علاقة تسبيحة الزهراء بالعلامات المنطقيّة
ليال غسان فرحات([1])
ملخص البحث
من أين أتت فكرة هذا البحث؟ بما أن السّيميائيّة ودراسة العلامات هي أعلى مستوى في العلوم في الوقت الحاضر، وبما أن أطروحتي تدرس علاقة العلوم ببعضها لتقديم نظام علميّ شامل يتضمّن (الفنّ والدّين) كنظم أساسية فيه متّبعًا العلامة المنطقيّة لتشارلز ساندرز بيرس. أدّى هذا خلق دافع وفتح أبواب جامحة من الأسئلة المتمحورة حول العلامات المنطقيّة، وعلاقة هذه العلامات بكل العلامات المحيطة بنا؟
إنّ التّسبيح عادة – خصوصًا (تسبيحة الزّهراء) الموصى بها من الرّسول الأكرم – إنّ طرح تساؤل حول هذه التّسبيحة وعلاقتها بالعلامات المنطقيّة كان من البّديهيات، ما أدى إلى طرح السؤال ووضع الفرضيات وخوض البحث عن النّمط في هذه المنظومة لتحديد آلية العمل، ومقارنته مع آلية عمل العلامة المنطقيّة، مع العلم أنّ هذا النّوع من الأسئلة نادرًا ما تطرح بهذا الّسياق. على أمل إضافة شيء جديد للفائدة العلميّة.
Research Summary
Where did the idea for this research come from? Since semiotics and the study of signs are the highest level in science at the present time, and since my thesis studies the relationship of sciences to each other to present a comprehensive scientific system that includes (art and religion) as basic systems in it, following the logical sign of Charles Sanders Pierce. This created a motive and opened the doors of wild questions centered on logical signs, and the relationship of these signs to all the signs surrounding us?
The glorification is a habit, especially the glorification of Al-Zahra, which was recommended by the Noble Messenger. Asking a question about this glorification and its relationship to the logical signs was axioms, and thus led to the question being asked, the development of hypotheses, and the search for the pattern in this system to determine the mechanism of action and compare it with the mechanism of action of the logical sign. Note that this type of question is rarely asked in this context. Hoping to add something new of scientific interest.
المقدمة
التناغم هي المفردة التي ينعكس من خلالها هذا الوجود بكلّ كينونته، معنى كلمة تناغم هو الانسجام والتّناسق مصدر الكلمة هو النّغم.
هذا النّغم تتبدل أحواله فتارة ليّن وأخرى حادّ، يعكس حزنًا وفرحًا، يحمل في طيّاته الكثير من المكنونات التي تتبلور كلّها ضمن منظومة الأوركسترا الواحدة. تتألف أنغام هذه المنظومة من الأرواح، النفوس (العقل) والجماد. تطفو كلّها ضمن الموجة الواحدة، على الرّغم من تبدّل حال الموج المتراوح من الساكن إلى التّسونامي، وأكثر من يعي وجوده في هذه الدّوامة هو الإنسان. لكلّ إنسان نغمه الخاص الذي ينتقيه، فهناك من يرتقي لنغمة الروح والبعض يقف عند نغمة العقل، والبقيّة الباقية تهوي لنغمة الجسد والمادّة. بين هذه الأمواج الإنسان بحاجة لطوق نجاة يبقيه ضمن الطواف، وكلّ يختار الطوق المناسب لنغمته، ووفقًا لهذه المواقع الذّاتيّة الخِيار تتفاوت مكانة النّغمات في هذه المنظومة من المؤلف ذو الكينونة المطلقة، وفي بعض الحالات قد لا تصل النّغمة لتعي ناظمها حتى في حالة النكران تحول دون النّفي. التساؤل لدى الإنسان والبحث المستمر النّابع من الحاجة، هو ما يؤدي إلى الوصول إلى جزء من المعرفة المطلقة. إنّ طرح التّساؤلات الوجوديّة ووضع الفرضيات هو حالة طبيعيّة موجودة في كلّ فرد عاقل. تأخذ هذه التّساؤلات حيّزًا كبيرًا منذ الأزل، فمنذ فجر التّاريخ والمسألة الدّينيّة ترافق البشر، بَدءًا من طقوس سحريّة ومعتقدات خاصة وصولاً إلى الأديان، وختامها بالكتب السماوية. وهذه المعتقدات وثّقت عبر تاريخ الحضارات الفنية التي نقلت صورة واضحة عن المجتمعات ومعتقداتهم. قد لا نشعر بعظمة الحضارات إلا من خلال طرح التّساؤلات ووضع الفرضيات وصولًا إلى نظريات مهمة شُكِّلت عبر التاريخ.
السؤال هو الوسيلة الوجودية الأكثر أهمّيّة لدى الإنسان. السؤال منبعه الحاجة الدّافعة إلى تكوين فرضيات وتحولها إلى واقع. هذه الآلية المنطقيّة موجود لدى كل البشر. فالإنسان يسأل، يفسر، ويناقش كل ما يجول في داخله، وبعدها يحاول قولبته في إطار يتناسب مع العقل، والمنطق الممثل للبوصلة في تحديد مسارنا الصحيح. يقول الإمام عليّ عليه السلام “وتحسب أنّك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر” فالإنسان يستطيع إيجاد إجابات عن كل التّساؤلات الوجوديّة داخله، فمؤسس هذه المنظومة الرحمن الرحيم لن يترك الإنسان للتيه. ومن ضمن التّساؤلات المنطقيّة في الجانب الدّيني إذا كان الله واجب الوجود هو يمثل العقل المطلق فلا بدّ لكل ما ينطوي ضمن نظمه أن يتّبع العلامات المنطقيّة التي تبدأ بحاجة، وتتحول لفرضية، ومن ثَمَّ تترجم واقعًا.
السؤال المطروح لهذا البحث، هو ما هي علاقة تسبيحة الزهراء بالعلامات المنطقيّة؟ أي هل تتوافق تسبيحة الزهراء ذات الأبعاد الرّوحيّة مع عكس بعد منطقيّ؟
الفرضيات المطروحة هي:
1- عدُّ تسبيحة الزّهراء منظومة تتألف مفرداتها من علامات.
2- تتبع القيمة الحقيقيّة للعلامة في كلّ مفردة من مفردات المنظومة.
3- تشكيل النّمط المتبع في المنظومة، وتحديد آلية عمله.
4- مقارنة نمط هذه المنظومة بنمط العلامات المنطقيّة، لتحديد نوع العلاقة هل هناك توافق أو تنافر.
تتألف المنظومة من علامات، وليس للعلامات الفردية بمفردها أيّ معنًى، وما يعطي المعنى في نهاية المطاف لهذه المنظومة، هو علاقة العلامات ببعضها. فالإنسان في هذا الوجود، معزولًا عن محيطه وعن العالم لا قيمة له. تبرز قيمة الإنسان من خلال تحديد موقع ثابت له في هذه المنظومة بوصفه علامة، ونسج علاقات منسجمة مع غيره من العلامات. كأن الإنسان جزء من لغز كبير، يتبلور وجوده من خلال علاقته مع من يجاوره من الأجزاء لبناء اللغز الأكبر والأشمل. إنّ المنهج الذي اتّبعناه في هذه الدّراسة هو المنهج التّحليلي يعتمد على قراءة التّسبيحة بوصفها منظومة روحيّة تحتوي على دلالات سيميائيّة صياغة وصورة.
المبحث الأول: مدخل يشرح مصطلحات البحث
تعريف علم السيمياء: يُعرّف علم السيمياءsemiotics معجميًّا أنّه دراسة العلامات والرموز، وما تمثّل وكيفية استخدامه([2]). أمّا دانييل تشاندلر (Daniel Chandler) في كتابه “Semiotics for beginners”، فيقول: إن أقصر تعريف للسّيمياء هو دراسة العلامات.
إنّ أصل كلمة سيميولوجي هي”سيميون اليونانيّة، أي الإشارة التي تتحرّى طبيعة الإشارات والقوانين التابعة لها”([3]). برز علم السيمياء في القرن التّاسع عشر من خلال السّيميائيّ بيرس، أمّا علم الألسنيّات فأكثر دارسيه أهمّيّة هو فرديناند دو سوسير. وعرف بيرس “بهوسه بالتّقسيمات السيميائيّة المدروسة”([4]).
تعريف علم الألسنيّات: إنّها الدّراسة العلميّة للّغات وبنيويّتها، من ضمنها الدراسات المورفولوجيّة، النّصيّة، السّمعيّة والسّيميائيّة. هناك فرعان من فروع علم الألسنيّات أحدهما: يختصّ باللغة الاجتماعيّة؛ والآخر: تابع للُّغة التّاريخيّة المقارنة والتّطبيقية([5]).
تعريف علم الكلام: علم من العلوم الشرعيّة المدوّنة، يبحث في ذات الله تعالى وصفاته، وأحوال الممكنات في المبدأ والمِعاد على قانون الإسلام([6]).
قراءة بيرس لعلم السّيمياء
بالنسبة إلى بيرس يقول: إننا نستطيع معرفة الطبيعة فقط من خلال العلامات، وباتّباعه المنطق حدد القيمة الحقيقيّة للعلامة واستخرج ثلاثة أنواع منها: “الواقعيّة (reality)، الحاجة (necessity) (logical المنطقية)، والاحتمالات (المشروطة) possibility (hypothetical)”([7]) ويؤكد أن المعاني يمكنها عرض جزء من الحقيقة، وإذا ما عرضت الحقيقة كاملة فإنّها تدمر ذاتها كونها أصبحت هي والشيء الذي تمثله واحد؛ أي كل ما ابتعدت الحاجة من ذاتها واندمجت بالواقع المادّيّ، تختفي هذه الحاجة تلقائيًا مع اختفاء سبب وجودها. لتوضيح الفكرة نشرح الآتي: إذا كانت الحاجة هي ما ينتج الواقع من خلال وضع الفرضيات وقولبتها؛ بالتالي النتيجة هنا تكون غلبة علامة الحاجة على الفرضيّة وعلى العلامة الواقعيّة لأنّ الحاجة الذّاتيّة هنا هي الأساس في إنتاج الواقع، أمّا إذا كانت الحاجة فكريّة فالعلامة الفرضيّة هي التي تغلب، وتتقدم على الحاجة والواقع الّذي يرتدي الثوب الفكريّ، أمّا إذا الحاجة للواقع كانت متقدمة على الحاجة الذاتيّة والفكرية، فالواقع يندمج مع الحاجة الذاتية والفكرية، ويطغى عليهما وتنتفي الحاجة.
قراءة سوسير لعلم الألسنيّات
يرى عالم الألسنيات فرديناند دو سوسير اللغة من خلال المصطلحات المجردة، التي تقدمها أكثر من الصورة المادية الجامدة المتخيّلة… كما يقول إنّ الصوت كمادة حسيّة هو الأسبق، ولا يخضع لسلطة أعلى، ويجزم أن “دوال علم الكلام لا تكون مادية ولا بأي شكل”([8]). كما ويناقش مسألة أنّنا نستخدم خلال القراءة حاسة أخرى، وهي النّظر ويعود لينقد هذه الفرضيّة بقوله أن تغيير لون الأحرف لا يغير بمعنى المنظومة الكلاميّة.
قراءة الدّين لعلم الكلام
هناك العديد من التّعريفات، وكلها تصب في الخانة نفسها ومن التّعريفات الأكثر تكررًا نذكر ما عرفه الجرجاني بأن علم الكلام: “علم يبحث فيه عن ذات الله تعالى، وصفاته، وأحوال الممكنات من المبدأ والمعاد على قانون الإسلام”([9]) ويقال إن خلاصة تعريف علم الكلام في ضوء العقل والبرهان :”إنّ القرآن والسّنة، وأحاديث العترة الطاهرة، هي المنطلق الحقيقي لنشوء علم الكلام…”([10]). إنّ وجه الشّبه بين التّعريف الدّيني والعلمي لهذا العلم، هو اعتماد إشارة واحدة لتكوين المنظومة الكلاميّة الدّينيّة(العلميّة) وهي الإشارة السّمعيّة.
تعريف السّبحة: تاريخها أبعادها
يطرح الكاتب بكر بن عبد الله بو زيد في كتابه “السّبحة تاريخها وأحكامها” عددًا من الدلائل التّاريخيّة، التي تشير إلى أن السّبحة عرفت في الأديان المتعدّدة في عصور ما قبل التّاريخ، وكانت وسيلة عدديّة للتّعبّد لدى البوذيّين، والبراهمة في الهند وغرب آسيا، وعرفت باسم “جب مالا” ومعناها عقد الذِكر، تساوي عدد حباتها مع ما يعبده، ويؤمن به الهندوس من أبراج ونجوم وكواكب في مذاهبهم المتعدّدة. وفي المسيحيّة، كانت السبحة تستخدم في العصور المسيحيّة الأولى كوسيلة للتّعارف بين النّصارى عوضًا عن الصّليب. أمّا في اليهودية فكان للسّبحة مكانة كبيرة في طقوس “الكابالا” الشّعائر الدّينيّة المرتبطة بفلسفة الكون. وعرفت باسم “ماه بركوت” أي “البركات المئة”، وكانوا يستخدموها للتّسبيح 100 مرّة بشكل متتابع. أمّا لدى الشّعوب القديمة فكانت السبحة رمزًا، وتعويذة لطرد الأرواح الشّريرة وحماية الإنسان من الحسد والشّرور، وكان البعض يعتقد أّنّ غسلها وشرب مائها يشفي من الأمراض المستعصية. في مجتمعاتنا الإسلاميّة ارتبطت السبحة بمواسم دينية معيّنة، إذ تُقدّم كهدايا خاصة في مواسم الحج والعمرة، وفي شهر رمضان. كما تُستخدم على نطاق واسع كرمزية للتدين المرتبطة بهذا الشّهر. وعلى الرّغم من أنّ الدّلالة التّاريخيّة تقول بوجودها في عصور ما قبل التاريخ، فإنّها ترتبط في ذهن البعض بالإسلام فقط.
تاريخ السّبحة في الإسلام
بحسب كتاب السبحة تاريخها، وأبعادها للكاتب بكر بن عبد الله بو زيد فإنّه منذ بداية الإسلام، وحتّى بداية القرن الثّاني الهجري لم يكن المسلمون، قد عرفوا استخدام السّبحة، ثمّ انتشر استخدامها في النّصف الثاني من القرن الثاني الهجري، بينما تعالت بعض الأصوات بإنكارها في القرن الخامس عشر الميلادي، إلّا أنّ بعض العلماء أفتوا بجواز التّسبيح بها بدلًا من الأنامل طالما ظلّت وسيلة للذّكر والتّقرب من الله. وينسب إلى الصوفيّين الفضل في صنع السّبحة بشكلها الحالي. ورد التّسبيح لله في القرآن الكريم في مواضع عدّة، وبحسب كتاب أبو زيد عنّ المسبحة لم تكن مستخدمة في صدر الإسلام، بل كان المسلمون الأوائل بمن فيهم النّبي الأكرم صلّى الله عليه وسلّم يحسبون ويعدّون أذكارهم إمّا بواسطة الأنامل لزيادة الثّواب، أو باستخدام الحصى أو نواة التّمر والخيوط المعقودة.
المبحث الثاني
من هي السّيدة فاطمة الزهراء
ولدتها أمّها السيدة خديجة عليها السلام و(قد اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ ولادة السيدة فاطمة عليها السلام، إلّا أنّ المشهور بين مؤرّخي الإماميّة، أنّه كان في يوم الجمعة في العشرين من جمادى الآخِرة في السنة الخامسة من البعثة)([11]). والدها الرّسول الأعظم محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. ورد على لسانه ما يحدّد منزلتها من الله تعالى، ومنه أنّها هبة إلهيّة، وحوراء إنسيّة، وما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: “يا فاطمة! ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأمّة، وسيّدة نساء المؤمنين“([12])، ويسأل الإمام عليّ عليه السّلام زوج السّيدة فاطمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: “يا رسول الله! أيُّ أهلك أَحَبُّ إليك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: “فاطمة بنت محمد”([13]). إنّ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته اصطفاهم الله ليكونوا قدوة للبشرية ليقتدوا بأخلاقهم، وجعلهم بهيئة البشر كي لا نستعص فكرة أن نكون كلنا أنبياء ورسل بالإنسانية فالصفوة، والمبادئ، والأخلاق كلّها صفات داخليّة مجرّدة علينا العمل للوصول إلى هذا الرقيّ والمراتب العليا من الإنسانيّة. فالرّسول عندما قدّم السيدة فاطمة وعرّفها ليس من باب العاطفة، والعلاقة الرحميّة الخاصّة، بقدر ما هو توجيه للأمة وتعريفها بالمقام الخاصّ للسيدة الزهراء عليها السلام عند الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والدّور المُلقَى على عاتقها خلال حياة أبيها، والوظيفة التي ينبغي أن تُلتزم بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم. وتكبر فاطمة ويزداد حبّ أبيها لها، ويزداد حنانه عليها، وتبادله فاطمة هذا الحبّ، وتملأ قلبه بالعطف والرعاية فيسمّيها “أمّ أبيها”([14]) من أجلّ الألقاب وهو بحد ذاته عبرة لمن اعتبر عن البرّ بالوالدين.
تسبيحة الزهراء: قصّة التّسبيحة
ومن التّسبيح الذي التزمت السيدة الزهراء عليها السلام به، هو ما علّمها إيّاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما حدَّثنا أمير المؤمنين عليه السلام بها قائلاً: “إنّها كانت عندي، وكانت من أحبّ أهله إليه“… أَنَا وَاللَّهِ أُخْبِرُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ – إِنَّهَا اسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَ فِي صَدْرِهَا وَجَرَتْ بِالرَّحَى حَتَّى مَجِلَتْ يَدَاهَا، وكَسَحَتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا وَأَوْقَدَتْ تَحْتَ الْقِدْرِ، حَتَّى دَكِنَتْ ثِيَابُهَا فَقُلْتُ لَهَا لَوْ أَتَيْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِهِ خَادِمًا يَكْفِيكِ حَرَّ مَا أَنْتِ فِيهِ مِنْ هَذَا الْعَمَل…”([15]). فأتت أباها، فسألته خادمًا يعينها في هذه الأعمال، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أفلا أعلّمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فسبّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبّرا أربعًا وثلاثين… فقالت: رضيت عن الله ورسوله، رضيت عن الله ورسوله([16]).
تفسير علمي معجمي لمفردات التّسبيحة
مفردات التّسبيحة هي بهذا النمط “الله اكبر، الحمد لله، سبحان الله” معاني كلّ منهم بالمعجم الله أكبر: (مصطلحات فقهيّة) أجلّ وأعظم من كلّ شيء، أعظم من أن ينسب إليه ما لا يليق بذاته العليّة هو الله الكبير: من أسماء الله الحسنى، أي الأعلى والأسمى([17]).
الحمد لله: (مصطلحات فقهية).
سبحان الله: (مصطلحات فقهية) سبحان الله أي تنزّه الله عن أي نقصان.
قراءة تحليليّة لمفردات التّسبيحة كوحدة فنيّة متكاملة
هذه الشّروح العلميّة لهذه المفردات، وهذا هو النّمط الأصلي لصياغة هذه التّسبيحة بهذه المعاني المستخرجة من المعجم. ولهذه المفردات معانٍ دلالية أيضًا، فالله سبحانه وتعالى بذاته العلية أعظم وأكبر من الوجود، فنحن لا نستطيع الإحاطة بكينونته هو شعور لا نستطيع نكرانه، موجود منذ الأزل بطرق وصور وأوجه مختلفة تتباين مع تعدد الزوايا المنظورة، ولكنها كلها تصب في النقطة المطلقة نفسها. وكلٍّ يحمد ويشكر الله ويثني على جميل صفاته، التي إذا ما تمعنّا قليلًا نجد الكثير من الصفات التي شاركها الله مع الإنسان ومن أعظمها الرّحمة، ومن أكثر ما يوجب الثناء أهمّيّة، هو هبة العقل الذي به نتفكر وننتج الواقع. وأخيرًا نسبّح هذا الواقع الكامل المنزّه عن أي نقصان بما يحيط به عقلنا من علم وبما نجهله. هذه قراءة دلاليّة للتسبيحة بنمطها المصاغة به، لماذا نقول النمط المصاغة به بوصف هذه التّسبيحة لوحة فنية، نريد استخراج الصّور البيانيّة فيها ودوالها، إذ إنّ اللوحة تصل إلى القارئ بطريقة معاكسة لإنتاجها؛ سنعطي مثالًا: يبدأ الفنان بالرسم مستخدمًا العناصر البصريّة بدأ من النقطة وصولًا إلى الإطار النهائي، عندما يراها المتلقي لا يرى النمط، التي مرّ به هذه العمل وإذا أراد دراسته يبدأ بطريقة عكسيّة، فيأخذ الصورة كاملة ويبدأ بتفكيكها وتحليلها وصولًا لنقطة البداية أيّ أصغر العناصر البصرية. الآن لنحلل التّسبيحة علينا البدء من النهاية أي قراءتها بطريقة معاكسة. والتّسبيحة بطريقة معاكسة تصبح سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر. نبدأ بتسبيح الله والثناء على عطاياه التي نحيط بها علمًا والتي نجهلها. فالإنسان فطريًّا، ومن دون أيّ معرفة مسبقة لهذا الوجود والإبهام في العديد من الأمور المحيطة بنا، يثني على النِعم الممنوحة، وأكثرها أهمية هبة العقل، الذي به نستدل على الذّات العليا والمطلقة فيسبح اسم الله ويحمده على عظيم نعمه.
قراءة تحليلية لترتيب او نمط التّسبيحة
اتفق العلماء على تقديم التكبير للروايات المصرحة بذلك، ونذكر منها ما رواه الشيخ الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (ع): “من سبح تسبيح فاطمة الزهراء (ع) قبل أن يثنى رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له يبدأ بالتّكبير”([18]).
وإنّما الخلاف في تقديم التّحميد على التّسبيح، أو العكس قال العلامة في المختلف: “المشهور في تسبيح الزهراء (عليها السلام) تقديم التكبير ثم التّحميد، ثم التّسبيح([19])، وذهب بعض العلماء للقول بإمكانية تقديم التسبيح على التحميد، فقد ذكر في فقه الرضا (عليه السلام): وتسبح بتسبيح فاطمة (عليها السلام)، وهو أربع وثلاثون تكبيرة، وثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة”([20]). (تلحظ الإشارة العددية).
قراءة الدوال في نمط التّسبيحة في وجهتي صياغتها
كما نمّ الافتراض سابقًا التّسبيحة هي منظومة دلالية ستُقارن مع منظومة العلامات المنطقيّة. والعلامات المنطقيّة بترتيبها أي نمطها الإنتاجي هي علامات: الحاجة والفرضيّة والواقع. أمّا النمط الدارس لهذه المنظومة، فيكون بطريقة معاكسة لإنتاجه بدأ بالواقع يليه الفرضيّة بعدها الحاجة. بالتالي لننتج أي عمل يجب أن يكون هناك حاجة والحاجة تمثل بقيمتها الدّلاليّة العلامة، أمّا الفرضيّة فتمثل بقيمتها الدّلاليّة المدلول، والواقع هي العلامة المادية ممثلة بالدال. أمّا لدراسة أي نظام فنبدأ بالواقع ممثلًا بالعلامة كقيمة دلالية ورصد الفكرة الكامنة خلف هذه العلامة، أي الدال لنصل للحاجة ممثلة بالمدلول وعلاقة العلامات لدى بيرس، هي علاقة ثلاثيّة لا يكون هناك علاقة بنقصان أحد هذه القيم. خلال دراسة نمط الصياغة لن نتطرق للمسألة الجماليّة الصورية لهذه المنظومة لأن المسألة الجماليّة هي نتاج الدراسة الدّلاليّة (جمال صياغة الدّوال والوحدة المتكاملة في ما بين مفردات هذه المنظومة) لذا سأعرض النمط عن المصدرين السّابقين، ومقارنة الاختلاف في التّرتيب النّمطي لهذه التّسبيحة، وهذا العرض سيؤدي إلى رسم الإطار الجمالي للمنظومة.
وضع مفردات التّسبيحة في موقعها العلاماتي الإنتاجي من زاويتن معاكستين لنمطها ومن ثم قراءتها من موقع الدارس لها، واستخراج النمط لكلا المنظومتين والمقارنة بينهم واستخراج خلاصة (هنا سنضع كل مفردة من مفردات المنظومة بقيمتها العلاماتيّة من حيث صياغة التّسبيحة ومن حيث قراءتها).
- وضع مفردات التّسبيحة في قيمتها العلاماتيّة(من حيث الصياغة)
ترتيب نمط العلامات المنطقيّة في الانتاج يكون على الشكل الأتي: علامة الحاجة تليها العلامة الفرضيّة تتبعها علامة الواقع، من حيث إنتاج صياغة التّسبيحة تتموضع العبارات بموازاتها مع العلامات المنطقية على الشكل الآتي: عبارة الله أكبر توازي علامة الحاجة، وقيمتها الدّلاليّة هي العلامة sign لهذه المنظومة، عبارة الحمدلله توازي العلامة الفرضيّة، وقيمتها الدّلاليّة هي المدلول signified، أمّا عبارة سبحان الله فتوازي العلامة الواقعية، وقيمتها الدّلاليّة هي الدال signifier.
رسم توضيحي لعبارات التّسبيحة وعلاقتها بالعلامات المنطقية وقيمتها الدّلاليّة من حيث الصياغة:
- وضع مفردات التّسبيحة في قيمتها العلاماتيّة(من حيث القراءة)
من حيث قراءة التّسبيحة تتموضع العبارات بوصفها علامات منطقيّة على الشكل الأتي: عبارة سبحان الله توازي العلامة الواقعية، وقيمتها الدّلاليّة هي العلامة sign، عبارة الحمدلله توازي العلامة الفرضيّة وقيمتها الدّلاليّة هي الدال signifier،عبارة الله أكبر توازي علامة الحاجة، وقيمتها الدّلاليّة هي المدلول signified.
رسم توضيحي لعبارات التّسبيحة وعلاقتها بالعلامات المنطقية وقيمتها الدّلاليّة من حيث القراءة أو الدراسة:
ما تستنتجه بعد موضعة عبارات التّسبيحة في قيمتها الدّلاليّة وموازاتها مع نمط العلامات المنطقية هو الآتي:
أولًا: في كلا الحالتين( صياغة ودراسة) وبوصف التّسبيحة منظومة توازي نمط العلامات المنطقية ندوّن الملاحظات الآتية:
الثابت في موازاته لعلامة الحاجة هي عبارة الله أكبر على الرغم من تغير قيمتها الدّلاليّة ففي الصياغة كانت علامة وفي الدراسة اصبحت المدلول.
الثابت في موازاته للعلامة الفرضيّة هي عبارة الحمدلله على الرغم من تغيّر قيمتها الدّلاليّة ففي الصياغة كانت مدلولًا أمّا في الدراسة فأصبحت دالًا.
الثابت في موازاته للعلامة الواقعية هي عبارة سبحان الله أيضًا على الرغم من تغيّر قيمتها الدّلاليّة ففي الصياغة كانت دالا وفي الدراسة اصبحت علامةً.
ما نستنتجه من تدوين الملاحظات أن العلامات المنطقيّة ثابتة لا تتغير، حتّى لو بدّلت نمطها والمتغير هو قيمتها الدّلاليّة، ونلاحظ أن ما أدّى لنشوء هذا النوع من الثبات، هو المنطق المنتج لهذه التّسبيحة بالإضافة إلى ثبات متكرر في عباراتها الثلاث، وهو ثبات مفردة الله وتكرارها في العبارات الثلاث، والمتغير من المفردات هي صفات الله وهي أيضًا اسماؤه وهي الحميد والسّبحان والكبير، والنتيجة التي سنصل إليها هي واحدة؛ أيّ كان ترتيب هذه المنظومة بل هذا يؤدي إلى انصهار العلامات المنطقيّة وقيمتها الدّلاليّة، وتشكيلها وحدةً ثابتة أيّ كان الفلك الذي تدور به وبأي نمط أو اتجاه. وهنا تحديدًا تكمن الصورة الجمالية، التي ترسم تلقائيًا وتبني التّوازن المطلق بين الحاجات والفرضيات والواقع، فهي توازي بين الروح والعقل، والقلب وهذا يعبّر عن الجمال المطلق الذي يسعى له أي فنان تشكيلي، فكيف إذا كان هذا الفنان هو الناطق بلسان الواحد الأحد والعقل المطلق والوجود المطلق.
وما نستنتجه أيضًا أنّ في حالتي الصياغة والدراسة الله اكبر، هي الحاجة كما ونلاحظ أنّ في هذه العبارة تحديدًا يتقدم اسم الله على صفاته، بينما في العبارتين اللاحقتين اسم الله يلي صفته، فيقال الحمدلله وسبحان الله وهذا أيضًا له قراءة دلاليّة نرى فيها ليس فقط تكبير، وتعظيم الله بل توحيده وهذا ما يدخلنا في كينونة هذا الذكر الثّابتة كركن من أركان الصلاة ويذكر بهذا النمط: “سبحان الله والحمدلله ولا اله إلا الله والله اكبر هذه التراتبية أيضًا لها قراءة تصاعديّة، فالبدء بتسبيح موجودات الله والشكر على نعمه يجعلنا نتفكر بواجب الوجود الواحد، وبلورة فكرة تعظيم الله وتقديمه على كلّ هذا الوجود ومخلوقاته.
كيف لتّسبيحة روحانيّة أن تتوافق مع علامات منطقيّة تدرس العلوم؟
اعتقد أنّ تفسير السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله، هو خير إجابة عن هذا التّساؤل فلقد كان يردد بما معناه “إذا تعارض العلم مع الدّين، فعلى الدين أن يراجع أوراقه” ولأنّ هذه المقولة أوجبت الالتباس لدى البعض شُرِحت على لسان ولده السيد جعفر.
فالدين هو كما أنزل وبلّغه رسول الله، ولو كان رسول الله بيننا وسألناه وأجاب لكان ما أجاب به واضحًا، هو الدين فإذا ما يصدر على لسان النّبي هو الدّين الحقّ، وهذه التّسبيحة هي من وصايا الرسول لابنته وهي الدين وكادت تصبح واجبة لعظيم فضائلها. أمّا بالنسبة إلى توافق التّسبيحة مع العلم، فهذا ما استنتجناه بعد مقارنة نمط كل من المنظومتين وتوافق منظومة التّسبيحة مع منظومة العلامات المنطقيّة أوصلنا لنتيجة توافق منطق الدين مع منطق العلم من خلال تطابق نمط نظام التّسبيحة مع نمط العلامات المنطقيّة.
الخاتمة
إنّ الفنان يسعى دائمًا في عمله الفنّي إلى الكمال، إذ وحده المسؤول عن تحديد لحظة اكتمال العمل، طبعًا من منظوره النّسبي. فالعمل الفنّي مع تغاير نوعه فهو قابل للنقد والقراءة من زوايا مختلفة، وإنّ دراسة أيّ عمل فنّي تستوجب دراسته كمنظومة دلاليّة، والسؤال هنا هل نستطيع تطبيق دراسة العلامات المنطقيّة التي تصبو للكمال والعقل والجمال في آن على أيّ عمل فنّي؟ ما نحاول الإشارة إليه أنّ العلامات المنطقيّة تهدف إلى دراسات شموليّة تحاكي منظومة مكتملة المفردات، أمّا الأعمال الفنيّة فهي دائمًا جزء من كل، مفردة من جملة. بالنسبة إلى تسبيحة الزهراء بوصفها عمل فني، فلها نسيج منظومي مطلق خاصّ بها. إذا أردنا المقارنة بين طبيعة إنتاج العمل الفني وتسبيحة الزهراء نستخلص الآتي: الفنّ ينبع من حاجة ذاتيّة إنسانيّة في التّسبيحة الله هو الحاجة المطلقة. في الفنّ فكرة العمل هي العلامة الفرضيّة، أمّا في التّسبيحة العقل المطلق واجب الوجود، هو الفرضيّة المطلقة للوجود. في الفن العمل الفني المنتج هو الواقع، أمّا في التّسبيحة فالوجود بأسره بمعلومه ومجهوله، هو الواقع المطلق هذا يرشدنا إلى المنظومة المطلقة في البنيويّة والتفكيكيّة والتّركيبيّة والجماليّة والكمال المطلق.
المصادر والمراجع
1– شبكة المعارف الإسلامية،لبنان,بيروت،المعمورة،قصّة تسبيح الزهراء،تسجيل دخول على الشبكة في 20 نيسان 2021-04-20.
2- المنجد في اللغة العربية والإعلام. دار المشرق. بيروت 2000.
3- “علم الكلام”مركز نون للتأليف والترجمة،[1] جمعية المعارف الإسلامية، الطبعة الثانية، 2014.
4- أعلام الهداية، المجمع العالمي لأهل البيت، قم.
5- النيسابوري (2002)، أبو عبد الله الحاكم، المستدرك على الصحيحين، إشراف يوسف عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة للطباعة والنشر، لبنان – بيروت.
6- الطبري أحمد بن عبد الله (1653ه)،، ذخائر العقبى، مكتبة القدسيّ، مصر – القاهرة.
7- ابن الأثير (2012)، أسد الغابة، دار الكتاب العربي، لبنان – بيروت.
8- الشيخ الصدوق (1429ه)، من لا يحضره الفقيه ج1، مؤسسة النشر الإسلامي.
9 – معجم المعاني.
10- الكليني، محمد بن يعقوب (1675-1676) الكافي، ج3، المكتبة الإسلامية. طهران.
11- أبو منصور حسن بن يوسف بن مطهر حلى الأسدى. مختلف الشيعة 6976ه، ج2، مؤسسه النشر الإسلامي التابعة لجماعه المدرسین قم.
12- حسين النوري الطبرسي (124ه5-2320ه) مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، ج5، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث. قم.
13- بكر بن عبد الله بو زيد 1998. دار العاصمة للنشر والتوزيع. الطبعة الأولى المملكة العربية السعودية – الرياض
- مارسيلو داسكال (1987)، الاتّجاهات السيميولوجية المعاصرة، حميد الحمداني، محمد العمري، عبد الرحمن طنكول، محمد الولي، مبارك حنون (ترجمة)، الدار البيضاء إفريقيا الشرق.
- يوري لوتملن (1999). سيميائية الكون، عبد المجيد نوسي (ترجمة)، المركز الثفافي العربي.
مواقع إلكترونيّة
http://www.oxforddictionaries.com/us/definition/american_english/semiotic s.
مراجع أجنبيّة
Daniel Chandler. Semiotics for beginners. Pdf downloaded book p:10.
– طالبة في المعهد العالي للدكتوراه الجامعة اللبنانيّة، كليّة الآداب العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة – قسم الفن وعلوم الفن. [1]
[2]– http://www.oxforddictionaries.com/us/definition/american_english/semiotics
[3] -Daniel Chandler. Semiotics for beginners. Pdf downloaded book.p:10
[4]– Loc.cit. p:48
[5]– http://www.oxforddictionaries.com/us/definition/american_english/linguistics
[6]– المنجد في اللغة العربية والإعلام.دار المشرق.بيروت2000
[7]– Op.cit.p:78
[8]– Opcit.P:68
[9]جمعية المعارف الإسلامية، الطبعة الثانية، 2014، ص1516- “علم الكلام”مركز نون للتأليف والترجمة،
[10]– جمعية المعارف الإسلامية، الطبعة الثانية، 2014، ص:56 “علم الكلام”مركز نون للتأليف والترجمة،
[11]– راجع: أعلام الهداية، المجمع العالمي لأهل البيت، قم
[12] – النيسابوري، أبو عبد الله الحاكم، المستدرك على الصحيحين، إشراف يوسف عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة للطباعة والنشر، لبنان – بيروت، لا.ت، لا.ط، ج 3، ص 156.
[13]– الطبري، أحمد بن عبد الله، ذخائر العقبى، مكتبة القدسيّ، مصر – القاهرة، 1356ه، لا.ط، ص 36
[14]– ابن الأثير، أسد الغابة، دار الكتاب العربي، لبنان – بيروت، لا.ت، لا.ط، ج 5، ص 520
[15]– الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، مصدر سابق، ج1، ص 321
[16]– شبكة المعارف الإسلامية،لبنان,بيروت،المعمورة،قصّة تسبيح الزهراء،تسجيل دخول على الشبكة في 20 نيسان 2021-04-20
[17]– معجم المعاني
[18]ـ الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج3، ص342، ح6.-
[19]ـ مختلف الشيعة، ج2، ص182ـ 183-
[20]ـ النوري، محمد، مستدرك الوسائل، ج5، ص38، ح2.-