foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

الجاحظ الناقد في “البيان والتبيين”

0

الجاحظ الناقد في “البيان والتبيين”

د. محمّد أمين الضنّاويّ[1]

هو ذلك الصبيّ الشديد السمرة، القميء، الناتئ العينين، الظريف المرح على قبحه المفرط. هو مولى قبيلة كنانة،

اسمه عمرو بن بحر بن محبوب، الملقّب بالجاحظ لجحوظ عينيه أي بروزهما ونتوئهما. مات والده وأورثه الفقر. أولع الجاحظ بالعلم فغشي الكُتّاب، ودكاكين الورّاقين، فكان يعمل نهاراً ويرتاد دكاكين الورّاقين ليلاً ليتعلّم.

أنتج الجاحظ فكرًا أدبيًّا راقيًا، بعدما تتلمذ على أيدي المشايخ المسجديّين في البصرة التي كانت مساجدها أشبه بالجامعات العريقة في أيّامنا الحاضرة. من هنا أتت آثار الجاحظ الأدبيّة كثيرة جدّاً ومتنوّعة إلى حدّ يتساءل معها المرء: ماذا ترك الجاحظ من موضوعات لم يتناولها قلمه بالدرس والتمحيص؟

إنّ هذا الرجل العلاّمة صورة “بانوراميّة” للثقافة في عصره، فهو دائرة معارف حافلة بالموادّ وغنيّة بالمواضيع.

من أهمّ آثاره “كتاب الحيوان” وهو كتاب بدا فيه الجاحظ عالمًا تجريبيًّا يُخضع البحث العلميّ للملاحظة والتجربة.

أمّا الجاحظ في كتابه “البخلاء” فقد بدا ناقدًا اجتماعيًّا من الطراز الأوّل ومدافعًا عن العرب والعروبة بشراسة، فقد تصدى فيه للشعوبيّة وردّ مزاعمهم.

أمّا كتاب البيان والتبيين وهو ما سنتناوله بالدراسة وبالتفصيل فهو كتاب في النقط الأدبيّ، والشعر، والخطابة، والبلاغة، وشؤون اللغة.

التعريف بكتاب “البيان والتبيين”

“البيان والتبيين” كتاب صنّفه الجاحظ وقدّمه إلى القاضي أحمد بن أبي دؤاد، وزير المتوكّل فأعطاه عليه خمسة آلاف دينار. هو كتاب يقع في ثلاثة أجزاء. يبدأ الجاحظ كتابه بذكر العيّ في اللفظ وعيوب النطق، ويعرض لذكر البيان والبلاغة وتعريفاتها مُستشهدًا بأبيات شعر وخُطب، ومُعتمداً الآيات القرآنيّة، ثمّ يمضي في حديثه متنقّلاً من موضوع إلى موضوع مستطردًا، مُعلّقًا. وكان لهذا الكتاب ضجّة كبيرة في الأدب حتّى إنّه حُمل إلى الأندلس في ما حُمل إليها من نفائس المؤلّفات. سُمّي هذا الكتاب بهذا الاسم كون البيان هو الإفصاح والوضوح والتبيين هو الإفهام، لأنّه منهل للمتأدّبين ولطالبي علم اللغة ولأنّه حافل بضروب الأدب وفنون البلاغة. ويقول الجاحظ نفسه عن كتاب “البيان والتبيين” إنّه قصد أن ينال بكتابته الشهرة والإعجاب.

يقول ابن شهيد في محتوى هذا الكتاب “إنّه كتابٌ موقوف على أهله، ومن كرع في حوضه، أمّا الجاهل المبتدئ فلا نفع له منه”. وهذا أكبر دليل على أنّ الجاحظ كان من الخاصّة ولا يكتب إلاّ للخاصّة، ولا يستطيع أن يفكّر إلاّ بتفكير الخاصّة.

ألّف الجاحظ كتاب البيان والتبيين على نمط طريف من كثرة الرواية، والاستطراد، ولم يرتّب الخطباء ترتيبًا يتماشّى مع التاريخ، فهو ليس بعاجز عن ذلك إنّما هو مذهبه في الاستطراد والانتقال.

لقد ضمّ هذا الكتاب بين دفّتيه الكثير من بلاغة العرب وسمرهم في البيان، كما يجمع آراء كثيرة في أصول النقد الأدبيّ، والبلاغة العربيّة، وقد نهج فيه الجاحظ منهجه الساحر، وكتبه بأسلوبه العميق المُحكم، ورسم فيه صورًا صادقة لروح الأدب والبلاغة، والكتاب سجّل للأدباء، والشعراء، والخطباء حتى عصر الجاحظ، ومن سبقوه بقليل، وقد عُني الجاحظ بتدوين المثل الساحرة من الأدب العربيّ: شعره ونثره، وقاده الاستطراد إلى الإلمام بكثير من مسائل الأدب والنقد والبيان. وللجاحظ فوق ذلك كلّه شخصيّة الباحث في أصول البيان العربيّ وعدّه من أكبر ما تُستمال به القلوب، فقد تحدّث عن عيوب النطق وآفات اللسان، وتنافر الحروف والألفاظ، ونادى بضرورة تجنّب البليغ ألفاظ المتكلّمين، وبترك الوحشيّ والسوقيّ، وكراهة الهذر، والتكلّف، والتعقيد، والتقعير، والإسهاب، والفضول، وتحدّث عن اللحن واللحّانين.

على كلّ حال الجاحظ أراد بالبيان ما كشف لك قناع المعنى وهتك الحجب حتّى يُفضي السامع إلى حقيقته، وأراد به ما أراده جعفر بن يحيى من البيان وهو أن يكون سليمًا عن التكلّف بعيدًا من الصنعة، بريئًا من التعقيد غنيًّا عن التأويل.

كتاب البيان والتبيين أصل من أصول الأدب وهو في أسلوبه، وفي رواياته، وفي آرائه الأدبيّة خير معين لطلاّب العربيّة والمتخصّصين في آدابها. إنّ قيمة هذا الكتاب في البيان العربيّ كبيرة لما أودع فيه من شتّى البحوث والآراء في البلاغة، وعناصرها، واتّجاهاتها، ومذاهبها، وألوانها، وغاياتها، وأثرها.

ولكتاب البيان والتبيين أثر في النقد الأدبيّ، فهو سجلّ للآراء المتعدّدة في النقد ممّا لا يزال إلى الآن موضع البحث والإعجاب. والجاحظ الذي نقد مذاهب أصحاب الصنعة من الشعراء وآثر عليها مذهب المطبوعين كان يضع بذلك أساسًا مهمًّا لعلم النقد وتطوّره الأدبيّ.

وحسب الجاحظ مجدًا وخلودًا ذكر أن يكون له كتاب مثل كتاب “البيان والتبيين”. وقد قيل: إنّ كتب الجاحظ تعلّم العقل وهو القائل لا تذهب إلى ما تريك العين، بل اذهب إلى ما يريك العقل. وكتب ابن المقفّع تُعلّم القلب.

[1] – أستاذ جامعيّ سابق، وأحد رئيسَيْ تحرير مجلّة أوراق ثقافيّة، مجلّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، ومدير تحريرها، له العديد من المؤلَّفات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website