foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

بنو زهر ودورهم النّظريّ والعملي في الطب

0

بنو زهر ودورهم النّظريّ والعملي في الطب

في عصر ملوك الطوائف ومن بعدهم([1])

أ.م.د. رضاب حاتم ياسين([2])

أ.د. إيمان محمود حمادي([3])

الملخص

إنّ المستوى العالي للأنشطة الاقتصاديّة في الأندلس والممارسة للإنتاج كان له الأثر الكبير في الارتقاء بالمستوى المادي والمعاشي للمجتمع، ما أسهم إسهامًا بارزًا في مظاهر الترف التي عاشها الأندلسيون، فضلًا عن وفرة المواد الأولية في أرض الجزيرة التي أعانت على قوة دخل الفرد والدولة والمجتمع، ومن طبيعة البشر على العموم أنّهم يأخذون مظاهر المدينة عن طريق التعلم حينًا وفي بعض الأحيان يحاكي الإنسان من هو أرقى منه فيحاول التشبه به من خلال التطور وطرق المعيشة والعمران، وهذا ما نراه عند الأندلسيين حكامًا ومحكومين ففي أغلب أوقاتهم كانوا يحاكون المشارقة في كل شيء من طرائق العلم إلى العمران، فكانت الحركة العلميّة في الأندلس ازدهرت ازدهارًا ملحوظًا أبان عصر ملوك الطوائف وما تلاه، وخصوصًا الطب، إذ حقق الأندلسيون فيه نتائج كبيرة على الصعيدين النّظريّ، والعمليّ وفي هذا الوقت ظهرت أسرة بني زهر في الأندلس، وظهر على يد أفراد هذه الأسرة أعظم الانجازات في مجاليّ الطب والصيدلة، فأضافوا إلى من تقدمهم أوصاف الأمراض التي تجتاح جسم الإنسان وشخوصها تشخيصًا علمًا، وأوجدوا لها العلاج الناجح، ما خلق لهم شهرة عظيمة في أوساط الشّعب الأندلسيّ، وما حدا بالحكام إلى تقريبهم ورعايتهم، بل أنّ صيتهم تعدى الأندلس والمغرب إلى المشرق والبلدان الأوربية، وترجمت مؤلفاتهم واستفادوا منها في التدريس والعلاج، ولأهمية هذه الأسرة ودورها في تقديم الطب، نسلط الضوء على دورها من خلال التعرف على أشخاصها ودورهم العظيم في ازدهار علم الطب.

Banu Zahr and their theoretical and practical role in medicine

In the era of sect kings and after them

Summary:

The high level of economic activities in Andalusia and the practice of production had a great impact in raising the material and livelihood level of society، which made a significant contribution to the manifestations of luxury experienced by Andalusians، as well as the abundance of raw materials on the island that helped the strength of income of the individual، the state and society، and from the nature of Humans، in general، take the manifestations of the city by learning at times، and sometimes the person imitates someone who is superior to him، trying to imitate him through development، ways of living and urbanization، and this is what we see among the Andalusian rulers and ruled. ، was the scientific movement in Andalusia flourished remarkably during the era of the cult kings and what followed، especially medicine، as Andalusians achieved great results in it both theoretically and practically. They added to those they presented descriptions of the diseases that invade the human body and their personalities in a scientific diagnosis، and they created a successful treatment for them، which created for them great fame among the Andalusian people، which prompted the rulers to bring them closer and take care of them. And they benefited from it in teaching and treatment، and because of the importance of this family and its role in providing medicine، I highlight its role by getting to know its people and their great role in the flourishing of medical science.

المقدمة

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ (سورة يونس، 57)، ويقول تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ (سورة الاسراء، 82)، فالإسلام بهذه الآيات الكريمة وغيرها اهتم بعلاج النّفوس وتطيرها من الأمراض التي من المحتمل أن تكون أسبابها نفسية، فسعى الأطباء إلى الاعتناء بذلك وإيجاد العلاج الناجح لتخليص المريض مما يعنيه نفسيًا وجسديًا، وقد كان أغلب الطب المستخدم قبل الإسلام يعتمد في بعض علاجه على السّحر والشعوذة وغيرها، فلما أشرقَ نور الإسلام واهتدى الناس بهداه، دلّهم على الطريقة الصحيحة في الاستشفاء، فاجتهد العلماء المسلمون حتى جاؤوا بنتائج أبهرت العالم، فهذا ابن زهر عميد الأسرة اعتمد في المداواة على التّجربة والبرهان، فانتقد كتب من تقدمه وأوجد علاجًا لكثير من الأمراض المستعصية، وقد سار أبناؤه ومن بعدهم على هذا السبيل، فكانوا محل احترام وتقدير كل الشعوب، وهذا ما سنوضحه في هذا البحث.

تمهيد: عصر أسرة بني زهر

عاشت أسرة بني زهر خلال ثلاثة قرون في الاندلس عبر ستة أجيال من هذه الأسرة، كان لها إسهامًا عظيمًا في رفد الحضارة العربية الإسلاميّة بالعلوم الطبية المهمّة من النّاحية النّظريّة والتّطبيق العمليّ، ونظرًا لما للعصر والبيئة من أثر في حياة الإنسان من ناحية السياسة التي يعاصرها والأحوال الاجتماعيّة التي يعيشها والتيارات الفكرية التي يكون متأثرًا فيها، كل ذلك يترك أثره في نفس الإنسان الذي يتعرض لهذه الأحوال، وبالتالي تؤثر في سلوكه العلميّ وإنتاجه الثّقافيّ، ولما كان بنو زهر من أعلام العصر الذي نؤرخ له، لا بدّ من دراسة ذلك العصر، ولو بصورة موجزة من أجل الوقوف على أثر ذلك في تكوين هذه الأسرة العلميّة الفذّة.

  1. عصر ملوك الطوائف

بعد سقوط الخلافة الأمويّة بالأندلس سنة 422ه- 1030م، فقدت الأندلس وحدتها السّياسيّة وانقسمت إلى دويلات مستقلة، أطلق عليها المؤرخون اسم “دويلات الطوائف” وهم بين رئيس قبيلة أو حاكم لإحدى الكور أو وزير سابق وغيرهم(السامرائي، 2000، 244)، فأصبحت الأندلس تضم عدّة مناطق قامت فيها دويلات الطوائف، واستمر الوضع على هذه الحالة حتى دخول المرابطين إلى الأندلس، وعملوا جاهدين على إعادة الوحدة السّياسيّة في هذا الإقليم المهم من أقاليم الدولة الإسلامية، عن طريق إنهاء هذه الكيانات الواحدة بعد الأخرى(السامرائي، 2000، 244).

عاشت دويلات الطوائف أكثر من ثمانين سنة كانت تلك الدويلات صراعًا مريرًا من أجل احتلال أجزاء من جارتها، فترتب على ذلك نتائج سيئة تمثلت في الانحلال السّياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ الذي أنهك المجتمع الأندلسي في هذه البقاع، ولما كان الضعف السّياسيّ سمة ذلك الواقع فقد تكالبت القوى النّصرانيّة المجاورة لبلاد الأندلس في ما سموه بحرب الاسترداد، فكانت الدّول الضعيفة تستقوي بهؤلاء ضد إخوانهم في الدول الطامعة فيهم (عبد المجيد، 1981، 75-75)، ومع كل هذا الضعف والتشتت وكثرة الخلافات بين تلك الممالك إلّا أنّ الحركة العلميّة استمرت بالعطاء كامتداد للعصر السّابق، فكان ملوك الطوائف على الرّغم من ضعفهم السّياسيّ اهتموا كثيرًا بالعلم والعلماء وغدت قصورهم منتديات ومجامع لرعاية أهل العلم، فكانوا بحق رعاة العلوم والآداب، فازدهرت العلوم في تلك الحواضر وأصبح الملوك يتفاخرون بأنّهم حماة العلم ودعاة الحضارة والتقدم، وكان من جرّاء ذلك أن ازدهرت العلوم بما فيها العلوم الطبية والفلسفية والرياضيّة والطبيعيّة، فكان لهذا الأثر العظيم في تقدم الأندلس بعمومها على سائر الدول المجاورة لها (راضي، 69).

وظهر بنو زهر كأعظم ممثلي الحركة العلميّة في هذا العصر، فنجحوا في وسائل العلاج، واستطاعوا بالجوّ العلميّ المتوفر لديهم من التوفيق بين خبراتهم العلميّة والأسس الفكرية لمن سبقهم (حسن، 1980، 53).

  1. عصر المرابطين

قامت هذه الدولة في أول أمرها ببلاد المغرب، وساعد على تثبيت أركانها وجود قائد قوي هو يوسف بن تاشفين([4])، فعمل على توطيد سلطانه وبسط نفوذه إلى بلاد الأندلس بعد القضاء على ملوك الطوائف(حسن، 1980، 54)، فازدهرت العلوم على سابق عهدها، وانتشرت دور العلم، وتطورت الدراسات العلميّة والأدبية، مع سيادة الأمن في المجتمع بكل طبقاته، وكثر الخير وعمّ العدل، فكان المناخ العلميّ أكثر انتاجًا وتقدمًا على الصعيد النّظريّ والعملي(حسن، 1980، 443).

إنّ المهمّ الّذي امتاز به العصر المرابطي هو أنّ ولاة الأمر في هذه الدولة كانوا يخضعون لسلطة الفقهاء، فساد العدل وانتشرت المدارس واهتموا بمصالح المسلمين في المغرب فأدى ذلك بمجموعة إلى التقدم في الحكم والسياسة وازدهار العلم (الصلابي، 2006، 163).

  1. عصر الموحدين

خلفت هذه الدولة عصر المرابطين في حكم المغرب والأندلس، وسارت على نهج الدولة السابقة في الأمن والاستقرار، كما شمل التّطور والازدهار النواحي السّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والعلميّة كافة(المراكشي، 1963، 148)، فكان ذلك أثره الكبير في الإنتاج الفكري والتقدم العلميّ وانتشار العلماء وكثرتهم (حسن، 1980، 443-444)، كما اتسم عصر الموحدين بالحركة الفكرية؛ وذلك لأنّهم سمحوا بدراسة الفلسفة والمنطق والعلوم الأخرى التي كانت غير مسموح بها في دولة المرابطين، ما وفر مناخًا كبيرًا في البحث العلميّ وتلاقح الأفكار (دندش، 1980، 380)، وكان لملوك هذه الدولة دور فعال في تشجيع العلماء؛ لأنّه دولتهم أساسًا قامت على الدين (دندش، 1980، 384)، فاكتسبت كثير من الأسر العلميّة المكانة السّامية في ظل هاتين الدولتين، فتولى بعضم الوزارة والكتابة والقضاء، ومن خلال ذلك أبدعت تلك الأسر في المجال العلميّ ومنهم: أسرة بني زهر التي هي موضوع بحثنا. هذا بإيجاز ما أردت تقديمه عن الدول التي عاصرتها هذه الأسرة وابدعتن في ظلها.

المبحث الأول: علماء الطب في الأندلس

عرّف العلماء العرب المسلمون الطب أنّه: “صناعة تنظر في بدن الإنسان من حيث تمرض وتصح، فيحاول صاحبها حفظ الصحة وبرء المرض بالأدوية، بعد أن يتبين المرض الذي يخص كل عضو من أعضاء البدن، وأسباب تلك الأمراض التي تنشأ منها، وما لكل مرض من الأدوية” (ابن خلدون، 2000، 493)، وعرّفه آخر أنّه: “علم يُبحث في بدن الإنسان من جهة ما يصح ويمرض، ولالتماس حفظ الصحة وإزالة المرض (التهانوي، 1963، 61)، ولأهمية هذا العلم ووضح مبادئه ونجاح وسائل العلاج فيه القائمة على المبادئ النّظريّة والعملية، فلم يجدوا صعوبة في التوفيق بين خبرتهم التجريبية والأسس التي نقلوها عن اليونان (حسين، 20)، عرفوا عن دراية طب أبقراط([5])، وجالينوس([6]) ، وأضافوا إلى علوم هؤلاء خبراتهم في المجال النّظريّ والعملي حتى خرجوا بنتائج متطورة، وصححوا بعض المفاهيم التي ورد في بعض كتب اليونان بما أملاه عليهم العلم التّجريبيّ” (الشرقاوي، 1979، 123).

إنّ أطباء الأندلس استفادوا في تطورهم من الطب العربي في المشرق، الذي هو الآخر شهد تطورًا بارزًا، ثم انتقل بدوره بواسطة الأطباء والمؤلفات إلى الأندلس (الشرقاوي، 1979، 126)، فبرعوا فيه وأسدوا جهودًا كبيرة للإنسانية وذلك بالإنجازات القيمة التي سارعت في تقدم هذا العلم، فاحتل عندهم من العناية والاهتمام ووفرة الإنتاج ما جعله ينال المنزلة السامية في المجتمع الأندلسي والتي ترجمت تلك الأعمال إلى اللغة اللاتينية (الشرقاوي، 1979، 126)، وفي ذلك يقول شاعرهم: (ابن بسام، 1979، 2، 892)

كلُّ علمِ  ما خلا الشرع

*** وعلم الطب باطل

غير أنّ الأول الطب

*** على رأي  الأوائل

هل تمام الشرع إلّا

*** أن يكون الجسم كامل

فإذا كان عليلًا

*** بطلت تلك العوامل

كذلك اشتهروا بعلم الصيدلة الذي هو خادم علم الطب ووسيلته إلى الشفاء، فقد عرفوه أنّه علم: “معرفة العقاقير المفردة بأجناسها وأنواعها وصورها المختارة لها، وخلط المركبات من الأدوية  بكنه نسخها المدونة، أو بحسب ما يريد المؤتمن المصلح” (حسين، 2، 270)، واختصاص هذه المهنة هو تحضير الأدوية التي يريدها الطبيب للمريض، من نباتيّة وحيوانيّة وكيمياويّة ومعدنيّة، مع تعرف صفاتها وخصائصها وكيفية الحصول عليها وطرق المحافظة بحيث لا يتطرق إليها الفساد، فضلًا عن ذلك أسلوب تعاطيها وطرق تجهيزها في أشكال يسهل تناولها، ويأتي مفعولها بنتائج طيبة (حسين، 2، 269)، وقد ازدهر علم الصيدلة بمرافقة علم الطب ازدهارًا عظيمًا بفصل النص العربي لكتاب “ديسقوريدس: الذي درس علماء قرطبة في القرن الرابع الهجري (الشرقاوي، 1979، 163)، ويعد كتاب ابن وافد([7])، في العلاج بالحمامات والينابيع الطبية والعقاقير النباتيّة المفردة من أهم الكتب في هذا الميدان، إذ ترجم إلى اللاتينيّة بعنوان (Balneis) وإلى اللغة القطلونية بعنوان (العقاقير الطبية المفردة: (Libredeles medicines particulars).

وفي هذا الكتاب حقق “ثمرة عقدين من العمل والجهد، اقتضى ابن وافد خطى جالينوس وديسقوريدس”، وجمع في الوقت ذاته ملاحظاته الخاصة التي قادته إلى تفصيل استعمال العقاقير المفردة على المركبة، أو إلى الاستغناء عن هذه بالكامل، كلما أمكن ذلك، والاكتفاء بالعلاج بواسطة نظام التغذية “الحمية التي أثبتت فائدتها جيدًا” (فيرنيه، 1992، 2، 1305).

في عصر ملوك الطوائف وما بعده حقق الأندلسيون نتائج علمية رائعة على المستوى النّظريّ والعملي ونبغ العديد من أعلام الطب شهد لهم العالم العربي بذلك واستفادوا من خبراتهم.

الأسر العلميّة في الأندلس

تعد الأسرة والبيت الذي يعيش فيه الإنسان أكبر مؤثر في تكوين شخصيته وتحديد ميوله واتجاهاته، إذ يؤكد العلماء على أهمية ذلك بقولهم: “إنّ أهم هذه المؤثرات: البيئة المحيطة بالإنسان منذ طفولته الأولى، فهذه البيئة تصوغ له رؤيته، وتُسهم في تكوين الملامح الأولى لشخصيته السّلوكية وقيمه الأخلاقيّة، وتوجهاته الفكريّة، لهذا يجب التأكيد على أهمية نقاء البيئة الاجتماعيّة كعامل أساسي في تكوين الشّخصيّة الإنسانيّة والبيئة النظيفة مؤهلة لتكوين شخصيات سوية”(النبهان، 1983، 9).

لقد عرفت الأندلس ببيوتات وأسر علمية عريقة وذات منزلة رفيعة، أنجبت جمعًا من العلماء في شتى فنون المعرفة وتسلسل من هذه الأسر علماء أخذ الابن عن الأب وهكذا، وكان من أسباب نمو هذه الحركة العلميّة في هذه الأسر، هو حرص الآباء على تنشئة أبنائهم على العلم والتخصص، وتأثر الأبناء بالبيئة العلميّة داخل أسرهم(الزرقا، 1985، 84)، فضلًا عن ذلك تشجيع ملوك الطوائف للحركة العلميّة والعمل على ازدهارها، إذ كان معظم ملوك الطوائف والرؤساء من أكابر الأدباء والشعراء والعلماء، وكانوا يرغبون أن تكون قصورهم منتديات ومجامع للعلوم والفنون، فضلًا عن كون حواضر الدويلات عواصم ثقافيّة ضمت الأعلام والمدارس والمكتبات، وسخرت للباحثين الأموال والعطايا، فنبغ جراء ذلك علماء في الفلسفة والرياضيات والطب مع العلوم الشرعية(عباس، 1981، 71)، فكان ذلك ازدهارًا غير مسبوق أدى أعظم خدمة للعالم، وكان له الأثر الواضح في نهضة أوربا(راضي، 69-70).

أسرة بني زهر

أجمع المؤرخون على أنّ نسب أسرة بني زهر يعود إلى عرب الجزيرة العربية، جاء خيرهم الأعلى زهر، وهم ينتسبون إلى قبيلة إياد بنو محمد بن عدنان، استقروا بالأندلس واشتهروا بها خلال القرن الخامس والسابع الهجري- الحادي عشر والثالث عشر الميلادي(ابن بسام، 1979، 218)، (القاضي، 1989، 747)، (الذهبي، 2008، 17،422)، (المقري، 1968، 1،444)، وقد حدد أحد الباحثين وصولهم إلى الأندلس عندما جاء جدهم الأعلى محمد بن مروان بن زهر الأيادي الفضية في حدود سنة 330ه- 912م(يايوش، 17).

أنجبت هذه الأسرة مجموعة من كبار الأطباء خلال ستة أجيال توارثوا هذه المهنة الجليلة، وقد استوطنت هذه الأسرة مدينة أشبيليا([8])، بعد انتقال أفرادها من دانية([9]) على يد الطبيب أبي العلاء بن زهر فكانوا من أعيان أشبيليا والمرجع في الطب والعلاجات(عبد البديع، 1958، 59، حلاق، 1989، 268).

1- أبو مروان عبد الملك بن محمد بن زهر

أول طبيب في هذه الأسرة، كان إمامًا في صناعته ذات حتية واشتهر في الإسلام، وكان أول أمرة كعادة أهل الأندلس اتخذ الرحلة في طلب العلم وسيلة لتوسيع معارفه، فرحل إلى المشرق، فدخل القيروان ثم مصر والعراق، ثم عاد إلى الأندلس بعد أن زادت خبرته العلميّة بما أخذه عن علماء المشرق، وتذكر المصادر أنّه خلال رحلته إلى المشرق تولى رئاسة الطب ببغداد، ثم بمصر، ثم القيروان (المقري، 1968، 2، 244)، وكان أبو مروان لسعة علمه وشهرته بالطلب بلغت أخباره مجاهد العامري ملك دانية([10])، فطلبه وأعجب به ورفع مكانته، وبعد مدة رحل إلى مملكة أشبيليا، وظل هناك حتى وفاته سنة 470ه- 1078م، (صاعد، ، 111)، (ابن أبي اصيعة، 1965، 517)، (دياب، 1991، 342)، (عبد البديع، 1958، 59)، وسيأتي بيان جهوده الطبية فيما يأتي:

2-  أبو العلاء زهر بن أبي مروان بن عبد الملك بن زهر بن محمد بن مروان بن زهر الفيلسوف والطبيب، ولد بأشبيليا وسكن قرطبة (ابن أبي اصبعه، 1965، 517)، (حلاق، 1989، 268)، (البشري، 1993، 471)، ودرس العلوم الشرعية: كالفقه والحديث وغيره، ثم أقبل على دراسة الطب(ابن أبي أصبعه، 1965، 518)، (حلاق، 1989، 269)، أخذ عن أبيه ومشاهير الأطباء في عصره، وقد نبغ بالطب حتى غطى على شهرة أبيه، وأصبح أكبر طبيب في الأندلس كلها، فاشتهر بالمعرفة الواسعة والخبرة الكبيرة في معالجة المرضى ومعرفة ما بهم من خلال حبس النبض(ابن أبي اصبعه، 1965، 517)، (البشري، 1993، 471).

وكان المقدم عند ملك أشبيليا المعتد بن عباد([11])، ثم أراد العودة إلى موطن آبائه دانيه فأذن له المعتمد واستمر يعمل في هذه المدينة حتى سقوط ملوك الطوائف فرجع إلى أشبيليا وحضي في أيام المرابطين([12]) بالمنزلة الرفيعة، واستمر في خدمتهم حتى وفاته سنة 525ه- 1131م(ابن أبي اصبعه، 1965، 517)، (عفيفي، 1976، 200)، وقد ترك مجموعة من المؤلفات أغنت من جاء بعدها منها:

  • كتاب الخواص.
  • كتاب الأدوية المفردة.
  • الايضاح بشواهد الافتضاح في الرد على ابن رضوان فيما رده على حنين بن اسحاق في كتاب المدخل في الطب.
  • مقالة في الرد على ابن سينا في مواضع من كتابه في الأدوية المفردة.
  • مقالة في بسطه لرسالة يعقوب بن اسحاق الكندي في ترتيب الأدوية.
  • كتاب التذكرة.
  • جامع الفوائد المنتخبة من الخواص المجربة.
  • جامع أسرار الطب.
  • رسالة في أمراض الكلى.
  • تدبير الصحة.
  • النكت الطبية.
  • حل شكوك الرازي على كتاب جالينوس.
  • كتاب الأدوية المفردة.
  • كتاب الطرر(ابن أبي اصبعه، 1965، 517)، (الذهبي، 2008، 12،137)، (ابن الابار، 1955، 1،76)، (ابن العماد، 1979، 2،74)، (كحاله، 1991، 1، 737).

وكان لشهرة أبي العلاء هو وأولاده أن عدّو من مفاخر أهل المغرب ولا يعدلون به وبأولاده أحدًا من أهل المشرق(ابن الابار، 1955، 1، 77)، ومما ذكر من تضلعه بالطب وبلوغه الغاية فيه أنّ أحد التجار القادمين من المشرق أهداه كتاب القانون في الطب لابن سينا، فلما قدم الكتاب تصفحه أظهر الامتعاض فيه واحتقاره له ولم يدخله في خزانة كتبه، بل كان يقطع منه أوراقًا يكتب فيها وصفاته الطبية للمرضى(ابن أبي اصبعه، 1955، 519)، وهذا يدل على علو كعبه في هذا العلم وتفوقه على غيره.

3- أبو مروان عبد الملك بن زهر بن عبد الملك الأيادي: هذا الطبيب يعد من مشاهير أطباء آل زهر، والمقدم عند الاوربيين في العصر الوسيط لخدماته الجليلة في علم الطب والصيدلة(السامرائي، 2000،  2، 172)، وكان قد تفرد في زمانه بالطب والعلاج، ولشهرته فقد طلبه المرابطون إلى عاصمتهم وأولوه العناية التامة والتكريم والمنزلة السامية، وبذلوا له الأموال في مواصلة تجاربه ومعالجة مرضاهم (ابن أبي اصبعه، 1965، 467)، كانت ولادته سنة 464ه- 1072م أيام ملوك الطوائف، وتوفى في زمن المرابطين سنة 557ه- 1162م(ابن أبي اصبعه، 1965، 467)، (ابن الأبار، 1955، 2، 616)، (ابن العماد، 1979، 4، 179)، (الزركلي، 1968، 4، 303)، (كحاله، 1991، 2، 317)، أخذ عنه كثير من أطباء عصره، وكان بارعًا في الأدوية المفردة والمركبة، حسن المعالجة، له مؤلفات كثيرة، منها:

  • كتاب التيسير في المداواة والتدبير.
  • كتاب الأغذية.
  • كتاب الزينة.
  • رسالة كتب بها إلى بعض الأطباء بأشبيليا في علمي البرص والبهق.
  • كتاب الاقتصاد ي الصلاح الأنفس والأجساد.
  • مقالة في الدواء المسهل.
  • مقالة في علل الطائي.
  • تذكرة في علاج الأمراض.
  • مصباح الشفاء(ابن أبي اصبعه، 1965، 467)، (ابن الأبار، 1955، 2، 616)، (كحاله، 1991، 2، 317).

4- أبو بكر بن زهر الحفيد: أبو بكر بن خيرون بن محمد بن عبد الملك بن زهر الأيادي الشهير بالحفيد، لم يقل هذا الطبيب شأنًا عمن تقدمه من أسرته، فقد تقدم في الطب وبرع في صناعة الأدية والعلاج وبلغ الغاية في ذلك حتى اشتهر بذلك، وكان يلقب بالوزير والحكيم والأديب(ابن أبي اصبعه، 1965، 470)، ونتيجة لشهرته انتقل إلى بلاط الموحدين وخدم ملوكهم(ابن عذاري، 2، 201)، وكانت له الكلمة المسموعة عندهم، إلّا أنّ بعض حسّاده أراد أن يقلل من شأنه فادعى عليه بأنّه يتعاطى كتب المنطق والفلسفة وعلم الفلك وهي العلوم التي أمر الموحدون بإحراقها(ابن الأبار، 1955،  4، 151)، ولكن الملك الموحدي قال: “لو أنّ جميع الأندلس وقعّوا قدامي وشهدوا على ابن زهر في هذا المحضر لم أقبل قولهم” (ابن الأبار، 1955، 4، 151)، (البروديل، 62)، وفي هذا دليل على مكانة هذا الطبيب عند ولاة الأمر، واستمر في خدمة رجال الدولة حتى وفاته سنة 595ه- 1199م(ابن العماد، 1979، 4،320)، (كحاله، 1991، 1، 437).

5- عبد الله بن الحفيد بن أبي بكر بن زهر، أخطر أطباء بيت زهر، ومن الماهرين في الطب والعلاج ومعرفة الأدوية، ولد سنة 577ه- 1181م، أخذ علم الطب عن أبيه وغيره من أطباء أشبيلية، فمهر بالطب واشتهر به وخدم بلاط الموحدين، إلّا أنّه كثر حساده، فقتلوه بالسم شابًا لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، وكان ذلك سنة 602ه- 1205م(الأحمدي، 443)، (يايوش، 22).

6- النّساء الطبيبات من بني زهر: أدت المرأة المسلمة دورًا مهمًا في الطب وخاصة في الأمراض النسوية والتوليد، “وصناعة التوليد صناعة يعرف بها العمل على استخراج المولود الآدمي من بطن أمه… وهي مختصة بالنساء في غالب الأمر لما أنهنّ الظاهرات بعضهن على عورات بعض وتسمى القائمة على ذلك منهن القابلة…” (ابن خلدون، 2000،  412)، ولم يكن الطبيب في العصور الأولى من تاريخ الإسلام يفحص بنفسه الطبيب الأعضاء الأنثوية في المرأة بل كان يستعين بالطبيبات، فكان يسأل القابلة أن تفحص عليها بعد أن يرشدها إلى طريقة الفحص والهدف منه(السامرائي، 2000، 44)، وهذا يوضح أهمية المرأة الطبيبة في معالجة والتعليم.

من الطبيبات النابغات الشهيرات من أسرة آل زهر: أخت الحفيد أبي بكر بن زهر وبنتها وكانتا عالمتين بصناعة الطب والمداواة، ولهما خبرة جيدة فيما يتعلق بمداواة النساء(رايت، 1961، 7- 8)، وقال ابن أبي اصبعه (1965، 534): “… وكانت مع الحفيد أيضًا بنت أخته، وكانت أخته وابنتها هذه عالمتين بصناعة الطب والمداوة، ولهما خبرة جيدة بما يتعلق بمداواة النساء، وكانتا تدخلان على نساء الملوك، ولا يقبلون أن يدخل أحد سواهما”، ونتيجة لشهرة طبيبات أسرة آل زهر فقد احتل اسماؤهن كثير من الكتب التي أرّخت للطب النسوي فيما جاء في كتاب “الإسلام في حضارته ونظمه” أن ابنة الحفيد “صارت من أشهر الأطباء في عصرها، كانت مولدة ماهرة بجانب قدرتها على العلاج العام لسائر أمراض النساء، كما خلفتها ابنتها التي امتهنت الطب، ولذا فقد ذاع صيتها بالولادة وعلاج بعض أمراض النساء المستعصية…” (الرفاعي، 1981، 602)، وفي كتاب “الطب ورائداته المسلمات” “الطبيب الشهير الملقب بالحفيد، وكذلك ابنة شقيقته تلك، وابنته التي دعوها البعض بالحفيدة بنت الحفيد وابنتها، وجميعهن كنّ ماهرات في صناعة الطب والمداواة ولهن خبرات ممتازة في ما يتعلق بالأمراض النسوية والولادة” (السعيد، 1985، 96).

المبحث الثاني: دور بني زهر في الطب العملي والنّظريّ

كان علم الطب قبل ظهور هذه الأسرة يعتمد على القائمون عليه ما وصلهم من أطباء أهل المشرق وما قاموا به من ترجمة بعض الكتب الخاصة باليونان وغيرهم، وبذلك استطاعوا أن يصنعوا مقدمات هذا العلم وما وصلوا غليه بالتجربة في بداية القرن الثالث الهجري- التاسع الميلادي لوجود نهضة علمية في ذلك الوقت(ابن الأبار، 1955، 4، 151)، إذ ظهر ي هذه الفترة أطباء كبار مهدّوا لظهور أسرة بني زهر أمثال عبد الملم بن حبيب السلمي([13])، وأبو القاسم الزهراوي([14])، والطبيب ابن جلجل([15]) وغيرهم، وكان هؤلاء الأطباء قد تركوا مؤلفات في غاية الأهمية لمن جاء بعدهم من علماء الطب، مدعومين من الملوك والأمراء الذين شجعوا الحركة العلميّة عمومًا وعلم الطب خصوصًا، وبرغم الانقسامات السّياسيّة التي أدت إليها قيام ملوك الطوائف إلّا أنّ الأطباء كانوا يعملون بجد ونشاط خارج إطار السياسة، فهو قائم على أسس قوية من جهة التنظيم والرعاية مع توافر وسائل البحث والتأليف، فطوروا هذا العلم من الناحية العمليّة والنّظريّة(بعيون، 2008، 107 ).

إنّ الأعمال الجليلة في الميدان العملي الذي قدّمه بنو زهر لرجال السياسة وعامة الناس والمؤلفات الكثيرة في الجانب النّظريّ قد خدمت العالم، وقدمت ثمرة جهودهم لمن جاء بعدهم انجازًا عظيمًا في تقدم علم الطب. لقد أحاط بنو زهر بفروع الطب كافة، مثل الجراحة ومختلف الأمراض الباطنية والجلدية، كما تناول طبهم أمراض الرأس والأذن والأنف والأسنان والعيون وأمراض القلب والرئة، فضلًا عن الأمور الأخرى المتعلقة بالطب، مثل: الحمل والأمراض الوبائية وغيرها(السامرائي، 2000، 171).

أول ما نتكلم عنه من بني زهر هو: أبو مروان بن زهر، والذي بدرايته وتضلعه بالطب استطاع أن يكتشف أمراضًا لمن تكن قدر درسها الأطباء قبله، فيما يخص امراض الرئة، وعملياته الناجحة في جراحة القصبة الهوائية المؤدية إلى الرئة(الصلابي، 2003، 225)، كما درس البيئة التي توجد فيها أمراض معينة، وشخّص تلك الأمراض وضع الأدوية اللازمة لتلك الأمراض في تلك المواطن(كعدان، 14)، وله انجازات أخرى، مثل: استعمال الحقن للتغذية وأهميته الكبيرة في المعالجة(خطابي، 1988، 293)، وذكر الباحثون عن دور أبي مروان بن زهر في اكتشاف بعض الأمراض التي يعاني منها بعض الأشخاص.

فمن ذلك: الوصف الدقيق لطفيلي الجرب الذي يصيب بعض الأشخاص، واستطاع بعلمه التجريبي أن يجد العلاج الناجح لذلك المرض، والمعالجة للأشخاص المصابين به(نور الدين، 213).

ونصح المصابين بسوء الهضم بتناول بعض النباتات المساعدة على التخلص من تلك الحالة، وذلك بأخذ الزنجبيل والعنب والخوخ وقصب السّكر، لما في ذلك من الفوائد الجليلة من التخلص من تلك الحالة، وكذلك نصح بتناول حجر الزمرد وهو نوع من المعدن يكون بين الصخور والرخام، فإذا تناوله المريض بآلام المعدة فإنّه يؤدي إلى الشفاء وهذا يعد من اكتشافاته العلميّة نتيجة العلم التجريبي(السامرائي، 2000، 176- 177).

لم تتوقف اكتشافات ابن زهر عند هذا، بل أضاف جديدًا إلى معالجة الكبد وما يصاحبه من آلام فنصح المصابين به بوجوب المعالجة بأخذ الجزر البري وماء الورد وبعض النباتات الشوكية، كما عالج آلام الرأس وعلل سبب ذلك أنّه ناتج عن البرودة والرطوبة والحرارة، وكذلك أوجد العلاج لأمراض الرقبة(السامرائي، 2000، 177).

أمّا العين وأمراضها فقد برع في بيان طبقات العين كالغشاء والشبكية وغير ذلك(السامرائي، 2000، 178)، كل هذه الأعمال الجليلة التي قدمها لمعلم الطب، وتجاربه نالت استحسان الأطباء المعاصرين له ومن جاء بعده ليس في الأندلس فحسب وإنما في عموم بلاد العرب والأوربيين على وجه العموم، ولذا كان من أعاظم الأطباء في وقته ونال تقدير مؤرخو العلم. إنّ الانجازات العلميّة التي قام بها ابن زهر قد شاركه فيها أهل أسرته وطوروها واستخدموها نظريًا وعمليًا، وأضافوا إليها معلومات تؤكد براعة هذه الأسرة في هذا العلم.

أبو العلاء بن زهر يأتي بالمرتبة الثانية بعد أبيه في الانجازات العلميّة، وخصوصًا في تشخيص الأمراض التي كانت مستعصية على سابقيه، مما جعل أمراء أشبيليا يحتضنوه ويقدمون له كل متطلبات البحث العلميّ ويمتهنون بانجازاته وخصوصًا المعتمد بن عباد(السامرائي، 2000، 170)، وفي وقته انتقل حكم الأندلس إلى المرابطين، إذ دخلوا أشبيليا سنة 483ه- 1009م، فاكتسب لديهم نفس المكانة التي كان يتمتع بها في عهد ملوك الطوائف، ووصل إلى رتبة الوزارة، التي لم يصل إليها احد من أهل بيته، ولقي من الرعاية والاهتمام ما يفوق الوصف(حلاق، 1989، 325)، وكانت مؤلفاته التي ذكرناها سابقًا تعد من المؤلفات المهمّة التي وضعت أسس الطب في الأندلس والمغرب وفيها تصحيح لبعض المؤلفات التي سبقته، كما أنّها جاءت نتيجة بحوثه العلميّة التجريبية والعملية ورسمت عالم الطب الصحيحة(حلاق، 1989، 325).

كما يعد أبو مروان عبد الملك بن زهر من أكابر علماء هذا البيت لشهرته في التشخيص والعلاج واعتماده على التجربة العملية والبرهان ودقة الاختبار والملاحظة في ما يشخصه من أمراض(ابن أبي اصبعة، 1965، 467).

لقد ترك أبو مروان مؤلفات طبية كثيرة، سبق أن أشرنا إليها، اعتمدها من جاء بعده من الأطباء وترجمت إلى لغات عدة، وقد تكلم العلماء والمؤرخون عن أهمية تلك المؤلفات وما تتضمنه من معلومات، ومن تلك الكتب:

  • الاقتصاد في إصلاح النّفس والأجساد: فقد تضمن هذا الكتاب حفظ الصحة البدنية أولًا، ثم الصحة النفسية، وقد اعتنى هذا الكتاب بعموم الطب(الصلابي، 2003، 222).
  • كتاب التيسير: يعد هذا الكتاب من أعظم كتب الطب العملية(السامرائي، 2000، 174)، إذ وصف فيه كل الأمراض المعروفة في وقته وطرق علاجها، فضلًا عما ذكره في هذا الكتاب من اكتشافاته في ميدان الطب النّظريّة والعملية(السامرائي، 2000، 174)، ولأهمية هذا الكتاب فقد ترجم إلى اللغة اللاتينية وتم الانتفاع به كثيرًا(يايوش، 21).

أمّا اكتشافاته العلميّة التي اختص بها ونسبت إليه من خلال مؤلفاته وأخباره فهي:

  • اكتشاف أهمية علك المصطلي في علاج أمراض المعدة وقد عدّ هذا من انجازاته الطبية(نور الدين، 131).
  • معالجة التهاب كيس القلب وأوجد العلاج اللازم له، وقد عدّ هذا من اكتشافاته(نور الدين، 131).
  • اكتشاف أسباب التهاب الصدر وأعطى العلاج اللازم له، وقال بأنّه يحدث نتيجة الالتهابات الناشئة في الغشاء الداخلي للأضلاع (نور الدين، 131).
  • كان من أول الأطباء الذين تكلموا عن مرض السرطان، ووصفه بأنّه من الأمراض الخطيرة التي يصعب علاجها، فضلًا عن صعوبة الشفاء منه، وقد عمل جهده في ايجاد علاج يخفف من شدته، فنصح تجنب الإكثار من اللحوم وتجنب بعض الأغذية، كما كان له أقوال ونظريات في الطاعون والبيئة التي يقع فيها والوقاية منها(الخطابي، 1988، 137).
  • ومن مشاهير بني زهر: الطبيب ابن زهر الحفيد الذي أسدى خدماته جليلة في الطب النّظريّ والعملي، وعند دراستي لسيرته الذاتية لم أجد من ذكر له مؤلفات، إلّا أني بعد مواصلة البحث تبين لي أنّ له بعض المؤلفات في المجال الطبي منها:
  • كتاب الفصول في الطب.
  • كتاب الجبريات.
  • كتاب الترياق الخمسيني.
  • رسالة في طب العيون(يايوش، 22- 24).

وقد ذكر بعض الباحثين أنّ هذه المؤلفات كانت غنية بالمعلومات الطبية التي حصل عليها من خلال العلم التجريبي لبعض الأمراض، فضلًا عن الإضافات التي استنتجها من خلال المعالجة، مع استدراكاته على من تقدمه من أسرته وغيرهم في فنون الطب والمعالجة(السامرائي، 2000، 179). ومن مشاهير بني زهر الذين كان لهم دور مهم وإيجابي في الطب:

أبو عبد الله الحفيد: لقد عاش هذا الحفيد فترة قصيرة من الزمن، إذ لم يعش سوى خمسًا وعشرين سنة، مما جعل عمره القصير بلا مؤلفات في مجال اختصاصه، بل أنّ أخباره تؤكد على خدمته في الطب ومعالجته الصائبة، مما يؤكد على مواصلة دراسة الطب على أسرته والاعتماد على مؤلفاتهم وتجاربهم العلميّة(يايوش، 22- 24).

وكان للنّساء من بني زهر دور فعال أشاد به المؤرخون في مداواة النساء والتوليد، وكنّ قد قدمنّ خدمات جليلة لأهل الأندلس سواء كان ذلك للخاصة والعامة على حد سواء، وكنّ يسترشدن بأقوال أسرتهن ويسألن عن ذلك فيما يخص النساء، فضلًا عن الاستفادة من متراكم الخبرة لهذه الأسرة العظيمة(يايوش، 22).

وذكر بعض المؤرخين أنّ هذه الأسرة استمرت في علمها الطبي وخدمة المجتمع حتى القرن التاسع الهجري- الخامس عشر الميلادي، إذ ذكروا من أعلام هذه الأسرة طبيب ينتمي إلى بني زهر يعرف بابن زهر المغربي سنة 825ه- 1421م إلّا أنا لا نعرف عنه شيئًا سوى هذا(يايوش، 22)

الخاتمة

بعد الفراغ من كتابة هذا البحث بعون الله تعالى، خرجت بالنتائج الآتية:

  1. من النتائج المهمّة التي توصلت إليها أنّ أسرة بني زهر عاشت في الفترة الممتدة من القرن الخامس الهجري- الحادي عشر الميلادي وحتى بداية القرن السابع الهجري- القرن الثالث عشر الميلادي، وهذه المدة تعد من أزهى عصور الحضارة والتقدم العلميّ، على الرّغم من وجود الكيانات السّياسيّة المتنازعة فيها بينها.
  2. كما أنّ تلك النزاعات السّياسيّة القائمة بين ملوك الطوائف لم تقف عائقًا أمام الرقي العلميّ، بل بالعكس أصبح التنافس بينهم يؤدي دورًا بارزًا في ازدهار النشاط العلميّ والعمل على رقيه.
  3. كما أنّ دولة الموحدين ثم دولة المرابطين أسهم ملوكها في تشجيع العلم والعلماء وقربوهم وأغدقوا عليهم الأموال الطائلة وخصوصًا علماء الطب ومنهم أسرة بني زهر وقد احتلوا لديهم مكانة سامية.
  4. في عصر ملوك الطوائف ومن جاء بعدهم حقق علم الطب والصيدلة نتائج علمية باهرة شهد لهم العالم بها، وتشهد على ذلك مؤلفاتهم التي تركوها وعمل بها الشرق والغرب لسنين طويلة، كونها قائمة على العلم التّجريبيّ والبرهانيّ النّظريّ.
  5. كان لأسرة بني زهر الفصل الأكبر في تقدم علم الطب على المستوى النّظريّ والعملي، ليس في الأندلس فحسب، بل على المستوى العالمي، وتركوا بصمة أشاد بها كل من أرّخ للطب على الصعيد العالمي، وما ترجمت مؤلفات هذه الأسرة إلى اللاتينية إلّا وهو خير دليل على تفوق وجهود هذه الأسرة في هذا المجال العلميّ.
  6. استمر عطاء هذه الأسرة ثلاثة قرون من الزمن، رفدوا الإنسانية بأعظم الاكتشافات والعلاجات والتجارب والابداعات.
  7. نتيجة للخدمات الجليلة التي قدمتها هذه الأسرة في مجال تخصصها فقد وصف أفراد هذه الأسرة بالعبقرية والنبوغ والحكمة والطريقة الفضلى والتقدم على أقرانهم.
  8. كما كان للنساء من هذه الأسرة فضل في المساهمة في معالجة النساء ومعرفة أدوائهن والسعي لإيجاد العلاج اللازم لأمراضهنّ، فضلًا عن القيام بأمور الولادة وغير ذلك.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  1. ابن الأبار: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي (ت 658ه- 1260م)، (1955) التكملة لكتاب الصلة، حسين عزة العطار (محقق)، القاهرة: مطبعة السعادة.
  2. ابن أبي اصبعة: موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم (ت 668ه- 1270م) (1965)، عيون الابناء في طبقات الاطباء، نزار رضا (محقق)، بيروت: منشورات دار مكتبة الحياة.
  3. بالنثيا: أنخل جونثاليث (1955)، تاريخ الفكر الأندلسي، حسين مؤنس (مترجم)، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط1، 1955م.
  4. ابن بسام: أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني (ت 542ه- 1147م)، (1979)، الذخيرة في محسان أهل الجزيرة، إحسان عباس (محقق)، بيروت: دار الثقافة.
  5. البشري: سعد عبد الله (1993)، الحياة العلميّة في عصر ملوك الطوائف في الأندلس، الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامي.
  6. ابن بشكوال: أبو القاسم خلف بن عبد الملك (ت 578ه-1183م) (2003)، الصلة في تاريخ علماء الأندلس، ط1، صلاح الدين الهواري(محقق)، بيروت: المكتبة العصرية.
  7. بعيون: سهى، (2008)، اسهام العلماء المسلمين في العلوم في الاندلس، ط1، بيروت: دار المعرفة، 1429ه- 2008م.
  8. التهانوي: محمد بن علي الفاروقي (ت بعد 1158ه- 1745م) (1963)، كشاف اصطلاحات الفنون، ط1، لطفي عبد البديع (محقق)، القاهرة: المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر.
  9. ابن جلجل: أبو داود سليمان بن حسان الأندلسي (ت بعد 377ه- 987م) (1955)، طبقات الأطباء والحكماء، فؤاد سيد (محقق)، القاهرة: مطبعة المعهد العلميّ الفرنسي للآثار الشرقية.
  10. حسن: حسن علي (1980)، الحضارة الإسلامية في المغرب والأندلس، عصر المرابطين والموحدين، ط1، مصر: نشر مكتبة الخانجي.
  11. حسن: حسن ابراهيم (1967)، تاريخ الإسلام السّياسيّ والديني والثّقافيّ، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.
  12. حلاق: حسان (1989)، دراسات في تاريخ الحضارة الإسلامية، بيروت: دار النهضة العربية.
  13. الخطابي: محمد العربي (1988)، الطب والأطباء في الأندلس، ط1، بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1410ه- 1988م.
  14. ابن خلدون: أبو زيد عبد الرحمن بن محمد (ت 808ه- 1405م) (2000)، المقدمة، ط1، بيروت: دار الكتب العلميّة.
  15. ابن خلكان: أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر (ت 681ه- 1282م) (1968)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، إحسان عباس (محقق)، بيروت: دار صادر.
  16. دياب: محمود أحمد (1991)، الطب والأطباء في مختلف العصور الإسلامية ط1، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
  17. دندش: عبد اللطيف عصمت (1980)، الاندلس – نهاية المرابطين ومستهل الموحدين، ط1، بيروت: دار الغرب الإسلامي.
  18. الذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748ه- 1347م) (2008)، سير أعلام النبلاء، بشار عواد (محقق)، بيروت: مؤسسة الرسالة.
  19. رايت: هيلين (1961)، خبرات في التمريض، سعاد ماهر (مترجم)، القاهرة: دار النهضة.
  20. راضي: علي محمد (ب.د.ت)، الأندلس والناصر، القاهرة: دار الكتاب العربي.
  21. رسلر: جاك (1993)، الحضارة العربية، خليل أحمد خليل (مترجم)، بيروت: منشورات عويدان.
  22. الرفاعي: أنور (1981)، الإسلام في حضارته ونظمه، القاهرة: دار السلام.
  23. الزركلي: خير الدين (1968)، الأعلام، القاهرة: مطبعة كوستاتوماس.
  24. السامرائي: كمال (ب.د.ت)، مختصر الطب العربي، بغداد: دار النضال.
  25. السامرائي: خليل، و ذنون، عبد الواحد (2000)، تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس، ط1، بيروت: دار الكتاب الجديد.
  26. السعيد: عبد الله عبد الرزاق سعود (1985)، الطب ورائداته المسلمات، ط1، الزرقاء: مكتبة المنار.
  27. الشرقاوي: محمد علي (1979)، علوم الطب والصيدلة في الأندلس، القاهرة: نشر دار وهبة.
  28. الصلابي: علي محمد (2003)، الجوهر الثمين في أخبار دولة المرابطين، ط1، القاهرة: دار التوزيع والنشر الإسلامية.
  29. الصلابي: علي محمد (2006)، فقه التمكين عند دولة المرابطين، ط1، القاهرة: مؤسسة اقرا للنشر والتوزيع.
  30. عباس: إحسان (1981)، تاريخ الأدب الأندلسي في عصر الطوائف والمرابطين، ط6، بيروت: دار الثقافة.
  31. عبد البديع: لطفي (1958)، الإسلام في اسبانيا، مصر: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر.
  32. عبد المجيد: أحمد عبد الغفور (1981)، دول الطوائف، القاهرة: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
  33. ابن عذاري: محمد بن محمد المراكشي (ت 695ه- 1295م) (ب.د.ت)، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، بيروت: دار صادر.
  34. عفيفي: محمد الصادق (1976)، تطور الفكر العلميّ عند المسلمين، القاهرة: مكتبة الخانجي.
  35. ابن العماد: عبد الحي بن أحمد (ت 1089ه- 1678م) (1979)، شذرات الذهب، ط3، بيروت: دار المسيرة.
  36. عياض: أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض (ت 544ه- 1149م) (1989)، ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، احمد بكير محمود (محقق)، بيروت: منشورات دار مكتبة الحياة.
  37. غيرنيه (1992): العلوم الفيزيائية والطبيعية والتقنية في الأندلس، بحث من كتاب سلمى الخضراء الجيرسي، الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية.
  38. القفطي: جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف (ت 646ه- 1248م) (ب.د.ت)، تاريخ الحكماء أخبار العلماء بأخبار الحكماء، بغداد، مكتبة المثنى.
  39. كحالة: عمر رضا (1991)، معجم المؤلفين والمصنفين، بيروت: مؤسسة الرسالة.
  40. محمد: العامر الحسن (2012)، دراسات حضارية في تاريخ الأندلس، ط1، عمان: نشر دار غيداء.
  41. المراكشي: عبد الواحد بن محمد (ت 647ه- 1250م) (1963)، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، محمد سعيد العريان (محقق)، القاهرة: مطبعة شركة الاعلانات الشرقية.
  42. المقري: أبو العباس أحمد بن محمد التلمساني (ت 1041ه- 1631م) (1968)، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، إحسان عباس (محقق)، بيروت: دار صادر.
  43. النبهان: محمد عزيز (1983)، أثر التربية الإسلامية في السلوك الاجتماعي، بيروت: دار الأيام للطباعة والنشر.
  44. ياشوش: جعفر وغازي الشمري (ب.د.ت)، الطبيب ابن زهر الأندلس، بيروت: دار الكتب العلميّة.

[1]– المقصود (بمن بعدهم)، أي: الدولة المرابطية والموحدية؛ لأنّ أسرة بني زهر عاشت في هذه الدول زهاء ثلاثة قرون، أدت خلالها دورها العلمي والطبي.

[2] – أستاذ مساعد في كلية التربية للبنات- جامعة الأنبار_ العراق.

[3] -أستاذ دكتور في كلية الآداب- جامعة الانبار- العراق.

[4]– يوسف بن تاشفين: أحد رجال قبيلة لمتونة البربرية، والذي يعد مؤسس الدولة المرابطية، وصاحب الانتصارات الباهرة في المغرب الإسلامي، توفي سنة 500ه- 1106م. يُنظر: (الصلابي، 2006، ص 59).

[5]– أبقراط: ابن ايراقليرس بن أبقراط أشهر أطباء اليونان وهو بلا نزاع من أعظم أطباء العالم في التاريخ، وسمّاه العرب (أبو الطب) تعلّم الطب من أبيه وجده، وكان متضلعًا بالعلوم الطبيعية فأدخل الطب بالفحص الاكلينكي والاستنتاج المنطقي بعد أن كان من قبله يلجؤون إلى السحر والشعوذة، وكانت مدة حياته (95) سنة. يُنظر: (ابن أبي أصبعه، 1965 ، 43)، (حسين، 1،282).

[6]– جالينوس: من أكابر أطباء اليونان، ولد بمدينة برجامون شرق القسطنطينية عام 131 بعد الميلاد، بعد أبقراط بحوالي خمسة قرون، وكان أبوه مهندسًا معماريًا بارعًا، فعلّمه كثير من العلوم التي هي مزيج من آراء أرسطو وأفلاطون والرواقيين والابقوريين، وله رحلات إلى آسيا الصغرى ومصر، تعلم فيها الطب والعلوم الطبيعية والفلسفة، واشتهر بالطب خاصة، فاهتم بالعلم التجريبي ومداواة المرضى، وخلف أكثر من أربعمائة كتاب في الطب والأدوية، وقد وصل إلى العرب المسلمين بعض تلك الكتب، مثل: كتاب التشريح الكبير، وكتاب العروق، وكتاب حركة العضل، وكتاب آراء أبقراط، وكتاب منافع الأعضاء وغيرها. يُنظر: (ابن جلجل، 1955، 41)، (القفطي ، 122- 124).

[7]– ابن وافد: الطبيب والصيدلي المشهور الوزير أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم بن وافد اللخمي الطليطلي، نشأ نشأة علمية، وكان وزيرًا في بلاط بني ذنون، درس علوم الأوائل وخاصة الطب والصيدلة، وعكف على مؤلفات جانيسوس وغيره من فلاسفة اليونان، وبرع في صناعة الأدوية، وقد سبق كثير من الأطباء في تأكيده على الاعتماد على أقل الأدوية في المعالجة، ولا يرى فائدة في كثير الأدوية التي لا تزيد إلّا في معاناة المريض، وبهذا قال عنه ابن صاعد: (ولابن وافد نوادر محفوظة وغرائب مشهورة في الابراء من العلل الصعبة والأمراض المخوفة بأيسر العلاج وأقربه). يُنظر: (ابن جلجل، 1955، 128)، (القفطي، ، 226)، (بالنثيا، 1955، 468).

[8]– أشبيليا: من أعظم ممالك الطوائف، وملوكها من أعظم الملوك وهم بنو عباد، وهي من المدن القديمة تقع على وادي النهر الكبير، وكان يضرب بها المثل في كثرة خيراتها وزرعوها، وهي ميناء بحري وهي مركز علمي كبير ضم خيرة علماء الأندلس في كل فن. يُنظر: (ريسلر، 1999، 232).

[9]– دانية: من ممالك الطوائف اشتهرت بخيراتها ومزارعها وكثرة العلماء فيها، وهي مركز عظيم من مراكز اقراء القرآن الكريم. يُنظر: (ابن بسام، 1979: 1،22).

[10]– مجاهد العامري: مجاهد يوسف العامري، مؤسس الدولة العامرية في دانية، كان شجاعًا كبير القدر، له اهتمام بالآداب والعلوم، توفي سنة 436ه- 1044م. يُنظر: (ابن بسام، 1979، 1،117).

[11]– المعتمد بن عباد: محمد بن عباد بن محمد بن اسماعيل اللخمي، أبو القاسم صاحب أشبيليا وقرطبة وما حولها، أحد أفراد الدهر شجاعة وحزمًا وضبطًا للأمور، وكان أعظم ملوك الأندلس، كان يجتمع ببابه أكابر الشعراء والأدباء وغيرهم، توفي سنة 488ه- 1095م. يُنظر: (ابن خلكان، 1968، 277)، (الزركلي، 1968، 6،181).

[12]– المرابطين: دولة المرابطين: دولة قامت بالمغرب على أساس ديني، كان لها دور مهم في انجاد أهل الأندلس مما تتعرض له من هجمات النصارى، وكان أهم أعمالهم النصر الذي أحرزوه في معركة الزلاقة سنة 479ه- 1086م، وقد حلوا محل ملوك الطوائف وكانت لهم مواقف حاسمة في تاريخ الأندلس مع رعاية العلم والعلماء. يُنظر: (ابن عذاري، 3،201).

[13]– عبد الملك بن حبيب السلمي: فقيه الأندلس وأشهر أعلامه، برع في سائر العلوم، ومنها: الطب، إذ ألّف فيه كتاب المختصر في الطب وهو من أوائل من ألّف في هذا العلم، توفي سنة 238ه- 852م. يُنظر: (الذهبي، 2008، 12، 103).

[14]– أبو القاسم الزهراوي: خلف بن عباس من أكابر الأطباء والجراحين، وله جهود كبيرة في ميدان الطب، وهو أول من استعمل الجراحة في عمله، له كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف وهو موسوعة طبية في ثلاثين موضوعًا من مواضيع الطب، وقد ترجم إلى اللغات اللاتينية عدة مرات، توفي سنة 427ه- 1036م. يُنظر: (ابن بشكوال، 2003، 147)، (بالنثيا، 1955، 467).

[15]– ابن جلجل: الطبيب سليمان بن جلجل القرطبي صاحب التصانيف العميقة في الطب والصيدلة، وله مؤلفات وترجمات لبعض الكتب اليونانية، توفي الاربعمائة للهجرة. يُنظر: (عبد البديع، 1958، 50).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website