foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

تعليم “رياض الأطفال” عن بُعد

0

تعليم “رياض الأطفال” عن بُعد

صعوبات تصطدم بخصائص النّموّ لمرحلة الطفولة المبكّرة وحاجات المرحلة العمريّة

شافية عز الدّين)[1](

مقدّمة

الظواهر والتغيّرات والأزمات المتنوّعة التي تحصل في العالم، جزء لا يتجزأ من سيرورة الحياة، بأشكالها وأنواعها المتعدّدة: سواء أكانت تَلقائية الحدوث أو تطورت على يد الإنسان، تملك صبغة مفيدة في تكوينها مستقاة من جمال الخالق الذي أوجد العلل في هذا الكون. ولكن، لا يمكننا رؤيتها بهذا النحو إذا لم ننظر إلى المجريات حولنا بعين الجمال والفائدة، وإلاّ سنراها عقوبات تُعيق حياتنا بشكلٍ صامت. والكائنات البشرية مخلوقاتٌ مميزة لامتلاكها أداة العقل، التي تساعدها على مواجهة المستجدات المتنوعة بتعدّد الظروف والتنشئة الاجتماعية لكل كائن بشري، في نوع النظرة إلى العناصر والتركيبات المحيطة لتقديم مفاهيم جديدة. وصل في شهر شباط 2020 الوباء العالمي كورونا إلى لبنان، وعلى الرّغم من الإجراءات الاحترازية وحملات التوعية، انتشر المرض بشكل سريع ما أدى الى إقفال عام في البلد تزامن مع انطلاقة العام الدراسي الجديد، لذا حرصت الوزارات المعنية وشددت على ضرورة إبقاء المدارس مغلقة في ظل هذا الانتشار الواسع للفيروس، وتحوّل التعليم إلى تعليم من بُعد بالاعتماد على برامج تواصل متعدّدة من خلال الأجهزة الإلكترونية المتداولة والمتوفّرة، ما أدّى إلى أزمة حقيقية لدى القطاعات التربوية بأكملها، سواء أكانت خاصة أو عامة. “أوجدت جائحة كوفيد – 19 أكبر انقطاع في نظم التعليم في التاريخ، وهو ما تضرر منه نحو 1,6 بليون من طالبي العلم في أكثر من 90 بلدًا وفي القارات جميعها. وأثّرت عمليات إغلاق المدارس وغيرها من أماكن التعلم على 94 في المائة من الطلاب في العالم، وهي نسبة ترتفع لتصل إلى 99 في المائة في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا([2])“.

“وكان من نتائج حالة الإرباك التي سببتها أزمة كوفيد – 19 للحياة اليومية أن حوالي 40 مليون طفل في جميع أنحاء العالم قد فاتتهم فرص التعلّم في مرحلة الطفولة المبكّرة في السنة الحرجة السابقة للتعليم المدرسي([3])“، وبالتالي خسارة فرصة الوجود في بيئة اجتماعيّة تفاعليّة محفّزة على تعلّم التواصل الجيّد والفعال خصوصًا في مراحل الطفولة الأولى، بل حتى النّمو الصحّيّ السّليم في كثير من الحالات، نتيجة حالة الطوارئ التي أعلنت لدى معظم المدارس، والجامعات، والمؤسسات التّعليميّة، ودور الحضانة والإغلاق للتقليل من فرص انتشار الفيروس، مع محاولة إيجاد وسائل بديلة باعتماد التعليم الإلكترونيّ الذي يطول الجدل حوله. فالقطاع التربوي في لبنان الذي يعاني من مشاكل متعددة ومتراكمة في الأساس، كان من الطبيعي أن يكون أول المتأثرين بالأزمة الصّحّيّة المستجدّة، خصوصًا القطاع العام منه، أو المؤسسات التعليميّة غير المركزيّة في إدارتها، أو غير التابعة لنظام تعليميّ خارجيّ، وبالتاليّ ازدياد نسبة الطلاب الذين يعانون من فقر التّعليم. والحديث عن اعتماد وسائل تعليميّة بديلة في بلد يعاني من مشاكل كهرباء وضَعف في الإنترنت، في ظلّ أزمة اقتصاديّة خانقة ومستمرة مع عجز وغياب شبه تامّ للدولة.

كل ما تقدّم ساهم في وضع التعليم أمام أزمة حقيقية وتحدّيات يصعب مواجهتها بشكل آنيّ، والتوجه نحو اعتماد وسائل إلكترونيّة بديلة غير متقدمة في التعليم الإلكترونيّ من بُعد ضمن الإمكانيات المتاحة، التحديّ الأصعب يكمن في التساؤل عن كون هذه الخطة البديلة تنفع للمراحل العمرية جميعها؟! وعن كمّ الفائدة منها خصوصًا على الأطفال الذين يكتسبون المفاهيم عن طريق المشاركة التفاعليّة. “فالطفل ليس عليه الذهاب إلى الروضة فقط لمجرد وجوده في بيئة تعليميّة، ولكن يجب أن يُعدّ حضور الطفل بمؤسسة رياض الأطفال فرصة جيّدة للعب والتفاعل مع أقرانه في بيئة تتميّز بالخصائص التربويّة المناسبة والثريّة بالألعاب لدعم الجوانب التنمويّة لديه”([4])، الأمر الذي يزيد التحديات والصعوبات المتعلقة بخصائص النّموّ لمرحلة الطفولة المبكرة وحاجات المرحلة العمريّة.

المحور الأول: مرحلة الطفولة المبكّرة من سنتين إلى 6 سنوات

من المراحل المُهِمَّة التي يمرّ بها الإنسان، ذات قيمة تقديريّة في المجتمعات، نتيجة ما تحمله من مظاهر نموّ متعدّدة تحفّز الطفل على التقدّم نحو مراحل النّموّ التالية. إنّها حجر الأساس في بناء شخصية الفرد وإشباع الحاجات الفيزيولوجية والنّفسيّة التي تحقق النّمو الطبيعيّ للطفل، إذ كل ما يكتسبه في هذه المرحلة يساهم بدرجة كبيرة في رسم ملامح شخصيته، وتحديد سلوكه في المراحل اللاحقة.

أولًا. خصائص النّموّ: الجسديّ – الحسّيّ – العقليّ – الانفعاليّ – الاجتماعيّ

الطفل كائن نامٍ، يتطور ويتغيّر بشكل يومي، بل آني. ينمو في جسده، وفي تفكيره، وفي طاقته، وفي إدراكه، وهو يحتاج في ظل هذا التغيّر والنّمو المستمر إلى أن يتكيّف مع البيئة المحيطة به، وبالتالي تحقيق الصحة النفسيّة التي تساهم في التوازن بين متطلبات نموّه وتطوره ومتطلبات تكيّفه مع المجتمع والحياة. وقبل بَدء الحديث عن خصائص النّموّ، لا بدّ من تعريف موجز لمفهوم النّموّ الذي هو: “سلسلة من التغيرات المتعدّدة الجوانب، التي تهدف إلى غاية مرتبطة باكتمال النضج واستمراره وهو يحدث بطريقة خاصة تحكمها مجموعة من العوامل الداخليّة والخارجيّة التي تؤثّر في الإنسان([5])“.

  • النّمو الجسديّ

إن النّمو الجسديّ في هذه المرحلة مُهمّ من حيث الزيادة في الطول، والوزن، والحجم، لأن كل عضو وكل جزء من أجزاء الجسد ينمو بسرعة خصوصًا، وفي وقت محدد، وبطريقة متعدّدة عن سائر الأعضاء، فالطفل في هذه المرحلة لا بد من أن يجيد الحركات التي تحتاج إلى قوة بدنيّة.

يساعد الطفل بأن يتمتع بصحة جيدة إذا حُسّنت تغذيته، كما يجعله أكثر تحمّلًا للتعب، ويستطيع مواصلة النشاط لحِقب طويلة. كما يجعل مقاومته للأمراض أكثر منها من كل المراحل السّابقة، وفي مرحلة المراهقة القادمة، ويبلغ معدل الوفيات الحد الأدنى في هذه المدة([6]).

  • النّمو الحسي الحركي

من الطبيعي في هذا السّياق أن”يمارس الطفل نشاطات حركيّة معقّدة مثل الألعاب التي تشمل الجري وركوب الدراجات، كما يمارس الألعاب الرياضيّة المنظمة، وذلك بسبب زيادة مستوى توافقه الحركيّ العضليّ([7])“. “وتعد مرحلة الطفولة المبكرة مُهِمَّة لتطور الجانب الحركيّ لدى الطفل، وهذا الجانب هو الخاص والأكثر أهمّيّة في بناء البنية الجسميّة، وفيها تبنى الأسس وترسخ عادات النشاطات الجسميّة المتعدّدة، ففي السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل تنمو لديه دافعيّة التفاعل الحركيّ الإيجابيّ والسّلبيّ مع البيئة، كما تتطوّر في هذه المرحلة حركاته المتعدّدة، حيث تبدأ من الزّحف لتتطور إلى المشي، وتبدأ المشكلة حينما لا يشجع الطفل على القيام بالحركات المتعدّدة([8])“.

خلال مرحلة الطفولة المبكّرة تنضج حواس الطفل بالتدريج فيزداد نمو الطفل، وتعرفه على العالم الخارجي المحيط به باستخدام كل الحواس التي يستطيع إشراكها في عملية الاكتشاف، وتزداد قدرته على ممارسة الحركات العمليّة الدقيقة التي تحتاج تحدّي كالأشغال اليدويّة مثلًا، فيصب الطفل اهتمامه وتركيزه في النشاط العقليّ والتكوين الإدراكيّ، إذ تتميز هذه المرحلة بزيادة واضحة في التحكم بالأطراف وزيادة السيطرة على الجهاز العضليّ والحركيّ، مع ارتفاع معدّل الدقة والمهارة.

  • النّمو العقلي

يبدأ التمييز بين القدرات الخاصة وبين الذكاء والقدرات العامة، كما يستمر التفكير في النّمو وتزداد القدرات الخاصة بالانتباه والتركيز في حدتها ومدتها. ينمو ذكاء الطفل تدريجيًّا حيث يبدأ في استخدام المفاهيم والمدركات، وفي آخر المرحلة تنمو لديه القدرة على الابتكار تظهر ملامح التخيّل الواقعيّ الإبداعيّ وتزداد القدرة على تعلم المفاهيم. يرفض الطفل النقد الموجه له من طرف الكبار كما يرفض النقد الذاتيّ([9]). في هذه المرحلة يتعرض الطفل للكثير من عمليات التطور والتغيير لمواكبة نضجه العقلي بما في ذلك عمليات الإدراك والحفظ والتفكير والتخيّل وغيرها من الذكاءات والإدراكات.

  • النّمو الانفعالي

يبدأ النّمو الانفعاليّ في هذه المرحلة لدى الطفل بشكل تدريجي، حيث يبدأ السلوك الانفعاليّ لديه يأخذ قالبًا سلوكيًّا خاصًّا بعد أن كانت ردود أفعال بشكل عام، وبالتالي تبدأ مرحلة التعبير بشكل لفظيّ عند الاستجابة للانفعالات في ما كانت انفعالات يُستجاب لها بشكل جسمانيّ، لا يوجد طابع أو لون محدّد للانفعالات إذ تتنوع وتتناقض وقد تكون شديدة المبالغة أحيانًا، إنها تعتمد على استجابات الطفل والمحيط الخاص به. يطلق على هذه المرحلة عنوان “مرحلة عدم التوازن”، حيث تأخذ الانفعالات الشّديدة قوالب عدة ولكنها حادة، على سبيل المثال: مزاج حاد، خوف حاد، غيرة حادة، والخ… وهي تعود إلى أسباب نفسيّة أكثر من كونها فيزيولوجيّة، خصوصًا عندما تنتقل من مجرد كونها انفعالات ذات طابع تواصليّ متعلقة بالحاجات الأوليّة من نوم وجوع وألم وغيرها، إلى شعور الطفل بقدرات غير عادية تجعله ثائرًا ومتمرّدًا على القيود والحدود المفروضة عليه.

لذا عند بداية محاولة الطفل التخلّص من الانفعال الطفوليّ والتصرّف كما لو أنّه راشد قد كبر، يمكن عدُّ أن الطفل قد بدأ مرحلة الاستقرار والثبات العاطفيّ ودخول مرحلة “الطفولة الهادئة”، التي تأتي تباعًا لمرحلة الطفولة المبكرة، أي مرحلة النّمو الانفعاليّ الهادئ.

  • النّمو الاجتماعيّ
  • يزداد احتكاك الطفل بجماعات الكبار واكتسابه معاييرهم واتجاهاتهم وقيمهم حسب جنسه.
  • تتقدم عملية التهيئة الاجتماعيّة فيعرف المزيد من المعايير والقيم، ويهتم بالتقييم الأخلاقيّ للسلوك.
  • يزداد تأثير جماعة الرّفاق ويقل تأثير الوالدين، يزداد نمو الاستقلال، ويقل الاعتماد على الكبار.
  • يتوحد الطفل مع الدور الجنسيّ المناسب، ويتضح التوحد مع الجماعات، أو المؤسسات حيث يفخر الطفل بفوز فريق مدرسته مثلًا في مباراة.
  • يبتعد كلا الجنسين في صداقته مع الآخر([10]).

عدا عن ظهور النزاعات القيادية والتعاطف نحو غيره من الأطفال، مع ازدياد حب التقليد الأعمى.

ثانيًا: الحاجات النّفسيّة والتّربويّة لمرحلة الطفولة المبكّرة

بوصف أن الطفل هو الثروة الحقيقيّة في الأسرة، فالطفولة هي الحجر الأساس في بناء المجتمع، لذا فإن مرحلة الطفولة من أخطر مراحل تكوين شخصية الفرد نموًّا وأهمّيّةً، وهو الذي سيكبر ويصبح فاعلًا في المجتمع، وخصوصًا في سنوات الطفولة المبكرة، لأنّها أقرب إلى مرحلة الزّرع الذي سيؤتي أُكُلَهُ في المستقبل. “المربي ينطلق من قواعد ليبني… والتربية النفسية تقوم على مراعاة الحاجات الإنسانيّة وعدّها في الوقت نفسه نقطة انطلاق نحو البناء الأسلم([11])“، وأولى هذه الاحتياجات النّفسيّة للطفل هي الحاجة إلى المحبّة، وهي حاجة نفسيّة إنسانيّة، يشبعها الطفل من خلال والديه والمحيطين به، وتبعث في نفسه الأمن والطمأنينة، وحرمان الطفل من المحبّة يولّد في نفسه انعكاسات نفسيّة خطيرة تؤثر على سلوكه وشخصيته، أمّا الحاجة الثانية فهي الحاجة إلى الاعتبار، أي اعتراف الآخرين به، ويبدأ الطفل في إشباع هذه الحاجة في بداية عمر السنتين، حيث يبحث عن إشباع حاجته إلى الاعتبار، يريد أن تكون له مكانة، وأن يجد من والديه نوعًا من التقدير والاحترام والاعتبار داخل الأسرة، ويحاول أن يُشعر نفسه وأسرته بالاستقلالية ويرغب في الاعتماد على نفسه. فمن أجل تربية شخصية سليمة متّزنة عقليًّا وعاطفيًّا وجسديًّا، لا بدّ من العناية بإشباع احتياجات الطفل في المراحل الأولى التي تبدأ فيها هذه الشخصية بالنشوء.

يعتقد الكثير أن تربية الأطفال تقتصر على إشباع الأمور البيولوجيّة من مأكل وملبس وغيرها من الغرائز التي يشترك بها الإنسان والحيوان، مع غضّ الطرف عن الحاجات الاجتماعيّة، والنفسيّة، والتربويّة التي تساهم في نشوء صحّة نفسيّة سليمة لدى الطفل التي من المُهِمّ إشباعها لتحقيق النّموّ الجسديّ، والنفسيّ، والعقليّ المتّزن. والأهداف الأساسية لمناهج الروضة تستند إلى الحاجات النفسّية والتربويّة لمرحلة الطفولة المبكرة، من توفير جوّ الأمان والطمأنينة الذي يساعد الطفل على التكيّف والاندماج مع محيطه مع مراعاة خصائص طفولته، مع العمل على تنميته ليصبح اجتماعيًّا، وتعزيز روح الانتماء والاندماج مع الآخرين، إضافة إلى تعزيز عملية تنمية مهارات الطفل الحسيّة والجسديّة والعاطفيّة ليعبّر عن ذاته وتوسعة أفق التفكير والخيال لديه، مع مراعاة الفروقات الفرديّة والنّفسيّة بين الأطفال وإدخال قيم سلوكيّة ومبادئ تقويميّة ضمن المحتوى التعليميّ المقدّم له في المفاهيم المكتسبة.

ثالثًا: أسس تعلّم الطفل في هذه المرحلة ومبادئها

مرحلة الرّوضة محطّة أساسيّة في نمو الطّفل، هي مرحلة قائمة بذاتها تؤسّس لمراحل التعليم اللاحقة، وتمتد على مدى السنوات التي تسبق مرحلة التعليم الابتدائيّ. لها مناهجها الخاصّة المبنيّة على المبادئ التربويّة والأبحاث الحديثة على الصعد الإنسانيّة والتربويّة والماديّة، وتتجسّد في برامج وأنشطة وطرائق ووسائل وأساليب تقييم ملائمة لا بد من مراعاتها، استنادًا إلى النظريات التربويّة والنّفسيّة التي تتلائم مع خصائص التعلّم وإمكانياته وآليّاته لدى الطفل. ترتكز مرحلة الرّوضة على المبادئ الأساسية الآتية:

  • إنماء الطّفل إنماءً شاملاً من النواحي: الجسديّة، والعاطفيّة، والاجتماعيّة، والذهنيّة.
  • الطّفل محور العمليّة التّربويّة.
  • الحواسّ هي المدخل الأساسيّ لعمليّة التعلّم في مرحلة الرّوضة، وذلك من خلال تفاعل الطفل الحسّيّ المباشر مع عناصر البيئة المحيطة به.
  • الاعتماد على التّرابط الوثيق في الميادين المتعدّدة وتداخل اللّغة عبر الأنشطة كافّة.
  • الانطلاق من بيئة الطفل، ومكوّناتها المادّيّة، والثقافيّة.
  • مراعاة الفروق الفرديّة بين الأطفال عمومًا ولا سيّما ذوي الاحتياجات الخاصّة.
  • مراعاة التطوّر التربويّ العلميّ والتَّقنيّ.
  • استخدام الوسائل، والطرائق، والأساليب الناشطة، والتكنولوجيا (بما فيها تَقنيّات المعلومات والاتّصالات).
  • عدّ اللعب المبدأ الأكثر فاعليّة في عمليّة النماء، سواء أكان حرًّا أم موجّهًا.
  • التقويم عمليّة مستمرّة تقيس مدى تحقّق الكفايات من خلال الأدوات المعتمدة في هذه المرحلة.
  • الكفايات ومراحل الكفاية تبقى كما هي في السنوات الثلاث، وتتعدّد درجات التركيب فيها من سنة إلى أخرى على مستوى الموارد([12]).

ليس بمقدور الطفل في هذه المرحلة التعامل مع التعليم المجرّد من معلومات وأشكال وأرقام، بل يمكنّه من التعرّف إليها من خلال عرضها عليه بصورة تدريجيّة يتفاعل معها من خلال المعرفة الحسّيّة، إذ إنّ الطفل هو محور التعليم وليس المنهج التعليمي، لذا لا بدّ من صبّ الخبرات لتنظيم الأهداف وتخطيطها وهي التي يستطيع الطفل من خلالها تحقيق التفاعل. مع الأخذ بالحسبان أنّ قدرة التركيز والانتباه في هذه المرحلة متفاوتة بين الأطفال وهي قصيرة المدى بالمجمل، وتزداد هذه المدة كلّما كان الطفل مهتمًّا بمحتوى التعلّم، مستمتعًا به، نشطًا خلاله، ويستطيع ممارسته، أي التعلّم عبر الاكتشاف لا التلقين والحشو، لأنّ الطفل يتعلّم من خلال اللعب الهادف أي المُخطّط له الذي يمكنّه من التفاعل والحركة. فالعملية التعليميّة لدى الطفل قائمة على استراتيجيّة توظيف المهارات العقلية العليا، بشكل يستطيع تشخيص المشكلة أو اكتشاف المعلومة التي يبحث عنها محاولًا حلّها أو مواجهتها بالتعرّف إليها، أي بالتفاعل الذاتيّ المباشر مع المحسوسات بين يديه ليكوّن معنى إدراكيّ حسّيّ، وهذا ما يسمّى التعلّم بالعمل والممارسة.

المحور الثاني: أهداف مرحلة رياض الأطفال

تعدُّ رياض الأطفال حلقة الوصل بين الطفل والمجتمع الكبير، وهي تقوم بتنمية إمكانيات الطفل وقدراته، ومهاراته، وذكاءاته ليكون قادرًا على مواجهة المراحل التعليميّة اللاحقة، لذا فهي الركيزة الأساسية في حياة الفرد، إنّها مؤسّسات تربويّة واجتماعيّة تسعى إلى تأهيل الطفل بشكل سليم قبل الانتقال إلى الحياة المدرسيّة، وما يليها من مراحل حياتيّة. “في السابق كان ينظر إلى مؤسّسات الرّوضة من وجهة نظر تحدّ من التأثير الإيجابيّ لها على نمو الطفل، وقد أنشئتْ أول روضة رسمية للأطفال في الولايات المتحدة العام 1873 بغرض تهيئة الطفل للانخراط في المجتمع بشكل صحيح، ثم تغيرت تلك النظرة ليصبح هدف تلك المؤسّسة التربوية تعليم الفضائل الأخلاقيّة للأطفال في الأحياء الفقيرة، ثم تغيّرت تلك النظرة مرة أخرى حيث تحدّدت أهداف الروضة في مساعدة الأطفال الصغار للانتقال جسديًّا، واجتماعيًّا، وعاطفيًّا، ومعرفيًّا، بسهولة لمرحلة التعليم الابتدائي([13])“. تعدّ مؤسّسات رياض الأطفال من المؤثرات البيئية المُهمّة على تنمية جوانب النّمو المتعدّدة لدى الطفل من جهة، ومستقبل المجتمع على الصعد كافّة، لأنّ الرّوضة التي تهدف من برنامجها الرعائيّ والتربويّ تقديم نموذج حديث يستطيع معه الطفل إدراك ذاته كإنسان منفتح محبّ متفاعل، فهي بطريقة غير مباشرة تقوم بتجهيز مواطن ناجح اقتصاديًّا، وإنسانيًّا، وتعليميًّا، واجتماعيًّا من خلال تربيته على القيم الأخلاقية الخَيّرة.

يمكن تلخيص أهداف رياض الأطفال بما يلي([14]):

  • إمتاع الأطفال في جوّ من الحرية والحركة.
  • إكساب الأطفال المعلومات والفوائد المتنوعة من خلال اللعب والمرح.
  • تنمية القيم والآداب والسلوك المرغوب فيه عند الأطفال.
  • تنمية الثّقة بالنّفس والانتماء لدى الأطفال.
  • تدريب الأطفال على تحمّل المسؤوليّة والاعتماد على النّفس.
  • تحفيز الأطفال وخلق الدوافع الإيجابيّة عندهم نحو العمل.
  • تنمية المهارات المتعدّدة والقدرات الإبداعيّة لدى الأطفال.
  • تعويد الأطفال على حبّ الجماعة والعمل التعاونيّ.
  • المساهمة في حلّ كثير من المشكلات لدى الأطفال كالخجل، والانطواء والعدوان… إلخ.
  • إطلاق سراح الطاقات المخزونة عند الأطفال وتفريغها بطريقة إيجابيّة.
  • توطيد العلاقة بين الطفل ومعلّمته من خلال التفاعل معه بصورة فرديّة.

الدّور التربويّ لرياض الأطفال([15])

إنّ أهداف التربية في رياض الأطفال لا تنفصل عن أهداف التّربية بشكل عام، فإذا كانت التربية تهدف إلى بناء المواطن الصالح الذي يسهم في بناء وطنه بشخصيّة متكاملة، فإنّ الدّور التربويّ لرياض الأطفال يتمثّل في: تنمية شخصية الطفل من النواحيّ الجسميّة، والعقليّة، والحركيّة، واللغويّة، والانفعاليّة، والاجتماعيّة.

  • مساعدة الطفل على التعبير عن نفسه بالرموز الكلاميّة.
  • مساعدة الطفل على التعبير عن خيالاته وتطويرها.
  • تساعد الطفل على الاندماج مع الأقران.
  • تنمية احترام الحقوق والملكيّات الخاصّة والعامّة.
  • تنمية قدرة الطفل على حلّ المشكلات.
  • تأهيل الطفل للتعليم النظاميّ وإكسابه المفاهيم، والمهارت الخاصة بالتربيّة الدّينيّة، واللغة العربية، والرياضيّات، والفنون، والموسيقى، والتربية الصحيّة، والاجتماعيّة.
  • يؤهّل الطفل للانتقال الطبيعيّ من الأسرة إلى المدرسة بعد سنّ السادسة.
  • تنمية ثقة الطفل بذاته كإنسان له قدراته ومميّزاته.
  • التعاون مع الأسرة في تربية الأطفال.

المحور الثالث: تحديات النظام التعليميّ بسبب جائحة كورونا في رياض الأطفال

تنعكس الأزمات في أيّ بلد على معظم القطاعات العاملة فيه، وتتعدّد الانعكاسات من قطاع إلى آخر، إن كانت سلبًا أو إيجابًا، كما تتعدّد نسبة التأثير في المدى البعيد أو القريب، فأزمة التعليم في ظلّ جائحة كورونا قد تكون الأخطر لسنوات مستقبلًا على مستوى التعليم والخرّيجيين، لأنّ نواتج التعلّم والتعليم تؤثر في نمو البلد ككل، لما له من أثر مستقبليّ على سوق العمل والأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة وغيرها. كان لا بد في ظل انتشار فيروس كورونا، من أن تطال رياض الأطفال بعض التحديات نتيجة اتخاذ قرار التعليم من بعد التي يمكن حصرها في ورقتنا هذه بالتحديات الخاصة بالتعامل مع التقنيات وتكلفتها الماديّة من ناحية مسؤوليات المعلمة ومهاراتها في التعامل مع محتوى المادة والإمكانيات المتوفرة، يليها الجهد في التعامل مع الأطفال ومع منهج العمليّة التعليميّة، ومهارات الأهل في المساندة في هذه الظروف.

أحصت منظمة الأمم المتحدة للتربية، والعلم، والثقافة، “اليونسكو”، أن أكثر من 1.5 مليار طالب في 165 دولة اضطروا للانقطاع عن الذهاب إلى المدارس والجامعات جراء جائحة فيروس كورونا المستجد. وأجبرت الجائحة الهيئات الأكاديميّة حول العالم على اكتشاف أنماط جديدة للتعلّم والتعليم، ومنها التعليم الإلكتروني، والتعليم عن بعد. وتعدّ هذه التجربة تحدٍّ للطلاب والمعلمين، الذين صاروا مضطرين للتعامل مع الصعوبات العاطفيّة، والجسديّة، والاقتصاديّة، التي فرضتها الجائحة، مع التزامهم بدورهم للحد من انتشار الفيروس([16]). لذا يُعدّ التعليم من بعد Distance Learning الخِيار الأمثل في ظلّ انتشار فيروس كورونا في العالم، يتضمن التعليم عن بعد تقديم بديل عن الحضور الشخصي في الصفوف المدرسية، والغرض منه الوصول بشكل كبير وسريع إلى أكبر شريحة تعليميّة متاحة، بإمكانيات ومهارات متوفّرة لدى الفئة العظمى لمواجهة الأزمة الطارئة، والحد من انتشار الفيروس. يهدف استخدام التكنولوجيا في التعليم لمرحلة رياض الأطفال الحصول على المعارف والحقائق والمفاهيم التي تنمّي عقول الأطفال، كما أنّه مصدر للابتكار والإبداع للطفل وللمعلم عند إعداد الدروس في العملية التعليمية، بالإضافة إلى تنمية مهارة البحث والاستكشاف، كما يساعد الطفل على استرجاع المعلومة، وتمتع أجهزته بالجاذبيّة ما قد يجعله وسيلة للتعلّم مدى الحياة([17]). لقد أُصدرت معايير عدّة للتعليم في حالات الطوارئ، والأزمات من قبل الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ (INEE)، وهي شبكة تابعة للأمم المتحدة وتهدف إلى تأييد حقّ التعليم في حالات الطوارئ والأزمات على تعدّد أنواعها ومسبّباتها، ومن تلك المعايير:

إنّ التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان بما فيهم المتضررون من الأزمات، والعمل لاستدامة خدمات التعليم والالتزام بمعايير واضحة للجودة والتعامل مع تلك الأزمات التي تؤثر على التعليم ليس لأنها حالات طارئة، بل هي فرصٌ للتغيير الإيجابيّ([18]). وللتعليم الإلكتروني دور في تعزيز بعض نواحي النّموّ المتعدّدة لدى الأطفال، خصوصًا تلك المخصصة لتعليم الأطفال مهارات حسّيّة وتنمية مهارات لغوية وشفهيّة وإبداعيّة لديهم، لكن وعلى الرّغم من كلّ المزايا التي يمكن أن تصب في خانة الفوائد والإيجابيات، إلاّ أنّ عملية التعليم من بعد بالوسائل الإلكترونيّة المتوفرة مصحوبة بالعديد من المصاعب التي تشكّل عثرة في إنجاز متطلبات المنهج التعليميّ الخاص بكل مرحلة، خصوصًا في الروضة.

يتطلب هذا النوع من التدريس مهارة وخبرة وهما غير متوفّرتين بالشكل الكافي لدى معلّمات الروضات، بالإضافة إلى أنّ هناك نقص في الاستعداد المجتمعيّ والمؤسّسيّ لمنح الثقة الكاملة لمثل هذا النوع من التعليم. كما أنّ هناك صعوبة في مراقبة الجودة لهذا النّمط الجديد من التدريس والتعليم خصوصًا للأطفال الصغار في الروضات([19])، من دون التطرّق إلى الحديث عن المشكلات التي قد تصاحب هذه العملية عند تحميل الوسائط وغيرها من الملفّات، أو عمليّات المونتاج البسيطة لصناعة محتوى تعليميّ يفي بالغرض، أي تصميم حصّة تعليمية إلكترونيّة، لأنّ قسمًا كبيرًا من المعلّمات والمعلّمين غير خاضعين لدورات تدريبيّة تأهيليّة للتعاطي مع وضع طارئ مماثل يحتاج فيه المربّي لصناعة محتوى إلكترونيًّا مدمج، أو ذو وسائط إيضاحيّة تفاعليّة، يستطيع من خلاله الطفل في الروضة تشغيل حواسه البصريّة والسمعيّة ليرسخ في ذاكرته مفهوم واضح وسليم. والحديث عن إعداد دروس وحصص إلكترونيّة، يستلزم وجود معدّات كافيّة وحديثة لتواكب تحضيرات هذه العملية التعليميّة، فلا بد من وجود جهاز حاسوب مجهّز بأحدث البرامج أو على الأقل بالبرامج المخصّصة لإعداد الحصص والدّروس المطلوبة في المرحلة التعليميّة، مع توفير اشتراك جيّد وسريع من باقات الإنترنت لتسهيل عمليّة الاتّصال والتواصل عبر شبكات الإنترنت، مع تأمين اشتراك كهرباء بشكل دائم إمّا لدوام التعليم الوجاهيّ، أو لدوام إعداد محتوى الحصص الوجاهيّة وغيرها من الدّروس، أي هناك تكلفة مادّيّة لا بد من أخذها بالحسبان قد تكون عائقًا، إمّا على كاهل الرّوضة، أو المعلّمة أو الأهل. مع الالتفات إلى أنّ الأجهزة والمعدات والبرامج عرضة للفيروسات الإلكترونيّة المخربة والمدمرة للمعلومات الموجودة على الحواسيب ما يتطلب معاينتها ومداراتها بشكل مستمر من قبل المعلمات اللواتي معظمهنّ لا يلتفتن أو يفقهن في هذه التفاصيل. هذا عدا عن أنّ الطفل الذي هو محور العمليّة التعليميّة في مرحلة رياض الأطفال، يحتاج إلى الحركة، والتنقل، واللمس، والتواصل الحضوريّ المباشر مع زملائه والاكتشاف عند اكتساب المعلومات والمفاهيم لتعزيز شخصيته المعرفية والاجتماعيّة وصقلها، إذ كلما اتّسع مكان وجوده خلال عملية التعلّم كلما ازدادت فرص تواصله الناجح مع العالم الخارجيّ وما يدور حوله، فكيف الحال وهو جليس أمام شاشة ملوّنة يتلقّى منها الرسائل التي قد تشوّش تركيزه في بعض الأحيان لتداخل الكثير من المثيرات باختلاف أشكالها وأنواعها التي تشتّت انتباهه عن التركيز في المحتوى التعليميّ، وهذا ما يزيد الثقل والجهد على الطفل ويؤثر على كل أشكال النّمو السليم لديه. وهنا نبذة تختصر التحديات والصعوبات التي قد تواجه عمليّة التعليم من بعد، من نواحٍ عدة:

  • التقنيات والمعدات والمستلزمات التي تدخل ضمن النسق المراد عبره بث الرسالة التعليميّة.
  • إعداد كادر تعليميّ وتدريبه قادر على مواكبة التغيّرات والمستجدات الطارئة التي تحتاج إلى متابعة المهارات بشكل دائم وتطويرها.
  • استنزاف كبير لطاقة الطفل وقدرته على التركيز والتحليل من بعد عبر شاشة في سبيل كسب المعلومة، أو المفهوم التعليميّ والتربويّ الذي كان يعتمد مسبقًا على التفاعل الحيّ في القاعات والصفوف.
  • إشراك الأهل في العمليّة التعليميّة، في تحضير بيئة تدريسيّة شبيهة ببيئة الروضة، مع تأمين الجوّ العام والمستلزمات التي تساهم في توضيح الدرس والقيم وتفسيرها، وهذا يحتاج إلى مهارات عالية وصبر من قبل الأهل في المنزل، وممارسة دور المربّي المساعد.
  • التقليص من حجم الأهداف والغايات المراد تحقيقها من المنهج الأكاديميّ، نتيجة عدم وجود قدرة وإمكانيّة إرسال أكبر كم من الرسائل التربوية إلى أكبر عدد من الأطفال، وبالتالي التخفيف من العناوين والتركيز على أولويّات هذه المرحلة.

خاتمة

استنادًا إلى ما تقدّم بات واضحًا أنّ البقاء ضمن دوامة فيروس كورونا والتعليم من بعد غير واضحة الملامح، فالأزمات قد تتكرّر بألوان وأشكال متعدّدة، والتعليم من بعد بات خِيارًا مطروحًا قيد البت كنموذج تعليميّ محاذٍ للتعليم الحضوريّ في قاعات الصفوف، بعيدًا من فكرة بقاء أزمة الإغلاق بسبب فيروس كورونا أو زوالها… وما علينا سوى الإقرار بأنّ هذه الخطّة البديلة تنفع لجميع المراحل العمريّة، وهناك فائدة منها حتّى على صعيد الأطفال في مرحلة الروضة، لكنّها تحتاج إلى دراسات أكثر وتهيئة مدارس ومراكز متخصّصة بوضع برامج قادرة على مواكبة نمو الطفل تربويًّا وتعليميًّا بشكل سليم وإن كان خِيار التعليم من بُعد مع كوادر تعليمية كفوءة، خصوصًا أنّ التطور التكنولوجيّ بات أسرع، وهناك إمكانيّة للاستفادة من كل الذكاءات الصناعية المحيطة بنا. التعليم من بعد يعدّ تحديًّا كبيرًا خصوصًا في مرحلة رياض الأطفال، حيث تقوم العملية التربوية في هذه المرحلة على تنمية الطفل بشكل كامل كونه محور العمليّة التربويّة، وليس عملية التعليم، لذا يمكن مراعاة بعض الأسس، والمبادئ، والخصائص عند تقديم الرّسالة التربويّة وبرامجها، بحيث تصبح قادرة إلى حد معين أن تكون بديلًا ناجحًا، أهمها ما يجب أن تكون عليه:

  • تفاعليّة ضمن المجموعة الإلكترونية، ولكنها تطبق بشكل فردي.
  • متكاملة من حيث المحتوى مع التركيز على المحاور التنموية التي يحتاجها الطفل عن طريق الإثارة والتشويق.
  • إيصال المعلومة عبر وسائط إلكترونيّة متنوّعة وجاذبة مع الحفاظ على المرونة في إمكانيّة تعاطي الطفل معها.
  • أن تحافظ على الشقّ الترفيهيّ والتثقيفيّ مع عدم تهميش إشباع خيال الطفل وحبّه للمغامرة. ومن هذا المنطلق يمكن للعمليّة التعليميّة في مرحلة رياض الأطفال أن تشبع بعضًا من خصائص النّمو التي يحتاجها الطفل عن طريق التعليم من بعد، ومحاولة إشباع الحاجات النفسيّة والتربويّة لمرحلة الطفولة المبكرة، من خلال مراعاة أسس تعلم الطفل في هذه المرحلة ومبادئه، وذلك يصب تركيز محتوى المادة التعليميّة الإلكترونيّة في أهداف مرحلة رياض الأطفال الأساسية، ومحاولة مواجهة أو التقليل من التحديات والعوائق التي قد تحول دون أن يكون الطفل محور العمليّة التربويّة، وهذا يحتاج إلى تكاتف جميع الأطراف المعنيّة في إيصال الرّسالة التربويّة إلى الطفل، ابتداءً من المنهج التربويّ المنصوص، إلى الوسيلة الإلكترونيّة ومحتواها ووسائطها، إلى مهارات المشرفين والمعلمين وقدراتهم وصبرهم، إلى تعاون الأهل في إنجاح هذه العملية وصولًا إلى الطفل بطرق فعّالة تنمويّة لا تدميريّة ومحبطة، خصوصًا أنّ الأطفال اليوم هم على تماسّ مع التكنولوجيا، ولديهم معرفة أوّليّة في كيفيّة التعاطي مع هذا الفضاء الإلكترونيّ، فقط ينقص أن تحاول الأطراف المعنيّة دراسة الإمكانيّات وما يتوفّر لديها لتعزيز ما لدى الطفل من ذكاء إلكترونيّ يخدم العملية التعليمية من بعد.

النجاح في هذه المواجهة يكون على قدر المشقّة، وبما أن هذا النوع من التعليم هو حديث وطارئ على المنظومة التربوية كان لا بد من أن يشكل بعض الإرباك في عمليّة التعليم، لكنّها مع الوقت والتدريب والخبرة والتعاون يمكن أن تكون وسيلة ناجحة إذ وضعت ضمن أطر وقوالب سليمة، خاصة في زمن السّرعة والتّطور الإلكترونيّ… فالواقع الإلزاميّ اليوم غير المحبّب والشاق نوعًا ما، قد يصبح خِيارًا متاحًا إلى جانب التعليم الحضوريّ يلجأ إليه الكثيرون، خصوصًا إذا فتحت آفاق التعليم من بعد خِيارات لا متناهية وغير محلّيّة، لأنّ التركيز على إيجابيّات هذه العمليّة التعليميّة يخفّف من حدّة الصعوبات والعوائق، ويمكن تصويبها نحو مآلها الصحيح.

المراجع

  1. الأمم المتحدة، موجز سياساتي: التعليم أثناء جائحة كوفيد 19 وما بعدها، آب 2020، ص: 2.

https://www.un.org/sites/un2.un.org/files/policy_brief_-_education_during_covid-19_and_beyond_arabic.pdf

  1. سعيد زيان. (2007). مدخل إلى علم نفس النمو. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر. ص: 8.
  2. عفاف أحمد عويس. (2003). النمو النفسي للطفل. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر. ص: 243.
  3. رمضان محمد قذافي. (2000): علم نفس النمو: الطفولة والمراهقة. المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، مصر. ص: 34.
  4. سعيد زيان. (2007): مدخل إلى علم نفس النمو. ديوان المطبوعات الجزائرية، الجزائر. ص: 80.
  5. عفاف أحمد عويس. (2003): النمو النفسي للطفل. دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان. ص: 234.
  6. مصطفى أبو السعد. (2001). الحاجات النفسية للطفل، مركز الراشد، الكويت. ص: 6.
  7. منهج مرحلة الروضة. موقع المركز التربوي للبحوث والإنماء للجمهوريّة اللبنانيّة.
  8. د. محمد يوسف أبو ملوح، مدير مركز القطان للبحث والتطوير التربويّ – غزة.
  9. الأمم المتحدة. الأثر الأكاديميّ. كوفيد 19 والتعليم العالي. https://www.un.org/ar/collection/59101/14022
  10. د. بتول عبد الباقي. (2019). التعليم الإلكترونيّ ودوره في تعزيز بعض نواحي النمو المختلفة لدى الأطفال من وجهة نظر طالبات قسم رياض الأطفال – كلّيّة التربية – صبيا. المجلّة العربيّة للإعلام وثقافة الطفل. المجلّد الثاني، العدد (9). ص: 49-50.
  11. د. أحمد سالم. (2004). تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكترونيّ. مكتبة الرشد.
  12. Anna Gromada, Dominic Richardson and Gwyther Rees, UNICEF Office of Research, Childcare in a global crisis: the impact of COVID-19 on work and family life, 2020, p.8.
  13. https://www.unicef-irc.org/publications/pdf/IRB-2020-18-childcare-in-a-global-crisis-the-impact-of-covid-19-on-work-and-family-life.pdf
  14. Fetting, & Kevin, K. (2006). Should all Children attend preschool? NEA Today; 24(7), p 44.
  15. Nelson, E. (2012). Cultivating Outdoor Classrooms Designing and Implanting Child-Centered Learning Environments. U.S.A: RedLeaf Press.

https://www.redleafpress.org/Cultivating-Outdoor-Classrooms-Designing-and-Implementing-Child-Centered-Learning-Environments-P365.aspx

  1. Gayle-Evans, G. (2004). It is never too soon: A study of kindergarten teachers’ implementation of multicultural education in Florida’s classrooms. Professional Educator; 26 (2), 1-15. https://files.eric.ed.gov/fulltext/EJ728471.pdf
  2. https://inee.org/ar/about-inee

– طالبة في المعهد العالي للدكتوراه الجامعة اللبنانية الآداب والعلوم الإنسانيّة – قسم العلوم الاجتماعية. [1]

[2]– الأمم المتحدة، موجز سياساتي: التعليم أثناء جائحة كوفيد 19 وما بعدها، آب 2020، ص: 2.

https://www.un.org/sites/un2.un.org/files/policy_brief_-_education_during_covid-19_and_beyond_arabic.pdf

[3]– Anna Gromada, Dominic Richardson and Gwyther Rees, UNICEF Office of Research, Childcare in a global crisis: the impact of COVID-19 on work and family life, 2020, p.8.

https://www.unicef-irc.org/publications/pdf/IRB-2020-18-childcare-in-a-global-crisis-the-impact-of-covid-19-on-work-and-family-life.pdf

[4] -Fetting,M. & Kevin, K. (2006). Should all Children attend preschool?. NEA Today; 24(7), p44.

[5] – سعيد زيان. (2007). مدخل الى علم نفس النمو. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر. ص: 8.

[6] – عفاف أحمد عويس. (2003). النمو النفسي للطفل. دار الفكر للطباعة و النشر والتوزيع ، القاهرة، مصر. ص: 243.

[7] – رمضان محمد قذافي. (2000). علم نفس النمو: الطفولة والمراهقة. المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، مصر. ص: 34.

[8] -Neslon, E. (2012). Cultivating Outdoor Classrooms Designing and Implanting Child-Centered Learning Environments. U.S.A: RedLeaf Press.  https://www.redleafpress.org/Cultivating-Outdoor-Classrooms-Designing-and-Implementing-Child-Centered-Learning-Environments-P365.aspx

[9] – سعيد زيان. (2007). مدخل إلى علم نفس النمو. ديوان المطبوعات الجزائرية، الجزائر. ص: 80.

[10] – عفاف أحمد عويس. (2003). النمو النفسي للطفل. دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان. ص: 234.

[11] – مصطفى أبو السعد. (2001). الحاجات النفسية للطفل، مركز الراشد، الكويت. ص: 6.

[12] – منهج مرحلة الروضة. موقع المركز التربوي للبحوث والانماء للجمهورية اللبنانية. https://www.crdp.org/curriculum-content_details

 

[13] Gayle-Evans, G. (2004). It is never too soon: A study of kindergarten teachers’ implementation of multicultural education in Florida’s classrooms. Professional Educator; 26 (2), 1-15.

https://files.eric.ed.gov/fulltext/EJ728471.pdf

[14] – د. محمد يوسف أبو ملوح، مدير مركز القطان للبحث والتطوير التربوي – غزة. http://www.mabarrat.org.lb/Blog/2151/

[15] – د. محمد يوسف أبو ملوح. المصدر نفسه.

[16]– الأمم المتحدة. الأثر الأكاديمي. كوفيد 19 والتعليم العالي. https://www.un.org/ar/collection/59101/14022

[17] – د. بتول عبد الباقي. (2019). التعليم الإلكتروني ودوره في تعزيز بعض نواحي النمو المختلفة لدى الأطفال من وجهة نظر طالبات قسم رياض الأطفال- كلية التربية – صبيا. المجلة العربية للإعلام وثقافة الطفل. المجلد الثاني، العدد (9). ص: 49-50.

[18]https://inee.org/ar/about-inee

[19] – د. أحمد سالم. (2004). تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني. مكتبة الرشد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website