foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

التفحّص والتحلیل في عمليّة اعتناق القرويّين الإيرانيّين للإسلام في القرون الإسلاميّة الأولى

0

 

التفحّص والتحلیل في عمليّة اعتناق القرويّين الإيرانيّين للإسلام في القرون الإسلاميّة الأولى

بتول ریاحی الدهنوي([1])/ أصغر فروغي الأبري([2])/ سيد أصغر المحمودأبادي([3])

الملخص

جهد المؤلفون في هذا المقال في فحص عملية اعتناق القرويين للإسلام. في الهيكل الطبقي للعصر الساساني، إنّ اعتناق الإسلام لهذه الطبقة حدث في وقت متأخر جدًا عن الطبقات الأخرى وكان أصدق نوع من الاتجاهات. لأنّهم كانوا الطبقة الأدنى في المجتمع ولم يكن لديهم منصب لاعتناق الإسلام من أجل الحفاظة عليه. على الرّغم من أن الحواجز السياسيّة والاجتماعّية والجغرافيّة الفعالة أدت إلى إبطاء هذه العملية ، إلا أنّه حتى نهاية القرن السّابع الهجري، قَبِل معظم القرويين الدين الجديد.

هذه المقالة هي نوع من البحث الوصفي التحليلي الذي يعتمد على الإشارة إلى المصادر الرئيسة للقرون الأولى والنتائج الجديدة وعلى أساس الدّراسات المكتبيّة. يعتمد افتراض البحث على حقيقة أن القرويين اعتنقوا الإسلام في وقت متأخر عن الطبقات الأخرى بسبب تأثير الفلاحين، والتمسك بالعادات، وسوء معاملة الفاتحين، والبعد عن مراكز المدينة.

الكلمات المفتاحيّة: اعتناق القرويين للإسلام، دين الزرادشتية، معابد النار، الحركات، الفلاحون، الأمويون.

Abstract

In this article, the author’s effort is to investigate the process of of the Sassanid period, the Islamization of this class took place much later than other classes and was the truest type of tendency Islamization of the villagers. In the class structure. Because they are the lowest and meanest class. They were a society and had no authority to convert to Islam in order to preserve it. Although the effective political, social and geographical obstacles slowed down this process, but by the end of the 7th century A.H. Most of the villagers accepted the new religion.

This article is a type of descriptive-analytical research based on referring to the main sources of the first centuries and new findings and based on library studies. The key question in this research is how was the process of Islamization of the villagers quantitatively and qualitatively and with what obstacles? The assumption of the research is based on the fact that the villagers converted to Islam much later than other classes due to the influence of the peasants, adherence to the customs, mistreatment of the conquerors and the distance from the city centers.

Key words: Islamization of the villagers. Zoroastrian religion. Fire temples. Movments. peasants. umayya ds.

المقدمة

1-1 بیان الموضوع

كتب المؤرخون تقارير مختلفة عن أسلمة الطبقات الاجتماعيّة في إيران وأسبابها، وسياقاتها في القرون الأولى للهجرة. لكن لم تذكر أي كتابة خاصة عن أسلمة القرويين بالتحديد. لأن هذه المجموعة كانت تعدُّ جزءًا من الطبقات الأدنى في المجتمع، وبحسب المؤرخين، لم تكن حياتهم تستحق الكتابة عنها.  على الرّغم من أنّ أسلمة هذه الطبقة قد تأخرت بسبب البعد من مراكز المدن وقلّة التواصل مع العرب، إلا أنّها كانت أصدق نوع من الاتجاه لأنّهم كانوا الطبقة الأدنى في المجتمع، ولم يكن لديهم منصب لاعتناق الإسلام من أجل الحفاظة عليه، فغالبًا ما تقبّل القرويون العادات والمعتقدات الإسلاميّة من خلال تكييفها مع العادات والمعتقدات الزرادشتيّة، والتي استمرت خلال القرنين الرابع الی السابع للهجرة، خلال ذلك الوقت، تحول عدد متزايد من الزرادشتيين الريفيين إلى الإسلام.

1-2 أهمية البحث وضرورته رورو

ما دفعنا للتحقيق في هذا الموضوع المطلوب، هو أسلمة القرويين، والأثر المهم للغاية لهذا الاتجاه في الحفاظ على ثقافة إيران القديمة على الرّغم من أن هذه الطبقة لم يكن لها أي موقع في الهیکلیّة الاجتماعيّة في ذلك الوقت، إلا أنّ تأخر تحولهم إلى الإسلام والعقبات في هذا الطريق أدى إلى نتائج جديرة بالملاحظة مثل الحفاظ على اللغات ، واستمرار المعابد النارية والعادات.

1-3 الأهداف

بالنظر إلى عدم وجود عمل يصف بشكل حصريّ عملية أسلمة القرويين، والعقبات التي تعرضت هذه العملية، في هذا المقال، هناك محاولة للتفحص في العقبات السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والجغرافيّة لهذا التّدفق التاريخيّ في القرون الأولى للإسلام.

ما يجري التحقیق فيه، في البحث الحالي هو تحليل معوقات هذا التدفق التاريخي، التي وفقًا للظروف الاجتماعيّة والسياسيّة التي سادت المجتمع في ذلك الوقت، أدّت دورًا منتج للغاية في هذه العملية ويمكن تصنيفها في الفئات الآتية:

أ- المعوقات السياسية: 1ـ الفلاحون والنبلاء والحكام المحليون، ودورهم في إبرام معاهدات السلام مع القادة العرب. 2ـ سلوك الغزاة المؤسف والمذل للغاية تجاه المحتلین وخاصة القرويين ۳ـ مشاركة القرويين في حركات القرون الأولى ونقل مؤلفات الهوية الإيرانية القديمة إلى هذه الحركات.

ب- المعوقات الدينية والثقافية: ۱ـ وجهة نظر رجال الدين الزردتشية المحتقرة للعادات والتقاليد الإسلاميّة 2ـ تمسك القرويين بدينهم وعاداتهم.

ج – الحواجز الطبيعية والجغرافية:

1ـ بعد القرى عن المراكز الحضرية 2ـ بعض المناطق جبلية وصعبة المرور.

خلفيّة البحث

كُتِب العديد من الكتب والمقالات عن الإسلامويّة الإيرانية في القرون الأولى للهجرة، وأحدث الأبحاث في هذا المجال هو كتاب “الصراع والتّسوية” لجمشيد جرشاسب شوكسي العام 2013، في هذا الكتاب، ناقش المؤلف التفاعل بين الزرادشتيين والمسلمين في المجتمع الإيراني في القرون الأولى، هذا العمل فريد من نوعه ورائع بطريقته الخاصة، على عكس قيمة العمل، هناك انتقادات جدية عليه، بما في ذلك أنه درس التفاعل بين الزرادشتيين والمسلمين بطريقة منحازة للغاية، لكنه لم يذكر عملية أسلمة الطبقات الاجتماعيّة وخاصة القرويين.

بالإضافة إلى ذلك ، كُتِب العديد من المقالات في مجال إسلامويّة الإيرانيين والطبقات الاجتماعيّة، وخاصة الفلاحين والمتدينين، في العام 2013 ، نشرت مجلة البحوث التاريخيّة مقالًا بقلم روزبه زارين كوب وعلي يزداني ردًا بعنوان “تدابير رجال الدّين الزّرادشية لمواجهة تغيير دين البهدينيون”، كما يوجد مقال آخر لنرجس كد خدايي ومحسن معصومي تحت عنوان “طرق إثبات قبول الزرادشتيين للإسلام” في القرون الأولى للهجرة ونُشر في مجلة تاريخ الحضارة الإسلاميّة العام ۲۰۲۲. في هذا العمل، وضع الباحثون بعض المناسك الإسلاميّة على أنّها علامات على قبول الزردتشيين للإسلام، وكان لمؤلفي المقالتين نظرة عامة إلى الإسلامويّة الإيرانيّة في ذلك الوقت.

الفرق بين هذا المقال والمقالات السّابقة هو أصالة الموضوع، وذلك لكون هذه الفئة كانت أضعف مرتبة اجتماعيّة وأدناها. ولا توجد إشارة مباشرة إلى حياتهم في أيّ من المصادر المتاحة، ولكن جرت محاولة فحص هذا التّدفق التّاريخي والعقبات التي تواجههم بالمعلومات المحدودة نفسها.

2-1ردة فعل القرويين في المواجهة مع العرب المسلمين

وفقًا لنظر المؤرخين التقليديين، لأن التاريخ هو حياة الملوك والأمراء والوزراء والحروب والحملات وما إلى ذلك، لطالما أُخفيت كتلة من الناس عن منظور المؤرخين، ولم تقدم المصادر التاريخيّة الكثير من المعلومات حول حياتهم. ومع ذلك، بالاعتماد على بعض الأدلة والقرائن، يمكننا فهم آمال عامة الناس وأفكارهم في الحقبة المذكورة. كان القرويون في تاريخ إيران، طبقة من الفئات الأدنى في الانقسامات الاجتماعيّة منذ العصور القديمة، كان لديهم الموقف نفسه في العصر الساساني وكان معظمهم من المزارعين؛ وعلى الرّغم من أن هذه المجموعة كانت تضم عددًا أكبر من السكان من المجموعات الأخرى، ودفعت الكثير من الضرائب ، وفقًا للامبتون ، فإنّ الطبقة التي توضع عليها الطبقات الأخرى هي طبقة الفلاحين، والاعتقاد السّائد هو أن سعادة الأمة والمصدر الأخير للأمل يعتمدان على جهود وسعادة وازدهار الفلاح([4]). قام القرويون في هذه الحقبة ، بالإضافة إلى دفع الضرائب سواء أكانت عينيّة أو نقدية، والعمل في الحقول، بأعمال أخرى مثل بناء قلاع والقصور، كما كانوا مسؤولين عن القيام بالأعمال الصناعيّة ، وتوفير المعدات اللازمة للمخيم، واستضافة الجنود في منازلهم، ورعي مواشي اللوردات([5]). في الوقت نفسه، أُجبروا على المشاركة في الحروب كمشاة إلى جانب أسيادهم، كما اضطروا إلى تغطية نفقات المحاربين (الفرسان)، كما دافعت القوانين الساسانيّة والنظام القانوني عن ذلك. وتجدر الإشارة إلى أنه على الرّغم من أنّ عجلة الحكومة تنقلب على القرويين وأحيانًا تسحب حق الانتقال منهم ، لكنهم كانوا قادرين على مواصلة حياتهم، وكان لهم تأثير بارز ومهم على المجتمع في عصرهم في بعض حقبات التاريخ.

لذلك ، وفقًا للاستعدادات وبالنظر إلى الوضع البائس للقرويين، لم يكتفوا برد فعل عندما غزا العرب إيران وغيّروا نظام الحكم، بل تعاونوا معهم أيضًا في بعض الحالات. وبحسب تقرير الطبري، فإنّ الفلاحين (مدائن) كانوا منشغلين بدوريات في الطرق والجسور وتوجيه المهاجرين والمسافرين([6]). بالإضافة إلى ذلك ، أدى عدم معرفة العرب الفاتحين بالزراعة والتنمية إلى حاجتهم الشّديدة إلى طبقة الفلاحين، ما جعلهم لا يؤذون القرويين، وبحسب البلاذري، “كتب عمر للمسلمين: لا يمكنكم تسوية تلك الأرض، فافرجوا عن الأسرى عندكم وادفعوا الجزية لهم”([7]). نقطة أخرى مهمة هي أنّه بعد احتلال أي مقاطعة، تَرك العرب ، من خلال إبرام اتفاقيات الّسلام، سكان تلك المقاطعة أحرارًا في أداء الاحتفالات الدّينيّة وأرغموهم فقط على دفع الجزية والإشادة. وعدَّ مقدسي أنّ عدالة الضرائب وخفض الجزية هي سبب تفاعل هذه المجموعة مع العرب([8]). في هذا السّياق يُعدُّ فروغي أبري أن روح المساواة والسّعي لتحقيق العدالة للفاتحين هي سبب أسلمة هذه الفئة([9]). إذ إنّ المساواة والعدالة لدى الفاتحين العرب تجاه القرويين، والقسوة المفرطة للحكام الساسانيين تجاه هذه الطبقة جعلتهم يكرهون الحكومة، ولهذا السبب أرادوا من ناحية تغيير النّظام السياسي الحاكم، ومن ناحية أخرى تجاهلوا أحداث الحرب. أولئك الذين كانوا يبحثون عن السّلام للانخراط في الزراعة ، حصلوا عليها في ظل خطابات السّلام. تشرح النقاط المذكورة إلى حد كبير وضع القرويين أثناء غزو إيران وسبب عدم اكتراثهم بالحملة العربية.

2-2. معوقات أسلمة القرويين

كان الفلاحون في الهيكل الطبقي والإداري للعصر الساساني، هم الوسطاء بين الرعايا والطبقة الحاكمة كقادة صغار، هذه الوساطة كانت مقبولة أيضًا من دون وعي من قبل المسلمين خلال العصر الإسلامي، ولم يكن لديهم علاقة مباشرة و بلا واسط مع المزارعين. بمعنى آخر، بما أنّ شؤون الفاتحين العرب كانت تدار من خلال الفلاحين (أسياد الأرض)، لم يكن القرويون قادرين على التواصل مباشرة مع الفاتحين المسلمين. تسبب هذا الأمر في إلمامهم بالدّين الجديد ونتيجة لميلهم إلى الإسلام ، فقد حصل ذلك مع قليل من التأخير؛ بالطبع ، إذ يبدو أن القرويين، على الرّغم من تحيزهم الديني، والذي كان أحد مضاعفات الحياة الريفيّة، من ناحية قمع حركة مزداكي وعدم تحقيق أحلامهم الطويلة، من ناحية أخرى، رحبوا بالمسلمين على أمل تحقيق وضع أفضل، وفقًا لدنيل، على الرغم من أن أعدادًا كبيرة من الرعايا ذوي المستوى المنخفض أصبحوا مسلمين فقط لإطاعة أسيادهم وبصورة رسميّة، ولكن وفقًا لوعود المساواة في الإسلام ، والتي كانت فوق كل شيء ، الطبقات المضطهدة في الوسط تولي اهتمامًا، فلا يشكّون في أنّهم تعرّفوا تدريجيًّا على الإسلام. لذلك، كان من الممكن أن يكون اعتناقهم الإسلام أكثر صدقًا من بقية الطبقات. إسبولر لديه رأي مخالف لدنيل دنت ويعتقد أنّ التّخلي عن الدّيانة الزرادشتية وقبول الإسلام للأغلبية كان رسميًا، لكن ليس قسريًا ؛ لأنّه يبدو أن الديانة الزردتشية لم تكن لها جذور قوية بين القرويين؛ من وجهة النظر هذه، كان القبول الرسمي للإسلام وحده كافيًا لطبقات الفلاحين ورعايا الفلاحين، ولم يكن شرحه وتفسيره العلمي واللفظي ذا أهمية جوهريّة([10]).

من أبرز مشاكل البحث في ما يتعلق بعملية أسلمة القرويين صمت المصادر في هذا المجال. في القرون الأولى، ساد الدين الإسلامي فقط في القرى القريبة من المدن؛ إذ تعرّف القرويون على الإسلام لأول مرة وقبلوه من خلال معارفهم وأصدقائهم في المدن([11]) وغالبًا ما تقبل القرويون العادات والمعتقدات الإسلاميّة من خلال تكييفها مع العادات والمعتقدات الزّرادشتية؛ وكانت ذروة إسلامهم بين القرنين الرابع والسّابع الهجريين. فقد كان يُعدُّ بولت حالتين من نتائج أسلمة القرويين: 1. فضل القرويون المسلمون الجدد الانتقال إلى الأحياء الإسلاميّة الموجودة في المدن لمزيد من الفائدة، ما حال دون انتشار الإسلام السّريع في قراهم. 2. من الممكن أن تكون هذه المجموعة قد بقيت في قريتها بعد اعتناق الإسلام بدلاً من البحث عن مأوى في المدن بدعم من مجموعات القرى المسلمة التي كانت تتزايد بسرعة([12]).

إنّ الباحث الذي درس تحول الإيرانيين إلى الإسلام بالطريقة الإحصائيّة، مع تقدير عدد سكان القرى (حوالي 350 نسمة) ، يُعدُّ كثافة القرى وكذلك الضغوط الماليّة والاجتماعيّة على غير المسلمين سببًا في ضآلة تأثير الإسلام في القرى. مع ذلك ، ومع مرور الوقت، كان هناك تركيز قوي للمسلمين في كل قرية  استقرت بها بسبب الوضع الدّيني الجديد. حدث هذا التّغيير في العديد من القرى بسلام نسبي، وانتشر الإسلام بشكل رئيس بين القرويين من قبل الدعاة. النقطة المهمة هي أن أسلمة القرويين كانت في الغالب فردية وليست جماعيّة؛ بسبب الحقوق المتساوية للمسلمين الجدد، واستيعابهم في الثقافة الإسلاميّة ، خلال الحكومات المحليّة ، أصبح القرويون أكثر استعدادًا لقبول الإسلام ؛ لأنّه من ناحية كان التّحول إلى الإسلام سهلاً للغاية ومن دون تنظيمات معقدة، ومن ناحية أخرى، نظرًا للظروف الجغرافيّة لإيران وبُعد القرى وتشتتها ، لم يكن تحولهم إلى الإسلام بهذه السّهولة والسّرعة والملاءمة. بالإضافة إلى ذلك، جعلت بعض الحواجز الاجتماعيّة هذه العملية مختلفة عن أسلمة المواطنين، والتي يمكن التحقيق فيها في القضايا السياسية والاجتماعية والثقافيّة والدينيّة والجغرافيّة.

2-2-1. أسلمة القرويين أثناء انتقال السياسة

في هذا القسم ، يمكن ذكر حالتين بارزتين:1. وجود الفلاحين والنبلاء والحكام المحليين 2. تأثير اتفاقيات السلام.

۱.دور الفلاحين والنبلاء والحكام المحليين

على الرّغم من تعاون الجماعات المذكورة مع الفاتحين، إلّا أّن وجودهم عُدَّ عقبة أمام تحول القرويين لسببين. أولاً : إذا اعتنق القرويون الإسلام ، فإنّ الدخول من معابد النّار في القرى سينخفض وسيتعين عليهم الرد على الغزاة من ناحية؛ وسيهتز وضعهم الاجتماعي من ناحية أخرى. السبب الثاني: هو أنّ تحوُّل القرويين إلى الإسلام بسبب جوانب الديمقراطيّة، أدى إلى مواجهة بين السلطة والمنفعة الماديّة وهدد سلطة الفلاحين. باعتقاد بارتولد: كان الفلاحون ماوراء النهر مهتمين بالحفاظ على التنظيم الأرستقراطي، إذ لا يمكن أن يكونوا غير مبالين بانتشار الدين الجديد، الذي لم يكن قد فقد بعد طابعه الديمقراطي في ذلك الوقت.([13]) كما عدَّ نرشخي دور هذه الطبقة عقبة رئيسة أمام أسلمة القرويين. من وجهة نظره ، فإنّ التركيز على جمع الجزية من المسلمين الجدد وحتى منع تحول التابعين إلى الإسلام في هذه المنطقة كان أكثر من العرب([14]). كانت ردة الفعل الأخرى لهذه المجموعة وكذلك النّخب العربيّة هي تشكيل جبهة موحدة ضد المسلمين الجدد والذمة وحركات العدالة. يبدو أنّه بخلاف تخفيض الضرائب، كان هناك عامل آخر دفع الحكام المحليين لمعارضة انتشار الإسلام في القرى وكانت مصالحهم السياسية ورغبتهم في الحفاظ على نفوذهم والاستمرار فيه، وهو ما تعرض للخطر بشكل طبيعي من خلال تطور الإسلام وانتشاره.

  1. أثر اتفاقیات السلام على أسلمة القرويين

لكن من العوامل السياسية المهمّة التي أثرت في تأخير تحول القرويين إلى الإسلام كانت اتفاقيات السّلام بين القادة العرب، والفلاحين أو الشّيوخ الإيرانيين خلال الفتوحات. أظهرت اتفاقيات السّلام فتح بعض المدن من دون حرب وسفك دماء ولم تُبرم إلا مع أناس تخلوا عن الحرب من ناحية، ولم يكن لديهم استعداد لقبول الإسلام من ناحية أخرى. أبرم حكام المدن المختلفة بشكل مستقل ووفقًا لتقديرهم وشيوخ المدن عقودًا مع المسلمين؛ فعُدِّلت أحكام اتفاقيّة كلّ منطقة على أساس احتياجات سكان تلك المنطقة واهتماماتهم، ولهذا السبب كانت مختلفة عن أحكام اتفاقية الأقاليم الأخرى، وتضمنت ثلاث قضايا سياسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة، كانت النقطة المهمة هي الفرق بين العهود المبرمة مع القرويين وسكان المدن. بالمقارنة مع سكان المدينة ، كان سكان الريف أكثر بحثًا عن الأمن من أجل الانخراط في الزراعة. كما كانوا من آخر الفئات الاجتماعيّة التي تواصلت مع العرب المسلمين لأن شؤونهم كانت تدار من خلال الفلاحين (أسياد الأرض) ، ولهذا السبب لا يوجد دليل على تغيير دينهم في بداية الفتوحات وخاصة في مجال محو الأميّة. من بين المحاور الثلاثيّة لاتفاقيات السلام (السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة) ، كان الجزء الأكثر أهمّيّة هو الجانب الاجتماعي للعقود، والتي تضمنت مواضيع اجتماعية، بما في ذلك الحفاظ على الدين والعادات الإيرانيّة، ومن بين جميع العقود ال46 المبرمة مع مناطق مختلفة من إيران، في 6 اتفاقيات سلام ، أَكدت صراحة على الحفاظ على الدين وأداء العادات مقابل دفع الجزية([15]).

۳.دور الحركات

في القرون الأولى للإسلام ، كانت هناك عوامل مثل: خلق احتلال العرب المسلمين لإيران، والحكم المستبد للأمويين، وخلافة العباسيين بعد وصولهم إلى الخلافة بجهود الإيرانيين، والظروف التي تمكن فيها الإيرانيون من التعبير عن استيائهم من الأوضاع القائمة في البلاد. في إطار العمل السياسي والديني (أبو مسلم، آفريد ، مقنع، سندباد، بابك، …). أدّت هذه الحركات ، التي احتلت صفحات مهمة من التاريخ في التاريخ الديني والسياسي للقرون الأولى، دورًا مهمًا في السياسة الدّينيّة للقرويين، والتي أنشئت للحفاظ على معتقدات إيران القديمة وإدامتها، ويمكن عدُّ ذلك أحد العوائق الرئيسة لأسلمة القرويين. خلال تشكيل هذه الحركات، نشهد الوجود البارز للطقوس الأسطورية المتبقية من العصور القديمة في قلب المجتمع الإيراني. تظهر الأساطير التي لها علاقة وثيقة بأديان الناس ولها خصائص مثل: الملحمة، المقاومة، العدالة، ظهور المنجّي، الوعد و …([16]) في معظم حركات هذه الحقبة. كان العامل الأكثر أهمّيّة في الانتقال هو الأساطير، أتباع قادة الحركات، أي القرويين الذين يعانون (بحسب مؤرخي القرون الأولى الهجرية). فقد كان أتباع السندباد، والأوستاديس، ومقنع،  به أفريد من الطبقة نفسها، والذين ، بسبب بعدهم عن مراكز المدن وعدم الاتصال بالعرب ، لم يصبحوا بعد مسلمين وتمسكوا بمعتقداتهم([17]). استغل قادة الحركات هذا الوضع لجذب المزيد من الأتباع والتأثير بينهم والوقوف إلى جانبهم. نظرًا لأنّ فحص جميع المعتقدات الأسطوريّة يستغرق وقتًا طويلاً ، فقد ذكرنا مثال واحد فقط في انتفاضة بابك.

إن كلام زوجة جافيدان بين خرمدينین بعد وفاته، يظهر التأثير الكبير الذي أحدثته المعتقدات الأسطوريّة لأتباعها في انتفاضتها. في رواية ابن نديم زوجة جافيدان، بسبب رغبتها في بابك، أرادت منه أن يخلف زوجها، فجمعت أصحابه وقالت لهم: أعلن جافيدان أنه سيموت الليلة وتدخل روحه جسد بابك. يجب على الجميع طاعة بابك([18]). ثم وضعتهم على جلد بقرة مذبوحة حديثًا، ووضعت عليها قدحًا كبيرًا من النبيذ وقطع الخبز ليأكلها أصحاب بابك ويقسمون له بالولاء([19]). يكشف فحص أقوال زوجة جافيدان عن حقائق مثيرة للاهتمام: 1. الإيمان بالموعد الذي كان من مبادئ الديانة الزرادشتية المهمّة. وفقًا لهذا الاعتقاد، سيظهر الشخص الموعود في الوقت المناسب وسيسيطر على الأرض ويدمر الظلم. اكتسب هذا الاعتقاد قوة أكبر بين الناس خاصة بعد وصول العرب إلى إيران والقسوة المفرطة للفاتحين. في هذه الانتفاضة كان الموعود هو بابك. 2. الجلوس على جلد بقرة يرمز إلى قدسية هذا المخلوق بوصفه الخليقة الأولى. في دين الميتراييسم، فإنّ قتل بقرة بيد المهر هو رمز لإعادة خلق النباتات والقيامة في الطبيعة، وكذلك في النّفس وداخل البشر. إن شرب الدم وأكل لحم البقر يقوي الروح وينقيها، ويهيئ الإنسان للمشاركة بشكل أفضل في القيامة([20]). إن حقيقة قيام أتباع بابك بنقع قطعة من الخبز في النبيذ، وتناولها بأمر من زوجة جافيدان هي تذكير بالحفل الأول في طقوس مهر. بالطبع ، لا يمكن تجاهل مساهمة بابك في الحفاظ على العادات والنيران. وفقًا لرواية بلاذري، في الوقت نفسه الذي بدأ فيه صراع السلطة بين الأمين والمأمون – ولدا هارون الرشيد – انتفاضة بابك في إيران. في هذه المعركة قتل أمين، وهاجم حاتم بن حرثمة، ابن المقتول الذي كان حاكم أذربيجان، وهاجم المأمون. استغل خرمدينين هذا الوضع وانضموا إلى حاتم لتخريب الإسلام. بعد وفاة حاتم، واصل باباك الانتفاضة وهاجم أردبيل، لكن العباسيين أسروه وقتلوه، فهرب كثير من أتباعه إلى الجبال الشّماليّة وبنوا قرى حيث حافظوا على عاداتهم لسنوات عديدة (القرن الرابع الهجري) وقاموا بحماية معبد النار المهم لتخت سليمان في شيراز من الدّمار([21]).

2-2-2 الحواجز الثقافية والدينية والاجتماعية لأسلمة القرويين

تسببت عدة عقبات ثقافيّة واجتماعيّة في أن يصبح القرويون الإيرانيون مسلمين ، وسنُناقش بعضها.

  1. 1. التّحيز الدّيني والثقافيّ

كان التّحيز الدّيني والثقافي كعامل عقلي عقبة كبيرة في طريق القرويين لاعتناق الإسلام لأنّه حتى بالنسبة إلى أدنى الزرادشتية الذين عدُّوا الطقوس التقليديّة أفضل من الأديان الأخرى، فإنّ ترك الدين القديم كان خسارة كبيرة. كان لهذا التّحيز مظاهر مختلفة. من بينها: 1. حتى القرن القمري الرابع، كان القرويون الزرادشتيون ما يزالون يشاهدون في بعض المناطق الإسلاميّة. 2. يمكن رؤية مظهر آخر من مظاهر التّحيز الدّيني والثقافي في اتفاقيات السّلام، وبهذه الطريقة تم تسجيل حفظ الدين والعادات كأحد أهم الأحكام فيها ، وتم تحديد الجزية لصيانتها. في الواقع ، كانت اتفاقیات السّلام هي الضمان الموثق والفعال للاحتفالات الدّينيّة والثقافيّة للزرادشتيين، وبالرجوع إليها، كانوا قادرين على حماية عدد كبير من معابد النار الريفيّة من الدّمار حتى القرن السادس القمري. جاء بقاء المعابد النارية بعد استمرار الثقافة الزرادشتية بعد الإسلام وأنقذها من الانقراض. عدّت معابد النار مراكز قوة للكهنة ورجال الدين الزرادشتية من الأيام الخوالي، وكان لديهم الكثير من الممتلكات والثروة التي يمكنهم من خلالها مواجهة سلطة الملك والتّدخل في قراراته. وقد أعطى البعض تقريرًا مفصلًا عن تكدس ثروات معابد النار، وذكر بركات الملوك بعد زيارتهم على النحو التالي: التيجان، والحلي والدينار، وكنوز الملوك المنهزمين، ووقف الأرض، والمناجم، وكرم وإعطاء الصدقات ، والعشور، والقرابين، والأجور لرجال الدين والتّائبين، ودفع القرابين والخیرات والصدقات لعامة الناس لإطلاق المعابد([22]). تجدر الإشارة إلى أنّه بعد سقوط السلالة السّاسانيّة ووصول الإسلام إلى إيران، توقفت هدايا الملك إلى معابد النار، لكن التبرعات والهبات من الطبقات الاجتماعيّة الأخرى لما تزال تعدُّ مصدرًا مهمًا جدًا لدخل الكهنة. كان هذا أحد الأسباب المهمة لمنع اعتناق القرويين للإسلام من الكهنة، وكذلك دوام معابد النار([23]). استمرار عدد المعابد النارية، بالنّظر إلى حقيقة أنّه وفقًا لقوانين الحكومة الإسلاميّة، لم يُسمح لأهل الذّمة ببناء أماكن دينيّة جديدة، يشير إلى وجود العديد من الزرادشتيين في ذلك الوقت، وخاصة في القرى.

بعد هجوم العرب وفتح إيران، أزيلت منطقتان منفصلتان من التطورات الدّينية لحقبة ؛ إحداها كانت مناطق قم وأصفهان إلى يزد وكرمان، وخاصة فارس ومناطقها، والأخرى شمال البلاد وساحل بحر مازندران([24]). من بين المناطق المذكورة أعلاه في فارس – إذ كانت عاصمة الساسانيين والمركز الرئيس للزرادشتيين – كان هناك عدد لا يحصى من الرهبان الذين شاركوا في الأنشطة العلميّة والثقافيّة، وكان لهم تأثير كبير على الحياة الاجتماعية لهذه المنطقة([25]). قد كانت هذه القضية سببًا لاستمرارية المعابد النارية في هذه المنطقة، خاصة في القرى، حتى القرنين الرابع والخامس الهجريين، وأكدت فرصة الدولة ، مع تأكيدها على ما ورد أعلاه، معبدين نار في الريف؛ معبد النار في قرية “تنغ كرم” يسميه القرويون “تيمب” ومعبد نار بين جبلين “توج” و”خرمان كوه”. بالإضافة إلى معبد النار الخاص بـأذر فرنبغ في كاريان، والذي كان من سمات رجال الدين الزرادشتية، أضاء الزرادشتيون معابد النار في قرى فارس جميعها، واستخدموها لقرون بعد وصول المسلمين([26]). وفقًا لتاريخ سيستان، على الرّغم من أن سيستان لم تكن مركزًا للإمبراطورية ولم يكن هناك أي من معابد النار الطبقية فيها. لكن حسب اعتقاد الزرادشتيين، الذين عدُّوه موطنًا رئيسًا للكيانيين وحاملًا بالوعود الزرادشتية لهوشيدرو هوشيدرماه وسوشيانس، كان هناك العديد من معابد النار، خاصة في قراها التي كانت موجودة حتى القرن الخامس الهجري لقد عُدّت كواحد من المراكز المهمة للديانة الزرادشتيّة وطقوسهم. أيضًا، في هذا الوقت، كان عدد كبير من قبيلة موبدان والعلماء واللاهوتيين الزرادشتيّة يعيشون في سيستان([27]). تجدر الإشارة إلى أن الحاجز العقلي الذي كان العامل الفعال في إنشاء المعابد النارية والديانة الزرادشتية أكثر ارتباطًا بالحقبة التي كانت الفتوحات الإسلاميّة ما تزال مستمرة ، لأنه خلال المدّة الأموية، ظهرت عقبات أخرى جعلت الزرادشتيين موضوعًا يلتزمون بدينهم أو تسببت في عودة المسلمين الجدد إلى دينهم السابق.

  1. 2. دور رجال الدين الزرادشتية في أسلمة القرويين

مع وصول الإسلام إلى إيران وميل البهدينيون إلى الإسلام، حاول مجتمع رجال الدين الزرادشتية، الذين أدركوا تدهور الأوضاع الجديدة ورأوا مستقبلهم في خطر، التفكير على أساس استعادة أو تعزيز التقاليد والأحكام الدّينية المهجورة. وإصدار فتاوى جديدة تتناسب مع الظروف الإدارية الحالية لمنع اعتناق الإسلام. أو على الأقل تقليل السّرعة المتزايدة للتحول إلى الإسلام. وهذه الإجراءات هي: 1. تحديد العقوبة والضغط على المرتدين كالموت الرخيص أو إعدام المرتد وهو أشد فتاوى رجال الدين. 2. تحديد المساعدات الماليّة للمحتاجين في الزرادشتيّة لتعويض الأضرار الناجمة عن دفع الجزية للعرب([28]). 3. عدم العلاقة بين البهدينيين والمسلمين([29])4. تجميع المؤلفات المتنبيء (الإيمان بالمنجّي).

من بين ما سبق، كانت إحدى الطرق الأكثر فاعليّة التي استخدمها رجال الدين الزرادشتيون لمنع تحول دين البهدينيين هي تجميع الأدب المتنبئ وتعزيز فكرة الوعد، على الرّغم من أن الإيمان بظهور المنجي والمصلح الاجتماعي وتحقيق السعادة الدّائمة كان أحد مبادئ الديانة الزرادشتيّة ، إلّا أنّ جذوره يمكن العثور عليها في أفكار القرويين وغيرهم من المضطهدين في المجتمع، لأنّهم عاشوا عبر التاريخ وضعًا مؤسفًا للغاية وحُرموا من جميع الحقوق الاجتماعيّة، وعلى هذا الأساس كانوا ينتظرون ظهور منجي من الله ليخلصهم ويبنوا مدينة مثاليّة تحت راية الشرائع والسيادة الإلهية([30]). في اعتقادهم، فإنّ زعيم هذه المدينة البشرية هو خارج كوكب الأرض وخارج هذا المكان ولديه كل الصفات الإنسانيّة الجيدة، وبالنسبة إليهم، فإنّ طاعة هذا القائد تعدُّ عبادة.

لقد جلب احتلال العرب لإيران العديد من المشاكل الاجتماعيّة والاقتصاديّة والدّينيّة والسياسيّة والضغوط على القرويين. كانت نتيجة هذا الحدث تعزيز فكرة الوعد بين هذه المجموعة. استخدم رجال الدين الموقف كسلاح لتشجيع المثابرة في مواجهة المصاعب والخلاص النهائي. كان هدف الموبدين هو الحفاظ على أمل أهل المجتمع الزردتشتي من خلال تعزيز فكرة ظهور المنجي في أذهان البهدينيين والأمل بمستقبل مناسب والوصول إلى المدينة الفاضلة ، ويمنعهم من الأعتناق الإسلام.

اكتسب انتشار الأدب التنبّويء عن ظهور المنجي قوة أكبر بعد سقوط الساسانيين وسيطرة العرب، لكن ذروة انتشارها بين البهدينيون تعود بشكل أساسي إلى فترة ما بعد الخلافة الأموية، أي مرحلة أسلمة سكان المدن والريف([31]). كان هدفهم الأكثر أهمّيّة هو تنظيم الوضع الذي نتج عن الهجوم العربي وهزيمة البهدينيين وإهانتهم، كان تفسيرهم لهذا الاضطراب هو محاولة أهورا مزدا لهزيمة الشيطان في النهاية، وأيضًا القضاء على وهم البهدينيين وشرعيّة الإسلام بين الزرادشتيين. تجدر الإشارة إلى أنّه في السنوات الأولى من فتوحات التازيين في إيران والخلافة الأموية، عندما كان الزرادشتيون ما يزالون في الأغلبية ولم يأخذ الكهنة تدهور الوضع على محمل الجد، كان الأدب الخلاصي يهدف إلى استعادة السلطة السياسيّة والدّينيّة للنظام السابق ، ولكن مع مرور الوقت والمزيد من الهيمنة العربيّة على إيران، لم يجد هذا العمل سوى جانبًا دينيًا. كان تجميع هذه الآداب هو أفضل طريقة استخدمها رجال الدين الزرادشتيّة لمنع البهدينيين، وخاصة القرويين، من التحول إلى الإسلام.

۳. وجهة نظر رجال الدين الزرادشتية لعادات المسلمین

في عهد الأمويين وبداية الحكم العباسي، كتب علماء الدين الزرادشتية، في سياق دفاعهم عن دينهم ومنعهم من التحول إلى الإسلام، مقالات انتقادية عن الديانات الأخرى، وهي مكتوبة بالخط البهلوي  وسُجِّلت. تشمل هذه المخطوطات أيضًا عادات الإسلام وتقاليده. الأرض والماء عنصران مقدسان في الديانة الزرادشتية، وكان تلويثهما خطيئة لا تغتفر. وبهذه الطريقة دائمًا كانت إدانة المزارعين والعمال الذين تسببوا في التلوث بسبب ظروف عملهم من رجال الدين. في الأساطير الإيرانية، كان خلق الأرض هو الخليقة الثالثة لهرمزد ورمزًا للنقاء والأخضار والإثمار ووالدة الإله([32]). كان الماء، مثل الأرض، عنصرًا مقدسًا، وكان الحفاظ عليه نظيفًا من التلوث أحد أركان الدين([33]). مع وصول الإسلام إلى إيران، تسببت ممارسة غسل الموتى بالماء ودفنهم في الأرض في تلوث هذين العنصرين، وقد انتقد رجال الدين الزرادشتيّة ذلك بشدة. واستخدموها كسلاح ضد العرب وأيضًا لمنع البهدينيين من اعتناق الإسلام ، وخاصة القرويين المقيدين بعادات وطقوس الماضي.

۴. نظرة الاحتقار الأمويون إلى القرويين

من بين العوائق الأخرى التي كان لها تأثير كبير على عملية أسلمة القرويين سوء تصرف الحكام، خاصة خلال الحكم الأموي، أدى اكتساب الأمويين للسلطة إلى تغيير جذري في نظام الحكم الإسلامي وأثر حتمًا على فتوحات الفاتحين المسلمين وسلوكهم. وكان من أبرز هذه التّغييرات: 1. تحول الخلافة الإسلاميّة إلى مملكة وراثية ما أحدث العديد من التغييرات في دوافع وأوامر وقرارات الخلفاء الأمويين وعملائهم وكذلك القادة والجنود. 2. الحصول على الممتلكات والثروات والغنائم هدف رئيس للفتوحات 3. التعدي على تصرفات العرب وانتهاك أتباع الديانات الأخرى. 4. عدم التزام بعض الخلفاء الأمويين باتفاقيات السلام الدّينية وخرق الاتفاقية، في زند وهومن يسن، وهي واحدة من آخر كتابات الزردتشتيين ، ذُكر هذا العدد: “المخادعون الكبار في هذه المحكمة … لا يبرموا معهم أيّ اتفاق … وكلما أبرموا ميثاقًا، فإنهم يخالفون الميثاق”([34]).

خلال حقبة الفحص، كان تداول السلطة في أيدي العرب الفاتحين، وكان كل والٍ،  وحاكم يتصرف بشكل مختلف عن باقي المحافظين، أمر زياد بن أبيه أمير العراق عبيد الله بن أبي بكره في سيستان بقتل جميع هيرباديين وإطفاء النيران([35]). وفقًا لزند وهومن يسن، ربما كان نيته ترهيب الزرادشتيين وتهديدهم بضرورة دفع مبالغ كبيرة من المال، إن سكان كل مدينة الذين جمعوا مبلغًا كافيًا من المال لم يصل أي شيء إلى مواقدهم، وكتب المؤرخون أن عبيد الله ربح أربعة آلاف درهم (40 مليون) في هذه الصفقة([36]). على الرّغم من أنّ هذا الرقم يجب أن يُنظر إليه نظرة الشك، إلا أنّه يشير إلى نتيجتين: 1. كثرة المعابد النارية المضيئة 2. إيمان الناس وإصرارهم في الحفاظ على دين أسلافهم، يظهر العدد الكبير من معابد النار أن عمل عبيد الله لم يكن شاملًا ، وحيثما واجه العرب مقاومة إيرانيّة لجمع الخراج والجزية، استخدموا تدمير معابد النار كسلاح([37]). حرّم الأمويون مرارًا وتكرارًا أهل الكتاب، وخاصة الزرادشتيين، من حريتهم ونفذوا عمليات قتل قاسية وحتى عندما لم يقتلوهم، فقد وفروا لهم نهاية لإحباطهم([38]). على سبيل المثال، كان عليهم العيش في مكان خاص ومنفصلين عن الآخرين وكان عليهم ارتداء شارة خاصة لتحديد هويتهم؛ بالإضافة إلى ذلك، للإشارة إلى الزرادشتيين، فقد استخدموا دائمًا الكلمة المثيرة للاشمئزاز والمهينة “قبروقبران(بمعنى ملحد)” ([39]).على الرّغم من أن القرويين كانوا بعيدين من مركز الخلافة، إلا أنهم لم يستفيدوا من هذا السلوك الوحشي والهمجي للأمويين.

وبحسب بلاذري، كانت سياسة الخليفة الثاني هي منع العرب المسلمين من تملك الأرض، لأنّ ذلك سيجعلهم يمتنعون عن الجهاد. اعتاد تسليم الأراضي للمزارعين الإيرانيين مقابل أجر([40]). عندما اعتلى الأمويون العرش دفعهم طموحهم ورفاهتهم إلى شراء العقارات وبيعها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأراضي الزراعية ومصادرة ممتلكات كثير من الفلاحين لمصلحتهم ومصالح أقاربهم. لقد عدُّوا غير العرب (على الرغّم من كونهم مسلمين) عبيدًا ومرتزقة لهم([41]). من بين الضغوط الاقتصاديّة الأخرى التي مارستها الحكومة العربية على القرويين الإيرانيين، فرض ضريبة باهظة، ما دفع المزارعين الذميين إلى اعتناق الإسلام من أجل الهروب من الضريبة التي كانت تتزايد يومًا بعد يوم. وفقًا لرواية الطبري، أمر الحجاج، من أجل عدم تقليل دخل بيت المال، بمواصلة جمع الجزية والإشادة من المسلمين الجدد، وقد انزعج قراء البصرة من هذا الفعل وكانوا يبكون على إذلال الإسلام([42]).

على الرغم من أن تمييز أو تأشير المزارعين وأهل أرض السّواد كان يحصل في عهد حجاج وفي الأيام الأولى للفتوحات، لكن هذه الممارسة استمرت([43]) طويلًا، وكانوا يعلقون صفيحة من الرصاص حول عنق كل قروي يدفع الجزية، وعليها يُحددون أي منطقة وقسم وقرية ينتمي إليها هذا الرجل. إذا ذهب رجل من القرية إلى منطقة أخرى، فسيُقبض عليه وإعادته إلى محل إقامته المكتوب على الصفحة. أيضًا، إذا ذهب المزارع إلى مكان معين ولم يرتدِ ملاءة من الرصاص، فسيُقبض عليه بوصفه متشردًا ويعلق مرة أخرى عندما كان الحصاد جديدًا. كان تطبيق طريقة مهرزني هو أن المزارعين لا يستطيعون مخالفة دفع الجزية والخراج([44]). هذه العادة التي تذكر بالعبيد في نظر القرويين في إيران الذين ما زالوا يتذكرون أنظمة المجموعة الرّيفيّة المستقلة، كان ذلك خصمًا وإهانة كبيرين وكان سبب ثنيهم عن الإسلام. بالإشارة إلى الاقتباس المذكور، يمكننا أن نشير إلى عاملين فاعلين في فشل القرويين في اعتناق الإسلام: 1. سياسة الأمويين العنصرية والاعتقاد بتفوق العرب على الجماعات الإثنية الأخرى 2. أخذ الجزية من المسلمين والتي كانت مخالفة لقوانين السنوات الأولى لدخول الإسلام إلى إيران.

كانت نتيجة السلوك الوحشي للأمويين هي الهجرة الداخلية والخارجية للإيرانيين، والتي كانت لها نتائج غير سارة وأصبحت أساسًا لنوعين من الهجرة: 1. هجرة الإيرانيين من المدن والقرى إلى داخل أو خارج الحدود. 2. هجرة القرويين إلى المدن في السنوات الآتية نتيجة لسياسات غير عادلة للحكام والولاة الأمويين. وتجدر الإشارة إلى أن الهجرة عبر الحدود للقرويين إلى المدن تكثفت خلال الحقبة الأموية، وكانت أكثر أنواع الهجرة تأثيرًا، وكان أحد الأسباب هو الإكراه الاجتماعي وأدى إلى نتيجتين ثمينتين لإيران في ذلك الوقت: 1. تأخير عملية أسلمة القرويين2. الأضرار التي لحقت بالزّراعة في القرى، وكل هذه العوامل تسببت في تفسير القرويين المحدد للإسلام. من وجهة نظرهم، لا ينتمي الشّخص إلى مجتمعه القديم بعد ذلك بل إنه من الممكن أن يكون إخوانه في الدين السابقون يعدُّونه ميتًا قانونيًا، ونتيجة لذلك، فإنّه حتمًا يهاجر إلى المجتمع الإسلامي أكبر([45]). بقول عام يمكن القول إن الأسلمة بدأت في القرى لاحقًا بسبب تمسك الناس بالتقاليد، وعندما انتشر الإسلام في تلك المناطق، هاجر المسلمون الجدد إلى المدن والمستوطنات العربية للحصول على المزيد من الفوائد، وتسببت هذه الهجرات في تأخير أسلمة قريتهم.

خلال انتشار الإسلام في إيران، الكهنة والفلاحون الزرادشتيون، الذين لم يكونوا في القرى فقط أوصياء على الديانة الزرادشتية، ولكن أيضًا أوصياء على العادات والتقاليد الإيرانية، لم يجلسوا بهدوء في ما يتعلق بأسلمة القرويين.، بالإضافة إلى تحذير النّاس من الالتحاق بالمسلمين([46])، فقد تفاوضوا أحيانًا مع العرب للحفاظ على التقاليد والعادات. على سبيل المثال، في فارس، وفقًا لابن حوقل، لا توجد قرية أو مدينة لا يوجد بها معبد نار([47]). تمكن الزرادشتيون من الحفاظ على أعدادهم ودينهم وثروتهم بين سكان الريف لعدة عقود لأن الفلاحين أبعدوهم عن نصيحة الدّعاة المتنقلين الذين أرسلوا إلى القرى لنشر الإسلام. احتفظ الزرادشتيون في قرى هذه المقاطعة بكتبهم المقدسة ومعابدهم النارية، وطقوسهم التي كانوا يمارسونها منذ عهد الملوك الإيرانيين حتى القرن الرابع تقريبًا. لقد حافظوا على عادات أسلافهم وعملوا وفقًا لهم([48]). في قرى كرمان، بدأ اتجاه القرويين نحو الإسلام من القرن الرابع الهجري، وفي القرن السابع الهجري، ازداد عدد المسلمين الجدد بشكل كبير لدرجة أن اسم الزرادشتيين لم يعد يذكر في الكتب الإسلاميّة([49]).

2-2-3 تأثير الظروف الجغرافيّة والسكانیّة في أسلمة القرويين

تؤدي الجغرافيا دائمًا دورًا بارزًا في الأحداث التاريخيّة ، كما أن دورها مهم أيضًا في عملية أسلمة القرويين.

  1. 1. الحواجز الجغرافية

في ولايتي طبرستان وديلام البعيدتين، لم يكن العامل الذي تسبب في تأخير تحول القرويين إلى الإسلام هو وجود معابد النار الوطنية أو وجود شيوخ دينيين ووطنيين أو تحقيق مكانة بارزة في التاريخ الوطني؛ بل إنّ العوائق الطبيعيّة والجغرافيّة، مثل وجود غابات لا يمكن اختراقها وظروف الجوية غير مؤاتية، تسببت في تراجع مهاجمين العرب بعد غزو سواحل بحر خزر. بالنظر إلى هذه الأهمية، في المقاطعات المذكورة ، ما يزال النبلاء المحلّيون والملوك الصغار القدامى، يقبلون قيادة السكان المحليين الذين يلتزمون بشدة بالدين الزرادشتية ويحافظون على الاستقلال السياسي لتلك المناطق، هذا بالإضافة إلى العوامل الطبيعيّة ، يمكن عدُّ بناء جدار دفاعي من قبل أنوشيرفان عاملًا آخر مهمًا جدًا في تأخير تحول القرويين إلى الإسلام. بُني هذا الجدار ذو بوابة كمدخل على الحدود بين جرجان وطبرستان، لمنع الأتراك من غزو طبرستان ، لكنه لم يكن غير فعال في مقاومة الزرادشتيين ضد الحملة العربية. لم يذكر الجغرافيون معابد النار في وصف الوضع في منطقة مازندران، ولكن وفقًا لبعض التقارير، كان هناك الكثير من الذمي وكان معظم الدّیلمیون يعيشون في الكفر في ذلك الوقت([50]). ما نحصل عليه بشكل عام من الاقتباسات والدراسات هو أنه على الرّغم من تأسيس سلالة العلويين وتأثير الإسلام في المنطقة الشمالية ، ظل جزء كبير من القرويين مخلصين لدين أجدادهم حتى القرن الرابع. تشير روايات المؤرخين، مع اختلاف طفيف، إلى أنّه في مدينة الري، إحدى مدن المناطق الشمالية لإيران، على الرّغم من اضطهاد الناس وتدمير المدينة القديمة من قبل المسلمين، كان معظم السكان ما يزالون الزرادشتيّة وعدد قليل من العرب يعيشون في تلك المنطقة([51]). يعطي الإستخري تقريرًا كاملًا لإحصائيات عن القرى في هذه المنطقة بأكثر دقة: “وفي ناحية راي (في طبرستان) دياسها أكبر من هذه المدن مثل فارامين وأرنبويه وفرزانين و”دزا “و” قوسين “. سمعت أن هناك عشرة آلاف رجل في كل يوم من هذه المنطقة، وقرى قصر أنبن الداخليّة والخارجيّة وبهزان وألسن وبسا ودماوند وكَها ومركوي ودَنبا ورستاق قوسين والقرى المحيطة بجبل دماوند. الأمناء والدرمية وغير هما”.([52])بالنظر إلى أن اليعقوبي عدَّ التركيبة السكانيّة لهذه المنطقة مزيجًا من عدد كبير من غير العجمين وعدد قليل من العرب، يمكن الاستدلال على أن الإشارة إلى عشرة آلاف رجل تعني الزرادشتيين فقط الذين يعيشون في هذه المنطقة، وليس العرب. لذلك ، بالنظر إلى 50000 شخص، سكان خمس قرى، فمن الممكن فهم ديانة الزرادشتية وعدم تأثير العرب في اعتناق القرويين للإسلام. يشار إلى أن الأستخري يقصد فقط أرباب العائلات، فإنّ الإحصائيات المقدمة تقريبيّة. يمكن عدُّ وجود الحكومات المحلية في منطقة التحقيق وسك العملات المعدنية القديمة، واستخدامها بين القرويين سببًا لكثرة عدد الزرادشتيين وعائقًا كبيرًا في تحول القرويين إلى الإسلام. كتب شوكسي من كلام مالك أن اسبهبدان دابوي طبرستان (22 هـ – 143 هـ) في أمل وساري أعلنوا ولاءهم للديانة الزرادشتية عن طريق سك عملات فضية مع صورة مدفأة مع اثنين من الحراس على كلا الجانبين – على غرار عملات الملوك الساسانيين([53]). على إحدى هذه العملات المعدنية أسبهبد الشمس، كُتب باللغة الفارسية الوسطى: ” يزداد مجده ويكون عظيمًا”. تشير الدائرة الموجودة على ظهر العملة أيضًا إلى اسم الدولة “طبرستان” وتاريخ سكّها، أي 90 أو 125 هـ. سلسلتان أخريان حكمتا في القرن الثاني الهجري، واحدة في منطقة شمال جبل دماوند والأخرى في شرق طبرستان، لقب “زعيم الموبدان” كعلامة واضحة على انتمائهم الدّيني.

۲. نسیج السكانية للقرى

يحتوي فحص تركيب السكنيّ لإيران في القرون الأولى على حقائق يمكن عدُّها عقبة كبيرة في اتجاه أسلمة القرويين، بما في ذلك إقامة أفراد من العائلة الملكیة الذي ما يزال القرويون يحترمونهم. كانت أصفهان واحدة من المجالات المهمة في هذا المجال. من بين الوثائق والأعمال المتوفرة، فاليعقوبي هو أحد أولئك الذين درسوا التركيب السکاني والعرقي لقرى أصفهان بعناية فائقة، فقد قدم محتوى قيمًّا يمكن استخدامه للتحقيق في أسباب عدم ميل القرويين إلى الإسلام، وكذلك الحفاظ على العادات والتقاليد من خلالها. وبحسب كتاباته ، فإن “فلاحي قريتي جي وبَرآن غير المختلطين بالآخرين، وقرى بورخار ورويدشت وبَرآن و ميرين، كلهم أصفهانية وزرادشتية”، ويتألف مزارعو قرية قامدان من خليط من الأكراد وعجمان وظهر الخرمديون من هنا. في قرية فهمان، الأكراد وخرمدين، في قرية فريدين، العجم المتواضعون (عجم مسلمون جدد) الذين أُطلق عليهم نبلاء العجم ألاصفهانيون لقب “ليبة”. في قرى رادميله وسردقاسان وجرمقاسان ، يسكن النبلاء من المزارعين، وقرية أردستان هي موطن النبلاء من الفلاحين وأبناء خسرو أنوشيرفان “([54]). يُظهر هذا التركيب السكاني استمرار الزرادشتية في قرى أصفهان حتى القرنين الثالث والرابع للهجرة. ووفقًا لهذا الاقتباس، فإنّ معظم سكان هذه القرى ظلوا أوفياء لدين أجدادهم وكان لهم عاداتهم وتقاليدهم القديمة. وفي هذا التقرير أيضًا، يُستخدم مصطلح “ليب” للإشارة إلى المُعرَّب، وهو ما طُبِّق على المسلمين الإيرانيين الجدد.

عند فحص الاقتباس في الأعلى، يجب الانتباه بشكل خاص إلى نقطتين: 1. وجود خرمدين في بعض قرى أصفهان، كانوا مؤسسي أكبر حركة إيرانية ضد العرب، مع الأخذ في الحسبان حقيقة أن هدف بابك (زعيم هذه الحركة) كان إحياء واستعادة الدّيانة الزرادشتيّة وعادات وتقاليد إيران القديمة. من خلال دعاياتهم ، كان الخرمدينون قادرين أن يأدوا دورًا مهمًا في منع القرويين من اعتناق الإسلام في هذه المناطق. 2 ـ إن وجود أولاد خسرو أنوشيرفان في قرية أردستان – بالقرب من يزد – التي كانت من مراكز الزيارة للزرادشتيين المهمّة، ينبغي أن يعدُّ أيضًا عقبة مهمة أمام اعتناق القرويين للإسلام لأنّه شجع القرويين للبقاء في دين الباهي. من بين مدن إيران، كان لبعضها، بما في ذلك خراسان، ظروف جغرافية خاصة أكثر من مدن أخرى. يمكن عدُّ التركيبة الدينيّة لخراسان كأحد العقبات الرئيسة أمام أسلمة القرويين في هذه المدينة العظيمة بسبب الظروف الجغرافيّة، كانت هذه المنطقة مركز التقاء الديانات والمعتقدات المختلفة ومنصة مناسبة لظهور ونمو المعتقدات الجديدة وأديان المختلفة. على الرّغم من اختلاف أصولهم، فقد أثرت هذه الأديان واكتسبت أتباعًا على كل من الديانات الأخرى وعلى سكان مناطق مختلفة من خراسان. من ناحية أخرى، كان طريق ابريشم (الحرير) ، الذي كان يعدُّ أيضًا طريق الأديان، يمرّ بخراسان وكان ساحة لنشر الأديان المختلفة. وفقًا لفولتز أدى سغديان الدور الأكثر أهمية في هذا السّياق([55]). كما أنّ مسافة خراسان من المركز السياسي للساسانيين وفرت الأرضية لحرية الأنشطة الدّينيّة. في هذه المدينة، المتأثرة بالديانة الزرادشتيّة، كانت بعض معتقدات العصر الأسطوري ما تزال سائدة، مثل: طقوس الحداد على سيافش؛ بينما، وفقًا لأردا فيرافنامه، كان البكاء وارتداء اللون الأسود أمرًا مستهجنًا في الطقوس الزرادشتيّة. أيضًا، على الرّغم من أن تحطيم المعتقدات التقليدية بغيضة في الديانة الزرادشتية، في بعض قرى خراسان، ما تزال الأيقونات تُصنع للأشياء المقدسة للديانة الزرادشتيّة.

بالإضافة إلى الديانة الزرادشتية، كانت الديانات البوذية والبراهميّة والمسيحيّة والمانوية والمازدكية واليهودية نشطة أيضًا في أنحاء خراسان جميعها. وبحسب المصادر المتاحة، فإن رحلة الأخوين بلخي إلى الهند وميلهما إلى البوذية أدت إلى انتشار هذا الدّين في خراسان وبناء المعابد البوذية في هذه المقاطعة. كان للمانویین أيضًا عدد لا يحصى من الأتباع في خراسان، خاصة بعد مذبحة المانويين من قبل الحكومة الساسانية، كان هذا المركز ملاذاً آمنًا لأتباع هذا الدّين([56]). كان للمسيحيّة أتباع في مناطق مثل نيشابور ومرو وهرات وسمرقند([57]).  كانت ديانة مازدك ومعتقداتها شائعة في كل من خراسان وبين الأتراك([58]). وفقًا لقول شهرستاني في ذلك الوقت، كان ما يزال ثلاث طوائف من المازدكيين وهم أبو مسلمية وماهانية واسبيد جامكية في سغد وسمرقند وتشاش وإيلاق يعيشون هناك([59]). كان أتباع هذه الديانات، وكذلك معظم الزرادشتيين في خراسان، يعيشون بشكل أساسي في القرى، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى حقيقة أن العرب المسلمين لا يعيشون في المناطق الريفيّة. ذكر مؤلف حدود العالم بعض القرى التي تعود ملكيتها بالكامل للزردتشتيين: قُرای «رَختَجَب» و «بیکاشیم»(اَشکاش ) من منطقة “أوفان” وكذلك القرى المحيطة بمدينة “موقان”([60]). في الوقت نفسه، وبحسب الكاتب نفسه، “تضم قرى بكتاجين خمس قرى سغديانيّة يعيش فيها المسيحيون والصابئة والزرادشتيون”([61]). كما ذكر مقدسي قرية زرادشتية في جوار منطقة “إيشين” في خراسان([62]). كانت القرى التي ظلت تحت حكم الزرادشتية، بسبب الافتقار إلى التواصل الواسع والجدير بالاهتمام مع المناطق المأهولة بالسكان المسلمين، فعالة جدًا في الحفاظ على العادات والتقاليد الزرادشتية؛ على الرّغم من تراجع هذا الاتجاه في ما بعد مع انتشار الإسلام بين الإيرانيين. يمكن رؤية العوامل المؤثرة في تأخير تحول القرويين إلى الإسلام باختصار في الرسم البياني الآتي: رسم تخطيطي لمعوقات أسلمة القرويين الإيرانيين في القرون الإسلامية الأولى

الاستنتاج

كان للاتجاه نحو الإسلام في إيران ثلاث مراحل: عسكريّة وحضريّة وريفيّة على التوالي، تحول القرويون إلى الإسلام على نطاق أوسع من القرن الرابع الهجري إلى القرن السابع الهجري تقريبًا. هناك عدة عوامل أخرت عملية أسلمة القرويين حتى القرن الرابع. من بينهم، لم يكن لهم اتصال بهم في القرون الأولى خلال الحملة العربية على إيران بسبب بعدهم عن مراكز القوة.

كما أن الظروف الجغرافية والعقبات الطبيعية لبعض المناطق قد أدت إلى عدم ميلهم إلى الإسلام. بالإضافة إلى الشّروط المذكورة فوق، لعبوا السياسيون الذين كانوا يحكمون المجتمع في ذلك الوقت أيضًا دورًا مهمًا في هذا المجال. أدت الظروف الحاليّة إلى تأخير عملية أسلمة القرويين حتى القرن الثالث الهجري. كانت النتيجة الأكثر أهمية لهذه العملية، بالإضافة إلى الحفاظ على الزرادشتيّة، بقاء اللغة البهلوية في المناطق الريفية لعدة قرون بعد دخول العرب الى إيران. في بداية الأسلمة، غالبًا ما قبل القرويون العادات والمعتقدات الإسلامية من خلال تكييفها مع العادات والمعتقدات الزرادشتية، ولكن كانت هناك عقبات في انتقالهم من دين الباهي إلى الإسلام، والتي كانت: 1. ما تزال الدّيانة الزرادشتيّة موجودة في المناطق الريفيّة ويؤدي القرويون طقوسهم الدّينية والثقافية بحريّة. 2. تعلق القرويون ارتباطًا وثيقًا بعادات واحتفالات أجدادهم. 3. مارس غير المسلمين في القرية ضغوطًا اجتماعية ومالية كبيرة على المسلمين الجدد في القرية. 4. كان عدد المسلمين في القرى قليلًا. 5. فضل الذين اعتنقوا الإسلام الانتقال إلى أحياء المسلمين لمزيد من الفوائد، وهذا منع الانتشار السريع للإسلام في قراهم. 6. كان تكوين الحركات السياسيّة في القرون الأولى عاملاً فعالاً في عدم رغبة القرويين وميلهم إلى الإسلام.

 

المراجع

1-آموزکار، جاليه. (1996). التاريخ الأسطوري لإيران. طهران: سامات.

2-الإستخري،أبو اسحاق ابراهيم. (1968). المسالك والممالك. من جهود إيراج أفشار. طهران: شركة ترجمة والنشر الکتاب.

3-ابن حوقل، محمد (1987) كتاب سفر ابن حوقل (صورة الارض) ترجمة جعفر شعار، طهران أمير كبير.

4-ابن خردبة ، أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله. (۱۹۹۶). المسالك والممالك. ترجمة حسين قراشانلو. طهران: منشورات المترجم.

5-ابن نديم، محمد بن اسحق. (1964). الفهرست. ترجمـة محمد رضا تجدد. طهران: مكتبة ابن سينا.

6-اسبولر ، برتولد. (1985). تاريخ إيران في القرون أوائلی الإسلامية. ترجمة جواد فلاتوري. طهران: منشورات العلمية والثقافية.

7-الجيهاني، أبو القاسم بن أحمد. (1۹۸۷). أشكال العالم. ترجمة علي بن عبد السلام کاتب بمقدمة وملاحظات فيروز المنصوري. مشهد: العتبة المقدسة الرضوية.

8-الطبري، محمد بن جرير بن محمد. (1973). تاريخ الطبري. ترجمه أبو القاسم بايانده. طهران. مؤسسة الثقافة الإيرانية.

9-بارتولد، فاسيلي فلاديمير. (1987). تاريخ أتراك آسيا الوسطى. ترجمة غفار حسيني. طهران، طوس.

10-بلاذري، أحمد بن يحيى. (1967). فتوح البلدان. ترجمة أزرطاش أزرنوش. طهران: مؤسسة الثقافة الإيرانية.

11-بولت، ريتشارد. (۱۹۸۵). التحول إلى الإسلام في العصور الوسطى. ترجمة محمد حسين وقار. طهران: إصدار تاريخ إيران.

12-بیروني، أبوريحان. (1۹۸۲). آثار الباقیة. ترجمه أكبر دانا سراشت. طهران: ابن سينا.

13-جيرشمان، رومان. (۲۰۰۹). تاريخ إيران منذ البداية حتى الإسلام. ترجمة محمد معين. طهران: نيك فرجام.

14-دينوري، ابن قتيبة أبو محمد عبد الله بن مسلم (1908). عيون الاخبارز بروكمان. برلين. وستراسبورغ.

15-رضي، هاشم (1997). فينديداد. طهران. فكرة اليوم.

16-رواه أزارفاربانغ، فرخزان. (2005). علم الصوتيات. ترجمة حسن رضائي باغ بيدي. طهران: مركز الموسوعة الإسلامية الكبرى.

17-رواية أوميد، أشوهيشتان. (1997). علم الصوتيات. ترجمة نزهة صفائي أصفهاني. طهران المركزية.

18-زارين كوب، عبد الحسين. (1987). تاريخ الشعب الإيراني. مجلدالثانی. طهران: معهد أمير كبير.

19-شوكسي، جمشيد جرشاسب. (2002). الصراع والتسوية. طهران: فينيكس.

20-شهرستاني، محمد بن عبدالکریم. (۱۹۸۵). الملل و النحل، تحقیق محمدبدران، الطبعة الثالثة، قم، الناشر: الشريف الرضي‌.

21-فرصة الدولة، الشيرازي. (1935). آثار العجم. طهران: الطباعة الناصري.

22-فولتز، ريتشارد. (2006). أديان طريق الحرير. ترجمه أ. باشايی. طهران: فوروزان.

23-فرنبغ دادجي، بونداهشن. (1990). مجلد۲. رواه مهرداد بهار. طهران: منشورات  طوس.

24-قزويني، محمد. (1967). آثارالبلادوالعباد. ترجمة عبد الرحمن شرفكندي ، النشر العلمي والفكر الشاب، طهران.

25-قمي، حسن بن حسن. (1۹۸۲) ، تاريخ قم ، ترجمة حسن بن علي بن حسن عبد الملك القمي ، بحث لسيد جلال الدين طهراني ، طهران  طوس.

26- كريستيان سين، آرثور. (1۹۷۱) إيران في العهد الساساني. ترجمة رشيد ياسمي طهران عالم الكتاب.

27-كلیما، أوتاكر. (1۹۹۲). تاريخ مدرسة مازداك ، ترجمة جهانجير فکري إرشاد، طهران: طوس.

28-لامبتون، آن. (1993). الاستمرارية والتحول في وسط إيران. ترجمة يعقوب أجند. طهران: ناي للنشر.

29-مائة فی النثر مائة في بونداهشن. (1909). بجهود ب. ن. ديها بهار. بدون ناشر: بدون تاریخ نشر.

30-مجهول. (۱۹۸۹). حدود العالم. بمجهود و نشرمنوجهر ستوده، طهران: انتشارات طهوری.

31-مجهول. (1987). تاريخ سيستان. تصحيح ملك الشعراء بهار. الطبعة الثانية. طهران: كلالة خوار.

32-مسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين. (1۹۹۸). مروج الذهب و معادن الجواهر. ترجمه أبو القاسم بايانده. طهران: شركة ترجمة ونشرالکتاب.

33-مقدسي، مطهر بن طاهر. (1۹۷۳). الخلق والتاريخ. ترجمة محمد رضا شافعي كودكاني. طهران: مؤسسة الثقافة الإيرانية.

34-نرسخي ، أبو بكر محمد بن جعفر. (1۹۹۸). تاريخ بخارا. ترجمه أبو نصر القبادي. الطبعة الأولى. طهران: منشورات مؤسسة ثقافة إيران.

35-نفيسي ، سعيد. (1963). التاريخ الاجتماعي لإيران. طهران: جامعة طهران.

36-هدايت، صادق. (1978). زاند وهومان يسين. إنجازات أردشير بابكان. طهران: جافيدان.

37-يعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب. (1۹۶۸). البلدان. ترجمة محمد إبراهيم أيتي. طهران: شركة الترجمة والنشر.

-38Amoretti B.s sects and Heresies. (1993). In The Cambridge history of Iran. edited by

-39R.n Frye.  vol 4. cambridge university press.

مقالات

40- فروغي أبري ، أصغر. (۲۰۰۴). “تفاعل الطبقات الاجتماعية الایرانیة في العصر الساساني مع العرب المسلمين في غزو إيران”. مجلة علمية متخصصة للتاريخ في مرآة البحث. العام الأول. رقم 2.

 

 

 

1– طالبة دكتوراه في جامعة أصفهان  batrdy@gmail.com

2– أستاذ مساعد بقسم التاريخ في جامعة أصفهان  fouroughi.history@gmail.com

[3]– أستاذ قسم التاريخ  في جامعة أصفهان asghar mahmoodabadi@gmail.com

 

 

[4]– لامبتون، ۱۹۹۳. الاستمرارية والتحول في وسط إيران، ترجمة يعقوب أجند، ص۱۵.

[5]– جيرشمان، 2009. تاريخ إيران منذ البداية حتى الإسلام. ترجمة محمد معين، ص413.

[6]– الطبري، ۱۹۷۳. تاريخ الطبري. ترجمة أبو القاسم بايانده، ص5/1836.

[7]– بلاذري،۱۹۶۷. فتوح البلدان. ترجمة أزرطاش أزرنوش، ص 526.

[8]– مقدسي، ۱۹۷۳. الخلق والتاريخ. ترجمة محمد رضا شافعي كودكاني، ص 2/426.

[9]– فروغي أبري، ۲۰۰۴. تفاعل الطبقات الاجتماعية الایرانیة في العصر الساساني مع العرب المسلمين في غزو إيران، رقم۲، ص153-152.

[10]– أسبولر، ۱۹۸۵. تاريخ إيران في القرون أوائلی الإسلامية. ترجمة جواد فلاتوري، ص 1/248.

[11]– شوکسي،۲۰۰۲. الصراع والتسوية، ص109.

[12]– بولت، ۱۹۸۵. التحول إلى الإسلام في العصور الوسطى. ترجمة محمد حسين وقار، ص۶۰.

[13]– بارتولد، ۱۹۸۷. تاريخ أتراك آسيا الوسطى. ترجمة غفار حسيني، ص 1/420.

[14]– النرسخي،۱۹۹۸. مروج الذهب و معادن الجواهر. ترجمه أبو القاسم بايانده، ص 82.

[15]– الطبري، ۱۹۷۳. تاريخ الطبري. ترجمه أبو القاسم بايانده، ص۳/ 2653.

[16]– آموزكار، ۱۹۹۶. التاريخ الأسطوري لإيران، ص40-45.

[17]– ر. ك  المسعودي، ۱۹۹۸. مروج الذهب و معادن الجواهر. ترجمه أبو القاسم بايانده، ص 303-306؛ مقدسي، ۱۹۷۳. الخلق والتاريخ. ترجمة محمد رضا شافعي كودكاني،ص 5/ 87.

[18]– ابن ندیم، ۱۹۶۴. الفهرست. ترجمـة محمد رضا تجدد، ص 615-616.

[19]– نفس المرجع السابق.

[20]– رضي، ۱۹۹۷. فينديداد، ص 97-98.

[21]– بلاذري،۱۹۶۷. فتوح البلدان. ترجمة أزرطاش أزرنوش، ص 352.

[22]– الطبري، ۱۹۷۳. تاريخ الطبري. ترجمة أبو القاسم بايانده، ص2/ 632.

[23]– لمزيد من المعلومات حول معابد النار، قزویني، ۱۹۶۷. آثارالبلادوالعباد. ترجمة عبد الرحمن شرفكندي، ص170؛ بیروني، ۱۹۸۲. آثار الباقیة. ترجمه أكبر دانا سراشت، ص۳۷۵.

[24]– أسبولر، ۱۹۸۵. تاريخ إيران في القرون أوائلی الإسلامية. ترجمة جواد فلاتوري، ص ۱/۳۴۷.

[25]– مقدسي، ۱۹۷۳. الخلق والتاريخ. ترجمة محمد رضا شافعي كودكاني، ص 2/ 64.

[26]– فرصة الدولة، ۱۹۳۵. آثارالعجم، ص 1/ 58.

[27]– تاريخ سيستان،۱۹۸۷. تصحيح ملك الشعراء بهار، ص 36-35.

[28]– أشوهيشتان، ۱۹۹۷. علم الصوتيات. ترجمة نزهة صفائي أصفهاني، ص ۱۰.

[29]– مائة في نثر ، مائة في بونداهشن ، 1909. بجهود ب. ن. ديها بهار، الفقرات من 1 إلى 6.

[30]– آموزكار، ۱۹۹۶. التاريخ الأسطوري لإيران، ص 75.

[31]– شوکسي، ۲۰۰۲. الصراع والتسوية، ص 131-133.

[32]– رضي، ۱۹۹۷. فينديداد، ص 1 / 382-385.

[33]– فرنبغ دادجي، ۱۹۹۰. رواه مهرداد بهار، ص 41.

[34]– رضي، ۱۹۹۷. فينديداد، ص 1 / 382-385.

[35]– فرنبغ دادجي، ۱۹۹۰. رواه مهرداد بهار، ص 41.

[36]– هدایت، ۱۹۷۸. زاند وهومان يسين ـ إنجازات أردشير بابكان، ص 23.

[37]– تاريخ سيستان،۱۹۸۷. تصحيح ملك الشعراء بهار، ص۹۲.

[38]– بلاذري،۱۹۶۷. فتوح البلدان. ترجمة أزرطاش أزرنوش، ص293 و ابن حوقل ، ۱۹۸۷. كتاب سفر ابن حوقل (صورة الارض) ترجمة جعفر شعار، ص 189.

[39]– النفيسي ، ۱۹۶۳. التاريخ الاجتماعي لإيران، ص 154.

[40]– بلاذري،۱۹۶۷. فتوح البلدان. ترجمة أزرطاش أزرنوش، ص265.

[41]-نفس المرجع السابق، ص۲۶۶.

[42]– الطبري، ۱۹۷۳. تاريخ الطبري. ترجمة أبو القاسم بايانده، ص۴/۱۸۵.

[43]– بلاذري،۱۹۶۷. فتوح البلدان. ترجمة أزرطاش أزرنوش، ص2۷۰.

[44]-نفس المرجع السابق.

[45]– بولت، ۱۹۸۵. التحول إلى الإسلام في العصور الوسطى. ترجمة محمد حسين وقار، ص۴۰.

[46]– أوميد أشوهيشتان ، ۱۹۹۷. علم الصوتيات. ترجمة نزهة صفائي أصفهاني، فقرة 64.

[47]– ابن حوقل، ۱۹۸۷. كتاب سفر ابن حوقل (صورة الارض) ترجمة جعفر شعار، ص۳۵.

[48]– الإستخري، ۱۹۶۸. المسالك والممالك. من جهود إيراج أفشار، ص۱۱۸.

[49]– الیعقوبي، ۱۹۶۸. البلدان، ترجمة محمد إبراهيم أيتي، ص 41.

[50]– ابن حوقل ، ۱۹۸۷. كتاب سفر ابن حوقل (صورة الارض) ترجمة جعفر شعار، ص۱۱۹.

[51]– الطبري، ۱۹۷۳. تاريخ الطبري. ترجمة أبو القاسم بايانده، ص1 /537 و الیعقوبي، ۱۹۶۸. البلدان، ترجمة محمد إبراهيم أيتي، ص 51.

[52]– الإستخري، ۱۹۸۶. المسالك والممالك. من جهود إيراج أفشار، ص 171.

[53]– قزويني، ۱۹۶۷. آثارالبلادوالعباد. ترجمة عبد الرحمن شرفكندي، ص 2/۲۷۰.

[54]– الیعقوبي، ۱۹۶۸. البلدان، ترجمة محمد إبراهيم أيتي، ص ۴۵.

[55]– فولتز، ۲۰۰۶. أديان طريق الحرير. ترجمه أ. باشايی، ص 17-18.

[56]– فولتز، ۲۰۰۶. أديان طريق الحرير. ترجمه أ. باشايی، ص۱۰۱.

[57]– النفيسي ، ۱۹۶۳. التاريخ الاجتماعي لإيران، ص۱۵.

[58]– كلیما أوتاكر ، ۱۹۹۲. تاريخ مدرسة مازداك ، ترجمة جهانجير فکري، ص 305-306.

[59]– شهرستاني، ۱۹۸۵. الملل و النحل، تحقیق محمدبدران، ص۲۳۰.

[60]– حدود العالم، ۱۹۸۹. بمجهود منوجهر ستوده، ص 125-121-77.

[61]– المرجع السابق نفسه، ص۷۷.

[62]– مقدسي، ۱۹۷۳. الخلق والتاريخ. ترجمة محمد رضا شافعي كودكاني، ص۵۰۹.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website