خذوني معكم
أ. د. خديجة عبدالله شهاب([1])
يا أيّها المقاومون خذوني معكم إلى حيفا ويافا، ونابلس وبيسان وطولكرم وجنين وغزّة الأبيّة الصامدة التي ترفض أن تركع عند حدود الظلم والافتراء…
يا أيها الراحلون خذوني إلى الأرض المقدسة، إلى بيت لحم لأشمّ عبق الإيمان والمحبة، حيث يرقد عيسى المسيح عليه السّلام رسول المحبّة، لأخبره ماذا يجري هناك، وقد انتهك الطفل والمرأة، وانتُهك الأمان.
اتركوني في المسجد الأقصى وقد﴿… أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا…..﴾ الإسراء :1 الإيمان والمحبة والتّقوى……، والقِبلة الأولى للمسلمين، هناك تُستحب الصلاة، ويُستجاب الدّعاء بأن يحلّ الخير في هذا البلد الذي يئن منذ أعوام وأعوام.
تئن الحياة عند حدود سبعة عقود ونيّف، يوم وضعت المرأة الفلسطينيّة وليدها، فأرضعته طفلًا حليب الكرامة، وزودته يافعًا بعبق الرّجولة التي تأبى الضيم، ودفعت به إلى حضن الوطن ليحيا شابًا حرًا، فبكته شهيدًا في سبيله.
اتركوني عند الطفولة الجريحة، التي تتمنى أن تحيا كأطفال العالم جميعهم، فترتع في ربوع الفرح والأمان، ولا تُغتال أمانيهم، كما الأجيال السّابقة، فتنكسر أحلامهم على عتبة الأمل الموعود بأرضٍ تحتضهنم بحبٍّ وحنان وأمان واطمئنان.
دعوني أقبّل أيديهم، وأَعِدهم أن الحياة عائدة إلى أرضهم يوم ترفضون الارتهان إلى أوامر المغتصب، وتمتشقون سيف الكرامة والعنفوان، فتسمعون صليل التلبيّة والعودة إلى أرضنا المباركة.
يا أيّها المقاومون، دعوني أرافقكم إلى زمن تحرير الأرض المقدّسة من المحتل المغتصب، وقد أن أوان كسر الأوهام التي غلّفت عقولنا، وتملكت حياتنا، فاغتالت أحلامنا وأمانينا.
دعوني أشاركم أمل اللقاء بأنبيائنا ورسلنا الّذين بشرونا بأنّ الظالم لا يمكنه أن يستمر بظلمه، ما دمنا نؤمن بتعاليمهم ونسير على خطاهم في الطريق إلى الأمل المضيء، والحياة الكريمة، ونرافقهم في زمن ترتيل المجد التليد، وترنيم السّلام الباقي إلى أبد المرسلين.