foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

الحوزة الدّينيّة المعاصرة في لبنان إسهامات في تعزيز اللغة العربيّة وآدابها

0

الحوزة الدّينيّة المعاصرة في لبنان إسهامات في تعزيز اللغة العربيّة وآدابها

 د. حسن محمد إبراهيم([1])

تمهيد

يحتلّ علماء الدين موقعًا متصدّرًا في مجتمعاتهم عمومًا، ولم يكن المجتمع الشيعي الاثني عشري بمعزل عن المجتمعات المتديِّنة، ولمّا كان لغيبة الإمام المعصوم(ع) في الفكر الشيعيّ الإمامي أثر عظيم على العديد من المستويات الفكريّة والعقائديّة والفقهيّة، فقد تصدّر علماؤهم المواقع المتقدّمة بتصدّيهم لاحتياجات الناس وقيادة الأمة وتوعيتها ونشر التّعاليم الدّينيّة حال غياب الإمام المعصوم(ع) من خلال الأحاديث الواردة عن الأئمة(عليهم السلام).

لقد أسّس علماء الشّيعة مدرستهم الفكرية وحلقاتهم التّدريسيّة في زمن مبكر من حياة الدّولة الإسلاميّة، فكانوا مندوبي الأئمة(ع) ووكلائهم في الأمصار، يجمعون مقاليد الحكم السياسي والإداري مع نشر التعليم حينًا، أو تنفصل مَهَمَّة التعليم الدّينيّ عن الولاية السياسية أحيانًا. وقد حازت الحوزة الدّينيّة المكانة المتقدمة في المجتمع الشّيعيّ، لجهة مكانة عالم الدّين من جهة، ولكونها المركز التعليميّ شبه الوحيد للطائفة الشّيعيّة حتى زمن متأخّر، بالإضافة إلى بعض الكتاتيب، على مدى عشرات العقود من جهة ثانية، حيث إنّه لم يكن هناك طرق علميّة غيرها، فكان على رأس كل من الحوزة الدّينيّة أو الكتّاب عالم دين يتولّى التدريس، ويعود الفضل لها بتخريج من هو ضالع باللغة العربيّة، سواء بالشعر، أو الأدب، أو البلاغة، أو غيرها من فنون اللغة العربيّة، وهذا ما كان حال الشّيعة في لبنان لناحية العلم والتعليم.

أوّلاً: الحوزات العلميّة السابقة في لبنان: علوم وتخصصات

ابتدأت الحوزة العلميّة في لبنان بتدريس مواد التعليم كافّة باللغة العربيّة، وذلك مع انطلاق حوزة جزين (حوالي 760هـ – 900هـ)([2]) التي أنشأها الشّهيد الأول محمد بن مكّيّ الجزينيّ وتُعدُّ الحوزة الأولى في لبنان. وكان السيد محسن الأمين (1284هـ/ 1865م – 1371هـ/ 1952م)، قد عرض في كتابه “أعيان الشّيعة” ما يزيد على خمسين تخصّصًا علميًّا لأعيان الشّيعة عمومًا([3])، يتخصّص أعيان “لبنان” بالأغلب الأعمّ منها، من حيث التنوّع مثل العلوم الدّينيّة، والأدبيّة، والعقليّة، والتّربويّة، إضافة إلى علوم التاريخ، والشّعر، والأدب، والجغرافيّة وغير ذلك، مع ذكر توصيفات الأعيان، من أمراء ورحّالة وعلماء ونسّابين، ما شكّل ركيزة أساسية لبنيان الحركة الفكريّة العامليّة، وانفردت بعض هذه المدارس بالزّعامة الدّينيّة إذ أصبحت المصدر الرئيس للإشعاع الفكري في العالم الشّيعيّ([4])، مع وجود أعيان عظام كالشّهيد الأول والشّهيد الثاني، والمحقّق الكركيّ والحرّ العاملي وغيرهم من الأعلام الذين ساهموا في بلورة حركة فكريّة علميّة وثقافيّة، قامت على مدى عصور متعاقبة، وكان لها ارتباط فاعل بالنّهضة العربيّة([5])، من خلال اعتناقهم المذهب الجعفريّ الذي يسمح للنمو المتزايد في حقل العلم والفقه لتفسير المظاهر المستجدة في الحياة([6]). لقد تميّز جبل عامل بالعلم والعلماء، وظلّ زاخرًا بالمدارس والعلوم المتنوّعة التي ساهمت في تعزيز العلوم الدّينيّة كالحديث والفقه وأصول الفقه وتفسير القرآن وعلم الكلام والثقافة العقائدية([7])، حيث إنها صبّت كلّها في خدمة اللغة العربيّة، لجهة إتقانها وتعليم قواعدها، كونها تشكل لغة التدريس. إلى ذلك، فقد شهدت الحوزة الدّينيّة وعلماؤها في جبل عامل تقدّمًا واضحًا في امتهان اللغة العربيّة بتشعبّاتها كافّة، فكانت بصماتهم الخاصّة واضحة وجليّة من حيث المعنى والأسلوب والقواعد الإملائيّة والإعرابيّة، ما يدلّ على عمق التّخصص بالكتابة والمضمون، وتاليًا استحواذهم على مَلَكة اللغة العربيّة إضافة إلى مَلَكة الشّعر، فبرع العامليون بنظمه في العلوم المتعدّدة، وعلى سبيل المثال، هناك منظومات للسيد جواد الحسينيّ الشقرائيّ (1164 – 1226هـ) في الرّضاع تقارب 140 بيتًا، وفي الخُمُس تقارب 80 بيتًا، وفي الزكاة تقارب 110 أبيات([8])؛ وللسيد حسن الأمين (1299 – 1368هـ)، وهو من أعلام القرن العشرين، منظومة في الرّضاع والاجتهاد والتقليد([9]).

كانت بعض مؤلفاتهم معتمدة في التدريس منذ زمن سابق في القِدَم ولا تزال، ككتاب “اللمعة الدمشقية” للشّهيد الأول، وكتاب “المعالم” لحسن بن زين الدين الشّهيد الثاني وغير ذلك، ولا يزال هذا الامتهان واضحًا وجليًّا في الحوزة الدّينيّة في لبنان. كما يُعِدُّ البعض أنّ هدف افتتاح الحوزة في لبنان حاليًا هو إعادة إحياء حوزة جبل عامل لما كانت عليه سابقًا من تقدّم علمي([10])، لا تزال آثاره قائمة حتى اليوم. يتميّز أبناء جبل عامل بمقدرتهم على نظم الشّعر، سواءً في أبواب الشّعر العامّة أو في بعض تخصّصات العلوم المتعدّدة، كما كانت عليه بعض الأراجيز تسهيلًا للحفظ ورسوخًا في الذّاكرة، هذا وقد ذكر السيد محسن في أعيانه نحو “719” عينًا عامليًّا([11])، منهم نحو “250” أديبًا وشاعرًا([12])، وقد احتلّت الحوزة العلميّة واقعًا أدبيًّا متميزًا لا سيّما في الشّعر، وكذلك بكتابات علميّة كعلم النّحو وعلم البلاغة وغيره، فالحوزة العلميّة الدّينيّة قائمة على إحياء اللغة العربيّة، وهي تمارَس بطريقة عمليّة، فلم تعد تلك اللغة علمًا آليًّا بل أصبحت هدفًا بذاته([13]).

ثانيًا: الحوزات العلميّة  المعاصرة في لبنان

تأسّست بعض الحوزات العلميّة المعاصرة في لبنان في وقت كانت فيه شبه معدومة، بعد اضمحلال الحوزات السّابقة والعريقة التي عرفها جبل عامل، ناهيك عن فقدان الجامع والمجمّع والمدرسة([14])، واستلزم التّخصص الدّيني بعدها الذّهاب إلى النّجف الأشرف أو قمّ المقدسة، فأعطى العديد منها بريقًا وأملًا لطلاب الدّراسات الدّينيّة بمتابعة تحصيلهم العلميّ في لبنان، من دون عناء السّفر، أو الكلفة المالية المتأتّية عن الدّراسة خارج الحدود، ومن تلك الحوزات التي نشأت في النّصف الثانيّ من القرن العشرين، المعهد الشرعيّ الإسلاميّ الذي يعود انطلاقته في العام 1967 على يد سماحة السيد محمد حسين فضل الله(قده)، ومعهد الشّهيد الأول(رض)، بمساهمة كلٍ من الشيخ محمد مهدي شمس الدين(قده) وأخيه الشيخ محمد جعفر في العام 1978، وتاليًّا كانت حوزة الرسول الأكرم(ص) في العام 1983، في وقت كان لبنان يشهد أعظم المحن الأمنيّة والعسكريّة، نتيجة الحرب الدّاخليّة واحتلال إسرائيل لمعظم الأراضي اللبنانيّة وجنوح الكثيرين من القيادات السياسيّة والفكريّة نحو الخضوع، والعمل على بث الفكر السياسيّ والثقافيّ المؤيد لها في السّاحة اللبنانيّة.

ويوجد اليوم في لبنان نحو ثلاث وعشرين حوزة دينية([15])، ناهيك عن بعض مراكز التدريس الدّينيّة، أو الدّراسة الفرديّة على عالِم متخصّص، وتتوزع تلك الحوزات بين بيروت العاصمة التي تضم اثنتي عشرة منها، والجنوب – جبل عامل – فيه تسع حوزات، والبقاع فيه حوزتان. ويقوم تداخل بين الإدارات في الحوزات كافّة وتنسيق جيّد بينهم، فهي على تواصل دائم، لذلك يسمح بانتقال الطلاب من حوزة إلى أخرى، مع احتساب سنوات الدراسة أو المقررات المعتمدة([16]).

  • نِتاج الحوزات العلميّة في تعزيز اللغة العربيّة

يمكن إلقاء الضوء في هذه الدّراسة على بعض المحاور التي تُعنى بتعزيز اللغة العربيّة في الحوزات العلميّة في لبنان، وإسهاماتها إن من حيث التأليف والنّشر أو من حيث مواد التّدريس ومنهج الدّراسة أو من خلال الإطلالة على تدريس اللغة العربيّة للطلاب غير الناطقين بها.

  1. النِتاج الكتابي للحوزات العلميّة في لبنان

يصدر في لبنان، بشكل عام، إصدارات كتابيّة وتأليفيّة واسعة بجوانب التأليف الكُتبُي كافة، لا سيّما ما يدخل منها في العلوم الإنسانيّة والنّظريّة، ويشكّل التأليف الدّينيّ والأدبيّ والسياسيّ، جزءًا مُهمًّا من هذه الفورة التأليفيّة الكتابيّة.

من هذا المنطلق، تؤدّي الحوزة الدّينيّة في لبنان، دورًا بارزًا في التأليف والكتابة، سواء بما تتبناه الحوزة مباشرة، أو ممن هم أساتذة فيها بمردود خاصّ، أو حتى من الطلاب الذين يتوجب عليهم الكتابة والتأليف، لا سيّما من هم في المراحل الدّراسيّة العليا أو بما يُسمى بحث التخرّج، وقد لا تخلو حوزة من إسهامات التأليف في اللغة العربيّة خلال موضوعات متعدّدة. فهذه المؤلفات باللغة العربيّة مع تعدّد اختصاصاتها، سواء الفردية الخاصة أو الصادرة عن الحوزة، إن في العقيدة أو الفقه أو البلاغة أو النحو أو التاريخ وغير ذلك، تساهم في تعزيز هذه اللغة، سواء بالنشر المحلّيّ أو الخارجيّ، وكذلك بالكتابة أو القراءة.

ويمكن ذكر بعض عناوين التأليف لعدد من العلماء الأعلام في الحوزات اللبنانيّة، على سبيل المثال لا الحصر، وذلك لعدم اتساع المقام لذكر التفصيل التأليفي للمؤلّفين كافّة، ومن أبرز من كتب وألّف في الحوزة باللغة العربيّة، الراحل السيد محمد حسين فضل الله، حيث تتعدى مؤلفاته المئة مؤلَّفًا في مواضيع متعدّدة من بينها دواوين شعر، والجدير ذكره أن السيد فضل الله كان قد أسّس حوزة المعهد الشرعي الإسلامي في بيروت، وعمل مشرفًا عامًا عليها ومُدرِّسًا فيها حتى لحظة وفاته. كذلك حال الرّاحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين، له من المؤلفات ما يفوق الواحد والثلاثين مؤلفًا في مواضيع شتى، عدا عن بعض الأبحاث المنشورة والمقالات المتفرقة، وهو أيضًا من المؤسّسين لحوزة الشّهيد الأول(رض) في بيروت أيضًا. والسيّد الراحل جعفر المرتضى العاملي حيث ألّف ما يفوق مئة وسبع مؤلَّفات، وكذلك هو مؤسس حوزة الإمام عليّ(ع) في بيروت. وغيرهم ممن أضاف إلى المكتبة الحوزوية التأليف باللغة العربيّة. من جهة أخرى، لم يغفل علماء الحوزة في لبنان عن التأليف أو استكمال ما بدأه الآخرون في اختصاص اللغة العربيّة، فكان للشيخ أحمد قصير العاملي كتابًا يشرح فيه الآجرومية إضافة إلى دروس في النحو، ما جعله كتابًا قيّمًا يعتمده الكثيرون من حيث الاطّلاع والمعرفة، أطلق عليه اسم “متن الآجروميّة ودروس في النحو([17])، يتضمّن تعريفًا بالنحو وشرح “الكلمة والكلام”، ومن ثَمَّ الدخول في قواعد الإعراب وغيرها.

  1. مجلّات الحوزات العلميّة في لبنان

بالإضافة إلى ما تقدّم، هناك نِتاجات كتابية تتعلق بالحوزة نفسها، فقد عملت حوزة الرسول الأكرم(ص)، على إنتاج بعض الكتب الثقافية، ككتاب “الحوزة العلميّة في فكر الإمام الخامنئي([18])، وإصدار خمس مجلاّت دورية باللغة العربيّة، وهي:

  • الحياة الطيبة: فصليّة، تخصّصيّة، محكّمة، تعنى بالاجتهاد والفكر الإسلاميّ.
  • الاجتهاد المعاصر: فصليّة، تخصّصيّة، محكّمة، تعنى بالاجتهاد الفقهيّ الإسلاميّ.
  • نجاة: فصليّة، بحثيّة، ثقافيّة، تُعنى بشؤون المرأة والمجتمع.
  • الكلم الطيّب: نصف سنويّة، بحثيّة تدريبيّة.
  • البشير: داخليّة، ثقافيّة، تُعنى بأخبار الحوزة العلميّة.

وعملت حوزة النجف الأشرف/ جبل عامل على إصدار مجلّة “رسالة النجف“، وهي إسلاميّة ثقافيّة فصليّة شاملة، أدرجت فيها العديد من الأبحاث التي تختصّ بمتعلّقات اللغة العربيّة وتشعّباتها من حيث الكتابة والأسلوب، وتأثير اللغة العربيّة في لغات العالم، ودراسة خاصّة في بعض الألفاظ وميزانها، إضافة إلى أبحاث أخرى([19]).

  1. المنظومات والأراجيز

اعتمدت الحوزة العلميّة، على مرّ مراحلها، العديد من الآليات والوسائل للحفظ والاختصار غير المخلّ بالمطالب المتنيّة الدرسيّة، منها الأراجيز والمنظومات الشّعرية للمتون الدرسيّة والمطالب العلميّة، فقد لوحظ انتهاج بعض الأساتذة والمدرّسين في الحوزة العلميّة هذه الآليات الفكرية للحفظ والمراجعة على خطى الماضين، ومن بين المعاصرين كان السيد الراحل جعفر المرتضى العاملي، فله ما يزيد على مئة وسبع مؤلفات، منها في التاريخ وقد برع فيه، إضافة إلى العديد من الموضوعات الأخرى، وله باع طويل في الشعر، وقد تميّز بتأليف كتابٍ شعريّ، سمّاه “دليل المناسبات في الشعر“، اختصّه لتأريخ بعض الأحداث والولادات والوفيات، نسقًا عما كانت عليه الحال سابقًا في قرى جبل عامل لحفظ تلك الوقائع والحوادث، ومن نماذج شعره، قصيدة في تأريخ ولادة توأمين:

هذي نرجس أم حوراء؟           جلّ الخالق للأشياء

إنّ الشبهة في الأشكال           وليس الشبهة في الأسماء

هذا خلق الله أروني                     أجمل منه في الأحياء

شبه يطغى أرّخ (كي لا          تعرف نرجس من حوراء)   1430هـ([20])

وفي تأريخ زواج لقريبين له يقول:

في يوم زال البؤس                       فيه وتبتهج النفس

فيه أرخنا (حقاً                          للقمر تزف الشمس)   1427هـ([21])

وفي تأريخ وفاة الشيخ محمد تقي بهجت(قده)، يقول:

سهام الدّهر قد أصمت قلوب الـ          عباد وفي اتون الحزن زجت

ومن دمها العيون نزفن لما              ببركان الأسى الأرواح ضجَّت

… إلى أن يختم:

فيا نعمى لأرواح تسامت          ويا بؤسى لمن صدت ولجَّت

وطوبى للضمائر وهي ترعى     مدى التاريخ (عهد الشيخ بهجت) 1430هـ([22])

كذلك، كان للسيد حسن حسين الكحم([23]) كتاباته الشّعريّة، إذ اعتمد أسلوب الأراجيز والمنظومات لسكب المتون الدرسيّة، في الفقه والأصول والمنطق وعلم العروض، في قوالب شعرية منها:

  • ألفية الزبدة([24]): في الفقه، تجاوزت الثلاثمائة بيت شعري، إلى حين كتابة هذه الدراسة، جمعت أبواب التقليد والاجتهاد والصلوات والمياه والمطهرات والنجاسات وغيرها، وهي غير منشورة، إنّما يعمل على تدريسها في الحوزة من أجل تسهيل الحفظ، ومنها هذه الأبيات:

أقول في بداية الألفية                 باسم الإله خالقِ البريّةْ

ثُمّ الصلاةُ الواجبةُ عليّا               لأحمدٍ فالمرتضى عليّا

ففاطمَة البضعةُ الزكيّةْ                فالعترةُ الطاهرةُ النقيّةْ

فالصحبةُ المنتجبةُ التقيّةْ          الراضية من ربّها مرضيّةْ

منظومتي أقولُ للتبيينِ              موجزةٌ عن زبدة الخُمَيْني

البالغُ إنْ لم يكن مجتهدا          أو لم يحِطْ للاحتياط موردا

وجَبَ عليه أن يكون مُقَلِّدا           لمرجع حيٍّ عليه اعتُمدا

ورعٍ تقيٍّ حافظٍ لدينِهِ                    برٍّ زكيّ صائنٍ لنفسِهِ

فإنْ ترى يومًا له نسيانُ                 أو ضلَّ عن لُبابِه بيانُ

عرّجْ إلى الفُتْيا لغير عالمْ         وخذ الفتاوى من لبيب فاهمْ

فإنْ فَعَلتَ تكسب المغانِمْ           مُبَرّأٌ منَ المعاصي سالِمْ

  • منظومة المعالي: وهي في عقائد الشّيعة الإمامية، بلغت 84 بيتًا، نظمها السيد الكحم على ما جاء في كتاب “دروس في العقيدة الإسلامية([25])، لآية الله مصباح اليزديّ في العقيدة، تناول فيها الرؤية الإماميّة الاثني عشريّة للإلهيّات من الأفعال والصفات وعصمة الرسل(ع) والأئمة(ع) وأفضليّتهم وأصول الدّين لديهم والمبادئ، وقد اخترنا منها بعض الأبيات لوضوحها في مخالفة ما عليه الأشاعرة والمجسّمين من الصفات الإلهية، ومن أبياتها:

عليمٌ قادرٌ حيٌّ بذاتهْ                   رؤوفٌ رازقٌ صفة الجمالِ

وليس مُرَكّبًا الله ذِهنًا                   فلو كان لآل إلى زوالِ

وليس الشرّ من أفعال ذاتهْ             فليس الشرُّ من شيم الكمالِ

أُنزّه ربَّنا عن كلّ رؤية                   بدارِ الخلد أو دار الزوالِ

فلو كان الإله يُرى بوجه          تُراه من الجهات الخمس خال؟!

عرفناه كذلك من هُداةٍ                 وأهل الذكرِ بل هم خيرُ آلِ

  • منظومة المنطق: من المسلّم أنّ لعلم المنطق أهميّة بالغة حتى صار رئيسًا في المقدّمات، فقد حازت محاضرات الشيخ الراحل محمد رضا المظفر في المنطق أولوية منقطعة النظير في الحوزة العلميّة، ألى أن جُمِعتْ في كتاب سُمّي “المنطق”([26])، وقد عمد السيد الكحم إلى نظمه في قالب شعري يشمل محتويات الكتاب ومضمونه، يأتي في مطلعه:

رؤوسُ كلّ علمٍ قُلْ ثمانيةْ        يُجلى بها وتتضح معانِيَهْ

من اسْمه وحدّه ومن وضع         من أيّ علم ورتبة وقع

  • منظومة علم العروض: من الواضح والمسلّم والجلي أن الجامع والحاكم لآلية المنظومات والأراجيز الشعريّة هو علم العروض، ولكي يصار إلى فهمه والانتفاع به لم يسلم هذا العلم من القرض، فقد قام السيد الكحم بجمع مطالبه في منظومة شعرية تبلغ نحو عشرين بيتًا أسماها “اللحاظات الثمانية”، ليكون متنًا يُصار إلى حفظه بسهولة، وقد اخترنا منها أبياتًا جمعت المصطلحات العروضيّة السّتة مع التفعيلات الثمانيّة والبحور السّتة عشر، وهي:

فعولُنْ طويلٌ متقارِبْ                            والمُحدَثُ فَعِلُنْ للراغِبْ

رَجَزَ السريعَ بسيطٌ منسرِحْ مُجْتثْ    رملُ المديدِ خفيفٌ مضارع يورِثْ

والهزج مفاعيلن كرّرْ                                ومفاعَلتُن بحرٌ وافِرْ

متفاعلن الكامل كامِلْ                             مفعولاتُ اقْتضبَ الآمل

  1. المواقع الإلكترونيّة للحوزات العلميّة في لبنان

تماشيًا مع التطوّر العلميّ، ومواكبة لوسائل التواصل الاجتماعيّ والاستفادة منها، أنشأت حوزة الإمام الرضا(ع) في بيروت، موقعًا إلكترونيًّا خاصًا بها([27])، يعمل على نشر دروس الشّيخ الرميثيّ، سواء الصوتيّة منها أو الخطية باللغة العربيّة.

أمّا على صعيد إصدارات حوزة بقية الله الأعظم(عج) في جبل عامل، فقد عملت على افتتاح مركز للأبحاث المكتوبة، فأصبح لزومًا على طلابها تقديم بحث مكتوب يتراوح ما بين 20 و 60 صفحة بعد أن يكون قد درس مادة منهجيّة كتابة البحث، وذلك حسب المرحلة الدّراسيّة للطالب وبالتنسيق مع الإدارة، ويترك للطالب اختيار عنوان البحث. وكذلك أنشئتْ صفحة على Facebook خاصة بالحوزة([28])، تُنشر عبرها الموضوعات المتعدّدة وكل ما يتعلق بالمواد التّدريسيّة من فقه وأصول وعقيدة ولغة عربية وفلسفة وغير ذلك، إضافة إلى نشر أبحاث الأساتذة والطلاب إذا حازت على الأهليّة لذلك.

وعملت الحوزة نفسها على افتتاح مركز معاصر متخصّص بالشؤون العامّة من سياسة واجتماع وما يتعلق بالوطن والأمة، يُعنى بتهيئة المبَلّغ من الناحية السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة، ومنها الإحاطة المعرفيّة بالعدو، وتسليط الضوء على سياسته وأهدافه، كذلك يُعنى بالوعيّ الاجتماعيّ والاطّلاع على وسائل التبليغ الحديثة.

  • تدريس اللغة العربيّة وتشعّباتها في الحوزات العلميّة

بعد النظر في واقع الحوزات في لبنان في الوقت الراهن، نجد منهجَيْن معتمدَيْن في تدريس العلوم الدّينيّة، منهج يعتمد نظام المقررات، حيث يراه البعض أنّه المنتج والأفضل([29])، وهو باقٍ على أصوله من حيث التّدقيق والتّمحيص والرّجوع إلى الدرس البحثيّ التّدقيقيّ والغوص في العمق، ومنهج آخر يعتمد نظام السنوات الدّراسيّة، تماشيًا مع التطور العلمي والمنهجيّة الحديثة مشابهًا لما هي عليه الجامعات الأكاديميّة. فيما خصّ المنهج الأول، وهو الأغلب من حيث اتباعه في معظم تلك الحوزات، الذي يتّبع التقليد السّابق في نمط التّدريس، فيعتمد على الانتهاء من المتن المقرر بنجاح لترفيع الطالب إلى مقرر أعلى منه مستوى، وقد تلجأ بعض الحوزات إلى اعتماد نظام المقررات المقترن مع السنوات الدّراسيّة، سواء بالمقدمات أو السطوح الأولى أو الثانية، كما هو حاصل في مركز الدراسات الإسلامية لفقه أهل البيت(ع)([30]). أما المنهج الثانيّ، فيعتمد السّنوات الدّراسيّة للترفيع، وذلك بتقسيم المادة على سنوات دراسيّة محددة، فيلتزم الطالب بوقت دراسي محدد من أجل الانتهاء من منها، وهذا ما هو حاصل في حوزة الرّسول الأكرم(ص)، بعد تحويلها إلى فرع من فروع جامعة المصطفى(ص) العالمية، وهي جامعة أكاديمة حديثة نسبيًّا، تأسست منذ ما يقارب 15 سنة في إيران، وكانت محصّلة دمج مؤسستين تعليميتين كبيرتين تُدرّسان العلوم الدّينيّة، هما “المنظمة العالمية للحوزات خارج إيران” و”مركز العالم الإسلامي للعلوم الإسلاميّة (مركز جيهاني)”. من ناحية أخرى، يرى القيّمون على الحوزات أن اللغة العربيّة في الحوزات الدّينيّة هي في موقع متقدم، وذلك لضرورات الدّراسة، فلا يمكن دراسة كتاب “اللمعة الدمشقيّة” بما يحتوي على سبك عميق، في حال لم يكن الطالب على دراية وعلم وافيَيْن لذلك، وهو بحاجة إلى تخصّص في اللغة العربيّة لإمكانية شرحه أو فهمه. وتأتي العناية باللغة العربيّة في الحوزة الدّينيّة بالدرجة الأولى، من أجل فهم النصوص([31])، وأما إيصال الفكرة للناس فغير مرتبط بالقواعد اللغويّة، سواء النّحوية أو الإعرابية بشكل مباشر، وذلك بحسب مستويات الفكر لدى العامة، وقد يلجأ العالِم إلى اعتماد اللغة العاميّة أحيانًا في إيصال فكرة ما، لكونها تتناسب مع الفئة المنويّ مخاطبتها أو لمناسبة الخطاب، مع إمكانيّة تدنّي عناية الطلاب باللغة العربيّة عما كانت عليه سابقًا، وذلك بسبب الوصول إلى قواعد اللغة عبر الوسائل الحديثة([32]). إنّ الدّراسة في الحوزة الدّينيّة لا سيّما في اللغة العربيّة هي دراسة عميقة وواسعة، وهي في موقع متقدّم وجيّد وتحافظ على مستواها العالي، ولا يوجد خوف عليها على الرّغم من وجود معاناة أثناء قبول الطلاب الجدد لما يعانونه من عدم اعتناء باللغة العربيّة أثناء مراحل الدّراسة المدرسيّة، لذلك تعيد الحوزة تدريس مبادئ اللغة العربيّة من منطلقاتها الأولى، وهي تختلف عن سواها من الصّروح العلميّة الأخرى التي تدرّس اللغة من أجل المعرفة، بل إنّ الحوزة تدرّس عمق اللغة ليصبح عالمًا بها([33]). يرى المدير العام لحوزة الإمام الهادي(ع)، الشيخ ناجي طالب، أن سبب امتلاك الشيخ بعامة القوة في البلاغة يعود إلى أسباب عدة، منها حفظ أجزاء من القرآن الكريم، إضافة إلى حفظ العديد من الخطب والروايات والأحاديث المروية عن أهل البيت(ع)، فهي تعطي الشيخ قوة في الفصاحة والأدب والبلاغة([34])، كما يرى أن مضمون المقررات هو نفسه منذ مئات السنين، وقد جرت محاولات حثيثة لإعادة هيكلة كتب النحو ولم تفلح، فاستمرت على ما هي عليه. ويمكن تقسيم مواد التدريس باللغة العربيّة إلى قسمين، قسم يتعلق بالطلاب العرب، وقسم آخر يتعلق بالطلاب غير العرب.

  1. تدريس اللغة العربيّة بين الحاضر والماضي

إن لكل زمان ومكان أسلوبه وتقنياته المتماشية مع العصر، فيفيدان المراكز التّدريسيّة على تعدّد تخصّصها في إيصال المضمون والمفهوم إلى الطلاب، ومنهم إلى المجتمع الذي يعيشون فيه، ومن هنا يمكن اعتبار أن الأسلوب التّدريسيّ السّابق لم يعد يتناسب مع التطور الحاصل في العالم، إن لجهة العلوم أو لجهة التقنيات، ما يؤثر بشكل أو بآخر على المستوى التفكيريّ والعلميّ للطلاب، باعتمادهم بعض التقنيات كالحاسوب وشبكات التّواصل والاطّلاع على كلّ جديد علميّ. إنّ هذا التطور الحاصل لا يشكل تغييرًا في مضمون اللغة العربيّة، منذ أن كانت عليه في القِدَم وصولاً حتى يومنا هذا، فلا تزال القواعد الإعرابيّة راسخة كما كانت، كذلك الإملاء والبلاغة، مع إمكانية دخول مصطلحات جديدة تبعًا للتقدم الحاصل تأتي من خلاصة علوم مشتركة في ما بينها كالكيمياء والفيزياء، وعلوم الطب، والجيوسياسية، والجيوستراتيجية وما إلى ذلك من علوم جديدة.

إن التطوّر الحاصل لا يحول بين الارتباط الوثيق للّغة العربيّة بقواعدها الإعرابية وفهم النص في المواد التّدريسيّة المتعدّدة، كالضمائر في بعض العبارات في مادة الفقه ليستخلص منها الحكم الفقهيّ. يجد العديد من القيّمين على التعليم في الحوزات، أنه يصعب نظم الأحكام الشّرعيّة شعرًا، كما كان النظم سابقًا إلا ما ندر، وذلك لعدم توفّر الفقيه الشاعر الذي يعطي وقتًا لذلك النظم، حتى وإن برز عالم أو اثنان فهذا لا يعطي طابعًا عامًّا لذلك، في حين أن مضمون الأحكام يمكن إيصاله بطريقة الشّرح الميسّر مع الاستحصال على النتيجة المرجوة من ذلك.

  1. تدريس اللغة العربيّة للطلاب الناطقين بها

تأتي اللغة العربيّة في طليعة لغات التدريس المعتمدة ضمن الحوزات الدّينيّة في البلاد العربيّة، وقد تكون هي اللغة الوحيدة في تلك الحوزات، بعد اعتماد المقررات والمتون المكتوبة بهذه اللغة، وإذا ما نظرنا إلى الحوزة الدّينيّة في لبنان نجد أن هذه اللغة هي الوحيدة المعتمدة، إن من حيث القراءة، أو الكتابة، أو الشرح، أو حتى المتون المعتمدة فيها. يوجد تشابه كبير في مقررات مادة اللغة العربيّة والبلاغة بين الحوزات اللبنانيّة، وهي موزّعة بين النحو الواضح، وقطر الندى، وشرح ابن عقيل لألفية ابن مالك، مع إمكانية دخول بعض الموادّ الأخرى المتنوّعة بين حوزة وأخرى. فعلى سبيل المثال، تعتمد أغلب الحوزات نظام المقرر حتى اختتامه بشكل تامّ([35])، أمّا الموادّ المعتمدة في تدريس اللغة العربيّة فهي([36]):

  • النّحو الواضح([37]): يُدرّس لمدة 6 أشهر تقريبًا، وهي مدة طويلة نوعًا ما، من أجل إعداد طالب متمرس باللغة العربيّة، ولكي يصبح مؤهّلًا للموادّ اللاحقة ضمن المضمون نفسه كقطر الندى، وشرح ابن عقيل، أو شرح ابن الناظم.
  • دورة إملاء عربيّة تختصّ ببعض القواعد الإملائيّة والإعرابيّة، كقواعد كتابة الهمزة بحالاتها المتعدّدة.
  • شرح قطر النّدى وبلّ الصدى([38]): يُدرّس لمدة 8 أشهر تقريبًا، مع تطبيق عملاني مكمّلًا لما كان قد حصّله في المقرر السّابق.
  • شرح ابن الناظم أو ابن عقيل لكتاب ألفية ابن مالك: يُعْتمد أحد المقرَّرَين وفق ما يطلبه الطلاب بالتنسيق مع الإدارة والأستاذ، بما هو عليه واقع الطلاب في اللغة بعد الانتهاء من المرحلة السّابقة، وتستمر الدّراسة في أحد هذين المقرَّرَين لمدة سنة ونصف.

من الجدير ذكره، أن شرح ابن الناظم يعدُّ أشدّ صعوبة من شرح ابن عقيل لاحتوائه الكثير من العقليات([39])، ولكن هذا لا يقف عائقًا أمام تدريسه، بعد النظر في مستوى الطلاب من حيث اكتسابهم علوم اللغة العربيّة ومدى التفاعل معها، في حين أن كتاب شرح ابن عقيل يرتكز على النحويات.

ويمكن اعتماد كتاب “الآجرومية“، وبعض الأبواب من كتاب “مغني اللبيب([40])، وكتاب “شذا العرف في فن الصرف([41]) في بعض الحوزات([42]). إضافة إلى تلك المواد، هناك متون تتعلق بالبلاغة([43])، وهي:

  • البلاغة الواضحة([44])/ جواهر البلاغة([45])
  • مختصر المعاني للتفتازاني([46])

بعد الانتهاء من متن شرح الألفية، إضافة إلى الدّورات التّخصصيّة بالصّرف، يكون الطالب قد أنهى مادة اللغة العربيّة بمدة ثلاث سنوات ما يجعل منه متمرّسًا بها وضليعًا بعلومها. في حين تضيف حوزة الرسول الأكرم(ص)، بعض كتب التّدريس في اللغة العربيّة، ككتاب “مبادئ اللغة العربيّة”، الجزءين الثاني والرابع. وتتوزع هذه المواد على مدى السنوات الدّراسيّة الأولى لمرحلة الإجازة، كما يمكن تدريس كتاب “قطر الندى” أو غيره للطلاب الذين يرغبون بدراسة خاصة في اللغة العربيّة، وذلك باختيارهم مع إرشاد اللجنة المعنيّة، بعد التشاور في العناوين والموضوعات والكتب المنوي دراستها. ومن طرق فرض إتقان اللغة العربيّة على الطلاب، لجأت بعض الحوزات إلى دراسة كل ما كُتب عن اللغة العربيّة من أجل يصبح الطالب عالمًا بها([47])، وهو ما تعتمده حوزة الإمام علي(ع)، كما تعتمد الحوزة نظام المقررات في الترفيع وليس السنة الدّراسيّة، وهو متقارب مع منهج حوزة النجف. تعمل الحوزة على إبقاء العلم كعلم قائم بذاته، وبالتالي يمكن لأيّ طالب حوزويّ أن يصبح أستاذًا في النحو([48]). وقد ألزمت طلابها بمشروع كتابة الأبحاث المتنوعة، بما فيها تلك التي تتعلق بأصول اللغة العربيّة تحت إشراف المديريّة التعليميّة في الحوزة. ويلتزم طلاب حوزة الإمام علي(ع) النطق باللغة الفصحى أثناء الحصص الدّراسيّة بعيدًا من اللغة العامّية، بالإضافة إلى المضمون من حيث الكتابة والبحث، كما حافظت الحوزة على تقاليدها الثقافيّة العربيّة وموروثاتها، وتعدُّ من أكثر الحوزات تشدّدًا من حيث المادة والمضمون. من جهة أكاديميّة أخرى، فإنّ حوزة الرّسول الأكرم(ص) – جامعة المصطفى(ص) العالمية – تعمل على فتح مرحلة الماجستير في اللغة العربيّة لحملة الإجازة في اللغة العربيّة، أو للمتخصّصين من علوم أخرى بعد إجراء سنة تحضيرية.

قد يبدي البعض تخوّفًا في المدارس الدّينيّة من اتّباعها نظام الدراسة الجامعي الأكاديمي، لذا حاذرت جامعة المصطفى من هذه النقاط، وأهم ما يمكن الخوف منه هو التلقين، بأن يكون المحور هو الكتاب، والمتن الدراسي لا العلم، وعدم شيوع النزعة البحثيّة، لذلك عملت الجامعة على تعزيز المستوى البحثيّ لدى طلابها منذ السّنة الدّراسيّة الأولى، فهي تفرض على طلابها بحثًا علميًا متكاملًا بين اللغة والمضمون، لبعض المواد الدّراسيّة في كل فصل دراسيّ، لتدريبهم على كتابة بحث التّخرج في مرحلة الإجازة، ومن ثََّ كتابة رسالة التخرج في مرحلة الماجستير التي تُعدُّ شرطًا للتخرج، وهذا ما يفيد في اتقان اللغة العربيّة قراءة وكتابة ومضمونًا، إضافة إلى إمكانية إعداد عدد من الطلاب ليكونوا أستاذة باللغة العربيّة ومدرسين لها([49]). ومن الأمور المخيفة لدى الحوزات، أن تأتي السّقوف الزّمنيّة على حساب المتون الدّراسيّة، فيأتي الترفّع إلى السنة الدّراسيّة التالية على حساب البناء الفكريّ والعلميّ المتين للطالب، بالتالي تزيل الخشية من أن توجِد هذه المنهجية مثقّفًا لا متخصّصًا، ومُبلِّغًا متعلّمًا لا عالمًا. وقد نجحت جامعة المصطفى(ص) من دمج السّقوف الزّمنيّة التي لا بد منها في مراحل التدريس مع المتون الدّراسيّة، كي لا يقع الطالب في آتون المادة سنوات طويلة على حساب المتون التالية في المرحلة اللاحقة([50])، فكان تقسيم السنوات الدّراسيّة متناسبًا مع مضمون المتون ومراحل الترفيع. وفي ما يتعلق بالمتون الدّراسيّة في مادة اللغة العربيّة، ففي كلا المنهجين، هناك مواد التدريس متقاربة جداً من حيث المضمون، لا بل قد تكون هي نفسها في معظم الحوزات.

  1. تدريس اللغة العربيّة لغير الناطقين بها

استطاعت الحوزة في لبنان استقطاب طلاب غير عرب وتدريسهم العلوم الدّينيّة على مدى عقود من الزّمن، بما في ذلك من جهد وعناء في أن يستطيع غير العربي من الانخراط في الحوزة ودراسة المتون باللغة العربيّة، وهو أمر شاق على الطالب والحوزة في آن معًا، وأتت نتيجة التّجارب والخبرة المتواصلة والعمل على تحسين مستوى الأداء، من أن يتابع هذا الطالب غير العربي الدّروس الحوزويّة، لا بل أن يبرع فيها وينافس في بعض الأحيان الطلاب العرب في تلك المتون([51])، وهذا ما يسجلّ بادرة متميّزة لبعض الحوزات في لبنان على هذا الصعيد، ومن خلاله وبشكل تلقائي تُدرّس اللغة العربيّة ونشرها عبر الطلاب، غير أن العديد من هذه الحوزات ولأسباب وظروف خاصة لم تعد قادرة على استيعاب هؤلاء الطلاب.

ومن الحوزات التي لا تزال تستقبل هؤلاء الطلاب، حوزتان مشهورتان في هذا المضمار، هما حوزة الرسول الأكرم(ص) في بيروت، وحوزة بقية الله الأعظم(عج) في منطقة النبطية جبل عامل/ جنوب لبنان، في القسم المعني بهذا الشأن والذي أطلق عليه تسمية معهد بقية الأوصياء(عج)، أكبّ على تدريس الطلبة لغير الناطقين باللغة العربيّة.

الجدير ذكره، أن الحوزات الدّينيّة في لبنان، تدرّس المواد العلميّة كافة باللغة العربيّة، سواءً للناطقين بها أو لغيرهم، من دون اعتماد أي مقرر فيها بغير هذه اللغة، حتى وإن اقتضى تدريس بعض المواد لمؤلفين غير عرب فإنها تُترجم ويُعلق عليها، مع السّعي الدائم لجعل هؤلاء الطلاب يتأقلمون بواقع اللغة العربيّة والتمرّس بها من خلال القراءة أو الكتابة أو الخطابة.

لقد بلغ عدد طلاب حوزة الرسول الأكرم(ص) نحو 440 طالبًا([52])، في العام الدّراسيّ 2018/ 2019، بينهم نحو 180 طالبًا غير عربيّ من نحو 57 بلدًا، كما بلغ عدد طلاب معهد بقية الأوصياء(عج) نحو 200 طالب في العام الدّراسيّ نفسه، من 41 جنسية مختلفة، إضافة إلى انضمام طلاب ذات الجنسيّات الأجنبية إلى حوزة بقية الله الأعظم(عج) ذات الأصول العربيّة أو اللبنانية، حيث يتابع هؤلاء دراستهم في القسم المتخصص بالطلاب العرب واللبنانيين.

ينتمي الطلاب غير العرب إلى جنسيات عالمية متعدّدة، يمكن إدراجها في خانة القارّات العالميّة الخمس:

  • آسيا: إيران، تايوان، الصين، الهند، تايلند، أفغانستان، باكستان، كمبوديا، الفليبين، مينمار.
  • أوروبا: فرنسا، بريطانيا، الدانمارك.
  • أفريقيا: الكاميرون، السنغال، النيجير، غانا، غينيا بيساو، وغينيا كوناكري، الكونغو برازافيل، والكونغو كينشاسا، مالي، غامبيا، نيجيريا، أثيوبيا، بوروندي، سيراليون، زيمبابوي، مدغشقر، مالاوي، كينيا، تانزانيا، ساحل العاج، توغو، راواندا، بوركينا فاسو، بينين، أفريقيا الجنوبية، أوغندا.
  • أميركا: كندا، الولايات المتحدة الأميركية، فنزويلا.
  • أوقيانيا: أندونيسيا، أستراليا.

مع بدايات استقبال الطلاب غير العرب، لم يكن هناك برنامج تدريسيّ واضح المعالم، فكان التدريس يحصل بشكل عفوي دون تخطيط([53])، ما جعل منه تجربة صعبة سواء على الإدارة والطلاب معًا، عملت الحوزة بعدها على لجم الثغرات المتأتية من منهجية التدريس وموادها، وباشرت باعتماد برامج تعليميّة في اللغة العربيّة لغير الناطقين بها تتناسب مع فهم الطلاب لها، تبدأ مع لحظة استقبال الطالب حتى مرحلة التخرج، بما يجعله متمكنًا منها، سواء من حيث الكتابة أو من حيث القراءة أو من حيث الخطابة، وبما يتشعب عنها من فنون كالقواعد والنحو والأدب والبلاغة. وبعد سلسلة مراجعات ودراسات من إدارة حوزة الرسول الأكرم(ص)، اعتمدتْ سلسلتين تعليميتين، هما:

  • سلسلة “كنوز“: في اللغة العربيّة وقواعدها، وهي على 6 مستويات، ومعتمدة في العديد من البلدان التي تدرّس اللغة العربيّة.
  • سلسلة “العربيّة بين يديك“: وهي بمستوى أعلى من الكنوز، وعندما وجدت الحوزة أنها تتضمن نصوصًا لا تتوافق مع منهجها، عملت على تعديلها وفق الإطار العام لمنهج الحوزة الدّينيّة.

في بداية مرحلة الدراسة لغير الناطقين بالعربيّة، يأتي تدريس الأحرف الأبجدية العربيّة ومخارجها مع رسم الحروف، باعتماد حرف أو أكثر في كل درس تطبيقيّ، إضافة إلى تطبيقات رسوميّة بدائيّة لتعريف الطالب على بعض المعاني المتداولة في الحياة اليومية، وقد شكلت “سلسلة كنوز” المدماك الأول لهذه الدروس، فهي تأتي بشكل مبسط جدًا، يسهل على الطالب الأجنبي التأقلم معها، وفهم الحروف والكلمات ومعانيها. عند الانتهاء من تدريس هاتين السلسلتين، يكون الطالب قد أصبح مؤهلًا لدراسة مختلف المواد الحوزوية باللغة العربيّة، فيتابع النّظام التّدريسيّ المعتمد في الحوزة. وبعد الانتهاء من المستويين السابقين، ينتقل الطلاب غير العرب إلى الدروس العربيّة المتخصصة،  في كتاب “مبادئ العربيّة” بجزءين([54]):

  • مبادئ العربيّة: الجزء الثاني./ مبادئ العربيّة: الجزء الرابع.

بعد دراسة معمّقة للعديد من الكتب ذات الموضوع نفسه، بالإضافة إلى الأجزاء الأربعة من كتاب المبادئ، وجدت معاونية التعليم في الحوزة أن الجزءين الثاني والرابع هما الأنسب للتعليم، اللذَيْن يتكيّف معهما الطالب غير العربي، من حيث المضمون والأسلوب وسهولة إيصال اللغة العربيّة إلى الذهن([55]). كذلك يُدّرّس تطبيق إعرابي، من غير اعتماد كتاب محدد في هذا الموضوع، يأتي من خلال تطبيقات عامة مختلفة، بين إعراب آيات قرآنيّة أو أبيات شعريّة أو نصوص أدبيّة.

الجدير ذكره، أنّ كلتا الحوزتين – حوزة الرسول الأكرم(ص) وحوزة بقية الأوصياء(عج) – تعتمدان نظام الفصل بين تدريس الطلاب العرب وتدريس الطلاب غير العرب، بسبب طبيعة اللغة وحفاظًا على خصوصية كل منهم تبعًا لنظام الدراسة المعتمد في كل بلد، مع الأخذ بالحسبان البيئة المجتمعية المختلفة بين هاتين الفئتين من الطلاب. وهناك أيضًا مادة تحليل نصوص أدبية، إضافة إلى مادة البلاغة الواضحة. وفي موازاة هذا البرنامج التّدريسيّ، يُدَرسون المواد الحوزويّة الأخرى، كالفقه والأصول والمنطق والعقائد وغير ذلك، وتدرّس كل تلك المواد باللغة العربيّة. يجري التواصل بين هؤلاء الطلاب باللغة العربيّة الفصحى في حال كانوا من دول متعدّدة، كذلك حالهم في التواصل مع الأساتذة والطلاب العرب، حتّى إنّ اللبنانيين يتواصلون بالطريقة نفسها مع الطلاب غير العرب، مع إمكانيّة تصحيح اللغة المنطوق بها من حيث الإعراب أو المعنى، وهناك إمكانية لاعتراض الطلاب على الأستاذ في حال اعتماده اللغة العامّيّة أثناء شرح الدرس، أو الحديث معهم. أما بالنسبة إلى حوزة بقية الأوصياء(عج)، فقد اتبعت نظامًا خاصًّا بها، استخلصته بعد عدة تجارب في سنوات دراسيّة عديدة، يقوم بداية على مرحلة “الاستقدام والتصنيف”، يبدأ في مرحلة ما قبل استقبال الطلاب غير العرب في المعهد، وتتضمن هذه المرحلة ثلاث خطوات:

  • تقييم مستوى الثقافة العامة لدى الطالب، عبر استمارة معدّة لذلك.
  • امتحان في النحو.
  • مقابلة شفوية.

بناءً على التقييم السّابق، يُفرَز الطلاب إلى ثلاثة مستويات. وفي حال معرفة بعض الطلاب باللغة العربيّة، يُنقلون إلى الدّراسة الحوزويّة مباشرة بما تتضمن من مواد ومتون تدريسيّة. ويجري تقسيم الدروس في المرحلة التّدريسيّة الأولى، لإتقان الطالب اللغة العربيّة إلى حلقة صباحيّة وحلقة مسائيّة. تتضمن الحلقة الصباحيّة أربع حصص، هي:

  • مشاهدة الصورة والفيديو: يجري عرض صورة ما، مع تسجيل صوتي متكرر لمضمون الصورة، بالإضافة إلى مشاهدة رسوم متحركة مقترنة بالصوت، وهي الحروف وبعض الصور، وذلك من أجل توضيح رسم الحرف مع لفظه، أو توضيح صورة ما مع اللفظ والكتابة، وقد تُمَرر بعض الأناشيد باللغة الفصحى، من أجل اكتساب بعض الكلمات والعبارات التي تستقر في الذّهن مع التكرار.

لقد تتكرر هذه الخطوة لغير مرة في الحصة الدّراسيّة نفسها، من أجل معرفة الطالب للأحرف والصور وبداية النطق بالكلمات.

  • مبادئ النحو: تشمل قراءة الصور، من حيث قراءة الحرف والكلمة بشكل سليم.
  • الإملاء والإنشاء الكتابيّين، وذلك لتمرين الطالب على الكتابة والتعبير.
  • القراءة والمحادثة بالفصحى.

أمّا الحلقة المسائيّة فتتضمن:

  • قرآن كريم: تعلّم قصار السّور، وتهدف إلى تعلّم القراءة السّليمة ورسم الكلمات ومعانيّ الآيات.
  • تطبيقات محادثة وكتابة خطية.

بالإضافة إلى تلك الحصص، هناك مرحلة تمهيديّة تدريسيّة تشمل المواد الآتية:

  • فقه مبسط./ 2) عقيدة مبسطة./ 3) سيرة مبسطة./ 4) ولاية الفقيه./ 5) النحو الواضح الابتدائي.

تمتد هذه المرحلة الدّراسيّة على مدى سنتين ليتمكن بعدها الطالب من القراءة والكتابة والتعبير بلغة سليمة تؤهله لمتابعة الدروس الحوزوية المعتادة في مرحلتي المقدّمات والسطوح، وينبغي أن تكون نسبة النجاح فيها 16/ 20 من أجل الترفيع، ومن لم ينل هذا المعدّل يُعتَذر منه على عدم القبول لمتابعة الدراسة الحوزوية.

الخاتمة

يُعِدُّ البعض أن خُمس المؤلفين الناجحين في العالم الشّيعي هم من أهل جبل عامل([56])، لما تميّزوا من علم وبلاغة وتأليف ونشر، ولما حازت مؤلفاتهم التّدريسيّة من أهمّيّة في العالم الإسلامي كاللمعة الدّمشقيّة للشهيد الأول، ووسائل الشّيعة للحر العاملي. ويُعِدُّ بعض العلماء في لبنان، أن الحوزة العلميّة في لبنان أفضل من الحوزة في قم والنجف من حيث المجموع العام للتقديمات، بما تشمل الرعاية التربوية والمادية، أما من الناحية العلميّة فهي متساوية مع كلتي الحوزتين([57]). في حين يطلب السيد علي حجازي من الآخر أن ينظر إلى الحوزة لمعرفة ما يكون فيها، وما تعتمده من مناهج تعليميّة قبل أن يحكم عليها، لأنه قد لا يرى أمامه إلا الشيخ الضعيف، فينسى أن الحوزة هي تراث علميّ تفسيريّ عقائديّ فلسفيّ، كما يرى في الوقت عينه أن الحوزة بحاجة إلى إعلاميّ ليظهرها على حقيقتها، بما تحتوي من هالة علميّة كبيرة، لأنّ ما تتضمنه من مواد في اللغة العربيّة ومن منهج تدريسيّ يجعلانها من المعاهد المُهِمَّة التي تدرّس اللغة العربيّة، وما تحتويه غير متوافر في العديد من الجامعات على هذا الصعيد. وبما أن واقع اللغة العربيّة هو في مستوى رفيع، لذا من الصعوبة أن تميل نحو التقهقر، كون العناية بها لا تزال قائمة، والحفاظ على المستوى الرفيع لا يزال قيد العمل الجاد، وعليه لن يكون هناك تراجع في المستوى إن في المضمون أو الأسلوب. أما على صعيد المشكلات التي تعترض دراسة اللغة العربيّة، فتبدأ من موقعها في اهتمام الناس بها، حيث إنها لم تعد موضع أولويّة لديهم، نظرًا للاعتقاد أنّ التطوّر العلميّ ينحو نحو اللغات الأجنبيّة لا سيّما الإنكليزية منها، في العديد من التخصّصات العلميّة العالية، كالطبّ والهندسة وعلوم الحياة وغيرها، حتى في العلوم الإنسانيّة بات الاعتماد على نظريات علماء الغرب أكثر منه على النّظريات الإسلاميّة، وقد انتشر هذا المفهوم منذ سنوات الدراسة الأولى للطلاب في لبنان، وتكرّس في المرحلة الثانوية منها، كما أن المحفزات المقَدّمة لأستاذ مادة اللغة العربيّة غير كافية، مقارنة مع ما يقدمه في سبيل إعلاء شأن هذه اللغة، فعمله بات كإحياء الموتى([58]).

من ناحية أخرى، يميل الاعتقاد الشّعبيّ إلى أنّ التفقّه باللغة الأجنبيّة هو أكثر عَصْرنة أو أكثر تطورًا من الناحية الاجتماعيّة، لذا ينطق جزء غير يسير من عامة الشعب ببعض المصطلحات الغربية، أثناء السلام أو اللقاء أو الاستفسار أو حتى في سياق حديث عملي، وهذا الأمر قد دخل فضاء الحوزة عن غير قصد، ومن هنا بدأت الثقافة الغربية بالدّخول إلى عرين اللغة العربيّة. ومن أجل ترسيخ اللغة العربيّة لتصبح ملكة داخل نفس كل من يدخل الحوزة، ينبغي العمل على إقامة جلسات مناقشات وحوارات دائمة حول هذه اللغة، بما تتضمن من نصوص أدبية وقواعد تتعلق بها.

‌أ. المصادر والمراجع

  1. إبراهيم، حسن: الحركة الفكرية في جبل عامل من خلال كتاب “أعيان الشّيعة”، الناحية الأدبية، دار الولاء، بيروت، ط 1، 1441هـ/ 2020م.
  2. الأمين، محسن: أعيان الشّيعة، دار التعارف، بيروت، 1406 هـ/ 1986م.
  3. الحسيني، حامد علي: فهارس أعيان الشّيعة، مؤسسة الطباعة والنشر، طهران، ط 1، 1416 هـ.
  4. الحسيني، محمد: الفقه في جنوب لبنان، دار المحجة البيضاء، بيروت، ط 1، 1430 هـ/ 2009 م.
  5. الكاظمي، فيصل: الحوزات الشّيعيّة المعاصرة، بين مدرستي النجف وقم، لبنان نموذجاً، دار المحجة البيضاء، بيروت، 1432هـ/ 2011 م.
  6. شرف الدين، عبد الحسين: بغية الراغبين في سلسلة آل شرف الدين، تاريخ أجيال في تاريخ رجال، كتاب النسب وتاريخ وتراجم، الدار الإسلامية، بيروت، ط 1، 1991م.
  7. مرتضى، جعفر: دليل المناسبات في الشعر، مركز نشر وترجمة مؤلفات العلامة المحقق آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي، قم، ط 1، 1432هـ/ 2012م.
  8. مكي محمد، كاظم: الحركة الفكرية والأدبية، دار الأندلس، بيروت، ط2، 1402هـ/ 1982م.
  9. منطلق الحياة الثقافية في جبل عامل، دار الزهراء، بيروت، ط1، 1411هـ/ 1991م.
  10. نور الدين، حسن: عاشوراء في الأدب العاملي المعاصر، الدار الاسلامية، بيروت، 1408هـ/ 1988م.
  11. دون مؤلف: دليل المدارس والمعاهد الدّينيّة للحوزة العلميّة في لبنان، إعداد هيئة المؤسّسين، هيئة شؤون الحوزة العلميّة في لبنان، بيروت، ط 2، 1435هـ/ 2014م.

‌ب.     الدوريات

  1. مجلّة رسالة النجف.

‌ج.     المقابلات

  1. إبراهيم، الدكتور السيّد حسين: رئيس لجنة اللغة والأدب في حوزة الرسول الأكرم(ص).
  2. الأسعد، الشيخ غسان: معاون المدير التعليمي في حوزة الرسول الأكرم(ص).
  3. حجازي، السيد علي: المدير العام لحوزة الإمام علي(ع).
  4. شمس الدين، الشيخ علي عبد الأمير: مدير عام معهد الشّهيد الأول(رض).
  5. طالب، الشيخ ناجي: المديرالعام لحوزة الإمام الهادي(ع).
  6. قبلان، الشيخ أحمد: المشرف العام على مركز الدراسات الإسلامية لفقه أهل البيت(ع).
  7. الماجد، السيد حسين: مدير المعهد الشرعي الإسلامي.
  8. مطر، الشيخ محمود: مدير عام حوزة بقية الله الأعظم(عج).
  9. نور الدين، الشيخ مهدي: المدير التعليمي في معهد بقية الأوصياء(عج).

‌د. مواقع إلكترونية

  1. موقع الشيخ رميتي الإلكتروني، على الرابط: www. al-roumaty.com.
  2. صفحة حوزة بقية الله، على الرابط: www. facebook@hawzatbakiatlah.

[1]– د. حسن محمد إبراهيم، أستاذ جامعي في مادّة التاريخ الحديث والمعاصر.

[2]– فيصل الكاظمي: الحوزات الشّيعيّة المعاصرة، بين مدرستي النجف وقم، لبنان نموذجًا، دار المحجة البيضاء، بيروت، 1432هـ/ 2011م، ص 97.

[3]– حامد عليّ الحسينيّ: فهارس أعيان الشّيعة، مؤسّسة الطباعة والنشر، طهران، ط 1، 1416 هـ، ص 279.

[4]– محمد الحسيني: الفقه في جنوب لبنان، دار المحجّة البيضاء، بيروت، ط 1، 1430هـ/ 2009 م، ص 15.

[5]– حسن نور الدين: عاشوراء في الأدب العامليّ المعاصر، الدّار الإسلاميّة، بيروت، 1408هـ/ 1988م، ص 28.

[6]– محمّد كاظم مكّيّ: الحركة الفكريّة والأدبيّة، دار الأندلس، بيروت، ط2، 1402هـ/ 1982م، ص 23.

[7]– محمد كاظم مكي: منطلق الحياة الثقافيّة في جبل عامل، دار الزهراء، بيروت، ط1، 1411هـ/ 1991م، ص 135.

[8]– محسن الأمين: أعيان الشّيعة، دار التعارف، بيروت، 1406 هـ/ 1986 م، م 4، ص 293.

[9]– المصدر نفسه، م 5، ص 284.

[10]– الشيخ محمود مطر، مدير عام حوزة بقية الله الأعظم(عج)، في مقابلة مع الكاتب بتاريخ 24/11/2018.

[11]– حسن إبراهيم: الحركة الفكريّة في جبل عامل من خلال كتاب “أعيان الشّيعة”، الناحية الأدبية، دار الولاء، بيروت، ط 1، 1441هـ/ 2020م، ص 80.

[12]– المرجع نفسه، ص 86.

[13]– السيد علي حجازي، المدير العام لحوزة الإمام علي(ع)، في مقابلة مع الكاتب بتاريخ 26/10/2018.

[14]– عبد الحسين شرف الدين: بغية الراغبين في سلسلة آل شرف الدين، تاريخ أجيال في تاريخ رجال، كتاب النسب وتاريخ وتراجم، الدّار الإسلاميّة، بيروت، ط 1، 1991م، ج 2، ص 115.

[15]– راجع: دليل المدارس والمعاهد الدّينيّة للحوزة العلميّة في لبنان، إعداد هيئة المؤسّسين، هيئة شؤون الحوزة العلميّة في لبنان، بيروت، ط 2، 1435هـ/ 2014م، الفهرس، ص 175 – 176. وذكر الدليل إحدى وعشرين حوزة دينيّة، في ما لم يأتِ على تعداد حوزة الإمام عليّ(ع) في بيروت، والمدرسة الدّينيّة في صور ضمن لائحة الحوزات في لبنان.

[16]– الشيخ أحمد قبلان، المشرف العام على مركز الدراسات الإسلامية لفقه أهل البيت(ع)، في مقابلة مع الكاتب بتاريخ 22/10/2018.

[17]– أحمد حبيب قصير: متن الآجرومية ودروس في النحو، دار البلاغة، بيروت، ط 4، 1418هـ/ 1998م.

[18]– الحوزة العلميّة في فكر الإمام الخامنئي، إعداد مركز التخطيط والمناهج في معهد الرسول الأكرم(ص) العالي، بيروت، ط 2، 1424هـ/ 2003م.

[19]– للمزيد راجع: مجلة رسالة النجف: الأعداد 2؛ 6؛ 9؛ 10؛ 13؛ 14؛ 16؛ 17؛ 18؛ 21؛ 22؛ 23؛ 24؛ 25؛ 26.

[20]– جعفر مرتضى: دليل المناسبات في الشعر، مركز نشر وترجمة مؤلفات العلامة المحقق آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي، قم، ط 1، 1432 هـ/ 2012 م، ص 14.

[21]– المصدر نفسه، ص 92.

[22]– جعفر مرتضى: دليل المناسبات في الشعر، مصدر سابق، ص 106 – 107.

[23]– أستاذ ومدرّس في حوزة الرسول الأكرم(ص) في بيروت، التابعة لجامعة المصطفى العالمية في إيران.

[24]– كتاب في الفقه، وفقاً لفتاوى المرجع الإمام الخميني المقدس.

[25]– محمد تقي مصباح اليزدي: دروس في العقيدة الإسلامية، دار الرسول الأكرم(ص)، بيروت، ط 8، 1429هـ/ 2008م.

[26]– محمد رضا المظفر: المنطق، دار التعارف، بيروت، ط 3، 1427 هـ/ 2006 م.

[27]– راجع: www. al-roumaty.com.

[28]– راجع: www. facebook@hawzatbakiatlah.

[29]– السيد علي حجازي، مصدر سابق.

[30]– الشيخ أحمد قبلان، مصدر سابق.

[31]– الشيخ علي عبد الأمير شمس الدين، مدير عام  معهد الشّهيد الأول(رض)، في مقابلة مع الكاتب بتاريخ 15/11/2018.

[32]– المصدر نفسه.

[33]– السيد علي حجازي، مصدر سابق.

[34]– الشيخ ناجي طالب، المدير العام لحوزة الإمام الهادي(ع)، في مقابلة مع الكاتب بتاريخ 5/11/2018.

[35]– الشيخ محمود مطر، مصدر سابق.

[36]– من الحوزات التي تعتمد هذه المواد في التدريس هي: جامعة النجف الأشرف/ حاريص؛ معهد الإمام الصادق/ صيدا؛ معهد أهل البيت(ع)/ بنت جبيل؛ حوزة بقية الله الأعظم(عج)/ تول؛ الحوزة الدّينيّة/ حبوش؛ حوزة الإمام الحجة(عج)/ البيّاض؛ حوزة البشير/ تول؛ المعهد الشرعي الإسلامي الجعفري/ عربصاليم؛ مركز الدراسات الإسلامية لفقه أهل البيت(ع)/ حارة حريك؛ المعهد الشرعي الإسلامي/ حارة حريك؛ حوزة الإمام علي(ع)/ بئر حسن؛  معهد الشّهيد الأول(رض)/ الشياح؛ معهد الثقلين/ حارة حريك؛ معهد الإمام الجواد(ع)/ الرويس؛ حوزة الإمام الهادي(ع)/ المريجة؛ معهد الإمام الباقر(ع)/ الرويس؛ حوزة الإمام الرضا(ع)/ الغبيري؛ حوزة آل البيت(ع)/ حارة حريك؛ حوزة الإمام الحسن المجتبى(ع)/ بعلبك؛ حوزة الإمام المنتظر(عج)/ بعلبك.

[37]– علي الجارم و مصطفى أمين: النحو الواضح في قواعد اللغة العربيّة، لمدارس المرحلة الأولى، لا دار، 1408 هـ/ 1988 م.

[38]– جمال الدين بن هشام الأنصاري: شرح قطر الندى وبلّ الصدى، حققه وشرح معانيه وأعرب شواهده محمد خير طعمة حلبي، دار المعرفة، بيروت.

[39]– الشيخ علي عبد الأمير شمس الدين، مصدر سابق.

[40]– جمال الدين بن هشام الأنصاري: مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، حققه مازن المبارك ومحمد علي حمد الله، نشر مكتبة سيد الشهداء(ع)، قم/، 1408 هـ/ 1988 م.

[41]– أحمد الحملاوي: شذا العرف في فن الصرف، مؤسسة البلاغ، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م.

[42]– من الحوزات التي تعتمد هذه المواد في التدريس هي: حوزة الإمام الحجة(عج)/ البيّاض؛ المعهد الشرعي الإسلامي/ حارة حريك؛ حوزة آل البيت(ع)/ حارة حريك؛ حوزة الإمام علي(ع)/ بئر حسن.

[43]– مادة مشتركة بين كافة الحوزات في لبنان.

[44]– علي الجارم و مصطفى أمين: البلاغة الواضحة، في المعاني والبيان والبديع، ضبط وتدقيق وتوثيق يوسف الصميلي، المكتبة العصرية، بيروت.

[45]– أحمد الهاشمي: جواهر البلاغة، نشر مؤسسة الإمام الصادق (ع) للطباعة والنشر.

[46]– سعد الدين التفتازاني: مختصر المعاني، دار الفكر، قم.

[47]– السيد علي حجازي، مصدر سابق.

[48]– المصدر نفسه.

[49]– الشيخ غسان الأسعد، معاون المدير التعليمي في حوزة الرسول الأكرم(ص)، في مقابلة مع الكاتب بتاريخ 22/11/2018 .

[50]– السيد الدكتور حسين إبراهيم، رئيس لجنة اللغة والأدب في حوزة الرسول الأكرم(ص)، في مقابلة مع الكاتب بتاريخ 20/11/2018.

[51]– الشيخ مهدي نور الدين، المدير التعليمي في معهد بقية الأوصياء(عج)، في مقابلة مع الكاتب بتاريخ 4/12/2018 .

[52]– الشيخ غسان الأسعد، مصدر سابق.

[53]– المصدر نفسه.

[54]– رشيد الشرتوني: مبادئ العربيّة، تنقيح وإعداد حميد المحمدي، نشر مؤسسة الذكر، قم، ط 4، 1419 هـ.

[55]– الشيخ غسان الأسعد: مصدر سابق.

[56]– الشيخ ناجي طالب، مصدر سابق.

[57]– الشيخ محمود مطر، مصدر سابق.

[58]– السيد حسين الماجد، مدير المعهد الشرعي الإسلامي، في مقابلة مع الكاتب بتاريخ 19/10/2018.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website