foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

مستجدات عن رسالة منسوبة إلی كمال الدين عبدالرزاق الكاشاني

0

مستجدات عن رسالة منسوبة إلی كمال الدين عبدالرزاق الكاشاني

Updates on a letter attributed to Kamal al-Din Abd al-Razzaq al-Kashani

 مجيد أديب([1])Majeed Adeeb  

 أ. د سيد محمد­رضا ابن الرسول([2])Prof. Dr. Sayed Muhammad Redha Ibn al-Rasul

المستخلص:

إن المخطوطات جواهر منسيّة وكنوز مخفية بل مرآيا صدئة إذا نجلوها ونزيل عنها الصدأ والغبار، تعكس لشبابنا جمال حضارتنا الإسلاميّة المشرقة وثقافتنا الإنسانيّة العظيمة ولكن مع الأسف ما أكثر الصدأ وما أكثف الغبار الذي يغشاها.

انطلاقًا من هذا المبدأ جاءت المبادرة لتسليط الضوء من جديد علی غيض من فيض مخزوننا العلمي والثقافي ضمن دراسة وتحقيق «سفينة رقم ([1])Arabe 3423» التي تُحفظ في قسم المخطوطات في مكتبة باريس الوطنية. فقد جاء فيها مكتوب قد اختلفت المصادر المتاحة في كاتبه والغرض من كتابته فمضمونه. إذ نسعی علی قدر بضاعتنا في هذا المقال إلى إلقاء الضوء علی الزوايا المظلمة منه وتقديم تقرير تفصيلي عنه ملتزمين بالمنهج الوصفي التحليلي.

الكلمات الرئيسة: سفينة رقم 3423، الرّفاعي، عبدالرزاق الكاشاني، الشريف الجرجاني، الرسالة العرفانية.

Abstract

Manuscripts are forgotten jewels and hidden treasures, but rather rusty mirrors, if we clean them and remove rust and dust from them, they reflect to our youth the beauty of our bright Islamic civilization and our great human culture, but unfortunately there is more rust and more dust that covers them.

Based on this principle, the initiative came to shed light again on the tip of our scientific and cultural stockpile within the study and investigation of “Safina No. Arabe 3423”, which is kept in the Manuscripts Department of the National Library of Paris. It was written in it, the available sources differed in its author, the purpose of writing it, and its content. We strive, to the best of our ability, in this article to shed light on the dark corners of it and present a detailed report on it, adhering to the descriptive analytical approach.

Keywords: Safina No. 3423, Al-Rifai, Abdul-Razzaq Al-Kashani, Al-Sharif Al-Jurjani, Al-Risala Al-Irfaniyah.

المقدمة

كُشِف النِّقاب عن التّراث العلمي الأدبي الذي خلّفه العلماء والأدباء عبر مختلف العصور التّاريخيّة، ونفض الغبار عن الجواهر المنسيّة والكنوز المخفيّة بين دفتيّ كلّ من المخطوطات النّفيسة التي قد نجت وتخلصت من بطش وعصف وحرق وغرق ونهب طيلة الأيام؛ ومحاولة تحقيق ونشر تلك المصنفات القيّمة في حلّة جديدة كأعمال علميّة وروائع أدبيّة جليلة مما تعدُّ شواهد على التاريخ وذاكرة للأمة ووعاءً للحضارة ، إذ تنبعث منها رائحة التّاريخ البشري والحضارة الإنسانيّة، ضرورة لا بدّ منها ومسؤوليّة ملقاة علی عاتق الباحثين والدّارسين والمعاهد العلميّة والثقافيّة.

هذا وتشير إحصاءات المراكز البحثيّة إلی أن الملايين من المخطوطات الإسلاميّة بقيت أسيرة المتاحف والمخازن، وأنّ الكثير مما حُقق لم يكن وفق المنهج العلمي الّذي يستوجب التّدقيق وإعادة النظر فيها (ينظر: الزيدي، 2017م، ص3).

انطلاقًا من هذا المبدأ جاءت المبادرة في تسليط الضوء من جديد علی غيض من فيض مخزوننا العلمي والثّقافي ضمن دراسة وتحقيق «سفينة رقمArabe 3423» التي تُحفظ في قسم المخطوطات في مكتبة باريس الوطنية. فهي بياض في 445 ورقة من مكتوبات القرن التّاسع الهجري باللغتين: العربية والفارسيّة مشتملة علی مواضيع متنوعة منها: أحاديث من النّبي الأكرم (صلی الله عليه وآله وسلّم) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وحكم وأقوال مأثورة، وقصائد مختارة من الشّعراء العرب والفرس، ورسائل ومنشآت، ومكاتبات، ورسائل فتح، ومختارات من شتی الكتب مما كُتِب خلال أعوام هذا القرن علی أيدي عدد من الكتاب الأدباء منهم المسمی بـ«عبد العلي بن محمود بن قاسم بن الحسن بن أحمد بن محمد الرفاعي» والذي يبدو أنّه عاش في هُراة وسافر إلی أصفهان ويزد وشيراز. وكما يبدو أنّ والده كان من أصحاب الدّواوين الحكوميّة أو عملاء الحكومة المحلية آنذاك([2]).

فقد جاء الرّفاعي([3])علی وجه ورقة 303 من هذه المخطوطة بمكتوب يفتتحه بهذا العنوان: «هذا ما كتب الإمام الرّباني السيد الشريف علي الجرجاني([4]) رحمه الله في شيخ الإسلام صفوة الأبرار علاء الملة والدّين المشتهر بالعطار قدّس سره»([5])، ويختمه علی وجه الورقة التالية بهذا البيت:

«استاد تو عشق است چو آنجا برسی   او خود به زبان حال گويد چون كن»([6])

ومن هنا يبدأ المشوار؛ وقد أُصدِر كتابان اثنان في السنوات الماضية ينطويان على هذا المكتوب بين دفتيهما.

فالأول: تحت عنوان «مجموعة رسائل ومصنفات الشيخ كمال الدين عبدالرزاق الكاشاني»([7]) ما حقّقه وعلّق عليه مجيد هادي‌زاده ونشره «مركز الميراث المكتوب للبحث» في طهران العام 2000م وأعاد طبعه في السنة التالية، والذي يتطرق فيه المؤلف إلی ترجمة حياة الكاشاني بالتفصيل، ثمّ يأتي علی ما يناهز 18 رسالة مختارة بالفارسيّة والعربية مما يعدُّها من مؤلفات الكاشاني نفسه ومِن ضمنها ما نحن بصدده فذكره تحت عنوان «الرسالة العرفانيّة» ([8])معتمدًا في التّحقيق علی نسختين من المكتوب كنسخة الأساس؛ تحفظ إحداهما في المكتبة المركزية بجامعة طهران ضمن «مجموعة 2144 فلم 4826»، والأخری في مكتبة كليّة المعارف الإسلاميّة في جامعة طهران ضمن «مجموعة 506 د» مشيرًا إلی أنّه لم يذكر مع الأسف اسم النّاسخ وتاريخ الكتابة في كلتا النسختين([9]).

والثاني: «آداب الطريقة وأسرار الحقيقة في رسائل الشیخ عبدالرزاق القاشاني»([10]) الذي ضبطه وحقّقه وعلّق عليه عاصم إبراهيم الكيالي، مما نشرته دار الكتب العلميّة في بيروت العام 2005م، وأعادت طبعه العام 2017م، وهو يتضمن إحدى وعشرين رسالة من رسائل القاشاني والسابعة منها: «الرسالة العرفانيّة»([11]). والغريب جدًّا هنا أنّ الشّيخ الدكتور عاصم إبراهيم الكيالي الحسيني الشّاذلي الدرقاوي لم يذكر قط في تأليفه هذا ما استند إليها من مصادر كنسخ الأساس في تحقيقه! ويبدو أنّه لم يعثر علی ما حقّقه هادي‌زاده لمدّة خمس سنوات قبل إصداره الأول لكتابه، وبقي غافلًا عنه حتی في إصداره الثاني. فلم يقدّم القارئ تعريفًا لهذه الرسائل ولا معلومات أخری عن ناسخها، وتاريخ كتابتها بل اكتفی بإتيان النّصوص مضبوطة واحدًا تلو آخر فحسب! والظاهر أنّه قد استند إلی نسخة مشابهة لما استفاد منه هادي‌زاده؛ إذ نری في عملهما عبارات متشابهة لم يتمكّنا من قراءتها، والطريف أن هادي‌زاده يقول في مثل هذه المواقف: «ههنا كلمة لا تُقرأ»، بيد أنّ الكيالي يدعي أنّه «هنا بياض في الأصل»؛ فكأنه قد عدَّ الاعتراف بعدم قدرته علی قراءة تلك الكلمة أمرًا مهينًا له!!!

والملاحظ أنّه لم ينته المكتوب في المجموعة وآداب الطريقة بذاك البيت الفارسي، فالبيت سقط منهما وزاد فيهما جملًا وعبارات يواصل فيها الكاتب وصفه عن رفقة شيخه مسعود بن أحمد وفي آخر المطاف يستخبر أحوال أصدقائه ويستمدّ منهم الهمم والحكم.

نشير في هذا السياق إلى أنّنا قد عثرنا في الآونة الأخيرة علی مخطوطة([12]) أخری محفوظة في معهد المخطوطات التّركية([13]) تتضمن مستجدات تُسلّط الضوء علی زوايا قاتمة من هذا المكتوب.

التعريف بالمكتوب

وأمّا المكتوب فيعدّه هادي‌زاده رسالة عرفانيّة ينضوي في طياتها تقريرًا كتبه «الكاشاني» عن قصته بعد ترك أصحابه ومما جاء فيها: «… إنّي إذا فارقتُ خدمتَكم، وخَلَّيتُ عَرصتَكم؛ صرت أتفرَّجُ في رياضِ القُدس، ذاهلًا عن لَذَّة الأنس؛ فنسيتُ عهدَ الملك الذي لم يزل، وكان ذلك ظهيرة يوم الأزل؛ …»، ويقول: وكما يظهر من النّص أن الكاشاني لا يخاطب شخصًا خاصًا ولا يوجّه كلامه نحو جمهور محدّد؛ بل كأنّه يروي قصة رمزيّة عن الإنسان في رحلة الحياة من المبدأ إلی المعاد؛ ثمّ يشير إلی موانع طريق السّالك وعوائقه وكيفيّة رفعها وإزالتها علی سبيل الرمز والإشارة، فتذكرنا برسالة أصوات أجنحة جبريل للسهروردي، وأصالة جوهر الإنسان ونفاسته؛ هذا وأنّ الدّعاة إلی الهدي والضلال فيها هم – علی ما يبدو- رموز للمراتب النفسيّة وليسوا شخصيات حقيقية. فيصرّح هادي‌زاده قائلًا: لكن هنا ما يلقي ظلالًا من الشّك والإبهام علی كل ما سبق، ويشير الكاتب في جزء من هذه الرسالة إلى لقائه ورفقته «للمرتضی المعظّم، منبع الفضل والنِّعم؛ قدوة الأفاضل والعلماء، سلطان السّادة والنّقباء؛ معين الملّة والدين، كمال الإسلام والمسلمين؛ مسعود بن أحمد بن أبي الرضا» وهذا من المستحيل أنّ نقبل أن تكون هذه الألقاب الفاخرة التالية تلو هذا الاسم، هي صورة رمزية لواحد من المنازل المائة في السّلوك إلی الله! هذا وهو في نهاية الرّسالة يطلب من أحبابه البعيدين منه أن يخبروه بما جری لهم. ويختم المحقّق كلامه متسائلًا: فعلی هذا كله، هل يمكننا القول إنّ هذه الرّسالة موجهة إلى أشخاص حقيقيين ممن يقدم إليهم الكاتب تقريرًا عن حياته الحقيقية أم …؟!([14])

كلمات لابدّ منها:

هناك ملاحظات جديرة بالاهتمام نودّ أن ننبّه إليها هنا فهي كما يلي:

1- ذكر هادي‌زاده في حاشية تحقيقه علی النص قال فيه: “في مفتتح النّسخة: «بسم الله الرحمن الرحيم ربّ وفّق بحقّ وليك الرضا عليّ بن موسی عليهما الصلوة والسّلام والتحيّة والتكريم. هذه رسالةٌ للمولی المعظّم كمال الملّة والدّين عبدالرّزاق الكاشي رحمة الله عليه، كتبها إلی … من أصدقائه، وهو السّيّد المعظم … الأعظم … »”. والظاهر أنّ هناك بياضًا في الأصل أو كلمات لا تقرأ؛ بينما يكتب الرّفاعي في السّفينة: «هذا ما كتب الإمام الربّاني السيّد الشريف علي الجرجاني رحمه الله في شيخ الإسلام صفوة الأبرار علاء الملة والدّين المشتهر بالعطار قدّس سره»، كما قد جاء في التّركيّة: «هذه رسالة السيد السّعيد الشّريف لشيخه خواجه بهاء الدين نقشبندي وخواجه علاء الدين العطار قدس الله أسرارهما» فهي لا تؤيد السفينة فحسب بل تزوّدنا بأنّها كتبت للشيخين: بهاء الديّن النقشبندي وعلاء الدين العطار.

بناء علی ما جاء في المجموعة، فهي رسالة من كمال الدين عبدالرزاق الكاشاني إلی …؟! فيا تری من هو المرسَل إليه؟ ومن الذي راسله الكاشاني بكتابه هذا؟ هل هو شخص حقيقي يعاصره وقست عليه أيادي الدّهر فمحت اسمه عن هذه النّسخة أم تلاعبت به يد النّاسخ هنا وشطبته ليحدُث الانتحال؟!

هذا وعلی قول الرفاعي في السفينة، فهو مكتوب من السّيد الجرجاني في شيخه علاء الدين العطار أو له ولأستاذه خواجه بهاء الدين حسب ما نصّ عليه التركية؛ ولكن هنا يمكن أن لا يقبل ذلك القارئ الكريم قائلًا: إلقاء نظرة عابرة علی كتب الأعلام يقنعنا أنّ الكاشاني هذا كان يسبق الجرجاني ما يناهز مائة عام وكما يقولون: الفضل لمن سبق؛ فقد أخطأ الرّفاعي وغيره أو مصادرهم في إسناد هذه الرّسالة إلی الجرجاني؛ ولكن يجب أن نقول: أنّ هذا كان صوابًا لو عثرنا علی تاريخ كتابة النّسخة الأساس لدی هادي‌زاده؛ وبما أنه لم يكن بين أيدينا معلومات تؤيد أسبقيّة نسخة هادي‌زاده علی نسخة الرّفاعي فلا يمكننا إصدار الحكم بهذه البساطة فيظل الأمر في حالة يكتنفها الشّك والغموض.

2-  المقصود عن ذاك المرشد الهادي الذي له كذا وكذا في المجموعة وآداب الطريقة هو: «معين الملّة والدين، كمال الإسلام والمسلمين، مسعود بن أحمد بن أبي الرضا([15])» بيد أنّ المراد منه في السّفينة والنسخة التّركية هو: «شيخ الإسلام والمسلمين علاء الملّة والدين، صفوة الأبرار المشتهر بالعطّار»([16]). هذا وأن هادي‌زاده نفسه يقول: لم أجد لمسعود هذا ولا لأبيه ترجمة في ما لدي من المصادر، القديمة منها والحديثة، ويصرّح قائلًا: وابن الفوطي أيضًا الذي ذكر في كتابه تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب أكثر من مئة وخمسة وخمسين شخصًا لقّب بمعين الدين لم يُشر إلی معين الدّين أحمد بن مسعود هذا؛ بينما قد جاء في كتب التّراجم أنّ علاء الدين المشتهر بالعطار (ت 802هـ) هذا هو الصاحب الملازم لبهاء الدين النقشبند (ت 790هـ) مؤسس الطريقة النقشبنديّة وخليفته الأول؛ كما يزوّدنا الكتب نفسه أنّ الشّريف الجرجاني قد عاش معظم حياته في شيراز، وعندما استولى عليها تيمورلنك العام 789ه، انتقل الجرجاني إلى سمرقند وظل هناك حتى توفّي تيمورلنك العام 807ه، والظاهر أنّه خلال هذه الحقبة تعرّف علی الطريقة النقشبنديّة وشيوخها ثم انخرط في سلك أصحابها وانتسب إليها.

يصرّح الجرجاني نفسه في هذا المكتوب أيضًا أنّه كان يحضر مجالسهم بين الفينة والأخری فيقول: «هذا وقد كنت من الذين سبقت لهم من الله الحسنی حيث أذرع في كلّ سنة عرض الفلوات، وأحطّ رحلي تحت ظلال المثمرات؛ أهرول الورود إلی اقتباس الأنوار من تقبيل عتبة شيخي الشما، وأزاحم أولي الوفود علی اجتناء ثمار الأسرار من شجرة طيّبة». فنری عبد الرحمن الجامي (817-898هـ) في نفحات الأنس، يصرّح علی نسبة الجرجاني إلى الطريقة النقشبندية، ويعدُّه من أصحاب علاء الدين العطار (المتوفى 802هـ)، ويقول: وقد سمع هذا الفقير من بعض الأعزاء أن قدوة العلماء المحققين وأسوة الكبراء المدققين، صاحب التصانيف الفائقة والتحقيقات الرائقة، السيد الشريف الجرجاني( رحمه الله تعالى) الذي وفّقه الله إلی الانخراط في سلك أصحابهم والالتحاق بركب أنصارهم وأعوانهم، وكان يقول: لم أتخلّص من الرّفض إلا بعد أن تشرفت بمحادثة الشيخ زين الدين علي (رحمه الله تعالی) ولم أتعرف علی الله إلا بعد أن تشرفت بمصاحبة الخواجه العطار قدّس سرّه([17]). وهذا أيضًا ما يؤيد القول إنّ هذا المكتوب قد كتبه الشذريف الجرجاني في شيخه علاء الدين العطار.

النص المحقّق للمكتوب مع ملاحظات

فإذا دققنا النظر في المقدمة التي تتميز بها التّركية فما نری بينها وبين تاليها- مما هو مشترك مع باقي المصادر- فارقًا كبيرًا في السّياق ووحدة الموضوع وجزالة اللفظ والمعنی الأمر الذي يؤدي إلی أن نستبعد كونها من صنع النّاسخ أو غيره من هواة الطريقة النقشبنديّة ولكننا لا نستحيل ذلك. كما أنّه ليس لدينا ما يمنعنا من ذكر ما جاء في المجموعة وآداب الطريقة تتمة لهذا النّص؛ فإذًا لمزيد من الفائدة نأتي بالمكتوب هنا متكاملًا مستندين إلی كل ما جاء في المصادر الأربعة التي عثرنا عليها حتی الآن، وهو كما يلي:

هذه([18]) رسالة السيد السعيد الشريف لشيخه([19]) خواجه بهاء الدين نقشبندي وخواجه علاء الدين العطار قدس الله أسرارهما:

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الله تبارك وتعالی خلق الإنسان، وخصّ منهم أولياءه ونوّر صفحة([20]) صحيفة ضمائرهم من أشعّة نور العرفان؛ وأودع فيهم قویً تصيد أوابد القلوب، وتجعل ديارهم أهل المعاني والغيوب؛ فمن تحلّی بحليّ([21]) الأوصاف فيهم تجلّی بأنوار الهدايات، ومن اتّسم بسمة الجدل تاه في عمايات الغوایات؛ وإن أكثر أهل هذا الزّمان مفطومون من ارتضاع أخلاف التّحقيق، وجُلّ أحرار هذا الأوان محرومون عن الاغتراف من بحر التّدقيق؛ مقالاتهم مملوّة من مناقضة المحققين من المشايخ الأسلاف، وحكاياتهم ممنوّة بمخالفة الأولياء الأشراف؛ وإذا ذكر عندهم ذكر أولئك الذاكرين الله كثيرًا أخذوا في إرسال أعنّة الإيراد عليهم بما إذا كشف الفطن عن وجهه غطاءً، يجده كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً([22])؛

وكم مِن عائبٍ قولًا صحيحًا([23])   وآفَتُه مِن الفهمِ السَّقيمِ([24])

ذلك مبلغهم من العلم ذٰلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ([25]) ولا يدرون أنّهم مقتبسون من أنوارهم، مستفيدون([26]) من شعشعة أقمارهم؛ فإنّهم بهم يمطرون، وبهم يرزقون. ولعمري أنّ شيخي ومرشدي قطب الأولياء المحققين، خواجه علاء الحقّ والدّين؛ يجري من بين الأولياء مجری الرّوح من الأجسام، وشيخه قُدوة الواصلين، خواجه بهاء الملّة والدّين، ينزل من بين الأتقياء منزلة البدر من الأجرام؛ هذا كالشّمس لا يخفی بكلّ مكان، وذلك هو الذي سار بذكره الرّكبان؛ هما كالتوأمين تراضعا بلبان، ورَتَقا من أكلاء الكشوف من عشيب أخصب من نعمان؛ هذا لا يُشقّ غُباره، وذلك لا يخفی مقداره؛ هذا لا تختفي فخامته، وذلك لا تختبي([27]) جلالته ونباهته. ذا من الشرف في ذروة([28]) السّنام، وهذا من الفضل في أعلی المقام؛ هذا طور أشمّ، وذلك بحر خضمّ؛ هذا إنعامه علی البرايا عمّ، وذلك إكرامه علی الرعايا جمّ؛ هذا لِشَتات شمل الأنام من رأفته ضمّ، وذلك متيّمًا رام مرامًا إليه فتح وتقدّم؛ هذا عند ظهور نوره كَلَّ كُلّ مِنطيق مفحم، وذلك أشارت رزانة رأيه إلی كلّ مضمر ومبهم؛ هذا في رفع ولاته، وذلك في كسرِ عداته؛ هذا عزم بإيفاء الفيض علی المريدين عِداتُه، وذلك وصل إلی كلّ موصل صِلاتُه؛ هذا مستترات الدّهر لديه بارزة معربات، وذلك خفايا قضاياه مبيّنات علی رأيه مبنيّات؛ هذا شؤون شائنه مكسورات، وذلك أحوال قاليه إلی مجرورات؛ هذا رايات عزّه مرفوعات منصوبات، وذلك أبواب عطفه علی الوری مفتوحات؛ هذا مَن تفرّد وتجرّد عنه فمصغّر، وذلك مَن تقرّب ودنا إليه فمكبّر؛ ظفرتُ مِن هذا علی بدائع من رموز، وفُزت([29]) من ذلك علی ودايع من كنوز؛ صادفتُ ذا علی منهاج، وهذا ما له من هاج؛ ولعمري هما رجلان إذا أمعَنَ فيما أوردتُ من مقامهما في كتابي هذا المتأمّل، عرف أنّ ماءهما قلَّتان فلم يحمل([30]).

وجحود مَن جحد الصباح إذا بدا   مِن بعد ما انتشرت له الأضواء

 

ما دلّ أنّ الفجر ليس بطالع   بل إن عيناً أنكرت عمياء([31])

رحم اللهُ امرأً([32]) عرف قدره([33])، وصرف في عرفه ونكره فكره؛ ونظر في ما نقلت عنهما من لطائف الإشارات، ورعی حسن الأداء في أساليب العبارات، حتی لا يخرج من عادات أهل السعادات. هذا وقد كنت من الذين سبقت لهم من الله الحسنی([34]) حيث أذرع في كلّ سنة عرض الفلوات، وأحطّ رحلي تحت ظلال المثمرات؛ أهرول الورود إلی اقتباس الأنوار من تقبيل عتبة شيخي الشّما، وأزاحم أولي الوفود علی اجتناء ثمار الأسرار من شجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السما([35])؛ والآن مدّة سنين قد أخذتني العوائق في تلاطم الأمواج، والبوائق في تراكم الأفواج؛ منعتني الحوادث المهمّة عن مسقط رأسي، وفرّقتني الصوارف المدلهمة إلی مسقط رأسي([36])؛ هيهات، ثم هيهات؛ وذلك مقام إيناسي، بأناسي؛ فتاقت له نفسي إلی وصوله توقانَ الغليل إلی ماء صدّاء، وشوق العليل إلی العافية والشفاء.

علی وادي الأراك([37]) ومن عليها   ودارٍ باللوی([38])]فوق[([39])الرِّمال([40])

 

فواهًا ثم واهًا ثم واها   وآهًا ثم آهًا ثم آها

 

 

فؤادٌ بِبَينِ الظاعنينَ مُرَوَّعُ   وَعَينٌ علی إثر الأحبَّةِ تَدمَعُ
وكيف أُواري عَبرَةً سَمَحَت بِها   وَإن حَضَرَ الواشي وَسَلمی تُوَدِّعُ
فَيا دَهرُ رِفقًا إنَّ بَينَ جَوانِحي   حُشاشَةَ نَفسٍ مِن أسیً تَتقطَّعُ
فَما كلَّ يَومٍ لي فؤادٌ تَروعُهُ   وَلا كبِدٌ مِمّا بِهِ يَتَصَدَّعُ
أيُجمَعُ شَملٌ أو تُراحُ مَطيَّةٌ   وَأَنتَ بِتَفريقِ الأَحِبَّةِ مُولَعُ([41])

 

إلهي فاسق غلّتي، واشف علّتي؛

فقد كنت لا أرضی بوصل مقطّع   وها أنا راضٍ لو أتاني خيالها([42])

قرأت في كلامك المجيد: «إنّ الله لا يغيّر ما بقومٍ حتّی يغيّروا ما بأنفسهم»([43])، وها أنا ذا متقمّص شعار النّدم والتّوبة، ملتمس ماء الصفح لرفع ورن الجُناح والحَوبة؛ ربّنا ظلمنا أنفسنا!

إلهي عبدُك العاصي أتاكا   مُقِرٌّ بالذنوبِ وقد دَعاكا
فإن تَقبل فأنت لذاك أهلٌ

 

 

  فإن تَطرُد فَمَن يَرحَم سِواكا([44])

اللهم فتفضّل عليّ بإنعام هذا القصد، وزيّن لساني بإقامة وظايف الحمد؛ وأعنّي علی صرف كنه الطاقة وبذل الاستطاعة، في إيفاء مواجب التعبّد والطاعة؛ إنك أكرم كريم، وأرحم رحيم! ([45])

 سلامٌ([46]) علی أهل الصفاء سلامُ   به للذوات([47]) الباقيات قوامُ

 

سلامٌ إن اعترّت زمام أوائلٍ   روائحه يوماً إذا هم قيام([48])
عليكم و[…]([49]) السّلام يخصّكم   لأن اسم أصحاب الصّفاء سلام

أهلًا بإخوان الصّدق والصفا حيثما وصلوا، ومرحبًا بأرباب المِقَة([50]) والوفا أينما تولّوا([51])! أنسيتم يا مجامع شمل الشَّتات، ومنابع عين الحيوة؛ أنّا كنا في السّنة السّرمديّة بالبلد الأمين، أصحاب اليسار واليمين؟! متّكئين علی سُرُرٍ([52]) مصفوفةٍ([53])، قد أصبح الحدثانُ عنّا بأيدٍ مكفوفةٍ؛ نأكل من حيثُ شئنا رغدًا([54])، ولا يضمر([55]) أحدٌ منّا([56]) علی أخيه حسدًا؛ يَطّلع كلٌّ منّا علی سرّ الآخر([57]) ويوافقه في المرفوض([58]) والمستأثر؛ متحابّين في الله متواصلين، إخوانًا علی سُررٍ متقابلين([59])؛ لا تختلف أوقاتنا بشروقٍ وغروبٍ، ولا يمسُّنا فيها([60]) لغوب([61])؛ نلتذّ بلقاء([62]) الأحباب، ونأمن مثلَ يوم الأحزاب؛ نبتهج بالسّرور الدائم، ونحتظي بنَيل الملائم؛ في خفض عيشٍ نعيمٍ([63]) مقيم، نرتاح عند الملِك القديم.

كنّا هنالك معشرًا في واحدٍ([64])   أو واحدًا في معشرٍ أمثالِ
متعاشقين بحسنهم([65]) في ذاتهم   متحجبين([66])بزينةٍ وجمالٍ
متنعّمين بلذّةٍ ذاتيّةٍ   متواصلين بشيمةٍ وفَعال([67])
بل واحدًا([68]) لا فرق بين ذواتنا   في الأصل والأوصاف والأحوال
في بهجة وسعادةٍ مِن طلعةٍ   ]…[( [69]) شوق إليها سال([70])

 

فما بالنا صِرنا مُتفرّقين، وفي المهامه متغرّبين؟! لا نتذكر من تلك المعاهد فنرجع، ولا نسأم من([71]) هذه المتاعب فنرتدع؛ نروح في بلاءٍ، ونغدو في عَناءٍ؛ أتكدّرتِ الطباعُ أم تغيّرت، فألفت ضدّ ما ضُرِبتْ له فتحيّرت؛ كأنّا مللنا من([72]) العيش الهنيّ، فرحلنا عن المنزل السّنيّ؛ فمَثلنا في اتّباع الأهواء، كمثل أصحاب سبآء([73])؛ إذ أبْطَرَتهم([74]) النّعمة والغنیٰ([75])، فقالوا: ربّنا باعد بين أسفارنا([76])؛ فوالله([77]) ما أری هذا السفر، إلا عذابًا أشدَّ من([78]) سقَر([79])!

لِماذا([80]) نتوقّف في هذه البلايا، وهلاّ([81]) نركب أسنمة([82]) المطايا؟ لنرتدّ علی أعقابنا، ونتّصل بأحبابنا؛ فإن العَود إليه أحمد، والعيش ثَمة أبرد؛ أما نستوحش في ديار الغربة، فنشتاق إلی إزاحة([83]) الكربة؟ أما نستنكف([84]) عن ملابسة الأقذار والأكدار، ونحن هنالك أولو الأخطار والأقدار؟ أنستبدل الذي هو أدنی بالذي هو خيرٌ([85])، فإذًا لا يصدر منّا علی أنفسنا إلا الضير! إلّا ([86]) بالاختيار صدرت منّا هذه الحركةُ فنعتذر، أم بالإجبار وقعت علينا فنصطبر؟!

كلاّ! والله  لقد أُلزِمنا، وإلا([87]) فَهِمنا حين قدِمنا([88])؛ فتعالوا: نتذاكر كيفية الهُبوط، وهَلُمُّوا نتشاوَر في تدبير([89]) الصعود([90]) أَفيدُونا ما وُعيتُم([91])، وأَخبِروا عمّا رأيتُم؛ وها أنا قد كشَفتُ لكم سِرّي، وعَرضت عليكم ما([92]) حفظه ذكري!

إعلموا إخواني! ـ أيّدكم اللهُ وإيّانا بنورٍ منه، ووفّقنا لعمل مَن رضي اللهُ عنهم ورضوا عنه([93])؛ أنّي إذا فارقتُ خدمتَكم، وخَلَّيتُ عَرصتَكم؛ صرت([94]) أتفرَّجُ في رياضِ القُدس، ذاهلًا عن لَذَّة الأنس؛ فنسيتُ عهدَ الملك الذي لم يزل، وكان ذلك ظهيرةَ يوم الأزل؛ فقابلني شخصٌ في هيئة الصالحين، وقاسمني أنّي لك من النّاصحين([95])؛ فدلّني علی ثمرة، تدلّت من شجرة؛ أغصانها مورقة، أزهارها مونقة؛ منظَرُها بَهيّ، ومطَعمُها([96]) شهِيّ؛ فَزعمتُ([97]) أنّها شجرة الخُلد([98])، وزِغتُ بتسويله([99]) عن الرُشد؛ فلمّا ذُقتُ منها لمظة)[100](، أحدثت في طباعي غِلظة؛ وشابَ الكدر صفائي، واختلَط بالظلمة ضيائي؛ فصِرت به كمَن حدَث به وخَم)[101](، فهاج به)[102]( إلی خلاف ما اعتادونهم)[103](؛ أو كالبوم)[104]( الذي تكدّر)[105]( جوهر روحِه، فاستحبّ الدُّجی علی الضَوء مع وضوحه؛ اشتقتُ إلی الجواهر الفاسقة، الواقعة في المدينة الغاسقة)[106](؛ وآثرت اللذات الجسمانية، علی الروحانية)[107](؛ فبدا لي عوراتي)[108](، وانكشفت)[109]( عليّ مساءتي وسوآتي)[110](؛ فطفقتُ أخصِف عليها الأوراق)[111](، وأضمر في)[112]( نفسي تلك الأشواق)[113](؛ إلی أن أمرني الملك بالهبوط، وأجبرني)[114]( علی النّزول)[115](؛ ففصلت عن ذلك الجناب العليّ، وحصلت في هذا الحضيض السفلي؛ قُيِّض([116]) لي قُرَنآءُ([117]) غير متشاكلة([118])، كلّ يعمل علی شاكلة؛ وجعلوا لي([119]) أعوانًا، كل يتحمل عني([120]) شانًا؛ فكنتُ غريبًا بين أظهرهم، وحشيًّا([121]) في زُمرتهم؛ إذ هم أخلاط الزُمَر،([122]) في النّظر؛ بعضهم من صنف السُودان، وآخرون بيض الأبدان، ومتوسّطون إذا التقی الجمعان؛ فقعدتُ أتحَسَّرُ علی ما فات، وأتصبّر في تحمُّل المقاساةِ([123]).

أقول لنفسي وهْيَ في عيشِ كربَةٍ([124])   أقِلّي فقد بان الحبيبُ أو أكثرِي([125])
إذا لَم يَكن للأمرِ عندك حيلَةٌ   ولم تَجِد منه سوی الصَّبرِ فاصبرِي

أتأسّف تارةً علی تلك الكرامة والنِعم، وأتسلّی أخری بالهشيم كالنَعَم؛ إلی أن أنسيت([126]) تلك المنازل بالكلّية، وأغفلتُ عما فيها من النِعم([127]) الهنيّة؛ واختلطتُ بأولئك الأعوان، واتخذتهم بمنزلة الخلاّن؛ يجاذبني هذا إلی ما يوافقه، وينازعني ذاك فيما أوافقه([128])، يجرّني أحدٌ([129]) إلی مراداتِه([130]) ويَردعُني([131]) الآخر([132]) عن موالاته؛ فاشتغلتُ بتحصيل مَطالبهم، وسَعيتُ في إنجاح مآربهم؛ منهمكًا في لذّاتهم، حريصًا علی كمالاتهم؛ حتی استأنستُ بالأباطيل الزّور، واستحليتُ([133]) متاعَ الغرور؛ وبقيت([134]) علی ذلك مُدَّة، لا أُعِدّ للرجوع عُدَّة([135])؛ ولبثتُ فيهم بُرهة، لا أهيّئ لنفسي أُهبَة([136]) ؛ ثم أدركني رحمةُ ربّي، بمقتضی «سَبقت رَحمتي غَضبي»([137])؛ فهداني بحسن التوفيق، إلی شيخ من أهل التحقيق؛ خبير بكل خبيّة، بصير بكلّ خفيّةٍ([138])؛ عالم بحقائق الأشياء، دليل في البيداء، لكل سائرٍ بالعمياء([139])؛ مشفق علی أهل الحرمان، متعوّد بالإحسان؛ عطوف علی كل([140]) مسكين، أنيس لكل حزين؛ فقصدته قصدَ العاشق معشوقَه([141])، حتّی وَجدتُه وجدانَ الوامِق موموقَه؛ فسَلّمتُ عليه، وبادرتُ علی تقبيل يَديه؛ فَردّ عليَّ الجواب، وأنطقني وأجاب؛ وأكرمَني بأنواع الألطاف، وحَلاّني بحلية الأشراف؛ ونَبّهني علی مبدئي([142]) ومعادي، وبيَّن([143]) لي فسادَ([144]) اعتقادي؛ وقَوّاني علی أعواني، وجَعَلهم مصلحين لشاني؛ وأرشدَني([145]) إلی علمٍ نافع، وعملٍ صالح([146])؛ فوَعيتُ كما علّمني، وعمِلتُ([147]) بما به اشغَلني؛ والأعوان يُعاونونني علی مقصودي([148])، ويوافقونني في طاعة معبودي؛ إلی أن تلقّيتُ من ربّي كلمات، ودعوتُ بها دعوات؛ فتقَبّل تَوبتي، وعَفا عَن حَوبتي؛ فوجّهتُ وجهي إليه، وأعرضتُ عمّا عكفتُ عليه؛ أتقرّبُ إليه بالوسائل، واجتنبتُ عن الرذائل([149])؛ والكدورات تزول شيئًا شيئًا؛ والصّفاء يعود قليلًا قليلًا؛ إلی أن تذكّرتُ معاشرتكم، وتمنّيتُ مجاورتكم([150])؛ فهاج بي([151]) الشوقُ إلی لقائكم، وانبعثت([152]) لقصدِ فِنائكم؛ أجوبُ([153]) كلّ وادٍ، وأنشدكم بكل نادٍ([154])، فما أجد إليكم من هادٍ؛ وأستخبرُ كلَّ صادر و وارد([155])، أطلبكم([156]) فلا أفوز منكم([157]) بواحد؛ لا أری وجهًا إلا أتوسَّمُه([158])، ولا أجد ريحًا إلا أتنسّمه[159]؛ لأعرف أحدكم بسيماه، أو أروّح قلبي برَيّاه([160])؛ فأدّاني([161]) اجتهادي في التفقّد([162])، وهداني التوفيق بعد طُولِ الترصُّد؛ إلی مَن خُصّ بالعناية الأزليّة، واتّصفَ بالهداية الأبديّة([163])؛ وأوتِي النفسَ القدسيّة، ورُزق الكلمات الإنسيّة؛ صُفّي ذاته عن شوائب الطبع، ورُفع مقامه عن السموات السبع؛ تحلّی([164]) بالفضائل وتخلّی عن الرذائل، واستفتل من أطيب الأعراق واصطفی بمکارم الأخلاق، و]رُضع[([165]) بلبان الفضل والعلم، وعُوّد شيمة([166]) الجود والحلم، وغُذّي([167]) بالحقائق الجليّة، وكوشف([168]) بالدّقائق الخفيّة([169])، ]وعُرف[([170]) بين الكرام بأياديه العظام.

 

اللهُ أبدَعَ ذاتَهُ من([171]) جوهرٍ   ما خالطَتْهُ كدُورَةُ الأكوانِ

 

نُورٌ تنَزَّهَ عن دَنائَةِ عُنصرٍ   مُتقدَّسٌ عن آفة النُّقصانِ

 

ما فاتَهُ شرَفٌ بعِزِّ وجودِهِ   مِن جُملة المعدودِ في الإمكانِ([172])
بل ذاتُه خُصَّت بكلِّ فضيلةٍ   وكرامةٍ من قدرةِ الرّحمانِ
قد أُنشئت إذ أُنشِئت مطبوعَةً   في بَدوِ فِطرَتِه علی الإحسانِ
فوجدتُهَ في الناس حينِ نسبتُهمُ([173])   في ذاته كالعين من إنسانِ
والناسُ عينُ جميعِ خَلق غيرهم   وهو الذي في العَين كالإنسانِ([174])

أعني: شيخ الإسلام والمسلمين، علاء الملّة والدين؛ صفوة الأبرار، المشتهر بالعطّار- أفاض الله عليه شآبيبَ برّه وإحسانِه([175]) ـ فظفِرت بمصافاتِه، وابتهجت بصفاء ذاته([176])؛ وانتهجتُ([177]) معه طريقة([178]) الاتحاد، واغتنمتُ فيه محوصة الوداد([179])؛ وكنّا مذ تلاقينا وتعارفنا([180]) تمادينا([181]) في التحابّ[182] وتضاعُف الوداد[183]؛ نزداد كل لحظة مِقة، ويجد كلٌّ منّا علی صاحبِه ثِقة؛ إلی أن ارتفعت البينيّة[184]، وزالت الاثنينية؛ وصار الشوق ذوقاً، وانقلبَ الحُبُّ عشقًا.

استاد تو عشق است چو آنجا([185])برسی   او([186])خودبه زبان حال گويد چون كن([187])

وانقلب([188]) الشوق ذوقًا([189])، يشاهد كلٌّ منّا صورة الآخر في نفسه، بلا تمثّل شكله في جنسه؛ بل يدرك ذاته في ذاته، ولا يفرّق بين حیاته وحياته؛ ولا يحول بيننا الزّمان والمكان، ربما يتعرّف الأبدان؛ فتبطل([190]) المواصلة التفصيليّة لا الكليّة، وتزول المشاهدة الحسّية لا العقلية؛ فيشتعل بذلك نوائر الاشتياق، من لوعة وجد هذا الافتراق؛ فيذوق الوهم عذاب الحريق، ولا يجد([191]) إلی الوصال من طريق؛ والآن هو في هذه البليّة يستحق شدائد المنيّة، وإن كان لا يرضاها من دون هذه الأمنيّة؛ يرجو الوصال تارةً فتفترق أجزاؤه فرحًا، ويخاف طول الفراق أخری فتحترق أعضاؤه ترحًا؛ حتی([192]) لقد كنت أركن إليه شيئًا قليلًا، فلا تعذّب عذابًا وبيلًا؛ ولولا أن ثبّتني ما علمت من الشيخ الجليل، وقنعني بما أعاين من لقاء الخليل؛ وقد جری هذا والسّنة السّرمدية ما انقضی ربيعها، وظهيرة الأزل ما ابتدئ أصيلها([193])؛ كأنّ ربيع تلك السنة دائمٌ، واستوی يوم الأزل ملازم.

إخواني! هذه قصتي بطولها، مع إطراح أبوابها وفصولها؛ فما حالكم وقصتكم، وكيف كان زمرتكم؟ أتقرّرت جمعيتها وتثبّتت، أم تفرّقت قلادتها وتشتّتت؟ أبشروني بانتظام أموركم، وأنبئوني بصلاح شؤونكم؛ أو أخبروني عما نابكم، ونبّهوني علی ما أصابكم! وهاأنا أستمدّ منكم الهمم المنجية، وأستجذب الحكَم المفنية؛ وأعينوني بقوّة فائدة، و[…]([194]) زائدة!

خلّصنا الله وإيّاكم من بقيّة الشّوب، إنه غافر الذنب وقابل التوب!

النتائج

خلال هذه الدراسة المتأنية لهذا المكتوب، ومحاولة تقديم نص محقّق منه، ذكرنا ملاحظاتنا ومستجداتنا فلا داعي لتكرارها ثانية؛ ولكن هنا نودّ التركيز علی نقطتين أساسيتين هما:

أولاً: بما أن هادي‌زاده هو الوحيد الذي يدّعي أن هذا المكتوب رسالة كتبها الكاشاني إلی شخص مجهول لم يتمكن من تحديد هويته، وأن الكيالي الذي يكاد يكون من المؤكد أن يستخدم المصادر نفسها التي يستند إليها هادي‌زاده، لم يتحدّث عنه ويجعله في دائرة مسكوت عنها فتبقی القضية مجرد مدعی قد ذكرت في نسخة ما. ومن جانب آخر، کما جاء في المجموعة وآداب الطريقة، يثني الكاتب علی شيخ يُدعی «معين الدين مسعود بن أحمد بن أبي الرضا»، هذا وأن هادي‌زاده نفسه يقول: لم أجد له ولا لأبيه ترجمة في ما لديّ من المصادر، القديمة منها والحديثة؛ فهذا كلّه ما يشوّه صحة هذا الادعاء وموثوقيته.

وثانيًا: على الرّغم من أن هادي‌زاده ينسب هذا المكتوب إلی كمال الدين عبدالرزاق الكاشاني، وأن الكيالي أيضًا يؤيده من دون استناد! أو علی الأقل من دون أن يذكر مستنداته؛ ولكن جاء في السفينة والتركية ما ينقض ذلك فينسبانه إلی الشّريف الجرجاني کتبه في علاء الدين العطار أو فيه وفي بهاء الدين النقشبند معًا؛ کما أن البيت المضمّن عن حافظ الشيرازي في الترکية أيضًا يؤيد صحة نسبة هذا المکتوب إلی الشريف الجرجاني.

هذا ومن ناحية أخری، بما أن هادي زاده والکيالي لم يذكرا تاريخ كتابة مصادرهما، فلم نتأكد من أسبقيّة نسخة أساس المجموعة وآداب الطريقة علی السّفينة والتركية فتتساوی كفتا الميزان بين الردّ والقبول؛ بيد أنّ إلقاء نظرة عابرة علی حياة الشّريف الجرجاني وانتقاله الجبريّة إلی سمرقند وتعرفه إلی بهاء الدين والعطار وملازمة مجالسه وغيرها من الحقائق التّاريخيّة التي تزودنا بها كتب التّراجم، قد تجمع القطع المفقودة من هذا اللغز؛ فهذا کله يجعلنا أن نقف في منتصف الطريق ما بين الخيارين: إمّا أن نعدُّ هذا المكتوب رسالة من الكاشاني إلی شخص مجهول، يثني فيها علی مجهولٍ آخر! أو نعدُّه من مكتوبات الجرجاني في زعماء الطريقة النقشبنديّة، مما قام باستنساخه مَن جاء بعده فوصل إلينا بعض هذه النسخ منها ناقصة أو محرّفة. فعند المقارنة والمفاضلة بينهما يبدو أن الخيار الثاني هو الأقرب إلى الواقع.

الهوامش

[1] . طالب دکتوراه في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة أصفهان.

PhD student in the Department of Arabic Language and Literature at Isfahan University.Email:Mjdadib@gmail.com.

[2] . أستاذ في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة أصفهان. (الکاتب المسؤول؛ibnorrasool@fgn.ui.ac.ir Email:)

Professor in the Department of Arabic Language and Literature at Isfahan University

[1]. نرمز إليه في ما بعد بـ«السفينة».

[2] . انظر: ابن­الرسول، «گزينشی نو و گزیده ای نویافته از دیوان حافظ»، مجله بهارستان، دوره دوم، سال دهم، شماره 31، سال 1397 هـ.ش، ص 39.

[3]. رغم أنّ الرفاعي لم يذكر في الخاتمة اسمه كناسخ هذا المكتوب ولكننا علی معرفتنا بخط يده نری أن هذا المكتوب قد تم استنساخه علی يده.

[4]. الجرجاني (740-816ه‌ = 1340-1413م) علي بن محمد بن علي، المعروف بالشريف الجرجاني، فلكي وفقيه وموسيقي وفيلسوف ولغوي من كبار العلماء بالعربية. ولد في تاكو (قرب أستراباد) ودرس في شيراز. ولما دخلها تيمور سنة 789ه،‌ فرّ الجرجاني إلى سمرقند. ثم عاد إلى شيراز بعد موت تيمور، فأقام إلى أن توفي. له نحو خمسين مصنفا، منها: «التعريفات» (ينظر: الزركلي، الأعلام، 1980م، ج5، ص7).

[5]. البخاري، علاء الدين محمد بن محمد، المعروف أيضًا باسم علاء الدين العطار، (ت 802ه)، الخليفة الأول لبهاء الدين النقشبند (ت 802ه)، مؤسس الطريقة الصوفية النقشبندية (ينظر: دانشنامه جهان اسلام، «علاء الدين العطار»، ج1، ص632).

[6]. أي: أستاذك هو الحبّ، إذا وصلتَ إلی حضرته فسيخبرك بلسان حاله بما يجب عليك فعله. والبيت منسوب إلی أثير الدين الأخسيكتی (ت 609هـ)، ديوان الأخسيکتي: الرباعيات، رقم 49.

[7]. نرمز إليه فيما بعد بـ«المجموعة».

[8]. انظر: هادي‌زاده، مجموعة رسائل ومصنفات، ص: 654-647

[9] . انظر: هادي‌زاده، مجموعة رسائل ومصنفات، ص 206.

[10]. نرمز إليه فيما بعد بـ«آداب الطريقة».

[11]. انظر: الكيالي، آداب الطريقة، ص: 131-125.

[12]. نرمز إليها فيما بعد بـ«التركية».

[13]. (Türkiye Yazma Eserler Kurumu Başkanlığı) وموقعه الإلكتروني: (www.yek.gov.tr).

[14] . ينظر: هادي‌زاده، مجموعة رسائل ومصنفات، ص 205.

[15]. هادي‌زاده، مجموعة رسائل ومصنفات، ص 653؛ الكيالي، آداب الطريقة، ص 130.

[16]. في السفينة علی وجه ورقة 304؛ وفي التركية علی وجه ورقة 21.

[17] . انظر: جامي، عبدالرحمن، نفحات الأنس، انتشارات سخن، تهران، 1378هـش، ص 389.

[18]. يفتتح المكتوب في التركية من هنا وما يليه ساقط من المصادر الثلاثة الأخری.

[19] . في الترکية: «بشيخه»، تحريف..

[20] . في الترکية: «صحفة»، تحريف..

[21] . في الترکية: «تحلّی»، تصحيف..

[22] . مقتبس من الکريمة 43 من سورة النور.

[23] . زاد في الترکية، وفي مجموعة وآداب الطريقة لفظة «شعر» قبل الأبيات الشعرية والصواب عدم إتيانها کما فعل ناسخ السفينة إذ لا يأتي الکاتب بهذه اللفظة قبل الأشعار في رسالته.

[24]. والبيت لأبي الطيّب المتنبي (303-354هـ). (انظر: شرح الواحدي لديوان المتنبي ، ج1، ص171)

[25] . مقتبس من الکريمة 30 من سورة النجم.

[26]. نری «مستفيد»، في التركية محرفًا.

[27] . تخفيف الهمزة في «تختبئ»، للموازنة.

[28] . في الترکية: «زروة»، تحريف.

[29] . في الترکية: «فوزت»، محرفًا.

[30] . مقتبس من الحديث النبوي الشريف: «إذا كان الماء قلّتين لم يحمل الخبث». (انظر: سنن الترمزي بتحقيق د. بشار عواد، 1/109-110).

[31]. مع أن البيتين من الشواهد النحوية في مصادر مختلفة كالأشباه والنظائر في النحو للسيوطي ولكن لم نعثر علی قائلهما فيما لدينا من المصادر.

[32]. في الترکية: «امراء».

[33] . مقتبس من الحديث: «رحم الله امرأ عرف قدره ولم يتعدّ طوره» عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام، (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ۱۶ / ۱۱۸).

[34] .مقتبس من کريمة 101 من سورة الأنبياء.

[35] . مقتبس من کريمة 24 من سورة إبراهيم. وحذفت الهمزة من «السماء» للسجع.

[36] . تکرر السجع؟!

[37] . في الترکية: «الإدراك»، تحريف.

[38] . في الترکية: «باللوارق»، تحريف.

[39] . هذه الکلمة ساقطة من الترکية.

[40] . البيت لخواجه حافظ الشيرازي (نحو 725 – 792 هـ)، أصله:

سلام الله ما کرّ الليالي   وجاوبت المثاني والمثالي
علی وادي الأراك ومن عليها   ودارٍ باللوی فوق الرمال

(انظر: ديوان الشاعر: غزليات، رقم 463). والملاحظ أنه إذا کانت الترکية النسخة الأکمل لهذا المکتوب وإذا کان البيت المضمّن فيه عن حافظ الشيرازي؛ فهما أيضًا يؤيدان صحة نسبة هذا المکتوب إلی الشريف الجرجاني.

[41]. الأبيات للأبيوردي (460-507هـ)، (انظر: ديوان الأبيوردي، ص204)

[42] . والبيت للمجنون قيس بن الملوّح العامريّ، انظر: الديوان، طبعة طهران، ۱٢۷۰.

[43]. كريمة 11 من سورة الرعد.

[44] . البيتان منسوبان إلی أمير المؤمنين علی (علیه السلام)، أصلهما في الديوان:

إلهي عبدُك العاصي أتاكا   مُقِرٌّ بالذنوبِ وقد دَعاكا
فإن تَقبل فأنت لذاك أهلٌ

 

 

  فإن تَطرُد فَمَن يَرحَم سِواكا

 

[45]. يفتتح المكتوب في السفينة، وفي المجموعة وآداب الطريقة من هنا وما يسبقه ساقط منها جميعاً.

[46]. في التركية: «سلامي».

[47]. في المجموعة وآداب الطريقة: «لذوات»، وصوابه «للذوات».

[48]. هذا البيت وتاليه ساقطان من السفينة والتركية.

[49] . في مجموعة: «ههنا كلمة لا تقرأ»، وفي آداب الطريقة: «بياض في الأصل!».

[50]. فسّره في السفينة بقوله: «المقة: المحبة».

[51]. في المجموعة وآداب الطريقة: «نزلوا»، وكلاهما يبدو علی الصواب.

[52] . في الترکية: «سرور»، تحريف.

[53]. مقتبس من كريمة 20 من سورة الطور.

[54] . مقتبس من کريمة 35 من سورة البقره: «وَ كُلا مِنْها رَغَداً».

[55]. في المجموعة وآداب الطريقة: «يضمن».

[56]. ساقطة من السفينة.

[57]. في التركية: «سرر الآخرة»، تحريف.

[58]. في السفينة: «المرقوص» وفسّره في الهامش  بقوله: «الرقص: الترك»؛ وفي التركية: «المفروص».

[59]. مقتبس من كريمة 44، من سورة الصافات.

[60]. في المجموعة وآداب الطريقة: «نصبٌ  ولا يمسينا فيها […]، تحريف..

[61]. فسّره في هامش السفينة بقوله: «اللغوب: التعب والإعياء».

[62]. في السفينة والترکية: «ببقاء».

[63]. في المجموعة وآداب الطريقة: «في عيشٍ ونعيمٍ مقيمٍ».

[64]. في السفينة بياض. وفي التركية: «في مقرٍّ واحدٍ». وما أثبتناه موافق لما في المجموعة وآداب الطريقة ويبدو أنه أظرف بسبب وجود العكس.

[65]. في السفينة والترکية: «بحبهم».

[66]. في السفينة، والمجموعة وآداب الطريقة: «متبجّحين»؛ وفسّره في هامش السفينة بقوله: «التبجح: الفرح»، وفي التركية: «متحجّبين»، يبدو علی الصواب.

[67]. فسّره في هامش السفينة بقوله: «الفَعال بالفتح: الكرم».

[68]. في التركية ضبطت بالرفع.

[69]. في المجموعة: «هنا كلمة لا تقرأ»؛ وآداب الطريقة: «بياض في الأصل».

[70]. هذا البيت ساقط من كلا السفينة والتركية.

[71]. في الترکية: «من»، تحريف؛ وهي ساقطة في السفينة.

[72]. في التركية: «في»، محرف.

[73]. في السفينة وفي المجموعة وفي آداب الطريقة جاءت بالألف واللام.

[74]. في السفينة: «بطردتهم»، تحريف.

[75]. ساقطة من السفينة والترکية.

[76]. مقتبس من كريمة 19 من سورة سبأ.

[77]. في التركية: «فواهد»، محرف.

[78]. ساقطة من السفينة.

[79]. في السفينة وفي المجموعة وفي آداب الطريقة جاءت بالألف واللام.

[80]. في السفينة والترکية: «لما».

[81]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «ولا».

[82]. في مجموعة وآداب الطريقة: «أسنحة»، تحريف. وفسره في هامش السفينة بقوله: «أسنمة جمع سنام».

[83]. فسّره في هامش السفينة بقوله: «زاح الشيء يزيح زيحاً أي بعُد وذهب».

[84]. في السفينة: «نستكشف»، محرف.

[85] . مأخوذ من کريمة 61 من سورة البقرة: «أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ»

[86]. همزة الاستفهام ساقطة من التركية.

[87]. في السفينة: «وما»، وفي التركية: «ما لا» تحريف..

[88]. ضبطت في مجموعة وفي آداب الطريقة بالتشديد.

[89]. ساقطة من التركية؛ وفي السفينة: «رمی».

[90] . لا تشابه بين «هبوط» و«صعود» في السجع!

[91]. في التركية: «ورعيتم» مكان «ما وعيتم»، محرف.

[92]. وردت في السفينة «ما» مرتين، وهو تحريف.

[93]. العبارة: «ووفّقنا لعمل مَن رضي الله عنهم ورضوا عنه»، ساقطة من السفينة والترکية.

[94]. ذكر مصحح مجموعة: «ههنا كلمة لا تقرأ»، وفي السفينة والتركية: «بينا» تحريف؛ يبدو أن مصحح آداب الطريقة علی الصواب.

[95]. مأخوذة من كريمة 21 من سورة الأعراف.

[96]. في السفينة والتركية: «طعمها»، صحيح وهما بمعنی، ولكن ما جاء في مجموعة وفي آداب الطريقة أكثر إيقاعاً وأحسن.

[97]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «زُعم»، وفي التركية: «فتزعم».

[98] . مقتبس  من کريمة  120 من سورة طه: «فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ».

[99]. في آداب الطريقة: «بها»، وفي مجموعة جاءت: «ههنا كلمة لا تقرأ».

[100]. لمظة: اليسير من السَّمن ونحوه تأخذه بإصبعك كالجوزة (المعجم الوسيط، «ل‌م‌ض»)؛ في مجموعة وفي آداب الطريقة: «لحظة»، تحريف..

[101]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «وجم»، تحريف؛ والبيان: جاء في لسان العرب ذيل مادة «الوجم»: «الوجوم: السكوت علی غيظ»؛ وذيل مادة «الوخم»: «الثقل … وخُم الطعامُ إذا ثقُل فلم يُستمرأ». هذا وبالثاني يستقيم المعنی.

[102]. في السفينة: «بي»، تحريف..

[103]. في الترکية، والمجموعة وآداب الطريقة: «اعتاده نهم»، تحريف..

[104]. في السفينة: «كاليوم»، تحریف..

[105]. في التركية: «مكدر»؛ وفي مجموعة وآداب الطريقة: «تکدرت».

[106]. الكلام بعد «الفاسقة» السابقة إلی هنا ساقط من مجموعة وآداب طريقة.

[107]. زاد في مجموعة وفي آداب الطريقة بعد هذا: «ومالت عن الباقية منها بالفانية»، وأری فيه تحريفاً إذ أن الفعل «مالت» معطوف علی فعلين اثنين قبله والضمير فيهما للمتكلم وهنا للغائبة ولا مجال هنا للالتفات، والله أعلم.

[108]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «عواري»، محرّف.

[109] . في الترکية: «وانکشف».

[110]. وردت العبارة في مجموعة وفي آداب الطريقة: «وسؤالي وانكشف علي مساقي».

[111]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «لا واق»، تحريف. وهنا إشارة إلی كريمة 121 من سورة طه: «فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ».

[112]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «وأضمرني»، محرّف.

[113]. ساقطة من السفينة.

[114]. في التركية: «جبرني».

[115] . لا توافق بين «الهبوط» و«النزول» في السجع.

[116]. في مجموعة: «ههنا كلمة لا تقرأ»، وفي آداب الطريقة: «بياض في الأصل!».

[117]. إشارة إلی كريمة 25 من سورة فصلّت: «وقيّضنا لهم قرنآء…».

[118]. في السفينة: مشاكله. في التركية: مشكلة شاكلة. و ما أوردناه موافق لما في مجموعة وفي آداب الطريقة، نظرا لرعاية السياق والسجع.

[119]. في آداب الطريقة: «إليّ»، تحريف. ولكن علق عليها مصحح مجموعة قائلاً: «هكذا في النسخة والظاهر: لي».

[120]. في السفينة: «عليّ»، تحريف..

[121]. في السفينة «وجيشاً»، محرّف.

[122]. زاد في مجموعة وفي آداب الطريقة بعد هذا: فلم أجد لها معنی يوافق العبارة.

[123] . في الترکية: «المقاسات».

[124]. في المجموعة وآداب الطريقة: «عِش كربتي»، تحريف..

[125] . هذا البيت وتاليه ساقطان من السفينة والتركية. ولتقرأ همزة القطع في « أکثري» همزة وصل لاستقامة الوزن.

[126]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «نسيت»، ولكن ما أثبتناها أنسب وأكثر ملائمة بالسياق.

[127]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «النعمة».

[128]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «أرافقه».

[129]. في التركية: «واحدٌ».

[130]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «موافاته».

[131]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «يرد عني»، تحريف..

[132]. في التركية: «الآخرة»، تحريف..

[133]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «استجلبت»، وفي السفينة: «استجليت».

[134]. ذكر مصحح مجموعة: «ههنا كلمة لا تقرأ»؛ ومصصح آداب الطريقة: «بياض في الأصل»!

[135]. وردت العبارة في آداب الطريقة: «لا أعد الرجوع عدّةٌ»، محرفة. ولكن علق عليها مصحح مجموعة قائلاً: «هكذا في النسخة والظاهر: للرّجوع». وضبطت في التركية: «لا أعِدُ للرّجوع عُدَةً» محرفة.

[136]. ذكر مصحح مجموعة: «ههنا كلمة لا تقرأ»؛ ومصصح آداب الطريقة: «بياض في الأصل»!

  1. في التركية: علی غضبي. ينظر: كافي، ج2، ص 274، ح 25.

[138]. العبارة: «خبير بكل خبيّة، بصيرٍ بكل خفيّةٍ»، ساقطة من السفينة والترکية.

[139]. حرف باء في كلمة: «بالعمياء»، ساقطة من مجموعة ومن آداب الطريقة؛ وفي التركية: «في العمياء».

[140]. ساقطة من السفينة؛ وفسره في الهامش بقوله: «أي كل مسكين كما في قوله علمت نفس أي كل نفس».

[141]. وزاد في التركية بين هذا وسابقه: «إلی»، وحذفها أقرب إلی الصواب ليستقيم السجع.

[142]. في مجموعة والتركية: «مبدائي».

[143]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «تبيّن»، تحريف.

[144]. «فساد»، ساقطة من السفينة والترکية.

[145]. وزاد في مجموعة وفي آداب الطريقة بين هذا وسابقه: «وزجرني عن مطاوعة الشيخ المغوّي، وعصمني عن أعوانه المردي؛ وعرّفني حالي ومآلي، وذكرني ما غيّر من أحوالي؛ فلما علمت قد بدا لي، فرجعت عن مقالي وفعالي، ثم».

[146]. الزيادة (وعملٍ صالحٍ) مما في مجموعة وفي آداب الطريقة، أثبتناها مراعاة للسجع وإن كان في اعتبار سجعها تسامح.

[147]. في مجموعة وفي آداب الطريقة والتركية: «علمت»، محرف.

[148]. في التركية: «قصوري»، تحريف..

[149] . وفي الترکية: «الزوال».

[150]. في آداب الطريقة: «مجاوزتكم»، تحريف؛ وفي السفينة: «محاورتكم»؛ ولكن مصحح مجموعة علق عليها قائلاً: «هكذا في النسخة والظاهر: مجاورتكم».

[151]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «إليّ»، تحريف..

[152]. في السفينة والتركية: «انبعث»، محرف.

[153]. وزاد في مجموعة وفي آداب الطريقة بين هذا وسابقه: «والنزول لحوائكم حوب».

[154]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «بادٍ»، وفي التركية: «نارٍ»، تحريف..

[155]. «و»، ساقطة من آداب الطريقة. و«ود وارد» في التركية، تحريف..

[156]. ساقطة من السفينة، ومجموعة وآداب الطريقة، ويبدو إثباتها في التركية علی الصواب.

[157]. في التركية تكرار: «أفوز منكم»، تحريف..

[158]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «أوسّمه»، تحريف. وفسّره في السفينة بقوله: «التوسّم التفرّس والنظر».

[159]. فسّره في السفينة بقوله: «التنسّم التنفّس».

[160]. هذه العبارة ساقطة من السفينة والتركية.

[161]. في السفينة: «فدانی»، تحريف..

[162]. في السفينة والتركية: «التعبّد»، تحريف..

[163]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «الأصلية»، تحريف..

[164] . من هنا إلی «بمکارم الأخلاق»، ساقطة من السفينة والترکية.

[165] . جاء في مجموعة: «ههنا كلمة لا تقرأ»؛ وفي آداب الطريقة: «بياض في الأصل»!

[166] . في مجموعة وآداب الطريقة: «عود شيمه».

[167]. جاء في مجموعة: «ههنا كلمة لا تقرأ»؛ وفي آداب الطريقة: «بياض في الأصل»!

[168]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «ولو كشف».

[169]. والعبارة: «عُرف بين الكرام بأياديه العظام»، ساقطة من السفينة والترکية.

[170] . جاء في مجموعة: «ههنا كلمة لا تقرأ»؛ وفي آداب الطريقة: «بياض في الأصل»!

[171]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «عن»، تحريف..

[172]. هذا البيت والتاليان بعده ساقطة من السفينة والتركية.

[173]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «فوجدتُهَ … إن مِن حينِ نسيتُمُ»، تحريف..

[174]. هذا البيت ساقط من السفينة والتركية.

[175]. وفي مجموعة وفي آداب الطريقة: «أعني: المرتضی المعظّم، منبع الفضل والنعم؛ قدوة الأفاضل والعلماء، سلطان السادة والنقباء، معين الملّة والدين، كمال الإسلام والمسلمين؛ مسعود بن أحمد بن أبي الرضا؛ لا زالت جنابه محفوفة بالنعمة الربانية، مكنوفاً بالنصرة الرحمانية؛ مصروفاً عنه أيدي الحدثان، مكفوفاً عنه نوائب الدوران».

[176]. والعبارة: «وابتهجت بصفاء ذاته»، ساقطة من السفينة والتركية.

[177]. جاء في مجموعة: «ههنا كلمة لا تقرأ»؛ وفي آداب الطريقة: «بياض في الأصل»!

[178]. في التركية: «طريق».

[179]. من «واغتنمت» إلی هنا، ساقطة من السفينة والتركية.

[180]. في السفينة والتركية: «تفارقنا»، محرف.

[181]. ساقطة من السفينة والتركية.

[182]. في التركية: «التحان»، تحريف..

[183]. في مجموعة وفي آداب الطريقة: «تضاعفنا».

[184]. في السفينة: «التثنية».

[185] . في الترکية: «اينجا».

[186] . في الترکية: «از»، تحريف..

[187]. البيت ساقط من مجموعة ومن آداب الطريقة. وفي السفينة ينتهي المكتوب هنا بكلمة: «تم». وفي التركية بـ: «تمت الرسالة الشريفة للسيد الشريف الجرجاني قدّس سره قبل الظهر يوم الأربعاء في أواخر جمادی الآخر سنة اثنتين وتسعين وألف».

[188]. ويستمر المكتوب في المجموعة وآداب الطريقة من هنا إلی: «إنه غافر الذنب وقابل التوب».

[189] . وهنا تکرار.

[190] . في مجموعة وآداب الطريقة: «يبطل»، يبدو محرفاً.

[191] . في مجموعة وآداب الطريقة: «نجد»، تحريف..

[192] . في مجموعة وآداب الطريقة: «حيّ»، محرف.

[193] . بالتسامح نستطيع أن نقبل توافق السجع في هاتين الجملتين.

[194]. جاء في مجموعة: «ههنا كلمة لا تقرأ»؛ وفي آداب الطريقة: «بياض في الأصل»!

المصادر والمراجع

أ-العربية:

القرآن الکريم

  • الأبيوردي، محمد بن أحمد، ديوان الأبيوردي، مجمع اللغة العربية بدمشق، 1974م.
  • ابن أبي الحديد، آبو حامد عزالدين، شرح نهج البلاغة، ج ۱۶ ، قاهرة دار إحياء الکتب العربية. 2015م.
  • ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ط3، دار صادر، بيروت، 1414ه.
  • الترمذي، أبو عيسی محمد بن عيسی، الجامع الکبير (سنن الترمذي)، تحقيق: د. بشار عواد معروف، ط2، دار الجيل، بيروت، 1998م.
  • الزركلي، خيرالدين، الأعلام، ج5، ط5، دار العلم للملايين، بيروت، 1980م.
  • الزيدي، طه أحمد، المقابلة في تحقيق المخطوطات، ط1، دار الفجر، بغداد، 2017م.
  • المتنبي، احمد بن حسين، ديوان، لبنان، دار بيروت، 1983م.
  • الكليني، أبو جعفر محمد بن يعقوب، الكافي، ج2، ط4، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1407ه.
  • الكيالي، عاصم إبراهيم. آداب الطريقة وأسرار الحقيقة في رسائل الشيخ عبدالرزاق القاشاني، دار الكتب العلمية، بيروت، 2017م.
  • المجنون، قيس بن الملوّح العامريّ، ديوان مجنون ليلی، عالم الکتب، بيروت، 1996م.
  • مصطفى، إبراهيم وآخرون. المعجم الوسيط، ط4، مکتبة الشروق الدولية، القاهرة، 2004 م.
  • الواحدي، ابوالحسن، شرح الواحدي لديوان المتنبي، ج1، دار الرائد العربي، بیروت، 1999م.

ب_ الفارسية

  • اخسيکتي، أثير الدين، ديوان اخسيکتي، تصحيح: محمود براتي خوانساري، انتشارات سخن، تهران، 1398هـش.
  • الگار، حامد، «علاء الدين محمد بن محمد بن عطار بخاري»، دانشنامه جهان اسلام، ج1، بنياد دائرة المعارف اسلامي، تهران، 1375هـ.ش.
  • پور جوادی، نصرالله و ديگران، «جرجانی، علی»، مركز دائرة المعارف بزرگ اسلامی، ج11، 1381هـ.ش.
  • جامي، عبدالرحمن. نفحات الانس، مقدمه، تصحيح وتعليقات: محمود عابدی، چاپ 3، انتشارات سخن، تهران، 1378 هـ.ش
  • حافظ، شمس الدين محمد، ديوان حافظ، تصحيح و تعليق سيد محمد راستگو، خرم، قم، 1375هـ.ش.
  • كاشاني، كمال الدین عبدالرزاق. مجموعه رسائل ومصنفات، مقدمه وتصحيح: مجيد هادی‌زاده، چاپ 2، ميراث مكتوب، تهران، 1380 ه.ش

ج- المخطوطات

  • سفينة رقم Arabe 3423 ، مكتبة باريس الوطنية. (bnf.fr/en)
  • النسخة التركية؛ معهد المخطوطات التركية: (Türkiye Yazma Eserler Kurumu Başkanlığı)؛ (yek.gov.tr).
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website