foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

الناقد الدكتور خالد الشمس التميّز العلميّ

0

الناقد الدكتور خالد الشمس التميّز العلميّ

د. صباح محسن كاظم[1]

تمهيد

لعلّ الكسل العلميّ في عصر التكنولوجيا والعولمة يُعدّ من سمة عصرنا الراهن ، في ما كان في القرون الأولى للإشعاع الفكريّ والمعرفيّ الإسلاميّ كان على ضوء الشّمعة وبالريشة يخط ويدون جابر بن حيان – والرازي، وابن الهيثم، وابن رشد وغيرهم من الأوائل الذين تركوا لنا خزائن المعرفة وبساتين الكتب ورياض المعرفة، التي صنعت العقول وأثرت البشريّة إلى القرن الحالي وما قدمته مراجعنا ونوابغنا من المعاصرين:  بالفقه، والفكر، والتاريخ، والأدب، من طه باقر، مصطفى جواد، محمد باقر الصدر، الجواهري كان العلماء يحققون، يبحثون، يدونون، يتأملون بالفلسفة والحكمة ليقدموا للبشريّة عصارة علمهم ويؤسّسوا لأكثر النظريات العلميّة أهمّيّة في المجالات العلميّة الطبيّة الرياضيّة كافة. الآن ثقافة مغايرة يطغى فيها الاستسهال، وتتميز بأنّها منحولة من رسائل وجهود علميّة سابقة، حتى أنّ الرسائل الجامعيّة بدأت تسرق جهود الآخرين بالالتفاف والاحتيال وثقافة “الكوبي بيست” هي الأصل، الانحدار المروع لا يمنع من ظهور علماء وكفاءات كما بينت بكتابات سابقة، أو من خلال موسوعة فنارات في الثقافة العراقيّة والعربيّة دراسات نقدية لباحثات وباحثين الذين قدموا أجمل العطاء العلميّ، والأدبيّ، والنقديّ الجماليّ، أحد الشّخصيات العلميّة العراقيّة المعاصرة الأستاذ الدكتور خالد حوير الشّمس الذي قدم للمكتبة العربية أكثر من 25 كتابًا فضلًا عن عشرات الدّراسات النّقديّة والإشراف العلمي على عشرات الرسائل الأكاديميّة.

خالد الشّمس والمنهج العلمي

القدرة على التحليل والاستنتاج والخوض في تفكيك النّص الإبداعي لقدرة الشمس على الغوص المعرفيّ بكتبه ومؤلفاته التي تختص في الدّراسات الألسنيّة ومؤلفاته العلميّة وهو يخوض غمار الكتابة بشغف عبر التحليل العلميّ والنقديّ المميز. وفي كتابه البحث الدلالي في تفسير القرآن الكريم لصدر المتألّهين المتوفى (1050هـ). خاض غمار القراءة المعرفيّة العلميّة باجتهادية، وبقدرة الباحث الحصيف في استلال المعلومة من مضانها، وفي عرض لبعض من منجزه العلمي لتسليط الضوء كما جاء بقلمه إذ يؤكد في الفصل الأول من كتابه: تعدّدت مجالات الدّلالة بتعدّد العلوم، فقد بحث مسائلها النّحويون، واللغويون، والنّقاد، والبلاغيون، والأصوليون، وأهل الحديث، فضلًا عن أهل المنطق والفلاسفة، وعلماء الاجتماع والنفس وغيرهم. أمّا المفسرون فهم لا يقلون شأنًا عن الآخرين؛ لارتباط عملهم بفهم النّص القرآني، وتعلق هذا الفهم بعلوم اللغة بأنواعها المتعددة منتقلين من خلالها إلى المعنى القرآني، وقد تعدد هذا المعنى تبعًا لتعدد رؤى وأفكار المفسرين، فنتجت عند المسلمين تفسيرات لغوية “كتب معاني القرآن، غريب القرآن”، وفقهية “كتب أحكام القرآن”، وأدبية منها تفسير “المنار” لرشيد رضا، و”تفسير المراغي” للمراغي (ت:1371هـ) وموضوعيّة منها “التصاريف” ليحيى بن سلام (ت:200هـ)، و”التبيان في أقسام القرآن” لابن القيم (ت:751هـ)، والتفاسير المأثورة وهي كثيرة منها تفسير”جامع البيان عن تأويل آي القرآن” للطبري (ت:310هـ)، والتفسير بالرأي منها “مفاتيح الغيب” للرازي (ت: 606هـ)، وأخرى جامعة منها “التبيان في تفسير القرآن” للطوسي الصفا وخلاّن الوفا وصوفية وغيرها… ليجزم ويقطع برأي مهمّ بعد الاطّلاع أعلاه على نخبة من المفسرين أثروا المناهج العلمية بالتفسير ويعدون من المصادر لما بعدهم من الدراسين. إذ يؤكد الشمس: “وما يهمنا هنا انفتاح النص القرآني وتفسيره عند صدر المتألـّهين وتوظيف الموروث الفلسفي والعرفاني ناهيك عن (أسفاره)، أو مصاديق تلك العلوم في فهم النّص القرآني وتحليله منتجًا دلالات كثيرة بعضها لغوية، وبعضها فلسفيّة ارتبط أكثرها بالوجود، وبعضها عرفانيّة روحيّة ذوقيّة نشأت من المشاهدة والكشف عنده، كما نجد هذه المباحث عند عبد الرحمن السلمي (ت:412هـ)، في تفسيره “حقائق التفسير”، والقشيري (ت:465هـ) في تفسيره “لطائف الإشارات”، واٌبن عربي (ت:638هـ) في “فصوص الحكم، وتفسير القرآن الكريم”. ويستطرد الدكتور خالد بشروحات وتفصيلات كثيرة في جوهر الموضوع مقتبساً من المصادر ليؤكد أن: “أقسام الدّلالة الوضعيّة. لم يذكر صدر المتألـّهين في تفسيره أقسام الدّلالة الوضعية مقسمة أو مبوبة، بل ذكرها منثورة في أثناء تفسيره، وبرجوعي إلى رسالة التنقيح٭ وجدته يذكرها بقوله: “الدّلالة لفظيّة وغير لفظيّة، وكل منهما وضعية وطبعية وعقلية”. والأولى من الأولى مطابقة، وتضمن… والتزام” وأنواع الدلالة الوضعية اللفظية ثلاثة هي:

أ‌- دلالة المطابقة: يقول عنها صدر المتألـّهين: “والتحقيق: أن شرافة اسم على اسم بوصف شرافة مدلوله بأحد”.

ب‌- الدلالات فمن نظر إلى مدلول الاسم (الله) بحسب الدلالة المطابقية هو الذات المستجمعة لجميع الصفات الجمالية والجلالية” فدلالة المطابقة عند صدر المتألـّهين مطابقة اللفظ لمعناه مطابقة تامّة، وهذا ما أورده الفخر الرازي بقوله: “دلالة المطابقة دلالة اللفظ على تمام مسماه” فمن هذه الخصيصة في التعريف يعني أن لا يفهم معنى آخر من هذا اللفظ غير المعنى المطابق للفظ الموضوع.

ج- دلالة الالتزام: وقد عدها صدر المتألـّهين بمنزلة دلالة المطابقة، إذ يقول: “وكثيرًا ما يذكر في اللغة معاني الالتزامية التي صارت لكثرة الاستعمال بمنزلة المعنى المطابقي”.

ومفهومها عندهم: “بأن يكون اللفظ دالًا بالمطابقة على معنى، ويكون ذلك المعنى يلزمه معنى غيره كالرفيق الخارجي، لا كالجزء منه، بل هو مصاحب ملازم له، مثل دلالة لفظ (السقف) على (الحائط)، والإنسان على قابل صنعة الكتابة”. وأكد صدر المتألـّهين شرط اللزوم العقلي بين معنى اللفظ والمعنى الخارجي.

ج- أما دلالة التضمن فلم أجدها في التفسير، بل وجدتها مذكورة في رسالة التنقيح  وقالوا في مفهومها: “ودلالة التضمن دلالة اللفظ على جزء مسماه من حيث هو جزؤه”، في ما تناول الدكتور الشمس بالفصل الثاني مباحث أخرى. بكتابه في تفسير القرآن الكريم لصدر المتألّهين الدلالة اللفظية (العلاقات الدلاليّة). كذلك بفصول الكتاب سياحة علميّة أوصلت الباحث إلى نتائج مهمة بالتأكيد على ما أنجزه إستشف منه. ثبت أنّ صدر المتألـّهين دلالي، ونطقت بذلك وقفاته عند المباحث القرآنية وبيان معناها:

٭ تعامل صدر المتألـّهين مع النص القرآني بانفتاح، من خلال منهج التأويل، بسبب من ثقافته الفلسفيّة والعرفانيّة.

٭ إنّ التفسير مفهوم واسع يشتمل على ميادين منها الظاهر والباطن، والظاهر يتعلق بأصحاب العبارة على حدّ تعبير صدر المتألـّهين أيّ أهل اللغة وما يقرب منهم، والآخر يتعلق بأصحاب المعرفة أو العرفان.

٭ اتكأ صدر المتألـّهين في تفسيراته على مرويات النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وأهل البيت – عليهم السّلام – وفقهاء العرفان في ترجيح كفة التأويل.

٭ اعتمد صدر المتألـّهين على المنهج المفردي في تفسيره، أي شرح الألفاظ، وهذا ما تبين في الأخذ بالمعنى المعجمي للألفاظ، وقد تنوع معجمه في التفسير من لغوي إلى فلسفي إلى عرفاني.

واعتمد أيضًا على المنهج التّجزيئي أيّ تفسير الآية مستقلة عن الأخرى، فضلاً عن المنهج التّرابطي(السياقي).

٭ حاول البحث تحديد منهجه التفسيري وتبين أنه متعدد من لغوي إلى فلسفي إلى عرفاني، والمسائل الكلاميّة والروائية، ومعرفة مصادره المتنوعة (نحو، لغة، تفسير) وشواهده الشعرية والنثرية.

٭ أدلى صدر المتألـّهين بدلوه في آراء نشأة اللغة وكان موقفه منها التوقيف والإلهام.

٭ استعمال صدر المتألـّهين مصطلحات دالة أو نائبة عن الدلالة وأغلبها مستوحاة من حسّه الفلسفي والعرفاني، مثل السر والدقيقة والنكتة وغيرها.

٭ اتضح متابعة صدر المتألـّهين لعلماء العربية في الاعتداد بقوة الصوت في إرساء أو تسجيل المعنى بوساطة نوعين من الإبدال هما الحرفي والحركي. فضلًا عن متابعته في الإقرار بدلالة التنغيم في تفسيره.

أمّا على المستوى الصرفي فقد نهج نهجهم أيضًا في إيمانه بدلالة الصّيغة، والقول بنيابة الصيغ، فكل ذلك يسهم في المعنى من منظوره.

٭ ظهرت في البحث عناية صدر المتألـّهين بالتفسير الإشاري، والمقبول منه لا يكون إلاّ بدليل قرآني أو حديث نبوي أو كلام الحكماء والمتصوفة عنده، ونتج من ذلك دلالة سميت (الدّلالة الإشارية) ترتبط بالحس العرفاني، وتسير بمحاذاة الألفاظ ولا تصطدم معها فكل له دلالته عند اللغوي وعند صاحب الرمز أو الإشارة.

٭ إبان البحث عن اعتماد صدر المتألـّهين على التأويل بنوعين هما: التأويل الرمزي: ويعتمد على لغة الرمز الصوفي والوجد المعرفي. والتّأويل النّحوي: الذي أخذ من مباحث التضمين والحذف والتقدير، وحمل اللفظ على المعنى، والإضمار وغيره مادة له.

٭ كشف البحث عن روح الاحتمال في التفسير القرآني، وهي متوافرة عند أغلب المفسرين، وتكون في الجملة كما ذهب إليه الدكتور فاضل السّامرائي، والمفردة كما ذهب إليها البحث، وسميت هذه الدلالة بالاحتماليّة. ورى أنها بحاجة إلى الدرس والنور البحثي لما لها من صدى بيـّن في المعطى الدلالي.

٭ لقد تبين وجود دلالة جديدة سميتها بالدلالة الفلسفيّة، وكانت من قبيل المصاديق عنده، تعلقت بمباحث الوجود والحركة الجوهرية وغيرها.

٭ لم تكن دراسة النحو شكلية عند صدر المتألـّهين، إذ ارتبط ذلك عنده بالقلب، وأضاف للنّحو محاولة تعضد مذهب القشيري في كتابه”نحو القلوب”. وعليَّ أنْ أورد مثالاً من كتاب نحو القلوب إذ يقول القشيري:”الأسماء معارف ونكرات، وكذلك العباد منهم معروف، له نصيب مع القوم هو به معروف، ومقام في الصدق هو به موصوف، ومنهم منكر لا نصيب له مع القوم، ولاحظ له سوى الأكل والنوم”.نحو القلوب: 2/ 42. وكذلك ارتبط النحو عنده بالفلسفة كما في إعراب لفظ الجلالة في  ﴿الله لا إله إلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُّ﴾، ويقترح البحث أن يسلط الضوء والدرس على هذه الزاوية النّحوية البعيدة، ولو من باب المقارنة فمادتها متوافرة عند المتصوفة والعرفانيين، خاصة المفسرين منهم:

٭ استعمل صدر المتألـّهين نظرية جديدة في تفسير القرآن الكريم، وهي “الفهم المرتبي”، أو نظرية “المرتبة اللفظيّة والتّركيبيّة”، للتركيب القرآني، وهي نابعة من السّير والسّلوك العرفاني أو المنازل والمقامات، وأوصي بتسليط الضوء على هذه الزاوية من لدن الدارسين لما لها من دور كبير في بيان المعنى القرآني. ويجدر التنبيه إلى أن هذه النّظرية لم تفت علماء اللغة القدماء ومنهم ابن فارس، والثعالبي.

٭ اعتراف صدر المتألـّهين بالحقيقة اللغويّة والقرآنيّة للمفردات من دون المجاز، ولا يحق المجاز إلا بوجود المشكل الذي يتعارض مع الشريعة السمحاء والحقائق القرآنية.

٭ نظر صدر المتألـّهين بسبب الخيال العالي إلى المجاز نظرة فاقت نظرة أهل العقل والتدقيق على أنّه حقيقة. شريطة عدم التعارض مع الشرائع الإلهية كما ذكرت أعلاه.

٭ دلالات المفردات والآيات القرآنية عند صدر المتألـّهين صور شكلية للحقائق الإلهية العليا، وما هي إلا تجسيد لنظرية المثل التي أرسى دعائمها أفلاطون.

٭ شهد البحث باعتداد صدر المتألـّهين بالعلاقات الدّلاليّة من الترادف والفرق اللغوي والاشتراك والتضاد والتقابل والتنمية اللغوية في المعنى القرآني واتخذها جزءًا من مادة تفسيره، واتصفت الحقائق العرفيّة للألفاظ عنده بالطابع العرفي الفلسفي والعرفاني.

٭ ثبت لي أن استعمال لفظ “التطور أو التغير الدلالي” غير لائق باللغة العربية، ويفضل إبداله بـ”نمو الألفاظ أو تنمية الألفاظ”.

٭ إيمان صدر المتألهين بالاستعمال العرفي لدلالات الألفاظ ، إذ شكل لديه مفهوماً واسعاً في علاقات الألفاظ ونموها الدلالي.

٭ تبين إيمان صدر المتألـّهين بالسياق القرآني في إيضاح المعنى القرآني وتدعيمه، وتمثلت إفاداته بالقرائن اللفظية السياقية المنفصلة والمتصلة، والظروف المحيطة بالنص من عادات العرب النطقيّة وقصة الآية وسبب نزولها. وغيرها مما لم يشكل ظاهرة في التفسير، كنت بغنى عن دراسته كالنّاسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه وغيره.

٭ توافر للبحث السياقي، سياق جديد هو (السببي)، وبحثه صدر المتألـّهين في مواضع كثيرة من تفسيره، ويتعلق بالجانب الذهني من التحليل بعيدًا من النحو واللغة وعلومها. تعلق هذا السياق عند الدارسين بالمعجم وخاصة سبب تسمية المفردة، وهنا في البحث ثبت توظيفه عند صدر المتألهين في تفسير النص القرآني.

٭ انبرى أنّ فكرة تماسك النص من أجل مراعاة المخاطب والغاية منها الإفهام والتفهيم هذا بصورة عامة، أمّا إذا عطفت القول على النص القرآني، فالمتوخى إثبات جماليته ولطافة حسه ورهافته، وإيصال المقصود منه بأبهى صورة وأحلاها، وبتخصيص القول إثبات إعجازه وسماويته.

٭ وضح إقرار صدر المتألـّهين المعنى النفسي المترتب على الآية القرآنية، وهو يمثل تجربة فردية عند المخاطب وبتنوع ميوله. وأرى أنّه مرتبط بالثّقافة عند الفرد.

٭ ظهرت عناية صدر المتألـّهين واضحة جلية بظواهر مهمة تأطرت بالسّياق مثل الالتفات، العموم والخصوص، التشابه والاختلاف، المناسبة الدّلاليّة.

٭ رام صدر المتألـّهين مباحث الاستبدال في الكلمات وكان في الاسم والفعل والحرف، وترتبت عليه دلالة عند صدر المتألـّهين وتتغير هذه الدلالة بمجرد استبدال الوحدة الدلالية في الحرف أو الكلمة.

فيما أبحر بأشرعة العلم والنقد بكتابه القيّم الآخر “مهاد في التداولية” بفصوله الشيّقة المفصلة، وقد جعلته على عشرة فصول، درس الفصل الأول لسانيات ما قبل التداوليّة، لغموض فكرة هذه اللسانيات عند أغلب المقبلين صوب اللسانيات التداوليّة، حتى يخيل إليَّ أنهم يأتونها من غير بابها، فمن ينوي فهم اللسانيات التداولية عليه أن يعي ما جاءت به لسانيات سوسير، ولسانيات جومسكي، واللسانيات الوظيفيّة، حتى يدرك التّحول النّسقي في المعرفة المؤسسة لها، فعرضت سريعًا لتلك اللسانيات في الثقافة العربيّة اللسانيّة القديمة، والثقافة اللسانية الغربية، إذ تتفق الرؤيتان على دراسة البناء الشكلي للغة.  ثم لاح للفصل الثاني أن يعرف باللسانيات التداوليّة، من جهة المفهوم، والنشأة، والتطور، وعلاقتها بالدلالة واللسانيات، والأسس الابستمولوجية لها، وتبيان بعض المفاهيم، من قبيل أكثرمقولاتها أهمّيّة ، نحو: الافتراض المسبق، والاستدلال، والاقتضاء، والاستنتاج، وغيرها. وحاولت في الفصل الثالث تقسيم مصادر التداولية في الحضور العربي على اتجاهات أربعة، الأول: الاتجاه التاسيسي أو المترجم، والثاني: الاتجاه العربي (الدراسات)، والاتجاه الثالث: الرسائل، والأطاريح، ثم الاتجاه الرابع: البحوث المنشورة في الدوريات، وقد قصرت الاتجاهين الأخيرين على دراسات العراقيين، لكشف جهودهم في هذا المضمار. يقف الفصـل الرابع على التأشير التّداولي، بوصفه يمثل درجة من درجات التداوليّة بحسب تصنيف هانسون لها، وأعطيت إجالة سريعة لمعنى الإشارة (المبهمات) في العربية، وذكر أنواعها، فقد جعلها جورج يول ثلاثة، وهي الشّخصيّة، والزّمانيّة، والمكانيّة، وأضاف غيره، ولاسيما بيترا رست، الإشارة الاجتماعيّة، والخطابيّة، والموقفيّة. ومادة الفصل الخامس أفعال الكلام، من جهة الأُس المحرك لها، ولاسيما في رفض المقولة الوصفيّة، والنّظر لها مغالطة، وطرح المقولة الإنجازيّة بدلًا منها عند أوستين، ثم بيان رؤية أوستين لها، والتّحولات التي حدثت عليها عند سيرل، بلحاظ ثلاث طرائق، الأولى: أركان الكلام، والثانية: المباشر وغير المباشر، والثالثة: أصناف الفعل الكلامي. ثم التحول الواضح عند فان دايك بناء على رصد الفعل الكلامي داخل النص بأكمله، وسماه الفعل الكلامي النّصي.

وسعى الفصل السّادس إلى دراسة الاستلزام الحواري، عبر بيان مفهومه في النظر التداولي الحديث، وتوضيح حث كرايس عليه، وعلاقته بالتأويل، وبمبدأ التعاون الذي ينفتح على العلاقات الأربعة الذي تفرعت منه. يتحدد الفصل السابع بالمقاربة بين الرؤية العربيّة القديمة، والرؤية الغربيّة الحديثة للتداوليّة في بعض المجالات، ولاسيما مجال النّحو، والبلاغة، عبر الملامح التأسيسيّة لها في بعض المدونات النحوية، مثل كتاب سيبويه ت 180هـ، وكتب معاني الحروف ، وبعض المدونات البلاغية ومنها دلائل الإعجاز في علم المعاني.

يعلق الفصل الثامن على أنواع التداوليات، إذ تحريت عن بعض الأسس التي قسِّمت التداولية في ضوئها عند هانسون في تصنيفه الثلاثي الذي ورد في كتاب المقاربة التداولية، وعند بعض العرب، ونبهت على تقسيم يسير في ضوء الأس والتحول الذي يرافق البحث اللساني فكانت على خمسة أنواع، وهي التداولية الثقافية، والأدبية، والإدراكية، والمدمجة، والعامة. يثير الفصل التاسع العلاقة بين التّداولية والسياق، بعد أن تُعرض أنواع السّياق في النظرية الوظيفيّة الحديثة، ورصد نوعيه السياق الداخلي والخارجي، ويضم الخارجي بدوره السياق المقامي، والثقافي، والنفسي، والسببي، فيتبين أنه التداولية تفيد كثيرا من السياق الخارجي في موضوعات الفعل الكلامي، والاستلزام الحواري، والفعل غير المباشر، وهذا ما يؤكده أوستين، وسيرل، وكرايس. ويذهب الفصل العاشر للنظر في العلاقة بين التداولية والحجاج، بعد أن يُعرّف الحجاج وأكثر نظرياته أهمّيّة، ليركز على حجم الالتقاء والافتراق بينهما. القدرة التحليليّة والمقارنه جعلت من صياغته للعبارات تميل لدهشة المعلومات التي يقدمها بثنايا تلك المؤلفات. لقد أكد الدكتور خالد حوير الشمس بكتابه اللسانيات البينية الصادر العام 2021 من القراءت المعاصرة وهو يجوس مناطق متعدّدة وفق النظريات اللسانيّة بين مستطلع للرأي وبين محلل ومستنتج بجهده الذي يقدمه للمتلقي المختص أو للقارئ بشتى تخصصاته يقدم مادة علمية لغوية بذائقة جمالية ترفع منسوب الوعي وتحيلنا لمرجعياتنا اللغوية من القرآن الكريم بالرغم بمختلف مؤلفاته يستعرض للرؤى النقدية الغربية. وقد أكد في مقدمته: “بعد انطلاقة سوسير البنيوية نهض البحث اللساني الغربي، ثم العربي من سباته، وبدأت تظهر نظريات لسانية تعتني بالظاهرة اللغوية برفقة الظاهرة الاجتماعيّة أو الفضاء الاجتماعي، واختصت بعض من تلك النظريات اللسانية أنها تسير بموازاة المعارف، والعلوم حتى يكاد يختلط مفهوم هذه النظرية بمفهوم تلك المعارف، وهذا أيضًا ينطبق على النظريات النقدية الأدبية، ومصداق هذا النقد الثقافي، وسيره بالجادة نفسها مع الدراسات الثقافية، حتى عدت هي البيئة المساعدة على ظهوره في مخيلة بعض الدارسين. ومن تلك النظريات اللسانية (البينية) إذ إنها نشأت في وقت توجه فيه البحث العلمي إلى دراسة البينية في العلوم كلها، في الطب، وفي التاريخ، وفي الجغرافيا، والاجتماع، فالطبيب يحتاج أن يمتزج بعلم الأخلاق، وبعلم النفس. فنشوء اللسانيات البينية متزامن مع تلك الدراسات، وقد ولَّد ضبابيّة في مفهومها مع أن الأساس فيها أنها فرع يرتبط بجذر عام (فلسفة البينية)، ارتباط الخاص بالعام. لعلّ هذا العرض لبعض مؤلفات الدكتور خالد حوير الشمس يدلنا على سعة مداركه، وإحاطته، وشمولية معرفته التراثية بلغته والآراء الفلسفية النقدية الجمالية المعاصرة بالنقد الغربي التي يعشقها مع تراثنا اللغوي جعله لايغرب بثقافته، بل مرجعيته التراثية عقيدته وجمال لغته وهو يقدم تلك الأسفار العلميّة القيّمة.

– صباح محسن كاظم، يدرس الدكتوراة التاريخ، صدر لي 20 كتابًا، وكتبت 66 مقدمةً، وشاركت بأكثر من 70 كتابًا نقديًا عربيًا. [1]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website