الصدق سبيل النجاة أنموذجًا
Honesty is the path to salvation
Amir Ahmadnezhad Dr. د. أمير أحمد نجاد([1])
Dr. Ali Banaeian Esfahani د. علي بنائيان أصفهاني ([2])
Falah Hashem Muhammad Al-Kanani فلاح هاشم محمد الكناني) الكاتب المسؤول [3](
الملخّص
يهدف هذا البحث تربية إلى الإنسان من خلال القرآن والاحاديث التي تريد تربية الإنسان من السّلوكيات الأخلاقيّة الحسنة والمفيدة لنفسه أولًا، وللمجتمع والابتعاد من جميع الرذائل التي تؤدي بالإنسان إلى التّسافل وتأخر، وتراجع إلى بديات الإنسان من التخلف، كما في قوله تعالى: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَت آمِنَةً* مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلَّ مَكانٍ﴾، (النحل: 112)، ويهدف الباحث إلى معالجة المشاكل المهمّة التي يعيشها المجتمعات من جهل وارتكاب السيئات التي وصفها القرآن والأدعية، وحاولت من خلال هذا البحث أن تُجيب ما هو الصّدق على سؤالها الرئيس: ما هو المراد من الصدق في القرآن الكريم والأحاديث؟
وقد بيّنت من بعض الأحاديث حقيقة الصدق بشكل عام، ومن ثم بيان الصدق في تفسير القرآن الكريم بشكل خاص، وفي تفسير الميزان وتفسير الأمثل بشكل أخص، وقد كان هو النّموذج التّطبيقي لدور أو أثر الصّدق في التفسيرين، ونظرًا لأهمية الموضوع فقد تناولت في هذا البحث نكاتٍ علميّة وأخلاقيّة. وقد اعتمدت في بحثي هذه على منهجين علميين، هما:
الأول: المنهج الاستقرائي، وقد قمت باستقراء كلمات المفسّرين في حدود الصدق الوارد في مصنفاتهم.
الثاني: المنهج التحليلي الوصفي، وقد حاولت أن أحلل كلمات المفسرين وأصفها بشكل عام وكلمات صاحب تفسير (الميزان وتفسير الامثل) في حدود الصدق عن الطرق الأخلاقي بشكل خاص.
الكلمات المفتاحيّة: الصدق- سبيل النّجاة
Abstrat
The aim of this research is to educate human beings through the Quran and prophetic sayings that seek to cultivate good moral behavior for the individual first and for the community، while distancing themselves from all vices that lead to regression and retardation of human progress. As Allah Almighty says: “And Allah presents an example of a city which was secure and peaceful، its provision coming to it in abundance from every location” (Quran، Surah An-Nahl: Verse 112). The researcher seeks to address the most important problems that communities face، such as ignorance and committing sins described in the Quran and supplications. The research attempts to answer its main question of what is the meaning of honesty in the Quran and prophetic sayings. The truthfulness in general was explained using some prophetic sayings، and then the honesty in interpreting the Quran was illustrated in particular، with focus on Tafsir Al-Mizan and Tafsir Al-Ameel. Because of the topic’s importance، I addressed scientific and ethical dimensions in my research:
In this research، I used two scientific approaches
The first one is the inductive method، where I surveyed the words of interpreters regarding honesty as contained in their works.
The second one is the analytical and descriptive method، where I attempted to analyze and describe the words of the interpreters in general، and the words of the author of Tafsir Al-Mizan and the author of Tafsir Al-Ameel in the boundaries of ethical sincerity in particular.
Key words: Honesty is the path of salvation
مقدمة
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيَّئَاتِ أعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِّلَ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (صل الله عليه وآله).
كما جاء في قوله تعالى: ﴿(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾، (70ـ71.(
فلا ينبغي للإنسان أنّ يكون مؤمنًا إلّا عندما يتصف بالصدق، ويحمي الصّدق صاحبه من أهوال يوم القيامة، والابتعاد من صفة النِّفاق، والكذب الصفة السيئة التي تؤدي بصاحبها إلى النار، “والصدق هي سمةٌ من سمات المؤمنين، وصفة من صفات أهل الصالحين وخُلُق من أخلاق المتقين، ولقد حث عليه ربُّنا سبحانه وتعالى في مجتمعاتنا الإسلاميّة فما أحوجنا إلى الصدق في زمن كثر فيه الكذاب، وقل فيه الصدق، “وفي حال صدق العبد فإنّه يكسب رضا وتوفيق الله له في حياته، والقضاء على المشاكل التي هي في المجتمع بين الناس، وتوفير جو من الراحة والطمأنينة، وتحقيق وزرع المحبة والمودة بين البشر”، (1) فلهذا الصدق ” خلق يتصف به الإنسان من خلال قوله للحق دائما مهما كانت الظروف، والابتعاد من النِّفاق والكذب والخلق له أهمية كبيرة جداً على حياة الفرد وعلى الناس كافة” (2).
منهج الدراسة: اعتمدت في دراستي هذه على المنهج الاستقرائي بشكل كبير وعلى المنهج التّحليلي بحسب الحاجة، وعلى المنهج الوصفي في رسم النتائج.
هدف البحث
- الكشف عن مساحة البحث الصدق في التفاسير.
- الكشف عن أثر البحث عن الصدق في التفسير الميزان وتفسير الأمثل، وبعض الكتب الأخلاقيّة.
أسئلة البحث
- ماهي معاني مفردات البحث والمصطلحات؟
- ما هو الصدق في تفسير القرآن الكريم؟
- ما هو أثر الصدق في تفسير الميزان وتفسير الامثل؟
سابقة البحث: من الدّراسات السّابقة التي تختلف مع دراستي في أصل موضوعي، ولكنها تتفق معه في مجال البحث في تفسير الميزان وتفسير الأمثل، هي:
أولًا: ـ محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، (1417هـ ـ 1997م)، مؤسسة الأعلى للطباعة، بيروت.
ثانيًا: ـ الشيرازي، ناصر، مكارم، تفسير الأمثل، (1426هـ)، الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، (عليه السلام) .
ومن الدّراسات السّابقة ذات العلاقة بموضوع الصدق القرآنيّة، ولكنها لم تتعرّض للمسألة الأساسيّة في المقالة، وهي: أثر الصدق على التّفسير:
أولًا: الأخلاق في القرآن الكريم، للشيخ محمد تقي مصباح اليزدي، ويقع في ثلاثة مجلدات استوعب فيه موضوعات الأخلاق القرآنية وربطها بالواقع الاجتماعي.
ثانيًا: الأخلاق في القرآن الكريم، للشيخ ناصر مكارم الشيرازي، في ثلاثة مجلدات، وهو من الكتب التي استوعبت مادة الأخلاق في القرآن مع ربطها بالواقع الذي يعيشه المسلم المعاصر.
البحث الصدق سبيل النجاة أنموذجًا
المطلب الأول: مفهوم الصدق لغةً واصطلاحًا: التّحدث فيه مفهوم الصدق لغةً واصطلاحًا، المطلب الثاني: الصدق في ضوء القرآن ونهج البلاغة، المطلب الثالث: آثر الصدق في القرآن ونهج البلاغة، المطلب الرابع: قصص الصدق وآثارها في المجتمع، المطلب الخامس: وآثر الصدق في المجتمع على ضوء القرآن نهج البلاغة، وهذه الأبعاد التّربوية في القرآن ونهج البلاغة، لكي يكون الإنسان صادق وأمين وشخصيته تتكامل بصورة تدريجيًا، فلا بد للإنسان من الابتعاد من الرذائل من الحرام والمكروهات ويتحلى بالصفات الحسنة التي ترضي الله تعالى.
المطلب الأول: مفهوم الصدق لغةً واصطلاحًا:
معنى الصدق لغةً واصطلاحًا: ويشير الباحث إلى مفهوم الصدق والصداقة في الأقوال والأفعال والتعبير عن الأفكار والمشاعر. يُعدُّ الصدق جزءًا مهمًّا من التّواصل الإنساني والثقة بين الأفراد. يمكن تلخيص مقدمة الصّدق أنّها تعبير عن الحقيقة من دون تزييف أو تضليل، وهي قيمة أخلاقية مهمة في العلاقات الإنسانية والتواصل.
1ـ مفهوم الصدق لغةً:”الصدق ضدُّ الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا وصِدْقًا وتَصْداقًا، وصَدَّقه: قَبِل قولَه، وصدَقَه الحديث: أَنبأَه بالصِّدْق، ويقال: صَدَقْتُ القوم. أي: قلت لهم صِدْقًا وتصادقا في الحديث وفي المودة”، (3).
2ـ مفهوم الصدق اصطلاحًا: الصدق: “هو الخبر عن الشيء على ما هو به، وهو نقيض الكذب”،(4). وقال الباجي: “الصدق الوصف للمخبَر عنه على ما هو به” (5)، وقال الرّاغب الأصفهاني: “الصدق مطابقة القول الضمير والمخبَر عنه معًا، ومتى انخرم شرط من ذلك لم يكن صدقًا تامًّا” (6) .
المطلب الثاني: الصدق في ضوء القرآن ونهج البلاغة:
الصدق هو قيمة أخلاقية مهمة في الإسلام، وهو مشهود له بأهميته في القرآن الكريم ونهج البلاغة. يمكن تلخيص هذا المفهوم في مقدمة على النحو الآتي:
في القرآن الكريم:
- الصدق في القرآن الكريم يُعدُّ فضيلة عظيمة، وقد دعا الله سبحانه وتعالى المؤمنين إلى التحلي به. ويشدد القرآن على أهمية التّصرف بصدق والمكوث بجوار الصادقين.
- الصدق يظهر أيضًا في سيرة النّبي (محمد صلى الله عليه وآله)، الذي كان معروفًا بلقب الصادق الأمين، قبل بعثته النبوية. وهذه علامة مهمّة من علامات حسن الخلق: “ومن علامات حسن الخلق طلاقة الوجه عند اللقاء ولطف الكلام وحسن العشرة، فالواجب على كل ذي عقل وقلب أن يؤدب نفسه بمكارم الأخلاق فتمام السعادة بالخلق الحسن” (7). “ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وآله) يومًا للإمام علي، (عليه السلام)، : ألّا أخبرك بأشهبكم بي خلقًا؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: أحسنكم خلقًا، وأعظمكم حلمًا وأبركم بقرابته، وأشدكم من نفسه إنصافًا، “فينبغي الإسلام والمسلمون أن تحلى المؤمن بأخلاق الرسول، (صلى الله عليه وآله)، هو هدف نبيل. ولن يكون ذلك إلّا إذا كان هذا المؤمن يتحلى بأخلاق الرّسول، (صلى الله عليه واله) والذي قال الله عن الرسول (صلى الله عليه وآله): ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عُظِيمٍ﴾، (القلم: ٤)، والآية التي ذكرتها تشير إلى الخلق العظيم للرسول (صلى الله عليه وآله)، وهو مثال يحاول المسلمون متابعته في حياتهم اليومية لتحقيق القيم والأخلاق الحسنة. (محمود المصري، أبو عمار، أخلاق الرسول، صلى الله عليه واله) (8)، “وكان خلقه عظيمًا لاجتماع مكارم الأخلاق فيه. ويعضده ما روي عنه قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” (9).
نهج البلاغة
- كتاب نهج البلاغة، الذي يعدُّ مصدرًا مهمًّا للفكر الإسلامي، وجدنا العديد من الخطب والحكم التي تؤكد أهمية الصدق. على سبيل المثال، قول الإمام علي (عليه السلام): الصدق يرفع درجة الإنسان، والكذب يخفضه.
- يتعامل نهج البلاغة مع الصدق، على مستوى الفكر والسلوك، وهو يشجع على التّعبير عن الحقيقة والامتناع عن الزيف. الصّدق هو قيمة أخلاقية مرموقة في الإسلام ويُعدُّ أساسًا للتواصل الإيجابي والتفاهم الصحيح بين الناس.
- قال اللّه، عزّ و جلّ: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾، (التوبة: 119).
في هذه الآية المباركة إنّ’ الظن يفيد مفاد العلم لا لدلالة لفظية بل لخصوص المورد.
قوله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾، (التوبة: 119). الصدق بحسب الأصل مطابقة القول والخبر للخارج، ويوصف به الإنسان إذا طابق خبره الخارج ثم لما عدّ كل من الاعتقاد والعزم، الإرادة قولا توسع في مفهوم الصدق فعد الإنسان صادقًا إذا طابق خبره الخارج وصادقًا إذا عمل بما اعتقده وصادقًا إذا أتى بما يريده ويعزم عليه على الجد.
وأمّا في الآية من إطلاق الأمر بالتقوى وإطلاق الصادقين وإطلاق الأمر بالكون معهم، والمعية هي المصاحبة في العمل وهو الاتباع، يدل على أنّ المراد بالصدق هو معناه الوسيع العام من دون الخاص، “فالآية تأمر المؤمنين بالتقوى واتباع الصادقين في أقوالهم وافعالهم وهو غير الأمر بالاتصاف بصفتهم فإنه الكون منهم لا الكون معهم وهو ظاهر في القول”(10)، وعن رسول الله: (صلى الله عليه وآله)، “أنّه قال: لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل، انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة”(11).
المطلب الثالث: آثر الصدق في القرآن ونهج البلاغة:
الصدق له أثر كبير في الإنسان وذلك وفقًا للقرآن الكريم ونهج البلاغة. في القرآن الكريم، يشدد على أهمية الصدق ويُشجع على قول الحق والامتناع عن الكذب. على سبيل المثال، في قوله تعالى :﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ﴾، (الحجرات: 15).
يُشير القرآن إلى أهمّيّة الصدق في العلاقات الإنسانية، أمّا نهج البلاغة، فهو مجموعة من الخطب والكتب التي تعكس الفكر والنصائح السديدة من الإمام علي بن أبي طالب. يركز نهج البلاغة على الفضيلة والأخلاق الحميدة، ويشجع على الصدق والنزاهة.
1ـ يبين الإمام علي (عليه السلام)، الإيمان قائم على أشياء
أـ الصدق.
ب ـ الكلام مطابق القول
ج ـ تقوى الله وخوفه في الغير.
وهذه الأشياء الثلاث أسس مهمة لتكامل شخصيّة الإنسان المسلم، والكثير ممن ينطق الشهادتين فيتساهل في تطبيق ما يفرضان عليه من التزامات، الله ورسوله يحثان على الصدق والابتعاد من الكذب، وكذلك يحثان على عدم التّخلف عما يرفعه المسلم من شعارات وعليه أن يطبق ذلك إن كان مؤمنًا، وكذلك يحثان على الدّقة في أداء الحديث وعدم الإضافة، فلا بد﴿ من التقوى في اجتناب الكذب أو في اجتناب تخلّف القول عن العمل كما في قوله تعالى: (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أن تَقُولُوا مَا لَا تَفعلُون﴾ (12).
2ـ قال الله تعالى: ﴿رِجالُ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّه عَليْهِ﴾، (الأحزاب: 23).
“فإن البلاءات المتكررة التي أصابت الأنبياء والأئمة والأولياء والمؤمنين من المحنة، والشّدائد التي تزلزل العقول والقلوب وتدهش النفوس”(13)، وتميز الأنبياء “بصفات الكمال، قوله تعالى: في آدم ونوح ﴿إِن اللهَ اصْطَفَى آدَمَ ونوحًا﴾، (آل عمران: 33)، وقوله تعالى: في إبراهيم وإدريس: ﴿إِنَّهُ كَانَ صِدّيقًا نَّبِيًّا﴾، (مريم: 41)، وقوله تعالى: في يعقوب ﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لّمَا عَلَّمْنَاهُ﴾، (يوسف: 68)، وقوله تعالى: في يوسف ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا اْلْمُخْلَصِينَ﴾، (يوسف:24)، وقوله تعالى: في حقّ موسى ﴿إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًا﴾، (مريم: 51)، وقوله تعالى: في حق عيسى﴿ وَجِيهًا فيِ اْلدُّنْيَا وَاْلْآخِرَةِ وَمِنَ اْلْمُقَرَّبِينَ﴾، (آل عمران: 45)، وقوله تعالى: في حق سليمان وأيوب ﴿نِعْمَ اْلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾، (ص: 30، 44)، وقوله تعالى: في (محمد صل الله عليه وآله)، ﴿إِنَّ وَلِيّيَ اللهُ اَلَّذِي نَزَّلَ اْلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى اْلصَّاِلحِينَ﴾، (الأعراف: 196)، وقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، (القلم: 4)، وكذا قوله تعالى: في حق عدة من الأنبياء ذكرهم في سور الأنعام ومريم والأنبياء والصافات وص، وغيرها”(14).
وكانت الصفة البارزة التي تميّز بها الإمام (عليه السلام)، أنّه كان من أعظم المسلمين إيمانًا بالله تعالى، ومن أكثرهم معرفة به، وهو القائل: “لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا… “(15). ولذا ورد في مناجاته لله تعالى قول الإمام علي، (عليه السلام): “إلهي ما عبدتك خوفًا من عقابك، ولا طمعًا في ثوابك، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك”(16).
3- حفظ العهد والوفاء: وهو أن يفي الإنسان بما وعد به بصورة كاملة وصادقة وأيضًا أداء حقّ المسلم الذي صنع معه المعروف “وأداء الحقوق التي لأهله وأقربائه وجاره ولكلّ إنسان بكل حب وإخلاص، وهذه هي من الأخلاق الحميدة التي تكتسب الإنسان ثقة المعاملة وينال من الناس الحب و الاحترام والتقدير” (17).
ومن صفات ومميزات التي امتاز بها إسماعيل، قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ﴾، (مريم: 54). “وهنا يوضح القرآن المجيد خمس صفات من صفاته البارزة التي يمكن أن تكون قدوة للجميع، ويبدأ الكلام بخطاب الآية الشريفة للنبي (صل الله عليه وآله)، فتقول: واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد، وكان رسولًا نبيًّا، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وكان عند ربه مرضيًّا، لقد عُدّت هاتان الآيتان كونه صادق الوعد، نبيًّا عالي المرتبة، أمره بالصلاة وارتباط بالخالق، وأمره بالزكاة وتحكيم الروابط والعلاقات بخلق الله”(18).
4- النِّفاق: النِّفاق هو مصطلح يُستخدم لوصف الفعل أو السّلوك الذي يتناقض مع المعتقدات أو القيم الحقيقية للشخص. يُعرف النِّفاق عادة بأنّه التظاهر بالنّزاهة أو الفضيلة في حين أن النّية الحقيقيّة تختلف عن ذلك. النِّفاق يمكن أن يكون متعلقًا بمجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك الدين، والسياسة، والعلاقات الشخصيّة.
وقوله تعالى: ﴿ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا﴾،(الأسراء: 34).
قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا (142) مُّذَبۡذَبِينَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا﴾،(النساء: 142- 143).
روي عن. رسول الله(صلى الله عليه وآله): “آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان”(19).
فقد ورد في نهج البلاغة قول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) لمالك الأشتر (عليه السلام) ما يلي: “فإنّه ليس من فرائض الله شيء للنّاس أشد عليه اجتماعًا، مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم، من تعظيم الوفاء بالعهود، وقد لزم ذلك المشركون في ما بينهم، من دون المسلمين، لما استوبلوا من عواقب الغدر إياك … أن تعدّهم فتتبع موعدك بخلفك يوجب المقت عند الله والناس، قال الله تعالى: ﴿كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾، (الصف: 3)”(20).
وعن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال: “إنّ الله لا يقبل إلا العمل الصالح، ولا يقبل الله إلا الوفاء بالشروط والعهود”(21). وكان الإمام علي (عليه السلام) يؤكد بالوفاء بالعهد حتى لو كان بالإشارة يجب الوفاء به، وذلك في قوله: “إذا أومئ أحد من المسلمين أو أشار إلى أحد من المشركين، فنزل على ذلك فهو في أمان”(22).
4ـ وهي تشير إلى أن الله سيسأل الأشخاص الصادقين عن صدقهم وإخلاصهم في إيمانهم بالله واتباعهم لأوامره. هذا يظهر أهمّيّة الصّدق والإخلاص في العبادة والتّقوى. وقوله تعالى: ﴿لِّيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ﴾، (الأحزاب: 8).
“وأمّا الفرق بين الإخلاص والصدق من كلام الإمام أبي القاسم الجنيد بن محمد قدس اللّه روحه و نور ضريحه في الفرق بين الإخلاص و الصّدق.
وقد قال اللّه تعالى: ﴿لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ﴾ (الأحزاب: 8)، ولم يقل ليسأل المخلصين عن إخلاصهم، لأن غايته من الخلق فيما استعبدهم به، فالإخلاص يعلو الصدق و الصدق من دونه”(23). “المراد من الصادقين في أقوالهم عن صدقهم في أفعالهم”(24)، “والصدق في اللّسان وهو من أشهر أنواع الصدق وأظهرها”(25)، في قول الصادقين اقوال، “فالصادقين عن صدقهم مطالبتهم أن يظهروا ما في باطنهم من الصدق في مرتبة القول والفعل وهو عملهم الصالح في الدنيا، وعليه آيات الذر كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ﴾، (الأعراف: 172)،(26)”، وقوله تعالى: ﴿وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ﴾، (الأحزاب: 35)، وكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن الصدق.
روي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) “لإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ، الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ، عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ، وأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ، عَنْ عَمَلِكَ، وأَنْ تَتَّقِيَ، اللَّه فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ،
يصوّر الإمام عليه السلام الإيمان وهو قائم على ثلاث ركائز،(27)“.
المطلب الرابع: قصص الصدق وآثارها في المجتمع:
قصص الصدق تؤدي دورًا مهمًا في بناء المجتمع وتعزيز القيم الإيجابيّة. إليك بعض الآثار الإيجابية للصدق في المجتمع:
- بناء الثقة: عندما يكون الناس صادقين في تعاملاتهم وأقوالهم، يزيد ذلك من مستوى الثقة بينهم ويعزز العلاقات الاجتماعية القوية.
- تعزيز الأخلاق: الصدق يعكس قيمًا أخلاقية إيجابيّة، ويشجع على احترام حقوق الآخرين والعدالة.علينا أن نفرّق بين الأساطير، القصص الخياليّة المصنوعة ذات الآثار في أواسط الأمم وبين القصص القرآنيّة الواقعيّة، فهي إخبار عن أحوال الأمم الماضية، والنّبوءات السابقة والحوادث الواقعية، “وتقوم تلك البنية على ثلاثة أنواع(28)“.
1ـ قصص الأنبياء
2ـ قصص تتعلّق بحوادث غادرت، وأشخاص لم تثبت نبوّتهم، كقصّة طالوت، وابنَيْ آدم…
3ـ قصص تتعلّق بالحوادث الّتي وقعت في زمن رسول الله، (صلى الله عليه وآله)، كغزوة بدر وأحد.
المطلب الخامس: وآثر الصدق في المجتمع على ضوء القرآن نهج البلاغة:
وفي قوله تعالى: ﴿وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾، (الأنعام: 146)، “وحقيقة هذه المحرمات الإضافيّة العقاب والجزاء لليهود جراء ظلمهم، ولذلك يقول القرآن الكريم في آخر الآيات مورد البحث كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾، (النحل: 118). وكذلك ما جاء في الآيتين من سورة النساء: ﴿فَبِظُلْمٍ مّنَ اْلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيّبِاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدّهِمْ عَن سَبِيلِ اللهِ كَثِيرًا﴾(160) ﴿وَأَخْذِهِمْ اْلّرِبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ اْلنَّاسِ بِاْلْبَاطِلِ﴾،(النساء: 160ـ 161)، (29)“، وقوله تعالى جل وعلا: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اْللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ﴾، (آل عمران: 152)، وقال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَءَا اْلْمُؤْمِنونَ اْلْأَحْزَابَ قَالُواْ هَذَا مَا وَعَدَنَا اْللَّهُ وَرَسُولْهُ وَصَدَقَ اْللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّاْ إِيمِانًا وَتَسْلِيمًا﴾، (الأحزاب: 22)، وكان قوله تعالى: ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ﴾، (الأحزاب: 23)، أي حققوا صدقهم فيما عاهدوه أن لا يفروا إذا لاقوا العدو، ويشهد على أن المراد بالعهد ذلك أن في الآية محاذاة لقوله السابق في المنافقين والضعفاء الايمان، في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَانُواْ عَاهَدُواْ اْللهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ اْلْأَدْبَارَ﴾، (الاحزاب: 15)، كما أنّ في الآية السابقة محاذاة لما ذكر سابقًا من ارتياب القوم وعدم تسليمهم لأمر الله، ومضمون هذه الآية: ﴿فَمِنْيهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ﴾، (الأحزاب: 23)، أيّ منهم من قضى أجله بموت أو قتل في سبيل الله ومنهم من ينتظر ذلك وما بدلوا شيئا مما كانوا عليه من قول أو عهد تبديلًا (28)“، وقوله جل شأنه حكاية عن أهل الجنة: ﴿وَقَالُواْ اْلْحَمْدُ لِلَّهِ اْلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا اْلْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ اْلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ اْلْعَامِلِين﴾، (الزمر: 74)، روي عن الإمام علي (عليه السّلام)، “أرسل إلى أسقف نجران يسأله عن أصحاب الأخدود فأخبره بشيء، فقال: (عليه السّلام): ليس كما ذكرت، ولكن سأخبرك عنهم، فقاتلهم فقتلوا أصحابه، وأسروه وأسروا أصحابه، ثمّ بنوا له حَيْرًا، ثمّ ملؤوه نارًا، ثمّ جمعوا النّاس فقالوا: من على كان ديننا وأمرنا فليعتزل، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النّار معه، فجعل أصحابه يتهافتون في النّار، فجاءت امرأة معها صبيّ لها ابن شهر فلمّا هجمت هابت ورقّت على ابنها، فناداها الصّبيّ، لا تهابي وارمني ونفسك في النّار، فإنّ هذا والله في الله قليل، فرمت بنفسها في النّار وصبيّها، وكان ممّن تكلّم في المهد(29)“.
الصدق يعدُّ قيمة مهمّة في القرآن الكريم ونهج البلاغة يُشجع القرآن على أن يكون الإنسان صادقًا في القول والعمل، والصدق يُعدُّ فضيلة وصفة محمودة، وهو جزء من الأخلاق الحميدة التي يجب على المسلمين التمسك بها.
قال الله في محكم كتاب الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾. (التوبة: 119).
الفرع الأول: الصدق عند الإمام علي (عليه السلام).
لوجود الكثير من الموضوعات في القرآن عن الصدق اختار الباحث وهي الآية من قوله تعالى: ﴿فَقَالَ أَنبِئُونيِ بِأَسْمِاءِ هَؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾، (31 البقرة). وقوله الإمام “الصادق (عليه السلام): إن الله عز وجل علم آدم أسماء حججه كلها ثم عرضهم وهم أرواح على الملائكة فقال: أنبئوني بأسماء هؤلاء إنّ كنتم صادقين بأنكم أحقّ بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم فقالوا: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. قال الله تبارك وتعالى: يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبئهم بأسمائهم وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله عز ذكره، فعلموا أنهم أحقّ بأنّ يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته، ثم غيبهم عن أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبتهم، وقال لهم: ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون” (30).
“يَا عَلِيُّ إِيَّاكَ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يُسَوِّدُ الْوَجْهَ ثُمَّ يُكْتَبُ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً وَإِنَّ الصِّدْقَ يُبَيِّضُ الْوَجْهَ وَيُكْتَبُ عِنْدَ اللَّهِ صَادِقًا وَاعْلَمْ أَنَّ الصِّدْقَ مُبَارَكٌ وَالْكَذِبَ مَشْئُومٌ يَا عَلِيُّ احْذَرِ الْغِيبَةَ وَالنَّمِيمَةَ فَإِنَّ الْغِيبَةَ تُفَطِّرُ وَالنَّمِيمَةَ تُوجِبُ عَذَابَ الْقَبْرِ يَا عَلِيُّ لَا تَحْلِفْ بِاللَّهِ كَاذِباً وَلَا صَادِقاً مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ وَلَا تَجْعَلِ اللَّهَ عُرْضَةً لِيَمِينِكَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْحَمُ وَلَا يَرْعَى مَنْ حَلَفَ بِاسْمِهِ كَاذِبًا” (31).
الفرع الثاني: الصدق من أفضل المواعظ
وقال الله تعالى في محكم كتابه المجيد ﴿واِدعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين﴾، (البقرة: 23). “ظاهرة الكفر والنِّفاق، التي دارت حولها موضوعات الآيات السابقة، تنشأ أحيانًا عن عدم فهم محتوى النبوة ومعجزة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). والآيات التي نحن بصددها تعالج هذه المسألة، وتركز على المعجزة القرآنية الخالدة كي تزيل كل شك وترديد في رسالة نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله)” (32).
“فالصدق هو من أعظم الأخلاق التي يَصف بها إنسان؛ لذا كان محلَّ عناية القرآن؛ فكان موجِّهًا نداءه، لكل مَنْ آمن به للدلالة على أن المجتمع المسلم، يجب أن يتَّصف المسلم، بهذه الصفة الرائعة صفة الصدق؛ لأنها مفتاح كل خير، ويتضح من خلال أقول الإمام علي (عليه السلام): قدر الرجل على قدر همته. وصدقه على قدر مروءته ” (33).
وعن الإمام علي (عليه السلام)، “الصدق أمانة، الكذب خيانة” (34)، “الله سبحانه وتعالى لم يبعث نبيًّا إلا بصدق الحديث وأداء الأمانة إلى البر والفاجر” (35).
وقول الآخر عن علي، (عليه السلام): “لا تك صادقًا حتى تكتم بعض ما تعلم” (36).
وعن الإمام علي (عليه السلام)، “الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك، على الكذب حيث ينفعك”، وعنه (عليه السلام)، “الصدق أمانة اللسان، وحلية الإيمان” (37).
وقال الإمام علي (عليه السلام)، “أيها الناس، ألا فاصدقوا إن الله مع الصادقين، وجانبوا الكذب فإنه مجانب للإيمان، ألا إن الصادق على شفا منجاة وكرامة، ألّا إن الكاذب على شفا ردي وهلكة” (38).
الفرع الثالث: صدق الحديث
كي يكون الإنسان صادقًا في حياتك، لا بدّ له من تتبع الخطوات الآتية تعرف على قيمك ومعتقداتك، قل الحقيقة ولا تبالغ أو تضلل في كلامك، ونستشف من بيان آيات الله عن الصدق، وبعض أقول الإمام علي (عليه السلام)، وقال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾، (الحجرات: 15)، عرفوا إجمالًا بأنّهم الذين دخل الإيمان في قلوبهم كما هو لازم قوله: لم تؤمنوا ولما يدخل الايمان في قلوبكم، فقوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ فيه قصر المؤمنين في الذين آمنوا بالله ورسوله، فيكون تعريفهم من الأوصاف تعريفًا جامعًا مانعًا فمن اتصف بها مؤمن حقًا كما أن من فقد شيئًا منها سواء الصدق أو الإيمان ليس بمؤمن حقًا، وقيل: ولم يرتابوا كان من الجائز أن يصدق مع الايمان مقارنا لعدم الارتياب مع السكوت عما بعد.” (39)، ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ﴾، (الحديد: 19)، “وفي تفسير الآية أن المراد بالصديقين هم الذين سرى الصدق في قولهم وفعلهم فيفعلون ما يقولون ويقولون ما يفعلون، والشهداء هم شهداء الأعمال يوم القيامة دون الشهداء بمعنى المقتولين في سبيل الله، فهؤلاء الذين آمنوا بالله ورسله ملحقون بالصّديقين والشّهداء منزلون منزلتهم عند الله أي بحكم منه لهم أجرهم ونورهم” (40).
“ولهذا بيّن أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان معنى الإيمان أنّه تصديقٌ في القلب بالله تعالى وبما أنزل من كتاب على رسوله الأعظم (صلَّى الله عليه وآله) ولهذا التّصديق ترجمة في الخارج عن طريق العمل، فعندما سئل عن الإيمان، قال (عليه السلام): “الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان” (41)، في نهج البلاغة وهذه ثلاثة أمور لا بدّ من تحققها ليتحقق الإيمان وهي، المعرفة بالقلب وهي التصديق بالله تعالى والقبول والإذعان بما جاء به النبي محمد (صلَّى الله عليه وآله) من معتقدات حقّة، “ولا يكتفى بهذا التصديق بل لابد من الأمر الثاني للذم الوارد في قوله تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾، (النمل: 14)، ومن يضطر إلى إخفاء إيمانه على المستوى اللساني فإنّ إيمانه باقٍ ولا يزول لقوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ﴾، (النحل: 106)، وإقرار باللسان بأن يتشهد الشهادتين، ولو لم يوافق القلب، وعمل بالأركان، وأركان الشيء هي ما يستند إليها ويتقوم بها” (42)، فإن أركان الإسلام خمسة بها يتقوّم إسلام المسلم فلو أنكرها فهو مرتد، وهذه الأركان خمسة هي الواردة في الحديث الشريف عن إمامنا الباقر (عليه السلام): “بني الإسلام على خمس دعائم، إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحجّ البيت، والولاية لنا أهل البيت”…أما لو أنّ رجلاً قام ليله، وصام نهاره، وتصدّق بجميع ماله، وحجّ جميع دهره، ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله حقّ في ثوابه، ولا كان من أهل الإيمان” (43)، وفي كتاب أمالي الصدوق: أبي، عن أحمد بن علي التفليسي، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه (عليهم السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: “لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل ولكن انظروا إلى صدق الحديث(مكرر) وأداء الأمانة” (44).
وعن الإمام علي (عليه السلام)، “أنكم في زمان القاتل فيه بالحق قليل، واللسان عن الصدق كليل واللازم للحق ذليل. أهله معتكفون على العصيان” (45)، وعندما أمره الله عز وجل بإنذار عشيرته الأقربين صعِد على جبل الصفا، وقال: “أَرَأَيْتكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟” قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا…”(46).
كما شهد بصدقه أكثر الناس عداء له وهو النضر بن الحارث الذي قام خطيبًا في سادة قريش قائلاً لهم: “يا معشر قريشٍ، إنه والله قد نَزَلَ بكم أمرٌ ما أَتَيْتُم له بحيلة بَعْدُ، قد كان محمدٌ فيكم غلامًا حدثًا، غلامًا حدثًا: أي فَتِيُّ السِّنِّ، ورجلٌ حَدَثٌ أَي شابٌّ” (47).
أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانةً، حتى إذا رأيتم في صُدْغَيْهِ الشيب وجاءكم بما جاءكم به، قلتم: فيه أقوال، ساحر. لا والله ما هو بساحر؛ لقد رأينا السَّحَرَة ونَفْثَهُم وعقدهم، وقلتم: كاهن. لا والله ما هو بكاهن؛ قد رأينا الكهنة وتَخَالجُهم، وسمعنا سجعهم، وقلتم: شاعر. لا والله ما هو بشاعر؛ قد رأينا الشعر، وسمعنا أصنافه كلها؛ هزجه ورجزه، وقلتم: مجنون. لا والله ما هو بمجنون… فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمرٌ عظيمٌ” (48)، وأكبر من هذا كله شهادة رب العالمين على صدقه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾، (الزمر: 33)، والذي جاء بالصدق هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والذي شهد لما جاء به هو الله I في قرآنه المنزَّل من فوق سبع سماوات، ويقول ابن عاشور معلقًا على هذه الآية: “الذي جاء بالصدق هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصدق هو القرآن”(49).
الفرع الرابع: حثّ رسول الله على الصدق
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، دائمًا ما يحثُّ المسلمين على الصدق في أقوالهم وأفعالهم فيقول (صلى الله عليه وآله): “عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا” (50).
بل يُوَجِّه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، خطابه للمسلين قائلًا لهم: “اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ؛ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ” (51).
ومن عظمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التربوية ما تركه في نفوس أحقاده والمسلمين من حُبِّ الصدق، وأكبر دليل على ذلك ما رواه أبو الحوراء السعدي حيث قال: قلتُ للحسن بن علي رضي الله عنه: ما حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم “دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ” (52).
“فالصدق من علامات صدق الإيمان ورأسه، عن الإمام عليّ عليه السلام: الصدق أقوى دعائم الإيمان”، (53)، وعنه عليه السلام: “الصدق رأس الدين” (54)، وعنه عليه السلام: ” الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرُّك، على الكذب حيث ينفعك” (55)، قال علي (عليه السلام): “الصدق يهدي إلى البر، والبر يدعو إلى الجنة”(56).
وعن الإمام الصادق عليه السّلام: “لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإنّ الرجل ربّما لهج بالصلاة والصوم حتّى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة”، (57). الدور البارز في توجيه الأمّة، فكان أول من أسلم علي (عليه السلام).
1ـ عن النبي (صل الله عليه وآله)، “قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ) أولكم واردا على الحوض أولكم اسلاماً علي بن أبي طالب(عليه السلام)” (58).
وعنه أيضًا: “أنّه أخذ بيد علي (عليه السلام)، فقال: هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر” (59).
2ـ “وروت معاذة بنت عبد الله العدوية، قالت سمعت عليا عليه السلام، يخطب على منبر البصرة، ويقول انا الصديق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم.
وروى حبة بن جوين العرني انه سمع عليا عليه السلام، يقول انا أول رجل أسلم” (60) .
الخاتمة
وقد توصلت إلى عدة نتائج كان أهمها:
1– لقد تبيّن لنا أن الصدق هو: سلوك لتشخيص مكارم الأخلاق، وهذه الصفة متلازم مع الإنسان في كل شؤون حياته، تعامله، وتربيته، ولا يمكن فصل الأخلاق عن شؤون الدِّين والدُّنيا في حياة الفرد والمجتمع.
2- اهتمام المنظومة القرآنيّة بعرض مكارم الأخلاق، وذم الرذائل، وبأساليب مختلفة (القصص، الأمثال، الأوامر والزواجر، الأسوة الحسنة والأسوة السيئة)، وهي أسّس القرآن الكريم لها.
3- اهتمام علماء المسلمين في بحوثهم ودّراساتهم عن الصدق التخصيصي في أغلب آيات القرآن الكريم، على اختلاف مذاهب المسلمين.
4- اهتمام السيد الطباطبائي صاحب كتاب الميزان، ومكارم الشيرازي صاحب كتاب الامثل بالبعد الخلاقي وظهور أثره الواضح على تفسيره، يتبيّن لنا الخواء والانهيار الذي يصيب الفرد والمجتمع من دون الأخلاق ويكون صادقاً.
توصيات
- التمسك بالأخلاق والقيم الصادقة وعدم الكذب والتلاعب أو الخداع.
- الالتزام بالوعود، الوفاء بالتعهدات والوعود التي تقدمها إلى الآخرين.
- الصبر على مرارة الحق، في كل الأحوال.
الهوامش
القرآن الكريم
نهج البلاغة
1ـ عبد الرحمن بن قاسم، الدرر السنية، (1417هـ ـ 1996م)، ط6، أهمية الصدق، بتصرّف).
2ـ عبد الله بن جار الله آل جار الله، محاسن الصدق ومساوئ الكذب المباح، 5/ بتصرّف).
3ـ ابن منظور، جمال الدين محمد الدين بن مكرم، لسان العرب، ناشر: دار صادرـ بيروت، ط1؛ مختار الصحاح، زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (ت 666هـ)، الناشر: المكتبة العصرية ـ الدار النموذجية، بيروت ـ صيدا ط5.
4ـ أبو وفاء، علي بن عقيل البغدادي الظفري، الواضح في أصول الفقه، (1320 هـ ـ 1999م) الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان ط1.
5ـ (أبو الوليد للباجي، إحكام الفصول، (1995م)، ط2، الناشر: دار الغرب الإسلامي.(
6ـ أبو القاسم الحسين بن علي المعروف بالراغب الأصفهاني، الذريعة إلى مكارم الشريعة، (1428هـ ـ 2007م)، دار النشر، دار السلام ـ القاهرة.
7ـ عبد الله الهاشمي، (١٤٢٦ – ٢٠٠٥م)، ٩/ ط١، دار العلوم الاخلاق والآداب الإسلامية).7
8ـ محمود المصري، أبو عمار، أخلاق الرسول، صلى الله عليه واله)، (١٤٣٢ – ٢٠١١)، ص٩ – ١٠، ط١، مكتبة الصفا للنشر والتوزيع.
9ـ الطبرسي، حسين النوري، مستدرك الوسائل، (1408هـ )، الناشر: مؤسسة آل البيت عليه السلام، لإحياء التراث، ط2، قم المقدسة.
10ـ الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، (1417هـ ـ 1997م)، مؤسسة الأعلى للطباعة، ط1، بيروت.
11ـ هادي النجفي، موسوعة أحاديث أهل البيت (عليه السلام)، (1423هـ ـ 2002م)، ط1؛ محمد بن يعقوب الكليني، (1363)، ط2.
12ـ السيد محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ١٤٢٧ ه – ٢٠٠٦، ط٤، دار المرتضى، بيروت – لبنان، ص١٣١.
13ـ تفسير الميزان، الطباطبائي، 16/290، بتصرف.
14ـ المصدر نفسه، ٤ / ٣٧٣، بتصرف.
15- ابن أبي الحديد، ج7، ص253، تحقيق أبو الفضل إبراهيم، (586- 656). مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب: 2/47، (1991م – 1412هـ)، تحقيق د. يوسف البقاعي، دار الاضواء، للطباعة والنشر والتوزيع.
16ـ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار ص67/186، (1403هــ ـ 1983م)، ط3، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان.
17- عبدالله الهاشمي، الأخلاق والآداب الإسلامية، (1426هـ – 2005م)، 291، ط5، دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
18ـ الشيرازي، ناصر، مكارم، تفسير الأمثل، (1426هـ)، ط2، الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، عليه السلام) 9/470، بتصرف.
19-عبد الله الهاشمي، (١٤٢٦ – ٢٠٠٥م)، 386/ ط١، دار العلوم الاخلاق والآداب الإسلامية.
20- صبحي الصالح، نهج البلاغة، الرسالة، رقم 53/ ص 444.
21- القمي، عباس، (1363)، سفينة البحار: 2/ 294، مادة، عهد، الناشر: فراهاني، إيران.
22- الميزا، حسين النوري، مستدرك الوسائل، (1245ـ 1320)، 2 / 25، قم، الناشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث.
23- أبو القاسم الجنيد بن محمد النهاوندي البغدادي، (1425)، 1/129، العرفان العملي، العرفان النظري، (ت ـ 298)، الناشر: دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع، بتصرف.
24- الطباطبائي، تفسير الميزان: 16/ 279.
25- الكافي: 2/ 104؛ الفيض الكاشاني، المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء، (1426)، الناشر: احياءٍ الكتب الإسلامية ـ قم المقدسة، (1417)، 8/141، ط1.
26-الطباطبائي، تفسير الميزان: 16/ 26.
27- ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، 1/ 124-125.
28- محمد كريم الكوّز، القَصص القرآني، محاضرات جامعية، (2014)، 91.
29- الشيرازي، تفسير الأمثل: ٨/ ٣٦١.
30- المصدر نفسه: ١/ ١٢٠.
31- ابن شعبه، الحسن بن علي بن الحسن البحراني، (1384)، تحف العقول عن آل الرسول صل الله عليه وآله، 2، إيران – طهران، شارع ناصر خسرو، زقاق حاج نايب.
32- الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير القرآن العظيم: 1/118، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان، ط2، 1426هـ ـ 2005م.
33- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، (1403هـ ـ 1983م)، 67/ 4، دار التراث العربي، بيروت ـ لبنان؛ نهج البلاغة، خطب الإمام علي (عليه السلام)،٤/ ١٣.
34- محمد الريشهري، ميزان الحكمة: ٢ / ١٥٧٣).
35- النراقي: محمد مهدي، جامع السعادات: 2/ 139.
36- محمد الريشهري، ميزان الحكمة: ٢ / ١٥٧٣.
37- الآمدي، عبد الواحد بن محمد التميمي، غُرَرُ الحِكم ودُرَرُ الكلمِ: (510)، 1451.
38- أبو الفضل علي الطبرسي، مشكاة الأنوار(1418هـ)، 300، ط1، الناشر: المطبعة دار الحديث، تحقيق، مهدي هوشمند.
39- الطباطبائي، تفسير الميزان: ١٨/٣٢٩، بتصرف.
40- المصدر نفسه: ١٩/ ١٦٣.
41- نهج البلاغة، الكلمات القصار: 227.
42- للزبيدي، تاج العروس: 18، 1242.
43- الشيخ الطوسي، الأمالي: ج5/ حديث 5، ومثله وزيادة في الكافي 2/ 16، وتتمة من الرواية أنقلها للفائدة.
44- العلامة المجلسي، بحار الأنوار: ٦٨ / ٩، أمالي الصدوق، 182.
45- نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام: ٢ / ٢٢٧.
46- البخاري: عن عبد الله بن عباس، كتاب التفسير: (4492)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)، (الشعراء: 214.
47- ينظر: ابن منظور، لسان العرب، مادة حدث: 2/131.
48- ابن هشام: السيرة النبوية: 1/299، 300.
49- ابن عاشور: التحرير والتنوير: 24/86.
50- مسلم عن عبد الله بن مسعود: (2607.
51- أحمد بن حنبل عن عبادة بن الصامت: باقي مسند الأنصار، حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه (22809).
52- الترمذي: كتاب صفة القيامة (2518)، وقال: وأحمد (1723)، وأبو يعلى (6762)، والحاكم (7046)، ينظر صحيح الجامع (3378).
53- الآمدي، غرر الحكم ودرر الكلم، حكمة:٤٣١٠.
54- الليثي: علي بن محمد الواسطي، عيون الحكم والمواعظ: ٢٥.
55- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي: ١٢/٢٥٥.79.
56- مشكاة الأنوار- ص ١٥٧.
57- الكافي، الشيخ الكليني، ٢/ ١٠٤.
58- للكوفي: مناقب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، ١/٢٨٠؛ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي، ١٣ /٢٢٩.
59- وكشف الغمة ج١ ص٨٥؛ والأمالي للصدوق ص٢٧٤؛ ومناقب الإمام أمير المؤمنين “عليه السلام” للكوفي ج١ /٢٦٧ و ٢٧٩/٣٤٥.
المصادر والمراجع
القرآن الكريم
نهج البلاغة
1ـ عبد الرحمن بن قاسم، الدرر السنية، (1417هـ ـ 1996م)، ط6، أهمية الصدق، بتصرّف).
2ـ عبد الله بن جار الله آل جار الله، محاسن الصدق ومساوئ الكذب المباح، 5/ بتصرّف).
3ـ ابن منظور، جمال الدين محمد الدين بن مكرم، لسان العرب، ناشر: دار صادرـ بيروت، ط1؛ مختار الصحاح، زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (ت 666هـ)، الناشر: المكتبة العصرية ـ الدار النموذجية، بيروت ـ صيدا ط5.
4ـ أبو وفاء، علي بن عقيل البغدادي الظفري، الواضح في أصول الفقه، (1320 هـ ـ 1999م) الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان ط1.
5ـ أبو الوليد للباجي، إحكام الفصول، (1995م)، ط2، الناشر: دار الغرب الإسلامي.
6ـ أبو القاسم الحسين بن علي المعروف بالراغب الأصفهاني، الذريعة إلى مكارم الشريعة، (1428هـ ـ 2007م)، دار النشر، دار السلام ـ القاهرة.
7ـ عبد الله الهاشمي، (١٤٢٦ – ٢٠٠٥م)، ٩/ ط١، دار العلوم الاخلاق والآداب الإسلامية). دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان.
8ـ محمود المصري، أبو عمار، أخلاق الرسول، صلى الله عليه واله)، (١٤٣٢ – ٢٠١١)، ص٩ – ١٠، ط١، مكتبة الصفا للنشر والتوزيع.
9ـ الطبرسي، حسين النوري، مستدرك الوسائل، (1408هـ )، الناشر: مؤسسة آل البيت عليه السلام، لإحياء التراث، ط2، قم المقدسة.
10ـ الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، (1417هـ ـ 1997م)، مؤسسة الأعلى للطباعة، ط1، بيروت.
11ـ هادي النجفي، موسوعة أحاديث أهل البيت (عليه السلام)، (1423هـ ـ 2002م)، ط1؛ محمد بن يعقوب الكليني، (1363)، ط2.
12ـ السيد محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ١٤٢٧ ه – ٢٠٠٦، ط٤، دار المرتضى، بيروت – لبنان، ص١٣١.
13- ابن أبي الحديد، ج7، ص253، تحقيق أبو الفضل إبراهيم، (586- 656).
14- مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب: 2/47، (1991م – 1412هـ)، تحقيق د. يوسف البقاعي، دار الاضواء، للطباعة والنشر والتوزيع.
15ـ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار ص67/186، (1403هــ ـ 1983م)، ط3، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان.
16ـ الشيرازي، ناصر، مكارم، تفسير الأمثل، (1426هـ)، ط2، الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، (عليه السلام)، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان، ط2، 1426هـ ـ 2005م.
17- الدكتور صبحي الصالح، نهج البلاغة، (1425هـ – 2004م)، ط4، الرسالة، رقم 53/ ص 444.
18- القمي، عباس، (1363)، سفينة البحار: 2/ 294، مادة، عهد، الناشر: فراهاني، إيران.
19- الميزا، حسين النوري، مستدرك الوسائل، (1245ـ 1320)، 2 / 25، قم، الناشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث.
20- أبو القاسم الجنيد بن محمد النهاوندي البغدادي، (1425)، 1/129، العرفان العملي، العرفان النظري، (ت ـ 298)، الناشر: دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع، بتصرف.
21- الكليني، محمد بن يعقوب، فروع الكافي: 1430(هـ ـ 2009م)، دار التعارف للمطبوعات، لبنان ـ بيروت، 2/ 104).
22- الفيض الكاشاني، المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء، (1426)، الناشر: احياءٍ الكتب الإسلامية ـ قم المقدسة، (1417)، 8/141، ط1.
23- أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، 1/ 124-125.
24- محمد كريم الكوّز، القَصص القرآني، محاضرات جامعية، (2014)، 91.
25- ابن شعبه، الحسن بن علي بن الحسن البحراني، (1384)، تحف العقول عن آل الرسول صل الله عليه وآله، 2، إيران – طهران، شارع ناصر خسرو، زقاق حاج نايب.
26- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، (1403هـ ـ 1983م)، 67/ 4، دار التراث العربي، بيروت ـ لبنان؛ نهج البلاغة، خطب الإمام علي (عليه السلام)،٤/ ١٣.
27- محمد الريشهري، ميزان الحكمة (1416)، ط1، النشر: دار الحديث، ٢ / ١٥٧٣).
28- النراقي: محمد مهدي، جامع السعادات: (1425)، ط1، 2/ 139، ثامن الحجج.
29- الآمدي، عبد الواحد بن محمد التميمي، غُرَرُ الحِكم ودُرَرُ الكلمِ: (510)، 1451.
30- أبو الفضل علي الطبرسي، مشكاة الأنوار(1418هـ)، 300، ط1، الناشر: المطبعة دار الحديث، تحقيق، مهدي هوشمند.
31- للسيد مرتضى الحسين الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس،(1414)، ط1، الناشر: بيروتّ ـ لبنان.
32- الطوسي، أبي جعفر محمد بن الحسن، الأمالي:(1407)، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة ج5.
33- أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، أمالي الصدوق، (2009م)، ط1، 182، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان).
34- البخاري: عن عبد الله بن عباس، كتاب التفسير: (4492)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)، (الشعراء: 214.
35- لأبى محمد عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية: (1416هـ – 1995م)، ط1، للناشر: دار الصحابة للتراث بطنطا للنشر والتحقيق والتوزيع1.
36- محمد الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير،(1984هـ)، الناشر: الدار التونسية للنشرـ تونس 24/86.
37- أحمد بن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، (1421هـ -2001م)، ط1، المحقق: شعيب الأرنؤوط، عادل مرشد، الناشر: عن عبادة بن الصامت: باقي مسند الأنصار، حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه (22809).
38- محمد. بن عيسى بن سورة بن الضحاك، سنن الترمذي، (1395هـ – 1975م)، ط2، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، كتاب صفة القيامة (2518)،
39- كافي الدين أبي الحسن علي بن محمد الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ: قم: دار الحديث، (13776)، ط1، ٢٥.
40- محمد بن الحسن الحرّ العاملي، وسائل الشيعة آل البيت، (1414)، ط2، المطبعة: مهر ـ قم، الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ إيران : ١٢/٢٥٥.79.
41- علي بن عيسى الإربلى، وكشف الغمة، (1433هـ ـ 2012م)، الناشر: للمجمع العالمي لأهل البيت ع، ج١ ص٨٥.
[1] – أستاذ مساعد قسم علوم القرآن والحديث جامعة أصفهان- إيران.
Assistant Professor, Department of Qur’anic and Hadith Sciences, University of Isfahan Iran- Email : Ahmadnezhad@ltr.ui.ac.ir
[2] – أستاذ مساعد مشرف قسم علوم القرآن والحديث جامعة أصفهان- إيران.
Assistant Professor, Supervisor, Department of Qur’anic and Hadith Sciences, University of Isfahan, Iran
a.banaeian@theo.ui.ac.irEmail:
[3] – طالب دكتوراه في قسم علوم القرآن والحديث جامعة أصفهان- إيران.
Doctoral student in the Department of Qur’anic and Hadith Sciences,University of Isfahan – Iran
Email :flah1096@gmail.com