رسالة إلى السنونو الغريب
ربيع عرندس([1])
أيّها الطائر البَهيّ…
أين أنت؟ وماذا تفعل؟ كيف ألقاك مجدداً وأنا لا أسمع منك خبراً ولا نغماً؟
أين أنت؟ أين ذلك اللحن الذي سكن مخيلتي كلما تراءت إليّ ذكراك؟
رأيتك مرة فكنت أملاً أتمسك به، ثم كلمتك بعدها فلم أجد منك إلا ما يجعلني أستلذّ رؤيتك مرة تلو الأخرى.
ولكن مهلاً، أين أنت؟ لم أعد أرى سوى عش فارغ افتقد صاحبه، ولم أعد أدري أأنت غاضب منّي؟ أكنت ضيفاً ثقيلاً أم أني لم أشعر بما في داخلك؟
أعلم أنّك تعاني، وصدّقني لم أكد أحلم أن تكون أقرب من عرفتهم إليّ حتى اختفى أثرك وطال غيابك.
إنّ في جعبتك كثيراً مما أحب، وقد رأيت فيك شيئاً لم أره في غيرك، ربما صدق، وربما طيبة، وربما حياة لقلبي النّائم!
أين أنت؟ لقد سمعت في كلماتك قولاً قاله الأقدمون وتخلى عنه المخضرمون، لقد قلت لي:” عوضتني عن غربتي، وأنت صديق من بلد ليس بلدي”.
دعني أقولها لك بصراحة، لا أعرف إن كان ذلك تملقاً أم حقيقة، ولكن ما أنا متأكد منه أن بعضاً من طيب الكلام ينسي كربة الحياة ولو كان تملقاً.
عد إليّ أرجوك! فأنا أعدّك ممن أحسن مجالسته، ولو لبضع دقائق. عد إليّ وشاركني أفكارك ومخيلتك وأيضاً عمق حديثك وغنائك.
أيّها السّنونو الغريب! بعض النّسمات تمحو أثر العثرات والصعوبات! وليست كل زهرة تفوح عطراً، فبعضها مؤذٍ وبعضها شفاء!
[1] – طالب دراسات عليا في الجامعة اللبنانية كلية الآداب والعلوم الإنسانية.