foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

أثر برنامج إرشادي قائم على العلاج بالتّقبل والالتزام (ACT) في خفض حساسيّة النقد

0

أثر برنامج إرشادي قائم على العلاج بالتّقبل والالتزام (ACT) في خفض حساسيّة النقد

لدى طلبة الجامعة

The effect of a counselling program based on Acceptance and Commitment Therapy (ACT) to reduce the Sensitivity of Criticism among University students.

Dr.Mohammed Alwan Shukur م ـ د محمّد علوان شكر([1])

 

الملخص

   استهدف البحث الحالي التعرف إلى حساسيّة النقد لدى طلبة الجامعة، وبناء برنامج إرشادي قائم على العلاج بالتّقبّل والالتزام (ACT) لخفض حساسيّة النقد لدى طلبة الجامعة، والتعرف إلى فاعلية البرنامج في خفض حساسيّة النقد لدى طلبة الجامعة، وتحدد البحث الحالي بطلبة كلية التربيّة البدنيّة وعلوم الرياضة – جامعة سامراء للعام الدراسي 2022-2023م ، وتحقيقًا لأهداف البحث قام الباحث بتبني مقياس حساسيّة النّقد المعد من ( الدليمي،2022) والذي تكون من (40) فقرة، وقام الباحث ببناء البرنامج الإرشادي على وفق العلاج بالتّقبل والالتزام (ACT) ، وقد عرض البرنامج على مجموعة من الخبراء والمختصين بالبرامج الإرشادية، واختيِر تصميم التّجريب ذو الضبط الجزئي للمجموعتين الضابطة والتّجريبيّة، إذ تكوّنت عيّنة البحث للتعرف إلى حساسية النقد من (150) طالبًا وطالبة، أمّا عيّنة البرنامج الإرشادي فبلغت (26) طالبًا وطالبة وهم الذين حصلوا على أعلى الدّرجات في مقياس التّوجه غير الشخصي، ووُزِّعوا عشوائيًّا وبواقع (13) فردًا في المجموعة الضابطة و(13) فردًا في المجموعة التّجريبيّة، وتعرضت المجموعة التّجريبيّة للبرنامج الإرشادي ولم تتعرض المجموعة الضابط للبرنامج، واستخدم الباحث مجموعة من الوسائل الاحصائيّة والحقيبة الاحصائيّة (Spss) للوصول إلى النتائج المطلوبة في إجراءات البحث، كما توصل البحث الحالي الى وجود حساسيّة النقد لدى طلبة الجامعة، وفاعليّة البرنامج الإرشادي القائم على العلاج بالتّقبل والالتزام (ACT) في خفض حساسيّة النقد لدى المجموعة التّجريبيّة .

الكلمات المفتاحيّة : البرنامج الإرشادي-العلاج بالتّقبّل والالتزام-حساسيّة النقد.

Abstract

  The current research aimed to identify the sensitivity of criticism among university students, and to build a counseling program based on acceptance and commitment therapy (ACT) to reduce the sensitivity of criticism among university students, and to identify the effectiveness of the program in reducing the sensitivity of criticism among university students, and the current research was determined by students of the Faculty of Physical Education and Sports Sciences / University of Samarra for the academic year 2022-2023 AD, and to achieve the objectives of the research, the researcher adopted the criticism sensitivity scale prepared by (Al-Dulaimi, 2022), which consisted of (40) items, and the researcher Building the counseling program according to the treatment of acceptance and commitment (ACT), the program was presented to a group of experts and specialists in the extension programs, and the experimental design was chosen with partial control of the control and experimental groups, as the research sample consisted to identify the sensitivity of criticism from (150) male and female students as for the sample of the guidance program, it amounted to (26) male and female students, who obtained the highest scores in the scale of non-personal orientation, and they were randomly distributed by (13) individuals in the control group and (13) individuals in the experimental group, and the experimental group was exposed to the guidance program and the control group was not exposed to the program, and the researcher used a set of statistical means and statistical bag (SPSS) to reach the required results in the research procedures.  The current research reached the following results:  The presence of criticism sensitivity among university students, and The effectiveness of the counseling program based on acceptance and commitment therapy (ACT) in reducing cash sensitivity in the experimental group.

Keywords: Mentorship Program – Acceptance and Commitment Therapy – Criticism Sensitivity .

 

المقدمة

   إنّ الإنسان كائن اجتماعي يسعى الى أن يمتلك أدنى حدّ من مستوى التفاعل الاجتماعي مع الآخرين والتي يجب أن يتمتع به كل فرد، فإذا ما أخفق في تحقيقه فإنّه سيشعر أن توافقه النّفسي مهدد ويعاني من الوحدة النفسيّة، فالتفاعل الاجتماعي مع الآخرين يتضمن علاقات داخل نسق اجتماعي معين، تعمل على نقل جزء من الأحاسيس والخبرات والمشاعر والمعلومات الشّخصيّة للآخرين، لذا يجب أن يتمتع الأفراد بشكل عام والطلبة بشكل خاص كونهم الجزء الفعال في المجتمع  بمهارات إيجابيّة من أجل تحقيق التّفاعل الاجتماعي والتّواصل مع الجميع أيّ بين أفراد المجتمع ومع الطلبة والأساتذة داخل الجامعة، فعلاقات الطلبة الاجتماعيّة والإنسانية من أسمى الروابط مع الآخرين، وعلى الرّغم من ذلك فإنّ هذه العلاقات لا تخلو من بعض الأمور السلبيّة ومنها التّعرض للنقد من الأفراد المحيطين به والذي قد يكون له أثر سيء على سير علاقاته الاجتماعيّة ( برنس ،2007،ص8)( جولمان ،2000،ص164) .

  فيتأثر الإنسان بشكل كبير عندما يتعرض  للنقد سواء أكان ذلك النقد إيجابيًّا أم سلبيًّا، أمّا شكل التأثير فيتوقف حسب إدراكه  للموقف فقد يتقبل ذلك النقد، ويعتقد أنّ ذلك النقد بناءً ويمكن الاستفادة منه في تعديل نمط سلوكه حتى وإنّ كان نقدًا سلبيًّا، فإنّه لا يتأثر فيه ويدرك أنّ هذه الأمور لا تنطبق عليه، كما يوجد أفراد يتأثرون بشكل سلبي مبالغ فيه تجاه أيّ نقد سواء أكان النقد أيجابيًّا أم سلبيًّا، لذا فهم يتعرضون لضغوط كبيرة ومشكلات: كالخجل والقلق والشّعور بالنّقص والدّونيّة وغيرها من المشكلات النّفسيّة والاجتماعيّة التي تنمّي لدى هؤلاء الأفراد الحساسيّة للنقد، فالحساسيّة للنقد قد ترتبط بقدرة الأفراد على إدراك وفهم النقد الموجه وتفسيره لهم ،وكذلك إدراكهم لردود الأفعال التي يصدرونها تجاه موضوع النّقد ( Masland, et al,2014 ,p11)، وتناولت العديد من الدراسات منها في علم النفس والعلاج النفسي والتربية مفهوم الحساسية للنقد فوجدت ان عدد كبير الأفراد الذين يتأثرون بنقد الآخرين هم من الطلبة الذين يواجهون مشكلات على المستوى الشخصي، فعند مشاركتهم مع الآخرين في المواقف الطبيعيّة تجدهم حساسون تجاه أي نقد من الآخرين، لذا يحاولون تجنّب المشاركة الاجتماعيّة ويظهر عليهم مشاعر القلق والتوتر والانفعال بسهولة، ولا يمتلكون القدرة على مواجهة النقد ( خلف الله ،2015،ص51).

الفصل الأول: التعريف بالبحث

 مشكلة البحث: إنّ حساسية النقد من المشكلات المؤثرة والتي يعاني منها الطلبة خاصة والمجتمع بشكل عام، وعلى الرّغم من الآثار السلبيّة لمشكلة حساسيّة النقد على المجتمع أو على الطالب أو على العمليّة التّعليميّة التي تسعى لتحقيق أهدافها الاجتماعيّة والتّربويّة والتّعليميّة ، إلّا أنّه لم يدرس بشكل وافٍ عدم وجود برنامج إرشادي لمعالجة هذه المشكلة، ما يتطلب  دراسة علميّة وبالأخص إعداد البرامج الإرشاديّة التي تتخصص في معالجة مشكلة حساسيّة النقد، فقد أشارت العديد من الدّراسات أن الطلبة في مرحلة الشباب يعانون من اضطرابات كثيرة منها حساسيّة النقد كدراسة ( Demos,2000)، ودراسة (Irene, et al,1996) ، ولكل ما تقدم ولخبرة الباحث من خلال عمله في الميدان التعليمي، وإحساسه بالمشكلات التي يعاني منها الطلبة ولا سيما ضعف ثقتهم بأنفسهم وضعف تفاعلهم مع الآخرين، واستجاباتهم الانفعاليّة غير المبررة والتي تُعدّ مؤشرًا مهمًّا لحساسيتهم تجاه النقد، ودقتهم في ملاحظة سلوكيات وردود أفعال الآخرين، فيخشون التّقرب والتعامل معهم ، فيعتزلون محيطهم الاجتماعي،  ما تطلب إعداد برنامج إرشادي متخصص لمعالجة هذه المشكلة ولا سيما عند طلبة الجامعة، لذا فإنّ مشكلة البحث الحالي تتلخص في: ( إمكانيّة بناء برنامج إرشادي لخفض حساسيّة النقد لدى طلبة الجامعة، وهل لهذا البرنامج أثر في خفض حساسية النقد لهؤلاء الطلبة) .

أهميّة البحث: إن النظام التعليمي الحديث يهتم بالطلبة في الجوانب السلوكيّة والجسميّة والتّعليميّة والتربويّة والفكريّة والعقليّة جميعها، فهو يهدف الى تحرير النّفس من الخضوع والاستسلام والخوف، وتحرير الجسم من اتباع الذّات غير المنضبطة والشهوات، وتحرير العقل من الخرافة والوهم، فالجامعة تؤدي دورًا مهمًّا كونها تعمل على نمو الطالب وإعدادهم معرفيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا، فهي ليست مكانًا لتحصيل المعلومات والمهارات فقط، وإنّما بيئة تشمل جوانب حياة الطلبة جميعها من أجل تحقيق أهدافها ومنها تطور المجتمع والوصول بالفرد الى تحقيق الصحة النفسيّة والجسميّة ( مرسي ، 1982,ص204) .

  ومن أجل تحقيق الجامعة لأهدافها يجب عليها أن تكون ملمّة بالمشكلات والاضطرابات التي يعاني منها الطلبة، ومساعدتهم على تجاوزها من خلال تقديم أنشطة وبرامج متخصصة لهم، فالطلبة لديهم طاقات وهبها الله لهم ويسعون من خلالها لتحقيق أهدافهم وطموحهم، ولكن هناك بعض العقبات والمشكلات التي تعترض طريق تحقيقها، فهم يتراجعون ليس لأنّهم فقدوا الطاقات والمؤهلات وإنّما لأنّهم فقدوا الطموح والأهداف نتيجة مشاعر داخليّة انتابتهم نتيجة عدة اضطرابات منها حساسية النقد والتي تعمل على أنّ تكون حاجز بين الطلبة وطاقاتهم ومؤهلاتهم (العبيدي،2010،ص8).

  ومفهوم حساسيّة النقد من المفاهيم المهمة في مجال الصحة النّفسيّة، لما لها دور في إعاقة نمو الشّخصيّة، وإنشاء الروابط الاجتماعيّة الإيجابيّة مع الآخرين، ومقدار العطاء الذي يقدمه الفرد لمجتمعه على الجوانب جميعها سواء الأكاديميّة أو الاجتماعيّة، فالحساسيّة للنقد تعيق النّمو الطبيعي للفرد وكيفيّة التّعامل مع النقد الموجه من الآخرين، فالأفراد الذين يتّسمون بحساسية النّقد يعانون من الشّعور بالخزيّ والعجز والشّعور المزمن بالفراغ، وضعف إدراك الذات، ويتأثرون بآراء الآخرين وتصوراتهم بشكل مبالغ فيه، ويقلّلون من قدراتهم وإمكاناتهم على الرّغم من امتلاكها ( Kohut,1977,p25) .

 فالأفراد الذين يمتازون بحساسيّة النّقد بشكل عال لديهم مشكلات على مستوى الصحة النّفسيّة والاجتماعيّة، فهم يعانون من العزلة الاجتماعية والوحدة النّفسيّة والاغتراب عن مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، ولا يستطيعون تحقيق الأهداف والطموحات التي يسعون لتحقيقها بسبب عدم قدرتهم على استغلال الفرص بشكل جيد( Masland, et al,2014,p9) .

   وارتبط مفهوم حساسيّة النقد بالتّنشئة الاجتماعيّة، فتوصلت دراسة ( Kohut,1977) أنّ التنشئة الاجتماعيّة التي تتضمن كثرة النواهي والممنوعات التي يفرضها الآباء على أبنائهم خلال المواقف الاجتماعيّة، تؤدي الى القلق ومراقبة الذّات والارتباك، وبذلك يصبح الأبناء غير أسوياء في تعاملهم مع الآخرين، نتيجة ضعف قدراتهم على التّعبير والتّفاعل وإصدار سلوكيّات تتوافق مع المواقف والآراء ما يؤدي الى اتصافهم بالحساسيّة تجاه أيّ نقد يصدر من الآخرين(Kohut,1977,p26-27).

  كما يرتبط مفهوم حساسيّة النقد بمفاهيم أخرى منها النّرجسيّة وتصورات الذّات، فتوصلت دراسة (Atlas&Them,2008) أنّ الأفراد الذين يتصفون بالحساسيّة للنقد لديهم نرجسيّة وتصورات سلبية عن الذّات، فهم يُقيِّمون أنفسهم بسلبيّة مبالغ فيها على الرّغم من تلقي ردود أفعال إيجابيّة من الآخرين  ( Atlas &Them,2008,p63).

  وقد ترتبط حساسيّة النّقد بالتّحيز المعرفي لدى الأفراد، فقد يفسر الأفراد النّقد وما يطرح فيه من مفاهيم ومعلومات بشكل سلبي كونه يشعر بالغموض تجاه تلك المعلومات، فيصنفها على أساس التّهديد والازعاج وليس على أساس الإيجاب والحياد، كما ترتبط حساسيّة النّقد بمن يصدر النقد وما يحمله الفرد تجاهه من مشاعر والذي قد يسهم بتطور حساسيّة النّقد لدى الفرد (Masland, et al,2014,p11) .

    كما ارتبط مفهوم حساسيّة النقد بالخوف من التّقييم السلبيّ فقد توصلت دراسة ( Antony & Barlow ,1977) من السّمات التي تميز الأشخاص الذين يعانون من حساسيّة النّقد خوفهم الواضح من التقييم السلبيّ، فهم يهتمون بشكل كبير بالصورة التي يظهرون بها أمّا الآخرين ، وهذا الاهتمام المبالغ فيه يجعلهم ينتبهون لكل سلوك يصدر من الآخرين يدل على الرفض أو القبول ( Antony & Barlow ,1977,p234).

 وتوصلت دراسة ( Ayduk,et al,2008) الى وجود ارتباط بي مفهوم حساسيّة النقد والعدوان، فأظهر الأفراد الذين يتصفون بحساسية النقد سلوكيات اكثر عدوانية من الأفراد الذين يتصفون بمستويات اقل من حساسية النقد بغض النظر عن الموقف الذي وضعوا فيه ( Ayduk, et al , 2008,p776).

   كما أنّ الحساسيّة للنقد تعد عائق اجتماعي ونفسي وتربويّ، لها آثار سلبيّة على الطلبة سواء على مستوى النّمو الجسمي أو العقلي أو النّفسي أو الاجتماعي من خلال نشوء الاضطرابات الإدراكيّة والمعرفيّة كالتفكير والتعلم والانتباه والتّذكر وغيرها، لذا فالطلبة الذين يتسمون بالحساسيّة تجاه النقد أنّهم يتجنبون الأنشطة التي تتطلب التّعاون مع الآخرين، فهم أشخاص غير اجتماعيين يفتقدون الى القدرة على تكوين علاقات اجتماعيّة كفؤه  في محيطهم الذي يمارسون فيه حياتهم سواء داخل الكلية أو خارجها، ويفتقدون القدرة على الأداء بسبب الأفكار السّلبيّة التي يحملونها تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين ( داخل ومحمد ،2015، ص5) .

 وتأتي أهميّة البحث من خلال تناوله فئة الشّباب من طلبة الجامعة، لكونها مرحلة انتقاليّة حاسمة لها أهميّة بالغة في نمو شخصيّة الطلبة وتطورها، كما أنّها مرحلة تعليميّة حيوية بسبب موقعها في السّلم التّعليمي، كونها المسؤولة عن إعداد الكوادر البشريّة ونقلها الى المرحلة الانتاجيّة والتي تتطلب جهدًا ونشاطًا عاليًّا ( توق وعدس ،1984,ص96).

 ومن هنا تظهر أهميّة برامج التّوجيه والإرشاد في الجامعة، لما تقدمه من خدمات نفسيّة واجتماعيّة ومعرفيّة من أجل مساعدة الطلبة على تحقيق أهدافهم وذواتهم ووصولهم للصّحة النّفسيّة، فأصبحت هذه البرامج ضرورة ملحّة في الجامعات فأشارت العديد من الدّراسات الى أن بناء برامج إرشاديّة على وفق استراتيجيات علميّة واضحة لها أثر في علاج العيد من المشكلات التي تواجه الطلبة ( زهران ،1977,ص514).

أهداف البحث : يهدف البحث الحالي الى :

1. التعرف إلى حساسية النقد لدى طلبة الجامعة .

2. بناء برنامج إرشادي قائم على العلاج بالتّقبّل والالتزام (ACT) لخفض حساسية النقد لدى طلبة الجامعة .

3. التعرف إلى أثر البرنامج الإرشادي لخفض حساسيّة النّقد لدى طلبة الجامعة .

حدود البحث: يقتصر البحث الحالي على طلبة كليّة التربيّة البدنيّة وعلوم الرياضة، جامعة سامراء للعام الدراسي ( 2022-2023).

تحديد المصطلحات :

1. حساسيّة النقد Sensitivity to Criticism: عرفها :

أ. Atlas,1994: إدراك النّقد والاستجابة العاطفيّة له نتيجة التحيز المعرفي عند تفسير المعلومات الغامضة بطريقة سلبية، ما يؤدي الى أن يكون الفرد أكثر انتباه الفرد لإشارة العاطفيّة السلبيّة (Atlas,1994,p311).

ب. Ninaw,2006: إهمال مواضع القوة لدى الفرد، والتّركيز على الأخطاء وتكوين نظرة سلبيّة وغير واقعيّة، فيدرك الفرد أنّه محط أنظار الآخرين باستمرار وأنّهم يقللون من قيمته ويستهزؤون به، ما يؤدي الى عدم التوافق معهم (Ninaw,2006,p22).

ج. التعريف النظري: تبنى الباحث تعريف (Atlas,1994) لحساسية النقد .

د. التعريف الإجرائي: الدرجة الكليّة التي يحصل عليها المستجيب من خلال إجابته على فقرات مقياس الحساسية للنقد .

2. البرنامج الإرشادي : عرّفه كل من :

أ. شعبان (2004) : مجموعة من الأنشطة المخطط لها والتي يسودها جو من الإلفة والاحترام والتي تهدف الى مساعدة المسترشدين على التّعامل مع المشكلات وتدريبهم على اتخاذ القرارات المناسبة وتنمية المهارات والقدرات ( شعبان ،2004،ص18).

ب. عرفه الباحث إجرائيًّا : عمليّة علمية ارشاديّة منظمة قائمة على العلاج بالتّقبل والالتزام (ACT) والذي يعتمد على جملة من الأساليب والفنيات العلاجيّة من خلال جلسات إرشاد جمعي في أجواء من الإلفة والتّعاون الإيجابي بين أعضاء المجموعة العلاجيّة بهدف خفض حساسيّة النّقد.

الفصل الثاني: الإطار النّظري

أولًا : البرنامج الإرشادي :

 1- العلاج بالتّقبل والالتزام  ( ACT )  Acceptance and Commitment Therapy:

    أحد أنواع العلاج السّلوكي المعرفي (CPT) الموجة الثالثة، وأول من أوجده (Hayes,1980) وعمل زملائه وطلابه على تطويره الى نموذج علاجي متكامل، فقد اهتموا بالبحث عن طريقة علاجيّة ناجحة من أجل تخفيف معاناة الأفراد بسبب العلاقات وضغوط الحياة اليوميّة والذي يهدف الى زيادة المرونة النّفسيّة من خلال استخدام استراتيجيّات اليقظة الذّهنيّة والتّقبل وتغيير السلوك، كما ويهدف الى مساعدة المسترشدين لفهم قيمهم من أجل الوصول الى حياة متوازنة وذات معنى، ويختلف ( ACT) في تعامله مع الاضطراب أو الألم مع الطرق الطبيّة لمواجهة الاضطراب من خلال استخدام العلاجات الطبيّة للتّخفيف من حدة الاضطراب وفق مبدأ ( الاضطراب شيء سيىء ) وللوصول إلى حياة إيجابيّة يجب التّخلص منه، بينما يرى (ACT) على الرّغم من أنّ الاضطراب يؤلم إلّا أنّ مواجهته والصراع معه هو الذي يسبب المعاناة، فالمعاناة النّفسيّة ما هي إلّا تفاعل بين ما بين الأفكار والمعتقدات (الإدراك الإنساني) والسّلوك الإنساني عن طريق الخبرة المباشرة، لذا فيركّز (ACT) على العمليات اللغوية لما لها من دور أساسي في إيجاد المعاناة النّفسيّة والتّعامل معها بإيجابيّة، وللـ(ACT) ثلاث مبادئ أساسيّة هي نقل الخبرات وليس رفضها، الوعي باختيار السّلوكيات والسّماح للاستجابات الشرطيّة، قيام الفرد بدور فعال في حياته بدلًا من السّماح للأفكار السلبيّة من تقيده والسيطرة عليه(Harris,2009,p129) .

2- الفنيات ( العمليات ) الأساسيّة للـ(ACT) :

أ. التّقبل : يعد الخطوة الاولى في علاج الـ(ACT) ، فقبل البدء بعمليّة العلاج يجب على المسترشد أن يكون مستعدًا للتعامل مع مشاعر الألم والقلق المرتبط بمشكلته ( الاضطراب ) بينما يعيش في حياته التي اختارها، بدلًا من التّجنب والهروب من هذه المشاعر، فيجب أن ينظر الى هذه المشاعر( الألم والقلق ) أنّها أمر طبيعي، فالتّقبل يعمل على تعزيز الخطوات الموجهة نحو الهدف .

ب. فكّ الاندماج المعرفيّ: تعمل هذه الفنيّة على إطفاءأو إضعاف قوة تأثير الأفكار على السّلوك، إذ إنّ المسترشد قد لا يكون واعيًّا لتأثير أفكاره على سلوكه وعن طريق هذه الفنيّة يبدأ المسترشد ملاحظة أفكاره عند حدوثها من دون إصدار أحكام أو تقييمات عليها، لتنمية قدراتهم للسيطرة على سلوكياتهم وعدم السماح للأفكار التأثير عليها، ومعرفة الفرق بين الواقع (الحقيقة ) وبين الأفكار .

ج. الوعي باللحظة الحاليّة : تساعد هذه الفنيّة المسترشدين على البقاء في اللحظة الحاليّة بدلًا من تكرار الأحداث الماضية أو التركيز على أحداث المستقبل ، فالهدف إبقاء المستقبل واعيًّا وبنشاط على الخبرات والمشاعر عند حدوثها الآن ، والعمل على إعادة التركيز والانتباه عندما يبدأ في الانجرار الى الماضي أو المستقبل الى الموقف الحالي(McCraken & Vowles ,2014,p181-187) .

د. الذات الملاحظة : تعمل هذه الفنية على مساعدة المسترشدين لفصل ذواتهم عن المشاعر والأفكار وعن أجسامهم الماديّة ، أيّ خلق الإحساس بالذات أعلى من اهتمامه بكيانات المسترشد الخاصة به من مشاعر وأحاسيس وأفكار وعن طريق هذه الفنيّة يمكن للمسترشدين ملاحظة مشكلاتهم من دون أن يكونوا هم المشكلة .

ه. القيم : تعمل هذه الفنية على مساعدة المسترشدين على متابعة أنشطتهم القيمة كـ(المشاركة الاجتماعيّة مع الآخرين، ممارسة التّمارين الرياضية، اللعب مع الأطفال ….الخ) فهذه الأنشطة القيمة هي التي تعطي معنى للحياة، فتخلّيهم عن هذه الأنشطة والسّعي لتخفيف عن قلقهم وتوترهم تجاه المشكلات التي تعترضهم قد تزيد من حدّة معاناتهم .

و. العمل الملتزم : تعدّ هذه الفنيّة هي آخر الفنيات في الـ(ACT)، فمن خلالها يلتزم العملاء بتغيير سلوكياتهم والاهتمام بالأنشطة القيمة على الرغم من التوتر والقلق الذي يعتريهم، ويقوم بتحديد أهداف تتطابق مع قيمهم، فمثلًا لو كان جانب ( المظهر الاجتماعي ) مهم للمسترشد، فقد يبدأ باختيار المشاركة في الأنشطة الاجتماعيّة وهكذا (M.Veehof ,et al,2016,p5-31).

 ثانيًا: الحساسيّة للنقد Sensitivity to Criticism:

1. المفهوم : إن مفهوم النقد يشير الى تبيان الأخطاء للأفراد الآخرين من خلال تمييز السلبيات والايجابيات لديهم ، وللنقد اهمية كبيرة في تصحيح سلوكيات الأفراد وان كان مؤلماً في بعض الاحيان ، فعلى الأفراد التمييز بين نقد شخصية الفرد والذي لا يقبله غالبية الأفراد وان كان ايجابياً كونه يستهدف شخصيته ، وبين نقد سلوك الفرد فيقبل هذا النقد ويصبح لديه حافز لتغيير هذا السلوك ،  كما يفسر النقد حسب ادراك الفرد وتفاعله مع موضوع النقد ، فقد يفسر الأفراد الذين لديهم ثقة وادراك واعي النقد على انه يستهدف هفواتهم من اجل تصيحها ، وقد لا يتأثرون بهذا النقد لقناعتهم بأن هذه الأخطاء هم غير مسؤولين عنها، وهناك أفراد آخرين لديهم تحيز معرفي وتفسير مشوه تجاه أيّ نقد يصدر من الآخرين سواء أكان النقد إيجابيًّا أمّ سلبيًّا (ويسينجر،2001،ص39) .

إن الباحثة والطبيبة ( Elaine,1996) هي أول من إشارت الى مصطلح الحساسيّة للنقد، والذي أثار اهتمام الباحثين في ما بعد كونه يشير الى الخجل والخوف الذي يصيب الأفراد الذين لديهم حساسية تجاه نقد الآخرين لهم، أيّ أنّه يعتمد على تحديات البيئة المحيطة بهم (Elaine,1996,p49) .

  فقد يتداخل ويتشبه مفهوم الحساسيّة للنقد مع مفاهيم ضعف التّحكم بالذات والمشاعر، بسبب كونها من الاضطرابات التي تتداخل وتتشابه في التعريف والتّصنيف، فجميعها تعمل على عزل إدراك الفرد عن مشاعره، أيّ إنّ الإدراك يعمل بمعزل عن المشاعر، فيؤدي بالفرد الى إصدار سلوكيّات خارجة عن مألوف شخصيته وطبيعتها، وتتميز حساسية النقد بوجود حساسية لدى الفرد لمواجهة النقد، فهو يؤدي الى العزلة الاجتماعيّة بسبب الخوف غير المبرر من الضهور والتّعامل مع الآخرين، واقتصار علاقاته الاجتماعيّة في محيطه الأسري ( عابد،2017،ص53) ( عباس والزبون،2012،ص61).

 وعلى الرّغم من أنّ الأفراد الذين يتسمون بالحساسيّة تجاه النقد يمتلكون قابلية كبيرة على اتخاذ القرار الحاسم في المواقف الصعبة لما يمتلكونه من ذهن متقد، ولديهم الإمكانات التي تؤهلهم للنجاح والتّميز، إلّا أنّ انجرافهم وراء مشاعرهم وأحاسيسهم ومشاعر الاستسلام التي يتصفون بها وضعف ثقتهم بأنفسهم هو العائق الأكبر وراء تحقيق أهدافهم وطموحاتهم (Kessler,2003,p7) .

2. النّظرية التي فسرت حساسية للنقد 🙁 نظرية  Atlas,1994) :

   يرى ( Atlas) أستاذ علم النّفس أنّ استقبال النقد من الأصدقاء والأحباء قد يكون أمرًا مزعجًا للفرد، ولكنه في الوقت نفسه أمر لا مفرّ منه، فقد يؤدي هذا النقد الى حد التأثير على الحالة الصحية للفرد ، لذا فالأفراد الذين يصنفون أقربائهم أنّهم منتقدين بدرجة كبيرة هم أكثر تعرض للاضطرابات النّفسيّة والجسميّة، كما أنّ حساسيّة النّقد العالية قد تؤدي الى تأثر الأفراد بطريقة سلبيّة بأي نقد سواء أكان مفيدًا أم لا، فهم يشعرون بالألم من هذا النقد سواء أكانوا معترفين بصحة الانتقاد، أو أنّ هذا الانتقاد خاطئ ، لذا حدد ( Atlas) عنصرين أساسيين يتكون منهما حساسية النقد وهما عتبة منخفضة للنقد أيّ إدراك  الآراء أو التعليقات البناءة أو الهدّامة أو المحايدة كتهديد، فالأفراد هنا يدركون الآراء والتعليقات جميعها سواء أكانت بناءة أو هدامة أو محايدة على أنّها سلبيّة لا يمكن التّعامل معها، والعنصر الثاني هو التفاعل العاطفي السلبي تجاه هذه الآراء أو التعليقات، فالأفراد يظهرون ردود أفعال عاطفيّة مفرطة تجاه الآراء أو التعليقات التي تصدر من الآخرين .

   كما قام ببناء مقياس لقياس حساسية النقد وتطويره لاستكشاف ردود الفعل للنقد، ومعرفة عواقب الحساسيّة العالية للنقد وأصولها، كما أوجد من خلال هذا المقياس ارتباط حساسيّة النقد العالية بالتشاؤم والاكتئاب والعصابيّة وانخفاض احترام الذات والخوف من التقييمات السلبيّة (Atlas,1994,p6-13). 

الفصل الثالث: إجراءات البحث

1. منهج البحث : استخدم المنهج شبه التّجريبي في البحث الحالي، كونه يمكن الباحث من التّحكم بالعوامل ذات العلاقة بالبحث الحالي بشكل منظم لتحديد أثر المتغير المستقل ( البرنامج الإرشادي ) بالمتغير التّابع (حساسية النقد) ( عودة ،1992،ص111).

2. مجتمع البحث : يتكون مجتمع البحث من طلبة كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة جميعهم، في جامعة سامراء للعام الدراسي (2022-2023) ، والبالغ عددهم (241) طالبًا وطالبة، وبواقع (212) طالبًا، و(29) طالبة .

3. عينة البحث : تألفت عينة البحث من (150) طالبًا وطالبة، وقد طُبِّق مقياس حساسية النقد عليهم وبعد تصحيح الإجابات اختير ( 26) طالبًا وطالبة والذين كانوا يتصفون بدرجات عالية في حساسية النقد وزعوا على المجموعتين التّجريبيّة والضابطة وبواقع (13) طالبًا وطالبة لكل مجموعة وتشمل (10) طلاب و(3) طالبات في المجموعة الواحدة.

4. أداتا البحث :

أ. مقياس حساسيّة النقد : تبنى الباحث مقياس ( الدليمي، 2022)، فعلى ضوء رأي الخبراء يتمتع بصلاحية عالية كونه حديث البناء واعدًا على البيئة نفسها ما يسهل تطبيقه .

أ-1: وصف المقياس : أعدّ المقياس من قبل ( الدليمي ،2022) بوصفه أحد متطلبات نيل شهادة الماجستير في علم النّفس التربوي في كلية التربية، جامعة الأنبار، وتكون المقياس من  ( 40) فقرة موزعة على(30) تصريح يدلي بها الأصدقاء و( 10) مواقف للنقد اللفظي، وتحتوي كل فقرة على بديلين (أ و ب) ولكل بديل (4) بدائل فرعية تحتوي على تدرج رباعي، فالبديل (أ) يحتوي على ( لا أعدُّه نقدًا، أعدّه نقدًا الى حدّ ما، أعدُّه نقدًا، أُعدُّه نقدًا لاذعًا) وأعطيت الأوزان الآتية ( 1، 2، 3، 4)، أمّا البديل (ب) فيحتوي على ( لا يؤذيني أبدًا، يؤذيني الى حد ما، يؤذيني، يؤذيني بشكل كبير) وأُعطيت الأوزان الآتية (1، 2، 3، 4) ، وأعلى درجة يمكن أن يحصل عليها المستجيب هي ( 640) درجة، وأدنى درجة هي ( 40) والوسط الفرضي للمقياس بلغ (340) درجة ، استُخرِج الخصائص السّايكومترية للمقياس، إذ يتمتع بدرجات مقبولة من الصدق والثبات .

أ-2: تطبيق المقياس : من أجل تحقيق أهداف البحث قام الباحث بتطبيق المقياس على عينة البحث والبالغة (150) طالبًا وطالبة .

ب. البرنامج الإرشادي (ACT ) :

   قام الباحث ببناء برنامج إرشادي لخفض حساسية النقد وفق العلاج بالتّقبل والالتزام (ACT) لدى عينة من طلبة الجامعة، وقام الباحث بتطبيق البرنامج على الطلبة الذين حصلوا على اعلى الدرجات على مقياس حساسية النقد ( الدليمي ،2022)، كما التزم الباحث بالخطوات العلميّة الأساسيّة في إعداد البرامج الإرشادية وبنائها.

1. التّصميم التّجريبي: استخدم الباحث التّصميم التّجريبي ذو الضبط الجزئي للمجموعتين التّجريبيّة والضابطة ذات الاختبار البعدي، إذ اختير مجموعتين ضابطة وتجريبيّة من الطلبة الذين لديهم درجات مرتفعة في حساسيّة النقد بطريقة عشوائيّة مع إجراء تكافؤ بين المجموعتين في المتغيرات الدّخيلة ، ثم يُدخال المتغيّر المستقل (البرنامج الإرشادي) على المجموعة التّجريبيّة، مع إبقاء المجموعة الضابطة على ماهي عليه، من أجل معرفة المتغير المستقل ( حساسيّة النقد )عن طريق مقارنة النتائج في الاختبار البعدي للمجموعتين التّجريبيّة والضابطة.

2. حدود البرنامج : الحدود المكانيّة ( نُفِّذت جلسات البرنامج في قاعة التّعليم المستمر في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة) ، الحدود الزمانيّة ( نُفِّذتِ البرنامج على مدى (10) جلسات في خمسة أسابيع وبواقع جلستين أسبوعيًّا، ومدة الجلسة الواحدة بلغت (60) دقيقة ) .

3. ألفيات الإرشادية : استخدم الباحث فنيات العلاج بالتّقبّل والالتزام(ACT) في البرنامج الإرشادي، كما موضحة في الفصل الثالث .

ه. معرفة مدى الحاجة للبرنامج : قام الباحث بالاعتماد على إجابات المسترشدين في الاختبار القبلي على مقياس حساسية النقد كمؤشر لتحديد حاجات المسترشدين، فرُتِبت فقرات المقياس تنازليًّا حسب الدرجات واحتُسِب الانحراف المعياري والوسط الحسابي لكل فقرة، واعتمد على وسط البدائل (1، 2، 3، 4) وهو ( 2,5) كمحكّ لتحديد الفقرات التي ستدخل في البرنامج  فإنّ أيّ فقرة وسطها أعلى من المحك هي مشكلة تحتاج الى علاج ، وجُمِعت الفقرات المتشابهة لتحديد عناوين الجلسات، وعُرِضت عناوين الجلسات على الخبراء في مجال البرامج الإرشاديّة لمعرفة ملائمتها مع المشكلات  .

و. التنفيذ : نُفِّذت جلسات البرنامج بعد الانتهاء من التّخطيط .

ه. نموذج جلسة في برنامج (ACT):

الجلسة الرابعة : توكيد الذات .

الهدف العام : تنمية توكيد الذات لدى المسترشدين .

الأهداف الإجرائيّة : –   التعرف إلى مفهوم توكيد الذات .

       التدريب إلى تنمية توكيد الذات .

التقنيات العلاجيّة : التّقبل – فكّ الاندماج المعرفي – الوعي باللحظة الحاليّة .

الإجراءات: يبدأ المرشد بعرض نبذة مختصرة عن مفهوم توكيد الذّات (حرية الأفراد على التعبير الحقيقي والصادق عن مشاعرهم وأفكارهم بما لا يتعارض مع حقوق الأفراد الآخرين) (الحلو،2012،ص10) ، ومن خلال تمرين بناء مهارة الاستعداد (التّقبل) يحاول المرشد تعليم المسترشدين تجربة مشاعرهم بشكل طبيعي، إذ إن الأفكار والمشاعر استجابة طبيعية للقلق والتوتر الذي يلازمهم، ثم يطلب من المسترشدين كتابة أيّ نشاط يريدون القيام به لكنهم غير قادرين بسبب خوفهم من نقد الآخرين، ثم التفكير بما يعيقهم فعلًا من خلال تركيزهم على إحساسهم وعواطفهم الجسدية مع تذكر أوقات سابقة شعروا فيها بهذه الطريقة لكنهم بسبب أمر مهم استطاعوا التغلب على هذه المشاعر .

    ومن خلال فنية الذات الملاحظة يقوم المرشد بتدريب المسترشدين على إدراك ذواتهم بشكل منفصل عن أفكارهم ومشاعرهم، وذلك عن طريق تمرين (استعارة رقعة الشطرنج ) إذ يطلب المرشد من المسترشدين تخيل رقعة لعبة الشّطرنج فالقطع البيضاء تمثل المشاعر والأفكار الإيجابيّة، والقطع السّوداء تمثل المشاعر والأفكار السّلبيّة، فإذا ما أردنا أن نتحرك في حياتنا وفق القطع البيضاء فقط ومحاولة دفع القطع السّوداء من طريقنا فإن هذه  القطع ستظهر أمامنا إذ إنّها ملازمة للقطع البيضاء، أيّ أنّه كلما استحضرت قطعة بيضاء فإنّها ستجلب ومن دون أدنى شك قطعة سوداء مثلاً ( أنا طالب جيد) وهذا سيجلب قطعة سوداء (لا، أنا طالب سيىء فقد أخفقت في اداء واجبي) ، فإذا ما تحركنا في هذه الحياة على وفق معركة نحاول الانتصار بها فإنّنا سنستنزف طاقتنا جميعها في محاولة الفوز في معركة ليس لها وجود، لذا يجب أنّ نكون كرقعة الشّطرنج فالقطع البيضاء والسوداء في علاقة حميمة فهو غير مشارك في تلك المعركة ولا معنيٌّ فيها، فيجب أن ندرك ذواتنا على أنّها خارج معركة الأفكار الإيجابيّة والسلبيّة من أجل تحقيق وتوكيد ذواتنا. إذ لولاها لما أصبح للرقعة وجود .

   وفي نهاية الجلسة يطلب المرشد من المسترشدين بإعادة هذه التمارين، والاستفهام عن مواطن القوة والضعف في هذه الجلسة مع إعادة النقاط الأساسيّة المهمّة التي ذُكِرت في الجلسة، ويقدم الشكر لأفراد المجموعة على تفاعلهم في الجلسة .

الفصل الرابع:عرض النتائج ومناقشتها

أولًا : عرض النتائج وتفسيرها :

1. الهدف الأول : التعرف عإلى درجة حساسية النقد لدى طلبة الجامعة .

   قام الباحث بتطبيق مقياس حساسيّة النقد على عينة تمثل طلبة الجامعة  في كلية التربيّة البدنية وعلوم الرياضة، جامعة سامراء والبالغ عددهم ( 150) طالبًا وطالبة، وللتعرف إلى درجة حساسيّة النّقد بلغ الانحراف المعياري (55,611 )  والوسط الحسابي ( 354,822 )، وقارن الباحث الوسط الفرضي البالغ( 340) مع المتوسط الحسابي، وعند اختبار دلالة الفرق بين الوسطين باستخدام الاختبار التائي لعينة واحدة تبين أنّه دال إحصائيًّا، إذ بلغت القيمة التائيّة الجدوليّة (3,264 ) وهي أكبر من القيمة التائية المحسوبة ( 1,96) عند مستوى دلالة (0,05) وبدرجة حرية (149) فتفسر هذه النتيجة أنّ طلبة الجامعة لديهم حساسية النّقد، وكما في الجدول الآتي:

نتائج الاختبار التائي ( لعينة ) واحدة لدرجات عينة البحث على مقياس حساسية النقد

 

العينة

 

س

 

ع

 

المتوسط النظري

القيمة التائية

 

الدلالة

المحسوبة

الجدولية

150

354,822

55,611

340

3,264

1,96

0,05

  ومن خلال النتائج أعلاه توصل الباحث الى أنّ طلبة الجامعة يعانون من حساسية النّقد ، فجاءت هذه النتائج متفقة مع دراسة (Demos,et al,2000)  التي توصلت الى أنّ حساسيّة النّقد مرتفع لدى طلبة الموسيقى ما أثر على تحفيز الأداء لديهم (Demos,et al,2000 , p309) ودراسة (Irene,et al,1996 ) التي توصلت الى أن الطلبة يعانون من حساسيّة النقد ما استدعى تدريبهم على كيفيّة التخلص من حساسية النقد المفرطة (Irene,et al,1996 ,p26)  واختلفت مع دراسة ( الدليمي،2022 ) التي تشير الى أنّ طلبة الجامعة لديهم مستوى متوسط من حساسية النقد ( الدليمي،2022 , ك) ، كما جاءت هذه النتائج متفقة مع الإطار النّظري لـ ( Atlas,1994 ) التي اعتمده الباحث في هذه الدراسة لتحديد مفهوم حساسيّة النقد، فأشار ( Atlas )الى أنّ الأفراد الذين يعانون من المشكلات الشّخصيّة والاجتماعّية هم أكثر عرضة للتأثر بنقد الآخرين، كما أنّ هؤلاء الأفراد ينكرون وجود حاجات ودوافع لم تشبع ما يؤدي الى الشّعور بالعجز وضعف إدراكهم الذاتي لذا نجدهم يتأثرون بسلوكيات الآخرين وأحكامهم (Atlas,1994,p36 )، كما أنّ الأفراد يمرون بمراحل عمريّة معينة خلال مراحل النّمو تزداد فيها حساسيتهم للإحداث والمواقف التي يمرون فيها، ما ينتج عن ذلك ردود أفعال انفعاليّة وعاطفيّة وسلوكيّة سلبية وقد تكون مبالغ فيها، لذا فإنّ مرحلة الشباب من المراحل المهمة في حياة الأفراد كونهم يسعون الى إثبات ذواتهم وتحقيق استقلاليتهم فهي مرحلة تسبق مرحلة الانتاجيّة التي تسيطر على أحلام وطموحات الشّباب بشكل عام وطلبة الجامعة بشكل خاص، فهم يعتقدون أنّ هذه المرحلة يجب أن لا يتخللها أيّ نوع من الإخفاقات أو الشعور بالعجز فهم قد يسلكون أساليب وطرق غير سليمة من أجل إثبات ذواتهم، ومن هذه الأساليب ردود أفعالهم تجاه أيّ نقد يصدر من الآخرين وان كان ايجابي . 

الهدف الثاني : بناء برنامج إرشادي (ACT) لخفض حساسية النقد لدى طلبة الجامعة

   من أجل تحقيق هذا الهدف قام الباحث ببناء البرنامج على وفق العلاج بالتّقبل والالتزام(ACT) لخفض حساسية النقد لدى طلبة الجامعة والذي تكون من عشر جلسات، ووُضِّح ذلك في الفصل الثالث.

الهدف الثالث : التعرف إلى أثر البرنامج الإرشادي(ACT) في خفض حساسية النقد لدى   طلبة الجامعة .

   وتحقّق هذا الهدف من خلال اختبار الفرضية الآتية ( لا توجد فروق ذات دلالة إحصائيّة بين متوسط درجات المجموعة التّجريبيّة والمجموعة الضابطة على مقياس حساسيّة النقد في الاختبار البعدي) ، وللتحقق من صحة الفرضية طُبِّق مقياس حساسيّة النقد على المجموعة الضابطة التي لم تخضع للبرنامج والمجموعة التّجريبيّة التي أخضعت للبرنامج ، وبعد استخراج متوسط الرتب البالغ ( 19,42) ومجموع الرتب البالغ( 252,50) للمجموعة الضابطة، ومتوسط الرتب البالغ ( 7,58) ومجموع الرتب البالغ( 98,50) للمجموعة التجريبيّة، استعمل الباحث اختبار (مان –وتني) للعينات المتوسطة  لمعرفة دلالة الفرق بين المجموعتين، أظهرت النتائج وجود فرق ذو دلالة إحصائيّة ولصالح المجموعة التّجريبيّة التي أدخل عليها البرنامج، إذ إنّ المتوسط الحسابي للمجموعة الضابط أكبر من المتوسط الحسابي للمجموعة التجريبيّة كون البحث يهدف الى خفض حساسية النقد لدى المجموعة التجريبيّة، كما أنّ قيمة (مان-وتني) المحسوبة  للاختبار البعدي ( 7,500) والجدوليّة ( 45) عند مستوى دلالة (0,05) ، وبما أنّ القيمة المحسوبة أصغر من الجدوليّة لذا ترفض الفرضيّة الصفريّة، وتقبل البديلة التي تشير الى وجود فرق بين المجموعة الضابطة والمجموعة التّجريبيّة في الاختبار البعدي لمقياس حساسية النقد ولصالح التجريبية، وكما موضح في الجدول الآتي :

نتائج اختبار (مان-وتني) للمجموعة الضابطة والتّجريبيّة على مقياس حساسية النقد في الاختبار البعدي

 

المجموعة

 

العينة

 

المتوسط الحسابي

 

متوسط الرتب

 

مجموع الرتب

قيمة (مان-وتني)

الدلالة

(0,05)

المحسوبة

الجدولية

تجريبية

13

320,385

7,58

98,50

       

7,500

 

45

دالة لصالح التجريبية

ضابطة

13

395,846

19,42

252,50

* قيمة (مان-وتني) الجدولية تساوي(45) عند مستوى دلالة (0,05)في الاختبار ذو النهايتين.

 ومن خلال النتائج التي توصلت اليها الدراسة يتبين وجود تغيرات إيجابيّة طرأت على المجموعة التّجريبيّة التي أدخل عليها البرنامج، وهذا يدل على فاعليّة برنامج (ACT) في خفض حساسية النقد لدى طلبة الجامعة، وتعزى هذه النتيجة الى :

1. عند بناء البرنامج الإرشادي عُرِض على مجموعة من الخبراء والمختصين في مجال بناء البرامج الإرشادية بشكل عام، والمختصين ببناء البرامج وفق العلاج بالتقبل والالتزام (ACT) ، ما جعله يتمتع برصانة علمية عند تطبيقه والحصول على افضل النتائج .

2. الاعتماد على فنيات العلاج بالتقبل والالتزام(ACT) واتفقت هذه النتيجة مع البحوث والدراسات التّجريبيّة التي تثبت فاعلية (ACT) في علاج معظم الاضطرابات النّفسيّة والسّلوكيّة والاجتماعيّة  عن طريق مساعدة الأفراد على تحقيق أهدافهم من خلال معرفة قدراتهم وإمكاناتهم، ومساعدتهم على التعرف إلى الأفكار والعواطف الإيجابيّة التي تحدد سلوكياتهم، وأن يميزوا بين تلك الأفكار والعواطف وبين ما يتعرضون له من مشكلات .

3. المشاركة الإيجابيّة والفاعلة للطلبة المشاركين في البرنامج، وتمتعهم بعلاقة إشادية ممتازة سواء مع المرشد أو في ما بينهم، ما أدى الى كسر الحواجز النفسيّة في المجموعة، وشعورهم بارتباط مشكلاتهم مع مواضيع الجلسات الإرشاديّة .

4. المام الباحث بفنيّات وأساليب البرامج الإرشاديّة ومن ضمنها العلاج بالتّقبل والالتزام(ACT) كونها تقع ضمن تخصصه الدقيق، وكذلك الالتزام بالإطار النظري الذي انبثق منه (ACT) وهو العلاج السّلوكي المعرفي(CBT).

ثانيًّا: التوصيات : في ضوء نتائج البحث الحالي يوصي الباحث بالآتي :

1. الاهتمام بطلبة الجامعة كونهم الفئة الأساسيّة التي يمكن أن يُبنى عليها تقدم المجتمع وتطوره في الحاضر والمستقبل عن طريق مساعدتهم في مواجهة المشكلات سواء في الجانب النفسي أو الاجتماعي أو الاكاديمي من خلال تقديم كل ما يوفر لهم تحقيق التوافق والسعادة من المؤسسات ذات العلاقة .

2. ضرورة اهتمام وزارة التعليم العالي بالعمل على تبيان مشكلة حساسيّة النقد التي تعترض تقدم الطلبة في جميع الجوانب الحياتيّة ، وكيفية العمل على خفضه من خلال إقامة الورش والبرامج والدورات لمعالجة هذه المشكلة .

3. العمل على إعداد معالجين على العلاج بالتقبل والالتزام وتدريبهم (ACT) من أجل تطبيقه لمساعدة الأفراد على مواجهة المشكلات النفسية والاجتماعيّة والعاطفيّة التي تواجههم .

ثالثًا: المقترحات :

1. دراسة حساسية النقد لدى طلبة المرحلة (الثانوية ،المتوسطة).

2. دراسة حساسية النقد لدى طلبة المرحلة الابتدائيّة لمعرفة ما اذ اكانت هذه الحساسية وليدة هذه المرحلة ام لا .

3. إجراء دراسة لخفض حساسية النقد باستخدام فنيات وأساليب علاجيّة مختلفة .

المصادر

1-  برنس، ديريك (2007): الرَّفض المشكلة والعلاج الإِلهي، المؤسسة الدُّوليَّة للخدمات العلاجيَّة، شركة الطِّباعة المصريَّة.

2-                توق محي الدين وعدس ، عبد الرحمن ( 1984) : أساسيات علم النفس التربوي ، جون وايلي وأولاده ، الجامعة الأردنية ، القاهرة .

3-                الحلو ، رمضان سعيد(2012): فاعلية برنامج ارشادي في فنيات العقل والجسم لزيادة التوكيدية لدى طلبة المرحلة الثانوية بمحافظات غزة ، رسالة ماجستير في الصحة النفسية ،كلية التربية الجامعة الاسلامية، غزة .

4-                جولمان، دانييل (2000): الذكاء العاطفي، ترجمة ليلى الجبالي، عالم المعرفة، الكويت.

5-                داخل، مهدي و محمد، صفاء (2015): الأفكار الوسواسية و علاقتها بالحساسية المفرطة لدى طلبة الجامعة، مجلة الآداب، ، جامعة البصرة.

6-                الدليمي، اسامة محمد (2022): الحساسية للنقد وعلاقتها بالوحدة النفسية لدى طلبة الجامعة ، رسالة ماجستير في علم النفس التربوي ، كلية التربية للعلوم الإنسانية ، جامعة الانبار .

7-                زهران ، حامد عبد السلام ،( 1977):علم النفس النمو ( الطفولة والمراهقة )، القاهرة ، عالم الكتب.

8-                شعبان ، نادية ، (2004)::برنامج إرشادي مقترح للنزلاء في مدرسة الفتيات ، المؤتمر التربوي الثاني ، مركز البحوث التربوية والنفسية ، جامعة بغداد ، وزارة التعليم العالي .

9-                العبيدي ،خمائل خليل (2010):الخوف من الفشل وعلاقته بقوة الانا لدى طلبة الجامعة ، مجلة كلية التربية،الجامعة المستنصرية.

10-            عابد، فايز عبد الهادي (2017):امراض الشخصية، دار عابد للنشر والتوزيع، عمان، الاردن.

11-            عباس، لينا، والزبون، سليم (2012): مظاهر التشوه الوهمي للجسد وعلاقته بالقلق الاجتماعي لدى طلبة الجامعة الاردنية، سلسلة العلوم التربوية .

12-            مرسي ، محمود ،(1982): فلسفة التربية  ، عالم الكتب ،القاهرة .

13-            ويسينجر، هنري (2001): قوة النقد البناء،  ترجمة مكتبة جرير، الرياض.

14-       Antony,M, M: & Barlow D. H.(1997): social and specific phobias. In Tamankay, J.& libereman JA. Psychiatry, Philadelpia.

15-       Atlas, G.(1994): sensitivity to Criticriticism A new measure of responses to everyday criticisms. Journal of psychoeducational Assessment.

16-       Atlas. G. Them. M. (2008): Narcissism and Sensitivity to Criticism: A Preliminary Investigation Curr Psychol.

17-       Ayduk, Özlem, Anett, Gyurak, Anna &Luerssen.(2008):Individual differences in the rejection–aggression link in the hot sauce paradigm: The case of rejection sensitivity.

18-       Demos, Stacy Ann.(2000): The relationship between sensitivity to criticism and cognitive distortions in women suffering from bulimia, University of Missouri – Columbia Pro Quest Dissertations Publishing.

19-       Elaine N. Aron ( 2010 ) :What is High sensitive Child.   http://www.hsperson.com/pages/child.htm

20-       R. Harris (2009): Pass a1(ACT) :pratique de la therapie d acceptation et d engagement, preface .

21-       M. Veehof , Trompetter , Bohlmijer & Schreurs(2016): Acceptance and mindfulness-based interventions for the treatment of chronic pain: ameta-analyticreview, Cognitive Behavior therapy .

22-       Kessler, RC.(2003): The Empairments causal by social phobia in the general population, implication for inter vention.

23-       Kohut, H. (1977): The restoration of the self. New York: International Universities Press.

24-       Irene. B., Howard. C. Mannie S. ,(1996):psychosocial explorations of the jwish communitys sensitivity to criticism .

25-        Masland, S., Hooley, J., Tully, L., Dearing, K., & Gotlib, I. (2014): Cognitive-processing biases in individuals high on perceived criticism. Clinical Psychological Science.

26-       McCracken & Vowles (2014): Acceptance and commitment therapy and mindfulness for chronic pain : Model ,process,and progress,American psychologist.

27-       Ninaw, B. (2006): Coping with Infuriating, Mean, Critical Peop York: Praeger Publisher. Povic, R. (2006): Loneliness and Contact, Journal of Social Psychology..

 



[1] أستاذ مساعد إرشاد نفسي وتوجيه تربوي، كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، جامعة سامراء.

Assistant Professor of Psychological Counseling and Educational Guidance, Faculty of Physical Education and Sports Sciences, Samarra University Email: al. mohmd963@gmail.com:

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website