أثر التّفكك الأُسري على ظاهرة انحراف الأحداث في لبنان
(دراسة ميدانيّة في سجن رومية – لبنان(
The Impact of Family Disintegration on the Juvenile Delinquency Phenomenon in Lebanon
Mounib Ahmad Al-Akoum منيب أحمد العاكوم ([1])
Dr. Nermin Awni Muhammad أ.د.نرمين عوني محمد([2])
Dr. Doha Al-Ashqar د.ضحى الأشقر([3])
تاريخ الإرسال:18-4-2024 تاريخ القبول:30-4-2024
المستخلص:
تهدف هذه الدّراسة الى التعرف على أثر التّفكك الأُسري على ظاهرة انحراف الأحداث في لبنان، وتكونت العيّنة من الأحداث الجانحين الذكور والموقوفين في سجن رومية – قسم الأحداث، والبالغ عددهم 80 حدثًا جانحًا، وتحقيقًا لهدف الدّراسة أعِدت استمارة. كما ارتكزت هذه الدّراسة على المنهج الوصفي التحليلي.
ومن أبرز النتائج التي توصلنا اليها أنّ غالبية الأحداث الجانحين الذين يقيمون مع الوالدين، يعدُّون أنّ العلاقة التي تربطهم بهم سيئة، و يعدُّون أنّ الوالد والوالدة في علاقة صراع دائم. وأنّ غالبيّة هؤلاء الأحداث يتعرضون للتنبيه والتأنيب اللفظي، ولا يراقب والديهم وسائل التواصل الاجتماعي. أيضًا، أنّ غالبية هؤلاء الأحداث يتعرضون للعنف من الأهل ويشعرون بالضيق داخل منزلهم.
وفي ضوء النتائج أوصت الدّراسة بتوصيات من أكثرها أهمّيّة إقامة ندوات وبرامج توعية للأسر، التّعاون بين المدرسة والأهل وتفعيل دور الاختصاصيين الاجتماعيين.
الكلمات المفتاحيّة: الأسرة، التّفكك الأُسري؛ الأحداث؛ انحراف الأحداث.
Abstract
The current study aimed to identify the impact of family disintegration in the juvenile delinquency phenomenon in the Lebanese society. The sample was determined to identify male juvenile delinquents in Roumieh Prison – juvenile section, who numbered 80 juvenile delinquents, and in order to fulfill the purpose of the study, a questionnaire was prepared. This study was based on a descriptive analytical method. The results show that the majority of juvenile who lived with their parents seem to have a bad relationship with them, and they consider that the relationship between the father and mother is unstable. The majority of these juveniles faced verbal warnings and reprimands, and their parents did not used to monitor their social media. Also, the majorities of these juveniles is exposed to violence from their parents and feel distressed inside their home. However, the study recommended recommendations such as providing awareness programs for families, cooperation between the school and parents, and activating the role of social workers.
Keywords: family, family disintegration, delinquency, juvenile.
المقدمة
تعد الأسرة حجر الأساس لتكوين شخصية الطفل، وإكسابه المبادئ الأوليّة في التنشئة الاجتماعيّة، فتنمو قدراته من خلال التّفاعل والتّواصل مع الغير، ولاسيما داخل الأسرة، الأمر الذي يحقق التّوازن النّفسي والاجتماعي للطفل. (الهواري والهبارنة، 2020)
يمثل النّظام الأُسري، كمؤسسة اجتماعيّة، نسقًا من الأدوار الاجتماعيّة المترابطة، ويُعدُّ شكلًا مصغّرًا عن المجتمع كونه أداة لتماسك المجتمع ووسيلة للرقابة الاجتماعيّة. فالأسرة هي نظام اجتماعي متكاملـ ومتساند وظيفيًّا مع أنظمة المجتمع الأخرى. كما أنّها الوسط الاجتماعي الذي ينشأ فيه الطفل، ويتلقى القيم الاجتماعيّة التي توجه سلوكه في المجتمع. لكنّ الأسرة اليوم أصبحت تعاني من مشاكل عديدة نتيجة التّغير الاجتماعي السريع وما نتج عنه من اختلال وظيفي، ويُعدُّ التّفكك الأُسري من المشاكل المهمّة التي يعاني منها المجتمع اللبناني. هذا بالإضافة الى تعرض الأطفال الى انتهاك في حقوقهم، الأمر الذي يدفعهم الى سلوكيّات غير سوية يعاقب عليها القانون.
تكمن أهميّة الدّراسة الحالية في التعرف على حجم ظاهرة الانحراف لدى الأطفال وعلاقة ذلك بمستوى التماسك الأُسري، الأمر الذي يزود المختصين بمعلومات ويساعد على وضع برامج وقائيّة. كما أنّ أهميّة هذه الدّراسة تنبع من أهميّة الأسرة ودورها الأساسي في المجتمع، والحاجة الى بناء أفراد وأُسر سليمة بعيدة عن أيّ انحراف.
كما أنّ هناك العديد من الأسباب التي أدّت الى القيام بهذه الدّراسة. فالأسباب الموضوعية تتمثل بالقيمة العلميّة التي يحملها موضوع هذه الدّراسة وارتباطه بالواقع الحالي، وكذلك عدّ هذا البحث مجالاً لفتح دراسات وبحوث أخرى في المستقبل. أمّا الأسباب الذاتيّة لهذه الدّراسة فهي الرّغبة بتسليط الضوء على واقع الأطفال الذين يعانون من ظروف عائليّة، والميل نحو المواضيع التي تعالج القضايا المعنية بالأحداث.
تشمل هذه الدّراسة تحليل لدراسات سابقة مع التّعقيب عليها، مشكلة الدّراسة، الهدف، الفرضية، حدود الدّراسة الزّمانيّة والمكانيّة والموضوعيّة والبشريّة، أهمية الدّراسة، المصطلحات، مفهوم التّفكك الأُسري، مفهوم انحراف الأحداث، علاقة التّفكك الأُسري بانحراف الأحداث، النّظريات المتعلقة بالدّراسة. وكذلك تتضمن منهجيّة الدّراسة، العيّنة، أدوات جمع البيانات، النتائج والتوصيات.
- الدّراسات السابقة وتحليلها
1.1 الأولى: دراسة أزدهار خلف الهواري ونجاح حسین الهبارنة (2020) بعنوان “العوامل المؤدية الى التّفكك الأُسري وانحراف الأحداث في المجتمع الأردني”. تهدف هذه الدّراسة الى التعرف إلى العوامل المؤدّية الى التّفكك الأُسري في المجتمع الأردني، وتكونت العيّنة من 220 حـدثًا مـن نـزلاء مراكـز رعایـة الأحداث فـي الأردن، وتحقیقـًا لهدف الدّراسة طُوِّرت استبانة، والتّحقق من صدقها وثباتها اعتمادًا على المنهج الوصفي المسحي. وقد توصلت النّتائج إلـى أنّ التّربیـة الخاطئـة لأحد الـزوجین والتّفكك، والبطالة واعتیـاد الكـذب فـي العلاقـة بـین الوالـدین والأبناء، وإدمان أحد أفراد الأسرة على الكحول والتّمییـز بـین الأبناء مـن العوامـل الأُسـریّة، وفقـدان الحـدث للـدعم الاجتمـاعي، والاقتـصادي عنـد تعرضه للمشاكل من العوامل الاجتماعیّة، وازدیاد نسب البطالة وتدني الدخل الشّهري من العوامل الاقتصادیّة، وتشوّه صورة الجسم والخلل فـي الهرمونـات سـببًا فـي الانحـراف مـن العوامـل الجـسمیّة، والتّفـاخر بـالجرائم أمـام المجتمع الإلكتروني، والتّهدید والابتزاز الإلكتروني من شخصیات مجهولـة مـن العوامـل التكنولوجیّـة.
1.2 الثانية: دراسة فيصل إبراهيم المطالقة (2021) بعنوان “تطوير العوامل الاجتماعيّة المؤدية إلى انحراف الأحداث في الأردن من وجهة نظر الأحداث الجانحين”. تناولت هذه الدّراسة العوامل الاجتماعيّة المؤدّية الى انحراف الأحداث في الأردن من وجهة نظر الأحداث الجانحين، وتكونت عينة الدّراسة من 186 حدثًا جانحًا في مراكز رعاية الأحداث الذكور في كلّ من الزرقاء وإربد ومعان، باستخدام أداة الاستبانة. وقد حصلت الدّراسة وفقًا للمنهج الوصفي التّحليلي، وأظهرت نتائجها وجود مستوى متوسط للعوامل الاجتماعيّة المؤدية الى انحراف الأحداث، ووجود علاقة ذات دلالة إحصائيّة بين العوامل الأُسرية والرفاق، ووسائل الإعلام وأوقات الفراغ وجنوح الأحداث.
1.3 الثالثة: دراسة فاطمة ميموني وخديجة بوسعيدي (2018) بعنوان “أثر أساليب المعاملة الوالديّة الخاطئة في جنوح الأحداث دراسة ميدانيّة بمركز إعادة التّربية -أدرار”. وهي مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر في علم النفس تهدف الى التعرف إلى المعاملة الوالدية الخاطئة وعلاقتها بجنوح الأحداث، وكذلك التعرف إلى بعض العوامل التي قد تجعل من المراهق جانحًا. وقد استخدم الباحث منهج دراسة الحالة والمنهج العيادي، واعتُمد على الملاحظة والمقابلة كأداة لهذه الدّراسة، وذلك مع شخصين جانحين من الأحداث. وقد توصلت نتائج هذه الدّراسة الى أنّ الوضع الاجتماعي المتمثل في التّفكك الأُسري للأحداث بسبب طلاق أو وفاة تُعدُّ من العوامل المباشرة في جنوح الأحداث، وأن هناك أثرا للمعاملة الوالدية الخاطئة في جنوح الأحداث.
1.4 الرابعة: دراسة صبيح شهاب أحمد (2000) بعنوان “التّفكك الأُسري وأثره في ظاهرة جنوح الأحداث”. وهي دراسة ميدانيّة تهدف الى التعرف إلى الأسباب التي تؤدي الى جنوح الأحداث وأثر التّفكك الأُسري فيه وكيفيّة معالجتها ودور الأسرة في تربية الأطفال. ولقد تمثلت عينة الدّراسة بمئة مودع من الأحداث في دار ملاحظة بغداد، وارتكزت على كل من الاستبيان المفتوح والمغلق والملاحظة والمقابلات الشخصية. وأظهرت نتائج هذه الدّراسة أنّ حالات الخصام، والشّجار بين الوالدين تؤدي الى زيادة في حالات جنوح الأحداث، 70% من عيّنة البحث تتجه نحو السرقة، غالبيّة الجانحين المبحوثين لم يكملوا دراستهم، معاملة 68% من الآباء المبحوثين قاسية، 76% من الجانحين المبحوثين يعتمدون على أنفسهم في الحصول على المصروف اليومي. وأظهرت أنّ هناك علاقة جدليّة، ومنطقيّة بين أساليب التربية الخاطئة وحالات الجنوح، وهناك نسبة كبيرة من الجانحين المبحوثين يكون اهتمام أولياء أمورهم غير كافٍ لهم، وهناك علاقة طردية بين حالات الانفصال والطلاق التي تحدث بين الأبوين وزيادة نسبة جنوح الأحداث.
1.5 التّعقيب على الدّراسات السّابقة: أبرزت الدّراسات السّابقة أهميّة ظاهرة انحراف الأحداث على مستويات متعددة. ففي حين أن هدف دراسة (الهواري والهبارنة،2020) هو التعرف إلى مختلف العوامل المؤدية الى انحراف الأحداث، إلّا أنّ كل من دراسة (المطالقة،2021) ودراسة (ميموني وبوسعيدي،2018) ودراسة (أحمد، 2000) تركز هدفها على التعرف إلى العوامل الاجتماعيّة المؤدية لانحراف الأحداث ولاسيما التّفكك الأُسري والمعاملة الوالدية الخاطئة، الأمر الذي يتوافق مع الدّراسة الحالية. لقد اعتمدت الدّراسة الأولى والثانية على أداة الاستبانة والمنهج الوصفي، أمّا الدّراسة الثالثة فقد ارتكزت على كل من الملاحظة والمقابلة ومنهج دراسة الحالة والمنهج العيادي، ولقد تعددت الأدوات المعتمدة في الدّراسة الرابعة لتشمل الاستبانة والملاحظة والمقابلات.
تتشابه الدّراسة الحالية مع أغلب الدراسات السّابقة في الموضوع الذي تتناوله، ولكنها تتميز أنّها تُعدُّ دراسة جديدة في لبنان، وتركز على أثر عامل التّفكك الأُسري فقط على ظاهرة انحراف الأحداث. وتعتمد على المنهج الوصفي التحليلي، وترتكز على عينة مكونة من 80 حدثًا ضمن سجن رومية، وذلك باستخدام الاستمارة.
- مشكلة الدّراسة: إن ظاهرة انحراف الأحداث هي من أبرز المشكلات الاجتماعيّة التي تواجه مختلف المجتمعات وتشكل خطرًا على بنيته وتنعكس على أفراده كافة. (المطالقة، 2021)
فهذا الموضوع تناوله العديد من العلماء والباحثين من نواحي مختلفة، ولكن الدّراسة الحالية تتميز من غيرها من الدراسات كونها تربط ظاهرة انحراف الأحداث بواقع الاسر من وجهت نظر الحدث نفسه. فقد يُعدُّ التغير الحاصل في دور الأسرة الأساسي في رعاية الأبناء، وما قد يرافقه من أشكال التّفكك والصراع، عاملًا دافعًا لانحراف الأحداث.(الهواري والهبارنة، 2020)
لذلك، تتركز مشكلة الدّراسة الحالية على السؤال الآتي: ما هو أثر التّفكك الأُسري على ظاهرة انحراف الأحداث في لبنان من وجهت نظر الحدث؟
- الفرضيات: لتفسير العلاقة ما بين متغيرات الدّراسة، أيّ ظاهرة انحراف الأحداث والتّفكك الأُسري، لا بدّ من صياغة فرضية لوضعها قيد الاختبار: يلحظ أنّ التّفكك الأُسري يؤدي الى انحراف الأحداث، وجنوحهم عن المسار الصحيح في المجتمع اللبناني.
- أهداف الدّراسة: تؤدي الأسرة دورًا مهمًّا في تربية الأبناء وإعدادهم ليصبحوا أفرادا فاعلين ضمن مجتمعهم. فالأطفال يتأثرون بالمناخ والجو السّائد في الأسرة وبعلاقة الوالدين فيما بينهم، ويكونون معارفهم واتجاهاتهم انطلاقًا من تقليد الأهل. (ميموني وبوسعيدي، 2018)
بناءً على ذلك، إنّ الهدف الرئيس للدراسة هو التعرف إلى أثر التّفكك الأُسري على ظاهرة انحراف الأحداث في لبنان.
أمّا أهمّية الدّراسة فتكمن على غير صعيد؛ إذ إنّها تحقق فوائد متعددة، وتبرز من خلال ما يلي:
- تفيد المسؤولين في المجالات الاجتماعيّة، كذلك العاملين في قضايا الأحداث.
- تزويد العالم العربي بشكل عام، بدراسات حول أسباب بروز ظاهرة الانحراف، والمجتمع اللبناني بشكل خاص، وذلك نظرًا لندرة هذا النوع من الدراسات.
- توضيح العلاقة بين واقع الأسرة وحجم ظاهرة انحراف الأحداث في لبنان.
- تقدّم توصيات من شأنها تحسين بعض الجوانب السلبية مما يجعل المجتمع أكثر وعيًا وادراكًا، ويقلص ظاهرة انحراف الأحداث.
- تبرز أهمية هذه الدّراسة، كونها تتناول فئة مهمة من المجتمع، قد يؤدي انحراف سلوكها إلى مشكلات متعددة في الحاضر والمستقبل.
- حدود الدّراسة: تشكل حدود الدّراسة إطار البحث الذي يُدرس، فهي تتضمن الآتي:
- المحدد البشري: أيّ الحدود الديموغرافية للبحث، وهي تشمل الأحداث الجانحين الذكور والموقوفين في سجن رومية – في قسم الأحداث، والبالغ عددهم حوالي 80 حدثًا جانحًا.
- المحدد الزّماني: هي المدّة الزّمنيّة التي استغرقها الباحث للقيام بالعمل الميداني والتي امتدت من شهر أيلول حتى شهر كانون الاول 2023.
- المحدد المكاني: وهو الحدود المكانية أو الجغرافية التي أُجري البحث فيها، أيّ في قسم الأحداث في سجن رومية المركزي في لبنان.
- المحدد الموضوعي: يرتكز على متغيرات البحث الرئيسة، ويتمحور المحدد الموضوعي حول أثر التّفكك الأُسري على ظاهرة انحراف الأحداث.
- مصطلحات الدّراسة : ترتكز هذه الدّراسة على مجموعة مصطلحات ترتبط بشكل مباشر بموضوع البحث. ومن أبرزها ما يلي:
1.6 الأسرة: اختلف الكثير من الباحثين في تحديد مفهوم الأسرة، أو العائلة كما يسميّها بعضهم، إلّا أنّهم أجمعوا على كونها المؤسسة الاجتماعيّة الأولى التي تُبنى فيها شخصيّة الطفل منذ الولادة، ولها تأثير كبير على سلوكياته وانعكاسات عدة على تصرفاته اللاحقة. فالأسرة وفاقًا لما أتت في دراسة (ميموني وبوسعيدي، 2018) هي جماعة اجتماعيّة صغيرة تتكون عادة من الأب والأم ووأحد أو أكثر من الأطفال، يتبادلون الحب ويتقاسمون المسؤوليات وتقوم بتربية الأطفال، حتى تمكنهم من القيام بتوجيههم وضبطهم، ليصبحوا أشخاصًا يتصرفون بطريقة اجتماعيّة.
أمّا المفهوم الإجرائي للأسرة فهو بالتحديد كما اتّفق عليه الباحثين أنها المؤسسة الأولى في حياة الطفل والتي تحدد، وترسم أبرز سلوكياته الاجتماعيّة وتوجّهات شخصيته. لذلك ركّزت الدّراسة الحاليّة على مفهوم الأسرة كمحاولة لكشف العلاقة الموجودة بين الأسرة وانحراف الطفل، لأنّ الأطفال هم الفئة التي تتأثر كثيرًا بمختلف التّقلبات التي تصيب أُسرهم، وتنعكس أثارها سلبيًّا على سلوكياتهم، والتي قد تكون دافعًا للانحراف.
2.6 التّفكك الأُسري: التّفكك الأُسري هو الانحلال الذي يصيب الروابط التي تربط الجماعة الأُسرية كل مع الآخر، ولا تقتصر هذه الروابط على ما قد يصيب العلاقة بين الرجل، والمرأة بل قد يمثل أيضًا علاقات الوالدين بأبنائهما. (أحمد، 2000)
وقد عُرِّف التّفكك الأُسري في دراسة (الهواري والهبارنة، 2020) من النّاحية النّفسيّة والاجتماعيّة. فمن الناحية النّفسيّة يعرف التّفكك الأُسري على أنّه وجود الوالدین بأجـسادهم تحـت سـقف وأحد، وبینهمـا خلافـات مـستمرة، ویقـل فـي ظلـه احترام حقوق الآخرین ومن ثـم لا یـشعر الأبناء بالانتمـاء داخـل الأسرة. أمّا من الناحية الاجتماعيّة فهو ینشأ عن الانفصال أو الطلاق، أو وفاة أحد الوالدین أو كلیهما أو الغیاب طویل الأمد لأحد الوالدین، ویتضمن هجر أحد الزوجین للأبناء بانشغاله بالعمـل، فلا یستطیع الإشراف على تربیتهم وقد یؤدى إلى انعدام روابط الأسرة.
أمّا المفهوم الإجرائي للتفكك الأُسري في ضوء انحراف الأحداث، فهو أشكال التّفكك في الأسرة، كافة سواء أكانت على شكل طلاق أو انفصال الزوجين، أو سجن أو وفاة أو حرمان عاطفي من أحد الوالدين أو كليهما، وكذلك في حالة تعدد الزّوجات وكثرة الخلافات ما يؤدي الى تفكك هذه المؤسسة الاجتماعيّة الأولى، التي سبق وذكرنا مدى تأثيرها على سلوكيات الأطفال، وإنّ هذا التّفكك أو الانحلال سينعكس سلبًا على تأديتها لوظائفها بالشكل المطلوب، مؤديًا الى جنوح بعض أفراد الأسرة من بالأولاد.
3.6 انحراف الأحداث: الحدث هو الصغير من ولادته حتى ينضج على المستوى الاجتماعي والنَّفسي وتتكامل لديه عناصر الرّشد المتمثلة في الإدراك، أيّ القدرة على فهم ماهيتة وطبيعة فعله وتقدير نتائجه مع توافر الإرادة لديه، أيّ القدرة على توجيه نفسه إلى فعل معين أو الإمتناع عنه. (ميموني وبوسعيدي، 2018)
والانحراف في علم الاجتماع هو كل خروج عن المألوف مـن السّلوك الاجتمـاعي من دون أن یبلـغ حـد الإخـلال بـالأمن الاجتمـاعي بـصورة ملحوظـة، أو خطـرة تهـدد الاسـتقرار الداخلي للمجتمع. (الهواري والهبارنة، 2020)
يتمثل انحراف الحدث في مظاهر السّلوك غير السوي، وغير المتوافق مع السّلوك الاجتماعي السليم والصورة البارزة لهذا الانحراف تبدو في إقدام الحدث على ارتكاب جريمة كالسّرقة، أو الابتزاز أو الاغتصاب أو القتل أو أيّ فعل آخر يعاقب عليه القانون لمساسة سلامة المجتمع وامنه. (أحمد، 2000)
والتعريف الاجرائي لانحراف الأحداث في هذه الدّراسة هو كل شخص بين 13 و 18 سنة، قام بسلوكيات لا تتوافق مع القيم الدّينيّة، والمعايير المجتمعيّة مثل أحداث الضرر، أو الأذى للغير أو للممتلكات ويستدعي ذلك إلحاقه بأحدى المؤسسات العقابيّةن وتدخل مندوبة الأحداث لمتابعة ملفه داخل المحكمة.
- مفهوم التّفكك الأُسري وأنواعه: التّفكك الأُسري هو انحلال العلاقات والروابط الأُسرية بين أفراد الأسرة، ويكون ذلك إمّا بالطلاق أو الهجر أو الانفصال أو فقدان أحد الوالدين أو كلاهما. ( فكيه، 2019)
كما ورد وفاقًا لهذه الدّراسة إنّ التّفكك الأُسري هو اختلال السّلوك في الأسرة وانهيار الوحدة الأُسرية، وانحلال بناءالأدوار الاجتماعيّة لأفراد الأسرة. أمّا أنواع التّفكك الأُسري فهي متعددة، وتقسم الى:
- التّفكك الجزئي: ويأتي في حالات الانفصال والهجر المتقطع، إذ يعاود الزوج والزوجة حياتهم وعلاقاتهم العائليّة. لكن من المستبعد أن تستقيم الحياة الزوجيّة في مثل هذه الحالات، بل لا بدّ أن تكون مهددة من وقت لآخر بالانفصال أو الهجر.
- التّفكك الكلي: ويأتي بانتهاء العلاقات الزوجيّة بالطلاق، أو بموت أحد الزوجين، أو كليهما معًا.
- التّفكك الأُسري الاجتماعي: وينشأ عن الغياب طويل الأمد لأحد الوالدين، فلا يستطيع أحداهما الإشراف على تربية الأبناء، وقد يؤدي الى انعدام روابط الأسرة. يحدث هذا النوع من التّفكك عندما يصل التوتر الى أقصى مدى ممكن، وقد يتسبب في هذا التّفكك عامل أو عدة عوامل متشابكة، تتساند في ما بينها لوقوع التّفكك.
- التّفكك الأُسري العاطفي: ويتمثل في فتور العلاقة العاطفية بين الزوجين مما يؤدي الى عدم الشّعور بالأمان والطمأنينة وغياب التّفاهم والتّسامح، واندفاع أفراد الأسرة نحو الأضرار الاجتماعيّة.
- التّفكك الأُسري المادي: ويسمى التّفكك الفيزيقي والذي يحدث بفقدان أحد الوالدين عن الحياة الأُسرية بالموت أو الهجر أو الانفصال أو الطلاق أو السجن. (فكيه،2019)
- عوامل التّفكك الأُسري: ترجع عوامل التّفكك الأُسري الى أسباب شخصية واجتماعيّة معًا، فالتّفكك لا يمكن أن ينشأ ببساطة وكنتيجة لعامل واحد، إنّما يتخذ الطابع التدريجي ويكون محكومًا بعدة عوامل متداخلة. ولعل من هذه العوامل المهمّة الآتي:
- العوامل المزاجيّة: تتمثل بردود الفعل الانفعاليّة والعاطفية عند الفرد، وكذلك التأثيرات العديدة الخارجية الى جانب المسؤوليات المتزايدة، كلها أمور تؤدي الى التّصادم.
- القيم الاجتماعيّة: ويقصد بها الصفات التي يتحلى بها كلّ من الزوجين والتي قد لا تكون متماثلة، نتيجة اختلاف البيئة الاجتماعيّة لكل منهما أو اختلاف العادات والتقاليد والقيم، وذلك كفيل بحدوث الصراع والتوتر ومن ثم التّفكك.
- الأنماط السّلوكيّة: والتي ترجع الى الخبرة الأولى في أسرة كلّ من الزوجين، وتظهر هذه الأنماط بوضوح في العلاقات الزوجيّة خلال مرحلة الزواج.
- خروج المرأة للعمل: ويقصد بذلك تغيّر دور مركز المرأة الجديد ولاسيما في الحقبة الحاليّة، إذ فتحت أبواب العمل في مجالات كثيرة أمامها. فعلى الرّغم من أنّ هذا الأمر يساهم في تنمية الاقتصاد وزيادة دخل الأسرة، إلّا أنّه يخلق مشاكل كثيرة متعلقة بأطفال المرأة وأسرتها.
- غياب أو مرض أو وفاة أحد الوالدين أو كليهما: تحمل هذه الحالة انعكاسات سلبيّة على الطفل، بما في ذلك من حرمان وتوترات نفسيّة واجتماعيّة.
- مفهوم انحراف الأحداث: إنّ ظاهرة انحراف الأحداث ليست حديثة العصر، إنّما برزت في المجتمعات منذ القدم، وتفاوتت درجة بروزها بحسب تغير كل من العوامل التي تنعكس بشكل أو آخر على هذه الظاهرة.
وتتعدد التعريفات لمفهوم انحراف الأحداث تبعًا للمنظور الذي يتناولها منه، فقد ورد في دراسة (ميموني وبوسعيدي،2018) إنّ مفهوم انحراف الأحداث يتضمن نمطًا معيّنًا من السّلوك الإنساني ويرى المجتمع أن هذا السّلوك خروج عن القواعد المتعارف بها.
أمّا من النّاحية القانونيّة، فقد كان تعريف الحدث المنحرف على أنّه “ذلك الشّخص الذي يعتدي على حرمة القانون، ويرتكب فعلا نهى عنه في سن معينة ولو أتاه البالغ لوقع تحت طائلة العقاب سواء أكان هذا الفعل مخالفة أو جناية”.
كما أنّ لانحراف الأحداث مظاهر متعددة ترتبط بحد ذاتها بهذا المفهوم. فقد يقوم الحدث المنحرف بسلوكيات كالسّرقة، الكذب، الهروب من المدرسة، الهروب من المنزل، تعاطي المخدرات، السّلوك الجنسي المنحرف،…
- أثر التّفكك الأُسري على انحراف الأحداث: تأخذ الأسرة اهمية كبرى في حياة الطفل منذ الولادة حتى الشباب، فهي التي تؤمن له الوظائف البيولوجيّة والنّفسيّة والاجتماعيّة، والتي تُعدُّ المثل الأعلى الذي يقتدي بها الطفل طوال حياته.
إنّ من العوامل المهمّة التي تؤدي الى جنوح الأحداث هي العوامل الأُسرية، فالأسرة مسؤولة عن بناية شخصية الطفل وعلى غرس الصفات، والأخلاق الحميدة ومن خلال المعاملة الوالدية يتعلم الطفل مبادئ المحبة، الكره، التّعاون، التنافس، التسلط، الاحترام، الأمانة والخيانة. (ميموني وبوسعيدي، 2018)
وحين تتفكك الأسرة وينتابها التصدع والمشاكل والانحلال، يتعرض مصير أبنائها الى الانحراف عن المسار الصحيح، وقد يظهر ذلك في تفاصيل حياتهم على عدة مستويات.
فالتّفكك الأُسري بأشكاله كافة وأنواعه، يؤثر على الطفل سلبًا ويعيق نمو المجتمع وتطوره، فيهتم الأهل بمشاكلهم ويتغافلون عن الاهتمام ببالأولاد والإشراف على تفاصيل حياتهم كافة ، بما فيها التّحصيل الدراسي. وهنا يحمل الطفل معه الكثير من المسؤوليات والهموم والمشاكل الى المدرسة، فتخلق له حاجزًا في ما بينه وبين نجاحه في الدّراسة، مؤدية بذلك الى التّسرب المدرسي.
ومن ناحية أخرى، إنّ قصور نسق الأسرة عن أداء وظائفه وإشباع رغبات عناصره، يسهم ببروز ملامح عمالة الأطفال. وعليه، فإنّ الخلل الوظيفي الذي أصاب بناء الأسرة أدّى الى خروج الأطفال مبكرًا إلى سوق العمل. وعُدّ مفهوم عمالة الأطفال مؤشرًا مهمًّا لتحديد مدى تضامن الأسرة وتماسكها، إلّا أنّ هذه الظاهرة تهدد سلامة الأطفال الجسدية والنّفسيّة، وتطبعهم بصفة أطفال الشوارع، ما قد يؤدي بهم الى الانحراف.
وكذلك، إنّ غياب إشراف الأهل ورقابتهم داخل الأسرة للأبناء، يجعل هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للانخراط مع رفاق السّوء والتأثر بسلوكهم وتوجهاتهم. هذا بدوره يقود الأبناء نحو تعاطي المخدرات والإدمان عليها، الأمر الذي قد يوصلهم الى ارتكاب الجرائم.
- النظريات المتعلقة بالدّراسة : هناك العديد من النّظريات المفسرة لارتباط التّفكك الأُسري بظاهرة انحراف الأحداث، فالنّظريّة هي الأساس لتفسير مختلف الظواهر وهي عمليّة تنظير للواقع. لذا، سوف نتطرّق إلى أبرز النّظريات التي تنطبق على هذه الدّراسة والتي حاولت إرجاع ظاهرة جنوح الأحداث الى عوامل اجتماعيّة، ولاسيما عامل التّفكك الأُسري.
1.11 نظرية التعلم: إنّ التنشئة الاجتماعيّة حسب أصحاب هذه النّظريّة، هي جانب من التعلم الذي يهتم بالسّلوك الاجتماعي للفرد وهي بدورها نمط تعليمي، يهدف الى مساعدة الفرد على القيام بأدواره الاجتماعيّة، عبر تعلم سلوكيات واكتسابها، فتمكّنه من مسايرة حياته الاجتماعيّة بصورة جيدة تتوافق مع تطلعات المجتمع من هذا الفرد أو ذاك. تعتمد نظرية التعلم بدورها على ثلاثة أسس، التنشئة الاجتماعيّة عملية تعلّم، التعلّم هو القاعدة الأساسية لنظرية التعلم الاجتماعيّة، الإنسان أقدر المخلوقات على التّعلم والأكثر حاجة اليه.
إذًا، فالتعلم هو المحور الأساسي لنظرية التّعلم الاجتماعي، لما له من أهمية في حياة الإنسان وفي تنشئته، فيرى أنصار هذه النّظريّة أنّ معظم السّلوك الإنساني متعلم أو مكتسب من البيئة، فالناس ينمون وفاقًا لما يتوفر لهم من فرص في البيئة التي يعيشون في كنفها، وما يمرّون به من خبرات.
ووفاقًا لهذه النّظريّة، ينقسم التعلم الى قسمين، التعلم المباشر وغير المباشر. فالتعلم المباشر يتمثل بالتّعزيز والعقاب، فيُكسب الأهل أبنائهم ما ينبغي القيام به وما ينبغي تجنبه. أمّا التعلم غير المباشر فهو عبر التقليد، والمحاكاة فيكتسب الفرد انطلاقًا من محيطه وبشكل غير مباشر وغير مقصود سلوكيات ومعارف متعددة.
وتفـسر هذه النّظريّة أنّ الأفراد یتعلمــون أنمـاط وأشــكال السّلوك المنحــرف بــالطریقــة نفسها التــي یتعلمــون بهــا أنمــاط السّلوك الأخــرى بالتقلیــد والملاحظة، وأنّ عملیة التّعلم هـذه تـحصل داخـل الأسرة سـواء فـي الثقافـة الفرعیـة أو الثقافـة ككل. (الهواري والهبارنة، 2020)
ولا بدّ أن نشير أنّ نظرية التعلم ترسم إطار السّلوك الانحرافي لدى الأحداث، لأنّ هذا السّلوك هو بحدّ ذاته سلوك مكتسب، إمّا بطريقة مباشرة فيجبر الطفل على القيام بسلوكيات غير سوية عن طريق الأهل أو المسؤولين عنه، أو بطريقة غير مباشرة عبر تقليد ومحاكاة سلوكيات الأفراد المحيطة بالطفل. وعليه، إنّ التّفكك الأُسري يكسب الحدث مفاهيم غامضة وغير واضحة، وقد تكون أحيانًا خاطئة أيضًا، ما يدفعه نحو السّلوكيات غير السوية و الى الانحراف.
2.11 النّظريّة الوظيفيّة البنائيّة: اهتمت هذه النّظريّة بدراسة كيفيّة حفاظ المجتمعات على الاستقرار الدّاخلي والبقاء عبر الزمن، وتفسير التماسك الاجتماعي والتوازن الداخلي. ولقد ارتكزت على مفهوم المجتمع، فهذا النسق بحدّ ذاته يتألف من مجموعة من المتغيرات المترابطة، مفهوم التوازن الاجتماعي والذي يتحقق بالانسجام بين مكونات البناء والتكامل بين الوظائف الأساسية، مفهوم النسق الاجتماعي المتمثل بالعلاقات المترابطة والمتساندة بين الأفراد، ومفهوم الوظيفة الاجتماعيّة وهي الطريقة التي يعمل بها المجتمع ويستمر في بقائه، وأخيرًا مفهوم البناء الاجتماعي والذي يرمز الى نوع من الترتيب بين مجموعة نظم.
تتلخص هذه النّظريّة في أن كل أسرة تُعدُّ نسقًا فرعيًّا للنّسق الاجتماعي الكلي، تتفاعل عناصر هذا النسق (الأسرة) للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه. وتركز النّظريّة البنائية الوظيفيّة على دراسة العلاقات الاجتماعيّة في الأسرة ومن خلال هذه النّظريّة يمكننا التّوسع في العلاقات الاجتماعيّة القائمة بين هذا الطفل، والأفراد المحيطين به والذين ساهموا في اكتساب هذا السّلوك الانحرافي وتأثره به.
ومن هنا، فإنّ النّظريّة البنائية الوظيفية تلقي الضوء على بنية الأسرة التي قامت بتربية الحدث المرتكب للسلوك المنحرف، والعوامل الموجودة في هذا النّسق والتي ساهمت بدورها باكتساب الحدث للسوك الإجرامي المنحرف. ويأتي التّفكك الأُسري ليكون من أبرز العوامل التي تدخل على نسق الأسرة وتعرقل الوظيفة البنائية لها.
3.11 نظرية الدّور: ترتكز هذه النّظريّة على مفهومي المكانة الاجتماعيّة والدور الاجتماعي. فالمكانة الاجتماعيّة هي وضع الفرد في بناء اجتماعي، يتحدد اجتماعيًّا، وترتبط به التزامات وواجبات تقابلها حقوق وامتيازات، مع ارتباط كلّ مكانة بنمط من السّلوك المتوقع. أمّا الدور الاجتماعي فهو نمط من السّلوك الذي يتوقعه الآخرون من شخص يحتل مركزًا اجتماعيًّا معينًا خلال تفاعله مع أشخاص يشغلون هم الآخرون أوضاعًا اجتماعيّة أخرى.
وفي حالة التّفكك الأُسري، تختل المكانة الاجتماعيّة والدور الاجتماعي للاهل بالنسبة إلى أبنائهم فلا يقومون بالتزاماتهم وواجباتهم والسّلوك المتوقع منهم. هذا الوضع يخلق نوعًا من عدم وضوح أدوار أفراد الأسرة، فتتداخل المهام ويظهر القصور في التزامات كل فرد ضمن هذا النسق.
- منهجية الدّراسة : المنهج هو خطة منطقية لمعالجة مشكلة ما، يتبعه الباحث منذ التفكير بالموضوع مستخدمًا المبادئ العلميّة المبنيّة على الموضوعيّة حتى الوصول الى الإجابات والاستفسارات التي يثيرها موضوع البحث. تقوم هذه الدّراسة على المنهج الوصفي التحليلي إذ اتُبِعت اجراءات هذا المنهج من خلال كشف ظاهرة انحراف الأحداث، وملاحظتها ووصفها كما هي عليه في الواقع والاستقصاء عنها ومن ثم تحليل النتائج وتفسيرها. إنّ هذا المنهج العلمي يساعد على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الظـاهرة المدروسة بتطبيق أدوات بحثية ملائمة لجمع البيانات اللازمة، ومعرفـة مدى أثر التّفكك الأُسري على ظاهرة انحراف الأحداث وتحديد طبيعة العلاقة القائمة بينهما .
- عينة الدّراسة: تتكوّن عينة هذه الدّراسة من الأحداث الجانحين الذكور، والموقوفين في سجن رومية، في قسم الأحداث، والبالغ عددهم حوالي 80 حدثًا جانحًا، اختيروا عشوائيًّا.
- أدوات جمع البيانات: لتحقيق أهداف الدّراسة والإجابة عن تساؤلاتها والتّحقق من فرضياتها، استُنِد الى الاستمارة كأداة لجمع البيانات. هذه الاستمارة موجّهة إلى الأحداث الجانحين الذكور الموجودين في قسم الأحداث في سجن رومية، وهي تحتوي على مجموعة من الأسئلة المغلقة وشبه المغلقة والمفتوحة والمرتّبة في مجموعة محاور. وفي هذه الدّراسة لا بدّ من التّعمق بالمحور الثاني من هذه الاستمارة والذي يدور حول تأثير العلاقات الأُسرية على جنوح الأحداث، ويتكوّن هذا المحور من 18 سؤالًا تتمحور حول العلاقات الأُسرية ومدى ارتباطها بالجنوح عند الحدث.
- النتائج: أوضحت نتائج هذه الدّراسة أن 58.8% من الأحداث كان مكان إقامتهم مع الوالدين قبل دخولهم السجن، و13.8% من الأحداث كان مكان إقامتهم مع الوالدة فقط، أمّا الذين قد أقاموا مع الوالد فقط فتبلغ نسبتهم 2.5% ، كما ان 7.5% من الأحداث قد أقاموا مع شقيق لهم، و15% من الأحداث كانوا قد أقيموا بمفردهم، ولقد بلغت النسبة 1.3% لكل من الأحداث الذين قد أقاموا مع أصحابهم أو مع مجموعة من الشّباب.
جدول رقم (1): العلاقة بين الحدث بوالديه و مكان إقامته | ||||||
الاحتمالات | العلاقة مع الوالدين | المجموع | ||||
جيدة | عادية | سيئة | ||||
مكان الاقامة | مع الوالدين | العدد | 10 | 18 | 19 | 47 |
النسبة المئوية | 21.3 % | 38.3 % | 40.4 % | 100 % | ||
مع الوالدة | العدد | 6 | 6 | 0 | 12 | |
النسبة المئوية | 50 % | 50 % | 0.0 % | 100 % | ||
مع الوالد | العدد | 1 | 0 | 0 | 1 | |
النسبة المئوية | 100 % | 0.0 % | 0.0 % | 100 % | ||
مع شقيقه | العدد | 2 | 3 | 0 | 5 | |
النسبة المئوية | 40 % | 60.0 % | 0.0 % | 100 % | ||
بمفرده | العدد | 2 | 1 | 3 | 6 | |
النسبة المئوية | 33.3 % | 16.7% | 50 % | 100 % | ||
مع مجموعة شباب | العدد | 0 | 0 | 1 | 1 | |
النسبة المئوية | 0.0 % | 0.0% | 100 % | 100 % | ||
المجموع | العدد | 21 | 28 | 23 | 72 | |
النسبة المئوية | 25.8 % | 37.1 % | 37.1 % | 100 % |
تبيّن من خلال بيانات الجدول رقم(1)، التي تظهر العلاقة بين الحدث بوالديه ومكان إقامته، أنّ النسبة العالية من الأحداث الذين أقاموا مع الوالدين تربطهم بهم علاقة سيئة وتشكل 40.4%. وتتعادل نسبة العلاقة السّيئة مع الوالدين مع نسبة العلاقة العاديّة لتبلغ 37.1% لكل منهما، وتنخفض لتبلغ 25.8% للعلاقة الجيدة مع الوالدين، وذلك في آراء المستجوبين كافة بمختلف مكان إقامتهم. وهذا بدوره يؤكد وجود خلافات وأنماط سلوكية مضطربة بين الوالدين والأحداث، وإقامتهم ضمن مناخ غير سوي ما قد يدفعهم نحو الانحراف.
جدول رقم (2): العلاقة بين مكان الاقامة وعلاقة الوالد مع الوالدة | |||||||
الاحتمالات | علاقة الوالد مع الوالدة | المجموع | |||||
تعاونية | سيطرة أحد الطرفين | صراع دائم | عادية | ||||
مكان الإقامة | مع الوالدين | العدد | 20 | 3 | 22 | 1 | 46 |
النسبة المئوية | 43.5 % | 6.5 % | 47.8 % | 2.2 % | 100 % | ||
مع الوالدة | العدد | 0 | 0 | 1 | 0 | 1 | |
النسبة المئوية | 0 % | 0 % | 100 % | 0 % | 100 % | ||
مع الوالد | العدد | 1 | 0 | 0 | 0 | 1 | |
النسبة المئوية | 100 % | 0 % | 0 % | 0 % | 100 % | ||
مع شقيقه | العدد | 0 | 0 | 4 | 1 | 5 | |
النسبة المئوية | 0 % | 0 % | 80 % | 20 % | 100 % | ||
بمفرده | العدد | 3 | 0 | 4 | 0 | 7 | |
النسبة المئوية | 42.9 % | 0 % | 57.1 % | 0 % | 100 % | ||
مع مجموعة شباب | العدد | 0 | 0 | 1 | 0 | 1 | |
النسبة المئوية | 0 % | 0 % | 100 % | 0 % | 100 % | ||
المجموع | العدد | 24 | 3 | 32 | 2 | 61 | |
النسبة المئوية | 39.3 % | 4.9% | 52.5 % | 3.3 % | 100 % |
تبيّن من خلال بيانات الجدول رقم (2)، التي تبين العلاقة بين مكان الإقامة وعلاقة الوالد مع الوالدة، أنّ 43.5% من أهل الأحداث تجمعهم علاقة تعاونية، 6.5% من أهل الأحداث تجمعهم علاقة سيطرة أحد الطرفين، 47.8% من أهل الأحداث تجمعهم علاقة صراع دائم، 2.2% من أهل الأحداث تجمعهم علاقة عادية. هذا يظهر أنّ غالبية الأحداث الذين كانوا مقيمين مع والديهم تسود علاقة صراع دائم بين والديهما. وكذلك، فلقد بلغت نسبة علاقة الوالد مع الوالدة التي يسودها صراع دائم 52.5% لتشكل بذلك النسبة الأعلى في آراء المستجوبين كافة بمختلف مكان إقامتهم. فقد يرتبط انحراف الأحداث بالصّراع الدائم القائم بين الوالدين، إذ يفتقد الحدث لوجود القدوة السوية والتي تتمثل بشكل اساسي بالأهل، فيشعر بالقلق والتوتر من دون الشّعور بالأمان، الأمر الذي يؤدي الى قيام الأحداث بسلوكيات منحرفة.
جدول رقم (3): العلاقة بين مكان الإقامة وأسلوب العقاب المعتمد | |||||||
الاحتمالات | التنبيه والتأديب اللفظي | المجموع | |||||
نعم | كلا | ||||||
مكان الإقامة | مع الوالدين | العدد | 43 | 3 | 46 | ||
النسبة المئوية | 93.5 % | 6.5 % | 100 % | ||||
مع الوالدة | العدد | 2 | 1 | 3 | |||
النسبة المئوية | 66.7 % | 33.3 % | 100 % | ||||
مع الوالد | العدد | 1 | 0 | 1 | |||
النسبة المئوية | 100 % | 0 % | 100 % | ||||
مع شقيقه | العدد | 5 | 0 | 5 | |||
النسبة المئوية | 100 % | 0 % | 100 % | ||||
بمفرده | العدد | 6 | 1 | 7 | |||
النسبة المئوية | 85.7 % | 14.3 % | 100 % | ||||
مع مجموعة شباب | العدد | 1 | 0 | 1 | |||
النسبة المئوية | 100 % | 0 % | 100 % | ||||
المجموع | العدد | 58 | 5 | 63 | |||
النسبة المئوية | 92.1 % | 7.9 % | 100 % | ||||
اتضح من بيانات الجدول رقم(3) أنّ غالبية الأحداث الذين يقيمون مع والديهم (93.5%) يتعرضون للتنبيه والتأديب اللفظي. وفي آراء المستجوبين كافة بمختلف مكان إقامتهم، تبلغ نسبة الأحداث الذين يتعرضون للتنبيه والتأديب اللفظي 92.1%. تفسر هذه النتيجة أنّ التنبيه والتأديب اللفظي يزعزع ثقة الحدث بنفسه، وتؤدي به الى اضطرابات عاطفية والى نقد الذات باستمرار. ومن أجل البحث عن الانتباه والحصول على شكل من أشكال الاهتمام، يقوم الحدث بسلوكيات منحرفة.
جدول رقم (4): العلاقة بين مكان الإقامة و مراقبة الوالد لوسائل التواصل الاجتماعي | ||||||
الاحتمالات | مراقبة الوالد لوسائل التواصل الاجتماعي | المجموع | ||||
نعم | كلا | لا ينطبق | ||||
مكان الإقامة | مع الوالدين | العدد | 11 | 29 | 1 | 41 |
النسبة المئوية | 15.7% | 41.4% | 1.4% | 58.6% | ||
مع الوالدة | العدد | 0 | 8 | 0 | 8 | |
النسبة المئوية | 0.0% | 11.4% | 0.0% | 11.4% | ||
مع الوالد | العدد | 0 | 2 | 0 | 2 | |
النسبة المئوية | 0.0% | 2.9% | 0.0% | 2.9% | ||
مع شقيقه | العدد | 0 | 6 | 0 | 6 | |
النسبة المئوية | 0.0% | 8.6% | 0.0% | 8.6% | ||
بمفرده | العدد | 0 | 11 | 0 | 11 | |
النسبة المئوية | 0.0% | 15.7% | 0.0% | 15.7% | ||
مع مجموعة شباب | العدد | 0 | 1 | 0 | 1 | |
النسبة المئوية | 0.0% | 1.4% | 0.0% | 1.4% | ||
مع أصحابه | العدد | 0 | 1 | 0 | 1 | |
النسبة المئوية | 0.0% | 1.4% | 0.0% | 1.4% | ||
المجموع | العدد | 11 | 58 | 1 | 70 | |
النسبة المئوية | 15.7% | 82.9% | 1.4% | 100.0% |
اتضح من بيانات الجدول رقم (4) ، التي تربط بين مكان الإقامة بمراقبة الوالد لوسائل التواصل الاجتماعي، أنّ غالبية الأحداث الذين يقيمون مع والديهم لا تُراقب وسائل التواصل الاجتماعي لديهم (41.4%). وأنّ 82.9% من الأحداث لا يُراقب الوالدين وسائل التواصل الاجتماعي لديهم، وذلك في المستجوبين كافة بمختلف مكان إقامتهم. تفسر هذه النتيجة أنّ عدم مراقبة الأهل لوسائل التّواصل الاجتماعي لأبنائهم، تجعلهم عرضة لتشتت الانتباه والتّعرض لمشاهد غير سوية وغير واقعيّة، وقد يندفع هؤلاء الأحداث الى تجربة هذه المشاهد وتقليدها الأمر الذي يجعلهم يقومون بسلوكيات منحرفة.
جدول رقم (5): تعرض الحدث للعنف من قبل الأهل | |||
الاحتمالات | التكرار | النسبة المئوية | |
تعرض الحدث للعنف | لا جواب | 20 | 25 % |
نعم | 57 | %71.3 | |
كلا | 3 | %3.8 | |
المجموع | 80 | 100 % |
يلاحظ من الجدول رقم (5) والذي يحتوي نسب العنف من الأهل، أنّ غالبيّة الأحداث (71.3%) يتعرضون للعنف من الأهل. تفسر هذه النتيجة أنّ العنف يؤثر على النمو العقلي للأحداث وعلاقاتهم وإحساسهم، ويفقدهم الأحساس بالأمان الذي يجب على الأسرة توفيره، الأمر الذي يجعل الأحداث يبحثون عن الانتماء خارج الأسرة ما يعرضهم لسلوكيات غير سوية والانحراف.
جدول رقم (6): العلاقة مع الوالدين و الشّعور بالضيق داخل المنزل | ||||||
الاحتمالات | الشّعور بالضيق داخل المنزل | المجموع | ||||
نعم | كلا | لا جواب | ||||
العلاقة مع الوالدين | جيدة | العدد | 9 | 4 | 1 | 14 |
النسبة المئوية | 64.3 % | 28.6 % | 7.1 % | 100 % | ||
عادية | العدد | 10 | 11 | 2 | 23 | |
النسبة المئوية | 43.5 % | 47.8 % | 8.7 % | 100 % | ||
سيئة | العدد | 19 | 4 | 0 | 23 | |
النسبة المئوية | 82.6 % | 17.4 % | 0.0% | 100 % | ||
المجموع | العدد | 38 | 19 | 3 | 60 | |
النسبة المئوية | 63.3 % | 31.7 % | 5 % | 100 % |
تبيّن من خلال بيانات الجدول رقم (6) التي تظهر العلاقة مع الوالدين بالشّعور بالضيق داخل المنزل، أنّ غالبية الأحداث الذين تربطهم علاقة سيئة مع والديهمن يشعرون بالضيق داخل المنزل(82.6%). وأنّ غالبية الأحداث على اختلاف نوع علاقتهم مع الوالدين، يشعرون بالضيق داخل المنزل (63.3%). تفسر هذه النتيجة أنّ الشّعور بالضيق داخل الأسرة، يدفع الأحداث الى إمضاء معظم وقتهم خارج المنزل، إذ قد يكون لهم رفاق سوء، ينجذب الحدث اليهم لشعوره بالراحة معهم، فيؤثرون في شخصيته ويندفع الحدث نحو تقليد سلوكياتهم المنحرفة.
بناءً عليه، يظهر جليًّا تأثير العلاقات الأُسريّة السلبيّة على جنوح الأحداث. فالخلل الذي قد يحدث في ركيزة نسق الأسرة، يؤثر على كلّ فرد من أفرادها وعلى الأصعدة كافة. ولا بدّ أن يكون لذلك الأثر الأكبر على الأحداث والذين يُعدُّون في طور النّمو والاكتساب. وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة (ميموني وبوسعيدي،2018) والتي أكدت أنّ التّفكك الأُسري هو من العوامل المباشرة المؤدية لجنوح الأحداث. وهذا ما تؤكده نظرية التعلم والتي تُعدُّ أنّ عملية التعلم تحصل بشكل أساسي داخل الأسرة فيلاحظ الفرد كل ما يجري ويقلده، وفي حال تفكك الأسرة يكتسب الأحداث سلوكيات منحرفة.
- خلاصة واستنتاج
تمثل الأسرة للفرد مصدر حماية وبيئة صحيّة لبناء شخصيات المستقبل من خلال تنشئة اجتماعيّة صحيحة وهادفة. ولكن عند بدء الخلافات الأُسرية، ينتاب قوام هذه الأسرة التّصدع، ويتعرض أبناؤها إلى خطر الانحراف. إنّ الجرائم التي يرتكبها الأحداث، لم تكن إلّا نتيجة للممارسات الخاطئة من الأهل والمجتمع، فيسعى الحدث الى إيجاد عالم بديل له عن الأسرة، يستطيع من خلاله إثبات ذاته والشّعور بالأمان والاستقرار.
ولقد أظهرت النتائج أنّ غالبيّة الأحداث الجانحين الذين يقيمون مع الوالدين يُعدُّون أنّ العلاقة التي تربطهم بهم سيئة، ويُعدُّون أنّ الوالد والوالدة في علاقة صراع دائم. وأنّ غالبية هؤلاء الأحداث يتعرضون للتنبيه والتأنيب اللفظي، ولا يراقب والديهم وسائل التواصل الاجتماعي. أيضًا، أنّ غالبيّة هؤلاء الأحداث يتعرضون للعنف من الأهل ويشعرون بالضيق داخل منزلهم.
- التوصيات: في ضوء النتائج التي توصلت اليها الدّراسة، صِيغت التوصيات الآتية:
- تقوية الأسرة وحماية أفرادها من الانتهاكات وسوء المعاملة، والمحافظة على أسس الأسرة وقيمها لضمان استمراريتها.
- التركيز على إقامة ندوات وبرامج توعية للأُسر حول أساليب معاملة الأبناء والمشاكل التي قد يمرون بها وكيفية معالجتها.
- ضرورة التعاون بين المدرسة والأهل حول وضع الأبناء، والتنسيق المستمر لتوجيههم وضمان مستقبل مثمر لهم بعيدًا من الانحرافات والسّلوكيات غير السوية والتي تعرقل مسار حياتهم.
- فتح المجال أمام الأطفال والأحداث للتعبير عن مشاعرهم والتحدث عن مخاوفهم ومشاكلهم.
- تفعيل دور الاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس والبلديات، فيتابعون ويشرفون على سلوكيات الأطفال، ويعملون على تخفيف حدة المشاكل الأُسرية.
- تفعيل قانون يحمي الأحداث وكل من هم تحت السن القانوني.
- إجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول ظاهرة انحراف الأحداث، والتّعمق بأسبابها بالتفصيل.
المصادر والمراجع
1- الهواري والهبارنة. (2020). العوامل المؤدية الى التّفكك الأُسري وانحراف الأحداث في المجتمع الأردني. مجلة كلية التربية، (186)، 224-229.
2- المطالقة، د.فيصل. (2021). تطوير العوامل الاجتماعيّة المؤدية إلى انحراف الأحداث في الأردن من وجهة نظر الأحداث الجانحين. مجلة سوسيولوجيا الجريمة للبحوث والدراسات العلمية في الظواهر الاجرامية، 20.
3- ميموني وبوسعيدي. (2018). أثر أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة في جنوح الأحداث دراسة ميدانية بمركز اعادة التربية –ادرار. 3-18.
4- أحمد، د. صبيح. (2000). التّفكك الأُسري وأثره في ظاهرة جنوح الأحداث. مجلة الآداب، (50)، 193-195.
5- قانون الأحداث اللبناني (2002). بعبدا.
6- فكيه، د. محمد. (2019). التّفكك الأُسري وأثره على استقرار المجتمع. مجلة الشريعة والقانون، (35)، 501-503.
أستاذة نرمين محمد
دكتوره ضحى الاشقر
– طالب دكتوراه في علم الاجتماع – جامعة بيروت العربية – لبنان- قسم علم الاجتماع-[1]
PhD student in sociology-Beirut Arab University – Lebanon- – 71187791-Email: mounib.akoum@ul.edu.lb
– أستاذ ورئيس قسم علم النّفس في كلية العلوم الانسانية- جامعة بيروت العربية [2]
Professor and Head of the Psychology Department at the Faculty of Human Sciences – Beirut Arab University. Email: nermin.mohamed@bau.edu.lb – phone:+96181007368
أستاذ علم الاجتماع المساعد، كلية العلوم الانسانية – جامعة بيروت العربية. – [3]
Assistant Professor of Sociology, Faculty of Humanities – Beirut Arab University – Tel: 03587196 . Email: d.doha@bau.edu.lb