foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

المكوّنات اللفظيّة والتركيبيّة للصيغ الأسلوبيّة في تحليل الخطاب

0

 

المكوّنات اللفظيّة والتركيبيّة للصيغ الأسلوبيّة في تحليل الخطاب

عند ابن عطاء الله السّكندري[1]

                                                                            أ. د. ندى مرعشلي

ملخّص البحث:

تهتم هذه الدّراسة  بالبحث في المكوّنات اللغويّة الأسلوبيّة، من خلال إنشاء مقاربة ألسنيّة للحِكَمْ العطائيّة التي يمكن معها اكتشاف فنون الأسلوب ومتغيّراته على المستوى اللغويّ؛ فالدّراسات الأسلوبيّة تسعى لـ “علم” تتمكّن من خلاله مقارنة النّظريّات بالتّطبيق، ومقارعة تحليل الخطاب بالطّرائق التداوليّة المبنيّة على تحديد الإشاريّات، وتكوّن الافتراض السّابق الذي يتطلّب استلزامًا حواريًّا ومعرفة بأفعال الكلام، والطّرائق الأسلوبيّة التي تعتمد المستويات الصّوتيّة، والصّرفيّة، والنحويّة، والمعجميّة. لذلك، فإنّ هذه الدراسة تهدف إلى تقديم موضوع الحكمة بقالبٍ لغويّ، بعيدًا عن التوجّهات الفلسفيّة، والمعايير البلاغيّة التي اتُّبِعت في الدّراسات السّابقة. وهذا الأمر لا يعني الاستغناء عن المبادئ الفلسفيّة والأحكام البلاغيّة، ولكن سوف يتوجّه التحليل لوصف الظواهر اللغويّة وعلائقها القائمة في لحظة القول.

“كيفَ يُشرقُ قَلْبٌ صُوَرُ الأكوانِ منطَبِعَةٌ في مرآتهِ؟ أَمْ كيفَ يرحلُ إلى اللهِ، وهوَ مكبَّلٌ بشهواتِهِ؟ أَمْ كيفَ يطْمَعُ أنْ يدخُلَ حضرةَ اللهِ، وهوَ لمْ يتطهَّرْ من جَنابة غَفَلاتِهِ؟ أَمْ كيفَ يَرجو أنْ يفهمَ دقائقَ الأسرارِ، وهوَ لمْ يَتُبْ من هَفَواتِهِ؟”

“مقامُ الإحسان[2] لا يصلُ إليه إلاّ كلُّ مجتهدٍ صبور.. عَزَلَ النّفسَ بالفكرة، وخلّى القلبَ عن الأغيارِ، ورحلَ إلى حضْرةِ اللهِ، فكوفئَ بفهمِ دقائقِ الأسرارِ”.

ابن عطاء الله السّكندري

فهرس الحِكَم العطائيّة[3] المتضمّنة في هذه الدراسة:

١ – “اجتهادُكَ فيما ضَمِنَ لكَ، وتقصيرُكَ فيما طَلَبَ منكَ، دليلٌ على انْطِماسِ البصيرةِ منكَ”.

٢ – “اِدْفنْ وجودَكَ في أرضِ الخُمول، فما نَبَتَ ممّا لمْ يُدفنْ لا يَتِمُّ نتاجُهُ”.

٣ – “إنْ لم تُحسِّنْ ظنّكَ بهِ لأجلِ وصفِهِ، فحسِّنْ ظنّكَ بهِ لأجلِ معاملتِهِ معكَ؛ فهلْ عوّدكَ إلاّ حُسناً؟

وهلْ أسْدى إليكَ إلاّ مِنَناً؟”.

 

١ – المقدّمة:

إنّ الحِكَمة ليست مجرّد كلام بليغ، يعينُ على إثبات عمق تجربّة معيّنة بين جيلٍ وآخر، بل هي في معناها التعيينيّ “عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم”[4]؛ وانطلاقًا من هذا المعنى، فإنّ الحكمة هي العلم.

ولأنّ الحِكْمة تعادلُ العلمَ في ثباته وخُبُراتهِ واطّراده، ولأنّها دائمًا تُعطي النتيجة ذاتها، فقد آثرتُ أنْ أتناول بعض الحِكَم “لابن عطاء الله السّكندريّ”[5] بالدّرس والتّحليل الألسنيّ – العلميّ الذي يعتمد على التّجربة والدّراسة التلاؤميّة (التزامنيّة)، الأمر الذي يتطلّب متابعة السّياقات اللغويّة لهذه الحِكم، ومنها السّياقات (اللغويّة – الداخليّة)، والسّياقات (الخارجيّة)، والسّياقات (الاجتماعيّة – الثقافيّة).

لذلك، فإنّ هذه الدراسة تهدف إلى تقديم موضوع الحكمة بقالبٍ لغويّ بعيدًا عن التوجّهات الفلسفيّة والمعايير البلاغيّة التي اتُّبِعت في الدراسات السّابقة. وهذا الأمر لا يعني الاستغناء عن المبادئ الفلسفيّة والأحكام البلاغيّة، ولكن سوف يتوجّه التحليل لوصف الظواهر اللغويّة وعلائقها القائمة في لحظة القول.

المبحث الأوّل – صياغة الأسلوب في حِكَم ابن عطاء الله السّكندريّ:

تعريف صيغة Mode : “مبدأ تقسيميّ للأفعال وفق الطرائق المختلفة التي يفهمها المتكلّم، ويعرض بها المسار المعبّر عنه من خلال الفعل. في الفرنسيّة يتمّ التمييز بين الصّيغ التقريريّة، والالتزاميّة، والشرطيّة، والطلبيّة…”[6].

تعريف صيغة الأمر: “أي هيئته التي بُنِيَ عليها”[7].

تعريف الأسلوبيّة stylistique: “هي الدراسة العلميّة للأسلوب”[8].

انطلاقًا من التعريفات الآتية، يمكن فهم الصيغ الأسلوبيّة بأنّها تتّبعُ مبادئَ متغيّرة، تعتمد التنوّع في مسار الكلام، وتقسيمه إلى فئات متجانسة من النواحي الصوتيّة، والصرفيّة، والنحويّة، والمعجميّة. فإذا كانت صيغة الكلام تعني هيئته الذي يظهر فيها، فلا بدّ من تتبّع هذه الهيئات داخل أبنيتها الصّوتيّة أوّلاً، ليُصار بعد ذلك إلى تتبّع أبنيتها الصرفيّة، والنحويّة، والمعجميّة.

القسم الأوّل – صياغة الجملة الإسناديّة الإخباريّة: (الأثر)

يقول ابن عطاء الله السّكندري: “اجتهادُكَ فيما ضَمِنَ لكَ، وتقصيرُكَ فيما طَلَبَ منكَ، دليلٌ على انْطِماسِ البصيرةِ[9] منكَ”

الشرح: اجتهادك – أيّها المريد – في طلب ما تكفّل الله لكَ به من الرّزق، وتفريطك فيما طلب منك من العبادة، يدلّ على عمى العين الباصرة التي تُدرَك بها الأمور الحسيّة”[10].

أصلُ الجملة   (اجتهادُك وتقصيرُك)       (دليلٌ)

مسند إليه /  اسم معطوف  /  مسند

يمكنُ  متابعة الإسناد في هذه المتتالية، لملاحظة الوظيفة التي أدّاها في هذا السياق؛ فالمسند إليه مصدرٌ يتضمّن خطابًا يتوجّه من المرسِل (ابن عطاء الله) إلى المرسَل إليه (المتلقّي)، ويتضمّن تأكيدًا للخبر (دليلٌ) بتجريده من ضمير الفصل (هو)[11]؛ فـ (هو) ضميرٌ يُستخدم لتوكيد الخبر، “يُزيل الاحتمال والإبهام من الجملة التي يدخل عليها، وبالتالي يفيد ضربًا من التأكيد”[12]؛ إلّا أنّ ابن عطاء الله السّكندري لا يريد توكيد هذه المتتالية، بل يريد أن يُدخل في تكوينها الأسلوبيّ بعض الحماس الذي يُشحذ ذهن المتلقّي، فيُكثّف الدّلالة في (دليل)، أوّلّا من خلال تنكيرها، وثانياً من خلال حذف ضمير الفصل (هو) الذي يُفيد التوكيد، ويفضح الدّلالة الكامنة في التكوين الأسلوبيّ. إذ لا بدّ أن يتوجّه النّظر في هذه المقولة إلى (مقاصد المؤلّف) التي تفسّر استخداماته لبعض السّياقات اللغويّة. فلو أنّه قال: “هو دليلٌ” لتباطأَ الأثر، ولانشغل الذهن في (هو) عن (دليل).

أمّا دلالة المسند إليه (اجتهادُكَ) وما عُطِفَ عليه (تقصيرُك)، فقد حقّقتا توازنًا على المستوى الصوتيّ في هاتين المتتاليتين، وتقابلًا على المستوى النحوي:

ا جـ تـ ـِ هـ ـَ ـَ د ـُ ك ـَ        تـ ـَ قـ صـ ـِ ـِ ر ـُ ك ـَ

أمّا إذا نظرنا إلى السّياق اللغويّ الداخليّ، فنجد أنّ المؤلّف يخاطب المتلقّي مباشرةً؛ لذلك، فهو قد احتاج إلى استعمال ضمائر المخاطب[13] بكثرة. إنّ تكرار استعمال ضمائر المخاطب أدّى إلى إنشاء بنية[14] صوتيّة متكرّرة  لحرف الـكاف، الأمر الذي دفع إلى تتبّع الأثر الذي حقّقه هذا التكرار.

لقد تكرّر حرف الكاف في:   اجتهادكَ – لكَ – تقصيركَ – منكَ – منكَ.

إنّ هذا التكرار يرشد إلى ضرورة الوقوف على صفات هذا الحرف، لمعرفة مدى قوّتها أو ضعفها:

الكاف: همس  –  شدّة  –  استفال  – انفتاح  – إصمات

إنّ ما مرّ معنا من صفات لا يؤسّس صوتيّاً  لحركة شديدة، أو يمهّد  لأيّ نوع من الزجر، أو القوّة، أو النّهي، فهذا التكرار للكاف (الموسومة بالفتح) لا يُشعر بأنّ هناك لغة آمرة، تأمر بالاجتهاد وتوبّخ على التقصير؛ ولكن هي لغة تتّسم بالهدوء والعقل والحكمة. هذا ما يبدو من التحليل المبدئيّ للتّكرار الصّوتيّ لحرف الكاف، خصوصًا أنّها أُلحقت بحركة مفتوحة.

لذلك، فإنّ الكاف لها وظيفة لفظيّة – تركيبيّة[15]، أسهمت في تكوينها عاملان، هما (الصّرف) و (النّحو). فاستخدام المصدر في السّياق اللغويّ الداخليّ أدّى إلى تحقيق الانسجام مع استخدام ضمير المخاطب (الكاف). فلو أنّ المؤلّف استخدم المصدر المؤوّل (أنْ تجتهد) و (أنْ تقصّر)، لما وُجد التّكرار الصّوتيّ في الكاف، ولتحوّل السّياق الدّلاليّ من خطاب مباشر تلامس فيه (الكاف) المخاطب وينسجم مع زمن التلقّي، إلى خطاب مباشر يكون فيه المخاطب مستترًا مضمورًا، وغير متحقّق في زمن التلقّي الفعليّ المتضمّن للسّياق اللغويّ الداخليّ.

أمّا إذا نظرنا إلى جملة الخبر، فنجدها متوازية مع جملة المبتدأ على الصّعيد التركيبيّ. فكِلتا الجملتين تتبعانِّ التركيب نفسه من ناحية استخدام حروف الجر (اجتهادُ /تقصيرُ + ك) – (في + ما)، و(دليلٌ) – (على). فشبه الجملة متعلّق أولًا مع المبتدأ (اجتهادك) والاسم المعطوف عليه (تقصيرك)، وجملة (الجار والمجرور) متعلّقة، أي مرتبطة بالحدث الذي دلّ عليه المصدر؛ إضافة إلى الحيّز الذي وقع فيه هذا الحدث. فإنّ جملتي (فيما ضمِنَ لك)، و(فيما طلبَ منكَ) هما متمّمتان للنقص الذي جاء به المصدر، ممّا يجعل من شبه الجملة معنى فرعيًّا ومتمّمًا للمعنى الأصليّ.

ولأنّ الاجتهاد والتقصير شبيهان بالفعلين (اجتهدَ) و(قصّرَ)، فلا بدّ أن يدلاّ على وقوع حدث معيّن، في زمان معيّن ومكان معيّن. فالإنسان إمّا أن يكونَ في اجتهادٍ أو في تقصير، الأمر الذي جعل بينهما تلازمًا معنويًّا وحركيًّا  حقّق في كلٍّ منهما فعلًا إنجازيًّا في لحظة القول. إنّ هذا الأمر المنجَز يمكّننا من التحدّث عن فعلٍ للقول وليس قولًا للفعل؛ فأفعال الكلام  acte de langage[16] تتّصف بأنّها مُنْجَزة، وهو الأمر الذي يجعل منها مستمرّة.

يتبيّن أنّ الجملة الإخباريّة المؤلّفة من المكوّنين اللفظيّين (اجتهادك )، و(تقصيرك) تحوي في داخلها أفعالًا منجزة، أي (لا تجتهد فيما ضمنه لك)، و(لا تقصّر فيما طلبه منكَ)، لأنّك إنْ اجتهدتَ في غير مكان الاجتهاد، أو قصّرت في الواجب، فهذان العاملان هما (دليلٌ) على عمى بصيرة القلب لديك، والتي يُمكنك من خلالها رؤية الحقائق. أمّا الطّمس لغة، فهو: طمس من الطُّمُوس: الدروس والانمحاء. والمطموس: الأعمى الذي لا يبين حرفُ جفْن عينه، فلا يرى شُفْر عينيه[17].

“دليلٌ على انطماس البصيرة منكَ” أي: لمّا اجتمع أمران، هما إجتهادك في طلب الرّزق، وتقصيرك في العمل والعبادة (والاجتهاد والتّقصير من الأفعال المنجزة)، استخدم في الخبر (دليل) أي (فعيل) “الذي يستوي فيه المفرد وغيره”[18]؛ فارتبط كلٌّ من الاجتهاد والتقصير مع حرف الجر (في) الذي يؤدّي وظيفة مجازيّة لإبراز النّتيجة (الانطماس). أمّا الانطماس فمن الثلاثيّ (طمس – انطمس)؛ ولكنّ المؤلّف هنا استخدم التجريد (انطماس) ليزيد من تكثيف المعنى في هذه الكلمة. يبدو أنّ كلمة (انطماس) هي التي تُمسك بزمام هذه الحِكْمَة:

من الناحية الصوتيّة: تتفوّق هذه الكلمة على مثيلاتها في المعجم، نحو (الانمحاء) و(الدّرس).فالانمحاء يذهب معًا بكلّ عناصره؛ أمّا الانطماس فهو يبقى، ويذهب نوره وضوؤه. فما الفائدة من وجود العين إذا كانت معطّلة، أو مطموسٌ نورُها؟ وهكذا هو الحال مع المخاطَب، أو المتلقّي الذي يوجّه ابن عطاء الله إليه الخطاب بشكل مباشر؛ فهو يملك القدرة على الاجتهاد، ولكن لا يُرى اجتهاده لأنّه سرعانَ ما يُدرس ويُمحى؛ بينما هو يفعل الكثير من التّقصير في الأمور التي تُطلب منه، وهذا الأمر يؤدّي إلى تراكم للأفعال التي سببها الاجتهاد من جهة والتقصير من جهةٍ أخرى. هذا التراكم، وهذا التعاكس في محاور الفعل وتوجّهاته، أدّيا معًا إلى شحٍّ في الرؤية الصّحيحة في البدء؛ ولكنّ الاستمرار في هذا النهج المتعاكس في التعاطي مع الفعل أدّى إلى انمحاء الحقيقة بشكلٍ كامل، أي انطماسها. إنّ هذا الأخذ والردّ في التوجّهات الإنجازيّة للفعل هو ما جعل من هذا المكوّن اللفظيّ  مكوّنًا تركيبيًّا حقّق التناسب الأسلوبيّ الذي ظهر في البنية الصرفيّة والصوتيّة للـ (انطماس)، وفي البنية التركيبيّة لجملة الإسناد.

يتبيّن أنّ تحقّق الأسلوب في هذه الجملة الإسناديّة، أتى نتيجة تضافر المكوّنات اللفظيّة من جهة، والتركيبيّة من جهة أخرى. وحقّق أثرًا أسلوبيًّا[19]، لم يكن ليتحقّق لولا التناسب الحاصل في المستويات الصوتيّة والتركيبيّة والصّرفيّة والمعجميّة للقول المنجز، الذي اتّخذ منحًى عقلانيًّا إخباريًّا هادئًا على مستوى السّياق اللغويّ الداخليّ، وآخر إيعازيًّا تقريعيًّا آمرًا على مستوى السّياق الخارجيّ.

القسم الثّاني – صياغة الجملة الطلبيّة الإنشائيّة: (البراغما)

يقول ابن عطاء الله السّكندري: “اِدْفنْ وجودَكَ في أرضِ الخُمول، فما نَبَتَ ممّا لمْ يُدفنْ لا يَتِمُّ نتاجُهُ”

الشرح: أيّها المريد، اِدفنْ شهرتك ولا تتعاطى أسبابها، كما يُدفن الميّت تحت الأرض؛ فهذا يخلّصك من حبّ الظهور الذي يحولُ بينك وبين تحقيق ذاتك وطموحك؛ وخُذ من النبات مثالاً لك في ذلك، إذ إنّ الحَبّ لا يتمّ نتاجه حتّى يُدفن، وإذا لم يُدفن اصفَرَّ وضَمُرَ وجَفَّ؛ فتعاطي الشهرة في البداية يقلّل من النجاح في النهاية[20].

تتألف العبارة الأولى من الجملة من (فعل أمر) + (ضمير مستتر) + (مفعول به) و (شبه جملة +مضاف)+ (مضاف إليه).

 

نوع الفعل نوع الفاعل نوع المفعول نوع شبه الجملة نوع المضاف إليه
 

أمر

(جملة إنشائيّة)

طلبيّة

 

 

وظيفته:

طلب حدوث الفعل من الفاعل المُخاطَب

 

ضمير

مستتر وجوبًا

(تقديره أنتَ)

 

 

وظيفته:

إشاريّة – سياقيّة – اجتماعيّة – طبقيّة

 

(اسم)

 

 

 

 

وظيفته:

تلقّي الفعل من الفاعل

 

حرف جر

+

اسم مجرور

(مضاف)

 

وظيفته:

(دلاليّة – نحويّة)

إضافة قيمة دلاليّة نصيّة من خلال ربط أجزاء الكلام بغية إيضاح التفاصيل.

 

(اسم)

 

 

 

 

وظيفته:

إيقاع نسبة بين اسمين بهدف تخصيص المعنى أو تحديده أو توسيعه

 

 

 

قبل البدء بتفصيل السّياق اللغويّ الداخليّ لهذه الجملة، لا بدّ أولًا من تعريف الإنشاء والطلب، وأثره في توجيه الخطاب.

الإنشاء لغةً: “أنْشَأَ يفعلُ كذا ويقول كذا: ابتدأَ وأقبلَ. وفلان يُنشئُ الأحاديث، أي يضعُها. قال الليث: أنشأَ فلان حديثًا، أي ابتدأَ حديثًا ورفعهُ”[21].

الإنشاء هو “الكلام الذي لا يحتمل الصّدق والكذب لذاته، وذلك لأنّه ليس لمدلول لفظه قبل النّطق به وجودٌ خارجي يطابقه أو لا يطابقه”[22].

أمّا الدّراسات التداوليّة الحديثة للخطاب، أو ما يُسمّى “الدّراسات البراغماتيّة”[23]، فهي تعتمد في تحليلها على الاستعمال المميّز للغة، حيث تتحوّل بعض الكلمات إلى عملٍ منجز، بسبب ملامستها للحقيقة والواقعيّة من جهة، ولبعدها عن الاحتمال من جهة أخرى. هذه النظريّة تشبه إلى حدٍّ ما مفهوم الإنشاء في النحو العربي.

يبدأ ابن عطاء الله السّكندري هذا الخطاب المباشر بفعل أمر؛ لذلك، لا بدّ من تحديد وظيفة فعل الأمر قبل البدء بتحليل هذه المتتالية.

فعل الأمر: “يدلّ على طلب حدوث الفعل من الفاعل المخاطَب، مبنيّ دائمًا، يؤكّد بالنون، لا يُبنى للمجهول، يختصّ بالمخاطَب، يقبل ياء المخاطبة، لا يُسبقُ بحرف نفي”[24].

يمكن مناقشة المسألة الأولى التي يترتّب عليها استخدام فعل الأمر، من خلال ملاحظة غياب الفاعل الذي تبدو حركته معدومة في السّياق اللغويّ الداخليّ لجملة الأمر.. فإن قلنا إنّ الفاعل غائبٌ انتفى الخطاب، لأنّ من شروط الخطاب “المراجعة”، والمراجعة، أي مراجعة الكلام، لا تتحقّق إلاّ من خلال كلامَيْن، وذهنَيْن. فتحقّق الخطابُ  مشروطٌ بتحقّق السّجال والجدال القائم بين اثنين. وانطلاقًا من هذا الواقع لا يمكن أن يكونَ الفاعل غائبًا، ولكنّ التركيب النحويّ لفعل الأمر، وحتميّة الإنجاز فيه، تدعو إلى تغيير وجهة الكلام، من كلامٍ بين متخاطبَيْن من مستوى واحد، إلى كلامٍ بين متخاطبَيْن أحدُهُما (آمر) والثاني (مأمور)؛ فالآمرُ يملكُ حق توجيه الأمر، ولديه القدرة على نزع القرار من ذهن الفاعل، بأن يجعل من عمليّة اختيار الفعل سابقة لقرار الفاعل، فيتحوّل الفاعل من (فاعل أصليّ لإرادة الفعل) إلى (فاعل تابع لإرادة المخاطِب)؛ وحينها لا يملك الفاعل الحقيقيّ إلا أن يخضع للفعل الآمر، فيستترُ في السّياق الداخليّ، من دون أن يكون مجهولًا في سياقه الخارجيّ، ويتركُ المجال مرغماً لتحقّق الفعل وإنجازه.

لذلك، فإنّ الإنجاز المتحقّق في إنشاء فعل الأمر، لا يمكنُ إلاّ أن يكون حقيقيًّا..ولهذا السبب، يبدأ ابن عطاء الله السّكندريّ هذه المقولة بفعل أمر.

فما هي وظيفة فعل الأمر الذي استخدمه المؤلّف؟ ما هي الغاية من استخدامه؟ كيف استخدمه؟ وهل حقّق التناسب الحاصل بين بنية الأمر ووظيفته تكوينًا أسلوبيًّا كتب لهذه الحكمة الاستمرار والخلود؟

اِدْفِنْ: الدفن، السّتر والمواراة[25]. ودفنَ سرّه: أي كتمهُ.

الوجود existence : “هو فعل الظهور وخروج الذات إلى العالم”[26].

“اِدفنْ وجودَكَ”:  تنطوي على ثنائيّة ضديّة؛ فمنذ لحظة القول، ينشأ صراع بين الوجود وعدمه. فالوجود، في المعنى الفلسفيّ للكلمة، هو الظهور، والوجود هو تحقّق للذات في العالم الخارجيّ. فالوجود والظهور يقابلان السّتر والمواراة.

إنّ هذه الجملة الإنشائيّة تحاكي الواقعيّة، فالوجود والسّتر ضدّان يمتازان بأنّهما متصارعان، لا بدّ من أن يغلبَ أحدهما الآخر؛ فإمّا وجودٌ أبداً، وإمّا سترٌ أبدًا. ومن هنا، يمكن تمييز الحياة عن الوجود، كما يرى هيغل، لأنّ  الوجود هو ما يميّز الإنسان، ويمكّنه من أن يعيَ “الحياة” و”الموت”؛ فالوجود يحقّق وعيَيْن “وعي الحياة” و”وعي الموت”[27].

فهل يطلب ابن عطاء الله السّكندري من المتلقّي أن يدفِنَ نفسه، أي حياته؟ أم أن يُلغِيَ وجوده؟؟

تختلف وظيفة الإنشاء، من ناحية سياقها اللغوي الداخلي، والمؤلّفة من (فعل أمر + فاعل مستتر + مفعول به) عن الجمل الطلبيّة الأخرى؛ فقد أراد المؤلّف أن يوصلَ حقيقة واقعيّة حاصلة ومتحقّقة إلى المتلقّي (الفاعل المستتر)، من خلال إنشاء صراع بين الحياة والوجود من جهة، والظهور والسّتر من جهة أخرى. فالأمر بالدفن يؤول إلى إنهاء الوجود، وليس إلى إنهاء الحياة. فالمخاطَب مأمور بستر وجوده من خلال وسيلة ناجعة وواقعيّة وهي الدّفن. فالدّفن خلوة وظلمة ووحدة، وليس الدّفن ما يُنهي الحياة، لأنّ الحياة تذهب قبل زمن الدّفن؛ والواقع أنّ الدّفن عادةً يُخفي الوجود ويستره، وليس ذلك للحياة. لذلك، فإنّ المؤلّف أنشأ هذه المتتالية التي يطلب فيها من المتلقّي أن يدفنَ ما بقيَ من وجوده. ولكنّه يطلب ذلك من خلال إنشاء جملة طلبيّة، فاعلها مستتر فيها وجوبًا أمام الذّات الأمرة، وهذا التّناسب أسلوبيّ.

١ – التناسب الصّوتي – الصرفي:

تحقّق التناسب الصّوتيّ من خلال استخدام مورفيمات[28] تحتوي على فونيمات[29] تمتاز بالجهر والشدّة، لأنّ وظيفة الجهر هي الاهتزاز، ووظيفة الشدّة هي الانحباس، ولنأخذ مثالًا على ذلك صفات حرف (الدال):

الدال: جهر  –  شدّة  –  استفال  –  انفتاح  –  إصمات  – قلقلة.

فالجهر الموجود في الدّال سبّب علوّاً في الصّوت (الشخص الآمر). أمّا الشدّة فقد سبّبت انحباسًا في نقطة معيّنة من المقطع الصّوتيّ، أدّى إلى قرع صوتيّ، يُشبه إلى حدٍّ ما صوت القرع الذي يصدر عن الحفر في الأرض[30].

إنّ صوت الدّال الهادر ( اِدْ ) سبّب الانقطاع الذي أدّى إلى (فِنْ)؛ ففي الشقّ الأوّل من الكلمة كان (الوجود – وجودك) ظاهرًا معلنًا جليًّا، أمّا في الشقّ الثاني (فِنْ)، غارَ الصّوت، وأصبح مخفوتًا هامسًا، ثمّ ما لبِثَ أنْ أصبحَ أنينًا يصدرُ من مكانٍ مستور، هو أرض الخمول. إنّ الهمس في صوت الفاء والغنّة، في صوت النون صفتان جعلتا من الكلمة (اِدْفِنْ) كلمة مُنجَزة، أي فعلًا للكلام؛ فمن خلال ملاحظة المستوى الصّوتيّ لجملة الإنشاء (اِدْ – فِنْ) يمكن ملاحظة سرعة الإنجاز في عمليّة الدّفن التي بدا فيها أوّل الكلمة ظاهرًا بقوّة، بينما نصفها الآخر مطمورًا مستورًا. وهنا أدّى المستوى الصّرفيّ للكلمة (أي الكلمة في صيغة الأمر) إلى اكتمال دلالة الفعل، بعد عمليّة الاختيار التي رستْ على الفعل (دفن – اِدْفِنْ) وليس على مثيليْه (ستر – اُستُرْ) أو(وارى – توارَ).

٢ التناسب النحويّ – التركيبيّ:

“ادْفِنْ وجودَكَ في أرض الخمول”. لا بدّ من الوقوف على العناصر الزمكانيّة (الزمانيّة والمكانيّة) للتعرّف إلى نوع الأرض في هذا التركيب؛ فالواضح أنّ التركيب بين أرض وخمول ينتمي إلى أسلوب الإضافة.

الخمول: الخامِل “يُقال: هو خاملُ الذكر والصّوت” […] “وحكى يعقوب: إنّه لخامل الذّكر وخامِنُ الذّكر، على البدل بمعنى واحد، لا يُعْرَف ولا يُذكر”[31].

الإضافة[32] نوعان:

معنويّة: تفيد تعريف المضافِ أو تخصيصه؛ ولفظيّـة تفيد تعريف المضافِ إن كان المضافُ إليه معرفة[33].

استخدم المؤلّف الإضافة، فأضاف (الخمول) إلى (أرض). غير أنّ التّركيب الظاهر يوحي بأنّ الأرض هي التي أُضيفت إلى الخمول (أرض الخمول)، إلاّ أنّ حقيقة التّكوين الأسلوبيّ في هذا التركيب يعكس النسبة المضافة، فتُرجّحُ أنّ الخمول هو الذي أُضيف إلى الأرض؛ فالإضافة تفيد زمان المضاف أو مكانه؛ والأرض موجودة في المكان قبل الخمول الذي أُضيفَ إلى الأرض لتصبحَ بعد الإضافة أرضًا ومرتعًا للخمول. والشاهد على هذا التركيب أنّا لو قلبنا الجملة، فقلنا: (خمولُ الأرض) لضاقَ المعنى، ولانحصرت الدّلالة إلى غير الوجه الذي أراده المؤلّف.

إنّ في استخدام ابن عطاء الله السّكندريّ لأسلوب الإضافة توسيعًا للخمول على المستويَيْن الزماني والمكاني معًا. فالأرض معروفة بسِعَتِها وامتدادها، فإذا توجّهت إرادة المؤلّف إلى إصابتها بالخمول، فهذا يعني أنّه يريد للخمول ما هو فوق السِعة والمكان، هو يريد الامتداد، والامتداد يكون في الزمن والمكان معًا. فأرض الخمول هنا، هي الأرض التي لا تُذكر ولا تُعرف، فناسبَ أنْ يُوارى فيها ما هو من جِنسها، أي الوجود الذي لا نتاجَ معه: “فما نبتَ ممّا لم يُدفَنْ لا يتمُّ نتاجُهُ” أي كلّ نبتٍ – ظهرَ فوق الأرض – من دون أن يمرّ بمراحل الظلمة والوحدة لا يستحق الوجود الذي أوجده لنفسه، لأنّه وجود مثل النبتة التي تظهر فوق الأرض من غير دفن، فهي تخرج صفراء باهتة، تملك حياةً خالية من الوجود الحقيقي الفاعل والمُنتج.

يتبيّن أنّ الجملة الإنشائيّة (اِدْفنْ وجودَك) هي التي تسيطر على المساريْن (الصّوتيّ-الصّرفيّ) و(النحوّي-التركيبيّ). وقد برز التناسب الأسلوبيّ بين المساريْن النحويّ والصّوتيّ من خلال استخدام أصوات ذات رُزَم صوتيّة مجهورة وشديدة، أدّى تكرارها إلى محاكاة إجراءات الدّفن. أمّا النّحو في الجملة، فقد حدّد مكان المُخاطَب الحقيقيّ، الذي بدا مستترًا متواريًا مع  (اِدْفنْ)، وظاهرًا بقوّة في الكاف مع (وجود + كَ).

المبحث الثّاني – تحليل الخطاب والتداوليّة:

يتناول هذا المبحث حكمة أخرى من حِكَم ابن عطاء الله السّكندريّ بالتّحليل الأسلوبيّ، متّبعاً المنهج التداوليّ، بهدف الوقوف على الاستعمالات المميّزة للغة المؤلّف. فما هي التداوليّة لغةً؟ وما هو مفهومها العام؟ وكيف يمكن تحليل الكلام من خلال المنهج التداوليّ؟

التداوليّة pragmatique – pragmatic: “موقف أو مقاربة حسّية وواقعيّة”[34].

Pragmatique: “تتكيّف (تتلاءم) مع العمل على الحقيقة، ولذلك تصبح عرضة للتطبيقات العمليّة التي تتعلق بالحياة اليوميّة”[35].

ترى كاترين كاربرا Catherine Kerbra أنّه يوجد في التفكير البراغماتيّ أنماطٌ ثلاثة لأنواع الكلام: ( نفي وإيجاب)، و(استفهام) و(أمر). هذه الأنماط تعود إلى عوامل التأثير فيها، لأنّها ترتبط بالموقف مباشرةً؛ فهناك مواقف تجرّ أفعالًا وتؤثّر في الفعل، وفق (مستوى الشخص) و(ماذا يُقال؟)، و(طريقة القول). “فالمبدأ الأساسيّ في نظريّة (أفعال الكلام act of speech – acte de parole) هو أنّنا نستطيع أن نفعلَ أشياءَ مختلفة إذا تكلّمنا فقط”[36].

بالاستناد إلى التعريفات السّابقة، سوف  يتمّ تحليل الخطاب عند ابن عطاء الله السّكندريّ من الناحيّة التداوليّة للغة.

القسم الأوّل – الشرط في الجملة: (الافتراض السّابق)

يقول ابن عطاء الله السّكندري: إنْ لم تحسِّنْ ظنَّكَ بهِ لأجلِ وَصْفِهِ، فحَسِّنْ ظنَّكَ بهِ لأجْلِ معاملتِهِ مَعَكَ، فهَلْ عوَّدكَ إلاَّ حَسَنًا؟ وهَلْ أسدى إليْكَ إلاّ مِننًا؟”

الشرح: هذا الخطاب يصلُ مباشرة من المرسِل (ابن عطاء الله السّكندري) إلى المتلقّي. فالجملة تتضمّن أساليب الشرط[37]، والاستفهام[38]، والاستثناء[39]. أمّا الجملة الشرطيّة، فتتألّف من: حرف الشرط : (إنْ).

حرف النفي   : (لمْ).  فعل الشّرط   : (تحسِّنْ).   جواب الشّرط: (فحَسِّنْ).

 

ثمّ تنتقل هذه الجملة من أسلوب الشرط إلى أسلوب آخر هو الاستفهام. ويتألّف الاستفهام في هذه الجملة من:

حرف الاستفهام: (هلْ). فعل ماضٍ بدلالة المضارع والمستقبل (الاستمراريّة). ثمّ تتضمّن جملة الاستفهام أسلوبًا آخر، وهو أسلوب الاستثناء. ويتألّف أسلوب الاستثناء من: حرف الاستثناء: (إلاَّ).

يبدأ المؤلّف باسم الشرط (إنْ) الذي يجزم عادةً فعلين مضارعين، أو فعلين ماضيَيْن، أو فعلين: ماضيًا ومضارعًا، وبالعكس من ذلك. ففي السّياق اللغويّ الداخليّ  تلوّح الجملة هنا إلى نوع من (الإجبار) أو (التهديد) حال انتفاء العمل المذكور وهو (التحسين) الذي أتى مجزومًا نتيجة الشرط (لام الجزم المسبوقة بحرف الشرط  – إنْ)؛ فقد اجتمع عاملان للجزم بحكم التجاور، اسم الشرط (إنْ)، وحرف الجزم (لم)؛ فجملة (لم تحسِّنْ) هي جملة منفيّة في محل جزم فعل الشرط، والفاء في (فحسِّنْ) هي الرابطة لجواب الشرط.

يُستخدم أسلوب الشرط عادةً لتأكيد وقائع نتيجة ما؛ فهو يُشبه مفهوم البراغماتيّة من هذه الناحية، أي من ناحية الفئات التي تتألّف منها أفعال الكلام، نحو: (الإيجاب والنفي)، و(التوجيه)، و(التّهديد والإجبار)، أو(الإعلان عن واقع ما).

نحن أمام تحليل خطاب مباشر متعلّق بالشّرط، وهذا الشّرط هو جُمليّ- لغويّ؛ فالتحليل البراغماتي يدرس هذه الجملة من ناحية تعلّقها اللغويّ بالعالم، أي من ناحية مراعاة قواعد الشرط للمعرفة المسبقة، أو ما يُسمّى (الافتراض المسبق للخطاب)[40] عند كلّ من المرسِل والمرسَل إليه.

هذا الكلام يبدو كلاماً مركّبًا سهل الوصف والشّرح؛ ولكنّه يبدأ بالصعوبة حين نصبح مجبرين على تتبّع وتحديد أفعال الكلام فيه؛ خصوصًا أفعال الكلام والفعل المختلف عنها. فهل الفعل (حسِّن) يُعدُّ فعلًا للكلام؟

التحسين: الحُسْنُ ضدّ القُبح […] وحسَّنْتَ الشيء تحسينًا: زيّنْتَهُ[41].

يمكن الحكم على الفعل (حسِّنْ) الذي تكرّر مرّتين، مرّة بالزمن الحاضر (تُحسِّنْ) ومرّة بالأمر (فحسِّنْ)، بأنّه فعلٌ للكلام، من خلال استخراج قيمة المعنى الذي يحمله، والذي يهدف إلى التأثير في الآخر، وإحداث تغيير في سلوكه.

إنّ مجرّد ارتباط الكلمة أو الفعل (حسِّن) بحدث سلوكي يجرُّ أفعالًا وكلماتٍ ملاصقة لمعناه. فمنذ اللحظة التي قال فيها ابن عطاء الله السّكندريّ هذا الفعل بطريقة تتناسب مع خطابه، علّق هذا الفعل بالخطاب بهدف تثبيته على هذه الحال. ثمّ استخدم جملة الشّرط لتأكيد نتيجة هذا التّحسين السّلوكي.

فأهميّة فعل الخطاب هنا تكمن في الاستجابة الفعليّة، وليس اللغويّة؛ فالخطاب الحِكَمي هنا يدفع بالمتلقّي إلى فهمه والاستجابة الفعليّة له، وليس إلى الإجابة عنه. فالنظرة البراغماتيّة لهذا الخطاب ترى بواقعيّة أنّ الجواب سيكون تحسين الظنّ.

نستنتج أنّ البراغما لا تشرح الوسائل اللغويّة، ولكنّها تعتمد عليها في تفسير ما يحدث أثناء عمليّة التواصل.

٢ – القسم الثّاني – أسلوب الاستفهام والاستثناء في الجملة: (التوكيد)

يمكن ملاحظة التكافؤ اللغوي[42] بين (الشرط)، و(الاستفهام)، و(الاستثناء) للأداء الفعليّ للجملة، أي من خلال وضع مستوى آخر مجرّد للغة.

فمن خلال تحديد حالة الكلام لغويًّا، يمكن اكتشاف الوضع الرّاهن له في لحظة التكلّم، مدعوماً بنواياه.

فالاستفهام هو “طلب العلم بشيء لم يكن معلومًا من قبل، بأداة خاصّة”[43]. فالسّائل يسأل بأداة (هل)؛ و(هل) عادةً “يُطلب بها التّصديق ليس غير، أي إدراك النسبة ويمتنع معها ذكر المعادل”[44]. هي ليست كالهمزة، لأنّ الهمزة تحمل تردّدًا إمّا بالإثبات أو النفي، ولذلك تستعمل في الكلام لتوحي بالتردّد بين شيئين، أو توهم بعدم معرفة النسبة.

“فهل عوّدكَ إلاّ حَسَنًا؟ وهل يطلبُ منكَ إلاّ مِننًا؟”

(إلاّ) حرف للاستثناء، وقد ضمّنها المؤلّف في جملة الاستفهام. فالفعل (عوّدَ) من الأفعال التي تنصب مفعولين، وأصل الجملة: (هل عوّدكَ إلاّ على الحسن؟)؛ فـ (حسنًا) منصوبة على نزع الخافض، ومثلها جملة الاستفهام التي تليها.

إنّ الدعوة المحقّقة إلى التحسين، تُعَدُّ من الأفعال المنجزة؛ لأنّ المؤلّف قد حرصَ على دمج أساليب الشّرط، والاستفهام، والاستثناء، مع شرح العلاقة بينها. فإذا كانت جملة الشّرط تهدف إلى تأكيد النتيجة، فإنّ الاستثناء في الاسم المستثنى (حسنًا) يهدف إلى تقوية الفعل المقصود بدايةً في جملة الشرط (تحسِّن – فحسِّن). هذا التّكرار للفعل (حسِّن)، وهذا التنوّع في تصاريفه آلَ إلى واقع محقّق للجملة؛ لأنّ التحسين يجرُّ أفعالًا. فالتّحسين في سياق الشّرط (نتيجة محتّمة)، وفي سياق الاستفهام لا يحتمل مع الأداة (هل) إلّا الصّدق؛ أمّا في سياق الاستثناء فهو مرتبط بالفاعل (عوّدكَ حسنًا)؛ لأنّ عوّد من الأفعال التي تأخذ لها مفعولين اثنين لإتمام المعنى، فـ (الكاف) مفعول به للفعل (عوّد) وتعني ضمير المخاطَب (أنتَ)، و(حسنًا) مفعول به للفعل (عوّدَ)؛ فإنجاز الأفعال الحسنة أصبح لصيقًا بالفعل (عوّد) بوساطة (الكاف – ضمير المخاطَب – عوّدَكَ).

وهكذا، يبدو من التركيب لكلٍّ من أسلوب الشرط، والاستفهام، والاستثناء أنّ فعل التحسين في كل تصرّفاته التي مرّ بها هو فعلٌ منجز، وأنّ كلمة (التّحسين) في هذا التّركيب، حقّقت أفعالاً إنجازيّة حقيقيّة وواقعيّة، أي حقّقت إنجازًا للفعل في لحظة القول.

٣ – الخاتمة:

يتبيّن أنّ السّياق اللغويّ الداخليّ محدود، أي لا يمكنه تجاوز حدود النص، ولكن يمكن ملاحظته من خلال المستوى الصّوتيّ وتحديد العلاقة القائمة بين الفونيمات، إذ تشكّل الكلمة سياقًا للأصوات المتنوّعة؛ كما تشكّل الجملة سياقًا للنّص. وتجدر الإشارة إلى أنّ الكلمة لا تنفصل عن السّياقات الأخرى الموجودة في النّص أو خارجه. فهناك سياق عام يتفاعل مع السّياقيْن الداخليّ والخارجيّ؛ هذا التفاعل بين المستويات اللغويّة وغير اللغويّة في النّص هو الذي يُخرج الدلالة الكليّة والشموليّة. أمّا السّياق الخارجيّ، فهو متداخل، إذ يعملُ خارج النص. ويمكن معرفة السياق الخارجيّ من خلال تتبّع ملابسات الخطاب وظروفه غير اللغويّة، فيمكن الاستدلال إلى السّياق الخارجيّ من خلال السّياق اللغويّ الداخليّ، بالرجوع إلى المعطيات الأسلوبيّة في الخطب المتداولة؛ كما أنّ معرفة الإجراءات الأسلوبيّة المتّبعة من قِبَل الكاتب، أمكنت من الوقوف على الكيفيّة التي حقّق بها المؤلّف القصد من هذه الحِكَم. وقد جرت عمليّة التحليل بشكل علميّ من خلال وصف لحظة القول، مع ما رافقها من مؤثّرات بيئيّة، بالرجوع إلى المؤشّرات الزمانيّة والمكانيّة والثقافيّة والاجتماعيّة التي تحيط بالمقولة. ومن خلال استخدام النظريّة التداوليّة، أو كما تسمّى (البراغماتيّة) تمّ شرح الوسائل اللغويّة، بالاعتماد على تفسير الأحداث الكلاميّة الآنيّة، ودعمها بنوايا المتكلّم. كما تمّت الإشارة إلى الأداء الفعليّ للكلام، من خلال كشف النوايا الحقيقيّة للمتكلّم.

وأخيراً، يمكن الاستنتاج أنّ ابن عطاء الله السّكندري لم يكن يهدف إلى التواصل مع المتلقّي في هذه الحِكَم، ولكنّه كان يهدف إلى تحقّق هذه الحِكَم، وتحويلها إلى كلمات منجزة تجرُّ أفعالًا تتضمّن أداءً فعليًّا وليس مجرّد كلام متلفّظ، وذلك من خلال تحليل هذه الحكم، وتحديد مكوّنات القول في الأداء اللغويّ، والمكوّن المتضمّن في القول، والمكوّن التأثيريّ في الصّوت والتّركيب معًا.

إذا كانت المكوّنات الأسلوبيّة قادرة على تحقيق العمل الإنجازيّ للفعل في القول، فنحن نستطيع من خلال اللغة، واللغة فقط، حمل المخاطَب على اتّخاذ سلوك معيّن، وخلق حالات خاصّة به.

 

 

 

 

 

 

 

٤ – فهرس المصادر والمراجع:

1 – الأصفهاني، الرّاغب: الرّاغب الأصفهاني، في غريب القرآن، ط٧، دار المعرفة، بيروت، ٢٠١٤، ص ٥٩.

  • ٢ – الراجحي، عبده: التطبيق النحوي، بيروت، دار النهضة العربيّة، ط١، ٢٠١٠.
  • ٣ – الشرنوبي، عبد المجيد: شرح حِكَم الإمام ابن عطاء اللهِ السّكندري، تعليق: عبد الفتّاح البزم، بيروت، دار ابن كثير، ط١٢، ٢٠٠٩.
  • ٤ – عتيق، عبد العزيز: علم المعاني، بيروت، دار النهضة العربيّة، ط١، لا يوجد سنة.

5– الغلايّيني، مصطفى: جامع الدروس العربيّة، بيروت، دار الكتب العلميّة، ط١١، ٢٠١٢.

  • ٦ – كبريت، سمير: كتاب الأفعال، بيروت، دار النهضة العربيّة، ط١، ٢٠٠٦.
  • ٧ – هوّاري، ندى مرعشلي: تحليل الخطاب (النظريّة – التطبيق)، بيروت، دار النهضة العربيّة، ط١، ٢٠١٤.
  • الأسلوب (البنية – الوظيفة)، بيروت، دار النهضة العربيّة، ط١، ٢٠١٥.

المراجع الأجنبيّة:

8 – Austin, Quand Dire C’est Faire?, Trad (How To Do Things With Words?), Seuil, Paris, 1970.

9  – Kerbrat-Orecchioni, Catherine:

Les actes de langage dans le discours, Paris, Armand Colin, édition 2008.

المعاجم العربيّة:

  • ١٠ – ابن منظور: لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط٦، ٢٠٠٨، ١٨ مجلّد.
  • ١1 – عبد النّور، جبّور: معجم عبد النّور الحديث، دار العلم للملايين، بدون طبعة، بيروت، بدون سنة.

المعاجم الأجنبيّة:

12 – Dubois, Jean:

Le dictionnaire de linguistique,Larousse, Paris, Première édition, 2012.

13 – Livingstone, Charlotte:

Little Oxford Dictionary and Thesaurus, New York, Oxford University Press, Second Edition, 2008.

14 – Robert Paul:

Le Petit Robert, Remanié et amplifié sous la direction de: Josette Rey-Devove et Alain Rey, Paris, Le Robert, Édition 2015..

المراجع المترجمة:

  • ١٥ – جوليا، ديديه: قاموس الفلسفة، ترجمة: فرنسوا أيّوب، وإيلي نجم، وميشال أبي فاضل، بيروت، مكتبة أنطوان، ط١،١٩٩٢.
  • ١6 – مونان، جورج: معجم اللسانيّات، ترجمة: جمال الحضري، بيروت، المؤسّسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع، ط١، ٢٠١٢.

الموسوعات العربيّة:

  • ١٧ – إلياس، سليم: الموسوعة الكبرى لإعلام ومشاهير العالم، “علماء ورجال دين”، بيروت، شركة عالم المعرفة، ط١، ٢٠١٤، ٢٤ مجلّد.

 

 

 

 

 

 

 

-هذا البحث شارك في المؤتمر الدّولي الرابع  للعلوم الاجتماعية، كتاب اللغة واأدب والدّين، تركيا( أنطاليا- آلانيا) 4-5-6 أيار 2018م[1]

[2]  إنّ الحُسنَ هو ضِدُّ القُبحِ ونقيضُه، أمّا كلمة الإحسان فقد تنوّع تأويلُها ما بين “الاستقامة وسلوك الطريق الصّحيح”، و”ما هو ضدّ الإساءة”، و”الإخلاص”، و”الإشارة إلى المراقبة وحسن الطاعة”، لأنّ مَنْ راقبَ اللهَ أحسنَ عملهُ.

[3]  عبد المجيد الشّرنوبي، شرح حِكَم الإمام ابن عطاء اللهِ السّكندري، تعليق: عبد الفتّاح البزم، دار ابن كثير، ط١٢، بيروت، ٢٠٠٩.

[4]  ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، ط٦، بيروت، ٢٠٠٨، ٤/ ١٨٦.

[5]  ابن عطاء الله السّكنْدري (١٢٦٠ ١٣٠٩م): “هو الإمام تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله، المالكيّ مذهبًا، الإسكندريّ دارًا، القِرافيّ مزارًا، الصوفيّ حقيقة، الشاذليّ طريقة” […] آلتْ إليه زعامة الطريقة الشاذليّة […] كتب تصانيف عدّة نظمًا ونثرًا تشتمل على أسرار ومعارف وحكم ولطائف. وكان جامعًا لأنواع العلوم من تفسير، ونحو، وأصول، وفقه على المذهب المالكي؛ من أهمّ مؤلّفاته، على سبيل المثال لا الحصر: (الحِكَم العطائيّة).

سليم إلياس، الموسوعة الكبرى لإعلام ومشاهير العالم، “علماء ورجال دين”، شركة عالم المعرفة، ط١، بيروت، ٢٠١٤، ١/١٤٧.

[6]  جورج مونان، معجم اللسانيّات، ترجمة: جمال الحضري، المؤسّسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع، ط١، بيروت، ٢٠١٢، ص ٢٧٩.

[7]  ابن منظور، ٨/ ٣١٥.

[8]  Jean Dubois, Le dictionnnaire de linguistique,Larousse, Première édition, Paris, 2012, P.448.                                                           

[9]  البصيرة: البصَرُ، يُقال للجارحة الناظرة، نحو قوله تعالى: {كلمحِ البصر}، {وإذْ زاغتِ الأبصار…} وللقوّة التي فيها. ويُقال لقوّة القلب المدرِكة بصيرةٌ وبَصَرٌ، نحو قوله تعالى: {فكشفْنا عنكَ غطاءَكَ فبصرُكَ اليومَ حديد}. وجمعُ البصر أبصار، وجمعُ البصيرة بصائر.

الرّاغب الأصفهاني، في غريب القرآن، ط٧، دار المعرفة، بيروت، ٢٠١٤، ص ٥٩.

[10]  عبد المجيد الشرنوبي، ص ٦٨ و٦٩.

[11]  ضمير الفصل يُؤتى به بين رُكْني الجملة الاسميّة لتوكيد الخبر وجعله الأوحد، نحو: “خالدٌ هو المجتهد”، أي: هو الوحيد ولا يوجد غيره.

سمير كبريت، جداول النحو العربي، ط١، دار النهّضة العربيّة، بيروت، ٢٠٠٧، ص ٧٥.

[12]  عبد العزيز عتيق، علم المعاني، دار النهضة العربيّة، ط١، بيروت، ب.س.

وجد سنة، ص ٧٥.

[13]  الكاف هي ضمير متّصل، والضّمائر المتّصلة “هي التي تتّصل بآخر الكلمة، سواء كانت الكلمة اسمًا، أو فعلًا، أم حرفًا، وتقع في محل رفع، أو نصب، أو جرّ”. المرجع نفسه، ص ٤٨.

[14]  بِنْية: الهيئة التي يُبنى عليها. ابن منظور، ٢/١٦٠.

= بِنْية: شكل forme. جبّور عبد النّور.

معجم عبد النّور الحديث، دار العلم للملايين، بدون طبعة، بيروت، بدون سنة، ص ٢٣٤.

[15]  المكوّن التركيبي Syntaxique Composante هو مكوّن مركزي يمثّل البنية العميقة ويحدّد تفسيرها الدلالي. جورج مونان، ص ٤٤٢.

[16]  أفعال الكلام acte de  langage تُطلق على “استعمال اللغة كفعل، وليس كرسالة فقط”.

Austin, Quand Dire C’est Faire?, Trad (How To Do Things With Words?), Seuil, Paris, 1970, P.24.

[17]  ابن منظور، ٩/ ١٤٥.

[18]  عبد المجيد الشرنوبي، ص ٦٩.

[19]  ندى مرعشلي هوّاري، الأسلوب (البنية – الوظيفة)، دار النهضة العربيّة، ط١، بيروت، ٢٠١٥، ص ١٣.

[20]  عبد المجيد الشرنوبي، ص ٧٥ – ٧٦.

[21]  ابن منظور، ١٤/ ٢٥٢ و ٢٥٣.

[22]  عبد العزيز عتيق، ص ٦٩.

[23]  براغماتيّة pragmatique:  “امتدّت البراغماتية إلى أساليب التأكيد، والتحدّث، والخطاب، لتشمل شروط الحقيقة والتحليل التخاطبي”.

Jean Debois, P. 375.

[24]  سمير كبريت، كتاب الأفعال، دار النهضة العربيّة، ط١، بيروت، ٢٠٠٦، ص ٦٤.

[25]  ابن منظور، مج٥/٢٧٧.

[26]  ديديه جوليا، قاموس الفلسفة، ترجمة: فرنسوا أيّوب، وإيلي نجم، وميشال أبي فاضل، مكتبة أنطوان، ط١، بيروت، ١٩٩٢، ص ٥٩٢.

[27]  المرجع نفسه.

[28]  مورفيم morphème: “إنّ المصطلح مورفيم يشير إلى أصغر وحدة لعنصر دالّ موجود داخل المقولة، والذي لا يمكنه أن ينقسم إلى وحدات أصغر، من دون المرور بالمستوى الصوتي”.

Jean Debois, P. 310.

[29]  الفونيم phonème: “هو عنصر أصغر غير دالّ، لا يشكّل مقطعًا من التمثيل الصوتي للمقولة، التي تتحدّد طبيعتها من قبل مجموعة من السّمات المميزة”.

Op.Cit, P. 359.

[30]  ندى مرعشلي هوّاري، تحليل الخطاب (النظريّة – التطبيق)، دار النهضة العربيّة، ط١، بيروت، ٢٠١٤، ص ٩٢.

[31]  ابن منظور، ٥/ ١٦٠.

[32]  الإضافة هي “نِسْبةٌ بين اسمين، على تقدير حرف الجر، توجب جرّ الثاني أبداً […] فالمضاف والمضاف إليه: اسمان بينهما ينحو حرف جرّ مقدّر، وعاملُ الجرّ في المضاف إليه هو المضاف، لا حرفُ الجرّ المقدّر بينهما على الصحيح”.

مصطفى الغلايّيني، جامع الدروس العربيّة، دار الكتب العلميّة، ط١١، بيروت، ٢٠١٢، ٣/ ١٥٨.

[33]  المرجع نفسه، ص ٥٩.

[34]  Charlotte Livingstone, Little Oxford Dictionary and Thesaurus, Oxford University Press, Second Edition, New York, 2008, P.509.

[35]  Paul Robert, Le Petit Robert, Remanié et amplifié sous la direction de: Josette Rey-Devove et Alain Rey, Le Robert, Édition 2015,  Paris, P. 1992.

[36]  Catherine Kerbrat-Orecchioni, Les actes de langage dans le discours, Armand Colin, edition 2008, Paris, P.20.

[37] هناك أسلوب في اللغة العربيّة يُسمّى أسلوب الشرط، ولتحقيق الجملة الشرطيّة لا بدّ من استخدام أدوات تتألّف من حروف وأسماء. فأدوات الشرط إذا أتت في الجملة يُجزم الفعل بعدها؛ وتتميّز أدوات للشرط بأنّها تجزم فعلين مضارعين.

عبده الرّاجحي، التطبيق النحوي، دار النهضة العربيّة، ط٢، بيروت، ٢٠١٠، ص ٨٠.

[38] يعَدُّ الاستفهام من أساليب اللغة العربيّة، وكل أدوات الاستفهام أسماء ما عدا حرفين، هما: (هل) و (الهمزة – ء)؛ فكلُّ أسماء الاستفهام  مبنيّة، ما عدا (أيّ) فهي معربة لأنّها تُضاف إلى مفرد. المرجع نفسه، ص ٧١.

[39] “تفيد جملة الاستثناء إخراج اسم من حكم إلى حكم آخر، والاسم المُخرَج هو المستثنى، أمّا الآخر، فهو المستثنى منه”. المرجع نفسه، ص ٣٠٥.

[40]  التداوليّة تدرس اللغة أثناء استعمالها في سياق التخاطب. ومن مفاهيمها (الافتراض السّابق) الذي يتعلّق بالجوانب الخفيّة والمستورة أثناء العمليّة التواصليّة. يختصّ الافتراض السّابق بجمل وملفوظات لغويّة تحوي مجموعة من المقاصد المباشرة والضمنيّة التي يعبّر عنها متكلّم اللغة ومتلقّيها.

Catherine Kerbrat-Orecchioni, P.44 – 45.

[41]  ابن منظور، ٤/١٢٣.

[42]  التكافؤ égalité: “التكافؤ هو العلاقة القائمة بين مجموعتين محدّدتين بطرائق مختلفة، ولكنّها تتألّف من العناصر نفسها”.

Jean Debois, P. 172.

[43]  عبد العزيز عتيق، ص ٨٨.

 [44] المرجع نفسه، ص ٩١.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website