الطّعام عند اللّبنانيّين من خلال أمثالهم
صونيا جرجس الأشقر)[1](
الملخص
ينطلق هذا البحث من تعريفٍ للطّعام، وأهميّة الأمثال من النّاحية الحضاريّة، ليربط بين الطّعام والصّحة والسّعادة، معدِّدًا مكونات أطعمة اللّبنانيّين، وفوائدها الغذائيّة، واستخداماتها الطبيّة، ومتناولاً وجبات الطعام الأساسيّة: التّرويقة، والغداء، والعشاء، مشيرًا إلى أضرار الجوع الجسديّة والنّفسيّة، مركِّزًا على آداب الطّعام التي تعارف عليها االلّبنانيّون، منتهيًا إلى كثرة الأمثال الكنائيّة المرتكزة على الأطعمة ومكوناتها. وهذه الكثرة تدلّ على أهميّة الطّعام عند اللّبنانيّين، وثقافتهم الغذائيّة والصّحيّة.
الكلمات المفاتيح: الطّعام – الأمثال – الصّحة – السّعادة – المطبخ اللّبنانيّ – التّرويقة – الغداء – العشاء – الجوع – الكناية
L’alimentation chez les libanias à travers leurs proverbes.
Sommaire
Cette recherche découle d’une définition des aliments, et de l’importance des proverbes sur le plan culturel, afin de nouer des liens entre l’alimentation, la santé et le bonheur. Elle énumère les composants alimentaires de l’art culinaire des libanais, leurs bienfaits nutritionnels, et leurs utilisations dans le domaine de la santé. Elle évoque les repas essentiels : petit-déjeuner, le déjeuner et le dîner, souligne les conséquences physiques et psychologiques de la faim, et se concentre sur l’étiquette de la cuisine libanaise. En outre, elle note la diversité et la multitude des proverbes “métaphoriques” centrés sur la cuisine libanaise et les aliments la composant, suggérant l’importance de l’alimentation chez le peuple libanais et leur culture culinaire et médicale.
Mots Clés: L’alimentation – les proverbes – la santé – le bonheur – la cuisine libanaise – petit-déjeuner – le déjeuner – le dîner – la faim – a métaphore
- تمهيد
الطّعام، في اللّغة: “كلُّ ما يُؤكَل، وبه قِوام البَدَن، وكلُّ ما يُتَّخَذ من القوت من الحِنْطة والشَّعير والتَّمر”([2]). والطّعام، عند اللّبنانيّين، هو كلّ ما يُؤكل، ويسمّونه أيضًا “الأكْل”، و”المأْكول”، و”المأكولات”.
والطّعام، فضلًا عن أهمّيّته الصّحيّة والغذائيّة، يُعدّ مظهرًا حضاريًّا من مظاهر حضارة الشّعب، هذه الحضارة تنعكس في أمثاله التي هي مرآة صادقة لحضارته، وضروب تفكيره، ومناحي فلسفته، ومُثُله الأخلاقيّة والاجتماعيّة. من هنا أهمّيّة هذا البحث بركنَيه: الطّعام والأمثال.
وكُتب الأمثال اللّبنانيّة كثيرة([3])، وقد اعتمدتُ منها الأربعة الآتية، وهي أضخمها، وأهمّها، وأوثقها:
- Proverbes et dictns syro – libanais ، للمونسينيور ميشال فغالي، وقد رمزت إلى هذا الكتاب في الحواشي بـ “فغالي”.
- A dlictionary of madern lebanese prorls، للدكتور أنيس فريحة، وقد رمزت إليه بـ”فريحة”.
- Provrbes populaires du libane sud، لفردينان يوسف أبيلا، وقد رمزت إليه بـ: “أبيلا”.
- موسوعة الأمثال اللّبنانيّة للدّكتور إميل يعقوب، وقد رمزت إليه بـ: “يعقوب”.
والأرقام بعد هذه الرّموز هي أرقام الأمثال في كتبها، وليس أرقام صفحات هذه الأمثال.
- الطّعام عند اللّبنانيّين
يربط اللّبنانيّون بين الطّعام من جهة، والصّحّة والسّعادة من جهة ثانية، فيقولون في تلازم الطّعام والعافيّة (الجسم السّليم): “ما بتاكل غير الصّحّة (أو العافية)”([4])، و“كلّ شي مع العافيّة طيِّب”([5])، ويقولون في فائدة الطّعام في استمرار الحياة وقوّة الجسم: “قوت ولا تموت”([6])، و“البطن حامل الإجرين”([7])، و“الّي بياكل ع ضرسو، بيِنْفَع نفسو”([8])، و“الّي بياكل رغيف، ما هو ضعيف”([9]).
وتتعلّق القوة الجسديّة بالطّعام نوعًا وكمًّا، قالوا: “أكل الرجال عَ قدّ فعالها”([10])، و”ما بقيم بالختْيار غير ضرسو”([11])، و“لـمّا تِنتلي الخواصر، بتِشْتَدّ المفاصل”([12]).
أمّا السّعادة، فتعود في بعض وجوهها إلى توافر الطّعام، فـ“بطن ملان كَيْف تمام”([13])، و“إذا كانت الخبزة بالبيت، زقَّفت وغِنَّيت”([14]).
ومن اللّبنانيّين من لا يهتمّ كثيرًا بالطّعام إمّا تقشُّفًا، وإمّا اقتناعًا بعدم فائدته الكبيرة، وإمّا بُخلًا، أو تَبْريرًا لفقره وعجزه عن شراء الطّعام الثَّمين، فيقول: “الأكل حشو مِصران”([15])، و“زينة الشّب قلّة أكلو”([16])، و“حِشْمة الشَّبّ قِلّة أكلو”([17])، و“العروس بعقلها، وقلّة أكلها”([18])، و“بنت الحلال بتِشْبَع من لقمة”([19]).
والمطبخ اللّبنانيّ من أغنى المطابخ العالميّة، نظرًا إلى كثرة الشّعوب التي امتزج بها اللّبنانيّون، فتعلّم منها فنون أطعمتها. ويعتمد هذا المطبخ على الموادّ الآتية:
- الحبوب: البرغل، التّرمس، الحمِّص، الذُّرة، الرّزّ، الزّيتون، الشّعير، العدس، الفاصولياء، الفول، القمح.
- الخُضر: الباذنجان، البصل، البطاطا، البقدونس، البقلة، البندورة، الثّوم، الجزر، الخَس، الخيار، السَّعتر، الحسِّلْق، الفجل، القرع، القلقاس، الكزبرة، اللّفت، الملفوف، المقتى، النّعناع، الهليون، الهندب.
- الإنتاج الحيوانيّ: البيض، الحليب ومشتقاته، السّمك، اللّحم.
- النّباتات البرّيّة: الجرجير، الحندقوق، الخِبّازة، العكّوب، القرصعئة، الكرِّاث، الكمْأة.
- التّوابل: جوزة الطّيب، الحبّة السّوداء، الرّيحان، الزّنجبيل، السّمّاق، العنبر، الفلفل، القرفة، الكمّون، الكراوية، المسك.
- النّباتات العطريّة: البابونج، البنفسج، الحَبق، الختميّة، زهر اللّيمون، الزّيزفون، الشّاي، الغار، القرنفل، القَصْعين، القهوة، الكينا، النّرجس، الورد، الياسمين، اليانسون.
- الفاكهة: الإجّاص، البطّيخ، البلّوط، التّفاح، التَّمر، التّوت، التّين، الجوز، الحمضيّات، الحنبلاس، الخروب، الخوخ، الدّرّاق، الرّمّان، الزّعرور، السّفرجل، الصّبّير، العنب، قصب السّكّر، اللّوز، المشمش، الموز.
بالإضافة إلى الزّيوت على أنواعها، وخاصّة زيت الزّيتون، والسّكّر والملح، والحلويات، والمخلّلات، وغيرها. وقد أكثر اللّبنانيّون من الأمثال في مواصفات هذه الموادّ التي يصنعون منها أطعمتهم، متناولين مواصفاتها، وخصائصها، وأزمنة إزهارها، وثمارها([20])، ما يضيق المجال في هذا البحث لذكرها؛ ولذلك سأكتفي منها بما يتعلّق منها مباشرةً بالطّعام والصّحّة.
- الباذنجان: كانوا يأكلونه كثيرًا في موسمه؛ ولذلك قالوا: “بإيام الباتنجان، طالقة يلّي بتقول لجوزا: شو مناكل؟”([21]).
- البصل: هو أكثر البقول استخدامًا في أطعمة اللّبنانيّين، يأكلونه نيئًا، ومشويًّا، ومطبوخًا في الكثير من الأطعمة، وقد أكثر اللّبنانيّون من ذكره مركّزين على رائحته الكريهة في أمثالهم([22])، بأكله صباحًا، وبالتّقليل منه ظهرًا، وبتجنّبه مساءً، قالوا: “كول بصل من عبكرة وحْدَك، عَ الضهر شارك عليا، ومن عشيّة اطعما لعدوّك”([23]).
- البيض: يشكِّل البيض جزءًا مهمًّا من طعام اللّبنانيّين، وهم يأكلونه مَسْلوقًا، ومَشْويًّا، ومَقْليًّا، وفي العديد من الأطعمة والحلويّات، وقد كَثُر ذكره في أمثالهم([24])، وعندهم أنَّ “بيضة المسلوقة بيضة، وبيضة المشويّة نِصّ بيضة، وبيضة المقليّة بيضتين”([25]). وعلى الرّغم من أهمّيّة غذائه، فإنّ البيضة لا تُجدي في علاج امرأة عجوز مريضة؛ لذلك قالوا في علوم الجدوى من استخدام شيء ذي منفعة قليلة في معالجة مرض خطير أو أمر عظيم: “شوب تِعْمل البيضة مع العجوز المريضة؟”([26]).
- التّين: يغذّي جيدًا. قالوا: “التّين مسامير الرّكب”([27])؛ ولذلك يستغني بعضهم به عن الخبز: “بإيّام التّين، ما في عجين”([28]).
- الثّوم: يشتهر، في أمثالهم، برائحته الكريهة، وله فوائد صحّيّة مهمّة، وخاصّة في الشّفاء من السّموم، قالوا: “الثّوم بقشورو خير من الحكيم وحضورو”([29])، و“الثّوم قِتّال السّموم”([30]). ونظرًا إلى رائحته الكريهة، قالوا فيمن مستفيد منه، أو يسرّنا ويرضينا، لكنّه يسبّب السّمعة السّيّئة: “طعمتها مليحة، لكن ريحتها فضيحة”([31])، وفي النّتيجة “الثّوم مأكول مذموم”([32]).
- الجبن: من الأطعمة الفاخرة غالية الثَّمن، فـ“صحن كنافة وجبنة آفة”([33])، وقابلوه بالتّبن مأكول الحيوانات: فقالوا: “خِمَّنّا بالسفْرة جبن، تاري فيها تبن”([34]).
- الحليب: يعدّ الحليب ومشتقّاته من أطعمة اللّبنانيّين المهمّة، وخاصّةً الفلّاحين منهم، وقد كثرت أمثالهم فيه([35])، ومن أشهر أطعمتهم “الرّزّ بحليب” الذي كانوا يَسْتطْيبونه عندما يبرد: “الرّزّ بحليب كلّما برد بطيب”([36])، وكانوا يستخدمونه طعامًا للمرضى؛ لذلك قالوا في الدّعاء على الآخر: “ريت الرّزّ والحليب بدْيارك”([37]).
- الحِمّص: غنيّ بالموادّ الغذائيّة، ويُستغنى به عن اللّحم: “إذا ما كان عندك لحم ضاني، عليك بالمحمصانيّ”([38])، وهو أحد العناصر الأساسيّة للمونة: “بأيلول دبّر المكيول للعدس والحمّص والفول”([39]).
- الخَرّوب: كبير الحجم قليل النّفع؛ قالوا في من سيِّئاته أكثر من حسناته: “مثل الخروب: قنطار خشب عَ دِرهم حلو”([40]). وهو يؤدّي إلى الإمساك، قالوا محذرين من القيام بعمل لا تُحمد نتائجه: “الكلام مش أكل الخرَوب، الدَّورة عَ الّي بِصَرِّف”([41])، و“مش الأصل أكل الخروب، الأصل تصريفو”([42]).
- الزّيتون: هو طعام الفقير أو المتقشِّف في الأكل، قالوا: “إذا كان عندك خبز وزيتون، الشَّبع أي متى بكون؟”([43])، لكنّهم فضّلوه مقرونًا بالخبز اليابس على اللّجوء إلى من يستقبل المحتاج بوجه عابس: “حبّة زيتون وخبز يابس، ولا حاجة وجّ يابس”([44]).
- السّفَرْجل: يقترن أكله بالغَصَّة: “شو بدّي إترجّى منّك يا سفرجل، وكلّ عَضّة بغصّة”([45]).
- السّمك: من المأكولات الفاخرة كاللّحم، قالوا في التّعامل بالمثل: “لِحَّمْتِلّي سِمَّكْتِلَّك، زوبَعْتلّي شومَرْتِلَّك”([46]).
- الشَّعير: كان الفقراء قديمًا يصنعون منه الخبز ويأكلونه مع الزّيتون؛ ولذلك قالوا: “خبز الشعير مهلك للزّيتون”([47])، وقالوا في عدم منفعته: “خبز شعير، وموية بير، والعافية منين بتصير؟”([48]) و“خبز شعير بلا منخل، والعافية منين بتدخل”([49]).
- العدس: أحد مكوّنات المونة الأساسيّة([50]). وكانوا يمنعون المصاب بالجُذام([51]) من أكله؛ ولذلك قالوا في من ما عاد ينفعه الحذر والوقاية: “قالوا للمجذمين: لا تاكلوا عدس، قالوا: الّي جرى ما بقى يجدي”([52]).
- العَسَل: من أطيب الأطعمة، وألذّها، وأفيدها. استخدمه العربُ قديمًا غِذاءً ودواءً، وضَرب اللّبنانيّون المثل به في الحلاوة، فقالوا: “أحلى من العَسَل”([53])، أو “أحلى عَ قلبي من العسل”([54])، وقالوا في ضرورة التَّنعُّم بالحياة: “لا تاكل خبزك غير بعسل”([55])، وفي عدم الطّمع الشّديد بالمحبوب: “إن كان حبيبك (أو صاحبك) عَسَل، لا تلعقو (أو لا تِلحسو) كِلّو”([56]).
- الفول: تقدّم في فِقرة الحمّص من هذا البحث أنّ الفول من مكوّنات المونة الأساسيّة.
- القمح: هو مكوّنات المونة المهمّة ؛ ويقرنونه مع الزّيت في الأهمّيّة، فيقولون: “إذا حضر القمح والزّيت، تسوكرت مونة البيت”([57])، كما يقرنونه بالشَّعير في ثنائيّة ضِدّيّة، معتبرين القمح رمزًا للنّجاح والتّوفيق والخير، والشّعير رمزًا للخيبة والفشل والشّر، فيقولون لمن ينتظرون منه خبرًا جديدًا: “قَمْحة ولّا شعيرة؟”([58]).
- الكِشْك([59]): كان طعام الفلّاحين والفقراء؛ ولذلك قالوا: “أضْرط المأكول الكشك”([60])، وفي وضيع علا: “صار الكشك راس، وصار ينطَبَخ بالعراس”([61]).
- اللّحم: من المآكل الفاخرة المرتفعة الثّمن، ولا يضاهيه في هذه النّاحية إلّا السّمك، كما تقدّم، وأثمنه لحم العصافير؛ ولذلك قالوا في أهمّيّة النّوعيّة: “لحم العصفور مش بالقبّان (أو مش بالقنطار)”([62])، ولاموا من يستدين لشراء اللّحم: “من أكل خبز بالدَّين ارحموه، ومن أكل لحم بالدَّين ارجموه”([63]).
- اللّفت: ينصح اللّبنانيّون بأكله: “كول لفت، ولو تلِفْت”([64]).
- وجبات الطّعام
يأكل اللّبنانيّون طعامهم في ثلاث وجبات أساسيّة، وهي:
- التَّرويقة أو الفطور، أو طعام الصّباح: وهي وجبة أساسيّة ومهمّة عندهم؛ لأنّها تأتي بعد النّوم الذي يمتدّ عادةً لأكثر من تسع ساعات، فتفرغ فيه المعدة من الطّعام، ويصبح الجسم بحاجة إليه.
وقد ركَّز اللّبنانيّون، في أمثالهم على أهمّيّتها، قائلين: “بِتضَل النّفس بضيقة، تَ تِحْضر التِّرْويقة”([65])، و“التّرويقة بتشيل الضيقة”([66]). ونصحوا بعدم التَّأخر في تناولها: “تروَّق ولا تِتْعَوَّق”([67])، و“التّرويقة لا بدّ منها، وَجَع القلب لِيش؟”([68])
وتنصح الحكمة الشّعبيّة أن تكون التّرويقة كاملة، ومغذّية، وسهلة الهضم، وتضم مشتقّات الحليب، والنّشويّات، والبيض، والمعجّنات (وخاصّةً مناقيش السَّعْتر)، والمربَّيات. ومن الأقوال المتداولة في الطّعام “أن تكون ترويقة المرء ترويقة ملك، وأن يكون الغداء عنده أمير، والعشاء عشا فقير”([69]). ومن اللّبنانيّين من لا يعدُّها وجبة رئيسة، بل “كسْر للصّفرة” أو “فك الرّيق”، أي: وجبة بسيطة لكسر حدّة الجوع تقتصر على القهوة والشّاي، والقليل من المأكولات الخفيفة([70]).
- الغداء: هو وجبة الطّعام الثّانية في اليوم، ويحرص اللّبنانيّون على أن تكون الوجبة الرّئيسة، فيكون قوامه الطّعام المطبوخ، وأفضل الأطباق؛ من هنا ارتباطه اللّفظيّ مع الغذاء. أمّا وقت تناوله، فعند الظهيرة، أو بين الواحدة والثّانية والنّصف عند معظم اللّبنانيّين، وهم ينصحون بالمباكرة به، قائلين: “باكِرْ بالغدا، ولا تِتْماسى بالعشا”([71]). وأكثر النّاس حرصًا على عدم التّأخر في تناول الغداء هم الفلّاحون؛ وذلك نظرًا إلى الجهد العضليّ الكبير الذي يبذلونه في أعمالهم، ما يتطلّب من صرف سعرات حراريّة كثيرة، والتّعويض عن هذا الصَّرف بالطّعام، ومن هنا قولهم: “الفلّاح فلّاح، ولو تغدّى العصر”([72]). ومن أمثال العرب: “خير الغداء بواكِره”([73]).
ولأنّ الإنسان، عندما يأكل جَيّدًا، ترتخي مفاصله، فيشعر بالحاجة إلى الرّاحة والنّوم، وقد قال اللّبنانيّون: “إذا انتليِت الحواصل، ارتخيِت المفاصِل”([74])، ينصح اللّبنانيّون بالتّمدّد، أي: بأخذ قسط من الرّاحة والنّوم بعد الغداء، فيقولون: “تغَدَّ وتمَدَّ”([75]).
- العَشاء: هو طعام العِشاء، أو العَشيّ([76])، من هنا التّرابط اللّفظيّ بين وجبة الطّعام هذه ووقتها، وينصح اللّبنانيّون أن يكون العشاء عشاء فقير، كما تقدّم القول منذ قليل، أي: بسيطًا، متواضعًا؛ وذلك تجنّبًا للاضطرابات الهضميّة، والأحلام المزعجة، وللتّنعُم بنوم هادئ مريح. ومن أمثالهم في ذلك: “قلِّل طعامك، تحمَد منامك”([77]). وكذلك ينصحون بعدم التّأخُّر في تناوله، قائلين: “لا تِتْماسى بالعشا”([78])، وقديمًا قالت العرب: “خير العشاءِ بواصِره (أو سَوافِره)”([79]). وهذا بالنّسبة إلى عامّة اللّبنانيّين، وخاصّةً الفلّاحين منهم؛ أمّا الأغنياء، فغالبًا ما يتأخَّرون في تناول طعام العشاء، حتّى قيل فيهم: “بيتْعَشّو بعد نِصّ اللّيل، وما بيتْزوّجوا إلّا بعد ما يختْيروا”([80]).
وإن كان اللّبنانيّون ينصحون بأخذ قِسط من الرّاحة والنّوم بعد الغداء، كما تقدّم القول، فإنّهم ينصحون بالمشي قليلًا بعد العشاء لمساعدة المعدة في هضم الطّعام، يقولون: “تْعَشَّى وِتْمَشَّى”([81]).
- آداب الطّعام
للبنانيّين في الطّعام نصائح وآداب، ألخصها بما يلي:
- التَّمهُّل بالأكل، والمضغ جيدًا: “الأكل لقمة لقمة، والشّرْب غبّة غبّة”([82])، و“أكل العنب حبّة حبّة”([83])، و“الّي بكبِّر َلَقِمْتو، بِغِصّ فيا”([84])، و“كول نسّ، واشرب مصّ، وامشِ دَسّ، وعليّي إن خَصْك مخصْ”([85]).
- تناول الطّعام الذي تشتهيه النّفس: “كول عَ ذوقك، والبس عَ ذوق النّاس”([86])، و“إذا إجا شي عَ بالك، لا تِحْرَم حالك”([87]).
- الاهتمام بترتيب الطّعام، والعناية بعَرْضه وتزويقه؛ لإثارة الشّهيّة، فـ“الفاكهة بالنَّظر”([88])، و“العين بتاكل قبل التم”([89])، و“الأكل مانو حشو مصران، لأنو العين بتاكل”([90]).
- الاعتدال في الأكل، والاستقرار فيه بمعنى عدم الإكثار منه حينًا وعدم التّقليل منه حينًا آخر. قالوا: “كول ودوم، ولا تاكل وتصوم”([91])، و“جوعة وشبعة متل الكلاب”([92]).
- ذمّ البِطْنة، وقد أكثر اللّبنانيّون من الأمثال في تجنّبها، قالوا: “بطن الإنسان عدوّه بالتمام”([93])، و“الإنسان بِيحْفُر قبرو بِسْنانو”([94])، و“الطّعام نِصّو بقيت، ونِصّو بميت”([95])، و“نِصّ البطن، ولا ملاتو”([96])، و“كلّ شي بياكل وِبْيِجْتَرّ، إلّا ابن آدم: بياكل وِبْيِنْضَرّ”([97]). ونبَّهوا من يأكل إلى مائدة غيره، بألّا يستغلّ الفرصة، ويُكثر من الطّعام، قائلين: “إذا كان الأكل مُش إلك، بَطْنَك مش إلك؟”([98]) و“الأكل مش إلك، بطنك مش إلك؟”([99]). وقال العرب قديمًا: “البِطْنة تأْفِنُ الفِطْنة”([100])، وردّد اللّبنانيّون قولهم([101]).
وكذلك أكثروا من الأمثال من تصوير الشّديد الشّهيّة للطّعام، ومن الهزء به. قالوا: “بياكل أكل الوحوش”([102])، و“بياكل البقرة وخراها، والرّاعي الماشي وراها”([103])، و“بياكل الحَلّفة”([104])، و“بياكل الجمل محمّل شيح”([105])، و“بياكل الجمل وحِرْدَبْتو، وما عَ قلب وشي”([106])، و“بياكل سَلّ، وبْيِخْرا تَلّ”([107])، و“بياكل وبِهِرّ، ما في شي عَ ضرسو مرّ”([108])، و“ضعيف وبياكل مية رغيف”([109])، و“رايح عقلو بِبَطنو”([110]).
- الجوع
الجوع، في اللّغة، “حاجة شديدة إلى الطّعام ناتجة عن الإحساس بانقباضات في المعدة الفارغة”([111])، والجائع، في اللّغة وعند اللّبنانيّين، هو من خَلَى بطنه (معدته) من الطّعام([112]). ويصفه هؤلاء بأنّ “بطنو خاوي”، و“على لحم بطنو”([113])، ويقولون فيه كناية: “زقْزقت عصافير بطنو”([114])، و”مصارين بطنو بتِتْخانق”([115]). والجوع شديد الوطء على الجائع، وقد عدّه العرب قديمًا أحد الأَمَرَّين([116]). وقد فصَّل اللّبنانيّون أضراره جسديًّا ونفسيًّا في أمثالهم، فهو عندهم يُسبِّب:
- الكسل والوَهَن والارتخاء. قالوا: “لـمّا بتفرغ الخواصر، بترتخي المفاصل”([117]).
- الوَجَع. قالوا: “الولد يِبْكي يا مِنْ جوع يا مَوْجوع”([118])، و“العري والجوع سبب كلّ موجوع”([119]).
- الضّعْف الجسديّ والمرض. قالوا: “جوعة على جوعة بتْخَلّي الشَّب لَوْعة”([120]).
- الأرق وعدم النّوم. قالوا: “تلاتة ما بينامو: الفِزْعان، والجيعان، والبردان”([121])، و“ليل الفِزْعان والجيعان والقِلْقان طويل”([122])، و“الجيعان والبردان والفِزعان ما فيهن يناموا”([123]).
- الخروج عن مبادئ الدّين والخُلُق الرّفيع. قالوا: “الجوع كافِر“([124])، و“الجوع بِيرْمي عَ الهلاك”([125])، و“الجوع ذِلّال، والعطش قِتّال”([126])، و“الكلب إذا جاع، بعضّ صاحبو”([127])، و“لـمّا بجوع الحمار، بياكل جلالو”([128])، و“المحتاج بياكل خبز التقدمة”([129])، و“جوِّعْ ابنك، بتْعَلّمو السّرقة”([130]).
ومِن اللّبنانيّين من لا يرضى أن يقهره الجوع فيؤدّي به إلى الذّلّ والهوان وسوء الخُلُق، ولسان حاله يقول: “لو طِلْعِت دودة الجوع من تمّي، ما بدنّيها”([131]).
- سيطرة هاجس الطّعام على الجائع. قالوا: “حلم الجيعان عَيْش”([132])، و“الجيعان يِحْلم بسوق العَيْش”([133])، وقالوا للجيعان: “اتنين وتْنين؟ قال: أربعة أرغفة”([134]).
- نفاذ صبر الجائع، فيرى أنّ الوقت يمرّ بطيئًا، فضربوا المثل بطول شهر الصّوم وباليوم من دون خبز: “أطْوَل من شهر الصَّوم”([135])، و“أَطْول من يوم بلا خبز”([136]).
- الإقبال على الطّعام بشهيّة من دون حساب للجالسين معه إلى طاولة الطّعام: “عند البطون، ضاعت العقول”([137])، و“حِضِر الأكل، غاب (أو ضاع) العقل”([138])، و“عند الغدا ما حدا خيّ حدا”([139]).
- جَعْل الجائع شهيًّا للطّعام، يجد طيّبًا لذيذًا مهما كان، قالوا: “الجوع أَمْهَر الطّبّاخين”([140])، و“أفضل مأكول جوع وكول”([141]).
ونظرًا إلى أضرار الجوع الكثيرة، يدعو اللّبنانيّون إلى تجنّبه بقولهم: “كول قبل ما تجوع، وبَطِّل قبل ما تِشْبَع”([142])، فإن حصل، نصحوا بمعالجته بالقليل من الطّعام، قائلين: “القرقشة ولا الجوع”([143])، و“كَسْر الشّرّ كلمة، وكَسْر الجوع لقمة”([144])، و“الحبّة بتِسْند الضرس، والبحصة بتِسْند خابية”([145]).
وثمّة جوع نفسيّ، هو شهوة الطّمّاع، أو رغبة المبالغ في اشتهاء الطّعام، وقد قال اللّبنانيّون في هذا الجوع: “عندي عيش، وعندك عيش، وفَجْعة العين ليش”([146])، و“العين جيعانة، والمعدة شبعانة”([147]). والجوع ليس مذمومًا دائمًا، بل يُحمد في بعض أوجهه، وخاصّةً إذا كان إراديًّا تقشُّفًا، أو تدرّبًا على مشقّات الحياة، أو اقتصادًا، أو علاجًا للمعدة، أو صومًا دينيًّا، قالوا: “جوع شهر بتعيش دهر”([148]).
وربطوا الصّحّة بالصّوم، قائلين: “صحّة البَدَن بالصَّوم”([149])، وردّدوا الحديث النّبويّ القائل: “صوموا تصحّوا”([150]). وقالوا: “صاحبك، وإنْ أباك، قلِّل عليه الحَوْم، وبطنك، إن وجعك، كثر عليه الصّوم”([151])، و” الصّوم والعبادة بقوّوا الإرادة”([152]).
- الطّعام في كنايات اللّبنانيّين
الكناية، في علم البلاغة، “لفظ أُطلق وأريد به لازم معناه، مع قرينة لا تمنع من إرادة المعنى الأصليّ”([153]). وهي مظهر من مظاهر البلاغة، ولعلّها أكثر هذه المظاهر أهمّيّة. والسّرّ في بلاغتها أنَّها، في صور كثيرة، تعطيك الحقيقة مصحوبةً بدليلها، والقضيّة في طيّها برهانها، وتضع لكل المعاني في صورة المحسوسات، وتمكِّنك من أن غُلَّتك من خصمك من غير أن تجعل له إليك سبيلًا، ومن دون أن تخدش وجه الأدب، وأن تُقدِّم النّصح، وتردع المخطئ عن خطئه من دون أن تمسَّ عزّته وكرامته، كلّ ذلك مستخدمًا التّعابير التي تسيغ الآذان سماعها([154]).
لهذه الأسباب، انتشرت الكناية في الأمثال اللّبنانيّة انتشارًا واسعًا، ولا نبالغ إذا قلنا إنّ الأمثال اللّبنانيّة الكنائيّة تكاد تصل إلى نصف هذه الأمثال عددًا، ومنها على سبيل التّمثيل:
- “أكل الأخْضَر واليابس”([155])، أي: شَرِه، ذو طَمَع شديد.
- “أكل البيضة وقِشْرِتا”([156])، بمعنى المثل السّابق.
- “أكل الطعِم، وخري عَ السّنّارة”([157])، يضرب في الرّجل الذّكيّ، لا يقع في حِيَل خصمه، بل يستغلّها، ويهزأ بها.
- “أكل الهديّة، وخري عَ الزّبديّة”([158])، يضرب في ناكر الجميل، يقابل الإحسان بالإساءة.
- “أكلا عَ بارد المستريح (أو باردة، أو عَ البارد)”([159])، يضرب في ذي الحظّ ينال مبتغاه من دون تعب.
- “إكلو وشربو”([160])، أي: أفناه.
- “الله بيعطي الحلاوة (أو القضامي، أو الجوز) لِلّي ما عندو ضراس”([161])، يضرب لمن أصاب نعمةً من دون تعب، فلم يستفد منها؛ لقلّة درايته، أو لفقدانه المؤهِّلات للاستفادة منها.
- “الّي بدّو ياكل عَسَل، بيصْبُر عَ قَرْص النحل”([162])، يُضرب لتحمّل المشقّة والعذاب في سبيل الحصول على نتائج مرضية.
- “الي بكبِّر لقمتو، بِغِصّ فيا”([163])، يضرب في التّحذير من تخطّي الاعتدال.
- “الي ما له ضراس، شو إلو بأكل اللحم؟”([164])، يضرب سخريةً ممّن يحاول الإتيان بعمل لا يمتلك كفاءةً له، أو لمن يضع نفسه في مرتبة عالية، ولا مؤهِّلات لديه تؤهِّله لها.
- “أهلك ولو أكلوا اللحم، ما بيكسروا العضم”([165])، يضرب في محبّة الأهل لأولادهم، ولو قسوا عليهم، ويقولون في المعنى نفسه: “أهلك ولو علكوك، ما بيبلعوك”([166]).
- “بَسّ تشيل إيدك من تمّو، يبطل يعرفك”([167])، يضرب لناكر الجميل يكفّ عن محبّتك، إذا كفَفْت عن مساعدته وإفادته.
- “بياكل بطبق عَ راسك”([168])، يضرب لمن يحاول إذلال النّاس، أو لمن يعاملون النّاس بوصفهم عبيدًا لهم.
- “بياكل خبزك، وبيدْعَس عَ كعبك”([169])، يُضرب في ناكر الجميل يقابل الإحسان بالإساءة.
- “بياكل عَسَل، ويِتْبَعْج بَصل”([170])، يُضرب لمن يحوِّل الجميل إلى قبيح، أو لمن يعطي خلاف ما يأخذ.
- “بياكل لحم الثّور، وبْيِتْمَرَّغ عَ جلْد النّمر”([171])، يضرب للشجاع القويّ يقتحم المخاطر، وينتصر عليها.
- “بياكل مال الوقف”([172])، يُضرب للطّمّاع الذي لا يردعه عن طمعه رادع.
- “بياكل من قلب السّبع”([173])، يُضرب للرجل العامل المكافح، يُحصّل رزقه مهما كانت الظروف عليه صعبة.
- “بياكلو بلا ملح”([174])، أي: يتغلّب عليه بسهولة، ومن دون عناء.
- “بيِتْاكل مثل البزّاقة، وبينْشرب مثل الموي ع البلّوط”([175])، يُضرب في من يُحَبّ، لدماثة خُلُقه، وطيب معشره.
- “بِيْشرَب من البير، وبيرمي فيه حجر”([176])، يُضرب في الخائن يقابل الإحسان بالإساءة.
- “بيِلحَس الدبس عن الطحينة”([177])، يُضرب للرّجل الذّكيّ الماهر الذي يتجاوز بسهولة الصّعوبات التي تعترضه.
- “سَكِّج ع نجاص البرّي، ت يستوي الزعرور”([178])، يُضرب في ضرورة الاقتناع بما هو موجود بانتظار الأفضل.
- “طعماه إبرة، خرّاه مسلّة”([179])، يُضرب لمن يقدِّم شيئًا إلى الآخرين، ثمّ يأخذ منهم أضعاف ما قَدّم إليهم. ويقولون في المعنى نفسه: “طعموه بيضة، أخذو منّو دجاجة”([180]).
- “قلّو: ليش عم تنفَخ الحليب؟ قال: كاويني الحليب”([181])، يقوله من ذاق عذابًا من أمر، فبات يحذر كلّ ما يشبه هذا الأمر، أو يشتقّ منه.
- “ناس بسمنة وناس بزيت”([182])، يُضرب عند الغُبن في المعاملة.
- خلاصة البحث
يُعدّ المطبخ اللّبنانيّ من المطابخ العالميّة المهمّة، نظرًا إلى اختلاط اللّبنانيّين بالكثير من الشّعوب التي غزتهم، أو استعمرتهم، أو انتدبتهم، فعرفوا مأكولاتها، وطرق تحضيرها.
والمائدة اللّبنانيّة غنيّة جدًّا بتنوع أطعمتها وكثرتها، ومن المألوف رؤية السّائح الأجنبيّ أو الضّيف غير اللّبنانيّ يجلس إلى مائدة الطّعام في مطاعمنا أو بيوتنا، فيُعجب أشدّ الإعجاب من تنوّع أطعمتنا، وكثرتها، ولذاذتها. وقد أدرك اللّبنانيّون أهمّيّة الطّعام الغذائيّة، وارتباطه المباشر بالصّحّة والمرض والسّعادة. وتوصّلوا، بفضل تجربتهم الغذائيّة وملاحظاتهم الصّحّيّة، إلى خصائص الكثير من الأطعمة وفعاليّتها الغذائيّة، أو معالجة الأمراض، أو تجنُبها.
وكما عرفوا ضرورة تناول الطّعام ضمن ثلاث وجبات في النّهار، وحدّدوا مواقيت هذه الوجبات، وأهمّيّتها، وما يجب أن تتضمّنه من مآكل وما يستتبعها من رائحة، أو نوم، أو رياضة، أو غير ذلك. ولهم في آداب الطّعام نصائح وأعراف أصبحت قوانين ثابتة لديهم، لعلّ أهمّها عدم الأكل قبل الجوع، والتّمهَّل والاعتدال فيه، والعناية بعرضه، وتزويقه، وذمّ البطنة والشَّرَه.
كذلك أدركوا ما يترتَّب على الجوع من آثار سلبيَّة تنعكس على جسد الجائع، ونفسيّته، وخلقه، فدعوا إلى تلافيه؛ لكنَّهم في الوقت نفسه، عرفوا أنَّ الجوع الإراديّ (الصّوم) يقوّي الإرادة، ويفيد الصّحّة الجسديّة في بعض الأحيان تبعًا للحديث النّبويّ القائل: “صوموا تصحّوا”.
وكَثُر ذِكر الطّعام في الأمثال الكنائيّة ما يسمح بإعداد بحث أكاديميّ في هذا الموضوع، واللّافت في كناياتهم ورموزهم أنَّ الخبز والملح رمزان للصّداقة والمودّة، يقولون: “في بيناتنا خبز وملح”([183])، أي: اشتركنا في الأكل معًا، فلا يصحّ أن يعادي بعضُنا بعضًا. وقالوا: “من مالحك لا تخونو، ولو كنت خوّان”([184]). وإذا رأوا جحودًا مِمّن آكلهم، نعتوه بأبشع النّعوت، وسمّوه ناكر العيش والملح([185]).
- المصادر والمراجع
- أمثال الأقدمين في جبّة المقدَّمين، أنطوان جبرائيل طوق، بشاريا للنّشر، زوق مكايل، لبنان، ط1، 1992م.
- التّقاليد والعادات الشّعبيّة اللّبنانيّة، فريدرك معتوق، جروس بؤس، طرابلس، لبنان، لا ط، 1986م.
- الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، زاهي ناصر، دار الفارابي، بيروت.
- جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع، السّيد أحمد الهاشميّ، شرح وتحقيق حسن حمد، دار الجيل، بيروت، طبعة جديدة، 2002م.
- الحياة الاقتصاديّة للبنلنيّين من خلال أمثالهم، أطروحة دكتوراه في اللّغة العربيّة، جامعة القدّيس يوسف، بيروت.
- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، االمتقي الهندي، تحقيق صفوت السّقا، وبكري الحياني، مؤسّسة الرّسالة، بيروت، ط1، لا ت.
- المثنّى التّغليبيّ، نجمة دياب، رسالة أعدّت لنيل شهادة الماجستير في اللّغة العربيّة وآدابها، جامعة الجنان، طرابلس، العام الجامعيّ 2006 – 2007.
- مجمع الأمثال، الميدانيّ (أحمد بن محمّد)، تحقيق محمّد محي الدّين عبد الحميد، دار القلم، بيروت، لا ط، لا ت.
- المستقصى في أمثال العرب، الزّمخشريّ (محمود بن عمر)، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط2، 1987.
- المعجم الوسيط، مجمع اللّغة العربيّة، القاهرة، ط5، 2021.
11- المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، لجنة من المؤلّفين، دار المشرق، بيروت، ط18، 2000م.
- موسوعة الأمثال اللّبنانيّة، إميل بديع يعقوب، جروس برس، طرابلس (لبنان)، ط2، 1993م.
-13 A dictionary of modern Lebanese collated and translated, Anis Freyha, libraries du liban, Beirut, 1974.
-14 Proverbes et dictions syro-libanaise, Michel Feghali, institute d’ethnologie, 1938.
-15 Proverbes populaires du Liban, Saida et ses environs, Ferdinand-Joseph Abela, Maison neuve et lorose, paris, 1981.
[1]– أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانيّة- معهد اللغات والترجمة – قسم اللغة العربية . soniaachkar_1@hotmail.com
[2]– المعجم الوسيط، مادّة (طعم).
[3]– انظر هذه الكتب في: الحياة الاقتصاديّة للبنانيّن من خلال أمثالهم، ص 12 – 13.
[4]– الثّقافة الصّحيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشعبيّة، ص 412.
[5]– فريحة 2924؛ يعقوب 5714.
[6]– يعقوب 5473.
[7] -أبيلا 819؛ يعقوب 1871.
[8]– فغالي 86؛ فريحة 442؛ أبيلا 447؛ يعقوب 947.
[9]– فريحة 441؛ أبيلا 428؛ يعقوب 946.
[10]– فغالي 331؛ فريحة 298؛ يعقوب 675.
[11]– فريحة 3288.
[12]– فريحة 3198؛ يعقوب 6224.
[13]– فغالي 195؛ فريحة 911؛ أبيلا 114؛ يعقوب 1874.
[14]– يعقوب 369.
[15]– فريحة 279؛ أبيلا 830؛ يعقوب 672.
[16]– فريحة 1862؛ يعقوب 3763.
[17]– يعقوب 2905.
[18]– الثقافة الصّحيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص414.
[19]– المرجع نفسه، الصّفحة نفسها.
[20]– انظر هذه الأمثال في: الحياة الاقتصاديّة عند اللّبنانيّين من خلال أمثالهم، ص 118، 260 – 283.
[21]– يعقوب 1602.
[22]– انظر الحياة الاقتصاديّة عند اللّبنانيّين من خلال أمثالهم، ص 153 – 156.
[23]– فغالي 1064.
[24]– انظر الحياة الاقتصاديّة عند اللّبنانيّين من خلال أمثالهم، ص 260 – 264.
[25]– فغالي 1079؛ يعقوب 2282.
[26]– فغالي 1092؛ يعقوب 4129.
[27]– أبيلا 2353؛ يعقوب 2561.
[28]– أبيلا 2682؛ يعقوب 1603.
[29]– يعقوب 2555.
[30]– فريحة 1213؛ يعقوب 2556.
[31]– يعقوب 6792.
[32]– يعقوب 6793.
[33]– فغالي 1093؛ يعقوب 4293. آفة: مصيبة.
[34]– يعقوب 3206. خِمَّنّا: ظننّا.
[35]– انظر: انظر الحياة الاقتصاديّة عند اللّبنانيّين من خلال أمثالهم، ص 268 – 270.
[36]– فريحة 1779؛ يعقوب 2770.
[37]– فغالي 2295؛ يعقوب 3687.
[38]– يعقوب 391.
[39]– فريحة 796؛ يعقوب 1609.
[40]– فريحة 3513؛ أبيلا 271؛ يعقوب 6833.
[41]– فغالي 2024؛ فريحة 2987؛ يعقوب 5818.
[42]– فغالي 2024؛ أبيلا 2906؛ يعقوب 7149.
[43]– فريحة 150؛ يعقوب 359.
[44]– أمثال الأقدمين في جبّة المقدّمين، ص 94.
[45]– فغالي 2005؛ فريحة 2066؛ يعقوب 4135.
[46]– فغالي 1566؛ يعقوب 6165. لِحَّمْتِلّي: أطعمتني لحمًا. سِمَّكْتِلَّك: أطعمتك سمكًا. زوبعْتلّي: أطعمتني زوبعًا (نبات برّي). شومَرْتِلّك: أطعمتك الشومار (نبات برّي).
[47]– فغالي 1043.
[48]– فغالي 1044؛ فريحة 1151؛ يعقوب 3116.
[49]– فريحة 151؛ يعقوب 3115.
[50]– انظر فقرة الحمّص المتقدّمة.
[51]– الجُذام: داء كالبَرَص يُسبّب تساقط اللّحم والأعضاء (المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (جذم)).
[52]– فغالي 2305.
[53]– يعقوب 214.
[54]– فغالي 240؛ فريحة 109؛ يعقوب 213.
[55]– فغالي 1106.
[56]– فغالي 1062؛ فريحة 682؛ أبيلا 402؛ يعقوب 1351.
[57]– فريحة 645، 1295.
[58]– يعقوب 8593.
[59]– طعام يُتَّخذ من نقيع البرغل المطحون باللّبن بعد اختماره (المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (كشك)).
[60]– إنسانيّات الأمثال الشّعبيّة اللّبنانيّة، الرّقم 409.
[61]– المرجع نفسه، الرّقم 7196.
[62]– فريحة 3179؛ يعقوب 6163.
[63]– فريحة 3773؛ يعقوب 7326.
[64]– يعقوب 5916.
[65]– يعقوب 1640.
[66]– يعقوب 2464.
[67]– يعقوب 2463.
[68]– فريحة 1167؛ يعقوب 2465. وجع القلب: الجوع.
[69]– التّقاليد والعادات الشّعبيّة اللّبنانيّة، ص 99.
[70]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص426.
[71]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص427.
[72]– فغالي 1898؛ فريحة 2620؛ أبيلا 1068؛ يعقوب 5183.
[73]– مجمع المثال 1/244.
[74]– أبيلا 2534؛ يعقوب 271.
[75]– فغالي 2307؛ فريحة 1176؛ أبيلا 997؛ يعقوب 2502.
[76]– العِشاء: أوّل ظلام اللّيل، أو من صلاة المغرب إلى العتمة (المعجم الوسيط، مادّة (عشو)).
[77]– فغالي 2304؛ فريحة 2773؛ يعقوب 5419. وهو مثل عربيّ قديم (مجمع الأمثال /107).
[78]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 427.
[79]– الدّرّة الفاخرة 2/455؛ ومجمع الأمثال 1/244. والبواصِر: جمع باصرة، والمقصود ما يُبْصر من الطّعام. والَّوافر: جمع سافرة. وسفرت الشّمس أو أسْفَرَت: أضاءت. وسفرت المرأة عن وجهها: كشفتْ عنه. والـمُراد أنَّ خير العشاء ما أُكِل منه بضوء النّهار، وكأنّ اللّقمة تُسْفِر عن وجهها.
[80]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 428.
[81]– فغالي 2307؛ فريحة 1176؛ أبيلا 697؛ يعقوب 2489.
[82]– يعقوب 680.
[83]– أبيلا 2357؛ يعقوب 678.
[84]– فغالي 804؛ فريحة 423؛ يعقوب 921.
[85]– فغالي 1067؛ يعقوب 5921.
[86]– فغالي 1527؛ أبيلا 157؛ يعقوب 5912.
[87]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 414.
[88]– أبيلا 3081؛ يعقوب 5084.
[89]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 413.
[90]– المصدر نفسه، الصّفحة نفسها.
[91]– فغالي 410؛ أبيلا 1382؛ يعقوب 5923.
[92]– فغالي 723؛ فريحة 1312؛ أبيلا 218؛ يعقوب 5923.
[93]– فغالي 2281؛ فريحة 909؛ أبيلا 2696؛ يعقوب 1829.
[94]– يعقوب 1429.
[95]– يعقوب 4454.
[96]– أبيلا 1388؛ يعقوب 7705.
[97]– فغالي 218؛ يعقوب 5699..
[98]– يعقوب 345.
[99]– فريحة 302؛ يعقوب 682.
[100]– لسان العرب 13/19؛ والمستقصى 1/304؛ ومجمع الأمثال 1/106. تأفن: تُذهب.
[101]– انظر: الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 420.
[102]– يعقوب 2149.
[103]– يعقوب 2151.
[104]– أبيلا 1177؛ يعقوب 2153. والحلّفة: الحلفاء: نبات محدّد الأطراف تُصنع من ورقه القفف والحصر والحبال ونحوها.
[105]– يعقوب 2154. والشّيح: نبات سربليّ، رائحته طيّبة قويّة، ترعاه الماشية (المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (شيح)).
[106]– يعقوب 2155.
[107]– أبيلا 498؛ يعقوب 2159.
[108]– يعقوب 2170.
[109]– فريحة 2210؛ يعقوب 4403. ضعيف: مريض.
[110]– يعقوب 3516؛ الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 420.
[111]– المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، مادّة (جوع).
[112]– المرجع نفسه، المادّة نفسها؛ الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 414.
[113]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 414.
[114]– أبيلا 1319؛ يعقوب 3722. وأصله المثل العربيّ: “صاحت عصافير بطنه” (مجمع الأمثال 1/204). والعصافير: الأمعاء.
[115]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 415.
[116]– وقيل: الأمرَّان هما: الفقر والعُرْيّ، وقيل: هما الفقر والهَرم، وقيل: الخَطْب والمرض، وقيل غير ذلك. انظر: المثنّى التّغليبيّ، ص 126.
[117]– فريحة 3198؛ يعقوب 6224.
[118]– فريحة 4143؛ يعقوب 7984.
[119]– يعقوب 4774.
[120]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 413.
[121]– أبيلا 149؛ يعقوب 2527.
[122]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 415.
[123]– فريحة 1310؛ يعقوب 2731..
[124]– فريحة 1308؛ أبيلا 1867؛ يعقوب 2722. ويقول الفرنسيّون في المعنى نفسه:
- Nul me peut adorer Dieu s’il est affamé
- Ventre affamé ná Point doreills
- ويقول الإنكليز: Ahungry man is am angry man
(موسوعة الأمثال اللّبنانيّة 1/604).
[125]– فريحة 1305؛ يعقوب 2717.
[126]– يعقوب 2719.
[127]– يعقوب 5823.
[128]– فريحة 3199؛ يعقوب 6226.
[129]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 416. وخبز التقدمة: القربان المقدّس.
[130]– فريحة 1304؛ يعقوب 2715.
[131]– يعقوب 6264.
[132]– فريحة 1461؛ يعقوب 3017. العيش: الخبز.
[133]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 415.
[134]– فريحة 2701؛ يعقوب 5283.
[135]– فريحة 232؛ أبيلا 1032؛ يعقوب 553. قال الشّاعر [من البسيط]:
نُبِّئْتُ أنَّ فتاةً رُحْتُ أَخْطُبُها | عُرْقوبُها مِثْلُ شَهْرِ الصَّومِ في الطّولِ |
(البيت بلا نسبة في موسوعة المثال اللّبنانيّة 1/192).
[136]– فريحة 233؛ يعقوب 555.
[137]– غالي 212؛ فريحة 2441؛ أبيلا 181؛ يعقوب 4876.
[138]– فغالي 2195؛ يعقوب 2910.
[139]– يعقوب 4891.
[140]– يعقوب 2714. ويقول الإنكليز في المعنى نفسه: Hunger is the lest sauce. (موسوعة الأمثال اللبنانيّة 1/603).
[141]– فريحة 268؛ يعقوب 622.
[142]– فريحة 3043؛ يعقوب 5913.
[143]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 414.
[144]– المرجع نفسه، الصّفحة نفسها.
[145]– المرجع نفسه، الصّفحة نفسها.
[146]– المرجع نفسه، ص 420.
[147]– فغالي 217؛ فريحة 2488؛ يعقوب 4952.
[148]– يعقوب 2721.
[149]– يعقوب 4289. البَدَن: الجسم.
[150]– الحديث في كتاب كنز العجّال، بالرقم 23605. ويردّده اللّبنانيّون، وخاصّة المسلمين منهم، لكنّني لم أقع عليه في كتب الأمثال اللّبنانيّة.
[151]– إنسانيّات الأمثال الشّعبيّة اللّبنانيّة، الرّقم 3335.
[152]– أمثال الأقدمين في جبّة المقدّمين، ص 107.
[153]– جواهر البلاغة، ص 206.
[154]– انظر: المرجع نفسه، ص 211 – 212.
[155]– يعقوب 670.
[156]– فغالي 5؛ فريحة 296؛ أبيلا 1882؛ يعقوب 671.
[157]– فغالي 2226؛ فريحة 299؛ أبيلا 1823؛ يعقوب 676.
[158]– فغالي 1610؛ فريحة 303؛ أبيلا 1016؛ يعقوب 683. الزّبديّة: وعاء يوضع فيه الحليب ومشتقّاته.
[159]– فريحة 312؛ يعقوب 690.
[160]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 421.
[161]– فريحة 336؛ أبيلا 921؛ يعقوب 746.
[162]– فريحة 387؛ يعقوب 861.
[163]– فريحة 424؛ أبيلا 166؛ يعقوب 922.
[164]– فغالي 571؛ فريحة 588؛ يعقوب 1193. دراس: أضراس.
[165]– فريحة 729؛ يعقوب 1467.
[166]– يعقوب 1469.
[167]– يعقوب 1801.
[168]– أبيلا 287؛ يعقوب 2150.
[169]– فغالي 1608؛ فريحة 1033؛ يعقوب 2156.
[170]– يعقوب 2161.
[171]– فغالي 7؛ يعقوب 2164.
[172]– أبيلا 2754؛ يعقوب 2165.
[173]– أبيلا 499؛ يعقوب 2166.
[174]– يعقوب 2171.
[175]– فغالي 1283؛ يعقوب 2211.
[176]– يعقوب 2275.
[177]– أبيلا 1185؛ يعقوب 2347.
[178]– فغالي 2004؛ يعقوب 3850.
[179]– فريحة 2241؛ أبيلا 98؛ يعقوب 4457.
[180]– فريحة 2243؛ فغالي 1465؛ يعقوب 4458.
[181]– فغالي 2202؛ فريحة 2677؛ أبيلا 1253؛ يعقوب 5443.
[182]– يعقوب 7640.
[183]– الثّقافة الصّحّيّة والغذائيّة وآدابها في الأمثال الشّعبيّة، ص 451.
[184]– المرجع نفسه، الصّفحة نفسها.
[185]– المرجع نفسه، الصّفحة نفسها.