foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

الاقتباس والتّضمين في شروح المقامات (شرح الواسطي لمقامات الحريري أنموذجًا)

0

الاقتباس والتّضمين في شروح المقامات (شرح الواسطي لمقامات الحريري أنموذجًا)

Quotation and inclusion in the explanations of the Maqamat (Al-Wasiti’s explanation of Al-Hariri’s Maqamat as an example)

د. سميّه حسنعليان[1] Dr. Somaya Hassanalyan

تاريخ الإرسال:20-11-2023                           تاريخ القبول:3-12-2023

الملخص :

من ميزات مقامات الحريري التي تلفت الانتباه هو كثرة الشروح لها ، إذ أولت اهتمامها بشرح المفردات الغريبة والعبارات الغامضة في المقامات من جملة هذه الشّروح «شرح مقامات الحريري» للقاسم بن القاسم بن عمر الواسطي (المتوفي سنة 626ه) . ومن جهة أخری ما ينبغي تسليط الضوء عليه في شروح المقامات هو توظيف أصحابها الاقتباس، والتضمين في شروحهم من هذا المنطلق هدفت هذه الدراسة إلی البحث في الاقتباس والتضمين في شرح الواسطي بوصفه شرحًا مهمًّا من تلك الشروح الكثيرة التي كُتبت علی مقامات الحريري؛ مستخدما المنهج الوصفي التحليلي ، وظهر من خلال البحث أنّ الواسطي وجد في النّصوص الدّينيّة متنفسًا، ونافذة يطل من خلالها علی عوالم مشرقة كما عني بالتضمين الأدبي، وأظهر براعته في ذكر الأشعار والأمثال كما أنه استثمر الأحداث، والشخصيات التاريخيّة ووظفها لشرح المقامات.

الكلمات المفتاحيّة : الحريري ، المقامات ، الشرح ، الواسطي ، الشاهد اللغوي ، الاقتباس ، التضمين .

Abstract

One of the features of Al-Hariri’s Maqamat that draws attention is the large number of explanations for it, as it pays attention to explaining strange vocabulary and ambiguous phrases in the Maqamat. Among these explanations is “Explanation of Al-Hariri’s Maqamat” by Al-Qasim bin Al-Qasim bin Omar Al-Wasiti (who died in the year 626 AH). On the other hand, what should be highlighted in the explanations of the Maqamat is the use by its authors of quotation and inclusion in their explanations. From this standpoint, this study aimed to investigate the quotation and inclusion in Al-Wasiti’s explanation, as it is an important explanation from the many explanations that were written on Al-Hariri’s Maqamat. Using the descriptive-analytical method. It appeared through the research that Al-Wasiti found in religious texts an outlet and a window through which he looked at bright worlds. He also paid attention to literary inclusion and demonstrated his skill in mentioning poetry and proverbs. He also invested in historical events and figures and employed them to explain the shrines.

Key words : Al-Hariri , Maqamat , explanation , Al-Wasiti , linguistic witness , quotation , inclusion .

  1. المقدمة :‌

نظرًا إلى أهمية المقامات في الأدب العربي، ودورها البارز في الجانب التعليمي ازداد عددها يومًا بعد يوم ولكن لم يصل أي منها إلی ما بلغته مقامات الحريري من الشهرة والأهمية ؛ ولذلك قام الكثير من العلماء بشرح مقامات الحريري موضحين مفرداتها الغريبة، كاشفين عن لثام زواياها الغامضة، دارسين أبعادها المختلفة .

من هذه الشروح المهمّة «شرح مقامات الحريري» للقاسم بن القاسم بن عمر الواسطي (ت 626 هـ) ، الذي له ميزات خاصة ومنها كثرة الاستشهاد بالقران الكريم، والحديث النبوي الشريف وكذلك التّضمينات الأدبية التي تلفت انتباه القارئ .

وانسياقًا من هذا انطلق هذا البحث لدراسة ظاهرتي الاقتباس والتضمين في هذا الشرح الذي امتاز بالإيجاز والوضوح .

أهمية الموضوع : من أسباب اختيار الموضوع المهمّة والتي لو دلت علی شيء ليدل علی أهمية الموضوع وضرورة البحث فيه مايأتي :

  • المنزلة الأدبيّة المرموقة للمقامات التي أنشأها الحريري .
  • قلّة أو عدم الدراسات عن شرح الواسطي للمقامات .
  • كثرة الاقتباس والتّضمين في شروح المقامات وخاصة شرح الواسطي .
  • وضع الاقتباس والتضمين في مواجهة صريحة مع شرح الواسطي لإظهار جوانبه الظاهرة والباطنة.
  • كشف أغراض توظيف الاقتباس والتضمين في الشرح .
  • الإسهام في نقل قسم من الدراسة البلاغية من الجانب النظري إلی المجال التطبيقي .

أسئلة البحث : يحاول البحث الإجابة عن الأسئلة الآتية :

  • كيف ظهرت ظاهرة الاقتباس في شرح الواسطي ؟
  • كيف ظهرت ظاهرة التضمين في شرح الواسطي ؟
  • ما أغراض توظيف هاتين الظاهرتين في شرح الواسطي للمقامات ؟

منهجيّة البحث: وللإجابة عن الأسئلة فاقتضی البحث اختيار المنهج الوصفي التّحليلي لأنّه أسلوب يعتمد علی جمع معلومات وبيانات عن ظاهرة ما، أو حدث ما وذلك بقصد التعرف إلی تلك الظاهرة المدروسة، وتحديد الوضع الحالي لها والتّعرف إلی مواضع الضّعف والقوة فيها من أجل معرفة مدی صلاحيّة هذا الوضع أو مدی الحاجة لإحداث تغييرات أساسية أو جزئية فيها .(عبديات والآخرون ، 1988م ، 191)

الدراسات السابقة : فلا بد أن نشير إلی بعض النّقاط الآتية :

  • هناك كثير من الدّراسات والبحوث عن ظاهرتي الاقتباس والتّضمين في كلا المجالين النظري والتّطبيقي ؛ إذ لا يمكن حصرها وعدّها في هذا الموجز .
  • والدّراسات عن مقامات الحريري متعددة متنوعة تدرسها من أبعاد مختلفة كالمفردات، جماليتها البلاغيّة وغيرها من الدّراسات .
  • لأهمية المقامات في الجانب التّعليمي ألفت شروح مختلفة عليها كشرح الشّريشي والمطرزي والواسطي، وبإمكانّنا عدّ هذه الشروح جزءًا من الدّراسات السّابقة للبحث الحاضر.
  • لم نعثر علی دراسات وبحوث عن الواسطي وشرحه علی المقامات للحريري .
  • صحيح أنّ الباحثة استعانت ببعض الدّراسات والبحوث السّابقة التي تناولت حياة الشّارح، ولكن البحث هذا لا يكون صدی للدراسات السّابقة لأنّه يختلف عنها في الأسئلة والأهداف والمنهج والنتائج .

عينة البحث : أمّا عينة البحث فاختيرت كتاب «شرح مقامات الحريري» تأليف القاسم بن القاسم بن عمر الواسطي (ت 626ه) ، وهذا الكتاب في الأصل مخطوطة بهذا العنوان عملت علی تحقيقها ودراستها سمية حسنعليان ، ونُشِرت سنة 2021 للميلادي ، بدار العارف للمطبوعات ببيروت .

وفيما يلي تُقدَّم بعض التّوضيحات عن مصطلحات البحث المهمّة التي تُعَدُّ الكلمات المفتاحيّة لهذه الدراسة المتواضعة ؛ ألّا وهي:

  • الحريري: القاسم بن علي بن محمد بن عثمان ، أبو محمد الحريري البصري ( 446 – 516 ه‌ ): الأديب الكبير، صاحب المقامات الحريرية سماه مقامات أبي زيد السّروجي. ومن كتبه درة الغواص في أوهام الخواص وملحة الأعراب وصدور زمان الفتور وفتور زمان الصدور، وتوشيح البيان وله شعر حسن في ديوان وديوان رسائل، وكان دميم الصورة غزير العلم، مولده بالمشان وهي بليدة فوق البصرة ووفاته بالبصرة، ونسبته إلى عمل الحرير أو بيعه، وينتسب إلى ربيعة الفرس (الزركلي ، 1988م ، 5: 177) .
  • المقامات : هي فن من فنون الكتابة العربية الذي ابتكره بديع الزمان الهمذاني، وهو نوع من القصص القصيرة يدور الحوار فيها بين شخصين أحدهما البطل والثاني راوي القصة، ويلتزم مؤلف المقامات بالصنعة الأدبيّة التي تعتمد على السّجع والبديع وقيل إنّها ما يُحکى في جلسة من الجلسات على شكل حكاية ذات أصول فنيّة، وموجز هذه الأصول أنّها حكاية قصيرة يسودها شبه حوار درامي، وتحتوي عبى مغامرت يرويها راوٍ عن بطل يقوم بها (الهلال، 2008م ،180).
  • الشرح : “هو الكشف يقال: شرَح فلان أمرَه أي أوضحه وشرح مشكلة بيّنها وشرح الشيء يشرحه شرْحًا وشرّحه فتحه وبيّنه وكشفه وكلّ ما فُتح من الجواهر فقد شُرح أيضًا تقول: شرحتُ الغامض إذا فسّرتُه والشرح الفتْح والشرح البيان والشرح الافتضاض للأبكار» (ابن منظور، «ش ‌ر‌ح»). مرد أهميّة الشّرح في أنّه يكشف عن جوانب متعددة في النّص الأدبي من مناسبة النص وكذلك تحاول إزاحة الغموض عن النص الأدبي، والشّروح تطورت بعد العصر الإسلامي وخاصة في العصر العباسي، وأصبحت ظاهرة كبيرة في الأدب العربي وكانت تُلازِم النّصوص الدّينيّة في البداية وصارت في ما بعد مؤلفات مستقلة. هناك بعض المصطلحات والمفاهيم تقترب في معناها من الشرح، ألا وهي: التفسير والتّحليل والتّأويل وبين كل هذه المصطلحات متصوّرات جامعة تؤلف بينها علی نحو يجعلها تضطلع فيه بنفس الوظيفة الدّلاليّة، وإن تعددت العلامات وتباينت (الوردني، 2009م، 18 نقلًا عن الزيدي، 40).

علينا أن نوضح الأصول التي وضعها السلف في شرح النص وتوارثها الخلف منهم وقد تجلت علی ثلاثة صعد هي :

نواة‌ الشّرح : وهي النص وعليه المدار وهنا نعني نص المقامات للحريري.

حدود الشرح: فالشارح امتدت عنايته إلی نصّيْن: نص المقام ونص المقال.

نمط الشّرح: إذ كان الشارح يتعامل مع النّص الشعري تعاملًا ثلاثيّ الأبعاد: البعد اللغوي، البعد المعنوي، البعد الفني (حسنعليان وابن الرسول ، 2012م ، 52).

  • الواسطي: هو أبو محمد القاسم بن القاسم بن عمر بن منصور الواسطي، ولد بمدينة واسط في العراق سنة خمسين وخمسمائة، قرأ النّحو بواسط وبغداد وكان له شيوخ في النّحو، أبرزهم:‌ الشيخ مصدق بن شبيب، وهبة الله بن أيوب، والشيخ أبو بكر الباقلاني، والشيخ علي بن هياب الجماجمي، وأبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار المدائني، وأحمد بن الحسين بن المبارك بن نغوبا.

له كثير من التّصانيف منها : كتاب شرح اللمع لابن جني، شرح التصريف الملوكي لابن جني، فعلت وأفعلت بمعنی علی حروف المعجم، شرح المقامات علی حروف المعجم ترتيب العزيزي، شرح المقامات، كتاب خطب قليلة، كتاب رسالة فيما أخذ النابلسي الشاعر في قصيدة نظمها في الإمام الناصر لدين الله أبي العباس، كتاب في اللغة؛ وله شعر ذكره بعض المصادر؛ وتُوفي الواسطي بحلب يوم الخميس، الرابع من شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين وستمائة وبلغ السادسة والسبعين من العمر (انظر للتفاصيل الأكثر: ابن خلكان، 1972م، 5: 405 ؛ الزركلي، 1980م، 5: 180 ؛ الصفدي، 2000م، 24: 110 ؛ ياقوت الحموي، 1993م، 5: 2218؛ البعلبكي، 1992م، 492 ؛ السيوطي، 1979م، 2: 380) .

وقد ورد في مقدمة كتاب شرح مقامات الحريري للواسطي عن منهج الواسطي في شرحه علی المقامات، أنّ هذا الشّرح يمتاز بميزات خاصة منها:‌ تحلّي الشّرح بمقدمة أشاد فيها الواسطي بالمقامات وما فيها من البلاغة والفصاحة، استدام الواسطي الكثير من الشواهد من القرآن الكريم والحديث والأمثال وأقوال العرب، وكثرة الاستشهاد بالشعر العربي والأراجيز، بيان المراد من الأمثال في المقامات، ذكر جمع المفردات أو مفرد الجموع، والإشارة إلی الأحداث التاريخية وبيان عادات العرب، بيان وجه تسمية المفردات، توضيح الأعلام والأسماء (حسنعليان ، 2021م ، 23ـ 24) .

  • الشاهد اللغوي: الشاهد اللغوي «هو ما استشهد به المفسرون وأصحاب الغريب والمعاني من الشواهد الشّعرية في استعمال لفظة ما، في علاقة اللفظ باللفظ وما يتعلق به من موازنات، أو في علاقة اللفظ بالمعنى، وهو ما عني به أصحاب المعاجم، أو في علاقة اللفظ بالاستعمال ويشمل ما صنفه علماء اللغة من دراسات للمتن تدور حول الغريب، والدخيل، والموضوع، ونحو ذلك» (ابن معاضة الشهري ، 1431ه ، 69) .
  • الاقتباس: هو أن يُضمَّن الكلام شيئًا من القرآن أو الحديث لا على أنّه منه (الصعيدي، 2005م ، بغية، 4: 689). وقيل: “هو أن يضمّن المتكلم منثوره، أو منظومه، شيئًا من القرآن، أو الحديث، على وجه لا يشعر بأنه منهما” (الهاشمي ، د. ت ، جواهر ، 338) .
  • التضمين : التضمين إذًا؛ أن يودع الشاعر قصيدته بيتًا أو أكثر أو شطرًا ليس له، والبيت المستعار أو الجزء المستعار مقتبس (ابن عاشور، 2015م، 3: 254)؛ وهو عند البلاغيين “أن يضمّن الشعر شيئًا من شعر الغير مع التنبيه عليه إن لم يكن مشهورًا عند البلغاء» (الخطيب القزويني، 1971م، 580)؛ واضح من هذا التّعريف أن الاقتباس إيراد شيء من القرآن والحديث، وأن التّضمين إيراد شيء من الشعر، وكلاهما قائم على استعارة معنى من الآخرين وضمّه إلى قصيدة يندرج ضمن سياقها (قاسم وديب، 2003م، 134) .

عندما ندقق في تعاريف الاقتباس والتضمين فبات من السهل ملاحظة العلاقة الوطيدة والتشابه الواضح بينهما.

  1. الاقتباس والتضمين في شرح الواسطي علی مقامات الحريري :

نشير في ما يلي إلی مواضع توظيف ظاهرتي الاقتباس والتضمين، وأغراضها في شرح الواسطي مع ذكر النماذج المختلفة لكل منها :

  • أكثر الشواهد القرآنية التي ذكرها الواسطي في شرحه للمقامات في توضيح المفردات الغريبة التي وردت في المقامات إليك نماذج منها :
  • «حَصَبٌ» أي مُلقی لا يَرتَـجِعُ وفي القُرآنِ الكَريمِ: ﴿وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّم﴾ [الأنبياء 21: 98] .
  • «الـحَرْثُ» الـمُزدَرَعُ وامرَأَةُ الرَّجُلِ حَرثُه لِأنَّها مُزدَرَعُ وُلدِه وفي القُرآنِ: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ﴾ [البقرة 2: 223] .
  • «السَّفاهَةُ» الـخِفَّةُ وسَخَفُ الكَلامِ وفي القُرآنِ الكَريمِ: ﴿قَالَ يا قَوْمِ لَيسَ بِي سَفَاهَةٌ﴾ [الأعراف 7: 67] .
  • «شِرْبٌ» أي نَصيبٌ مِن السَّقْي وأصلُه في الماءِ وفي القُرآنِ الكَريمِ:﴿ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ [الشعراء 26: 155] .
  • «الشُّعوبُ» القَبائِلُ العَظيمَةُ وما تَشَعَّبَ مِن قَبائِلِ العَرَبِ في القُرآنِ الكَريمِ: ﴿شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات 49: 13] .
  • الاقتباسات القرآنية في شرح الواسطي من الاقتباس اللفظي النصي، إذ تناول الآيات القرآنية المباركة ووظفها في التعريف للمفردات والألفاظ الغريبة في المقامات ، وذكرها شواهد ونماذج لبيان معنی تلك الألفاظ .
  • قلما استشهد بآية قرآنية للإشارة إلی شخصية قرآنية؛ منها قال في معنی كلمة «الأواه» إنه إبراهيم عليه السلام لما ورد في القرآن الكريم، مشيرًا إلی المعنی الغوي لهذه اللفظة: “وقيلَ أصلُ الأوّاهِ في اللُّغَةِ هو الدُّعاءُ وقيلَ الفَقيهُ وقيلَ الـمُؤمِنُ بِلُغَةِ الـحَبَشَةِ وقيلَ الرَّحيمُ وقيلَ هو الـمَنّانُ شَفَقا حَذَرا وفرقا والـمُتَضَرِّعُ يَقينا ولُزوما لِلطّاعَةِ” (الواسطي، 2021م ، 44) .
  • ويشير أحيانًا الواسطي بصورة إيحائيّة إلی أنّ هناك آيات قرآنيّة عن هذه الشّخصيّة، ولكنّه لا يذكرها ولا يقتبسها بصورة كاملة وحتی لا يذكر السّورة التي وردت فيها الآيات عن تلك الشّخصيّة ؛ وذلك ما نلاحظه في توضيحه عن شخصية “بلقيس” وذكر: “وقِصَّتُها مَشهورَةٌ في القُرآنِ الكَريمِ” (الواسطي ، 2021م ، 85) .
  • يأتي الاقتباس القرآني أحيانًا للدلالة علی المعنی الذي يريد توضيحه، إذ يكون الاقتباس بصورة غير مباشرة في نص المقامات ولكن توضيح الشارح يقتضي الاقتباس القرآني لإيصال الفكرة ؛ كما قال في بيان معنی لفظة “الاسترجاع” : قَولُ ﴿إنّا للهِ وإنّا إليه راجِعونَ﴾ [البقرة 2: 156] ويَحتَمِلُ أن يَكونَ مِن تَرجيعِ الصَّوتِ بِالبُكاءِ والنَّحيبِ ويَحتَمِلُ أيضًا أنْ يَكونَ مِن استِرجاعِ الرِّقاعِ أي اِسْتِردادِها (الواسطي ، 2021م ، 61) .
  • يقتبس الواسطي في كثير من المواضع الآيات القرانية التي تأتي بألفاظ تدل علی أنّها آية ، مثلًا يذكر “وفي القرآن الكريم” (الواسطي، 2021م، 44، 61، 85 ، و..) أو “وهذا من قول الله عز وجل” (المصدر نفسه ، 113) أو “هذا مأخوذ من قوله تعالی” (المصدر السابق، 221) أو “وهذا نظر إلی قول الله تعالی” (الواسطي، 2021م، 129)؛ ولكن في موضع واحد وظف الآية القرآنية لتوضيح معنی المفردة «اليلامع» فجعل الآية المباركة مكملًا لتوضيحه إذ قال : “والیَلامِعُ في الأصلِ جَمعُ یَلمَعٍ وهو السَّرابُ الذي یَلمَعُ في القاعِ وهي الأرضُ القَفرُ فَــــ ﴿يحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يجِدْهُ شَيئًا﴾ [النور 24: 39]” (الواسطي ، 2021م ، 297) .

– نلاحظ في شرح الواسطي أنه كرّر توظيف الآية القرآنية في موضعين فقط، وذلك لتوضيح معنی اللفظتين «السراب» و«اليلامع» إذ اقتبس الآية الكريمة : ﴿يحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يجِدْهُ شَيئًا﴾ [النور 24: 39] ؛ وكذلك في توضيح المعنی الكنايي لعبارة «فُؤادِ أمِّ موسی» يَعني فارِغًا وهذا مَأخوذٌ مِن قَولِه تَعالی: ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا﴾ (الواسطي ، 2021م ، 113 ، 221) .

– يأتي الاقتباس القرآني في شرح الواسطي للإشارة إلی قصة قرآنية بصورة موجزة مختصره ، ويذكر الشارح الآية التي تشير إلی ذلك الموضوع ويأتي بالقصة بعدها كما قال في توضيح هذه الجملة التي وردت في المقامات “حكم داوود في الحرث” : ﴿وهذا نَظَرٌ إلی قَولِ اللهِ تَعالی: وَدَاوُودَ وَسُلَيمَانَ إِذْ يحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيمَانَ﴾ [الأنبياء 21: 78ـ 79] والقِصَّةُ فيما ذَكَروا واللهُ أعلَمُ أنَّ غَنَما لِقَومٍ دَخَلَت حَرثَ قَومٍ فَأفسَدَتْه، وكانَ “الـحَرثُ حِنطَةً وقيلَ كَرما فَجاءَ أصحابُ الـحَرثِ إلی داوودَ عَلَيه السَّلامُ، فَحَكَمَ لَـهُم بِأخذِ الغَنَمِ وحَكَمَ سُلَيمانُ بِإمساكِ الغَنَمِ، وأخذِ مَنافِعِها وألبانِها وأصوافِها إلی حينَ نَباتِ الكَرمِ ورَدِّ الغَنَمِ إلی أصحابِها” (الواسطي ، 2021م ، 129) .

قد اقتبس الواسطي من الأحاديث النّبويّة الشّريفة في شرح المفردات، والألفاظ في المقامات واستشهد بها لتوضيح المعنی والدلالة علی المعنی الذي أراد الحريري في المقامات؛ إليك نماذج منها :

  • القَلَحُ: شِدَّةُ صُفرَةِ الأسنانِ وفي الـحَديثِ اِسْتاكوا لا تَدخُلُوا عَلَيَّ قَلَحا (الواسطي، 2021م، 225) .
  • خَضراءَ الدِّمَنِ: ما اخْضَرَّ في مَنزِلِ القَومِ مِـمّا تَدَمَّنَ مِن البَعرِ والرَّمادِ كَالـمَزبَلَةِ، وإنَّما خَصَّها لأنَّ نَباتَها يَكونُ أحسَنَ النَّباتِ وهذا مَثَلٌ يُضرَبُ لِلشَّيءِ الـحَسَنِ، وأصلُه خَبيثٌ كَنَباتِ الدِّمنَةِ وفي الـحَديثِ: إيّاكُم وخَضراءَ الدِّمَنِ ؛ قيلَ أرادَ الـمَرأةَ الـحَسناءَ في مَنبِتِ السّوءِ (المصدر نفسه، 130) .
  • دارا: يَعني قَبيلَةَ وأهلَ دارٍ وفي الحديث أنَّه عليه السلام قالَ: ألا أُنَبِّئُكُم بِخَيرِ دورِ الأنصارِ وقيلَ أرادَ القَبائِلَ (المصدر السابق ، 140) .
  • الحاذُ: يُكَنّی بِثِقلِه عَن كَثرَةِ العيالِ وقِلَّةِ النُّهوضِ وفي الـحَديثِ الـمُؤمِنُ خَفيفُ الحاذِ (الواسطي، 2021م، 118) .
  • قد كرر الحديث “ألِظّوا بِيا ذا الـجَلالِ والإكْرامِ” في توضيح لفظة “ألظّ” مرتين (الواسطي، 2021م، 45 ، 305) .
  • قد أشار الواسطي في شرحه إلی أسماء بعض الصحابة مثل علي بن أبي طالب عليهما السّلام (الواسطي، 2021م، 64)؛ وعمر بن الخطاب في كلامه عن أويس القرني (المصدر نفسه، 75).
  • من البديهي أنّ النصوص لا تأتي من فراغ بل إنّها نتيجة التّفاعل مع التّجارب الأخری ، ولا فرق أن يكون ذلك النص أدبيًّا أو شرحًا لنص أدبي أو غيرهم ؛ ومما يلفت انتباه القارئ عند التقصي في شرح الواسطي هو كثرة الأبيات، وأنصاف الأبيات المستشهد بها في الشّرح وأكثرها في شرح المفردات الصعبة والألفاظ الغريبة، كما قيل إنّ الغاية من إدراج كلام الغير في أثناء الكلام لقصد تأكيد المعنی أو لترتيب النّظم أو تزيينا له ورفدا لدلالته (مطلوب، 2001م، 1: 353)؛ إليك نماذج منها :
  • “رِشْ مَن ريشُه انْحَصَّ” أي صِلْ بِخَيرٍ مَن ذَهَبَ مالُه وساءَت حالُه وأصلُه لِلطائِرِ أو السَّهمِ إذا سَقَطَ ريشُهُما قالَ الشاعِرُ :
فَرِشْني بِخَيرٍ طالَما قَد بَرَيتَني   فَخَيرُ الـمَوالي مَن يَريشُ ولا يَبْري

(الواسطي، 2021م، 152)

  • “الـخَميصَةُ” كِساءٌ أسوَدُ يَلبِسُه النُّساكُ قالَ الأعشی :
إذا جُرِّدَت يَوما حَسِبتَ خَميصَةً   عَلَيها وجِريالا يُضيءُ الدُّلامِصا

(الواسطي، 2021م ، 129)

  • قد يشير الواسطي في شرحه مستشهدًا بالبيت الشعري إلی اسم الشاعر وكذلك موضوع البيت أو الأبيات المستشهد بها ، قال في شرح معنی مفردة “زعزع” : “زَعزَع” أي ريحٌ شَديدَةٌ وضَرَبَها مَثَلًا قالَ أبو ذُؤَيبٍ يَصِفُ ثَورًا :
ويَعوذُ بِالأرْطی إذا ما شَفَّه   قَطرٌ وراحَتُه بَليلٌ زَعزَعُ

(الواسطي ، 2021م ، 154)

  • مع تنوع الشّواهد عند الواسطي، فعلى مايبدو أنّ حظ الشعر كان أكثر لكثرته وسيرورته، ولبناء قواعد اللغة والاستدلالات عليه وهذا الاتساع في مجال الاستشهاد بالشّعر أتاح للشّواهد الشّعرية التنوع والتمايز .
  • من سمات شرح الواسطي لمقامات الحريري هو عدم الخوض في الاستطراد، وقد ورد في تعريف الاستطراد أنّه هو “أن يأخذ المتكلم في معنی وقبل أن يتمه يأخذ في معنی آخر” (وهبه والمهندس، 1984م، 27). ولذلك يدخل شرحه في جملة الشروح الموجزة المختصرة .

يبدو أن الواسطي استطاع أن يعتق نفسه من داء التكثر، وحشد المعلومات فنراه لا يبسط كثيرًا من المسائل اللغوية والأدبية والنحوية والتاريخية ولا يوسع في بحثها ولا يستطرد إلی الأشباه والنظائر وما فيها من نقاط للدراسة والتحليل .

  • أكثر الأشعار المستشهد بها في شرح الواسطي من العصرين الجاهلي والأموي ومن شعراء هذين العصرين الذين وردت أسماؤهم في هذا الشرح هم: امرؤ القيس، زهير، أبو كبير الهذلي، عبدة بن الطيب، الشماخ، أبو ذؤيب الهذلي، غيلان بن سلمة، الأعشی وغيرهم من الشّعراء .
  • استشهد الواسطي بشعر النساء في شرحه منهن: الخنساء وخاصة أشعارها في أخيها صخر واعترف أنّها شاعرة مجيدة (الواسطي، 2021م ، 133) ؛ وكذلك هند بنت النعمان بن بشير في شرح مفردة “المطارف”، وهي “شاعرة من شواعر العرب كانت ذات لسان وعارضة كانت تهجو أزواجها وكانت تحت الحارث بن خالد المخزومي، وقيل: بل كانت تحت المهاجر بن عبد الله بن خالد وقد تزوجها بدمشق لما قدم علی عبد الملك بن مروان… فطلقها الحارث فخلف عليها روح بن زنباع، فنظر إليها يوما تنظر إلی قومه جذام وقد اجتمعوا عنده فلامها، فقالت: وهل أری إلا جذامًا فوالله ما أحبّ الحلال منهم فكيف بالحرام؟!” (كحالة، 1959م، 1: 299) ؛ وكذلك كبشة الأسدية هي كبشة بنت الشيطكان بن جديح، والبيت ذكره الصحاري، (الصحاري، 2006م، 1: 152) .
  • لم يقتصر التضمين في شرح الواسطي علی الشّعر في العصرين الجاهلي والإسلامي بل نراه يمتد إلی العصر العباسي مثل أبي الحسن علي بن محمد التهامي (؟ ـ 416 ه) ؛ ذكر البيتين في توضيح الاسم “عبد المدان” والبيتان منسوبان للشّاعر العباسي دعبل الخزاعي كما ذكرت المحققة في الهامش ، ولكنهما أيضًا منسوبان لعلي بن أبي طالب عليهما السلام (حسنعليان، 2021م، 205) ؛ وكذلك البحتري والوأواء الدمشقي (68) .
  • كثير من الأرجاز التي ضمنها الواسطي في شرحه مجهول، وبلا نسبة في الشرح وحتی أن المحققة لم تعثر علی الراجز في المصادر .
  • قد ضمن الواسطي بعض الحكايات التي ذكرها في شرحه بالأبيات الشعرية والأرجاز، مثل تلك الأرجاز التي ذكرها علی لسان عبد المسيح في توضيح شخصية “سطيح” (الواسطي، 2021م ، 165) .
  • لم يذكر الواسطي الشّاعر في كثير من المواضع ولم يدقق في صحة نسبة البيت أو نصف البيت إلی قائلها، بل ذكره مشيرًا إلی من أنشده مثل ابن السكيت، وأبي هلال العسكري، والفراء، والجوهري ، ابن دريد، المبرد وغيرهم من علماء اللغة .
  • خالَجَ قَلبي: أيّ نازَعَه وتَـحَرَّك فيه ومِنه قَولُه: خَلَجتُ خاتَمي أي جَذَبتُه ونَزَعتُه مِن إصبَعي وقَولُه: خَلَجَ بِحاجِبِه أي غَمَزَه بِه مُشيرا وأنشَدَ ابنُ السِّكّيتِ : قَد خَلَجَت بِحاجِبٍ وعَينِ (الواسطي، 2021م ، 131) .
  • تَـجَرَّمَ: أي عَدَّدَ عَليَّ جُرما لم أفعَلْه وأنشَدَ الـجَوهَريّ :
تَعُدُّ عَليَّ الذَّنبَ إنْ ظَفِرتَ بِه   وإنْ لا تَـجِدْ جُرما عَليَّ تَـجَرَّمِ

(المصدر نفسه ، 2021م ، 95)

  • الـحَوادِثُ: ما يَحدُثُ مِن الأمورِ وأنشَدَ ابنُ دُرَيدٍ : وحَوادِثُ الأيامِ لا تَبقی لَها إلّا الـحِجارَهْ (المصدر السابق ، 2021م ، 117) .

نلاحظ أنه في هذه النماذج اقتصر علی ذكر من أنشد الشّاهد من العلماء والرواة من دون أن يذكر اسم الشّاعر ثقة برواية ذلك الراوي، والغالب أنّه كان الراوي من العلماء الكبار والروات الثقات كما مر ذكره من الأسماء .

  • قد وظف الواسطي بعض الأبيات أو أنصاف الأبيات لتوضيح الشخصيات التي ينوي شرحها، مثلا ضمن شرحه بعض الأبيات في التّعريف بشخصية السليك الذي اشتهر بسرعة عده ويقال له سليك المقانب (الواسطي، 2021م، 172) .
  • ربما نسب الواسطي الشّاهد الشّعري إلی غير قائله وهما منه أو خطأ أو غير ذلك، إذ نسب الواسطي بعض الأشعار إلی قائليها بالخطأ؛ مثلًا في شرح اللفظة “السخب” استشهد ببيت نسبه إلی حسان بن ثابت، ولكن المحققة كتبت في الهامش أنها لم تجده في ديوان الحسان، ولم تعثر علی قائل البيت (حسنعليان ، 2021م ، 171) .
  • يظهر بيان الواسطي للشّاهد الشّعري بصور مختلفة منها :

1ـ أن يكون بيانه تامًا، والمراد من البيان التّام أنه قدّم بين يدي الشاهد الشّعري ما أفاد نسبته إلی قائله وبعض صور هذه الحالة كما يلي:

  • أحيانًا ينسب الواسطي البيت إلی الشاعر باسمه المجرد لشهرته وخاصة إذا كان الشّاعر من الأعلام ومن أمثلته:” قالَ طَرَفَةُ ..” (139) ؛ “قالَ عَمرو بنُ مَعدي كَربٍ ..” (100)؛ ” قالَ قَيسُ بنُ الـخَطيمِ..” (104) ؛ ” قالَ امرُؤُ القَيسِ ..” (104) و..
  • نسب الواسطي البيت إلی الشاعر باسمه واسم أبيه ومن نماذجه : “قالَ عَمرو بنُ مَعدي كَربٍ.. “(106) ؛ ” قالَ عُروَةُ بنُ الوَردِ.. ” (244) .
  • وربما كان الشاعر غير مشهور باسمه واسم أبيه فزاد الواسطي في البيان كما قال :
  • “قالَ صَخر أخو الـخَنساءِ ..” (125)
  • “قالَت هِندُ بِنتُ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ..” (244) .

وقد أشار إلی الخنساء والنعمان لشهرتهما زيادة في الدّلالة عليه .

  • وقد اقتصر الواسطي علی لقب الشّاعر الذي اشتهر به فأضافه إليه واكتفی به ، كقوله في بعض المواضع :
  • ” فَقالَ النّابِغَةُ ..” (36)
  • “قالَت الـخَنساءُ ..” (205)
  • قد زاد الواسطي في الاستشهاد بالبيت الشعري في البيان والتوضيح فأشار إلی موضوع البيت كما في النّماذج الآتية :
  • “قالَ أبو زُبَيدٍ وذَكَرَ الأسَــــدَ” (38)
  • ” قالَ قَيسٌ الرُّقّياتِ يَصِفُ فَرَسا ..” (54)
  • ” وهو فَرَسُ الحارِثِ بنِ عَبّادٍ وهو الذي يَقولُ فيه ..” (67)
  • ” قالَ الشاعِرُ يَصِفُ جَيشا ..” (154)
  • قد ذكر أحيانًا في الشواهد المخاطب الذي أُنشد ذلك الشاهد الشعري له ؛ قال في شرح عبارة” اِسْتَسمَنتَ یا هذا ذا وَرَمٍ”: “وهذا مِثْلُ قَولِ الـمُتَنَّبي لِسَیفِ الدَّولَةِ ..” (58) .
  • قد تتشابه الأسماء والألقاب للشعراء الذين استُشهِد بأشعارهم في شرح الواسطي، فنلاحظ أن الواسطي حرص علی التمييز بينهم ، ومن ذلك لقب «النابغة» الذي يطلق علی كثير من الشّعراء ؛ وقد استشهد الواسطي 13 مرة بشعر النابغة الذبياني وفي كل مرة ذكر : “قال النابغة” (انظر: الواسطي، 2021م، 36، 39، 84، 99، 127 و..) ؛ وذلك من دون الإشّارة إلی اللقب أو ذكر قبيلته بني ذبيان وبناء علی ما ورد في الشّعر، والشّعراء بأنه إذا أطلق معرفا بـ «”أل” فهو زياد بن معاوية الذبياني (ابن قتيبة، 1966م، 1: 157) يحصل تمييزه عن غيره ممن لقب بالنّابغة كنابغة بني شيبان وبنابغة بني جعدة .
  1. أن يكون بيانه ناقصًا مبهمًا، ونلاحظ في هذه الحالة أن الواسطي يُبهم ذكر الشاعر فلا يستدل علی القائل بعينه أو قبيلته ويبقی القائل مجهولا لا يُعرف؛ من نماذجه أنه يكثر ذكر عبارة «وأنشد» (الواسطي ، 2021م ، 135 ، 138 ، 176 و.. )؛ والنشيد هو رفع الصوت بالشعر وإنشاد الشعر إلقاؤه، وكانت – وما زالت- عادةُ ملقي الشّعر أن يرفع صوته عند الإلقاء فَسُمِّيَ منشدًا (ابن منظور، ، “ن‌ش‌د”)، وهي صيغة من صيغ رواية الشعر المعروفة (الحديثي، 147) .

ومن التقدمة المبهمة قول الواسطي : “قال الشاعر ..” (الواسطي، 2021م، 30، 34، 41، 42، 43، 53 و..) .

ومن التقدمة المبهمة التي يقدم بها الواسطي في شرحه بين يدي الشواهد الشعرية من بحر الرجز قولهم: «قال الراجز» (الواسطي ، 2021م ، 46 ، 47 ، 60 ، 62 ، 74، ..) .

  • في الجدول الآتي عدد كل من الاقتباس والتضمين بالتفصيل :
الآيات القرآنية الحديث الشريف الأبيات الشعرية أنصاف الأبيات الأرجاز
112 30 415 58 130

كما هو واضح من الجدول أن اهتمام الواسطي بالاستشهاد بالشعر العربي لشرح المفردات في مقامات الحريري كان لافتًا كثيرًا للانتباه ولكنه لم يكتف بالشعر في الاستشهاد، ولم يقتصر عليه دون غيره من أنواع الشّواهد وربما لأنّه اعتقد بما ذهب إليه الشّاطبي في تضعيف الاقتصار علی الشّعر في الأحكام إذ قال : “أَمَّا الاعتماد على الشعر مجردًا من نثر شهير يُضاف إليه، أو يوافق لغة مستعملة يُحمل ما في الشعر عليها، فليس بمعتمد عند أهل التحقيق؛ لأن الشعر محلّ الضرورات” (النايلة، 1396ه، 135)

الخاتمة والنتائج: من أكثر ما حصلنا عليه أهمّيّة في هذا البحث الذي قام بدراسة ظاهرتي الاقتباس والتّضمين في شرح الواسطي للمقامات أنّه :

  • قد برزت ظاهرتا الاقتباس والتضمين في شرح الواسطي بشكل جل ، وصار ما يلفت الانتباه في هذا الشرح الموجز.
  • الاقتباس ظهر في الاقتباس من القرآن الكريم والحديث النّبوي الشّريف.
  • قد وظف الواسطي هاتين الظاهرتين في شرح الألفاظ الصعبة، والمفردات الغريبة التي وردت في المقامات للحريري.
  • أجاد الواسطي في توظيف الشواهد المختلفة من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف وكذلك الأشعار والأراجيز لشرح المفردات .
  • قد شارك الواسطي مشاركة واسعة فاعلة في العناية بالشّاهد الشعري في شرحه.
  • أكثر الواسطي الاستشهاد بالأبيات الشّعرية من العصرين الجاهلي والإسلامي، وقلّما ضمن شرحه الأشعار من العصر العباسي، مع أنّ هذا العصر كان ذخيرة نابضة بالعطاء في مجال الأدب عامة وفي الشعر خاصة.
  • قد أغفل الواسطي نسبة الشّواهد الشّعرية لقائليها إما لعدم المعرفة بها ، أو للإيجاز في الشرح ، أو استغناء بشهرتهم .
  • على الرّغم من أن ميدان التّمثل بالأشعار باب واسع، لاستحسان الناس لها، وحفظهم لها، وربما تكون المناسبة التي ورد فيها الشاهد قريبة من المعنى الذي يؤمه الشّارح، ولكننا قلما نجد في شرح الواسطي الأبيات الشعرية التي يتمثلُ بِهَا الشارح في شرحه على معنى من المعاني التي تعرض لها .
  • إجادة الواسطي في توظيف هذه الشواهد المختلفة المتنوعة لو دلت علی شيء ليدل علی استخدام الواسطي عقله وتراثه الثقافي المخزون لكتابة شرحه .
  • كان الواسطي محاكيًا باقيَ الشّراح في استخدام الشواهد في شرح الألفاظ ولكنه امتاز بالإيجاز في شرحه وعدم الاستطراد .

المصادر والمراجع

القرآن الكريم .

  1. البعلبكي، منير عبد الحفيظ، (1992م)، معجم أعلام المورد، بيروت: دار العلم للملايين.
  2. إبن خلكان، شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر (ت 681 هـ)، (1972م)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، بيروت: منشورات دار الثقافة.
  3. حسنعليان ، سمية ، (2021م) . شرح مقامات الحريري ، تأليف القاسم بن القاسم بن عمر الواسطي ، بيروت : دار العارف للمطبوعات .
  4. حسنعليان ، سمية ؛ ابن الرسول ، سيدمحمدرضا ، (2012م) . فضاء النقد في شروح المعلقات (دراسة سانكرونية) . مجلة إضاءات نقدية ، السنة 2 ، العدد 7 ، ص 49 ـ 82 .
  5. الخطيب القزويني، محمد بن عبد الرحمن بن عمر (ت 739ه) ، (1971م) . الإيضاح في علوم البلاغة، ، بيروت : دار الكتاب اللبناني .
  6. الزركلي، خير الدين بن محمود بن محمد (ت 1396 هـ)، (1980م)، الأعلام، ط 5 بيروت: دار العلم للملايين.
  7. السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد (ت 911 هـ)، (1979م)، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت: دار الفكر.
  8. الصحاري، أبو المنذر سلمة بن مسلم العوتبي (ت511هـ)، (2006م)، الأنساب، تحقيق: محمد إحسان النص، ط4 مسقط: وزارة التراث والثقافة.
  9. الصعيدي ، عبد المتعال (ت ١٣٩١هـ) ، (2005م) . بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة ، ط 17 ، د.م : مكتبة الآداب .
  10. الصفدي، أبو الصَّفاء صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله (ت 764 هـ)، (2000م)، الوافي بالوفيات، تحقيق واعتناء: أحمد الأرناووط وتركي مصطفی، بيروت:‌ دار إحياء التراث العربي.
  11. ابن عاشور ، محمد الطاهر ، (2015م) . جمهرة مقالات ورسائل الشيخ الإمام محمد الطاهر ابن عاشور ، جمعها وقرأها ووثقها: محمد الطاهر الميساوي ، الأردن : دار النفائس للنشر والتوزيع .
  12. عبيدات ، ذوقان ، والآخرون ، (1988م) . البحث العلمي مفهومه ، أدواته ، أساليبه ، عمان : دار الفكر للنشر والتوزيع .
  13. قاسم ، محمد أحمد ؛ ديب ، محيي الدين ، (2003م) . علوم البلاغة «البديع والبيان والمعاني» ، طرابلس : المؤسسة الحديثة للكتاب .
  14. ابن قتيبة ، الشعر والشعراء لأبي محمد عبد الله بن مسلم الدينوري (ت ٢٧٦ هـ) ، (1966م) . تحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر، ط 2، القاهرة : دار المعارف .
  15. كحالة، عمر رضا. (1959م)، أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، بيروت: مؤسسة الرسالة.
  16. النايلة ، عبد الجبار علوان ، (1396ه) . الشواهد والاستشهاد في النحو، بغداد : مطبعة الزهراء .
  17. مطلوب ، أحمد ، (2001م) . معجم النقد العربي القديم ، بيروت : مكتبة لبنان ناشرون .
  18. ابن معاضة الشهري ، عبد الرحمن ، (1431ه) . الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم أهميته، وأثره، ومناهج المفسرين في الاستشهاد به ، الرياض : مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع .
  19. إبن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن علي (ت 711 هـ)، (1414هـ)، لسان العرب، ط 3 بيروت: دار صادر.
  20. الواسطي ، القاسم بن القاسم بن عمر ، (2021م) . شرح مقامات الحريري ، دراسة وتحقيق: سمية حسنعليان ، بيروت : دار العارف للمطبوعات .
  21. الوردني، أحمد. شرح الشعر عند العرب؛ من الأصول إلی القرن 14 هـ (دراسة سانكرونية). بنغازي: دار الكتاب الجديد المتحدة. 2009م.
  22. وهبه، مجدي؛ المهندس، كامل. (1984م). معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب. ط2. بيروت: مكتبة لبنان.
  23. الهاشمي ، أحمد بن إبراهيم بن مصطفى (ت ١٣٦٢هـ) ، (د. ت) . جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع ، ضبط وتدقيق وتوثيق: يوسف الصميلي ، بيروت : المكتبة العصرية .
  24. الهلال، محمد غنيمي (2008م)، الأدب المقارن، ط9، القاهرة: نهضة مصر.
  25. ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله (ت626هـ)، (1993م)، معجم الأدباء، تحقيق: إحسان عباس، بيروت:‌ دار الغرب الإسلامي.

 

– أستاذ مشارك ، قسم اللغة العربية وآدابها ، جامعة أصفهان ، إيران [1]

Associate Professor , Department of Arabic Language and Literature , University of Isfahan , Iran

Email: s.hasanalian@fgn.ui.ac.ir

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website