طرائق التدريس الحديثة من خلال المقاربات المبنية على استخدام التكنولوجيا
محمد بن عبد الله بن عمر العامري([1])
ملخص
تتميز المجتمعات البشرية اليوم بالتغير السريع والمعرفة المتتالية وزيادة تطبيقاتها التكنولوجية كمًّا ونوعًا، ما يؤدي إلى تغيير معايير تقييم المجتمعات وفقًا لتحديثها التكنولوجي، وعلم المعلومات والتّحول المستقبلي من مجتمعات استهلاكية هامشيّة إلى مجتمعات منتجة. مع الإنجازات العلمية، مع التركيز على مستويات المهارة ومعايير جودة التعليم والاستخدام الجيد للتكنولوجيا. سنحاول في هذا المقال استيعاب طرق تبني مناهج التعلم القائمة على التكنولوجيا.
الكلمات المفتاحية: التعليم ، مناهج التدريس، التكنولوجيا، الطلاب، الأنترنت.
Summary
Human societies today are characterized by rapid change and successive knowledge and the increase of their technological applications in quantity and quality, which leads to a change in the criteria for evaluating societies according to their technological modernization and information science and the future transformation from marginal consumer societies to productive societies. With scientific achievements, focusing on skill levels, education quality standards and good use of technology. In this article, we will try to understandMethodsAdopting technology-based learning approaches.
key words: Education, teaching curricula, technology, students, the Internet
المقدّمة
يمكن أن يحدث التعلم في أي مكان وفي أي وقت. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب منحنيات التعلم التي أدخلتها التطورات التكنولوجية والصناعيّة بما في ذلك ريادة الأعمال، أصبح الأمر لا يقتصر على الإعدادات التعليمية.
يستخدم المعلمون في المجال التعليمي، الأدوات التكنولوجية الجديدة في ممارساتهم التعليمية وهي تساعد في المساهمة في مناهج التعلم الجديدة وتفضيلات التعلم، في حين أن العدد المتزايد من الأدوات والتقنيات الجديدة قد يبدو صعبًا في البداية، إلّا أنّ المعلمين يدركون فوائد هذه التكنولوجيا الجديدة ويُتخلَّى عن تقاليد التدريس القديمة أو استكمالها بممارسات تدريس جديدة، ما يسمح للطلاب والمعلمين أن يصبحوا مجهّزين بشكل أفضل للعالم الناشئ والمترابط والمتأثر بالتكنولوجيا من حولنا.
صُمِمت بعض مناهج التعلم الآن خصيصًا لهذه التكنولوجيا الجديدة، ولكن معظمها من الأساليب القديمة التي تدعمها ببساطة، ما يسمح للمدارس والفصول الدّراسيّة في أنحاء العالم بالوصول جميعها إلى آفاق جديدة.ومن أجل المزيد من التعمق في دراسة الموضوع، نطرح الاشكالية الآتية:
كيف يمكن أن تساهم مناهج التّعليم التّكنولوجيّة الحديثة في تعلّم فعال وأمثل يواكب مستجدات العصر؟
ولكي نعالج الموضوع سنعتمد تقسيمًا على شكل نقاط لرصد هذه المناهج وشرحها. في ما يلي ثماني طرق يمكننا من خلالها تبني مناهج التعلم القائمة على التكنولوجيا:
. 1التّعلم القائم على حل المشكلات([2])
بدلًا من تدريس الحقائق في الغالب واستخدام التعلم القائم على التقييم، بدأت ممارسات التدريس في التحرك نحو تطوير الكفاءة.
وهذا يشمل حل المشكلات والفهم المفاهيمي والتواصل. سواء تعاملنا معها على أنّها مشكلة أو مشروع أو نهج قائم على الاستفسار، فإنّ الفكرة هي التّحرك نحو التّصميمات المتمحورة حول الطالب والتي تهدف إلى الفحص النّقدي للمشكلات.
يُعد هذا النّمط من التعلم الطلاب للتفكير بشكل خلاق ،وإيجاد حلولٍ للقضايا المعقدة التي ستظهر في المستقبل. وتتيح لنا التكنولوجيا تحديد القضايا في سياق عالمي، كما تسهل التواصل والتعاون.
. 2المحتوى الدي أنشأه الطلاب([3])
توفر العديد من الأساليب القائمة على التكنولوجيا بشكل متزايد فرصًا للطلاب لإنشاء محتوى يمكن مشاركته داخل الفصل الدراسي وعبر المدارس وعلى منصات التعلم عبر الإنترنت و أنظمة LMS وإدارة التعلم.
ولحسن الحظ، فإنّ عدد الأدوات المستندة إلى الويب التي تدعم فكرة الإنشاء الذاتي، والتعلم من بعضنا البعض تتزايد باستمرار. وأفضل طريقة لضمان فهم المتعلمين للمحتوى الذي أنشىء باستخدام أدوات التكنولوجيا عبر الإنترنت هو تعزيز المحتوى من قبل المعلمين، وكذلك جعل الطلاب يلخصون ما تعلموه من خلال التدريس لبعضهم في شكل مجموعات. ولن يقوم الطلاب فقط بإعادة تدوير المواد المكتسبة، ولكنهم قد يقدمون وجهات نظر مختلفة حول ما تعلموه، ومشاركة الاستراتيجيات المختلفة والمعرفة المكتسبة. ويمكن في هدا الصدد استخدام المحركات التوضيحيّة مثل mysimpleshow لدعم المحتوى الرقمي والفعال الذي ينشئه الطلاب.
.3 التعلم التعاوني([4])
يمكننا الآن، وبفضل التكنولوجيا، أن نأخذ التعليم في كل مكان. إذ يمكن الوصول إلى منصات التعلم عبر الإنترنت في أي مكان وزمان ، وبفضل الابتكارات مثل Skype FaceTime ، هو ما يعزز الاتصال الدولي البسيط.
يشتغل التعلم التّعاوني من خلال أنظمة الاتصالات التّكنولوجيّة هذه، وكذلك من خلال أنظمة LMS وبيئات التعلم متعددة الوسائط.
وتتجاوز مناهج التّعلم التّعاونيّة جدران الفصول الدراسيّة ، ما يساعد في تلبية تفضيلات المتعلم المختلفة وتعزيز مجالات مثل التّفاهم بين الثقافات إذا كان هذا ممكنًا، ومستقبلًا يمكن نقل الفصل نفسه إلى واقع افتراضي يمكن أن يسهل هذا التعاون مع الناس في أنحاء العالم جميعه، ما يوسع وجهات النظر ويزيد الوعي ويحفز الطلاب على استكشاف وشرح ثقافات جديدة وعادات مختلفة وموضوعات عالمية.
. 4التّعليم القائم على الكفاءة([5])
يهدف هذا النهج البديل إلى التركيز على التعلم الفعال، بدلًا من التعلم المستند إلى الوقت وعلى وجه التحديد يعني أنه يمكن للطلاب استخدام إمّا منصات التعلم الإلكتروني، أو المحاضرات الرّقميّة أو التدريس الشخصي للتعلم بشكل فعال. وينتقل هذا النهج بعيدًا من نظام تعليمي مصمم حول حدود الساعة المعتمدة ووقت التدريس نحو نهج أكثر ارتباطًا بالمحتوى والفرد.
ويُحَفاظ على جودة العمل بينما ويُخرَج عامل الوقت من المعادلة ويُستبدل بنتائج التعلم المفتوحة وفي الأساس، هو تحرك نحو تلبية الطريقة التي تعمل بها الأجيال الجديدة فغالبًا ما يكون من غير المجدي قضاء ساعات في موضوع ما عندما لا يكون المتلقي جاهزًا لتلقي المعلومات. من خلال فّك الروابط بين الوقت والمكان، يُقلّل عامل الإجهاد ويمكن أن يحدث تعلم أكثر كفاءة إذ إنّ التركيز الآن هو التمكن من معرفة الموضوع.
. 5التعلم النشط([6])
يعني التعلم النشط أو التعلم العملي أن الطلاب يتعلمون من التجربة بالإضافة إلى التعلّم من بعضهم من خلال تجربة أساليب التعلم المختلفة، ودعم أفكار بعضهم، والأكثر أهمّية من ذلك، إتاحة مساحة للتفكير والعمل لأنفسهم.
يتمثل دور المعلم في أن يكون مرشدًا وليس لاعبًا نشطًا، وأن يساعد عند الحاجة، وأن يدعم عند الحاجة، وأن يكون منفتحًا للآراء ومدخلات الطلاب والسماح للطلاب باقتراح أدوات التعلم التقني التي تدعم التعلم والمرح هو أيضًا جزء مهم من عملية التعلم النشط.
.6 التعلم المدمج([7])
التعلم المدمج هو مزيج من الوسائط الرقميّة عبر الإنترنت وأساليب الفصل الدراسي التقليديّة.
يجب بالنسبة إلى هذه التقنية أن يكون المعلمون والطلاب حاضرين فعليًا، ولكن يُقسَّم المحتوى وعمل الطالب إلى أجزاء ليكتمل رقميًا على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية وما إلى ذلك، ويمكن أن يتضمن نهج التعلم متعدد الوسائط هذا أيضًا التعلم في المنزل باستخدام الأدوات والمنصات الرقمية، مع مهام مثل مشاهدة مقطع فيديو أو إكمال نشاط عبر الإنترنت. عند الجمع بين خبرات التعلم هذه، تكمل وتكمل بعضها.
. 7التعلم المعكوس([8])
التعلم المعكوس هو نوع من التعلم المدمج الذي يعكس نهج التدريس التقليدي. يتعلق الأمر بتطبيق التعلم وزيادة تفاعل الطالب / المعلم في الفصل الدراسي.
كيف يعمل؟ بدلاً من التعرف على الموضوع في الفصل، يستخدم الطلاب المعلومات الرقمية وتقنيات التعلم الجزئي في بعض الأحيان، على سبيل المثال، مشاهدة مقاطع فيديو قصيرة حول موضوع معين في المنزل. يُستكشَف بعد ذلك محتوى هذا الواجب المنزلي، ومناقشته بمزيد من التفصيل في الفصل الدراسي.
باختصار ، تُستردُّ المعلومات في المنزل بدلًا من تدريسها في الفصل الدراسي، ويصبح تطبيق المعلومات المكتسبة هو المهمة في المدرسة في اليوم التالي.
. 8المواضيع المتكاملة([9])
إن قيام الطلاب بإنشاء موادهم الخاصة لاستخدامها في تعلمهم يؤدي أيضًا إلى نقل التعلم بعيدًا من المناهج المستهدفة والموضوعية، ونحو الدراسة المتكاملة عبر المناهج الدراسية التي تشبه بشكل أفضل العالم المترابط الذي نعيش فيه.
تُدمج الجوانب من مجالات التعلم المختلفة في أدوات تقنية مختلفة. على سبيل المثال، ترتبط الخطوات المتعددة المستخدمة في أدوات إنشاء الفيديو التوضيحي بمجالات متعددة من التدريس والتعلم ، وتتناسب مع تفضيلات التعلم المختلفة.
خاتمة
كان مجال التربية والتعليم واحدًا من أبرز النواحي التي طالها التأثير، بفعل التطورات التكنولوجية وما صاحبها من تحولات في البنية المعرفيّة الإنسانيّة، ما أفرز وسائل تعليميّة جديدة جعلت المدرسة بمناهجها التربوية التقليدية غير صالحة للعمل في ظلها.
إن هذه التحديات الراهنة التي تواجه العمليّة التعليمية تفرض عليها تغييرًا لفلسفتها وأدواتها الكلاسيكية، حتى تتناسب آلياتها مع الآليات المطلوبة، وهذه الأخيرة لا تقتصر على استخدام التكنولوجيا في العملية التدريسيّة، لأن هذا المفهوم يُعد قاصرًا، فالتربية الحديثة تُعنى بإحداث ثورة شاملة في التعليم، من جهة المحتويات والطرق الوسائل التعليمية، وكذا طبيعة الفاعلين التربويين، لتتلاءم مع متطلبات تكنولوجيا التعليم، ومحاولة الاستفادة من الذكاءات المتعددة للتلاميذ، وتنمية إبداعاتهم، وتعليمهم مجموعة من المهارات الحياتيّة التي تساعدهم على توفير فرص أفضل في الحياة. ما يتناسب مع متطلبات عصر التكنولوجيا والمعلومات الراهن.
ومن هنا كان واجب التربية هو إعداد أجيال قادرة على التعامل مع ثقافة التكنولوجيا، وعلى مواجهة المشكلات التي يطرحها التقدم العلمي والثقافي الذي فرضته، وهذا يعني بلغة التربية مكافحة الأميّة العلميّة والثقافيّة والتكنولوجيّة كخطوة أساسيّة لتحقيق التنمية الإنسانية، وجعل مخرجات التربية تتماشى ومتطلبات سوق العمل المتطورة هي الأخرى.
المراجع باللغة العربية
1-أحمد منصور ،تكنولوجيا التعليم (الطبعة الأولى)، الأردن: الجنادرية للنشر والتوزيع،2015 ص55.
2-مجدي عزيز إبراهيم، المنهج التربوي وتحديات العصر، عالم الكتب للنشر والتوزيع والطباعة، القاهرة. 2006.
3-محمد محمد عبد الهادي، فعالية تدريس وحدة مقترحة بالتعليم الإلكتروني في تنمية مهارات استخدام برامج ادارة المحتوي وتعديل أنماط التفضيل المعرفي لدى طلاب الدبلوم التربوي واتجاهاتهم نحوه، مجلة كلية التربية جامعة الأزهر، 2010، ص 144.
المراجع باللغة الأجنبية:
-4Beekes, W. The “millionaire” method for encouraging participation. Active Learning in Higher Education, (2006).
-5Hmelo-Silver, C.E. Problem-Based Learning: What and How Do Students Learn?. Educational Psychology Review 16, 235–266 (2004) .
-6Hossein Karimi Moonaghi & Khatereh Shariati, Content Creation Based Learning: Scholarship of Teaching and Learning, Research and Development in Medical Education, June .2018
-7Hrastinski, S. What Do We Mean by Blended Learning?. TechTrends ,(2019).
https://classicalchristian.org/what-is-integration-of-subjects/
https://www.researchgate.net/publication/242102584_Active_learning_An_introduction.
-8Levine, E. & Patrick, S). What is competency-based. education? An updated definition. Vienna, VA: Aurora Institute. . (2019.
-9Richard M. Felder & Rebecca Brent, Active learning: An introduction.
What is Collaborative Learning? https://www.valamis.com/hub/collaborative-learning
WHAT IS INTEGRATION OF SUBJECTS?
[1] – طالب دكتوراه في جامعة الحسن الثاني ، بكلية الآداب و العلوم الإنسانية -المحمدية، المغرب. Aboaseel666@yahoo.com
[2]– Hmelo-Silver, C.E. Problem-Based Learning: What and How Do Students Learn?. Educational Psychology Review 16, 235–266 (2004)
[3] -Hossein Karimi Moonaghi & Khatereh Shariati, Content Creation Based Learning: Scholarship of Teaching and Learning, Research and Development in Medical Education, June 2018, P52-57
[4]– What is Collaborative Learning? https://www.valamis.com/hub/collaborative-learning
[5] -Levine, E. & Patrick, S). What is competency-based education? An updated definition. Vienna, VA: Aurora Institute. . (2019), P2-3-4
[6] -Richard M. Felder & Rebecca Brent, Active learning: An introduction
https://www.researchgate.net/publication/242102584_Active_learning_An_introduction
[7]– Hrastinski, S. What Do We Mean by Blended Learning?. TechTrends ,(2019), P564–569.
[8] -Beekes, W. The “millionaire” method for encouraging participation. Active Learning in Higher Education, (2006).),Pp 25–36.
[9] -WHAT IS INTEGRATION OF SUBJECTS?
https://classicalchristian.org/what-is-integration-of-subjects/