العنف الأُسريّ ودوره في تدنّي مستوى التحصيل الدراسيّ في مادّة العلوم لدى متعلّمي الأوّل متوسّط

آخر تحديث نوفمبر 26, 2023

العنف الأُسريّ ودوره في تدنّي مستوى التحصيل الدراسيّ في مادّة العلوم لدى متعلّمي الأوّل متوسّط

Domestic violence and its role in the low level of academic achievement in science for first intermediate learn

Hind Hamed Noufanهند حامد نوفان⁽[1]⁾

ملخص الدّراسة

يتناول موضوع البحث مشكلة خطيرة تعاني منها أغلب المجتمعات وهي العنف الأُسري الذي يؤدي دورًا كبيرًا في تدني مستوى التحصيل الدراسي للأبناء الذين يتعرضون للعنف داخل اسرهم ،هدفت الدّراسة الحالية الى الكشف عن دور العنف الأُسري في تدني مستوى التحصيل الدراسي في مادة العلوم لدى متعلمي الصف الأول متوسط في محافظة الأنبار _ مدينة الفلوجة ومن أجل تحقيق هذا الهدف استخدمت الدّراسة المنهج الوصفي التحليلي ومن خلال تطبيق مقابلة مدتها (20) دقيقة مكونة من ( 29 ) سؤالًا على عينة قدرها ( 50 ) متعلمًا ومتعلمة من متعلمي الصف الأول متوسط ذوي التحصيل الدراسي المتدني الموجودين في المدراس المتوسطة لمدينة الفلوجة .

وكشفت نتائج الدّراسة معظم المتعلمين ممن يعانون من ضعف التحصيل الدراسي ، يشتكون من أمراض نفسيّة أو صعوبة في النّطق بسبب خوفهم الشّديد من الأهل ، وأن التّقاليد الأُسرية فيها نوع من القوّة والقسوة عليهم، وأنهم يتعرضون للضرب والعنف اللفظي ( الشتم ) من أحد أفراد الأُسرة، ولأن للوالد سلطة كبيرة إذ إنّه يفرض عليهم قوانين صارمة في المنزل، كما أشار أيضًا الى أن الأهل يفرقان بينهم وبين إخوتهم في المعاملة، وأنّ الأهلا لا يتابعان تحصيل الأُبناء الدراسي وأمور مدرستهم، كما أفادت النتائج أنّ الغالبية العظمى من العينة أوضحت أنّ الجوّ الأُسري غير مناسب للدّراسة ذلك بسبب سوء التّفاهم الموجود بشكل دائم في الأُسرة وغياب لغة التفاهم والحوار بين أفرادها، الأُمر الذي يسبب خلافات وصراعات عائليّة تؤثر بشكل سلبي على الأبناء وتصيبهم بالإحباط وعدم الرّغبة في الدّراسة ، مما يفسر ضعف التحصيل الدراسي في مادة العلوم في أغلب المتعلمين الذين ينتمون الى أُسرة معنّفة.

وفي ضوء النتائج السابقة أوصت الدّراسة بإجراء برامج علاجيّة للأسر التي يوجد فيها عنف أسريّ، وذلك بهدف التّقليل من هذه الظاهرة وآثارها السّلبيّة . وتوعيّة الأُسر بظاهرة العنف الأُسري وخطورتها على استقرار الأُسرة وعلى مستقبل الأُبناء وشخصيتهم . وإنشاء وحدات إرشادية تتواصل مع الأُسر التي يقع فيها العنف بهدف مساعدتهم وتوعيتهم حول هذه الظاهرة .

الكلمات المفاتيح: العنف الأُسري- التحصيل الدراسي.

Study summary

The current study aimed at revealing the role of domestic violence in the low level of academic achievement in science for first-grade intermediate learners in Anbar Governorate – the city of Fallujah. From (29) questions to a sample of (50) male and female learners from the first intermediate grade learners with low academic achievement who are in intermediate schools.

The results of the study revealed that most of the learners who suffer from poor academic achievement complain of mental illness or difficulty in speaking because of their extreme fear of their parents، and that family traditions have a kind of force and cruelty towards them، and that they are subjected to beatings and verbal violence (insulting) by a family member. And that the father has a great authority so that he imposes strict laws on them at home، and they also indicated that their parents differentiate between them and their brothers in treatment، and that their parents do not follow up on the children’s academic achievement and school matters، and the results indicated that the vast majority of the sample indicated that the family atmosphere is not appropriate To study، because of the misunderstanding that exists permanently in the family، and the absence of a language of understanding and dialogue between its members، which causes family disputes and conflicts، which negatively affect children and make them frustrated and unwilling to study، which explains the poor academic achievement in science for most of the learners who belong to a battered family.

In light of the previous results، the study recommended conducting treatment programs for families in which there is domestic violence، with the aim of reducing this phenomenon and its negative effects، and educating families about the phenomenon of domestic violence and its danger to family stability and the future and personality of children. And the establishment of counseling units that communicate with families in which violence occurs in order to help them and educate them about this phenomenon.

Keywords: Domestic violence -Academic achievement

الإطار العام للدراسة

المقدمة

ازدادت في الآونة الاخيرة بشكل ملحوظ ظاهرة العنف على الصعيدين العالمي والمحلي حتى أصبحت قضية عامّة، تنتشر في المجتمعات كلها واتخذت صورة متباين بين مختلف البيئات، إذ إنّ العنف هو أحد المشاكل الاجتماعيّة المهمّة التي باتت تلقي بظلالها على المجتمع وتهدد تماسكه وترابطه، إذ إنّ للعنف مظاهر متعددة فمنه اللفظي، والجسدي والنّفسي وله عدة مجالات منها الشّخصي والمدرسي والاجتماعي والمؤسسي والأُسري، وهنا في هذه الدّراسة سنتناول أكثر أشكال العنف شيوعًا وخطورة على جيل المستقبل، وهو العنف الأُسري الذي يعدُّ ظاهره اجتماعيّة تعاني منها كثير من المجتمعات وخاصة في مجتمعنا العراقي، إذّ إنه يشكل خطورة كبيرة على الفرد والمجتمع، فهو يظهر في المنزل ولا يلاحظه العالم الخارجي، ذلك إن تأثيره على الأطفال لا ينتهي مع مرحلة طفولتهم بل يصحبهم في مرافقتهم ورشدهم، فيؤثر على أدائهم داخليًّا وخارجيًّا وعلى بناء شخصياتهم وحياتهم مستقبلًا، وهذا بدوره يؤثر سلبيًّا على تكيفهم ودراستهم وعلى مستواهم الدراسي، ويؤدي بالنهاية الى تدني مستوى تعلمهم وتراجعهم بالدّراسة وتسربهم من المدرسة، وهنا تكمن الخطورة إذ هنا سنفقد جيلًا مهمًّا من أجيال المستقبل وهذا ما دفع الباحثة الى دراسة علاقة العنف الأُسري بتدني مستوى التحصيل الدراسي .

الاشكاليّة : يعدُّ العنف الأُسري من المشاكل الخطيرة التي تهدد العالم بأكمله، كون الأُسرة هي الوسط الإنساني الأول الذي ينشأ فيه الطفل، ويتعلم من خلالها نمط الحياة وطريقة التّعايش مع الآخرين ويختلف هذا النمط من أُسرة لأخرى وينعكس هذا النمط على شخصيات أفراد الأُسرة وعلى صحتهم النَّفسيّة وعلاقاتهم الاجتماعيّة مع الآخرين . فإذا نشأ الطفل داخل جوّ أُسريّ يغلبه المشاكل والعنف بأنواعه ( البدني واللفظي والجنسي والشخصي) ستكون شخصيته ضعيفة وسيكون متمردًا ومنطويًّا، وقد يدفعه ذلك الى أن يكون عدوانيًّا ويمارس العنف مع أخوته وأقرانه من الأًصدقاء، فقد يحدث العنف من الأب أو الأُم أو الأُخوة الكبار، أو أيّ شخص بالعائلة له سلطة على الصغار، فنلاحظ ظهور بعض الاضطرابات النَّفسيّة والسّلوكيّة أو الانحراف الخلقي والعدوانية عند هؤلاء الأطفال. إذ إنّ الاضطرابات النَّفسيّة هذه الناتجة من العنف الأُسري ضد الأطفال ستؤدي بهم الى الاكتئاب والخوف، والوحدة والقلق والانطواء والتوتر وضعف التفكير والعدوانيّة، فتكون نتائجها سلبية على هؤلاء الأطفال الذين هم جيل المستقبل الذي ننتظره، ونُعِدُّه لبناء الأوطان والحضارات والنهوض والتقدم نحو الأمام ، فهذه الاضطرابات النَّفسيّة ستجعل من الأطفال متكاسلين مهملين سائحين متشردين ومتسربين عن الدّراسة . وهنا في هذه الدّراسة سيكون الحديث عن هذه النتائج السلبيّة على طلاب المدارس التي يسببها العنف الأُسري والتي تؤدي الى تراجع مستوياتهم الدراسيّة، فقد أظهرت نتائج بعض الدّراسات السّابقة التي تناولت العنف الأُسري وعلاقته بالاضطرابات النَّفسيّة لدى الأطفال، ومدى ما يتيحه المناخ الأُسري في نمو شخصي وتنظيم، وضبط داخل الأُسرة وبين الشّعور بالقلق والخوف بصفة خاصة وبين الاضطرابات النَّفسيّة بصفة عامة مثل دراسة الجزائري ( 2007 ) ودراسة Greenfielda and Marksb ( 2010 ) إذ أصبح العنف الأُسري من أكثر المعوقات التي تعاني منها وزارة التربية بما فيها المدارس بسبب تدنى مستوى التحصيل الدراسي للمتعلمين الذين يعانون من مشاكل عائليّة وعنف أُسري . وقد تبين لنا أنّ العنف الأُسري الموجّه ضد الأطفال (المتعلمين) بأنواعه وأشكاله البدنيّة واللفظيّة والنَّفسيّة والماديّة كافة، يؤدي الى إهمالهم للدراسة وتشتتهم وزيادة التّسرب المدرسي لديهم وبالنّهاية تتدنى مستوياتهم الدّراسيّة وهنا تكمن أهمّيّة هذه المشكلة .

ومن هنا سوف نطرح اشكاليّة جديرة بالدرس وهي :

ما دور العنف الأُسري في تدني مستوى التحصيل الدراسي في مادة العلوم لمتعلمي الأول المتوسط ؟

السؤال الرئيس : ما دور العنف الأُسري في تدني مستوى التحصيل الدراسي في مادة العلوم لمتعلمي الأول متوسط ؟

التّساؤلات الفرعيّة :

1- ماهي أسباب تدني مستوى التّحصيل الدراسي في مادة العلوم؟

2 – هل العنف الأُسري يؤثر على نشاطات المتعلمين المختبريّة لمادة العلوم؟

3- هل توجد علاقة عكسيّة بين العنف الأُسري ومستوى التّحصيل الدّراسي لمتعلمي الأول المتوسط؟

4- هل هناك علاقة بين العنف الأُسري والنّشاطات المدرسية للمتعلمين ؟

5- هل هناك علاقة بين العنف المنزلي والقدرات العقليّة لدى المتعلمين ؟

6- هل توجد علاقة بين تنمية المهارات الإبداعيّة ومستوى التّحصيل الدراسي في مادة العلوم لدى المتعلمين ؟

7- هل الأُمراض النَّفسيّة الناتجة من العنف الأُسري، أثّرت على المستوى الدراسي عند المتعلمين ؟

فرضيات الدّراسة:

الفرضيّة الرئيسة:

– للعنف الأُسري دور كبير في تدني مستوى التّحصيل الدراسي في مادة العلوم لمتعلمي الأول المتوسط .

الفرضيات الفرعيّة :

– العنف الأُسري وأضراره النَّفسيّة والجسديّة والمعنويّة هو أحد أسباب تدني مستوى التّحصيل الدراسي في مادة العلوم لدى المتعلمين.

– العنف الأُسري يؤثر على الأداء النّشاطي للمتعلمين في المختبرات المدرسية لمادة العلوم.

– كلما زاد العنف الأُسري على الأُبناء المتعلمين قلّ مستوى تحصيلهم الدراسي في المدرسة.

– توجد علاقة بين العنف الأُسري والنّشاطات المدرسيّة للمتعلمين.

– هناك علاقة بين العنف المنزلي والقدرات العقليّة لدى المتعلمين.

– توجد علاقة طردية بين تنمية المهارات الإبداعيّة ومستوى التحصيل الدّراسي في مادة العلوم لدى متعلمي الأول متوسط .

– الأُمراض النَّفسيّة الناتجة من العنف الأُسري تؤثر على المستوى الدّراسي عند المتعلمين .

أهميّة الدّراسة وتقسم الى قسمين :

1- الأهميّة النّظرية: تسليط الضوء لمحاربة أشكال العنف الأُسري ضد الأطفال في ما قد ينتج عنه من اضطرابات نفسيّة وسلوكيّة أو انحراف خلقيّ أو قد يكون هؤلاء الأطفال عرضة للاستغلال. وقد تسهم الأهميّة النّظريّة لهذه الدّراسة في سدّ ثغرة لم يسلط الضوء عليها في الدّراسات السّابقة أو لم تطرق عليها في معالجة أسباب العنف الأُسري، وقد تفتح هذه الدّراسة آفاق جديدة للباحثين في المستقبل، ونقدّم في نهاية الدّراسة هذه مجموعة من المقترحات التي يمكن ان تفيد في الحد من العنف الأُسري .

2- الأهميّة العمليّة (التّطبيقيّة): قد تساعد في الحدّ من العنف الأُسري من خلال إصدار قوانين صارمة ضد العنف، ستزيد من رفع مستوى التّحصيل الدراسي للمتعلمين الذين يعيشون داخل جوّ أُسري يغلب عليه الأمان والتفاهم، والاستقرار الأُسري وذلك من خلال دور المدرسة وكادرها الإداري والتّدريسي من خلال التّواصل مع أولياء الأمور، وحثّهم على توفير أجواء أُسرية يسودها الأمن والأمان لأفراد الأُسرة وخاصة الأطفال وعدم ممارسة العنف معهم ، وقد توضح هذه الدّراسة دور الأُسرة في بناء شخصيات أَطفالهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، ودفعهم نحو الدّراسة وتشجيعهم على إطلاق مواهبهم وميولهم ورغباتهم بالدّراسة للحصول على مستوى تحصيل دراسي عالٍ يليق بهم، وفي النّهاية ستقدّم مجموعة من الاستنتاجات التي تركز على مدى أَهميّة محاربة العنف الأُسري لما له من آثار سلبية على الأطفال وخاصة ( طلاب المدارس ) وعلى مستوياتهم الدّراسيّة .

أهداف الدّراسة : سنقوم بعرض أهداف الدّراسة الى مستويين :

أ- تهدف هذه الدّراسة الى التعرف بدور العنف الأُسري في تدني مستوى التّحصيل الدراسي في مادة العلوم لمتعلمي الأول المتوسط .

ب – الأهداف الفرعيّة :

1– السّعي الى الحدّ والتّقليل من العنف الأُسري الذي يؤثر سلبًا على مستويات التّحصيل الدراسي للطلبة .

2- الكشف عن أسباب تدني مستوى التّحصيل الدّراسي في مادة العلوم للمتعلمين.

3- زيادة حملات التوعية ضد العنف الأُسري من خلال النّدوات، ووسائل الإعلام وإصدار قوانين ضد الأشخاص المعنفين ودور منظمات حقوق الأطفال .

4- إكساب المتعلمين الثّقة بالنّفس وتعزيزهم، وتشجيعهم لرفع مستوياتهم الدراسيّة من خلال توفير جو يسوده الأمان داخل الأُسرة وذلك من خلال التّواصل بين الإدارة المدرسيّة وأَولياء أمور المتعلمين.

متغيرات الدّراسة ونموذجها: من خلال الاطلاع على الدراسات السّابقة ذات العلاقة بموضوع الدّراسة، وانسجامًا مع إشكاليّة الدّراسة واهدافها ، فقد حُدِّد المتغيرات المستقلة والتّابعة كما يلي :

المتغير المستقل : العنف الأُسري .

المتغير التابع : مستوى التحصيل الدراسي .

وتُمثّل العلاقة بين متغيرات الدّراسة من خلال النموذج الآتي :

العنف الأُسري

مستوى التحصيل الدراسي

منهج الدّراسة : سنعتمد في دراستنا هذه على المنهج الوصفي لأنّه يلائم طبيعة ومشكلة البحث، إذ يتميز المنهج الوصفي أنّه طريقة لدراسة الظواهر والمشكلات العلميّة من خلال القيام بالوصف بطريقة علميّة، ومن ثم الوصول الى تفسيرات منطقيّة لها دلائل وبراهين تمنح الباحث القدرة على وضع أطر محددة للمشكلة ويُستخدَم ذلك في نتائج البحث. كما يتميز هذا المنهج بواقعتيه في التّعامل مع المشكلة لذلك سنعتمد في دراستنا هذه المنهج الوصفي .

عيّنة الدّراسة: إنّ عينة الدّراسة التي ستجرى الدّراسة عليهم هم متعلمي الأول المتوسط في المدارس العراقيّة إذ سيختاروا بصورة قصديّة.

مجتمع الدّراسة : إنّ مجتمع الدّراسة يشمل المتعلمين للصف الأول المتوسط في المدارس العراقيّة وسيُعتمَد على المعلومات المستقاة من عدد من المدارس .

أداة الدّراسة : ستكون أداة الدّراسة المقابلة .

أسباب اختيار الموضوع : توجد العديد من الأسباب التي دفعت الباحث الى اختيار موضوع الدّراسة أهمها:

– تقديم الإضافة العلميّة ضمن مجال التّخصص العلمي.

– تعدّ الأهميّة والفائدة التي يقع الموضوع خلفها من الأسباب المهمّة.

– رغبة الباحثة في تنمية المعلومات المهمة التي تغني مجال طرائق التدريس من خلال دور العنف الأُسري في تدني مستوى التّحصيل الدّراسي للمتعلمين في مادة العلوم .

– بيان أهمّيّة توفير جو اسري للمتعلمين يسوده الأمان والاستقرار، والحدّ من العنف الأُسري، والخروج للمجتمع بجيل واعٍ، مثقف، ذكي، شجاع وقادر على النّهوض بالبلد .

– حدود الدّراسة : الحدود الموضوعيّة : ستركز هذه الدّراسة على دراسة دور العنف الأُسري في تدني مستوى التحصيل الدراسي في مادة العلوم لمتعلمي الأول المتوسط .

– الحدود المكانيّة : سيقتصر تطبيق الدّراسة هذه في المدارس العراقيّة .

– الحدود البشريّة: ستقتصر الدّراسة الحاليّة على عينة من متعلمي الأول المتوسط الدارسين لمادة العلوم في المدارس العراقيّة .

– الحدود الزّمنيّة : ستُجرى هذه الدّراسة خلال العام الدراسي 2023-2022

مصطلحات الدّراسة: العنف الأُسري لغة : يمكن تعريف العنف في اللغة أنّه القسوة والشدّة، وهي كلمة مشتقة من الفعل (عنف)، فعند القول ب(عنف بالرّجل) أيّ عامله بقسوة وشدة، ويمكن القول ب(عنّف موظفا) والمراد منها أنّه لَامَ الموظف بشدة بهدف الإصلاح منه والحدّ من أخطائه^([2]).

تعريف العنف الأُسري اصطلاحًا : يمكن تعريفه أنّه شكل من السّلوك القاسي المستخدم في أيّ علاقة، وتشمل الضحايا أيّ شخص على الرّغم من الاختلافات الاقتصاديّة والاجتماعيّة مستويات التعليم، السّن، والدّيانة، وقد كان المصطلح قديمًا يشير الى سوء المعاملة التي تتعرض لها الزوجة في الحياة الزوجيّة، ولكن غُيِّره بعد اجراء بحث عن العنف الأُسري نظرًا لما وجد فيه من تعرض جميع أفراد الأُسرة (الأزواج، الأُبناء، المتعايشين معهم) من القسوة^([3]).

التنشئة الأُسرية اصطلاحًا: تعرف أنّها مجموعة من العلميات التي تؤديها الأُسرة، كونها هي المرجع الأولي والأساسي والمسؤول عن التنشئة الاجتماعيّة وذلك عن طريق الأنماط السلوكيّة والتّفاعلات بين أفراد الأُسرة .^([4])

التنشئة الاجتماعيّة اصطلاحًا: هي تشكيل وتكوين الكائن البيولوجي لتحويله الى كائن اجتماعي^([5]).

التحصيل الدراسي لغة :- التحصيل لغة، مشتق من الفعل حصّل أيّ حصل عليه أو جمعه، أمّا اصطلاحًا ، فهو يدل على كل ما يكتسبه الشّخص من مهارات فكريّة أو غيرها، وغالبًا مايقترن التّحصيل بالدّراسة، فنقول تحصيل دراسي^([6]).

ويمكن تعريفه في قاموس علم النّفس أنّه مستوى محدد من الإنجاز أو الكفاءة أو الأداء في العمل المدرسي أو الأكاديمي، يجرى من المدرسين أو بواسطة الاختبارات المقننة .

الدّراسات السّابقة: (الدراسات العربيّة)

1- دراسة منيرة بنت الصيغي (2018) رسالة بعنوان العنف المعنوي الأُسري، وعلاقته بتدني مستوى التّحصيل الدراسي لدى طالبات المرحلة المتوسطة، تهدف هذه الدّراسة الى الوقوف على مدى التّرابط والعلاقة بين العنف المعنوي، والأُسري وتدني مستوى التّحصيل الدراسي لدى طلاب المرحلة المتوسطة، وقد استخدمت الباحثة المنهج الوصفي للوصول الى أهداف الدّراسة وشكلت الباحثة أدوات استخدمتها في الدّراسة كاستمارة الاستبيان للطالبات، وللمتخصصات الاجتماعيّات وتوصلت الدّراسة الى عدم معرفة الطالبات بمفهوم العنف المعنوي الأُسري سوى استعمال بعض الألفاظ التي تسيىء إليهن، كما توصلت الى وجود ضعف في النشاطات التّعليميّة للطالبات المعنفات وتدني مستوى تحصيلهم الدّراسي .

2- دراسة منى وصيف علوان (2017 ) رسالة ماجستير بعنوان العنف الأُسري وعلاقته بالتّحصيل الدراسي، تناولت الباحثة الأُسرة بوصفها اللبنة الأولى في بناء المجتمع وخليته الأساسيّة، وقد استخدمت صاحبة الدّراسة المنهج الوصفي للوصول الى تحديد العلاقة بين العنف الأُسري، والتحصيل العلمي وتوصلت الى عدة نتائج منها: أنّ العنف اللفظي يسهم في التأثير على المستوى العلمي للطلبة من خلال التوبيخ والانتقاد، والزجر الذي يتعرضون له سواء من الأب أو الأخ وغيرهما، وهذا يسهم في تدني مهاراتهم العلميّة والمعرفيّة كما توصلت الباحثة الى التأثيرات الحاصلة نتيجة التّعنيف الاقتصادي والذي يسهم في تدني المستوى العلمي لدى الطالبات من خلال الاخلال بتوفير احتياجاتهم الدراسيّة، أو التقصير من جانب الأُسرة بحيث يواجهون صعوبة في توفير متطلبات الدّراسة .

3- دراسة وهيبة نعامي (2014-2015) رسالة بعنوان العنف الأُسري وعلاقته بالتحصيل العلمي لدى طالبات الجامعة، تهدف هذه الدّراسة الى الإجابة على عدة تساؤلات حول تأثير العنف الأُسري على التّحصيل العلمي للطالبات الجامعة كما تناولت العلاقة بين العنف اللفظي، وتأثيره على المهارات العلميّة لطالبات الجامعة ، كما تناولت العنف الاقتصادي للطلبة بانخفاض مستوى التحصيل العلمي لديهم ، كما بحثت الدّراسة التداخل في العلاقات الاجتماعيّة للطالب ومدى تأثيره على خبرتهم العلميّة، وتوصلت الدّراسة الى العنف اللفظي يسهم في التأثير على المهارات العلميّة للطلاب وذلك من خلال الانتقادات والمضايقات التي يتعرض لها .

الدراسات الأجنبيّة :

Effects of Domestic Violence on Academic Achievement among University Students in Selangor، Malaysia، by Sohayla M Attalla، Abby Amira Bt Rome، 2020

أثبتت هذه الدّراسة أنّ العنف المنزلي قضية خطيرة غالبًا ما يغفلها المجتمع، إذ يؤدي ذلك الى آثار سلبيّة على الضحيّة، هدفت هذه الدّراسة الى تحديد مدى انتشار العنف بين الأُسري بين طلاب الجامعات في سيلانجور بماليزيا واكتشاف آثاره على تحصيلهم الأكاديمي، وأظهرت الدّراسة أن معظم الطلاب الذين تعرضوا للعنف المنزلي قد انخفض تحصيلهم الأكاديمي .

EFFECTS OF DOMESTIC VIOLENCE ON STUDENTS ACADEMIC PERFORMANCE IN PUBLIC DAY SECONDARY SCHOOLS IN TETU SUB COUNTY، NYERI COUNTY، KENYA، by DEBORAH NYAMBURA KARANJA، 2019

تشير هذه الدّراسة الى أنّ الأطفال الذين يشهدون عنفًا منزليًّا سيترددون في القيام بالعمل المدرسي، لذلك سعت هذه الدّراسة الى تحديد ما إذا كان العنف المنزلي، يؤثر على أداء الطلاب الأكاديمي وهدفت الى تحديد كيفية تأثير الاعتداء الجسدي والإيذاء النّفسي على الأداء الأكاديمي لطلاب المدارس الثانوية العامة في مقاطعة تيتو الفرعية، وكشفت هذه الدّراسة على أنّ 90% من المعلمين اتفقوا على أنّ العنف الأُسري كان له تأثير على الأداء الأكاديمي للطلاب، وقد قيمت الدّراسة مهنة الوالدين من أجل تحديد كيفيّة مساهمتها في العنف المنزلي ومن التوصيات التي قدمتها هذه الدّراسة هي أنّ الحكومة، وأصحاب المصلحة الآخرين يجب أن يضعوا استراتيجيات للحدّ من العنف المنزلي، وآثاره على التعليم إذ إنّه يجب على وزارة التعليم، والمنظمات غير الحكومية الأخرى أنّ تضع برامج جلسات الإرشاد للطلاب الذين تعرضوا للعنف المنزلي .

Impact of Domestic Violence on Student Academic Achievement، By MUHAMMED IBRAHIM، 2019

إنّ الأطفال الذين يشهدون عنفًا بين الأهل سيتعرضون الى عواقب العنف المنزلي مثل القلق والاكتئاب وضعف الأداء الأكاديمي وتدهور الصّحة، وهذا يؤثر سلبًا على تحصيلهم الدّراسي، إنّ للعنف العائلي عواقب بعيدة المدى ثؤثر على الأطفال الى جانب مشاهد العنف المؤلمة، وقد يعاني الأطفال من اختلالات عاطفيّة قصيرة وطويلة الأمد والتي لا تؤثر فقط على سلوكهم وأدائهم في المدارس بل تؤثر أيضًا بشكل سلبي على علاقاتهم الاجتماعيّة والشّخصيّة، وقد ينتهي الأُمر بهؤلاء الأطفال الى أن يكونوا هم أنفسهم مسيئين .

NAMA YINGO DISTRICT، UGANDA: A CASE STUDY OF PRIMARY SCHOOLS IN BUYINJA SUB-COUNTY، BULUMA DAVID، 2018

إنّ مشاركة التلميذ في المدرسة من خلال حضوره وأداءه الأكاديمي، ومشاركته بالفصل يتعلق بحالته النَّفسيّة والجسديّة والتي بدورها يمكن أن تتأثر بالعلاقات العائليّة بما في ذلك العنف المنزلي، إذ أثبتت الدّراسة هذه أن الأطفال الذين يشهدون عنفًا بين الأهل سيتعرضون لعواقب ذلك العنف المنزلي مثل القلق والاكتئاب وضعف الأداء الأكاديمي، وكذلك تدني احترام الذات والعصيان والكوابيس والصحة البدنيّة وهذا يؤثر سلبًا على تحصيلهم الدراسي .

The Effects of Violence on Academic Progress and Classroom Behavior: From a Parent’s Perspective، by Valerie McGaha-Garnett ، 2013

آثار العنف على التقدم الأكاديمي وسلوك الفصل الدّراسي :

من وجهة نظر الوالدين تناولت هذا البحث آثار العنف على التقدم الأكاديمي، إذ حدد الباحثون الارتباط السلبي بين العنف والتقدم الأكاديمي وسلوك الفصل المناسب، تكمن أهمّيّة هذه الدّراسة في الواقع القاسي للسلوكيّات المنقولة من جو الأُسرة، والمجتمع الى بيئة الفصل الدراسي إذ يؤدي المعلمون دور وثيق الصلة بالأطفال الحساسين عاطفيًّا وغير الكفؤ اجتماعيًّا من خلال توفير ملاذ آمن وبيئة تركز على المعلم.

إنّ الغرض من هذه الدّراسة هو تسليط الضوء على العوامل الشّخصيّة والاجتماعيّة والأكاديميّة المتعلقة بالعنف ومشاركة الشّباب من وجهة نظر الوالدين.

إجراءات الدّراسة

تمهيد: تُناقش في هذا الفصل إجراءات الدّراسة التي اتبعتها الباحثة في دراستها، بدءًا بتحديده للمنهج الملائم ومجتمع الدّراسة وعينتها مع تقديم وصف شامل للمجتمع والعيّنة، إضافة إلى الأدوات المستخدمة، وكيفيّة إعدادها، وذكر إجراءات الدّراسة التي اتبعتها الباحثة، والأساليب الإحصائيّة التي استخدمت في تحليل النتائج.

أولاً-منهج الدّراسة: استُخدِم المنهج الوصفي التحليلي “الذي يعتمد على جمع البيانات الخاصة بموضوع الدّراسة، إذ تصنف وترتب بعد ذلك في شكل معلومات تتسم بالوضوح، وتخضع للتحليل والتفسير، وتنتهي في آخر الأمر على هيئة معلومات جديدة ومفيدة ومؤيدة أو لاغية لأخرى سبق وصفها” (حمصي، 2002، 183).

وقد لجأت الباحثة إلى هذا المنهج لدراسة ظاهرة دور العنف الأُسري في تدني مستوى التّحصيل الدّراسي في مادة العلوم لدى متعلّمي الصف الأول متوسط في محافظه الأنبار – مدينة الفلوجة، إذ إنّ المنهج الوصفي التحليلي يساهم في تزويدنا بالمعلومات اللازمة لتقرير وضع الظاهرة تقريرًا موضوعيًّا ومن ثمّ تحليل هذه المعلومات، وتفسيرها والوصول إلى النتائج التي يمكن أن تُسهم في تحقيق أهداف الدّراسة المرجوة.

ثانياً-مجتمع الدّراسة: يعرف المجتمع أنّه: جميع الأفراد (أو الأشياء أو العناصر) الذين لهم خصائص واحدة يمكن ملاحظتها” (أبو علام، 2004، 149).

ويتكون مجتمع الدّراسة من متعلّمي الصف الأول متوسط الموجودين في المدارس المتوسطة في محافظه الأنبار – مدينة الفلوجة، للعام الدراسي 2021/2022. إذ بلغ عدد المدارس المتوسطة (48) مدرسة في مجتمع الدّراسة في مدينة الفلوجة.

ثالثًا-عينة الدّراسة: إنّ العينة هي: “عدد محدد من ضمن مجتمع الدّراسة وتمثل هذه العيّنة عناصر المجتمع، إذ إنّه يمكن نشر نتائج هذه العينة على كل المجتمع” (النبهان، 2004، 200).

إنّ عينة الدّراسة التي جرت الدّراسة عليهم تكونت من (50) متعلمًا ومتعلمة من متعلمي الصف الأول المتوسط ذوي التحصيل الدراسي المتدني الموجودين في المدارس المتوسطة، منهم (27 ذكور، و23 إناث) وقد اختيِروا بطريقة قصدية من خمس مدارس في مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار، وذلك للعام الدراسي 2022/2023م.

ويبين الجدول الآتي توزع العينة على المدارس:

الجدول (1) توزع العينة على المدارس

المدرسة	عدد أفراد العينة	النسبة المئوية	عدد الذكور والإناث
المدرسة	عدد أفراد العينة	النسبة المئوية	ذكور	إناث
متوسطة أم الدرداء للبنات	10	20%	0	10
متوسطة الحريري للبنات	10	20%	0	10
متوسطة الحكمة المختلطة	10	20%	7	3
متوسطة تبارك للبنين	10	20%	10	0
متوسطة القدس للبنين	10	20%	10	0
المجموع	50	100%	27	23

الجدول (2) توزع العينة وفق متغير الجنس

الجنس	عدد أفراد العينة	النسبة المئوية
الجنس	عدد أفراد العينة	النسبة المئوية
ذكور	27	54%
إناث	23	46%
المجموع	50	100%

يتبين مما سبق توزع أفراد عينة الدّراسة من الذكور والإناث، إذ كانت نسبة الإناث (46%) وهي أقل من نسبة الذكور في العينة التي بلغت (54%).

رابعاً-أداة الدّراسة: بعد الرجوع إلى أدبيات البحث النظرية وعدد من الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدّراسة الحاليّة، قامت الباحثة بإعداد مقابلة بهدف دراسة ظاهرة دور العنف الأُسري في تدني مستوى التحصيل الدراسي في مادة العلوم لدى متعلّمي الصف الأول متوسط في محافظه الأنبار – مدينة الفلوجة وفق الخطوات الآتية:

تحديد الهدف من الأداة: تحدد الهدف من المقابلة بدراسة دور العنف الأُسري في تدني مستوى التحصيل الدراسي في مادة العلوم لدى متعلّمي الصف الأول متوسط في محافظه الأنبار – مدينة الفلوجة من وجهة نظرهم.
تحديد نوع الأداة: اختيِرت المقابلة أداة لجمع البيانات والمعلومات اللازمة، ولمناسبتها لمنهج البحث الوصفي التّحليلي، كما أنها تتيح التوسع في الحصول على المعلومات من خلال توجيه المزيد من الأسئلة للمتعلمين، وطلب التّوضيح منهم في بعض النقاط الغامضة التي قد تحدث في أثناء المقابلة، كما أنّ المقابلة تتيح ملاحظة ردود فعل المتعلمين وتعابيرهم.
إعداد المقابلة:
أُعِدّت المقابلة بالرجوع إلى الأدب النظري والدراسات السابقة المرتبطة بموضوع الدّراسة الحاليّة، أعِدّت المقابلة وهي تتكوّن في صورتها الأوليّة من (30) سؤالًا.
عرضت المقابلة أداة الدّراسة على الدكتور المشرف للموافقةِ وقبولِ ما يراه مُناسبًا، وتعديل أو حذفِ أو إضافة إلى الاستبانة.
عدلت أداة الدّراسة بناءً على ملاحظاتِ وتوجيهات اِلمُشرِف.
عُرِضت الأداة عِلى عددٍ من المحكمين المتخصصين التربويين (الملحق 1)، من ذوي الاختصاص والخبرة، وذلك بهدف التأكد من مناسبة الأسئلة الواردة في المقابلة لعمر المتعلمين، وخصائصهم وشمولها للموضوع المراد قياسه، فضلًا عن التأكد من وضوح التّعليمات والأسئلة وخلوّها من الأخطاء، والعمل على تأمين صدق المحتوى للمقابلة أداة الدّراسة.
أُخِذ بآراء المحكمين، وبقي عدد أسئلة المقابلة بشكلها النهائيّ (29)، إذ أُجريت تعديلات لغوية وفي صياغة بعض الفقرات وحُذِف السؤال الثلاثون نتيجة تكراره مع السؤال 19، والمُلْحَق رقم (3) يوضح ذلك.
وهكذا تكونت المقابلة من (29) سؤالًا من النوع المقيد، إذ أجيب عن كل سؤال بنعم أو لا. وقسمت إلى قسمين كالآتي:
القسم الأول: تضمن المعلومات الشّخصيّة الخاصة بعيّنة الدّراسة: الجنس.
القسم الثاني: تضمن الأسئلة الخاصة بدور دور العنف الأُسري في تدني مستوى التحصيل الدراسي لدى المتعلمين.

خامسًا-تطبيق المقابلة أداة الدّراسة: بعد الانتهاء من إعداد أسئلة المقابلة، وتحديد زمن المقابلة الذي بلغ (20) دقيقة مع كل متعلم، قامت الباحثة بإجراء المقابلة مع كل متعلم بصورة مفردة، مع الحرص على توفير الشروط البيئيّة المناسبة للمقابلة في المكان المريح والإضاءة الجيدة، كما عملت الباحثة على تكوين جوّ من الألفة والمودة مع المتعلمين في سبيل كسر حاجز الخوف والرّهبة لديهم، وتمكن الباحثة من الحصول على المعلومات من المتعلمين بصورة أفضل.

سادسًا-الصعوبات التي واجهت الباحثة في تطبيق المقابلة أداة الدّراسة:

واجهت الباحثة العديد من الصعوبات أهمها:

رفض بعض المتعلمين إجراء المقابلة.

خوف بعض المتعلمين عند إجراء المقابلة، وقيام الباحثة بتكوين جو من الألفة والمودة معهم، الأُمر الذي استغرق وقتًا وجهدًا أطول منها في التطبيق.

سابعًا-المعالجات الإحصائيّة المستخدمة في الدّراسة:

اعتمدت الباحثة على التّكرارات والنّسب المئويّة لوصف العينة وفق متغيرات الدّراسة، وكذلك للإجابة عن أسئلة المقابلة باستخدام برنامج الرزم الإحصائيّة للعلوم الاجتماعيّة (SPSS). كما استخدم برنامج (Excel) للقيام بالرسوم والمخططات البيانية المختلفة.

عرض النّتائج ومناقشتها

سؤال الدّراسة الرئيس: ما دور العنف الأُسري في تدني مستوى التحصيل الدراسي في مادة العلوم لمتعلمي الأول متوسط؟

أُجيبَ عن سؤال الدّراسة الرئيس من خلال الإجابة عن الأسئلة السّابقة والتي تبين من خلالها وجود عنف أسري نتيجة تعقد الحياة ربما، أو نتيجة الظروف المعيشيّة الصعبة أو المشكلات بين الزوجين والتي أثرت على تعاملهم مع أبنائهم، أو نتيجة وجود أمراض نفسيّة لديهم أو نتيجة استخدام أساليب تربية أسرية تتسم بالقسوة والصّرامة.

وقد اتخذ العنف الأُسري أشكالًا عدة كما تبين من الأسئلة السّابقة سواء التّفرقة بين الأخوة في المعاملة، أو الإهمال لأمور الأُبناء وعدم متابعة تحصيلهم الدراسي، أو العمل للمساعدة في تحسين مستوى المعيشة، أو الضرب أو الشّتم أو سوء التفاهم بين أفراد الأُسرة وغياب لغة الحوار والنّقاش. وكل هذا أثر على تحصيل المتعلمين الدراسي نتيجة جعل الجو الأُسري غير ملائم للدراسة، وأثر على تعاملهم وعلاقاتهم بالآخرين وعلى ثقتهم بأنفسهم، ودفع البعض منهم إلى الهروب من المنزل والشّعور بالخيبة وعدم الرغبة بمتابعة الدّراسة، فضلًا عن الأُمراض النَّفسيّة والاضطرابات وصعوبة النّطق لدى الأَبناء بسبب خوفهم الشّديد من آباءهم وكذلك عدم تشجيع الأَبناء على تنمية قدراتهم ومهاراتهم العقليّة والإبداعية وإهمال مشاركتهم في الأنشطة المدرسيّة والمختبريّة.

ومنه فإنّ العنف الأُسري بأشكاله كافة التي يتعرض له الأَبناء في المنزل قد أثر على شخصيتهم، وسبب تدني تحصيلهم الدراسي في مختلف المواد الدراسية ومنها مادة العلوم.

خلاصة نتائج الدّراسة:

إنّ (38%) من العينة أشاروا أنّ الجو الأُسري وبيئة المنزل مناسبة للدراسة، وهي النسبة الأقل، بينما أشار (62%) من المتعلمين أنّ جو الأُسرة عندهم غير مناسب للدراسة، وذلك بسبب كثرة المشاكل والعنف الموجود داخلها، وهم النّسبة الأعلى.
إن (100%) من العينة أشاروا أنّ الخلافات العائلية تؤثر بصورة كبيرة على دراستهم وتحصيلهم وعلى استقرارهم النّفسي.
إن (78%) من العينة أشاروا أنّهم يعانون من أمراض نفسية أو صعوبة في النطق بسبب خوفهم الشديد من الأهل وهي النسبة العظمى، بينما أشار (22%) من المتعلمين أنهم لا يعانون من أية مشكلات بسبب تعامل والدهم القاسي أو ممارسة العنف عليهم.
إن (94.87%) من العينة أشاروا أنّ مستوى تحصيلهم يتأثر بشكل كبير نتيجة الأمراض النَّفسيّة التي يعانون منها وهي النّسبة الأكبر، بينما أشار (5.13%) من المتعلمين أنّهم لم يتأثروا تحصيليًّا بسبب أمراضهم النَّفسيّة وهي أدنى نسبة.
إن (66%) من العينة أشاروا أنّ جوّ القوّة والقسوة القائم في المنزل يشغل المتعلمين عن المشاركة في الفعاليات، والأنشطة المدرسيّة التي تتطلب هدوءًا وسكينة وراحة نفسيّة يفتقدها هؤلاء الطلبة وهي النسبة العظمى، بينما أشار (36%) من المتعلمين أنّ العنف الأُسري لا علاقة له بالامتناع عن المشاركة في الأنشطة المدرسيّة.
إن (10%) من العينة أشاروا أن الأهل يهتمون بتنمية قدراتهم العقلية، ومتابعة نشاطاتهم الإبداعية والمتميزة، وهي النسبة الأدنى، بينما أشار (90%) من المتعلمين إلى أن الأهل يهملون مواهبهم وقدراتهم ولا يعملون على متابعتها وتنميها وهم النّسبة الأعلى.
إن (18%) من العينة أشاروا أن الأهل يهتمون بنشاطاتهم العلميّة ويشجعونهم على متابعة الأنشطة المختبريّة، وهي النّسبة الأقل، بينما أشار (82%) من المتعلمين الأهل لا يهتمون بمشاركاتهم في تلك ولا يشجعونهم عليها، وهم النسبة الأعلى.
إن (96%) من العينة أشاروا أن الخلافات العائليّة أثرت على مهاراتهم وقدراتهم العقليّة، وهم يشكلون النسبة العظمى، بينما أشار (4%) من العينة أنّ الخلافات العائليّة لم تؤثر على مهاراتهم وقدراتهم العقليّة، وهم يشكلون النسبة الادنى.
إن (96%) من العينة أشاروا أن سوء التّفاهم بين أفراد أسرتهم قد أصابهم بالخيبة والإحباط وانعدام الرّغبة بالدّراسة، وهم يشكلون النّسبة العظمى، بينما أشار (4%) من العينة أشاروا أن سوء التفاهم بين أفراد أسرتهم لم يصبهم بالخيبة وانعدام الرّغبة بالدّراسه .

توصيات الدّراسة:

من التوصيات المهمّة التي أوصى بها الباحث في ضوء النتائج السّابقة ما يأتي:

إجراء برامج علاجيّة للأسر التي يوجد فيها عنف أسري، وذلك بهدف التّقليل من هذه الظاهرة وأثارها السلبية.
توعية الأُسر بظاهرة العنف الأُسري وخطورتها على استقرار الأُسرة وعلى مستقبل الأُبناء وشخصيتهم.
إنشاء وحدات إرشاديّة تتواصل مع الأُسر التي يقع فيها العنف بهدف مساعدتهم وتوعيتهم حول هذه الظاهرة.
الاهتمام بتحصيل المتعلمين الدراسي والعمل على إزالة الأسباب التي تؤدي إلى تدني تحصيل المتعلمين الدراسي.

مقترحات الدّراسة:

العنف الأُسري وعلاقته بالاندفاعيّة لدى المراهقين.
دراسة العلاقة بين العنف الأُسري وسمات الشّخصية لدى متعلمي الصف الأول متوسط.
العنف الأُسري وعلاقته بجنوح الأحداث.
التوافق الزواجي وعلاقته بالعنف الأُسري.
الدافعية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي.

المراجع

أولاً- المراجع العربية:

١- صاولي ، فاطمة الزهراء .(2016) . العنف الأُسري وتأثيره على مستوى التحصيل الدراسي في الطور المتوسط .رسالة ماجستير ، قسم العلوم الاجتماعية ، جامعة الجيلاني ، كلية العلوم الاجتماعية والنَّفسيّة

٢- بن احمد ، عبدالله . ( ٢0١٩) . العنف الأُسري وآثاره على الأُسرة والمجتمع .

٣- مقلاتي ، سامي .(2016) . تفسير ظاهرة العنف في الجامعات الجزائرية من طرف هيئة التدريس . اطروحة دكتوراه ، قسم العلوم الاجتماعية ، جامعة العربي بن مهدي- أم البواقي .

٤- أنس عباس غزوان .(2015) . العنف الأُسري ضد الأطفال وانعكاسه على الشخصية . جامعة الكوفة : مجلة جامعة بابل .

٥- بن زيان ، مليكة .(2020) . العنف والمقاربات النظرية المفسرة له : مجلة الخلدونية .

٦- مطوري ، أسماء .(2016) . مؤسسات التنشئة الاجتماعية ودورها في تنمية قيم التربية البيئية . جامعة محمد خيضر بسكرة ، الجزائر .

٧- د . عبلة عبد العزيز عامر .(2010) . العنف ضد المرأة والحماية المقررة لمواجهته في الشريعة الإسلامية . لبنان : دار النهضة العربية للنشر والتوزيع .

٨- علي ضيف .(2018) . المدرسة الجزائرية واشكالية التنشئة الاجتماعية . اطروحة دكتوراه ، جامعة زيان عاشور، الجزائر .

٩- المحمداوي ، محمد جواد .(2021) . وظائف التنشئة الاجتماعية . استرجع من موقع عرب سيكولوجي .

١٠- لولوة جاسر .(2013) . العنف الأُسري واثره على التحصيل الدراسي . الكويت .

المرجع الأجنبية

1-Grand dictonnaire de la langue francaise ، larousse ، Vol 7 ، 1989 ، p 6490.

2-Jacobs، Glenn. 2006. Charles Horton Cooley: lmagining Social Reality. Amherst : University of Massachusetts Press .

[1] – طالبة دراسات عليا في جامعة الجنان كلية التربية – قسم مناهج وطرق والتدريس ( هند حامد نوفان ) بأشراف : د . حنان مطر

Prepared by a graduate student at Jinan University, College of Education – Department of Curriculum, Methods and Teaching (Hind Hamid Nofan) under the supervision of: Dr. Hanan Matar.E-mail: hh6242489@gmail.com

[2]– ابن منظور . (1968 ) . لسان العرب . بيروت : دار صادر ، ص257 و ص258.

[3]– د. عبلة عبدالعزيز عامر . ( 2010 ) . العنف ضد المرأة والحماية والمقررة لمواجهته في الشريعة الاسلامية . لبنان : دار النهضة العربية للنشر والتوزيع ، ص9.

[4] – لولوة جاسر . ( 2013 ) . العنف الاسري واثره على التحصيل الدراسي .

[5] – مطوري ، اأسماء . ( 2016 ) . مؤسسات التنشئة الاجتماعيّة ودورها في تنمية قيم التربية البيئية . جامعة محمد خيضر بسكرة ، الجزائر.

[6]– مقاليتي ، عمر خطاب . ( 2008 ) . في صعوبة التعلم . ط1 . الاردن : مكتبة المجتمع العربي ، ص201.

العدد رقم 28