واقع القيادة الأخلاقيّة لمديري المدارس الرّسميّة وأثرها على الرّضا الوظيفي للمعلمين بعد الأزمة الاقتصاديّة الأخيرة (المدارس الرّسميّة في منطقة المتن في جبل لبنان أنموذجًا)
واقع القيادة الأخلاقيّة لمديري المدارس الرّسميّة وأثرها على الرّضا الوظيفي للمعلمين بعد الأزمة الاقتصاديّة الأخيرة (المدارس الرّسميّة في منطقة المتن في جبل لبنان أنموذجًا)
The reality of moral leadership of public-school principals and its impact on the job satisfaction of teachers after the recent economic crisis
(Public schools in the Matn area in Mount Lebanon as a model)
Carol Michel Semaan كارول ميشال سمعان([i])
تاريخ الإرسال:29-3-2024 تاريخ القبول:8-4-2024
https://aif-doi.org/awraq/013104
ملخص البحث:
هدف هذا البحث إلى الكشف عن درجة ممارسة مديري المدارس الرّسميّة في قضاء المتن في منطقة جبل لبنان للقيادة الأخلاقيّة، والتّعرف إلى مستوى الرّضا الوظيفي للمعلمين، خاصة بعد الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة الأخيرة التي حصلت في البلاد، وكشف العلاقة بين درجة ممارسة مديري المدارس الرّسميّة في من منطقة المتن للقيادة الأخلاقيّة والرّضا الوظيفي للمعلمين. اتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي، واختيِرالعينة بالطريقة الطبقيّة العشوائيّة فتألفت من 150 مدرّسًا، وأستاذًا من معلمي المدارس الرّسميّة بمراحلها الثلاثة في منطقة المتن في محافظة جبل لبنان للعام الدراسي2023/2024، ولتحقيق أهداف البحث اشتملت أدوات الدّارسة على استبيان القيادة الأخلاقيّة واستبيان الرّضا الوظيفي، وتوصلت النتائج إلى أنّ القيادة الأخلاقيّة ككل جاءت بدرجة متوسطة وأن مستوى الرّضا الوظيفي ككل لدى المعلمين جاءت بدرجة متوسطة ايضاً، كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين متوسط أفراد عينة الدّارسة حول الخصائص الشخصية الأخلاقيّة لمدير المدرسة، بينما لا توجد فروق حول السّلوكيات الإدارية الأخلاقيّة والعلاقات الإنسانيّة تعزى لمتغير الجنس، ووجود فروق حول الخصائص الشّخصيّة الأخلاقيّة لمدير المدرسة والسّلوكيات الإدارية الأخلاقيّة والعلاقات الإنسانيّة تعزى لمتغير المرحلة التّعليمية، بينما لا توجد فروق تعزى لمتغير المؤهل العلمي وسنوات الخبرة. كما أظهرت النتائج وجود فروق حول بعض أبعاد الرّضا الوظيفي تعزى لمتغيرات الدّارسة وعدم وجود فروق حول بعض الأبعاد الاخرى، كما أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطيّة إيجابيّة دالة إحصائيّة بين القيادة الأخلاقيّة والرّضا الوظيفي.
الكلمات المفتاحيّة: القيادة الأخلاقيّة، الرّضا الوظيفي، الأزمة الاقتصاديّة.
Abstract:
This research aimed to reveal the degree of practice of moral leadership by public school principals in the Matn district in the Mount Lebanon region, to identify the level of job satisfaction of teachers, especially after the recent economic and social crisis that occurred in the country, and to reveal the relationship between the degree of practice of public school principals in the Matn region for ethical leadership and the job satisfaction of teachers. The research followed the descriptive analytical approach, and the sample was selected by random stratified method, so it consisted of 200 teachers and professors from public schools in its three stages in the Matn area in Mount Lebanon Governorate for the academic year 2023/2024, and to achieve the objectives of the research , the study tools included an ethical leadership questionnaire and a job satisfaction questionnaire, and the results found that ethical leadership as a whole came with an average degree and that the level of job satisfaction as a whole among teachers came with an average degree as well, and The results showed that there were statistically significant differences between the average members of the study sample on the moral personal characteristics of the school principal, while there are no differences about moral administrative behaviors and human relations due to the gender variable, and there are differences about the moral personal characteristics of the school principal, ethical administrative behaviors and human relations due to the educational stage variable, while there are no differences due to the variable of academic qualification and years of experience. The results also showed that there are differences on some dimensions of job satisfaction due to the study variables and there are no differences on some other dimensions, and the results also showed a positive correlation between ethical leadership and job satisfaction.
Keywords: ethical leadership, job satisfaction, economic crisis.
1– الفصل الأول: الإطار العام للبحث
1-1- المقدّمة
تعدُّ القيادة الأخلاقيّة في المؤسسات التّعليمية أمرًا حيويًا لضمان بيئة تعليميّة صحيّة ومستدامة. في إطار التّعليم، يؤدي مديرو المدارس دورًا أساسيًا في تشكيل هذه البيئة وضمان التفاعل الإيجابي بين جميع أفراد المدرسة، وتتمثل القيادة الأخلاقيّة في القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، وتحفيز الفريق التّعليمي والإداري لتحقيق أهدافه بطريقة تتسم بالنّزاهة والأخلاق.
تشهد المدارس الرّسميّة في جبل لبنان تحديات متزايدة في ظل التّطورات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والتّعليميّة المستمرة ويعدُّ مدير المدرسة، الشّخصيّة الرئيسة في هذا الّسياق، إذ تُلقى على عاتقه مسؤوليّة توجيه البيئة التّعليميّة، وإدارتها بأسلوب يعكس القيم الأخلاقيّة، من خلال الاحترام والتّواصل الإيجابي، وتعزيز العدالة والشّفافيّة، بالإضافة الى التّشجيع المعنوي والتّحفيز والتّقدير للانجازات، والاعتراف بالجهود المبذولة والثّناء على الأداء ، كي يشعر الموظفون بالدّعم والاهتمام ويكون لديهم الدّافع والحافز للعطاء والاستمرار، والشّعور بالرّضا الوظيفي، خاصة في ظل التّحديات والمشاكل الناتجة عن الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة الأخيرة .
نبحث في هذه الدّارسة عن مدى تأثير ممارسات مديري المدارس الرّسميّة للقيادة الأخلاقيّة، على رؤية الموظفين لبيئة العمل في المؤسسة، وكيف يمكن أن تؤدي دورًا في تحسين الأداء والالتزام المهني والرّضا لديهم، خاصةً خلال هذه المرحلة الاقتصاديّة الصّعبة، وبعد التّحديات العديدة والضغوطات النّفسيّة، والظروف المعيشيّة الصعبة التي تواجهها الكوادر البشريّة في المؤسسات التّعليميّة الرّسميّة في لبنان. من خلال تحليل هذه العلاقة، يمكن توفير إشارات قيّمة لتحسين سياسات القيادة والإدارة في المؤسسات التّعليمية الرّسميّة، ما يعزز الرّضا الوظيفي، ويحقق التطلعات المشتركة نحو بيئة تعلم مثمرة ومحفزة.
تُعد دراسة ممارسات القيادة الأخلاقيّة لمديري المدارس الرّسميّة في منطقة المتن في لبنان أمرًا ذا أهمية بالغة، خاصة في ظل الظروف الاقتصاديّة الصعبة التي يواجهها البلد، إذ يتطلب التّحدي الاقتصادي الرّاهن من القادة التّعليميين توجيه جهودهم نحو بناء بيئة تعليميّة مستدامة وإيجابيّة، وهذا لا يمكن تحقيقه إلّا من خلال ممارسات القيادة الأخلاقيّة المستنيرة.
استنادًا الى ما سبق، تتناول الدّارسة القيم والمبادئ الأخلاقيّة التي يجب أن يتبناها المديرون التّعليميون في توجيه مؤسساتهم وإدارتها، وضرورة بناء بيئة عمل إيجابيّة ومحفزة وكيف يمكن أن تسهم ممارساتهم الإداريّة الأخلاقيّة في تحسين الأداء التّعليمي بشكل عام، فالقيادة الأخلاقيّة تؤدي دورًا حيويًا في تحفيز الموظفين، وتعزيز الثقة بينهم وبين إدارتهم، ما ينعكس إيجابيًا على جودة التّعليم ونجاح الطلاب.
وبطبيعة الحال، وفي ظل الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة الخانقة والمتفاقمة، تشهد المدارس الرّسميّة في لبنان تحديات كبيرة من ناحية البنية التحتيّة، والموارد الماليّة، والاستقرار الإداري، ما يضع عبئًا إضافيًّا على مديري المدارس ويؤثر على أدائهم وقدرتهم على تحقيق أهدافهم التّعليميّة، كما يتعين على هؤلاء القادة، تبني ممارسات قياديّة أخلاقيّة للتعامل مع هذه الأزمة وتخفيف تأثيرها على العاملين في المدارس.
لا بد إذًا؛ من الإشارة الى العوامل المهمّة التي أدت الى انتشار الأزمة في قطاع التّعليم وهي:
1- انخفاض التمويل الحكومي: مع تدهور الوضع الاقتصادي، تقلصت موارد الحكومة المتاحة لتمويل التعليم، ما أدى إلى نقص في التمويل للمدارس الرّسميّة، وتقليل الاستثمارات في بناء البنية التحتيّة وتطوير البرامج التّعليميّة.
2- تدهور القدرة الشّرائيّة للأسر: ارتفاع البطالة وتضخم الأسعار أثّرا سلبًا على القدرة الشّرائيّة للأسر، ما يعني أنّها قد لا تكون قادرة على توفير التعليم الخاص لأبنائها، ما يزيد الضّغط على المدارس الرّسميّة.
3- نقص في الموارد البشريّة: تأثر القطاع العام بتقليل الرّواتب وتأخير صرف الرواتب، ما أدى إلى انخفاض في الرغبة في الانخراط في المهن التّعليمية وزيادة في معدل الانتقال إلى القطاع الخاص أو التسرّب الوظيفي أو الهجرة إلى الخارج.
حاولنا في ظل كل هذه العوامل، والتّحديات تسليط الضوء على واقع القيادة الأخلاقيّة لمديري المدارس الرّسميّة في منطقة المتن، وأثر ممارساتهم على الرّضا والأداء الوظيفي للمعلمين.
1-2- مشكلة البحث وأسئلته :
إنّ مديري المدارس الرّسميّة في لبنان ملزمون بالتّعامل مع واقع اجتماعي معقد تكتنفه المشاكل والصراعات، وهم بحاجة إلى قدرات وممارسات معيّنة يجب تنميتها. ولا بدّ أن تتضمن برامج الإعداد لوظائف الإدارة التّربويّة، دراسات لمواضيع في القانون والأخلاق واستخدام أنسب الطرق وأفضلها للقيادة، إذ يواجه هؤلاء القادة عدة تحديات أخلاقيّه من بينها إدارة المؤسسات التّربويّة بأسلوب أخلاقي، وتدريس الأخلاقيّات للطلبة سواء في قاعات الدّارسة أو عند التعامل معهم سلوكيًّا فضلًا على القيام بدور القادة الأخلاقيين في المجتمع المحلي وخاصة في ظل الظروف الصعبة، والتّحديات والمشاكل الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي يعاني منها الطلاب أولياء الأمور والمعلمون.
وتشير دراسة الشّريفي والتنح (٢٠١١) إلى أنّ هناك حاجة لقادة أخلاقين بارعين في كل المستويات، وأن مستقبل المجتمع يتوقف على مثل هؤلاء القادة الذين باستطاعتهم ممارسة قيادة قويّة تتضمن خدمتهم للآخرين لأنّ نجاح القادة في أداء أعمالهم يتوقف على مدى التزامهم الأخلاقي في تحقيق أهداف المؤسسة.
وأشار عدد من الدّراسات المتخصصة كما في دراسة أبو عبلة (2015) إلى تقدير المعلمين للقيادة الأخلاقيّة لدى مديريها، ووجود تأثير إيجابي وقوي للقيادة الأخلاقيّة في سلوك العاملين .
في ضوء ما سبق، تتمحور إشكاليّة البحث حول معرفة ما للسلوك الأخلاقي لمديري المدارس من تأثير في أداء المعلمين من خلال ممارستهم للقيادة الأخلاقيّة ومن انعكاس ذلك على الرّضا الوظيفي للمعلمين وخاصة في الظروف الاجتماعيّة، والاقتصاديّة الصعبة وتأثيرها السلبي على أدائهم. كان لابدّ إذًا من إجراء هذه الدّارسة لإبراز أهمية ممارسة مديري المدارس الرّسميّة للقيادة الأخلاقيّة وعلاقتها بالرّضا الوظيفي للمعلمين في قضاء المتن، لذلك حددت مشكلة البحث في الإجابة عن الأسئلة الآتية:
1- ما درجة ممارسة مديري المدارس الرّسميّة في قضاء المتن للقيادة الأخلاقيّة ؟
2- ما مستوى الرّضا الوظيفي لدى معلمي المدارس الرّسميّة في قضاء المتن في ظل الظروف الاقتصاديّة الراهنة؟
3 – هل هناك علاقة بين درجة ممارسة مديري المدارس الرّسميّة في قضاء المتن للقيادة الأخلاقيّة والرّضا الوظيفي للمعلمين ؟
1-3- أهداف البحث:
– التعرف إلى درجة ممارسة مديري المدارس الرّسميّة في قضاء المتن للقيادة الأخلاقيّة، في ظل الظروف الاقتصاديّة الراهنة.
– كشف مستوى الرّضا الوظيفي للمعلمين في المدارس الرّسميّة في قضاء المتن، في ظل الظروف الاقتصاديّة الراهنة.
– كشف ما إذا كان هناك علاقة إرتباطيّة ذات دلالة إحصائيّة بين درجة ممارسة مديري المدارس الرّسميّة في منطقة المتن للقيادة الأخلاقيّة وبين مستوى الرّضا الوظيفي للمعلمين، في ظل الظروف الاقتصاديّة الراهنة.
1-4- أهميّة البحث:
تكمن أهمية الدّارسة في النقاط الآتية:
– على مستوى المجتمع: إنّ تحسين بيئة المدرسة ينعكس إيجابًا على المجتمع المحلي، فزيادة مستوى رضا المعلمين تؤدي إلى تحسين الأداء الطلابي، والتأثير الإيجابي على مستقبل الطلاب في المجتمع كما تسهم في بناء مجتمعات قائمة على القيم والأخلاق وتعزيز الاستقرار الاجتماعي في المجتمع.
– على مستوى القطاع التربوي: .
– مساعدة صُنَّاع القرار والسياسات التّربويّة في وزارة التربية، بالاهتمام بتدريب مديري المدارس الرّسميّة وتوعيتهم على أهمية ممارسات القيادة الأخلاقيّة وضرروة العمل على إعداد دليل بممارسة سلوكيّات القيادة الأخلاقيّة، وتوزيعه على مختلف الإدارات، لأنّ القيادة الأخلاقيّة تعزز الثقة بين المدير وبين أفراد الهيكل التّعليمي والإداري ككل، ما يعزز التّعاون والفعاليّة في الأداء والرّضا الوظيفي.
– إفادة الباحثين لإجراء بحوث جديدة في هذا المجال من خلال الاطلاع على الأدب النّظري للدراسة، وما ستتوصل إليه من نتائج وتوصيات.
– على المستوى الشخصي: من خلال التعرّف إلى المهارات الضرورية للقيادة الأخلاقيّة التي يجب أن يمتلكها الباحث وكيفية ممارستها بشكل فعال، في ظل التّحديات الكبيرة التي يواجهها خلال الأزمة الراهنة ما يسهم في تعزيز ورفع مستوى الوعي والتّفهم الشّخصي بأهمية القيم الأخلاقيّة في بيئة العمل.
1- 5- حدود البحث:
الحدود الموضوعية: اقتصر هذا البحث على كشف درجة ممارسة مديري المدارس الرّسميّة في قضاء المتن للقيادة الأخلاقيّة، وعلاقتها بمستوى الرّضا الوظيفي للمعلمين من وجهة نظر المعلمين.
الحدود البشرية: طبقت الدّارسة على عيّنة من معلمي المدارس الرّسميّة في قضاء المتن في منطقة جبل لبنان بمراحلها المختلفة.
الحدود المكانيّة: طُبِّقت هذه الدّارسة على المدارس الرّسميّة بمراحلها الثلاث في قضاء المتن في محافظة جبل لبنان .
الحدود الزّمنيّة: طُبِّق الجانب الميداني للبحث خلال الفصل الدراسي الثاني من العام 2023 / 2024
2- الفصل الثاني: الإطار النظري
قسّم إلاطار النّظري الى جزئين، تناول الأول مفاهيم ومصطلحات الدّارسة، وتناول الجزء الثاني الدّراسات السّابقة ذات العلاقة بموضوع البحث.
المحور الأول: المفاهيم والمصطلحات
1- القيادة الأخلاقيّة:
هي نوع من القيادة التي تركز على مبادئ الأخلاق والقيم الأخلاقيّة في اتخاذ القرارات وتوجيه السّلوكيات. تتضمن هذه القيادة النّزاهة، والصّدق، والعدالة، والمسؤوليّة، والتّفاني في خدمة الآخرين، وتشجيع التّطور الشخصي والمهني للفريق بغية تحقيق الأهداف المؤسسية بشكل أخلاقي ومسؤول. (عبد الوهاب، خالد محمد -2015)
2- الرّضا الوظيفي:
يشير إلى قدرة الفرد على الشّعور بالرّضا والرّاحة في بيئة العمل. يمكن أن يؤثر الرّضا الوظيفي على الأداء والإنتاجية الشخصية، وقدرة الفرد على البقاء في الوظيفة والانخراط في العمل.( الجمل، فايز مصطفى -2018).
3- الأزمة الاقتصاديّة اللبنانيّة:
هي حقبة زمنيّة إذ تشهد الدولة أو الاقتصاد تراجعًا حادًّا في الأداء الاقتصادي، ويعاني النّاس من زيادة في معدلات البطالة، وانخفاض في النمو الاقتصادي، وزيادة في معدلات التّضخم، وانخفاض في معدلات الدخل، وغيرها من التحديات الاقتصاديّة. يواجه لبنان حالياً تحديات اقتصادية وسياسية مستمرة، وقد شهد في السنوات الأخيرة أزمات اقتصادية خانقة نتيجة للعديد من العوامل بما في ذلك التدهور السياسي والفساد.( الزعبي، محمد إبراهيم -2016). وقد أثرت هذه الأزمة على القطاعات كافة، وأولها قطاع التعليم.
المحور الثاني: الدّراسات السّابقة
– المرجع 1: العنزي ، تهاني صالح، عبد العزيز، صفوت حسن. (2018). أُنجزت هذه الدّارسة للتعرف إلى واقع القيادة الأخلاقيّة في مدارس المرحلة الثانويّة في دولة الكويت، من وجهة نظر المعلمين، وتحديد مستوى الرّضا الوظيفي لدى المعلمين، وأثر متغيرات: (الجنس والمؤهل العلمي وسنوات الخبرة والمنطقة التّعليميّة) في ذلك والكشف عن العلاقة بين القيادة الأخلاقيّة والرّضا الوظيفي. وقد توصلت الدّارسة الى أنّ القيادة الأخلاقيّة ككل، والأبعاد كل على حدة، جاءت بدرجة كبيرة، وأظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطيّة إيجابيّة دالة إحصائيًّا بين القيادة الأخلاقيّة والرّضا الوظيفي.
– المرجع 2: أبو زيد، محادة. (2020). جاءت دراسة أبو زيد (2020) بهدف تحديد طبيعة العلاقات بين سلوكيّات القيادة التّحويليّة، والسّلوكيّات الإداريّة وأثرها على سعادة العاملين في العمل والإرهاق الوظيفي. وأجريت الدّارسة على عينة بلغت (385) مفردة من العاملين في عدد من الجهات الحكومية بمحافظة الخرج بمنطقة الرياض بالمملكة العربيّة السعوديّة، وأشارت النتائج إلى وجود علاقة مباشرة وغير مباشرة بين سلوكيات القيادة التّحويليّة والإرهاق الوظيفي وشعور العاملين بالسّعادة في العمل.
– المرجع 3: جبريل، هيثم. (2019). حاولت دراسة جبريل ( 2019) كشف أثر القيادة الأخلاقيّة على التّماثل التّنظيمي لدى أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الخاصة المصرية، وكان الحصول على البيانات والمعلومات الميدانية باستخدام أسلوب الاستقصاء، ولتحقيق أهداف الدّارسة، وُزِّعت الأداة (الاستبانة) على عيّنة بلغت (241) من أعضاء هيئة التدريس في تلك الجامعات. وقد أظهرت النتائج وجود درجة مرتفعة لكل من القيادة الأخلاقيّة والتماثل التنظيمي، كما توصلت الدّارسة إلى وجود أثر إيجابي للقيادة الأخلاقيّة على التماثل التنظيمي.
– المرجع 4: الشاعر، عماد سيد (2017). دراسة الشّاعر (2017) هدفت الى التعرّف إلى دور ممارسات القيادة الأخلاقيّة، وعلاقتها بتحقيق الإبداع الإداري في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة، استخدم الباحث المنهج الوصفي التّحليلي وأداة الاستبيان لجمع المعلومات، وبلغت عينة الدّارسة (327) موظفًا، وأكدت نتائج الدّارسة وجود علاقة قوية بين الممارسات الأخلاقيّة للقيادة والابداع الإداري في الجامعات الفلسطينيّة.
– المرجع5: الصقر، هاله خيران خالد. (2018). هدفت دراسة الصقر (2018) الى كشف واقع ممارسات مديرات الإدارات لأبعاد القيادة الأخلاقيّة بالإدارة العامة للتعليم في منطقة تبوك. ولتحقيق ذلك استخدم المنهج الوصفي الارتباطي وطُبِّق استبيان على عيّنة من المشرفين والإداريين، أفراد عيّنة الدّارسة، وجاءت النتائج أنّ درجة ممارسة مديرات الإدارات لأبعاد القيادة الأخلاقيّة بالإدارة العامة في منطقة تبوك، كبيرة .
– المرجع 6: نجم، وائل. (2021). والملخص عنه: أمام أزمة البلد الاقتصاديّة والحياتيّة، وأمام شعور الكثير من اللبنانيين بانعدام فرص الحل والخروج من المأزق، وأمام التّحديات التي باتت تواجه كل لبناني وتدفعه إلى البحث عن مخرج خاص به، برز تحدٍ جديد أمام القطاع التّربوي وأمام غيره من القطاعات تمثل بتسرب العديد من المعلمين، والأساتذة من ذوي الخبرة، في المدارس الإعدادية والثانوية، والجامعات إلى الخارج بحثًا عن فرصة عمل أفضل تساعد صاحبها على تجاوز وتخطي هذه المرحلة.
– المرجع 7: مهدي، عبدالعزیز سالم .(2020). هدفت الدّارسة إلى كشف درجة ممارسة القیادة الأخلاقیّة لدى قادة مدارس مدینة الدّمام من وجهة نظر المعلمین، والتعرف إلى مستوى الرّضا الوظیفي عند المعلمـین مـن وجهـة نظـرهم، كمـا هـدفت إلـى كـشف العلاقـة بـین درجـة ممارسـة قـادة المـدارس للقیـادة الأخلاقیـّة والرّضا الوظیفي عند المعلمین، ولتحقیـق أهـداف الدّارسة اسـتخدم المـنهج الوصـفي الارتبـاطي، وبُنـِيت اسـتبانة كـأداة لجمـع البیانـات، وقــد تألفــت عینــة الدّارسة مــن (357) معلمــًا بالمــدارس الحكومیّة بمدینة الدّمام، ، وحُلِّـلت البیانـات باستخدام برنامج الحزم الإحصائیّة للعلـوم الاجتماعیـّة (SPSS) ومـن النتـائج المهـمّة التـي توصـلت إلیها الدّارسة، أن درجة ممارسة القیادة الأخلاقیّة لـدى قـادة مـدارس مدینـة الـدّمام مـن وجهـة نظــر المعلمــین جــاءت (بدرجــة مرتفعــة).
– المرجع 8 : بن حماد البلوي، خليفه. (2023). هدفت الدّارسة إلى كشف العلاقة الارتباطيّة بين ممارسة مديري الإدارات للقيادة الأخلاقيّة، والسعادة الوظيفية لدى الموظفين الإداريين بجامعة تبوك، والوقوف على درجة ممارسة مديري الإدارات للقيادة الأخلاقيّة ومستوى السّعادة الوظيفيّة لدى الموظفين الإداريين. ولتحقيق ذلك استخدمت الدّارسة المنهج الوصفي التّحليلي، والاستبانة كأداة، وزِّعت على عيّنة شملت (286) موظفًا إدارايًا، وتوصلت الدّارسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: أنّ ممارسة مديري الإدارات للقيادة الأخلاقيّة بجامعة تبوك جاءت بدرجة عالية جدًا، وأنّ الشّعور بالسّعادة الوظيفيّة لدى الموظفين الإداريين بجامعة تبوك جاء بمستوى عالٍ بشكل عام.
– المرجع 9: إدلبي، محمد.(2023). والملخّص عنه: على مدار أكثر من ثلاث سنوات، تعرض لبنان لأزمة اقتصادية متعددة الأبعاد هي الأكثر إيلامًا وتأثيرًا في تاريخه الحديث. وقد تفاقمت الأزمة الاقتصاديّة والماليّة المتواصلة التي بدأت في تشرين الأول 2019 بفعل التّداعيات الاقتصاديّة المزدوجة لتفشي جائحة كورونا والانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت في آب 2020. ووفقًا لتقرير البنك الدولي، فإنّ أزمة لبنان الاقتصاديّة والماليّة صُنّفت من ضمن ثلاث أسوأ أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التّاسع عشر. شكلت الأزمة الاقتصاديّة في لبنان تحديًّا مباشرًا لكل القطاعات من دون استثناء، وأهمها القطاع التّربوي. فقد فقدت الليرة اللبنانية نحو 98 في المئة من قيمتها أمام العملات الأجنبيّة الأخرى، الأمر الذي أدى إلى تراجع قدرة اللبناني الشّرائيّة إلى حدّ الانهيار، وترك أثرًا سلبيًّا على الموظف خاصةً.
التّوليف
تظهر الدّراسات السّابقة جوانب من دور القيادة الأخلاقيّة لمديري المدارس، وما لها من أثر على الرّضا الوظيفي للموظفين، وأكدت أيضًا أهمية العلاقة بين المتغيرين، ولكنها لا تعالج الحالة المتعلقة بالرّضا الوظيفي للمعلمين في المدارس الرّسميّة في لبنان، لا سيما بعد الأزمات المذكورة، خاصةً الأزمة الاقتصاديّة. من هنا أهمية هذا البحث، لتحليل دور مديري المدارس في تعزيز الرّضا الوظيفي للمعلمين، وتحديدًا في المدارس الرّسميّة في قضاء المتن، لا سيما بعد الواقع المستجد، وضمن السياق والإطار اللبناني.
3-الفصل الثالث: منهجية البحث وإجراءاته
3–1– منهج البحث
يتضمن هذا البحث، منهجية البحث الوصفي التّحليلي كونه الأكثر ملاءمة لهذه الدّارسة وفقًا لطبيعة الموضوع، إذ يرتكز هذا المنهج على دراسة الظّواهر كما هي في الواقع، من دون تـدخلنا فـي مجرياتها، بالاعتماد على جمع البيانات والحقائق وتصنيفها وتحليلها. كما أنّه يصف العلاقة بين المتغيّرات وصفًا كمّيًّا، ويدرس هذه العلاقة بما يضمن الدّقّة والموضوعيّة بغيّة الوصول إلى النّتائج الّتي تتناسب والدّارسة .
يساعد هذا المنهج إذًا، في جمع أكبر قدر من البيانات والمعلومات لوصف الظاهرة ومن ثم حُلِّلت لاستخلاص تعميمات ذات مغزى.
3-2- مجتمع البحث:
يتألف مجتمع الدّارسة من جميع معلّمي المدارس الرّسميّة في منطقة المتن في محافظة جبل لبنان والبالغ عددهم 750 مدرّساً موزّعين على 35 مدرسة، بحسب النّشرة الإحصائيّة للمركز التربوي للبحوث والإنماء للعام 2022.
3-4- عينة البحث:
اشتملت عينة الدّارسة على عيّنة عشوائيّة طبقيّة من المدارس الرّسميّة الممثلة لمجتمع الدّارسة، وقد وزِّع استبيان الكتروني على أفراد العينة البالغ عددهم 150 معلّمًا، بما يمثّل نسبة قدرها 20% من مجتمع الدّارسة.
3-5- أداة الدّارسة:
بُنيت فقرات أداة الدّارسة بالرّجوع الى الأدبيات والدّراسات السّابقة، ذات الصّلة بموضوع الدّارسة، فقد تضمنت محورين : الأول يتعلّق بالقيادة الأخلاقيّة وقسّم هذا المحور الى ثلاثة مجالات ( الخصائص الشّخصيّة للمدير، السّلوك الإداري والمهني، والعلاقات والتّواصل) أمّا المحور الثاني فيتعلق بالرّضا الوظيفي للمعلمين وقسّم بدوره الى ثلاثة مجالات (مجال التقدير واحترام الذات، مجال الانتماء للمهنة ومجال الرّضا عن طبيعة العمل) لكل مجال مجموعة من العبارات ولكل عبارة خمسة مستويات للإجابة وفقًا لسلّم ليكارت الخماسي.
وقد تُحُقِّق من صدق الأداة من خلال عرضها بصورتها الأوليّة على أستاذين من المحكمين في كليّة التربية في الجامعة اللبنانيّة في مجال الإدارة التّربويّة، كذلك كان التأكد من ثباتها من خلال تطبيقها بصورتها النهائيّة على عيّنة عشوائيّة مكونة من 30 معلّمًا في المدارس الرّسميّة في قضاء المتن، من خارج العيّنة الأساسيّة.
4- الفصل الرابع: عرض النتائج وتحليلها
أدخِلت البيانات وإجابات أفراد عينة الدّارسة بالحاسوب الآلي من خلال الرزمة الإحصائيّة للعلوم الاجتماعيّة Spss وأُجريت المعالجات الإحصائيّة الآتية وذلك للإجابة عن أسئلة الدّارسة: التكرارات، النسب المئويّة، المتوسط الحسابي، الانحراف المعياري، تحليل التّباين أحادي الاتجاه، واختبار t test.
كما يتناول هذا الجزء عرض النتائج التي توصلت إليها الدّارسة بعد التّحليل الإحصائي للبيانات، وفيما يلي عرض لهذه النتائج:
4-1- النتائج الخاصة بالسؤال الأول: ما درجة ممارسة مديري المدارس الرّسميّة للقيادة الأخلاقيّة في ظل الظروف الاقتصاديّة الراهنة؟
تم حساب النسبة المئوية والمتوسط الحسابي العام والإنحراف المعياري لإجابات أفراد عينة الدّارسة لفقرات المحور الأول ويوضحها الجدول الآتي:
رقم المجال | المجال | المتوسط الحسابي العام | الانحراف المعياري | النسبة المئوية | درجة الممارسة | الترتيب |
1 | الخصائص الشّخصية للمدير | 3,63 | 1,04 | 75,8% | مرتفعة | 2 |
2 | السّلوك الإداري والمهني | 3,28 | 1,09 | 76,6% | متوسطة | 1 |
3 | العلاقات الإنسانيّة والتّواصل | 3,35 | 1,27 | 60,6% | متوسطة | 3 |
درجة الممارسة الكلية | 3,42 | 1,13 | 71% | بدرجة متوسطة |
یتضح من الجدول السّابق أن اجابات أفراد عینة الدّارسة حیال درجة ممارسة القیادة الأخلاقیـّة لـدى مديري المـدارس الرّسميّة في قضاء المتن من وجهـة نظـر المعلمـین، علـى فقـرات مجـال (الـخصائص الشّخـصیّة) جـاءت (بدرجـة مرتفعـة)، وقد بلـغ المتوسـط الحـسابي العـام لهـذا المجـال (3.63)، وبـانحراف معیـاري قـدره (1.04)، وهـو متوسـط حـسابي یقـع فـي الفئـة الرابعة من فئات المقیاس الخماسي. وقد تُعزى هذه النتائج إلى خصوصیّة المؤسـسات التربویـّة فـي المجتمـع الـلبناني إذ من الضروري أن یتمتع قادة المدارس بدرجة عالیة من القیم الأخلاقیّة وحسن المعاملة، من أجل تحفيز المعلمين وتشجيعهم على الاستمرار في الوظيفة لمواجهة الأوضاع والتّحديات الصّعبة الكثيرة التي يمرّون بها.
كما يتـضح مـن الجـدول أنّ اسـتجابات أفـراد عینـة الدّارسة حیـال درجـة ممارسـة القیـادة الأخلاقیـّة لـدى مديري المدارس الرّسميّة في المتن مـن وجهـة نظـر المعلمـین علـى فقـرات المجال (السّلوك الإداري والمهني) جاءت (بدرجة متوسطة)، وقد بلغ المتوسط الحسابي العام لهـذا المجـال (3.28)، وبـانحراف معیـاري قـدره (1.09)، وقد تُعزى هذه النتائج إلى شعور مديري المدارس بقضاء المتن بمسؤولیاتهم ومهـــامهم الإداریـــة والمهنیـّــة تجـــاه المعلمـــین والمدرســـة ككـــل، وامـــتلاكهم وعيًا لمـسؤولیاتهم الإداریـة، وضرورة قيامهم بممارساتهم المهنيّة على أكمل وجه من أجل الحفاظ على استمراريّة المؤسسة والصمود في وجه التّحديات، والظروف الاقتصاديّة القاسية التي يواجهونها عـلاوة علـى تقیـدهم بـاللوائح والأنظمـة التـي تقرهـا وزارة التربية، والتعلیم والتي تـنظم الإطـار العـام لمـا یقومـون بـه مـن مهـام وأدوار. ویتضح من الجدول أيضًا أن استجابات أفراد عینة الدّارسة حیال درجة ممارسة القیادة الأخلاقیـّة لـدى مديري المـدارس الرّسميّة في المتن مـن وجهـة نظـر المعلمـین علـى فقـرات مجـال (العلاقـات والتواصـل) جـاءت (بدرجـة متوسطة)، وقد بلـغ المتوسـط الحـسابي العـام لهـذا المجال (3.35)، وبـانحراف معیـاري قـدره (1.27)، یمكن تفـسير هـذه النتـائج أنّ العلاقات الإنسانيّة تتطلب توافر مهارات خاصة لدى مديري المدارس، إضافة إلى ضرورة توفر الوقت اللازم لبناء علاقات قویة مع المعلمین، وهو ما لا یتوفر لدى مديري المدارس بالدرجة الكافیة. وذلـك علـى أساس أنّ عدم الاهتمـام بالعلاقـات الإنـسانیّة، قد تعزى إلى اعتقاد بعض مديري المدارس في قضاء المتن بـأن ممارسـتهم لهذه القیم من الممكن أن تقلل من مكانتهم الوظیفیّـة أمـام المعلمـین، ما یؤدي إلى حدوث قدر من الانفلات الإداري غیر المرغوب.
4-2- النتائج الخاصة بالسؤال االثاني: ما مستوى الرّضا الوظيفي لدى معلمي المدارس الرّسميّة في قضاء المتن في ظل الظروف الاقتصاديّة الراهنة؟
احتُسِبت النسبة المئوية والمتوسط الحسابي العام والانحراف المعياري لإجابات أفراد عينة الدّارسة لفقرات المحور الثاني ويوضحها الجدول الآتي:
رقم المجال | المجال | المتوسط الحسابي العام | الانحراف المعياري | النسبة المئوية | درجة الممارسة | الترتيب |
1 | التقدير واحترام الذات | 3,76 | 1,05 | 76,5 | مرتفعة | 1 |
2 | الإنتماء للمهنة | 3,32 | 1,08 | 74,4 | متوسطة | 2 |
3 | الرّضا عن طبيعة العمل | 3،06 | 1,21 | 60,3 | متوسطة | 3 |
درجة الممارسة الكلية | 3,35 | 1,11 | 70,2 | بدرجة متوسطة |
یتضح من الجدول السّابق أن اجابات أفراد عینة الدّارسة حیال درجة الرّضا الوظيفي لـدى المعلمين في المـدارس الرّسميّة في قضاء المتن، علـى فقـرات مجـال (التقدير واحترام الذات) جـاءت (بدرجـة مرتفعـة)، وقد بلـغ المتوسـط الحـسابي العـام لهـذا المجـال (3.76)، وبـانحراف معیـاري قـدره (1.05)، وهـو متوسـط حـسابي یقـع فـي الفئـة الرابعة من فئات المقیاس الخماسي. وقد تُعزى هذه النتائج إلى ما يتلقاه المعلمون من احترام من أفراد المجتمع المدرسي بشكل عام ومن مدير المدرسة بشكل خاص. كما يتـضح مـن الجـدول أن اسـتجابات أفـراد عینـة الدّارسة حیـال الرّضا الوظيفي لـدى المعلمين في المـدارس الرّسميّة في قضاء المتن، علـى فقـرات مجـال (الانتماء للمهنة) جاءت (بدرجة متوسطة) وقد بلغ المتوسط الحسابي العام لهـذا المجـال (3.32)، وبـانحراف معیـاري قـدره (1.08)، وقد تُعزى هذه النتائج إلى شعور المعلمين بأنّ رواتبهم منخفضة وغير كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسيّة، كما أنّ الضّغط النّفسي والاجتماعي الناتج عن الظروف الاقتصاديّة الصعبة، بالإضافة إلى توترات العمل والمسؤوليات المتزايدة، كلها عوامل تجعل المعلمين يشعرون بعدم الرّغبة في الاستمرار في مهنتهم وعدم الانتماء لها.
ویتضح من الجدول أيضًا أن استجابات أفراد عینة الدّارسة حیال الرّضا الوظيفي لـدى المعلمين في المـدارس الرّسميّة في قضاء المتن، علـى فقـرات مجـال (الرّضا عن طبيعة العمل) جـاءت (بدرجـة متوسطة)، وقد بلـغ المتوسـط الحـسابي العـام لهـذا المجال (3.06)، وبـانحراف معیـاري قـدره (1.21)، یمكن تفـسير هـذه النّتـائج أنّ الظروف المحيطة بالعمل في المدارس الرّسميّة في لبنان غير ملائمة، مثل البيئة الصفيّة، ونقص الموارد والتّجهيزات اللازمة لعملية التعليم، كما أنّ الشّعور بعدم الثقة في النظام التّعليمي بشكل عام، سواء بسبب تدني جودة التّعليم أو الفساد أو عدم الشّفافيّة، علاوة على عـدم وجـود اهتمـام كـافي بالتنمیـة المهنیـة للمعلمـین مـن خـلال إلحـاقهم بالـدورات التدریبیـّة المتخصـصة فـي مختلف المجالات ذات الصلة بطبیعة عملهم، فقد يؤدي ذلك إلى تشكك المعلمين في قيمة عملهم وهذا يؤثر سلبًا على مدى رضاهم عن طبيعة العمل.
4-3- النتائج الخاصة بالسؤال االثاني: هل هناك علاقة بين درجة ممارسة مديري المدارس الرّسميّة للقيادة الأخلاقيّة في قضاء المتن والرّضا الوظيفي للمعلمين في ظل الظروف الاقتصاديّة الراهنة؟
المتغيرات |
الرّضا الوظيفي | ||||
التقدير واحترام الذات | الانتماء للمهنة | الرّضا عن طبيعة العمل | الدرجة الكلية | ||
القيادة الأخلاقيّة |
الخصائص الشخصية للمدير | 0,544** | 0,530** | 0,223** | 0,432** |
السلوك الإداري والمهني | 0,570** | 0,554** | 0,201** | 0,441** | |
العلاقات الانسانية والتواصل | 0,581** | 0,503** | 0,232** | 0,438** | |
الدرجة الكلية | 0,565** | 0,529** | 0,218** | 0.437** |
** دال عند مستوى (0,01)
یتبین من الجدول السابق وجود علاقـة ارتباطیـّة إیجابیـّة بـین درجـة ممارسـة القیادة الأخلاقیّة لدى قادة المدارس ككـل والمـستوى الكلـي للرضـا الـوظیفي عنـد المعلمـین عنـد مـستوى دلالـة (0.01)، إذ بلـغ معامـل ارتبـاط بیرسـون بینهمـا (0,437)، مـا یـشیر إلـى أنـّه كلمـا ارتفعـت درجـة ممارسـة القیـادة الأخلاقیـة لـدى قـادة المدارس، زاد الى حدّ ما مستوى الرّضا الوظیفي عند المعلمین.
5- الفصل الخامس: الاستنتاجات والتوصيات
من المتوقع أن تساهم هذه الدّارسة في تسليط الضوء على أهمية القيادة الأخلاقيّة في المؤسسات التّعليميّة وتعزيزها كأداة فعالة لتحسين الأداء التّعليمي ورفع مستوى الرّضا الوظيفي في ظل التحديات الاقتصاديّة الحاليّة.
1- يجب على قادة المدارس في منطقة المتن الاهتمام بتعزيز ممارسة القيادة الأخلاقيّة من خلال التركيز على مجالات العلاقات والتّواصل، والذي أظهرت النتائج أنّه أقل المجالات ممارسة من وجهة نظر المعلمين. ينبغي أن يجري ذلك من خلال إشراك المعلمين في عملية اتخاذ القرارات، والاهتمام بالاستشارة معهم في الأمور الإداريّة والتّعليمية المختلفة.
2- يجب على قادة المدارس في منطقة المتن بذل جهود إضافية لتعزيز ممارسة القيادة الأخلاقيّة في المجال الإداري والمهني، من خلال تطوير المعلمين مهنيًا عبر دورات تدريبية متخصصة وإرشادهم إلى الأساليب الحديثة في التطوير المهني الذاتي، إضافة إلى التقيد بمعايير واضحة عند تقييم المعلمين.
3- يجب توعية المجتمع بأهمية تقدير العبء الملقى على عاتق المعلم حتى ينعكس ذلك إيجابًا على الرّضا الوظيفي.
4- تأكيد أهمية زيادة فرص الحصول على الترقية في مهنة التدريس مقارنة ببعض المهن الأخرى.
5- عقد دورات تدريبيّة وندوات وورش عمل لتوعية مديري المدارس بأهمية القيادة الأخلاقيّة، ودورها في رفع مستوى الرّضا الوظيفي لدى المعلمين كما يجب تبني برامج تدريبيّة لمديري المدارس تسهم في تنمية مستويات المعرفة بمتطلبات ممارسة القيادة الأخلاقيّة، ودورها في رفع مستوى الرّضا الوظيفي لدى المعلمين.
6- يجب أنّ تهتم وزارة التربية بتعزيز القيادة الأخلاقيّة لدى مديري المدارس من خلال تأكيدها كجزء من تقييم المديرين وترقيتهم، وعدّ امتلاك الضوابط الأخلاقيّة مكون أساسي لها، ومعيار أساسي لاختيار مديري المدارس.
7- ينبغي على وزارة التربية تزويد مدارس قضاء المتن بعدد إضافي من المعلمين، بما يسهم في تخفيف عبء النصاب التدريسي على كل معلم، وإتاحة فرص إضافية لتقدمهم الوظيف
8- من الضروري إطلاع قادة المدارس في منطقة المتن على نتائج الدّارسة الحاليّة، وأخذ وجهات نظرهم حول نتائجها وتوصياتها، والاستفادة منها في رفع مستوى الرّضا الوظيفي لدى المعلمين باستخدام مدخل القيادة الأخلاقيّة.
الخاتمة:
باختتام هذا المقال، نجد أن هذه الدّارسة تحمل في طياتها أهمية كبيرة للتعليم في لبنان، خاصة في ظل الظروف الاجتماعيّة والاقتصاديّة الصعبة التي يواجهها البلد في الوقت الحالي. من المؤمل أن تسهم هذه الدّارسة في رفع الوعي بأهمية القيادة الأخلاقيّة في المدارس الرّسميّة، وذلك من خلال تسليط الضوء على دور المديرين التّعليميين كقادة أخلاقيين ومحفزين للموظفين. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن توجه الجهود نحو تحسين البيئة العملية في المدارس، وبناء ثقافة تشجيعيّة للقيادة الأخلاقيّة وتعزيز الرّضا الوظيفي.
من هنا، يجدر بنا أن نذكر السياق الاجتماعي والاقتصادي الذي يعاني منه لبنان، إذ تؤثر الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة على جوانب الحياة جميعها، بما في ذلك التعليم. ما يعني أنّ توجيه الجهود نحو تعزيز القيادة الأخلاقيّة في المدارس يصبح أمرًا حيويًا لضمان استمرارية العملية التّعليمية وتحقيق أهداف التّعليم في البلاد.
أخيرًا، إن توجيه الجهود والموارد نحو تعزيز القيادة الأخلاقيّة في المدارس سيساهم بشكل كبير في تحسين البيئة التّعليمية وتعزيز الرّضا الوظيفي للموظفين، وتحسين جودة التعليم وتحقيق أهداف التنمية الشّاملة في لبنان.
المراجع:
دراسات وأبحاث وتقارير
1- الشاعر، عماد سيد (2017). دور ممارسات القيادة الأخلاقيّة وعلاقتها بتحقيق الابداع الإداري في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة. (رسالة ماجستير منشورة)، الجامعة الاسلامية.
2- الصقر، هاله خيران خالد. (2018). القيادة االأخلاقيّة وعلاقتها بالولاء التنظيمي لمنسوبات الإدارة العامة للتعليم في منطقة تبوك. (رسالة ماجستير منشورة)، جامعة تبوك.
كتب
1- جوني، غادة، ويازجي، أنطوان، وسابق، أكرم، وحنا، غيتا، وبكراكي، عمر، وصالح، تسامى. (2021). الإطار المرجعي لكفايات المدير. المركز التربوي للبحوث والإنماء.
2- المعايطة، رولا، والحموري، صالح. (2018). السعادة المؤسسية: سعادة الموظفين والطاقة الإيجابية في بيئة العمل. دبي: دار قنديل للطباعة والنشر والتوزيع.
منشورات
1- أبو زيد، محادة. (2020). العلاقة بين سلوکيات القيادة التحويلية والسعادة والإرهاق الوظيفي للعاملين في ظل توسط دور السلوكيات الإدارية للمديرين: دراسة ميدانية . المجلة العلمية للدراسات التجارية والمالية، 11 (2)، .343-383
2- إدلبي، محمد.(2023). الازمة الاقتصاديّة وتحديات قطاع التعليم. جريدة النهار. إصدار4/3/2024. لبنان
3- العنزي ، تهاني صالح، عبد العزيز، صفوت حسن. (2018). القيادة الأخلاقيّة وعلاقتها بالرّضا الوظيفي لدى معلمي المرحلة الثانوَّية في دولة الكويت، من وجهة نظرهم. مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعيّة (44)، 49 –58
4- بن حماد البلوي، خليفه. (2023). القيادة الأخلاقيّة لدى مديري الإدارات وعلاقتها بالسعادة الوظيفية للعاملين بجامعة تبوك. مجلة الجامعة الاسلامية للعلوم التّربويّة والاجتماعيّة. العدد الثالث عشر، الجزء الاول، 2023م
5- الزعبي، محمد إبراهيم (2016). الأزمات الاقتصاديّة وأثرها على الميزانية العامة في دول مجلس التعاون الخليجي. مجلة جامعة الخليج للعلوم.
6- العودة، علي (2019). التحديات الاقتصاديّة والاجتماعيّة في لبنان. مجلة العلوم الاقتصاديّة والمالية.
7- جبريل، هيثم. (2019). أثر القيادة الأخلاقيّة على التماثل التنظيمي: دراسة ميدانية على الجامعات الخاصة المصرية . مجلة البحوث المالية والاقتصاديّة، 20 (2)، 188-210 .
8- مهدي، عبدالعزیز سالم .(2020). درجة ممارسة القیادة الأخلاقیة لدى قادة مدارس مدینـة الـدمام وعلاقتهـا بالرّضا الـوظیفي عند المعلمین. مجلة كلیة التربیة، جامعة الأزهر، العدد: (186، الجزء الثاني) أبریل لسنة 2020م.
9- نجم، وائل. (2021). أزمة لبنان تضغط على القطاع التربوي وتهدد العام الدراسي. مقال نشر في صحيفة نون بوست، لبنان.
مراجع أجنبية
1– HAZIM, Assia. Farid, CHAOUKI.(2022). La relation Leadership éthique-Stress professionnel : Une revue de littérature. International Journal of Accounting, Finance, Auditing, Management and Economics – IJAFAME ISSN: 2658-8455 Volume 3, Issue 5-1 (2022)
2-Yates, L.A. (2014). Exploring the Relationship of Ethical Leadership with Job Satisfaction, Organizational Commitment and Organizational Citizenship Behavior, The Journal of ValuesBased Leadership,Vol.7, Issue 1 Winter/Spring, pp.1-1
3- Treviño, L. K., Brown, M. E., & Hartman, L. P. (2003). A qualitative investigation of perceived executive ethical leadership: Perceptions from inside and outside the executive suite. Human Relations, 56(1), 5–37.
4- Brown, M. E., Treviño, L. K., & Harrison, D. A. (2005). Ethical leadership: A social learning perspective for construct development and testing. Organizational Behavior and Human Decision Processes, 97(2), 117–134.
5- Spector, P. E. (1997). Job satisfaction: Application, assessment, causes, and consequences. Sage Publications.
6- Locke, E. A. (1976). The nature and causes of job satisfaction. Handbook of industrial and organizational psychology, 1, 1297-1349.
7- Mishkin, F. S. (2011). Over the cliff: From the subprime to the global financial crisis. Journal of Economic Perspectives, 25(1), 49-70.
8- Reinhart, C. M., & Rogoff, K. S. (2009). This time is different: Eight centuries of financial folly. Princeton University Press.
9- World Bank. (2021). Lebanon economic monitor: Toward economic recovery. World Bank.
10- Diab, R., & Harake, W. (2020). Lebanon’s economic crisis: Diagnosis and exit strategy. Middle East Institute.
[i] – إجازة في علوم الحياة – الجامعة اللبنانيّة – كلية العلوم – ماستر 1 في علوم الحياة – الجامعة اللبنانية – كليّة العلوم – طالبة ماستر 2 بحثي في الإدارة التربويّة – الجامعة اللبنانية – كلية التربية – مديرة مدرسة متوسطة الدّكوانة الرّسميّة.
Bachelor of Biology – Lebanese University – Faculty of Sciences – Master 1 in Biology Lebanese University – Faculty of Sciences.
Master 2 research student in educational administration – Lebanese University – Faculty of Education – Principal of Dekwaneh Public Intermediate School. Email: semaancarol@hotmail.com