foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

الأدوات اللّغويّة والظّواهر البلاغيّة في الخطاب العلميّ المبسّط

0

الأدوات اللّغويّة والظّواهر البلاغيّة في الخطاب العلميّ المبسّط

دراسة تحليليّة

أ. لينى محمّد أيوب

المقدّمة

يرى القاضي الجرجاني أنّ الأسلوب طريقة في التّعبير تختلف بحسب الطّباع البشرية، وبحسب الأغراض والمذاهب والموضوعات. فقد “كان القوم يختلفون في ذلك، وتتباين فيه أحوالهم، فيرقّ شعر أحدهم، ويصلب شعر الآخر، ويسهل لفظ أحدهم، ويتوعّر منطق غيره، وإنّما ذلك بحسب اختلاف الطبائع وتركيب الخلق”[1].

ولم يكن أسلوب تبسيط العلوم سوى وليد ميول المجتمعات، ولا سيما العربيّة، عن النّصوص العلميّة. حيث لوحظ غياب اثقافة العلميّة عند الشعوب العربيّة بشكل عام، وما يرافقه من غياب في المنهج العلميّ في التفكير. فكان تبسيط العلوم هو الخطوة الأولى لتوصيل المفاهيم العلميّة المتخصّصة للعامة. وقد بدأت المشكلة من اللّغة، سواء من جهة صعوبة فهم المصطلحات العلميّة أو من جهة اللّغة العربيّة التي وصّف الدّكتور غسان مراد أهم مشاكلها بـ”غياب نظام موحّد لتعريب المصطلحات”، حيث يقوم تبسيط العلوم على ترجمة المصطلحات الجافة والجامدة والواضحة لكلمات فضفاضة واسعة الأفق، تتحمّل العديد من التّأويلات والتّصوّرات.

يجدر القول هنا أنّ ظهور تبسيط العلوم ليس حديثاً، بل عُرف مع إصدار “ستيفن هوكينغ” لكتاب “تاريخ موجز للزمان: من نظرية الإنفجار العظيم إلى الثقوب السوداء”[2] عام 1988، وقد صنّفه الكثيرون “نقطة تحوّل حقيقية” في تاريخ صناعة “تبسيط العلوم” أو “شعبنة العلوم” كما يسيمها البعض، غير أنّ العصر الرّقميّ يشهد ما أطلق عليه الأستاذ شادي عبد الحافظ، وهو كاتب ومحرّر مقالات علميّة مبسّطة، في إحدى مقالاته “ثورة شعبنة العلوم”[3]، ولا سيّما على وسائل التّواصل الاجتماعيّ.

وقد اختصر شادي عبد الحافظ مسألة لغة التّبسيط قائلاً إنّ الهدف هو “التّأشير على نقطة حرجة للغاية يصل فيها أكبر كمّ ممكن من المعنى للقارئ بأبسط لغة ممكنة”[4]، أي دون الخوض في تعقيدات المعادلات أو الصّياغات العلميّة المعقّدة، بل يتمّ في الخطاب العلميّ المبسّط التركيز على منتجات العلم عبر وضعها في قالب لغويّ سهل للفهم ومثير للخيال.

يطلق على هذه النّصوص أو الخطابات اسم “الأدبيّات العلميّة”، وتثير هذه التّسمية تساؤلات عديدة حول اللّغة العلميّة المتمسّكة بالموضوعيّة والمرتبطة بحقائق الواقع بعيداً عن أيّة مبالغة ضمن مصطلحات واضحة، وصريحة، وأمينة ودقيقة وتمازجها مع لغة الأدب المتميّزة بالذاتية والمثيرة لأذهان وخيال الجمهور، وبالتّالي توليد اتجاه حديث في البلاغة المعاصرة، الأولى والأجدى تسميته: البلاغة العلميّة، وهي البلاغة الجامعة بين اللّغة العلميّة والصور الأدبيّة والمانعة لكل عشوائية في تركيباتها وظواهرها. فالبلاغة العلميّة شأنها شأن البلاغة بشكل عام: فهي وسيلة لبلوغ المراد عن طريق التعبير الفنّيّ القائم على مثلث الإقناع، والإنشاء والشكل اللغوي. وتمثّل ظواهر البلاغة العلميّة البنى التحتية للخطاب العلميّ المبسّط، فهي الجسر التي لا بد وأن تمرّ عليه المعرفة العلميّة حتّى تنتقل ببساطة وسلاسة من ضفّة “النّخبة” نحو ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** مترجمة محلَّفة، حائزة على درجة الماجستير في علوم اللغة والتواصل من الجامعة اللبنانية، ودرجة الماجستير في الترجمة من جامعة الجنان. عملت في التعليم والترجمة. تعمل الآن سكرتيرة اجتماعية لسفير أندونيسيا في بيروت. تهوى كتابة الشعر الحديث والنثر. شاركت في أمسيات شعريّة عدّة.

ضفّة “العامّة”، غير أنّها تتميّز بتحرّرها من أبواب وفروع البلاغة المعروفة عادةً لدى البلاغيّين التقليديين. كما تسهم ظواهر البلاغة العلميّة في إبراز إرتباط النّص بسياقه الثّقافيّ والكشف عن رؤيات النّصوص المتعدّدة المستويات، سواء على المستوى المعرفي أو النفسي أو الثّقافيّ.

إشكالية الدّراسة

جاءت هذه الدّراسة لتتناول الأدوات اللّغويّة والبلاغيّة، التي تشكل أحد أهم الأسس والجوانب للبلاغة العلميّة، والكشف عن ارتباطها بالسياق الثّقافيّ والرؤيات للخطاب العلميّ المبسّط بمختلف فروعه. وتكمن أهمية هذه الدّراسة في إشكالياتها الرئيسة المطروحة: ما مدى دور وأثر البلاغة وأدواتها اللّغويّة في الخطاب العلميّ المبسّط؟، وذلك من خلال تساؤلات عدة حول آليّة توظيف البلاغة التّراثية والمعاصرة في الخطاب العلميّ المبسّط، ومدى ارتباط الأدوات اللّغويّة والبلاغيّة المستخدمة في إطار تبسيط العلوم بالسّياق الثّقافيّ للخطاب، وما إذا كان هذا التّوظيف لديه قوّة تأثير على المتلقي، وبالتالي يشغل وظيفة تفسيريّة، حجاجيّة وفنيّة في الوقت عينه، ممّا يمكن أن يمنح البلاغة المقام الأول في عملية تبسيط العلوم، عاملةً على اتجاهات رئيسية ثلاث: الإقناعيّ، من حيث التّأثير، والأدبيّ، من حيث بلاغة اللفظ والتركيب والدّلالة، والنّصي، الجامع بين المقصدين الفكريّ والعاطفيّ.

أهداف الدّراسة

تهدف الدّراسة إلى رصد الأدوات والظّواهر اللّغويّة والبلاغيّة، (المستعملة على المستويات اللّفظيّ، والتّركيبيّ والدلاليّ)، التي استخدمها المرسل في الخطاب العلميّ المبسّط، بغية الكشف عن أهم الأدوات المستخدمة ووظائفها المحتملة، فيما يتعلّق بتحقيق أهداف التّبسيط العلميّ، والتي تتمحور حول نشر المعرفة، والتوعية، والتثقيف، والتفسير لغير المتخصّصين والعامّة.

مدوّنة الدّراسة ومحدّدات معايير الدّراسة

تكوّنت عناصر مدّونة الدّراسة من 12 خطاباً علميّاً مبسطاً، تم انتقاؤها من 4 مصادر ورقية والكترونية عربية – 3 خطابات من كل مصدر – منها ما هو متخصص بالعلوم وتبسيط العلوم، ومنها ما يحدّد عواميد أو مداخل خاصة للمواد العلميّة، مع إقصاء النّصوص المترجمة، والافتتاحيات، وبريد القرّاء، والإعلانات، والأخبار القصيرة ومواد نقد المنشورات من كتب ومجلات وغيرها… وقد حرصتُ على تحديد معايير انتقاء هذه المجموعة، مع تحديد المعايير التي اعتمدتُ عليها في في الإطار العملي التطبيقي، في الكشف عن الأدوات اللّغويّة والبلاغيّة المستخدمة وتصنيفها، من حيث اللّغة، والتركيب والدّلالة. وقد قام وضع هذه المحدّدات على استثناء حالات عديدة، لا سيما فيما يخصّ إستبعاد كلٍّ من العناوين الرئيسة والفرعية، والاقتباسات عن المتخصّصين والعلماء، والاستعارات العلميّة، والمتلازمات اللّفظيّة المتداولة في اللّغة العربيّة، والواردة في المعاجم المعاصرة.

عنوان الخطاب واسم الكاتب المصدر
1- العيش بوجهين – شادي عبد الحافظ

2- “سحر الدايت”.. هل يمكن أن نواجه الاكتئاب بالحمية الغذائية؟! – شادي عبد الحافظ

3- هل اقتربت البشرية من “سياحة الفضاء” أم أنها محض خرافة؟ – كاميليا حسين

موقع ميدان الجزيرة: منصّة علميّة ثقافية تابعة لشبكة الجزيرة الإخباريّة
1- أقزام وعمالقة: حكاية موت نجم – منة نوفل

2- الحموضة: كيف نهزم نار الليل وألم الصباح؟ – محمد صلاح قاسم

3- هل تقول النظرية النسبية إن كل شيء نسبي؟ – شادي عبد الحافظ

موقع إضاءات وهو موقع عربي يقدم خدمة تحليليّة للقضايا والأحداث المعاصرة
1- بيولوجيا الحب: يبدو أنّ ملفك الوراثي قد يكون له رأي ما في قواعد جاذبيتك – اسماعيل الجرف

2- مستقبل التخاطر – التخاطر الكترونياً – نور الدين عازار

3- لماذا يشعر مرضى السكري بالجوع عند تعرضهم لنقص سكر الدم؟ – عمر المريواني

مجلّة العلوم الحقيقيّة
1- أفراد التواصل الاجتماعي بين مطرقة «التمظهر» وسندان الواقع – غسان مراد

2- «الفجوة رقميّة» ليست… رقميّة! – غسان مراد

3- هل ينقذ الذكاء الاصطناعي الـ «سوشال ميديا» أم يفاقم أزماتها؟ – أحمد مغربي

جريدة الحياة

وقد تمّ تصنيف المصادر من مجلات وجرائد ومواقع الكترونية ضمن بابَي الخطاب العلميّ المبسّط، والخطاب العلميّ شبه – المبسّط، وذلك بالاعتماد على أنماط وخصائص الخطاب العلميّ الذي وضعها لوفلير لوريان[5] كما هو مبيّن في الجدولين التاليين:

الخطاب العلميّ شبه-المبسّط
المتلقّي الرّسالة المرسل
جمهور المتعلميّن وخريجي الجامعات غير المتخصّصين مضمون علميّ

شبه-مبسّط

بأسلوب علميّ واضح ودقيق

باحث علميّ

مراجعة محتملة من الصحفي/المحرّر

الخطاب العلميّ المبسّط
المتلقّي الرّسالة المرسل
جمهور العامّة مضمون علميّ مبسّط بلغة متداولة غير مختصّة صحفي / محرّر

وقد وضعنا لدراسة هذه الظّواهر البلاغيّة، التي قمنا برصدها عبر عملية عد وفرز ممنهجة يدويّة، معايير محدّدة، وواضحة ودقيقة، وهي:

  1. السّجل اللّغويّ المتداول والشائع، مع تحديد منهجيّة نقل المصطلحات العلميّة المتخصّصة، والرّموز والاختصارات التّقنيّة، واستخدام المفردات والتّراكيب اللّغويّة،
  2. الشّرح والتّفسير مع الإطالة عبر استخدام الجمل الطّويلة، والاستدراك التّركيبيّ، مع أو بدون الأقواس، والاستدراك اللّفظيّ، وأدوات الربط،
  3. تمثيل المرسل وتجسيد موقفه عبر توظيف الأسلوب الإنشائي الطلبي وغير الطلبي، والتقليل والشّك والتوكيد، ومفردات التّقييم،
  4. توطيد المستوى العلاقي بين المرسل والمتلقي عبر الحوار المضمر وأدواته،
  5. استحضار تجارب من الحياة اليومية والشخصية، والأحداث الواقعية، واستحضار المخزون الثّقافيّ العام أو المخزون الثّقافيّ للجماعة،
  6. وضع المضمون العلميّ المبسّط ضمن إطار سرديّ يندرج ضمنه لغزُ أو تجربة ما كما هو مذكور في المعيار السّابق،
  7. وضع المضمون العلميّ المبسّط ضمن إطار إيعازيّ إرشاديّ موجّه للمتلقّي،
  8. إدراج الفكاهة، والترفيه للإثارة والتشويق،
  9. الصور الفنّيّة وبنيات المشابهة ومرجعياتها،
  10. المقابلة والطباق.

ويندرج ضمن كّل معيار محدّدات أساسيّة ونفصيليّة تم تناولها ودراستها ودراسة وظائفها وأثرها.

مستبعدين ما يلي عن نطاق الدّراسة:

  • كافّة المعايير المذكورة آنفاً الواردة في اقتباسات من حوارات مع متخصّصين وعلماء وغيرهم، انطلاقاً من اعتبار محتوى كلّ اقتباس أو حوار منقول بشكل مباشر، لا يمثل المحرر العلميّ ولا يعتبر جزءاً من المحتوى التحريري العلميّ المبسّط المراد دراسته، مع البقاء على اعتبار الاقتباس مدرجاً ضمن معيار المخزون الثّقافيّ للمحرّر.
  • الاستعارات العلميّة، وهي التّسميات المتخصّصة المعتمدة في المجال العلميّ من قبل المتخصّصين، وقد تم استبعاد دراستها كبنيات مشابهة مع الإبقاء على دراستها وتناولها كمصطلحات تقنية متخصصة ضمن معيار السّجلّ اللّغويّ ومنهجيّة نقل المصطلحات العلميّة المتخصّصة:
  • يبدأ موت النجم بنفاذ الهيدروجين في مركزه متحولا إلى هيليوم…
  • […] رغم ذلك يزداد الحجم الكلي للنجم حيث يستمر الهيدروجين بالاندماج في الطبقات الخارجية، مطلقاً كميات كبيرة من الطاقة، مما يتسبب في زيادة درجة الحرارة وبالتالي زيادة الحجم الكلي، ويتحول النجم إلى ما يسمى عملاقا أحمر (Red Giant).
  • سنتخلى عن الوجبات الثقيلة، التي تملأ المعدة بالطعام عن آخرها، فتزيد كمية العصارات الحارقة التي يتم إفرازها، وأيضًا تسبب تباطؤ عملية الهضم، وبالتالي اختزان الأطعمة لمدد أطول داخل المعدة، فتزيد فرص حدوث الارتجاع.
  • سواء تحدثنا عن الطعام كثيف الطاقة، أو الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي.
  • والأرجح أن الفجوة الرقميّة تستند أساساً إلى التفاوتات الهائلة بين الدول الغنيّة والفقيرة.
  • المتلازمات اللّفظيّة التي قد تحمل اقتراناً لمفردات من مرجعيات مختلفة فتحمل نوعاً من المجاز، إنّما تداول استخدامها مقترنةً قد ولّد تضامّها الدائم حتى أصبحت تراكيب لغوية متداولة وشائعة في اللّغة العربيّة، وورودها في المعاجم المعاصرة:
  • […] أن يسبر أغوار الدماغ البشري لكي يكشف عن آلية عمل هذا الوحش.
  • عاداتنا الغذائية تحتاج إلى تغيير جوهري، لنكبح جماح الحموضة.
  • ذهبت أدراج الريح تلك الجهود.

منهجيّة الدّراسة

تعتمد هذه الدّراسة على المنهج الوصفي التّحليليّ عبر المعاينة المباشرة للعناصر المشكّلة لمجموعة الأدوات والظّواهر اللّغويّة والبلاغيّة، ودراستها، وتحليلها، واستجلاء دلالاتها ووظائفها، والتي جعلت من الخطاب العلميّ المبسّط فعلاً تغييرياً في مجال الخطاب العلميّ خارجاً عن القيود التّقليديّة. فقمنا برصد الأدوات والظّواهر اللّغويّة والبلاغيّة، المستعملة على المستويات اللّفظيّ، والتّركيبيّ والدلاليّ، بحسب محدّدات معايير الدّراسة المذكورة آنفاً، والتي استخدمها المرسل في كلّ عنصر من عناصر مدوّنة الدّراسة على حدة، بغية الكشف عن أهم الأدوات المستخدمة والوظائف التّي تؤدّيها، فيما يتعلّق بتحقيق أهداف التّبسيط العلميّ، والتي تتمحور حول التّفسير، والإقناع، ونشر المعرفة، والتوعية، والتثقيف لغير المتخصّصين والعامّة عن طريق التعبير الفنّيّ القائم على مثلث الإقناع، والإنشاء والشكل اللغوي. بالإضافة إلى إبراز دور الأدوات والظّواهر البلاغيّة واللّغويّة المرصودة في ربط النّص بسياقه الثّقافيّ والكشف عن رؤيات النّصوص المتعدّدة المستويات، سواء على المستوى المعرفي أو النفسي أو الثّقافيّ.

فقام تحليل الخطاب العلميّ المبسّط في هذه الدّراسة على التحليل اللساني، الذي يقوم على دراسة بلاغة الصور، دون الاحتكام إلى مقاييس البلاغة التقليدية، والتحليل الأسلوبي، عبر وصف الأسلوب بنية ودلالة ومقصدية وسياقاً وزخرفة، وكل ما من شأنه الفصاحة والتّأثير. كما يتضمن التحليل للخطاب العلميّ المبسّط التحليل على المستوى الحجاجي، عبر تناول التّقنيّات المستخدمة في الخطاب في خدمة عملية الإفهام والإقناع والتّأثير، بالإضافة إلى التحليل السيميائي، الذي يقوم على تكوين البناء اللّفظيّ والدلاليّ بناءً سيميائياً وبلاغياً، ومنح اللّغة وظيفة تعبيرية، وجمالية وتأثيرية. ولا بد أيضاً من التحليل التداولي، الذي يرتكز عليه علم لسانيات النّص الذي يهتم بتماسك النّص وانسجامه، بما فيه كل ما يندرج ضمن الاستلزام الحواري وتمثيل المرسل، والرّبط والتّماسك النّصيّ للخطاب.

  • العلوم في علوم اللّغة المعاصرة

لقد استحدثت الدراسات اللّغويّة فروعاً عديدة تسهم إلى درجة كبيرة في إثراء التصورات عن بلاغة الخطاب الحديث – العلميّ -، مانحةً أدوات تحليلية وتجريبية تجعل النتائج مستوفية لقدر مهم من الشروط المنهجية[6]. فتقاطع علم النّص مع سائر العلوم الأخرى، ولاسيما العلوم الحديثة النشأة، مما دفع لتأسيس علميّ مفاده البحث في المتغيرات اللّغويّة التي تقوم عليها البلاغة الجديدة وعلم الأسلوب الجديد وعلم الخطاب المعاصر. فقد عرفت اللّغة سواء على مستوى أصولها أو مستوياتها أو وظائفها مجموعة من التحولات المعرفية والمتهجية، ما كان له أثراً كبيراً ومباشراً على مفهوم الخطاب وتحليله ووظائفه. وتتناول دراستنا هذه مجموعة التحولات هذه على مستوى الخطاب العلميّ الذي يتميّز بصبغته الخاصة، على اختلاف فروعه، ومن أهم مبادئه الدقة، والإحكام، والموضوعية، والتجربة، والاقتصاد في التفسير والحتمية. علماً أنّ اللّغة العربيّة العلميّة تتميّز بخصوصيات عّدة قد تعسّر فهم غير المتخصّصين لمضمون الخطاب العلميّ. “فاللّغة العلميّة هي اللّغة التي يستطيع بها الفرد استيعاب ما هو متاح من علم وفك، وهي التي تمكّن بمرونتها ودقتها أفراد الأمة من تأصيل علومهم وتنقيحا ووالإبداع في جوانب شتى منها”[7]. “ولا بد هنا من ذكر أهم خصائص المصطلحات العلميّة العربيّة[8]:

  • مسميات مصطلحاتها المجردة التي تدرك بالذهن إدراكاً مجرداً، ومثالها الجبر والمقابلة، والمجهول، والمعلوم، والمعقول، والقياس، والبرهان…
  • مسميات مصطلحاتها الحسية: التي يشترك في إدراكها الذهن والعيان، وأشهر ما يمثلها مصطلحات المواليد، أي أسماء النبات، والحيوان، والمعادن، والكواكب، والنجوم، والمرآة، والمخروط، ونحوها.
  • أسماء الأجهزة والآلات والأدوات العلميّة والتّقنيّة. ومن أمثلة هذه الأجهزة والأدوات نذكر الموازين المستخدمة لتقدير الأثقال في تعيين كثافة بعض الأجسام الصلبة والسائلة، وفي تحضير الأدوية ومزجها بمقادير معلومة…
  • وحدات القياس المرجعية والمشتقة في النظام العالمي للوحدات Système International d’Unités[9]. وقد اتخذ «المتر العياري» الوحدة النموذجية لقياس المسافة (الطول)، كما اتخذ «الكيلوجرام العياري» الوحدة النموذجية لقياس الكتلة.
  • استخدام الرموز والمعادلات الرياضياتية.
  • استخدام الاختصارات، والأرقام، والأشكال التوضيحية، والرسوم، والجداول، وغيرها”.
  • التّبسيط العلميّ: مفهوم وإشكاليات

يعدّ النّص العلميّ مختصاً، يُعنى بالتطرّق لمجالات وميادين معيّنة، معتمداً على لغة دقيقة، وواضحة وجامدة لا تحتمل التّأويل، غالباً ما تجعلها بعيدة عن رغبة الناس بقراءتها أو حتى الإطلاع عليها، عدا أهل الإختصاص القادرين على استيعاب هذه اللّغة الخاصة. وقد قسّم دانيال جاكوبي النّصوص العلميّة إلى ثلاثة مستويات، إنطلاقاً من لغتها وأغراضها، وهي[10]:

المستوى الأول: النّصوص العلميّة المتخصّصة: يتم تداولها على نطاق ضيّق، في المجلات العلميّة على شكل تقارير ومقالات، تعتمد لغة متخصصة لا يدركها إلا أهل الإختصاص.

المستوى الثّاني: النّصوص العلميّة الأقلّ تخصصاً: نجدها في الموسوعات وفي بعض المجلات العلميّة التعليمية. والغرض منها تسهيل عملية التّواصل بين المتخصّصين والطّلبة الجامعين في المجال نفسه.

المستوى الثّالث: نصوص التّبسيط العلميّ: يتم توجيهها إلى غير المتخصّصين باستعمال أسلوب لغوي بسيط وواضح، يتداخل فيه الطابع الأدبيّ والمصطلحات العلميّة. يتم تداولها في وسائل الإعلام غالباً في إطار وظيفتها التّواصليّة، لتمكّن الجمهور من الإستفادة من مختلف العلوم بما يتناسب مع إدراكه.

وعليه، يمكننا القول إنّ التّبسيط العلميّ هو عملية شرح المبادئ الأساسية والإكتشافات العلميّة والإنجازات التّقنيّة بأسلوب مفهوم لغير المتخصّصين. كما يمكن أن نستخلص أنّ نصوص التّبسيط العلميّ هي نصوص علميّة تنزع عن نفسها ثوب الإخبار لترتدي ثوب الدعوة والعمل على ترجمة المواد العلميّة المتخصّصة من السجل الأكاديمي الرسمي لسجل لغوي آخر عام، بإمكان غير المتخصّصين فهمه وإدراكه، بالإضافة إلى اللّجوء لوسائل تقنيّة كالصوت والصورة لتوضيح وترسيخ المعلومات والمعارف عند المتلّقي.

كانت كلّ من علوم الفلك والتقنية وعلوم الكونيات وغيرها من المجالات العلميّة بمثابة “رهاب” في مجتمعاتنا العربيّة، قبل تقديمها بأسلوب بسيط وممتع، يحترم المقوّمات الثلاث الأهم في أي تقديم أو عرض لأي معلومة، وهي:

  • الوضوح على مستوى اللفظ والمعنى على حد سواء، لضمان سهولة وصول وإدراك وفهم المعلومات.
  • التنوّع في في المجالات المتناولة أو المطروحة بما يتلاءم مع تنوع إهتمامات ومعايير الجمهور وميوله.
  • الإختصار في نقل المعلومة الهامة في أقل زمن وأنسب مساحة مع الأخذ بعين الإعتبار وقت المتلقي الضّيّق في ظل عصر السرعة الذي نعيش وتعدّد انشغالاته، بالإضافة إلى ضرورة التّأثير به وشدّ انتباهه وإبعاده عن الملل.

يعرّف معجم أكسفورد تبسيط العلوم كالتّالي[11]:

“التّبسيط العلميّ هو جعل موضوع علميّ أو أكاديمي في متناول عامة الناس عن طريق تقديمه إليهم بشكل مفهوم”.

كما يعرّف معجم لاروس مصطلح التّبسيط العلميّ كما يلي[12]:

“التّبسيط العلميّ هو عملية وضع المعارف التّقنيّة والعلميّة في متناول أكبر عدد ممكن من غير المختصّين”.

ويعرّفه معجم لو بتي روبير كالآتي”[13]:

“التّبسيط العلميّ هو عملية ضبط وتكييف مجموعة من المعارف التّقنيّة والعلميّة لجعلها مفهومة للقارئ غير المتخصّص”.

تؤكد هذه التّعريفات مجتمعة عملية “إعادة تدوير” المعلومات والمعارف العلميّة المتخصّصة لتصبح في متناول المتخصّصين، ولكن تفرض من جهة أخرى إشكاليات عدة يواجهها الخطاب العلميّ المبسّط وأولها:

  • إشكالية “الجمهور”: هل هذه النّصوص قادرة فعلاً على الوصول لجمهور العامة الكبير مع اختلاف المستويات الاجتماعية والثّقافيّة والتعليمية، إلى جانب إختلاف السّن والجنس والموقع الجغرافي والخلفية الثقاقية؟ لم يأت أي من التعريفات السابقة على تحديد معايير معيّنة لجمهور الخطاب العلميّ المبسّط، خاصّة وأنّ تعريف لاروس اعتمد على تعبير ” أكبر عدد ممكن من غير المختصّين”، ممّا يؤكّد فعلاً عدم قدرة نصوص التّبسيط العلميّ أن تستهدف كل أفراد المجتمع بشكل عام.
  • إشكالية “المبسّط”: من الذي يفترض أن يقوم بتبسيط وتعميم العلوم؟ لم يأت أي من التعريفات أيضاً على ذكر من القائم بهذه العملية؟ هل هو أحد أهل الإختصاص؟ أم من الممكن أن يكون من الهواة والمطّلعين، أو ممن يبذلون جهوداً شخصية من صحافيين وكتّاب ومعدين في سبيل نشر العلوم وتعميمها؟ أم أنّه من الأولى أن يتعاون كل من المتخصّصين والكتّاب لنقل العلوم والمعارف العلميّة بلغة سهلة ويمكن إدراكها مع الحرص على دقة وصحة هذه المعلومات.
  • إشكالية “اللّغة”: والتي تتضمّن مسائل عدّة، وأهمها:
  • مسألة المصطلح: “تعاني النّصوص المتخصّصة من مشكلة قوامها صعوبة فهم المصطلحات العلميّة من جانب العامة، إضافة إلى وجود مشاكل أصيلة في علاقة اللّغة العربيّة مع العلوم الحديثة ومن بينها غياب نظام موحّد لتعريب المصطلحات”[14]، فكيف يمكن للمبسّط استخدام هذه المصطلحات التي “لا مهرب منها” في أغلب الأحيان في عملية تبسيط هذه المعلومات والمعارف؟
  • مسألة التراكيب اللّغويّة: هل يختلف النّص العلميّ عن النّص المبسّط من حيث التراكيب اللّغويّة المستخدمة؟ هل بإمكان المبسّط أن يعتمد ما يقوم عليه النّص العلميّ من تراكيب دقيقة وجمل قصيرة وأسلوب مباشر وواضح؟ هل تستخدم هذه التراكيب في شرح وتفسير وإعادة تدوير المعارف العلميّة لتكون إلى حد كبير مفهومة وسهلة لغير المتخصّصين؟
  • مسألة الموضوعية: هل يحافظ المبسّط خلال عملية تيسير فهم المعارف وتبسيط العلوم على موضوعيته، فيبقى بعيداً عن النّص وعن القارئ، ويعمد إلى نقل المعلومات بدقة ووضوح بعيداً عن أيّ ذاتية أو تدخل أو حتى محاولة في سبيل حث القارئ وتشويقه واستخدام بعض الأساليب اللّغويّة لإقناعه بما يقدمه العلم؟

 

  • تحليل الخطاب العلميّ المبسّط

الخطاب العلميّ المبسّط شأنه شأن كافة أنواع الخطابات الأخرى، لا بد في تحليله من البحث عن الوحدة المئلفة له، بدءاً من تحليل تراكيب الجمل البسيطة أو المركبة وصولاً إلى تسلسل الجكل وتماسكها. يعتمد هذا الاتجاه بالدرجة الأولى على المفردات والسجل اللغوي المستخدم، إذ يحاول محرر الخطاب العلميّ المبسّط عرض المصطلحات العلميّة المختصّة والتّقنيّة بمفردات بسيطة وسهلة الفهم وقريبة للمتلقي. ويسعى تحليل الخطاب العلميّ المبسّط نحو الكشف عن مستوى المحاكاة أو الابتعاد بين اللغتين العلميّة المتخصّصة والعادية، أو إعطاء واحدة حيز أكبر على حساب الأخرى، وضمن هذا السّياق تندرج الظّواهر البلاغيّة التي تقوم بمهام تفسيريّة، وإقناعيّة وجماليّة على حدّ سواء. كما لا بدّ للمحلّل من تناول كلّ الأدوات اللّغويّة التي تحقق وتؤمن التماسك النّصيّ للخطاب. وعلى مستوى مضمون الخطاب، يسعى المحلل لدراسة دلالات الجمل والمفردات، وكل ما يخدم الكشف عن المعنى الكلّيّ والهدف الرّئيسيّ من الخطاب، على مستوى الحجاج، والإقناع، والتّفسير والتّأثير. بالإضافة إلى أن لا بدّ للمحلّل من أن يدرس سياق الخطاب، وكلّ الأدوات اللّغويّة والبلاغيّة التي تم توظيفها في سبيل بناء الإطار المعرفي للخطاب، سواء على مستوى العلاقة بين المرسل والمتلقي، أو تمثيل المرسل وتجسيد مواقفه، أو استحضار الرموز الاجتماعية والثّقافيّة.

وهنا، لا بدّ وقبل الشّروع في الدّراسة تحديد الخصائص الأساسية للبلاغة والأدوات اللّغويّة التي سوف نقوم برصدها في الخطاب العلميّ المبسّط وتحليلها: البلاغة في الخطاب العلميّ المبسّط هي تأدية المعاني ضمن نظام من القواعد يرمي إلى بناء سر تواصل بين المرسل والمتلقّي، بغية التّأثير على المتلقّي وإقناعه. فالبلاغة العلميّة في الخطاب العلميّ المبسّط حجاجيّة إقناعيّة على قدر ما هي جماليّة فنيّة. تقوم البلاغة وتؤدي وظيفتها من خلال التّقنيّات اللّغويّة المختلفة المستخدمة في الخطاب العلميّ المبسّط، والموضوعة في سبيل تأدية المعنى بكل سلاسة وسهولة وبساطة. وقد أطلقنا على هذه التّقنيّات اسم الظّواهر البلاغيّة والأدوات اللّغويّة القائمة على البناء اللّفظيّ والدلاليّ للخطاب، وعلى منح اللّغة في الخطاب العلميّ المبسّط وظيفة تفسيريّة، وتعبيريّة، وتأثيريّة وجماليّة، تتمثّل بمعايير عدّة تقوم وبشكل أساسيّ في الخطاب على السّجل اللّغوي المعتمد في بناء الخطاب، والأدوات والظّواهر المستخدمة في الشّرح والتفسير، والتّقنيّات المستخدمة في سبيل تمثيل المرسل وتجسيد مواقفه في الخطاب العلميّ المبسّط، بالإضافة إلى أدوات الحوار المضمر المبني بين المرسل والمتلقّي، وتقنيات استحضار التّجارب والمخزون الثّقافيّ، وغيرها من الأدوات اللّغويّة والظّواهر البلاغيّة مثل الصورة الفنّيّة وبنيات المشابهة. فالبلاغة العلميّة شأنها شأن البلاغة بشكل عام: فهي وسيلة لبلوغ المراد عن طريق التعبير الفنّيّ القائم على مثلث الإقناع، والإنشاء والشكل اللغوي.

وتمثّل ظواهر البلاغة العلميّة البنى التحتية للخطاب العلميّ المبسّط، فهي الجسر التي لا بد وأن تمرّ عليه المعرفة العلميّة حتّى تنتقل ببساطة وسلاسة من ضفّة “النّخبة” نحو ضفّة “العامّة”، غير أنّها تتميّز بتحرّرها من أبواب وفروع البلاغة المعروفة عادةً لدى البلاغيّين التقليديين. كما تسهم ظواهر البلاغة العلميّة في إبراز إرتباط النّص بسياقه الثّقافيّ والكشف عن رؤيات النّصوص المتعدّدة المستويات، سواء على المستوى المعرفي أو النفسي أو الثّقافيّ.

  • نموذج عن الدّراسة التّحليليّة

         “أفراد التواصل الاجتماعي بين مطرقة «التمظهر» وسندان الواقع”، وهو مقال علميّ شبه مبسّط[15]، لكاتبه: الأستاذ الدّكتور غسان مراد، نُشِرَ في جريدة الحياة اللّبنانية، في الواقع في 10 نيسان / أبريل 2017.

أول ما يمكننا أن نلحظ أن الإثارة والتشويق قد طغا في انتقاء العنوان الذي جاء في أسلوب خبري غير إنشائي، عبر استخدام الصور البيانية، خاصة الإستعارات الكينية: مطرقة التمظهر، سندان الواقع، بالإضافة إلى المقابلة الواردة:

مطرقة سندان
التمظهر الواقع

استهل المرسل خطابه باستخدام عبارات شائعة لدى مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، ومنها ما جاء على ذكرها بالعامية وأخرى باللّغة الفصيحة المتداولة والشائعة:

  • “«جمالو، تسلملي هالضحكة، متألقة دوماً، منور، صباح الأناقة، بيلبقلك، شو هالطلة أبو الشباب، أهضم عالم، دخيلو القائد…».”

مما يضيف بعضاً من الفكاهة والتشويق إلى الخطاب الذي يفترض أن يبحث في فلسفة العلوم، والذي يفترض بالتالي أن يفسر العلوم بمفردات أكاديمية واضحة ومجردة، وبمصطلحات تقنية وعلميّة، غير أنّ المرسل اعتمد في تفسير تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع والفرد والقيم والمبادئ أسلوب الإثارة والتشويق عبر استخدام نابعة من قلب المجتمع المستهدف سواء على مستوى المفردات المتداولة، فانطلق المرسل من عبارات مستخدمة من قبل العامة في الحياة اليومية، للفت نظره ولتوليد شعور لديه بأنه معني بما يأت المرسل على تفسيره، ولم يكتف المرسل فقط على بعض العبارات التي استهل بها خطابه، إنما استكمل خطابه كاملاً وهو يستعيض عن العبارات التّقنيّة والكلمات العلميّة والجردة بمفردات شائعة، فاعتمد السجل اللغوي المتداول، ليكون قريباً من الجمهور، بتراكيب لغوية بسيطة، فظهر استخدام اللّغة كعنصر إجتماعي واضحاً وجلياً في سبيل تأمين قناة إتصال لغوي جيد بين المرسل والمتلقي، مما يسهم في تحقيق التّأثير بالمتلقي، فجعل المرسل للغة وظائف عدة في الوقت نفسه إلى جانب وظيفتها الأساسية أي التواصلية، فركّز على اعتبار وظيفة اللّغة جمالية في خدمة الوظيفة الوصلية، ومن أهم العناصر اللّغويّة التي ساهمت في تحقيق هذه الوظيفة نذكر الحوار المضمر الذي اعتمده المرسل من خلال التوجه للمتلقي بالاستفهام المتكرر والذي لا يطلب إجابةً، إنما يعرض أسئلة لإثارة فضول المتلقي ولتوليد شعور لديه أنه معني بالموضوع المتناول والمعروض، كما يمكننا أن نلحظ أنّ الأسلوب الإنشائي الإستفهامي قد صاحبه استخدام ضمير المتكلم في الجمع “نحن” – المستتر والبارز والمنفصل والمتصل، الذي يعود للمرسل والجمهور المتلقي، بغية تضمين المتلقي في الخطاب جنباً إلى جنب مع المرسل، نجو:

  • “لم لا نكتفي بأن نكون على الـ«سوشال ميديا» بمثل ما نحن عليه في الحياة الفعليّة؟”

 

  • ماذا يعني الوقوع في فخ التظاهر الكاذب (لنسميه «تمظهر») في العوالم الافتراضيّة، بل أنه صار مسافة أخرى تفصل الافتراضي عن الفعلي؟ هل هناك «هويّة شبكيّة» مضمرة تفرض تلك الممارسات، بمعنى ضرورة إغراق صورة الذات في مظاهر التفوّق، تحت طائلة عدم الحصول على تلك «الهويّة» الافتراضيّة؟”
  • “لم إذاً، لم لا نجرّب الخروج من التنميط الذي تفرضه علينا ممارسات «التمظهر» على شبكات التواصل الاجتماعي؟ هل يصعب علينا الاعتراف بنقاط ضعفنا، لكن أليست هي ما يجعلنا بشراً؟”

كما نرصد دينامية في استخدام الضمائر، حيث توجه المرسل إلى المتلقي بضمير المخاطب – المفرد – بالإضافة إلى صيغة الأمر المستخدمة في سبيل إثارة خيال وفضول المتلقي عبر دعوته إلى إعادة النظر بأشكال الظهور الكاذب التي نشرها عن حياته:

  • “تخيّل نفسك وأنت تطالع بعينيك الصور والنّصوص والتعليقات التي تعلم حق المعرفة أنك «زيّفت» حياتك بها، كي تحصل على «الظهور» المطلوب على الإنترنت.”

مما يمنح المتلقي سلطة في النّص ، فيشعر أنه مساهماً أولاً أو بطلاً في الخطاب، مما يشد انتباهه، خاصة وأنّ المرسل يتناول تكنولوجيا الإتصالات ضمن إطار اجتماعي، فيبني خطابه على العنصر الاجتماعي الأساس وهو المتلقي وحياته اليومية، فيضرب المثل به، وبالتجارب المعاشة بشكل يومي، إذ أصبحت هذه التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومن من بنيتنا النفسية.

كما نلحظ في هذا الخطاب استخدام الحقل المعجمي المرتبط بوسائل التواصل الاجتماعي عبر استخدام المفردات والمصطلحات المتداولة بين العامة:

  • “سؤال يتبادر إلى الذهن بمجرد المقارنة بين حياة من نعرفهم عن قرب بمشاكلها ومآزقها وإرباكاتها من جهة، وبين الحال التي يحاولون الإيحاء بأنهم يعيشونها عبر الصور والتعليقات وإشارات الـ «لايك» ووجوه الـ «إيموكيونز» Emocions وغيرها من الجهة الأخرى.”
  • “تخيّل نفسك وأنت تطالع بعينيك الصور والنّصوص والتعليقات التي تعلم حق المعرفة أنك «زيّفت» حياتك بها، كي تحصل على «الظهور» المطلوب على الإنترنت.”
  • “إذًا، تستند سطوة المظاهر المدّعية على الـ«سوشال ميديا» إلى تلك الحاجة الطفوليّة للإعجاب كنداء داخلي، وربما وجدت إشباعها في عدد المعجبين أو إشارات الـ«لايك».”
  • “وقبل ظهور الشبكات الاجتماعيّة، عمل «تلفزيون الواقع» («ريالتي تي في» Reality TV) على تغذيّة ظهور فردانيّة مفرطة بمعنى أنها لا تتورّع عن التخلي عن المعايير الاجتماعيّة.”

نلحظ هنا أنّ المرسل قد قام تارةً باعتماد مكافئات المفردات بالعربيّة كما هي إلا أنه اعتمد تارةً أخرى على تعريب الكلمات الأجنبية، وأحياناً كتابة مكافئها بالأجنبية بالأحرف اللاتينية، وذلك من باب اختيار وانتقاء المفردات الأقرب إلى التداول بين العامة، فمثلاً كلمة لايك والتي تعني بالعربيّة إعجاب، هي شائعة الاستعمال بالأجنبية حتى بين الأفراد غير المتحدثين باللّغة الأجنبية، إذ يسهم هذا الاختيار في تقوية جسر الإتصال بين المرسل والمتلقي، فجعل المرسل للغة وظيفة إجتماعية من شأنها تقريب المسافة بين المرسل والمتلقي. كما نلحظ استخدام علامات التنصيص بكثرة في الخطاب، إما للفت النظر وإلقاء الضوء على بعض المصطلحات لأسباب متعددة ونذكر منها:

نقل خطاب العامة بشكل مباشر جمالو، تسلملي هالضحكة، متألقة دوماً، منور، صباح الأناقة، بيلبقلك، شو هالطلة أبو الشباب، أهضم عالم، دخيلو القائد…»
المفردات الأجنية المكتوبة بأحرف عربية إشارات الـ «لايك»

«سوشال ميديا»

«تلفزيون الواقع» («ريالتي تي في» Reality TV)

«أنوريكسيا»

المفردات الأجنية المكتوبة بأحرف عربية مع مكافئها بالأجنبية بالأحرف اللاتينية ووجوه الـ «إيموكيونز» Emocions

(«ريالتي تي في» Reality TV)

الكلمة المفتاح ومشتقاتها التي اختارها المرسل للكناية عن التظاهر الكاذب (وهي كلمة ليست مستحدثة، إنما موجودة في اللّغة العربيّة ولكن تعني: ظهر، وهو معنى بعيد عن المعنى المقصود والمشار إليه في الخطاب، وقد فسّره المرسل) «تمظهر»

بـ «تمظهر» شبه مفروض

وزن «التمظهر» الافتراضي

تفصل عيشك عن «تمظهرك»

«التمظهر» أمر طبيعيّ

تلك النواة الأولى من «التمظهر»

رفع التباهي و «التمظهر»

تغذيّة «التمظهر»

ممارسات «التمظهر» على شبكات التواصل الاجتماعي

تزييفها و «تمظهرها»

بأنهم «يتمظهرون»

اسم الشركات التي ضرب المرسل بها المثل شركة «دوف» DOVE لمستحضرات التجميل
إلقاء الضوء على المصطلحات والمفردات المستخدمة إمّأ لكثرة استخدامها أو لتداولها الحديث بين العامة أو لشدة أهميتها ولقوة وقعها على المتلقي. هل هناك «هويّة شبكيّة» مضمرة

تلك «الهويّة» الافتراضيّة

ثقافة «الظهور»

تعلم حق المعرفة أنك «زيّفت» حياتك بها

حاجة الإنسان إلى «نظرة الآخر»

شاشة «تلفزة الواقع»

«نظرة» كاميرا تلفزيون الواقع

ما افترضته الشاشات بأنّه «الأفضل»

وهم «حياة النجوم»

أصحاب «الأفواه الكبيرة»

على الرغم من لجوء المرسل المبسّط إلى المفردات المتداولة السهلة واليسيرة الفهم على المتلقي، إلا أنّه كان لا بد له من اللجوء إلى الحجاج والتفسير الحجاجي البرهاني للتأثير على المتلقي، إما عبر استحضار الأمثلة من حياة الفرد اليومية:

  • “تخيّل نفسك وأنت تطالع بعينيك الصور والنّصوص والتعليقات التي تعلم حق المعرفة أنك «زيّفت» حياتك بها، كي تحصل على «الظهور» المطلوب على الإنترنت.”
  • “في تلك الحال، أي مرارة تتراكم في نفسك من المسافة الواسعة التي تفصل عيشك عن «تمظهرك» على شاشات التواصل الاجتماعي؟”
  • “ويلفت أيضاً أنها ظاهرة تتضخم بل إنها أصبحت أساساً تكثر الأحاديث عنه في العمل والمقهى وجلسات الأصدقاء، بل حتى العلاقات العاطفيّة.”

أو عبر استحضار تجربة أحداث واقعية متعلقة بأحد المشاهير كالليدي ديانا، نحو:

  • […] عبّر عن نفسه بالإلحاح على رشاقة الجسد (حتى لو كانت الـ «أنوريكسيا» ثمناً، على ما برهنته حال الليدي ديانا)… “

أو بالعودة بالبرهان إلى دراسات علميّة واستحضار القيّمين عليها وتجاربهم واستنتاجاتهم العلميّة، ما يعدّ استحضاراً لمخزون المرسل الثّقافيّ الخاص به:

  • جاءت تلك الدراسات خصوصاً من مدرسة التحليل النفسي التي أسّسها سيغموند فرويد، بل وصولاً إلى المتمردين عليها كالمفكرين الفرنسيّين ميشيل فوكو وجاك لاكان. “

علاوةً على إحصاءات قامت بها إحدى الشركات الشهيرة المعروفة لدى العامة:

  • “تفيد استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة «دوف» DOVE لمستحضرات التجميل في عام 2010، بأنّ ما لا يزيد على 2 في المئة من النساء يجدن أنفسهن جميلات!”

وقد جاءت الأمثلة التي استعان بها المرسل أداة جذب وتأثير، على عكس مضامين نصوص فلسفة العلوم غير المبسطة، التي تطرح المضامين دون اللجوء إلى الحجاج والبرهان المستمد من الحياة اليومية أو الشخصية للأفراد والمجتمع، بل لا تطرح إلا أمثلة واضحة مجردة علميّة، قائمة على معطيات رقمية ضمن استنتاجات ودراسات كبيرة، كما ونلحظ، في السياق الحجاجي نفسه، تمثيلاً للمرسل وتجسيداً لمواقفه، إذ لجأ المرسل للكلمات والمصطلحات المعبرة عن الانفعالات:

  • “تكتب تلك الجُمَل وأمثالها آلاف المرات كل يوم على شاشات شبكات التواصل الاجتماعي. فهل فعليّاً نحن نعيش دوماً تلك الحال الجيدة والسعيدة في حياتنا اليوميّة؟”
  • “ماذا يحصل مع تراكم تلك المرارة مع ما يرافقها من إحباط، وصراع مع الذات؟”
  • “إذًا، تستند سطوة المظاهر المدّعية على الـ «سوشال ميديا» إلى تلك الحاجة الطفوليّة للإعجاب كنداء داخلي، وربما وجدت إشباعها في عدد المعجبين أو إشارات الـ«لايك».”
  • “وآنذاك، كان الانتفاخ الفردي «التمظهر» على شاشة «تلفزة الواقع»، يحاصر الفرد الذي كان مستعداً لفعل كل شيء لقاء تغذيّة شعوره بالظهور المتفوّق.”
  • وحاضراً، ريما بات تضخم «التمظهر» على الـ«سوشال ميديا» أقرب إلى سلطة طاغيّة، بل إنّها تنشر رهاباً اجتماعيّاً يوصل الأفراد إلى الانخراط في جهود استيفاء متطلّبات «التمظهر»، تحت طائلة العزل والنبذ والشعور بالوحدة الشديدة.”
  • “كذلك يوصل الشعور بعدم الرضا عن الذات إلى عدم الثقة بالعمل، كما يخفض التفاعل الاجتماعي، إذ يمتنع الفرد عن إبداء رأيه خوفاً من عدم الأخذ به.”

مانحاً المرسل بذلك اللّغة وظيفة ديناميكية انفعالية بغية التّأثير العاطفي والانفعالي، بالإضافة إلى اختيار وانتقاء المرسل للكلمات المذكورة دون غيرها ضمن سياقها ولكن بنظام ترتيب معين في الجمل والعبارات، فنجد أنّ المرسل قد اختار استخدام الكلمات المعبرة عن المشاعر والانفعالات في إطار نقل أفكار علميّة، وذلك لإثارة الشعور والأحاسيس لدى المتلقي، بالإضافة إلى المفردات والمصطلحات الأخرى التي تحمل تقييماً من مدح وقدح، أو إيجابي وسلبي:

مدح قدح
الحال الجيدة والسعيدة، مظاهر إيجابية وسعيدة، التفوّق، الحياة الهانئة، إطراءاتهم، المتفوّق، الأفضل، متميّز بمشاكلها ومآزقها وإرباكاتها، فخ التظاهر الكاذب، ثقيلاً، زيّفت، قاس، التضليل، السفسطة، التدني، يتدنّى، مضطر

هذه المفردات والمصطلحات أيضاً لها وقعها الخاص على المتلقي، فلم يستخدمها المرسل ضمن إطار تعبير موضوعي صرف، إنما قصد بها التعبير عن الانفعالات والمشاعر والتقييم، واستخدم المرسل في الإطار نفسه أسماء التفضيل ضمن مهمات ووظائف عدة:

العبارة اسم التفضيل دلالته
رفع التباهي و «التمظهر» إلى أقصى الأعالي أقصى جاء التفضيل هنا ليكون ظرفاً يسهم في تحديد وتعيين موقع الموصوف، وهنا استخدمه المرسل لإلقاء الضوء على الموقع الذي احتله التباهي وهو في أقصى الأعالي، أي الأول.
نكون أقرب إلى القول أيضاً أن وزن «التمظهر» الافتراضي بات ثقيلاً أقرب جاء هنا التفضيل لذكر التمييز، وتعيين موقع المرسل ضامناً معه المتلقي باستخدام الضمير المخاطب الجمع (نحن).
يعاني ضغطاً مستمراً بأن يبدو على أحسن حال أحسن جاء اسم التفضيل هنا للوصول إلى المفاضلة، والدّلالة على أنّ الفرد يعاني كثيراً للوصول إلى المظهر الأفضل والأحسن، دون ذكر الطرف الآخر، وذلك لإثبات صحة العبارة.
ما افترضته الشاشات بأنّه «الأفضل» الأفضل استخدم هنا اسم التفضيل مع أل التعريف للدلالة على بلوغ أعلى مراتب المفاضلة، وهنا مدحاً، وهنا للدلالة على افتراض الشاشات
يتدنّى تقويم المرء لذاته يجد نفسه «أقل من غيره» أقل من وهنا جاء استخدام التفضيل لتبيان تفضيل طرف على آخر في أصل الوصف المشترك، وهنا الوصف المشترك قد أتى تقديرياً بين المرء والآخرين.

وفي سياق الظّواهر اللّغويّة نفسها، نرصد تعبير المرسل عن موقفه عبر استخدامه لعبارات وصيغ تحمل الظن والاحتمال، إلى جانب ظواهر التوكيد التي تعتبر أساس نقل المضامين العلميّة بوضوح وتجرد وموضوعية، لذلك لن نأتِ على ذكرها وشرح دلالاتها ووظائفها وأشكالها، علماً أنّ أساليب وصيغ التقليل قد تكررت بشكلين مختلفين كالمبيّن أدناه، ما يسهم ويبيّن غياب أي موضوعية في نقل المضامين العلميّة أو حتى في شرح وتفسير الجوانب المختلفة للعلوم على نفس الفرد والمجتمع:

  • “الأرجح أنّه ثمن نفسي قاس على مستوى الفرد، أما أمره على مستوى الجماعات فلربما يحتاج إلى نقاشات مستفيضة.”
  • “وتكفي المتابعة البسيطة للقول إن الأمر يتعلّق بـ «تمظهر» شبه مفروض، بل ربما عبّر أيضاً عن رغبة كامنة في اللاوعي بأن نعيش تلك الحياة الهانئة التي نرسمها بالنّص والصورة على «سوشال ميديا»، على رغم أنها غير متحقّقة فعليّاً في حياتن.”
  • “الأرجح أنه أمر يبدأ مع عيون الوالدين الساهرة وإطراءاتهم المتكرّرة، ما يقودنا إلى محاولة بناء صورة إيجابيّة في دواخلنا عن ذواتنا…”

 

علاوةً على ذلك، نرصد حضوراً مهماً للصور البيانية ولاسيّما الإستعارية المكنيّة، حيث تعد الإستعارة من أكثر الأداءات البيانية تماساً مع العمليات العقلية الإيحائية، إذ يتطلب الأمر لفهمها إعمالاً للعقل، فيحرك ذهن المتلقي لما تنتجه من دلالات إيحائية للصورة سواء تركّزت على التجسيم أو التشخيص أو التخييل. هذه الصور التي الأصل فيها أن تغيب عن كل نص علميّ أو يتناول مواضيعاً علميّة، غير أنّ المرسل في هذا الخطاب جعل منها عنصراً لغوياً أساسياً، فكانت البنى التحتية للخطاب وهي التي طغت فيه ابتداءً من العنوان إلى نهاية الخطاب، ونذكر منها:

  • “بات صعباً التغاضي عن غرق الـ «سوشال ميديا» في الترويج لسياق اجتماعي مرتكز على ثقافة «الظهور»، بل كأنما جمهور مواقع التواصل مرغم على ادعاء الانتماء إلى نمط حياة معيّن، سواء تطابق مع ما يعيشه فعليّاً أم لا.”
  • “وينجم عن ذلك فرد يعاني أنّه يعرف حدوده فعليّاً، لكنه مضطر دوماً إلى رفع التباهي و «التمظهر» إلى أقصى الأعالي، مع ابتلاع مرارة المسافة التي تفصله عن حقائق العيش ووقائعه.”
  • “ألم تكن تلك أيضاً حقبة الانتشار الانفجاري لعمليات التجميل التي لا ترتكز على حاجة طبيّة، بل حاجة الكاميرا وعينها المحدّقة؟”
  • “وكذلك تنجح الشبكات الاجتماعيّة في تغذيّة «التمظهر» يوميّاً، ما يضخّمه ويفلته من عقاله.”
  • “بقول آخر، أدّت «نظرة» كاميرا تلفزيون الواقع إلى إطلاق سباق دائم بين الأفراد نحو ما افترضته الشاشات بأنّه «الأفضل»…”

نرى جيداً أنّ الصور الفنّيّة قد جسّدت أحد أعمدة الكلام في الخطاب بغية التوسع والتصرف بما يخدم ليس فقط تزيين اللفظ وتحقيق البلاغة الجمالية، إنما تنميق الكلام وتحقيق البلاغة الفنّيّة ضمن نظم الجمل وتراكيبها بطريقة تيسّر الفهم والإفهام الذي هو أساس هذا الخطاب، فنرى أن المرسل قد استخدم الأسلوب الإستعاري معتمداً على جمالية الكلام عبر الصور الفنّيّة المعبرة عن مقصده بغية إثبات معنى معين في ذهن المتلقي، حيث استعار المرسل المعنى من اللفظ ثم استعار اللفظ ليكون تبعاً للمعنى، وبهذا تكون قد تحققت الدّلالة الإيحائية، مختاراً الدّلالات والألفاظ المستعارة من مرجعيات ملموسة قريبة ومجربة من قبل المرسل، سواء من عناصر التغذية أو الحيوان أو الإنسان أو الحرب. علماً أنّ المرسل يحاول في فلسفلته للتكنولوجيا التوجه للعامة، لتفسير تأثير هذه العلوم وهذه التّقنيّات على حياتهم على جميع المستويات، فكان لا بد أن يظفر بأحسن الأساليب في العبارة وأقوى السبل في التّأثير ليتلقى القبول من المخاطبين، للكشف لهم عن الحقائق عبر نصب الأدلة، وما كان طرح هذه الأدلة إلاً باستعارة المعاني من الألفاظ المتداولة والشائعة بين العامة، لتيسير فهم الدّلالات الإيحائية المقصودة، والتي تقوم بمجملها بوظيفة واحدة وهي تبيان قوة وسطوة التمظهر على وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا ومدى تأثيره على شخصيتنا ووضعنا النفسي و الاجتماعي، وضرورة التحرر من ثقافة التمظهر والظهور المنتشرة بشكل كبير والذي انتشرت معها ظواهر أخرى لتأمين ظهور الفرد بأحسن حال وأفضل صورة أمام الآخرين. كعمليات التجميل مثلاً: حقبة الانتشار الانفجاري لعمليات التجميل، حيث استعار المرسل معنى لفظ الإنفجار الذي يتسم بالسرعة البالغة والمفاجأة الصادمة وإيقاع الضحايا ومن ثم اللفظ نفسه، وأتبعه بانتشار عمليات التجميل وذلك للدلالة على سرعة وخطورة اتشار هذه الظاهرة، فكان الكلام وجمالية الكلام هنا قناةً لإيصال الرسالة المقصودة وهي توعية المتلقي وتحذيره من تأثيرات ظواهر كهذه في المجتمع، كما نذكر مثال: غرق الـ«سوشال ميديا» في الترويج لسياق اجتماعي مرتكز على ثقافة «الظهور»، وهنا لفظ غرق هو لفظ مستعار قد منحه المرسل لتوصيف حالة وسائل التواصل الاجتماعي ضمن إطار الترويج لثقافة الظهور، حتى لو كان هذا الظهور غير مطابق لحياة الفرد الواقعية، ولفظ غرق يحمل دلالات عدة من رسول في الماء، ووقوع في الدين والإكثار من شيء، وتتحدد دلالة هذا المصدر باللفظ الملازم له، غير أنّ الدّلالة الأولى التي تأتي على ذهن العامة هو تجاوز الحد وهنا أي تجاوزت وسائل التواصل الاجتماعي الحد في تشجيع جمهورها على إظهار جوانب من حياتهم قد لا تكون موجودة فعلاً، وإلى جانب الجهة الجمالية لهذا التعبير، إلا أنّ وظيفته الأساسية هي تنبيه الجمهور المتلقي من ثقافة الظهور هذه وتجاوز الحد في الانخراط فيها. ونلحظ هنا لجوء المرسل دائماً إلى استعارة معان متداولة معروفة وشائعة لدى العامة مع ألفاظها وإصحابها باللفظ المراد، وذلك بغية تيسير الفهم وتبيان الصورة بوضوح.

  • نتائج الدّراسة التّحليليّة

تشير الدّراسة التّحليليّة إلى حضور أدوات البلاغة الجديدة في الخطاب العلميّ المبسّط – كما هو مبيّن في الجدول أعلاه، ممّا يشير بالتّالي إلى صبّ اهتمام المرسل على الصياغة اللّغويّة، في سبيل تأدية وظائفها وفاعلياتها عند المتلقي. فنرى أنّ المرسل قد حرص في انتقاء مفرداته وتراكيبه وصوره، على تجاوز التعامل مع اللّغة كوسيلة اتصال وحسب، بل جعل منها مادة لغوية قابلة للتشكيل الفنّيّ، لتكون جوهر عملية التّبسيط العلميّ. فوضع المرسل إقناع المتلقي والتّأثير فيه، بالإضافة إلى التفسير، الوظيفة الأولى للغة في الخطاب العلميّ المبسّط. لذا، نجد أنّه استخدم أدوات البلاغة المعاصرة، واستغلّ قدرته في استخدام الوسائل التعبيرية والبلاغيّة، بغية نقل رسالته اللّغويّة في صورة يطغو عليها الإقناع والتّأثير. وبالتالي، نلحظ امتلاك المرسل في الخطاب العلميّ المبسّط لوسائل التعبير التي تمكنه من القدرة على الأداء، مع العناية بحسن انتقاء الألفاظ والصيغ، بما يتناسب مع المتلقي، وما يصله به. إذ أنه يدرك أنّ ما يبدعه ليس فقط نتيجة لحركته الذهنية بكل محتوياتها المعرفية فحسب، إنما دافعاً لتحريك حركة المتلقي الذهنية لإضافة المعارف، ورفع مستوى الثقافة العلميّة والتوعية. لقد انطلق المرسل في تشكيل الخطاب العلميّ المبسّط من مراعاته للمتلقي على مختلف المستويات، سواء على مستوى الأسلوب، من حيث النظام اللغوي والنحوي، وعلى مستوى الصور الفنّيّة، من حيث الاعتماد على المحسوسات والرموز والعناصر الاجتماعية والحياتية في تركيبها، وعلى مستوى الفهم والتفسير، من حيث توظيف كل أدوات البلاغة المعاصرة وكل التّقنيّات اللّغويّة المستخدمة في خدمة التفسير، والإقناع والتّأثير، ليكون المتلقي هو الطرف الأول والهدف في عملية الاتصال، عبر منحه الدور الأقوى فيها. ويمكننا ربط هذا الاهتمام بالمتلقي في الخطاب العلميّ المبسّط بما يقوله بشر بن المعتمر عن أنه “ينبغي للمتكلم أن يعرف أقدار المعاني ويوازن بينها وبين أقدار المستمعين وبين أقدار الحالات، فيجعل لكل طبقة من ذلك كلاما، ولكل حالة من ذلك مقاما، حتى يقسم أقدار الكلام على أقدار المعاني، ويقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات، وأقدار المستمعين على أقدار تلك الحالات”[16]. ولا يدلّ هذا إلا على اهتمام واعتناء البلاغيّين القدم بالمتلقي، وأحواله وأوضاعه. لنجد أنّ نظرية التلقي ليست حديثة الولادة، حيث يكون المتلقي هو الذي يبعث الحياة في النّص بعد خروجه من يدي المرسل، وما يحدد ذلك هو قوة التّأثير التي تحدث في المتلقي. وتشمل قوة التّأثير الإقناع، والإمتاع، وشد الانتباه وإثارة الخيال، بغية إدماجه في الرسالة. لذا، نجد أنّ المبسّط قد وضع الأدوات اللّغويّة وتقنيات البلاغة المعاصرة، فأضمن الخطاب العلميّ المبسّط بمجموعة من العناصر الأسلوبية التي من شأنها التّأثير على المتلقي.

  • الخاتمة

احتوت الدّراسة على عرض للتبسيط العلميّ كمطلب أساسي جماهيري للفكر الإنساني المعاصر، لما توصّل إليه من وعي ودراية بأهمية العلوم والحق في المعرفة. كما كان لا بدّ من تناول أساسيات ومبادئ تحليل الخطاب، وخصوصيات تحليل الخطاب العلميّ المبسّط. ثمّ، تم تعيين محدّدات الدّراسة من معايير انتقاء مدونة الدّراسة ومعايير الدّراسة نفسها، بما يتناسب مع السياق الثّقافيّ المسيطر وبما له قوة تأثير على سيكولوجية الجمهور. كما تضمّن العمل التطبيقي التحليلي، من خلال تحليل الأدوات اللّغويّة والظّواهر البلاغيّة المرصودة، على المستوى التّركيبيّ واللّفظيّ والدلاليّ، والوظائف التي تقوم بها في خدمة التّبسيط العلميّ.

قبل الختام، لا بدّ هنا من الإشارة إلى أهم الملحوظات التي توصّلت إليها هذه الدّراسة، وأهمّها ما يلي:

  • لا صلاحيّة للبلاغة في دراسة الخطاب العلميّ المبسّط، إنما يستوجب توظيف الرؤيات المعاصرة للبلاغة لمنحها شرعيّة أكبر، ولمنحها القدرة على المحافظة على كماليّتها، إذ يفترض خلع كساء الوظيفة الجماليّة عن البلاغة، وإلباسها كساءً آخر يتجاوز البعد الجمالي إلى الحجاج والإقناع والتّفسير، مما يقوّي قناة الاتصال مع المحيط الثّقافيّ و الاجتماعي للمتلقي، ومن ثمّ المتلقي نفسه، سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الجمهور العام، من حيث البيئة الثّقافيّة والمتطلّبات الفكريّة والمعرفيّة.
  • الغياب الصارخ لظواهر البلاغة التّقليديّة في الخطاب العلميّ المبسّط في القسم التّطبيقيّ العمليذ، لا يعني اندثارها، إنمّا يعني غياب أهمية استخدامها وتوظيفها، وضعفها على مستوى اتّجاهات البلاغة المعاصرة القائمة على التّأثير والإقناع والتّفسير.
  • يولي المرسل في الخطاب العلميّ المبسّط الاهتمام والعناية الأكبر للمتلقي، ويقوم بتوظيف كل عناصر اللّغة والبلاغة في سبيل تشكيل قوة تأثير عليه، من حيث الإقناع، والإمتاع، وشدّ الانتباه، وإثارة الخيال، بالإضافة إلى الوظيفة التفسيريّة التي تقوم بها الأدوات اللّغويّة والتّقنيّات البلاغيّة في الخطاب.
  • تساهم التنائج التي توصلت إليها هذه الدّراسة في تحسين وتطوير المعالجة الآلية للغة وهندستها، ولا سيّما في مجال التّرجمة الآلية أو بمساعدة الحاسوب. إذ تسهم النتائج في تحديد نوع النّص المعالج آلياً، والمراد ترجمته آلياً، وتسهيل العملية على مختلف مستوياتها، ابتداءً من الصّرف، والنّحو، والدّلالة، ووصولاً إلى المعجم والبلاغة، بالإضافة إلى المساهمة في التّحليل الآلي، وإنقاص الأخطاء الآليّة، سواء على مستوى الفهم، أو الاسترجاع الآلي أو حتى الترجمة الآلية، أو بمساعدة الحاسوب، من حيث مثلاُ اختيار المترادفات. ومع صبّ معظم الجهود على تحسين الأداء الآليّ على مستوى التّحليل الصّرفي والنّحوي، تبقى عملية البحث في المعجم وانتقاء التّرادفات في غاية الدّقة وينقصها الكثير من التّطوير والتّحديث الدائم. لاسيّما وأنّ نتائج هذه الدّراسة كشفت عن احتواء النّصوص العلميّة المبسّطة على متلازمات لفظية، ومفردات وتعابير خارجة عن إطار المصطلحات العلميّة، بل تختلف في انتمائها إلى الحقول المعجمية المتنوعة، كالحقل المعجميّ المرتبط بالحياة اليوميّة، أو العاطفيّة، أو المهنيّة… وهنا تكمن صعوبة النقل الآلي. بالإضافة إلى الصّور البيانية التي يستخدمها المبسّط في سبيل التّأثير، والإقناع والتّفسير، والتي تشكّل عمليّة نقلها إلى لغة أخرى آلياً واحدة من أهمّ الصّعوبات من حيث تحديد الصّورة المكافئة لها باللّغة الهدف، والحفاظ على الآثر نفسه من حيث التّأثير أو الإمتاع أو التّفسير. وعسى أن تكون هذه الدّراسة بما جاءت به من نتائج دافعاً لصبّ الجهود على حلّ هذه الصّعوبات في عمليّة التّرجمة الآليّة لنصوص التّبسيط العلميّ.

فهرس المصادر:

  • شادي عبد الحافظ. (27 سبتمبر, 2016). تبسيط العلوم: من هوكينغ إلى توايلايت. تم الاسترداد من https://www.ida2at.com/you-can-simplify-the-science-1/
  • سيد رمضان هدارة. (1980). لغة العلم . كتاب بحوث مؤتمر مجمع اللغة العربية الدورة 47. القاهرة.
  • فضل صلاح. (1992). بلاغة الخطاب وعلم النص. الكويت: عالم المعرفة.
  • مجلة الفيصل العلمية. خصوصيات اللّغة العلميّة العربيّة وضرورات تنميتها المستدامة. (يوليو 23، 2018). باشا، أ. ف. تم الاسترداد من https://www.alfaisal-scientific.com/?p=2652
  • محمد أبو الفضل ابراهيم، و علي محمد البجاوي. (2003). الوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني. بيروت، لبنان: منشورات المكتبة العصرية.
  • محمد طجو. (2014). بحث في الترجمة العلمية. موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب.
  • عمرو بن بحر الجاحظ. (1998). البيان والتبيين (المجلد 1). القاهرة، مصر: مكتبة الخانجي.

فهرس المصادر الأجنبيّة:

  • Dictionnaire Larousse. Recupére sur http://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/vulgarisation/82649.
  • Jacobi, D. (1999). La communication scientifique: discours, figures et modèles.
  • Loffler-Laurian, A.-M. (1983). Typologie des discours scientifiques: deux approches. Études de linguistiques appliquées, Numéro: 51.
  • Oxford dictionnary. Récupéré sur http://en.oxforddictionnaries.com>popularization.
  • Robert, P. (2004). Nouvelle Edition du PETIT ROBERT,Paris, France : Dictionnaires Le Robert.

فهرس مصادر مدوّنة الدّراسة

  • أحمد مغربي. (03 يونيو, 2018). هل ينقذ الذكاء الاصطناعي ال”سوشال ميديا” أم يفاقم أزماتها؟ جريدة الحياة. تم الاسترداد من alhayat.com/article/4584382/ثقافة-و-مجتمع/علوم-وتكنولوجيا/هل-ينقذ-الذكاء-الاصطناعي-ال-سوشال-ميديا-أم-يفاقم-أزماتها
  • إسماعيل الجرف. (أكتوبر, 2018). بيولوجيا الحب: يبدو أن ملفك الوراثي قد يكون له رأي ما في قواعد جاذبيتك. مجلة العلوم الحقيقية، عدد 25.
  • شادي عبد الحافظ . (04 ديسمبر, 2016). هل تقول النظرية النسبية إن كل شيء نسبي؟ موقع إضاءات. تم الاسترداد من https://www.ida2at.com/does-the-theory-of-relativity-says-that-everything-is-relative/
  • شادي عبد الحافظ . (5 يناير, 2019). العيش بوجهين… ما الذي يقوله علم النفس عن تعدد الشخصيات؟ موقع ميدان الجزيرة. تم الاسترداد من https://midan.aljazeera.net/miscellaneous/science/2019/1/5/العيش- بوجهين – ما – الذي – يقوله – علم – النفس – عن – تعدد – الشخصيات
  • شادي عبد الحافظ. (12 فبراير, 2019). سحر الدايت… هل يمكن أن نواجه الإكتئاب بالحمية الغذائية؟ موقع ميدان الجزيرة. تم الاسترداد من https://midan.aljazeera.net/miscellaneous/science/2019/2/12/
  • عمر المريواني. (مارس – أبريل, 2019). لماذا يشعر مرضى السكري بالجوع عند تعرضهم لنقص سكر الدم؟ مجلة العلوم الحقيقية، عدد 30.
  • غسان مراد. (14 نوفمبر, 2015). “الفجوة رقمية”… ليست رقمية! جريدة الحياة. تم الاسترداد من alhayat.com/article/708105/-الفجوة-رقمية-ليست-رقمية!
  • غسان مراد. (10 أبريل, 2017). أفراد التواصل الاجتماعي بين مطرقة «التمظهر» وسندان الواقع. جريدة الحياة. تم الاسترداد من alhayat.com/article/858439/أفراد-التواصل- الاجتماعي-بين-مطرقة-التمظهر-وسندان-الواقع
  • كاميليا حسين. (25 فبراير, 2019). هل اقتربت البشرية من سياحة الفضاء أم أنها محض خرافة؟ موقع ميدان الجزيرة. تم الاسترداد من https://midan.aljazeera.net/miscellaneous/science/2019/2/25/هل-اقتربت-البشرية-من-سياحة-الفضاء-أم-أنها-محض-خرافة
  • محمد صلاح قاسم. (06 فبراير, 2019). الحموضة: كيف نهزم نار الليل وألم الصباح؟ موقع إضاءات. تم الاسترداد من https://www.ida2at.com/how-to-get-rid-heartburn/
  • منة نوفل. (18 أغسطس, 2018). أقزام وعمالقة: حكاية موت نجم. موقع إضاءات. تم الاسترداد من https://www.ida2at.com/star-death-story/
  • نور الدين عزار. (فبراير, 2019). مستقبل التخاطر – التخاطر الكترونياً. مجلة العلوم الحقيقية، عدد 29.

الهوامش:

[1] محمد أبو الفضل ابراهيم، و علي محمد البجاوي. (2003). الوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني. بيروت، لبنان: منشورات المكتبة العصرية، ص: 17.

[2] كتاب علميّ فيزيائي فلكي، يحاول هوكينغ فيه تبسيط وشرح المفاهيم الفيزيائية عن مكونات، نشأة الكون وتطوره كما حاول الإجابة على أغلب الأسئلة المتعلقة بالكون والفيزياء الحديثة.

[3] شادي عبد الحافظ. (27 سبتمبر, 2016). تبسيط العلوم: من هوكينغ إلى توايلايت. تم الاسترداد من https://www.ida2at.com/you-can-simplify-the-science-1/

[4] المرجع السّابق نفسه.

[5] Loffler-Laurian, A.-M. (1983). Typologie des discours scientifiques: deux approches. Études de linguistiques appliquées, Numéro: 51. PP : 8-20.

[6] فضل صلاح. (1992). بلاغة الخطاب وعلم النص. الكويت: عالم المعرفة. ص: 164.

[7] سيد رمضان هدارة. (1980). لغة العلم . كتاب بحوث مؤتمر مجمع اللغة العربية الدورة 47. القاهرة.

[8] مجلة الفيصل العلمية. خصوصيات اللّغة العلميّة العربيّة وضرورات تنميتها المستدامة. (يوليو 23، 2018). باشا، أ. ف. تم الاسترداد من https://www.alfaisal-scientific.com/?p=2652

[9] بالإضافة إلى وحدات القياس العرفية الأمريكية United States Customary Units وهي عبارة عن نظام قياس يستخدم بشكل شائع في الولايات المتحدة.

[10] Jacobi, D. (1999). La communication scientifique: discours, figures et modèles. PUG. P :129.

[11] الموقع الرّسمي للمعجم:

http://en.oxforddictionnaries.com>popularization

“Scientific Popularization is making a scientific or academic subject accessible to the general public by presenting it in an understandable form”

[12] الموقع الرّسمي للمعجم:

http://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/vulgarisation/82649

“ La vulgarisation scientifique est l’action de mettre à la portée du plus grand nombre des non spécialistes des connaissances techniques et scientifiques’’.

 

[13] Robert, P. (2004). Nouvelle Edition du PETIT ROBERT,Paris, France : Dictionnaires Le Robert. “ La vulgarisation scientifique est Le fait d’adapter un ensemble de connaissances techniques, scientifiques, de manière à les rendre accessibles à un lecteur non spécialiste’’.

[14] محمد طجو. (2014). بحث في الترجمة العلمية. موقع الجمعية الدولية للمترجمين العرب. تم الاستراداد من

Http://www.arabswata.org/forums/uploaded/445_1172845283.gif

[15] نرى أنّ تصنيف المصادر من مجلات وجرائد ومواقع الكترونية يأتي ضمن بابَي الخطاب العلميّ المبسّط، والخطاب العلميّ شبه-المبسّط، وذلك بالاعتماد على أنماط وخصائص الخطاب العلميّ الذي وضعها لوفلير لوريان: Loffler-Laurian, A.-M. (1983). Typologie des discours scientifiques: deux approches. Études de linguistiques appliquées, Numéro: 51. PP : 8-20.

[16] عمرو بن بحر الجاحظ. (1998). البيان والتبيين (المجلد 1). القاهرة، مصر: مكتبة الخانجي. ص: 8788.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website