foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

العالم الرقمي منصة التوظيفات المرضيّة

0

العالم الرقمي منصة التوظيفات المرضيّة

سلوى حسن الحاج حسن([1])

الملخّص

يتناول هذا البحث ظاهرة صاحبت ثورة الاتصال الحديثة على  شبكة الاتصال الإلكترونية عبر الإنترنت، وهي ظاهرة التوظيفات المرضيّة لدى المصابين بأمراض نفسيّة أو اضطرابيّة. والهدف من هذا البحث الكشف عن ملتبسات ومخاطر التّعامل مع أفراد افتراضيين من هؤلاء المصابين ما يوقع المستخدم العادي في المحظور فيقع فريسة أمام خدع الأشخاص من ذويّ السّلوك المرضي. كما ويسلط البحث الضوء على عدد من التوظيفات الملاحظة من قبل الباحثة والتي تتناسب مع حدود ومساحة النشر. وهذه التوظيفات هي مخاطر تقع على أطراف الاتصال كافة. وقد تناول البحث العناوين الآتية: توظيف الطقوس الهجاسية. توظيف الميول التدميرية توظيف الميول الانحرافيّة (التّلصلص والاستعراض)، توظيف الهويَّة المتخيَّلة، الشتائم والكلام البذيء، توظيف الهوامات، توظيف الحداد، التحميل المعلوماتي القهري.

الكلمات المفتاحية: التوظيفات المرضية – السلوك الانحرافي – الغواية الافتراضية – اللذة الجنسية الرقمية – الجنس الرقمي – جمهور نفسي افتراضي.

Digital World: Pathological Employment Platform

Abstract

This research examines the phenomenon that has accompanied the modern communication revolution on the Internet, which is the phenomenon of the pathological recruitments in people with mental disorders or disturbances. The aim of this research is to reveal the ambiguities and risks of dealing with hypothetical individuals of these casualties’ persons, so that the average user is placed in a taboo and prey to the tricks of individuals with pathological behavior. The research also sheds light on several syndications observed by the researcher, which are commensurate with the limits and space of publication. These syndications are risks to all parties of communication.  The research addressed the following headings: Employing ritual hybrids, employing destructive tendencies, employing perverted tendencies (sneaking and showing), employing imagined identity, insulting and abusive speech, employing illusions, employing mourning, and compulsive informational loading.

key words: Pathological syndications – Deviant behavior – Virtual seduction – Digital Orgasm – Digital sex – Virtual psychic audience.

المقدمة

وكأن بالعالم الافتراضي يدفع  نحو الحضور الرقمي؛ إذ أصبح لازمًا على الفرد الانخراط في هذا العالم بشكل يومي، وكأنّنا أمام معادلة جديدة “أنت في عالم التّواصل الرّقمي الاجتماعي، إذًا أنت موجود”، بصرف النّظر عن ماهية هذا الوجود والنتائج المترتبة عليه، أو العائد من هذا العالم المليء بالأوهام والخدع في جوانب عدة.

يحدثنا الطبيب والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون  Gustave Le Bonفي كتابه (الجماعة واللآوعي 1957)، أنّ التّاريخ قد أثبت لنا أن أشد المبادئ وهمًا هي تلك التي فتنت الناس أحسن من سواها، فمثلت الأدوار، وبأسم أكثر الأوهام خدعًا قلب العالم وانهارت حضارات وقامت حضارات أخرى (لوبون، 1957، ص145-148). فنحن أمام منظومة إعلاميّة مفتوحة على المجالات كل، و الثّقافات كلها والبؤر الكونية، فيها ما هو موجود فعلًا، وفيها ما هو افتراضي، وآخر من صناعة أوهامنا، تمارس فيها الحريات مع غياب القوانين الضابطة والتّوعية اللازمة.

تجد الباحثة أمام هذا الواقع، وأستاذة الإعلام  الدكتورة نهوند القادري في تعقيد المنظومة الإعلاميّة الحديثة كونها تتداخل مع المنظومتين السياسية والاقتصاديّة والطوارئ التّقنية أنّ الجميع في إيديولوجيا الاتصال أحرار ومتساوون في هذه الحرية (القادري، 2017،ص247).

إنّنا في عالم متفلت، نستطيع فيه إظهار ما كان حتى الأمس القريب مخبوءًا. وكما ساعد هذا العالم بنشر ما يحلو لنا من أفكار وحكايا وفي تحصيل العلوم وشتّى المعارف، كذلك سمح للبعض بارتكاب جرائم سميت (بالجرائم الإلكترونيّة)، وكلنا في هذا الحضور، متساوون…

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل وجد من به علّة نفسيّة أو اضطراب ما، ضالته في عالم الفضاء الواسع؟ وهل ثمة ما يترتب على المستخدم السوي من خدع؟ ومن هو الضحيّة في هذا العالم عينه؟ إنّنا أمام أسئلة تحتاج إلى دراسات أعمق لتحديد تلك الآثار النّاجمة عن الحرية المطلقة في عالم مفروغ من القوانين الضابطة.

إشكالية البحث

وتأسيسًا لما سبق، تعددت استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي، فلم تعد أوجه الاستفادة منه تلك المعروفة، أيّ التّواصل واكتساب المعرفة والصداقات والتّعارف، أو استعراض الحياة اليومية والسّير الذاتية، أو تطوير المهارات المختلفة، بل تعدتها لتصبح هذه المنصات ملاذًا لأصحاب الحالات المرضية عبر توظيف أعراضهم للتخفيف من التوتر والقلق لديهم، وتهدئة الغرائز الملّحة على نحو لا يمكن للإنسان المستخدم العادي لتلك المحتويات المبعثرة العابرة معرفة التعامل معها؛ فيقع فريسة أمام الأشخاص من ذويّ السلوك المرضي، ومن دون معرفة منه، ومن المريض نفسه أحيانًا. إنّ انتقال الظواهر المعبّرة عن الاضطرابات المرضيّة والانحرافيّة  بأشكالها المختلفة من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي؛ إذ كان في السابق متاحًا للمحيط الاجتماعي أن يلحظه وتاليًا الدلالة عليه الأمر الذي كان يسهم في التشخيص والإحالة إلى العيادات النّفسيّة. أما بانتقاله إلى العالم الافتراضي والتنقّل عبرغرفه المختلفة، وهو عالم بوسع المريض التعبير عن أعراض مرضه بأقل منسوب من الضجيج والفضيحة، وخاصة باعتماده الحساب المزيّف، ما يؤدي إلى صعوبة الكشف عن الحالات المرضية تلك المشار إليها. إن ظاهرة “سوء استخدام” مواقع التواصل الاجتماعي في مقاصد غيريّة كما تشير بعض الدراسات، جلبت معها عددًا من المشاكل النفسيّة والاجتماعيّة، وباتت أداة هدم تنذر بما لا يحمد عقباه، إذ لا قوانين تضبطها؛ وتسمح للمرئي والمسموع أن يغزو فكرنا وحواسنا وثقافتنا ناهيك عن إشاعة سلوكيات دخيلة مليئة بالتناقضات. في لبنان ونتيجة لإقحام وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا؛ فقد لُوحِظت عينات عيادية لا حصر لها؛ وقد وقع عدد من الفتيات في فخ الحساب المزيف Fake accounts. متوهمين أنّ “المكانة الافتراضيّة”  وعدد  Likesالتي تدفع بالناشئة لاكتسابها من خلال الرباط العاطفي الافتراضي الهجين” (الحاج حسن، 2019، ص108). سوف تفي بالغرض.

والسؤال الإشكالي الذي نطرحه، هو كيف يمكن إزاء هذا الاختلاف في التعبير كشف واقع المريض، وخاصة إذا لم يعرف المريض مرضه ويبادر نفسه للخضوع لجلسات العلاج؟ وكيف يمكن للأصدقاء الافتراضيين تشخيص الحالة وعدم الوقوع في مغبة تلك السلوكيات؛ إذ أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ملاذًا بديلًا عن الحياة الواقعيّة لنشر المشاعر الخاصة بأمزجة متأرجحة لمشاركتها مع الآخر الافتراضيّ؛ وقد وجد البعض من مساحة الخصوصية التي تتحلى بها مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة المغلقة، مكانًا مناسبًا لتوظيف مآزمهم وأعراضهم المرضية، أو لتفريغ نزواتهم حيث حظر التعبير في عالم الواقع.

فرضيات البحث

يقوم البحث الحالي على فرضية أساسية مفادها:

المعطى الواقعي يشير إلى أن هناك مرضى نفسسيين يوظفون أعراضهم المرضية في العالم الافتراضي لتحقيق رغبات كانت تحقق سابقًا في العالم الواقعي.

  • الفرضيات الفرعيّة:
  • يلجأ المرضى النفسيون إلى العالم الافتراضي للتعبير المرضي لانتزاع الشّهوة والحصول على اللذة وخفض التوتر.
  • يجد المرضى النفسيون في السلوك التكراري في العالم الرقمي حالة من الرضى والهدوء النفسي.
  • إن أصحاب السلوك المرضي عبر العالم الافتراضي كانوا يقومون بالطقوس التكرارية الهجاسية في العالم الواقعي.
  • إن الأشخاص المتورطين بالسلوك المنحرف يهدفون إلى زيادة الإثارة الشبقيّة.
  • إن أصحاب السلوك المرضي عبر العالم الرقمي يعانون من القلق والتوتر.
  • يعدُّ العالم الافتراضي مكانًا أكثر أمانًا من العالم الواقعي للممارسة الميول المنحرفة.

التوظيفات المرضية الملاحظة وهي الآتية:

1-  توظيف الطقوس الهجاسية Rite Obsessionnel

تدفعهم إلى القيام بسلوكيات تكرارية (قهرية) لتخفيف التوتر والقلق أو إيقافه. وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها المصاب بهذا المرض إلا أنه يستمر بالتفكير والقلق وفي المزيد من السلوك الطقوسي؛ ليصبح في حالة دوران – داخل حلقة مفرغة، ما يعيق قيامه بالأنشطة اليومية في حياته وتكيفه مع المحيط؛ فهو مجبرٌ على التفقد حينًا وعلى الممارسة الطقسية (التكرار) حينًا آخر.

وعليه، فإنّ القلق والخوف الداخلي يبحثان بشكل مستمر عن وظيفة ما للتخفيف منه، إذ يحتميان بعمليات الفعل والتكرار.

كنا نلاحظ سابقًا، المصاب بهذا الاضطراب يقوم بتكرار عمليات التطهير أو التنظيف، أو تفقد الشبابيك والأبواب ومسارب المياه وقوارير الغاز… إلخ. أمّا وقد أتاحت أجهزة الحاسوب عامة والهواتف الذكية خاصة القيام ببعض العمليات من خلال الفحص والتمحيص المتواصل كسلوك (تكراري – هجاسي). والحالات العيادية الآتية تظهر ما لحظناه:

عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص أب وأم  لولدين بعمر المراهقة. يعاني بعض أفرادها من الوسواس القهري، والبعض الآخر من اضطراب القلق العام الذي يخيّم على أفراد الأسرة جميعها؛ كأطياف تنسال أو تولّدت عن طريق العدوى المتبادلة؛ إذ من الملاحظ عياديًّا أنه أحيانًا كثيرة يكتسب الفرد أنواعًا من الاضطرابات من البيئة التي يعيش فيها، وخاصة الأهل، إذ يتماهى فيه أفراد الأسرة بالموضوع الأول وهو الأم “ما يصطبغ به شحنات وخصائص وجدانية. وهذا التماهي فعل دفاعي مطمئن للشخص، وقد يسقط فيه ما اجتافه في نسق سلوكي انفعالي، يتمثل الشخص بواسطتها موضوعات وخصائص خارجية، كي يجعلها جزءًا من ذاته، وعلى غرار إدخال الطعام إلى جوف الجسد، يقوم الفرد بإدخال أنماط العلاقات بينه وبين الآخرين”، ففي حالة التماهي الإسقاطي “الأوّاليّة الدّفاعيّة” يحاول فيها الشخص من خلالها إدخال ذاته هواميًّا داخل شخص آخر (حجازي، 2013، ص.ص.234- 242).

حالة (1): الفتاة، في سن المراهقة، تتفقد والدها ما إذا كان بخير؛ باتصال هاتفي بشكل متواتر قد يصل إلى العشرات يوميًّا. مع تكرار التمحيص في الهاتف لمعرفة أي إشارة عن والدها.

(حالة 2): أمّا الأب الذي يقوم بنقر أزرار الهاتف بشكل تَلقائي ومستمر ذات النمط (الفيسبوك أو الإنستغرام) وكل ما هو موجود من تطبيقات على هاتفه.

يقول السيد (و. ش : “تعبت من التفقد ولكن لا يمكنني التوقف، شيء ما يدفعني لذلك ويمنعني من التوقف”. وهنا نحن أمام “توظيف مرضي” لنوبات القلق التي تعتريه عبر استخدام هاتفه.          في السابق كان لدى السيد (و. ش) عادة التلمّس، (تلمس كل ما هو أمامه)، ثم عاد المرض مع تغيير للوسيلة ولنفس الهدف (تفقد تطبيقات الهاتف) موظفًا سلوكه الطقسي القديم بسلوك آخر كرد فعل لتخفيض حالة التوتر والقلق الهجاسي.

ومن المعروف أن “الطقس الهجاسي” هو مجموعة تصرفات منمطة، تطبق مع مراعاة الكثير من الدقة في تسلسلها وتنفيذها، ومراعاة الثبات في أسلوب ذلك التنفيذ؛ إذ يقوم به المريض بالهجاس وهو ذو هدف دفاعي أساسًا، غايته الحرب ضد خطر بروز نزوات أو رغبات أو أفكار، أو الإقدام على تصرفات مرفوضة نفسيًّا وخلقيًّا من قبل الهجاسي، ولكنه يمثل في الواقع رغبتة اللَّاواعية. وإذا مُنِع الهجاسي من القيام بطقوسه، فإنّ القلق الشديد ينتابه. ولا يشعر بالأمن الا إذا قام به؛ ولذلك فهو يأخذ طابعًا إرغاميًّا قهريًّا (حجازي: 2013، ص247).

(حالة 3): أمّا الأم التي لم تدخل بعد إلى جماعة الإدمان الإلكتروني، لا تزال تحيي طقوس التفقّد والطقوس النمطية (إغلاق الأبواب، والنوافذ، وقوارير الغاز…).

(حالة 4): الولد لديه الـ Ticوهي استجابة حركية قهرية تظهر عليه بشكل رعشات لا إرادية لا سيما في الوجه والأطراف وتعبّر عن استجابة عصبيّة لا إرادية تظهر في مواقف غير محددة،  يسودها التوتر والقلق الانفعالي، وهي رد فعل لا شعوري على صراعات نفسية متحجّرة عبر استجابات نفسية لا متوافقة لمواجهة صراعات نفسية أثارتها مواقف معينة. وهو مدمن على تفقد الألعاب الإلكترونية عبر هاتفه ما وضعه وأخته أمام أزمة التأخر الدراسي.

حالة (5): (العمر 12عامًا) أحضرتها الأم إلى العيادة النّفسيّة بشكوى الفوبيا من كورونا، مع طقوس هجاسيّة (تطهير متكرر لليدين)، خوفًا من انتقال الفايروس. لا تخلع الكمامة نهائيًّا، حتى داخل البيت، وعند النوم. فقدان الشّهية ونحول في الجسد ترافق ذلك مع استخدامها المفرط للهاتف المحمول (إدمان)، عدم القدرة على التركيز ومواكبة زملائها في الدراسة، سهر وانعزال تام في غرفتها. بينما تقضي وقتها في استخدام تطبيق (تيك توك (Tic Tok. ومن خلال المعاينة تبين لنا أنّ لدى الفتاة طقوس هجاسيّة في تفقد الهاتف في كل لحظة أثناء المقابلة في العيادة، وعندما طلبت منها التوقف عن ذلك والتركيز أثناء المقابلة، ظهرت عليها عوارض القلق التوتر، ثم عادت إلى الفعل نفسه…

نافلة القول، عندما تتحول عادات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى إدمان، تصبح هذه الوسائل كالسّيف المسلط تجعل المستخدم بحالة من القلق والتّوتر وفي حالة من التبعية من تفقد الهاتف والرسائل الالكتروني، إلى كل تلك التطبيقات التي يستخدمها ساعيًا بذلك إلى تحسّس شيء من الارتياح وخفض التوتر. الأمر الذي قد يقودنا أن هناك محاولة سعي من بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي نحو توفير مكان ما لإفراغ شحنات القلق والتوتر في مكان قد يكون  آمنًا نسبيًا بالنسية إلى هؤلاء.

  • توظيف الميول التدميرية

في تناول موضوع العنف أولًا فإنّ العنف حاله كحال أيِّ نشاط بشري لا ينفصل عن سياقاته النّفسيّة أو الاجتماعيّة أو السياسيّة أو الاقتصاديّة؛ إذ تحكمه مجموعة من العوامل الدّاخليّة (ذات الفرد) والخارجيّة (البيئة المحيطة). ولطالما  ساور الشّك الفلاسفة الاجتماعيين وعلماء النفس بشأن طبيعة محركاته بالطرق العلمية وسبر أغواره. وعليه، فقد استمرت البشرية بممارسة العنف بكل صوره بحيث لا نجد حقبة تاريخيّة أو حضاريّة خالية من أشكال العنف الفردي والجماعي.

يذكر فاوستو أنطونيني في كتابه “عنف الإنسان والعدوانية لدى الجماعات”: “إن الإنسان حيوان في الأصل مهما أضيف إليه من نعوت ملحقة (حيوان سياسي، إيديولوجي، ناطق، عاقل…إلخ). وقد مارس العدوانية الجنونية في كل تفاصيل تاريخه، من الحروب والعقاب، والتهديد والإيديولوجيات الكليانيّة، إلى رفع القبضات المرتفعة، حتى التباهي بامتلاك النّذفوذ والهيبة، وامتلاكه مراكز وظيفية، ومسكنًا وملابس وحليًّا ليرهب به الآخرين، وأشكال شبيهة بالريش المنفوش التي يظهرها بعض الحيوانات، إلا أنّه يمتلك ملكة الضبط وذلك للحفاظ على وقعه المثير. كما يمتلك “ملكة التفكير ليطور عدوانيته وقابليته للإنسياق وراء ما بعد إشباعاته (أنطونيني، 1989).

قد يكون العنف الرّمزي واللفظي والصوري على مواقع التواصل الاجتماعي أمرًا عابرًا، وإذا ما تعمقنا في دوافع الأشخاص والصور المتفلتة لوجدنا إن في ذلك توظيفًا محاكاتيًّا للميول التّدميرية؛ إذ يتداعى سلوك الفرد مع سلوك الأفراد الآخرين، ومنها مثلًا عمليات الانتحار التي شهدناها مؤخرًا، والتي تتشابه  في طريقة الفعل الانتحاري.

يرى ريني جيرارد René Girard الفيلسوف الفرنسي في العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجيا، في العنف الموجّه أن هناك (رغبة في المحاكاة) التي تعني أن الإنسان راغب؛ إذ تُوَجه تفكيره وسلوكه مجموعة من الرّغبات، وإن إشباع هذه الرّغبات ترتبط بموضوعات معيّنة تكاد تكون موحّدة بين البشر؛ ما يجعل الناس يتوجهون إلى الموضوعات نفسها بطريقة يسمّيها “محاكاتية” فيظهر التّنفاس والتّدافع نحو الأهدف ويتحول الأمر إلى النزاع والصراع، ثمَّ إلى حرب مفتوحة تأتي على حرق الأخضر واليابس؛ إذ إنه عنف مُدمّر ومُعدٍ؛ فهو ينتشر في الجماعة من فرد إلى فرد. وأنه يجب ربط المحاكاة والعنف في أصل كل شيء لفهم الموانع والمحرمات كلها” (جيرارد،2009، ص ص 9-14).

عرّف دولارد Dolaard العنف الإنساني أنه ناجم عن الكبت، وكل توتر عدواني هو ناجم عن هذا الكبت، وإن ازدياد العدوان يتناسب مع ازدياد الحاجة أو العناصر المكبوتة، وإن لم يوجه الإحباط نحو العناصر المكبوتة المباشرة فإنّه سوف يلجأ الشخص نحو مصدر آخر، له علاقة رمزية بالمصدر الأصلي وذلك في غياب المصدر المباشر مسبب الإحباط.

سيغموند فرويد Froud الطبيب والمحلل النفسي بدوره أسهب في كتابه “مستقبل وهم”، في تناول واقعة الإحباط الناتجة عن الحظر والحرمان من تلبية الغرائز، وعن العداء للحضارة المتولد عما تمارسه وما تتطلبه من نكران للغرائز التي تعاود الولادة مع كل طفل (فرويد، 14ص2010).

ويرجع فرويد العنف إمّا لعجز الأنا عن تكييف النزاعات الغريزية مع مطالب المجتمع وقيمه ومثله ومعاييره، أو عجز الذات في عملية التّسامي والإعلاء من خلال استبدال النّزعات العدوانيّة والبدائيّة والشّهوانيّة بالأنشطة المقبولة  اجتماعيًّا ودينيًّا وخلقيًا. وأمام  ضعف الأنا عن القيام بهكذا عمليات من التسامي، وفي هذه الحالة تنطلق الشّهوات والميول الغريزية من عِقالها إلى حيث تلتمس الإشباع عن طريق سلوك ذات طابع عنفي (فرويد، 1986، ص11)، وذلك في ميادين مختلفة حيث تدعو الحاجة، وحيث الفرص المتاحة؛ وما أكثرها في العالم الرقمي!!!

يجد فرويد في رؤيته للنفس البشرية أنّ هناك غريزتين متناقضتين “غريزة الموت وغريزة الحياة أو ما يعرف بالليبدو وهي تعني من منظار المدرسة التّحليليّة التّابعة له الطاقة الجنسيّة. وإن التّضارب بين هاتين الغريزتين هو الذي يحدث ظواهر الحياة، والتي يضع الموت نهاية لها… وفي كتابه “علم نفس الجماهير وتحليل الأنا” يعدُّ أنّ العلاقات كلها تقريبًا، الحميمة منها والمتجاورة والروابط العائلية تختزن مشاعر الكره والعداء ولا بد من عملية لإزالتها (فرويد، 2006، ص 73). وفي كتابه ثلاث مقالات في نظرية الجنس يجد ” إن المنبهات القوية الصادرة عن المصادر الجنسية المختلفة، تنصرف وتستخدم في ميادين أخرى، بحيث تؤدي الميول التي كانت خطرة في البداية إلى زيادة القدرات والنّشاط النّفسي زيادة ملحوظة (الحنفي، 1995، ص155).

وبالإشارة إلى العنف، لا يمكن إغفال العناصر الخارجية في توليده؛ كغياب العدالة  والديمقراطية، والفرص المتاحة، والأزمات الاقتصادية، “إذ إنّ التّضييق على الفرد وقمع العمل المعادي، يؤديان إلى أعظم تراكم للعدوانيّة التي لا بدّ وأن تجد طريقها في ما بعد (أنطونيني، 1989، ص131). كما إن غياب المشروع الوطني وسيادة الفراغ، والبطالة والحلول الفردية مع غياب دور الدولة بمؤسساتها مقابل هيمنة قوى المال، يجعل العنف في هذه الحالة كرد فعل على انعدام العدالة الاجتماعية.  كما إن هذه الصور التي تحتل عقل الإنسان المعاصر من هدر وفساد في المرافق الحيوية وغياب المحاسبة والإثراء غير المشروع كلها عوامل ستؤدي إلى الدخول في دوامة الإحباط ومصيدته ودوامة الاضطرابات على أنواعها، “إذ يقف الإنسان حائرًا أمام إشباع حاجاته ما يدفع به باتجاه سلوك لخفض هذا التوتر (دويدار، 1995، ص22).

وهناك من اعتقد أنّ التّلاحم والتكاثر والجوار مصدرًا من مصادر العنف؛ إذ يجد “أنطونيني” إن جوهر الصراع ليس ذا خاصية نفسية فقط، وإنما له أيضًا خاصية فيزيائيّة Physico-Spatiale (أنطونيني، 1989، ص 144). وممّا لا شكَّ فيه أنّ وسائل التّواصل الاجتماعي الافتراضي تعيد توحيد الجمهور النفسي من خلال القضايا المشتركة والمنبهات المحرّضة. في هذا الصدد يرى هاربرت شيللر Herbert schiller في كتابه “التلاعب بالعقول” أن الهدف الأساس لوسائل الإعلام ليست إثارة الاهتمام بالحقائق الاجتماعيّة والاقتصاديّة، بل تحجيم هذا الاهتمام، وتخفيف حدته. وهذا ينطوي على توليد السلبية (شيلر، 1999، ص 38).

أما توماس هوبس Tomas Hobs فيجد في ظاهرة العنف، وهو من أوائل الفلاسفة الذين اشتغلوا في حقل معالجة الطبيعة الإنسانيّة وضبطها. وكما استلخص في معايناته: “أن حياة الإنسان هي حياة انعزالية قذرة، وذات طابع وحشي. والإنسان لا يستطيع أن يعيش وحيدًا، لكنه يجد في الآخر عقبة في وجه حقه المطلق في التملك والتعبير والتصرف، فكل فرد يعدُّ عدوًّا للآخر، وهو في حالة افتراضيّة على الأقل مع غيره، وهكذا يصبح الكل في نزاع متخاصم مع الكل لعدم وجود قوة قهرية توقف تجمع الجميع عند حدهم، وتلهمهم الشّعور بالخوف والردع، والضابط لنزعة العداء المشتركة” (شوفاليه، 1998، ص 326).

يفترض أصحاب نظرية التعلم الاجتماعي، أن الأشخاص يتعلمون العنف بالطريقة نفسها التي يتعلمون بها أنماط السلوك. ومثلما تحصل الإزاحة نحو معظم النشاطات الإنسانيّة الرياضة والألعاب التنافسيّة والطقوسيّة، كذلك في الباحات الافتراضيّة يحدث شيء من التفريغ لهذه الشحنات الغريزية التي قد يراها البعض أنها طريقة مقبولة. “والإزاحة كما وجدها فرويد هي أحد الميكانزمات النّفسيّة الدّفاعيّة لإعادة توجيه الانفعالات المكبوتة نحو أشخاص أو موضوعات أو أفكار معينة غير تلك السابقة عليها، والتي سبَّبت الانفعالات الأساسيّة (الحنفي، 1995، ص39).

أشارت مارغريت ميد من خلال تجارب أجرتها على قبائل (ماندو غومور)، أنّه لا يمكن لهذه القبائل الاستمرار في العيش إلا إذا اخترعت أعداء لها لإخضاعهم وقهرهم واضطهادهم واستعبادهم وفي حال عدم وجود أعداء؛ فإنّها توجه عدوانيتها نحو نحرها ويفني بعضها بعضًا (أنطونيني، 1989، 136).

وبناء عليه، فإنّ جمهور التكنولوجيا واقع تحت هيمنة آليّة من العلاقات اللاواعية، ما يسهل قيادته وانصياعه إلى كل أنواع المحرضات المتأتية من منصات التواصل الاجتماعي الرّقميّة. إنها محرضات (سياسية – دينية – مذهبية…)، تستنهض التهديد الوجودي داخل كل فرد منا وخاصة في حالة الأزمات والصراعات والتّجاذبات؛ ما قد يوقظ النزعات  التّدميريّة عبر الرّقمي، وإسقاط النّزعات العدوانية المتجذرة، ” فكل واحد يحمل جرثومة من العنف، كالجرثومة الكامنة والدّفينة التي تنتظر الفرصة المناسبة والبيئة المؤاتية لتنتقل إلى الفعل مرتكبة أبشع الجرائم (حب الله، 1998، ص186). من جهته يجد “نادر كاظم في كتابه كراهيات منفلتة” إن الكراهيات بوصفها نزوعًا عدوانيًا يتسم بالعمق والتجذر في نفوس البشر خلافًا لما ذهب إليه دعاة التحديث؛ فعلى البرغم من التقدم الحاصل وزوال عزلة الجماعات  إلا أنّ الكراهيات المنفلتة ما تزال موجودة بل إن ثورة الاتصالات سهلت من تناقل الكراهيات وحوادثها تنتقل بسرعة فائقة وباتت الجماعات تعيد إنتاج عزلتها وكراهيتها بهذه الوسائل(راجع كاظم 2010).

إذًا، إن العنف الإنساني حاله كحال أيّ نشاط بشري؛ وكما لا ينفصل عن سياقاته النّفسيّة والاجتماعيّة والتّاريخيّة، كذلك لا ينفصل عن السّياق الحضاريّ، من هنا أتت مقاربتنا لهذا الجانب؛ كون العنف يمارس في العالم الرقمي بشكل قد يراه البعض بالحضاري؛ إذ يستخدم الفرد فيها عناصر تكنولوجية حداثوية؛ لخوض معاركه النّفسيّة المرضيّة.

وتلك بعض أشكال العنف الموظّف في العالم الرقميّ: إهانة الآخر، التنمّر، التّسخيف، مسايرة الحملات ضد جهات معينة (أفراد – جماعات – دول – أحزاب – منظمات) التحرّش والابتزاز، النبذ والتشهير…).

3-   توظيف الهوامات

يكاد مفهوم الجمهور النفسي في الجماعات الافتراضية  يقترب من ما طرحه “غوستاف لوبون 1991″، في نظريته المتعلقة “بسلوك الجماهير وسيكولوجيا العقل الجمعي” مع اختلاف في الصورة من جهة المكان الفيزيائي، ونوعيّة الحشد وانتماته وطبيعة السلوك. إلا أنّ حالة  التجمعات الجماهيريّة في فضاء مواقع التواصل الإلكتروني وسرعة الاستجابة والنّزق التفاعلي من باقي الأعضاء، تجعل من هذه الجماعة شخصيّة كليّة واحدة تختلف عن الشّخصية الواقعيّة. ففي حالة الحشد الافتراضي يتحرر الشخص من العلاقات الواقعية الحقيقية، إذ يكون مع أشخاص قابلين للاستجابة الفورية لهواماته وآماله ولأهدافه المشتركة أيضًا. وبالإشارة إلى نظرية “لوبون”، في “علم نفس الجماهير”، فقد لاحظ أنّ كلمة “جمهور” في معناها العادي، تعني تجمعًا لمجموعة من الأفراد أيًّا تكن المصادفة التي تجمعهم. إلا أنّ هذا لا يبدو مطابقًا لحقيقة الجمهور بالمعنى السيسيولوجي والسيكولوجي للكلمة. ففي ظروف معينة فقط يمكن لتكتل ما من البشر، أن يمتلك خصائص جديدة مختلفة جدًّا عن خصائص كل فرد يشكله بحيث تطمس الشخصية الواعية للفرد، وتصبح عواطف وأفكار الوحدات المشكلة للجمهور موجّهة بالاتجاه نفسه، وعندئذٍ، تتشكل روح جماعية عابرة ومؤقتة في أغلب الظن، وتصبح جمهورًا نفسيًّا يشكل كينونة واحدة خاضعة لقانون الوحدة العقلية للجماهير، فتتلاشى الشخصية الواعية تحت هيمنة الشخصية اللآواعية آليًّا بلا إرادة ذاتية ( لوبون، 1991، ص 31). أمّا فرويد فيرى إن ماهية الجمهور النفسي إنما تكمن في الروابط الليبيديّة التي تخترقه من أقصاه إلى أقصاه، كشبكة مرصوصة (فرويد، 2009، ص63). وأنّ للجماعة شخصية كليَّة واحدة تخضع لإيعاز قائد أو محرِّك يديرها ويسيطر عليها، وأن الفرد ما إن ينخرط في جمهور مُحدَّد حتى يصبح أكثر جرأة وأقوى وأقدر على التعبير عما يجول في رأسه.  وأثبت كيف أن القرارات التي تتخذها مجموعة من الأفراد الأذكياء أثناء الحشد لا تختلف كثيرًا عن القرارات التي تتخذها مجموعة أخرى أقل ذكاءً أو تتميّز بالبلاهة، ولا تؤمن بالمحاكمات العقليّة، هو تركيب كلّي ومؤطر؛ لذا ينجح في تحريكها الخطاب والأفكار المخدرة التي تبتعد من الواقع.

كما أرجع فرويد لغز الجمهور المنخرط  إلى لغز النوام والإيحاء المتبادل الذي ينطوي على الكثير من النقاط الغامضة للروابط العاطفيّة ؛ إذ إن هذا التجمع برأي فرويد يحقق تماهيًا للأفراد المؤلفين للحشد “القطيع” وهي غريزة فطرية كغريزة البقاء والغريزة الجنسيّة والاقتات، غير القابلة للتجزئة (فرويد، 2006، ص99-101).         والوهم برأيه أطياف ضبابية على غرار نموذج أحلام اليقظة، وهي رغبة عدوانيّة بالأصل. وبسسبب هذه الرغبة – اللغز – الهوام – والماهية للجمهور النفسي التي أشرنا إليها يشتد لدى الجماعات الافتراضية هذه الماهية ما يجعل هذه الجماعات تسقط مخاوفها بطرق أكثر عدائية حماية للذات والهوية من الضياع. وتكون الخرافات والروايات التي تتبناها من العالم الرقمي كتسويات لحماية الذات.

إذا، لو سلمنا جازمين أنّ الجمهور الافتراضي كما الجمهور الواقعي، يقع تحت هيمنة الآليات من العلاقة اللاواعية؛ فإنّه يصبح من السهل أن ينصاع لأنواع المحرضات الرقمية كلها بشكل قد يكون أكبر في العالم الافتراضي، بحكم الخيال الواقع في الصور والمحتويات وكذلك المحرضات.

وعليه، يمكن القول، إنّ الثورة الاتصاليّة الإلكترونيّة قد غيّرت شروط الحشد وتعريفه، وأوجدت مكانًا قد يكون أقوى وأكثر تأثيرًا، اجتمعت تحت سقفه الحشود والجماعات المتفرقة في إطار إمبرطورية مركزية هي التكنولوجيا. وبسبب هذه البنية لدى الجماعة الافتراضيّة يشتد الهوام الجمعي، وما يعزز ذلك، غياب الواقعي من عمليات (الإدراك – البصري – الحسي – المادي)، لتعظمها ثلة من  الهوامات. والهوام هو أطياف ضبابية، وهو عملية إسقاط مضخمة ترجع في أصولها إلى ثلاث مراحل للذروة الجنسية: هوام الإغواء- هوام الإخصاء-هوام المشهد الأول. وهي كما يؤكد المحللون أن هذه الهوامات البدائية تؤدي دورًا كبيرًا في حدوث القلق (لابلانس، وبونتاليس، 2002، ص575). ونحن هنا بصدد التحدث عن الهوامات لدى الجماعة الافتراضية حيث التمثلات المشتركة والأنا الكليَّة والتشارك في الإدراكات والصور، الواقعة تحت تاثير قوى تكنولوجية محركة تقودها نحو ما يشبه الحلم.

يجد ديديه أنزيو Didieu Anzieu (1990) في كتابه “الجماعة واللاوعي” إن الجماعة شأنها شأن الحلم، هي إنجاز خيالي لرغبة خياليّة مكبوتة وهذه الرغبة هي رغبة إيروسية (في اختراق الممنوع) مكبوتة  الذي يقود إلى العديد من السياقات الهوامية يحكمها سيرورة لا واعية (أنزيو، 1990ص 27-28-64).

وبحسب ميلاني كلاين Melanie Klein يثير ظرف الجماعة أنواعًا قديمة من القلق: قلق اضطهادي واكتئابي يرتبط بالعلاقة المزدوجة مع الأم، وقد يرد الوهم الجماعي إلى الرغبة في الأمان وفي وقاية وحدة الأنا المهددة لذلك تبدل هوية الفرد بهوية الجماعة،  ويتأتى الوهم الجماعي من تعويض “الأنا المثالي”. (راجع كلاين). والعالم الافتراضي يؤدي دورًا كبيرًا في انفلات هذه الهوامات وعدم قدرة الذات على ضبط نزواتها، تحت تأثير العدوى، فيصبح الفرد عدوانيًا تحت هذه الشروط “القهرية”.

4-    توظيف الهويَّة المتخيَّلة

تقدم لنا الشبكة الإلكترونية مساحة شاسعة في إنشاء العديد من الحسابات. وقد بدا لنا أن هناك الكثير ممن يملكون أكثر من حساب لأهداف عدة، منها ما هو شخصي (بهدف المحافظة على الخصوصية والسرية)، وأكثرها بهدف شبك علاقات عاطفية. إنّ هذه الحسابات الوهمية المعروفة ب (Fake account)، محفوفة بالمخاطر كونها لا تعبّر عن أصحابها من جهة الجنس والعمر والمكانة الحقيقية للمشترك. فنحن هنا بصدد التعامل مع هويات ضائعة ذات منشأ غير محدد، فمثلًا يمكن للبعض التحدث مع رجل على أنه أنثى والعكس صحيح.

كما إنّ عملية إخفاء الهوية الحقيقية للمستخدم قد تهدف أحيانًا إلى خلق عامل جذب للمشتركين على الشبكة، أو لحصد أكبر عدد ممكن من المشتركين الافتراضيِّين، إذ لا يعرف المشاركون على الشبكة بعضهم البعض إلا إذا أرادوا ذلك، ما يعطي مساحة هائلة من الحرية في التعبير عن الذات من دون اعتبار لأيّ عوامل وقيود اجتماعيّة أو أخلاقية أو أي انتماء ديني أو عرقي أو سياسي أو إيديولوجي. وقد تكون عملية إخفاء الهوية الحقيقية للمستخدم حماية من تبعات النشر، أو نافذة لتمرير الأفكار والمكنونات وأحيانا للتّنفيس عن الصراعات الكامنة بخروجها إلى العلن بطرق قد لا تكون مقبولة اجتماعيًّا كون شخصية المتحدث بقيت في الظل وغير معروفة، كيف لا وما يحدث هو إفراغ النّفس من شحناتها وما تخزنه من محرمات، وموانع وهواجس مختلفة أو مشاعر أخرى عاطفيّة أو جنسية مرفوض التعبير عنها اجتماعيًّا كانت قد وجدت طريقًا مسهبًا نحو الآخر. وتفسيرًا لذلك، إن غرف الدردشة تؤمن لهؤلاء فرصة استحضار الهوية المتخيلة، الذات المخبوءة منذ حين من جور الأنا الأعلى “إذ إنّ كلّ دردشة تشتمل على حيّز ذي إلفة تجمع الأشخاص الذين تتيح لهم إمكانية إزدواج الشخصية مقابل تشوه فصامي إلى حدِّ ما، ومدرك نوعًا ما، ومراقب للواقع، إنّه مكان عمل لإعادة بناء االذات التي تعبر عن نفسها بواسطة اختيار الاسم المتخيّل، والتي تتابع، حسب إعادات تشكيل متنوعة، من خلال تعبيرات شفاهية، لمحتواها، اختيارات لمحاورين، ولوضع الدردشة بالنسبة للآخرين (ريجو، 2009ص107).

  • توظيف الميول الانحرافيّة
  • التلصلص Veyeurism

هناك بعض الأسباب المحفّزة التي تجعل الفرد في حالة من الاستغراق والإثارة لما يتعرض له من محفزات مرْضية لفضوله، وهم من الأشخاص الذين يخفون العنوان الخاص بهم، أي ما يعرف بـIP (عنوان الجهاز الإلكتروني على شبكة الإنترنت)، وهي إحدى الخدمات التي توفرها شبكة الإنترنت، أو الذين يضعون أسماءً وهمية وصورًا لشخصيات مستعارة. هؤلاء هم بالعادة نشطون في عملية التصفح من وراء الشاشات، ويعانون من الأرق، كما أن لدى البعض منهم علاقات فيسبوكيّة متعددة يحاولون من خلالها القيام بالتّحرش “الناعم”. ومن الملاحظ أن هؤلاء عادة ما يستغلون القاصرات والنساء كفئة مستهدفة وفريسة سهلة، كون المرأة أكثر ميلًا وتأثرًا بالكلمات العاطفية يقابلها رغبة الرجل ب “التلصلص “Veyeurism.

ووفق التّصنيفات الأميريكيّة للطبّ النّفسي، فإن هؤلاء يعانون من مرض الانحراف الجنسي. ويعد التلصلص سلوك قهري اضطراري يجد صاحبه نفسه مدفوعًا إليه لا شعوريًّا لإشباع حاجته الجنسيّة التي لا تتحقق إلا من خلال سلوكه الانحرافي هذا، وغالبًا ما يشعرون بالتوتر والاضطراب والقلق إذا ما فشلوا شأنه في ذلك شأن أي اضطراب نفسي آخر. ووفق تصنيفات الطب النفسي فإنّ “التلصلص أو البصبصة” هو انحراف مصنّف من بين خمسة عشر انحرافًا.

وبالعادة يقوم هؤلاء بالطلب من الضحيّة الكشف عن جسدها، والتلذذ من خلال رؤية الجسد عبر الكاميرات المسلطة على مناطق حساسة من “الضحية”، الواقعة بين دافع الشّحنة الغريزية Instinctive charge من جهة وبين كابلات  Cablesالمتحرش من جهة أخرى.

من جهتها كاثرين بونيت (Bonnet, 2015)، تفسّر ظاهرة التحرش ومنع سقوط فكرة براءة الضحية التي نادى بها البعض حول تحميل ضحايا التحرش بعضًا من المسؤولية.

ورأي بونيت كان نتيجة مقارنتها العوارض النّاجمة عن صدمة التّحرش الجنسي بأعراض صدمة الحرب (Bonnet, 2015, p55-60-70).

وتأسيسًا لما سبق فإنّ التواصل الرّقمي قد يكون منظارًا مناسبًا للتلصلص؛ لتلبية رغبة هؤلاء بالحصول على الإشباع الذي يتناسب مع الانحراف الذي يعانون، إذ يشعرون بالأمان من وراء الشاشة مختبئين وراء ستار من الهويات المستعارة والبعد الفعلي عن الشخص المساء إليه.  واللافت أنّه عندما يحظون هؤلاء بالقبول من قبل الآخر، أو يكون هناك تناغم وتوافق مع الطرف الآخر، “المتلذذ” في “الاستعراص” عندها، يجدون شرعية لانفسهم تدفعهم إلى الامعان والشطط.

ب .الاستعراض

لو تناولنا ما في حوزة مواقع التّواصل الإلكتروني في عرض محكم لوجدنا كثيرًا منها ما يتعلق بالجسدي؛ ما يتحتم علينا النّظر إلى هذه الأشكال وتفسيرها بالنّظر إلى ما وراء الجسد؛ لمعرفة الهدف من عمليات العرض والترويج لهذا الجسد، ما يتطلب تحليلًا أقرب إلى التحليل النفس – اقتصادي، والذي تتحكم فيه الدول المنتجة. لا شكّ في أن المعنيين والقوى المسيطرة على أجزاء من شبكة الإنترنت، تستفيد من عرض كل ما هو جسدي كمادة دعائيّة حاضرة تحاكي ما وراء الوعي؛إذ إن هذا التحول بات يفرض نفسه أكثر فأكثر على الشكل المتعارف عليه للفرد إلا إذ أصبح  كائنًا مسوغًا، “وأصبحت تصورات الجيل الرقمي عن الجسد من قطع فسيفساء معقدة ومشوهة تندرج ضمن تنظيم انتقائي لعدة عناصر ثقافية – جمالية – تصورية” (ريجو، 2009، ص2016)، يخشى أن تأخذ بعدًا حداثويًّا بإدماج الجسد بكل ما هو موجود. إن هذا المشهد المستجد في عصر المخلوقات الافتراضيّة، والمحتويات الرقميّة المتفلتة يتضمن اضطرابًا في المضامين، وتحوّلًا في صورة الإنسان، يقدم فيه مبدعو الوسائط المتعدّدة لهذا النوع من الإثارة الجنسية، وعروض لنساء بوضعيات غريبة تجعل من الجسد همجيًّا يظل مجالًا مفتوحًا للشبقية وأشكال غير تقليدية للفيتشية[2] الحديثة؛ باقتباس ما يمكن أن يكون بعد تخيلي رمزي لما هو سادي مازوخي  بعيد كل البعد عن ما هو إنساني، ليتصالح مع أشكال أخرى من الكائنات المتحولة كتلك الآتية من الفضاء. وهذه التركيبات الآلية للجسمانيّة الرّقميّة، والتّهجين الآلي والحيواني بتقنية النانو، وحالات الوعي المعدل النشط لشبكة المعلومات، توجد مرجعًا عامًا لعصر جديد من الفيتشية تظهر بواسطة عناوين مطبوعات أو أسماء محلات متخصصة مثل (فيتير بروش). (ريجو، 2009، ص 203 إلى208). والاستعراض بالعادة خاص بالنساء، ويجد حجازي “أن اختزال المرأة الاجتماعي والهوامي لا بدَّ أن يقودها إلى تضخيم صورة الجسد، فيأخذ أقصى درجات الشّطط والقسوة الذي يفرض على هذا الجسد وعلى إمكاناته التّعبيريّة ووضع مفاتيحه في يد الرجل، فهو ينجذب نحو الجسد الذي يضج بالحياة والجاذبيّة، ويتمتع بقدر من التّعبير، والنتيجة إمّا تحوّل الجسد إلى حالة جمود كلّي، أو قد يلجأ إلى التّعبير المرضي ومن نتائجه كل مظاهر الاستعراض المسرحي، ” اللذة الجنسيّة من خلال الاستعراض Exhibitionisme”. للحصول على الإعجاب وانتزاع الشّهوة، وقد تقف عاجزة عن المتعة وحارمة إياها الرجل أيضًا في آن معًا (حجازي،2013،ص 222-218).

ويلاحظ في موضوع “السيلفي”، وهو نوع من أنواع الاستعراض الرقمي الحديث؛ إنها محاولات يائسة لإثارة إعجاب الآخر الافتراضي، ونيل حبه واهتمامه، بعد عمليات الفشل في العلاقات مع الواقع. لكنهم  بالعادة، اجتماعيون  جدًّا هنا، وإنطوائيون هناك… وما يساعد على ذلك “التزييف الرقمي للصور الفوتوغرافية، الذي يتيح للمصورين المستخدمين  بإطلاق العنان لما هو غرائزي – خيالي تمامًّا، بلا ترتيب (ريجو، 2009 ، ص 135)؛ إذ إنّ الشهرة والاهتمام المفرط بمواقع التواصل الاجتماعي  هي دغدغة للنرجسيّة وحب الذات؛ فكل شيء أصبح اليوم يعتمد على الصورة والاستعراض ولم يبق خصوصيّة وروحانيّة، وأصبح التواصل شكليًّا، وأقنعة بعيدة من الصدق والعفوية (جبران، 2019).

وبتوضيح آخر؛ فإنّ معظم تلك الصور المعروضة هي تشريح افتراضيّ لشكل متخيّل وإيحائيّ برموز مختلفة ذات أشكال وألوان صارخة أحيانًا كثيرة كما لو كانت خارج مجال الوعي؛ لتترك تأثيرات مختلفة على القوى العقلية الواعية، كما اللاوعية، تجعل الفرد بحلة المتلقي النهم، الفاقد للسيطرة أمام مغريات العرض الذي يقابله اللصلصة. وتماشيًا مع ما حلّلناه لآلية الاستعراض، فإنّ وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون وسيلة للتوظيف النرجسي المرضي من خلال عرض الجسد وكل ما يتعلق به لإغواء كل من يدور في الفلك الفضائي، والمرأة هنا أكثر المخلوقات قدرة لاستعراض هذا الجسد؛ إذ تلجأ إلى أساليب دفاعيّة تضمن للذات تحقيقًا وهميًّا. لمواجهة الرجل من خلال سلسلة الاستعراض والإغواء الذي انتقل بأشكاله وصوره من المحيط الواقعي إلى البيئة الافتراضية. نافلة القول، يكاد يكون  الاستعراض والتلصلص شكلًا أخر أشكال التحرش الجنسي عبر الافتراضي “فالاعتداءات الجنسيّة الذي يسجلها القانون هي كل أشكال “الإغراءات، واستعراض الجسد، والتلصلص، وزنا المحارم، ومنها أيضًا التنمر الإلكتروني (Verdrager, 2013).

ج: الشتائم والكلام البذيء

إن المصابين ب “سيكولوجية الشتائم والكلام البذيء” قد تساعدهم سرية الهوية في إطلاق العنان للألفاظ الجنسيَّة كعمليّة من عمليات التحفيز الجنسيّ إذ يعدُّ الدّماغ عضوًا جنسيًّا لدى هؤلاء أقوى من الأعضاء التّناسليّة الذّكريّة والأنثويّة، لأنّه المكان الذي ينطلق منه الدّافع الجنسي. وإنّ المقدار الصحيح من الكلام البذيء سيثير الدّماغ؛ إذ إن منطقة  تحت المهاد الأكبر للرجال مثلًا تعني المزيد من هرمون التستوستيرون المتداول لتحفيز الرغبة في ممارسة الجنس. ووفقًا للدكتورة “أفا كاديل” الباحثة والمعالج الجنسي في لوس أنجلس، فإنّ الاشخاص ينخرطون في حديث بذيء لزيادة الإثارة ومشاركة الأوهام التي قد لا يرغبون في تحويلها إلى واقع، لكن الحديث يمكن أن يكون أفضل”. إن الحديث البذيء هو طبقة أخرى من السلوك الجنسي تتعدى الأفعال الجنسيَّة، كما ويمكن للكلام البذيء عبر السوشل ميديا إثارة الشّركاء إلى حدّ بلوغ النشوة لبعض حالات الانحراف من النّساء والرجال. وعادة يجد هؤلاء المتعة بإطلاق العنان للألفاظ المتفلتة أمام العلن، ويعدُّ عالم الفضاء الافتراضي عالمًا رحبًا لهم.

د – الجنس الافتراضي Virtual sex

يمارس الجنس الافتراضي عبر كاميرات الحوسبة الصغيرة المجهزة بين طرفين أو أكثر. إذ يقوم هؤلاء بالحصول على اللذة الذاتية حيث عجزوا عنها مع الآخر الواقعي، وذلك عبر التحفيز الصوري والذاتي. وقد كتب “محمد محسن” أنّ ظاهرة الجنس الافتراضي تنتشر ومن مختلف الفئات العمريّة على الرّغم من غياب الإحصاءات والدراسات بشأن هذه الظاهرة، وتحصل إمّا من خلال الغواية بين شخصين أو أكثر. ويشير الناشر بحسب إجرائه مقابلات لعدد من الأشخاص أن اللذة الجنسيّة ليست الهدف دائمًا، وإنما هو إثبات الذات عبر اقناع الفتاة بخلع ملابسها، والقيام بحركات مثيرة وكسر التابو الاجتماعي، حتى لو كان الشاب في حياته الواقعيّة مكتفيًا جنسيًّا. ويقرُّ آخرون بالهوس الجنسي الافتراضي والبحث دائمًا عن “فنون” جديدة لا يمكن ممارستها بحريّة في مجتمعنا. وبنظر الكاتب إن هذا النّوع من الممارسة هو تنفيس مؤقت للنرجسّية وإرضاءلها، ولا بدّ أن تظهر سلبياته مستقبلًا (محسن، محمد، 2022 ). فممارسة الجنس الافتراضي لا تقتصر على الأصدقاء الافتراضيين فحسب، ففي إحدى المقابلات العيادية لدينا، اشتكت إحدى النّساء من زوجها الذي يطلب منها أثناء خدمته عمله ممارسة الجنس من بعد، كما كان يفعل مع النّساء الأخريات اللواتي ارتبط بهنّ في السابق، وبالوضعيات نفسها.

  Information over load التحميل المعلوماتي القهري 6

أو التحميل المعرفي أو الغرق بالمعلومات؛ إذ إن أسفنجة “الدماغ” ممتلئة ولا يمكنها استيعاب المزيد، ومع ذلك يحاول الشخص المصاب بهذا الاضطراب تحميل المزيد من المعلومات. نرى أشخاصًا في المؤتمرات مثًلا يحاولون التقاط المعلومات، إمّا يكتبون بشكل محموم أو يستخدمون هواتفهم  لالتقاط شرائح من المعلومات وهذا الشّعور بدافع “قد أحتاج إلى هذا لاحقًا، من الأفضل أن التقطه، يبدو مثيرًا للاهتمام”… وهكذا (Cazaly, 2018). وقد ساهم النظام المعلوماتي الرقمي بتوظيف هذا الاضطراب بشكل كبير بحكم توفّر الثقافة المعلوماتية. ومن أعراض التحميل الزائد للمعلومات: الإرهاق – الشعور بالغرق – تحييل المعلومات مقابل عدم القدرة على معالجتها أو التعامل معها.

7 – توظيف الحداد المرضي (الحداد الرقمي)

وهو من الظواهر المستجدة التي من شأنها أن تتيح للمكبوت أن يخرج إلى العلن. وأكثر ما يلفتنا كباحثين هو رموز تعبر عن حالة من السوداوية، مغلفة بمنشورات رقمية يكررها بعض الأشخاص حتى أنه قد يبدو لنا وكأن سيرة المتوفى بالأمس، قد توفى  اليوم. وكأن المنصات الرقميّة أصبحت “غرف عزاء”، يتنظر الناشر منها مواساة الأصدقاء ومشاركته الحزن على الفقيد. وبحسب معاينتنا لتلك الإشارات وأصحابها فإنّ الشخص غير المتعافي من الحداد، لم تؤمن له تلك الوسائل الرقمية الراحة المنشودة؛ بدليل، تكرار النشر ذاته واستجداء العزاء والتعاطف والمواساة.

وإنّ فرويد في تناوله موضوع الحداد يجد في “السوداوية تعبير عن حالة حداد. والحداد هو رد فعل  إزاء فقد شخص محبوب أو فقد شيء أو وطن، والسّوداوية تنشأ لدى بعض الناس الذين نشك أنّ لديهم استعدادًا مرضيًّا كئيبًا (فرويد، 1986، ص67). في هذا السياق نعرض لحالة مرضية، تبيّن ما قال به فرويد.

فقدت نور ابنة الثلاثة والثلاثين عامًا، والدها منذ عشر سنوات بعد زواجها مباشرة. وراحت تصارع الحياة الزوجيّة غير المتوافقة. وما يربط تلك العلاقة وجود طفلين، لا يمضي يوم إلا وتقوم بنشر صور والدها مرفقة بكلام يعبر عن حزنها وافتقادها له (نعي). مع أنها تتلقى التعليق نفسه من الأشخاص أنفسهم في كل مرة تعبر فيها عن حزنها. وحالة نور غيض من فيض لعدد تلك الحالات. حالات كثيرة لظاهرة التوظيفات المرضية في العالم الافتراضي، إلا أنّ حدود النشر للبحث لا تسمح لنا بالاستفاضة والاستبار.

الخاتمة

ظاهرة التعبير عن الحالات المرضية عبر المواقع الإلكترونية الاجتماعيّة المختلفة، كثيرة وما عرضته غيظ من فيض. وهي ظاهرة جديدة قد تحتاج إلى مرحلة زمنيّة معينة للدراسة، وتحديد تلك التوظيفات الأخرى الغائبة عنا واستخلاص النتائج، والتعامل معها علميًا. وكل ما نقاربه في هذا البحث ما هو إلّا محاولات أوليّة نترك للمتابعات البحثيّة الحثيثة في علم النّفس فرص الخروج بحلول علميّة لكثير من أغراض “الاستعمال المرضي” لوسائط التواصل الاجتماعي.

وإنّ الإشكاليّة أعلاه التي تبدو الآن شائكة ستتكفل الأبحاث اللآحقة بتفكيك إلتباساتها، تمامًا كما نجح الباحثون والمختصون في مواجهة مسائل معقدة سابقة.

والبحث المنجز، هنا، ما هو إلا إسهام متواضع ستعمل الباحثة على مراكمته في أبحاث مستقبلية في إطار السعي لمواجهة كل ما حملته معها التكنولوجيا الاتصاليّة الحديثة من تحديّات جديدة للباحثين.

المصادر والمراجع

  • فاوستو أنطونيني ( 1989)، “عنف الانسان والعدوانية لدى الجماعات” (ترجمة نخلة فريفر)، بيروت: معهد الإنماء العربي.

2- القادري عيسى ، نهوند، 2017)) كوابح التغيير الكامنة في بنية المنظومة الإعلامية والاتصالية الراهنية المرصد العربي للصحافة ajo-ar.org” ).

3- دويدار، محمد عبد الفتاح (1995):”سيكولوجية السلوك الإنساني الإتصال الجمعي والعلاقات العامة”، دار النهضة العربية للطباعة والنشر- بيروت.

4- جبران (المرأة وطاقة التحمل والتغيير) www.mc-doualiya.com مي جبران السلطة الذكورية لم تعط المرأة اللبنانية الحرية – بدون قناع (mc-doualiya.com) إعداد غابي لطيف 2019.

5- شيلر، هربرت (1978)، “التلاعب بالعقول”, ترجمة عبد السلام رضوان, الكويت: عالم المعرفة، العدد (243).

6- الحنفي، عبد المنعم (1995)، المعجم الموسوعي للتحليل النفسي، مكتبة مدبولي، ط1.

7- جيرار، ريني (2009). العنف والمقدس، (ترجمة سميرة ريشا). بيروت. المنظمة العربية للترجمة مركز دراسات الوحدة العربية، ط1.

8- فرويد، سيغموند ( 2010)، “مستقبل وهم” (ترجمة جورج طرابيشي)، بيروت: دار الطليعة، ط5.

9- فرويد، سيغموند (1986): “الحرب والموت”، ترجمة سمير كرم، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت- لبنان، ط3.

فرويد، سيغموند (2006)، “علم نفس الجماهير وتحليل ألأنا” (ترجمة جورج طرابيشي). بيروت: دار الطليعة , ط1.

10- ………….. (2009). (ط )، علم نفس الجماهير وتحليل الأنا . ترجكة جورج طرابيشي). بيروت: دار الطليعة.

11- محسن، محمد (2022). الجنس الافتراضي… سراب الهروب من التابو،  الأخبار،saidaonline .com 24\ 2\ 2022.

12- لوبون، جوستاف (1991)، “سيكولوجيا الجماهير” (تعريب هاشم صالح)، بيروت: دار الساقي, ط1.

13- حجازي مصطفى (2013)،  “التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الانسان المقهور”، ” المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء-المغرب، ط 12).

14- حب الله، عدنان، (1999)، “جرثومة العنف”، الحرب الأهلية في صميم كل منا”، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، ط1.

15- أنزيو، ديديه، (1990). “الجماعة واللاوعي” (ترجمة سعاد حرب)، مجد – المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ط1.

16- ريجو، فيليب (2009)، ” ما بعد الافتراضي، استكشاف اجتماعي للثقافة المعلوماتية” نرجمة وتقدبم عامر، عزت،المركز القومي للترجمة، العدد 1315، القاهرة، ط1.

17-Bonnet. C ( 2015), Lenfant casse, linceste et la pedophilile, Albin Micheh: Pari, p55 et 60-70.

18-Verdrager,  P. (2013), l enfant interdit. Comment la pedophillie est devenue scandaleuse, Armand Colin, c0ll, “Individu et societe”, Paris. P34- 35.

19-_Cazaly,  Lynne, (2018) https://medium.com/@lynnecazaly/tackling-information-overload-are-you.

   -[1]  طالبة  في المعهد العالي للدكتوراه -الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية؛ قسم علم النفس-

salwa.alhajpsyco@gmail.com

 

 

-[2] لتَّمائميَّة (الفِتشِيَّة)، اضطراب فيتشي  Fetishistic Disorder) Fetishismاستخدام جسم جامد (الوثن أو الفطيش) كطريقةٍ مفضَّلة لإنتاج الإثارة الجنسية. George R. Brown, MD وهي حسب يحدث الاضطراب الفتشي عندما تسبِّب إثارَة الشهوة الجنسية المتكرِّرة باستخدام جسم غير جامد أو التركيز على جزء غير تناسلي من الجسم التَّمائميَّة (الفِتشيَّة) fetishism (مثل القدم) وتعدُّ الفِتشيَّة شكلاً من أشكال الشذوذ الجنسي قد يُحفَّز ويرضى الأشخاص الذين يُعانون من الفتشيَّة جنسيا بطرائق مختلفة، مثل ما يلي: ارتداء ملابس داخلية لشخصٍ آخر، ارتداء المطاط أو الجِلد، حيازة، أو فرك، أو اشتمام الأشياء، مثل الأحذية ذات الكعب العالي، إذا كانت الإثارة الجنسية تحدث بشكل رئيسي نتيجة ارتداء ثياب الجنس الآخر (أي لِبْسَة الجِنْسِ الآخَر cross-dressing) بدلًا من استخدام الملابس بطريقةٍ أخرى، يُعَدّ الشذوذ تخّنثًا transvestism. قد لا يكون الأشخاصُ الذين يعانون من الاضطراب الفتشي قادرين على الأداء الجنسي دون وَثَنهم.وقد يحلّ هذا الوثن الجنسي محلّ النشاط الجنسي النموذجي مع شريك، أو يمكن دمجه في النشاط الجنسي مع شريك راغِب.وقد تكون الحاجة إلى الوثن (الفَطيش) شديدة جدًّا وقهريَّة عندَ الشخص، بحيث يصبح مستهلكًا لوقته ومخرِّبًا لحياته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website