عروسة البحر
الشّاعر خليل عجميّ([1])
ولّـــى جـمـالك يــا بـيـروت واحـتـرقا
ومـرفأُ الـحسن فـي عـينيك قد سُحِقا
مِــن بـعـد مــا كـنـتِ لـلـمينا عـروسته
أمـسى شموخك في قلب الدجى نَفَقا
عــروسـة الـبـحر يــا أيـقـونة الـشُـعَرا
جُـــنّ الـيـراع فـهـاتِ الـحـبر والـورقـا
لــــكـــي أدوِّنَ لــلــتــاريـخ مــلــحـمـةَ
يـبـقى نـجـيعك فـيـها الـدهـرَ مـؤتـلقا
مـا قـيمة الـشعر يـا بـيروت ان رقدت
عـيـناك فـيـه وبــات الـحرف مـحترقا
يـا جـارة الـبحر مـا لـلحسن فـيك غفا
هل أُطفِئ السحر في عينيك ام سُرِقا
مـــا بـــال وجــهـك لا نــور يـشـعُّ بــه
ولا صــبــاح يــشــم الـــورد والـحـبـقا
لــم يـبقَ مـنكِ سـوى اطـلال عـاصمةِ
دم الاصــيـل عـلـيـها يــرسـم الـشـفقا
ادمَـــوا جـبـينك بـالـنيترات والـنـووي
وبـالـدخان الـذي قـلب الـسما اخـترقا
حــتـى غـــدوتِ كـهـيـروشيمَ قـاحـلةَ
ومـات فـيك جـمال الـشرق وانـسحقا
بيروت يا جنة الدنيا وبهجتها
هل غيرَكٍ المجد يوماَ قلبُهُ عشِقا
فـبـعـدك الارز قـــد ذاب الـجـمـال بــه
ونــورس الـبـحر فـوق الـمرفإ اخـتنقا
وزورق الحب يا بيروت حطّمه
صوت الجحيم وفي بحر الردى غرِقا
سألت طيفكِ هل يوماَ تعود لنا
فأطبق الجفنَ في صمتِ وما نطقا
ما اصعب العبش بعد اليوم يا وطني
والـسحر والـحسن عن بيروتك افترقا
معركة في 2020.6.8
[1] – ولد الشاعر خليل عجمي في بلدته الصامدة (معركة) في جنوب لبنان في 14-11 – 1954 من أمّ وأب شاعرين كانا يتبادلان العتابا في مواسم الحصاد أيّام الزمن الجميل فترعرع الشاعر في ظلّهما.