foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

المصطلحات المترجمة بالعربيّة في العصر العبّاسيّ

0

المصطلحات المترجمة بالعربيّة في العصر العبّاسيّ

أ. د. دلال عبّاس*

الملخّص

يهدف هذا البحث إلى تبيان أهمّيّة الترجمة ودورها في إغناء اللغة العربيّة في عصر النهضة الشاملة، عَنيتُ العصرَ العبّاسيّ، والطرق التي استخدمت في تعريب الألفاظ غير العربيّة، وذلك من خلال استقراء كتب التراث. ويُقسم إلى مقدّمة، وثلاثة  مباحث غير منفصلة: في المقدّمة كلام على الترجمة بوصفها من أهمّ طرق التثاقف، والتأثّر، والتأثير المتبادَليْن بين الشعوب.

في المبحث الأوّل كلام على أنّ العربيّة لم تكن بمنأى عن التأثّر باللغات الأخرى منذ ما قبل الإسلام، وأنّ اللفظ الدخيل فيها بيّنٌ واضحٌ في الشعر الجاهليّ، وفي النصّ القرآنيّ.

في المبحث الثاني كلامٌ على الترجمة في العصر العبّاسيّ التي بلغت ذروتها في عصر المأمون، التي كانت الجسر الذي عبرت بواسطته ثقافات الأمم المتعدّدة التي انصهرت في الدولة الإسلاميّة، وأغنت الثقافة الإسلاميّة العربيّة اللغة بالمصطلحات الجديدة، مع الأخذ في الحسبان الفرق بين طريقة التعاطي مع الألفاظ في عصر القوّة، والشعور بالتفوّق، ومثيلتها في عصر الانحطاط والشعور بالدونيّة.

في المبحث الثاني: نماذج من المصطلحات الدخيلة، والمترجمة بالعربيّة، وكيف أُخضعت لمنهاج اللغة العربيّة، إمّا بإيجاد بديل عربيٍّ لها، أو بتغيير بعض الأصوات، من طريق حذف ما ليس من أصوات العربيّة، أو إلحاق وزن اللفظ بأحد أوزان العربيّة.

الخاتمة: تلخّص أهمّ النتائج والتوصيات…

الألفاظ المفتاحيّة: التثاقف – الترجمة – المصطلحات الدخيلة – المصطلحات المعرّبة…

من البداهة القول إنّ الترجمة بوصفها نشاطًا فكريًّا، وثقافيًّا شائعًا بين الأمم، قد شكّلت على مرّ العصور عاملاً من عوامل التلاقي والتفاعل بين الشعوب، وآثارُها واضحةٌ وجليّةٌ في تواصلِ الحضارات، والانفتاحِ على الثقافات المتباينة، وتَمَثُّلٍ لها، وجعلِ الآداب، والمعارفِ، والفنون، والثقافات، نتاجًا تشترك الإنسانيّةُ جمعاءُ في إنشائه، وإغنائه بمساهماتها الخلاّقة على مرّ العصور، وإنْ نحن عدنا إلى التراث الإنسانيّ نجد أنّ الترجمة أدّت أدوارًا مهمّةً في الحضارات العالميّة؛ وبعد انهيار الحضارتين اليونانيّة والفارسيّة، صارتِ اللغةُ العربيّة هي لغة العلم والفنونِ المتعدّدةِ طيلة العصور العبّاسيّة، وفي جميع الحواضر الإسلاميّة، وفي نهاية العصور الوسطى، ومنذ بداية سقوط الأندلس، نشَطت حركة الترجمة الأوروبيّة للعلوم العربيّة والإسلاميّة، ومنذ عصر النهضة إلى يومنا هذا تنشَط حركة النقل من اللغات الأجنبيّة إلى اللغة العربيّة.

لقد غَدَت هذه الحلقاتُ المتّصلةُ من العطاء إرثًا حضاريًّا كبيرَ الفائدة للإنسانيّة كلّها، والعربُ كغيرهم من الشعوب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** أ.د. دلال عبّاس: أستاذة الأدب المقارن في الجامعة اللبنانيّة كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة الفرع الخامس أشرفت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، عرّبت العديد من الكتب الفارسيّة، وانتسبت إلى العديد من الجمعيّات النسائيّة الناشطة في المستوى الاجتماعيّ، ولها العديد من المؤلّفات منها: بهاء الدين العامليّ أديبًا وفقيهًا وعالمًا؛ المرأة في الأندلس مرآة حضارة شعت لحظة وتشظّت؛ المرأة في المجتمع الإيرانيّ وغيرها الكثير؛ وما تزال فاعلة في المنتديات الثقافيّة الجنوبيّة.

 

كانت لهم علاقاتٌ سياسيّة، وتجاريّة، وعلاقاتُ جِوارٍ بالشعوب الأخرى، وقد تركت الآراميّة، والحبشيّة، والفارسيّة في العربيّة منذ ما قبل الإسلام آثارًا لا تُنكر، لأنّها كانت لغةَ الأقوام المتمدّنة المجاورة للعرب في القرون السابقة للهجرة.

وفي رحلتي الشتاء والصيف كان العرب يشترون سلعًا لها أسماء روميّة، أو فارسيّة، ويعودون بها إلى ديارهم، ويلفظون أسماءَ تلك الأشياء بطريقة عربيّة تُنسي السامع أصلها غير العربيّ،  وهذا أمرٌ نلحظه اليوم، حين نسمع حولنا ممّن لا يعرفون اللغات الأجنبيّة، كيف يطوّعون اللفظة الإنجليزيّة أو الفرنسيّة، ويلفظونها بطريقةٍ تحولُ أحيانًا بين السامع ومعرفة أصل اللفظة الأجنبيّ.

يمكن القول إنّ اللغات كالناطقين بها تتحاورُ وتتثاقف وتتبادل المعرفة، وتستعير ما تفتقده من ألفاظ في ما بينها، فما من لغة في العالم خالصةً كما قد يتصوّر البعض، فاللغة الحيّة تؤثّر، وتتأثّر، وتُعطي، وتأخذ. والعربيّة استطاعت منذ أقدم العصور أنْ تستوعبَ ما داخَلها من لفظٍ غريب، وتُخضعه سَماعيًّا لنظامها اللغويّ، وأبنيتِها اللفظيّة، حتّى قبل أن تتقعّد هذه الأبنية وتتقونن، أي قبل أن يضع اللغويّون القواعدَ النحويّة، والصرفيّة للّغة، وما لم يتمكّنوا من ابتداعِ قاعدةٍ صرفيّة له، قالوا إنّه سماعيّ، وما لم يجدوا له مثيلاً في أبنيةِ العربيّة قالوا إنّه دخيلٌ، أو معرّب؛ وإذا تتبّعنا تاريخَ اللغة العربيّة، ونحوِها، وصرفِها، وقواعدِها، وكلماتِها، وتراكيبِها، فسوف نكتشفُ أنّ صرفَها وقواعدَها، وأساليبَ التراكيب، والاشتقاق فيها ثابتةٌ لم تتغيّر على مدى ما نعلم بحسبِ الآثار المكتوبةِ التي وصلت إلينا، وكلّ ما حدث أنّ شجرتَها الباسقةَ كانت تتخلّى عن أوراقها الصفراء والذابلة، وتستبدلُ بها أوراقًا جديدة، ونهرُها كان يتّسع من حيث الكلماتُ والمفردات، كلّما احتاجت إلى ذلك، من دون أن تتخلّى عن كيانها، وأبنيتها، وقوانينها، ولم تداخلْها عواملُ الانحلال والفَناء، أو التشويهِ والتحريف، وهو ما لم يحدث في اللغات الأخرى، التي دخلها التحريفُ، والإضافةُ، والحذفُ، والإدماجُ، والاختصار…

إنّ تأثّر اللغة العربيّة باللغات الأخرى، يعود إلى ما قبل الإسلام، فنحن حين نراجع تفاسير القرآن الكريم، والمعاجم الكبرى، يفاجئنا كثرة الدخيل في اللغة العربيّة قبل نزول القرآن الكريم، وفي الشعر الجاهليّ، ثمّ في العصور التي تلت…

لكنّ أعجميّةَ تلك الألفاظ غطّى عليها إخضاعُها لموازين العربيّة وقوانينِها، وفي المعجم يقول لك ابن منظور، أو غيرُه إنّ هذا اللفظ روميّ، لأنّ وزنَه ليس من أوزان العربيّة… ونحن نتذكّر من عهد الفتوّة لفظة السجنجَل في معلّقة امرئ القيس [ترائبُها مصقولةٌ كالسجنجل]، ونتخيّل ذلك التاجرَ المكّيَّ الذي رأى، لأوّل مرّة، هذا الشيءَ الذي سُمّيَ في ما بعدُ “المرآة”، في أحدِ الأسواق التي كان يقصدُها في رحلتيْ الشتاء والصيف، اشترى هذا الشيءَ، واسمه الأعجميّ، لكنّ الاسمَ الغريبَ تحوّل على لسانه، وعلى ألسنة الذين اشتروه إلى لفظة السجنجل. على هذا النحو وما يشبهه كانت تدخُل العربيّةَ مصطلحاتٌ جديدةٌ، كما كان من الطبيعيّ أن يقتبسَ العرب في المناطق التي سكنها الفرس، أو بسطوا نفوذَهم فيها، الكثير ممّا كانوا يحتاجون إليه، أو ينفعهم من أمور الحضارة “ممّا كان يعوزهم في باديتهم، أو في مدنهم الكبرى، ممّا لا عهد لهم به، والملاحظ أنّ الألفاظ الفارسيّة الدخيلة، قد أُخضعت لمنهاج اللغة العربيّة، بتغيير بعض الأصوات من طريق حذف ما ليس من أصوات العربيّة، أو إلحاق وزن اللفظ بأحد أوزان العربيّة؛ نجد في القرآن الكثير من اللفظ الدخيل الذي كان مستخدمًا في العربيّة حين نزول الوحي. السريانيّ والآراميّ منه حافظ على لفظه، لأنّ الأصل الساميّ واحد، أمّا الفارسيّ فقد جعلته ألسنة العرب عربيًّا بعد أن استبدلت ببعض حروفه حروفَها.

من الألفاظ التي أخذوها من الآراميّة والسريانيّة، بحكم مجاورتهم لليهود وسواهم من أصحاب الملك الألفاظ ” قرأ، كتب، كتاب، تفسير، تلميذ، فرقان، قَيّوم، زنديق، تلا”، أمّا لفظة قرأ فقد استخدمها العرَب حين عَرَفوها بمعنًى غير معنى التلاوة، فكانوا يقولون: هذه الناقة لم “تقرأ سلًى قط”، يقصدون أنّها لم تحمل ملقوحًا، ولم تلد ولدًا، ومنه قول عمرو بن كلثوم: “هجان اللون لم تقرأ جنينا”، في حين أنّ الفعل قرأ استُخدم في القرآن بمعناه الأصليّ أي “تلا”، كذلك فإنّ الألفاظ الواردة في القرآن على وزن فعلان، صيغتُها آراميّة:

مثل الفرقان، القرآن، المرجان، ومن الدخيل الفارسيّ الذي ورد في الشعر الجاهليّ، وفي القرآن الكريم: لفظة الإبريق (س الواقعة، الآيتان 17 – 18)، معرّب “آب ريز” (آب = الماء وريز من ريختن: الصبّ)، والاستبرق أي الديباج الصفيق الغليظ وهو معرّب “استبره”، ورد في (الرحمن/ 54، والكهف/ 31، والدخان/ 53، والإنسان/ 21)؛ ولفظة السجّيل (الفيل/ 4، وهود/ 80، والحجر/ 74) حجارةٌ كالطين اليابس أصلها “سنگ” و “گل” أي الحجارة والطين، ولفظة سُرادق (الكهف/ 29)، أصلها في الفارسيّة سردار، أو سرا پردة؛ والمِسك (المطففين/ 26)، أصلها الفارسيّ مِشك، ولفظة المقاليد، أي المفاتيح (الشورى/ 12، والزمر/ 63)، واحدها الإقليد والمِقليد، أصله كليد الفارسيّ، وقال ابن منظور في مادّة قَلَد، إنّ اللفظ مشترك بين الفارسيّ، والروميّ، واليمانيّ، والكرديّ.

الترجمة في العصر العبّاسيّ

ما يمكن أن نلاحظه بالنسبة إلى المصطلحات التي استُخدمت في الترجمة في العصر العبّاسيّ:

أوّلاً: إنّ ما تُرجِم مباشرةً من الفارسيّة بالعربيّة، بحث المترجمون عن معادله العربيّ كما نلاحظ بالنسبة إلى عناوين الكتب التي تُرجمت مثل: منطق أرسطو الذي كان منقولاً من قبل إلى الفارسيّة، وكليلة ودِمنة الذي كان منقولاً إلى الفارسيّة البهلويّة عن الهنديّة، وكتاب تاجنامه سُمّيَ [كتاب التاج]، وسُمّي كذلك “التاج في سيرة أنوشروان”، وكتاب “خداينامه”، وهو تاريخ الفرس من مبدأ ملكهم إلى نهايته، سُمّي تاريخ ملوك الفرس، وسُمّي كذلك سِيَر الملوك، وكتاب آيين نامه، سُمّيَ نُظُم الفرس، وسُمّيَ كذلك نظم الفرس وعاداتهم، وأخبار نامه، سُمّيَ سيرة الفرس، وسندباد نامه سُمّي كتاب السندباد، وبند نامه هند سُمّي كتاب حِكَم الهند، بندنامه بزرگمهر [مواعظ بزرجمهر]، وتاجنامه [كتاب التاج]، وآيين نامه [النظم]، وكتاب ابن مسكويه: أدب الفرس والعرب، ألّفه على أساس رسالة فارسيّة هي “جاويدان خِرَد” [الحكمة الخالدة]، ثمّ أضاف إليه موادَّ ثقافيّةً ذات مصادرَ فارسيّةٍ، وهنديّةٍ، وروميّةٍ، وعربيّة.

ثانيًا: إنّهم عرّبوا اللفظة الأجنبيّة نفسها قبل أن يُدركوا أنّ لديهم لفظةً معادلةً لها، كما جرى بالنسبة إلى لفظة “فيلوزوفيا”، أو “فيلوصوفيا” اليونانيّة التي عُرّبت “فلسفة”، وخضعت لنظام الاشتقاق العربيّ، علمًا أنّ لفظة “الحكمة” كان يمكن أن تكون معادلاً مناسبًا لها.

يُستنتج من قول “أبي حيّان التوحيديّ” “أنّ اللغات تتباين في ما بينها، اصطلاحًا وتركيبًا و”أنّ النقول أضعف من الأصول مبنًى ومعنًى”، أنّه يلمّح إلى الانحرافات التي دخلت على الترجمات بسبب هذا التوسّط، وعدم وجود معجم ثابت للمصطلحات الفلسفيّة معروفةٌ مصادره وأصحابه…

أوّل تلك الترجمات من اليونانيّة التي كانت معقّدة بالعربيّة، ويصعب فهمها، هي نسخة ميتافيزيقيا أرسطو، والذين درسوا هذه الترجمات أشاروا مثلاً إلى أنّ أرسطو يستخدم كلمة “Eidos”، اليونانيّة لتعني “الصيغة” (في حين أنّ الصيغة تتكوّن من “الشكل” و”المادّة”، وأيضًا، تعني “النوع” (حين نقول إنّ الصيغة تتكوّن من “الشكل” و”المادّة”)، وأيضًا، لنعني “النوع” (حين نقول إنّ الإنسان نوع من “أنواع” الحيوان)، لكن في العربيّة هناك كلمتان منفصلتان للتعبير عن هذين المعنيين هما (“الصورة” و”النوع”). ونتيجة لهذا كان على المترجمين بالعربيّة كلّما صادفوا كلمة “Eidos”، أن يقدّروا أيًّا من هذين المعنيين كان يدور بخلد أرسطو (وإن كان الأمر واضحًا في بعض الأحيان، لم يكن كذلك في أحيان أخرى). ولمثل هذه الأسباب عكف الكنديّ على تصحيح ترجمات أفلاطون.

أمّا المصطلحات التي دخلت العربيّة بكثرة بسبب اختلاط العرب بالفرس، لا سيّما في الحواضر الكبرى في العصر العباسيّ فتلك المصطلحات التي رأينا مثيلاتها في القرآن، والشعر الجاهليّ، قد تجاوزت ذلك إلى كلّ ما له علاقة بعلم النبات والزراعة، والأسماء، والأعلام، والمصطلحات المنزليّة، والموسيقيّة، ومصطلحات الطبخ، والأطعمة، وعلم الحيوان.

إنّ مراجعة سريعة لـمعجم البلدان مثلاً تعطينا فكرة عن الأسماء الفارسيّة المعرّبة التي أُطلقت على المدن الإيرانيّة بتبديلٍ بسيط في بعض حروفها، الملاحظ في المرحلة الأولى من التفاعل، إنّ العرب استخدموا المصطلحات الأجنبيّة، بعد أن أخضعوها لأنظمة تلفّظ العربيّة، وأوزانها.

استخدموا للخمرة الباذِق تعريبًا لــ”باده” الفارسيّة، وصرّفوها كما يُصرّفون اللفظ العربيّ الأصيل، والبياذقَة: الرجّالة، والبيذق حجر الشطرنج، وقال المتنبّي:

أبَذرِق ومعي سيفي، وقاتل حتّى قتل، والبذْرقَة = الخُفارة، تعريب بدرقة بالفارسيّة.

وقالوا الدهقان وأصلها “دِهْگان” مالك الأرض، وجمعوها: الدهاقنة؛ وعرّبوا الأعياد الفارسيّة، واشتقوا منها أفعالاً ومصادر: فقالوا النيروز “نوروز”، وقالوا نورزنا، والسّدق والسذَق (تعريب سَدَه أحد أعياد الفرس)، ومهرجان (تعريب مهرگان، أحد أعياد الفرس)، وقالوا مَهْرَجَ وتَمَهْرَجَ، وأخذوا لفظة “مُهرْ” (الخاتم بالفارسيّة) وبنوا منه فعلاً، وقالوا مَهَرَ، وربّما جاءت لفظة المَهْر بمعنى الصُّداق من مِهرْ (أي المحبّة، والعلاقة الخالصة). واستعملوا لمائدة الطعام لفظة “الخُوان”، وجمعوه الأخوِنة. ولفظة “الطاجن”، معرّب “تاپه”، والجوزَينَق، (حلوى معرّب “گوْزينة” والفالوذَج، والفالوذَق (نوعٌ من الحلواء معرّب “پالوده”، وجمعوه الفواليذ)، وحتمًا الدخيل من الألفاظ، كان كثيرًا جدًّا، وهدفنا ليس إحصاء المصطلحات الدخيلة، وإنّما تقديم نماذج عنها.

إنّ أدلّة التمييز بين الألفاظ المعرّبة، والعربيّة كثيرة أبرزها أن ينقل إلينا أحد أئمة اللغة العربيّة، أنّ اللفظ أعجميّ معرّب؛ خروج وزن اللفظ عن أوزان الأسماء العربيّة؛ أن يكون أوّله نونًا ثمّ راءً، فإنّ ذلك لا يكون في كلمة عربيّة؛ أن يكون آخره زايًا بعد دال؛ أن يجتمع فيه الصاد والجيم، أو القاف والجيم؛ أن يكون رباعيًّا، أو خماسيًّا عاريًا من حروف الدَلاقة وهي (الباء، والراء، والفاء، واللام، والميم، والنون).

أختم بالقول إنّ اللغة العربيّة التي نحبّها إلى درجة التقديس لأنّها لغة القرآن الكريم آخر الرسالات السماويّة، كانت كالناطقين بها منذ أقدم العصور على صلة بغيرها من اللغات، أخذت وأعطت، وكان ما أعطته لغيرها أكثر ممّا أخذت حين صارت لغة الدين الذي آمنت به شعوبٌ تختلف لُغاتُها اختلافًا جذريًّا عن العربيّة، وهي أخذت من اللغات الأخرى، ما كان ينقصها، وأخضعته لأنظمتها الصوتيّة والصرفيّة، حتّى ليظنَّ من لا يعرف أصول تلك الألفاظ أنّها عربيّةُ الأصل، حوّلوا الفيلاصوفيا اليونانيّة إلى فلسفة، وصاغوا منها فعلاً، وقالوا فلسف وتفلسف، وأخذوا گوهر الفارسيّة، ولفظوها “جوهر” وقالوا جوهرة، ومجوهر، وتجوهر، ووسّعوا معاني تلك الألفاظ، ولو ساروا على هذا المنوال وقالوا تلفون، وتَلفنَ، وتلفنةً، لكان تعبيرهم هذا أدلُّ على الفعل من هتف وهاتف… ولمّا صدّروا هم الحضارة العلميّة في العصر العبّاسيّ انتقلت تسمياتهم للعلوم، والرياضيّات، والاختراعات، إلى لغات العالم، وما اخترعه الخوارزميّ صار Algoritme؛ على سبيل المثال.

ولا مانع اليوم من تعريب أسماء ما لم يخترعه العرب بأنفسهم وإخضاعه لنظام العربيّة الصرفيّ، كأن يقولوا فَسبَك وفيسبوك وفسبكةً، أو أن تعكف مجامع اللغة العربيّة، وتتفق على لفظ واحد مناسب، كما اتّفقوا على “التَّقنيّة” و”التِّقانة”، وما شابه، لا أن يستخدم المغاربةُ مُصطلحًا، والمشارقةُ مصطلحًا آخرَ، لتبقى الفصحى لغةً موحّدة، صامدةً في وجه الأعاصير، كما صمدت بفضل القرآن، بعد خروجها من الحجاز إلى أنحاء الدنيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website