالنسبة إلى الأنشطة اللاصفية، فقد بينت المعالجة الإحصائيّة أن بمعظمها ترفيهيّة لا تراعي الأهداف المهارتيّة والوجدانيّة للمادتين ومنها: زيارات الآثارات في مادة التّاريخ، تنفيذ رحلات استكشافيّة لمغاور وكهوف كارستيّة وغيرها في مادة الجغرافيا، وتنفيذ مجسمات للمادتين معًا تشتمل التنمية المستدامة على ثلاثة جوانب رئيسة مع ما يتفرع عنها من مؤشرات فرعيّة، وهذه الجوانب هي: الجانب الاقتصاديّ والجانب الاجتماعيّ والجانب الإنسانيّ. هذه الجوانب تتفاعل وتتشابك مع بعضها من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، وهو تحقيق الرّفاهيّة للإنسان في جميع متطلبات الحياة… ولأنّ النّشاطات اللاصفيّة لم تُربط بشكل كافٍ بالأهداف المطلوبة لتحقيق التنمية المستدامة، بل كانت أنشطة تثقيفيّة في معظمها ما شكل عائقًا في تحقيق أهداف التّنمية المستدامة. انطلاقًا من ذلك نستنتج أنّه لو أًحسن ربط الأنشطة بالأهداف لكان المتعلم قد اكتسبها بوقت وجهد أقل، وكان تعليم التاريخ والجغرافيا أيسر وأسهل ويلاقي استحسانًا لدى المتعلم، الذي يربط بذاكرته تلك الأنشطة المنفذة مع المعلومات الواردة في كتبه والتي تتناسب مع أهداف الألفية الثالثة لا سيما في ما يخصّ التنمية المستدامة… بلغت نسبة الأساتذة الذين أكّدوا على تقاطع استراتيجيات تدريس مادة الجغرافيا في صفوف الحلقة الثالثة مع النّشاطات المطلوبة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة حوالي 56.5%. أمّا بالنسبة إلى السؤال حول تحديد ثلاثة أهداف في مادة الجغرافيا وفق المنهج اللبناني تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، فقد ذُكِرتِ الأهداف التي تهتم بالبيئة من نسبة كبيرة من الأساتذة، ما يدل على أهمّيّة إيصال الأهداف الوجدانيّة والمهارتيّة للمتعلمين.

ومن ضمن الأهداف المذكورة في مادة الجغرافيا من الأساتذة يصبح المتعلم قادرًا على أن:

  • يحدّد مصادر المياه في لبنان.
  • يبيّن المشاكل التي تعاني منها الموارد المائيّة في العالم العربي.
  • يقترح حلولًا لمعالجة مشاكل المياه.
  • يوضح أهداف التنمية المستدامة ونتائجها في الثامن الأساسي.
  • يوضح أهمية إنشاء السدود للمحافظة على المياه.
  • يبيّن أهمّيّة تنقيب واستخراج النّفط واستثماره.
  • يعرف البيئة واقتراح حلول لمعالجة مشاكلها.
  • يحدّد مصادر الطاقة البديلة وفائدتها.
  • يوضح أهمّية استصلاح أراض جديدة للزراعة، ومعالجة التّصحر محاربة الجوع وتأمين الغذاء (عمل مجموعات)
  • يوضح أهمّية المحافظة على الموارد الطبيعيّة كثّروة الغابات والتّربة.
  • يوضح كيفية ترشيد استهلاك الطاقة…

    في الخلاصة: لقد أكد الأساتذة الذين شملتهم عينة البحث، أنّ تعليم مادة الجغرافيا وغيرها من مواد الاجتماعيّات تعدُّ دافعة ومحركة لعجلة التنمية، وأنّ المدّة الزّمنية المخصصة من قبل الأمم المتحدة للتّعليم من أجل التنمية المستدامة ستؤدي إلى خلق عالم يستفيد فيه كل شخص في العالم من خلال اكتساب تعليم جيد، وقيَم فاضلة ومهارات تسهم في تسهيل طرق عيش كريم ومستقبل مستدام له ولمجتمعه(http://portal.unesco.org) كما أشار الأساتذة إلى أنّهم قد خضعوا لدورات تدريبية كثيرة في مادة الجغرافيا، لكنه لم يُشَر فيها بشكل كافٍ إلى لموضوع التنمية المستدامة، ومبادئها وأهدافها إنما كان التطرق لها خجولًا ما جعل الكثير منهم يرتبك في تعبئة الاستبيان واحترامًا للمصداقيّة وقد أشرنا إلى هذا الأمر.

         أمّا فيما يخص مادة التاريخ: – يعدُّ التّاريخ خبرًا عن الاجتماع الإنساني حسب قول ابن خلدون. من هنا فإنّ استخلاص العِبر في الماضي، والاستفادة منها ضروريٌ لعدم تكرارها أو لبناء المستقبل من خلال التّشديد على التنمية البشريّة.

– تتميّز مادّة التّاريخ من باقي المواد في كونها مدخلًا لجميع العلوم (تاريخيّة المادة) مثلًا: مدخل إلى العلوم الإنسانيّة أو مدخل إلى العلوم الطبيّة… فالتّاريخ يستفيد من الخبرات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

– إنّ أهداف مادّة التّاريخ تلتقي مع أهداف التّنمية المستدامة، في المواضيع الشتّى، مثلًا ربط التّاريخ بالحاضر وربط الحاضر بالمستقبل من خلال التّنمية المستدامة، لأنّ التّاريخ جزء من الإشكاليّات المطروحة جميعها.

– يمكن استثمار المواضيع والقضايا التاريخيّة كلّ من أجل تحقيق أهداف التّنمية المستدامة، مثلًا: حقبات الفقر والجوع، التّي عرفها لبنان في تاريخه وربطها بالأزمة الاقتصاديّة الحاليّة، والعمل على إيجاد الحلول من أجل تحقيق الهدف الأوّل للتنمية المستدامة وهو القضاء على الفقر.

– تأثير الوضع الاقتصادي على الواقع التّربوي اللبناني وربطه بالهدف الرّابع للتنمية المستدامة، وهو التّعليم الجيّد على أساس أنّ التّعليم ركيزة أساسيّة لتحقيق التنمية. واقع المرأة والزّواج المبكر والمجتمع الذّكوري يحدّان من تحقيق المساواة بين الجنسين.

– بناء السّلام والعدل، فلا يمكن تحقيق السّلام من دون التنمية المستدامة ومن دون العدالة الاجتماعيّة وحلّ النّزاعات.

– المحافظة على الموارد الطبيعيّة البريّة والبحريّة فلا يمكن تحقيقها إلاّ من خلال بناء المواطن ومن خلال تعزيز الحسّ البيئي.

– تنمية المدن والمناطق من خلال المحافظة على الموارد المائيّة، والبنى التحتيّة التّي تعمل التنمية المستدامة على تحقيقها.

– وعي المواطن بالأهميّة الاقتصاديّة لقطاعات الزّراعة والصّناعة من خلال إيجاد فرص العمل لتحقيق الإنتاج والابتكار.

– تخفيف التلوّث على أنواعه من خلال تحمّل كل مواطن مسؤوليّاته تجاه البيئة من أجل تحقيق تنمية مستدامة. من خلال ما تقدّم، يمكننا ربط أهداف تدريس التّاريخ بأهداف التنمية المستدامة (أنظر الجدول رقم 3).

         بعدما حللنا الرّسم البياني للأسئلة التي اهتمت في علاقة تعليم مادتي التاريخ والجغرافيا بأهداف التنمية المستدامة، فإننا سننتقل إلى القسم الأخير من الاستبيان.

  • بالنسبة إلى القسم الثالث من الاستبيان الذي يتساءل عن أهمّية تعليم مادتي التاريخ والجغرافيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة: أشار 74.1% من الأساتذة كما يظهر الرّسم البياني رقم (2) إلى أنّهم يقومون بتقييم مدى اكتساب التلاميذ لكل الأهداف التّعلميّة المرتبطة بالتّنمية المستدامة وفق التّوصيف الرّسمي في مادتي الجغرافيا والتاريخ في الحلقة الثالثة، وقد أكدوا أنّه أوقف المركز التربوي للبحوث والإنماء، والذي يُعدُّ الجهة الرّسمية الوحيدة في لبنان المخولة بتحديد المطلوب في المنهاج، العمل ببعض الأهداف التعلميّة المرتبطة بالتنمية المستدامة ، بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا على القطاع التربوي للبناني.

 

 

الرسم البياني رقم (1): تقييم مدى اكتساب التلاميذ لكل الأهداف التعلميّة المرتبطة بالتنمية المستدامة وفق التوصيف الرسمي في مادتي الجغرافيا والتاريخ في الحلقة الثالثة.

 

 

 

أشارت العينة إلى أنّ معظم التقييم يكون تقريريًا فقط، وهذا الأمر دليل جديد على عدم الثقة باكتساب المتعلمين للأهداف المساعدة في تحقيق التنمية المستدامة، إذ يُعدُّ التّقييم التّكويني مرحلة ضرورية، وجب اعتمادها أثناء عمليّة تعليم التعلّم، للتأكد من مدى اكتساب المتعلم للأهداف التعلميّة. كما يؤدي التقييم التشخيصي دورًا تحفيزيًّا مهمًّا في تعليم هاتين المادتين، سيما في بداية شرح الدّرس بعد طرح الإشكاليّة. إنطلاقًا من ذلك يمكن الاستنتاج؛ أن ندرة تطبيق هذه الأنواع من التقويم ستنعكس سلبيًّا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما أكّدنا من قبل أنّ نسبة كبيرة حوالى 69.9% من المعلمين الذين شملتهم العينة، أهمية بدء تعليم الأهداف المرتبطة بالتنمية المستدامة في مواد الاجتماعيّات من الحلقة الأولى التأسيسيّة. إذ إنّ المبادئ الرئيسة للتنمية المستدامة تكمن في إرساء المقومات السياسيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة، وتأمين فعاليتها يكون في ما يلي: التمكين والانصاف، وحسن الإدارة والمساءلة إضافةً إلى المساعدة والتّضامن… هذه الأمور لا يمكن تقويمها بالدرجات فقط انما بمراقبة السلوك والنقاش وتنمية شخصية المتعلم منذ الصغر.

الرسم البياني رقم (2): كيفية مساهمة تعليم التاريخ والجغرافيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

 

 

أمّا حول كيفية مساهمة تعليم الاجتماعيّات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فقد أشارت نسبة وسطية حوالى 13.8% بحسب ما يظهر الرسم البياني رقم (2) إلى أنّها تجري عبر وضع أهداف واضحة، وتنفيذها بأنشطة واستراتيجيات تفاعليّة مناسبة ومشاركة فعاّلة للمتعلمين في إيجاد حلول، كما تؤدي الأبحاث الميدانيّة التي ينفذها المتعلمون في مجالهم الجغرافي دورًا أساسيًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. هناك الكثير من الفوائد التي يكتسبها المتعلم من مادة الجغرافيا في ما يخص أهداف التّنمية المستدامة منها على سبيل المثال لا الحصر أهميّة دراسة علوم بيئية لأنّها تعلم المحافظة على النظام البيئي بكل محتواه، كذلك دراسة الموارد الطبيعيّة التي توفرها الأرض والمجالات الحيّة للمنظومة البشريّة إضافةً إلى دراسة تأثير المنظومة البشرية وتحليلها، في المنظومة الأرضيّة والعكس صحيح. أمّا السؤال عن علاقة تعليم مادة التاريخ بالمواطنة كما أظهرت الأجوبة على الاستمارة أنّ (%74) من المعلّمين ينفذّون أنواع التقويم المتعدّدة للأهداف المرتبطة بالتنمية المستدامة، لكن من دون إعطاء أمثلة على نوع التّقويم. في المقابل (%25) لا ينفّذون أي نوع من أنواع التّقويم وهذه ثغرة أيضًا بحاجة إلى تطوير عبر دورات تدريبيّة للأساتذة. كذلك تبيّن الاستمارة أنّ (%63) من المعلّمين يُعدُّون أنّ تدريس مادّة التّاريخ تعزّز المواطنة خصوصًا، أنّ تدريس التّاريخ يشدّد على أخذ العِبر والعيش المشترك والولاء للوطن والتعرّف على القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، وفهم شرائع حقوق الإنسان والإطّلاع على التّراث التّاريخي، والجغرافي والبشري المشترك وإدراك تفاعل التّاريخ مع الحضارة الإنسانيّة.

الرسم البياني رقم (3): علاقة تعليم مادة التاريخ بالمواطنة.

 

 

 

عدّ (%29.6) من المعلمين أنّ التّاريخ لا يعزز المواطنة من دون تبرير ذلك، هنا سؤال يطرح نفسه: هل الجهل أو عدم الاطّلاع على أهداف مادّة التّاريخ دفع هذه المجموعة للإجابة بـ”كلا”؟

يعود الاختلاف في اكتساب مفهوم المواطنة بين الجغرافيا، والتّاريخ إلى طبيعة كلّ مادة إذ إن علم الجغرافيا يرتبط بالمجال الجغرافي الذي يعيش فيه المتعلم، والحوادث الجغرافيّة العالميّة ودراسة العوامل المؤثرة في المجال الجغرافي. أمّا طبيعة مادة التاريخ وعدم توحيد المنهج شكل لغطًا كبيرًا جدًّا لدى الأساتذة، وجعلهم يستعملون الوسائل التّعليميّة التّقليديّة في تدريسهم للمادة إذ كثير ما يلجؤون إلى سرد الحوادث التاريخيّة، كقصة ولا يُربط بواقع المتعلم ما يجعل الأهداف التعلميّة في مادة التاريخ تبتعد من أهداف تحقيق التنمية المستدامة ويجعل الصعوبات تزداد بعض الشيء.

رابعًا: اقتراحات المعلمين لتفعيل اكتساب أهداف التنمية المستدامة في مادتي التاريخ والجغرافيا

أمّا من حيث الحلول التي اقترحها الأساتذة (في السؤال الأخير من الاستبيان) لتفعيل اكتساب أهداف التنمية المستدامة، فإننا سنورد عددًا منها.

  • وضع مناهج واستراتيجيات واضحة الأهداف تنطلق من رؤية تربوية، وترتبط بالواقع المحلي والعالمي
  • تزويد المعلم بالوسائل التكنولوجيّة.
  • تنفيذ الأبحاث ومحاولة التطبيق والمقارنة بين قبل، وبعد في تعلم أهداف التنمية المستدامة.
  • تعزيز تعليم الرّوايات المختلفة حول موضوع واحد لا سيما في التّاريخ.
  • إيجاد غرف رقميّة لكل اختصاص.
  • التماس المباشر للمتعلمين وطرق التّعليم الميدانيّة، ومعايشة الموضوع ومن خلال طرحه كمشكلة واستنباط الحلول من الطلاب عبر تداعيات الأفكار واقتراحاتهم ونتائج أبحاثهم..
  • جعل عملية التعلم أكثر ارتباطًا بواقع المتعلم، أيّ سد الثغرة بين معارفه وواقعه المعاش بل هذه المعارف هي أداة تساعده في مستقبله.
  • تخصيص مادة خدمة مجتمعيّة أو إنمائيّة ضمن منهاج المدرسي، وتطوير موةد الاجتماعيّات من خلال إدراج أنشطة مبسطة تحاكي التنمية المستدامة.
  • تحديث المنهج بمكوناته جميعها، ليتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.
  • تخصيص حصّة دراسيّة مستقلة.
  • تنفيذ رحلات ميدانيّة والأنشطة اللاصفيّة.
  • توفير الإمكانات الماديّة.
  • التّطبيق العملاني على أرض الواقع.
  • ترك الحرية للأستاذ لوضع خطته التعليميّة في ظل غياب خطة تعليميّة، وطنية مع الاتفاق على الخطوط العريضة، ويفضل وجود خطة ملزمة للمديرين.
  • مشاركة المجتمع المدني في تطبيق نشاطات تتعلق بالتنمية المستدامة.
  • التركيز على الموارد الموجودة في لبنان وتطبيق الحلول، وليس مجرد كلام واقتراحات.
  • ربط الدروس التي تشملها التنمية المستدامة بأهداف هذه التنمية من خلال النشاطات الصفيّة أو اللاصفية لاكتساب مفهوم التنمية، وتحقيق أهدافها عبر تحول هذه الأهداف إلى سلوك يكتسبه الطلاب، ويمارسونه من خلال هذه النشاطات.
  • معالجة مشاكل اقتصاديّة عبر اللجوء إلى التّشجيع على استثمارها في المجال الزراعي.

بعدما تناولنا تحليل نتائج الاستبيان وربطه بالفرضيات سنُطلعكم على الصعوبات التي استخلاصناها من السؤال رقم 18 في الاستمارة.

خامسًا: صعوبات تعترض تعليم مادتي التاريخ والجغرافيا بنجاح وتزيد من محدوديتها

  • أبرز الصعوبات التي واجهت المعلم في تعليم الأهداف التعلميّة المساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مواد الاجتماعيّات كثيرة وأكثرها أهمّيّة:
  • الافتقار إلى خطة مستقبليّة واضحة بسبب كثافة المنهج اللبناني في المراحل التعليميّة، بما فيها الحلقة الثالثة لا سيما لمادتي الجغرافيا والتاريخ، إضافةً إلى احتواء هذا المنهج على الكثير من المعلومات المفصلة التي لا يشعر المتعلم بأهميتها ولا تحاكي واقعه المعاش، ولا تتناسب مع أهداف التنمية المستدامة، بل تشكل عائقًا وتحول دون إعطاء المتعلم الوقت لاكتساب أهداف التنمية المستدامة.
  • قلة توفر الإمكانات الماديّة التي تسمح بتنفيذ بعض الأنشطة المرتبطة بأهداف تعلميّة، تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لا سيما في المدارس الرّسمية، إذ يحتاج إلى تعليم الأهداف المتعلقة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة إلى أنشطة واستراتيجيات، وجب تنفيذها سواء داخل غرف الصفوف أو خارجها، وهذا النّشاطات تحتاج إلى وسائل تعليميّة وتربوية مختلفة والى تكاليف ماديّة عالية لتنفيذها.
  • الافتقار إلى الاستراتيجيّات الحديثة في العديد من المدارس الخاصة، والرّسمية إذ إنّ معظم الوسائل التّربويّة المعتمدة في عملية التّعليم-التعلم لمادتي التاريخ والجغرافيا، تقتصر على صور الكتاب المعتمد سواء كتب المكاتب الخاصة، أو الكتاب الرّسمي، إذ ما تزال في أغلبيتها تعتمد الوسائل التّقليديّة والطرائق التقليدية، في الوقت الذي يلاحظ فيه إقبال المتعلم خارج الصف على التكنولوجيا والإنترنت؛ ما يجعله يهمش دروسه، نظرًا لروتينيتها، وقد عملت مجموعة من البلدان – خاصة العربيّة: “الأردن، مصر، قطر “على تطوير دروس التاريخ والجغرافيا، من خلال توظيف ما يسمى بنظام المعلومات الجغرافيّةGIS) ، وبرنامج map info والخرائط الزّمنيّة). (Clausse, Arnold, ,1976,P47).
  • عدم أهلية الأساتذة وجهوزيتهم لتدريس هاتين المادتين في القطاعين الرّسمي أو الخاص، فهم لا يخضعون للدورات التّدريبية والتّأهيل، ولا يعلمونها بشكل محفز بل ما يزال عددًا منهم يعتمد التلقين في الشّرح، حتى أنّ عددًا منهم غير مطلع بالمطلق على أهداف التنمية المستدامة ولا يعلم عنها أيّ فكرة.
  • فقر المدارس بمعظمها (الرّسمية وبعض المدارس الخاصة) كما ذكرنا سابقًا للمختبرات الخاصة في مادتي التاريخ والجغرافيا، وللانشطة الصفيّة واللاصفيّة التي يجب تكثيفها لمواكبة التنمية المستدامة.

6 – الافتقار في التقويم أو التّقييم على الرّغم من التقدم، الذي عرفته مرحلة التقويم في العملية التعليميّة التعلمّية في المنهج اللبناني، من خلال تنوع الاختبارات، إلى التقويم المبني على الوضعيات والمشكلات وبيداغوجيا المشروع، لم تجد مكانها ضمن حقل التربية والتكوين؛ ما يجعل تجسيدها في الأداء الديداكتيكي صعب التّحقيق (المرجع السابق ص.49) على الرّغم من أهميتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

سادسًا: التوصيات

في ختام هذه الدّراسة لا بدّ من تقديم توصيات هي في الحقيقة أفكار عامة نأمل أن تساعد في تعزيز التنمية المستدامة واعطائها أهميتها في المنهج اللبناني، يمكن استعراضها بما يلي:

  • ضرورة العمل على تحديث المنهج اللبناني في مادتي التاريخ والجغرافيا، لتحديد الأهداف المتعلقة بتطوير المحتوى لا سيما فيما يخص أهداف التنمية المستدامة.
  • تعميق المعرفة والتّحليل الصحيح لمفهوم التنمية المستدامة، وذلك بدراسة المفاهيم العالميّة عن التنمية بشكل دقيق وواضح.
  • تدريب المعلم وتأهيله لاكتشاف الطرائق الحديثة، التي عرفها القطاع التعليمي بعد ثورة المعلومات والاتصالات وتغيرات العولمة، وكذلك إيجاد التوازن بين أفكارهم ومواقفه الخاصة، وبين مضمون المنهج الدراسي.
  • مواجهة مشكلات المجتمع من المتعلمين كالعنف والمخدرات داخل المدارس، خاصةً عند فشل الآباء ومؤسسات المجتمع في مواجهة مثل هذه المشكلات.
  • تمكين المتعلمين من استخدام خبراتهم الشخصيّة بإعطائهم نصيبًا أكبر من الاستقلاليّة، والاستنتاج وحل المشكلات.
  • تغيير العلاقة بين المعلم والمتعلم إلى الحوار والتّفاعل وتبادل الخبرات.
  • إعادة توجيه العمليّة التعليميّة وذلك يجري عبر إعداد استراتيجيات حديثة لإثارة الدّافعيّة عند المتعلم.
  • التعلم من التّجارب الشّخصية للطالب، ويمكن أن يأتي ذلك من خلال تنمية قدرات المتعلمين على الكشف عن تجاربهم الشخصيّة وتحليلها، وربطها بالمواضيع التي تمرّ بحياتهم اليوميّة.
  • مناقشة القيم والسّلوكيات المجتمعيّة السائدة، وتحديد أداورها الموجبة والسّالبة على المجال البشري، والطبيعي مثل مواضيع حماية البيئة والحدّ من التلوث.
  • العيش في عصر العولمة يتطلب من المتعلمين أيضًا تدريبهم على مجموعة من السّلوكيات لتسهيل انخراطهم في الحياة الاجتماعيّة، لأنّ هذه السلوكيات تعدُّ من أساسيات المجتمع المدني وعلى رأسها الاعتزاز بالمواطنة، ومعرفة مسؤولياتهم وواجباتهم وحقوقهم في مجتمع متنوع مثل المجتمع اللبناني، وعلى المتعلمين تجسيد مبدأ الدّيمقراطية في سلوكهم الشّخصي كاحترام حقوق الإنسان، وتشجيعهم على إبداء رأيهم بحرية تامة في مجمل القضايا.

الخاتمة

ظهرت في هذه الدّراسة عدة نتائج، من أبرزها وجود معوقات حالت دون تعليم بعض الأهداف المتعلقة بالتنمية المستدامة، على الرّغم من توفرها ولو جزئيًّا في منهاج مادتي التاريخ والجغرافيا، وبالتالي، فإنّ كثيرًا من إخفاقات المعلمين، يمكن أن تعزى بعدم توفر امكانيّات ماديّة في المدارس سواء الخاصة أو الرّسمية. في الوقت عينه يمكن أن تكون بسبب المنهج ، كما أن المتعلم بدوره يجهل أهمّية التعليم، الأمر الذي يؤدي إلى عدم معرفته بأهمّية اكتسابه لمادتي التاريخ والجغرافيا. كما لوحظ أنّه من الصّعب أن يقوم تعليم، وتعلم مادتي التاريخ والجغرافيا بدور رئيس في التّحول المطلوب إلى مجتمعات أكثر استدامة من الناحية البيئيّة، بل يجب أن تدخل أهداف التنمية المستدامة إلى المواد التعليميّة كافة، لتظهر انتاجيتها على المتعلمين بشكل أسرع وبالتنسيق مع المبادرات الحكومية، ومبادرات الجمعيات والمؤسسات في المجتمع المدني والقطاع الخاص. فالتعليم يضع المبادئ والأسس السّليمة، ويساهم أيضًا في تنمية المهارات والمفاهيم والأدوات وتطويرها، التي يمكن أن تستخدم في خفض الممارسات غير المستدامة أو إيقافها لكن لا يمكن المراهنة على أنّ دوره سيكون دائمًا إيجابي إذا كان هذا القطاع منفردًا، إذ يمكن أنّ يعزز ممارسات غير مستدامة. ومن ذلك الاستهلاك المفرط للموارد، والإسراع في تآكل معارف السكان، وطرق عيشهم ذات الاستدامة النسبية. لذلك قد يتطلب الأمر تكييف التعليم وتحويله لضمان تأثيره الإيجابي. لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال النظريات، أو التكنولوجية أو الأنظمة السياسيّة أو السياسة التربويّة وحدها. فنحن بحاجة إلى أن نغيّر طرائق التعليم، والتفكير التقليدي لدى المعلم والمتعلم في آنٍ واحد، الأمر الذي يفرض توفير نوعية تعليم وتعلّم من أجل التنمية المستدامة على المستويات جميعها وفي البيئات الاجتماعيّة جميعها. ويتمثل هدف التّعليم من أجل التنمية المستدامة في تمكين متعلمينا من مواجهة المشاكل والتحديات المحليّة والعالمية الحاليّة والمستقبليّة مواجهة بنّاءة وخلاّقة، وفي إنشاء مجتمعات أكثر استدامة قادرة على التّكيّف ومواكبة المستجدات.

المصادر والمراجع

المصادر

  1. الجمهورية اللبنانية، الجريدة الرسمية، (2000)، مناهج التاريخ لعام 2000، العدد 27.
  2. الجمهورية اللبنانية، (1971)، تحديد مناهج التعليم في مواد الاجتماعيّات،مرسوم رقم 21510 تاريخ 4-8-1971.
  3. المركز التربوي للبحوث والإنماء (2010)، مقرر طرائق تدريس وأساليب تقييم مواد الاجتماعيّات، بيروت، لبنان.
  4. المركز التربوي للبحوث والإنماء (1997)، تفاصيل محتوى منهج الجغرافيا، بيروت، لبنان.
  5. المركز التربوي للبحوث والإنماء (1999)، الهيئة الاستشارية في المركز التربوي. منهج مادة التاريخ، بيروت، لبنان.
  6. المركز التربوي للبحوث والإنماء (1997)، المنشورات، أمال وهيبة، بيروت، لبنان.
  7. منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (2017)، التعليم من اجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، دليل التعليم 2030.
  8. منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، (2014)،إعلان آيشي ناغويا: التعليم من أجل التنمية المستدامة.

المراجع

  1. ابن منظور، (1972)، لسان العرب، معجم المعاني، دار صادرة بيروت، لبنان.
  2. الزند، وليد خضير، وآخرون، (2009)، المناهج التعليمية تصميمها، تنفيذها، تقويمها، تطويرها، عالم الكتب الحديث، إربد، الأردن.
  3. العفون، نادية حسين يونس، وآخرون، (2011)، مناهج وطرائق تدريس العلوم، مكتبة التربية الأساسيّة، بغداد.
  4. دهان (م)، زغستور (م). 2018. دور التّعليم في تحقيق التنمية المستدامة، الجزائر: جامعة عباس لغرور خنشلة.
  5. عبد المسيح، سيمون، (2012)، تدريس التاريخ بين الإبستمولوجيا والأيديولوجيا وقراءة في أزمة منهج مادة التاريخ في المرحلة الانتقاليّة: النموذج اللبناني، منشورات المركز الإقليمي للتوثيق والدراسات التاريخية،والسياسية والتربوية، بيروت، لبنان.
  6. عبدالعظيم، عبدالعظيم وعبدالفتاح، رضا، (2017)، إعداد المعلم في ضوء تجارب بعض الدول، المجموعة العربية للتدريب والنشر، القاهرة، مصر.
  7. مرعي، توفيق أحمد والحيلة، محمد محمود (2015)، المناهج التربوية الحديثة، مفاهيمها – عناصرها – أسسها – عملياتها، دار المسيرة، عمان، الأردن.

المراجع باللغة الأجنبية

  1. Bonnet,Laurent(2005),Comment enseigner l’ histoire et la géographie au cycle 3, Hachette
  2. Blond (O). (2012). Ces enfants qui changent le monde (un livre de la fondation Goodplanet), Paris, édition: la Martinière.
  3. Carlier,Isabelle et Le van Gong,Angelique(2012),Ecolier et citoyen: Instruction civique et morale,France,Hachette Education.
  4. De VECCHI (G), PELLEGRINO (J), (2008), Eduquer au développement durable, Paris, édition Delagrave.
  5. CAPPE (G), DELFORGE (P), (2015), Développement durable. Situation pour comprendre les enjeux et agir, Paris, édition Retz.
  6. Mon premier guide du développement durable, Paris, édition: rue des écoles.
  7. CHAMPAGNE (C), DEVESNE (C) ET AUTRES. (2014), Gestion et développement des ressources humaines. Nouvelle édition, Paris, édition Hachette.
  8. Nolan, C. (2012). Shaping the education of tomorrow. report on the UN decade of education for sustainable development, Abridged, France, UNESCO.
  9. PETIT (N). (2018). Montessori à la maison 9-12 ans: je passe à l’acte, Paris, édition: Actes Sud.

المجلات والدوريات

  1. حجازي، عبدالحميد أحمد. (2017م). تقويم مناهج الأحياء للمرحلة الثانويّة في ضوء أبعاد وقضايا التنمية المستدامة. ورقة مقدمة إلى المؤتمر العلمي التّاسع عشر: التّربية العلميّة والتنمية المستدامة،الجمعيّة المصرية للتربيّة العلميّة، القاهرة، مصر.
  2. فادي توا، وسوزان عبد الرضا أبو الرّجيلي، (2017)، دراسة ميدانية حول تعليم مادة التاريخ في لبنان: الواقع والتصورات، المركز التربوي للبحوث والإنماء بالتعاون مع مؤسسة أديان.
  3. عبد الحليم البشير الفاروق، (يوليو 2007)، دراسة حول تعليم الجغرافيا من أجل تنمية مستدامة: استكشاف العلاقة وقراءتها وتوضيحها بعد إعلان لوزيرن، جامعة أم القرى، فلسطين.
  4. مجلة الدّفاع الوطني اللبناني،)2011(، العدد78، بحث التنمية المستدامة وأبعادها الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة).
  5. ماجدة أبو زنط، وعثمان غنيم، (2006)، مجلد رقم 12، دراسة نظرية حول التنمية المستدامة في المفهوم والمحتوى، مجلة المنارة الثقافية.

مواقع الكترونيّة

1-www.crdp.org

2- www.hyatok.com

3-www. hdr.undp.org

4-www. hbrarabic.com موقع جامعة هارفرد هارفارد بزنس ريفيو

5-www.mohamah.net/law

6-www.portal.unesco.org

7-www.yanabeea.net/details.aspx

8-www.unstats.un.org/uns.

9-www.unescwa.org

[1]– أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانيّة، كليّة التربية، الفرع الأول، ومرشد تربوي في مديرية الإرشاد والتوجيه وزارة التربية mona.my201@gmail.com

[2]– أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانيّة – ورئيسة قسم الاجتماعيات في كلية التربية،الفرع الأول في الجامعة اللبنانيّة، وتعلم في الفرعين الأول والثاني – كلية التربية. samikais@free.fr

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website