foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

غوص في سيكولوجيّة الاغتراب

0

غوص في سيكولوجيّة الاغتراب

د. محمد عبد الأمير جابر([1])

يُعدّ مصطلع الاغتراب  Aliénationمن أكثر المصطلحات ترددًا وحصرًا في ميادين متنوعة ومختلفة، كالعلوم الإنسانيّة، وخاصة في علم النفس وعلم الاجتماع؛ والأدب والفلسفة… وتتباين الآراء حول معناه وأسبابه وآثاره النّفسيّة والاجتماعيّة على الفرد.

ولعلّ من بين أهم المصادر الفلسفيّة لمفهوم الاغتراب هي الماركسيّة والوجوديّة، كأفق فلسفيّ في بيان اغتراب الإنسان، وضياعه عن نفسه، وفي بيان الأزمة الرّوحيّة والأخلاقيّة للإنسان في علاقته بالآخرين والعالم، وعلاقته بذاته والإله…أما الأصل السّيكولوجيّ للاغتراب فيرجع إلى كتابات فروم، هورني، إريكسون وغيرهم عن اغتراب الذّات.

أمّا من المعاني المهمّة للاغتراب فهي:

  • الاغتراب بمعنى الاضطراب العقلي: الذي يشير إلى حالة الاضطراب العقليّ وفقدان الوعيّ، وكل حالات الاضطراب العقليّ والحسيّ(1). فهذه تدل على أحوال نفسيّة وعقلية، منها الشّرود الذّهنيّ وغياب الوعي.
  • الاغتراب الاجتماعيّ: ولا سيما في العلاقات الاجتماعيّة والشّخصيّة، إذ قد يحدث الانفصال عن الإنسان وأقرانه، أو الانفصال والتنافر في العلاقات مع الآخرين(2). وهذا ما يدّل على مدى الترابط النّفسيّ والاجتماعيّ في ميدان العلاقات الاجتماعيّة.
  • الاغتراب الديني: إذ يحدث الانفصال والابتعاد بسبب الخطيئة التي تجعل علاقة الإنسان المتدين بالإله علاقة اغترابية منفصلة(3).
  • المنظور الفلسفيّ للاغتراب:

يُعدُّ “روسو” Rousseau من أوائل المفكرين الذي كشف العلاقة بين الحضارة والقيم أو جدل الحضارة والطبيعة، فكل عملية تقدم حضاريّة يتبعها ضياع الإنسان أمام الملكيّة وعدم المساواة والجشع والصّراع والكراهيّة والعبوديّة والبؤس. وقد توصل إلى “استشفاف السّياقات الكامنة وراء التّطور الاجتماعيّ،

 

 

 

حيث تمتزج مكتسبات الحضارة وزيادة التّقدم مع انحطاط البشريّة”(1).

إنّ فهم “روسو” فعل الاغتراب في العمليّة الاجتماعيّة وتأسيس العقد الاجتماعيّ، فهو يحمل دلالتين، الأولى تعني النقل والثاني تعني التجلّيّ(2).

إنّ المصطلحين، التّخلّي والنقل، يشيران إلى الاغتراب. يقول “روسو”: “إنّ أول شخص قدم لي تسييج قطعة من الأرض، وخطر له أن يقول “هذا لي”، ووجد أناسًا على درجة كافية من البساطة لكي يصدّقوه كان المؤسس الحقيقيّ للمجتمع المدنيّ(3). ويعدّ هيجل Hegel أول مفكر يستخدم مصطلح الاغتراب على نحو منهجيّ، ويرد مصطلح الاغتراب باستعمالين، إذ إن هيجل يستعمله بمعنى الانفصال ويستعمله للإشارة إلى معنى التّخلّي والتّنازل. والانفصال والتّنازل كلاهما مرتبط بعلاقة الفرد بالمجتمع، الأول عندما ينفصل عنه المجتمع والثاني عندما يتخلى عن ذاته(4).

يولي هيجل اهتمامه للاغتراب، ولا سيما الدّينيّ منه، وماهية العلاقة بين الإنسان والإله، ومدى التّحولات التي طرأت على الدين المسيحيّ، إذ جعلته دينًا وضعيًّا يلغي الحريات والعقل، تفقد فيه الذّات الإنسانيّة حريتها وفرديتها، فأصبح الإنسان مغتربًا عن ذاته، بل إنّ الإله بات غريبًا عن الإنسان(5).

فالبعد الجدليّ لمفهوم الاغتراب في أنه يأتي تارة بمعنى الانفصال – السّلبيّ، وتارة بالمعنى الإيجابيّ من جهة التّنازل عن الحريات من أجل الآخرين، أيّ النّقل لكل ما هو فرديّ خاص من أجل المجموع في تحقيق العقد الاجتماعيّ ولاستعادة الوحدة مع الآخرين(6)، والمعنيان يتضمنان الجانب الدّينيّ والجانب السياسيّ. فالأول يظهر في انفصال الإنسان عن الإله، والثّاني يظهر في الجانب الاجتماعيّ – السياسي، ولا سيما في علاقة الإنسان مع الآخرين في تشكيل الدّولة والمجتمع المدنيّ.

لذا فإن ازدواجيّة المعنى للاغتراب عند هيجل أخذت تتردد في مؤلفه: “ظاهريات الرّوح” (1808) من ازدواج في الدّلالة. فنجد المعنى الإيجابيّ الذي يتمثل في “تخارج الرّوج” وتجليه على نحو إبداعي في الطبيعة أولًا وفي ضروب الحضارة المختلفة بعد ذلك، مثلما نجد المعنى السّلبيّ والذي يتمثل في عدم قدرة

 

 

 

 

 

الذّات على التّصرف في مخلوقاتها من الأشياء والموضوعات(1).

إنّ الاغتراب الحاصل بفعل التّخارج إيجابيّ، إذ لا بدّ منه لكي يحقق الموجود ماهيته ويعرف ذاته سواء أكان هذا الموجود هو الإله أم الإنسان(2).

والفارق بين الاغتراب والتموضع يتضح في العلاقة بين البنية الاجتماعيّة والأفراد، فهناك فرق بين كون البنية الاجتماعيّة ما هي إلاّ تموضعًا للعقل الإنسانيّ، وبين الاغتراب الذي ينشأ عن انفصال وغربة البنية الاجتماعيّة عنه(3).

والتموضع ينتج اغترابًا إذا كان تموضعًا سلبيًّا، والتّخارج يحصل من خلال فعل التموضع الذي يحقق الغاية من التخارج من قبل الذّات. إن فعل الاغتراب يحصل من خلال الانفصال والابتعاد الذي تتحقق ماهيته وفقًا لنمط العلاقة السائدة بين الفرد والمجموع.

أمّا ماركس Marx فيعوّل على النّقد الاجتماعيّ السياسيّ، معززًا رؤيته الواقعيّة النّقديّة في معالجة الاغتراب قائلًا: “إن نقد الدّين هو مقدمة لكلّ نقد، إن نقد الدين يحطم أوهام الإنسان، ومتى تحطمت أصبح الإنسان قادرًا على التّفكير والعمل وتطوير واقعه كإنسان فقد أوهامه – وكسب عقله. وحيثما يتلاشى هذا الوهم، تكمن مهمة التّاريخ أن يؤسس حقيقة هذا العالم، ومهمة الفلسفة هي أن تخدم التّاريخ، وأن نزع القناع عن الاغتراب الذّاتيّ الإنسانيّ في شكله الدّنيوي، والذي أصبح غير مقنع في شكله المقدس. لذلك في نقد السّماء يجب أن يتحول إلى نقد الأرض، ونقد الدّين إلى نقد القانون، ونقد اللاهوت إلى نقد السياسة…(4).

لقد أخذ مفهوم الاغتراب عند ماركس منحنى ماديًّا واجتماعيًّا بل اقتصاديًّا – اجتماعيًّا – سياسيًّا. فالاغتراب فعل ناجم بأثر التّنظيمات الاقتصاديّة السياسيّة. أنه حدث مرتبط بنمو الانتاج الرأسماليّ وعلاقاته الاجتماعيّة السائدة. إنه وليد بنية الاقتصاد البرجوازي الرأسماليّ، إذ إنه بنية ترتكز على الرّبح والملكيّة الخاصة، وكل ذلك يؤدي دورًا في تعزيز الاغتراب وتكوينه بالنسبة إلى العامل في عمله، وأمام إنتاج عمله، وأمام صاحب رأس المال.

لذا فقد انصبّ اهتمام ماركس الفلسفيّ على تحليل البنية الاقتصاديّة، وتشكيلاتها الاجتماعيّة أو تشريح التّشكيلة الاجتماعيّة وبنائها الاقتصاديّ المعزّز للاغتراب، وكشف الخدمة التي يقدمها الاقتصاد السياسيّ للرأسماليّة البرجوازيّة ومدى ضياع العامل واغترابه. فالاقتصاد السياسيّ يراعي المالك الرّأسماليّ وينتظر إلى العمل كسلعة وكشيء(1). والعامل يبيع نفسه، بل إنه يبيع إنسانيته وفقاً لهذا النّمط الاستغلاليّ الاغترابيّ(2).

يتجلى الاغتراب في إطار العمليّة الإنتاجيّة ككل، يقول ماركس: “لقد نظرنا إلى فعل ضياع الفاعليّة الإنسانيّة العمليّة، تحت وجهين: أولًا: علاقة العامل بمنتوج العمل بوصفه موضوعًا غريبًا يرتبح عليه، هذه العلاقة هي في الوقت نفسه العلاقة بالعالم الخارجيّ المحسوس بموضوعات الطبيعة، العالم الذي يعارضه بطريقة غريبة ومعادية. ثانيًّا: علاقة العامل بفعل الإنتاج داخل العمل، هذه العلاقة هي علاقة العامل بفاعليته الخاصة كفاعلية غريبة ليست ملكاً له…”(3).

إنّ الفاعليّة الحيويّة أو قدرة الإنسان على الإبداع والعمل المنتج هي ما يميز الإنسان، فهي نابعة من طبيعته الإنسانيّة الحرّة بعكس الاغتراب المتحقق في العمل البرجوازيّ الرّأسماليّ من اغتراب قيمة الذّات الإنسانيّة. فالعمل المغترب يجعل الطبيعة ونفس العمل وفاعليته المنتجة في إرادته الحيويّة غريبة عن الإنسان كنوع وكفرد(4).

أمّا الفلسفة الوجوديّة فترى أن الإنسان كائن حر، يبحث عن ماهيته، تدفعه رغبة حقيقيّة من حريته وإرادته المسؤولة، لتحقيق ذاته بعيدًا من كل وجود زائف، يلغي وجود الذّات الفردية الحرّة وحقيقة أصالة وجودها في الآن نفسه، فهي تعرّف الإنسان بأنه حريّة(5).

لقد أصبح كل شيء مسيطرًا على الإنسان وحقيقة وجوده الإنسانيّ، لذك أضحى الواقع الذي يعيش فيه الإنسان واقعًا مغتربًا ومن ثمَّ اغتربت الرّوح نتيجة ذلك الواقع المزيف الذي أفرز الدّماء والحروب ونهاية مقولات التقدم والحداثة الأوروبيّة.

إنّها فلسفة اهتمت بالقلق الوجوديّ المتولد بفعل وجود الإنسان في العالم، والإمكانيّات المتاحة له لتحقيق وجوده بإرادة وحرية مسؤولة، بعيدًا من كل وجود زائف مغترب أو “الهمّ” الذي يمثله الآخرون. فهي لا تلغي العلاقة بالآخرين، بل إنها تعطي لهم قيمة متى ما كانت إمكانيّة لخلق أو تحقيق الإنسان لوجوده

 

 

 

 

الإنسانيّ الحقيقيّ(1).

تطمح الفلسفة الوجوديّة للإنسان أن يتجاوز وقائعيّة وجوده، إذ إنّه مُلقى به في العالم ومن دون اختيار ولا حرية، كواقعة تعبر عن معبودنا البشريّ اللا اختياريّ(2) وغير الحرّ والضروري. والاغتراب هو الإحساس بالابتعاد من الوجود الحقيقيّ الحرّ في تحقيق الإنسان ذاته بكل حرية ومسؤولية، لذا فإن الوجوديّ يفهم الاغتراب أساسًا في إطار معناه النّاطق، فهو اغتراب الموجود البشريّ عن وجوده العميق، بحيث لا يكون ذاته وإنما مجرد صفر في الوجود الجمعيّ للجماهير أو ترس في نظام اصطناعيّ(3).

الوجوديّة صرخة بوجه غياب الذّات واغترابها، وبوجه غياب حرية الذّات ووجودها الأصيل. إن الهمّ الأكبر لها تحقيق الذّات الإنسانيّة – الفردية – ووجودها الأصيل من جانب، وتحقيق الذّات لعلاقتها الوجوديّة الإنسانيّة بالآخرين من جانب آخر. بالإضافة إلى ذلك نزعتها النّقديّة لمصدر الاغتراب والتّشيوء النّاجمين والمتولدين بفعل الحضارة الصناعيّة الحديثة ومنطقها الاستهلاكيّ – الآلي، وقيمها المشوهة للواقع الإنسانيّ.

  • الاغتراب النّفسيّ

يعدُّ فروم Fromm أول من قدّم مفهوم الاغتراب في إطار نفسيّ إنسانيّ. فالاغتراب هو ما يعانيه الفرد من خبرة الانفصال عن وجوده الإنسانيّ وعن مجتمعه وعن الأفعال التي تصدر عنه فيفقد سيطرته عليها وتصبح متحكمة فيه فلا يشعر بأنه مركز لعالمه ومتحكم في تصرفاته(4).

  • أما كارين هورني Honey فإنّها تعزو الاغتراب لدى الإنسان إلى ضغوط داخليّة حيث يوجه معظم نشاطه نحو الوصول إلى أعلى درجات الكمال حتى يحقق ذاته ويصل بنفسه إلى الصورة التي يتصورها، ويصبح غافلًا عما يشعر به حقيقة، أي غافلًا عن واقعه من جراء إنشغاله الذّاتي، ما يؤدي إلى العجز عن اتخاذ القرارات والعيش في حالة من اللاواقعيّة ويصبح وجوده زائفًا(1).

تؤمن هورني بالقوى البنّاءة الملازمة داخليًّا للإنسان، والتي تساعد على تحقيق استعدادات الفرد ومواهبه الطبيعيّة، أيّ على قدرة الإنسان على تحقيق ذاته.

تتجه هورني إلى عالم الشّخصيّة الداخليّ إلى وعي الإنسان في محاولة لإبراز تلك النّواة الأساسيّة للوجود البشريّ، التي تشكل تفرّد الشّخصيّة والتي عليها أن تتطور تطورًا شاملًا في عملية التحقق الذّاتي لإمكاناتها الدّاخليّة الكامنة.

ولتفسيرها لبنية الشّخصيّة تميّز فيها تشكيلات نفسيّة داخليّة: الأنا الراهنة، و“الأنا المثاليّة” و“الأنا الحقيقية”.

  • الأنا الراهنة: الشّخصيّة ثم اللحظة الراهنة من وجودها، بكامل خصائصها الجسديّة والرّوحيّة، ونزعات تطورها السليمة والعصابيّة. أمّا “الأنا المثاليّة” فهي ما تكون عليه الشّخصيّة في تخيلها اللاعقلانيّ. أمّا “الأنا الحقيقية” فهي “القوة الأوليّة”، التي يتحقق بفضلها التّطور الفرديّ للإنسان، وهي المركز الشّخصيّ، الحيّ، الفريد للكائن البشريّ.

بالنسبة إلى العصابين فالأنا الحقيقية هي “أنا محتملة”، بعكس “الأنا المثاليّة” التي يستحيل تحقيقها.

تتجه هورني إلى “الذّات” البشريّة لبحث مسألة الاغتراب والاغتراب الذّاتي للشخصية (اغتراب الفرد في مسار العمل غير الإبداعيّ، واغتراب إنسان عند إنسان آخر، والاغتراب العصابيّ عن المسائل الحياتية الواقعية).

تنحصر جميع أشكال الاغتراب- في نهاية الأمر- في اغتراب الإنسان عن “الذّات”، ذلك الاغتراب هو القضية المركزيّة. فوجود الصراعات الشّخصيّة الدّاخليّة، ونشوء “الأنا المثاليّة”، والمحاولات العصابيّة لحل المواقف المأساويّة الدّاخليّة، ومهادنة التيارات المتصارعة في حياة الإنسان النّفسيّة.. هذا كله لا يكتمل في اغتراب الذّاتي للفرد، فحسب، بل ويُتكشَف أيضًا من خلال هذه الظاهرة.

وعلى ذلك تتشابك مسألة الاغتراب، بتطور الشّخصيّة العصابيّة- من ناحية- وبإمكان التحقيق الذّاتي لقوى الإنسان الجذرية، ما يفضي إلى إلغاء الاغتراب من ناحيّة ثانية.

إنّ الأنا المثاليّة هي مثال نموذجي لاغتراب الإنسان عن الذّات. وبالفعل، عندما يتقبل الإنسان “الصورة المثاليّة” التي يخلقها الفرد من أجل حلّ النزاعات داخل الشّخصيّة، ويتمثلها حقيقة واقعيّة، فإنّها تؤثر عليه، إذ إنّ “الأنا المثاليّة”، بالذّات، تصبح الأنا المسيطرة في بنية الشّخصيّة، وتخضع لها جميع قوى الكائن البشريّ وطموحاته الحيوية. ولا يبقى الفرد، في مثل هذه الحالة، هو ذاته، إنه يصبح بكامله، مماثلًا للأنا المثاليّة(1). وتعتقد هورني أنّ الكشف عن مواقف الصّراعات الخارجيّة، وإدراك النّزاعات في العلاقات الشّخصيّة، وفهم الصّراع العام داخل المرء نفسه… هو الطريق إلى “تحقيق الذّات” إلى تحقيق الإنسان لإمكاناته الدّاخليّة. وعليه، يعني “التحقيق الذّاتي” نزوع الشّخصيّة إلى المعاناة العميقة لرغباتها، وعواطفها وإلى الكشف عن رسالتها في الحماة، وتحمل المسؤولية، سواء تجاه نفسها أو تجاه الآخرين، وإلى إقامة الصلات والعلاقات الودية في إطار الأسرة، والجماعة، والمجتمع.

  • الاغتراب عند فروم

الاغتراب عند فروم Fromm يعاين ما يعانيه إنسان العصر الحديث والمعاصر، فمقدمات الحدث الاغترابيّ المهمّ، هي كل العوامل التي بعدم توافرها يحصل الشّعور باغتراب المرء عن ذاته، والذي يشكل مظهر مهمّ للاغتراب. ومن هذه المقدمات المهمّة هي الحرّيّة، وهي مفهوم حيوي في فهم الوجود الإنسانيّ وإدراك ماهية الطبيعة الإنسانيّة.

إن ظهور الحريات للإنسان (الأوروبيّ) وتمتعه بها رافقهما ظهور حالات قلق وعجز ويأس ووحدة جعلت من الحرّيّة مفهومًا سلبيًّا (الحرّيّة السّلبيّة)، والتي انتقدها وكشف زيف حقيقتها، ونادى بضرورة خلق حرية حقيقية (إيجابيّة) تحققًا للذّات الإنسانيّة وجودها الحر الخلاق، وتطلق طاقاتها الإبداعيّة في المجالات كافة. وهو ما يحقق من ثمّ الشّعور بالانتماء للآخرين عن طريق رابطة مهمّة تعزّز التّواصل مع المجتمع، وهي الحب الإنتاجيّ. “إن مفهوم الإنتاجيّة”، الفعال والمنتج الذي يدرك ويعانق العالم الموضوعي بواسطة قواه الذّاتية لا يمكن فهمه كاملًا من دون مفهوم نفي الإنتاجيّة، الاغتراب(2).

إنّ التّطورات التي حصلت مطلع العصر الحديث، الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة والدّينيّة بلورت مشاعر وحالات نفسيّة كان منها القلق واليأس واللاجدوى…

 

بهذا فإن غياب الإنتاجيّة والحرّيّة الإيجابيّة كان نتيجة تفاعل عوامل اقتصاديّة واجتماعيّة ودينيّة، فضلًا عن سيكولوجيّة ولدت بدورها مرض العصر؛ الاغتراب الذي امتد ليطال الإنسان المعاصر، “إن النّقطة المحوريّة للمرض الذي يشكو منه الإنسان العصريّ هو الاغتراب… فالإنسان العصري هو وحيد وخائف، إنّه حر، لكنه يخاف من هذه الحرّيّة(1). وتتوالد الآليات النّفسيّة للإنسان المتمتع بحريته السّلبيّة والمنفصل عن روابطه الأوليّة، فهو فرد منعزل وخائف وقلق على الرّغم من أنّه حر. وهذه الآليات النّفسيّة تنجم بسبب عدم قدرته على تحمل عبء الحرّيّة، لذا يلجأ الفرد إمّا إلى الخضوع في المازوشيّة أو التّسلط مع السّادية، وكل هذه الآليات هي للهروب من تحقيق الإرادة الإنسانيّة الفاعلة المنتجة.

  • الروابط الأولية النزعة الفردية الإنتاجيّة

إنّ تشكل الحرّيّة الحديثة في الحضارة الغربية سبّب إشكالًا خطيرًا لإنسان الحداثة، فهو فرد قلق ومعزول وعاجز، بل ومنفصل عن روابطه الأولية (الإله، الطبيعة، الدين…) تلك التي يقول عنها “طالما أن الفرد لم يقطع بعد الحبل السري الذي يربطه بالعالم الخارجي، فإن الحرّيّة تنقصه، غير أنّ هذه الراوبط تعطيه الأمان وشعورًا بالإنتماء، وبأنه مؤسس جذريًّا في مكان ما. وأنا أسمي هذه الروابط التي توجد قبل أن تنتهي عملية الاصطباغ بالصبغة الفردية إلى النزوع الكامل للفرد بالروابط الأولية(2).

إنها حرية سلبية، لأنّ الفرد لا يشعر باستقلاله وحريته الشّخصيّة بمعزل عن روابطه الأولية سواء أكانت هذه الروابط – الإله أم الأم أم الطبيعة أم الجنس البشريّ أم القبيلة أم الأفكار أم الأشخاص، الأمر الذي يزهر من خلاله علاقة الإنسان بالآخر(3).

يركز فروم على البعد الحيوي للحرية الإيجابيّة والحرّيّة السّلبيّة، ولا سيما في بيان العلاقة بين الحرّيّة واصطباغ الإنسان بفردية تميزه، وانفصاله عن روابطه، كفرد وكإنسان، وما يتولد من ذلك من خوف وعزلة، وأعراض نفسيّة واجتماعيّة ووجوديّة تجعل الإنسان ملعونًا كونه حرًّا. وهو أمر يتجلى في حياة الفرد وفي علاقته بالآخرين أو نظرته للكون والوجود البشريّ. “إن هذا الاصطباغ المتنامي بصبغة فردية يعني تنامي العزلة والقلق ومن ثمًّ الشك في ما يتعلق بدور الإنسان في الكون ومعنى حياة الإنسان والشّعور النامي بعجز الإنسان ولا معناه كفرد”(4).

إنّ الاغتراب هو غياب الإنتاجيّة أيّ الحرّيّة المنتجة والفاعلة للإنسان الفرد، ففهم أيّ منهما يكمل الآخر، وغياب الحرّيّة يعني غياب الإنتاجيّة، ومن ثم يتولد من عدمهما معًا الاغتراب، فالإنسان حيوان منتج، قادر على تحويل المواد التي يجدها، مستخدمًا عقله وخياله، وليس الأمر أنه يمكن أن ينتج بل يجب أن ينتج لكي يحيا(1). فالإنتاجيّة لا تنحصر في إطار معين، بل إنها تشمل الخبرة البشريّة العقلية والحسية والإنفعاليّة، إنها تشمل استجابات المرء العقليّة والإنفعاليّة والحسيّة للآخرين ولنفسه وللأشياء(2)، فالإنتاجيّة هي وعي وإرادة وحريّة واعية.

الإنتاجيّة هي رمز للحرية الإيجابيّة، وأنّ الحرّيّة الإيجابيّة ما هي بالحقيقة سوى الإنتاجيّة وقدرة الإنسان الخلاقة الحرة والتلقائيّة. لذلك فإن مفهوم الحرّيّة لا يحقق إنتاجية الإنسان في وجوده وعلاقاته ونمط سلوكه وفكره، فهو مفهوم سلبي لا يؤسس لكينونة بشرية منتجة، بل إنه مفتاح لكل حالات الاغتراب ومظاهره السّائدة في عصرنا.

  • الحرّيّة السّلبيّة والحرّيّة الإيجابيّة

يصف فروم عصر الحداثة أنه عصر الخوف والعجز واللاحرية. لقد أجهض الإنسان حين ولادته، وقبع في الخوف والقلق والاغتراب، بل تحول الإنسان إلى سلعة في سوق الصناعة التبادلي. وأضحى كل شيء قابلًا للبيع حتى شخصية الإنسان وقيمه. إنّه عصر الحرّيّة السّلبيّة والاغتراب والوحدة.

ولأجل كشف آليات التّلاحم بين الجوانب الاقتصاديّة والاجتماعيّة والإيديولوجيّة وتجلياتها في العمق السيكولوجيّ للفرد الحديث، يقول فروم إنّ “تحليل الجانب الإنسانيّ للحرية ولقوى النزعة التّسلطيّة الشّموليّة يرغمنا على النظر في مشكلة عامة، وهي مشكلة الدور الذي تلعبه القوى السيكولوجيّة كقوى نشطة في السّيرورة الاجتماعيّة، وهذه تقتضي بنا إلى مشكلة تفاعل العوامل السيكولوجية العاملة داخل الفرد على نحو ما إذا أردنا أن نفهم الفرد، فإنه يتوجب علينا أن نراه في سياق الحضارة تشكله(3).

يلمّح فروم إلى الطابع الجدليّ للحرية، أي جدلية الحرّيّة السّلبيّة (الاغتراب) والحرّيّة الإيجابيّة (الإنتاجيّة) في مجالات متنوعة، إذ يقول: “إن هدفنا سيكون إظهار تكوين المجتمع الحديث يؤثر في الإنسان بطريقين في آن واحد، إنّه يصبح أكثر عزلة وأكثر وحدة وأكثر خوفًا، وهو يبح أكثر استقلالًا وأكثر اعتمادًا على النّفس، وإنّ فهم المشكلة الكليّة للحريّة متوقف على القدرة على النّظر في كلا جانبيّ العمليّة وليس في فقد أثر جانب منها واقتفاء الجانب الآخر”(1). الإنسان الحديث يشعر أنّه حرّ، إلاّ أنّه فعليًّا مغترب عن ذاته وعن الآخرين وعن تحقيق ذاته بشكل فاعل منتج. ومن الأشكال والأمثلة عن الحريات السّلبيّة الحديثة، سواء المتسلط عليها من قبل المؤسسات أو اللاشعور، أو عن طريق آليات لا تسمح للإنسان بالتّلقائيّة أو الإنتاجيّة الحرّة، أنّه لا يجوز الإيمان والاعتقاد بأي شيء إلاّ إذا كان مبرهنًا عليه. وتوهم الفرد أنه حر مختار على الرّغم من خضوعه لسلطة مجهولة تخلف التّماثل.

من طبيعة مختلفة قد ظهروا، وهم أعداء ليسوا قيودًا خارجيّة أساسًا بل هم عوامل باطنيّة تغلق الباب أمام التحقق الكامل للحرية الشّخصيّة”(2).

إذًا؛ يناقش فروم دلالة الحرّيّة سيكولوجيًّا، ويكشف عن البنية اللاشعوريّة للحرية الحديثة السّلبيّة. إنّه يبحث عن القمع الباطنيّ المجتاف من سلطة الوالدين والمولد للأنا الأعلى الذي تتعزّز به أنظمة المجتمع الحديثة عبر الأسرة، عليه فالحرّيّة هي التّحرر الباطنيّ من القمع.

فالفرد الحديث مغترب عن ذاته لا يستطيع التفكير بحرية واستقلال عن ذاك المتسلط على الجميع، أي السلطات الجديدة التي ظهرت سواء المتعلق منها بالحسّ المشترك أو الرأي العام أو حرية التفكير، إذ تشكلت مع الحداثة حيثيات تحكم الفرد خارجيًّا وداخليًّا. “إننا مسحورون بنمو الحرّيّة من القوى التي (خارج) أنفسنا ونحن عميان عن المحظورات والضغوط والمخاوف الباطنية التي تميل إلى تقويض معنى الانتصارات التي أحرزتها الحرّيّة ضد أعدائها التقليديين(3).

وبدلاً من ذلك يدعو فروم إلى تفعيل الحرّيّة الإيجابيّة ذات الطابع الكيفي، فالحرّيّة هي تحقيق للذات بطريقة نوعية تمكن الفرد من أن يكون متميزًا وفاعلًا وواعيًّا بذاته ومدركًا لإمكانياته الإنسانيّة. لذلك يقول: “إن مشكلة الحرّيّة ليست مشكلة كمية، بل هي مشكلة كيفية، وأن الأمر عندنا يجب ألاّ يقتصر على الحفاظ وزيادة الحرّيّة التقليدية، بل يجب أيضاً أن تحرز نوعًا جديدًا من الحرّيّة، نوعًا يمكننا من تحقيق ذاتنا الفردية، ويمكننا من أن تكون لدينا ثقة بهذه النفس وبالحياة(4). المشكلة ليست إذًا إجتماعيّة فحسب، بل سيكولوجيّة – حضاريّة ذات دلالة انتروبولوجيّة.

 

  • أنواع الاغتراب

إنّ مصطلح صنمية المجتمع يعني “مجموع الخصائص التي يشترك فيها أكثر الأفراد في ثقافة واحدة متميزة عن الخصائص الفردية التي يختلف فيها فرد عن فرد في قوم ينتمون إلى ثقافة واحدة. وليست شخصية المجتمع مجرد مجموع الخصائص التي نجدها عند أكثر الناس في ثقافة من الثقافات، وإنما تهمنا منها وظيفتها التي تؤديها(1).

  • ينوّه فروم بأهمّيّة الحدث الدّينيّ (الأسطوري) المتعلق بفعل المعصية من قبل آدم، فهو أول حدث يؤسس للحرية الإنسانيّة، وانفصال الإنسان عن الإله “إنّ التّصرف ضد أوامر الإله يعني تحرر نفسه من الإكراه والبزوغ من الوجود اللاشعوريّ للحياة السّابقة على الحقيقة الإنسانيّة إلى مستوى الإنسان. إنّ التّصرف ضد الإله أو السّلطة وارتكاب المعصيّة هو في جانبه الإنسانيّ الإيجابيّ الفعل الأول للحرية، أيّ الفعل الإنسانيّ الأول”(2) الذي يعني حصول الاغتراب بين الإنسان والإله، فالانفصال هو اغتراب العلاقة بين الإنسان والإله. وهذا التّفسير اللاهوتي للاغتراب ينحصر في مسألتيّ خلق حواء وآدم وقبل العصيان وهبوطهما معًا إلى الأرض.

الاغتراب الدّينيّ، كما ورد في الكتب الدينية يعبر عن معنيين: المعنى الأول يشير إلى الشّقاق بين الإله والإنسان نتيجة السّقوط في الخطيئة أو التّردي في المعصية.

  • أمّا المعنى الثاني فيدل عل نوع من اغتراب الذّات الذي يحدث نتيجة عبادة الإنسان للأصنام التي يصنعها بيديه والتي يضع فيها كل قواه الإبداعيّة الخلاقة.

يقول فروم: “لقد بنى الإنسان عالمه، لقد بنى المصانع والبيوت، لقد أنتج السيارات والملابس، لقد زرع الحبوب والفواكه، لكنه أصبح مغتربًا عن نتاج يديه، إنه ليس حقًا سيد العالم الذي بناه بأي حال، بل العكس، هذا العالم الذي هو من صنع الإنسان قد أصبح سيدًا، وأمامه ينحني، والذي يحاول أن يسترضيه أو يستغله على أفضل نحو، إن عمل يديه قد أصبح محل إلهه”(3).

يكشف فروم تجليات غياب الوعيّ الفرديّ والشّعور بالشّخصيّة الإنسانيّة في مجالات الاقتصاد والسياسة والعلاقات الإنسانيّة بين الأفراد. فالحضارة الحديثة والمعاصرة وضعت الإنسان ضمن قيود جديدة، منطق السوق وآلياتها المسيطرة والمتحكمة بوجوب الشخص وفردانيته الحقيقيّة، على الرّغم من دعوات وجود الإنسان الحرّ، والصنميّة ليست ظاهرة منحصرة في المجال الدّينيّ، أيّ علاقة الإنسان بإلهه فحسب، بل هي محور مهم في بيان الاغتراب عن الذّات وتماهي الذّات بالأشياء أو الأفكار أو الشخصيات وكل (آخر)، يكون بالنسبة إلى الذّات أشبه بالإله أو الشيء المقدّس.

إنّ الصنميّة تدل على الاغتراب عن الذّات، تحديدًا في علاقة الإنسان وما ينتجه لكي يجعل منه إلهًا ليعبده، فهي من نتاجه لكنه يخضع لها كعبد، “إذ إنّ جوهر ما دعاه الأنبياء بـ (الوثنية) هو ليس كون الإنسان يعبد كثيرًا من الآلهة بدلاً من إله واحد، بل يتمثل في آن أنّ الأوثان هي من عمل يدي الإنسان: إنّها أشياء يقوم الإنسان بعبادتها والرّكوع لها، إنّه يقوم بعبادة الشّيء الذي خلقه هو بذاته، وأنه بذلك يحول ذاته إلى شيء، وينقل إلى الأشياء التي خلقها، خصائص حياته… بهذا يصبح الإنسان متخلفًا عن قوى حياته، عن ثروة طاقاته، ويكون متواصلًا مع ذاته في طريقة خضوع غير مباشرة للحياة المجمدة في وثن(1).

تتضح الوثنية أو الضمنية المعبرة عن روح الاغتراب عن الذّات بصورة أكبر “كلما ينقل الإنسان قواه للأوثان، يصبح أفقر، ويصبح أكثر تبعيّة لها، إلى درجة لا يستطيع فيها الإنسان أن يسترد جزءًا صغيراً مما هو بالأصل، ذاته”. وهي متعددة المجالات والتمظهرات إذ “إنّ الأوثان يمكن أن تكون تمثالًا لإله، دولة كنسية، شخصًا أو ملكيّة، فالوثنيّة قبول موضوعاتها، إذ إنّها لم تعد مقتصرة فقط على تلك الأشكال التي كان للوثن فيها معنى دينيّ فقط. إنّ الوثنية هي دائمًا عبادة للشّيء الذي يعطيه الإنسان قواه المبدعة، ويخضع له، بدلًا من ممارسة ذاته في فعل مبدع”(2).

  • ولعلّ من بين أكثر العوامل تسلطًا وإلغاء للذات الإنسانيّة العامل الإقتصادي، فضلًا عن العوامل الأخرى إذا شاءت قيم الربح والإستغلال، وأصبح للسوق سلطة عليا ومنطق خاص به. وغاب الفرد من خارطة التفكير الإقتصادي، وسيطرت الأنظمة الرّأسماليّة في الإنتاج والاستهلاك والآلات(3)… هذه العوامل كلها ساعدت في إلغاء الشّعور بالذّات، وحققت طموح العقل الاغترابيّ الحديث وآماله التّدميريّة بشأن الإنسان المستلب.

 

 

 

إنّ كفة السيطرة الرّأسماليّة وسلطة السّوق والاستهلاك والرّبح والمال والاستغلال ومنطق السّوق ما يحكم الإنسان، على الرّغم من إدعاءات العقل الحداثويّ بأنه عقل جديد يرمي تحقيق حرية وإرادة وسلطة الإنسان بوصفه مركزًا للكون. إنّ نظرية فروم النقدية وجهت نقدًا لاذعًا للعقل الحديث وكشف زيف إدعاءاته، “فالسّوق أصبح له حياة خاصة، من حقه أن يتحكم في الإنسان. فنحن مدفوعين بنظام ليس له غرض أو هدف يتجاوز النظام نفسه، نظام يجعل الإنسان تابعاً لا مبتوعًا(1).

 

لقد أصبح الإنتاج والعمل له قيمة أخلاقية فضلًا عن كونها اقتصادية، ولا بدّ من الإنسان لأن يعمل وينتج ويحصل ثروة ويكسب ماديًّا(2)، “لقد ترك الفرد وحيدًا، وكل شيء إنّما يعتمد على جهده هو لا على الأمان الذي له مكانته التقليديّة(3). كل ذلك انعكس على العمق النّفسيّ والاجتماعيّ آنذاك، ولا سيما، بعد أن أصبح المال والسوق والتنافس والربح وجمع الأموال، عملات لوجه واحد، هو ضياع الإنسان الحديث، وتجلي أوجه الخوف والقلق والعجز(4).

 

فكل شيء أخذ يخضع لآلية الاستغلال والاستخدام الرأسمالي والذي يروم تحقيق الأرباح والمكاسب. “إن الرأسمالية تقوم على أساس المبدأ الذي يسري في كل المجتمعات الطبقية، وهو استخدام الإنسان للإنسان”(5). واستخدام الإنسان واستغلاله قد يحصل عن طريق استغلال الإنسان لنفسه بذاته، بأن يصبح أداة بيد النّظام الاستغلاليّ. فالحقيقة في كلتا الحالتين واحدة، وهي “أنّ الفرد هو كائن بشري حي، لا يكون غاية في حد ذاتها، بل يمسي أداة للمصالح الاقتصاديّة التي تخص غيره، أو تخصه، أو تخص عملاقًا معنويًّا هو الجهاز الاقتصاديّ(6).

 

إن الربح وسلطة السوق والإستغلال وغياب الفرد الحر وسيطرة الأنظمة الإستغلالية في الإنتاج والاستهلاك(7) هي من أهم المعالم الرئيسية التي عملت على تغيير مفهوم طبيعة الإنسان وتغريبه وتشيئّه.

لقد أصبح المال اللغة السّائدة، بل إنه أخذ يبشّر بصراع قِيَمي بين مجال الوجود الإنسان المغترب والمسيطر عليه وبين عالم المال والملكية والاستهلاك. “صراع بين مبدأين من مبادئ القِيم، وبين عالم الأشياء وتجمعها، وعام الحياة وقدرتها على الإنتاج”(1)؛ أيّ الصّراع بين قيم الكينونة وقيم التّملك.

  • وعلّة العصر الرّاهن أنه “ليست هناك سلطة مباشرة تتحكم فينا، ولكننا نخضع لسلطة جديدة، معنويّة غير شخصيّة، هي ضرورة التّجانس مع بقية أعضاء المجتمع، في ظل السّلطة الجديدة، كسلطة التّجانس، لا يخضع الفرد بعينه ولا نصطرع مع أصحاب السّلطة والنفوذ، ولكنّنا لا نملك لأنفسنا عقائد خاصة بنا. ينعدم عند الإنسان الشّعور بفرديته، بل ويكاد ألاّ يكون لديه إحساس بذاته. هذه هي علّة القرن العشرين…(2)

لقد حلّت محل السّلطة المباشرة السّلطة الخفية التي لا يمكلها فرد، سلطة الرأي العام وسلطة السّوق.. وحلّت حاجة المرء إلى التكيف بالمجتمع والتّجانس مع أفراده واسترضاء النّاس محلّ الضمير الفرديّ المستقل. وحلّ إحساس مطرح يعجزه إحساسًا لا شعوريًّا في كثير من الأحيان، محلّ الاعتزاز والفخر(3).

لقد انعكس الطابع الاغترابيّ في العلاقات الاجتماعيّة بين الأفراد، فأصبح السّائد ما يلي: فقدان العلاقات الإنسانيّة وإحلال علاقات الاستغلال والرّوح الآليّة.

  • السّوق هو آلة العصر الجديد – اللامبالاة وعدم الاكتراث في التّعاملات الإنسانيّة بين أفراد المجتمع وبين العامل وصاحب العمل أيضًا، والصانع والمستهلك(4). ليست العلاقات الاقتصاديّة وحدها بل العلاقات الشّخصيّة بين الناس أيضاً لها هذا الطابع من الاغتراب، بدلًامن وجود علاقات بين البشر، توجد علاقات بين أشياء. ولكنه، ربما كان المثال المهمّ الصارخ على الرّوح الأداتية هذه والاغتراب هذا علاقة الإنسان بنفسه(5).

لم يصب الاغتراب الإنسان بوصفه عاملًا فحسب، بل كونه منتجًا ومستهلكًا. فضلًا عن ذلك أنه أخذ يتسع ليشمل مجالات الحياة الإنسانيّة عامة في السّياسة والإعلام والحروب وتهديد الأمن العالميّ بآليات التدمير الشامل. يتناول فروم ظاهرة الاغتراب في مجالات متعددة ومختلفة وبمظاهر متنوعة، منها اغتراب الإنسان عن ذاته والاغتراب عن الآخرين واغتراب العامل عن عمله وداخل العمليّة الاستهلاكيّة، وكذلك في الموقف الدّينيّ، وفي ممارسة الحب المزيف… من المظاهر التي كشفها فروم والتي يبدو أنها متمركزة حول فقدان الإنسان لذاته وحريته وتفرده وشعوره بالعزلة والقلق واليأس والإحباط.

  • اغتراب الإنسان عن ذاته

إنّ الشّخصيّة تكشف مدى ضياع الذّات الإنسانيّة وتعبر عن معنى الاغتراب عن الذّات المنتجة والمبدعة. إنّها ظاهرة لا تنحصر في عالم المنتوجات والأشياء التي ينتجها الإنسان في إطار المنظومة الإنتاجيّة، بل إنّها ظاهرة عامة تمس كل علاقة بالإنسان بشكل أو بآخر، إذ إنّها يمكن أن تكون مثالًا لإله، دولة، كنيسة، شخصًا أو ملكيّة. فالوثنيّة قبول موضوعاتها، إذ إنّها لم تعد مقتصرة فقط على تلك الأشكال التي كان للوثن فيها معنى دينيًّا فقط. إن “الوثنية هي دائمًا عبادة للشيء الذي يعطيه الإنسان قواه المبدعة، ويخضع له بدلًا من ممارسة ذاته في فعل مبدع”(1). إنّ الإنسان يقوم بعبادة الشّيء الذي خلقه هو بذاته، وأنه بذلك، يحول ذاته إلى شيء، وينقل إلى الأشياء التي خلقها خصائص حياته.

فاغتراب الذّات يتجلى في هكذا علاقات شيئيّة تُلغي أي وجود للذات بوصفه كائنًا نوعيًّا.

إنّ ظاهرة الاغتراب يعدها فروم مدخلًا لفهم شخصيّة المجتمع المعاصرة، إذ إنّها “نقطة البداية التي يتفرع منها تحليل الشّخصيّة الاجتماعيّة المعاصرة، وذلك لأنّ هذه الصّفة تمس أعمق أعماق الشّخصيّة الحديثة، ولأنها أنسب الأفكار لبداية البحث إذا اهتم الباحث بالتّفاعل بين البناء الاجتماعيّ الاقتصاديّ المعاصر وبناء الشّخصيّة للفرد العادي(2). إنّها مرض العصر السيكولوجيّ والاجتماعيّ. بل إنّها مرض الحضارة الغربية الراهن.

إنّ الإنسان المغترب عن ذاته هي “أنا كما تروني”، بعكس الإنسان المنتج والفاعل والذي يدرك ذاته بشكل مستقل ومتميز عن غيره، إنه ذات لا تطابق غيرها. “يستمد الفرد الناجح والإنتاجيّ إحساسه بالكرامة من خبرته، إنّه الفاعل المتحد مع قدراته، وهذا الإحساس يمكن أن يعبر عنه بأنه يعني… أنا ما أفعل”. أما في التّوجه التّسويقيّ، فإن الإنسان يواجه قدراته بوصفها سلعاً نابية عنه وهو ليس متحداً معها، ولكنها متوارية عنه بتقنعها، لأنه ليس المهم هو تحقيق الذّات في عملية استخدامها، بل نجاحه في عملية بيعها. وتصير قدراته وما تخلقه على السّواء غريبة عنه. وهكذا يغدو شعوره بالهوية مهزوزًا، يشكله حاصل

 

 

 

 

جميع الأدوار التي يمكن أن يؤديها المرء. أنا كما تروني”(1).

ولكي يكون الإنسان سويًّا ذا سلوك عقلانيّ سليم فلا بد من أن يكون إنسانًا ذا إرادة ومنتجًا ومبدعًا يمتلك وعيًّا ويدرك أموره بطريقة سليمة…يؤمن فروم بأن تكون طبيعة الإنسان على ما ينبغي عليه أن تكون. أما اغتراب الذّات فهي ابتعاد عما ينبغي أن يكون عليه الإنسان(2).

يفترض فروم أن هناك صفات لا بد أن تتمتع بها الذّات الأصيلة من إرادة وشعور وعقل منتج، تجعلها بمنأى عن الزيف والتحريف والإنحراف السيكولوجيّ الوجوديّ. ولا بدّ أن تكون الذّات أصيلة تفكر وتشعر وتريد وترتبط بالعالم بعيدًا من كلّ إكراه أو تسلط من قبل السّلطات الخارجيّة والباطنيّة.

كل اغتراب عن الذّات” ينجم عنه أن الذّات لا تكون أصيلة فاعلة مسيطرًا عليها من قبل سلطة ما (دينيّة، إجتماعيّة، اقتصاديّة، سياسيّة، ثقافيّة)، وكل ما تشعر به وتريد وتفكر فيه لا ينبع من ذاتها وإرادتها وعقلها وإحساسها… وإن حصل العكس، فهو علامة على أنّها ذات أصيلة تريد وتفكر وتشعر بأصالة وبإنتاجها عميقة تشعر الذّات بانتمائها الوجوديّ الحقيقيّ المعبر عن كينونة إنسانيّة منتجة(3).

كل اغتراب للذّات ناشئ من فقدان الإحساس بالذّات سواء في الفكر والإرادة والمشاعر. والذّات الأصيلة مفقودة. هذا من جهة، أما من جهة أخرى فإن هناك وهمًا قد سيطر على الإنسان بأن يمتلك ذاتًا حرة ومنتجة ومستقلة، بينما الحقيقة لأنّه فرد متوهم بل واقع في وهم كبير اسمه الحرّيّة، إذ إنّه مغترب عن ذاته لا شعورياً… إن الشخص غالباً ما يقع تحت وهم القيام بما ينشده…(4)

 

  • الاغتراب عن الآخرين

يفترض فروم أنّ للإنسان حاجات إنسانيّة ذات طابع اجتماعي، ألا وهي ممارسة الحياة: هي التعلق بالعالم خارج النفس، الحاجة إلى تجنب الوحدة(5)، أيّ الحاجة إلى الاتصال والتّواصل مع الآخرين أو مع العالم. إنّها حاجة تقضي على الانعزال والوحدة التي قد يعيشها الإنسان لذا ما ارتبط بالآخرين ارتباطًا انتاجيًّا وتلقائيًّا، والتي تعبر عن الوجود الحقيقيّ.

العلاقة الاجتماعيّة التي تربط الفرد بالآخرين إنما تكون متنوعة سواء على الصعيد الاقتصادي، أو في العلاقات الاجتماعيّة بين الإنسان والإنسان، وغيرها من الأنماط الاجتماعيّة التي يسودها نمط اغترابي بفعل عوامل عديدة…

وللتواصل الاجتماعيّ أهمية، الذي بفقدانه سيكون المرء مفصولًا ومعزولًا ووحيدًا غير مرتبط بأيّ شيء، سواء أكان فكرة ما أو قيمة أو نمطًا عقلانيًّا معينًا (الوحدة الأخلاقيّة) الناشئة بفعل عدم الاتصال والتّعلق بالأفكار والقيم والرموز وكل ما يجعل المرء متصلًا لا منفصلًا(1)، إذ إنّ التّعلق والاتصال بالآخرين يقضيان على انتفاء قيمة الحياة، لأنّ هذا التّعلق يعطي للإنسان معنى لوجوده في الكون، ولا سيما علاقته بالآخرين(2).

فأيّ اتصال بالآخرين لا بدّ أن يكون معززًا بالشّعور الذّاتي الخاص غير المنعزل ولا المتماهي مع الآخرين. الذّات لا بدّ من أن تكون مستقلة ومرتبطة. مستقلة بوصفها لها كيانها الخاص، ومتصلة لا منفصلة إذ إنّ للاتصال وجه من أوجه الصّحة النّفسيّة والارتباط التلقائيّ المحبّ للعالم.

يتجلّى كل ذلك عن طريق الحقّ “إنّ الحب يجعل الإنسان يتغلب على الشّعور بالعزلة والانفصال ومع هذا يسمح له أن يكون نفسه أن يحتفظ بتكامله”.. إنّ الحبّ أشدّ عواطف الإنسان جوهرية. إنه القوة التي تبقي الجنس البشري متماسكاً(3).

إنّ المجتمع الحديث مسؤول عن اغتراب الذّات عن الآخرين بفعل تركيبة هذا المجتمع نفسه، فهو يتألف من أفراد كل منهم غريب عن الآخر تربطهم معًا مصالح ذاتيّة وضرورة نفعيّة.. لقد انعدمت الثّقة بالآخرين والروابط الاجتماعيّة، ولا سيما العلاقات الحميمة بالآخرين، وساد الشّك وغابت الحميميّة والحبّ(4)، أصبحت العلاقات بالآخرين علاقات بأشياء أو بآلات لذلك “فقدت العلاقة العينيّة للفرد مع الآخر بطابعها الإنسانيّ، وأصبح لهذا الطابع روح الاستغلال وتحول كل شيء إلى آلة. وبدلًا من وجود علاقات بين بشر، توجدعلاقات بين أشياء(5).

هذه المظاهر العديدة للاغتراب تؤكد غياب الذّات والحرّيّة والتفرد وغياب التواصل الإنسانيّ مع الآخرين، فضلاً عن القلق والعزلة واليأس واندثار القيمة الإنسانيّة لكل علاقات الإنسان بالإنسان وبالآخرين…

 

المراجع العربية

1-الخوف من الحرّيّة – ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد- بيروت 1972 ، المؤسسة العربية للدراسات، ص 28.

2-السيد، نعمات: الاغتراب وعلاقته بالعصابية – “مجلة كلية التربية” – عدد (8)، المجلد الأول، القاهرة 1992 – ص 174.

3-النوري قيس: الاغتراب، اصطلاحاً وفهماً، “عالم الفكر”، السنة العاشرة، عدد(1)، الكويت 1979، المجلس الوطني، ص 20،21.

4-خليفة، فريال: نقد فلسفة هيجل – بيرو 2006 – دار التنوير – ص 11، 12.

5-رجب محمود: الاغتراب: سيرة مصطلح، القاهرة 1988، المعارف، ص 35-36.

6-سارتر جان بول: الوجوديّة مذهب إنساني – ترجمة كمال الحاج – بيروت دون تاريخ – مكتبة الحياة – ص 54 وما بعدها.

7-شاخت ريتشارد: الاغتراب– ترجمة كامل، صيدا – بيروت 1980، المؤسسة العربية للدراسات، ص 65.

8-عباس فيصل: الفرويدية ونقد الحضارة، بيروت 2005، دار المنهل،  126.

9-عمران، شادية: الاغتراب – القاهرة 1993، مكتبة مصر – ص 212.

10-فروم: الإنسان المستلب وآفاق تحرره – ترجمة حميد لشهب – الرباط 2003 – شركة نداكم – ص 46-48.

11-فروم: الإنسان من أجل ذاته، بحث في سيكولوجيا الأخلاق، ترجمة محمود منقذ الهاشمي، دمشق 2007، وزارة الثقافة، ص 115.

12- فروم: المجتمع السليم – ترجمة محمود محمود، القاهرة 1960، الأنجلو، ص 53.

13-فروم: ما وراء الأوهام، ترجمة صلاح حاتم، دمشق 1994، دار الحوار، ص 62.

14-فروم: مفهوم الإنسان عند ماركس – ترجمة محمد سيد رصاص – دمشق 1998 – دار الحصاد – ص 63.

15-فروم: من الحب – ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد – بيروت 1972 – العودة – ص 42.

16-كولينز جيمس: الله في الفلسفة الحديثة – ترجمة فؤاد كامل – القاهرة 1973، دار العالم، ص 109.

17-ليبين، فاليري: مذهب التحليل النّفسيّ وفلسفة الفرويدية الجديدة – بيروت 1981 – الفارابي – ص 166، 167.

18-ماركس: مخطوطات 1844 – الاقتصاد السياسي والفلسفة – ترجمة الياس مرقص – دمشق 1970 ، وزارة الثقافة – ص 91 وما بعدها.

19-ماكوري، جون: الوجوديّة، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، “عالم المعرفة”، رقم (58)، الكويت 1982، المجلس الوطني، ص 295.

20-نصّار، ناصيف: أضواء على التعصب – بيروت 1992 – أمواج.

21-هيبوليناجان: دراسات في مارك وهيجل – ترجمة جورج صدقي – دمشق 1971 – وزارة الثقافة – ص 87.

([1])أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانيّة كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة- قسم علم النّفس-drmohamadjaber5@gmail.com-+9613923417~

(1) شاخت ريتشارد: الاغتراب – ترجمة كامل، صيدا – بيروت 1980، المؤسسة العربية للدراسات، ص 65.

(2) رجب محمود: الاغتراب: سيرة مصطلح، القاهرة 1988، المعارف، ص 35-36.

(3) شاخت: المرجع السابق، ص 69.

(1) عباس فيصل: الفرويدية ونقد الحضارة، بيروت 2005، دار المنهل،  126.

(2) شاخت: الاغتراب، مرجع سابق، ص 75، 76.

(3) عباس فيصل: المرجع السابق، ص 125.

(4) النوري قيس: الاغتراب، اصطلاحاً وفهماً، “عالم الفكر”، السنة العاشرة، عدد(1)، الكويت 1979، المجلس الوطني، ص 20،21.

(5) كولينز جيمس: الله في الفلسفة الحديثة – ترجمة فؤاد كامل – القاهرة 1973، دار العالم، ص 109.

(6) شاخت: الاغتراب – مرجع سابق – ص 96.

(1) رجب: الإغتراب: سيرة مصطلح، مرجع سابق، ص 15.

(2) المرجع نفسه: ص 99.

(3) هيبوليناجان: دراسات في مارك وهيجل – ترجمة جورج صدقي – دمشق 1971 – وزارة الثقافة – ص 87.

(4) خليفة، فريال: نقد فلسفة هيجل – بيرو 2006 – دار التنوير – ص 11، 12.

(1) ماركس: مخطوطات 1844 – الاقتصاد السياسي والفلسفة – ترجمة الياس مرقص – دمشق 1970 ، وزارة الثقافة – ص 91 وما بعدها.

(2) المرجع نفسه: ص 99 – 120.

(3) المرجع نفسه: ص 176.

(4) المرجع نفسه: ص 178.

(5) سارتر جان بول: الوجودية مذهب إنساني – ترجمة كمال الحاج – بيروت دون تاريخ – مكتبة الحياة – ص 54 وما بعدها.

(1) المرجع نفسه: ص 46.

(2) ماكوري، جون: الوجودية، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، “عالم المعرفة”، رقم (58)، الكويت 1982، المجلس الوطني، ص 295.

(3) المرجع نفسه: ص 295.

(4) السيد، نعمات: الإغتراب وعلاقته بالعصابية – “مجلة كلية التربية” – عدد (8)، المجلد الأول، القاهرة 1992 – ص 174.

(1) عمران، شادية: الإغتراب – القاهرة 1993، مكتبة مصر – ص 212.

(1) ليبين، فاليري: مذهب التحليل النفسي وفلسفة الفرويدية الجديدة – بيروت 1981 – الفارابي – ص 166، 167.

(2) فروم: مفهوم الإنسان عند ماركس – ترجمة محمد سيد رصاص – دمشق 1998 – دار الحصاد – ص 63.

(1) فروم: الإنسان المستلب وآفاق تحرره – ترجمة حميد لشهب – الرباط 2003 – شركة نداكم – ص 46-48.

(2) الخوف من الحرية – ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد- بيروت 1972 ، المؤسسة العربية للدراسات، ص 28.

(3) المرجع نفسه: ص 28.

(4) المرجع نفسه: ص 36.

(1) فروم: الإنسان من أجل ذاته، بحث في سيكولوجيا الأخلاق، ترجمة محمود منقذ الهاشمي، دمشق 2007، وزارة الثقافة، ص 115.

(2) المرجع نفسه: ص 116.

(3) فروم: الخوف من الحرية – مرجع سابق –  ص 14.

(1) المرجع نفسه: ص 90.

(2) المرجع نفسه: ص 90.

(3) المرجع نفسه: ص 91.

(4) المرجع نفسه: ص 43.

(1) فروم: المجتمع السليم – ترجمة محمود محمود، القاهرة 1960، الأنجلو، ص 53.

(2) فروم: الخوف من الحرية، مرجع سابق، ص 35.

(3) فروم: ما وراء الأوهام، ترجمة صلاح حاتم، دمشق 1994، دار الحوار، ص 62.

(1) فروم: مفهوم الإنسان عند ماركس – مرجع سابق – ص 63،64.

(2) المرجع نفسه: ص 64.

(3) فروم: المجتمع السليم  – مرجع سابق – ص 58.

(1) المرجع نفسه: ص 59.

(2) فروم: الخوف من الحرية – مرجع سابق – ص 54،55.

(3) المرجع نفسه: ص 55.

(4) المرجع نفسه: ص 56.

(5) فروم: المجتمع السليم – مرجع سابق، ص 65.

(6) المرجع نفسه: ص 66.

(7) المرجع نفسه: ص 58.

(1) المرجع نفسه: ص 68.

(2) المرجع نفسه: ص 73.

(3) المرجع نفسه: ص 70،71.

(4) فروم: الخوف من الحرية – مرجع سابق – ص 100.

(5) المرجع نفسه: ص 101.

(1) فروم: مفهوم الإنسان عند ماركس – مرجع سابق – ص 63.

(2) فروم: المجتمع السليم – مرجع سابق – ص 80.

(1) الإنسان من أجل ذاته – مرجع سابق – ص 104،105.

(2) شاخت: الإغتراب – مرجع سابق – ص 192.

(3) فروم: الخوف من الحرية – مرجع سابق – ص 153، 154.

(4) شاخت: الإغتراب – مرجع سابق – ص 191.

(5) فروم: الخوف من الحرية – مرجع سابق – ص 23،24.

(1) المرجع نفسه: ص 24.

(2) المرجع نفسه: ص 25.

(3) فروم: من الحب – ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد – بيروت 1972 – العودة – ص 42.

(4) فروم: المجتمع السليم – مرجع سابق – ص 105.

(5) فروم: الخوف من الحرية – مرجع سابق – ص 101.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website