foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

 النّهضة العلميّة للمقادسة في صالحيّة دمشق في القرنين السّادس والسّابع الهجريين – الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين

0

 النّهضة العلميّة للمقادسة في صالحيّة دمشق في القرنين السّادس والسّابع الهجريين –

الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين

أ.م.د .ليلى توفيق سلمان العاني([1])

 

   الملخص                              

سلط البحث الضوء على دور أُسرة المقادسة من آل قدامة في النّهضة العلميّة في صالحيّة دمشق ، وصالحيّة شهدت نشاطًا علميًّا وعمرانيًّا ملحوظاً بعد مجيء هذه الأُسرة اليها في القرن السّادس الهجري – الثاني عشر الميلادي وبالتحديد في سنة 551هـ/1155م بعد فرارهم من بطش الفرنجة الصليبيين ، فوجد هؤلاء المهاجرون في هذه البقعة من سفح جبل قاسيون والتي سميت بصالحيّة ملجًأ آمنا لأرواحهم ودينهم سرعان ما تحولت هذه البقعة بجهودهم الى مدينة عامرة بالبنيان وعامرة بالعلماء والنشاط العلمي، تمثلت ببنائهم للمساجد والمدارس ودور الحديث وتأسيسهم للمكتبات التي زخرت بمصنفاتهم وتآليفهم في علم الحديث والفقه، فاشتهرت من المدارس المدرسة العمريّة والضيائيّة والجوزيّة، ومن الجوامع جامع الحنابلة المسمى “الجامع المظفري”، فكان لهذه المؤسسات التّعليميّة والدّينية الأثر العلمي البارز بتخريج عدد من طلبة العلم ، ودرّس فيها مشاهير من شيوخ الفقه والحديث في هذه المدينة. واستطاعت هذه الأُسرة بهمة علمائها أن تحتل في الأوساط العلميّة أعلى المراتب، فنشرت المذهب الحنبليّ بعد أن كاد يعد مفقودًا في دمشق، وفرضت وجودها بعد أن كان يسود دمشق المذهب الشّافعي بالدّرجة الأولى . وأسست محرابًا للحنابلة في جامع دمشق للصلاة، وحلقة خاصة بهم للتّدريس فيه . كان للشّيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي أعظم علماء هذه الأُسرة الأثر الكبير في نهضة صالحيّة خاصة وبلاد الشّام عامة . وما يلفت النّظر في هذه الأُسرة العريقة بالعلم أنها نشرت العلم بين نسائها، فلم يكن العلم مقصورًا على الرّجال من دون النّساء بل وجدنا من خلال هذا البحث أن عددًا لابأس به من نساء هذه الأُسرة قد تلقى العلم على أيديهن عدد من المشايخ والعلماء، وكان المؤرخ الذّهبيّ أحد الذين ذكر في معجمه للشّيوخ عدد من النّسوة العالمات من مدينة صالحيّة، وقد كان قد سمع منهن الأحاديث النّبويّة الشّريفة .

     Abstract                                     

                                

Find  shed light on the role of the family of Al –Maqadisa in the scientific renaissance in the Damascus of Salehia،.and this city has seen scientifically and urban active after the arrival of this  remarkable family to in the sixth century AH –twelfth century AD specifically in the year 551AH-1155AD after fleeing from the oppression of Al-Franjha Al-Crusaders. These immigrants found in this part of the foot of mount Qassioun renamed Al-Salehia a safe haven for their lives and their faith.                      Soon this spot turned their  efforts to inhabited city full of scientists and scientific activity ،represented of mosques. Schools and Dur Al-Hadith ،and formed other libraries that  pervaded their  works and their synthesis in the science of Hadith and al –fiqh . The famuse one of schools Omaria school and Al-dhiayaia، and mosques،one of these ،is the Hanabila Mosque، called the Mousque  Mudafari.

It was for this educational and religious institutions، the scientific    impact، a senior graduation number of science students، studied the celebrities of the shiukh  of Al –Fiqh and Al-Hadith in this city and was able to this family  actively  scientists that occupies the top of the houses in the scientific community، they deployed a Hanbali  mathhab  after nearly  is missing in Damascus، They imposed their presence in Damascus   after Damascus     was dominated by the shafi’i   school of thought in the first place ، and they established amihrab  for the Hanabalis  in    the Damascus Mosque to pray in it and a special  circle for them to teach in it .  The sheikh Abu Omar bin Ahmed  bin Mohammed AlMaqdisi  before him the greatest scientists of this family great impact in the renaissance AL Salehia and renaissance levant  General، Remarkably in this ancient family science ، they published science among its women                                                                                                                           .

It was not science   limited to men   without women ،but we found through this research that a number of good not the women of this family has had a flag on their hands a number of Sheikhs and Scholars، was of  Al –Thahabi  historian one of them mentioned in the lexicon of  Hadith .

المقدمة  

 

يعد القرنان السّادس والسابع الهجريين – الثاني والثالث عشر  الميلاديين من القرون المهمّة في حياة المقادسة في صالحية دمشق ، حيث شهدت نشاطًاعلميًّا ملحوظًا للمقادسة وازدهارًا عمرانيًّا ، سرعان ما تحولت الى مدينة عامرة ببنيانها وبساتينها الخضراء بفضل هؤلاء المهاجرين الذين أتوا من بيت المقدس هربًا من هجمات الصليببن العام 551هـ -1155م.

إن النّهضة العلميّة في صالحية دمشق والتي اسهم فيها الحنابلة من المقادسة بحاجة الى بسط وتفصيل، وتحليل وتاريخ جوانبها المهمّة ، وفي حقبة زمنية تمتد لأكثر من قرنين لإبراز مقدار ما قدمته هذه الأُسرة من إنجازات علميّة وحضاريّة ، كان لها الأثر في نشر العلم في بقاع ومدن أخرى في بلاد الشّام في الحقبة نفسها .

اخترتُ هذه المدينة أيّ صالحيّة لأنّها أسهمت في نهضة بلاد الشّام من خلال الجهود العلميّة التي قام بها المقادسة الذين نشروا المذهب الحنبليّ في مدن أخرى مثل بعلبك وأحياء من دمشق أمثال دوما وضمير وغيرها ،الأمر الذي يدل على أهمية دور هؤلاء الوافدين العلماء الذين انتجوا حضارة، وصنفوا كتبًا قيمة في المذهب وعلم الحديث زخرت بها مكتباتهم ، وأصبحوا قوة لايستهان بها بعد أن فرضوا وجودهم في الجامع الأمويّ بدمشق بتخصيصهم محراب خاص بهم سمي بمحراب الحنابلة ، وحلقة خاصة بهم .

اقتصرتُ على ذكر أُسرة آل قدامة لعدم إمكانية حصر كل المقدسيين في هذا البحث للعدد الكبير للمقادسة .  وذكرت  بعض المقدسيين الذين كانت لهم علاقة بآل قدامة، ولهم صلة بالمراكز العلميّة التي درّسوا فيها بعد آل قدامة أو من الذين عاصروهم والذين درسوا في هذه المراكز نظرًا لاستمرارية النشاط العلميّ في هذه المراكز حتى عصور متأخرة .

ومن أجل تسليط الضوء على هذا الموضوع قسمت البحث الى:

المحور الأول:أتناول فيه التعريف بمدينة صالحيّة .

المحور الثاني:التعريف بالمقادسة.

المحور الثالث: يتناول الأثر العلمي للمقادسة من خلال بنائهم للمدارس والمساجد، ودور الحديث، وعقدهم المجالس العلميّة ، وتصنيفهم للكتب .

المحور الرابع : يتناول دور النساء في النّهضة العلميّة في صالحيّة. وختم البحث بخاتمة وقائمة للمصادر والمراجع وملخص باللغةالعربية والانكليزية .

المحور الأول: مدينة صالحيّة

          يعود الفضل في بناء صالحيّة الى المقادسة الذين هاجروا من بيت المقدس الى جبل   قاسيون في مدينة دمشق سنة 551هـ-1155م هربًا من ظلم الفرنج الصليبيين ، وهؤلاء المقادسة كانوا على مذهب أحمد بن حنبل نزلوا أولا في مسجد أبي صالح قرب الباب الشرقي ،ثم لما ساءهم المكان  نزحوا الى جبل قاسيون وأسسوا فيه دير الحنابلة، وانتشر العمران بسببهم وعمت المدارس، فسميت المنطقة بصالحيّة نسبة لصلاحهم، أو نسبة الى مسجد أبي صالح الذي نزلوا فيه أولا(1).ويذكر سبط ابن الجوزي (ت654هـ/ 1265م)ان ابا عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي اكبر مشايخ الحنابلة في صالحيّة (ت607هـ/ 1210م ) حدثه عن سبب تسمية صالحيّة بهذا الاسم  قائلًا:”هاجرنا من بلادنا فنزلنا بمسجد أبي صالح بباب شرقي فأقمنا مدة، ثم انتقلنا الى الجبل فقال النّاس صالحيّة فنسبونا الى مسجد أبي صالح لأننا صالحون “(2).

يصف ياقوت الحموي (ت626هـ/  1228م) صالحيّة أنّها قرية كبيرة ذات أسواق وجامع في لحف جبل قاسيون ،من غوطة دمشق، وفيها قبور جماعة من الصالحين ،ويسكنها أيضًا جماعة من الصالحين لاتكاد تخلو منهم وأكثر أهلها ناقلة البيت المقدس على مذهب أحمد بن حنبل (3).كما وصفها ابن بطوطة (ت 779هـ/1377م)عندمازارهاسنة (726هـ/327 1م)بقوله:”هي مدينة عظيمة لها سوق لا نظير لحسنه، وفيها مسجد جامع ومارستان وأهل صالحيّة كلهم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل (4)، ووصفها القلقشندي (ت 831هـ/1418م) بقوله:”مدينة صالحيّة مدينة ممتدة في سفح الجبل يشرف على دمشق وضواحيها، ذات بيوت ومدارس وربط، وأسواق وبيوت جليلة، ولكل من دمشق وصالحيّة البساتين الأنيقة بتسلسل جدأولها وتغني دوحاتها، والجواسق العلية والبرك العميقة والبحيرات الممتدة، والحور الممشوق القد والرياحين المتارجة الطيب، والفواكة الجنية والثمرات الشّهيّة، والأشياء البديعة التي تغني شهرتها عن الوصف، ويقوم الإيجاز فيها مقام الاطناب “(5).

يدل هذا على أنّ المهاجرين من المقادسة كان لهم دور في تحويل هذه البقعة التي كانت خالية من العمران الى مدينة عظيمة عامرة تنبض بالحياة من خلال تأسيسهم المساجد والمدارس، وتآليفهم الفقهية إذا ما علمنا  أن  صالحيّة قبل نزولهم بها لم يكن فيها  أبنية سوى دير يدعى دير الحوراني وأماكن يسيرة (6). ولعل هذه الأماكن اليسيرة هي التي أشار اليها ابن طولون (ت953هـ/ 1546م )  في كتابه وهي ديرمران الذي يقع على تلة مشرفة عالية تحتها مروج ومياه حسنة (7)، والربوة، والنيرب، بيت أبيات، ومقرى، والميطور (8).

 

بعد أن نزلوا بمسجد أبي صالح تحولوا عنه الى مكان فسيح فوقع اختيارهم على سفح قاسيون على مقربة من نهر يزيد بسبب تفشي الأمراض بينهم وموت عدد كبيرمنهم بلغ أربعين نفسًا، فبنوا دارًا تحوي عددًا كبيرًا من الحجرات دعيت بدير الحنابلة ، وعملوا للدير بابًا من حجر كدير الحوراني خوفًا على أولادهم من الذّئاب والسباع ثم بنى الشّيخ أبوعمر المدرسة. بعدها بنى الناس في الدير دورًا آخر ثم حفر المصنع الذي يعرف اليوم ببير الشّيخ ثم كثر البناء بها واتسع(9).

يدعى الدير بدير الحنابلة ،ودير صالحيّة ودير المقادسة، وعليه أوقاف (10)، ويحدد “ابن طولون” موضع الدّير فيقول:” هو المسجد العتيق فجاء أحمد بن قدامة  الى موضع المسجد العتيق فنزل الى النهر فتوضأ وجعل حجرًا موضع القبلة وصلى فيه وقال: ما هذا إلا موضع مبارك، ثم شرع في بناء الدّير” (11).إلا أنّ ابن طولون لم يذكر شيئًا عن المسجد العتيق هذا. اكتمل بناء الدير في سنتين، ثم بنيت الدور، وبنى الشّيخ أبوعمر بعد بناء الدير المدرسة التي عرفت بالمدرسة العمريّة ، ثم بنى الناس في الدير دورًا أخرى (12).

المحور الثاني : التعّريف بالمقادسة

 

لقب المقادسة أُطلق على عدد من  الأُسر التي كانت تسكن بيت المقدس   فهي أُسر مقدسيّة الأصل دمشقيّة الدار،هاجرت الى دمشق،هربًا من بطش الفرنجة الصليبيين الذين  احتلوا بيت المقدس والذين  تعرضوا لأهلها بالأذى والاضطهاد، ولم تنقطع هجرة المقدسيين الى دمشق بل استمرت لقرون حتى القرن التاسع  الهجري . ونظرًا لعدد الأُسر المقدسيّة الكبير اقتصرت على أُسرة آل قدامة وهي أول من هاجر الى دمشق من بيت المقدس.

آل قدامة :

أُسرة آل قدامة أُسرة  مقدسيّة حنبلية كبيرة  وهي أُسرة عمرية عدوية قرشية ينتهي نسبها الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( 13)  .

سميت بآل قدامة نسبة الى جدهم الأعلى قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي وكان من أهل جماعيل (14)، وأول من هاجر الى دمشق الشّيخ أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي (ت558هـ/  1162م) الذي عزم على الخروج الى دمشق هربًا بدينه من بطش الصليبيين الذين أغاظهم نشاطه بين الفلاحين، إذ كان خطيب جماعيل ويخطب يوم الجمعة ويجتمع الناس اليه وانتفعوا به بإقرائهم القرآن والعلم والأحاديث وكان لايرضى بمقامه تحت أيدي الصليبيين لاسيما أنهم قرروا التخلص منه بقتله (15).لذا قرر الرحيل والتوجه الى دمشق مع أُسرته وذكر ابن طولون أسماء أولاد أحمد بن محمد بن قدامة  الذين هاجروا معه  (16).  وهو والد كل من الشّيخ أبي عمر (ت607هـ/ 1210م) وأخيه الموفق عبد الله بن محمد (ت 620هـ/  1223م ). وكانت هجرتهم سنة (551هـ/  1156م ) فنزل بمسجد أبي صالح بظاهر باب شرقيّ نحو سنتين ثم انتقل الى الجبل وبنى الدير المبارك وسكن الجبل ، وسمع صحيح مسلم وحدث وروى عنه ولداه  وكان زاهدًا عابدًا صالحًا قانتًا لله صاحب كرامات وأحوال، جمع أخباره سبطه الحافظ ضياء (ت643هـ/  1245م)(17) .

نقل الذهبي (ت748هـ/ 1347م )عن سبط ابن الجوزي خبرًا مفاده أن الشّيخ أحمد بن قدامة والد الشّيخ أبي عمر عندما قدم الى دمشق اشترى قرية الهامة (18)، ووقفها على الحنابلة ولم يقبل مبلغ الألف دينار التي عرضها عليه أبو الفرج (19) . والمقصود به على الأغلب أبو الفرج الحنبلي الشّيرازي(ت486هـ/ 1093م).

 

أولاده

عبيد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي(ت575هـ /1179م)  :

هو أخو الفقيه شيخ المقادسة أبو عمر(ت607هـ/  1210م) وموفق الدين عبد الله (ت620هـ/  1267م) وهو أخوهما لأبيهما، فوالدته : سعيدة بنت عبد الله بن عمر بن شبيب، سافر الى بغداد وسمع من جماعة، خلف من الولد أحمد وسارة وزينب (20). ويبدو أنه لم يكن ضليعًا في العلم كأخويه ولم يكن له اطلاع واسع في الحديث والرواية (21).

ولهم أخت اسمها رابعة بنت أحمد بن محمد بن قدامة (ت620هـ/  1267م) حدثت وللمنذري منها أجازة  (22)، وأختها رقية بنت أحمد بن محمد بن قدامة المقدسيّة(ت631هـ/1233م وهي أخت عبيد الله  والشّيخ أبي عمر وموفق الدين(23) . ولعبيد الله ولد اسمه أحمد (ت613هـ/  1216م)  كان فقيهًا فاضلًا  ثقة عالمًا(24).

وابنته:سارة بنت عبيد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة ام حمزة (ت643هـ/  1245م)جدة القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة (ت715هـ/ 1315م )(25). وله من الأحفاد:

زينب بنت أحمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسي(ت693هـ/ 1293م)،واختها فاطمة(ت699هـ/  1299م)واختهما صفية(ت741هـ/ 1340م)(26).

ومن أحفاد أحمد بن عبيد الله :

 عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي(ت684هـ/  1285م) جده أحمد بن عبيد الله (ت613هـ/  1216م) وأبو جده عبيد الله بن أحمد (ت575هـ/ 1179م) أخو موفق الدّين وأبي عمر. سماه اليونيني (ت726هـ/ 1326م)  عبد الله ، سمع من جماعة وتفقه وبرع في المذهب وأفتى ودرّس، وكان من الفضلاء الصلحاء الاخيار، سمع الكثير وكتب بخطه وشرع في تأليف كتاب في الحديث مرتبًا على أبواب الفقه ولو تمّ لكان نافعًا، ولقد كان من حسنات المقادسة(27). وذكر الذّهبي أنه تفقه ودرّس وـعاد وقرأ بنفسه الكثير، وسمع أولاده، وصنف في الاحكام وغير ذلك، توفى بجماعيل (28) .

ابنته: فاطمة بنت عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله (ت732هـ/ 1331م): سمعت صحيح مسلم بقرآءة أبيها وجزء إبن عرفة، وسمعت أيضًا من جماعة من شيوخ المقادسة وأجاز لها أبو شامة (ت665هـ/ 1266م) كتب عنها البرزالي وسمع منها العز بن جماعةوامها زينب بنت عبد الباقي (ت710هـ/  1310م) وهي شيخة الذهبي(29) .

محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة أبو عمر(ت607هـ/ 1210م) شيخ صالحيّة والمقادسة واليه انتهت رياسة المذهب في عصره،الزاهد العابد، وهو جد اغلب العلماء من (آل قدامة).ولد سنة (528هـ/ 1133م) بقرية جماعيل  من أعمال بيت المقدس وقيل بقرية الساويا من أعمال نابلس ،هاجر مع والده الشّيخ أحمد الى دمشق سنة( 551هـ/ 1156م)،عرف عنه بالزهد واشتغاله بالعبادة والصوم وقيام الليل ، قرأ القرآن وسمع الحديث بدمشق ومصر واشتغل بالعبادة عن الرواية ، ومن  مآثره المدرسة التي بناها بصالحيّة (30)، وكانت له معرفة بالفقه والفرائض والنحو (31). وللشيخ أبي عمر(ت607هـ/  1210م) أولاد وأحفاد وحفيدات وكلهم من أهل العلم(32).

وأولاده:عمر وعبد الله وعبد الرحمن (33): ولعمر عدد من الأولاد والأحفاد والحفيدات  .

أحمد بن عمر(ت633هـ/  1235م)  جمال الدين أبو حمزة (34). وله عدد  من الأولاد والأحفاد (35).  ولده  حمزة بن أحمد بن عمر(ت632هـ/1234م). وحفيده محمد بن حمزة  (ت697هـ/1297م) الذي تفقه وبرع بالمذهب، وقرأ الحديث بدار الحديث الأشرفية وكان أمّارًا بالمعروف داعية الى السنة، محطًا على المبتدعة، ناب في القضاء عن أخيه مدة سُمِع منه الذّهبيّ( 36). وولده الآخر ناصر الدين داود بن حمزة (ت701هـ/ 1301م )المقريء، (37) . وأخته زينب المقدسيّة بنت حمزة (ت679هـ/  1280م)،أجازت للبرزالي (38). وابنة داود ست العلماء(ت736هـ/  1335م ) روت عن زينب بنت مكي(ت688هـ/  1280م) حضورًا(39).

وأخو أحمد : علي بن عمر (ت708هـ/  1308م) ، روى عن جماعة ( 40). وله حفيد اسمه محمد ين الحسن بن علي بن عمر(ت749هـ/ 1348م)(41).

ومن أولاد: حمزة بن أحمد بن عمر : سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر(ت715هـ/  1315م) تقي الدين قاضي القضاة، أجاز له خلق من البغداديين والأصبهانيين والشّاميين ،شيوخه في الحديث كثيرون وأخذ عنه الفرائض شمس الدّين عبد الرحمن بن أبي عمر (ت682هـ/ 1283م) وكانت له حلقة بالجامع المظفريّ، وهم بالسماع نحو مائة شيخ وبالأجازة أكثر من سبعمائة شيخ (42).

وله ولد : محمد بن سليمان(ت731هـ/ 1330م) قاضي الحنابلة واشتغل وباشر تدريس دار الحديث الاشرفية بصالحيّة (43) وله من البنات زينب (ت739هـ/1308م) (44).وست العرب (ت749هـ/ 1348م)(45). ومن احفاد تقي الدين سليمان: أحمد بن محمد بن سليمان بن حمزة (ت755هـ/ 1354م ): البليغ نجم الدين ابن قاضي القضاة عز الدين بن قاضي القضاة سليمان،خطيب الجامع المظفري (46)، ولأحمد بن عمر أولاد آخرون :اسماعيل(ت684هـ/ 1285م) (47).  وعبيد الله بن أحمد بن عمر(ت699هـ/ 1299م) الذي سمع منه الذهبي خمسة أحاديث ( 48). وله ولدان: عمر بن عبيد الله(ت733هـ/ 1332م)سمع منه البرزالي والذهبي (49). ومحمد بن عبيد الله (ت744هـ/ 1343م) الملقب بالمنجنيقي الذي كان يصلح المنجنيق فوقع عليه فمات(50) .

 

ومن أولاد الشّيخ أبي عمر الآخرين: عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة ويلقب بالشرف (ت643هـ/  1245م)، وأمه فاطمة بنت أبي المجد دمشقيّة توفيت في حياته (51). وهو الامام الخطيب شرف الدين خطيب جامع دمشق ( 52).

وله من الأولاد: ابراهيم بن عبد الله بن الشّيخ أبي عمر(ت666هـ/  1267م)عز الدين المقدسيّ:

   كان إمامًا عالمًا فاضلًا زاهدًا عابدًا ورعًا كريم الاخلاق، وقال عنه اليونيني(ت   768هـ/  1366 م) “وهو من بيت العلم والعمل والصلاح ، وكان والده الشّيخ شرف الدين عبدالله شيخ الحنابلة والمشار اليه فيهم”(53).كان بصيرًا بالمذهب صاحب أحوال وكرامات ،صالحًا عابدًا مخلصًا وآمرًا بالمعروف وقوالًا للحقّ، حدث وسمع منه جماعة(54)، وله ثلاثة أولاد وأحفاد : أحمد (ت726هـ/  1325م)وعبد الرحمن (ت732هـ/  ) ومحمد (ت748هـ/ 1347م)(55).

وللشيخ ابراهيم بن عبد الله بنات: زينب(ت699هـ/  1299م،  وست العرب(ت710هـ/1310م) وحبيبة (ت745هـ/1344م) وفاطمة(ت747هـ/  1347م)(56). وله أخ : قاضي القضاة الحسن بن عبد الله (ت695هـ/1295م) وابنه أحمد (ت771هـ / 1369م)(57).

   للشيخ  أبي عمر أولاد آخرون(58) أصغرهم :

عبد الرحمن بن محمد بن أحمد (ت682هـ/ 1283 م): وهو أصغر أولاد الشّيخ أبي عمر والباقي منهم في هذا الزمان على حد قول المؤرخ أبي شامة المقدسي(ت665هـ/  1266م) يلقب بشمس الدين، خطيب جامع الجبل بعد أخيه عبد الله(59)، ولقّبه اليونيني (ت726هـ/  1326م ) بشيخ الإسلام علمًا وزهدًا وورعًا وديانة وأمانة، كبير القدر، جم الفضائل ،اليه انتهت رياسة مذهب الإمام أحمد بن حنبل وشرح كتاب” المقنع “في الفقه تأليف عمه شيخ الإسلام موفق الدين ، ووُلي قضاء القضاة بالشّام سنة 664هـ/ 1265م مكرها، سمع الكثير وانتفع به خلق كثير (60). نعته البرزالي بشيخ الوقت ،وبركة العصر ، وقال:”ولي الجكم والخطابة والمشيخة والتّدريس مدة طويلة ” ( 61). وانتهت اليه رئاسة الإقراء، وكان فصيحًا مفوهًا وفقيهًا مناظرًا (62) وله من الأولاد:

نجم الدين أحمد بن عبد الرحمن (ت689هـ/ 1290م ): كان خطيب الجبل وقاضي القضاة، ومدرس أكثر المدارس وشيخ الحنابلة، (63) وكان الحاكم بدمشق وأعمالها (64)، ولم يقتصر دوره على العلم والقضاء بل حضر الغزوات مع والده ، وحضر الغزوات بنفسه وله فضائل متعددة وله شعر جيد (65) وأولاده:

محمد بن أحمد بن عبد الرحمن (ت698هـ/  1298م): خطيب الجبل سعد الدين،خطب مدة (66)، وكانت له  رياسة مع حسن خلق (67).

علي بن أحمد بن عبد الرحمن (ت727هـ/ 1326م) فخر الدين ابن القاضي نجم الدين بن القاضي شمس الدين، وولي خطابة الجامع المظفري (68).

ومن أولاد عبد الرحمن الآخرين:علي بن عبد الرحمن (ت699هـ/  1299م)(69)، وله ولد اسمه عبد الرحمن بن علي (ت715هـ/ 1315م) (70).ومحمد (ت 699هـ/  1299م)  وعبد الله (ت708هـ/ 1308م)(71) وللشيخ عبد الرحمن (ت682هـ/  1283م) من البنات:فاطمة (ت685هـ/  1286م) (72)، وأختها زينب (ت739هـ/ 1308م) وأمها حبيبة شيخة الذّهبيّ(73) .

وللشيخ أبيّ عمر من البنات: آمنة بنت أبي عمر (ت631هـ/  1233م)أم أحمد المقدسيّة، قرأت القرآن على والدها وآخر من روى عنها بالأجازة القاضي تقي الدين سليمان(ت715هـ/  1315م )(74). وأختها خديجة (ت631هـ/ 1233م) ماتت في العام نفسه (75). وأختها الأخرى :حبيبة ام أحمد (ت674هـ/ 1372م ): كانت امرأة صالحة لها ورد من الليل، أجازت للبرزالي ماترويه وروى عنها قاضي القضاة تقي الدين الحنبلي(ت 715هـ/  1315م)( 76). روت عن جماعة وأجاز لها عدد من شيوخ عصرها، وقال عنها الذهبي:”كانت صالحة عابدة، قوامة تالية لكتاب الله، تلقن نساء الدير (دير الحنابلة) “(77) .

الشّيخ عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة(ت620هـ/ 1223م) وهو أخو الشّيخ أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة (ت607هـ/1210م) ولقبه موفق الدين

وسمع بدمشق من جماعة  وقدم  الى بغداد  وأقام بها مدة للتفقه على مذهب أحمد بن حنبل ، وسمع خلقًا كثيرًا وعاد الى دمشق وصنف المصنفات الحسان منها :كتاب “البرهان في علوم القرآن وكتاب “المغني “في شرح الخرقي في سبع مجلدات و”الكافي ” مجلدان ،”المقنع “مجلد  ومصنفات أخرى كثيرة (78). قال عنه سبط ابن الجوزي(ت654هـ/ 1256م)”كان إمامًا في التفاسير والفقه والحديث والفنون، ولم يكن في زمانه مثله بعد أخيه أبي عمر (79). وحدث بدمشق ودرّس وأفتى ولقيه المنذريّ (ت656هـ/  1258م) بدمشق وسممع منه(80). وقال عنه الذهبي (ت748هـ/ 1347م)”وكان إمامًا حجة، مفتيًّا مصنفًّا متقننًّا، متبحرًا من العلوم كبير القدر”(81). وهو إمام الحنابلة  وكان إمامًا في القرآن وتفسيره و في علم الحديث ومشكلاته،وفي الفقه بل أوحد زمانه فيه، وإمامًا في علم الخلاف أوحد زمانه في الفرائض، وفي أصول الفقه والنحو والحساب، والنجوم السيارة  والمنازل (82). قال عنه ابن كثير (ت774هـ/  1372م) شيخ الإسلام ومصنف المغني في المذهب،إمام عالم بارع ، لم يكن في عصره بل ولا قبل دهره بمدة أفقه منه “(83). وله من الأولاد :محمد ويحيى وعيسى، وماتوا كلهم في حياته( 84)، ولم يدرك سبط ابن الجوزي منهم غير عيسى وقال عنه: “فلقد كان قرة عين الصالحين الأخيار وخلف ولدين صالحين ماتا وانقطع عقبه( 85).

وأم أولاد موفق الدين عبدالله هي مريم بنت أبي بكر بن عبد الله بن سعد المقدسي وهي بنت عمته، وكان له منها  بنات: صفيّة وفاطمة(  86) الى جانب أولاده الثلاثة (87).

أمّا والدة الشّيخ موفق الدين  فهي:خديجة ابنة محمد بن العماد ابراهيم بن عبد الواحد(ت695هـ/  1295م) المرأة الصالحة ،سمع منها البرزالي وغيره توفيت بالقاهرة( 88). ولها أخت اسمها زينب وهي شيخة الذهبيّ (  89).

ولده أبو المجد عيسى بن موفق الدين (ت615هـ/ 1218م): سمع بدمشق من جماعة كثيرة من أهلها والواردين عليها ،وسمع بمصروحدّث وولي الخطابة والإمامة بالجامع المظفريّ، واجتمع به المنذري(ت656هـ/  1258م) بدمشق وسمع معه من والده موفق الدين (90).

وزوجة أبي المجد عيسى: آسية بنت عبد الواحد بن أحمد (ت640هـ/  1242م): أخت الضياء المقدسي(ت643هـ/ 1245م) عالمة فاضلة دينة، خيرة كثيرة الصلاة والصيام،حافظة لكتاب الله وكانت تلقن النساء، روت بالأجازة من جماعة وهي والدة الحافظ الزاهد أحمد بن المجد عيسى، روى عنها جماعة منهم:عائشة بنت المجد عيسى وهي أمها وبالأجازة القاضي سليمان وغيره(91). ولأبي المجد عيسى ولد اسمه:محمد بن عيسى(ت699هـ/ 1299م)( 92) ولمحمد هذا ابنة اسمها:صفية ابنة محمد بن عيسى بن موفق الدين (ت682هـ/ 1283م(93)  .

ولموفق الدين بنات هن: صفية (ت643هـ/  1245م) (  94). ذات علم وفضل (95). وابنته الأخرى فاطمة (ت643هـ/1245م) روى عنها عدد من العلماء(96).

 وللمجد عيسى أولاد آخرون:

هم:أحمد وعائشة وعبد الرحمن ومحمد.  أحمد بن المجد عيسى(ت643هـ/  1245م) المعروف بالسّيف، الإمام الحافظ الزاهد القدوة، سيف الدين بن المجد الحنبليّ، سمع من عدد من شيوخ عصره وتخرج بخاله الضياء ورحل الى بغداد، فسمع بها من جماعة، صنف وخرّج وسوّد المسوّدات ولم يتمكن من تبييضها، وكان ثقة حجة، بصيرًا بالحديث ورجاله عاملًا بالأثر، كثير الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ولو طال عمره لساد أهل زمانه علمًا وعملًا، مات قبل أوان الرواية، ومحاسنه جمة(  97).

عائشة ابنة عيسى بن موفق الدين عبد الله) (ت697هـ/  1298م): كانت امرأة صالحة من نساء الدّير المبارك، روت عن جدها، وابن راجح وآخرين، وأجاز لها جماعة من الدمشقيين، وحضرت في سنة 614هـ/  1217م وروت الحديث في سنة 652هـ/ 1254م وبعدها ( 98). وذكر المنذري (ت656هـ/1258م)  أسماء لعدد من شيوخ عصرها أجازوا لها وحدثت وللمنذري منها إجازة (99).

ويتصل بأُسرة آل قدامة، وبأُسرة آل سرور الجماعيليّ المقدسيّ، واشتهر منهم الحافظ عبد الغنيّ المقدسيّ بن عبد الواحد بن علي بن سرور، وآل عبد الغني أُسرة حنبليّة علميّة كبيرة كثيرة العدد، فوالد عبد الغني هو عبد الواحد كان من أوائل المقادسة الذين هاجروا من بيت المقدس الى دمشق، وترتبط هذه الأُسرة بآل قدامة عن طريق سعيدة بنت محمد بن قدامة أخت الشّيخ أحمد وهي جدة الحافظ الضياء المقدسي(ت643هـ/ 1245م) أم أمه وزوجة عبد الواحد، وزوجة الحافظ عبد الغني رابعة بنت خالة أحمد بن محمد بن قدامة (ت620هـ/ 1223م)(100).

وترتبط بأُسرة آل قدامة بأُسرة مقدسيّة دمشقيّة أخرى،علميّة كبيرة  هي أُسرة البخاري فخر الدين علي بن أحمد (ت697هـ/ … ) وهي أُسرة مشهورة بالشّام ترتبط مع أُسرة آل قدامة وآل عبد الغني بالمصاهرة وان كانت لاترتبط معهما بالاصول فأُسرة آل قدامة أُسرة عمرية عدوية قرشية ،وآل البخاري أُسرة سعدية أنصاريّة  (101).  اشتهر من هذه الأُسرة أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن اسماعيل بن منصور السعدي المقدسيّ، ثم الدمشقي شمس الدين أبو العباس (ت623هـ/  1226م) المعروف بالبخاري أخو ضياء الدين محمد (ت643هـ/   1245م) وخال الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة. قال عنه  الذّهبيّ: كان إمامًا عالمًا ولم يكن في المقادسة أفصح منه(102).

كان أفرادها أُسرة آل قدامة يعملون في الزراعة، وبعد أن انتقلوا الى دمشق أخذ نشاطهم يرتكز على النّشاط العلميّ، وقد أثرت هذه الأُسرة في الأُسر الأخرى التي ارتبطت بها بصلة القرابة أو المصاهرة فاستمر هذا النّشاط حتى نهاية العصر المملوكي .

ومن بين هذه الأُسر التي هاجرت من بيت  المقدس أُسرة آل مفلح وأُسرة عبد الهادي، وجدهم يوسف بن محمد بن قدامة وهو شقيق أحمد المهاجر الأول الى دمشق أيّ أحمد بن محمد بن قدامة وآل عبد الهادي أُسرة علميّة معروفة في بلاد الشّام، وهي أُسرة عمريّة عدويّة قرشيّة ( 103).

المحور الثالث: الأثر العلميّ للمقادسة  وإسهامهم في النّهضة العلميّة في صالحية دمشق وتتمثل بما يأتي:

تأسيسهم للمراكز العلميّة والتّدريس فيها.

1-المساجد

 أ-جامع الحنابلة (الجامع المظفريّ):

شرع الشّيخ أبو عمر المقدسي (ت607هـ/ 1210م) في بناء المسجد الجامع سنة (598هـ/ 1201م)، وصرف على بنائه رجل من الناس يدعى أبو داود محاسن الفامي، فنفذ ماعنده ووصل ببنائه مقدار قامة فبعث صاحب أربل الملك المظفر كوكبري مالًا فكمل به. وولي خطابته الشّيخ أبو عمر ،فكان يخطب به، وكان المنبر الذي فيه يومئذ ثلاث مراقي والرابعة للجلوس كما كان المنبر النبوي (104). وصنع له بئر وبغل يدور ووقف عليه أوقاف لذلك (105).

سمي الجامع بجامع الجبل، وورد هذا الاسم أول مرة عند المؤرخ ابن شداد في كتابه الأعلاق الخطيرة، ولم يكن هذا الاستعمال منتشرًا عند المؤرخين، وإنّ تسمية هذا الجامع بالجامع المظفريّ وجامع الحنابلة وجامع الجبل وردت عند النّعيمي (106).

تشير النّصوص الكتابية الموجودة في الجامع الى أنّ العمل بوشر به مجددا سنة 599هـ/ 1202م)(107). وحدد النعيمي موضع الجامع المظفري بالحارة الشّرقية  وأول من خطب به أبو عمر المقدسي(ت607هـ/1210م)(108) . والجامع المظفري هو أول مسجد جامع تقام في خطبة الجمعة في صالحيّة، وأول جامع كبير بني في دمشق بعد الجامع الأمويّ. كذلك كان أول جامع في العهد الأيوبيّ، وأول مباني صالحيّة وتليه المدرسة العمريّة (109). وقبلة المصيف (110). ويقول محمد مطيع الحافظ : إن تعدد مآذن الجامع يصعب الوقوف على أصل هذه المئذنة المغمورة، وتقع ضمن جدار القبلة (111). ونقل قول ابن كنان المتوفى سنة(1153هـ/1741م) قال:”والآن لم ندرك إلا الشّماليّة التي خلف البئر مما يلي الجبل(112).

ويذكر المؤرخ يوسف بن عبد الهادي (ت909هـ/1503م)أنّه كان للجامع مئذنتان الواحدة المعلومة الآن، والثانية كانت

يعود تاريخ بنائها الى سنة ( 610هـ/1213م) في عهد الملك العادل بن أبي أيوب (113).أيّ أنّ بناء المئذنة قد تأخر عن عمارة الجامع أحد عشر عامًا ، ولعل السبب في ذلك  يعود الى الزلزال الذي حدث في السنة نفسها (114). وتحدث ابن طولون(ت953هـ/1546م) عن هذا الزلزال بدمشق (115).

ويعد جامع الحنابلة أحد مساجد دمشق المهمّة  بمخططه، وزخارفه الفريدة من نوعها، وكانت له أوقاف جيدة، كما كانت تضاف اليه أوقاف المساجد والجوامع الأخرى، إذا تعطلت لما له من الشّهرة والقدسيّة (116).

كان هذا الجامع المبارك منارة لنهضة علميّة شاملة، كان للمقادسة الذين هاجروا الى دمشق وسكنوا صالحيّة إسهام كبير فيها، وقد قدم الباحث الدكتور محمد مطيع الحافظ مؤلف كتاب الجامع المظفريّ أمثلة على سماعات الشيوخ في مجالس العلم والتّعليم التي كانت تجري في جامع الحنابلة، وأن هؤلاء الشيوخ كانوا يحرصون على إشراك أُسرهم بكاملها في مجالس السماع، فالأم والأولاد والجدة كانوا يحضرون مجالس السماع في جامع الحنابلة، وكان للمرأة جهودها في العلم والتّعليم ورواية الحديث سواء أكانت مستمعة أو مُسمعة، وحضورها مجالس العلم ورواية في جامع الحنابلة ومنذ الصّغر (117). فعلى سبيل المثال :كانت خديجة بنت حازم بن عبد الغني المقدسيّة(ت723هـ/ 1323م) قد حضرت في الثانية  من عمرها في جامع الحنابلة للسماع من الشيوخ (118). وزينب بنت أحمد بن عبد الرحيم المقدسيّة (ت740هـ/ 1339م) الشّيخة المسندة المعروفة ببنت الكمال أحضرت على شيوخ عصرها وعمرها لايتجاوز السنتين (119).

يذكر ابن بدران (ت1346هـ/  1928م) أن هذا الجامع باقٍ الى الآن أيّ الى عهد بن بدران (120)، ويقع في حيّ أبو جرش أحد أحياء صالحيّة وفي زقاق يدعى بزقاق الحنابلة (121). ويدل ذلك على أنّ أغلب سكان هذا الزّقاق من الحنابلة ،الأمر الذي سمي باسمهم .

عرف الجامع المظفري بعقد مجالس السماع الجماعيّ، وهي مجالس يشترك فيها عدد من الشّيوخ ، وربما شاركتهم بعض الشّيخات في مجلس واحد لإسماع بعض كتب الحديث الشريف، وقد تكون هذه الطريقة فريدة تميز بها علماء صالحيّة، فالشّيخة ست العرب بنت ابراهيم بن عبد الله المقدسيّة (ت710هـ /1310م) سمع عليها وعلى ثلاثة عشر شيخا وشيخة جزء فيه انتخاب الطبراني لابنه أبي ذر بالجامع المظفري سنة 707هـ/ 1307م (122)، والشّيخة فاطمة بنت عبد الرحيم المقدسيّة (ت725هـ/ 1324م) سمع عليها وعلى عشرين  شيخًا وشيخة جزء انتخاب الطبراني لابنه أبي ذر بالجامع المظفري سنة 728هـ1327م(123). واستمر نشاط هذا الجامع حتى عصور متأخرة كان يستقطب كبار العلماء .

وتولى من آل قدامة الخطابة والإمامة في الجامع المظفري، فالشّيخ أبو المجد عيسى بن موفق الدين(ت615هـ/ 1218م) تولى الإمامة والخطابة معا في الجامع المظفري (124). وأمّ والده موفق الدين عبدالله (ت620هـ/1223م)   في الجامع المظفري بعد أخيه أبي عمر(125)، وعلي بن عبد الرحمن (ت699هـ/1299م) حفيد الشّيخ أبي عمر المقدسي تولى الإمامة بالجامع المظفري (126).

وممن تولى الخطابة  من آل قدامة: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي(ت698هـ/ 1298م) الذي كان معروفًا بخطيب الجبل (127)، وأخوه علي بن أحمد بن عبد الرحمن (ت727هـ/ 1327م) فخر الدين الذي وُلّي الخطابة بالجامع المظفري (128). ومحمد بن ابراهيم بن عبدالله بن أبي عمر(ت748هـ/1346م) خطب بالجامع المظقري دهرًا (129). وأحمد بن محمد بن قاضي القضاة سليمان حفيد الشّيخ أبي عمر(ت755هـ/  1354م)(130).

وورد الى الجامع المظفري كوكبة من كبار العلماء والحفاظ من شتى مدن العالم  الإسلاميّ، فأسمعوا الحديث فيه،  وبقي نشاطه الى عصور متأخرة، ومن أشهرهم :

أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (ت728هـ/  1327م) وقد سمع من شيخه الإمام عبد الرحيم بن عبد الملك المقدسيّ واسماعيل بن أبي عبد الله العسقلاني بالجامع المظفري سنة 675هـ ووجد نص السماع بخطه (131)، وسمع ابن كثير الدّمشقي (ت774هـ/ 1372م)  بالجامع المظفريّ (132)، وابن حجر العسقلانيّ (ت852هـ/  1448م) أقام بصالحيّة مائة يوم حصل فيها ألف جزء غير الكتب الكبار، واجتمع فيها مع الإمام ابراهيم بن مفلح الحنبليّ بالجامع المظفري (133).

ومما سبق يتبين أن للجامع المظفري إسهام فاعل في النّهضة الدّينيّة والعلميّة ليس  في مدينة صالحيّة فحسب بل في بلاد الشّام عموما إذ استقطب كبار العلماء .

ب-محراب الحنابلة في جامع دمشق (الجامع الأمويّ) : وأول من وضع محراب الحنابلة بجامع دمشق الشّيخ موفق الدين عبد الله(ت620هـ/ 1223م) أخو الشّيخ أبي عمر (ت607هـ/ 1210م)سنة 617هـ/ 1220م) بالرّواق الغربي من جامع دمشق بعد أن كان يؤم الحنابلة من دون محراب، ثم رفع سنة 730هـ/ 132م) وعوضوا عنه بالمحراب المجدد لهم شرقي باب الزيادة حين جدد الحائط(134). فتمكن الحنابلة من آل قدامة وآل عبد الغني أن يجدوا مكانًا للصلاة في جامع دمشق على الرّغم من معارضة الناس. ولعل هذه المعارضة جاءت بسبب خوف الشّافعيّة والحنفيّة وهم الأكثرية يومئذ في دمشق من حدوث فتنة، وذلك لخلافهم مع الحنابلة في موضوع العقائد التي تتعارض مع عقائد علماء هذين المذهبين لاسيما في مسالة صفات الله .

ولم يقتصر  دور الحنابلة على الصلاة في الجامع الأمويّ بدمشق  فحسب  بل اصبحت لهم حلقات للتدريس فيه  فالشّيخ موفق الدين عبد الله كانت له حلقة بالجامع الأمويّ بدمشق  يوم الجمعة يناظر فيها بعد الصلاة (135). والشّيخ   علي بن الشّيخ عبدالرحمن بن الشّيخ أبي عمر (ت699هـ/ 1299م) درّس بحلقة الحنابلة بجامع دمشق(136) . والشّيخ أحمد بن الحسن بن عبدالله بن أبي عمر (ت771هـ/  1369م) المعروف بابن قاضي الجبل أيّ جبل صالحيّة كانت له حلقة الثلاثاء بالجامع الأمويّ وغيرها(137). وكان منهم من تولى الإمامة والخطابة معًا بجامع دمشق كالشّيخ عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة(ت643هـ/  1245م) (138) .

2-المدارس

أ-المدرسة العمريّة

لعل الأثر الخالد الذي تركه هؤلاء المقادسة هو مدرسة الشّيخ أبي عمر بالجبل في وسط “دير الحنابلة ” بناها شيخ المقادسة أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد وهي وقف على القرآن والفقه، وقد حفظ القرآن فيها أمم لا يحصون، وهي وقف على الحنابلة من دون غيرهم من المذاهب الأخرى. ويقول النّعيميّ:”وشرط النّظر فيها للحنابلة ولم يدخل فيها غيرهم”(139). إلا أن هذا الحال لم يستمر طويلًا إذ أُدخل غيرهم في هذه المدرسة فدرس فيها الحنفيّة والشّافعية والمالكيّة (140).

نقل النّعيميّ (ت927هـ/  1520م) رواية عن سبط ابن الجوزي (ت654هـ/  1256م) يذكر فيها أنّ مدرسة أبي عمر هذه أصلها يعود الى بناء نور الدين زنكي غير ان النعيمي لايؤيد رواية سبط ابن الجوزي فيقول :”ولكن التحقيق والصواب أنّ هذه المدرسة التي بناها نور الدين هي المسجد المشهور الآن بمسجد ناصر الدين غربي المدرسة العمريّة “(141) وعلى أيّة حال فإّن هذه المدرسة وضع أساسها في عهد نور الدين زنكيّ، وأصبحت مؤلفة من ثلاث طبقاتٍ وثلاثمائة وستين غرفة مع مرافقها وهذا ما يجعلها أكبر مدرسة في بلاد الشّام، ومصر كما قال عنها ابن طولون المؤرخ الدّمشقيّ، وبيّن النّعيميّ أهمّيّة هذه المدرسة نقلًا عن الشّيخ جمال الدين بن عبد الهادي (ت 909هـ/1503م) قائلًا:”هذه المدرسة عظيمة لم يكن في بلاد الإسلام أعظم منها، والشّيخ بنى فيها المسجد، وعشر خلاوي فيها، وقد زاد النّاس فيها، ولم يزالوا يوقفون عليها من زمنه الى اليوم كل سنة من السنين تمضي إلا ويصير اليها فيها وقف فوقفها لايمكن حصره من جملته “(142).

كان الوقف على هذه المدرسة كبيرًا فقد خصص لها من دكاكين تحت القلعة، ويوزع على الطلبة الطعام  (143). وهناك موظف مسؤول عن توزيع الخبز يدعى أمين، وكاتب يسجل الغائبين يدعى كاتب غيبة (144). ويقول ابن طولون(ت953هـ/1546م) إنّ الخبز كان يوزع كلّ يوم، وليس من المدارس مايفرق فيها من الخبز أكثر منها فإنّه يفرق فيها كل يوم ألف رغيف أو نحو ذلك (145). وهذا يدل على العدد الكبير للطلبة في هذه المدرسة .هذا فضلًا عن حلويات كانت توزع وهي حلاوة دهنية يقول عنها النعيمي إنّه كان يسمع بها ولم يرها (146).هذا فضلًا عن أنواع  أخرى من الطعام  استمر توزيعها  الى عهد النّعيميّ (147).

وفي المدرسة أيضًا يجري ختان من لم يكن مختونًا للفقراء والأيتام النازلين فيها ،إلا أنّه انقطع بعد ذلك، ويوجد في المدرسة سخان يسخن فيها الماء في الشّتاء لمن يحتاج الى الغسل (148).وكان للمدرسة حلقة الثلاثاء والوقف عليها نصف حمام الشبلية، ثم خرب فعمر بالنصف فبقي الربع والجنينة خلفه والبيت فوقه (149). ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه المدرسة طرأ عليها زيادات وتوسعات يظهر أنها حصلت في عهد ابن طولون (150).

 

نظام التّدريس في هذه المدرسة :

يذكر ابن طولون (ت953هـ/1546م ) أنّ هناك نظامًا خاصًا للتّدريس في المدرسة العمريّة، فأيام الأسبوع مقسمة على الدروس التي تُعطى للطلبة، ولكل شيخ يوم او يومان يدرس فيها (151). ويذكر ابن كثير أنّ مدرسة الشّيخ أبي عمر شهدت مجالس يدرس بها بعض الفقهاء المشهورين، وكانت تعج بحضور المقادسة وكبار الحنابلة من أهل دمشق، فيذكر أنّ الشّيخ الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبليّ المقدسيّ درس عوضًا عن القاضي برهان الدّين الزرعي بمدرسة الشّيخ أبي عمر، وأن أهل المدينة أرادوا الحضور إلا أنّ كثرة المطر والوحل يومئذ حال دون ذلك(152).

من الدروس المهمّة في هذه المدرسة هو دروس القرآن الكريم، إذ يجري فيها تحفيظ القرآن، وقد درس فيها أعداد هائلة من الطلبة فيقول أبو شامة (ت665هـ/ 1266م ) أنّ في هذه المدرسة قد حفظ القرآن أمم لايحصون (153). وشيخ الإقراء بمدرسة الشّيخ أبي عمر الشّيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد السّلاوي (ت816هـ/  1413م) عامل خانقاه خاتون، وكان عاملًا حسنًا ساكنًا جيد الكتابة (154)، وشيوخ إقراء القرآن بها داخل المدرسة سبعة :  أحدهم على الخزانة الغربية استجده ابن مبارك واقف المدرسة الحاجبيّة (155) والآخر على الشّرقية، وآخر بينهما، وشيخ المدرسة في المحراب، وآخر شرقيّة واثنان غربية وحلقة الشّيخ زين الدّين بن الحبال لإقرائه، وإقراء العلم بين بأبي المدرسة والسلم الشرقيين (156). ولا تنقطع قرآءة القرآن في هذه المدرسة في الليل والنّهار وفي هذا الشّأن حرص الأمراء المماليك على استمرار قراءة القرآن في هذه المدرسة على الدوام ومن دون انقطاع، فعرف عن الأمير منجك (157) أنّه كان يرسل من يتفقد المدرسة في الليل والنّهار لمعرفة أن القراءة لم تنقطع، فتأكد له ان قرآءة القرآن مستمرة على الدّوام ومن دون انقطاع (158).وهذا يدل على مدى  اهتمام الأمراء المماليك بالمدارس وعلى أنّ  هناك إشراف مستمر منهم للحفاظ على نظام التّعليم في هذه المدرسة لاسيما قرآءة القرآن .وكان التلقين احد وسائل تعليم الاطفال فيها ،اذ خصص  لهذا  الامر شيخ يدعى بشيخ التلقين وهو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الصمد  شمس الدين أبو عبد الله (ت774 هـ/ 1372م)(159).ويبدو أن شيخ التلقين استحدث متاخرًا لأنّنا لم نجد أيّ  إشارة اليه قبل هذا التاريخ .

ودرّس في هذه المدرسة من آل قدامة علي بن عبد الرحمن بن أبي عمر (ت699هـ/  1299م) وهي مدرسة جدّه أبيّ عمر المقدسيّ (160). وتولى النّظر على المدرسة العمريّة الشّيخ البارع صلاح الدّين ابن قاضي القضاة شرف الدّين المعروف بابن قاضي الجبل محمد بن أحمد بن أبيّ الحسن بن عبد الله  بن أبي عمر (ت 781هـ/  1379م)(161). والشّيخ الامام العالم جمال الدّين أبو المحاسن المقدسي الأصل ثم الصالحيّ يوسف بن أحمد بن العز بن عبد الله (ت798هـ/ 1395م ) جده الشّيخ أبو عمر تولى إمامة المدرسة (162).

واستمر تحفيظ القرآن الكريم فيها حتى عصور متأخرة، فأصبحت أحد مراكز حفظ القرآن وقد استمر العلماء يحفظون القرآن في مدرسة أبي عمر، ومن بين هؤلاء العلماء الشّيخ بدر الدين حسين الأسطواني (ت932هـ/ 1525م) إذ قال عنه ابن الشّطيّ إنّه حفظ القرآن بمدرسة أبي عمر وقرأ على شيخنا ابن أبي عمر الكتب الستة وقرأ وسمع مالايحصى من الأجزاء الحديثية عليه، وقال: وسمعت بقرآءته عدة أشياء، وولي إمامة محراب الحنابلة بالجامع الأمويّ من الدولة النعمانية (163)  . واستمرت المدرسة بنشاطها العلميّ الى عصور متأخرة (164). وأمّ بهذه المدرسة عدد من الشّيوخ (165).

يبدو أنّ أحوال هذه المدرسة لم تستمر على ماكانت عليه إذ تغّير حالها، فيقول ابن طولون: “وهذه المدرسة لا تزال تحتفظ بهيئتها في الطابق الأرضيّ، وقد تهدمت بقيّة الطوابق التي فيها، وهي الآن بحالة سيئة جدًّا (166).ويحدثنا ابن بدران المتوفى سنة(1346هـ /  1928م)عما آل اليها أحوال هذه المدرسة في عصره فيقول:”وجميع هذه المرتبات درست وانقرضت وماتت بموت أهلها، ولم يكن شيء من أنواع البرّ ألا وهو موضوع في العمريّة ثم لم تزل الأيام تأتي على أوقافها ومرتباتها بالنّقصان الى أن تولى أمرها الشّهاب أحمد المنيني، ثم صارت في زمننا الى توفيق المنينيّ في ذريته فابتلع الوشل أيّ(الماء القليل )الذي بقي من أوقافها وأهلكها إهلاكا لا يرجى له براء” (167).

    خزائن كتب المدرسة العمريّة :

من أقسام المدرسة الأساسيّة المكتبة، فقد اشتهرت مكتبات مدارس بلاد الشّام في هذا العصر احتوائها على أُمات الكتب في الفقه والحديث واللغة والأدب وغيرها. ووجدت في المدرسة العمريّة مكتبة وصفها ابن كنان (ت1153هـ/1740م) بخزائن الكتب (168). الموقوفة من الناس وفيها مصحف بخط الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه(169).

لقد جاء غنى هذه المدارس بالكتب نتيجة الوقف، فقد كان الواقفون يزودون هذه المكتبات بالكتب (170). ويقول ابن بدران :إنّ بها خزانة كتب لانظير لها (171)، حتى أنّ أحد العلماء أوقف جميع كتبه على المدرسة العمريّة (172). وهي الآف مؤلفة صنف لها فهرسة في مجلد (173).

كانت هذه المدرسة أكبر مدرسة في بلاد الشّام ومصر كما قال عنها ابن طولون، وأنّ هذه المدرسة مخصصة للحنابلة ثم ما لبثت أن دخلتها المذاهب الأخرى، وكان لكلّ مذهب في المدرسة أجنحة خاصة تتبع نظامًا دقيقًا بتوزيع الرواتب وتقرير الدّروس، وتسجيل الغياب (174)، أغدقت عليها الأوقاف حتى أصبحت من أغنى مدارس دمشق وقد وصلت أوقافها الى مختلف بلاد الشّام وهو ما لم يحصل لمدرسة أخرى، وكان هذا وضع المدرسة طوال عهد المماليك ،غير أنّ أوضاع بلاد الشّام بعد الغزو المغولي لها تلقت ضربة قاسية آخر القرن السّابع الهجري – الثالث عشر الميلادي والتي نهبت فيها صالحيّة مساجدها ومدارسها وكتبها ورجالها ونسائها، وكانت الثانيّة على يد تيمور لنك بعد قرن من ذلك، وقد دمرت دمشق وصالحيّة معها أشنع تدمير. فقد بين ابن طولون ما آلت اليه هذه المدرسة بقوله:”وقد اضمحل حالها، وصار لا يخبز لها إلا في كل شهر مرتين أو ثلاثًا، وقد تهدم غالب خلاويها والباقي لايسكنها إلا الآكلون من تكية السلطان سليم بن عثمان، وقال: نسأل الله تعالى أن يصلح حالها ولايضيعها(175).

أمّا حال خزانة كتبها فقد طالها الخراب هي الأخرى والسّرقة، فقد ذكر ابن بدران أن :”أيدي المختلسين قد سرقوا منها خمسة أحمال جمل من الكتب وفروا بها ثم نقل ما بقي وهو شيء لايذكر بالنسبة لما كان بها الى خزانة الكتب في قبة الملك الظاهر في مدرسته، وكذلك لعبت أيدي المختلسين في أوقافها فابتلعوها ،هذه حالتها اليوم”(176).

ب-المدرسة الضيائيّة :

وتقع هذه المدرسة بسفح قاسيون على باب الجامع المظفريّ، بناها الفقيه ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الصالحيّ الحنبلي (ت643هـ/1245م)  بجبل صالحيّة وجعلها دار حديث(177).

وذكر ابن رجب نقلًا عن الذّهبيّ: إن بناء ه للمدرسة أعانه عليها بعض أهل الخير وأوقف عليها كتبه وأجزاءه ،وبناها للمحدثين والغرباء الواردين مع الفقر والقلة، وكان يبني منها جانبًا ويصير الى أن يجتمع عنده ما يبني به ويعمل فيها بنفسه، ولم يقبل من أحد فيها شيئًا تورعًا، وكان ملازمًا لجبل صالحيّة، قبل أن يدخل البلد أو يحدث به، ومناقبه أكثر من أن تحصر. وعرف بكثرة تصانيفه التي ذكرمنها ابن رجب  الحنبلي (ت795هـ/ 1392م) أربع وثلاثين مصنفًا وقال :” وانتفع الناس بتصانيفه الكثيرة والمحدثون بكتبه …وكتب عن أزيد من خمسمائة شيخ وحصل أصولًا كثيرة ” (178). وهو من العلماء الأجلاء، قال عنه الذّهبيّ :”الإمام الحافظ الحجة، محدث الشّام، وشيخ السّنة ضياء الدين، صنف وصحح وجرح وعدل، وكان المرجو عليه في هذا الشأن “(179). وعرف أيضًا بكثرة رحلاته لطلب العلم وأفنى عمره في ذلك مع الدّين المتين والورع والفضيلة التامة والثقة والاتقان (180).

إنّ أكثر الدّروس التي كانت تُدّرس في المدرسة الضيائيّة علم الحديث والفقه، وهذا يعني أنّ مدارس الحنابلة كانت مخصصة لنشر المذهب الحنبليّ، والعناية بالعلوم الدّينيّة .

عني الضياء المقدسيّ(ت643هـ/1245م) بمكتبة مدرسته، فكانت حافلة بالكتب الحديثيّة، وكان قد وقف كتبًا كثيرةً بخطه بخزانة مدرسته التي وقفها على أهل الحديث والفقهاء، حتى يقال إنّه كان فيها خط الأئمة الأربعة، ويقال إنّه كان فيها التّوراة والإنجيل، وكانت مضبوطة الحال أيام خزنتها بني المحب (181). وكان بها كتاب الخلاف للقاضي أبي يعلي غير موجود بسواها (182).

رتّب لهذه المدرسة شيخا للحديث وآخر للفقه (183)، وبها إعادة بيد الشّيخ علي بن البهاء البغدادي الذي كان حيًّا على عهد ابن طولون (184). والوقف على هذه المدرسة كان من دكاكين السّوق الفوقانيّ وحوانيت(185). ويصف ابن طولون هذه المدرسة، فيذكر أن هذه المدرسة تشتمل على مسجد له باب غربي أمام باب غرفة الكتب، وقد سعى ابن طولون مع شيخ آخر في عود نحو الفي جزء اليها(186).

تعرضت هذه المدرسة هي الأخرى الى النّهب، والتّخريب في نكبة الصّالح نوبة قازان وراح منها شيء كثير، ثم تماثلت وتراجعت (187). وذكر ابن كثير في حوادث سنة  (696 هـ/ 1296م ) أن التّتار قام بتدمير صالحيّة فخربوا مساجدها وسبوا من أهلها خلقًا كثيرًا ونهبت كتب مكتبة الضيائيّة وغيرها(188)، وهي الآن تحوي عددًا كبيرًا من الكتب القيمة وقف المدرسة الضيائيّة وعليها خطوط العلماء، وخاصة خط الضياء المقدسي، وأصبحت هذه المدرسة دارًا تستغل لمصالح الجامع المظفريّ، ولم يبق فيها من بنائها القديم إلا قوس إيوانها الشّماليّ، رآه محقق كتاب القلائد الجوهريّة الأستاذ أحمد محمد دهمان  قبل عشرة سنة سالمًا، وهي واقعة مقابل باب جامع الحنابلة الغربي تمامًا وتدعى الآن بالضّلاميّة (189). ويقول ابن بدران :إنّه رأى شرقي الجامع المظفري جدارًا عظيمًا وفيه أربعة شبابيك الى القبلة وفيه الباب ويفصل الطريق  بين هذا البناء وبين الجامع، ولعل هذه المدرسة المذكورة (190).

إنذ هذه المدارس والمكتبات التي تحويها لها الأثر الكبير  في استقطاب العلماء ونشر العلم والتّعليم، وكان للعلماء الذين درسوا في هذه المدارس معرفة تامة بالحديث والفقه والعربيّة، ومن أهل البراعة والفهم، انتفع بهم وبتصانيفهم الطلبة والعلماء على حد سواء .

ج -المدرسة الجوزيّة: من مدارس الحنابلة في دمشق وحدد النّعيمي موقعها بالقرب من الجامع، أنشأها محيي الدين بن جمال الدّين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت656هـ/1258م). كان يدرس بها شرح المقنع للشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة المقدسي(ت682هـ/ 1283م). ودرس بها عز الدين محمد بن قاضي القضاة تقي الدين بن قاضي القضاة سليمان(ت731هـ/ 1330م)المقدسي (191). وحكم بها شرف الدّين حسن بن الحافظ عبد الغني المقدسيّ  (ت732هـ/ 1331م) بعد تنصيبه لوظيفة القضاء ولبسه الخلعة(192).

3- دور الحديث في صالحيّة : دار الحديث الأشرفيّة البرانيّة المقدسيّة

أنشأها الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن الملك العادل أبي بكر أيوب (ت635هـ/1237م) بسفح قاسيون على حافة نهر يزيد، بناها للحافظ بن الحافظ جمال الدين عبدالله بن تقي الدين عبد الغني المقدسي ثم الدّمشقيّ (ت629هـ/ 1232م) وجعله شيخها، وقرر له معلوما فمات قبل فراغها سنة (629هـ/  1232م)، ودفن بالسّفح (193). وأول من درّس بها القاضي شمس الدين بن أبي عمر (ت682هـ/ 1380م )(194). وهو شيخ الجبل شمس الدين عبد الرحمن بن الشّيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبليّ أول من ولي قضاء الحنابلة في دمشق، وكان من علماء النّاس وأكثرهم ديانة في عصره وأمانة مع هدوء وسمت وخشوع ووقار. ثم وُلّي تدريسها الإمام شمس الدين بن الكمال (ت688هـ/  1289م) أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسيّ الحنبليّ، ولي مشيخة الضيائيّة ومشيخة الأشرفية (195). ثم درس بها الحسن بن عبدالله بن أبي عمر المقدسي (ت695هـ/  1295م ) ومن بعده تقي الدّين سليمان بن حمزة (ت715هـ/  1315م) وهو أيضًا أحد أحفاد الشّيخ أبي عمر، وكان مسند الشّام في وقته ثم درس بها ولده عز الدين محمد المقدسي (ت731هـ/ 1330م ) ومن بعده بدر الدّين الحسن بن محمد بن حمزة بن   الشّيخ سليمان المقدسيّ الدّمشقيّ (770هـ/  1368م)، حدث ودرس بدار الحديث الأشرفية بالسفح (196). وأنه كان يحفظ شيئًا من شرح المقنع للشيخ شمس الدين بن أبي عمر، مقدارًا ويلقيه في الدرس، ويتكلم الحاضرون فيه، ودرس بالجوزيّة وكان بيده نصف تدريسها ودار الحديث الأشرفية كانت منزله، ودرس بعدة مدارس في الحنبليّة والمسماريّة والجوزيّة، والجامع المظفريّ (197). واخر من درس بها الشّيخ برهان بن مفلح (ت884هـ/  1479م)(198) يقول عنه ابن طولون “وهو شاب له همة عالية في الطلب،وحفظ قويّ، وهو أفضل أهل مذهبه وانتهت اليه رياسة الحنابلة (199).

اضطلعت هذه الدار بدور علمي وتعليمي على قدر كبير وحظيت بالاهتمام من قبل مشايخها وعلمائها،لاسيما سماعات العلماء للحديث .ويظهر من هذه السّماعات دور هؤلاء العلماء في نشر العلم لاسيما علم الحديث والفقه على مذهب الغمام أحمد بن حنبل. وأنّ هذه الدار ظلت الى مرحلة متأخرة تؤدي دورها العلميّ. وكان للوقف على هذه الدار الأثر في ديمومة واستمرار نشاطها العلميّ. ولكن ما يؤسف له أنّ هذه الدّار تهدمت واغتصبت، فجعلت دورًا ولم يبق منها إلا واجهتها (200) .

المحور الرّابع: دور النّساء العالمات في النّهضة العلميّة في صالحيّة

أسهمت النّساء في صالحيّة إسهامًا فاعلًا في النّهضة العلميّة في مدينة صالحيّة بدمشق وذلك من خلال التّعليم  و روايتها للحديث الشّريف. وبدأ تعليمهن منذ سن مبكرة، فكانت اعمارهن لاتتجاوز السنتين، ثم أخذن يجلسن في المجالس العامة في المساجد والبيوت للعلم واستماع الحديث .

تركزت عناية المرأة في صالحيّة بشكل واضح على رواية الحديث أكثر من غيره من العلوم، وقد اعتنى الآباء بأبنائهم الذّكور والإناث على السّواء منذ سن مبكرة، وكانوا يحضرون أولادهم في سن صغيرة دون الخامسة، ويسمى ذلك حضورًا، فاذا ما بلغ الطفل الخامسة أو تجاوزها سمي ذلك سماعًا(201). وبعد أن تكمل تعلمها، وحضورها وسماعها على يد شيوخ عصرها تصبح مؤهلة للمشيخة، فيأتيها الطلبة ،ولم يقتصر ذلك على تعليم  البنات دون الذكور بل كانت مجالس تعليمهن تشمل الرّجال أيضًا. وهناك من النّسوة اللاتي قد تتلمذ على أيديهن مشاهير العلماء، فقد ذكر الذهبي مجموعة من الشّيخات كن قد روى عنهن الأحاديث في معجم شيوخه. ومن المقدسيات اللائي منحن الإجازات العلميّة من شيوخ عصرهن ومنحن بدورهن الإجازات لعدد من الطلبة وشيوخ عصرهن :

رابعة بنت أحمد بن محمد بن قدامة (ت620هـ/ 1223م) أخت أبي عمر وموفق الدين، وهي أمّ الحافظ عز الدين محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد المقدسيّ (ت613هـ/ 1216م). ذكر المنذري (ت656هـ/  1258م) أسماء لعدد من شيوخ عصرها أجازوا لها وحدثت (202). وأختها رقية بنت أحمد بن قدامة(ت631هـ/ 1233م) حدثت بالإجازة من شيوخ عصرها وهي أمّ الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المعروف بالضياء المقدسيّ (ت643هـ/1245م)(203).

صفيّة بنت موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة (ت643هـ/ 1245م ) روى عنها جماعة وبالإجازة (204). ونالت علم وفضل (205).

صفيّة بنت عيسى بن موفق الدين عبدالله (ت682هـ/  1283م) زوجة الشّيخ تقي الدّين ابراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطيّ(ت692هـ/ 1292م)، سمعت من جماعة وروى عنها الطلبة وأجازت (206).

   وأختهاعائشة بنت عيسى بن موفق الدين أبي محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر أحمد المقدسيّة الحنبلية المتوفاة سنة( 697هـ/ 1297م )، سمعت في بداية تعلمها من جدها، ثم حضرت على ابن راجح والعز بن الحافظ، وسمعت من آخرين وأجازوا لها، وحدثوا عنها وروت الحديث في سنة( 652هـ/ 1254م ) وبعدها (207).

وخديجة بنت محمد بن سعد بن عبدالله بن سعد المقدسيّة أمّ أحمد (ت670هـ/ 1271م) حدّث عنها عدد من شيوخ عصرها قبل موتها بأربعين سنة، روت عن شيوخ عصرها، وروى عنها الذهبي (208). وخديجة بنت أبي بكر عبد الرّحمن بن محمد المقدسيّة (ت702هـ/  1302م) سمعت من شيوخ عصرها وأجاز لها جماعة من العلماء، وقال الذّهبيّ :”سمعت منها انتخاب الطبراني علي بن فارس(209).

وسمع الذّهبيّ من مجموعة من النّساء الشّيخات(210). من بينهن زينب بنت شيخ الإسلام أبي الفرج شمس الدين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة (ت682هـ/  1283م) قرأ عليها حديثًا وقال  إن أمّها حبيبة شيختنا(211).

وشيخة  الذّهبيّ: زينب بنت عبد الباقي وهي ام فاطمة بنت عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله (ت732هـ/ 1331م) حفيدة محمد بن أحمد بن محمد أبي عمر المقدسي، سمعت صحيح مسلم بقراءة أبيها وسمعت من جماعة من شيوخ المقادسة وأجاز لها أبو شامة(ت665هـ/ 1266م) كتب عنها البرزالي وسمع منه جماعة (212).

وحصلت الشّيخات من النّساء على الإجازات برواية الحديث من شيوخهن، وعلى سبيل المثال:الشّيخة صفية بنت موفق الدين المقدسيّ(643هـ/  1245م) التي روت بالإجازة عن أبي طاهر السّلفي وخطيب الموصل ومن جماعة أخرى، وروى عنها جماعة من شيوخ عصرها(213) وكانت ذات علم وفضل( 214).

لم يقتصر طلب العلم للنّساء المقدسيات على شيوخ صالحيّة فحسب بل رحلت الى بلدان أخرى للتحدث، فالشّيخة زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر أم علي المقدسيّة (ت722هـ/1322م) حدثت بمصر وغيرها، وجاورت المدينة مدة، فالذّهبيّ قد قرأ عليها بالقدس، وقد رحل اليها العلماء الى بيت المقدس(215).

واشتهر منهن بتلقين النساء، مثل الشّيخة آمنةبنت أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسيّ(ت631هـ/1233م) كانت حافظة لكتاب الله وروت بالإجازة عن جماعة وروى عنها أخوها عبد الرحمن وآخرين، كانت تلقن النساء(216). ومن الشّيخات المقدسيات عرفت بكونها محدثة مسندة فالشّيخة فاطمة بنت ابراهيم بن عبد الله(ت747هـ/  1346م) كانت محدثة ومسند ة، وانفردت بالرواية، وكانت عابدة خيرة وحدثت مرات (217 ). قال عنها ابن رجب ” خاتمة المسندين، أم ابراهيم من بيت الزّهد والحديث”(218).

وما تقدم يتبين أن مجالس القراءة والسّماع  على الشّيوخ والإئمة في علم الحديث والفقه وأخبار الزّهاد مكانة عالية في أوساط النّاس عامة. لما للسّماع من قيمة عالية في توثيق رواية النّص إذ تجد بين السّماعات الواردة على النّسخة الواحدة اسم الشّيخ المسمع أولًا، ثم نراه في سماع آخر على النّسخة ذاتها حاضرًا مستمعًا، لذا يمكن عدّ هذه الصّلة بين سماعه وأسماعه رواية صحيحة مسلسلة(219).

ومما تقدم يظهر إسهام المرأة  صالحيّة  في التّعليم ونشر العلم بوضوح. دل هذا على أنّ أهل صالحيّة أهل علم حرصوا على تعليم بناتهم وأبنائهم على حد سواء، ولم نجد تعصبًا تجاه المرأة أيّ أنّ مجتمعهم كان مجتمعًا منفتحًا  يؤمن بدور المرأة الذي لايقلّ عن دور الرجل لذا لم يقفوا في طريق تعلمها، ولم يكن تعلمها مقصورًا على القراءة والكتابة فحسب بل فسح لها المجال من قبل آبائهن  بحضور مجالس العلماء، وتتحدث معهم وتروي الأحاديث ويسمع منها شيوخ عصره.

خاتمة

سلط البحث الضوء على الأثر العلميّ للمقادسة في نهضة صالحيّة دمشق. وذلك من خلال دراساتهم وتآليفهم الفقهيّة التي ألفوها والتي أصبحت عمدة المذهب الحنبليّ حتى يومنا هذا، ولم يقتصر هذا الدّور عند حدود مدينة صالحيّة أو دمشق بل اتسع نشاطهم ليشمل مدنًا أخرى من بلاد الشّام. وأثروا في علم الحديث، وظلوا نحو مائة عام يعدون من فطاحل علماء الحديث ،وانتشرت في عصرهم دور الحديث في صالحيّة ودمشق اشتهر منها دار الحديث البرانية وبنوا جامع الحنابلة “الجامع المظفريّ ” الذي أصبح مركزًا علميًّا هو الآخر لا يقلّ دوره عن دور المدرسة العمريّة إذ شهدت أروقته نشاطًا ملحوظًا للعلماء الحنابلة، وكان للمرأة المقدسيّة في صالحيّة  نشاطًا علميًّا واضحًا، فكانت منذ سن مبكرة تجلس في مجالس العلماء للسّماع، فبرز عدد منهن شيخات رحل اليها الطلبة والعلماء لسماع الأحاديث، وكان لبعض منهن تآليف.ومنحن الإجازات العلميّة لشيوخ عصرهن، وأسهم أمراء الدّولة الأيوبيّة والمملوكيّة ومن عامة النّاس في الوقف على المدارس، وكان الوقف يشمل توفير المواد الغذائيّة للطلبة والأساتذة على حد سواء. وأصبح للحنابلة في دمشق قوة ونفوذ حتى تمكنوا من تأسيس محراب خاص بهم في الجامع الأمويّ بدمشق. وكانت لهم فيه حلقة للتّدريس، وتولوا منصب القضاء وقضاء القضاة. وتولوا الخطابة والإمامة بالجامع المظفريّ.

كان حفظ القران وتلقينه من الدروس المهمة التي كانت تدرس في الجامع المظفريّ والمدرسة العمريّة، وللمدرسة العمريّة جدول خاص بها يحدد بموجبه أيام كل مدرس ليلقي درسه في هذه المدرسة .

وأخيرًا  يظهر هذا البحث دراسة ما قدّمه الحنابلة في صالحيّة من جهود علميّة عكسوا فيها صورة للتّفانيّ، والقدوة في عباداتهم وزهدهم وسلوكهم الاجتماعيّ والعلميّ، فكانوا مثالًا يحتذى بهم في يومنا هذا .هذا فضلًا عن دورهم الكبير في أحياء علم الحديث والرّواية، وشجعوا الخاص والعام على حضور مجالس سماع الحديث، وحرصهم على نسخ كتب الحديث واقتنائها .

وكان للزّهد الذي اتصف به غالبيّة علماء آل  قدامة والصلاح والتّقوى الذي تميزوا به الأثر الكبير في  تقدير ورعاية الحكام  لمكانتهم واحترام النّاس وتكريمهم .

تركوا تراثًا ضخمًا من المؤلفات في الحديث والفقه الحنبليّ وعلوم القرآن واللغة، وكان اهتمامهم بالدّرجة الأولى بالفقه الحنبليّ. مثل كتاب المقنع والمغنيّ للشّيخ موفق الدّين أحمد الذي لم يستغنّ عنه أيّ فقيه حنبليّ.

عرف الكثير منهم بإنهم كانو أمّارين بالمعروف وناهين عن المنكر ومحاربتهم للبدع بمناظرتهم للمخالفين من أهل البدع لحماية الدّين الإسلامي والمجتمع من الانحراف عن الدّين القويم. أسهم العديد من أفراد هذه الأُسرة في الغزوات والغارات على الصّليبيين والتّتر وأبدى العديد منهم من الشّجاعة الفائقة والإقدام فكانوا يحملون السّلاح دفاعًا عن أرض الإسلام والمسلمين.

 

الهوامش

1- شمس الدين أبو المظفر يوسف بن فزاوغلي (ت654هـ/1256م)،مرآة الزمان في تواريخ الاعيان ،ط1 ،تحقيق  وتعليق:ابراهيم الزيبق، الرسالة العالمية،دمشق،1434هـ/2013م)،ص176.  ؛أبو شامة المقدسي :شهاب الدين أبي محمد عبد الرحمن بن اسماعيل (ت665هـ/1266م)،تراجم رجال القرنين السّادس والسابع المعروف بالذيل على الروضتين ، ط1، عرف الكتاب وترجم للمؤلف وصححه محمد زاهد بن الحسن الكوثري ،عنى بنشره وراجع اصله ووقف على طبعه السيد عزت العطار الحسيني ،دار الجيل ،بيروت ،1947،والطبعة الثانية 1974م، ص  71  ؛الذهبي :شمس الدين أحمد بن محمد بن عثمان(ت748هـ/1248م)،العبر في خبر من غبر ،حققه وضبطه على مخطوطتين أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول ،دار الكتب العلميّة ،بيروت ،د.ت،ج3،ص29؛ابن كثير :أبو الفداء اسماعيل بن عمر (ت774هـ/1372م)،البداية والنهاية ،تحقيق :أحمد جاد ،دار الحديث ،القاهرة ،1427هـ/2006م،مجلد7،ج13،ص53؛ابن رجب الحنبليّ : زين الدين أبي

الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين أحمد البغدادي الدمشقي(ت795هـ/1392م)، ذيل طبقات الحنابلة ، تحقيق وتعليق :د.عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، مكتبيّة العبيكان،مكة المكرمة ،جامعة ام القرى،1425هـ/ 2005م،ج3،ص108.

2- مرآة الزمان ،ج22،ص 176.  ومسجد أبي صالح مسجد قديم كان يلازمه أبو بكر بن سند حمدويه الزاهد ،خلفه صاحبه فيه أبو صالح صاحبه فنسب اليه ،سكنه جماعة من الصالحين ،وفيه بئر ،وله وقف وامام.انظر:النعيمي:عبد القادر بن محمد الدمشقي (ت927هـ/1520م)،الدارس في تاريخ المدارس ،ط1،تحقيق :ابراهيم شمس الدين ،دار الكتب العلميّة ،بيروت ،1410هـ/1990م،ج2، ص343.

3- أبو عبد الله شهاب الدين ياقوت بن عبدالله (ت626هـ/1228م)،معجم البلدان ،ط1،طبعة جديدة مصححة ومنقحة  قدم لها محمد عبد الرحمن المرعشلي ،دار احياء التراث العربي ،مؤسسة  التاريخ العربي ،بيروت ،د.ت ،مجلد 3،ج5،ص176.

4- أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد (ت779هـ/1377م)،تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار المسمى برحلة ابن بطوطة ،ط1،المطبعة الخيرية ،د،م،1322هـ  ، ج1،ص72.

5 – أبو العباس أحمد بن علي (ت831هـ/1418م)،صبح الاعشى في صناعة الانشا ،المطبعة الأميرية ،القاهرة ،مصر ،1133هـ/1915م،4ج،ص94.

6-سبط ابن الجوزي:مرآة الزمان ،ج22،ص176؛أبو شامة المقدسي : ذيل الروضتين ،ص71؛ابن كثير :البداية والنهاية ،مجلد 7،ج13،ص53.

7- محمد بن علي (ت953هـ/  1546م )،القلائد الجوهرية في تاريخ صالحيّة ،تحقيق :محمد أحمد دهمان ،مكتبة الدراسات الاسلامية بدمشق ، 1368  هـ/1949 م،ص7.

8- م.ن،ص7-19.

9-م.ن،ص39.

10- انظر: مقدمة القلائد الجوهرية للاستاذ محمد أحمد دهمان ،ص3.

11- م.ن،ص37.

12-م.ن،38.

13- ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة ،ج3،ص353،هامش المحقق،رقم 1.

14-  جماعيل:    قرية في جبل نابلس من ارض فلسطين .ياقوت الحموي: معجم البلدان،ج2،ص159.

15- ابن طولون:القلائد الجوهرية ،ج1،ص 28.

16- انظر: القلائد الجوهرية ،ج1،ص28.

17- انظر: الذهبي: تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام،ط1،تحقيق :د.عمر عبد السلام تدمري ،الناشر:دار الكتاب العربي،بيروت،1418هـ/1998م،ج38،ص246؛العبر،ج3،ص29؛الصفدي:صلاح الدين خليل ايبك(ت764هـ/  )،الوافي بالوفيات ،ط1،تحقيق واعتناء : اجمد الارناؤوط،وتركي مصطفى ،دار احياء التراث العربي،بيروت ،1420هـ/  2000م،ج8،ص55؛اليافعي:أبو محمد عبد الله بن اسعد بن علي(ت768هـ/ 1365م):  مرآة الجنان وعبرة اليقظان في  معرفة   ما يعتبر من حوادث الزمان ،  وضع حواشيه :خليل المنصور ،منشورات محمد علي بيضون ،دار الكتب العلميّة ،بيروت ،1417هـ/  1997م،ج3،ص240؛ ابن العماد الحنبلي: شهاب الدين أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري(ت1089هـ/ 1678م )،شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،اشرف على تحقيقه وخرّج حواشيه :عبد القادر الارناؤوط ،وحققه وعلق عليه :محمود الارناؤوط ،دار ابن كثير ،دمشق ،بيروت ،1412هـ/ 1991م،ج6،ص304.

18- الهامة: وهي قرية مشهورة بغوطة دمشق .انظر: الذهبي: تاريخ الاسلام،ج 40،ص  106،هامش المحقق رقم 2.

19- الذهبي: تاريخ الاسلام ،ج40،ص106.

20- الذهبي: تاريخ الاسلام،ج40،ص172.

21- ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة،ج3،ص108،هامش المحقق،رقم 1.

22- زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي(ت656هـ/ 1258م) ،التكملة لوفيات النقلة،ط3،حققه :د.بشار عواد معروف ،مؤسسة الرسالة،بيروت،1405هـ/ 1989م،ج3،ص109-110.

23- م.ن،ص124-125.

24- الذهبي: تاريخ الاسلام،ج44،ص133؛ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة،ج3،ص194-195؛ابن مفلح:برهان الدين ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد(ت884هـ/  )المقصد الارشد في ذكر اصحاب الامام أحمد ،ط1،   تحقيق وتعليق :د.عبد الرحمن بن سليمان العثيمين،مكتبة الرشيد ،مطبعة المدني،الرياض،1410هـ/ 1990م،ج1،ص123-124.

25- انظر  :ذيل طبقات الحنابلة ،ج3،ص528.

26- البرزالي: علم الدين أبي محمد القاسم بن محمد بن يوسف الاشبيلي الدمشقي(ت739هـ/  1338م)،المقتفي على كتاب الروضتين المعروف بتاريخ البرزالي،ط1،تحقيق :د.عمر عبد السلام تدمري ،المكتبة العصرية ،شركة ابناء شريف الانصاري للطباعة والنشر والتوزيع ،1427هـ/ 2006م،ج2،ق1،ص  76،  355؛ الذهبي: تاريخ الاسلام ،ج51،ص432؛معجم شيوخ، ط1،تحقيق وتعليق:د.روجيه عبد الرحمن السيوفي ،دار الكتب العلميّة ،1410ه،1990م   ص245؛ابن رافع:تقي الدين أبي المعالي محمد السلامي (ت774هـ/   )،الوفيات،ط1،حققه وعلق عليه: صالح مهدي عباس،اشرف عليه وراجعه :د.بشار عواد معروف ،مؤسسة الرسالة ،بيروت،1402هـ/ 1982م،ج1،ص387؛ ابن حجر: شهاب الدين أحمد بن علي  العسقلاني (ت852هـ/ 1448م)،الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة ،مطبعةحيدر اباد ،الدكن ،1350هـ  ،ج2،ص307.

27- اليونيني:  قطب الدين أبو الفتح موسى بن محمد بن أحمد البعلبكي الحنبلي(ت726هـ/ 1326م) ،    ذيل مرآة الزمان ،ط1،مطبعة مجلس دائرة المعارف الاسلامية ،حيدر اباد الدكن،الهند،1374هـ/ 1954م،ج4،ص269؛ البرزالي:المقتفي،ج2،ص73؛ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة،ج4،ص192-193.

28- تاريخ الاسلام،ج51،ص189؛ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب،ج7،ص673.

29- معجم شيوخ الذهبي،ص431؛ابن الجزري:أبو عبد الله محمد بن ابراهيم (ت738هـ/  1337م)،تاريخ حوادث الزمان وانبائه ووفيات الاكابر والاعيان من ابنائه المعروف بتاريخ ابن الجزري،ط1،تحقيق : د.عمر عبد السلام تدمري،المكتبة العصرية ،صيدا،بيروت ،1419هـ/ 1998م ،ج2،ص549؛ابن حجر: الدرر الكامنة،ج3،ص224.

30- سبط ابن الحوزي:مرآة الزمان،ج22،ص175-176.

31- الذهبي: سير اعلام النبلاء ،ط1،حققه :د.بشار عواد معروف ،ود.محمد هلال السرحان،مؤسسة الرسالة،بيروت ،1405هـ/ 1985م،ج22،ص805؛ابن شاكر الكتبي:محمد بن شاكر (ت764هـ/  )،فوات الوفيات،ط1 ،   تحقيق :الشّيخ علي محمد معوض ،والشّيخ عادل أحمد عبد الموجود ،منشورات محمد علي بيضون ،دار الكتب العلميّة ،بيروت،1421-2000م،ج1،ص634؛ ابن رجب:ذيل طبقات الحنابلة،ج3،ص112-118.

32- ابن رجب : ذيل طبقات الحنابلة ،ج3،ص109،هامش المحقق  رقم 1.

33-سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان ،ج22،ص182.ولم اجد لعمر ترجمة ولاسنة وفاة ،ويبدو انه لم يشتهر بعلم لذلك لم يترجم له.

34-الذهبي: تاريخ الاسلام ،ج46،ص139.

35- تاريخ الاسلام،ج52،ص336-337؛الصفدي: اعيان العصر  واعوان النصر ،ط1،حققه: د.علي أبو زيد ود.نبيل أبو عمشةوآخرون، قدم له مازن عبد القادر،  دار الفكر المعاصر ،بيروت،دار الفكر،دمشق،1418هـ/ 1998م،ج4،ص418؛ الوافي بالوفيات،ج3،ص24.

36- معجم شيوخ الذهبي،ص192.

37- ابن حجر: الدرر الكامنة،ج2،ص97.

38-المقتفي ؛ ج1،ص494؛ ابن رجب:ذيل طبقات الحنابلة،ج5،ص65.

39-ابن الجزري: تاريخ حوادث الزمان،ج2،ص898؛ابن رجب:ذيل طبقات الحنابلة،ج5،ص65.

40-البرزالي: المقتفي،ج3،ص415-416؛ابن حجر: الدرر الكامنة،ج1،ص450.

41-ابن رافع: الوفيات،ج2،ص91.

42-الذهبي: معجم شيوخ ،ص215؛ابن حجر: الدرر الكامنة،ج2،ص146-147.

43-لصفدي: اعيان العصر،ج4،458؛ابن كثير: البداية والنهاية،ج14،ص154-155؛ابن مفلح: المقصد الارشد ،ج1،ص487.

44-ابن رافع: الوفيات،ج1،ص274.

45-م.ن،ج2،ص62.

46- ذيول العبر في خبر من غبر،حققه وضبطه على مخطوطتين :أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول ،دار الكتب العلميّة، بيروت ،1405هـ/ 1985م، ج4، ص164  ؛  ابن حجر: الدرر الكامنة،ج1،ص267.

47- البرزالي: المقتفي،ج2،ص73؛ابن مفلح:المقصد الارشد،ج1،ص77-78.

48-تاريخ الاسلام ،ج52،ص423-424؛معجم شيوخ،ص341.

49-ابن حجر: الدرر الكامنة،ج3،ص174-175.

50-ابن رافع: الوفيات،ج1،ص455؛ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة،ج5،ص126،استدراك المحقق رقم 1387.

51-سبط ابن الجوزي: ج22،ص182.

52-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج47،ص171-172.

53-ذيل مرآة الزمان،ج2،ص388. له ترجمة في : المقتفي للبرزالي،ج1،ق1،ص172؛تاريخ الاسلام للذهبي،ج49،ص216-218؛ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب،ج4،ص91-92.

54-الذهبي: تاريخ الاسلام ،ج49،ص218.

55-معجم شيوخ،ص19؛ ابن رجب:   المنتقى من معجم شيوخ شهاب الدين أبي العباس أحمد بن رجب الحنبلي(ت 774هـ/  )انتقاها ولده أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي،ط1،ضبط النص وعلق عليه :أبو يحيى عبد الله الكندري،شركة غراس للنشر والتوزيع والدعاية والاعلان،الكويت، 1426هـ/ 2006م،ص65؛ابن مفلح : المقصد الارشد،ج2،ص79-80.

56-انظر: المقتفي،ج2،ق1 ،ص247؛معجم شيوخ،ص230؛ ابن رافع: الوفيات ،ج1،ص503.

57- انظر: ابن الجزري: تاريخ حوادث الزمان،ج1،ص313-314.وانظر: المقتفي للبرزالي،ج2،ص466؛ ابن رجب: المنتقى،ص157.

58-  انظر مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي،ج22،ص182.

59- ذيل الروضتين،ص74.

60-ذيل مرآة الزمان ،ج4،ص186-187.

61-المقتفي،ج2،ص23.وانظر: الذهبي: تاريخ الاسلام،ج51،ص106-113.

62- الذهبي: العبر،ج3،ص350؛تذكرة الحفاظ ،دار الكتب العلميّة ،بيروت،1374هـ ،ج1،ص1492. وانظر: الصفدي: الوافي بالوفيات، ج18،ص143؛ابن شاكر الكتبي: فوات الوفيات ،ج1،ص634؛ابن رافع: الوفيات،ج2،ص77-79؛ ابن كثير:البداية والنهاية ،ج13،ص302؛النعيمي:الدارس،ج1،ص38.

63-البرزالي: المقتفي،ج2،ص193.

64-ابن الجزري: تاريخ حوادث الزمان،ج1،ص16.

65-م.ن،ج1،ص17.

66-:تاريخ الاسلام،ج52،ص36.

67-ابن الجزري: تاريخ  حوادث الزمان،ج1،ص457.

68-ابن حجر: الدرر الكامنة،ج3،ص16.

69-تاريخ الاسلام،ج52،ص426.وانظر: ابن مفلح: المقصد الارشد،ج2،ص234.

70-ابن رجب: المنتقى، ص147-148.

71-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج52،ص445؛معجم شيوخ ،ص261؛ابن حجر: الدرر الكامنة،ج2،ص269.

72-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج51،ص230.

73-معجم شيوخ،ص202؛ابن رافع: الوفيات ،ج1،ص273.

74-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج52،ص409.

75-المنذري: التكملة،ج3،ص371؛الذهبي: تاريخ الاسلام ،ج46،ص57.

76- المقتفي،ج2،ص356.

77-الذهبي:تاريخ الاسلام،ج50،ص149.

78-سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان،ج22،ص265-266.

79-مرآة الزمان،ج22،ص266.

80-التكملة،ج3،ص107.

81-تاريخ الاسلام،ج44،ص458.

82-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج44،ص487.

83-البداية والنهاية،ج13،ص99-100.له ترجمة طويلة في ذيل طبقات الحنابلة ،ج3 ،ص281-298.وانظر:المقصد الارشد لابن مفلح،ج2،ص15-18.

84-سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان،ج22،ص286؛ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب،ج7،ص167.

85-مرآة الزمان،ج22،ص286.

86-مرآة الزمان،ج22،ص286.

87-الذهبي: تاريخ الاسلام ،ج54 ،ص495.

88- انظر: المقتفي للبرزالي،ج2،ص448-449؛ ابن مفلح: المقصد الارشد،ج1،ص379-380.

89-تاريخ الاسلام،ج52،ص253.

90- التكملة،ج2،ص430؛ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة،ج3،ص299.

91-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج46،ص431؛ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة ،ج3،ص299.

92-ابن رجب:ذيل طبقات الحنابلة،ج3،ص298-299.

93- البرزالي:المقتفي،ج2،ص22؛الذهبي: تاريخ الاسلام ،ج51،ص102.

94-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج47،ص166-167.

95-ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة ،ج3،ص299.

96-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج47،ص198.

97-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج47،ص152.

98-البرزالي: المقتفي،ج1،ق2،ص551؛ ابن الجزري: تاريخ حوادث الزمان،ج1،ص403؛  الذهبي: تاريخ الاسلام،ج52،ص327؛معجم شيوخ،ص414؛اليافعي: مرآة الجنان،ج4،ص171.   .

99-التكملة،ج3،ص109-110.

100-ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة ،ج3،ص2،هامش المحقق رقم 2.

101-ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة،ج3،ص353،هامش المحقق رقم 1.

102-تاريخ الاسلام،ج45،ص143؛العبر،ج3،ص190.

103-ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة،ج5،ص115-116.

104-ابن كثير: البداية والنهاية،ج13،ص53؛ النعيمي: الدارس ،ج2،ص335.

105-النعيمي: الدارس،ج2،ص335..

106-النعيمي: الدارس،ج2،ص335-336.

107- ذكر المستشرق سوفاجيه نصا وجده على لوحة حجرية يفيد ان مؤسس الجامع هو موفق الدين أبو حفص سنة 599هـ،وهذه اللوحة الحجرية مفقودة اليوم .انظر: الحافظ : محمد مطيع،جامع الحنابلة(المظفري) بصالحية دمشق جبل قاسيون ،منارة النّهضة العلميّة للمقادسةبدمشق،دار البشائر الاسلامية للطباعة والنشروالتوزيع ،بيروت ،1423هـ/2002م،ص25.

108-الدارس ،ج2،ص335.

109-انظر: الحافظ: محمد مطيع،جامع الحنابلةوص22.

110-ابن المبرد:يوسف بن عبد الهادي(ت909هـ/1503م)،ثمار المقاصد في ذكر المساجد،تحقيق: محمد اسعد طلس ،المعهد الفرنسي،دمشق،1943م،ج3،ص209.

111-الحافظ:محمد مطيع،جامع الحنابلة،ص42.

112-م.ن،ص43.

113-ثمار المقاصد،ج3،ص209.

114-الحافظ: محمد مطيع،جامع الحنابلة،ص43.

115-القلائد،ج1،ص357.

116-الحافظ : محمد مطيع،جامع الحنابلة،ص46.

117-م.ن،ص14-15.

118-الذهبي: معجم شيوخ،ص182.

119-الذهبي: معجم شيوخ،ص248؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ،ج2،ص117.

120-عبد القادر بن أحمد بن مصطفى،منادمة الاطلال ومسامرة الخيال ،تحقيق : زهير الشاويش ،الناشر: المكتب الاسلامي ،بيروت ،1985م،ص373.

121-الحافظ: محمد مطيع،جامع الحنابلة،ص38.

122- الحافظ : محمد مطيع،جامع الحنابلة،ص599.

123- م.ن،ص599.

124-المنذري: التكملة،ج2،ص430؛ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة،ج3،ص299.

125-ابن طولون : القلائد،ص341.

126-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج52،ص426.

127-م.ن،ج52،ص36.

128-ابن حجر: الدرر الكامنة،ج3،ص16.

129-الذهبي: معجم شيوخ،ص449.

130-ابن مفلح: المقصد الارشد،ج1،ص179.

131-الحافظ : محمد مطيع،جامع الحنابلة،ص580.

132-م.ن،ص589.

133-الحافظ: محمد مطيع،جامع الحنابلة،ص594.

134-النعيمي: الدارس ،ج2،ص95.

135-ابن طولون: القلائد،ص342.

136-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج52،ص46؛ابن مفلح: المقصد الارشد.ج2،ص234.

137-ابن رجب: المنتقى،ص156.

138-الذهبي: تاريخ الاسلام ،ج47،ص171-172.

139-النعيمي: الدارس،ج2،ص84؛ابن طولون: القلائد،ص174.

140-النعيمي: الدارس،ج2،ص85.

141-الدارس،ج2 ،ص81 ؛ ابن طولون: القلائد،ص174.

142-الدارس،ج2،ص86.

143-م.ن،ج2،ص86.

144-القلائد،ص178.

145-م.ن،ص178.

146-الدارس،ج،ص87.

147-م.ن،ج2،ص87.

148-م.ن،ج2،ص87.

149-م.ن،ج2،ص87.

150-للتفاصيل: انظر: القلائد،ص182،170.

151-م.ن،ص173.

152-البداية والنهاية،ج14،ص162.

153-ذيل الروضتين،ص71؛النعيمي: الدارس،ج2،ص78.

154-النعيمي: الدارس،ج2،ص85.

155-المدرسة الحاجبية:وهي المدرسة التي انشاها الأمير ناصر الدين ابن مبارك (ت879هـ/1474م) ،وتقع قبلي المدرسة العمريّة بصالحية دمشق .انظر: النعيمي: الدارس،ج1،ص501.

156-النعيمي: الدارس،ج2،ص85.

157-ابن منجك اليوسفي الناصري :الأمير ركن الدين ،اصله من مماليك الناصر محمد بن قلاوون .توفي في سنة 776هـ/  ).انظر: النعيمي: الدارس ،ج1،ص461.

158-ابن طولون: القلائد ،ص176.

159-النعيمي: الدارس ،ج2،ص85؛ابن طولون: القلائد،ص177.

160-النعيمي: الدارس،ج2،ص83.

161- م.ن،ج2،ص86.

162-م.ن،ج2،ص86.

163-محمد جميل بن عمر البغدادي: مختصر طبقات الحنابلة،ط1،دراسة :فواز الزمرلي،الناشر: دار الكتاب العربي،بيروت ،1406هـ/ 1986م، ص89.

164- انظر: مختصر طبقات الحنابلة للشطي،ص90.

165- انظر: الدارس  للنعيمي،ج2،ص86؛ابن طولون: القلائد،ص177.

166-القلائد،هامش المحقق رقم 2 ،ص183.ويذكر محمد أحمد دهمان  انه في حوالي سنة 1942 م اجرى المهندس الأثري المسيو ايكوشار بعض ترميمات وتداعيات لاقسام منها كانت آخذة في الانهيار ،والان اصبحت مأوى للاحداث المتشردين ويسكنها الان بعض المهاجرين من الاسكندرونة .

167-منادمة الاطلال،ص246.

168-محمد عيسى(ت1152هـ/ 1740 م)،المروج السندسية الفسيحة في تلخيص تاريخ صالحيّة ،تحقيق: محمد أحمد دهمان،دمشق ،1974م،ص109.

169-ابن طولون: القلائد،ص183.

170-م.ن،ص183.

171-منادمة الاطلال،ص244.

172-منادمة الاطلال ،ص244.

173-  الشطي: محمد جميل،مختصر طبقات الحنابلة،ص86.

174-القلائد ،ص173، 175.

175-م.ن،ص 1800.

176-منادمة الاطلال،ص244.

177-الذهبي: تاريخ الاسلام ،ج47،ص212؛  ذيل طبقات الحنابلة،ج3،ص517.

178-م.ن،ج3،ص519-520..

179-م.ن،3؛ص 517  ؛ بن العماد الحنبلي: شذرات الذهب،ج4،ص235.

180-م.ن،ج3،ص517.

181-ابن طولون : القلائد،ص82.

182-م.ن،ص82؛ ابن كنان : المروج ،ص38.

183-ابن طولون: القلائد،ص83.

184-م.ن،ص83.

185-النعيمي: الدارس،ج2،ص76؛ ابن طولون: القلائد،ص83.

186-القلائد،ص83.

187- الذهبي: تاريخ الاسلام،ج47،ص212؛  النعيمي: الدارس،ج2،ص73.

188-ابن كثير: البداية والنهاية،ج14،ص6-8.

189-القلائد ،  ص83 ، هامش المحقق رقم 1.

190-منادمة الاطلال،ص243.

191-النعيمي: الدارس،ج2،ص30-31.

192-الدارس،ج2،ص31.

193-الدارس: ج2،ص36.

194-النعيمي: الدارس،ج1،ص37؛ ابن طولون: القلائد،ص96.

195-النعيمي: الدارس،ج1،ص38.

196-النعيمي: الدارس،ج1،ص39؛ ابن طولون: القلائد ،ص 97.

197-النعيمي: الدارس،ج1،ص41..

198-م.ن،ج1،ص99.

199)- م.ن،ج1،ص99.

200-النعيمي: الدارس،ج1،ص39.ويقول ابن بدران ان هذه الدار اختلست وصارت دورا للسكنى وجنائن لزرع الزهور والرياحين ،وامامها ساحة فسيحة.انظر: منادمة الاطلال،ص33.

201)-الحافظ : محمد مطيع،جامع الحنابلة،ص597.

202-التكملة،ج3،ص109-110..

203-التكملة،ج3،ص109-110.

204-م.ن،ج3،ص124-125؛ الذهبي: تاريخ الاسلام،ج47؛ص166-167.

205-ابن رجب:ذيل طبقات الحنابلة،ج3،ص299.

206)البرزالي: المقتفي،ج1،ص22؛ الذهبي: تاريخ الاسلام،ج51،ص102.

207)-البرزالي: المقتفي،ج1،ق1،ص551؛ابن الجزري: تاريخ حوادث الزمان،ج1،ص403؛ الذهبي: تاريخ الاسلام،ج52،ص327؛معجم شيوخ،ص414؛ اليافعي: مرآة الجنان،ج4،ص171.

208-الذهبي: معجم شيوخ،ص186.

209-م.ن،ص184.

210-م.ن،ص202.

211-م.ن،ص202.

212-الذهبي: معجم شيوخ،ص431؛ابن الجزري: تاريخ حوادث الزمان،ج2،ص529.

213-الذهبي: تاريخ الاسلام،ج47،ص166-167.

214-ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة،ج3،ص229.

215-الذهبي: معجم شيوخ ،ص199.

216-المنذري: التكملة،ج3،ص371.

217)-ابن رافع: الوفيات،ج2،ص36.

218–ذيل طبقات الحنابلة ،ج5،ص136.استدراك المحقق ،رقم 1406.

219-ليدر: ستيفن، السواس : ياسين محمد، مأمون الصاغرجي،معجم السماعات الدمشقيّة المنتخبةمن سنة 550 الى 750هـ / 1155-1349 م ،المعهد الفرنسي للدراسات العربية ،دمشق،1996م، ص11،10.

 

 

          المصادر والمراجع

المصادر

1- ابن بدران :عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم (ت1346هـ/ 1927م)

منادمة الاطلال ومسامرة الخيال ،تحقيق :زهير الشاويش ،الناشر:المكتب الاسلامي ،بيروت،1985.

2-البرزالي :علم الدين أبي محمد القاسم بن محمد بن يوسف الاشبيلي الدمشقي(ت730هـ/  1329م )،المقتفي على كتاب الروضتين المعروف بتاريخ البرزالي،ط1،تحقيق د.عمر عبد السلام تدمري ،المكتبة العصرية،شركة ابناء شريف الانصاري للطباعة والنشر والتوزيع ،1427هـ/ 2006م.

3-ابن بطوطة :أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد (ت779هـ/1377م)،تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار ،ط1،المطبعة الخيرية ،د،م،1322هـ.

4- ابن الجزري:شمس الدين أبو عبد الله محمد بن ابراهيم (ت738هـ/  )،تاريخ حوادث الزمان وانبائه ووفيات الاكابر والاعيان من أبنائه ،المعروف بتاريخ ابن الجزري،ط1،تحقيق:د.عمر عبد السلام تدمري،المكتبة العصرية،صيدا،بيروت،1419هـ/ 1998م.

5-ابن حجر العسقلاني:  شهاب الدين أحمد بن علي (ت851ه/1447م)،الدرر الكامنة   في اعيان المائة الثامنة ،طبعة حيدر اباد ،الدكن ،1350÷.

6-الذهبي:شمس الدين أحمد بن محمد بن عثمان (ت748هـ/1248م)، تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام

،تحقيق: د.عمر عبد السلام تدمري ،الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت،1414هـ/ 1994م.

سير اعلام النبلاء،ط1،حققه د.بشار عواد معروف ود. محيي هلال السرحان،مؤسسة الرسالة،بيروت،1405هـ/ 1985م

ذيول العبر في خبر من غبر ،حققه وضبطه عالى مخطوطتي:أبو هادر محمد سعيد بن بسيوتي زغلول،دار الكتب العلميّة،بيروت ،1405هـ/1985م.

العبر في خبر من غبر ،ط1،حققه وضبطه على مخطوطتين :أبوهاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول ،دار الكتب العلميّة ،بيروت ،د.ت.

معجم شيوخ،ط1،تحقيق وتعليق،د.روجيه عبد الرحمن السيوفي،دار الكتب العلميّة،بيروت،1410هـ/ 1990م.

 

7-ابن رافع:  تقي الدين أبي المعالي  محمد (ت774هـ/1372م)  ،الوفيات ،تحقيق:بشار عواد معروف،وصالح مهدي عباس ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،1402ه/1982م.

8ابن رجب الحنبلي:زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين أحمد البغدادي الدمشقي(ت795هـ/1392م)،  ذيل طبقات الحنابلة ،تحقيق وتعليق : عبد الرخمن بن سليمان العثيمين،مكتبة العبيكان ،مكة المكرمة،1423هـ/ 2000م.

9–سيط ابن الجوزي:شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزاوغلي(ت654هـ/1246م)،مرآة الزمان في تواريخ الاعيان ،ط1،حققه وعلق عليه،ابراهيم الزيبق،الرسالة العالمية،دمشق،1434هـ/ 2013م.

10ابن شاكر الكتبي:محمد بن أحمد(ت764هـ/1363م)،عيون التواريخ،تحقيق:فيصل السامر ،نبيلة عبد المنعم داود،،دار الرشيد،1980.

فوات الوفيات ،تحقيق: الشّيخ علي محمد معوض والشّيخ عادل أحمد عبد الموجود،منشورات: محمد علي بيضون،دار الكتب العلميّة، بيروت،1421هـ/ 2000م.

11أبو شامة :شهاب الدين أبي محمد عبد الرحمن بن اسماعيل (ت665هـ/1266م)،تراجم رجال القرنين السّادس والسابع المعروف بذيل الروضتين ،ط1،عرف الكتاب وترجم للمؤلف وصححه :محمد زاهد الكوثري ،عني بنشره وراجع اصوله ووقف على طبعه اليد عزت العطار الحسيني ،دار الجيل ،بيروت ،1947م،والطبعة الثانية 1974م.

12-ابن الشطي:محمد جميل بن عمر البغدادي ،مختصر طبقات الحنابلة ،ط1،دراسة فواز الزمرلي ،الناشر:دار الكتاب العربي ،بيروت ،1406هـ/1546م.

الصفدي:صلاح الدين خليل بن ايبك (ت764هـ/ )،اعيان العصر واعوان النصر،ط1،حققه: د.نبيل أبو عمشة،د.علي أبو زيد واخرون، دار الفكر المعاصر ،بيروت،دار الفكر،دمشق،1428هـ/ 1998م.

الوافي بالوفيات،ط1،تحقيق واعتناء : أحمد الارناؤوظوتركي مصطفى ،دار احياء التراث العربي ،بيروت،1420هـ/ 2000م.

13-ابن طولون :محمد بن علي (ت953هـ/1546م)،القلائد الجوهرية في تاريخ صالحيّة ،نحقيق:محمد أحمد دهمان ،مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق،1401هـ/1980م.

14-ابن العماد الحنبلي:  أبو الفلاح عبد الحي  (ت1089هـ/1678م)شذرات الذهب في اخبار من ذهب ،دار المسيرة ،بيروت ،1399هـ/1979م.

15-القلقشندي:أبو العباس أحمد بن علي (831هـ/1418م)،صبح الاعشى في صناعة الانشا ،المطبعة الأميرية ،القاهرة ،مصر ،1133هـ/1915م.

16-ابن كثير:أبو الفداءاسماعيل بن عمر (ت774هـ/1372م)،الداية والنهاية ،تحقيق:أحمد جاد،دار الحديث ،القاهرة ،1427هـ/2006م).

17-ابن كنان :محمد بن عيسى (ت 1153هـ/1740م) ،المروج السندسية الفسيحة في تاريخ صالحيّة ،تحقيق :محمد أحمد دهمان ،دمشق،1974م.

18-ابن المبرد :يوسف بن عبد الهادي(ت909هـ/1503م)،ثمار المقاصد في ذكر المساجد ،تحقيق:محمد اسعد طلس،المعهد الفرنسي،دمشق،1943م .

19النعيمي:عبد القادر بن محمد الدمشقي(ت978هـ/  )، الدارس في تاريخ المدارس ،ط1،اعد فهارسه: ابراهيم شمس الدين، دار الكتب العلميّة،بيروت،1410هـ1990م.

20-اليافعي:أبو محمد عبدالله بن اسعد بن علي بن سليمان (ت768هـ/1366م )،مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان ،ط1،وضع حواشيه :خليل المنصور ،منشورات :محمد علي بيضون،دار الكتب العلميّة ،بيروت ،1417هـ/1997م.

21-ياقوت الحموي :أبوعبدالله ياقوت بن عبدالله (ت626هـ/1228م)،معجم البلدان ،ط1،طبعة جديدة ومنقحة ومصححة ،قدم لها ،محمد عبد الرحمن المرعشلي ،دار احياء التراث العربي ،مؤسسةالتاريخ العربي،بيروت ،د.ت.

22-اليونيني: قطب الدين موسى بن محمد (ت726هـ/ 1326م)،ذيل مرآة الزمان،صحح عن النسختين القديمتين المحفوظتين في اوكسفورد واستانبول ،بعناية : وزارة التحقيقات الحكمية والامور الثقافية للحكومة الهندية،الناشر: دار الكتاب الاسلامي ،القاهرة،الطبعة الأولى ،حيدر اباد، الهند، 1380هـ/1960م، الطبعة الثانية: القاهرة،1413هـ/ 1992م.

المراجع الحديثة

1-الحافظ:محمد مطيع ،جامع الحنابلة (المظفري) بصالحية جبل قاسيون ،منارة النّهضة العلميّة للمقادسة بدمشق،دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،1423هـ/2002م.

2-ليدر :ستيفن،السواس :محمد ياسين ،ومامون الصاغرجي ،معجم السماعات الدمشقيّة المنتخبة من سنة 550-750هـ/1155-1349م،المعهد الفرنسي للدراسات العربية ،دمشق ،1996م.

 

[1] – أستاذ مساعد في التاريخ الإسلاميّ في معهد إعداد المعلمين، سابقًا  وحاليًّا Lailsalm644@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website