foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

النّسق الحسيني في الخطاب القرآنيّ

0

النّسق الحسيني في الخطاب القرآنيّ

م. د. كلثوم عامر شخير

م. د.  كلثوم عامر شخير([1])

المقدمة

حاولت الدراسات المختصة بالعلوم القرآنيّة كشف خفايا واسرار الخطاب القرآنيّ، ذلك الخطاب الإلهي المتنوع الذي لم يُتَح الكشف عن دلالاته وأنساقه كافة لحكمة إلهية، ولم يدرك خفايا الخطاب القرآنيّ الا الرّسول وآل بيته والخلص من أصحابه، واحتوى النّص القرآنيّ الأحكام والأمثال والقصص، واختلفت التفاسير والتأويلات في ذلك أحيانًا، واتفقت وانسجمت أحيانًا أخرى، هذا يعني أنّ الخطاب لم يكن واضحًا لدى الجميع، ونجد إشارات الإمام علي (ع) في بيان ماهية الخطاب القرآنيّ في تلك النّصوص حينما أشار الى محتوى القرآن الكريم بقوله الذي ورد في الحديث الثاني في باب النوادر في الكافي للكليني : (نزل القرآن اثلاثًا : ثلث فينا وفي عدونا وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام ).

وهذا الثلث المهم من القرآن الكريم الذي نزل واختص بأهلالبيت عليهم السلام أصبح موضع الكثير من اهتمام  الدّراسات لما يحمل من إاشارات لوقائع حدثت، وأخرى ستحدث، وهذه الدّراسة المتواضعة هي محاولة لاستقصاء بعض النماذج والمصاديق لأدلّة قرآنية تشير، وتؤسس لعملية اصلاح كبيرة ومهمة لم تقف وتتلاشى عند عصر أو وقت معين بل استمرت بعملية تواصليّة فاعلة بهدف تحرير الانسان وإرساء دعائم الإصلاح بعد وفاة النّبيّ الكريم، هذه العملية الإصلاحيّة المتجددة والمتفاعلة مع الزّمكان أشار إليها الخطاب القرآنيّ بنسق ظاهر تار، ومضمر متخفٍّ تارة أخرى، فجاء النّسق الحسينيّ في الخطاب القرآنيّ  ملوحًا للإصلاح وناطقًا بالصلاح لاستمرار دين الله تعالى وإنقاذ أمّة محمد وملة إبراهيم ليسير الخطاب الحسيني المتمثل بقوله ( إنّما خرجت لطلب الاصلاح). متسقًا مع الخطاب القرآنيّ الكريم بكل أنساقه .

ولعل من نافلة القول : إنّ القرآن الكريم قد ذكر أهلالبيت عامة والحسين خاصة بتلميح أو بتصريح فقد أثبتت ذلك الكثير من الدراسات والروايات، فليس المقصود هنا إثبات ذكر الحسين أو الحضور الحسينيّ في القرآن بل لبيان النّسق الحسينيّ الذي تضمنه الخطاب القرآنيّ ذلك النّسق الذي أراد أن يثبت ذاته ووظيفته فتمحور في القضية الحسينيّة في النّص القرآنيّ، فالحسين عدل القرآن والمُجسِّد والمبين والمتمسك بالقرآن والمدافع عنه وهو القرآن الناطق والفاعل والمتحرك .

المبحث الاول : مفهوم الأنساق وأنماطها

عرف النّسق في اللفظ والمعنى تعاريف متعددة، لكن سنأخذ منها ما يخص ويتلائم  مع بحثنا للوقوف على أنواع النّسق وأنماطه، وذلك لأنّ كل نص شعري كان أم نثري يحوي أكثر من نسق ثقافيّ، فكيف إن كان الخطاب في النّص القرآنيّ يضم منظومة من الأنساق المختلفة لأن النّص القرآنيّ نص متفاعل ومتواصل مع أحداثٍ تاريخيّة ومستقبليّة ويضم الكثير من الأحكام والسنن، اذًا؛ هو نص ذو طاقة متجددة ومتفاعلة على مر العصور، وسأقف على مفاهيم النّسق المهّمة في اللغة والاصطلاح .

النّسق لغة

  • النّسق ما جاء من الكلام على نظام واحد، والنّسق بالتسكين مصدر نَسَقَ الكلام إذا عطف بعضه على بعض و بابه نصر، والتنسيق : التنظيم ([1]) .
  • النّسق، محرّكةً ما جاء من الكلام على نظام واحد . نَسَقٌ من كل شيء : ما كان على طريقة نظام عامٌّ ([2]) والنّسق من كل شيء: ما كان على طريقة نظام واحد، عام في الأشياء وقد نسقتَهُ تنسيقًا، والاسم النّسق، وقد اتسقت هذه الأشياء بعضها الى بعض أيّ تنسقتْ، والنحويون يسمون حروف العطف النّسق لأنه الشيء إذا عطفت عليه شيئًا بعده جرى مجرىً واحدًا ([3]) .

النّسق اصطلاحًا

النّسق (System) هو مجموعة الوحدات والعلاقات المتبادلة بين هذه الوحدات، والنّسق هو وحدة تتكون من أجزاء أو وحدات متباينة ومتماسكة معًا، وكل وحدة معتمدة على الوحدات الأخرى ([4]) .

يبرهن ذلك أن النّسق يتكون من أجزاء ووحدات أيّ أنساق جزئية تألف نسقًا  كليًّا متكاملًا، وهذا لا يحدث إلا بترابط وتواصل هذه الوحدات تفاعليًّا لأنّ النّسق يقوم على الارتباط التفاعليّ (Interactive bonding) بين تلك الوحدات والعلاقات لتضمن استمراريّة النّسق بشكل صحيح ليؤدي وظيفته وهدفه الأساس، وهذا ما أكده الأستاذ حسين سلمان وآخرون ( يشير مفهوم التّفاعل الى تلك العمليّة التي تتفاعل من خلالها الأنساق بشكل تبادليّ وبينها وبين البيئة بشكل عام … وعملية التفاعل خاصيّة من خصائص الأنساق المفتوحة بينما الأنساق المغلقة تواجه صعوبات في عملية التفاعل وغياب تلك العملية من أسباب انتهائها) ([5]) .

وعُرّف النّسق أيضًا بأنّه: ( جملة العناصر المرتبطة مع بعضها بعضًا بشكل وحدة محددة أو هو كيان فكري مستقل من العلاقات الداخليّة ) ([6]) .

يمكن أن نطلق على النّسق أنّه: هو ذلك الحيز الذي يضم مجموعة من الروابط والعناصر التي ترتبط بشكل حلقيّ بعضها ببعض لتكوّن كيانًا متكاملًا مرتبطًا ببعضه ومتصل ومتواصل في أجزاءه المختلفة، وهذا ما فعله بعض المختصين بأن يسمي أو يقسّم النّسق الى نسق متحرك أو نسق متفاعل، و نسق جامد أو ثابت يتلاشى لأنّه لا يتفاعل ولا ينسجم مع الأسس النّسقيّة الزمانية والمكانيّة، وهذا ما أُطلق عليه بعض المختصين بالنّسق المغلق ( closed system ).

أمّا المتفاعل وهو الذي يعطي أكثر من نمط، سُمي النّسق المفتوح الذي يقترب كثيرًا من النّسق المتعدد (Multi system) أحيانًا، ومضمرًا أحيانًا أُخر فهو قابل للتأويل والتفسير والتحليل، وهذا النوع هو الذي نختاره من بين الأنساق في هذا البحث، لأنّ النّص القرآنيّ نص متجدد وفاعل ومتفاعل على اختلاف الأزمان، وفيه أنساق مختلفة فوجدنا من الضروري الوقوف عليها بشكل بسيط في هذه الدراسة المتواضعة .

هذا ويعدُّ البعض النّسق ( System ) لفظة يونانية تدل على ( الكل المركب من الأجزاء ) ([7])، وهذا لا يختلف بل ينسجم مع منظومة المفاهيم التي وردت في دراسات عدّة حول الأنساق، لكن من المهم جدًا أن نقف على حيثية النّسق في القرآن الكريم ، هل هو نسقٌ ظاهر أم نسق مضمر ؟

القرآن الكريم كتاب سماوي معجز وبليغ يضم خطابًا متكاملًا ومؤثرًا في نفس المتلقي، ويخاطب المثقف ( المتلقي المثاليّ ) وغيره من أصناف المتلقين لذلك كان موضوع اهتمام الدّارسين في كل أنواع الدّراسات العلميّة والانسانيّة، واهتمت الدّراسات اللسانيّة التواصليّة بشكل مميز وكبير بالخطاب القرآنيّ كعنصر متكامل على عكس ما يدّعي البعض بأنّ القرآن فاقد للوحدة الموضوعية لأنه ليس نصًّا واحدًا ، وإنّما مجموعة نصوص … محتجين أنّ القرآن لم ينزل دفعة واحدة كنص متكامل مثل أيّ نص شعريّ أو نثري  … لكن الواقع غير ذلك، فالقرآن نصوص وليس نص، وكل نص فيه متكامل في الوحدة الموضوعية وفوق ذلك فإنّ كل نص فيه يكمل ويكتمل مع النّصوص الأخرى ثم تكتمل تلك الوحدات داخل كل نص فتؤلف تلك النّصوص كلًا متكاملًا .

نجد تعريف الأستاذ عواد علي ومفهومه للنّسق أقرب لدراستنا الحديثة فقد عرّف النّسق أنّه : ( نظام ينضوي على استقلال ذاتيّ، يشكل كلًا موحدًا وتقترب كليته بانية علاقاته التي لا قيمة للأجزاء خارجها و لكل أثر ابداعي نسق يميزه عن أثر إبداعي آخر ) ([8])  .

إنّ النّسق وخاصةً النّسق المفتوح أو المتعدد (Multi system) له علاقة وثيقة بالسيمائيّة داخل النّص الأدبيّ بشكل عام، والنّص القرآنيّ تحديدًا، لأن المعنى يسكن النّص كجوهر غامض لذا تعد القراءة النّسقية أحد الآليات الرئيسة في الكشف عن الأنساق المضمرة لأنّ القراءة المتكررة للنّص تفصح عن الكثير من خفايا المعاني داخل النّص الواحد، وتعطي أكثر من دلالة خاصة للنّص القرآنيّ   لما يحمل بين طياته من بلاغة و تناسق و انسجام لذلك جعلت القراءة النّسقية لتلك النّصوص تفسيرا و تأويلا وتحليلا للنّص يعطي اكثر من بعد في الدلالة والمعنى، وهذا هو النّسق الذي وجد في اكثر من نص قراني يصرح بوجود الحسين أحيانًا ويضمر أحيانًا أُخر، وما زاد ذلك الوجود في ذلك الخطاب تلك النّصوص إلا جمالًا وبهاءً  .

السّيمياء آلية تواصليّة تقترب أكثر من غيرها الى النّسق، لأنّ السّيمياء تشير وتعطي بعض العلامات لتلوح وتوحي لمعنى معين، والنّسق الظاهر والمضمر على حد  سواء يعطي ويرمز إلى أكثر من معنى و دلالة  للمتلقي.

يذكر أحمد يوسف جهود الشكلانيين الروس في هذا المضمار ( في دفع الدرس السيميائيّ نحو آفاق جديدة ذلك التأثير الذي تركوه في متصورات النّسق الأدبي ) ([9]) ، ذلك لأنّ المدرسة الشّكلانيّة كان لها أثر واضح في وضع القراءة النّسقيّة موضع أساس في فهم وحدة النّسق بشكل عام إذ ( إنّهم خطوا خطوة واسعة في سبيل الوصول الى وضع اللمسات الأولى لنموذج التحليل الشّكليّ والوظائفيّ يمكن الإفادة منه في دراسة الأشكال السّردية الأخرى)([10]). ويشير محمد مفتاح الى الخصائص المهمة التي يجب توافرها في النّسق وهي : ([11])

  1. حدود قارة نسبية يمكن التعرف اليه عن طريقها .
  2. بنية داخليّة مؤلفة من عدة عناصر منتظمة، وتحيل إلى نفسها .
  3. نسق الخطاب عضوي مفتوح متغير ومتحول ومتوجه نحو التعقيد الذاتيّ ، وعليه أن يحافظ على ثابت أو ثوابت .
  4. كلما كثر حذف عناصره قلّ تأثيره وإقناعه.
  5. يشبع حاجات اجتماعيّة لا يشبعها نسق غيره.

هذا يعني أنّ البنية النّصية تحوي عناصر متعددة وخواص مختلفة تارةً، ومنسجمة تارةً أخرى، كذلك تحوي البنية قوانين تحكم تلك العناصر مع مفاهيم النّص .

أنماط النّسق

يمكن تقسيم النّسق الى نسق ظاهر، ونسق مضمر … النّص يتكون من مجموعة علاقات ترتبط ببعضها، وتتفاعل لتعطي جماليّة للمتلقي، وهذا التواصل داخل النّص نتاج أنساق يحتويها النّص، و النّسق عادة يعطي حيوية وتجدد وديناميكيّة تكسب النّص طاقة وخزين من الدّلالات، والمعاني المختلفة، وتختلف تلك الدّلالات بطبيعة الأنساق وقراءتها ليرتكز النّسق وقوة أثره على ما يحتويه النّص من البراهين الإقناعية، والحجج المنطقية التي تتفاعل وتصل الى عقل المتلقي لذا ( تتصف المفاهيم والمصطلحات التي يتكون منها النّسق بقابلية التأويل وإعادة الانتاج الجديد في قراءات متباينة في مراحل زمنيّة مختلفة … فماهية النّسق تكمن في إمكانية رده الى وحدة التفسير التي ترتكز الى المفهوم الرئيسي الذي يحكم النّسق ) ([12]) . وكل نص يحوي نمطين من الأنساق، نسقٌ ظاهرٌ، ونسقٌ مضمرٌ، واحدهما سبب في وجود الآخر، ويكون النّسق المضمر في الخطاب متخفيًا خلف النّسق الثقافي الظاهر، ( فالنّسق المضمر  هو الذي يحتال على الأنساق الظاهرة ويتخفى في أعماق النّص، ولا يمكن الكشف عنه إلا بعد التعرف على البنى التاريخيّة والثقافيّة للمجتمع الذي تشكلت فيه الأنساق هو أن كل خطاب يحمل نسقين أحدهما ظاهر واع (لتمرير ثقافيّ ) والأخر مضمر ( نسقي ) إذًا يشمل كل أنواع الخطابات الأدبي منها وغير الأدبيّ، غير أنّه في الأدبي أخطر لأنّه يتقنع بالجماليّ والبلاغيّ نفسه وتمكين فعله، ويتضح الأمر حينما تحدد شروط ( النّسق المضمر) ([13]) وهي:

  1. وجود نسقين يحدثان معًا وفي آن واحد في النّص أو في ما هو في حكم النّص الواحد .
  2. يكون أحدهما مضمرًا والآخر علنيًا ويكون المضمر غير مناقض للعلني فيخرج النّص عن مجال النقد الثقافي … وذلك لأنّ مجال النقد الثقافيّ هو في كشف الأنساق المضمرة ( الناسخة ) للعلنيّ .
  3. لا بد أن يكون النّص ذا قبول جماهيري ويحظى بمقروئيّة واسعة و ذلك لكي نرى ما للأنساق من فعل عموميّ ضارب في الذّهن الاجتماعيّ والثقافيّ .
  4. لابد أن يكون النّص موضوع الفحص نصًا جماليًّا لأنّنا على حد تعبير الغذامي فالثقافة تتوسل بالجمال لتمرير أنساقها وترسيخ الأنساق .

لا يعني هذا أن النّسق الظاهر يتنافى أو ضد النّسق المضمر أبدًا، ويذكر صاحب كتاب القراءة النّسقيّة أن محمد مفتاح يميل الى رأي معتدل لأنه يعدُّ المفهوم الملائم في الأنساق الثقافيّة المفتوحة هو التأرجح والانموذج ([14]) . لأنّ (المنهاجيّة الشّموليّة إذا حللت عناصر كل بنية، وكشفت عن خصائصها واهتدت الى القوانين التي تحكمها، ثم استخلصت الوظيفة الجامعة بينها فأنّها تؤدي الى الكشف عن نظام العناصر وانتظامها، والى إحلال كل عنصر مرتبة و درجة ضمن النّسق العام)([15]).

المبحث الثاني : الحسين نسق ظاهر أم مضمر في الخطاب القرآنيّ ؟

يمثل النّص بشكل عام مجموعة من العلاقات المتفاعلة بينها لتتبّع دلالات ومعاني وانساق ظاهرة ومضمرة، أمّا النّص القرآنيّ فكما عهدناه مواكب ومتواصل بشكل تفاعليّ، ويتضمن جميع آليات التواصل وجميع أركان الدّراسات الألسنيّة الحديثة من تداول وحجاج وبنية وسيمياء … الخ لذلك فالنّص القرآنيّ يمتلك طاقة كبيرة في طرح انساق مختلفة خاصة الأنساق المضمرة التي تكون مختبئة خلف الأنساق الظاهرة في الخطاب القرآنيّ. وسأقف عند نسق الإمام الحسين في بعض النّصوص القرآنيّة،  لنرى هل أنّ الحسين (ع) نسقٌ ظاهرٌأ أم مضمر في تلك النّصوص  .

أولًا : الإمام الحسين نسقٌ ظاهرٌ

ورد في القرآن الكريم بعض السور والآيات  تذكر الرّسول ( صلى الله عليه وآله ) وأهلبيته بشكل ظاهر و واضح، وقد أجمع الفريقين على تلك النّصوص ودلالة أنساقها الظاهرة نحو:

النّص الأول: قوله تعالى:﴿ قُل لَّآ أَسۡ‍َٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ ﴾ ( سورة الشّورى: 23) وهذا النّص القرآنيّ عندما يُقرءُ قراءة نسقيّة نجده يصنف ضمن النّصوص التواصليّة ذات الأنساق الظاهرة، خاصة أنّ النّص صريح النّسق في الإشارة الى ﴿  ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ  ﴾ فهو يشير الى أهلبيت النّبوة وهم ( علي، وفاطمة، والحسن، والحسين ) وهذا ما أكدته أغلب روايات الفريقين، ومن هذه الروايات:

( ما رُوي عن أبي عبدالله (ع) قوله : ( إنّما نزلت فينا خاصة، في أهلالبيت في علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء) ([16]). هذا لأنّ القرآن كتاب إعجاز وبلاغة فلا يصرح بالأسماء والألقاب، ولا ضير في طرح أكثر من تأويل، وتفسير وقراءة النّص قراءات نسقيّة متعددة من دون القدح بالأسس العامة أو الخروج عن حرمة القرآن الكريم وكرامته، فالقراءة النّسقية أو العنصر النّسقي مهم في الفهم وإدراك حيثيات علاقات النّصوص من دون المساس بالمعنى العام ، و يبقى المتلقي رهين علمية معينة لتلقي وقبول أية قراءة تتوافق مع المسارات التي تتفق مع حيثيات النّص. ولأن النّص القرآنيّ نص متجدد ذو طاقة متفاعلة متواصلة فقد احتضنته منظومة نسقية ولو كان خطاب القرآن خطابًا واضحًا وصريحًا فقط لما كان كتاب الله المبارك الذي أذهل وأعجز ولا يزال موضعًا لدراسة الخفايا التي لا تُدرك إلا في وقتها الذي أراده الله، وفي زمانها المحدد لكشف تلك الأسرار لذلك كان كتاب الله القرآن الكريم كتاب إعجاز وهدى لكل العوالم على مر العصور، ولم يتوقف كونه كتابًا سماويًا عند عهدٍ او عصرٍ معينٍ بل هو كتاب هدىً لكل زمان ومكان .

فهذا النّص واضح وصريح مقارنة ببقية النّصوص، فقد حدد ﴿ ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ  ﴾ ومن هم أقرب الناس الى الرسول ، هنا مكان ومدى الفكر والعقل في فهم هذا النّسق. من هم ؟ من هو أقرب بشر الى رسول الله (ص)  ؟

تنطلق أهمية العنصر النّسقي القرآنيّ من خلال القراءة النّسقية للنّص للوقوف على المعاني الظاهرة و المضمرة . لذلك نجد الغذامي يضيف العنصر النّسقي الى العناصر الستة التي وضعها جاكبسون للدرس التواصلي الألسني (واذا ما أضفنا العنصر السّابع (العنصر النّسقي) فإنّنا بهذا نتيح مجال للرسالة ذاتها بأن تكون مهيأة للتفسير النّسقي ) ([17]) فنسق ﴿ ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ  ﴾ نسق ظاهر لأنّه خضع لمفردات لفظية تتفق مع المعنى وهذا التوافق متأتٍ من دلالة المعنى على اللفظ الظاهر فهو نسق ظاهر يحمل صلة القرابة للرسول ( صلى الله عليه وآله) ولا خلاف على تلك القرابة الحقيقيّة المتواتر عليها ففاطمة ابنة الرسول وعلي ابن عمه وزوج ابنته البتول وهكذا لا خلاف على (القربى) في هذا النّص على هذا المعنى فالنّسق ظاهر  .

ورواها السيوطي بالإسناد الى ابن عباس، قال : (لما نزلت هذه الآية  … قالوا :  يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( علي و فاطمة وولداهما)  ([18]) .

هذا الاتفاق في الرواية لكلا الفريقين يؤكد أنّ نسق الآية  نسق ظاهر وعلنيّ، ولا يحتاج الى قراءة نسقيّة متعمقة لكشف نسقها المضمر لأنّ الوظائف النّسقيّة قد اتحدت مع بعضها من حيث البنيّة والمكان والزمان بالإضافة الى وحدة الخطاب داخل النّسق في الآية  الشريفة . ويتجسد هذا النوع من الأنساق  في عدة آيات كان نسق الحسين (ع) فيها  ظاهرًا و علنيًّا .

النّص الثاني: قوله تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا ﴾ ( سورة الاحزاب: 33 ﴾.

روي عن أبي جعفر الباقر (ع) قوله : ( نزلت هذه الآية  في رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام في بيت أم سلمة ) ([19]) والنّسق الظاهر في هذه الآية  هو عصمة أهلالبيت (عليهم السلام) . وأجمع المفسرون على ذلك ونقل عن الإمام الحسن (ع) في إحدى خطبه قوله : ( وأنا من أهل البيت الذي كان جبرائيل ينزل الينا، ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا ) ([20]).

النّص الثالث : قوله تعالى : ﴿ فَمَنۡ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ ( سورة ال عمران : 61 ). واختص هذا النّص بالمباهلة بين رسول الله (ص) ونصارى نجران الذين أمهلهم الى الصباح (فأتوا رسول الله (ص) وقد غدا رسول الله (ص)  محتضنا للحسين آخذًا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم : (إذا أنا دعوت فأمنوا) فقال أسقف نجران : يا معشر النّصارى إني لأرى وجوهًا لو سألوا الله أن يزيل جبلًا من مكانه لأزاله فلا تباهلوا فتهلكوا…) ([21]) ، فأنساق الخطاب القرآنيّ في هذا النّص تفاعلت بشكل تبادليّ داخل بنية نصيّة منسجمة مع حدث تاريخيّ في بيئة صالحة كي تظهر نسقًا حاملًا معانٍ ودلالات علنية واضحة فكان لكل لفظٍ داخل النّص نسق ظاهر دال وكما سنبين في الجدول المبسط  أدناه  :

الجدول(1):مجموعة الأنساق الظاهرة والمضمرة التي وردت في خطاب النّص القرآنيّ بآية المباهلة

الآية النّسقية الكلمة(النّسق) دلالة النّسق
فَمَنۡ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ أَبۡنَآءَنَا الحسن والحسين (ع)
نِسَآءَنَا فاطمة الزهراء (ع)
أَنفُسَنَا علي بن ابي طالب (ع)

النّص الرابع: قوله تعالى:﴿ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ  ٱصۡطَفَىٰٓۗ﴾ (سورة النمل:59).

رُوي عن ابن عباس : (قال : هم أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب وفاطمة و الحسن والحسين …) ([22]) .

ثانيًا : النّسق الحسيني المضمر

وردت الإشارة الى الإمام الحسين في النّص القرآنيّ الشريف بشكل واضح بوساطة النّصوص التي نزلت في أهل البيت (عليهم السلام) كما تبين آنفًا، الآن نريد أن نحلل بعض النّصوص القرآنيّة التي خاطبت الوجود الحسيني بنسق مضمر متخفٍّ خلف  بعض الأنساق، وذلك لأسباب إلهية، حتى أن بعض النّصوص قد وقفت في أنساقها لتذكر واقعة كربلاء على الرّغم من اختلاف الرواية وسأشير الى بعض تلك النّصوص وأحلل اختلاف الروايات في فهم النّسق الحقيقيّ  المضمر في ذلك الخطاب وتوافر الشّروط النّسقية داخل النّص الواحد، ومن تلك النّصوص :

  • النّص الأول : قال تعالى : ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ ﴾ ( سورة الحديد : 28 ) فقد جاء النّص منسجمًا متماسكًا لتماسك الوحدات الدّلالية فيه، و نجد أن النّص فيه اشارات لغوية تنسجم مع دلالة النّص العامة، جاء الخطاب بصيغة المنادى ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ ، فالكلام موجه بشكل خاص للمؤمنين فالمرسل هو الله ( سبحانه وتعالى) و المرسل إليه هم المؤمنون، والرسالة هي رسالة الإرشاد المتضمن معنى المكافئة، وجاء الخطاب أيضًا بفعل الكلام بصيغة الأمر وهو(اتقوا) فظهرت آلية التّداول في تلك العمليّة التواصليّة بأفعال الكلام التي تضمنها الخطاب داخل النّص وهي (آمنوا، اتقوا، يؤتكم، يجعل، تمشون) وجميعها أفعال مضارعة لكن الفعل (آمنوا) وإن كان زمنه مضارعًا إلا أن الإيمان قد وقع قبل أن يقع فعل الإرشاد والنّصح، بذلك تحقق فعل القراءة النّسقيّة أو أحد أركان الوظيفة النّسقية وهو البعد التاريخيّ، والثاني هو انسجام البنية داخل النّص سواء بين اللفظ اللغوي والدلالة أو بين تناسق الدّلالات في ما بينها بوساطة التفاعل التداولي بين أفعال الكلام. فالنّسق الظاهر في النّص هو توجيه المؤمنين الى الإيمان بالرّسول (ص) ليثيبهم على ذلك الإيمان، والنّسق المضمر هنا هو (الكفلين) وهما ( الإمام الحسن والإمام الحسين) وجاءت هذه الدّلالة على الإمامين والوجود الحسيني داخل النّص بشكل متخفي خلف مفردة ( الكفلين ) إذ رُوي عن الإمام الصادق (ع) قوله : ( الكفلين: الحسن والحسين ) ([23]) .
  • النّص الثاني: قال تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمۡ كُفُّوٓاْ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَقِيمُواْ
    ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَخۡشَوۡنَ ٱلنَّاسَ كَخَشۡيَةِ ٱللَّهِ أَوۡ أَشَدَّ خَشۡيَةٗۚ وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبۡتَ عَلَيۡنَا ٱلۡقِتَالَ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖۗ قُلۡ مَتَٰعُ ٱلدُّنۡيَا قَلِيلٞ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلَا تُظۡلَمُونَ فَتِيلًا
    ﴾ (سورة النساء : 77 ) .

جاء ذكر الإمام الحسين (ع) في هذا النّص الشريف كنسق مضمر في قوله تعالى ﴿فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ ﴾ ، المقصود بالقتل والقتال هو الإمام الحسين (ع) وهذا ما تواترت عليه الكثير من الروايات ، وجاء نسق الإمام الحسين مضمرًا ومتخفيًّا خلف مجموعة من الدّلالات لا يفقهها إلا الرسول (صلى الله عليه وآله) عند نزول النّص وظل ذلك النّسق الحسيني مضمرًا حتى وقعت ثورة الإمام الحسين (ع) فعرف الكثير أنه كان المقصود في ذلك الخطاب القرآنيّ لاسيما أنّ في الآية ذاتها نسقًا آخرَ مضمرًا وهو الإمام الحسن (ع) الذي أراد الله أن يكون رمزًا للسلم وليس الحرب لحكمة أرادها سبحانه وتعالى وكان النّسق الحسني في قوله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمۡ كُفُّوٓاْ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَقِيمُواْ  ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ﴾ فقد أمر الله أن يكفوا أيديهم عن القتال في تلك المرحلة. إذ إن وجود الحقب الزمنيّة في النّص يعطي النّسق قوة في الحفاظ على نفسه داخل البنية، ويجعله أكثر حيوية ليتفاعل مع الأحداث التاريخيّة ، وهذا هو سبب وجود تلك الأنساق المضمرة داخل النّص القرآنيّ من جانب، ومن جانب آخر خاطب النّص كلا الشّخصين بصيغة خطاب الجماعة في الأفعال التداوليّة في هذا النّص ( كفوا، كتب عليهم القتال ) إنما تشير الى مجموعتين :

الأولى : شيعة الإمام الحسن التي كانت تحث وتطلب من الإمام الخروج للقتال، والوقوف ضد الحاكم الطاغيّ في تلك الحقبة ، لكن الإرادة الإلهية قالت ﴿كُفُّوٓاْ﴾ أيّ توقفوا عن القتال في هذا الوقت .

الثانية : اتباع الإمام الحسين (ع) الذين وجب عليهم القتال والقتل . وهذا هو النّسق الذي لم يتضح و لم يكن علنيا إلا للرسول وأهل بيته. ذلك هو السبب أو أحد الأسباب المهمة التي لم يرد فيها اسم الحسين (ع) بشكل صريح وعلنيّ بالقرآن الكريم، واتضح فهم النّسق الحسيني المضمر في النّص بعد حين ليعرف الناس تلك الحقائق التي أضمرها الله تعالى لوقتها وحينها إنّما هي حكمة وسر من أسرار الله – جل علاه – ف (عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال : والله الذي صنعه الحسن بن علي (عليهما السلام) كان خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشّمس، والله لفيه نزلت هذه الآية  ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمۡ كُفُّوٓاْ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَقِيمُواْ  ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ﴾انما هي طاعة الإمام فطلبوا القتال ﴿فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ ﴾ مع الحسين (ع) ﴿وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبۡتَ عَلَيۡنَا ٱلۡقِتَالَ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖۗ ) وقوله: ﴿ رَبَّنَآ أَخِّرۡنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ نُّجِبۡ دَعۡوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَۗ ﴾ (سورة ابراهيم : 44 ) . ارادوا تأخير ذلك الى القائم ( عجل الله تعالى فرجه الشريف) ([24]) .

  • النّص الثالث : قال تعالى : ﴿ وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ إِحۡسَٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهٗا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهٗاۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهۡرًاۚ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرۡبَعِينَ سَنَةٗ قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِي فِي ذُرِّيَّتِيٓۖ إِنِّي تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٥﴾ (سورة الاحقاف  : 15). فقد وردت في هذا النّص الكريم مجموعة من الأنساق تؤشر الى دلالة معينة ببراهين سيميائيّة تشير بعلامات ورموز حسابية وعلمّية زادت الخطاب جماليّة في تفاعل العلاقات بشكل تبادلي في ما بينها ما زاد قوة النّسق المضمر حيوية وفاعليّة، إذ كان الخطاب حوارًا إرشاديًّا، ودعاء، وجزاء وهذا هو ظاهر النّص وضم نسقًا مضمرًا وهو يتحدث عن شخصية عملاقة منذ خلقها وحتى وفاتها، فهو نسق امتاز بالقوة النّسقيّة المتكاملة من حيث البنية والحقبة الزمنيّة، و التاريخيّة، والضرورة لتخفي هذا النّسق خلف نسق ظاهر لا يختلف عنه في المضمون وكلا النّسقين غير متضادين فقوله تعالى : ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ إِحۡسَٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهٗا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهٗاۖ وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهۡرًاۚ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرۡبَعِينَ سَنَةٗ ﴾ ظاهر النّسق هنا إرشاد وتوجيه سلوك أيّ إنسان مؤمن بوالديه، وأن يحسن اليهم جزاءً لما بذلاه في وجوده وتربيته حتى بلغ أشده أي بلغ النضوج الحيوي و العقليّ، أمّا النّسق المتخفي في النّص – وهو المقصود- فهو الإمام الحسين (ع) الذي كتب عليه التضحية والقتال والقتل في سبيل الله لنصرة الإسلام قبل أن يولد، وهذا ما أوصي به الى الزهراء (عليها السلام) فكرهت أن تلد ابنها للقتل بهذه الطريقة لكن رسول الله (صلى الله عليه واله) أعلمها أن منه ستكون الذرية في الخلق و هي ذرية عصمة وحقّ للنّاس فحملته حتى وضعته وهي حزينة كارهة لقتله وما يجري عليه في كربلاء من ظلم، وما جعلها تكره هذا الفعل ليس القتل ذاته بل لأنّ من يقتله وأصحابه من أمة أبيها رسول الله (صلى الله عليه واله) وهذا ما جعلها تكره ذلك الفعل ومن يقوم به .

النّسق الحسابيّ في خطاب قراني صريح هو : ﴿حَمۡلُهُۥ وَفِصَٰلُهُۥ ثَلَٰثُونَ شَهۡرًاۚ ﴾ و كانت مدة حمل الزهراء بالحسين (عليهما السلام) ستة أشهر، وهذا ما إشارت اليه الروايات وتواترت عليه ولم يولد شخص لستة أشهر غير الحسين و يحيى (عليهما السلام) حتى بلغ الأربعين، ورُوي عن أبي عبدالله (ع) قال 🙁 لما حملت فاطمة (ع) بالحسين جاء جبرائيل الى رسول الله (ص) فقال : إن فاطمة ستلد غلامًا تقتله أمتك من بعدك فلما حملت بالحسين (ع) كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه ثم قال أبو عبدالله (ع) تكرهه لما علمت أنّه سيقتل. قال وفيه نزلت الآية) ([25]).

والنّسق المتخفي في قوله ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ إِحۡسَٰنًاۖ ﴾ هو أمر الله (سبحانه وتعالى) الإمام الحسين برفع الحيف والظلم عن والديه، وليس الإحسان في حسن المعاملة بل رفع الظلم الذي وقع على الإمام علي والزهراء (ع) (والآية  كأنها تشير الى وجود وصية وعهد من الله تعالى الى الحسين بان يبر والديه وليس من شك أنّ البر هو رفع الظلم و الحيف عنهما، وليس من شك أن أكبر ظلم وقع على النّبيّ هو الكذب عليه وأكبر ظلم وقع على علي هو تشويه سيرته … وهذه الوصية تقررت يوم رأى النبي في المنام بنيّ أميّة ينزون على منبره ذلك ولم ير بعدها مستجما ضاحكًا، وقد أخبره الله تعالى أنّ المنجيّ من فتنتهم هو نهضة الحسين وشهادته وظلامته) ([26]). نجد خطاب النّص يحمل ثلاثة أنساق في آن واحد هما :

  1. نسق حسينيّ ظاهر علني حمل مفهوم اإرشاد والتوجيه في البر بالوالدين والإحسان اليهما لما يكابدانه من تعب في تربية الأبناء بشكل عام وهو نسق يتفق مع الوضع الاجتماعيّ والبيئة الإسلاميّة .
  2. نسق حسيني مضمر: وهو الشخص المقصود في هذا الخطاب وهو الإمام الحسين(ع) الذي سينهض بثورة الإنسانيّة ويدفع نفسه ثمن تلك الحرية للأمة الإسلاميّة كي تعيش بسلام، وهي تجسيد لانتصار الدم على السّيف، وقدوة لكل ثورة تحدث في الإسلام ليتجسد معنى النّصر بمفهوم يختلف عن مفهوم الظلم والإرهاب، كان أساس النّصر الحسيني متجسدًا ب ( الموت بشرف أفضل من الحياة بقبول الذل والهوان) .
  3. النّسق الظاهر والمضمر معًا : تجسد الوجود الحسيني كنسق ظاهر في الخطاب القرآنيّ إذ الحسين (ع) هو بار بوالديه بمعنى البر والاحسان وحسن المعاملة والطاعة وهو نسق ظاهر ينطبق على شخصية الإمام المعصوم الحسين (ع) وهذا مالا يختلف عليه أبدًا،  النّسق المضمر وهو نسق رفع الحيف والظلم عن الأمة أو الإسلام لما عانت من فساد وطغيان الحكام آنذاك، فكانت الثورة هي الطريق وشهادة الإمام هي الأساس لأحياء الأمة فحضر النّسقان الظاهر والمضمر معًا .

حين ننظر الى قوة النّسق المضمر داخل هذا النّص نجد أنه يتلائم بل يتفاعل مع المخرجات، وهو قادر على إنجاز الهدف والوصول الى الدلالة بشكل يتفق مع الهدف والأمر الإلهي. فكان النّسق ناطقًا عن الحقائق التاريخيّة بوساطة تفاعل العلاقات والمخرجات داخل النّص و (يقصد بالمخرجات كل ما يصدر عن النّسق من معلومات وطاقة الى البيئة الخارجية، وتعكس المخرجات المدى الحقيقيّ والواقعيّ لقدرة النّسق على تحقيق أهدافه. فكلما كانت مخرجاته تتفق مع اهدافه كان ذلك دليلًا واضحًا على توازنه) ([27])، وقد تفاعلت واتسقت العلاقات والمخرجات داخل هذا النّص الكريم بشكل واضح وجلي فقد جسد الحسين في البيئة الخارجية وعلى أرض الواقع أسمى آيات البر والإحسان لوالديه ولدينه وأمة جده وحفظ إرثه التليد المتمثل بالقرآن المجيد الذي اتسق وتفاعل وتناغم مع آياته ومضامينه وأهدافه فكان مثالًا لاولئك الذين لم يبدلوا تبديلًا.

  • النّص الرابع : قوله تعالى : ﴿ وَٱلۡفَجۡرِ ١ وَلَيَالٍ عَشۡرٖ ٢ وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ ٣ وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ ٤ هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ ٥ أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧ ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ ٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ 9 وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ ١٠ ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ ١١ فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ ﴾ ( سورة الفجر : 1-11) . جاء في النّص قسم صريح ، وكان القسم ب (الفجر) و( ليال عشر) و(الشفع) و( الوتر) و( والليل اذا يسر) ، والقسم بالفجر ليس هذا الفجر المعروف بعد ظلام الليل ، لأنّ قسم الله سبحانه وتعالى كان لأمر عظيم فظاهر القول كان نسقًا للفجر المعروف وفي نفس هذا المعنى الظاهر يوجد إشارة سيميائيّة تفاعلت مع الدّلالة الظاهرة لتكون نسقًا مضمرًا داخل النّسق الظاهر ، حيث دل الفجر ليس فقط على بزوغ الشمس وظهور الصبح فقط وإنما (الفجر ضوء الصباح وهو حمرة الشمس في سواد الليل وهو الفجر الصادق، والفجر : تفجير الماء، وانفجر الماء والدم ونحوهما من السيال وتفجر: انبعث سائلًا) ([28]) . فالفجر إشارة الى تفجر السوائل مثل الماء والدم وهذا البعد يعطي القسم بالفجر أنساقًا أخرى تتفاعل مع بعضها لتخفي نسقا مضمرًا في مكامنها لا يعرفه إلا الله وأهل العلم ، وجاء إضمار ذلك النّسق لحكمة الهية يفصح عنها في الزمان والبيئة المناسبة لها .

فالفجر وليال عشر تعني عند أهل الجزيرة العربيّة قصة النبي إبراهيم واسماعيل ( عليهما السلام ) في تلك الليالي العشر من ذي الحجة التي يليها فجر يوم العاشر، تلك القصة التي أمر الله تعالى إبراهيم بعد إكماله بناء البيت بذبح ابنه اسماعيل، وكان يوم العاشر هو يوم الذبح لكن الله سبحانه وتعالى فدى اسماعيل بكبش عظيم، أمام أنظار الناس حينما رمى الكبش بنفسه بعد أن شقّ صفوف الناس وكان كبشًا بري يفترض ألا يقترب من الناس لكنه رمى بنفسه امام النبي إبراهيم (ع)، ولهذا النّص نسق مضمر آخر متواصل بعلاقاته الداخلية وتفاعلها التبادليّ لتنتج نسقًا آخر تمثل بحقبة زمنية أخرى وبيئة أخرى لكنها تتفق من حيث المضمون مع النّسق الأول، إذ يتفق الجميع أنّ هذا النّص هو نص هداية لإنقاذ البشريّة من الظلم والعبودية ، ولا بد أن تراق الدماء، وتزهق الأنفس كثمن لتلك الحرية والنجاة من العبودية، فالليالي العشر هي الليالي العشر الأولى من شهر محرم و فجر تلك الليالي هو يوم العاشر الذي قتل فيه الإمام الحسين (ع) وأهل بيته والوتر ظلامة الحسين (ع) أمّا (الليل إذا يسر) فهو ظهور الإمام الحجة والأخذ بثأر الإمام الحسين (ع) و ذكر أنّ (رؤيا للرسول بذبح ولده على يد شر خلقه من دون أن يفدي الله تعالى هذا الولد البار بأبيه ليكون دمه وترًا (ظلامة) إلهية يأخذ الله تعالى بثأره باستئصال كل قوى الظلم والفساد من على الأرض فيتحول الهم والغم الى سرور) ([29])، و يمكن أن تُعد سورة الفجر سورة تواصليّة بدقة لما احتوت من تواصل الأحداث وتسلسلها بأنساق ظاهرة تارة ومضمرة تارة أخرى، وكان للسيمياء حظ في تلك السورة كما في قوله تعالى ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ﴾ (سورة الفجر: 6) فنسقها الظاهر هو ما حدث مع قوم عاد والمضمر هو إشارة الى القوم الذين قتلوا الإمام الحسين (ع) يصنع بهم كما صنع بعاد وثمود (كأن السورة تريد أن تقول : إن الذين يظلمون الحسين (ع) وصحبه سوف يكون مصيرهم مصير قوم عاد وثمود وفرعون … ثم اختتمت السورة بتوجيه الخطاب الى الحسين (ع) ووصفه بكونه صاحب النفس المطمئنة المسلمة لأمر الله، مهما كان الابتلاء عظيما ولم تر عين مثل ما جرى في كربلاء نظير اطمئنان وتسليم أبويه إبراهيم واسماعيل. ولكن ذلك كان اختبارًا وما جرى في كربلاء كان حقيقة ) ([30])، وسنوضح مجموعة الأنساق الظاهرة والمضمرة التي وردت في خطاب النّص القرآنيّ بالآيات  ( 1-11) و الجدول أدناه يوضح تلك الأنساق في آيات مهمة من هذه السورة :

الجدول(2):مجموعة الأنساق الظاهرة والمضمرة التي وردت في خطاب النّص القرآنيّ بالآيات(1-11) من سورة الفجر)

ت الآية  النّسقية النّسق الظاهر النّسق المضمر
1 وَٱلۡفَجۡرِ ضوء الصباح وهو حمرة الشمس في سواد الليل وهو الفجر الصادق انفجار الماء والدم ونحوهما من السيال ، وتفجر : انبعث سائلا ويراد به فجر يوم النحر وهو عاشر ذي الحجة وهو ذات اليوم من العاشر من محرم يوم قتل الحسين(ع) واصحابه بفجر عاشوراء، والفجر ظهور الإمام الحجة (عج)
2 وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ الشفع هو ضم الشيء الى مثله ويقال للمشفوع شفع فعاونه وقواه ، وصار شفعا له او شفيعا في فعل الخير والشر. (الشفع)هنا هو نهضة الإمام الحسين (ع) لتحرير دين محمد (ص) وهو دين ابراهيم من البدع والفساد التي تتطلب نهضة ولده الحسين (ع) وان يقتل مظلوما ليفتح الطريق للإمامة الهادية التي جعلها الله ورسوله في أهلالبيت (عليهم السلام)
والوَترُ و الوِتْرُ و التُرِهَ الظلامة في الذحل ، والموتور : هو من قتل له قتيل ولم يطلب ثأره بعد
الوتر : هو ظلامة الحسين ودمه الذي اريق في كربلاء لأجل نصرة الدين المحمدي ضد الجور والظلم، دم الحسين الذي لن يأخذ بثأره الا الإمام الحجة
3 وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ ظاهر القول : انجلاء الظلمة واندلاع الصباح هو اخذ ثأر الإمام الحسين (ع) وانجلاء الظلامة والظلام ليظهر صباح حق وانتصار
4 يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ خطاب عام لأي نفس في الكون تمتاز بالطمأنينة خطاب خاص يضمر نفس الإمام الحسين المطمئنة كونها ضحت من اجل كتاب الله وسنة رسوله فكان الاطمئنان يملئها في هذا الاتجاه
5 ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ ايضا كانه خطاب موجه الى كل النفوس من جميع الكائنات في ظاهر القول كان خطابا خاصا لنفس الحسين (ع) واصحابه في كربلاء فنفس الحسين (ع) هي التي رجعت الى ربها راضية مرضية

و ذكر صاحب الميزان في هذه الآيات  الكريمات قوله : (إان في ذلك … قسمًا كافيًا لمن له عقل يفقه به القول و يميز الحق من الباطل ، واذا اقسم الله سبحانه بأمر – و لا يقسم إلا بما له شرف و منزلة – كان من الحق المؤكد الذي لا ريب في صدقه) ([31]) .

نجد أن سورة الفجر بحد ذاتها هي نسق مضمر لأنّها سميت بسورة الإمام الحسين لما حملت في نصوصها من أنساق مضمرة دوال على الحسين (ع) وواقعة كربلاء: (قال أبو عبد الله (ع) : اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فإنها سورة الحسين بن علي، وارغبوا فيها رحمكم الله ، فقال له أبو أسامة و كان حاضرًا المجلس : كيف صارت هذه السورة للحسين (ع) خاصة ؟ فقال: ألا تسمع الى قوله تعالى : ﴿ يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ ٢٧ ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ ٢٨ فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي ٢٩ وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي ٣٠ ﴾ ( سورة الفجر : 27-30) إنّما يعني الحسين بن علي (ع) فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية، وأصحابه من آل محمد (صلوات الله عليهم) الراضون عن الله يوم القيامة وهو راضٍ عنهم، وهذه السورة نزلت في الحسين بن علي (ع) وشيعته، وشيعة آل محمد خاصة، من أدمن قراءة الفجر كان مع الحسين (ع) في درجته في الجنة ، إن الله عزيز حكيم) ([32]) .

هذه الأنساق المضمرة من غير الممكن أن تكون ظاهرةً أو علنيةً في النّص القرآنيّ لأنّ الله (سبحانه وتعالى) لا يذكر أسماء الأشخاص غير الأنبياء والرسل وإنّما يشير اليهم ويخفيهم لحكمة إلهية، ويكون هذا الإخفاء لعامة الناس وذلك لإرادة وحكمة ، ويكون الرسول (ص) وأهل بيته يعلمون تلك الأنساق المخفية ودلالاتها داخل النّص القرآنيّ بوساطة قناة التواصل وهي ( الوحي )  .

  • النّص الخامس : قال تعالى : ﴿ كٓهيعٓصٓ ﴾ (سورة مريم :1) .

جاءت الحروف المقطعة في أكثر من نص قرآني، واختلف العلماء والمفسرون في دلالتها فبعضهم قال : ( إنها إشارات آلائه تعالى تحمل مرة الأقوام وأعمارهم وآجالهم)([33])، وذكر الطباطبائي في تفسيره : (إن هذه الحروف المقطعة تحمل معانٍ رمزية ألقاها الله تعالى على رسوله الكريم)([34])، وهذا دليل أنّ الرسول (ص) يعرف ما تشير اليه هذه الحروف في الخطاب القرآنيّ، وقد أبلغ (ص) أسرار تلك الحروف لأهل بيته فان ﴿كٓهيعٓصٓ  ﴾ فيها أنساق ظاهرة ومضمرة، فالظاهر منها ما أشار اليه أغلب التفاسير حيث اتفقت على أنها صفات أو أسماء الله فدل (الكاف) على الكافي، و(الهاء) على الهادي لأمته أو لشيعته، الولي العام الصادق الوعد، وهذا لا يعني أنها لا تحمل أنساقًا مضمرةً مختبئةً خلف تلك الظاهرة خاصة أن انسجام تلك الآية  في إيقاعها الصوتي مع دلالة الحروف جعلها تتفاعل لتعطي نسقًا يمتاز بحيويةٍ فاعلةٍ ( إن للحروف في اللغة العربية إيحاءً خاصًا، فهو إن لم يكن يدل دلالة قاطعة على المعنى ، يدل دلالة اتجاه وإيحاء ويثير في النفس جوًا يهيئ لقبول المعنى ويوجه اليه ويوحي به ) ([35]) .

عند قراءة تلك الآية  ﴿كٓهيعٓصٓ﴾ نجد انسجامًا واضحًا في مخارج الحروف، وهذا الانسجام ليس فقط في اللفظ ، وإنما متأتٍ من دلالة تلك الحروف على أنساقها المضمرة خلف ألفاظها، وهذا ليس بغريب على النّص القرآنيّ الذي عد معجز في لفظه وفي بلاغته ودلالاته فان تركيب الألفاظ وبنية النّص تتفق مع العلاقات الدّاخلية في النّص الواحد، وهذا يعني (أنّ ابتعاد لغة القرآن عن تنافر الحروف داخل المفردة الواحدة، وداخل العبارات المتسقة، قد أحدث نوعًا من الانسجام والتناغم الصوتي المستمد من التلاؤم بين الأصوات، إذ يشكل التلاؤم الصوتي بين أصوات المفردة ضربًا من التناغم يؤدي الى إيقاع يجعل المفردة توحي بدلالاتها من خلال الاصوات المكونة لها) ([36]) .

وهذا الانسجام يعطي فاعلية لظهور الأنساق بشكلها الصحيح الذي جاءت من أجله تلك الحروف المقطعة، ويمكن أن نقف عند إيضاح نسقين لهذه الحروف في آية ﴿كٓهيعٓصٓ﴾ كلاهما مضمر، النّسق الأول المضمر هو ما رُوي عن محمد بن إبراهيم بن اسحاق الطلقاني :(… فدخل عليه رجل فسأله عن ﴿كهيعص﴾ فقال (الكاف) كاف لشيعتنا، (الها) هادي لهم (يا) ولي لهم، (عين) عالم بأهل طاعتنا (صاد) صادق لهم وعدهم حتى يبلغ بهم المنزلة التي وعدها إياهم في بطن القرآن) ([37]) .

أمّا النّسق الثاني المضمر في﴿كهيعص﴾ فهو ما ذكرته بعض الآراء وهو لا يختلف أو يتضاد مع النّسق المضمر الأول بل يكمله ويتكامل به لأن لهذه الآية علاقة بثورة الإمام الحسين(ع) في كربلاء( فالكاف إشارة الى كربلاء، والهاء إشارة الى هلاك عترة النبي (ص)، والياء إشارة الى يزيد، والعين إشارة الى مسألة العطش، والصاد إشارة الى صبر وثبات الحسين وأصحابه المضحين) ([38]).

وكلا النّسقين لا خلاف بينهما فليس غريب على النّص القرآنيّ وهو خطاب الله (سبحانه وتعالى) أن يحمل أكثر من نسق ومعنى ودلالة خاصة عندما ننظر للدّلالات الصوتيّة للآية﴿ كهيعص﴾ وهي تحاكي المعنى المتخفي خلف هذه الحروف لأنّه( وسيلة تعبيرية مهمة لا تكاد تخلو منها لغة، وقد تأتي على مستوى المفردة، إذا اشتملت على صوت أو أكثر يحاكي الحدث. وتعرف باسم المحاكاة الأولية)([39]) .

وليس بغريب أن تتحدث هذه الآية عن كربلاء وثورة الحسين(ع)، وإن ذكر القضية الحسينية في النّص القرآنيّ  ضرورة فالحسين (ع) له من الشرف والرفعة ما يفوق أهل الأرض، والوجود الحسينيّ في الخطاب القرآنيّ حقيقة حتمية سواء أكانت ظاهرة أم مضمرة

المبحث الثالث : تواصليّة الإمام الحسين (ع) مع الخطاب القرآنيّ

بين الإمام الحسين (ع) والخطاب القرآنيّ عملية تواصلية كبرى فقد تربى في بيت النبوة مهبط الوحيّ والرّسالة المحمديّة، حيث تتلى آيات القرآن وتفسر وتدون فلم يفترق الحسين (ع) عن القرآن في سراء أو ضراء بل حتى في الشهادة وما بعد الشهادة ، كان رأس الحسين (ع) يرتل القرآن بتواصل روحيّ بينه وبين القرآن وسنقف عند المراحل المهمة العملية التواصلية في حياة الإمام (ع) .

يحمل خروج الإمام أنساقًا مختلفة منها الظاهر ومنها المضمر وهناك الكثير من الأسئلة المثارة حول أسباب خروج الإمام الحسين (ع) الى كربلاء، والحسين أمام معصوم يعلم كفة العدو التي تفوق كفة جيشه في العدة والعدد فلماذا الخروج إذن ؟ ! وهذا ما سأله أحد الرجال للأمام الحسين (ع) قائلًا : ما الذي أخرجك عن حرم الله وحرم جدك رسول الله (ص) ؟! فقال الإمام الحسين (ع) : ( إن بني امية اخذوا مالي فصبرت ، وشتموا عرضي فصبرت ، و طلبوا دمي فهربت) ([40]) لأنّ إراقة الدم حرمة – نجد نسق الخروج يتسق مع نسق خروج الرسول (ص) حينما تعرضت حياته للخطر من قريش، فكان خطاب النّص القرآنيّ يتواصل مع كلا حالتي الخروج ، قال تعالى : ﴿ قَالُوٓاْ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۚ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا ﴾ (سورة النساء :97).

فكان خروج الحسين (ع) ضرورة ليس فقط كما بينه النّسق الظاهر في إنقاذ حياة الحسين وأصحابه بل خرجوا وهم على يقين إنّهم لن يسلموا ولم يعودوا فلما اعترض ابن عباس الإمام الحسين (ع) وحاول منعه من الخروج الى العراق خوفًا عليه من غدر القوم به و بأصحابه، وهو يحاول اقناع الإمام الحسين … فقال له الحسين (ع) : ( أبا عبدالرحمن أنا أبايع يزيد وأدخل في صلحه، وقد قال النبي (ص) فيه وفي أبيه ما قال )، فقال ابن عباس : صدقت أبا عبدالله ، قال النبي (ص) في حياته : (مالي وليزيد ؟ لا بارك الله في يزيد، وأنه يقتل ولدي بين ظهراني قوم فلا يمنعونه، إلا خالف الله بين قلوبهم والسنتهم) ([41])  لكن : (ابن عباس الح على الحسين (ع) في منعه من المسير الى الكوفة فتفأل بالقرآن لإسكاته فخرج الفأل قوله تعالى ﴿ كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ  ﴾ (سورة ال عمران :185) فقال (ع) : أنا لله وأنا اليه راجعون، صدق الله ورسوله … ثم قال يا ابن عباس فلا تلح علي بعد هذا، فإنه لا مرد لقضاء الله عز وجل) ([42]) .

ولم يكن خروج الإمام الحسين اعتباطيا بل ولد الإمام لهذا الأمر لحماية الدين، ووضع قواعد رصينة لتحرير الإنسان من الذل والعبودية، ومصاديق ذلك كثر منها ما ذكره الإمام الحسين (ع) في وصيته التي أودعها عند أخيه محمد بن الحنفية إذ يقول : ( إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنّما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي (ص) وأبي علي بن ابي طالب (ع) ) ([43]) ، ويتفاعل الخطاب القرآنيّ مع هذه الحالة التي استمدها الإمام الحسين من قوله تعالى : ﴿ لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ﴾  (سورة النساء  :114) فكان لخروج الحسين (ع) أهداف وغايات لحماية دين محمد (ص) من الانحراف، وللحفاظ على القيم والأخلاق الإسلاميّة، فأصبحت ثورة الحسين (ع) ضرورة لإصلاح المجتمع بعد أن بدأ بالانحراف والانجراف على يد السلطة الفاسدة .

فكانت سيرة الإمام الحسين (ع) متسقة مع الخطاب القرآنيّ والتفاعل العلاقات داخل النّصوص القرآنيّة وتناغمها مع ثورة الحسين (ع) أكبر دليل لمسار الحق …وتجسدت علاقة الإمام (ع) مع القرآن من قبل المسير، وأثناء المسير كما بينا، وفي طف كربلاء وفي ليلة العاشر اتضح مدى ارتباط الحسين وحبه للقران الكريم حين أرسل أخيه العباس ليطلب بعض الوقت لاستثماره في العبادة وقراءة القرآن، فذكر أنّه قال لأخيه العباس 🙁 إن استطعت أن تؤخرهم الى غدوة وتدفعهم عن العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له و تلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار) ([44]) .

أمّا في يوم عاشوراء فكان الخطاب القرآنيّ ركيزة أساسيّة للأمام الحسين (ع) فكان كلما استشهد نفر من أصحابه كان يتلو قوله تعالى: ﴿ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا ﴾  (سورة الأحزاب  :23) ، وخاطب الإمام الحسين (ع) ورد على الأشعث حينما أنكر على الحسين (ع) قرابته من رسول الله (ص) فكان رد الحسين (ع) بخطاب قرآنيّ يثبت تلك الصلة والعلاقة فكيف تجرأ بعد هذا المصداق ؟ رُويّ أن ابن الاشعث قال للحسين (ع) : ( ياحسين بن فاطمة آية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك، فقال الحسين ع هذه الآية : ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾  (سورة ال عمران  :33) ثم قال : والله أنّ محمدًا لمن آل إبراهيم، وإن العترة الهادية عن آل محمد) ([45]) .

واستمر الإمام الحسين متواصلا مع تلاوة القرآن حتى بعد استشهاده ، فروي : ( أنه لما صلب رأس الحسين بالصيارف في الكوفة فتنحنح الرأس الشريف وقرأ سورة الكهف الى قوله تعالى: ﴿ إنّهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى﴾ وفي أثر أنهم لما صلبوا رأسه على الشّجرة سمع منه : ﴿ وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون﴾ وسمع صوته بدمشق يقول :﴿لا قوة إلا بالله ﴾ وسمع أيضًا يقرأ ﴿ أن اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبًا ﴾ فقال زيد بن أرقم:(أمرك عجيب يبن رسول الله) ([46]).

ولارتباط الإمام الحسين بالقرآن الكريم لقب الإمام (ع) ببعض أسماء القرآن سنورد بعضها وهي :

أولًا : العالم بالقرآن : (قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) : جمع الحسين (ع) أصحابه عند قرب المساء فسمعت أبي يقول لأصحابه : أثني على الله أحسن الثناء، وأحمده على السّراء والضّراء، اللهم إني أحمدك على أن اكرمتنا بالنّبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعًا وأبصارًا وأفئدة فاجعلنا من الشاكرين) ([47]) .

ثانيًّا : شريك القرآن : ورد هذا الاسم أو الصفة في الكثير من الأدعية والزيارات بعبارة : (السلام عليك يا شريك القرآن) ([48]) .

ثالثًا: التالي للكتاب حق تلاوته: كما ورد في بعض الزيارات بعبارة:( وتلوت الكتاب حق تلاوته)([49]).

رابعًا: سند القرآن: ورد في بعض الزيارات أيضًا بعبارة:( كنت للرسول ولدًا وللقران سندًا)([50]) .

الاستنتاجات

مما تقدم يمكن استخلاص النتائج الآتية :

أولًا : لا يأتي النّسق المضمر إلا متخفيًا خلف نسقٍ ظاهرٍ، لذا ضرورة وجود نسق ظاهر ليتضح النّسق المضمر .

ثانيًّا : وجود نسقان في النّص لا يعني تضاد كلا النّسقين أبدًا .

ثالثًا : قد يتبادر عند البعض أنّ النّسق هو التفسير أو التأويل وهذا خطا شائع لأنّ النّسق مجموعة العلاقات داخل النّص تتفاعل لتعطي نسقًا معيّنًا، أما التأويل أو التفسير فهو رؤى المفسرين بما يتلاءم مع طبيعة النّص .

رابعًا : ورد وجود الإمام الحسين (ع) كنسق مضمر ذلك لأن الله – سبحانه وتعالى لا يذكر أسماء الأشخاص بمسمياتهم باستثناء بعض الرسل والأنبياء وذلك لحكمة إلهية .

خامسًا : أنّ هناك تواصليةً واتساقًا بين الحسين والخطاب القرآنيّ يتجلى بالإصلاح والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر فضلًا عن تلاوة القرآن والعمل به  والارتباط به قولًا وفعلًا .

[1] – كلية العلوم الإسلاميّة – جامعة ذي قار

 

[1]) ) مختار الصحاح, ابي بكر عبد القادر الرازي, مكتبة لبنان , 1986ساحة رياض الصلح , بيروت : مادة نسق :274

[2]) ) القاموس المحيط , مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي, مراجعة انس محمد الشامي وزكريا جابر احمد , دار الحديث , القاهرة ,2008م , مادة نسق , ص:1606

[3]) ) لسان العرب، لجمال الدين بن منظور (ت711هـ)، تحقيق: عبد الله علي الكبير، و محمد أحمد حسب الله، و هاشم محمد الشاذلي، دار المعارف – القاهرة، (د.ط)، (د.ت).

[4]) ) مدونة القوانين الوضعية : نظرية الانساق العامة : ص : 4, مدونة على النت

[5]) ) الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية مع الفرد والاسرة , حسين حسن سلمان , وآخرون , بيروت , مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع

[6]) ) معجم الالفاظ الاجنبية في اللغة الروسية , موسكو , م1984: 459

[7]) ) الموسوعة الفلسفية , موسكو (1983) , ص:616

[8]) ) شفرات الجسد : عواد علي , الاردن , عمان ,ازمنة للنشر والتوزيع 1996, ص:18

[9]) ) القراءة النّسقية ( سلطة البنية ووهم المحايثة) , احمد يوسف , منشورات الاختلاف , الدار العربية للعلوم. ناشرون , ط:1, 2007 م-1428 هـ  : ص :134

[10]) ) السيمائية بين النظرية والتطبيق ( رواية نور اللوز نموذجا) رسالة دكتوراه ( مخطوط) , جامعة تلمسان , معهد الثقافة الشعبية , 1994-1995, ص:69

[11]) ) التشابه والاختلاف (نحو منهاجية شمولية) , محمد مفتاح ,المركز العربي الثقافي ,لبنان ,المغرب, ص:48

[12]) ) مفهوم النّسق في الفلسفة (النّسق. الاشكال والخصائص) : الاستاذ الدكتور سلمان احمد ناصر ,ص:375

[13]) ) الانساق المضمرة في رسوم كاظم نوير من منظور النقد الثقافي , نادية ايوب عيسى , و تسواهن تكليف مجيد , قسم التربية الفنية كلية الفنون الجميلة جامعة بابل , ص : 282

[14]) ) ينظر : القراءة النّسقية ( سلطة البنية ووهم المحايثة) , احمد يوسف , منشورات الاختلاف , الدار العربية للعلوم. ناشرون , ط:1, 2007 م-1428 هـ , ص: 143

[15]) ) التشابه والاختلاف (نحو منهاجية شمولية) , محمد مفتاح ,المركز العربي الثقافي ,لبنان ,المغرب, ص:30

[16]) ) الكافي , الكليني  ج 8 : ص 66-79

[17]) ) ينظر : نقد ثقافي ام نقد ادبي , عبدالله محمد الغذامي : 18 , و عبد النبي اصطيف , دمشق , دار الفكر , 2004 , مكتبة الاسد , افاق معرفية متجددة

[18]) ) الدر المنثور : السيوطي , ج 6 : 7

[19]) ) بحار الانوار : 35 : 206 ج1

[20]) ) المستدرك على الصحيحين : 3 : 172

[21]) ) تفسير البغوي , ج2, ص:48

[22]) ) بحار الانوار: المجلسي :  43 : 279

[23]) ) بحار الانوار : المجلسي : 43 : 279

[24]) ) بحار الانوار : 44 / 217 : ج 3

[25]) )الكافي : الكليني ج1رواية :4, ص:464

[26]) ) الإمام الحسين (ع) في سورة الاحقاف,مركز الاشعاع الاسلامي بإشراف صالح الكرباسيIslam4u.com  :4

[27]) ) الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية مع الفرد والاسرة , سليمان حسين , وآخرون , بيروت , مجد المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر والتوزيع , 2005 , ص : 53

[28]) ) لسان العرب , ابن منظور

[29]) ) الإمام الحسين (ع) في سورة الفجر :2, مركز الاشعاع الاسلامي باشراف الشيخ صالح الكرباسيIslam4u.com

[30]) ) الإمام الحسين (ع) في سورة الفجر : ص :2, مركز الاشعاع الاسلامي باشراف الشيخ صالح الكرباسي I

[31]) ) الميزان في تفسير القرآن : ج:2 , ص : 280

[32]) ) تأويل الآيات في فضائل العترة الطاهرة : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي : تحقيق ونشر مدرسة الإمام المهدي (عج) قم المقدسة , الجزء الثاني , ص: 796

[33])) مجمع البيان , الطبرسي , ج :8 , ص : 465

[34]) ) الميزان : الطباطبائي , ج: 14, ص: 128

[35]) ) فقه اللغة وخصائص العربية , د. محمد مبارك : 216

([36])الايقاع انماطه دلالته في لغة القرآن الكريم, عبدالواحد زيارة اسكندر المنصوري, رسالة ماجستير, كلية الآداب:108

[37]) ) البرهان في علوم القرآن ، بدر الدين الزركشي (ت794هـ) ، تحقيق : محمد أبو الفضل ابراهيم ، دار التراث ، بيروت، ط1 ، 1957م, ج 5 , الحديث 2, ص : 102

[38]) ) مامعنى كهيعص ؟, مركز الاشعاع الاسلامي للدراسات والبحوث الإسلاميّة تحت اشراف الشيخ صالح الكرباسي:1

[39]) ) من صور الاعجاز الصوتي في القرآن الكريم , محمد سليمان العبد, ص : 77

[40]) ) مثير الاحزان : ابن نما الحلي : 33

[41]) ) وسائل الشيعة , الحر العاملي , ج: 4, ص : 875

[42])  ) ناسخ التواريخ : ج:2, ص: 125

[43]) ) بحار الانوار : المجلسي : ج 44 . ص : 329

([44])  تاريخ الطبري : الطبري : ج4, ص : 316

[45]) ) بحار الانوار : المجلسي : ج 44 . ص : 317

[46]) ) مناقب آل ابي طالب, ابي جعفر رشيد الدين بن محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني,ج:4.: 68

[47]) ) الكافي : الكليني ج4, ص:57

[48]) ) بحار الانوار الجامعة لورد اخبار الائمة الاطهار (عليهم السلام) : العلامة الحجة الشيخ محمد باقر المجلسي , ج:98, ص:339, ط 1, 1429 هـ – 2008 م .

[49]) ) الاقبال بالأعمال الحسنة فيما يفعل مرة في السنة : ابن طاووس السيد رضي الدين ابو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد الحسني , تحقيق : جواد القيومي الاصفهاني , قم مكتب الاعلام الاسلامي 1414 هـ  , ط:1 , ج: 3 , ص : 341

[50]) ) الارشاد في معرفة حجج الله على العباد , الشيخ المفيد ابي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي( 413هـ ) ,ج:2,تحقيق مؤسسة ال البيت عليهم السلام لإحياء التراث, ط1, بيروت, بئر العبد , 1416 هـ , 1995م:91

 

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم
  • الارشاد في معرفة حجج الله على العباد , الشيخ المفيد ابي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي ( 413 هـ ) ,ج:2 , تحقيق مؤسسة ال البيت عليهم السلام لإحياء التراث , ط1, 1416 هـ , 1995 م بيروت , بئر العبد .
  • الاقبال بالأعمال الحسنة فيما يفعل مرة في السنة : ابن طاووس السيد رضي الدين ابو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد الحسني , تحقيق : جواد القيومي الاصفهاني , قم مكتب الاعلام الاسلامي 1414 هـ , ط:1 , ج: 3 .
  • الانساق المضمرة في رسوم كاظم نوير من منظور النقد الثقافي , نادية ايوب عيسى , و تسواهن تكليف مجيد , قسم التربية الفنية كلية الفنون الجميلة جامعة بابل .
  • الايقاع انماطه دلالته في لغة القرآن الكريم, عبدالواحد زيارة اسكندر المنصوري, رسالة ماجستير , كلية الآداب .
  • بحار الانوار الجامعة لورد اخبار الائمة الاطهار (عليهم السلام) : العلامة الحجة الشيخ محمد باقر المجلسي , ج:98, ص:339, ط 1, 1429 هـ – 2008 م .
  • البرهان في علوم القرآن ، بدر الدين الزركشي (ت794هـ) ، تحقيق : محمد أبو الفضل ابراهيم ، دار التراث ، بيروت، ط1 ، 1957م, ج 5 .
  • تاريخ الطبري ,ابي جعفر محمد بن جرير الطبري , دار احياء التراث العربي , بيروت ,لبنان 1429هـ : ج4.
  • تأويل الآيات في فضائل العترة الطاهرة : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي : تحقيق ونشر مدرسة الإمام المهدي (عج) قم المقدسة , الجزء الثاني .
  • التشابه والاختلاف (نحو منهاجية شمولية) , محمد مفتاح ,المركز العربي الثقافي ,لبنان ,المغرب.
  • الدر المنثور في التفسير بالمأثور , عبدالرحمن جلال الدين السيوطي, دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع,1432-2011 .
  • السيمائية بين النظرية والتطبيق ( رواية نور اللوز نموذجا) رسالة دكتوراه ( مخطوط) , جامعة تلمسان , معهد الثقافة الشعبية , 1994-1995.
  • شفرات الجسد : عواد علي , الاردن , عمان ,ازمنة للنشر والتوزيع 1996.
  • فقه اللغة وخصائص العربية , د. محمد مبارك, دار الفكر للطباعة والنشر, 2019 .
  • القاموس المحيط , مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي, مراجعة انس محمد الشامي وزكريا جابر احمد , دار الحديث , القاهرة ,2008م .
  • القراءة النّسقية ( سلطة البنية ووهم المحايثة) , احمد يوسف , منشورات الاختلاف , الدار العربية للعلوم. ناشرون , ط:1, 2007 م-1428 هـ
  • الكافي ، محمد بن يعقوب الكليني (ت329هـ) تحقيق: علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلاميّة ، مرتضى اخوندي ، طهران ، بازار سلطاني ، ط2، ت1388هـ.
  • لسان العرب، لجمال الدين بن منظور (ت711هـ)، تحقيق: عبد الله علي الكبير، و محمد أحمد حسب الله، و هاشم محمد الشاذلي، دار المعارف – القاهرة، (د.ط)، (د.ت).
  • مثير الاحزان , نجم الدين محمد بن جعفر بن ابي البقاء هبة الله بن نما الحلي (ت: 645هـ), المطبعة الحيدرية , النجف الاشرف 1369هـ. 1950 م.
  • مجمع البيان في تفسير القرآن ، امين الاسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت548هـ) ، دار العلوم للتحقيق والنشر والطباعة ، ط1 ، 2005م. مختار الصحاح , ابي بكر عبد القادر الرازي , مكتبة لبنان , 1986ساحة رياض الصلح , بيروت, لبنان .
  • مدونة القوانين الوضعية : نظرية الانساق العامة, مدونة على النت.
  • مركز الاشعاع الاسلامي بإشراف الشيخ صالح الكرباسيcom
  • المستدرك على الصحيحين , الإمام ابي عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري (ت405هـ) , دراسة وتحقيق مصطفى عبدالقادر عطا , دار الكتب العلمية ,بيروت, لبنان 1411هـ, 1990م .
  • معجم الالفاظ الاجنبية في اللغة الروسية , موسكو , م1984الموسوعة الفلسفية, موسكو (1983).
  • مفهوم النّسق في الفلسفة (النّسق. الاشكال والخصائص) : الاستاذ الدكتور سلمان احمد ناصر .
  • الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية مع الفرد والاسرة , سليمان حسين , وآخرون , بيروت , مجد المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر والتوزيع , 2005 .
  • من صور الاعجاز الصوتي في القرآن الكريم , محمد سليمان العبد.
  • مناقب آل ابي طالب, ابي جعفر رشيد الدين بن محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني,ج:4 .
  • الميزان في تفسير القرآن، السيد محمد حسين الطباطبائي، دار الأضواء، بيروت،ط1، 1431، 2010م.ناسخ التواريخ .
  • نقد ثقافي ام نقد ادبي , عبدالله محمد الغذامي , و عبد النبي اصطيف , دمشق , دار الفكر , , مكتبة الاسد , افاق معرفية متجددة, 2004
  • وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة , الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (تـ 1104هـ) , تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث1414 هـ , ج: 4.
  • تفسير البغوي (معالم التنزيل) , الحسن بن مسعود البغوي دار طيبة للنشر

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website