foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

اللغة العربية والتّحديّات الرّاهنة

0

اللغة العربية والتّحديّات الرّاهنة

 

نايلة يونس([1])

 

تُقاس المجتمعات في عصرنا هذا بمكيال الإسهام في القطاعات الحيوية الرئيسة، تلك التي تقدم للبشرية جمعاء مقوّمات التقدم والازدهار في شتّى مناحي الحياة. ولا يتّم هذا الأمر إلاّ عبر المرور بلغات الأمم المتقدّمة على غيرها في هذه المجالات. واللغة منظومة من الكلمات تستوي في بُنى نحوية محددّة لِتُعَبِّر وتَدلّ على كل ما يدور في عالم الأشياء الماديّة وغير الماديّة الموجودة في فلك المجتمع ومحيطه([2]).

ومن نافل القول إن اللغة العربية أدّت دورًاً رائدًاً طليعيًاً في الأزمنة الغابرة ما بين القرنين التاسع والثالث عشر الماضيين جعلها تتبوأ مركز الإشعاع والصدارة في علوم تلك الحقبة التاريخية ومعارفها. وما لبثت أن دارت عليها الدوائر فَهمدت جذوتها وذهبت حرارتها واختفى رجْع صداها، فَغَطَّ العالم العربي في سُبات عميق ، ليستفيق على صيحات أهل العزم من النهضويين الساعين إلى إحياء اللغة العربية و كيانها.

وسرعان ما راحت الآراء تتضارب حول دور هذه اللغة  ومكانتها في شؤون التعليم كما في قضيّة تحديد الهويّة والانتماء. وطغى الشق السياسي الإيديولوجي على غيره من الأبعاد، فتعددّت السياسات المرسومة للغة العربية ودورها في نقل العلوم والمعارف إلى الناطقين بها. وأفضى هذا النقاش وذاك الحراك إلى غياب التنسيق بين المؤسسات العربية الرسمية في ما بينها ومع القطاع الخاص، لا سيما في توحيد المصطلحات العلمية المعرّبة والتحفيز على استعمال ما اُتفق عليه في المحافل الرسمية. وللدلالة على هذا الواقع الذي اصطبغ بالمعايير السياسية، نَذكر مسألة تدريس العلوم باللغات الأجنبية، وتجاهل اللغة العربية التي تُمثل “أقنومًاً أساسيًاً في الوحدة الثّقافيّة للعالم العربي”([3]).

 

وأسعى في بحثي المقتضب هنا والآن إلى أن أتبيّن مكانة اللغة العربية في المجتمع العربي اليوم، لِنَقِفَ عند التحديات التي برزت حديثاً مع انتشار وسائط النقل الإلكتروني التي تقف عثرة أمام الحفاظ على ماهية اللغة العربية وكيانها ووجودها، ولنقدم مبادرات من شأنها الحؤول دون تراجع حالتها من جهة، وللارتقاء بها إلىمصاف اللغات العالمية الكبرى من جهة أخرى.

الواقع اللغوي في الأقطار العربية

إنّ شأن اللغة العربية يخصّ في الدرجة الأولى الأقطار العربية كافة بمؤسساتها التربوية ووزاراتها المعنية ومراكز بحوثها وصحافتها ومطابعها ومستخدميها. وهو أكثر من كل هذا وذاك التصاقاً بالناطقين بهذه اللغة التي تُشكل القاسم المشترك وواسطة التواصل في ما بينهم. ولا ريب في أن لأهل السياسة الدور الموّجه الأساس، لامتلاكهم سُلطة القرار، لِنُعوّل عليهم في اتخاذ القرارات الكفيلة بانتهاج برامج تربوية معاصرة وفعّالة في حماية اللغة العربية وتطويع بُناها طبقًاً لمتطلبات العصر، من دون المساس بجوهر كيانها. ومن الجانب الآخر، على الناطقين بلغة الضاد الانصياع إلى الإطار المؤسسي والسعي إلى تطبيق بنوده ومندرجاته.

واذا ما نظرنا إلى الوضع اللغوي في الأقطار العربية لوجدنا منظومتين ألسنيتين اجتماعيتين تستقلاّن عن بعضهما  على مستويات مختلفة، فهناك أولاً اللغة المحكية في كلِّ قطر على حدة، وهي تَضُمُّ حجم التواصل اليومي الأكبر والأبرز بين سكان البلاد، وفي مقابل هذه المحكيات المحليّة هناك اللغة العربية الفُصحى التي يبدأ التلامذة بتعلُّمها في السادسة من العمر، وقد نطقوا في مرحلة نُموّهم الأولى   بمنظومة لغوية تختلف إلى حد ٍّ بعيد عن هذه الفُصحى، إذ لا يخفى على أحد أنَّ قواعد هاتين المنظومتين، الفُصحى والعامية – ولربما من الأجدر الحديث عن العاميَّات- تعملان بشكلٍ مختلف جدًاً من حيثُ قواعد الصرف والنحو والمفردات، ما دفعَ البعض إلى تشبيه تعلُّم العربية الفُصحى بتعلُّم اللغة الأجنبية([4]).
وفي موازاة هاتين اللغتين، الفُصحى والعامية المحكية  – وهذه الأخيرة  راحت كما سنرى تُكتبُ وتستعمل في الكثير من مناشط الحياة الاجتماعية – ، نرى العديد من الدول العربية قد غَضَّت النّظر عن الفُصحى وراحت تدفع إلى تعليم التلامذة والطلاب العلوم والمعارف باللغات الأجنبية تحت ذريعة سهولة وسرعة وصول المتعلمين إلى آخر ما تمَّ التوصل إليه من المكتسبات العلمية والتقنيَّة في لسان أصحابها ، بدلاً من انتظار تعريبٍ لها يأتي -إن أتى – متأخرًاً في مُعظم الأحيان،  لنرى أن اللغة الإنكليزية تتبوأُ مركز الصدارة عند مستهلكي العلوم والمعارف، تليها الفرنسية والألمانية والإسبانية، وتأتي العربية في آخر  القائمة.

ومما لاشكَّ فيه أنَّ الطلبة الجامعيين في العالم العربي يختارون اللغة الأجنبية طبقاً لتطلُّعاتهم وطموحاتهم العلمية والمهنيَّة لتحضير انتقالهم للتخصص لاحِقًاً في بلدان الغرب المُصَدِّرة للعلوم والتقنيات والمعارف جمعاء. وتشير إحصائيات نُشرت مؤخراً إلى إقدام الفرنسيين من أصول عربية على اختيار تعلّم لغة أجنبية إلى جانب الفرنسية  يختارونها من ضمن اللغات الأوروبية وفي مقدِّمتها الإنكليزية ثمَّ الإسبانية والألمانية ، وهو خيار يعكِسُ النزعة النفعيَّة العمليّة ليس غير، تنتفي فيه الخيارات الإيديولوجية والعاطفيَّة على تنوّعها، لِغيابِ العالم العربي عن الإبداع والاختراع والاكتشاف في المعارف على أنواعها غيابًاً تامًاً، بعيدًاً من ضوضاء دغدغة المشاعر الذاتيَّة والتاريخية التي لاكتها أبواق دعاية عصبيَّة سطحيَّة لا تزال تبكي واقفة على رسومٍ دَرَسَت، من دون تبصُّر وعلم وحكمة ، كادت أن تنحَر اللغة العربية لولا تيَّقُظ المتنبِّهين للخطر الداهم على مصير العربية وإعادة تأطير مُشكلاتها  وقضاياها على ضوء واقعها الحالي بكلِّ ما فيه من إشكاليات تجمع بين التجهُّم  والإشراق.

وقبل أن يُسارعَ المُغالون في مُناداتهم بتعليم العربية لِغيرِ أهلها – وهذا ترفٌ سابق لأوانه-، ينبغي عليهم تَفحُّص حال اللغة العربية  ونحن في بداية قرنٍ جديد، ليُدركوا أهوال الكارثة اللغوية التي حلَّت بديارهم فأصابت لُغَتهم وبانت القطيعة شبه التَّامة مع التُراث الأدبي الذي بات طلاسم مُبهمة عند السواد الأعظم من النَّاس . ويكفي التساؤل بصراحة بعيدة عن التبجّح الأجوف، عمَّن بوسعه اليوم،  من حَملة الشهادات الجامعية ، قراءة الأدب الجاهلي وأدب صَدرِ الإسلام وحتَّى الأدب العباسي من دون الرجوع إلى المعاجم والقواميس في حركة مكوكيًّة مستمرَّة لفكِّ مغاليق مفردات عصيَّة على الفِهمِ، وتحَسُّس البيئة الثقافية والاجتماعية المدلول عليها في هذا الأدب المُشرف على النسيان والضياع.

يحتاج الإنسان العربي اليوم أكثر من أيِّ وقتٍ مضى إلى صدمة كهربائية تجعلهُ يستيقظ من غيبوبةِ لامُبالاته، لنراه يَنهض لنجدة لغته. وكلُّنا أمل أن يَعي المسؤولون  قضية اللغة لاستنهاض ِالهِمَم وبلورة سياسة تربوية جديدة يكون لنبش التراث فيها وإعادة تأهيله  مساحة أكبر من مُجرَّد موطئ قدم للتغنّي بأمجاد الماضي والتباهي به للتعويض عن خيبات الحاضر.

         مركزية القرار والالتزام المؤسساتي

ليس القصود بمركزية القرارتسلُّط قرار دولة عربية على  أخرى، وإنَّما توحيد القرار العربي في الشّأن اللغوي على أثرِ مداولات ومناقشات مُجدية لأهل اللغة والمختصين بها من منَّظرين وجامعيين إلى العاملين في حقول العلوم والتقنيات من أطبَّاء ومهندسين وقانونيين ومعلمين ومترجمين، للخروج بخطَّة إنقاذيّة جديدة تنبثقُ عن نتائجها آليةٌ تُسرِّع وصول المصطلحات العربية الجديدة إلى المعنيين قبل انتشار المقابلات الأجنبية على نحو  كبير.

صحيح أنَّ لجامعة الدول العربية منظمة تُشبه في تركيبها عمل اليونيسكو الدولية وهي الأليسكو([5]) وهيئات ولجان عديدة مثل المنظمة العربية للترجمة، والمجلَّة العربية للدراسات اللغوية، ومجلّة التعريب، والمجلس الدولي للغة العربية، ناهيك عن مجامع اللغة العربية في العديد من الأقطار العربية ([6]).   ومعروف أيضاً أنَّ بعض الدول العربية سارعت من دون تروّ إلى استخدام العربية في العلوم كافةً ومنعت استخدام اللغات الأجنبية في  التعليم وفي المرافق العامّة. فراحت جامعاتها تُدرِّس العلوم باللغة العربية في غياب كادر فنيّ لكل علمٍ من العلوم يعمل على شوؤن الترجمة،  تاركة تعريب المصطلح الأجنبي إلى هِمَّة المحاضرين ، ما خلقَ إرباكًاً شديدًاً، إذ رأينا المحاضر، وهو على عجلة من أمره لنقل المعلومة الجديدة إلى طلابه   وإيصال مصطلح وافدٍ جديدٍ، يضطُرَّ لإبقائه على حاله وإنّما مكتوبًا بالحرف العربي. مثالٌ على هذه البلبلة  مصطلح thrombine وهو أنزيم – ولا ندري لمَ لم تُعرّب هذه الخميرة- بقي مستعملاً مع أجيال من طلاب الطبّ  قبل تعريبه بعد زمنٍ إلى خثرين. وعندما جاء دور   مصطلح prothrombine ،  راح الأطباء الجامعيّون يستخدمون هذا الأنزيم  بِلَفظِه كما هو وبكتابته في لغة الضاد : بروترومبين، فضاع الرابطُ الدلالي والشكلي  بين الخثرين والبروترومبين، و”في الصيف ضيَّعنا اللبن”.

وفي الشارع، جاءت لافتاتُ المحلات بالعربية ، وكذلك لوحات الإعلانات([7])، وما أن مضى بعض الوقت حتّى عادت الأجنبية إلى سابقِ عهدها مع تطور لافت، إذ راحت العاميّة تُزاحم الفُصحى في إعلانات الشوارع وإزاحتها في الدعاية المخصصة للإذاعة والتلفاز. وبلغَ تداول المحكيات المختلفة في الأقطار العربية اليوم مبلغًاً خطيرًاً على حِسابِ الفُصحى الواحِدة الموحِّدة. ولنا في المسلسلات المدبلجة التي انطلقت بالفصحى لتنتهيَ إلى العاميَّة خير مثال على هذا الإنحدار اللغوي. ولقد أفقدَ هذا التيّار اللهجوي الفُصحى  الكثير مما كانت -هل نجسُر ونضيف “ولاتزال”- تتمتَّعُ به من رِفعة وكمال في الأسلوب والبلاغة. ولا غرو من أنَّ انصراف النّاس عن الفُصحى سيُخلِّفُ نتائج سيِّئة نخشى التقصير أو العجز عن تلافيها قبل فوات الآوان. فهل من سامعٍ مُجيب؟

كلُّ ما جاء يدفعُنا إلى التأكيد على مركزية الفُصحى التي يجب أن تبقى، وعلى الرغم من الانتكاسات التي لحِقت بها هنا وهناك وأصابتها في الصميم غيرَأنَّها لم تقوَ على طرحِها أرضاً، محطَّ أنظار جميع الناطقين بها  وشغلهم الشاغل في صونها ورعايتها وتجنيبها ويلات المحكيات التي راحت تقضُم عرين العروبة رويداً رويداً. ولا يكتمل مسعى ردِّ الاعتبار إلى الفُصحى إلا بِدَبِّ الحماس مجدداً في النفوس بادئين بتشجيع القراءة والمُطالعة لدى الأطفال والناشئة، وفي المُدن والأرياف على السواء،  ووضع الكتاب المدرسيّ وكتاب الأدب والترفيه -ولو بالنسخة الالكترونية- مجاناً في متناول الجميع،  بهدف نشر ثقافة المطالعة شبه المفقودة اليوم([8])، عسى أن تنهضَ وسائل التواصل الالكتروني في إعادة ربط الناشئة بالمُطالعة وشَدِّهم اليها.

ولتحقيق التشويق المُبتغى في المطالعة، لا مفرَّ من إعادة النظرِ في طرائق تعليم العربية التي أمست البُعبُع الأكبر في المناهج المدرسيّة ، فأشاح بعض التلامذة وجههم عنها هلعاً،  وأعرض آخرون عنها تكرُّهاً. لذا توجَّب على القائمين بمهام التخطيط التربوي تداركَ هذا الواقع المرير والدفع نحو اجتراح أساليب تعليم تتناسبُ وأذواق العصر وتتوافق مع تطلُّعات الأجيال الصاعدة، وانتقاء البُنى النحوية والتراكيب المناسبة لأغراضهم التواصلية تبعاً لمُقتضيات الفئات العمرية، وذلك باستخدام تقانات العصر وشبكة الإنترنت التي باتت تستقطب جميع أفراد المجتمع العربي . من جهة أخرى ، وللحفاظ على التراث الأدبي الثري، لا بدَّ في العمل على نشر ثقافة المطالعة من تحفيز الناشئة على التعرُّف على الأدب العربي ولو باختصار، وهو قِوام الثقافة العربية ، عبر الكتب الرقميّة على لويحات القراءة النقّالة.

ولا بُدَّ أيضاً من مراجعة برامج التعليم العامّ مراجعة شاملة في كُلِّ مراحله، والاهتمام بشكل خاصٍّ بالتصدّي لمشاكل تعليم اللغة العربية، كما سبقَ وذكرنا، وتحديث طرائقه من خلال إعادة النظر في قواعد العربية وقد بات الكثير منها “في خبر كان”، وتبسيط ما يُمكن تبسيطه منها صرفاً ونحواً، واستبعاد القواعد المعقَّدة منها وغير المستعملة أو بتواتر ضعيف جداً عند كتّاب العصر والمؤلفين والمترجمين. كما وينبغي نشر نتائج ما يتوصّلُ إليه أهل الاختصاص في إعادة النظر في الصيغ والعبارات الموغلة في القدم  للإبقاءِ على ما يُستعمل منها أكثر من غيره وبشكلٍ تنازلي وصولاً إلىما يوصفُ ويُصنَّف في خانة المهجور منه.  ومن المُجدي والمفيد التركيز على الجوانبِ التطبيقية في تعليم اللغة باستعمال الوسائل البصريّة والسمعيّة في تدريسها لجذب المتعلمين وترغيبهم بلغة الضّاد. وما يزيدُ الأمر سوءاً رؤية حملة الشهادات والساسة وكبار موظفي الدولة وغيرهم يُخطئون في أبسط قواعد الإملاء والتحريك والهمزة والعدَد الخ.

صناعة المعاجم ودعم العربية

مِن الأهمية بمكان أن تجدَ هذه المقترحات والإصلاحات الدَعم اللازم لتثبيتها، من خلال إدماجها   في المُعجم لما يُقدِّمه من سهولة في الوصول إلى نتائجها. غير أنَّ المعاجم المطروحة في الأسواق([9]) لا تلبّي احتياجات النّاس لافتقارها قواعد ومبادئ صناعة المعاجم العصرية المبنيّة على أسسٍ وضعتها المعجميّة الحديثة التي استقت من الألسنيّة الحديثة عمومًاً ومن علم الدلالة خُصوصًاً الأُطر في ترتيب وتعريف موادِّ المعجم بشكلٍ علميٍ بعيد عن العشوائية والفوضى وغياب المنهج والطريقة.

ومن المُلح بمكان أن يَعْمَد صُناع المعاجم إلى وضع معايير دقيقة لاختيار مواد المعجم nomenclature  قياسًاً إلى حاجات العصر الحديث، ونبذ المفردات التي لا تُستَعمل على الاطلاق، مثال ذلك مئات الكلمات المُتعلقة بالإبل من حيث أنواعها وألوانها وأعمارها واستخدامها وحركات جسدها وأصواتها ورعيها، إلى ما هنالك من تفاصيل دقيقة متعلقة بها، في وقت لم تعد فيه الناقة في صُلب حياة العرب وباتت حيوانًاً فولكلورياً ليس إلا.

وعلى صُناع المعاجم الاهتمام البالغ في تقديم تعريفات للاسم وللفعل والصفة تنهض على أحدث نظريات علم الدلالة من حيث بدء التعريف بالتنويه باسم الجنس الذي تنتمي إليه المادة المعجمية وتضاف إليه الصفات التابعة لاسم النوع ثم تقديم مثال لتوضيح الصورة الدلالية والمعرفية. كما وعلى صناع المعاجم الانطلاق من المعنى الأقدم وهو المعنى الأصلي وغالبًاً ما يكون محسوسًاً وملموسًاً لنصل من بعد إلى المعنى المجازي، قبل الانتقال مُجددًاً إلى المعنى التالي له زمنيًاً حتى نصل إلى استخدام المادة المُعجمية في يومنا الراهن. غير أن هذا العمل يحتاج إلى جهود جبارة لتأريخ المفردات العربية، وهذا برنامج خاص على الدول العربية القيام به قبل أي مشروع آخر، نظرًاً لأهمية تاريخ الكلمات المرتبط بتاريخ المفاهيم والأفكار.

ولجرد مواد المعجم يعمل المعجميون على غربلة مفردات اللغة وفرزها بين قديمٍ لا يزال مستعملاً في مَناح حياتية مُعينة ، ومَهجور سقطَ من تواصل فئات المُجتمع كافةً فَلَزِمَ إهماله وعدم الأخذ به في المعاجم الحديثة. غير أنه لَمن الخطأ  الاعتقاد أن المهجور منبوذ وغير مفيد، لذا ينبغي عدم إيلائه أهمية تُذكر: إن هذا المسار لهو، في حال تبنيه، نَحرٌ جَهيز للتراث العربي وأمرٌ مرفوضٌ جملةً وتفصيلاً، لأنّ فُقدان الارتباط مع التّراث التّاريخي والأدبي والحضاري خسارة جَسيمة لا تُعوض على الاطلاق. وللحفاظ على هذا التّراث، على المسؤولين العرب العمل من دون تأخير على صناعة معاجم تاريخيّة تضم في موادها المفردات غير المتداولة اليوم للحفاظ عليها لدى العاملين في البحوث التّاريخيّة والأدبيّة، ولإمكانية الاستعانة ببعض منها لوضعها مقابل مفردات ومصطلحات غربية مُستحدثة في حال وجود تَقارب دلالي بينهما. ولنا في مجال الطب أمثلة كثيرة على ذلك.

التعريب وأثره في اللغة

في كتابه “المسائل في العين” يقول حنين بن إسحاق: “ما علامة الحِكَّة؟ جواب: علامة الحِكَّة: أن يحدث في العين دمعةٌ مالحةٌ بورقيةٍ وحِكَّةٌ شديدةٌ وحُمرةٌ في الجفان والعين، وربما عَرَضَ من شِدَّةِ الحِكَّة قُروحٌ في الأجفان”([10]). ويقول في المرجع نفسه: “فأما أمراض المُلتحِم فهي: الطُرْفَة والظَفْرَة والرَمَد والانتِفاخ والجَسَأ والحِكَّة والسَّيل.” وعندما قررت إحدى الدول العربية ([11]) تدريس العلوم ومنها الطب بالعربية، أقحمت في الخطاب الطبي مفردات عربية قديمة تنسجم مع ما يسمى بالنظام الصوتي العربي الذي يتحلى بالدرجة الأولى بالسهولة في النطق والخِفة على السمع. ذلك أن قِلَّةَ  أحرف عناصر النظام الصوتي في الكلمة العربية تجعل النطق أسهل وأخف على السمع، أي ما يسمى بالاقتصاد اللغوي، بخلاف كثرة الأحرف التي هي مدعاة للثّقل والصعوبة، إن في النطق أو في السمع.  لهذا كانت الجذور الثلاثية في العربية نحو أربعة أضعاف الجذور الرباعية والخُماسية ، فنجد، على سبيل المثال والتذكير،  في العربية 5035 جذرًاً ثلاثيًاً في مقابل 1368 جذرًاً رباعيًاً.

ونضيف إلى ما سبق أن محاولة تعريب المصطلحات الأجنبية الدّخيلة – في حال غياب مفردات تُراثية ذات معنى قريب أم مُشابه- يجب أن تَحرص كل الحرص على الحروف العربية لعدم إفساد اللغة وأساسها بحروف عجمية، بل لإبدالها بأقرب الأحرف العربية اليها.

ومن المُلاحظ أن ظاهرة التّعريب اللفظي تَسير في العالم العربي سريان النار في الهشيم،  وتَفْشو فُشُوّاً مُقلقًاً يُهدد نسيج العربية. وهكذا، فبدلاً من توليد عربية جديدة – قد نَستوحي بالمَهْجور القديم بعضًاً منها- يلجأُ هؤلاء ولأسباب كثيرة لا مجال لتعدادها هنا إلى التعريب اللفظي، أي نقل المفردة الأجنبية إلى العربية نقلاً صوتيًاً شبه تام، ربما لسهولة هذه الآلية وتَجَنُبًاً للعودة إلى المراجع التراثية،وكان من نتيجة ذلك دخول مفردات مثل: ساتلايت، سلايد، فاكس، انترنت، سَيَّف، كَنْسَلَ، سْلفي الخ.

ونحن لا نُنكر ظاهرة احتكاك الحضارات وحتميتها في انعكاس مفرداتها على اللغة العربية التي عرفت هذه الظاهرة حين بَثَّتْ بين القرنين العاشر والثالث عشر المئات من مفرداتها في اليونانية والفارسية والسريانية والتركية والاسبانية ومن ثم في الفرنسية والإنكليزية.

إن الاقتراض اللغوي ضروري اليوم نظرًاً لسرعة التواصل والاحتكاك بين الشعوب، كذلك ضروري هو الالتزام بطريقة في تعريب المفردات والمصطلحات الأجنبية بشكل يُحافظ على البُنى الصوتية أصيلة غير ملوثة بأكدار الكِلَم الدخيل المُقْترَض، وانتقاء صِيَغ وبُنى يَسْتَشِفُ القارئ العربي من خلالها جذورًاً عربية بدلاً من تقديم مواد فيها من الرَطانة والعُجْمَة ما تَنفرُ منه الآذان ولا تميل إليه القلوب.

والجدير بالذكر أن اللغة العربية تحتوي الكثير من المفردات المأخوذة عن لغات عدة مثلما سبق وذكرنا، غير أنها دخلت بعد أن خضعت لمغطس القوانين الصوتية. وها هو القرآن الكريم يوردُ في نصه العشرات منها، ما يعني أنّ العربية لا تدل على الكلمات ذات الجذور العربية فحسب، بل تعني المُعرَّب من الكلام في لبوسٍ صوتي عربي، وقد جاء في القرآن الكريم: “وأنزلناه قرآناً عربياً”([12])، وجاء “بلسانٍ عربي مبينٍ”([13]) . هذا، وتأتي المُعرَّبات في القرآن الكريم([14]) لتُقدِم الإطار المَنهجي للاقتراض اللغوي والتعريب اللفظي، وهما آليتان لا بد منهما عندما تحتك الحضارات في ما بينها، فيلجئ الناطقون إلى أقلمة العربية مع وقائع ثقافية وحضارية وعلمية جديدة تَزيد من قدرة اللسان العربي على النهوض بوظيفته التّعبيريّة والتّواصليّة، ولكن شريطة انتهاج المسلك الصوتي الذي يرد على العربية طابع الصفاوة والنقاء، ما يَقي الفصاحة والخطابة من الانزلاق في التّهجين الصوتي. ويقول الشّهاب الخفاجي في منحى” توفيقي تجاه المُنكرين لوجود المُعرَّب في القرآن الكريم: “والصواب عندي مَذهبٌ فيه تَصديق القولين جميعاً، ذلك أن هذه الحروف (ويقصدُ بها المُعرَّب على حروف المُعجم لأبي منصور الجواليقي 571هـ) أصولها أعجمية كما قال الفُقهاء إلا أنّها سقطت إلى العرب فأعربتها بألسنتها وحولتها من ألفاظ العَجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن الكريم، وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنّها عربية فهو صادق، ومن قال أعجمية فهو صادق” ([15]).

ومن المفيد استذكار بعض القواعد الصوتيّة التي عَمَل عليها أساطين اللغة وجهابِذة النّحو ولو بإيجاز ومنها: حذفُ بعض الأحرف لجعل الكلمة رباعيّة بدلاً من سُداسية في لغة المصدر الأجنبية، وصوغ الكلمات على إيقاع عربي، وحذف الألف من نهاية الكلمة ليُصبح الحرف الأخير صامتًاً يَقْبَلُ الإعراب وهو من خصائص العربية، وإبدال أحرف بغيرها لتيسير النُطق( [16]).

دور وسائط التواصل الجماهيري

وللحدِّ من طُغيان تدفُّق الاقتراض اللغوي الذي بات يُهددُ كيان اللغة العربيّة الفصحى، على وسائل الإعلام بكلّ ِأنواعها أن تؤدي دورها كاملاً في الحِرصِ – كما اسلفنا- على نقاوة اللغة العربية وجماليتها. وليس بجديدٍ القول إنَّ الإذاعة والتّلفاز يُسهِمان سلبًاً في نشر الاقتراض إذ يتيحان استخدام المحكيات في حين يجبُ حثِّ مقدّيمي البرامج وضيوف الحلقات على استخدام الفُصحى أو على الأقل بنية نحويّة سليمة إلى حدٍ ما، وتحاشي المفردات الشّعبيّة الدّارجة التي لا تمتُّ إلى البنى الصرفية-النحوية بِصلة.

إنَّ استقطاب هذه القنوات، وبدرجة أقَلّ الصحافة والإعلان، جماهير عريضة من الناطقين بالضّاد مدعاة للحؤول دون تدهور  العربية ، وذلك بالعمل على جلب مدقّقين لغويين يُراجعون نصوص الإعلاميين لِتداركِ الخطأ قبل إذاعته وانتشاره، لما لهؤلاء من تأثير أكيد على المتلقين. وصحيح أنَّ دورَ وسائلِ الإعلام في الحِفاظ على سلامة اللغة العربية بالغ الخُطورة، إلا أنَّ المسؤولية في ذلك مشتركة مع قطاعات اجتماعية كثيرة ، أوّلها التعليم الّذي  يعمل على ترشيد اللغة وتشجيع المطالعة والثقافة لِجَعلِهما في متَناول الجميع من دون استثناء. ومن هذه القطّاعات المجامع اللغوية ومثيلاتها من المؤسسات الثقافية في العالم العربي.

ويقودنا الحديث عن  التواصل الجماهيري إلى ظاهرة جديدة اكتسحت الجماهير وأمست تُشكِّل عقبة أمام انعتاق العربية من غزوِ المفردات الأجنبية المستعملة كما هي من دون تشّذيب لغويّ أو تهّذيب صوتيّ،  ألا وهي الرسائل القصيرة.

  المعلوماتية وانعكاساتها على العربية

لقد أصبحَ العالم بأسرهِ في مطلع القرن الحاليّ يَعيشُ عصر التقانة والمعلوماتيّة التي قدَّمت ولا تزالُ  تسهيلات تواصليةٍ هائلة تشبكُ الشّعوب فيما بينها على الشّابكة (الإنترنت) لتجعلَ من الكرة الأرضيّة “قريةً كونية”.

ومن النتائج الأولية لهذا الانقلاب التقانيّ إحداثُ تغيُّرات اجتماعيّة بالغة الأهمية في عادات النّاس التّواصليّة. ولمّا كانت اللغة مرآة المجتمع، فإنّنا نلاحظُ ظاهرة الإزدواجية اللغوية التي رافقت اللغة العربية في أنواع الاتصالات الكُبرى وهي الحاسوب والهاتف الجوّال والشابكة.

وصحيح أن العرب وشعوب أخرى عبر العصور عرفوا الإزدواجية في اللغة، بين العربية والفرنسية في بلاد المغرب، والعربية والإنكليزية في زمن الانتداب البريطاني في العراق والأردن ، وقبل ذلك الازدواجية بين العربية ولغات البلدان المفتوحة: السّريانيّة في سوريا الجغرافية الطبيعية، والفارسية في بلاد فارس، إلى الازدواجية في العالم العربي بين الفُصحى والمحكيات الكثيرة المتنوّعة.

بيدَ أنَّ الخطر الداهم يكمُنُ في إحلالِ الأبجدية اللاتينية محل العربية، ما يُشكلُ تهديدًاً مباشرًاً ليس للّغة العربية في حدِّ ذاتها كمنظومة قواعد وجداول كلمات، بل للتراث الثقافي والحضاري برُّمته، لأن العودة إلى تاريخ الأمة العربية وكيانها وقيمها لا يتمُّ إلاّ عبر اللغة. وهكذا نلاحظُ ولادة منظومة تواصلية جديدة، قوامُها علامات وإشارات وحروف وأرقام تمتزجُ في ما بينها لاختزال الكلمة- الحرف، وإبدالها بدالٍ هجينٍ يجمعُ بين منظومات متباعدة ومُختلفة. ولقد أُطلقَ على هذه اللغة الجديدة تسمية العربيزي. فعلى ما تقوم هذه الظاهرة المُحيِّرة؟

العربيزي ونظيره الأرابيش

مع انتشار الهواتف الجوَّالة والشابكة،  راح النّاس يتواصلون في ما بينهم عبر الكتابة بلسانٍ مُبتكرٍ سُمِّيَ العربيزي.  والمفردة منحوتةٌ من كلمتي “عربي” و”إنكليزي” (عرب+يزي) ، كما وسُمِّيَ بِ الأرابيش (  ( arabic englishويُقابلهُ “الفرانكوآراب”، وذلك قبل أن يلجأ البعض إلى اقتراض مصطلح فيسبوك لإضافة اللاحقة الدَّالة على الانتماء وهي ياء النسبة لِنقعَ على اللغة الفيسبوكيّة، وكلُّها مصطلحات عصريّة للتّعبير عن الكتابة والتّحدُّث على مواقع الشّابكة، عبرَ ما يُسمّى خدمة الرسائل القصيرة (SMS([17] وهي وسيلة تواصل تُساعدُ على تبادل الرسائل القصيرة عبر جميع التطبيقات المُتاحة ([18])، وتشتركُ في عملٍ واحدٍ ألا وهو تجَنُّبُ الفُصحى والمعايير الإملائية، عبر الالتفافِ على قواعدِ اللغة من حيث الصرف والنّحو والمفردات واللفظ من جهة، ومن جهةٍ أخرى عبر تغييرِ منظومة الكتابة باستخدام الأبجدية اللاتينية بدلاً من العربية، ووضع رموز من أرقام أو حروف لاتينية تحتها نقطة أو ما شابهَ للتّعبير عن الحروف العربية التي لا مُقابلَ لها في الفرنسيّة أو الإنكليزية، وباستعمال صُوَرٍ emoticons، وهي صور أو رسوم تنوب عن شبه جُملةٍ أو تدِلُّ على شعور أو عاطفةٍ ما،  مثل رسم وجهٍ ضاحك أو وجه عابس الخ. وإمعانًاً في التّحريف ولدواعي السّرعة في نقل المعلومات، باتت الكلمات النّظاميّة عرضة للاختصار لدرجة أنَّ “معاجم” خاصّة طُرِحت في الأسواق لتّوضيح معنى هذه الكلمات “المُشَفَّرة” بتفسير الدّال الجديد بالدّال اللغوي الطّبيعي.

وفي واقع الأمرِ،  نلاحظُ أنَّ الفرنسية والإنكليزية تتعرضان للاختزال أكثرَ بكثير من العربية، لأنَّ الصوتيم الأجنبي الفرنسي والإنكليزي،  أي الصوت الواحد، قد يُكتبُ بحروف عديدة، ولنا في هذا المثال الفرنسي التأكيد على ذلك ([19]): les, leg, laiid, lait, lai, laie, laye, lei, lais وذلك لكثرة الصوائت فيها وعددها 16 مقابل 20 صامتاً، في حين أنَّ العربية تُقابل الصوت الواحد بحرفٍ واحدٍ باستثناء الألف في صيغة فعلوا، وذلك لأنَّ العربية لُغة صوامت لا تملك سوى ثلاثة أنصاف صوامت، أو لنقُل أنصاف صوائت  هي الألف والواو والياء، وهي حركات الإعراب الدّالّة على الفتحة والضَمَّةُ والكَسرة، أمّا السكون فهو غيابُ الصوت الصائت.

ويتمثّلُ الخطر المُحدِقُ باللغة العربية في أن نصِلَ، في حال استمرت هذه الظاهرة على ما هي عليه اليوم، إلى لغةٍ هجينةٍ تشبِهُ إلى حدِّ التوأمة  اللغة الكرشونية ([20]) التي ظهرت في منتصف القرن السّابع الميلادي ونعني بها كتابة اللغة العربية بأحرُفٍ اللغة السّريانيّة التي كانت سائدة في بلاد الشام،  أي ما سُميَ في ما بعد ببلاد الهلال الخصيب. وفي ذلك العصر، كان الخطُّ العربي غير منتشرٍ بعدُ، وكان النتاجُ الأدبيّ ينتقلُ مشافهةً، بينما كانت المخطوطات السّريانيّة متوفرة في كل الأقصاع والأمصار، وقد تُرجمت روائع  الأدب والفلسفة والعلوم الإغريقية واللاتينية إلى السريانية ومنها إلى العربية.

وما نراه اليوم عند مستخدمي وسائط الإعلام الالكتروني هو “كرشنة” من طِرازٍ جديدٍ حافظَ على الآلية ذاتها: كتابةُ العربية بحروف لاتينية. والاْسوأ أنَّ هذا الإنفِصام اللغوي تجاوز استخدام هذا الفتح الالكتروني لينتقل به إلى عالم التجارة والدّعاية، مُدَّعِمّاً تعبيره باستخدام بعض مكونات السّيمياء من أيقونات ورسوم ورموز، ومُقتصِرًاً في حالات أُخرى على الأيقونات مثل وجهٍ تتوسَّطهُ ضِحكةٌ عريضةٌ للتّعبير عن الاستحسان الشّديد، أو رسم راحتيّ اليدينِ المتشابكتينِ للدلالة على الشُكر الجزيل، وإلى ما هناك من أفنان الخيال الخلاّق.

وفي سعينا لتفسير انتشار هذه الظاهرة، نتوقفُ عند عامل نقل الرسالة الآنيّ بين طرفيّ التواصل، وهو ربّما الباعثُ الرئيس في ابتكار كُلِّ صُنوفِ الاختزال والاختصار اللغويينِ والاستعاضة عنهما بمنظومة السّيمياء كسباً للوقت وللمكان وتوفيرًاً للجُهدِ وتحاشياً لقواعد اللغة وتفاصيلها. ومثال ذلك، الاكتفاءُ بالصوتيم الأول (الحرف) من كُلِّ كلمة في الجُملة الأجنبية كما في :     i d k وهي اختصارI don’t know وكذلك انتقل الأمرُ إلى الجملة العربية حيثُ نحصل على اختصارJAK الموجز لجُملة جزاك اللهُ خيرًاً. ناهيك عن أنَّ العربيزي يستخدمُ الأرقام للدلالة على الأصوات العربية التي لا يٌقابلها أي صوتٍ في اللغات الإنكليزية والفرنسية : 3=ع ، 3َ=غ ، 6=ط ، 6َ=ظ ، 7=ح ، 9= (عفوك لغة الضاد).

 

     تبعات الرسائل القصيرة ومنزلقاتها

لا شكَّ أنَّ وسائطَ التواصل الجديدة هذه، المتمثلة في الرّسائل القصيرة، تُشكِّلُ أنموذجًاً جذابًاً لاستراتيجيات بناء الهويَّة الذاتيّة لدى الناشئة والشّباب، التي تتبدَّى أولاً في الشّعورِ بالاستقلالية التّامة تجاه أهلهم، إذ إنَّ هذا السبيل التواصليّ لا يخضعُ لرقابة الأهل. وهذا مبدأٌ يُعرِّفُ ثقافة الشُبّانِ وآلية تحررهم من غطاء آبائهم. وتُتيحُ هذه “المُجتمعيّة التّواصلية” في آن واحد الاستقلالية والاندماج، وهما آليتانِ متكاملتانِ تُسهمان في بروزِ هويَّةٍ سليمة و مُنفتحةٍ. وعندما نُمعنُ النَظرَ في ما سبق وقلناه، نرى أنَّ الشُبّان يستحوذون هذا الفضاء التواصليّ في صيغة تبادلٍ خلاق خاصٍّ بهم. خلاصة القول إنَّ الرسائل القصيرة تقدِّمُ اغراءات جاذبةٍ على أكثر من صعيد.

وهكذا، إذا ما حسبنا هذه الرسائل على أنّها تعلُّم الحياة الاجتماعية وتدرّب عليها، نلاحِظُ أنَّ الحوافزَ تتوَّزعُ بين فئاتٍ ثلاث: هناك أولاً الحافز المنطقيّ، وهو أمرٌ نفعيٌّ في الدرجة الأولى، يُحرِّكهُ الرِبح والمردود والفاعلية (كلفة الرّسالة، والطّابع العملي لإقامة صِلات العمل، والمهارة). ويلي هذا المنطق البدئي منطقٌ نقديٌّ ينهض على مبدأ الحاجة إلى الاستقلال، لأنَّ الرسائل القصيرة في وضعيتيّ الإرسال والاستقبال تحصلُ ضمن السّكوت،  ما يُسَهِّلُ حلَّ بعض الأمورِ التي تنأى عن المواجهة المباشرة. أمّا المنطق الأخير، منطق الاندماج، فهو يُساعد الشّبيبة على الوصل في ما بينهم، ما يولِّدُ الشّعور بالمشاركة الجماعية. وكلُّ هذا يَصبُّ في مصلحتهم. غير أنّ الوجه الآخر للرسائل القصيرة يقدِّمُ صورة سلبية لا تخلو من مخاطر تُصيبُ اللغة في الصميم.

استخدام الرّسائل القصيرة  قائمٌ على الطابع الشّفهي للّغة المحكيّة، الذي يتمثلُ في انتقاء الكلمات المنطوقة بمعزلٍ شبه تامٍّ عن اللغة المكتوبة. وهذه الأخيرة تُحاكُ بالقياس إلى قواعدٍ معياريّة ثابتة الأركان، يتطلَّب اللجوء إليها شيئًاً من الجُهد الفكري لضبط ترتيب عناصرها في جُملٍ تُراعي بالضرورة نظام اللغة وآليات عمله النّحوي والصّرفي والدّلالي والجمالي. وفي حال اختيار اللغة المحكية وتفضيلها على الفُصحى، بدوافع السرعة وضيق الوقت والمكان والفاعلية والاقتصاد في التواصل، يتعرَّضُ المُدمنُ على هذه الرسائل إلى إهمال الفُصحى (في حال اتقانه لها) تدريجياً للبحث عن السهولة التعبيرية من دون رقيب أو حسيب، وفي منأى”عن ممثلي المؤسسات السّاهرة، من حيث المبدأ، على شؤون الفُصحى وشجونها.

هذا، ولا مناصَ من تبديد بعض الأحكام السّريعة المتعلّقة بلُغة الرسائل القصيرة، إذ قلنا إنّها لا تخضعُ على الإطلاق لقواعد الفصحى المعيارية ولنظامها الصرفي والنحوي. غير أنَّ انتفاء تقيّدها بالفصحى وبقواعدها لا يعني على الإطلاق غياب قواعد ناظمة لها  ولو في الحدِّ الأدنى. ذلك أنَّ الرسائل القصيرة تنتظم بموجب قواعد- صحيح أنَّ عددها قليل جدًاً- وتختلف لدرجة تستحيل مقارنتها بما يدورُ عند استخدام الفُصحى، وهي قواعد مبنيّةٌ على أسس الاختزال والاجتزاء، ولولاها لانتفى التواصُلُ والتفاهم، وانتفت عِلَّة وجودها.

على صعيدٍ آخر، عرفَ العالم العربي هزّات نزاعية وخلافية في القرن الماضي أثارتها دعوات البعض من الكتّاب والمفكرين إلى التخلّي عن الأبجدية العربية وإبدالها بالحروف اللاتينية، بدعوى دفعها قُدُماً للوصول إلىالعالمية([21])، كما حدثَ في تركيا في ثلاثينات القرن العشرين( [22]). ونادى البعض الآخر بإقحام اللغات المحكيّة جنبًاً إلى جنب في موازاة الفُصحى، غير أنَّ دعواتهم باءت بالفشل. وها نحن اليوم نشاهد شيوع طرائق تعليم اللغات الأجنبية  للناطقين وغير الناطقين بها، عبر تعلُّم الرسائل القصيرة التي تدعمُ على ما يبدو تعليم اللغة “النظامي والرسمي”.

وإذا ما حاولنا الإمساك بأُسسِ هذه الظاهرة التي يصعُبُ وربّما يستحيلُ على السّلطة التّربوية الرّسمية ضبط إيقاعها وتوجيه مسارها، لقُلنا وباختصارٍ شديد أنَّ مسبباتها ترجِعُ إلى عامل اجتماعي وآخر تقنيّ. وينهضُ السبب الاجتماعي على غريزة التقليد والمُحاكاة التي تُفضي إلى ظاهرة التبجُّح  بمعرفة اللغات الأجنبية ابتداءً بالإنكليزية ثمَّ الفرنسية. ونرى هذه البِدْعَة في البرامج الإذاعية حيثُ يستخدم مُعِدُّ البرنامج وضيوفه مفردات أجنبية لاتُعدُّ ولا تُحصى في مشهدية نرجسيَّة درامية كئيبة([23]).
ويرجعُ السبب التقني إلى ظهور الهاتف الجوّال وشيوعه في الرقعة الجغرافية العربية، حيثُ ساعدت الأبجدية اللاتينية في عرضِ عددٍ أوفر من الحروف عمّا تقدمه الأبجدية العربية، سيما وأن هذه التقنية الجوالة جاءت بالحرف اللاتيني ولم تقدِّم في بدايات الأجهزة الخَلوية الدّعم للّغة العربية. كما وأسهَمَ غياب الحروف العربية عن لوحات المفاتيح في بعض الأقطار العربية    في شقِّ الطريق وتعبيدهِ أمام العربيزي.

ونلاحظ انتشار مفردات إنكليزية باتت تُستعملُ وكأنَّها جذُورعربية،  فيصيبها ما يصيب هذه الأخيرة من قواعد العربية مثل : كمبيوتر، أنترنت، كيبورد، أون لاين، ماوس، أيْفون، أيْباد، فيسبوك، تويتر الخ. وراح المستخدمون يُصَرِّفون الأفعال الأنكليزية المقترضة ويقولون: فَكَّسَ، سَيَّفَ، فَسْبَكَ، مَسَّجَ، هل سَيَّفتْ؟ إبعث لي مَسَج، وهكذا دواليك. ووصل استخدام هذه اللغة “الفيسبوكية” إلى المجلات والصُحف والإعلانات، حتَّى أن بعض المطاعم صمَّم لوائح الأطباق بناءً عليها.

  بين المعايشة والتصدّي

لقد نَبتتْ ظاهرة العربيزي في وقتٍ جفَّتْ فيه الأقلام العربية الدّاعية إلى بناء الهوية القومية الحديثة في مُنتصفِ القرن الماضي، المُناديةُ بالوحدة أو الاتحاد بين أقطار الأمة الواحدة، وبالدّفاع عن لغتها الفُصحى، وتلى ذلك ضآلة الإنتاج الفكري الأصيل وغياب البحث العلمي المبتكر واهتراء الأنظمة التّربوية والتّعليميّة، وضياع فرصة استخدام وسائل الإعلام لهذه الغايات السّامية بدلاً من استزلامها. والأهمُّ من كلِّ هذا وذاك غياب تصوّرٍ لقواعد الفُصحى في قالب مُشَوِّقٍ،  وتبخُّر الوعي استدراكاً  للمخاطر التي كشَّرت عن أنيابها لإلحاق الأذى في جسم العربية الطريّ الناهض لتَّوه من الاستقلال عن الوصاية والإنتداب.

وانقسم النَّاس إلى فريقين أحدهما مؤيدٌ للحداثة في كلِّ أبعادها، والآخر مناصِرٌ للتراث وللتقاليد اللغوية والفقهية. وتنظرُ جماعة الفُصحى المطلقة إلى ما آل اليه حالها في مختلفِ المناشط والميادين، وفي مجال بحثنا، ينظرون إلى مواقع الاتصال الاجتماعي والشابكة ووسائل الإعلان والإعلام فيريعهم هول المُصيبة التي ضربت العالم العربي المتفتّت والمتشَرْذم  والمُتقاتل ، وكل هذا يزيدُ طين الفُصحى بَلَّةً،  وينعكسُ سلبًاً على مقامها في النفوس ومكانتها في القلوب، ويترجم  في الأخطاء النحوية التي  لا تُعد ولا تُحصى، وفي استخدام المحكيات في المطبوعات أحيانًاً وفي البرامج الإذاعية وأقنيتها غالبًاً، والسّهولة في اللجوء إلى المفردات الأجنبية، وفي سوء استعمال الكلمات والوقوع في الأخطاء اللغوية المستهجنة، وغياب التّوعية والدعوة إلى استعمال لغة عربية سليمة وإن مبسّطة.

ويرى مناصرو الفُصحى أن أخطر ما يداهمها انتشار العربيزي السّريع. ذلك أن تهجين اللغة الملفوظة وفرنجتها ينعكس سلبًاً على استخدام العربية الفُصحى المرتبطة بوجود الأمّة العربية وببقاء حضارتها والمحافظة على كيانها في وجه الأمم الأخرى. وما الحفاظ على الوجود إلا الإبقاء على الهوية والثقافة.

أمّا الطرف الآخر، فيرى أن اللغة وسيلة اتصال بين الناس تساعدهم على التواصل في ما بينهم، في عصر السرعة، وتبدو لهم العربيزية لغة تُحاكي طبيعة العصر وتُوفّر عليهم مشقة البحث عن البِنية النحوية السليمة واستعمال قواعد الإعراب، وتختصر الوقت في نقل رسائلهم.

وما يزيد في جنوح الناس عمومًاً والشبيبة خصوصًاً إلى استخدام العربيزي جملة من الاعتبارات المُغرية التي تُبرر اللجوء إليه، وأولّها الاختصار والإيجاز في اختزال الكلمات والجُمل  توفيرًاً للوقت مثل “شو عم تعمل” التي تتقلص إلى”ش ع ت”. ووفِر الوقت هذا يتصاحب مع السّرعة في نقل الرسالة حيث يتمّ التعبير فورًاً عمّا يجول في ذهن المُرسل من دون الخضوع لرقابة القواعد في التدقيق في متون الجملة.

أضف إلى ذلك الخلط بين منظومات متعدّدة ومختلفة في ما بينها، إذ تُستخدم منظومة اللغة في صيغتها المحكية، ونظام الأعداد والأرقام، والرّموز السّيميائيّة في تركيب الرّسالة. ويتمّ هذا التّركيب بفضل سهولة الاستخدام التقني للحاسوب والهاتف النَقَّال.

أخيرًاً ، تجدُر الإشارة إلى عامل البساطة المَرِنة في تلبية الحاجات التواصلية، وهو ما تتيحه  هذه اللغة الجديدة من التّفاهم بين قُطبي التواصل (المُرسل والمُستقبِل) بعيدًاً من القيود كافة، ومنها: الالتزام بقواعد اللغة من صرف ونحو، والحركات والتشكيل والضوابط الأُخرى. في الختام، لا بد من ذكر عامل العدوى السريع المفعول عندما نرى أن العربيزي لغة شبابية، عالمية، تربط بين الناس أينما وجدوا، من دون حسيب أو رقيب، وفي الوقت نفسه تؤمن للمُستخدم شيئًا من الخصوصية والسرّية.

خاتمة

أمّا بعد، فالسؤال المَطروح هو: هل من خطر داهم على اللغة العربية ناجم عن تبعات اللغات المحكية المُختلفة بين الأقطار والأمصار، وعن اللغة الهجينة التي أتينا على وصفها وسرد بعض من حسناتها وكُثُر من سيئاتها؟

وقد ظهرت مبادرات([24]) في العديد من الدول العربية تناولت موضوعات اللغة ودورها في الهوية والذاتية، واستخدام الشباب لها، واللهجات العاميّة، وحفظ العربية، وتطرقت كذلك إلى مسببات ظهور العربيزي والفرانكو وتقييم الشّباب لها. وراحت الوزارات (التّربية، الثّقافة، الإعلام ، الأوقاف) في بعض الدّول العربية تُصدر تعاميم تهدف منها إلى حماية العربية، مثل ضرورة إيجاد تسميات عربية مقابل المصطلحات الأجنبية، فتُلزم الوزارات والشّركات والمؤسسات العمل بموجبها بعد صدورها عن مجامع اللغة العربية، وتكليف مدققين لغويين بتصحيح مطبوعات وإصدارات ومراسلات الدوائر الحكومية كافة، واتقان العربية كشرط أساسي للتوظيف في المؤسسات الرسمية، إلى ما هناك من تنشيط قضايا اللغة في المنشورات والتوعية  اللغوية واستخدام العربية في النّدوات والاجتماعات والمحاضرات الخ..

يبقى أن نعرف مدى نجاح هذه الخطوات في المستقبل القريب. ومن المفارقات أن مقولة “كل ممنوع مرغوب” فَعلت فعلها في اللاشعور الجماعي الرافض لتسلّط القطاع العام على شؤون البلاد والعباد، سيما  في الدول العربية التي رفعت في ستينات القرن الماضي شعارات التحرّر والمساواة الاجتماعية والاشتراكية ومحاربة الفساد وسرعان ما غرقت في أوحال الاستئثار بالمال والسلطة والقرار، فاستحالت الأحلام أوهاماً، وسارت الفصحى مطأطئة الرأس خَجِلة من أخواتها العامية والعربيزية وبنات عمِّها الكرشونية والمُهَجَنة.

ولمّا كانت الفُصحى كنز الأمة المتوارث جيلاً إثر جيل ومنهلها الفكري والثقافي والحضاري، فلا مندوحة عن تضافر جهود القطاعين العام  والخاص وذوي النوايا الحسنة من عامّة الناس، لحث المجتمعات العربية على التنبُّه إلى الأخطار المُحدقة بلغة الضادّ، قبل فوات الأوان. وإنَّ غداً لناِظرِه قريب.

المراجع

 

  • إبراهيم أحمد حربلي، ظاهرة العربيزي ومستقبل الحرف العربي، المؤتمر الرابع للمجلس الدولي للغة العربية، م11 ، دبي، 2015م
  • جمانة الشامي، العربيزية تشخيص موجع للعربية، المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية م9، دبي 2015 م، ص 471
  • حنين بن إسحاق، المسائل في العين، المسألة 161 ص 61
  • سامية بادي وسوهام بادي، تأثير لغة التواصل الالكتروني على مستقبل الحرف العربي، المؤتمر الرابع للمجلس الدولي للغة العربية، مُجلّد 6، دبي، 2015م
  • سعد الدين عبد الحميد محمد، عيوب الكتابة العربية المنضدة تهدد سلامة اللغة، المؤتمر الرابع للمجلس الدولي للغة العربية، م6، دبي، 2015م
  • السيوطي، المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب، الرباط، تحقيق التهامي الراجي
  • الشهاب الخفاجي، شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل، ص 24
  • عبد القادر الفاسي الفهري، اللغة والعربية والبحث العلمي في تقرير التنمية الإنسانية العربية، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، جامعة محمد الخامس، الرباط، ط1، 2005م
  • عبد الكريم اليافي، “مكانة اللغة العربية ومشكلات الترجمة والتعريب والتأليف الذاتية”، مجلة التعريب، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، دمشق، ع1 ، ص ص 17-28، 1991م
  • نبيل علي ، العرب وعصر المعلومات، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت ط1، 1994م
  • هبة الله السمري ومنى الخاجة، رؤية الشباب لواقع ومستقبل استخدام اللغة العربية في الإعلام الجديد، المؤتمر الرابع للمجلس الدولي للغة العربية، م3 ، دبي، 2015م
  • يوسف غازي، مدخل إلىالألسنية، مطبوعات العالم العربي الجامعية، باريس 1985م

 

 

 

 

 

 

     

[1]– طالبة دكتوراه في كلية آداب في جنعة الجنان

[2]– ميشيل فوكو ، الكلمات والأشياء

[3] -Gilbert Grandguillaume, Arabisation et politique linguistique au Maghreb, Maisonneuve et Larose, Collection : “Islam d’hier et d’aujourd’hui” Paris, 1983, p. 12.

[4] وتجدرُ الإشارة إلى أنَّ المفردات المستعملة في المحكيات تختلف من قُطرٍ إلى آخر، عِلماً أنَّ أقنية الإذاعة والتلفاز والسينما تُسهمُ إلى حدٍ كبير- في تَعَرُّفِ الناس مفردات محكيات الأقطار العربية الأخرى ما يُسهمُ في ردم جُزءٍ من الفوارق بينها.

[5]– Arab League for Education, Science and Culture Organisation ALESCO

[6]– في سبعينات القرن الماضي نادى الباحث في الألسنية يوسف غازي من باريس بضرورة إنشاء مَرصَدٍ عربي موَّحد لرصد حركة المفردات العلمية والتقنية والثقافية المستحدثة في بلاد الغرب والعمل على تعريبها فوراً وتعميمها على جميع المترجمين أولاً وعلى الدول العربية ومؤسساتها المعنية بشؤون اللغة، وذلك لتحاشي الفلتان التعريبي وإلزام القطاعين العام والخاص العمل بموجب ما يتوصَّل إليه هذا المرصد، مجلَّة الصيّاد  ،  العدد2012,م شباط/فبراير ١٩٨٥

[7]– وللدلالة على ممانعة النّاس للقرارات الرسميّة المُجحفة للحقوق في معظم الأحوال، عمدَ بعض أصحاب المحلات إلى التلاعبِ باللوحة نكايةً بالدولة وتوفيراً للمال، كما فعل صاحب محل تصوير يحمل اسم   ستار أيّ النجمُ فأضاف الكسرة على حرف السين من دون صرف مبالغ مالية تُذكر

-[8]  والدليل الساطع على الابتعاد عن المطالعة إقفال الكثير من المكتبات .

[9] – بعد المعاجم العربية التي توقّفت في القرن الخامس عشر ثمَّ جاءت المعاجم العصرية “من دون الحداثة في المضمون” ، اعتباطيّة خالية من أي تمثلٍ للنظرية الدلالية الحديثة.

[10]  – “المسائل في العين، المسألة 161 ص 61

[11] – كانت سورية من دعاة تعليم العلوم باللغة العربية وراح المختصون ولاسيما الأطباء في نبش التراث للإفادة من دوال غابرة صالحة للاستخدام مقابل مدلولات حديثة معاصرة بدل اقتراض المصطلح الأجنبي وتعريبه.

 -[12] سورة يوسف، 2

– [13] سورة الشعراء، 195

– [14] ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: سِفْر، صِراط، مِحراب، قنطار، دِرهم، فردوس، دينا، كافور، سُنْدُس….

– [15] شِفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل، ً ص 24

– [16] أنظر السيوطي، المهذب فيما وقع في القرآن من المُعرَّب، الرباط، تحقيق التُهامي الراجي.

[17]– Short Message Service, Service de Messages Succints

[18]– Viber, Facebook, Twitter, Telegram, UCBrowser, We Chat etc ;

[19]– وتعني تِباعاً : أل التعريف بالجمع، إرث، قبيح، حليب، قصيدة غنائية في العصر الوسيط، أنثى الخنزير البرّي، قطعة سفلية في آلة الأرغن، قطعة نقدٍ في رومانيا، بركة ماءٍ تنشأُ بعد انحسار مياه فيضان نهرٍ أو بحرٍ.

[20] وفي العاميّة نُطلقُ صفة الكرشوني على كُلِّ مُبهمٍ غامضٍ غير مفهومٍ في اللغة.                                                                    –

[21]– ومن بعض الدُعاة نذكر أحمد لطفي السيّد الذى رأى في استخدام الحروف اللاتينية قفزة نوعيّة
إلى الأمام، و عبد العزيز فهمي الذي قرَنَ تخلُّف العرب بلغتهم، وسعيد عقل و أنيس فريحة.

[22] عندما فرَضَ كمال اتاتورك استخدام الحرف اللاتيني بدلاً من العربي-

[23]– ثمة برامج فُكاهية تجمعُ هفوات وزلات الإذاعيين وضيوفهم عندما ينطلقون في دردشة فرنكوعربية

[24] – مثل شركات “يملي” و “ومضة” و “تغريدات بالتعاون مع شركة غوعل في تعريب استخدام لغة المفاتيح الإنكليزية وزيادة المحتوى الرقمي على الشابكة. كما وعملت مؤسسة الفكر العربي على تشكيل المرصد الإحصائي للمحتوى الرقمي العربي والذي ركّز على النصوص الدينية والتراثية (وهذا ما يحدث في إصدارات دور النشر ومعارضها)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website