مقاصد المتكلم بين الإشاريات والحمولة الدلاليّة
(أمثلة من ديوان “البدويّ الأحمر” لمحمّد الماغوط أنموذجًا)
The Speaker intentions between Deixis and semantic load
جنان صلاح المسالمة[1]
تاريخ الإرسال: 18-8-2024 تاريخ القبول: 30-8-2024
تحميل نسخة PDF
ملخص البحث
يتناول هذا البحث المعنون بـ(مقاصد المتكلّم بين الإشاريَّات والحمولة الدّلاليَّة في ديوان البدوي الأحمر)، قضيَّة المقصد التي تُمثل حجر الأساس في اللِّسانيَّات التَّداوليَّة، لكشف أسرار المضامين الخطابيَّة، ولمعرفة نيّة المتكلِّم وغرضه من الرسالة التي يوجّهها إلى القارئ، وذلك من خلال أمثلة من شعر محمّد الماغوط؛ لما له من أسلوبيّة خاصّة في إدخال القارئ في عمليّة التحليل وفهم المقصد.
وقد اقتضى عملي في هذا البحث أن يكون قسمين؛ الأوّل: الإشاريّات: التي تحتوي على توضيح مفهومها وإسهامها في ربط العناصر بالتركيب لإبراز قصد المتكلّم، وربط الفاعل بالحدث. والثاني: الحمولة الدلاليّة: نبيّن فيها ما تُحمّل الألفاظ من دلالات وموضوعات يقصدها المتكلّم، وتؤثّر في المستمع عند تفسيرها.
الكلمات المفاتيح: تداوليّة – مقاصد المتكلّم – إشاريّات – خطاب – دلالة.
Abstract:
This research, entitled (The speaker’s intentions between signs and semantic load in the collection of poems of Al-Badawi Al-Ahmar), deals with the issue of intention, which represents the cornerstone of pragmatic linguistics to reveal the secrets of rhetorical content and to know the speaker’s intention and purpose of the message he addresses to the reader, through examples from the poetry of Muhammad Al-Maghout, due to his special style in involving the reader in the process of analysis and understanding the intention.
My work in this research required that it be divided into two parts: the first is the signs that contain an explanation of their concept and their contribution to linking the elements in the structure to highlight the speaker’s intention and link the agent to the event. The second is the semantic load, in which we show what words carry meanings and topics intended by the speaker and that affect the listener when interpreting them.
Kay words: Speech Theory – Pragmatiics – Deixis – Discours – Semantic.
المقدّمة
منذ نشأة اللّغة لم تتوقّف الدّراسات حول بِناها ووظائفها، بل حصل تطوّر كبير في مجال الدّراسات اللّغويّة عند مختلف الشّعوب الّتي اهتمّت بدراسة لغتها، خصوصًا الدّراسات اللّسانيّة الّتي لم تقف عند حدّ، أو زمن معيّن. ولقد انكبّ علماء اللّسان على دراسة لغاتهم، ليصفوا أصواتها، ومفرداتها، وتراكيبها، وفي سعيهم هذا اتّجهوا إلى دراسة اللغة بوصفها وسيلة لإيصال المعنى، وكان لذلك الأثر البليغ في المواقف التّواصليّة والتّداوليّة بين البشر.
وكان من شأن ذلك، أن تقوم كلّ حِقبة بدورها؛ فقد كان للعرب الأسبقيّة في إيجاد السرّ الكامن وراء فعل التّلفّظ، ومن أشهرهم ابن جنّيّ في مقولته حول اللّغة: “أمّا حدّها فإنّها أصوات يُعبِّر بها كلّ قوم عن أغراضهم، هذا حدّها”[1]، وهو يعني بذلك، أنّها حروف وكلمات وجمل وعبارات، يستثمرها الإنسان من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المنشودة.
ثمّ نشأت نظريّة أفعال الكلام منذ السّبعينيّات من هذا القرن[2]، وعمل عليها العلماء من عرب وأجانب بشكل مكثّف، وتطوّرت هذه الدّراسات شيئًا فشيئًا حتّى بلغت مرحلة الإنجاز، من خلال الاستعمال للأفعال الكلاميّة التي تؤثّر في نفس المتلقي، وتوصل إليه قصديّة المتكلّم، ومن ثمّ، ما تمّ تحقّقه بفعل السؤال، أو الأمر، أو الخبر، أو الوعد، أو التّحذير، من خلال اقتران الإنجاز بالتّلفّظ.
وتجدر الإشارة إلى أنّ التّداوليّة تبحث أيضًا في كيفية اكتشاف السّامع مقاصد المتكلّم (Speaker intentions) ودراسة معنى المتكلّم (Speaker meaning)[3]. نحو قول القائل (أحضر كوبًا من الماء) الّذي يعني (أنا عطشان)، فهو لم يصرّح أبدًا بأنّه يشعر بالعطش، لذلك حين تُدرس اللّغة من وجهة اجتماعيّة، يجب مراعاة معنى قول المتكلّم ومقصده، الّذي يختلف في كثير من الأحيان عن معنى الجملة الأساسيّة. لذلك يجب معرفة السّياق الذي طُرح فيه الخطاب، وإلى ماذا يؤول هذا الكلام عند المستمع؟ وماذا يريد المتكلّم؟
ولا بدّ من البحث عن أسس معرفيّة جديدة، تقف حكمًا بين كلّ تلك النّظريات المتباينة؛ فكانت النظريّة التّداوليّة الّتي اعتنت بدراسة اللّغة أثناء التّواصل الاستعماليّ، وذلك لصلتها بالعلوم المعرفيّة جميعها، فلم تقتصر على دراسة البنى اللّغويّة فقط والاستعمال اللّغوي وحده، ولم تقف عند حدود الظّاهرة اللّغويّة ودراسة النّص من الدّاخل، من دون النّظر إلى أطراف المتكلّمين ودورهم في إنشاء النّصّ لإيصال المقصد المراد.
هكذا انتقل البحث اللسانيّ من دراسة شكل الجملة، إلى الاهتمام بالنّص الخطابيّ والتّطوّرات الّتي حصلت منذ البنيويّة[4] والسّيميائيّة[5]، وصولًا إلى التّداوليّة[6] الّتي اهتمّت بالمتكّلم ومقاصده، وأحواله النّفسيّة، والسّياق الاجتماعيّ وردود فعل المتلقّي.
موضوع البحث
مناقشة قضية من القضايا التداوليّة التي تدرس اللغة وتهتم بمقصد المتكلّم، وعمليّة إيصال المعنى من المتكلّم وكيف يفسّره المتلقي وأثر المحيط بالكلام وما يدلّ عليه من إشاريّات تحمّل المعنى أكثر ممّا يبدو بظاهرها.
ضرورة البحث: إلقاء الضوء على قضية تحاكي الواقع المعيش وليس البحث فقط في اللغة والأدب، وإنّما البحث في مسألة اجتماعيّة تهتم بها النظريّة التداوليّة على صعيد دراسة اللغة.
هدف البحث
يهدف هذا البحث إلى تعريف القارئ كيفيّة الوصول إلى مقصد المتكلّم وتبيان الجهود التي بُذلت في هذه القضيّة في التحليل الخطابيّ، وما يحتمله الخطاب من تأويلات تدور حول الإشاريّات وتكافل الجوانب كلّها لإيجاد فضاء خاص باللغة.
أسئلة البحث
يمكن طرح سؤال حول قدرة الماغوط على إيصال المقصد بشكل صحيح، وإمكانيّة وجود آليّات لتفسير الإشاريّات، وتعيين المرجع في الواقع الخارجيّ.
وكيف يعالج المتلقّي الملفوظات من خلال استدلالات ومعلومات مأخوذة من معرفة العالم الخارجيّ؟
منهج البحث
استلزم البحث تطبيق قضية من قضايا النظريّة التداوليّة على مقتطفات من أشعار محمّد الماغوط وفق المنهج الألسنيّ التداوليّ، وذلك لتحديد المقصد، وفهمه، وتأويله.
مقاصد المتكلّم (الإشاريّات) – (الحمولة الدّلاليّة)
مقاصد المتكلّم
استعمل التّداوليون هذه الكلمة وقد شاع هذا المصطلح في نظريّتهم، ومنه دارت النّظرية بمغزاها حول الذّات المتكلّمة، وما تدلّ عليه نيّة المتكلّم أثناء تداوله أفعالًا كلاميّة مستعملة من قبل المخاطبين، لذلك، فهي تتضمّن التّأويل والتّفسير للأقوال المتكلّمة.
المقصد: “كلمة تستعمل أحيانًا كـفهمَ، بسبب تعارضها مع الانتشار، وللإلمام بالتّواصل كـفعل، يدخل مفهوم (المقصد)، الّذي يفترض فيه التّحفيز والتّبرير وهذا ما يعرّض مفهوم (المقصد) للنقد، إذ يفترض التّواصل كفعل إراديّ، في حين أنّ الأمر غير ذلك، ويفترض التّواصل كفعل لوعي يندرج مفهومه في علم النّفس (السّيكيولوجيا)، ما يجعله غير بسيط. يعالج المقصد من زاوية أصوله الفينومينولوجيّة، التي تسمح بإدراك الفعل كنيّة، تتمركز بين نمطيّ وجود (التّقدير – الإنجاز)”[7]، أي تستعمل كلمة المقصد للفهم بسبب تداولها كثيرًا، وتستعمل كفعل للمعرفة بكل ما يحيط بنا. يتوسّع معنى المقصد بالتّحفيز أو بتبرير الكلام والأفعال، وهنا يصبح فعلًا إراديًّا لأنّ المقصد يفترض في معناه، أنّ التّواصل هو فعل يعود إلى إرادة الشخص، وهذا الأمر يعني أنّه من المفروض التّواصل للفهم وإدراك الأفعال إذا دخلت في علم النّفس، وهذا يجعله معقّدًا، ثم إنّه يدرس المقصد من الجهة الظّاهريّة الّتي تقوم بفهم الكلام والأفعال بنواياها، “قصد الشيء: عناه، أراده، قصد أن يبرهن لك، نسيانٌ مقصود، لم أقصد أحدًا في كلامي: لا ألمّح إلى أحد”[8].
جاء في لسان العرب؛ القصد: استقامة الطّريق، قصد يقصد قصدًا فهو قاصده، وقوله تعالى: ﴿وعلى اللّه قصدُ السّبيل﴾[9]، أي على اللّه تبيان الطّريق المستقيم والدّعاء إليه بالحجج والبراهين الواضحة، ومنها جائر أي طريق غير قاصد، وطريق قاصد أي سهل مستقيم[10].
يعدُّ المقصد من التّكلّم من أهمّ الدّراسات التداوليّة، ووصول غاية المتكلّم لمخاطِبه، ومعرفة نيّته من خلال تلفّظه، وفق شروط وافتراضات وتأويلات، ودراسة أطراف الكلام مما تضمّه الدّراسات التّداوليّة، وتنجز متضمّنات القول، وتبحث في صميمها، للتّوصّل إلى مقاصد المتكلّم ومراده.
يمثّل هذا العنصر منتهى رسالة الكلام وغرضه الإبلاغيّ؛ “فالمقاصد والأغراض هي المحصّل النّهائيّ من مراد المتكلّم الخاصّ من التّركيب، الذي أنشأه حذفًا وذكرًا، وتقديمًا وتأخيرًا، مراعيًا فيه أحوال مخاطبه وعلمه ومعرفته المسبقة بفحوى الكلام”[11].
وتظهر المقاصد من خلال سبك المتكلّم التّراكيب الّتي ينتجها بخطابه، والماغوط يتّبع أسلوبًا خاصًّا في خطابه الشّعريّ، يُخضع جميع عناصر الخطاب للتّداول. ولذلك، كلّ الروابط تُحدث تماسكًا وانسجامًا بين العناصر لإحداث فهم مقصود ومحدّد، وهذا الأمر يوجد في قصيدة “طريق الجلجلة” وذلك عندما يقول محمّد الماغوط:
على أغطية التوابيت المستعارة من أجدادنا العراة، أكتب بقسوة ملحميّة
بلغتي الجَّرداء والحَدباء والحِرباء والعَجْفاء والشَّمطاء[12].
يستعمل الماغوط أسلوب التوسّع[13]، وذلك من خلال نعت لغة كتابته بنعوت عدّة، تحمل إيقاعًا موسيقيًّا على وزن صيغة فعلاء وهي مؤنّث أفعل (الجّرداء، والحدباء، والحرباء، والعجفاء، والشمطاء)[14]، وهذه الصّيغة لا تستخدم إذا كان الفعل يدلّ على لون، أو عيب، أو حلية[15]. إنّ التّكوين اللفظيّ الأسلوبيّ لصوت (اء) المتمثّل في النعوت، يُحمّل دلاليًّا بفعل كلاميّ مغاير للطبيعة الإنسانيّة، وقد أسّس لبنية صوتيّة متكرّرة. إنّ في اختيار الماغوط هذه الصّيغة مقصدًا صوتيًّا، يتماشى مع أصوات الصّخب الّتي أرادها أن تحتّل وتتمركز في عنوان قصيدته “طريق الجلجلة”.
وفق مشيئة المتكلّم يتغيّر قصده النّفسيّ والاجتماعيّ، فهو يتحكّم بالقصد كيفما شاء، ولأنّه بإرادته، يغيّر حال النّصّ، وتُتاح له حرّيّة إجراء الأسلوب الّذي يراه مناسبًا، لإيصال كلامه وخطابه إلى المستمع، ويستخدم إشاريّات متعدّدة تساعده على إيصال مقصده.
ثمَّ إنَّ كلّ قول كلاميّ يلفظه المتكلّم، يترتّب عليه قصد إنجاز فعلٍ ما، ويمتلك قوّة إنجازيّة تتراوح وفق قصد المتكلّم وسياق حاله، ولذلك “يرى أوستن أنّ قوّة المنطوق الإنجازيّة تحقيقٌ لمقصد المتكلّم تحقيقًا ناجحًا، ولكنّ سيرل يرى أنّ القوّة حاصل تفسير المستمع للمنطوق”[16].
ولا جرم أن إعطاء قسمٍ لا بأس به للمقصد الّذي يتغيّر وفق تغيّر السياق، فلكلّ وضع اجتماعيّ طريقة وأسلوب لتوجيه أفعال الكلام وفق سياقاتها، ووفق الحالة الّتي يُجاز للمتكلّم فيها التّعبير عن قضيّته، بما تتوجّب عليه الحالة الاجتماعيّة.
ذلك أنّ الحالة النّفسيّة للمتكلّم تُعدّ من أسس تغيّر المقصد وقت تلفّظه بتراكيب يريد لها صورًا من معانيها، لينتظر ردّة فعل المستمع وقدرته على تأويل ما سمع وتفسيره، فهو يستند إلى عناصر ومؤشّرات لغويّة وتداوليّة نوعًا ما، تُسهم في سبر أغراض المتكلّم، ومعرفة المقصد الّذي أراده من كلامه.
وبناءً على أهميّة المرجع، لا بدّ من التّعرّض إلى موضوع الإشاريّات.
الإشاريّات (Deixis)
من أجل بيان غرض المتكلّم وقصده، ضمن تراكيب اللغة وأطراف الكلام، يحتاج كلّ عنصر من عناصر التّركيب وما يتكوّن والقول اللفظيّ أو النّصّ المكتوب، من جمل وعبارات، إلى ضمير إشاريّ ومشار إليه، ليتقارب الهدف وتدور جميع المقاصد نحو فلك واحد، يربط بين أطراف الكلام لكي يؤدّي المتكلّم قصده.
لذلك سميّت الإشاريّات مبهمات أيضًا؛ فمنها الضمائر، لذلك “يشترك ضمير الإشارة والضّمائر الأخرى: في أنّه مبهم يحتاج إلى مفسّر لاحق يوضّحه، ومن ثمّ فإنّه لا يمكن أن يقوم بوظيفته منفردًا، أي لا يمكن أن يعمل إلّا من خلال وجوده في نصّ، أو على الأقل، داخل تركيب يتسنّى له أن يوجد ما يوضّحه ويزيل إبهامه”[17]، ولوجودها الثّابت في أصول اللغات الإنسانيّة، إلّا أنّ الإشاريّات لا يعرف لها مرجع ثابت، ومعنى قائم بحدّ ذاته، من دون استخدام المتكلّم لها، ليشير إلى شيء ما، ويؤكّده من خلال ارتباطها بتركيب الجملة وتناسبها مع السّياق المقاميّ والمقاليّ، للأخذ بالمعنى الذي يقصده المتكلّم.
إنّه إذًا، “مصطلح تقنيّ يستعمل للإشارة من خلال اللّغة”[18]. والماغوط يستخدم في شعره الإشاريّات لإثارة ردّة فعل المستمع من أقواله الكلاميّة، وتحليل القصد الّذي ينوي تبيانه.
تتجلّى أهميّة الإشاريّات في أنّها تُعين القارئ على معرفة ما يقصده الماغوط، من خلال العلاقة السّياقيّة الّتي يخلقها بهذه الإشاريّات في إطار التّحليل التّداوليّ، “فالإشارة هي علاقة تربط بين تعليقٍ ما، وما يشير إليه ذلك التّعبير في المناسبات الّتي يقال فيها”[19].
كلّ ذلك يرتبط بسياق المتكلّم، إذ يكشف عن سبب استعمال جميع أنواع الإشاريّات، ومنها: الشخصيّة، والزّمانيّة، والاجتماعيّة، والمكانيّة، والثقافيّة[20].
الإشاريّات الشّخصيّة (Personal Deixis)
تمثّل الضّمائر الدّالّة على المتكلّم والمخاطب والغائب (أنا– أنت– هم).
الإشاريّات الزّمانيّة (Temporal Deixis)
تمثّلها ظروف الزّمان، بصورة عامّة، الكونيّ والنّحويّ.
الإشاريّات الاجتماعيّة( Social Deixis)
هي ألفاظ أو عبارات تُشير إلى العلاقة الاجتماعيّة بين المتكلّمين وبين المتخاطبين، من جهة العلاقة بتعدّد أنواعها في ما بينهم.
الإشاريات المكانيّة (Spatial Deixis)
نحو الظّروف المكانيّة (هنا – هناك) (فوق – تحت – أمام – خلف).
من بعد اجتماع هذه الإشاريّات في تركيب واحد ومتماسك، تتحدّد وظيفة ما سبق مجتمعًا في كشف الغموض وإزالة اللبس. فالماغوط يستخدم الإشاريّات الشّخصيّة بصيغة(الأنا)، ويتحدّث عن نفسه بشغف، وذلك لخلق التّفاعل والإثارة في ذهن المتلقي، مثال” قطرة مطر” (8):
أنّي دخلْتُ وخرجتُ وكتبتُ وقرأتُ ومارستُ أعمالي بكلّ جديّة
في اللّيلِ أو النّهارِ أثيرُ السّخريةَ والاستغراب!
ما الذي في لباسي؟
قبّعتي؟
عكّازي؟
مسبحتي؟
حذائي؟
شاربي؟
صلاتي؟
ما المضحكُ في شيخوختي وسعالي وكآبتي؟
ما المضحكُ في دموعي؟[21]
للإشاريّات دلائل، من أهمّها الرّبط، فالرّبط هو خاصيّة من خصائص الإشاريّات، أو من ناحية الضّمائر الشّخصيّة الّتي تربط الفاعل بالحدث، وتعرّف القارئ بالشّخصيّات، من النّاحيتين الكميّة والكيفيّة، ومن ناحيتي المكان والزّمان المرتبطين بالمقولة عادةً. ولكي تؤدّي الإشاريّات دورها في أيّ خطاب، لا بدّ أن تضمّ إليها عددًا من حروف العطف أو المقابلة أو التّرادف (التّرادف الضمائريّ).
دور الإشاريّات في تحقيق التّعاونيّة
للإشاريّات قيمة كبرى في شعر الماغوط، فلولاها، وخصوصًا الشخصيّة منها، لتعذّر الرّبط بين العناصر داخل التّركيب، ولما استطاع الماغوط تحديد العنصر المشار إليه تحديدًا تامًّا، سواء أكان داخل النّص أو خارجه.
على سبيل المثال، يستخدم الماغوط الإحالة من خلال وجود الضّمير، وبذلك يستغني عن تكرار ذكر العنصر المشار إليه.
ليس المقصود الضّمائر بحدّ ذاتها، وإنّما المقصود من استخدامها، ما تؤدّيه في المنهج التّداوليّ لخطاب الماغوط. فإلى ماذا تؤدّي دلالة الضّمير (أنا)، أو (أنت)؟
إنّ الوظيفة الّتي تؤدّيها (أنا) الماغوط، هي وظيفة (تعاونيّة)، تعين على فهم القصد من شعره، فحين يسوق الماغوط أسئلته، فهو يفترض أنّ ثمّة قارئًا، أو صديقًا، أو مديرًا، أو رئيسًا، أو أحدًا من المحيط الاجتماعيّ سوف ينصت إلى تلك الأسئلة.
يقول: ما الّذي في لباسي؟[22].
هذه الجملة ناقصة في المبدأ، لأنّها مبهمة قليلًا! فالمخاطِب (الماغوط) يفترض، وبشكلٍ سابق، أنّ النّاس يعرفون لباسه، أو على الأقل سمعوا عنه! أو يمكن أن يكون هذا الأمر على عكس ذلك تمامًا، أي يفترض أنّ النّاس لا يعرفون لباسه، فيريد أن يعرّفهم بطريقة الاستلزام الحواريّ، فيبدأ بتحميل الرّموز (الشّيفرات)، فيذكر اللّباس مستعينًا بفنون اللغة البلاغيّة، مستخدمًا البدل. فاللباس هو بدل اشتمال لما بعدها (القبّعة، والعكّاز، والمسبحة، والحذاء)؛ عندئذٍ ينقطع النّسق الخاصّ باللّباس، ليدخل القارئ بالمظهرين الخارجيّ والدّاخليّ[23].
الماغوط يُنشئ خطابًا تداوليًّا يُسمع فيه القارئَ تساؤلاته الشّخصيّة، ويُجيب في الوقت عينه عن تساؤلات القارئ الشّخصيّة؛ هو خطاب قائم بين الماغوط وبين القارئ، يؤدّي فيه الماغوط مبدأ التّعاون بكلّ خفّة وصدق، فيملأ الفجوات داخل النّصّ بأساليبه البراغماتيّة، تارّةً من خلال إحالة الإشاريّات نصّيًّا، وطورًا من خلال إيصال مقصده إلى القارئ بأقلّ ممّا يقول من الألفاظ.
إذا ما افترض القارئ أيّ افتراض سابق، فسيجد الماغوط نفسه متعاونًا لإيصال مقصده، فهل افترض القارئ أنّ الماغوط له شارب، أو هوعابد ربّه يصلّي؟!
ربّما يكون الماغوط قد افترض أنّ القارئ لديه شكّ ما في إيمانه ومعرفته بربّه وخالقه! أو تكوّنت لديه افتراضات أنّ الماغوط يميل إلى الإلحاد! عندئذٍ، يستعطف الماغوط القارئ، فيقول: “في اللّيل أو في النّهار أثير السّخرية والاستغراب!”، فيُحيل نصّيًّا بالإشارة إلى الزّمن الّذي يتفاعل معه الحدث ويتطوّر، وهو (اللّيل) و(النّهار)، فهل قال الماغوط بإحالته إلى الزّمن باستمرار السّخرية أكثر ممّا يقصد؟
هل استخدم عنصر المبالغة كي يشدُّ القارئ إلى وجهة نظره الجوّالة في الخطاب والّتي سوف تنتقل إلى القارئ؟
عندئذٍ يأتي دور الضّمير”الضّمير على وجه العموم فارغ الدّلالة، بمعنى أنّ دلالته في المعجم تمثّل صفرًا، ومن ثمّ لا يقوم بدوره إذا استخدم منفردًا، بل لا بدّ له من تركيب يعمل من خلاله”[24].
ساعدت الإشاريات الشّخصيّة لضمير المتكلّم، على أخذ المخاطب إلى مأساة كلّ مواطن، لكن، على الرّغم من هذا الأمر يتساءل: ما المضحك في دموعي؟
الأهمّ من ذلك، اكتشاف حمولة دلاليّة، تجذب القارئ إلى إسقاط الضّوء على مأساة بقلم يحترف التّورية عن حال الكثير، بسرده عن حاله في هذا الوطن.
هكذا يتمّ البحث عن الإشاريّات وربطها بالرّوابط الدّالة، الّتي توصل إلى فهم المقصد، من المحتوى القضويّ[25] إذا كان حرفيًّا أو استلزاميًّا، فوجد حمولة دلاليّة تتكوّن من إشاريّات لغوية وأخرى بصريّة أو سمعيّة أو مقاميّة، وكلّها متّصلة بتلقّي السّامع أو القارئ ليفهم القصد المراد، فالحمولة الدّلاليّة تتكوّن من بعد خرق مبدأ التّعاون وإيجاد ظاهرة الاستلزام، ليتكوّن لدينا معنى ضمنيّ يتألف من معنيين جزئيين، أحدهما عرفيّ والآخر استلزاميّ، وبذلك، تنحصر القوّة الإنجازيّة بالدّلالة على ما يريد من تمنٍّ أو رجاء أو طلب…
الحمولة الدّلاليّة
لكلّ لفظ معنىً يعبّر عنه، إلّا أنّ اللّفظ في بعض الأحيان، لا يفي المعنى حقّه، لذلك يحتاج المتكلّم إلى التّوسّع أحيانًا في أدائه اللغويّ، توصّلًا إلى تحقيق مقاصده، فاللّفظ هو قالب للمعنى الّذي يزيد أحيانًا وينقص أحيانًا أخرى، وفق الشّحنة الدّلاليّة الّتي يفرضها تعدّد المعنى.
لا تكتمل دراسة مقاصد المتكلّم من دون معرفة المعنى الّذي أراده بالتّحديد أثناء تكلّمه، لأنّ المعنى غاية الدّراسات اللغويّة بجميع أطرافها ومكوّناتها (صرفيًّا ومعجميًّا ونحويًّا ودلاليًّا)، إلّا أنّ التّداوليّة كان اهتمامها مختلفًا بمعرفة المعنى الّذي يقصده المتكلّم ودراسته، ويتلّقاه المستمع ويفسّره.
تتعدّد المعاني وتختلف المقاصد من متكلّم إلى آخر وتتنوّع التّفاسير من مستمع إلى آخر، ولكثافة المعاني الّتي تتأثّر بالسيّاقات النّفسيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة: فتُحمّل الألفاظ دلالات وموضوعات يقصدها المتكلّم وتؤثّر في المستمع عند تفسيرها، لتتكوّن لدى الدّارسين قضيّة الحمولة الدّلاليّة، فما هي مدى أهميّتها بالنسبّة إلى مشاركتها في تغيّر المعنى وتحوّله من سياق إلى آخر أو من طرف إلى آخر؟
جاء في لسان العرب: الحُمولة بضم الحاء: الأحمال الّتي تُحمل عليها، واحدها حمل وجمعها أحمال وحُمول وحُمُولة، وتأتي: الأثقال[26].
أمّا الدّلالة: فالموضوع الأساسيّ لعلم الدّلالة هو المعنى، فهو دراسة علم المعنى[27]، فحين نقول لفظ فحتمًا سوف نفهم معناه سواء كان مجرّدًا من سياق تركيبيّ أو ضمنه، لذلك فإنّ كلّ الألفاظ الّتي تحمل معنى مقصودًا من قبل المتكلّم، تكون بمنزلة أثقال جديدة شُحنت لألفاظ تمّ التّلفظ بها، ولمعرفة ما أثقل اللّفظ من معانٍ للعبارات اللغوّية الّتي تنقسم إلى معنى صريح، ومعنى ضمنيّ.
كيف تتشكّل المعاني الضمنيّة من دون خرق مبدأ التّعاون؟
يمكن التّوضيح من خلال عرض مثال من ديوان الشّاعر محمّد الماغوط من القصيدة “حوذي اللّغة”.
يؤسفُني أشدَّ الأسف
أنْ يكونَ قلمي مُعاقًا.. ويريدُ أنْ يصبحَ رُمْحًا
وأوراقي مبعثرةٌ.. وتريدُ أنْ تصبحَ شراعًا
وعكّازي محطّمٌ.. ويريدُ أن يصبحَ عريشة
ومصابيحي مطفأةٌ.. وتريدُ أنْ تُصبح قمرًا[28].
يُمكن تحديد الحمولة الدّلاليّة في أفعال الماغوط، من خلال تحديد دلالة الفعل في البنى وتحديد شحنتها الدّلاليّة[29].
- الدّور الدّلاليّ للفعل
لكلّ فعل موضوع يظهر من النّاحيتين التّركيبيّة والدّلاليّة.
- البنى الموضوعيّة للفعل[30]
تتمثّل تركيبا في عمليّة الانتقاء بين اللّازم وبين المتعدّي.
- تعدّد المعنى في الفعل
أمّا تعدّد المعنى في الفعل، فهو المشترك اللّفظيّ الّذي تتوجّه الدّلالة فيه لمعنيين مختلفين.
موضوع الفعل (يؤسفني) ودوره الدّلاليّ:
الفعل أَسِفَ ينتقي موضوعين. “آسِف” و”مأسوف عليه”، فالتّركيب في الفعل هو إسقاط للدّلالة؛ فالأسف يستخلص من تركيبته، فهو يحتمل تأويلات متعددة: يؤسفني الآن؛ يؤسفني غدًا؛ يؤسفني دائمًا.. هناك علاقة بين التّركيب وبين الدّلالة.
أمّا المشترك اللّفظي، فيقع في دلالة لفظ (أسف) على شيئين مختلفين. في لسان العرب “الأسف المبالغة في الحزن والغضب. وأسِفَ ما فاته، تلهّف. وأسِفَ عليه أسفًا: غضب”[31].
هذا التّعدّد في المعنى وهذا التّحميل للفظ من تنوّعات المعنى، يُشكّلان قوّة إنجازيّة في الفعل “أسِفَ” في معناه الصّريح الّذي يعبّر فيه الشّاعر عن أسفه الشّديد، وأيضًا يستند الفعل (يؤسفني) إلى قوّة إنجازيّة حرفيّة يُشار إليها بالمؤشّر الشّخصيّ ياء النّسبة، إذ تعبّر عن الحزن والتّلهّف والغضب في آن معًا؛ لذلك يتبيّن أنّ الشّاعر بمساعدة الضمائر، يفسّر سبب أسفه وحزنه، فيُحمّل ألفاظه بالمعاني الّتي يقصدها، ويهدف إلى إيصالها من خلال خطابه.
لقد أحال العنصر الزّمنيّ (الآن – غدًا – دائمًا) إلى ما يسانده من حمولة دلاليّة، إذ يتمرّس الماغوط ويسنّ الحاضر والمستقبل (يكون) و(يريد أن يصبح)[32].
أمّا الحمولة عند عبد النّاصر مشري، فهي الّتي “يُشحن بها الدّليل أو الرّمز وهي المقصود تبليغها”[33]. وبهذا التّعريف يُمكن أن يؤدّي تحميل الفعل “أسِف” بالدّلالات، إلى جعله رمزًا، يؤدّي إلى تفسير علاقة اللغة بالمحيط، والإنسان (الشّاعر – المتلقّي) النّاطق بها.
يتبيّن أنّ التّعويل على المعاني المعجميّة الإفراديّة، ليس كفيلًا بتأدية الحاجة التّواصليّة، فضلًا عن بقية وظائف اللغة.
الخاتمة
تمّ تناول قضية من قضايا النذظريّة التّداوليّة، وتبيّن أنّها بكل تفصيلاتها وأجزائها تدرس المعنى كما يوصله المتكلّم أو الكاتب، وكيفيّة تفسيرالمتلقّي أو المستمع لهذا المعنى، لذلك هي دراسة لسانيّة تهتمّ بدراسة اللغة المستعملة، وبمقصد المتكلّم، والحرص على فهم المستمع لما يريده المتكلّم، وهي تركّز على علاقتها بالمحيط، وتُشرك المستمع في تحليل المقصد.
وتحدّثت عن مقاصد المتكلّم، وذلك عبر تماسك أطراف الخطاب في النص الخطابيّ ومعرفة قصده، وكان لها الاهتمام الأكبر لكونها جزءًا لا يتجزّأ من النّظريّة التّداوليّة، ولأنها تتجسّد في معايير تبينت من خلال تطبيق أمثلة من ديوان البدويّ الأحمرلإيضاح المعنى المقصود.
وكان لتشابك الإشاريّات أهميّتها إذ وضحت ما تستطيع الكلمات من تحميل مقاصد جديدة بقالب الحمولة الدّلاليّة، الّتي تستوعب أكثر من معنى يريده المتكلّم، وما يستطيع المستمع من تفسير ما يفهم.
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن جنّي، الخصائص، تحقيق: محمّد علي النّجار، دار الكتب المصريّة، القاهرة، ط2، 1952.
- ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، 2003.
- أحمد محمود نحلة، آفاق جديدة في البحث اللّغوي المعاصر، دار المعرفة الجامعيّة، ب. ط، 2002.
- أحمد مختار عمر، علم الدّلالة، عالم الكتب، القاهرة، ط5، 1998.
- أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربيّة المعاصرة، عالم الكتب، القاهرة، ط1، 2008.
- أشرف عبد البديع عبد الكريم، البنية الدّلاليّة والإحاليّة للضمائر، أطروحة دكتوراة، جامعة المنيا، 1999.
- بول ريكور، نظريّة التّأويل، ترجمة: سعيد الغانمي، المركز الثقافيّ العربيّ، الدّار البيضاء، ط2، ب.تا.
- حلمي خليل، العربيّة وعلم اللغة البنيويّ، دار المعرفة الجامعيّة، الاسكندريّة، 1996.
- حورية رزقى، لغة الخطاب التّربويّ في صحيح البخاريّ بين التّبليغ والتّداول، أطروحة دكتوراة، جامعة محمّد خيصوَ، بسكرة، 2015.
- السّعديّة صغير، الحمولة الدّلاليّة في الفعل، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، المغرب، 2011.
- سعيد علوش، معجم المصطلحات الأدبيّة المعاصرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط1، 1985.
- صلاح إسماعيل، النّظريّة القصديّة في المعنى عند جرايس، دار المنظومة، حوليّات الآداب والعلوم الاجتماعيّة، الكويت، الحولية 25.
- طاهر حمّودة، ظاهرة الحذف في الدّرس اللغويّ، الدّار الجامعيّة، ب.ط، الإسكندريّة، 1998.
- عبد النّاصر مشري، مستند تعليمي في مقياس علم الدّلالة، جامعة قاصدي مرباح ورقلة، الجزائر، 2015-2016.
- عبده الرّاجحي، التّطبيق الصرفي، دار النهضة العربيّة، ب.ط، بيروت.
- علي بن موسى بن محمّد شبير، إرادة المتكلّم ومقاصد المتكلّم في كتاب سيبويه، مجلّة اللسانيّات العربيّة، العدد الرّابع، 2016.
- العيد الجلوليّ، نظريّة الحدث الكلاميّ من أوستن إلى سيرل، مجلّة الأثر، العدد الخاص: أشغال الملتقى الدّوليّ الرّابع في تحليل الخطاب، جامعة قاصدي مرباح– الجزائر.
- فيليب بلانشيه، التّداوليّة من أوستن إلى غوفمان، ترجمة: صابر حباشة، دار الحوار للنّشر والتّوزيع، سورية، ط1، 2007.
- كاظم جاسم منصور العزّاوي، التّعبير الإشاري في الخصيبيّ مقاربة تداوليّة، مجلّة جامعة بابل، العدد1، 2016.
- محمّد العبد، النّص والخطاب والاتّصال، الأكاديميّة الحديثة للكتاب الجامعي، القاهرة، ط1، 2005.
- محمّد الماغوط، ديوان البدوي الأحمر، دار المدى الثقافية، بيروت، ط2، 2013.
- ندى مرعشلي، الحمولة الدّلاليّة والخلفيّة التّواصليّة في الخطاب التّداولي، مجلة أوراق ثقافية، العدد2، 2019.
- ندى مرعشلي، محاضرات مادّة تحليل الخطاب، الجامعة اللبنانيّة، السّنة الثّالثة، الفصل الخامس، أدبي، 2017.
[1] – طالبة دكتوراه في اللغة العربيّة وآدابها، جامعة بيروت العربيّة، قسم اللغة العربيّة وآدابها.
PhD student in Arabic Language and Literature, Beirut Arab University, Department of Arabic Language and Literature. E-mail: Jenan90masalma@gmail.com Phone: 0096171377306
[1]– ابن جنّي، الخصائص، تحقيق: محمّد علي النّجار، دار الكتب المصريّة، القاهرة، ط2، 1952، ص33.
[2]– العيد الجلوليّ، نظريّة الحدث الكلاميّ من أوستن إلى سيرل، مجلّة الأثر، العدد الخاص: أشغال الملتقى الدّوليّ الرّابع في تحليل الخطاب، جامعة قاصدي مرباح– الجزائر، ص 58؛ وصلاح إسماعيل، النّظريّة القصديّة في المعنى عند جرايس، دار المنظومة، حوليّات الآداب والعلوم الاجتماعيّة، الكويت، الحولية25، ص230.
[3]– أحمد محمود نحلة، آفاق جديدة في البحث اللّغوي المعاصر، دار المعرفة الجامعيّة، ب. ط، 2002، ص12.
[4]– حلمي خليل، العربيّة وعلم اللغة البنيويّ، دار المعرفة الجامعيّة، الاسكندريّة، 1996، ص7.
[5]– السيميائيّة: السيمياء هو العلم الّذي يدرس العلامات، علم شكلي صوري بحيث يعتمد على تجزئة الكلام إلى أجزائها المكوّنة.
بول ريكور، نظريّة التّأويل، ترجمة: سعيد الغانمي، المركز الثقافيّ العربيّ، الدّار البيضاء، ط2، ب.تا، ص32.
[6]– فيليب بلانشيه، التّداوليّة من أوستن إلى غوفمان، ترجمة: صابر حباشة، دار الحوار للنّشر والتّوزيع، سورية، ط1، 2007، ص17.
[7]– سعيد علوش، معجم المصطلحات الأدبيّة المعاصرة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط1، 1985، ص177- 178.
[8]– أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربيّة المعاصرة، عالم الكتب، القاهرة، ط1، 2008، ص1819.
[9]– سورة النّمل، الآية 9.
[10]– ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، 2003، 3/353.
[11]– علي بن موسى بن محمّد شبير، إرادة المتكلّم ومقاصد المتكلّم في كتاب سيبويه، مجلّة اللسانيّات العربيّة، العدد الرّابع، 2016.
[12] محمّد الماغوط، ديوان البدوي الأحمر، دار المدى الثقافية، بيروت، ط2، 2013، ص14.
[13]– التّوسّع أو الاتّساع Expansion: هو نوع من الحذف للإيجاز والاختصار، ينتج عنه نوع من المجاز بسبب نقل الكلمة من حكم كان لها إلى حكم ليس بحقيقة فيها، وهو فاشٍ في جميع أجناس شجاعة العرب، أي في الحذف والزّيادة والتّقديم والتّأخير والحمل على المعنى والتّحريف.
طاهر حمّودة، ظاهرة الحذف في الدّرس اللغويّ، الدّار الجامعيّة، ب.ط، الإسكندريّة، 1998، ص102-105.
[14]– الجرداء: وأرضٌ جرداء: فضاء واسعة مع قلّة نبت. ابن منظور، 3/116.
الحدباء: الدّابة التي بدت حراقفها وعظم ظهرها؛ وناقة حدباء؛ كذلك، … قال الأزهري: سنة حدباء: شديدة وشبّهت بالدّابة الحدباء.المرجع نفسه، 1/301.
الحرباء: مسمار الدرع، وقيل هو رأس المسمارفي حلقة الدرع، وفي الصحاح والتّهذيب: الحرباء مسامير الدروع. المرجع نفسه، 1/306.
العجفاء: قال الجوهري جمع أعجف وعجفاء من الهزال عجاف. المرجع نفسه، 9/233.
الشمطاء: قال بعضهم: امرأة شمطاء ولايقال شيباء. المرجع نفسه، 7/336.
[15]– عبده الرّاجحي، التّطبيق الصرفي، دار النهضة العربيّة، ب.ط، بيروت، ص79.
[16]– محمّد العبد، النّص والخطاب والاتّصال، الأكاديميّة الحديثة للكتاب الجامعي، القاهرة، ط1، 2005، ص223.
[17]– أشرف عبد البديع عبد الكريم، البنية الدّلاليّة والإحاليّة للضمائر، أطروحة دكتوراة، جامعة المنيا، 1999، ص90.
[18]– ندى مرعشلي، الحمولة الدّلاليّة والخلفيّة التّواصليّة في الخطاب التّداولي، مجلة أوراق ثقافية، العدد2، 2019، ص20.
[19]– كاظم جاسم منصور العزّاوي، التّعبير الإشاري في الخصيبيّ مقاربة تداوليّة، مجلّة جامعة بابل، العدد1، 2016، 24/74.
[20] – ندى مرعشلي، الحمولة الدلاليّة والخلفيّة التواصليّة في الخطاب التداوليّ، ص20.
[21]– محمّد الماغوط، ص393. مسبحتي: خطأٌ شائع، والصّحيح سُبحتي، السُبحة: التّطوع من الذّكر والصّلاة، ابن منظور، 2/474.
[22]– محمّد الماغوط، ص393.
[23]– ندى مرعشلي، محاضرات مادّة تحليل الخطاب، الجامعة اللبنانيّة، السّنة الثّالثة، الفصل الخامس، أدبي، 2017.
[24]– أشرف عبد البديع عبد الكريم، ص15.
[25]– المحتوى القضويّ: … والقضويّ نسبة إلى القضيّة الّتي تقوم على متحدّث عنه أو مرجع، ومتحدّث به أو خبر، والمعنى الأصلي للقضيّة. ينظر: العيد جلّولي، ص58.
[26]– ابن منظور، 11/ 189.
[27]– أحمد مختار عمر، علم الدّلالة، عالم الكتب، القاهرة، ط5، 1998، ص11.
[28]– محمّد الماغوط، ص296.
[29]– السّعديّة صغير، الحمولة الدّلاليّة في الفعل، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، المغرب، 2011، ص225.
[30]– المرجع نفسه، ص227.
[31]– ابن منظور، 1/105.
[32]– حورية رزقى، لغة الخطاب التّربويّ في صحيح البخاريّ بين التّبليغ والتّداول، أطروحة دكتوراة، جامعة محمّد خيصوَ، بسكرة، 2015، ص151.
[33]– عبد النّاصر مشري، مستند تعليمي في مقياس علم الدّلالة، جامعة قاصدي مرباح ورقلة، الجزائر، 2015-2016، ص17.