foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

الشواهد القرآنية لتمييز العدد عند الشوكاني

0

الشواهد القرآنية لتمييز

العدد عند الشوكاني

                                                        بحث تقدمت به

1440 هـ – 2019 م                أ.م. د . سهيلة خطاف عبدالكريم الجنابي

ملخص باللغة العربية

حاولت هذه الدراسة الإسهام في الكشف عن الشواهد القرآنية للأعداد التي وردت في آيات الذكر الحكيم, وما لهذه الآيات من أبعاد روحية عميقة تجعل عنصر الأعداد في القرآن الكريم ذات قيمية نحوية عالية عند المتدبر للقرآن. حيث إن القرآن الكريم زاخر بالشواهد النحوية – لاسيما الخاصة بموضوع بحثنا.

تطرق البحث إلى أهمية دراسة تمييز الأعداد في القرآن الكريم, وضرورة تناولها من خلال الاسترشاد بالشواهد القرآنية للعدد والمعدود عند الشوكاني, وتفسيره لتلك الشواهد.

تناول البحث إشكالية تتمحور حول القيمة النحوية للشواهد القرآنية للعدد والمعدود, من خلال بيان ملامح ظاهرة العدد وبيان الغرض منه في القرآن الكريم ومميزه.

اعتمد البحث على المنهج الإحصائي من خلال إحصاء الأعداد الواردة في القرآن الكريم, كما اعتمدنا على المنهج التصنيفي من خلال تصنيف الأعداد حسب صورها, أيضًا, تناولت هذه الدراسة المنهج الاستقرائي والمنهج التحليلي, من خلال استقراء أقوال النحويين والمفسرين وخاصة الشوكاني.

هدفت الدراسة إلى البحث عن العلاقة بين بين العدد والمعدود, والكشف عن القيمة النحوية للشواهد القرآنية من خلال البحث في الأحكام والقواعد التي تطبق على الشواهد القرآنية للعدد.

summary

This study attempted to contribute to the revelation of the Quranic evidence of the numbers mentioned in the verses of the Holy Quran. These verses have profound spiritual dimensions that make the element of numbers in the Holy Qur’an of high grammatical value to the traitor of the Qur’an. As the Holy Quran is full of grammatical evidence – especially for the subject of our research.             The study discussed the importance of studying the number differentiation in the Holy Quran, and the need to address it through the guidance of the Quranic verses of the number in the Shawkani, and interpretation of the evidence.The research tackled a problem centered on the grammatical value of the Quranic verses of the number and the number, through the statement of the features of the phenomenon of the number and its purpose in the Holy Quran and its distinctive.             The research was based on the statistical method through the counting of the numbers mentioned in the Holy Quran. We also relied on the taxonomic approach by classifying the numbers according to their pictures. This study also dealt with the inductive method and the analytical method by collecting and elucidating the words of grammarians and interpreters.             The study aimed at searching for the relationship between the number and the number, and the discovery of the grammatical value of the Qur’anic evidences by looking at the rules and rules that apply to the Qur’anic evidence of the number.

المقدمة

الحمد لله ربّ العالمين, والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين نبينا محمد, وعلى آله الطيبين  الطاهرين, وأصحابه المنتجبين.

مما لا شك فيه أن القرآن الكريم, له أثرٌ عميقٌ في نفوس المفسرين النحويين واللغويين؛ إذ يعتبر التشريع الأول في الدراسات النحوية واللغوية في مختلف العصور, وتصب في دراسته فوائد كثيرة؛ إذ لا تقتصر على معرفة ضبط أواخر الكلمات فحسب, وإنما إلى مدى أكبر وميدان أرحب, فلا تكاد تقرأ تفسيرًا من القرآن الكريم, إلاّ ووجدت النحو عاملاً أساسيًا في فهم المعنى؛ الأمر الذي دفع بعض المفسرين أن يعتبروا النحو أداة من أدوات المفسر. من هنا, فإن الحاجة لم تزل تفرض علينا, أن نلمّ بقواعد اللغة العربية, ونتقيد بضوابطها؛ صيانة للألسنة والأقلاع عن الوقوع في الخطأ, ودفعًا لما طرأ عليها من فساد وانحراف, بسبب طغيان العامية, وبُعد اللهجات الدارجة عن اللهجات الفصيحة.

إنّ القرآن الكريم زاخر بالشواهد القرآنية – لا سيما الخاصة بالعدد- والتي تعتبر مصدرًا للتأمل والتدبر في أسرار خلق هذا الكون؛ لأن القرآن يهدف دائمًا إلى توجيه نظر الإنسان إلى مزيد من البحث والدراسة وتحفيزه إلى الواسع من العلم والعميق من المعرفة, فقد أورد بعض الأعداد المركبة من رقمين حتى تتسع أمام الإنسان رقعة التفكير في العمل الحسابي والاستمرار في الاستخدام العددي.

إذا رجعنا لمعرفة مفهوم العدد نجده مصاحبًا للإحصاء (ومادة العدد “العين والدال”) أصل صحيح واحد لا يخلو من العدّ الذي هو الإحصاء, ومن الأعداد الذي هو تهيئة الشيء قال تعالى: ﴿ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا﴾ الجن : 28, وقال تعالى: ﴿وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلاً﴾ الاسراء: 12.

أهمية البحث

القرآن كلام الله سبحانه وتعالى, وفضله على كلام البشر كفضل الله تعالى على خلقه, وهذه الدراسة إسهام متواضع في الكشف عن الأعداد التي وردت في آيات الذكر الحكيم, وما لهذه الآيات من أبعاد روحية عميقة تجعل عنصر الأعداد في القرآن الكريم ذات قيمية نحوية عالية عند المتدبر للقرآن. لذا تجلى هذا البحث إلى أهمية دراسة تمييز الأعداد في القرآن الكريم, وضرورة تناولها من خلال الاسترشاد بالشواهد القرآنية للعدد عند الشوكاني خاصة, والبحث في العلاقة النحوية بين العدد والمعدود. إذن لغة الأعداد ليست هدفًا بحد ذاتها, بل هي وسيلة لرؤية عجائب القرآن في عصر التكنولوجية العددية الذي نعيشه اليوم, ذلك أن لغة الأعداد لا يمكن تأويلها أو الاختلاف عليها, إنما هي لغة العلم الحديث ولغة الإقناع والتوثيق.

مشكلة البحث

نظرًا لما يلمسه الإنسان من أسرار في البنية اللفظية للكلمة القرآنية, استطاعت به أن تحول الاعداد ذات الدلالات العددية الجامدة إلى رموز حية توحي بالكثير من المعاني والإشارات. فالأعداد ليس مجرد عمليات حسابية, إنما استطاعت هذه الدلالات أن تبسط المعلومة للقارئ والسامع بأمتع أسلوب وأروع بيان, حيث استطاعت الكلمة القرآنية أن تجعل العدد في باقة لا رقمًا جامدًا يحرك فعاليات عقلية جامدة.  لذا حاول هذا البحث في معالجة إشكالية القيمة النحوية للشواهد القرآنية للعدد والمعدود, من خلال بيان ملامح ظاهرة العدد في القرآن الكريم ومميزه , مع الإشارة إلى شمولية هذه الظاهرة, وتناولها من جميع نواحي البحث في الأعداد, وبيان الأغراض التي استخدم العدد من أجلها في القرآن الكريم.

منهج البحث

تحتاج الدراسة إلى منهج علميّ ومنهجية تضبط بنية الدراسة ؛لذلك سيكون المنهج المتبع في البحث هو المنهج الإحصائي من خلال إحصاء الأعداد الواردة في القرآن الكريم, والبالغة ثلاثين عددًا, كما اعتمدنا على المنهج التصنيفي من خلال تصنيف الأعداد حسب صورها والبالغة خمس صور, أيضًا, تناولت هذه الدراسة المنهج الاستقرائي والمنهج التحليلي, من خلال جمع واستقراء أقوال النحويين والمفسرين – وخاصة رأي الشوكاني – حول تفسير معاني ودلالات تلك الأعداد, وتحليل الأعداد من الناحية النحوية واللغوية.

خطة البحث

استنادًا إلى ما سبق من معطيات وأهمية وإشكالية ومنهج, ستكون خطة البحث موزعة على متن يسبقه مقدمة ويعقبه خاتمة تتضمن أهم النتائج التي توصل إليها البحث, أما المتن فقد تضمن مبحث تمهيدي تناولنا خلاله ماهيّة العدد وتمييزه, وعلى ستة مباحث كالآتي, المبحث الأول: الشواهد القرآنية للأعداد المفردة, المبحث الثاني: الشواهد القرآنية للأعداد المركبة, المبحث الثالث: الشواهد القرآنية لألفاظ العقود, المبحث الرابع: الشواهد القرآنية للأعداد المعطوفة, المبحث الخامس: الشواهد القرآنية للأعداد مائة وألف ومضاعفاتهما, المبحث السادس: الشواهد القرآنية لكنايات العدد.

هدف الدراسة

للعدد سمة خاصة فقد يوقع أثره على السامع بخلاف المقصود إن لم تفهم القيمة النحوية للشواهد القرآنية وعلاقتها مع المميز؛ لذا فإن الدراسة هدفت إلى الكشف عن القيمة النحوية للشواهد القرآنية بين العدد والمعدود, من خلال البحث في الأحكام والقواعد التي تطبق على العدد في السور الواردة في القرآن الكريم.

المبحث التمهيدي: ماهيّة العدد وتمييزه

أولًا: تعريف العدد

العدد لغةً: إنّ أصل العدد يرجع إلى الفعل (عدّ), فـ “عددت الشيء عدًا, حسبته وأحصيته([1]), وقيل العدّ “إحصاء الشيء, عده, يعدّه عدًا وتعدادًا”([2]), وقيل “عددت الشيء إذا أحصيته, والاسم العديد والعديد يقال: هم عديدُ والثَّرى أي في الكثرة”([3]), وقال الزمخشري([4]): هم عديد الحصى, وهذه الدراهم عديدُ, وما أكثر عديدهم أي عددهم, وبنو فلان يتعددون على بني فلان أي يزيدون عليهم, وتعدّد الجيش على عشرة آلاف, وماء عِدٌّ, ومياه أعدادٌ, قال الأخطل([5]):

وقد أجوبُ على عَنْسٍ مضَبَّرَةٍ              ديمومةً مـا بـــها عِــــدٌّ ولا ثَمَدُ

ومن المستعار: حسبٌ عِدُّ, قال الحطيئة([6]):

أتتْ آلُ شمَاس بن لأيٍ وإنــما             أتاهم بها الأحلامُ والحسبُ العِدُّ

كما ورد تعريف العدد في المعجم الوسيط في باب العين “عدّ الدّراهم عدّا, وتعدادًا, وعدّةّ: حسبها وأحصاها, وعدّ فلانًا صادقًا: ظنّه إياه, وأعدّ الشيء: هيأه وجهزه, وعادّه, معادّةً, وعدادًا, فأخره في العدد, وناهضه في الحرب, وعاد المرض فلانًا: تركه زمانًا ثم عاوده. يقال: عادته اللسعة, وعادتّه الحمى([7]). والعدد في أصل اللغة اسمٌ للشيء المعدود, كالقبضِ والنّقضِ والخبط, بمعنى المقبوض والمنقوض والمخبوط, بدليل قوله تعالى: ﴿قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ” المؤمنون﴾ ؟؟؟:16.

العدد اصطلاحًا: العدد يدلّ على ما يحصى ويحسب ومقدار ما يعدّ وتأشير ابتداء الشيء وانتهائه, مع اعتماد حسابية للزمن أو أجزاء الوقت والقياسات الرياضية والحجوم, كما جاء في كتاب معجم الكليات على “أنه الكمية المتألفة من الوحدات, وقد يطلق على كل ما يقع في مراتب العد”([8]).

فالعدد هو الذي يدل على كمية الأشياء المعدودة جامدة أو متحركة. ويسمى بالعدد الأصلي, وقد يدل على ترتيبها فيسمى العدد الترتيبي([9]). وإذا كان العدد في مفهومه الاصطلاحي الحسابي, هو الكم الذي يترتب عليه في ما بعد وضع لفظ يكون نتيجة لعمليات الإحصاء, والعدّ والتجميع, فإن العدد في المفهوم اللغوي يتضمن هذا المعنى ولكنه يأخذ منحى آخر, فالعدد الحسابي بكل أشكاله كمية ومقدار, في حين أن العدد اللغوي فضلاً عن ذلك هو أسلوب وتركيب وسمة كلام. في هذا الإطار فإن الاستخدام اللغوي للعدد يكون نوع من المركبات اللفظية التي يؤلفها العدد مع المعدود, إذ إنّ العدد مفردًا لا مفهوم له إلا بمعدوده, مذكورًا أو مقدرًا.

ثانيًا: تمييز العدد (المعدود)

تمييز العدد لغةً, أشار ابن منظور في تعريف العدد بقوله: ” الميّزُ: التمييزُ بين الأشياء, نقول: مزتُ بعضه من بعضٍ فأنا أميزُهُ ميزًا, وقد أماز بعضه من بعضٍ, ومزتُ الشيء أميزه ميزًا: عزّلته وفرزته, وكذلك ميزته تمييزًا فإنماز, أما ابن سيدة فقال: ماز الشيء ميزًا وميزه: فصل بعضه عن بعض, وفي قوله تعالى: ﴿وَامْتَازُوا اليَوْمَ أَيُّهَا المُجْرِمُونَ﴾ يس: 59, أي تميزوا, وقيل أي انفردوا عن المؤمنين, واستماز عن الشيء تباعد عنه, وقال ابن منظور: ماز الرجل إذا انتقل من مكان إلى آخر, ويقال امتاز القوم إذا تنحى عصابة منهم ناحية, يقال مزتُ الشيء من الشيء إذا فرّقت بينهما فانماز وامتاز, وميّزه فتميّز([10]).

أما اصطلاحًا, فالمقصود بـ (تمييز العدد)  هو المعدود؛ لأنه وُظّف لتمييزه وإزالة إبهامه, والعلاقة بين العدد والمعدود لا تخرج عن العلاقة بين التمييز والمميز, فكما أن التمييز ويسمى التفسير والتبيين, يفسر ويميز المميز المبهم, فإن المعدود كذلك يفسر العدد ويبينه([11]).

ولهذا يصنفه النحاة من أنواع التمييز الخاص بالمقادير وهو من أنواع التمييز المفرد, والمعدود سواء أكان مفردًا منصوبًا نحو ” طالبًا” في الصف ثلاثون طالبًا, أم مفردًا مجرورًا في نحو “طلابٍ” من ثلاثة طلابٍ, فهو اللفظ الذي يزيل الإبهام الموجود في العدد, فالعدد ثلاثون لا مفهوم له مفردًا, وهو مجهول المعنى والغرض, وكذلك لفظ ثلاثة, ولا يزول إبهامهما إلا بذكر المعدود, فلهذا يسمى بالتمييز في حالة النصب وهو كذلك في حالة الجر بالإضافة([12]).

العدد والمعدود يشكلان مركبًا متعدد الأنواع؛ لأن الجزء الأول من هذا المركب لا يستغني عن الثاني, والثاني يكون مع الأول مفهومًا مقداريًا لا يتضح إلا بهما, والعدد بصفة عامة خاضع إعرابيًا لموقعه في الجملة, فقد يكون مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا, وقد يكون مبنيًا على الفتح كالأعداد المركبة, باستثناء العدد اثنا عشر الذي يعرب جزؤه الأول إعراب المثنى, ويبنى جزؤه الثاني على الفتح دون أن يكون له إعراب, لأنه بمثابة النون من المثنى, وهو السبب في عدم إضافته كأخواته المركبة إلى صاحبها, فلا يقال هذه اثنا عشرك كما يقال إحدى عشرك([13]).

إنّ وضع العدد مع المعدود في العربية لا يجري على نسق واحد فهو يختلف في الأعداد المفردة من الواحد إلى العشرة, عنه في الأعداد المركبة والمعطوفة, ويختلف في المائة والألف عنهما, وسنوضح ذلك من خلال دراستنا لتمييز الاعداد .

ثالثًا: صور العدد,  يأتي العدد على صور متعددة, فيكون:

أولاً – مفردًا من الواحد إلى العشرة (1-10).

ثانيًا – مركبًا مع العشرة من (11-19).

ثالثًا – ألفاظ العقود وهي40,30,20………..90.

رابعًا – معطوفًا ومعطوفًا عليه من (21-99) ما عدا ألفاظ العقود.

خامسًا – لفظتي مائة, ألف, ومضاعفاتهما([14]).

أما ابن يعيش فصنف صور العدد إلى اثني عشرَ اسمًا, الواحد فما فوقه إلى التسعة, والعشرة, والمائة والألف, فقال: “إنّ كل مرتبة فيها تسعة عقود, فالآحاد تسعة عقود, والعشرات تسعة عقود, والمئات تسعة عقود, والألوف متشعبة منها, أي مأخوذة, من المراتب الثلاثة, فهي آحاد ألوف, وعشرات ألوف, مئات ألوف, وألوف ألوف, إلى ما لا نهاية له”([15]).

المبحث الأول: الشواهد القرآنية للأعداد المفردة

أولاً –  الأعداد (واحد واثنان)

يوافقان المعدود دائمًا تذكيره وتأنيثه مفردين , أو مركبين , أو معــطوفاً عليـــهما, أما بالنسبة إلى الإعراب, فكلمة واحد للمذكر, وواحدة للمؤنث, تعربان بالحركات الثلاث: الرفع بالضمة, والنصب بالفتحة, والجر بالكسرة, أما الكلمة الدالة على العدد (2) فتكون في الرفع (اثنان) للمذكر, و(اثنتان) للمؤنث, أما في النصب والجر: اثنين واثنتين, على نحو إعراب المثنى, الرفع بالألف, والنصب والجر بالياء, وفي كل من الأحوال فالعدد هنا وصف لمعدود تابع له([16]).

العددان (1, 2) إذا ذكرا فإنهما يأتيان بعد المعدود, مثل: رافقت في الرحلة صديقًا واحدًا, وعاونني في إخراج مجلة الفصل زميلان اثنان, وكثيرًا ما يُستغنى عن هذين العددين اكتفاء بلفظ المعدود, فنقول: رافقت في الرحلة صديقًا, وعاونني في إخراج المجلة اثنان. العدد إن كان واحدًا أو اثنين لم يحتج إلى تمييز استغناءً بالنصّ على المفرد والمثنى, فيقال رجل ورجلان, لأنه أخصر وأجود.فواحد واثنان ومؤنثهما لا تحتاج إلى تمييز فلا تقول : واحد رجل, أو اثنتا فتاتين, وإنما يوصف بها المعدود نحو: فتاة واحدة ورجلان اثنان([17]).

اذن يستغني عن تفسير الواحد والاثنين؛ لأن الشيء إذا اقتصر على واحدة أو مثناه كان معروفًا؛ فتخالف الثلاثة والعشرة وما بينهما في هذا الحكم وتخالفهما أيضًا في أنها لا تضاف إلى المعدود فلا يقال واحد رجل ولا اثنا رجلين.

هنا لابدّ من القول إنّ المعدود يجب أن يتقدم على العدد , ومن الشواهد القرآنية التي ورد فيها العدد( واحد) في القرآن الكريم والبالغ عددها ( 61) مرة, والعدد (اثنان) (14) مرة, قوله تعالـى: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ﴾ البقرة: 61. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿طعامٍ واحدٍ﴾ طابق العدد(واحد)المعدود (طعام) في التذكير وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (الجر).أما المراد بالطعام الواحد هو: المن والسلوى, وهما وإن كانا طعامين لكن لما كانوا يأكلون أحدهما بالآخر جعلوهما طعامًا واحدًا, وقيل: لتكررها في كل يوم, وعدم وجود غيرهما, ولا تبدلة بهما([18]).

وقوله تعالـى: ﴿قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ البقرة: 133. الشاهد القرآني في قوله ﴿إلهًا واحدًا”﴾ طابق العدد (واحد) المعدود(الهًا) في التذكير, وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الاعرابية (النصب), فقوله ﴿إلهًا﴾ بدل من إلهك, وإن كان نكرة, فذلك جائز, ولا سيما بعد تخصيصه بالصفة التي هي قوله “واحدًا” فإنه قد حصل على المطلوب من الإبدال بهذه الصفة. أو إنه حال؛ لأن الغرض من الإثبات حال الوحدانية([19]),ومثله قوله تعالى : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا﴾ التوبة:31. وقوله تعالى : ﴿أَجَعَلَ الآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا” ص: 5. ومثله قوله تعالى : ﴿فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾ القمر: 24. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿بشرًا واحدًا﴾ طابق العدد( واحدًا )المعدود (بشرًا) في التذكير وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (النصب), والاستفهام للإنكار, أي: كيف نتبع بشرًا كائنًا من جنسنا منفردًا وحده لا متابع له على ما يدعو إليه([20]).

أما في قوله تعالـى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ البقرة: 163. الشاهد القرآني في قوله ﴿إلهٌ واحدٌ﴾ طابق العدد (واحد) المعدود (إله) في التذكير, وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (الرفع), والمراد بالآية, نهى سبحانه عن اتخاذ إلهين, ثم أثبت أن الإلهية منحصرة في إله واحد وهو الله سبحانه, وإن التثنية في الهين قد دلت على الاثنينية, والإفراد في إله دل على الوحدة, فما وجه وصف إلهين اثنين, ووصف إله واحد؟ إنّ في الكلام تقديمًا وتأخيرًا, والتقدير: لا تتخذوا اثنين إلهين إنما هو واحد إله, أي: إن التكرير لأجل المبالغة في التنفير عن اتخاذ الشريك, أي: إن فائدة زيادة اثنين هي أن يعلم أن النهي راجع إلى التعدد لا إلى الجنسية, وفائدة زيادة واحد دفع التوهم أن أن المراد إثبات الإلهية دون الوحدانية([21]). ومثله قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ا﴾ النساء: 171, وقوله: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ” المائدة: 73. وقوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾ الأنعام: 19, وقوله: ﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ ابراهيم: 52, وقوله: ﴿إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ﴾ النحل: 22, وقوله: ﴿إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ النحل: 51, وقوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ الكهف: 110, وقوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ الأنبياء: 108, وقوله: ﴿فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ المُخْبِتِينَ﴾ الحج:34, وقوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ فصلت:6, وقوله: ﴿وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ﴾ العنكبوت: 46, وقوله: ﴿إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ﴾ الصافات:4. وقوله تعالـى : ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ ﴾ البقرة : 213. الشاهد القرآني في قوله ﴿ أمةً واحدةً﴾ طابق العدد (واحدةً ) المعدود(أمةً) في التأنيث, وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (النصب), أما المراد بـ “أُمّةً واحدةً”, فقد كان بين آدم ونوح “عليهما السلام” عشرة قرون على شريعة من الحق, فاختلفوا, فبعث الله النبيين, أي أن الله تعالى إنما بعث الرسل, وأنزل الكتاب بعد الاختلاف([22]). ومثله قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ يونس:19, وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ هود: 118, وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ النحل: 93, وقوله: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ الأنبياء: 2, وقوله: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ المؤمنون: 52, وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ الشورى: 8, وقوله: ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ الزخرف: 33, وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ المائدة: وقوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾ الفرقان: 32. 48. وفي حالة التطابق بالتذكير والنصب قوله تعالى: ﴿لَا تَدْعُوا اليَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا﴾ الفرقان: 14.

كذلك قوله تعالـى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ النساء : 1. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿نفسٍ واحدةٍ﴾ طابق العدد( واحدةٍ )المعدود (نفسٍ) في التأنيث وكان وصفًا للمعدود ,ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (الجر), المراد بالنفس الواحدة هنا: آدم عليه السلام, وقرأ ابن أبي عبلة, “واحد” بغير “هاء” على مراعاة المعنى, فالتأنيث باعتبار اللفظ, والتذكير باعتبار المعنى([23]). ومثله في التطابق قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ الأنعام: 98, وقوله: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ الأعراف: 189, وقوله: ﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌر لقمان: 28, وقوله: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ الزمر: 6.

وقوله تعالـى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ النساء: 3. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿فواحدة﴾ طابق العدد( واحدة )المعدود (النساء) في التأنيث وكان وصفًا للمعدود ,ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (النصب), والمراد بـ ﴿فواحدةً﴾, قيل: فالزموا أو اختاروا واحدة, والأول أولى, والمعنى: فإن خفتم ألا تعدلوا بين الزوجات في القسم ونحو, فانكحوا واحدة. ألا تعولوا بمعنى ألا تكثر عيالكم([24]). ومثله قوله تعالـى: ﴿وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً“﴾ النساء: 102. ومثله قوله تعالى: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ يس: 29,ومثله قوله تعالى: ﴿مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾ يس: 49. وقوله تعالى : ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ يس: 53, أي: ما ينتظرون إلا صيحة واحدة, وهي نفخة إسرافيل في الصور([25]), وقوله: ﴿وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ﴾ ص: 15, أي: ليس بينهم, وبين حلول ما أعدّ الله لهم من عذاب النار إلا أن ينفخ في الصور النفخة الثانية, ومعنى الآية: إن تلك الصيحة هي ميعاد عذابهم, فإذا جاءت لم ترجع, ولا ترد عنهم, ولا تصرف منهم([26]), وقوله: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ المُحْتَظِرِ﴾ القمر: 31, وقوله تعالى ﴿ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً“﴾ الحاقة: 14 وقوله تعالى: ﴿وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ﴾ النساء:11, وكذا قوله (واحدٍ) في حالة الجر, والمراد من الآية: فإن وجدت واحدة, أي وإن كانت المتروكة أو المولودة واحدة, والمعنى فرض الله سبحانه للبنت الواحدة إذا انفردت النصف([27]). ومثله في حالة الجر قوله تعالى: ﴿وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ﴾ النساء:12. ومثله قوله تعالى: ﴿وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً﴾ يوسف:31. وقوله تعالى: ﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ﴾ يوسف:67. وقوله تعالى : ﴿يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ“﴾ الرعد: 4. وقوله تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا﴾ النور: 2. وقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى﴾ سبأ: 46.

وقوله تعالى : ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ﴾ الصافات: 19. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿زجرةٌ واحدةٌ﴾ طابق العدد( واحدةٌ )المعدود (زجرةٌ) في التأنيث وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (الرفع), والمراد بها قصة البعث, أو البعثة زجرة واحدة, أي: صيحة واحدة من إسرافيل بنفخه في الصور عند البعث, وهي النفخة الثانية, وسميت الصيحة زجرة, لأن المقصود منها الزجر([28]). ومثله قوله تعالى : ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ النازعات: 13,ومثله قوله تعالى : ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الخِطَابِ﴾ ص: 23. وكذا قوله تعالى : ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالبَصَرِ﴾ القمر: 50. وأي: إلا مرة واحد, أو كلمة واحدة كلمح البصر في سرعته, واللمح: النظر على العجلة والسرعة, أو: وما أمرنا بمجيء الساعة في السرعة إلا كطرف البصر([29]).وكذا قوله تعالى : ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ الحاقة: 13.

وقوله تعالى: ﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ يوسف:39. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿الله الواحد القهار﴾ طابق العدد (واحد) المعدود (الله) في التذكير وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (الرفع), والمراد بـ”الواحد”  أي: أم الله المعبود بحق المتفرد في ذاته وصفاته الذي لا ضدّ له ولا ندّ ولا شريك, ﴿القهار﴾ الذي لا يغالبه مغالب ولا يعانده معاند([30]), ومثله قوله تعالى: ﴿قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ الرعد:16, وقوله: ﴿قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ الرعد:16, وقوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ ص:65, وقوله: ﴿لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ الزمر:4.

أما في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَواتُ وَبَرَزُوا لِلهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ﴾ إبراهيم:48. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿لله الواحد﴾ طابق العدد( واحد) المعدود (لله) في التذكير وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (الجر). وقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى﴾ سبأ: 46 . الشاهد القرآني في قوله تعالى: “أعظكم بواحدة” طابق العدد (واحدة )المعدود (الموعظة) في التأنيث وكان وصفًا للمعدود ,ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (الجر), والمراد بـ “إنما أعظكم بواحدةٍ” هي ﴿لا إله إلا الله﴾, أي: القرآن؛ لأنه يجمع المواعظ كلها. ومعنى ﴿مثنى وفرادى”﴾: منفرًا برأيه, ومشاورًا لغيره, وقيل: مناظرًا مع عشيرته, ومفكرًا في نفسه([31]).

أما الشواهد القرآنية للعدد (2) فقد وردت في قوله تعالى: ﴿فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ﴾ النساء:11. الشاهد القرآني في قوله تعالى:  (اثنتين) طابق العدد( اثنتين ) المعدود (نساءً) في التأنيث وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (النصب بالياء), أي: فإن كن الأولاد, والتأنيث باعتبار الخبر, أو البنات, أو المولودات نساء ليس معهن ذكر فوق اثنتين: أي زائدات على اثنتين([32]).

وقوله تعالى: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ﴾ المائدة:106. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿اثنان ذوا عدل﴾ طابق العدد (اثنان) المعدود (شهادة) في التذكير وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (الرفع بالألف), و”اثنان” خبر شهادة على تقدير محذوف: أي شهادة اثنين, أو فاعل للشهادة على أن خبرها محذوف: أي فيما فرض عليكم شهادة بينكم اثنان على تقدير أن يشهد اثنان, “ذوا عدل” صفة للاثنان([33]).

وقوله تعالى: ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ المَعْزِ اثْنَيْنِ﴾ الأنعام: 143. الشاهد القرآني في قوله تعالى: “من الضأن اثنين” طابق العدد (اثنين) المعدود (الضأن) في التذكير وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (الجر بالياء), وكذا قوله: ﴿من المعز اثنين﴾ طابق العدد (اثنين) المعدود (المعز) في التذكير وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (الجر بالياء), والمراد من هذه الآية الكريمة: أن الله تعالى بيّن حال الأنعام وتفاصيلها إلى الأقسام المذكورة توضيحًا للامتنان بها على عباده, ودفعًا لما كانت الجاهلية تزعمه من تحليل بعضها وتحريم بعضها([34]). ومثله قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ البَقَرِ اثْنَيْنِ﴾ الأنعام:144. وفي هذه الآية ينبغي أن ينظر في وجه تقديم المعز والضأن على الإبل والبقر مع كون الإبل والبقر أكثر نفعًا وأكبر جسامة وأعود فائدة, لا سيما في الحمولة والفرش اللذين وقع الإبدال منهما على ما هو الوجه الأوضح في إعراب ثمانية([35]).

وقوله تعالى: ﴿ثَانَىِ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فىِ الغَارِ﴾ التوبة: 40. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿ثاني اثنين﴾ طابق العدد(اثنين) المعدود (ثاني) في التذكير وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (النصب بالياء), وهو نصب على الحال أي هو ومعه آخر.

وقوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ هود: 40. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿زوجين اثنين﴾ طابق العدد( اثنين ) المعدود (زوجين) في التذكير وكان وصفًا للمعدود, ومطابقًا له في الحالة الإعرابية (النصب بالياء), والمراد بـ “زوجين اثنين” أي: يا نوح احمل في السفينة من كل زوج مما في الأرض من الحيوانات اثنين ذكرًا وانثى([36]). ومثله قوله تعالى: ﴿فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ المؤمنون: 27, وكذا قوله: ﴿وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ الرعد: 3. والمراد بـ “زوجين” هنا, أي: جعل كل نوع من أنواع ثمرات الدنيا صنفين, إما في اللونية: كالبياض والسواد ونحوهما, أو في الطعمية كالحلو والحامض ونحوهما, أو في القدر كالصغر والكبر, أو في الكيفية كالحر والبرد([37]). ومثله قوله تعالى: ﴿وَقَالَ اللهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ النحل: 51. وقوله تعالى: ﴿إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهُمْ اثْنَيْنِ فَكّذَبُوهُمَا﴾ يس: 14. وقوله تعالى: ﴿الُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾ غافر:11.

ثانيًا- من ثلاثة إلى عشرة

إنّ المعدود بعد العدد ثلاثة إلى عشرة يكون جمعًا مجرورًا بالإضافة, وهو ما يحتاج إلى تمييز. فالمعدود جاء جمعًا مجرورًا بالإضافة, وفي ذلك يقول ابن يعيش: “فالذي يستحق التفسير بالإضافة هو ما فيه تنوين؛ لأن التنوين ضعيف لسكونه فجاز أن يعاقبه المضاف إليه, وذلك نحو قولك: رأيت ثلاثة ومررت بأربع واشتريت عشرًا, بالتنوين, وعند الإضافة يعاقب المضاف إليه التنوين, فتقول: رأيت ثلاثة طلابٍ, ومررت بأربع طالباتٍ, واشتريت عشر تفاحاتٍ([38]). كما يقول: وحقّ ممّيز العشرة فما دونها أن يكون جمع قلة… تقول ثلاثة أفلس, وخمسة أثواب وثمانية أجربة وعشرة غلمة, وأن العدد عددان, قليل وكثير, فالقليل العشرة فما دونها إلى الثلاثة, والجمع جمعان أيضًا, جمع قليل وجمع كثير, فلما أريد إضافة أدنى العدد إلى نوع المعدود تبيينًا له, أضيف إلى الجمع ليشاكله ويطابق معناه في العدد؛ لأن التفسير يكون على حسب المفسر, فإن لم يكن له بناء قلة أضيف إلى بناء الكثير([39]).

إن الأعداد من ثلاثة إلى عشرة, وما بينهما, وبضع وبضعة, تضاف إلى جمع التكسير بشقيه “القلة والكثرة” تمييزًا لها, وهنا نقف على أن هذه الأعداد لا تضاف إلى جمع التصحيح إلا في ثلاث مسائل([40]):

أحدهما: أن يهمل تكسير الكلمة نحو: سبع سموات وخمس صلوات وسبع بقرات.

والثانية: أن يجاوز ما أهمل تكسيره نحو سنبلات, فإنه في التنزيل مجار لسبع بقراتكما في الآية الكريمة: “يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات “. يوسف:46.

والثالثة: أن يقل استعمال غيره نحو: ثلاث سعادات, فيجوز, لقلة سعائد.

من ثلاث إلى عشرة تحتاج إلى تمييز مخفوض مجموع جمع قلة غالبًا نحو: ثلاثة غلمة وثلاث أنفس, ومن النادر: ثلاثة غلمان وثلاث نفوس, فإن لم يكن للاسم إلا جمع كثرة أضيف إليه نحو: ثلاثة رجال, كذا لو كان جمع القلة قليل الاستعمال أو شاذًا, كان بمثابة غير الموجود ومنه قوله تعالى: “والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء” فإن قرْءًا بفتح القاف وسكون الراء يجمع جمع قلة على “أقْرُؤ” وهو غير مستعمل, والمستعمل منه” أقْرَاء” وهو شاذ, وهذا ما دعا إلى استعمال جمع الكثرة, ويستثنى من ذلك لفظ “مائة” إن اتصلت بالعدد من ثلاث إلى تسع, فيجب إفرادها نحو: ثلاثمائة… وليس ثلاث مئات, أو ثلاث مئين([41]).

تثبت التاء في ثلاثة وما بعدها إلى عشرة إن كان المعدود بها مذكرًا وتسقط التاء إن كان مؤنثًا, ويضاف العدد إلى جمع نحو ” ثلاثةُ طلابٍ وثلاثُ طالباتٍ”, وإذا كان للمعدود جمعان جمع قلة وجمع كثرة يُضاف العدد في الغالب إلى جمع القلة تقول: “عندي ثلاثُ انفُسٍ”, وقلما يُقال: “ثلاثُ نفُوس”([42]).

ومما جاء على غير الأكثر قوله تعالى: ﴿والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثةَ قروءٍ﴾ البقرة: 228, فأضاف “ثلاثة” إلى جمع الكثرة مع وجود جمع القلة, وهو “أقْرَاء”([43]).

فإن لم يكن للاسم إلا جمع كثرة لم يُضف إليه, نحو ثلاثةُ رجال”. وإن كان ثلاثة فما فوقها إلى العشرة ميز بمجموع مجرور, بإضافة العدد إليه نحو: ثلاثة أثواب, وثلاث ليال, وعشرة أشهر, وعشر سنين, مالم يكن التمييز لفظة “مائة” فيفرد غالبًا نحو: ثلاث مائة, وقد يجمع أيضًا نحو: ثلاث مئين, أما الألف, فيقع البتة إلى اسم الجمع نحو: ثلاث القوم, أو اسم الجنس نحو: ثلاثة آلاف. وإذا اجتمع لعدد واحد تمييزان: أحدهما مذكر, والاخر مؤنث روعي في تذكير العدد وتأنيثه  الأسبق منهما, نحو: حضر سبعةُ رجالٍ ونساء, وأقبل خمسُ نساءٍ ورجال([44]).

ورد العدد الذي يحتاج إلى تمييز جمع مجرور في القرآن الكريم (3 – 10) كالآتي: ثلاثة (إحدى وعشرون) مرة , وأربعة (أربع عشرة) مرة, وخمسة (أربع) مرات, وستة (عشر) مرات, وسبعة (أربع وعشرون) مرة, وثمانية (ست) مرات, وتسع (أربع) مرات.

ومن الشواهد القرآنية التي وردت فيها تلك الاعداد هي في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ﴾ البقرة: 196. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿ثلاثة أيام﴾ خالف العدد (ثلاثة) المعدود (أيام) في التذكير والتأنيث, ويكون تمييزها (أيامٍ) جمعًا مجرورًا بالإضافة (مضاف إليه مجرور), والمراد بـ ” ثلاثة أيامٍ”  أي صيام ثلاثة أيام أول أيام, وهي عند شروعه في الإحرام إلى يوم النحر, وقيل: أن يصوم قبل يوم التروية يومًا, ويوم التروية, ويوم عرفة, والمقصود ما بين أن يحرم بالحج إلى عرفة, أو يصومهن من أول عشر ذي الحجة, وقيل: ما دام بمكة, قيل: أنه يجوز أن يصوم قبل أن يحرم, وقد جوز بعض أهل العلم صيام أيام التشريق لمن لم يجد الهدي, ومنعه آخرون([45]). ومثله قوله تعالى: ﴿فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ﴾ المائدة: 89, أي: فمن لم يجد شيئًا من الأمور المذكورة وهي: الإطعام أو الإكساء أو الإعتاق, فكفارته صيام ثلاثة أيام متتابعات([46]), وقوله: ﴿فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾ هود: 65, والمراد بـ “ثلاثة أيام” أي: تمتعوا بالعيش في منازلكم ثلاثة أيام, فإن العقاب نازل عليكم بعدها, أي: إنهم عقروها يوم الأربعاء, فأقاموا الخميس والجمعة والسبت, وأتاهم العذاب يوم الأحد([47]).

وقوله تعالى: ﴿وَالمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ﴾ البقرة: 228. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿ثلاثة قروء﴾ خالف العدد( ثلاثة ) المعدود (قروء) في التذكير والتأنيث, ويكون تمييزها(قروءٍ) جمعًا مجرورًا بالإضافة (مضاف إليه مجرور), والمراد بـ ” ثلاثة قروءٍ” أي ثلاث أوقات, فهي على هذا مفسرة في العدد مجملة في المعدود, فوجب البيان للمعدود عند غيرها, وقد اختلف أهل العلم في تفسير “قروء” فقال أهل الكوفة: هي الحيض, في حين قال أهل الحجاز: هي الأطهار, والرأي الراجح, هي للحيض([48]).

وقوله تعالى : ﴿وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ النساء: 171. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿ثلاثة﴾ خالف العدد( ثلاثة ) المعدود (آله محذوف) في التذكير والتأنيث, والمراد بـ”ولا تقولوا ثلاثة” بمعنى ارتفاع ثلاثة على خبر مبتدأ محذوف, أي: لا تقولوا آلهتنا ثلاثة, أو لا تقولوا هم ثلاثة, أو لا تقولوا ثالث ثلاثة, فحذف المبتدأ والمضاف, والنصارى مع تفرق مذاهبهم متفقون على التثليث, ويعنون بالثلاثة: الثلاثة أقانيم, فيجعلونه سبحانه جوهرًا واحدًا, وله ثلاثة أقانيم, ويعنون بالأقانيم: أقنوم الوجود, وأقنوم الحياة, وأقنوم العلم, وربما يعبرون عن الأقانيم: بالأب, والابن, وروح القدس, فيعنون بالأب: الوجود, وبالروح, وبالحياة, وبالابن: المسيح. وأيضًا يقال: إنّ المراد بالآلهة الثلاثة: الله سبحانه وتعالى. ومريم, والمسيح عليهما السلام. وقد تخبط النصارى في هذا اختباطًا طويلاً([49]). ومثله قوله تعالى: ﴿وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى﴾ النجم: 20. ومثله قوله تعالى: ﴿وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً﴾ الواقعة:7. والأزواج الأصناف, والمعنى وكنتم في ذلك اليوم أصنافًا ثلاثة([50]).

وقوله تعالى: ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ﴾ التوبة: 118. الشاهد القرآني في قوله تعالى: “الثلاثة” خالف العدد (ثلاثة) المعدود (المتخلفين عن التوبة من الانصار) في التذكير والتأنيث,  والمراد بـ “على الثلاثة” أي: وتاب على الثلاثة الذين خلفوا: أي أخروا ولم تقبل توبتهم في الحال كما قبلت توبة أولئك المتخلفين, وهؤلاء الثلاثة: هم كعب بن مالك, ومرارة بن الربيع أو ابن ربيع العامري, وهلال بن أمية الواقفي, وكلهم من الأنصار, لم يقبل النبي (ص) توبتهم حتى نزل القرآن بأن الله قد تاب عليهم([51]).ومثله قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ﴾ المائدة: 73. والمراد بأنه (سبحانه وتعالى) ثالث ثلاثة , والمراد بالثلاثة: الله سبحانه, وعيسى, ومريم عليهما السلام([52]). .  ومثله قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ المجادلة: 7. أي: ولا نجوى خمسة, وتخصيص العددين بالذكر لأن أغلب عادات المتناجين أن يكونوا ثلاثة أو خمسة’ أو كانت الواقعة التي هي سبب النزول في متناجين كانوا ثلاثة في موضع, وخمسة في موضع([53]).

وقوله تعالى: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم﴾ الكهف: 22. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿ثلاثة, أربعة, خمسة, ستة, سبعة, وثمانية﴾ خالف العدد المعدود (اشخاص) في التذكير والتأنيث,. هؤلاء القائلون بأنهم ثلاثة أو أربعة أو خمسة, هم المتنازعون في عددهم في زمن الرسول(ص) من أهل الكتاب والمسلمين, أي هم ثلاثة أشخاص, وجملة رابعهم كلبهم في محل نصب على الحال, أي: حال كون كلبهم جاعلهم أربعة بانضمامه إليهم “ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجمًا بالغيب ” الكلام فيه كالكلام فيما قبله, وهؤلاء فريقي “الرجم بالغيب” أي: الظن والحدس بغير يقين, “ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم” هؤلاء هم أقرب إلى الصواب بدلالة عدم إدخالهم في سلك الراجمين بالغيب([54]).ومثله قوله تعالى: ﴿فَكَذَبُوهُمَا فَعَزَزْنَا بِثَالِثٍ﴾ يس: 14. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿فعززنا بثالث﴾ أي برسولٍ أو شخصٍ ثالثٍ , ومعناها بعد تكذيب الرسولين الذين أرسلهما عيسى(ع) أرسل رسول ثالث, وقيل: اسماء الثلاثة, صادق, ومصدوق, وشلوم, وقيل: سمعان, ويحيى, وبولص([55]).

وقوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا﴾ مريم: 10. الشاهد القرآني في قوله تعالى: “ثلاث ليالٍ” خالف العدد(ثلاث) المعدود (ليال) مفردها (ليلة) في التذكير والتأنيث, ويكون تمييزها(ليالٍ) جمعًا مجرورًا بالإضافة (مضاف إليه مجرور), وقد تقدم تفسير هذه الآية في آل عمران , وقد دل بذكر “الليالي” هنا “والأيام” في آل عمران أن المراد ثلاثة أيام ولياليهنّ([56]). ومثله قوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ العِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ﴾ النور: 58. ومثله قوله تعالى: ﴿مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾ الزمر:6 . وكذا قوله تعالى: ﴿انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ﴾ المرسلات:30, وقوله تعالى: ﴿فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ النور: 6. وقوله تعالى: ﴿وَيَدْرَأُ عَنْهَا العَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الكَاذِبِينَ﴾ النور: 8, والمعنى: أن يدفع عن المرأة الحدّ شهادتها أربع شهادات بالله. ومثله قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ النور: 45. وقوله تعالى: ﴿فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ البقرة: 29. ومثله قوله تعالى: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ الطلاق: 12, وقوله: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا﴾ الملك: 3, وقوله: ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ”﴾ فصلت: 12, وقوله: ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا﴾ نوح: 15. ومثله قوله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ﴾ البقرة: 261. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿سبع سنابل” خالف العدد(سبع) المعدود (سنابل) في التذكير والتأنيث, ويكون تمييزها(سنابل) جمعًا مجرورًا بالإضافة (مضاف إليه مجرور), والمراد بالسبع السنابل: هي التي تخرج في ساق واحد يتشعب منه سبع شعب في كل شعبة سنبلة, والحبة اسم لكل ما يزدرعه ابن آدم. وقوله في كل سنبلة مئةُ حبةٍ” معناه إن وجد ذلك, وإلا فعلى أن تفرضه, حيث اقتضى الجهاد بالمال حسنتها بسبعمائة حسنة, والله يضاعف لمن يشاء.

ومثله قوله تعالى: ﴿وَقَالَ المَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ﴾ يوسف: 43. ومثله قوله تعالى: ﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ﴾ يوسف:46. وكذا في قوله تعالى: ﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ﴾ يوسف: 47. وفي قوله تعالى: ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ﴾ يوسف: 48. وفي قوله تعالى: ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا”﴾ النبأ: 12. ومثله وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآَنَ العَظِيمَ﴾ الحجر: 87. وقوله تعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ﴾ الاسراء: 44. ومثله قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ﴾ المؤمنون: 86. وكذا قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الخَلْقِ غَافِلِينَ﴾ المؤمنون: 17. ومثله قوله تعالى: ﴿سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوما”﴾ الحاقة: 7. ومثله قوله تعالى: ﴿عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ﴾ القصص: 27. ومثله قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ الاسراء: 101. الآيات التسع: الطوفان, والجراد, والقمل, والضفادع, والدم, والعصا, واليد, والسنين, ونقص الثمرات, وبعضهم جعل البحر والجبل بدل السنين ونقص الثمرات([57]). ومثله قوله تعالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ الكهف: 25. الظاهر من كلام العرب المفهوم بحسب لغتهم أن التسع: أعوام, بدليل أن العدد في هذا الكلام للسنين لا للشهور ولا للأيام ولا للساعات([58]), ومثله قوله تعالى: ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ النمل: 12.

وقوله تعالى: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ المَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ﴾ الطلاق: 4. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿ثلاثة أشهر﴾ خالف العدد (ثلاثة) المعدود (أشهر) في التذكير والتأنيث, ويكون تمييزها(أشهرٍ) جمعًا مضاف إليه مجرور, والمراد بالآية, أي: شككتم وجهلتم كيف عدتهن من الكبار الاتي قد انقطع حيضهن وأيسن منه, فعدتهن ثلاثة أشهر, وكذا بالنسبة لصغرهن, وعدم بلوغهن سن الحيض, وحذفت المدة لدلالة ما قبله عليه([59]). ومثله قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ﴾ البقرة: 226. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿أربعة أشهر﴾ خالف العدد(أربعة) المعدود (أشهر) والمراد بـ  ﴿أربعةِ أشهرٍ﴾ وقّت الله سبحانه بهذه المدة دفعًا للضرار عن الزوجة, وقد كان أهل الجاهلية يؤلون السنة, والسنتين, وأكثر من ذلك يقصدون ضرار النساء, ومعناها أيضًا: إن الأربعة الأشهر هي التي لا تطيق المرأة الصبر عن زوجها زيادة عليها([60]). ومثله في العدد قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾ البقرة: 234.ومثله وقوله تعالى: ﴿قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ﴾ البقرة:260. والأربعة من الطير, قيل: الغرنوق, والطاووس, والديك, والحمامة, وقيل: الديك, والطاووس, والغراب, والحمام ([61]). ومثله قوله تعالى: ﴿وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ﴾ النساء:15. وقوله تعالى: ﴿مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ التوبة: 36. ومثله وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً﴾ النور: 4.ومثله قوله تعالى: ﴿لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ﴾ النور: 13. ومثله وقوله تعالى: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلبُهُمْ﴾ الكهف: 22. وكذا قوله تعالى: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ﴾ فصلت: 10. وقوله تعالى: ﴿وَالخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ﴾ النور: 7. ومثله قوله تعالى: ﴿وَالخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ النور: 9.

وكذا قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ الأعراف: 54. وهذه الأيام الست أولها الأحد وآخرها الجمعة, وهو سبحانه قادر على خلقها في لحظة واحدة يقول لها كوني فتكون, ولكنه أراد أن يعلم عباده الرفق والتأني في الأمور, أو خلقها في ستة أيام لكون لكل شيء عنده أجلاً([62]), ومثله قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ يونس: 3, وقوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ هود: 7, وقوله: ﴿الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ الفرقان:59,وقوله: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ السجدة: 4, وقوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ ق: 38, وقوله: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ الحديد : 4. ومثله قوله تعالى: ﴿فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ﴾ البقرة : 196. ومثله قوله تعالى: ﴿لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾ الحجر: 44. وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ لقمان: 27. ومثله قوله تعالى: ﴿سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوما﴾ الحاقة: 7. ومثله قوله تعالى: ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ﴾ الأنعام: 143. وكذا قوله تعالى: ﴿”وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم﴾ الكهف:22. وقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ الزمر: 6. وقوله تعالى: ﴿وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى القَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ الحاقة: 7. وقوله تعالى: ﴿وَالمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ الحاقة: 17. أي: يحمله فوق رؤوسهم يوم القيامة ثمانية أملاك, أي: ثمانية صفوف من الملائة لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل([63]). ومثله قوله تعالى: ﴿وَكَانَ فِي المَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾ النمل: 48. أي تسعة رجال.

3 – العدد (10)

يخالف المعـدود اذا كان مفردًا ،نحو: كافأتُ عشرة طلاب ٍوعشر طالباتٍ .ويعرب المعدود مضافًا إليه مجرورًا, أي يكون تمييزها جمعًا مجرورًا بالإضافة, مثل في اليدين عشرة أصابع. ورد العدد عشرة في القرآن الكريم (تسع مرات) ومن الشواهد القرآنية على ذلك قوله تعالى ﴿تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ﴾ البقرة: 196. الشاهد القرآني في قوله تعالى: “عشرة” خالف العدد(عشرة) المعدود (أيام) في التذكير والتأنيث, ويكون تمييزها(أيام) جمعًا مجرورًا بالإضافة (مضاف إليه مجرور), والمراد بـ”عشرةٌ كاملةٌ” فالكل يعلم الثلاثة والسبعة عشرة, لدفع أن يتوهم متوهم التخيير بين الثلاثة الأيام في الحج, والسبعة إذا رجع, وقيل العشرة للتوكيد, وكذلك في قوله ” كاملة” فهي توكيد آخر, لزيادة التوصية على صيامها, وأن لا ينقص من عددها([64]). ومثله قوله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ﴾ المائدة: 89.

وقوله تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ الأعراف: 142. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿بعشر﴾ خالف العدد (عشر) المعدود (ليالٍ) في التذكير والتأنيث, ويكون تمييزها (ليال) جمعًا مجرورًا بالإضافة ,هذا جملة ما كرم الله به موسى عليه السلام وشرفه. والثلاثين هي ذو القعدة, والعشر هي عشر ذي الحجة, ضرب الله هذه المدة موعدًا لمناجاة موسى ومكالمته, قيل وكان التكليم في يوم النحر([65]).وكذا قوله تعالى: ﴿يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا﴾ طه: 103. أي: ما لبثتم في الدنيا إلا عشر ليالٍ, أي: في القبور, أو بين النفختين. والمعنى: أنهم يستقصرون مدة مقامهم في الدنيا, أو في القبور, أو بين النفختين لشدّة ما يرون من أهوال القيامة([66]). ومثله قوله تعالى: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ الفجر: 2.

وكذا قوله تعالى: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ هود: 13. الشاهد القرآني في قوله تعالى: ﴿بعشر سور﴾ خالف العدد (عشر) المعدود (سور) في التذكير والتأنيث, ويكون تمييزها(سورٍ) جمعًا مجرورًا بالإضافة, والمراد بـ﴿بعشر سورٍ﴾ أي: مماثلة له في البلاغة, وحسن النظم, وجزالة اللفظ, وفخامة المعاني, ووصف السور بما يوصف المفرد, فقال: مثله, ولم يقل أمثاله, لأن المراد مماثلة كل واحد من السور, أو لقصد الإيماء إلى وجه الشبه, ومداره المماثلة في شيء واحد, وهي البلاغة البالغة إلى حد الإعجاز, وهذا إنما هو على القول بأن المطابقة في الجمع والتثنية والإفراد شرط([67]). ومثله قوله تعالى: ﴿فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ القصص: 27. وكذا قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالمَعْرُوفِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ البقرة: 234. ومثله قوله تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ الأنعام:160.

المبحث الثاني: الشواهد القرآنية للأعداد المركبة

هذه الأعداد من (أحدَ عشرَ إلى تسعةَ عشرَ) للمذكر, (إحدى عشرة إلى تسع عشرة) للمؤنث ,ويكون تمييزها (معدودها) مفردًا منصوبًا, فالاسم الذي وقع بعد الأعداد المركبة, يأتي مفردًا منصوبًا على أنه تميز, وفي نصبه يقول المبرد: “فأما نصب الاسم الذي بعده خمسة عشر, وأحد عشر, وبعد عشرة إلى تسعة عشرة؛ فلأنه عدد فيه نيّة التنوين, ولكنه لا ينصرف, كما تقول: هؤلاء ضوارب زيدًا غدًا, إذا أردت التنوين, ولم يجز أن يكون مضافًا؛ لأن الإضافة إنما تكون لما وقع فيه أقل العدد, وذلك ما بين الثلاثة والعشرة”([68]).

أولاً- الأعداد أحدَ عشرَ واثنا عشرَ (11-12)

(احدَ عشرَ, وإحدى عشرةَ) همـا عددان مركبان مبنيـان على فتح الجزأين, فلا تختلف صيغته في الرفع أو النصب والجر, ويوافقان المعـدود بجزأيهما ويأتـيان بلفظ (أحد عشر) للمذكر و(إحدى عشر) للمــؤنث .واستعمال لفظـــي (أحد وإحدى) وهو تخفيفًا عن (واحد، واحدة) ويأتي المعدود بعدهما مفردًا منصوبًا ويعرب تميزًا لهما.  ورد هذا العدد في القرآن الكريم مرة واحدة. نحو: قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ يوسف:4. الشاهد القرآني فيه طابق العدد (أحد عشر) المعدود (كوكبًا) في التذكير, وأما من حيث الإعراب فإن أحدَ عشرَ تعرب عدد مركب مبني على فتح الجزأين في محل نصب مفعولً به , ويكون معدوده تميزًا منصوب, والمراد بـ “أحد عشر كوكبًا” أي: كوكبًا أخوته, والشمس أمه, والقمر أبيه. جاء بستانه اليهودي إلى النبي (ص) ليخبره عن الكواكب التي رآها يوسف (ع) وأسمائها, فسكت النبي (ص) فنزل عليه جبريل فأخبره بأسمائها, فبعث النبي (ص) إلى بستانه اليهودي, فأخبره بأسمائها, فقال اليهودي: إي والله إنها لأسماؤها([69]).

أمّا العددان (اثنا عشرَ، اثنتا عشرةَ ), فإنّ صدرهما يعرب كالمثنى بالألف رفعاً وبالياء نصبًا وجرًا؛ لأنهما ملحقان بالمــثنى ، أما العجز فهو مبني على الفتح دائمًا . والعددان المركبان يطابقان المعدود , ويكون تمييزهما مفردًا منصوبًا , ورد العدد في القرآن الكريم (خمس) مرات, نحو قوله تعالى: ﴿فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ البقرة: 60. الشاهد القرآني فيه طابق العدد (اثنتا عشرة) المعدود(عينًا) في التأنيث, وأما من حيث الإعراب فإن الكلمة الأولى (اثنتا) فاعل مرفوع بالالف لأنه ملحق بالمثنى و(عشرةَ) فتلتزم البناء على الفتح, ويكون (عينًا) تميزًا منصوب. والمراد بـ”اثنتا عشرة عينًا” دليل على أنه يشرب من كل عين قوم منهم لا يشاركهم غيرهم, قيل: كان لكل سبط عين من تلك العيون لا يتعداها إلى غيرها, والأسباط ذرية الاثني عشر من أولاد يعقوب([70]). ومثله قوله تعالى: ﴿فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ﴾ الأعراف: 160.

ومثله قوله تعالى: ﴿وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا﴾ الأعراف: 160. الشاهد القرآني فيه طابق العدد (اثنتي عشرة) المعدود (أسباطًا) في التأنيث, ومن حيث الإعراب فإنّ “اثنتي عشرة” هو ثاني مفعولي “قطعنا” لتضمنه معنى التصيير, و(عشرة) فتلتزم البناء على الفتح, و(اسباطًا) تميزًا منصوب وهو ولد الولد, صاروا اثنتي عشرة أمة من اثني عشر ولدًا, وأراد بالأسباط القبائل؛ ولهذا أنث العدد.

وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ المائدة: 12. الشاهد القرآني فيه طابق العدد (اثني عشر) المعدود (نقيبًا) في التذكير, وأما من حيث الإعراب فإن (اثني) تعرب مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى و(عشرَ) فتلتزم البناء على الفتح, ويكون (نقيبًا) معدودها تميزًا منصوب.  والمراد بـ”اثنى عشر نقيبًا”. اختلف المفسرون في كيفية بعث هؤلاء النقباء, بعد الإجماع منهم على أن النقيب كبير القوم العالم بأمورهم الذي ينقب عنها وعن مصالحهم فيها, أي المراد ببعث هؤلاء النقباء, أنهم على الاطلاع على الجبارين, والنظر في قوتهم ومنعتهم ليختبروا حال من بها ويخبروا بذلك, فاطلعوا من الجبارين على قوة عظيمة وظنوا أنهم لا قبل لهم بها, فتعاقدوا بينهم على أن يخفوا ذلك عن بني إسرائيل, وأن يعلموا به موسى, فلما انصرفوا إلى بني إسرائيل خان منهم عشرة فأخبروا قراباتهم, ففشا الخبر حتى بطل أمر الغزو([71]).

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ﴾ التوبة: 36. الشاهد القرآني فيه طابق العدد (اثنا عشرَ) المعدود (شهرًا) في التذكير, وأما من حيث الإعراب فإن (اثنا) تعرب خبر إنّ مرفوع بالألف لأنه مثنى و(عشرَ) فتلتزم البناء على الفتح, ويكون المعدود (شهرًا) تميزًا منصوب. وقوله: ﴿اثنا عشر شهرًا﴾ هذا كلام مبتدأ يتضمن ذكر نوع آخر من قبائح الكفار, وذلك أن الله سبحانه لما حكم في كل وقت بحكم خاص, غيروا تلك الأوقات بالنسيء والكبيسة, فأخبرنا الله أن عدة الشهور في حكمه وقضائه وحكمته اثنا عشر شهرًا([72]).

ثانيًا- الأعداد ثلاثة عشر إلى تسعة عشر (13 -19)

هي أعداد مركبـة مبنيـة على فتـح الجزأين تخالف المعدود بجزئها الأول وتوافقه بجزئها الثاني ,ويأتـي المعدود مفرداً منصوباً ويعرب تميزًا لها، مثل: ربع الساعة خمس عشرة دقيقة, وحفظــتُ ثلاثة َعشر َبيتًا من الشعر, في الديوان تسع عشرة قصيدة, وإذا أردت أن تعرّف العدد بـ “ال” عُرّف صدره, مثل: جاء الخمسة عشر رجلاً.

أي أن الأعداد (19, 13) من الأعداد المركبة هي التي كل منها من عددين ركبًا معًا, وتطبق على هذه الأعداد القاعدة التالية:

“الأعداد من ثلاثةَ عشرَ إلى تسعةَ عشرَ”, تبنى على فتح الجزأين, فتطبق في الكلمة الأولى قاعدة المخالفة في التذكير والتأنيث, وفي كلمة “عشر” تطبق قاعدة المطابقة, مثل: جاء ثلاثةَ عشرَ طالبًا, رأيت ثلاثَ عشرةَ طالبةً, التقيت بثلاثةَ عشرَ طالبًا, نلاحظ أن الأعداد في تلك الأمثلة تبنى على فتح الجزأين. ورد العدد المركب في القرآن الكريم مرة واحدة وهو (تسعةَ عشرَ) في قوله تعالى: “عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ” المدثر: 30. الشاهد القرآني فيه طابق العدد (تسعةَ عشرَ) المعدود(ملك) في التذكير, وأما من حيث الإعراب فإن (تسعةَ عشرَ) تعرب عدد مركب مبني على فتح الجزأين في محل رفع مبتدأ.

المبحث الثالث: الشواهد القرآنية لألفاظ العقود (20 – 90)

هي الأعداد من العشرين إلى التسعين ومعدودها مفرد منصوب يعرب تميزًا وتكون هذه الاعداد بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وردت ألفاظ العقود في القرآن الكريم (ثلاث عشرة) مرة, وكالآتي: (عشرون) مرة واحدة, (ثلاثون) مرتين, (أربعون) أربع مرات, (خمسون) مرة واحدة, (ستون) مرة واحدة, (سبعون) ثلاث مرات, (ثمانون) مرة واحدة, وكالآتي: العدد (20) شاهده في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ الأنفال: 65. فالشاهد القرآني فيه: ﴿عشرون صابرون﴾ جاء العدد من الفاظ العقود, ويأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وجاء مرفوعًا وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم, أراد الله تعالى أن يبشر المؤمنين تثبيتًا لقلوبهم وتسكينًا لخواطرهم بأنّ الصابرين منهم في القتال يغلبون عشرة أمثالهم من الكفار([73]).

العدد (30) شاهده القرآني في قوله تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً﴾ الأعراف: 142 الشاهد القرآني فيه: “ثلاثين ليلة” جاء العدد من الفاظ العقود, ويأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وجاء منصوبًا وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم, وجاء معدوده (ليلةً) تميزًا منصوب. أما في قوله تعالى: “وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا” الأحقاف: 15.الشاهد القرآني في قوله: ﴿ثلاثون شهرًا﴾ جاء العدد من الفاظ العقود, ويأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وجاء مرفوعًا وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ,وجاء معدوده (شهرًا) تميزًا منصوب, واستدل بهذه الآية على أن أقل الحمل ستة أشهر, لأن مدة الرضاع سنتان كما في قوله تعالى: ﴿حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِّمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ ([74]).

الشاهد القرآني للعدد (40) في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ العِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ﴾ البقرة: 51. فالشاهد القرآني فيه: ﴿أربعين ليلة﴾ جاء العدد من الفاظ العقود, ويأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وجاء منصوبًا وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ,وجاء معدوده (ليلةً) تميزًا منصوب,  ونضيف في قوله تعالى: ﴿أربعين ليلة﴾ فالتقدير تمام أربعين ليلة, , وإنما خص الليالي بالذكر دون الأيام؛ لأن الليلة أسبق من اليوم فهي قبله مرتبة, والفائدة في “فتم ميقات ربه أربعين ليلة” مع العلم بأن الثلاثين والعشر أربعون لئلا يتوهم أن المراد أتممنا الثلاثين بعشر منها, فبيّن أن العشر غير الثلاثين([75]), ومثله قوله تعالى: ﴿فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ الأعراف: 142.

وقوله تعالى: ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى القَوْمِ الفَاسِقِينَ﴾ المائدة: 26. الشاهد القرآني في قوله: “أربعين سنة” جاء العدد من الفاظ العقود, ويأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وجاء منصوبًا وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ,وجاء معدوده (سنة) تميزًا منصوب, وقوله: “أربعين سنة” ظرف تحريم, أي: إنه محرّم عليهم دخول الأرض المقدسة  هذه المدة لا زيادة عليها, وقيل: أي: يتيهون هذا المقدار فيكون التحريم مطلقًا, والموقت: هو التيه, وهو في اللغة الحيرة, فالمعنى: يتحيرون في الأرض, أي: إن هذه الأرض التي تاهوا فيها كانت صغيرة نحو ست فراسخ, كانوا يمسون حيث أصبحوا ويصبحون حيث أمسوا, وكانوا سيارة مستمرين على ذلك لا قرار لهم([76]), ومثله قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ الأحقاف: 15. وقوله: ﴿وبلغ أربعين سنة﴾ فإن هذا يفيد بلوغ الأربعين هو شيء وراء بلوغ الأشد, قال المفسرون: لم يبعث الله نبيًا قط إلا بعد أربعين سنة([77]).

الشاهد القرآني للعدد (50) في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ العنكبوت: 14. فالشاهد القرآني فيه : “خمسين عامًا” جاء العدد من الفاظ العقود, ويأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وجاء منصوبًا وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم, وجاء معدوده (عامًا) تميزًا منصوب, جاءت هذه الآية تثبيت للنبي (ص), والمعنى: إن نوحًا (ع) لبث هذه المدة يدعو قومه, ولم يؤمن إلا قليل, فأنت أولى بالصبر لقلة مدة لبثك, وكثرة عدد امتك. قيل: ووقع في الظلم إلا خمسين عامًا, ولم يقل: تسعمائة سنة وخمسين, لأن الاستثناء تحقيق العدد بخلاف الثاني, فقد يطلق على ما يقرب منه([78]).

الشاهد القرآني للعدد (60) ورد في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا﴾ المجادلة: 4. الشاهد القرآني في قوله: ﴿ستين مسكينًا﴾ جاء العدد من الفاظ العقود, ويأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث وجاء معدوده (مسكينًا) تميزًا منصوب, أي: فمن لم يجد الرقبة في ملكه, ولا تمكن من قيمتها, فعليه صيام شهرين متتابعين متوالين لا يفطر فيهما. وقوله: ﴿ستين مسكينًا﴾ أي: فعليه أن يطع ستين مسكينًا, لكل مسكين مدّان, وهما نصف صاع, وقيل مدّ واحد, والظاهر من الآية أن يطعمهم حتى يشبعوا مرة واحدة([79]).

الشاهد القرآني للعدد (70) ورد في قوله تعالى: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا﴾ الأعراف: 155. فالشاهد القرآني في قوله: “سبعين رجلاً” جاء العدد من الفاظ العقود, ويأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وجاء منصوبًا وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ,وجاء معدوده (رجلاً) تميزًا منصوب, هذا شروع في بيان ما كان من موسى, ومن القوم الذين اختارهم, وسبعين مفعول اختار, وقومه منصوب بنزع الخافض, أي من قومه على الحذف والإيصال, كان الله أمره أن يختار موسى سبعين رجلاً, فاختار سبعين رجلاً فبرز بهم ليدعوا ربهم, فكان فيما دعوا الله أن قالوا: اللهم أعطنا ما تعط أحدًا من قبلنا ولا تعطه أحدًا بعدنا, فكره الله ذلك من دعائهم, فأخذتهم الرجفة([80]).

وقوله تعالى: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ﴾ التوبة: 80. الشاهد القرآني في قوله: “سبعين مرة” جاء العدد من الفاظ العقود, ويأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وجاء منصوبًا وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ,وجاء معدوده (مرة) تميزًا منصوب, وقوله: “سبعين مرة” فيه بيان لعدم المغفرة من الله سبحانه للمنافقين, وإن أكثر النبي (ص) من الاستغفار لهم, والمراد بهذا المبالغة في عدم القبول, فقد كانت العرب تجري ذلك مجرى المثل في كلامها عند إرادة التكثير, والمعنى: أنه لن يغفر الله لهم وإن استغفرت لهم استغفارًا بالغًا في الكثرة غاية المبالغ([81]).

وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ﴾ الحاقة: 32. الشاهد القرآني في قوله: ﴿سبعون ذراعًا﴾ جاء العدد من الفاظ العقود, ويأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وجاء مرفوعًا وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ,وجاء معدوده (ذراعًا) تميزًا منصوب, والمعنى: كل ذراع سبعون باعًا وكل باع أبعد مما بينك وبين مكة, أي: لو أن حلقة منها وضعت على ذروة جبل لذاب كما يذوب الرصاص([82]).

الشاهد القرآني للعدد (80) ورد في قوله تعالى: ﴿ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ﴾ النور: 4. فالشاهد القرآني في قوله: ﴿ثمانين جلدة﴾ جاء العدد من الفاظ العقود, ويأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وجاء منصوبًا وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم, وجاء معدوده (جلدة) تميزًا منصوب, وقوله “ثمانين جلدة” هو بيان من الله سبحانه ما يجب على القاذف من الجلد.

المبحث الرابع: الشواهد القرآنية للأعداد المعطوفة

هي الأعداد من (21 – 99) تتألف من عدد مفرد وأحد الفاظ العقود وتنطبق فيها القواعد التي ذكرت في الأعداد (1 – 2) و(3 – 9) وألفاظ العقود. ويأتي المعدود مفردًا منصوبًا يعرب تمييزًا لها, أي العددان يكون تمييزهما مفردًا منصوبًا مثل: اليوم أربع وعشرون ساعةً. وإذا أردت أن تعرف العدد بـ “ال” عرف جزآه, مثل: جاء الخمسة والأربعون رجلاً.

أي أن الأعداد المعطوفة يتكون كل منهما من عدد معطوف على آخر, وتجمع القواعد الآتية:

أ- قاعدة المطابقة في التذكير والتأنيث (1-2) وهي الاعداد من 21-22 إلى 91-92.

ب- قاعدة المخالفة في التذكير والتأنيث للأعداد (3-9)وهي الاعداد من23-99.

ج- قاعدة ألفاظ العقود (20-90), مع إعرابها إعراب الجمع المذكر السالم.

الشاهد القرآني للأعداد المعطوفة وردت مرة واحدة في القرآن الكريم وهي لفظة(تسع وتسعون) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً﴾ ص: 23. الشاهد القرآني في قوله: (تسع وتسعون نعجةً) من الاعداد المعطوفة, وهو يجمع بين قاعدتين: قاعدة المخالفة في التذكير والتانيث للعدد (تسع)؛ ولذلك جاء بصيغة المذكر لأن المعدود (نعجةً) مؤنث, وقاعدة الفاظ العقود (وهي تأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, ويعرب اعراب جمع المذكر السالم) فـ(تسعون) جاء مرفوعًا بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم في إعرابه. والمعنى: إن داود (ع) كان له تسع وتسعون امرأة, و”نعجة واحدة” زوجة “أوريا” المرأة التي أراد أن يتزوجها داود, والمعنى أن خطيئة داود (ع) أنه حكم لأحد الخصمين قبل أن يسمع من الآخر, بضم النعجة الواحدة إلى التسع وتسعون نعجة([83]).

المبحث الخامس: الشواهد القرآنية للأعداد مائة وألف ومضاعفاتهما

هذه الأعداد تحتاج إلى تمييز مفرد مجرور, فالمائة والألف تحتاج إلى تمييز مفرد مخفوض وذلك نحو: “جلدةٍ” في قوله تعالى: ﴿الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائةَ جلدةٍ﴾ النور:2.

فالمائة: هي عدد اسم يوصف به نحو : “مررت برجل مائة إبلة”, والوجه الرفع, ويجمع على مئات, ومئتين, والمائة في ثلثُمائة في معنى المئات, لأن حق مميز الثلاثة إلى العشرة, أن يكون جمعًا, وثلثُمئات شاذ, لأن العرب كرهوا أن يجئ التمييز الذي هو اسم المعدود الذي هو مميز العدد مثل: رجل ودرهم بعد العدد المجموع جمع المؤنث اللازم على تقدير جمع المائة بالألف والتاء, وأن يقال: ثلثُمئات رجل بعد كون العادة أن يجئ بعد العدد الذي هو في صورة الجمع المذكر, ومثل عشرين رجلاً إلى تسعين, وإنما لم تجمعها؛ لأن استعمال جمع مائة مع مميزها مرفوض في الأعداد, ولما كانت ثلثُمائة جمعًا في المعنى حسن إضافته إلى الجمع في ﴿ولبثوا في كهفهم ثلاثَ مئةٍ سنين وازدادوا تسعًا﴾ الكهف: 103([84]).

فمائة وألف تحتاجان إلى تمييز مفرد مخفوض, ومجئ التمييز جمعًا قليل وشاهده قوله تعالى: ﴿ولبثوا في كهفهم ثلاثَ مئةٍ سنين وازدادوا تسعًا﴾ قرأ الحمزة والكسائي ثلاثُمائةٍ سنين بإضافة مائة إلى سنين, وقرئ بتنوين “مائة” قال الكسائي, العرب تقول: أقمت مائة سنة, ومائة سنين, وحينئذ تعرب “سنين” بدلاً من ثلاثُمائة, او عطف بيان لثلاث, وتكون نصبًا, وقد تكون جرًا نعتًا لمائة, ولا يجوز جعله تمييزًا لئلا يلزم أن يكون كل من الثلاث “مائة سنين”, فتكون المدة تسعمائة سنة, وذلك ليس بمراد([85]).

وإن كان مائة فما فوقها, مُيّز بمفرد مجرور بالإضافة نحو: مائة رجل ومائتا عام وألف إنسان, وجمعه مع المائة ضرورة, وجوز الفراء في السّعة, وخرّج عليه الفراء قراءة حمزة والكسائي ” ثلاثَ مائةٍ سنينَ”, بإضافة مائة ويجوز جره بـ ” من” فيقال ثلاث مائة من السنين([86]).

فإن كان تمييز ألفٍ ومائة فيفرد تقول: ألفُ رجلٍ, ومائةُ رجلٍ, وأجاز الفراء([87]) جمع تمييز المائة قال: ومن العرب من يضع السّنين موضع السَّنة, وقال المبرد([88]): هو خطأ في الكلام, وإنما يجوز في الشعر للضرورة, وجوز المبرد أيضًا في “عليه مائةٍ بيضًا” أن يكون “بيضًا” تمييزًا, هذا وهو منصوب جمع.

اذن المائة الالف  تأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث ويأتي المعدود بعدها مفردًا مجرورًا مضاف إليه ، أي أن هذه الأعداد لا يتغير لفظهما في التذكير والتأنيث, ويجوز أن يضاف العدد إلى المعدود, ويجوز أن يكون العدد وصفًا للمعدود, مثل: مائة رجلٍ, مائة امرأةٍ, الرجالُ المائةُ, النساءُ المائةُ, ألفُ كتابٍ , ألفُ رسالةٍ, الكتبُ الألفُ, الرسائلُ الألفُ.

مع ملاحظة أن لفظ العدد(200) يعرب إعراب المثنى, وكذلك لفظ العدد الدال على (2000) مثل: مائتا رجلٍ, مائتا رسالةٍ, الطلابُ المائتانِ, الرسائلُ المائتانِ, ألفَيْ كتابٍ, ألفَيْ رسالةٍ, الكتبُ الألفيْنِ, الرسائلُ الألفيْنِ. وردت ألفاظ المائة والألف ومضاعفاتهما في القرآن الكريم (22) مرة, وكالآتي: (المائة)ست مرات, (والمائتين) مرتين, (وثلاث مئة) مرة واحدة, (وألف) ثمان مرات, (وألفين) مرة واحدة, (وثلاثة آلاف) مرة واحدة ,(وخمسة آلاف) مرة واحدة,(وخمسين ألف) مرة واحدة, (ومئة ألف) مرة واحدة, وكالآتي:

الشاهد القرآني للعدد (100) ورد في قوله تعالى: ﴿قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ﴾ البقرة: 259. فالشاهد القرآني فيه  (مائة عام) العدد (مائة) لا يتغير لفظه في التذكير والتأنيث, وجاء معدوده (عام) مفردًا مجرورًا بالإضافة, وقوله: “فأماته الله مئة عامٍ” كان هذا القول شكًا في قدرة الله عز وجل على الإحياء, فلذلك ضرب له المثل في نفسه, وقوله” “مائة عام” منصوب على الظرفية. والعام: السنة, أصله مصدر كالعوم, سمي به هذا القدر من الزمان. وقوله ” بل لبثت مائة عام” هو “استئناف” أي: ما لبثت يومًا أو بعض يوم بل لبثت مائة عام. وهي دليل على قدرة الله تعالى  إحياء الموتى وعد تغير طعامه وشرابه مع طول تلك المدة([89]).

وقوله تعالى: ﴿فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ البقرة: 261. الشاهد القرآني في قوله تعالى: (مئة حبة) العدد (مئة) لا يتغير لفظه في التذكير والتأنيث , وجاء معدوده (حبة) مفردًا مجرورًا بالإضافة,  وقوله: ﴿في كل سنبلة مئةُ حبةٍ﴾ معناه إن وجد ذلك, وإلا فعلى أن تفرضه, حيث اقتضى الجهاد بالمال حسنتها بسبعمائة حسنة, والله يضاعف لمن يشاء. ومثله قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا﴾ الأنفال: 65. الشاهد القرآني في قوله تعالى: (وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفًا) وفي هذا دلالة على أن الجماعة من المؤمنين قليلاً كانوا أو كثيرًا لا يغلبهم عشرة أمثالهم من الكفار بحال من الأحوال([90]), ومثله قوله تعالى: ﴿الآَنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ الأنفال: 66. معنى ذلك أنّه لما شق ذلك على المؤمنين واستعظموه خفف عنهم ورخص لهم لما علمه سبحانه من وجود الضعف فقال: ﴿فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين﴾ إلى آخر الآية, فأوجب على الواحد أن يثبت لأثنين من الكفار([91]).

وقوله تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ﴾ النور: 2. الشاهد القرآني في قوله تعالى: (مئة جلدة) العدد (مئة) لا يتغير لفظه في التذكير والتأنيث, وجاء معدوده (جلدة) مفردًا مجرورًا بالإضافة, وقوله: ﴿مائة جلدة” هو حدّ الزاني الحر البالغ البكر, وكذلك الزانية﴾([92])..ومثله قوله تعالى: ﴿إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ﴾ الأنفال: 65. ومثله قوله تعالى: ﴿فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ الأنفال: 66.

الشاهد القرآني للعدد (300) ورد في قوله تعالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ﴾ الكهف: 25. فالشاهد القرآني في قوله تعالى: (ثلاث مئة سنين) العدد (ثلاث مئة) العدد “ثلاث” يخالف المعدود في التذكير والتأنيث (ومئة) تأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث , وجاء معدوده (سنين) مجرورًا بالإضافة, هذا إخبار من الله تعالى بمدة لبثهم, وهذه المدة في كونهم نيامًا([93]).

الشاهد القرآني للعدد (1000) ورد في قوله تعالى: ﴿يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ﴾ البقرة: 96. فالشاهد القرآني في قوله تعالى: (الفَ سنةٍ) العدد (الف) لا يتغير لفظه في التذكير والتأنيث, وجاء معدوده (سنةٍ) مفردًا مجرورًا بالإضافة. أي: إن المشركين لا يرجون بعثًا بعد الموت, وإنما طول الحياة, وقوله: لو يعمر ألف سنة: هو قول الأعاجم إذا عطس أحدهم بعبارة “ذه هزار سال”, أي: يعني عِش ألف سنة[94]. ومثله قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ الحج: 47, وتشير الآية إلى أن الله تعالى خاطبهم في ذلك ببيان حلمه لكون المدة القصيرة عنده كالمدة الطويلة عندهم, وهذا وعيد لهم بامتداد عذابهم في الآخرة, أي: يوم من أيام عذابهم في الآخرة كألف سنة, وقيل: المعنى وإن يومًا من الخوف والشدة في الآخرة كألف سنة من سني الدنيا فيها خوف وشدة([95]), وقوله: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ العنكبوت: 14, وقوله: ﴿ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ السجدة: 5, أراد بقوله تعالى: المسافة بين الأرض, وبين سماء الدنيا هبوطًا وصعودًا, فإنها ألف سنة من أيام الدنيا, وقوله: “في يوم كان مقداره ألف سنة” يعني: يدبر الأمر في زمان يوم منه ألف سنة([96]).

وقوله تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ الأنفال: 9. الشاهد القرآني في قوله تعالى: (بألف من الملائكة) العدد (الف) لا يتغير لفظه في التذكير والتأنيث, وجاء معدوده (الملائكة) مفردًا مجرورًا, ومعنى الآية: أمد الله المسلمين بألف من الملائكة مردفين يوم بدر, ومردفين, قيل: إن ردف وأردف بمعنى واحد, وقيل بعضهم أثر بعض([97]). ومثله قوله تعالى: ﴿وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾ الأنفال:65. وكذا قوله تعالى: ﴿وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ الأنفال:66. ومثله قوله تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ القدر: 3. الشاهد القرآني في قوله تعالى: (الف شهرٍ) العدد (الف) لا يتغير لفظه في التذكير والتأنيث, وجاء معدوده (شهرٍ) مفردًا مجرورًا بالإضافة, والمعنى: أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر, وسميت بليلة القدر لأن الله سبحانه يقدّر فيها ما شاء من أمره, وقيل لعظيم قدرها وشرفها, أو لأن للطاعات فيها قدرًا عظيمًا, وقيل, لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة([98]).

الشاهد القرآني للعدد (2000) ورد في قوله تعالى: ﴿وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ الأنفال: 66. الشاهد القرآني “ألفين” يأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث.

الشاهد القرآني للعدد (3000) ورد في قوله تعالى: ﴿إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ﴾ ال عمران: 124. فالشاهد القرآني في قوله تعالى (ثلاثة آلاف من الملائكة) العدد (ثلاثة آلاف), العدد “ثلاثة” يخالف المعدود في التذكير والتأنيث, (والف) تأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث, وجاء معدوده (الملائكة) مفردًا مجرورًا, تشير هذه الآية أن المسلمين قد بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر المحاربي يمدّ المشركين, فشقّ ذلك على المسلمين, فنزلت هذه الآية لمدّ المسلمين في قوله تعالى: ﴿بثلاثةِ أَلافٍ﴾([99]).

الشاهد القرآني للعدد (5000) ورد في قوله تعالى: ﴿بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ ال عمران: 125. فالشاهد القرآني في قوله تعالى (خمسة آلاف من الملائكة) العدد (خمسة آلاف), العدد “ثلاثة” يخالف المعدود في التذكير والتأنيث, (والف) تأتي بلفظ واحد للمذكر والمؤنث.

الشاهد القرآني للعدد (50000) ورد في قوله تعالى: ﴿تَعْرُجُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ المعارج: 4. فالشاهد القرآني في قوله تعالى: (خمسينَ ألفً سنةٍ) العدد (خمسين ألف), العدد “خمسين” الفاظ العقود تأتي بلفظ واح للمذكر والمؤنث ويعرب إعراب جمع المذكر السالم؛ لأنه ملحقًا به  وجاء معدوده (سنةٍ) مفردًا مجرورًا بالإضافة, المعنى: أن الملائكة إذا عرجت من أسفل العالم إلى العرش كان مسافة ذلك خمسين ألف سنة, وقيل: يوم القيامة جعله على الكافر مقدار خمسين ألف سنة([100]).

الشاهد القرآني للعدد (100000) ورد في قوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ الصافات: 147 هم قومه الذين هرب منهم إلى البحر, وجرى له ما جرى بعد هروبه, وهم أهل نينوى([101]).

المبحث السادس: الشواهد القرآنية لكنايات العدد

من كنايات العدد : كذا, بضع, نيف, كأين, ولكل منها أحكام في الاستعمال:

1- (كذا) يكنى بها العدد المبهم, وتأتي مفردة, أو مكررة, أو معطوفة, وتمييزها يكون منصوبًا, مفرداً ,أو جمعًا, مثل: يضم مشروع المدينة كذا روضة أطفال, وكذا مسجدًا  وكذا دكاكين .

2- (بضع) كناية عن العدد من (3 – 9), وتأخذ حكم هذا العدد من حيث التمييز وإعرابه, ومن حيث التذكير والتأنيث, والإعراب والبناء . وقد وردت “بضع” في القرآن الكريم مرتين, في قوله تعالى: ﴿فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِين﴾ يوسف: 42, في قوله تعالى: “بضع سنين” البضع ما بين الثلاث إلى التسع, وقد اختلف في لبث يوسف (ع) في السجن, فقيل: سبع سنين([102]).  وكذا قوله تعالى: ﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ﴾ الروم: 4.

3- (نيف)  كناية عن العدد الذي يزيد على العقد إلى العقد التالي له, أي على أي عدد من الواحد إلى التسعة بين العقدين , ولفظها يلزم صورة واحدة سواءً أكان المعدود مذكراً أم مؤنثًا, وتعرف على حسب موقعها في الجملة مع عطف العقد عليها , وتمييزها مفرد منصوب دائمًا.

كلمة (نيِّف) هذه الكلمة بتشديد الياء وكسرها وتعني العدد القليل دون العشرة , ولا تستخدم إلاّ في إطار عدد معطوف, فلا يقال في شيء مما دون العشرة نيف إلاّ وبعده عشرون أو ثلاثون. وذلك مثل: في المدرسة نيف وثلاثون فصلاً –  تمكث بعض الغواصات في الماء نيفًا وخمسين يومًا, وتستطيع أن تزيدها إلى نيف وستين يومًا.

4- (كأين) هي أي, دخلت على كاف التشبيه وثبتت معها, فصارت بعد التركيب بمعنى كم, وصوّرت في المصحف نونًا, لأنها كلمة نقلت عن أصلها فغير لفظها لتغيير معناها, ثم كثر استعمالها فتصرّفت بالقلب والحذف, فصار فيها أربع لغات قرئ بها: أحدهما كائن مثل كاعن, وبها قرأ ابن كثير, وثانيهما: كأيّن: بالتشديد, مثل كعِّين, وبه قرأ الباقون, وهو الأصل, والثالثة: كأين مثل كعين مخففًا, والرابعة: كيئِن بياء بعدها همزة مكسورة[103].

“كأين” وهذه الأداة للدلالة على كثرة العدد وفي لزوم التصدير, ولا تحتاج إلى جواب, وتمييزها مفرد مجرور بـ”من” دائمًا. وردت “كأين” في القرآن الكريم ثمان مرات , نحو قوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾ ال عمران: 146. الشاهد القرآني (كأين من نبي) حيث جاءت تشبه (كم الخبرية) في الدلالة على كثرة العدد ولزوم التصدير, ولا تحتاج إلى جواب, ومعدودها (من نبيّ) مفرد مجرور بـ(من). ومثله قوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ يوسف: 105. وكذا قوله تعالى: ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا﴾ الحج: 45. وقوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ المَصِيرُ﴾ الحج: 48. وقوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ﴾ العنكبوت: 60. وقوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ﴾ محمد: 13. و ايضًا قوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا﴾ الطلاق: 8. وتعرب (كأين) في محل رفع مبتدأ غالبًا , ولا يكون خبرها إلاّ جملة أو شبه جملة.

الخاتمة

سعى البحث أحصاء شواهد آيات العدد والمعدود في القرآن الكريم ومعرفة معاني الأعداد والقيمة النحوية لها والاعتماد على رأي الشوكاني في شواهده عن العدد وتفسيره للآيات الكريمات.

تبيّن إنّ الأعداد التي ورد ذكرها في القرآن الكريم هي: واحد (61 مرة), اثنان (14 مرة), ثلاثة (21 مرة), أربعة (14 مرة), خمسة (4 مرات), ستة (10 مرات) , سبعة (24 مرة), ثمانية (6 مرات), تسعة (4 مرات), عشرة (9 مرات), أحد عشر (مرة واحدة), اثنا عشر (5 مرات), تسعة عشر (مرة واحدة) , عشرون (مرة واحدة), ثلاثون (مرتان), أربعون (4 مرات), خمسون (مرة واحدة), ستون (مرة واحدة), سبعون (3 مرات), ثمانون (مرة واحدة), تسعة وتسعون (مرة واحدة), مائة (6 مرا), مائتان (مرتان), ثلاثمائة (مرة واحدة), ألف (8 مرات), ألفان (مرة واحدة), ثلاثة آلاف (مرة واحدة), خمسة آلاف (مرة واحدة), خمسون ألفا (مرة واحدة), مائة ألف (مرة واحدة).

تجلى هذا البحث في إشارة إلى اختيار الأعداد في القرآن الكريم, كان مناسبًا في المواطن التي استعمل فيها, وأن هذه المناسبة الشرعية والنحوية والدلالية جزءًا من إعجاز وبلاغة القرآن الكريم.

اظهر البحث الدلالة العددية, حيث إنها تحتاج إلى تبصر وتأمل, ولما للعدد في القرآن الكريم من نصوص محددة الدلالة والمعنى, فقد تكون الدلالات العددية في نظر البشر كذا, لكنه في كلام المولى سبحانه غير ذلك.

توصل البحث إلى أهمية الشواهد الواردة في القرآن الكريم للأعداد, من خلال عرض تمييز العدد سواء أكان مفردًا أم مركبًا أم من ألفاظ العقود أم معطوفًا, حيث تم تناول البحث صور العدد والأحكام والقواعد التي تطبق على العدد والمعدود (تمييزه), وإيضاحها من الناحيتين النحوية والدلالية.

تبين أنه في حالة عدم ذكر المميز للعدد, يجوز تذكير أو تأنيث العدد. وإن العددين واحد أو اثنان لم يحتاجا إلى تمييز استغناءً بالنص على المفرد والمثنى.

كما تبين أنه إذا اجتمع لعدد واحد تمييزان: أحدهما مذكر, والآخر مؤنث روعي في تذكير العدد وتأنيثه  الأسبق منهما, وإذا كان للمعدود جمعان جمع قلة وجمع كثرة يُضاف العدد في الغالب إلى جمع القلة تقول:” عندي ثلاثُ انفُسٍ”, وقلما يُقال:” ثلاثُ نفُوس. ومما جاء على غير الأكثر قوله تعالى: “والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثةَ قروءٍ” البقرة: 228, فأضاف “ثلاثة” إلى جمع الكثرة مع وجود جمع القلة, وهو “أقْرَاء”.

قائمة المصادر

  • ابن عقيل, بهاء الدين عبد الله, شرح ابن عقيل, دار العلوم الحديثة, بيروت, (د. ت).
  • ابن منظور, لسان العرب, مادة (عدد), دار الحديث, القاهرة, 2002.
  • ابن يعيش, موفق الدين بن علي, شرح المفصل, ج6, عالم الكتب, بيروت, (د. ت).
  • الأزهري, خالد بن عبد الله, شرح التصريح, دار الفكر, (د. ت).
  • الجوهري ,إسماعيل بن حماد, الصحاح, تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار, دار العلم للملايين, ط4, 1990.
  • الجيالي, محمد بن عبد الله مالك الطائي, شرح الكافية الشافية, تحقيق: عبد المنعم أحمد هريدي, دار المأمون للتراث, (د. ت).
  • ديوان الراعي النميري, تحقيق: ناصر العاني, راجعه: عز الدين التنوخي, مطبوعات مجمع اللغة العربية, دمشق, 1964.
  • ديوان الحطيئة, تحقيق: نعمان أمين طه,ط1, مطبعة الباب الحلبي, 1378هـ.
  • الزمخشري, أبو القاسم محمود بن عمر, المفصل في علم العربية, تقديم ومراجعة: د. محمد عز الدين السعيدي, ط1, دار إحياء العلوم, بيروت, 1990.
  • الزمخشري, أساس البلاغة, تحقيق: محمد باسل عيون السود, ج1, دار الكتب العلمية, بيروت, 1998.
  • السيد حسين الحسيني الزرباصي, المختصر الجميل من نحو ابن عقيل, ط2, انتشارات دار التفسير,  (د. ت).
  • السيوطي, همع الهوامع في شرح جمع الجوامع,ط1, ج2, تحقيق: احمد شمس الدين, دار الكتب العلمية, بيروت, 1998.
  • شوقي ضيف, مجمع اللغة العربية, المعجم الوسيط, مكتبة الشروق الدولية, ط4, 2004.
  • الصبان, محمد بن علي, حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك, ج4, ترتيب وضبط وتصحيح: مصطفى حسين أحمد, دار الفكر للطباعة والنشر, (د. ت).
  • عباس حسن, النحو الوافي, ط6, ج4, دار المعارف, القاهرة, (د. ت).
  • الفراهيدي ,الخليل بن أحمد, العين, تحقيق, مهدي المخزومي ود. إبراهيم السامرائي, وزارة الثقافة والإعلام, 1981.
  • الكفوي, أبو البقاء أيوب بن موسى, الكليات, مؤسسة الرسالة, ط2, ج3, بيروت, 1998.
  • المبرد, أبو العباس محمد بن يزيد, المقتضب, تحقيق: الاستاذ محمد عبد الخالق عظيمة, عالم الكتب, بيروت, 1963.
  • محمد عوني وآخرون, الدراسات اللغوية لتأهيل المرحلة الابتدائية للمستوى الجامعي, (د. م .ن), (د. ت).
  • مها خير بك ناصر, الحو العربي والمنطق الرياضي, التأسيس والتأصيل,ط2, المؤسسة الحديثة للكتاب, لبنان, 2014.
  • يوسف حمادي وآخرون, القواعد الأساسية في النحو والصرف, وزارة التربية والتعليم المصرية, (د.م. ن), (د. ت).

[1] – الفراهيدي, الخليل بن أحمد, العين, تحقيق, مهدي المخزومي ود. إبراهيم السامرائي, وزارة الثقافة والإعلام, 1981 , ج1,ص39.

[2] – ابن منظور, لسان العرب, مادة (عدد), دار الحديث القاهرة, 2002, ج4, ص272.

[3] – الجوهري ,إسماعيل بن حماد, الصحاح, تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار, دار العلم للملايين, ط4, 1990. مادة (عدد).

[4] – الزمخشري, أبي القاسم جار الله محمد بن عمر بن أحمد, أساس البلاغة, تحقيق: محمد باسل عيون السود, ج1, دار الكتب العلمية, بيروت, 1998, 1/637.

[5] –  البيت من البسيط , ديوان الراعي النميري, تحقيق: ناصر العاني, راجعه: عز الدين التنوخي, مطبوعات مجمع اللغة العربية, دمشق, 1964, ص57.

[6] –  البيت من الطويل ,ديوان الحطيئة, تحقيق: نعمان أمين طه,ط1, مطبعة الباب الحلبي, 1378هـ, ص40.

[7] – د. شوقي ضيف, مجمع اللغة العربية, المعجم الوسيط, مكتبة الشروق الدولية, ط4, 2004, ص587.

[8] – الكفوي, أبو البقاء أيوب بن موسى, الكليات, مؤسسة الرسالة, ط2, بيروت, 1998, ج3, ص254.

[9] –  يقصد بالأعداد الأصلية التي يكنى بها عن مجموع وكمية, تُذكر قبل المعدود, ولها قوانينها الخاصة مع معدودها من حيث التذكير والتأنيث والتعريف, أما الأعداد الترتيبية, فتشير إلى ترتيب المعدود, ولذلك يذكر بعده ويوافقه في التذكير والتأنيث والتعريف والتنكير, ويُصاغ على وزن “فاعل”, مها خير بك ناصر, النحو العربي والمنطق الرياضي, التأسيس والتأصيل,ط2, المؤسسة الحديثة للكتاب, لبنان, 2014, ص233 وما بعدها .

[10] – ابن منظور, لسان العرب, مادة (ميز), ص 4307.

[11] -عباس حسن, النحو الوافي, ط6, ج4,  دار المعارف, القاهرة,  (د.ت), ص 489.

[12] – المرجع نفسه.

[13]– الزمخشري, المفصل في علم العربية, تقديم ومراجعة: د. محمد عز الدين السعيدي, ط1, دار إحياء العلوم, بيروت, 1990, ص15.

[14] – يوسف حمادي وآخرون, القواعد الأساسية في النحو والصرف, وزارة التربية والتعليم المصرية, (د.م), (د. ت), ص112.

[15] – ابن يعيش, موفق الدين بن علي, شرح المفصل, ج6, عالم الكتب, بيروت, (د.ت), ص16.

[16] – محمد عوني وآخرون, الدراسات اللغوية لتأهيل المرحلة الابتدائية للمستوى الجامعي, (د.م), (د. ت),  ص112-139.

[17] – السيوطي, همع الهوامع في شرح جمع الجوامع,ط1, ج2,  تحقيق: احمد شمس الدين, دار الكتب العلمية, بيروت, 1998,ص 270.

[18] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص70.

[19] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص104.

[20] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1465.

[21] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1,ص 808.

[22] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص148.

[23] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص280

[24] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص282.

[25] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1258.

[26] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1290.

[27] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص289.

[28] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1269.

[29] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1467.

[30] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص 716.

[31] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1233.

[32] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص 289.

[33] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص415.

[34] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص469.

[35] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص469.

[36] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص677.

[37] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص741.

[38] – ابن يعيش, شرح المفصل, ج6, مرجع سابق, ص19.

[39] – ابن يعيش, شرح المفصل, ج6, مرجع سابق, ص25.

[40] – الصبان, محمد بن علي, حاشية الصبان على شرح الأشموني, ج4, ص65-66.

[41] – الأزهري, خالد بن عبد الله, شرح التصريح, دار الفكر, (د.ت), ج2, ص272.

[42] – السيد حسين الحسيني الزرباصي, المختصر الجميل من نحو ابن عقيل, ط2, انتشارات  دار التفسير,  (د.ت), ص139.

[43] – ابن عقيل, بهاء الدين عبد الله, شرح ابن عقيل, ج2, دار العلوم الحديثة, بيروت, (د.ت), ص163.

[44]– الجيالي, محمد بن عبد الله مالك الطائي, شرح الكافية الشافية, تحقيق: عبد المنعم أحمد هريدي, دار المأمون للتراث, (د.ت), ص1688.

[45] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص138.

[46] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص406.

[47] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص683.

[48] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص162.

[49] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص360.

[50] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1479.

[51] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص623.

[52] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص401.

[53] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1503.

[54] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص879.

[55] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1252.

[56] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص908.

[57] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص869.

[58] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص880.

[59] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1537.

[60] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص160.

[61] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص194.

[62] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص494.

[63] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1561

[64] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص138.

[65] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص514.

[66] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص948.

[67] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص669.

[68] – المبرد, أبو العباس محمد بن يزيد, المقتضب, تحقيق: الاستاذ محمد عبد الخالق عظيمة,ج2, عالم الكتب, بيروت, , ص164.

[69] -الكواكب هي: خرثان, والطارق, والذيال, وذو الكتفين, وقابس, ووثاب, وعمودان, والفليق, والمصبح, والضروح, وذو الفزع, والضياء, والنور, الشوكاني, الضياء: الشمس, والنور, القمر. فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص703.

[70] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1,ص70.

[71] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص374.

[72] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص589.

[73] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص567.

[74] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1398.

[75] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص66.

[76] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص379.

[77] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1398.

[78] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1146.

[79] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1501

[80] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص520.

[81] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص607.

[82] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص 1563.

[83] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1292.

[84] – الكفوي, الكليات, مرجع سابق, ص863-864.

[85] – علي توفيق الحمد, المعجم الوافي, مرجع سابق, ص 130.

[86] – السيوطي, همع الهوامع, ج2, مرجع سابق, ص 272.

[87] – المرجع نفسه, ج1, ص 253.

[88] – المبرد, المقتضب, ج2, مرجع سابق, ص169-170.

[89] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص 190.

[90] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص567.

[91] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص567.

[92]–  الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1026.

[93] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص880.

[94] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص86.

[95] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص996.

[96] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1179.

[97] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص545

[98] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1682.

[99] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص255.

[100] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1565.

[101] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج2, ص1283.

[102] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص718.

[103] – الشوكاني, فتح القدير, مرجع سابق, ج1, ص260.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website