foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

التحقيق في موقف أسماء بنت عميس ودورها في تطوّرات صدر الإسلام

0

التحقيق في موقف أسماء بنت عميس ودورها في تطوّرات صدر الإسلام

د. محمّد علي چلونگر([1])/ د.بهمن زينلي([2])/ محمّد عبد الكريم عليّ الحشماويّ([3])/ حيدر عوّاد عبد الحدراويّ([4])

الملخص

من أكثر القضايا الاجتماعيّة أهمّية في صدر الإسلام مكانة المرأة في المجتمع العربي. إذ لم تكن المرأة في المجتمع العربي قبل الإسلام هي نفسها من حيث المكانة الفرديّة والاجتماعيّة، فبعضهن من مثل السيدة خديجة (عليها السلام) كان لها مكانة اجتماعيّة جيدة، بينما لم يكن لمعظمهن وضع نسبي، وقد ذكرت آيات قرآنيّة ومصادر تاريخيّة العديد من حالات الشّذوذ السّلوكي في ما يتعلق بالمرأة في مرحلة ما قبل الإسلام.

بعد مجيء الإسلام، أعطى النبي(صلى الله عليه وسلم) كحاكم ومنفذ للشّريعة الإلهية للمرأة كرامة ومكانة لائقة، كان أول موقف الرسول (صلى الله عليه وسلم) تجاه النّساء هو ضرورة أن يقسمن بالولاء منهن لقبول الإسلام، الأمر الذي جعل الكثير من النّساء يقبلن الإسلام بإخلاص على الرّغم من كثرة المشقات، فأسماء بنت عميس من النساء اللواتي فهمن كلتا الحقبتين الجاهليّة والإسلام وتحملن الكثير من المصاعب في طريق قبول الدّين الجديد وكان لها أثر كبير في عملية نشر الإسلام.

الغرض من هذا البحث، الذي أُجري على المنهج الوصفيّ التحليلي وبالرجوع إلى المصادر الرئيسة، هو شرح موقف أسماء بنت عميس على رأس الإسلام. والسؤال الأساسي في البحث ما هو موقف ودور أسماء بنت عميس قبل مجيء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبعده؟ والفرضية التي أثيرت في هذا البحث أن أسماء بنت عميس كانت لها حركة ضد ثقافة الجهل في زمن ما قبل الإسلام، وبعد مجيء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووُضِعت في خدمة الإسلام وأهدافه.

الكلمات المفتاحيّة: أسماء بنت عميس، عصر الجاهلیة، صدر الإسلام.

Abstract

One of the most important social issues in the beginning of Islam is the position of a woman in Arab society. Before Islam،women in Arab society were not the same in terms of individual and social status. Some of them، such as Lady Khadija (peace be upon her), had a good social status، while most of them did not have a relative status.  Quranic verses and historical sources mentioned many cases of behavioral eccentricity regarding women in the pre-Islamic period. After the advent of Islam، the Prophet (may God bless him and grant him peace) as a ruler and an enforcer of divine law gave women dignity and a decent position. The first situation of the Messenger، may God’s prayers and peace be upon him، towards women was the necessity for them to swear allegiance from them to accept Islam، which made many women accept Islam sincerely despite the many hardships. Asmaa Bint Umays is one of the women who witnessed both periods of pre-Islamic era and Islam and who endured many difficulties in the path of accepting the new religion and had a great impact on the process of spreading Islam. The purpose of this research، which was conducted in an analytical descriptive manner and with reference to the main sources، is to explain the position of Asmaa Bint Umays at the beginning of Islam.  And the main question in the research is what is the position and role of Asmaa bint Umays before and after the advent of the Messenger of God، may God bless him and grant him peace? The hypothesis raised in this research is that Asmaa Bint Umays had a movement against the culture of ignorance in the pre-Islamic era، and after the advent of the Messenger of God، may God bless him and grant him peace، she was put in the service of Islam and its goals.

Keywords: Asmaa bint Umays، the era of pre-Islamic era، early Islam.

١– المقدمة

١-١- بیان الموضوع أو المسألة

مع ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربيّة، تغير وضع المرأة واستعاد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حقوقها من خلال تناول جانبين أساسيين من حياتها. في الواقع، أعطى الرسول (صلى الله عليه وسلم) أهميّة لاحترام حقوق المرأة وكرامتها في الحياة الخاصة والاجتماعيّة وحاول استعادة حقوق المرأة المنهوبة في الحياة الخاصة والاجتماعيّة. إذًا، بعد قبول الإسلام من قبل النساء المخضرمات، كُلفهن من حضرة الرسول (عليه السلام) بالواجبات والمسؤوليات من أجل المساعدة في نشر الدّين الجديد.  وهنا يمكن القول إن تطور الحضارة الإسلاميّة و تكوينها لا يرجع فقط إلى الرجال، بل هناك دور للمرأة في هذا التطور، وكان متفوقًا أو متساويًا على الأقل في المجالات المتعلقة بالحضارة الإسلاميّة جميعها.  والحقيقة أن من أكثر سمات الحضارة الإسلاميّة أهمّيّة دور المرأة فيها، لدرجة أنّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال في هذا الصدد: المرأة مثل الرجل لا فرق بينها وبين الرجل([5]) والسبب في مثل هذا الخطاب من النبي (صلى الله عليه وسلم) هو مشاركة المرأة في بناء قصر الإسلام الكبير وترسيخ أركانه. وما لا شك فيه أنّ دراسة تاريخ حياة الصحابة سوف تترك أثرًا كبيرًا على من يطلع على سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) أو يدرسها. تكمن أهمّية هذا الموضوع في أنّ المرأة المعاصرة في حاجة ماسة إلى تعريف النساء بصدر الإسلام و تعريفهن برشدهن وشجاعتهن، فإن التعريف بدورهن ومكانتهن، وأفعالهن الشّجاعة، والبطولة في الدّفاع عن الإسلام يمكن أن يكون مثالًا جيدًا للمرأة المعاصرة. أسماء بنت عميس هي واحدة من النّساء اللواتي أدّين دورًا في التّطورات المبكرة للإسلام، ويمكن أن يكون شرح حياة هذه السيدة النبيلة مثالًا جيدًا للمرأة في التاريخ المعاصر. الغرض من هذا البحث، الذي أجري على المنهج الوصفي التحليلي وباستخدام المصادر الرئيسة لصدر الإسلام، هو تقصٍّ وشرح موقف ودور أسماء بنت عميس، وأنّها واحدة من النّساء البارزات في صدر الإسلام. يهدف هذا البحث إلى تناول دور هذه السيدة الشريفة و مكانتها في السّنوات التي سبقت إرسال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والسنوات الأولى للإسلام وفحص دورها في قبول دين الإسلام ونشره بعد رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم). كانت أسماء بنت عميس موحِدة وحنيفيّة في الجاهلية، ومن أبرز النّساء اللواتي تزوجن بثلاثة من شيوخ الصحابة، و زواجها من جعفر الطيار الخليفة الأول وعلي(ع) جعلها تتمتع بامتيازات خاصة. کما نشأ ولدها محمّد بن أبي بكر في حجر الإمام علي(ع).

 ۲-۱- مسبق البحث

جدير بالذكر أن بعض الباحثين في كتاباتهم قد استعرضوا حياة المرأة الصحابيّة وممارساتها، وحتى أنّه كُتِبت بعض الرسائل الجامعيّة حول هذا الموضوع، والتي يمكن الإشارة إليها بأطروحة هنا طه محمود سرحان بعنوان (الدّور الاجتماعي والسياسي، والفكري، للمرأة المؤمنة منذ 11 هجرية حتى 59 هجرية) المذكورة. تهاني عبد القادر بن عثمان باحثة أخرى كتبت أطروحتها بعنوان “مفاهيم تربوية مستخرجة من طرق وأساليب أم المؤمنين وتكيفها مع التربية في المدرسة والأسرة”. بالإضافة إلى ذلك، جمعنا الكتب والمقالات في هذا المجال في الأوساط العلميّة الإيرانية، والتي يمكن أن نذكر من بينها: كتاب تحليلي عن تاريخ المرأة، من تأليف شهد إیرفاني. يبحث هذا الكتاب في مكانة المرأة في طليعة الإسلام والظواهر التاريخيّة للمسلمين الجدد عبر تاريخ الإسلام. كما يشير إلى حياة المرأة المسلمة في المجتمع الإسلاميّ و شخصية المرأة المسلمة في العصر البهلوي و بعد الثورة الإسلاميّة. كتاب مكانة المرأة في جهل القرآن و السّنة عمل آخر في هذا المجال. يتناول المؤلف في الكتاب أوضاع المرأة في العصر الجاهلي، ثم يناقش مكانة المرأة في القرآن والسنة من وجهة نظر فردية، وعائليّة، واجتماعيّة، ومشاركتها في الشؤون السياسيّة، وقام بعمل جيد في مقارنة وضع المرأة في العصر الجاهليّ وعصر الإسلام. الكتاب الكبير لنساء الإسلام من تأليف أحمد حيدري هو أحد الأعمال الأخرى في هذا المجال. في هذا الكتاب، قدم المؤلف نساء صدر الإسلام وذوات الشّخصية الرفيعة. وقد حكى روايات كثيرة عن فضائلهن  السّماوية عن الرّسول والصحابة، ونوقش في الفصل الثاني من الكتاب حياة بنات بعض الصحابة والأئمة المعصومين.

۲. نص المقال

۱-۱-۲- مكانة المرأة قبل الإسلام

تعرضت النساء قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية للعديد من التشوهات، فقد قُتلن بوحشية من دون أيّ ذنب، ودُفِنَّ أحياء، فلفظة “وأد” الواردة في الآيات الإلهيّة تعني قتل النّساء أو الفتيات ودفنهن أحياء وهن ضعيفات جدًا وغير قادرات على القتال. إنّ أحد الأسباب الرئيسة لدفن الفتيات أحياء هو الفقر والعار من إنجاب الطفلة، وقد جاء في القرآن الكريم: ﴿وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثی ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ کظیمٌ﴾ (نحل،58). فقد كانت شدة غيرة أهل الجهل وقساوتهم  هو سبب هذا العنف([6]). ومن أكثر الأسباب أهمّية في الاهتمام والميل إلى إنجاب الأبناء، وعدم الرغبة في الاستفادة من البنات هو عدم قدرتهم في الدّفاع عن القبيلة أثناء الحرب، وأخذ الغنائم وأسرهم في الحرب، وعدم قدرتهم على رعاية الحقول، إذ لم تعد مفيدة عندما تصبح الأمور معقدة. كان أسر النّساء عارًا على القبيلة، إذ كان جنس المرأة يعدُّ من الغنائم الحربيّة، التي تصبح ملكًا للقبيلة المهيمنة، وللقبيلة المسيطرة الحرية في بيعها أو الاحتفاظ بها([7]). لقد نسي العرب الذين أسروا النساء المضطهدات كل أدوار النّساء كأمهات وأخوات وبنات وزوجات، إذ كانوا يكرهون ذكر أسماء نسائهم في التجمعات العامة. هذا النّوع من التفكير هو انعكاس ورد فعل لمظاهر الجهل والفساد الشّائع في هذه الحقبة، الأمر الذي جعلهم يخافون من إنجاب الأنثى، وأجبرهم على قتلها ووضعها في القبر([8]).

لا تقتصر إهانة المرأة وتصغيرها على هذه القضايا، فلم يعاقبوا قتلة النساء، ولم يكن أخذ الفدية من شخص ارتكب جريمة قتل امرأة أمرًا شائعًا، فقد كان يسهل اقتراض النساء، أو بيعهنَّ أو شرائهن وكان أمرًا أمرًا شائعًا للغاية، إذ تُوَرَّث الزوجة بعد وفاة الزوج مثل الممتلكات والسلع  وميراث الأزواج. ﴿یا أَیهَا الَّذینَ آمَنُوا لا یحِلُّ لَکمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ کرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَیتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ یأْتینَ بِفاحِشَةٍ مُبَینَةٍ وَ عاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ کرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسی أَنْ تَکرَهُوا شَیئًا وَیجْعَلَ اللَّهُ فیهِ خَیرًا کثیرًا﴾ (نساء،19).

كانت نتيجة هذه العادات الخاطئة في المجتمع العربي قبل الإسلام حرمان المرأة من حقوقها جميعه. كما حُرِمت من الميراث، فحسب الجاهلي، فإن ميراث المتوفى خاص بحملة السّيف ولا ينبغي تحديده لزوجاته أو بناته، كما لم يكن للطلاق حجم أو رقم ثابت. أمّا بالنسبة إلى تعدد الزوجات، فلم يكن هناك حد يمكن تخيله، والأمثلة المذكورة تدل على ازدراء المجتمع الجاهلي للمرأة. إنّ التفكير بسوء نحو النساء ومعاملتهن كالسلع، فقد كنّ يُشترين ويُبعن بسهولة، الأمر الّذي يُظهر الموقف المرعب من هذا الجنس من البشر([9]).

 ۲-۱-۲- مكانة المرأة في صدر الإسلام

من أعظم برامج الإسلام، التي جعلت من هذا الدين قائدًا لكل الأديان، القضاء على كل ظلم تجاه المرأة. فقد دمر الإسلام أسس التفوق الإثني والعرقي والجنسي والمالي ووضع البشر جميعهم في المرتبة نفسها، ذكورًا وإناثًا، غنيًا وفقيرًا، عربيًا وأعجميًّا، أسود وأبيض، قبيح وجميل. يعدُّ هذا الدّين السّماوي، أنّ التقوى و القيم الروحية والفضائل الأخلاقيّة هي المعيار الوحيد للتفوق. إذ يقول الله تعالى: ﴿یا أیّها النّاس إنا خلقناکم من ذکر وأنثی وجعلناکم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أکرمکم عند الله أتقاکم﴾ (حجرات/13). من ناحية أخرى، فإنّ التّوجيه التّشريعي عام وواسع ولا يقتصر على فئة معينة، ويمكن للجميع الاستفادة من بحر الرّحمة الإلهية هذا، وتمهيد الطريق لتطورهم وسعادتهم. فيقول الله تعالى: ﴿إنا هدیناه السبیل إمّا شاکرًا و إمّا کفورًا﴾ (الإنسان/3). عندما جاء الإسلام أنقذ المرأة من مكانتها المتدنية وأعاد إليها حقوقها المسلوبة. الحقوق التي كانت تنسجم مع كرامتها، في حين أن القانون السماوي هو الضامن والکفیل لإعمال هذه الحقوق. لقد كان موقف الإسلام تجاه المرأة كائنًا وعضوًا مفيدًا وفاعلًا. كأم وابنة وزوجة وأخت ومعلمة ومربية للأطفال، فإنّ للمرأة دور بارز وقيِّم في المجتمع، فإذا لم تكن موجودة، فسوف يتعطل التّدفق الطبيعي للحياة([10]). عدّت القبائل القديمة أنّ إنجاب النّساء كارثة كبيرة ومصيبة مروعة، بينما لم تعرف حقيقة أن المرأة لا تحدد جنس الأبناء، لقد بذل الإسلام جهودًا كبيرة لتغيير عاداتها وثقافتها ولتصحيح أخطائها، ففي هذا قال النبي (صلى الله عليه وسلم): من له بنت ولا يُذلّها ولا يفضلها على الابن يدخل الجنة([11]). جعل النّبيّ محمّد (صلى الله عليه وسلم) حقوق المرأة مساوية لحقوق الرجل، وجعلها متساوية مع الرجل في كثير من الأمور. سمح لها بمرافقة الرجال إلى الحروب، والمشاركة في الحرب جنبًا إلى جنب معهم، من بين أمور أخرى كثيرة، فرفيدة بنت كعب الأسلميّة هي أول امرأة مسلمة عملت بعلم الطبّ في العصر الجاهلي. فقد كانت لديها خيمة تمارس فيها الطب والعلاج للمسلمين([12]) وفي المسجد النبويّ في يثرب تعالج الجرحى من المسلمين. وزينب، من قبيلة بني أود، هي إحدى الطبيبات في العصر الجاهلي، وكان لها سمعة غريبة بين الناس بسبب علاج المرضى([13]). وخرجت نساء كثيرات من المدينة مع الرسول محمّد (صلى الله عليه وسلم) للمشاركة في الحروب والحملات، وعلاج المرضى، وتضميد الجرحى، وإعطائهم الماء. ومن بين النساء الأخريات اللواتي شاركن بنشاط في حروب الرسول وحملاته (صلى الله عليه وسلم)، يمكننا أن نذكر أميّة بنت قيس الغفارية وأم سنان أسلمي. فأمية بنت قيس الغفارية من الصحابة اللواتي آمنَّ بالرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد الهجرة واستشهدت في غزوة خيبر([14]). كما أنّ أم سنان أسلمي كانت من الصحابة أسلمت بعد الهجرة واستشهدت في غزوة خيبر([15]).   في الواقع، اكتسب نشاط المرأة سرعة مضاعفة في ظل الشّريعة والقوانين الإسلاميّة، ولم يقتصر فقط على المشاركة في ساحة المعركة والأدب والأعمال. فقد أدّت العديد من النساء المشهورات دورًا مهمًا في تقدم الحضارة الإسلاميّة وكان لهن حضور نشط في أنواع الوظائف المتعلقة بالخلافة الإسلاميّة جميعها، فكنَّ ذوات شّخصية أظهرن الكثير من الشّجاعة والجرأة. إذًا كان للمرأة منذ لحظة بعثت الرسول (صلى الله عليه وسلم) وظهور الإسلام مكانة خاصة في دين الإسلام، فقد قال إن للمرأة شخصية مستقلة، وقد بايعها مثل الرجل لتقبل دين الإسلام، وقد ورد في الآيات السّماوية أمر الله بأداء يمين الولاء من النّساء: ﴿یا أَیهَا النَّبِی إِذا جاءَك الْمُؤْمِناتُ یبایعْنَك عَلی أَنْ لا یشْرِکنَ بِاللَّهِ شَیئًا وَلا یسْرِقْنَ و لا یزْنینَ وَلا یقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا یأْتینَ بِبُهْتانٍ یفْتَرینَهُ بَینَ أَیدیهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا یعْصینَك فی مَعْرُوفٍ فَبایعْهُنَّ واسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحیم﴾ (الممتحنة،12). من تفسير هذه الآية، نفهم دور المرأة قبل الإسلام وبعده. فقد صحح الإسلام الأفكار السّلبية عن المرأة ومن ثمَّ أبطلها. بالنسبة إلى النساء، فقد أسس الإسلام للحقوق نفسها التي يتمتع بها الرجال وعيّن حدودها. وبهذه الطريقة التي تُمنح لها حقوقها المشروعة كأمّ وزوجة وطفلة، كانت الحقوق المقترحة جميعها للمرأة في هالة من البراءة والنقاء، ولم تقلل من احترامها وكرامتها ولم تقلل من شأنها([16]).

۲-۲- أسماء بنت عميس

كانت ابنة عميس بن معد بن تيم بن حارث بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن مالك خثعمي، والدته هند بنت عوف بن زهير([17]) کنيتها أم عبد الله، وعبدالله هو اسم نجل أسماء الكبير، ونتيجة زواجها من جعفر بن أبي طالب. يعرف البعض أسماء بلقب أم محمّدين. محمّد هو اسم أحد أبناء أسماء وهم: محمّد بن جعفر، ومحمّد أبي بكر الصديق. أُطلق على أسماء اللقب الحبشيّة والبحريّة لأنّها هاجرت إلى الحبشة عن طريق البحر، فهي عندما هاجرت، كانت الرحلات البحريّة خطيرة للغاية، ولهذا أطلق عليها لقب البحرية([18]). لكن نسب أسماء يعود لجدها الأكبر معد بن تيم بن الحارث بن وهب الله([19]).

لم يذكر التاريخ الكثير عن والدها وحياتها الخاصة، ويبدو عدم ذكرها في التاريخ أنّها في حياتها لم تظهر أيّ شجاعة، ولم يكن لديها مكانة وموقع خاص لكتابة القصائد في مدحها أو أن تحكي قصة عنها. والد أسماء من الشّخصيات التي منحته شهرة وشجاعة أبنائه اسمًا وسمعة، فالمصادر التاريخيّة لا تذكر سوى اسم قبيلته ولا تتجاوز ذلك، فعدم شهرة والد أسماء وقبيلته لا يعني أنهم مجهولون، لأنّه إذا كانت قبيلة أسماء مجهولة الهوية، فإنّ إخفاء الهوية هذا لا يتوافق مع الموقف الذي وصلت إليه أسماء بعد الإسلام. كان لأسماء بنت عميس مكانة وموقعًا جذب انتباه شيوخ الصحابة. تزوج والد أسماء، عميس، من هند([20])، التي سماها البعض بهذا الاسم([21]). وهند في الرواية هي خولة بنت عوف بن زهير بن حارث بن حماطة من قبيلة جرش اليمنيّة. بعد عمیس، تزوجت هند بحارث بن بجير هزم بن روبية بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعه، فكانت نتيجة نكاح هند وحارث أم الفضل وأم المؤمنين ميمونة وأم المؤمنين زينب([22]). وتحدثت مصادر عن اسم ابن آخر من أبناء عميس، اسمه عون، قتل في معركة حرة، بينما كان عمره مائة عام([23])، وحول عميس، قالوا إن لديه ابنة تدعى أرفي([24])، وذكرت بعض المصادر لعمیس سبعة أشقاء من الأب وثلاثة أشقاء من الأم، بينما ذكرت بعض المصادر الأخرى أنّ العدد الإجمالي لإخوته عشرة أو تسعة([25]). تزوجت شقيقة أسماء سلامة من عبد الله بن منبه خثعمي، وكانت نتيجة زواجهما أمية([26]).

لكن سلمى بنت عميس وشقيقتها أسماء كانتا من أوائل و السّباقات إلى الإسلام، وهي إحدى الأخوات الثلاث اللائي أطلق عليهنّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) لقب الأخوات المؤمنات([27]). وقال: ميمونة أم الفضل وسلمى وأسماء هن الأخوات الثلاث المؤمنات([28]) واستخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) مصطلح “مؤمن” للإشارة إلى الرجال والنساء ذوي الإيمان، فقليل، ونادرًا ما يحدث. تزوجت سلمى من حمزة بن عبد المطلب عم الرسول وأخيه بالرّضاعة([29]) وكانت نتيجة زواج سلمى بنت عميس وحمزة ابنة اسمها أمامة([30]). بعد استشهاد حمزة تزوج سالمي من شداد بن هاد واسمه الحقيقي أسامة بن عمرو بن عبد الله بن جابر بن بشر([31])، وكانت نتيجة زواج سلمی وهاد ولدين باسم عبد الله، أحدهما يلقب بأبي وليد مدني، والآخر أبي وليد كوفي([32]). وبحسب هذه الروايات، يبدو أنّ الشهرة التي حظيت بها أسماء بنت عميس ليس فقط بسبب مكانتها، ولكن أيضًا لأن عائلة عميس كانت مرتبطة بالعديد من شيوخ الّصحابة الذين ينحدرون من سلالة نبيلة، کما كانت أخوات أسماء متزوجات من رجال مشهورين وبارزین في الإسلام.

۱-۲-۲- اعتناق أسماء الإسلام

اعتنقت أسماء الإسلام في مكة قبل وصول النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت أرقم([33])، في الوقت الذي كان فيه قلة من الناس موحدين، والكثير من عبدة الأوثان، فقد كانت تؤمن بالحنفيّة وبالتوحيد، ويعود السّبب في ذلك، هو أنّه بمجرد أنّ حدد النّبي (صلى الله عليه وسلم) الدّعوة إلى الإسلام، قبلت الدّعوة الصحيحة من دون تأخير، وكانت لديها اشتیاق كبير ورغبة في ترك الشّرك والوثنية، وتزينت بالإيمان ومبادئه، وبالدّعوة إلى الخير والجهاد في سبيل الله([34]). كما كانت (رضي الله عنها) من النّساء المؤمنات الصادقات اللواتي أكدن كلام النبي (صلى الله عليه وسلم) وهي من أسلاف الإسلام. أطاعت  أوامر النبي (صلی الله علیه وسلم) بثقة في قلبها، وحتى قبل رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي دعا الناس إلى التوحيد في بيت الأرقم بمكة، آمنت أسماء بوحدانيّة الله([35]).

۲-۲-۲- ريادة أسماء في الإسلام

انضمت أسماء بهذه الطريقة إلى الصفوف الأولى من المسلمين، واختارت الصف الذي قادته خديجة بنت خويلد وعلي بن أبي طالب وخلفاء لاحقون مثل: أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان، وقد أعطته أفضليته في قبول الإسلام سمات مميزة وبارزة. إن ريادتها في قبول الإسلام زودها بسمات بارزة، فقد أدّت أسماء دورًا مهمًا جدًا في نشر الإسلام بين نساء عصرها. کما دعت العديد من النّساء في عصرها إلى الإسلام بلغتها وأفعالها وسلوكها، وقد أدى أسلوبها هذا إلى منحهم ألقابًا خاصة بعد الإسلام. ألقاب لم تُمنح لنساء أخريات يتصرفن بشكل مشابه لأسماء. وكما ذكرنا فقد كانت تُعرف بالحبشية البحريّة، لأنها قامت برحلة بحرية إلى الحبشة أثناء الهجرة، فعنوان البحر يعني صعوبة السّفر عن طريق البحر([36])، ومن بين ألقاب أسماء المهاجرة، وهي التي صلت في اتجاه القبلتین وهاجرت مرتين([37])، وكانت تُدعى أيضًا خثعمي لأنّها كانت من قبيلة خثعم([38]).

۳-۲-۲- هجرة أسماء بنت عميس إلى الحبشة

هاجرت أسماء إلى الحبشة مع زوجها جعفر وبقيّة الصحابة، لأجل التّحرر من التعذيب والصرامة والقسوة من المشركين، وأقامت في أرض غير مألوفة إلى قلبها وروحها([39]). وكانت هجرتها إلى الحبشة بناء على اقتراح، وأمر النّبي (صلى الله عليه وسلم) في السّنوات الأولى بالدّعوة العلنيّة له، وعندما لم يسلم أحد من رجال مكة، قال النبي (صلى الله عليه وسلم) للصحابيين، إذا استطعتم هاجروا إلى الحبشة، ففي الحبشة ملك وحاكم عادل لا يظلم أحدًا وأرضه مكان آمن لكم، وذلك حتى يفتح الله لنا طريقًا([40]). عندما وصلت أسماء إلى الحبشة مع زوجها. بدأت حياتها الجديدة في أرض الإقامة، بينما كان ألم الفراق عن مكة والابتعاد من الرسول (صلى الله عليه وسلم) عسيرًا ومؤلمًا عليها. هذه الأحزان والمشاكل لم تتوقف أسماء، واستمرت في المسار الطبيعي لحياتها، فأنجبت أسماء أطفالها الثلاثة عبد الله وعوف ومحمّد في الحبشة([41]). وعندما أنجبت أسماء طفلها الأول عبد الله النجاشي، ، فقد رزق حاكم الحبشة بطفل أيضًا، حينها أرسل النجاشي رسولًا إلى جعفر زوجأاسماء، وسأله عن اسم طفله، فأجاب جعفر: سميته عبد الله.  ما دفع النجاشي لأن يُسمي ابنه عبد الله أیضًا.

أخذت أسماء طفل النّجاشي وأرضعته حتى نهاية طفولته. وفي ظل هذا الواقع، فقد أصبح عبدالله بن النّجاشي، هو الأخ عبد الله بن جعفر بالتّبني، ولهذا كان لأسماء مكانة خاصة لدى حاكم الحبشة، فقد كانت الأم الحاضنة لابنه عبد الله، واستمرت علاقة عبد الله بن النجاشي، واهتمامه بعبد الله بن جعفر حتى نهاية حياتهما([42]).

وروي عن أسماء: “أنني لما رجعت من الحبشة مع زوجي جعفر بن أبي طالب، قابلت زوجات الرّسول (صلى الله عليه وسلم) فقلت لهنَّ: هل أُنزِل القرآن آية أو آيات عنا؟ فقلن: لقد نسينا النّبي (صلى الله عليه وسلم). فذهبت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقلت له: يا رسول الله إنّ النّساء دائمًا في شدة وضياع وخسران، فسأل النّبي (صلى الله عليه وسلم): لماذا لديك مثل هذا الاعتقاد؟ فقلت: لأنك لم تتذكر المرأة كما جاء في القرآن([43]). ثم أنزل الله هذه الآية: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمینَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتینَ و الْقانِتاتِ وَالصَّادِقینَ والصَّادِقاتِ وَالصَّابِرینَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعینَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقینَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمینَ وَالصَّائِمات﴾ (الأحزاب،35) (إنّ الله أعد لهم لرجال ونساء المسلمين، المؤمنين والمؤمنات، المطيعين والمطيعات، الصادقين والصادقات، الصابرين والصابرات، المتواضعين والمتوضعات، وللرجال والنساء الذين يتصدقون، والّذين الصائمين، والذين يحفظون عارهم، رجالهم ونساءهم الذين يذكرون الله كثيرًا، فلكلّ هؤلاء أعدّ مغفرة وأجرًا عظيمًا).

۴-۲-۲- اهتمام أسماء بنت عميس بالنبي (صلى الله عليه وسلم)

كان حب أسماء بنت عميس للنبي (صلى الله عليه وسلم) حب الأخوة والتوافق، وكان (عليه الصلاة والسلام) يحترم أسماء ويحبها، ومثل غيرها من الصّحابة، كان لها المكانة والمنزلة الخاصة عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، ذلك أنّها كانت أخت أم ميمون أمّ المؤمنين زوجة الرسول (صلى الله عليه وسلم). بالإضافة إلى ذلك، فقد كانت زوجة جعفر بن أبي طالب، ابن عم الرّسول (صلى الله عليه وسلم) بعد استشهاد جعفر بن أبي طالب، تزوجت من أبي بكر الصديق من أفضل صحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو من أقدمهم في الإسلام. وبمساعدة هذا الاهتمام وهذه المحبة ومباركتهما، استطاعت أسماء أن تتعلم من منبع الوحي ومصدره، الكثير من العلوم والمعرفة التي جعلت لها مكانة خاصة وممتازة.

رُوي عن ابن سعد، أن أسماء عرفت أمورًا لم يعرفها الآخرون، وكان مخفيًا عنهم، ثم روى قصة عن وقت وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: عندما مات النبي (صلى الله عليه وسلم)  كان الصحابة متشككين هل توفى أم لا ؟. فقال بعضهم: إنه مات وقال آخرون: إنه حي. هنا وضعت أسماء يديها بين كتفيه وقالت: إن روح النّبي (صلى الله عليه وسلم) صعدت إلى السماء من بين كتفيه المباركين([44]). قد يكون مثل هذا السرد صحيحًا تمامًا، ومتوافقًا مع الواقع ويمكن الوثوق به. فعندما كان النّبي (صلى الله عليه وسلم) في اللحظات الأخيرة من حياته، كان في بيت عائشة، ما منع العديد من الصحابة من دخول المنزل، بينما كان يُسمح للنساء بالبقاء فيه، لذلك، وعلى هذا الأساس، يمكن لأسماء بنت عميس الاقتراب من النّبي (صلى الله عليه وسلم) وبما تملك من معلومات ومعرفة أن تبلغ بوفاته. لقد كانت أسماء من النساء اللواتي دخلن بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) من دون طلب الإذن([45]). لأنّ أخت أمه ميمونة، وزينب كانتا زوجتي الرّسول (صلى الله عليه وسلم).

۵-۲-۲- دور أسماء بنت عميس في نقل الأحاديث

أسماء بنت عميس من النساء القلائل اللواتي تشرفت برواية أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)، تبعت الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأطاعته، وروت الحديث عن معلمها مباشرة ومن دون وسطاء، إذ لم يكن لأسماء معلم آخر، وهذا المعلم هو النّبي (صلى الله عليه وسلم) ورُوي عنها 60 حديثًا([46])، فكان اهتمامها بالنّبي (صلى الله عليه وسلم) ونقل الأحاديث منه، جعل لها مكانة خاصة في نقل الأحاديث.

كما ورد في حديث الشّيعة والسنة عنها روايات وأحاديث، إذ كانت أسماء من الرواة في سلسلة رواة الحديث، فهذا الحديث، حديث صحيح وموثوق به. تعدُّ مصدرًا موثوقًا ومحترمًا في رواية الحديث، وأدّت دورًا خاصًا في استقرار الإسلام، وكان ذلك بسبب تعاونها مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) في تعليم المعتقدات الإسلاميّة للمسلمين في الحياة اليوميّة([47])، فقد كانت قريبة من بيت النّبوة في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) حتى بعد وفاته، وبسبب زواجها من علي (عليه السلام)، كانت على دراية بروح حضرة خاتم الأنبياء، فهي عاشت في بيت أقرب أصحاب النّبي (صلى الله عليه وسلم) كأبي بكر الصديق وعلي (ع). وقد مكنتها هذه النعم من سماع ما قاله النبي (صلى الله عليه وسلم) عن كثب([48]). إذا كانت من خلال الارتباط بأقرب صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) عن كثب كانت قادرة على سماع الأشياء من لغتهم، وتعلم سلوكياتهم ومعرفتهم التي لا يمكن أن يتعلمها سوى قلة من النّاس([49]).

 ۶-۲-۲- نقل بعض أحاديث عن أسماء بنت عميس

أ- حماية العين من الجروح: سألت أسماء رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ يا رسول الله ، لماذا النّاس دائمًا یصیبون بَني جعفر بالعین، قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): ضعي عليهم تعويذة لحمايتهم من عيونهم. ثم قال: إذا كان هناك شيء يفترض أن يتجاوز الأمر المعلق، إنّها عين ورأي([50]).

ب- الدّعاء في الضيقات والمصائب: عن أسماء أنها قالت: علمني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جملًا لأقولها عند نزول الضيقات والمصائب. «الله الله ربي لا أشرك به شیئًا»([51]) وفي رواية أخرى عنها أنّها قالت: سمعت عن النّبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كلما حزن يقول: «الله ربي لا شریك له» ليخلص من الحزن وعدم الرّاحة([52]).

ج- الطب: سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسماء: كيف وبأي دواء نقوم بتليين المعدة وتخفيف الإمساك؟ أجابت أسماء: بنبتة تسمى شبرم. قال النبي (صلى الله عليه وسلم): إنّه حار. ثم قال: ليّن الجوف بالسنا، فإنّ كان هناك شيء ينقذ من الموت، فهو أوراق نبات السنا، والسنا يشفي الإنسان من الموت.

د- الاستفادة من شفاعة الرّسول (صلى الله عليه وسلم): تقول أسماء: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: لا أحد يتحمل مشقات الحياة في المدينة، إلا إذا أشهدت له يوم القيامة، فأشفع له([53]).

ه- الإشارة إلى فضائل السيد ومولانا علي عليهما السلام: قالت أسماء في رواية سمعتها من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لعلي (ع): يا علي، أنت لي مثل هارون لموسى إلا أنه لن يكون هناك أنبياء من بعدي وأنا آخر الأنبياء([54]).

و- إرسال الطعام لأهل الميت: في رواية عن أسماء أنّه لما حلّت مصيبة بعض أصدقاء جعفر  وأصحابه زارهم الرسول الكريم وقال: يا عائلة جعفر أعدوا لهم طعامًا. لأنّهم في حداد ولا يمكنهم إعداد الطعام لأنفسهم([55]).

ز- النّكاح والزواج: وفي رواية عن أسماء، أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لفاطمة(ع): ليلة زفافها بعلي (صلى الله عليه وسلم): إني زوجتك بأحبّ الناس من أهل بيتي([56]).

ح- الحسد: رُوي عن أسماء أنّي سمعت النّبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: إن نصف النائمين في هذه القبور ماتوا من العین والنّظر([57]).

۷/۲/۲. زواجات أسماء بنت عميس و أولادها:

أسماء بنت عميس، متزوجة ثلاث مرات. كان زواجها الأول من جعفر بن أبي طالب الملقب بجعفر الطيار، لأنّ يديه قطعتا في معركة مؤتة،  أعطاه الله جناحين في الجنة بدلًا من يديه([58]). تزوج جعفر طيار من أسماء في السّنة الثالثة من البعث وهاجر مع زوجته مرتين. مرة إلى الحبشة ومرة ​​إلى المدينة المنورة، وفي كل من هجرتي جعفر، رافقته زوجته([59]). استشهد في السّنة السابعة الهجرية أيّ 628م في غزوة مؤتة، ولم يكن قد تجاوز الثالثة والثلاثين من عمره([60])، أنجبت أسماء أربعة أبناء لجعفر بن أبي طالب([61]). الابن الأكبر لجعفر وأسماء هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الذی توفى في المدينة في سنة 80 هجرية التي تصادف سنة 699 م عندما بلغ من العمر سبعين سنة، وسميت السنة التي توفى فيها عبدالله بعام القسوه والظلم([62]). الابن الثاني لجعفر بن أبي طالب محمّد بن جعفر ولد في الحبشة ولقبه أبو القاسم وتزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وكما في الروايات استشهد في تستر وهي منطقة في مدينة خوزستان، احتُلت في عهد خلافة عمر بن الخطاب([63]). الابن الثالث لجعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه)، عوف بن جعفر، وُلِد أيضًا في الحبشة، وهو أشبه بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، كما استشهد في تستر أیضًا([64]). رابع أبنائه وأصغرهم نعمى بنت جعفر بن أبي طالب، قال عنها ابن حبان أنّها من الصحابة([65])، وعرّفها الطبراني على أنّها من رواة حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) ([66]).

بعد استشهاد جعفر بن أبي طالب تزوجت أسماء من أبي بكر. ولدت أسماء لأبي بكر الصديق ولد اسمه محمّد بن أبي بكر الصديق في سنة حج الوداع أي۱۰ هجري الموافق ۶۳۱م في ذي الحليفة بقرية بين مكة والمدينة([67]) وسماه النبي (صلى الله عليه وسلم) محمّد بن أبي بكر من الناس الذي تنبأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) بمستقبله،([68]) لقبه أبو القاسم الذي نشأ وترعرع في بيت علي (ع) مع أولاده الآخرين، أي الحسن والحسين (ع). تزوجت والدة محمّد بن أبي بكر علي بن أبي طالب بعد وفاة والده ، ولم يكن عمر محمّد بن أبي بكر أكثر من ثلاث سنوات عند وفاة والده أبو بكر صديق([69])، واستشهد على يد معاوية بن حدیج السكوني([70]).

بعد وفاة أبي بكر تزوجت أسماء من علي بن أبي طالب (ع) وأثمر زواجهما ولدين هما: يحيى و عون([71]). يحيى بن علي بن أبي طالب: لما كان طفلًا فقد أبيه علي (عليه السلام)([72]) وقد ذكرت بعض المصادر التاريخيّة اسمه محمّد الأصغر. تُعِدُّ بعض الروايات أنّ محمّد الأصغر هو ابن أم ولد([73])،بينما في بعض المصادر الأخرى، والدة محمّد الأصغر هي أسماء بنت عميس([74]). استشهد في كربلاء مع اخوته. ولم يذكر في المصادر التاريخيّة غير ذلك إلا ذكر اسمه([75]).

۸-۲-۲- وفاة أسماء بنت عميس

تتعدّد المنابع والمصادر التاريخية حول تاريخ وفاة أسماء ووقتها، فعن ابن تغري أن أسماء توفيت سنة ۳۸ هجرية، أي ۶۵۳م([76]). بينما عدَّ بعض المؤرخين موعد وفاة أسماء في العام الأربعين الهجري، الموافق ۶۶۰م، بعد استشهاد زوجها([77])، وكتبوا أن السيدة التي عُدّت صاحبة هجرتين إلى الحبشة والمدينة وزوجة الشهيدين علي (ع) وجعفر وزوجة الخليفتين الشرفاء أبو بكر وعلي (ع) توفيت بعد استشهاد علي بن أبي طالب (ع)([78]).

  1. النتيجة

من أعظم برامج الإسلام، التي جعلت من هذا الدّين قائدًا لكل الأديان، القضاء على كل ظلم تجاه المرأة. فعندما جاء الإسلام أنقذ المرأة من مكانتها المتدنية، وأعاد إليها حقوقها المسلوبة. وفي هذا الواقع، اكتسب نشاط المرأة سرعة مضاعفة في ظل الشّريعة والقوانين الإسلاميّة، ولم يقتصر فقط على المشاركة في ساحة المعركة والأدب والأعمال. أدّت العديد من النساء المشهورات دورًا مهمًا في تقدم الحضارة الإسلاميّة، وكان لهن حضور نشط في أنواع الوظائف المتعلقة بالخلافة الإسلامية جميعها، وذلك من خلال النّساء ذوات الشّخصية اللواتي أظهرن الكثير من الشجاعة والجرأة. کما كان للمرأة منذ لحظة إرسال الرسول (صلى الله عليه وسلم) وظهور الإسلام مكانة خاصة في دين الإسلام.

قبل وصول النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت الأرقم أسلمت أسماء في مكة، وفي الوقت الذي كان الجميع فيه وثنيًا، آمنت أسماء بالحنفية والتوحيد، وبمجرد أن حدد النبي (صلى الله عليه وسلم) دعوته إلى الإسلام، قبل الدّعوة الصحيحة من دون تأخير، فقد كانت من النساء المؤمنات الصادقات اللواتي أكدن كلام الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وهي من سلف الإسلام. فأسماء واحدة من الرواة المحدثات ورواة الأخبار النبويّة، وقد أدّت دورًا مهمًا في فكر وثقافة المجتمع من خلال سرد ۶۰ رواية. وبحسب عجاج (المتوفى حوالي 90 هـ) فقد جمع بعض الأحاديث أثناء حقبة منع جمع الأحاديث، وقد دعا نبي الله (صلى الله عليه وسلم) أسماء بين نساء الجنة وشهد بصدق إيمانها وذكرها وأخواتها، أخوات المؤمنات. كانت حياة أسماء بنت عمیس بأكملها هجرة وتضحية ورواية الحديث، وخدمات ثقافيّة وتعليميّة. وقد تعددت الأحاديث التي روتها ابنة أسماء عميس، وكثير من الناس مثل زوجها جعفر، وعبدالله و محمّد أولاد أسماء، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن رفاعة، وأبو بردة أبي موسى، وفاطمة بنت علي (ع).  وعبدالله بن عباس وروى أناس آخرون من الأحاديث وقد أقر علماء مثل: الشيخ صدوق، وفيض الكاشاني، وابن عبد البر، وابن حجر العسقلاني وغيرهم، بالموقف القَيّم لحديث أسماء.

المصادروالمراجع

1- القرآن الکریم

2- ابن الأثیر: عز الدین بن محمّد عبد الکریم الجزری (1433هـ/ 2012 م)، أسد الغابة فی معرفة الصحابة، بیروت، دار ابن حزم.

3- ابن الجوزی: جمال الدین أبي الفرج (1400هـ/ 1980 م)، صفة الصفوة، ت: الشیخ خالد طرطوسي، بیروت، دار الکتاب العربی.

4- ابن الزبیر: عروة (1401 هـ/ 1981 م)، مغازی رسول الله (صلی الله علیة وسلم)، ت: محمّد الأعظمي، لبنان، دار النشر العربیة.

5- ابن الکلبي: هشام بن محمّد بن السائب (1411هـ/ 1990م)، جمهرة النسب، ت: الدکتور ناجي حسین، بیروت / مکتبة النهضة العربیة.

6- ابن بکار: الزبیر عبد الله القریشي (1381هـ/ 1961م)، جمهرة نسب قریش وأخبارها، ت: محمود شاکر، القاهرة، مطبعة المدنی.

7- ابن حبان: أبو حاتم محمّد بن حبان بن أحمد السبتي (1395هـ/ 1975 م)، الثقات، ت: شرف الدین احمد، بیروت، دار المعارف العثمانیة.

8- ابن حجر: ابن الفضل أحمد بن علی بن محمّد العسقلاني (1402هـ/ 1980 م)، فتح الباری، بیروت، مؤسسة الرسالة.

9- ابن حرز الدین: محمّد علي بن عبد الله (1391هـ/ 1971 م)، مراقد المعارف فی تعیین مراقد العلویین، ت: محمّد حسین، النجف الاشرف، مطبعة الأدب.

10- ابن حزم: أبي محمّد بن أحمد بن سعید الأندلسي (1424هـ/ 2003 م)، جمهرة أنساب العرب، ت: عبد السلام محمّد، بیروت، مؤسسة الرسالة.

11- ابن خیاط: أبو عمرو عمر اللیثي العصفري (1402هـ/ 1982 م)، الطبقات، ت: أکرم ضیاء العمري، الریاض، دار طیبة.

12- ابن سعد: محمّد بن سعد البصري الزهري (1341هـ/ 1968م)، الطبقات الکبری، ت: إحسان عباس، القاهرة، مکتبة الخانکي.

13- ابن عبد البرّ: (1386هـ/ 1966م)، الدرر فی اختصار المغازي والسیر، ت: الدکتور شوقی، القاهرة، الکتاب الحادی عشر.

14- ابن عساکر: (1406هـ/ 1986م)، الأربعین فی مناقب أمهات المؤمنین، ت: محمّد مطیع الحافظ، دمشق، دار الحافظ.

15- ابن کثیر: (1400هـ/ 1980م)، الفصول فی اختصار سیرة الرسول (صلی الله علیة وسلم)، ت: محمّد العید الخطراوي، بیروت، مؤسسة علوم القرآن.

16- ابن ماجة: محمّد بن یزید القزوینی (1426 هـ/ 2006 م)، سنن ابن ماجة، الریاض، مکتبة الرشد.

17- أحمد بن حنبل (1403هـ /1983 م)، فضائل الصحابة، ت وصي الله محمّد عباس، بیروت، مؤسسة الرسالة.

18- الأربلي: أبي الحسن بن عیسی (1419هـ/ 2001 م)، کشف الغمة فی معرفة الأمة، قم المقدسة، مؤسسة النشر الإسلامي.

19- الأصبهاني: أبو نعیم أحمد بن عبد الله (1408هـ / 1998 م)، معرفه الصحابة، ت، عادل بن یوسف العزاوي، الریاض، دار الوطن.

20- الأصفهاني: أبي نعیم أحمد بن عبد الله (1416هـ / 1996 م)، حلیة الأولیاء وطبقات الأصفیاء، بیروت، دار الفکر.

21- ایراونی، شهد (1384): تحلیلي بر سرگذشت تاریخي زن، تهران، انتشارات دریا.

22- البحراني: السید الهاشم (د/ت)، البرهان فی تفسیر القرآن قسم الدراسات الإعلامیّة، قم المقدسة، مؤسسة البعثة.

23- البغوي: (1403 هـ/ 1983م)، شرح السنة، ت: شعیب الأرناؤوط ومحمّد زهیر، بیروت، المکتبة الإسلامیّة..

24- البلاذري: احمد بن یحیی (1417 هـ/ 1997 م)، أنساب الإشراف، ت: سهیل زرکار وریاض الزرکلي، بیروت، النشرات الإسلامیّة.

25- الجارود: أبي محمّد عبدالله (۱۴۰۸ھ/ ۱۹۸۸م)، المنتقی من السنن المسندة عن رسول الله _ صلی الله علیه وسلم _ ت: عبدالله عمر البارودی، مؤسسه الکتاب الثقافیه، بیروت.

26- الحافظ: أحمد بن عمر القرطبي (1389 هـ/ 1969 م)، المفاهیم لما أشکل من تلخیص کتاب مسلم، ت، أحمد محمّد السید وآخرون، بیروت، دار ابن کثیر.

27- الحشماوی: د. رشید لطیف ابراهیم (1443 هـ/ 2021 م)، دور المرأة فی نشأة الدولة الإسلامیّة، عمان، دار الرّایة.

28- الحمیدی: أبو الحسن علي بن عبید الجوهری (1410 هـ / 1990 م)، مسند ابن جعد، ت: عامر

أجمد حمید، بیروت، مؤسسة نادر.

29- الحمیری: محمّد بن عبد المنعم (1400 هـ/ 1980 م)، الروض المعطار فی أخبار الأقطار، ت: إحسان عباس، بیروت، مؤسسة ناصر للثقافة.

30- الذهبي: ( ب/ ت)، العبر في أخبار من غبر، ت: محمّد بن سعید، بیروت، دار الکتب العلمیة.

31- الذهبی: أبو عبد الله شمس الدین محمّد بن احمد (1405 هـ / 1985 م)، تاریخ الاسلام، ت: د. عمر عبد السلام تدمری، بیروت، دار الکتاب العربی.

32- الزبیری: مصعب بن عبد الله (د/ ت)، نسب قریش، ت: لیفی بروفنسال، بیروت، دار المعارف.

33- الشحوذ: علی بن نایف (د/ ت)، شبهات الرافضة حول الصحابة والخلفاء الراشدین.

34- الشرباطی: احمد (1390 هـ/ 1970 م)، فدائیون فی تاریخ الإسلام، بیروت، دار الرائد العربي.

35- الشوکانی: محمّد بن علي (1392 هـ/ 1973 م)، نیل الأوطان، بیروت، دار الجیل.

36- الشیبانی: أحمد بن عمرو بن الضحاک (1411 هـ/ 1991 م)، الآحاد والمثاني، ت: دکتور باسم فیصل، الریاض، دار الرایة.

37- الطبراني: سلیمان بن أحمد بن أیوب اللخمی الشامي (د/ ت)، المعجم الکبیر، ت، حمدی عبد المجیب السلفي، القاهرة، دار إحیاء التراث العربی.

38- عاشور: سعید (1415 هـ/ 1978 م)، المرأة في الحضارة العربیة، بیروت، المؤسسة العربیة للدراسات والنشر.

39- عز الدین: عبد الحمید هبة الله بن محمّد الحسین أبي الحدید (د / ت)، شرح نهج البلاغة، ت: محمّد أبو الفضل إبراهیم، بیروت، دار إحیاء الکتب.

40- العمری: یاسین بن خیر الله (1386 هـ/ 1966 م)، الروض الفیحاء فی تواریخ النساء، ت: رجاء محمود السامرائی، بغداد، دار الجمهوریة.

41- کحالة: عمر رضا (1379 هـ/ 1959 م)، أعلام النساء فی عالميّ العرب والإسلام، بیروت، مؤسسة الرسالة.

42- اللبنانیة: زینب بنت علی فواز العاملیة (1411 هـ/ 1991 م)، الدر المنثور فی طبقات ربات الخدور، ت: محمّد أمین ضناوي، بیروت، مؤسسة الرّسالة.

43- المزي:أبو الحجاج یوسف بن الزکی عبد الرحمن (1400 هـ/ 1998م)، تهذیب الکمال في أسماء الرجال، ت، بشار عواد معروف، بیروت، دار الکتب العلمیة.

44- المسعودي: علي بن الحسین بن علي، (1437 هـ/ 1938 م)، التنبیه والاشراف، ت، عبدالله اسماعیل، بغداد، مکتبة المثنی.

45- مسفر: علی القحطانی (1425 هـ/ 2004 م)، حقوق المرأة فی ظل المتغیرات المعاصرة.

46- الندوی: أبو حسن بن عبدالله (1425 هـ/ 2004 م)، السیرة النبویّة، دمشق، دار ابن کثیر.

47- الهاشمی: عبد المنعم (1438 هـ/ 2017 م)، نساء النبي (صلی الله علیة وسلم)، دمشق، دار المعراج.

[1] – أستاد بقسم التاريخ بجامعة أصفهان m.chelongar@ltr.ui.ac.ir

[2] – أستاد مساعد بقسم التاريخ بجامعة أصفهان b.zeynali@ltr.ui.ac.ir

[3] – طالب دكتوراه في التاريخ الإسلاميّ، قسم التاريخ، جامعة أصفهان mohammad.alhashmavi@gmail.com

[4] – طالب دكتوراه في التاريخ الاسلامي،قسم التاريخ، جامعة اصفهان haideralshmry1981@gmail.com

[5]– الجارود 1408: ص 67

[6]– الشوکاني، 1392: 7/164

[7]– أبي حسن الندوي، 1425: 60

[8]– الشحوذ، التاریخ غیر معروف: 115 و 249.

[9]– مسفر، ١٤٢٥: ٧/١.

[10]– حشماوي، ۱۴۴۳: ۲۸/۱.

[11]– ابن حنبل،۱۴۲۱: ۲۲۳/۱.

[12]– ابن الأثیر، ۱۴۳۳: ۲۹۷/۲.

[13]– على: ١٤٢٢: ٢١١/٨.

[14]– ابن سعد، ١٣٤١: ٢٩٣/٨.

[15]– ابن سعد، ١٣٤١: ٢٩٢/٨.

[16]– عاشور، ١٤١٥: ٣٠٦/١.

[17]– ابن سعد، ۱۳۸۸: ۲۸۰/۸ و مسعودی، ۱۴۳۷: ۲۲۸.

[18]– الأصبهاني، ۱۴۰۸: ۷۴/۲.

[19]– ابن سعد، ۱۳۸۸: ۱۶۹/۳.

[20]– ابن عبد البر، ۱۴۱۲: ۱۷۸۴/۱.

[21]– خولة بن حجر، ۱۴۱۵: ۷/ ۴۸۹.

[22]– ابن الکازروني، ۱۴۰۷: ۵۲.

[23]– ابن حزم، ۱۴۰۳: ۳۹۰-۳۹۱ و الحافظ، ۱۳۸۹: ۲۱-۲۵ و ابن حجر، ۱۴۱۵: ۷۴۴/۴.

[24]– ابن حجر، ۱۴۱۵: ۴۸۱/۷.

[25]– ابن عبد البر، ۱۴۱۲: ۱۷۸۴/۴ والمزی، ۱۴۰۰: ۲۹۸/۳۵.

[26]– ابن سعد، ۱۴۱۰: ۲۸۵/۸.

[27]– الطبراني، التاریخ غیر معروف: ۱۳۲/۲۴ و إصبهانی، ۱۴۰۸: ۵۴/۶.

[28]– ابن عساكر ۱۴۰۶: ۱۰۲/۱.

[29]– ابن سعد ۱۴۱۰: ۸/۳ و أصفهاني ۱۴۰۸: ۶۷۲/۲.

[30]– ابن سعد، ۱۴۱۰: ۴۸/۸ و العمری، ۱۳۸۶: ۱۶۸-۱۶۹ و اللبنانیة، ۱۴۱۱: ۱۳۰/۱.

[31]– ابن خیاط،۱۴۰۲: ۸ واصبهانی، ۱۴۰۸: ۱۴۵۷/۳.

[32]– ابن حبان، ۱۳۹۵: ۲۰/۵ والذهبی، ۱۴۰۵: ۱۱/۶.

[33]– ابن سعد ۱۴۱۰، ۲۱۹/۸.

[34]– الجمل، التاریخ غیر معروف: ۷.

[35]– کحاله، التاریخ غیر معروف: ۷۵/۱.

[36]– الشرباطي، ۱۳۹۰: ۲۲.

[37]– السيوطي ، ۱۳۸۹: ۳۴/۱.

[38] – ابن حزر الدين ، ۱۳۹۱: ۱۴۰/۱.

[39]– الحشماوی، ۱۴۴۱: ۸۳.

[40]– إبن زبیر، ۱۴۰۱: ۱۰۴.

[41]– الفاسي، ۱۳۳۸: ۳۶۸/۶.

[42]– الزبيري، تاریخ غیر معروف: ۸۱/۳.

[43]– البغوی، ۱۴۱۷: ۲۱۴/۶.

[44]– ابن سعد ١٤٢١: ٢١٧/٢.

[45]– ابن الجوزي ۱۴۰۰: ۶۲/۲.

[46]– الهاشمی، ١٤٣٨: ٢٧٤/١.

[47]– الشحوذ، التاريخ غير معروف: ٣٣٧/١.

[48]– الطبرانی، ١٤٠٥: ٢٣/٢.

[49]– الشیبانی، ١٤١١: ٦٠٧/١.

[50]– الحمیدی، ۱۴۱۶: ۳۲۸/۱.

[51]– أحمد بن حنبل، ۱۴۱۹: ۳۶۹/۶.

[52]– الطبرانی، التاریخ غیر معروف ۱۳۵/۲۴.

[53]– النسائی، التاریخ غیر معروف: ۴۸۷/۲.

[54]– أحمد بن حنبل، ۱۴۱۹: ۳۶۹/۶.

[55]– ابن ماجه، ١٤٢٩: ٥١٤/١.

[56]– أحمد بن حنبل، ۱۴۰۳: ۷۶۲/۲.

[57]– الطبراني، التاریخ غیر معروف، ۱۵۵/۲۴.

[58]– ابن ماکولا، التاریخ غیر معروف: ۲۶۹/۵.

[59]– ابن عبد البر،۱۴۱۵: ۴۱.

[60]– المقدسی، التاریخ غیر معروف: ۲۳۱/۴.

[61]– ابن سعد ۱۴۱۰ق المجلد ۸، ۲۱۹.

[62]– ابن عبدالبر،۱۴۱۲: ۸۸۱/۳.

[63]– إبن سعد، ۱۴۲۱: ۴۱۳/۸.

[64]– البلاذری، ۱۴۱۷: ۳۷۵.

[65]– ابن حبان ص ۴۲۳.

[66]– الطبرانی، التاریخ غیر معروف، ۴۳/۲۵.

[67]– الحمیری، ۱۴۰۰: ۱۶۹/۱.

[68]– عزالدين، التاریخ غیر معروف: ۸۹/۶.

[69]– ابن سعد، ۱۴۲۱: ۲۰۴.

[70]– الذهبی، التاریخ غیر معروف:۲۳.

[71]– ابن‌عبدالبر، ۱۴۱۲ق، /۱۷۸۴-۱۷۸۵.

[72]– ابن كلبي ۱۴۱۱: ۱۸/۱.

[73]– الأصفهاني ، ۱۴۱۶: ۲۹.

[74]– الطبري، ۱۳۸۴: ۱۶۲/۳.

[75]– ابن كلبي ۱۴۱۱: ۱۸/۱.

[76]– جمال الدين أبو المحاسن ۱۴۲۱: ۱۷۷/۱.

[77]– الزرقانی، ۱۴۱۱: ۱۲/۲.

[78]– الحشماوی، ۱۴۴۱: ۸۳.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website