foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

باثولوجيا ظاهرة العنف الدّينيّ من منظور النّظام المعرفيّ لملاصدرا

0

باثولوجيا ظاهرة العنف الدّينيّ من منظور النّظام المعرفيّ لملاصدرا

د. سيّد محمّد ­حسين مير­دامادي([1])

د. عليّ أرشد رياحيّ([2])

الملخّص

واجه الإنسان المعاصر ظاهرة التوترات الاجتماعيّة المتأثرة بالآراء الدّينيّة. هذه التوترات، التي تؤدي في بعض الأحيان إلى العنف وانعدام الأمن، لها أسباب عديدة، قد يكون النّظام المعرفيّ الدّينيّ منها. ونحن في هذا المقال، نقوم بتحليل هذه الظاهرة وتفسيرها في ضوء نظرية ملاصدرا المعرفيّة.

يعدُّ ملاصدرا (1571-1640م) من أبرز العلماء والفلاسفة الذي استمر ولا يزال في مسار آرائه المتطورة وأفکاره المنيره کتيار فلسفيّ مؤثر في إيران والعالم الإسلاميّ. يركز هذا المقال على نظام صدرا المعرفيّ ودور أولويات علم الدّين فيه، وكذلك تعريفه للتأمل الفقهيّ للدين. وعلی ذلك، تعتمد هذه الدّراسة علی المنهج الوصفيّ التّحليليّ، واستخدام البيانات المکتبية الموثوقة بغية الوصول إلی حلول مقترحة للحدّ من ظاهرة العنف الدّينيّ. إنّ للتفقه والدّراسة الدّينيّة في منظومة ملاصدرا الفکرية غرضًا وجوديًّا يساهم في توسيع الحياة العقلانيّة والإنسانيّة. ففي نظام الحكمة المتعالية، يُعدّ الفقه مجموعة فرعيّة من علم اللاهوت. ومن هذا المنطلق، يُعرّف وتُنظم قواعده وفقًا لذلك. فلا ينظر إلی الفقه، والتّصوّف، والحكمة کعلوم منفصلة بعضها عن بعض، بل يعدُّها طبقات ومستويات متعدّدة من الدّين. وهذا الأمر يؤثر علی التفسير الصحيح لنطاق الفقه وحدوده ومجالاته. يعدُّ الفقه الحضاريّ الذي يركز على التّعايش ومناهضة العنف من خصائص الفقه الصدرائيّ. إن محور الدّراسات الدّينيّة في الحكمة المتعاليّة هو علم اللاهوت وهو مختلف تمامًا عن معناه الاصطلاحيّ، أي استخراج الأحکام الشّرعيّة العمليّة مکتسبة من أدلتها التّفصيليّة متمحورة على قواعد لغوية. وهذا المعنى لدراسات العقائد الدّينيّة له تأثيرات ونتائج رائعة، بما في ذلك التّقارب وإنكار العنف.

الكلمات المفتاحيّة: علم اللاهوت، ثقافة دينيّة، تأملات فقهيّة، عنف، ملاصدرا.

Pathology of “Religious Violence Culture” Focusing on Sadra’s Epistemic System

Seyyed Mohammad Hossein Mirdamadi*

Ali Arshad Riyahi**

Abstract

Contemporary man is faced with the phenomenon of social tensions informed by religious perspective. These tensions which in some cases result in violence and insecurity are of numerous causes. One of its causes can be religious epistemic system. In this essay, focusing on Sadra, pathology of this phenomenon has been undertaken. Mulla Sadra (1571-1640) is a theosopher and philosopher of sixteenth century. Sadraean philosophical thought has continued to develop in Iran up to this day and been an influential current. This essay is focused on Sadra’s epistemic system and the role of the priorities of the science of religion in it as well as his definition of jurisprudential contemplation of religion. The objective of the present essay is to provide a solution for prevention from the damage of religious violence. The method of essay is descriptive-analytic and based on library data.

Mulla Sadra’s intended jurisprudential contemplation and a religious study have an existential goal and contributes to the expansion of rational and human life. In Transcendent Theosophy’s system, jurisprudence is a subset of theology and it is defined accordingly and its judgments are examined in this wake. In Sadraean system, jurisprudence, mysticism and theosophy are not separate from each other; rather they are layers and levels of religion. This issue influences the correct explanation of the scope, limits and domains of jurisprudence. Civilization-building jurisprudence (focusing on coexistence and anti-violence) is among the features of Sadraean jurisprudential contemplation. The axis of religious studies in Transcendent Theosophy is theology and it is totally different from its terminological sense, i.e extraction of secondary prescriptions via detailed reasons focusing on the linguistic rules. This sense of religious studies is followed by brilliant effects and outcomes including convergence and the denial of violence.

Key Words: Religious Studies, Religious Culture, Jurisprudential Contemplation, Violence, Mulla Sadra.

  • المقدمة

يعدُّ الدّين من العوامل المهمّة المؤثرة في الثقافة. ويتمحور هذا المقال حول دين الإسلام ونظرية ملاصدرا على وجه التحديد. تنقسم تعاليم الإسلام إلی ثلاثة أقسام: العقائد، والأخلاق، والأحکام الشّرعيّة. يعدُّ القرآن الکريم والسُّنة النّبويّة الشّريفة مصدرين أساسين للتعاليم الإسلاميّة کافة، والفقهاء في المذاهب الفقهية الإسلاميّة المتعدّدة، يعرضون أحكام الدّين على أتباعهم، معتمدين علی مصادرهم الموثوقة. ويقوم عرض التعاليم الإسلاميّة على محور الاستدلال بالأدلة النقليّة. الظاهرة التي نشهدها اليوم هي أن بعض أعمال العنف والتوتر في العالم تتأثر بنظرة دينيّة هي في الواقع تفسيرًا خاطئًا للدّين. اليوم، يعدُّ الفقهاء نقطة ارتكاز الدّين، وطريقتهم هي استنتاج الأحكام الشّرعيّة من النّصوص الدّينيّة وفق القواعد اللغويّة والعرفيّة. وفي دراسات العقائد الدّينيّة تُستَخدم القضايا الوجوديّة، والعقديّة، والأخلاقيّة كمواضيع فرعية. أما الأخلاق فهي من المستحبات؛ أي إنّها مجموعة صفات ينبغي أن يتحلّی بها الفرد والمجتمع المسلم ويتبعها. وأما المعتقدات فهي أيضًا مبنيّة علی النّظرة الكونيّة المألوفة لدى المتدينين، التي تشير في الحالة الأكثر تفاؤلًا إلى تصوراتهم، أو تصورات قادتهم للنّصوص الرّوائيّة والقرآنيّة. هذا ويستخدم علم الکلام أساسًا للدفاع عن معتقدات المذاهب الإسلاميّة. وهذا الاتجاه قد يؤدي إلی ظهور تيارات من الغلاة الإسلاميين، الذين يلبسون الدّين ويمارسون أفعالًا تتعارض مع نص القرآن وأغراض الدّين. قد يصبح هؤلاء المسلمون أداة وألعوبة في أيدي السّلطات الحاکمة للنّهوض بسياساتهم النفعيّة. فالدّين الذي أتى لتنظيم حياة البشر، يؤدي في حد ذاته إلى اضطرابات في حياتهم. ومن هذه الاضطرابات العنف المدعوم بفتوى أو نظرية دينيّة. فقد رأی البعض حلّ هذه المسألة في التّسامح وغياب التشدد الدّينيّ. ولکن هذه المقالة تبحث عن حلّ المشكلة من بُعد آخر ما لا يوصي بالإهمال، وضَعف الإيمان فحسب، بل له جذور متأصّلة في الإيمان الحقّيقي. إن قضيتنا المحورية والمركزية في هذا المقال هي في أنّ أي نظام معرفي يمكن أن يؤدي إلى التعايش والسلام وحياة أفضل للبشرية؟ هل – كما هي العادة – العنصر الأساسي للتّدين، هي الأحکام الشّرعيّة العمليّة المبنيّة على استدلالات أصحاب الفتاوى؟ من هو العالم الدّينيّ الحقيقيّ وما هو الغرض من الدّين؟ ما هي الذّرائع التي مهّدت الطريق للجهلة الذين يضطهدون باسم الدّين؟ كيف يمكن للنظام المعرفيّ للملاصدرا ـ كمنظر مسلم ـ أن يساعد في التعايش الدّينيّ؟ الفكرة المعروضة في هذا المقال هي تحليل نظريّة ملاصدرا للنّظام المعرفيّ. ويبدو أنه إذا طُبِّق هذا النّظام في المجتمع الإسلاميّ، سيقضي على المفاهيم الخاطئة والتفاسير المغلوطة للدّين إلى حدّ كبير، وتفقد أزمة التكفير والعنف الناتج عنه رکيزته الأيديولوجيّة في المجتمع.

فالسؤال المحوريّ في هذا المقال هو: لماذا لم تصبح نظرية التّعايش بين المذاهب الإسلاميّة ثقافة إسلاميّة على الرّغم من تأکيدات الإسلام عليها؟ يمكن العثور علی الإجابة عن هذا السؤال بطرق مختلفة، لكننا في هذا المقال نسعى وراء الإجابة من منظور نظرية النّظام المعرفيّ لملاصدرا فحسب.

  • منشأ نظرية ملاصدرا في نظام المعرفة الدّينيّة

للإدراك ثلاث مراحل في نظام صدرا المعرفيّ. هذه المراحل مذكورة أيضًا في آي القرآن الکريم في الآيتين الـ5 و7 من سورة التکاثر والـ51 من الحاقة. فهي کما يلي: علم اليقين المرتبط بالحواس، وعين اليقين وحقّ اليقين وكلاهما مرتبط بالقلب والرّوح. منزلة الرّوح هي منزلة الإسلام الحقيقيّ. كما أُطلق على المسلمين هذا اسم لهذا السبب وهو مأخوذ من دعاء النبيّ إبراهيم (عليه الصلاة والسلام)([1]) وفي هذا المقام لا تعارض بين الرّوح والقلب والعقل؛ لأنها تخضع للحقّ جميعًا. عين اليقين أو الإدراك القلبيّ يعدُّ مقدمة لحقّ اليقين أو مقام فناء العبد، إذ لا معنى لازدواجية العبد والربّ. في النّظام الصدرائيّ، تتمحور المعرفة الدّينيّة حول الفهم المباشر للكلام الإلهيّ، وألفاظ القرآن الكريم وكلمات أهل البيت – عليهم السلام – ما هي إلا علامات ومقدمات تُعدّ القلب لکشف الحقّيقة. وبما أن حقّيقة كلام الوحي ليست سوى حقّيقة الوجود، فإن الفلسفة والعرفان (المعرفة الباطنية)، اللذين يسعيان في مسارهما المعرفيّ وراء إدراك الوجود، يبحثان في الواقع عن حقّيقة كلام الوحيّ وبالطبع إن حجيّة الأساليب العقلانيّة كمقدمة للاكتشاف الباطني مهمّة جدًّا([2]). إنّ الإنسان يجد الله في قلبه باستماع آياته، والكائنات کلها تبحث عن الله باستماع وقبول کلماته، فالوجود الإلهي هو مناط تحقّق جميع الإدراکات. والإدراك اكتشاف يتحقّق بالوجود. إزالة الظلمات من القلب من مراحل معرفة الله. الظلمات التي ترتبط بمخلوقات عالم التكوين. ولكي يخبر الإنسان عن الله ويدعو إليه، يجب أن يشرق النّور الإلهي في قلبه أولاً([3]). ما تجدر الإشارة إليه أن الإدراك المتمحور على الوجود والقلب يختلف عن الشّعور العاطفيّ الناتج عن الوهم أو الخيال. فهذا الإدراك القلبيّ هو علم قائم علی الوجدان والکشف.

2-1-  بداية مسار علم الدّين ونهايته عند ملاصدرا

يعتقد ملاصدرا: إذا كان البحث عن الحقّيقة والوجود هو محور النّظام المعرفيّ، فإن هذا العلم يبدأ بمعرفة النّفس، وهي مفتاح العلوم([4]). وعلی ذلك، فعندما يريد أن يعدد المبادئ الثلاثة التي يعدُّها أصل كل المفاسد، فيذکر الجهل بحقّيقة النّفس في المرتبة الأولی([5]). ويذکر أنّ الغرض من ذكر الله في بعض الروايات والآيات نحو: ﴿فاذكروني أذکرکم﴾ ]سورة البقرة: 152[  هو معرفة الله عزّ وجلّ. وهذه المعرفة لا يمكن الحصول عليها إلا بالقلب والإدراك الحضوري، والإيمان أحد مستوياتها([6]). رأس المعارف هو معرفة الحقّ بالعلم الحضوري ومن دون ذلك لا عمل يستحقّ العناء:

من لم يکن للوصال أهلًا              فکلّ إحسانه ذنوب

هذا هو الإيمان الحقّيقي الذي يخرج الإنسان من ظلمات الجسد إلى نورانية الرّوح. ﴿الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلی النّور﴾ ]سورة البقرة: 57[([7]). يرى ملاصدرا أن المؤمن المؤثر هو من ينبع عمله من أعماق روحه وقلبه ([8])، بل إن قائد مثل هذا الشّخص هو علمه الحضوريّ وإيمانه.

فالإنسان يحب الدّنيا نتيجة جهله بحقّيقته، كما أن هوی النّفس يعمي بصيرته ويضلله في هذا الطريق وهذا ما يسمى بتسويل النّفس([9]). وعليه فإنّ ملاصدرا في تفسيره للآية الكريمة: ﴿قل هل ننبئکم بالأخسرين أعمالًا﴾ ]سورة الکهف: 103 – 104[ يقول: هؤلاء هم الذين يتصرفون على افتراض أو بعبارة أخری، بناءً على معرفة غير قلبيّة لا تنطبق علی الواقع. ينظر ملاصدرا إلی طعن أرباب الملل ولعان أصحاب البدع ونسك الجهلاء بوصفها أفعالًا لم تنبع من القلب واليقين، ويُعدُّ أيّ علم لا يتأصل في الضمير وإدراك القلب، الفطانة البتراء([10]).

2-2 أهمية مراتب العلم من وجهة نظر ملاصدرا

يعتقد ملاصدرا أن العلوم الأخروية هي الأصل والعلوم الدّنيويّة هي فرع المعارف. هذا ما يؤيده القرآن الکريم إذ يقول: ﴿والآخرة خير وأبقی﴾ ]سورة الأعلی: 17 [فإنّه يری أن نشأة الآخرة تقوم علی القلب وحياة القلب علی المعرفة القلبيّة([11]). وهذه المعرفة إدراك باطني يقتبس نور المعرفة من المشکاة النّبويّة، ويستعين بالتّخلي من الشّواغل والمشاغل والتّحلي بالفضائل والمکارم لتتجلی أنوار الحکمة والمعرفة فيه. وبعبارة أخری، لا سبيل إليها إلا بمخالفة الهوی وترك الشّهوات([12])، فلهذا يعدُّ معرفة القلب رأس كل المعارف الذي يجب أن يكون مرکز اهتمام المعارف البشريّة. ونجد ملا­صدرا في كتابه “کسر أصنام الجاهلية” ينتقد بشدة جهلة الصوفيين الذين يتبعون طرقًا مخالفة للشّريعة باسم التّصوف. ويعني بمعرفة القلب معرفة تتأصل جذورها في القرآن، إذ يعبّر عن مقدمات مثل هذه االمعرفة بكلمات مثل الإيمان والتّقوى والتّزکية. قد ذهب ملاصدرا في نظامه الفلسفيّ إلی أنّ هذا النوع من المعرفة ما يمكن العثور عليها وكان لها عرفاء ومتصوفة عبر التاريخ، لكنها لم تحظَ بعناية من علماء الدّين مطلقًا بل رفضوها في کثير من الأحيان. من الواضح أنه كما كان للفقه عيوبه، فإنّ لهذا المسار أيضًا معايبه، لكنه لو حظي بما يستحقّه من أهمّية لكان قد کشف حقّيقته أكثر مما أظهره تاريخ العلماء المتألهين حتى الآن، على الرّغم من آفاته وأضراره. فيری أن أصول الفقه واللاهوت كان يجب أن يتمحوران حول هذا المحور وهذه النقطة، فيصرّح قائلًا: إنّ الفقه الحقّيقيّ هو العلم بطريق الآخرة ومعرفة النّفس وتفاصيل آفاتها ومکائدها وأمراضها وتسويلاتها ومغرياتها الشّيطانيّة. كما أنّ اجتناب الملذات الدّنيويّة والاشتياق إلى الآخرة ولقاء الحقّ كان من شروطه، أمّا اليوم فهو العلم بأمور الطلاق والبيع والإرث ونحو ذلك. ومن ﴿إنّما يخشی اللهَ من عباده العلماءُ ]سورة فاطر: 28 [و﴿ليتفّقهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم]سورة التوبة: 121 [يتضح لنا أن الفقيه هو أشد الناس خوفًا من الله وأکثرهم خشية ولکن مع الأسف نری الآن أن خوض غمار الفقه يؤدي إلی مزيد من الجرأة والشّجاعة بدلًا من الخوف والخشية([13]). فالخوف والخشية من صفات القلب، ويتحقّق بالإيمان ومعرفة القلب لا بمهارة الجدل واستنتاج النص.

  • مصدر المعرفة الدّينيّة من وجهة نظر ملا­صدرا

إن مصدر المعرفة الدّينيّة من وجهة نظر ملا­صدرا، يختلف عن نظام المعرفة الدّينيّة التّقليديّة من حيث الأولويات. فلهذا، قبل تحليل النّظام المعرفيّ الصدرائيّ نلقي نظرة عابرة علی نظام المعرفة الدّينيّة التّقليديّة.

1-3- مصدر المعرفة في المنهج التّقليديّ

إنّ المعنى المصطلح للفقه في عصرنا هذا، هو العلم بالأحکام الشّرعيّة العمليّة المستنبطة من أدلتها التّفصيليّة ومصادرها الرّئيسة. وهذا هو مركز الثّقل في فهم الدّين والدراسات الدّينيّة الشّائعة، التفقه في الدّين يأتي بهذا المعنى. وتؤكد المؤسسات الدّينيّة الرّسميّة علی أنّ التفقه في الدّين هو روح التّعاليم الإسلاميّة وأساسها. ويعدُّ الفقه من أقدم العلوم الإسلاميّة وأكثرها شمولًا. کما يُعدُّ بعض الفقهاء المسلمين من عباقرة العالم. وتشمل قضايا الفقه العديد من القضايا التي تغطي جميع جوانب الحياة البشرية. فنری في عصرنا الراهن، مختلف القضايا المتعلقة بالقانون بأنواعه جميعها من القانون الدّستوريّ، والقانون المدنيّ، وقانون الأسرة، إلی القانون الجنائيّ، والقانون الإداريّ والقانون السياسيّ وغيرها، مبعثرة في فصول مختلفة من الکتب الفقهيّة ولکن بعناوين أخرى ولهذا السبب يقال إن الفقه يتضمّن فروع وتخصصات متعدّدة([14]). لذلك، فإنّ الاتجاه العام للفقه له تأثير كبير على الحضارة الإسلاميّة. والنّظام الحالي للمعرفة الدّينيّة يعدُّ الفقه علم دراسة الدّين والفقيه مصدرًا لمعرفة الدّين. هذا وقد يتناول الفقيه علوم إسلامية أخرى إلى جانب الفقه ولكن محور علمه يدور حول هذا الفن فحسب – فكل فقيه – بهذا المعنى للكلمة ـ يستنبط الأحکام الشّرعيّة من مصادرها الرئيسة متأثرًا بالظروف والخصائص الثقافيّة التي نشأ فيها منذ الطفولة. ونتيجة هذا الاتجاه قد تکون تفاسير مدعومة بالأدلة النقليّة المتأثرة بالخصائص الثقافيّة مما تؤدي إلی السّلوك العنيف.

لا بد من التنويه هنا إلى أن الدّفاع المشروع والجهاد لمکافحة الظلم والباطل، ضروري لتحقّيق الأمن والسّلام والسّعادة. لكن ما يؤدي إلی سوء فهم آيات الجهاد والدّفاع هو التّحول الجائر في فهم الآيات واستنباط الأحکام عنها، الأولوية التي نريد أن نسلط الضوء عليها في هذا المقال بالترکيز على تحليل آثار ملا­صدرا. من وجهة نظر الدّراسات الدّينيّة السائدة في العصر الحاضر، يستنبط الفقهاء الأحکام الشّرعيّة معتمدين علی المصادر الموثوقة بها حسب المدارس الدّينيّة التي ينتمون إليها. والمرجع المعرفيّ للتفقه في الدّين في عالم اليوم هو السمعيات والروايات المنقولة. عقل الفقيه طبعًا هو حلقة وصل للرجوع إلی السمعيات، ولکنه يتأثر بالثقافة والمعتقدات والنّظام الفكري الذي نشأ فيه. وكل منهم يعدُّ المساحة المعرفيّة الخاصة به حقّا وقد لا يتسامح مع أية مخالفة. وأصول الفقه، بوصفه الأداة الرئيسة للفقه، علم تجويزي؛ أي أنه يعلمنا طريقة استنباط الأحكام الصحيحة من المصادر الرئيسة. وقضايا أصول الفقه تتضمن ظواهر القرآن، وظواهر السنة النّبويّة، والأخبار المنفردة، ومسألة تضارب وتعارض الأخبار والروايات. كما أنه يتناول القضايا المشتركة بين الكتاب والسنة نحو نسبة الكلمات وشکلها ومادتها. لذلك، من منظور عام غير منحاز، ينبغي أن يقال: يعتمد الفقه والتفقه في الدّين في هذا النّظام على المراجعة إلى الظواهر التي تعدُّ صالحة في ثقافة ذاك المذهب الفقهيّ. ولذلك، فإنّ الطريق ليست مغلقة تمامًا أمام علماء الدّين الذين هم قادة الجماعات المتطرفة العنيفة. نظام المعرفة الدّينيّة السائد هو فن استنباط الأحكام بالطرق التّقليديّة من النصوص أيّ مذهب وفرقة، وقد يستمد متفقه في الدّين أشد الأحكام من هذه النصوص. وکما أن الفكر التّجريبيّ في عصرنا هذا هو المحور في العلوم البشريّة، فإنّ العقل الاستنتاجيّ المتمحور حول ألفاظ النّص أيضًا هو المحور في العلوم الدّينيّة، هذا وأن النّصوص الموثوقة بها عند الفرق الإسلاميّة مختلفة بل متناقضة في بعض الأحيان کما أنّ الطريقة المتبعة للاستدلال واستنباط الأحکام في كل طائفة تعتمد علی عرف شيوخ تلك الطائفة وأسلافها.

3-2- مصدر المعرفة الدّينيّة من منظور ملا­صدرا

يعتقد ملا­صدرا أن أعلى درجات العلم أي العلم الحضوري هو المركز المحوري للمعرفة ولا المعنى الدلالي للألفاظ. محور العقل في العلم المكتسب هو الطبيعة ، ولكن العلم الحضوري يتمحور حول العقل الوجودي، أو القلب([15]). وبما أن ملا­صدرا في رأيه هذا قد تأثر بأستاذه الشيخ البهائي أيضًا فبيان الشيخ يساعدنا في توضيح رأيه. يرى الشيخ البهائي أن التفقه في آية «النفر» أي: ﴿وما کان المؤمنون لينفروا کآفة فلولا نفر من کل فرقة منهم طآئفة ليتفقهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون﴾ ]سورة التوبة: 122 [ومعظم الأحاديث لا تعني الفهم ولا العلم بالأحكام الشّرعيّة العمليّة المستنبطة من الأدلة التفصيليّة؛ لأنّ هذا المعنى للفقه معنى محدث جديد بل تعني البصيرة في الدّين وهي نتيجة اتجاه معرفي صحيح في الدّين. والحديث النّبويّ الشّريف يؤيد رأي الشيخ إذ يقول: “لا يفقه العبد كلّ الفقه حتّى يمقت الناس في ذات اللّه تعالى، وحتّى يرى للقرآن وجوهاً كثيرة، ثمّ يقبل على نفسه فيكون لها أشدّ مقتًا”([16]). يعدُّ هذا الحديث الأمور الثلاثة الآتية ضرورية للفقه ودراسة الدّين:

  • تفضيل مرضاة الله على مرضاة غيره: ومن الواضح أن معرفة الله ومعرفة الخلق وتشخيص مرضاتهم يتطلب فهمًا عميقًا للمعارف الإلهية وهي خارجة عن نطاق ما تسمی بالأحاديث الفقهيّة.
  • توسيع الرؤية القائمة على المعرفة والعلم: وهذا يتطلب أيضًا الإلمام بعلوم العصر والفهم الواسع لكتاب الله. ومن الواضح أنّ توجيه رغبات النّاس نحو التّعالي والکمال يتطلب اتجاه جامع نحو القرآن والسنة، ويستدعي تنظيم الإلهيات وفروعه. كما أن اتساع النّظرة إلى الوجوه الدّلاليّة للقرآن الکريم يتطلب الإلمام بمختلف العلوم البشريّة في مسارها التّاريخي وفهمًا واسعًا لكتاب الله.
  • القوة الدّافعة الشديدة والمعرفة العميقة للعدو: على المرء أن يعرف أن النّفس الأمارة وهوی النّفس، سواء في بعدهما الفردي أو الاجتماعيّ، هما عدوا الإنسان ويجب أن يعاديهما، وهذا يتطلب أيضًا الشّجاعة والدّهاء والسياسة والمعرفة والبصيرة.

هذا وفي موضع آخر، يعبر الشيخ البهائي عن الفقه الصحيح بعلم الحب الذي يجعل القلب يرغب ويميل إلى الله سبحانه([17]). إن علم الحب – الذي يشير إليه ملاصدرا أيضًا – هو علم ينشأ عن القلب، أو علم اليقين الذي هو من جنس المعرفة، ولا العاطفة، ولكن بما أنه يرتكز علی القلب واليقين، يؤثر تأثيرًا شديدًا على قوى الإنسان جميعها، فلا نجد تعارض المصالح النّفسيّة فيه کما نجده في العلوم العقليّة. هذا العلم يوجه الميول في اتجاه واحد ولشدة تأثيره يسمّونه علم الحب.

والقرآن الكريم أيضًا يشير إلی المعرفة القلبيّة بقوله: ﴿لهم قلوب لا يفقهون بها﴾ ]سورة الأعراف: 179[ و﴿إنّ في ذلك لذکری لمن کان له قلب أو القی السّمع وهو شهيد﴾ ]سورة ق: 37[. وذكر الله يعني امتلاك حالة وجودية إلهيّة في الإنسان، والقلب هو السّاحة الوجوديّة التي ترتقي نحو هذا المقام أيّ مقام الذکر، فيتصل بمبدأ الوجود وينفتح على عالم الغيب.

3-3- تبرير إدراکات القلب في نظام صدرا المعرفيّ

قد تمکّن صدرا من تأليف الكتب وتقديم الحجج لنظامه المعرفيّ القائم على الوجود والأنطولوجيا. فقد ألّف: الحکمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة، والمشاعر، الحکمة العرشيّة، والشّواهد الرّبوبيّة وغيرها من أجل تنظيم تصورات القلب بمعقوليّة. لذلك، لو كان تفسيره للتفقه في الدّين يبقی في دائرة الضوء، ليصبح منهجًا معقولًا قابلًا للتعليم والتطور فيسدّ الطريق أمام الانتهازيين والمستغلين؛ لأنّ المعرفة القلبيّة، ليست – کالعلوم المكتسبة – منتشرة في کل مكان وفي متناول الجميع، إذ يکون السبيل مفتوحًا للخداع والتدليس.

3- 4- نتائج مرجعية المعرفة القلبيّة في الحياة السلمية

يعدّ ملاصدرا أن البصيرة، وبعد النظر، وقوة الشخصية والثقة بالنّفس والالتزام والرحمة والحكمة في العمل من آثار ونتائج المعرفة القلبيّة؛ إذ أن البصيرة واليقظة مركزها القلب أو الوجدان، وعندما يتم إحيائه، ينشأ الشعور بالمسؤولية الناتج عن الوجدان والإدراك وعين اليقين. وهذه البصيرة نابعة من بصيرة القلب. مظاهر الرّحمة تتجلی في القلب ورحمة الله الواسعة هي أکثر الحقّائق في العالم انتشارًا([18]). لذلك فإنّ المعرفة المرتكزة علی البصيرة أي المعرفة القلبيّة هي معرفة إلهية ترتكز على الرّحمة والرأفة. وهذه المعرفة توسع القلب وتنمّيه، والعارف بها يتمتع بسعة وجوديّة تمنعه من التّعصب والتّکفير الأعمی. والنّاظر بمثل هذه البصيرة لا ينظر إلى الخلق والبشر نظرة ماهُويّة، ولا يقسمهم إلى طوائف وقبائل، بل يهتم بالجوهر الوجودي المجرد للإنسان، فإنّ الإنسان بالمعنى الحقيقيّ للكلمة هو الذي يخضع لقيادة قلبه أو جوهره الوجودي، وفي هذه الحالة لا يرى حقّيقته بمعزل عن الآخرين. إن الدّين الذي ينشأ من الإيمان الحقّيقي يصلح القلب، والمؤمنون بمثل هذا الدّين لا خوف عليهم ولا يحزنون. فيريدون الخير ويطلبونه لله لا لمنافعه، هذه هي عبادة الأحرار كما يصفها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – عليهما السلام – قائلًا: إنّهم لا يعبدون الله خوفًا من النار أو طمعًا في الجنة، بل لأنهم وجدوا الله أهلًا للعبادة([19]). بعبارة أخری أنّ قلب المؤمن بمعرفته الإلهية يتبين الخير من الشّر ولا يتأثر برذائل باطنيّة مثل الخوف والطمع. هذا ونحن نرى مع الأسف الشّديد أن بعض الأشخاص الذين يقومون بعمليات إرهابيّة انتحاريّة يعترفون أنّهم قد ارتکبوها متأثرين بفتوى فقهيّ طلبًا للجنة. والحقّيقة أن دين هؤلاء وقادتهم مقلد ومسموع ولم يحيي قلوبهم. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ العلم الذي ينبع من القلب قلما يبتلي بالتّفاسير الضارة المضلة. فكيف يمكن لمن يخشع قلبه لله أن يحمل لواء الظلم وينشر الجهل باسم الدّين؟ هذه معرفة أصيلة تجعل العارف بها، على الرّغم من أنّه في طليعة المجاهدين ضد الظالمين، لو يعطی الأقاليم السّبعة بما تحت أفلاکها علی أن يعصي الله في نملة يسلبها جلب شعيرة ما فعله([20]). لو کان التفقه قد تشكل بهذا المعنى لما نشهد اليوم النّعرات الطائفيّة الدّينيّة في شكلها الرّاهن؛ لأنّ المعرفة القلبيّة معرفة موحدة تولي الاهتمام بنظام الکون كله وذلك على عكس المعرفة الاستدلاليّة المكتسبة. قوام القلب بالإيمان، وبما أنّه أمر وجودي، فله آثار وجوديّة تؤدي إلى القرب من الله. الإيمان الحقّيقي من وجهة نظر ملاصدرا هو مستوى عالٍ من المعرفة يطمئن قلب الإنسان والقرآن يعبر عنها بالنّور([21]). والقرآن يعبر عن الوجود بالحقّ وهو ما يعتبره ملاصدرا ملازمًا للرّحمة، ويستشهد بهذه الآية الکريمة: ﴿ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت کلمة ربك﴾ ]سورة هود: 118 و119[. أيّ عندما تزيل الحقّيقة حجب النّور عن القلب تختفي الخلافات والمنازعات وتدخل فيه الرّحمة التي خلق الإنسان من أجلها وکلمات الله تؤيدها([22]). من ناحية أخرى، وحسب رأي ملاصدرا، تؤدي معرفة النّفس أيضًا إلى الإيمان بالمعاد؛ لأنّ معرفة النّفس هي إدراك تجردها، والإيمان بمعاد من أسباب هذا التّجرد، والمؤمن بالمعاد – بالعلم الحضوري ولا المکتسب – لا يتمرد بسهولة وليس له غرض سوى إحقّاق الحقّ وإبطال الباطل؛ لأن قلبه قد وجد الحقّ([23]). مثل هذا الشخص يعدُّ الظلم علی الآخرين الظلم علی نفسه ويقرأ الآية: ﴿ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره﴾ ]سورة زلزال: 8[ بقلبه لا بلسانه([24]). في نظام ملاصدرا المعرفيّ، نری أن الكل – أي الدّين الذي يهدف إلی إحياء القلب – لا يتبع الجزء ـ أيّ أحکام الشّريعة وأوامرها ـ بل العکس هو الصحيح. لذلك فإنّ كلّ الأدلة المرويّة والمسموعة مع اتباعها قواعد الكلام لها قاعدة أساسية واحدة وهي معرفة روح الدّين الذي يتمثّل في إحياء القلب؛ القلب الذي إن آمن بالله حقّ الإيمان يصبح عرش الرحمان، ومثل هذا القلب يستوعب ما لا تستطيع السّماوات والأرض أن تحويه([25]). هذه هي الحكمة التي تتبعها السياسة کأعظم إنجاز لأسلوب الحياة الاجتماعيّة. وهذه السياسة أصولها متجذرة في العلوم اليقينيّة والمعارف القلبيّة التي تعدُّ الرّحمة مبدأ الخلق؛ لأنّ الله عزّ وجلّ  قد استوی القلب بالرحمة: ﴿الرحمن علی العرش استوی﴾ ]سورة طه: 5[. وبالطبع، في مثل هذه الحكمة، يجب أن  يتزوّد الإنسان بقوة دافعة لمواجهة العوائق، وهي حكمة الجهاد. ولكن هذه العوائق هي ما تحول دون الإنسان والتّمتع بالرّحمة الإلهية، وهي بعيدة كل البعد من السّلوك العدوانيّ العنيف الذي يسلکه اليوم جماعات إرهابيّة مثل داعش وهم يحملون لواء الدّين ويلبسون لباس الإسلام. فبينهما بون شاسع ومسافة بعيدة بعد العقل من الجهل. إنّ المعرفة القلبيّة تنتهي إلى دين الحب الذي يصرّح به ملاصدرا قائلًا:

مذاهب شتی للمحبين في الهوی       ولي مذهب فرد أعيش به وحدي([26])

على هذا الأساس، يعدّث الملا صدرا أولًا: أنّ الحكمة الأصيلة مقتبسة من المشکاة النّبويّة([27]) وثانيًا: أن الغرض الرئيس من بعثة الأنبياء هو إصلاح القلب (التزکية) وإکمال مکارم الأخلاق وإصلاح القلب بالتعليم أيّ الإدراك العقلانيّ فيصرّح بهما تفسيراً للكتاب والحكمة([28]). فلا يقوم نظامه المعرفيّ على الواجبات المستنبطة عن الألفاظ، بل يرتكز على کيفيّة عيش الحياة علی أکمل وجه، وهي تفسيره “للحكمة”. ويصوغ مراتب العلم بناءً على مستويات الحياة؛ لأنّ العلم حقّيقة تتوافق مع حقّيقة الحياة([29]) فإنّما الحياة العليا هي التي يدعو الأنبياء البشر إليها، وهي حياة القلب التي هي حسب قوله تعالی: ﴿يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاکم لما يحييکم﴾ ]سورة الأنفال: 24[. هي الدّعوة لأعلى مستويات الحياة أيّ حياة القلب. يتمحور تنظيم قوى البشر کلها على محور القلب وإحيائه، وفلسفة ملاصدرا تتناول الإدراك العقلانيّ لصيرورة الإنسان نحو حياة القلب. بعد إحياء القلب بالإيمان، ينتظم إدراك الإنسان نحو هذه الحياة، وهذه المعرفة تحمل الإنسان مسؤوليّة ترسم الحكمة العمليّة ملامحها وهذه الحكمة تبنی علی الحكمة النّظريّة. ولكن الحكمة النّظريّة تتمحور حول إحياء القلب الذي هو الولادة الثانية للإنسان. لذلك، فإن نظام صدرا المعرفيّ هو فرع من نظام إحياء القلب، وبعبارة أخری، إنّه فرع من الدّين عند أصحاب الرؤية ماوراء الثقافيّة أو ماوراء العرفيّة وأرباب الرأي والتفكير. ومثل هذا النّظام المعرفيّ بحد ذاته لا يقع فريسة للشعبوية والابتذال لأنّه يعدّ المستحسنات والمستهجنات أداة لإحياء القلب، ولا يبني أصل الدّين وفرعه عليهما.

4- الدور المحوريّ والمراقب للعقل في نظام ملاصدرا المعرفيّ

نظام ملاصدرا المعرفيّ يهتم بالعقلانيّة للأسباب الاتية: 1- الإدارة الكمية للعلوم الدّينيّة 2- التوکيد علی دور العقل في طمأنة النّفوس كمصدر للإدراك العام 3- ضرورة تبرير التعاليم الدّينيّة لنقلها للآخرين. وهنا سنوضح هذه الأسباب الثلاثة:

4-1- الإدارة الكمية للعلوم الدّينيّة

إنّ المشكلة الموجودة في النّظام العلمي للفقه المستنبط من النصوص هي تضخم القضايا العمليّة غير المجدية التي لا تزال قائمة على الرّغم من أن العديد من الفقهاء قد أشاروا إليه([30]). فانعدام الإدارة في المباحث يؤدي إلى ضياع الوقت وعدم الاهتمام بالمسائل الأکثر أهمّية، ما يتمثل في بعض الفتاوى الغريبة المقلقة؛ لأنّها ليست أداة فعالة لفهم عميق للدين. وفي مثل هذه الحالة يوفر نظام صدرا المعرفيّ حلاًّ مثاليًّا؛ فهو يعدُّ العلوم العمليّة نحو الحكمة العمليّة والفقه الرائج واجبًا بالکفاية أولًا؛ وهذا يعني أنّه لا ينبغي الإفراط في استخدام المواهب فيها، وثانيًا يعتقد أن الإنسان إذا لم يعمل بمقتضی علمه سيصبح هذا العلم وبالًا عليه في الآخرة([31]). والملاحظ أن معياره هو طلب الآخرة متمحورًا علی القلب والباطن، ولا ينبغي أن نبالغ في التأكيد على العلوم التي تتصدی لاكتشاف السّلوك الحسن. وأفضل العلماء في رأيه هو “العالم بالله” و”العالم بأمر الله”؛ أيّ العلماء المتألهون الذين يتقنون العلوم الإلهية ويعاملون الناس بالرّحمة والشفقة عملًا بعلمهم([32]) فيفضّلهم علی الذين يحسنون بعدًا واحدًا من العلم بالله أو العلم بأمر الله([33]).

4-2- التوکيد علی دور العقل في طمأنة النفوس في نظام ملاصدرا المعرفيّ

لا يمکن للقلب أن يتولی قيادة حياة الإنسان نحو السّعادة إلا عندما يؤمن، ويطمئن ويخلو من الشّك والرّيب والكفر والنّفاق. إنّ العلم والإيمان يطمئنان القلب، والاستدلال والتفكير المنطقي يُعدّان أداة ومقياسًا لأولئك الذين لم يطمئن قلوبهم بعد. على الرّغم من أن ملاصدرا يصرح بأن إدراك القلب أوسع نطاقًا من إدراك العقل، إلا أنه يعدُّ قبول إدراك القلب نفسه قائمًا علی حکم العقل؛ وهذا يعني أن صحة معرفة القلب والباطن قائمة علی قبول العقل([34])؛ بعبارة أخرى، لا يکتمل العلم الحضوريّ إلا بعد أن يتبيّن بالعلم الحصولي([35]). فإنما الطريقة الوحيدة للحصول على الحکمة والعلوم الحقّيقية هي المعرفة القلبيّة المبنيّة علی العقل([36]). إن يحکم الإيمان القلبيّ شخصية الإنسان فهذا يستلزم خطوة ثانية ضرورية وهي أن يؤمن الإنسان إيمانًا تامًّا بالقيم الإلهية، وتحصل مثل هذه الخطوة بالمستوى الثّاني من التعقل أيّ التفكير الاستدلاليّ والعقليّ. وفي مثل هذه الحالة يدخل الإيمان في قلب الإنسان ويمكنه أن ينقل فهمه من الإيمان للآخرين، ولكن أولئك الذين لا يعقلون بل يقلدون الآخرين فحسب يعترضون للخطأ والضلال، وکذلك الذين أسلموا ولم يؤمنوا قد يخطئون ويضلّون ويضللون الآخرين أيضًا([37]). يفضّل ملاصدرا العقل المتيقن على الأدلة اللفظية التي تفيد الظنّ، ويری العقل هو المبدأ ويعدُ الطعن فيه ما يوجب الطعن في النقل([38]).

4-3- ضرورة تبرير التعاليم الدّينيّة لنقلها إلى الآخرين

لا يمكن الحصول على الحقّائق العامة والعلوم الحقّيقية بالأدلة اللفظية، وبما أن دلالة الألفاظ ليست قطعيّة، فهي تستخدم فقط في الأحكام العمليّة التي يكفيها الظنّ والتفضيل؛ لأن العلم هناك يستخدم کوسيلة لحجّية العمل ولكن في التعاليم الإلهية والحقّائق العامة، لا يمكن استخدام الألفاظ بشكل مستقل، بل للتأييد والتنبيه فحسب. لذلك، نری أن ملاصدرا يستخدم الآيات الإلهية في ظل المعرفة واليقين، ولا ظواهر الألفاظ والكلمات. بالطبع يجب أن لا نتجاهل ظواهر الألفاظ حيث تخالف ذاك العلم([39]). ومن ناحية أخرى، فإن الأحكام العمليّة هي الوسيلة للوصول إلى الحقّائق العامة، لذا فإنّ الحقّيقة العامة للرّحمة تجري دائمًا في الأحكام العمليّة، فمثلاً، لا يشارك الإنسان في الجهاد إلا عندما تسدّ الظالمون جريان الرحمة الالهية وظهورها. فبالنظر إلى جوانب أهمية العقل (المذكورة أعلاه)، دوره المحوريّ وسيطرته في نظام صدرا المعرفيّ، يمكننا القول إنّ العقل والعقلانيّة تعدُّ العمود الفقري لنظام صدرا المعرفيّ. فهو يقول: “فالبرهان الحقّيقي لا يخالف الشهود الکشفي”([40]) ويدعي أنه قد أثبت جميع المشاهدات الصوفية([41]) فالمعرفة القلبيّة أعلى مرتبة من العقل، ولكن إن أصبحت عقلانية تصبح حجة، وتنزله إلى حجة لا يضره. وعندما تصبح المعرفة القلبيّة حجة، کل شخص يستطيع أن يقبلها أو يرفضها. لكن العقل لا يقدر علی أن يصل إليها في البداية. لذلك، تعدُّ المعرفة القلبيّة إحدی مصادر طرح المسألة وعندما تصير حجة تخضع لقانون الحجة لكن قبل إثباتها، فهي شخصية. في کتب الأحاديث يُعرّف العقل أنه “ما عبد به الرحمن” كما يعرف أن القلب عرش الله حيث ينزل به الله تعالى؛ إذ جاء في حديث قدسيّ أنه: “لا يَسَعُنی أَرْضي وَلا سَمائي وَلکِنْ يَسَعُنی قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِن”. لذلك، يمكننا أن نعتبر العقل مرتبة من مراتب القلب([42]). يعتقد ملاصدرا أنه لا يوجد أيّ مستوى من الوجود والإدراك إلا والقواعد العقلية سارية فيه. لذلك، فإن ما يحکم العقل على استحالته هو مستحيل خارج العقل أيضًا([43]). ولهذا السّبب، من وصل إلی هذا المستوى، وهو عالم بالمبادئ العقلانيّة، يمکنه ترجمة أحکام ماوراء العقل إلى قواعد عقلانيّة وتقديمها لأولي الألباب. فيذكر ملاصدرا على وجه التحديد الحالات التي قد تمكّن فيها من أن يبرهن علی الحقّائق ماوراء العقل، بعد إدراكها في شكل قواعد عقلانية فلسفيّة([44]). بناء علی محورية القلب المکتشف للوجود، يرى ملاصدرا أنّ السّعادة هي وجدان الوجود والمعرفة به بالمعرفة القلبيّة في المرتبة الأولی والمعرفة العلمية في المرتبة التالية کما يعتقد أن أشرف السعادة للإنسان هو وجدان الحقّ والمعرفة به سبحانه وتعالى([45]). بناء علی ذلك، فإن نظام صدرا المعرفيّ له خطوتان مترابطتان. من حيث الأهمية، فإنّ محور الملاحظة هو الإيمان واكتشاف القلب والخطوة الثانية هي الحجة العقلانيّة لاكتشاف القلب([46]). وهنا العلوم السّلوكيّة المتعلقة بالجسم هي وسيلة لتحقّيق تلك الغاية فحسب، وأداة لإنقاذ النّفس من الانغماس في الجسد والشؤون المادية([47]). لذلك فإنّ الفقه السّمعي يعدُّ وسيلة للوصول إلى الإيمان وإحياء القلب فلا ينبغي أن يتوقف في حدّ ذاته([48]). فإنّ لم يحقّق هذا الغرض يصبح وبالًا في الآخرة. لا بد من الإشارة إلى أن سيرة ملاصدرا في الأحكام العمليّة هي محاولة العثور علی الوجه العقلانيّ لتلك الأحكام. وعلى هذا الأساس، يتعامل مع الجوانب العقلانيّة لبعض الأحکام الشّرعيّة العمليّة مثل: حكمة الزّكاة والجهاد والحج والصلاة([49]). کيفيّة تعامل ملاصدرا مع الفقه، في كتاب في الإلهيات تؤكد أنه يعدُّ الفقه فرعًا من فروع الإلهيات، وطبعًا الإلهيات التي تنبع من القلب الحيّ بالوجود، إلا أنّها لا تهمل قدرات العقل بأيّ حال من الأحوال. ولذلك، فإنّ القلب في رأي ملاصدرا محور والعقل ميزان والنقل في خدمة هذين الاثنين. فإنّ الفرائض المهمّة حسب منظومة صدرا المعرفيّة، هي المحافظة على النّفس وما يتعلق بها، وأعظم الکبائر هي الطعن بمعرفة القلب وحياته وحياة النّفس من بعده([50]). على هذا الأساس، فإنّ أحکام الشّريعة هي إمّا تحافظ على الوجود مثل: أحکام الأکل والأيمان والشّهادات والمناکحات أو تصد تهديدات الوجود مثل: أحکام الجهاد والحدود الشّرعيّة([51]). إذًا الجوهر الأصيل هو الوجود والحفاظ عليه.

5- تلخيص نظام صدرا المعرفيّ على محور القلب (العلم الحضوريّ) وضبط العقل (العلم الحصوليّ)

لا يعدُّ ملاصدرا المعرفة القلبيّة علمًا فطريًا بحتًا، بل يعدها قابلة للتحقّيق في نظام شبكيّ. لذلك فإنّها ليست علمًا يمكن الحصول عليه من دون جهد وممارسة. هذه المعرفة تؤدي إلى تحقّيق الشؤون الاجتماعيّة التي تترأسها النّبوة والإمامة والشّيخوخة، فهي نفس المعرفة بحقّيقة الأشياء([52]).

يعدُّ صدرا سلسلة العلوم على أنّها سلسلة عليّة ويعتقد أنّ كل علم مأخوذ من علمين سابقين، والحصول علی العلم الثالث يکون نتيجة الجمع بينهما([53]). لذلك فالعلوم لها تسلسل هرمي، والهندسة الصحيحة للعلم هي أن ينطلق من معرفة الله وإحياء القلب، وحسبان القلب أفضل مراتب وجود الإنسان وكماله بالعلم والمعرفة([54]). إنّ ملاصدرا، مع اهتمامه بالأولويات، وضرورة الاهتمام العقلانيّ بمراتب المعرفة كلها، لا يعتبر أي معرفة عديم القيمة. ويهتم بما فيه الكفاية بالأحکام والعبادات الشّرعيّة، وعلى هذا الأساس يعتقد أنه مَن تخلف في الشريعة ويطلب الحكمة فهو هالك ومهلك([55]). يقول ملاصدرا أنّ غاية العلم في تسلسل درجاته هي معرفة الحقّ، والعمل يجب أن يؤدي إلی حالات نفسية والحالات النّفسية إلی علوم قلبية. هذا ويعدُّ صدرا العلم المنتمي للعمل (أيّ الفقه المصطلح) أدنى مرتبة من العمل، ويعتقد أن العالم بالفقه أفضل من العابد شريطة أن يعمل بمقتضی علمه([56]). وبالتأكيد فإن معرفة الوجود ومعرفة الحقّ هي أيضًا مصدر للعمل وهي تتفوق أساسًا على العمل الصالح أضعافًا مضاعفة. قيمة العمل بمساعدته على إصلاح القلب، وقد يختلف من شخص لآخر؛ فمثلًا قد تكون النّوافل أفضل من الصدقة لشخص ما، وللآخر قد تكون الصدقة أفضل؛ لأنّ کل يختلف عن أخيه في إصلاح قلبه، لذا فإنّ الأعمال الشّرعيّة تهدف إلى علاج أمراض القلب، وليست هذه الأمراض مکشوفة عنها لنا عادة([57]). يعدُّ ملاصدرا الفقه الحقّيقيّ علم الطريق إلى الآخرة([58]) الذي يعزّز القوى النّاطقة([59]). والمعرفة القلبيّة قوام النبوة وروح الشريعة التي يجب أن تعدُّ أساس السياسة أيضًا([60]). في مثل هذا النّظام العلمي توضع العلوم العمليّة الفقهية في ظل المعقولات، وفي هذه الطريقة يتربی المسلم الحقّيقي الذي لا يتساوي يوماه بل يکون كل يومه خير من أمسه([61])، لأنّه عندما يكون القلب مصدرًا للعلوم، تتعرض هذه العلوم لوجود يتعرض للتجلي والتجدد دائمًا. إنّ الشّريعة لازمة ذات الباري سبحانه ويجب أن تربط الإنسان بالله كما هو وليس كما نظنّ ونحسب([62]). لذلك، يجب أن يقوم ظاهر الدّين على باطنه، وهو الإلهيات الوجودية، حتى يوصل الإنسان إلى وجهته وهو لا يتعرض لخسران أو جهد دون هدف أو محاولة مضللة. هذا وباطن الإلهيات الوجودية أيضًا يجب أن يحافظ علی ظاهر الشريعة ليبقی محفوظًا([63]). يهتم صدرا بتکميل جانبيّ الحقّيّ والخلقيّ للإنسان أيّ الرّوح والجسد في العلوم لكن في الوقت نفسه يعدُّ الجانب الحقّي هدفًا وغاية والجانب الخلقيّ أداة ووسيلة لبلوغ ذاك الهدف([64]).

 النتائج

من تحديات عصرنا التوترات التي تحدث بين الطوائف والمذاهب الدّينيّة نتيجة تصورات خاطئة للدين. وعلى الرّغم من أنّ أيدي المنتفعين بادية في إشعال نار هذه التّحديات، لکن الحقّيقة أنّها کانت هناك فرص وإمکانيات لها في المجتمع الإسلاميّ قد انتهزوها. يمكن دراسة هذه المشکلة من مختلف الجوانب، لكننا درسناها في هذا المقال من منظور نظام ملاصدرا المعرفيّ. إنّ العلوم المختلفة، بسبب اتساعها تحتاج إلى إدارة وهندسة إنشائيّة وتحديد الأولويات. هذا وتحديد الأولويات في العلوم الدّينيّة في وجهة نظر شائعة اليوم يتمحور علی المستحسنات والمستهجنات السّلوکيّة المبنيّة علی ظواهر الكتاب والسُّنة لدی كل طائفة دينيّة. لكن محور المعرفة في نظام صدرا المعرفيّ، هو کلام الله. والألفاظ في كلام الله ما هي إلا علامات تشير إلی المطلوب ولا تعدُّ الغاية ولا الهدف – فهي وسيلة لتحقّيق الغاية – والحقّيقة تظهر فقط في قلب المؤمن، فيجب إصلاح القلب حتی تتجلی فيه معرفة الله فينال المراتب العليا في علم اليقين وحقّ اليقين. إنّما الغرض من المعرفة هو تجلي كلمة الحقّ في قلب المؤمن وعلاقة القلب بالحقّ. وبناءً على هذا الغرض، يجب دراسة المبادئ والشّروط المسبقة والعقبات وتقديمها بطريقة استدلاليّة؛ العمل الذي قد انتبه له ملاصدرا في مؤلفاته. إصلاح القلب بالتّعاليم الدّينيّة العامة کالتقوى والمحافظة علی الفطرة متاح للجميع، وبالعقلانيّة ومساعدة الأحکام الدّينيّة، يمكن تسريع نموه نحو الصلاح والکمال. وهذا الاتصال القلبيّ يجعل علاقة الإنسان بالحقّ علاقة حبّ، لا علاقة خوف أو طمع. کما يجعل الإنسان دائمًا تحت سيطرة العقل في تحديد واجباته، فترتکز أعماله على محور الرحمة والحكمة. فكما أن الأنبياء هم قادة الدّين وميزتهم هو الاتصال بمبدأ الوجود، كذلك يجب أن يتمتع علماء الدّين ـ بصفتهم ورثة الأنبياء ـ بهذه القدرة على التّواصل مع مبدأ الوجود علی قدر حدودهم. وورثة الرسول صلى الله عليه وآله سلم ليسوا ورثة أقواله، بل ورثة المعنی والحقّيقة التي قد هدی (ص) إليها. فإنّ اللفظ من دون وجدان الحقّيقة لا يمكن أن يحيي القلب.

يتوافق نظام صدرا المعرفيّ مع نظامه الأنطولوجيّ کما يتوافق أيضًا مع القرآن الكريم وينطبق عليه فالوجود يبدأ بواجب لاجود أي الله تبارك وتعالی وينتهي به. هذا والغاية في نظام صدرا المعرفيّ، هي معرفة الله، فيبدأ العلم مهتمًا بالوجود والحقّ. الغرض من العلم في هذا النّظام هو أن يهدي الإنسان نحو حياة أفضل، تمامًا كما أنّ الهدف من القرآن الکريم هو هذه الحياة. فتُنظّم العلوم الدّينيّة أو بعبارة أخرى علوم الحياة الإنسانيّة لتحقّيق هذا الغرض. معرفة الله هي الغاية، والفقه ينظم أعمال الجوانح والجوارح لإصلاح القلب. القلب هو موضع رحمة الحقّ وجاء الدّين كله لاستقرار رحمة الحقّ في قلوب المؤمنين، حتى الجهاد تُزال العقبات التي تعترض طريق الرّحمة. لذلك تختفي أرضيّة الجهل الدّينيّ والزّهد الجاهل والعنف والتوتر في المجتمع الإسلاميّ باستخدام نظام صدرا المعرفيّ. وتتحد القوى الإنسانيّة في اتجاه واحد، وتتصرف بقوة الحب الإلهي وسيطرة العقل. هذا النّظام المعرفيّ منسجم مع القرآن الكريم مدعوم بفلسفة الوجود وله آثار اجتماعية للتعايش المصحوب بالرحمة والحكمة.

الهوامش

[1] . طالب ما بعد الدكتوراه في جامعة أصفهان Email: smhm751@yahoo.com

  1. أستاذ في قسم الکلام والفلسفة الإسلامية بجامعة أصفهانEmail: arshad@ltr.ui.ac.ir

* Ph.D. In Department of Islamic philosophy, University of Isfahan, Postdoctoral Student University of Isfahan

** Ph.D., Professor of Faculty of Theology, University of Isfahan (Corresponding Author)

[1] .  ملاصدرا، المظاهر الإلهيّة في أسرار العلوم الکمالية، ص 95 و96 و97.

[2] . ينظر: أنصاريان، زهير، وزملائله، «نظريه تنزيل- تأويل در انديشه صدر المتألهين، مقدمه­اي بر فلسفه دين» ص ر39-51

[3] . ينظر: تشيتيك ج 1: ص 11

[4] . ينظر: ملاصدرا، رسالة سه أصل، ص 8

[5] . ينظر: المصدر نفسه، ص 15

[6] . ينظر: المصدر نفسه، ص 18

[7] . ينظر: نفس المصدر: ص 24

[8] . ينظر: المصدر نفسه: ص 26

[9] . ينظر: المصدر نفسه: ص 28 ، ص 32

[10] . ينظر: المصدر نفسه: ص 33 و ص 34

[11] . ينظر: المصدر نفسه: ص 39

[12] . ينظر: المصدر نفسه: ص 52 وص 56

[13] . ينظر: نفس المصدر: ص 73 و 74 ؛ والمبدأ والمعاد في الحکمة المتعالية، ج2، ص 54 و 55

[14] . ينظر: مطهري، آشنايي با علوم اسلامی، ص 286

[15] . ينظر: ملاصدرا ، مجموعة رسائل فلسفية، ج 4: ص 331 و 332

[16] . ينظر: العاملي، الأربعون حديثاً، ص72

[17] . ينظر: نفس المصدر، ص 109-111

[18] . ينظر: ملا صدرا ، 2001 ، ج 2: ص 50

[19] . ينظر: نفس المصدر ص 401

[20] . الشريف الرضي، نهج البلاغة، الخطبة: 224

[21] . ينظر: الملا صدرا ، رسالة سه أصل، ص 8

[22] . ينظر: نفس المصدر ، ص 9

[23] . ينظر: نفس المصدر، ص 9

[24] . ينظر: نفس المصدر، ص 14

[25] . الملا صدرا ، أسرار الآيات وأنوار البينات،  ج 1: ص 43

[26] . ينظر: ملا صدرا ، رسالة سه أصل، ص7

[27] . ملا صدرا ، رسالة سه أصل، ص 134

[28] . ملا صدرا ، ، أسرار الآيات وأنوار البينات،  ج 8: ص 259 ، ص 260.

[29] . ينظر: ملا صدرا، الشواهد الربوبية في المناهج السوکية،  ص 56 تعليقات السبزواري رقم 486 ؛ وملا صدرا، أسرار الآيات وأنوار البينات، ص 13 ونفس المصدر، ج 2: ص 421

[30] . على سبيل المثال انظر: الخميني، أنوارالهداية في التعليقة علی الکفاية ، ج 1: ص 51 ؛ مطهري ، مجموعة آثار، ج 20 ، ص 151 ؛ مكارم الشيرازي، القواعد الفقهية، ج 1: ص 14

[31] . ينظر: ملا صدرا ، رسالة سه أصل، ص 121

[32] . ينظر: المصدر نفسه، ص 111 ، ص 112 ؛ ملا صدرا ، الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة، ص 56

[33] . ينظر: نفس المصدر، ص 112

[34] . الملا صدرا ، الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة ، ج 9: ص 234

[35] . الملا صدرا ، الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة ، ج 1: ص 112

[36] . الملا صدرا ، مفاتيح الغيب، ج 1: ص 20

[37] . الملا صدرا ، أسرار الآيات وأنوار البينات ، ج 8: ص 225 إلى 227

[38] . ينظر: نفس المصدر، ج 2: ص 252

[39] . ينظر: نفس المصدر، ج 5: ص 130

[40] . الملا صدرا ، الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة ، ج 2 ، ص 315

[41] . الملا صدرا ، الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة ، ج 6: 263

[42] . الملا صدرا ، تفسير القرآن الکريم ، ج 1: ص 43

[43] . الملا صدرا ، مفاتيح الغيب ، ج 1: ص 486 والحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة ، ج 2: ص 337

[44] . ينظر نفس المصدرين

[45] . الملا صدرا ، الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة ، ج 2: ص 601

[46] . ينظر المصدر نفسه: ص 603

[47] . ينظر المصدر نفسه: ص 603

[48] . ينظر المصدر نفسه: ص 831

[49] . ينظر المصدر نفسه: ص 834 و 835 ؛ والحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة6 ، ص 629 ، ص 630

[50] . ينظر المصدر نفسه: ص 836

[51] . ينظر المصدر نفسه:  ص 839 إلى 842

[52] . الملا صدرا ، الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة ج2: ص 21

[53] . ينظر المصدر نفسه: ص 19 و 20

[54] . ينظر المصدر نفسه: ص 33

[55] . ينظر المصدر نفسه: ص 28

[56] . ينظر المصدر نفسه: ص 73

[57] . الملا صدرا الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة ج2: ص 81 و 83

[58] . ينظر المصدر نفسه: ص 159

[59] . ينظر المصدر نفسه: ص 161

[60] . الملا صدرا: ينظر المصدر نفسه ج9: ص 424

[61] . ينظر المصدر نفسه: ص 425 و 426

[62] . ينظر المصدر نفسه: ص 626

[63] . ينظر المصدر نفسه: ص 437

[64] . ينظر المصدر نفسه: ج 1: ص 6

المصادر

  1. القرآن الکريم
  2. أنصاريان، زهير، رضا اکبريان و لطف­الله نبوی. «نظريه تنزيل- تأويل در انديشه صدر المتألهين، مقدمه­اي بر فلسفه دين» مجلة حکمت صدرائي، السنة3، ج2، صص37-53، 1394هـ.ش.
  3. الخميني، سيد روح­الله، أنوارالهداية في التعليقة علی الکفاية، ط2، طهران: موسسة تنظيم ونشر آثار الامام الخميني، 1415 ق.
  4. السبزواري، ملاهادي، تعليقات علی الشواهد الربوبية، قم: بوستان کتاب، 1382 هـ.ش.
  5. الشريف الرضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة، ط1، منشورات هجرة، قم، 1414 هـ.
  6. العاملی، بهاءالدين، الأربعون حديثًا، ط3، قم: 1431 هـ.ق.
  7. مطهري، مرتضی، آشنايي با علوم اسلامی، قم: مکتب منشورات الإسلامی، ط5، 1372 هـ.ش.
  8. مطهري، مرتضی، مجموعة آثار، ج 20، طهران: منشورات صدراء، 1388 هـ.ش.
  9. مکارم شيرازي، ناصر، القواعد الفقهية، قم: مدرسة أميرالمؤمنين (ع)، ط3، 1411 ق.
  10. ملاصدرا، محمد بن ابراهيم، أسرار الآيات وأنوار البينات، مقدمة: سيد ­محمد الخامنه­اي، تصحيح: محمد­علی جاودان، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1389 هـ.ش.
  11. ــــــــــ، کسر أصنام الجاهلية، تصحيح، تحقيق و تقديم: محسن جهانکيري، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية،. 1381 هـ.ش.
  12. ــــــــــ، مفاتيح الغيب، ج 1 و 2، تحقيق، مقدمة وتصحيح: نجفقلی حبيبي، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1386 هـ.ش.
  13. ــــــــــ، مجموعة رسائل فلسفية، ج4، الحکمة العرشية: أصغر دادبه، المسائل القدسية: منوجهر صدوقي سها، المشاعر: مقصود محمدي، مثنوي: ذبيح­الله صاحبکار، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1391 هـ.ش.
  14. ــــــــــ، المظاهر الإلهيّة في أسرار العلوم الکمالية، تصحيح وتحقيق ومقدمة: سيد محمّد الخامنه­اي، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1378 هـ.ش.
  15. ــــــــــ، المبدأ والمعاد في الحکمة المتعالية، ج2، تصحيح وتحقيق ومقدمة: محمد ذبيحي، جعفر شانظري، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1381 هـ.ش.
  16. ــــــــــ، الشواهد الربوبية في المناهج السوکية، تصحيح وتحقيق ومقدمة: سيد مصطفی محقق داماد، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1382 هـ.ش.
  17. ــــــــــ، رسالة سه أصل، تصحيح وتحقيق ومقدمة: سيد حسين نصر، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1390 هـ.ش.
  18. ــــــــــ، الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة، ج1، تصحيح وتحقيق: غلامرضا أعواني، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1383 هـ.ش.
  19. ــــــــــ، الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة، ج2، بانضمام تعليقات السبزواري، تصحيح وتحقيق ومقدمة: مقصود محمدي، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1380 هـ.ش.
  20. ــــــــــ، الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة، ج 6، تصحيح وتحقيق ومقدمة: أحمد أحمدی، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1381 هـ.ش.
  21. ــــــــــ، الحکمة المتعالية في الأسفار الأربعة، ج 9، بانضمام تعليقات السبزواري، تصحيح وتحقيق ومقدمة: رضا أکبريان، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1382 هـ.ش.
  22. ــــــــــ، تفسير القرآن الکريم، ج 1، تصحيح وتحقيق: محمد خواجوي، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1389 هـ.ش.
  23. ــــــــــ، تفسير القرآن الکريم، ج 2، تصحيح وتحقيق ومقدمة: محسن بيدار­فر، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1389 هـ.ش.
  24. ــــــــــ، تفسير القرآن الکريم، ج4، تصحيح وتحقيق ومقدمة: محسن بيدار­فر، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1389 هـ.ش.
  25. ــــــــــ، تفسير القرآن الکريم، ج5، تصحيح وتحقيق ومقدمة: محسن بيدار­فر، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1389 هـ.ش.
  26. ــــــــــ، تفسير القرآن الکريم، ج7، تصحيح وتحقيق ومقدمة: محسن بيدار­فر، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1389 هـ.ش.
  27. ــــــــــ، تفسير القرآن الکريم، ج8، تصحيح وتحقيق ومقدمة: محمد هادي معرفت، طهران: مؤسسة حکمة صدرا الإسلامية، 1389 هـ. ش.
  28. William C. Chittick, The Sufi Path of Knowledge: Ibn Al-Arabi’s Metaphysics of Imagination, State University of New York Press; 1st US-4th Printing edition, 1989.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website