العادات والتقاليد الأخلاقيّة الراقية عند الشيشانيّات
العادات والتقاليد[1] الأخلاقيّة الراقية عند الشيشانيّات[2]
د ـ محمّد أمين الضنّاويّ[3]
تتّصف الشيشانيّات بأنّهنّ قي غاية الجمال والرشاقة، إنّهنّ من ذوات الشعر الأشقر، طولهنّ معتدل، وعيونهنّ زرقاوات وقد لُقّبوا بلقب فرنساويّات “بلاد القوقاز”، فالقوقازيّون في معظمهم من ذوي البشرة البيضاء، والشعر الأسود، والعيون العسليّة.
إنّ للشيشانيّين عادات وتقاليد تميّزهم عن غيرهم من الشعوب، في سلوكيّاتهم، وملابسهم ومساكنهم وفي غير ذلك من حياتهم عمومًا. من أهمّ تلك العادات والتقاليد نستعرض العلاقات الاجتماعيّة بين الرجال والنساء، فمن عاداتهنّ وتقاليدهنّ أن المرأة لا يجوز لها الدخول والخروج من الباب طالما هناك رجل يريد الدخول والخروج، فعليها الانتظار إلى أن ينصرف الرجل، ولعلّ هذا الشلوك دلالة على حياء المرأة الشيشانيّة، وخجلها، وعلى احترامها للرجل وتقديرها له. ومن الطريف واللافت احترام الرجال الشيشانيّين للنساء، فحسب ما تفرضه التقاليد على سبيل المثل أن المتشاجرين إذا مرّت من قربهم امرأة وقامت بإلقاء غطاء رأسها بينهم أن يتوقّفوا عن الشجار فورًا ، ومن لا يتوقّف يكون تصرّفه عيبًا يشينه إلى أحفاده. وإذا صادف مرور فارس بالقرب من امرأة شيشانيّة في الطريق فيترجّل عن فرسه ويسير على قدميه، وهي بدورها تشكره، وتطلب منه أن يتابع طريقه، وهذا إن دلّ على شيء، فهو يدلّ على احترام الرجل الشيشانيّ للمرأة الشيشانيّة وتقديره لها واحترامها.
إنّ لكبير العائلة الشيشانيّة الذي يشكّل الرئيس الفعلي لها، فهو المرجعيّة والمسؤول الذي يجيب عن كلّ أمر من أمور العائلة عندما يُسأل، كلمته هي الكلمة الفصل في الخلافات العائليّة البينيّة والغيريّة، وهو المُقرِّر الأخير في العلاقات الاجتماعيّة كالزواج، والطلاق، والإرث. من الاحترام لكبير العائلة أن يقف له الصغير عند دخوله إلى مكان ما، ويبقى واقفًا إلى أن يجلس التصرّف ذاته عند مغادرته المكان. ومن غير المسموح للصغير أن يدخّن بوجود كبير العائلة حتى لو كان أكبر منه بعام واحد. كما أنّه من غير المسموح له ولا للمرأة أن تقطع الطريق قبل كبير العائلة. وإذا تحدّث كبير العائلة في أمر ولم يعجب كلامه من هو أصغر منه عمرًا فمن غير المسموح له بالاعتراض بشكل مباشر ولا أن يتذمّر أو يتأفّف في الجلسة ذاتها. أمّا الابن فيمكنه التعبير عن عدم رضاه بقرارات والده، لكن ليس بشكل مباشر، بل من خلال والدته وهي تقوم بنقل عدم رضاه إلى والده ففي حال اقتنع الأب بصواب بصوابيّة ابنه يطلب من ابنه أن بقوم بما هو مناسب من وجهة نظره.
من غير المقبول في المجتمع الشيشانيّ الاعتداء على امرأة، فإن كبار العائلات يلعنونه، وتلازمه لعنتهم حتى موته، فلا عائلة بعد اللعن تقبله صهرًا لها، ولا يُتعامل معه، ولا يكون صديقًا لأحد هذا الأسلوب إسلاميّ يسمّى التعزير و يعدّ هذا الأسلوب أسلوبًا رادعًا للمخطئين بحقّ مجتمعهم.
ومن العادات الشيشانية الرائعة، التعاون والتكافل المجتمعيّ، فإذا أراد أحد بناء منزل جديد في القرية، يتوجّه الشباب والشابات كلٌّ منهم في مجاله منهم من يصنع الشبابيك والأبواب، و منهم من يبني الجدران أويقوم بإحضار التراب والحجارة ، و آخرين يحضرون الماء لإعداد الطين، وهكذا إلى أن يصبح العمل في البيت الجديد مُنجزًا وصالحًاً للاستعمال و السكن. وهذا الأمر ينسحب على العديد من الأعمال التي يقوم بها أهل القرى.
وبالعودة إلى المرأة الشيشانيّة فإنّها امرأة قلّ نظيرها في هذا الزمن وخصوصًا في بلادنا ومجتمعاتنا، فهي مطيعة لزوجها وحريصة على محبّته لها، فهي غير متطلّبة ولا تكلّف زوجها شراء ما تستطيع أن تعمله في البيت كحياكة ملابسها وملابسه وملابس الأولاد، حتّى إنّها تصنع ما تستطيع صنعه من أثاث للبيت من فرش، ومساند، وبُسط، وسجّاد وغيرها. كما أنّها تعمل السمنة والجبنة واللحمة المقدّدة، و هي ربّة منزل مميّزة إذ تتقن كلّ أموره. تحرص المرأة الشيشانيّة على تربية أولادها تربية صالحة فتلقنهم مبادئ الأخلاق، وطاعة الوالدين، واحترام الأكبر سنًا.
إنّ للمرأة الشيشانيّة احترام كبير عند الرجال، فهي التي يسعى الشبّان لكسب محبّتها والفوز بها. وهي التي ينظر إليها الرجال كسيّدة لها حرّيّتها في إدارة شؤون بيتها، وهي التي تكن لها الحماة كلّ الحب والمودة وليس كما عُرفت على مرّ العصور بأنّها العدوّة اللدود لها.
وللمرأة الشيشانيّة التي هي أجمل نساء الأرض الكثير من الصفات والخصال الحميدة، وهي الحريصة دومًا على العادات والتقاليد الشيشانيّة التي يفتخرون بها.
[1]– bouhoot.blogsdpot.com
http://bouhoot.blogspot.com/2014/04/blog_post9570.html
[2] – https://taqaled.com/s
[3] – أستاذ جامعيّ سابق، وأحد رئيسَيْ تحرير مجلّة أوراق ثقافيّة، مجلّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، ومدير تحريرها، له العديد من المؤلَّفات.
