foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

هل للعرب حضارة في جاهليّتهم؟

0

هل للعرب حضارة في جاهليّتهم؟

                                                                  د. مازن شلق([1])

       المقدّمة

ما يزال العصر الجاهليّ، حتّى يومنا هذا، موضع اهتمام الدّارسين وعنايتهم من عرب ومستشرقين، وسيبقى كذلك، على الرّغم من بعده عنَّا في مسافات الزّمن الغابر وعمق التّاريخ التّليد. وذلك إمّا لأنّه يُعدُّ الينبوع الأوّل الذي تفرَّعت منه عصور أدبيّة وحضاريّة لاحقة، طرأ عليها تطوّرات وتغيّرات في مجراها المطَّرد، وإمّا لمّا نشعر به لدى قراءتنا نتاجه الأدبيّ من أصالة فخيمة، وجزالة مموسقة، وغرابة مدهشة، وعفويّة عذبة محبّبة… لا تنسلخ، في مجملها، عن طبيعة البيئة التي وُلد فيها وترعرع. وهي بيئة ما تزال تحتفظ بأشياء من أسرارها الفنّيّة وعوامل حضارتها، ولذا فهي تدعونا، بين الحين والحين، إلى تكرير الطّرْف في قراءة صفحاتها المطوية بغية اكتشاف بعض خباياها في ضوء المكتشفات الحديثة لمعالم من نقوشها وهياكلها وآثارها القديمة التي بقيت تحتفظ، حتّى يومنا هذا، بعبق التّاريخ، عبق ماضي الأجداد.

أمّا الغاية التي دفعت بي إلى تأليف هذا البحث، فهي تعود إلى رغبة في نفسي طالما دعتني إلى ترجمة عشقي للأدب الجاهليّ الخالد الذي ما تزال أصداؤه الحلوة تتردّد في خاطري مذ  كنت على مقاعد الدّراسة الجامعيّة. أو لأنّنا، نَحْنُ العرب، نَحِنُّ إلى الأصل، حنين ناي جلال الدّين الرّوميّ، إذ يقول: “أنا يا حبيبي أحنُّ إليك، حنين عود النّاي إلى شجرته التي منها اقتطع”.

من أجل ذلك كلّه، انكببت على رصف سطور هذا البحث بكلّ شوق وحماسة، متسلّحًا بالمحبّة والصّبر، في ضوء الأمانة العلميّة المرنة، وذاك لأنّ الطّائر، كما نعلم، لا ينهض بجناح دون الآخر.

         من هنا، إنّ تأثّر الأديب بالبيئة التي تحيط به، ويعيش فيها، أمر لا مجال لإنكاره، فمهما بلغ الفنّان الموهوب من مراتب التّفرّد والعبقريّة، فلن يكون بمنأى عن مؤثّرات ما يشاهده، ويتواصل معه. ولذلك، لا يمكن لأحد أن يتغاضى عن الأسس الجوهريّة التي تقوم عليها النّظريّة الإقليميّة، في دراسة أثر فنّيّ ما، من خلال عناصر البيئة “ambiance”، الجنس “race”، والمكان “lieu, l’espace”، والزّمان “la durée”، وما ينبثق عن ذلك من نتائج قيّمة.

لذلك، ارتضيت لهذا البحث، المنهج الإقليميّ الذي يرتكز على تبيان عوامل البيئة ومؤثّراتها الجغرافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والثّقافيّة في حضارة العصر والنّتاج الفكريّ والفنّيّ.

  • أصل العرب

العَرَبُ والعُرْبُ: اسم جنس Race وهم أهل لغة تمتاز بالفصاحة والبلاغة والبيان([2]). تاريخ وجودهم موغل في القِدم. وقد اختلف المؤرِّخون في أصل تسميتهم، “فقال بعضهم: أوّل من أنطق الله لسانه بلغة العرب يَعْرُبُ بن قَحْطانَ، وهو أبو اليمن كلّهم، وهم العرب العاربة([3])، ونشأ إسماعيل بن إبراهيم، عليهما السّلام، معهم، فتكلّم بلسانهم، فهو وأولاده: العَرَبُ المُسْتَعربة([4])، وقيل: إنّ أولاد إسماعيل نشأوا بعَرَبَة وهي من تِهامة، فنُسِبُوا إلى بلدهم. وروي عن النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: خمسة أنبياء من العرب، وهم: محمّد، وإسماعيل، وشعيب، وصالح، وهود، صلوات الله عليهم”([5]). الأمر الذي يعني أنّ هؤلاء الأنبياء الذين كانوا يتكلّمون بلغة قومهم عاشوا في بلاد العرب([6])، وكان لسانهم لسانًا عربيًا فصيحًا منذ القِدم، وهو أفضل الألسنة، وأغزرها ألفاظًا، وبه أنزل الله كتابه الكريم (القرآن) على محمّد صلّى الله عليه وسلم.

قال تعالى:﴿إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ([7])و﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ – وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ([8]).

فالقرآن الكريم خاطب العرب على أنّهم أمَّة لها لغتها المنمازة وحضورها في التّاريخ، ولم يُفَرِّق بين الأعراق العربيّة، كما أنّه لم يأتِ على أيِّ ذِكر لمصطلح “العرب العاربة” أو “العرب المسْتعربة” بأيِّ شكل من الأشكال، ولكنه مَيَّز من حيث صدق الإيمان ونقاوته، بين العرب الذين هم أهل الأمصار والقرى والأرياف العربيّة، والأعراب الذين هم أهل نَجْعَة([9]) وارتياد مساقط الغيث في البوادي، قال تعالى: ﴿الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا([10]).

لكنّ الله لم يمدح العرب على تحضِّرهم في مدنهم وأريافهم، كما أنّه لم يَذُمَّ الأعراب على تعرُّبهم في باديتهم وبراريهم، إنما ذَمَّهم على نفاقهم وضعف إيمانهم، وتركهم أوامره ونواهيه، وجهلهم حدود ما أنزل الله على نبيّه لغلاظة طباعهم، وابتعادهم عن مناهل التّفقُّه بالدّين ومجالس أهل العلم والإيمان في الحواضر.

غير أنّ الأعراب ليسوا جميعًا بمذمومين، فثمّة من آمن منهم، وعمل بما يرضي الله ورسوله، ولهم مغفرة وأجر من الله ورحمة واسعة: ﴿وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ([11]).

إذًا، فالقرآن الكريم لم يُفَرِّق بين العرب على أساس قبلي أو عِرقي([12])، وإنّما اعتبرهم أُمَّة ذات لسان عربيّ، وبذلك فإنّ لفظة “العرب” تُطلق على جميع سكّان أنحاء الجزيرة العربيّة بِمَنْ فيها من القبائل المتبدِّية في شمالها، وكلّ من تكلَّم لغتها من البلاد المجاورة من أهل الحَضَر والوَبَر([13]). وقد أجمع العلماء على اعتبار العرب من الشّعوب السّامية التي هي من نسل سام بن نوح، الأمر الذي يفسِّر القوائم المشتركة في الملامح والصّفات والأشكال والطّبائع النّفسيّة لدى العرب والسّريان والعبرانيين والأشوريين والآراميين والفينيقيين والحبشيّين الذين يتحدّثون بلغات متقاربة، لأنّهم، في نظر معظم المؤرِّخين العرب والأوروبيين، من أصول واحدة وموطن واحد، هو نهر الفرات أو بلاد ما بين النهرين، وقد توزَّع هؤلاء وانتشروا في مناطق مختلفة من شبه الجزيرة وما يجاورها([14]).

  • تعريف العرب في الاصطلاح

لعلّ من البدهيّ أن تقوم حياة البشر، في بدائيّتها، على الأسس الضّروريّة في معيشتها، ثم تسعى إلى سدِّ نواقصها، وبلوغ مآربها من ألوان الرفاهيّة والكماليّات، لذلك عدَّ ابن خلدون في مقدّمته أنّ البداوة أصل للحضارة، لأنّ الخشونة تسبق الرقَّة، “ولهذا نجد التّمدُّن غاية للبدوي… فالحضارة ناشئة عن أحوال البداوة، وهي نمط من الحياة المستقرّة، ينشئ القرى والأمصار…”( [15]).

لذا، فالبداوة، مَصَبٌّ طبيعيّ لمجرى الجهود السّاعية إلى تحقيق التّطوّر والرّقيّ في أماكن ملائمة لحياة آمنة تبعث على الشّعور بالاطمئنان الفكريّ والنّفسيّ الذي يفسح في المجال للالتفات إلى التّفكُّر والإبداع في شتّى مناحي الحياة الإنسانيّة.

في هذا الصّدد، يرى ول ديورانت صاحب “موسوعة قصّة الحضارة” أنّ: “الحضارة نظام اجتماعيّ يعين الإنسان على الزّيادة من إنتاجه الثّقافيّ”، وإنّما تتألّف الحضارة من عناصر أربعة: الموارد الاقتصاديّة، والنّظم السّياسيّة، والتّقاليد الخُلُقيّة، ومتابعة العلوم والفنون. وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق”([16])، الأمر الذي يعني أنّ الحضارة الحقَّة لا تكون إلّا في بيئات اجتماعيّة راقية، تنعم بموارد اقتصاديّة وفيرة، وتسودها نظم سياسيّة معتدلة واعية، بعيدة من التّخلّف والتّعسّف والأحكام الجائرة، وينبغي أن يتحلّى الناس فيها بِقِيَم خُلُقيّة حميدة تترجمها سلوكيّات ومواقف مرموقة، واهتمام ملحوظ بمجالي العلم والفنّ، لتنتج عن ذلك كلّه نهضة ساطعة في شتّى مناحي الحياة الثّقافيّة والمدنيّة([17])، أي في بُعْديها: المعنويّ والماديّ.

  • في المفهوم الدّينيّ

        وردت لفظة “الجاهليّة” في القرآن الكريم على النّحو الآتي:﴿أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ([18]).

أيّ: “أفيطلبون بتوليهم وإعراضهم عنك([19])، حكم الجاهليّة، وهو كلّ حكم خالف ما أنزل الله على رسوله، فلا ثَمَّ إلا حكم الله ورسوله، أو حكم الجاهلية. فمن أعرض عن الأوّل، ابتلِيَ بالثّاني المبني على الجهل، والظّلم، والغيّ. وأمّا حكم الله تعالى، فمبني على العلم، والعدل، والقسط، والنّور، والهدى. فالموقن، هو الذي يعرف الفرق بين الحُكْمَين، ويُميِّز _ بإيقانه_ ما في حكم الله، من الحسن والبهاء، وأنه يتعيَّن _عقلًا وشرعًا اتِّباعُه”([20]).

وغير ذلك من الآيات، قوله تعالى: ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ([21]) وقوله تعالى: ﴿ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ([22]).

وفي الحديث: “إنّ من العلم جهلًا”، قيل: وهو “أن يتعلَّم ما لا يحتاج إليه كالنّجوم وعلوم الأوائل، ويَدَع ما يحتاج إليه في دينه من علم القرآن والسنَّة”([23]). وكذلك جاء في الحديث: “إنّك امرؤ فيك جاهليّة”، وهي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجَهْل بالله سبحانه، ورسوله، وشرائع الدين، والمفاخرة بالأنساب والكِبْر والتجَبُّر([24]).

وفي ضوء هذه الآيات البيِّنات، والأحاديث النّبويّة الشّريفة، نستطيع القول إنّ المقصد من لفظة “الجاهليّة” هو كلّ ما خالف أحكام شريعة الله وتعاليمه السّمحة الدّاعية إلى تنقية الحياة من شوائبها، ونبذ حميَّة العصبيّة، والتّنَزُّه عن كلّ ما يؤجِّج نار الشّرّ ويلحق الأذى بالإنسان والإنسانيّة.

وبذلك، أصبحت لفظة “الجاهليّة” مصطلحًا يعني تلك العهود السّابقة لفجر الدّين الجديد (الإسلام)، لما فيها من ظلمات الجهل في العادات والتّقاليد والأعراف التي كانت تترتَّب عليها أحكام متعسِّفة جائرة حاربها (الإسلام) ودعا إلى الخروج من غياهبها إلى رحاب نور الهداية الحقَّة.

فالجهل، إذًا، جهل غياب حِلم، وليس جهل غياب عِلم، في مجتمعات كان يسودها التّعصُّب القبليّ، وتنتشر فيها عبادة الأوثان والأصنام، ولكنّها لا تخلو من مظاهر علميّة، ومقوّمات حضاريّة عرفتها الحياة الجاهليّة، ولا سيّما في حواضر وممالك ذلك العصر الذي عاش فيه العرب.

فمن هم العرب؟ وكيف كانت حياتهم في بيئاتها: الاجتماعيّة، والسّياسيّة، والاقتصاديّة، والدّينيّة، والفكريّة؟

  • الحياة الاجتماعيّة في العصر الجاهليّ

عاش العرب، أبناء سام بن نوح، حياة اجتماعيّة متباينة مختلفة باختلاف طبيعة البيئة الجغرافيّة لشبه الجزيرة العربيّة، وتفاوت معالم أقاليمها أرضًا ومناخًا وثروة، وكانوا قسمين: أهل بادية ووبر، وأهل حاضرة ومدر.

فالحضر هم الذين كانوا ينعمون بحياة مزدهرة مستقرّة في القرى والمدن، حيث المياه والآبار ومساقط الأمطار، فيزرعون ويَبْنُون الأسواق للتّجارة بمنتوجاتهم الزّراعية والصّناعيّة[25]، وكان معظم عمران مدنهم ومماليكهم حول الجزيرة، ومنها:

مدينة مكّة في الحجاز، وإمارة المناذرة في الحيرة بالعراق، وإمارة الغساسنة في حوران (بُصرى الشام)، ومملكة حِمْيَر في اليمن، وتدمر، ومملكة الأنباط في سيناء، ولهم فيها أبنية وهياكل وقصور([26]).

وأمّا البدو، فهم في الغالب، سكّان شمالي الجزيرة في بيئاتها الصّحراويّة الجافّة، لا سُكْنى لهم إلّا الخيام، ولا مَقَرَّ لحياتهم في مكان، وإنّما كانوا في سعي دؤوب وراء الماء والكلأ، وحيث وجدوا أرضًا عشباءَ مخضوضرة، حطّوا رحالهم ونصبوا خيامهم، وأقاموا في ربوعها لرعاية ماشيتهم، التي يُطْعَمون من لحومها وألبانها، ويكتسون بصوفها ووَبرها (شعرها)، ويستبدلون بها، وبنتاجها، ما يحتاجون إليه ممّا ليس لديهم من مأكول وملبوس في صحرائهم، ولا يجدونه إلّا في المدن التي كانوا على صلة بها وتواصل معها([27])، وإذا ما يبست المراعي، وجفَّت مياه الأرض، عمدوا إلى الغزو نهبًا وسلبًا وسبيًا.

كلّ ذلك جعل القوّة وأسبابها مطلبًا أساسيًّا في حياة قبائل العرب، إِذْ سَعَوا إلى امتلاك لوازمها من سلاح ومال وكثرة العدد، تجنُّبًا لحياة الذل والهوان، لذلك رأيناهم يحتقرون الجبن والتّخاذل في ساحات الوغى، ويتغنَّون بالشّجاعة والإقدام وتحمُّل المشقَّات، والإسراع في نجدة المستغيث، ونصرة المظلوم([28])، كما جعلوا من الكرم وعِفَّة النفس عند المقدرة والانتصار موضعَ ثناء وافتخار، وهذا عنترة يقول (الكامل):

أَثْنِيْ عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فَإننِي سَمْحٌ مُخَالَقَتِي إِذَا لَمْ أُظْلَمِ
هَلَّا سَأَلْتِ الخَيْلَ يَا ابْنَةَ مَالِكٍ إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً بِمَا لَمْ تَعْلَمِي
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقِيْعَةَ أَنَّنِي أَغْشَى الوَغَى وَأَعِّفُّ عِنْدَ المَغْنَمِ([29])

هذا التّقديس للقوّة، والتّفاخر بالأعمال الحربيّة، واللّجوء إلى الغزوات والاقتتال كلّما دعت الحاجة أو نشب بين المتفاخرين خلاف، أمور تَنِمُّ عن أنّ العلاقة بين معظم القبائل العربيّة في جاهليّتها، كانت علاقة عداء وخصام، إذ كانت كلّ قبيلة تتربَّص بالأخرى وتَتَحَيَّن الفرصة للانقضاض عليها والنّيل منها، ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا.

ولعلّ ذلك ساهم في جعل البدوي آنذاك، يشعر بأهمّيّة الانتماء إلى القبيلة وطنًا وملاذًا وكيانًا واحدًا مُتَّحِدًا، لا يمكنه التّفرُّد عنه بنفسه، أو الاستقلال عن الجماعة في العشيرة، إذ كانوا يشكِّلون وحدتها الاجتماعيّة المتراصَّة، وينضوون تحت نظامها القبليّ السّائد آنذاك، والذي يمثّل رأسَ هرمه سيِّدٌ من سراتها، وهو شيخ شجاع وقور، وله عصبيّة تشدّ أزره، وتعينه على اتّخاذ المواقف الجريئة كإعلان الحرب، والقبول بالسّلم، يسهر على صون مصالح القبيلة التي كانت كأسرة كبيرة متضامنة أشدّ التّضامن.

ولكن هذا لا يعني أنّ حياتهم كلّها كانت أيامًا وأهوالًا، وغارات وثارات، وإنّما عرف البادون وسائل متعدّدة للتّرويح عن النّفس، واقتناص أسباب السّعادة في بعض مندوحات الزّمن وأوقاته، ومن ذلك: مزاولة الصّيد والقنص في مراتع البراري والفلوات، وإجراء حلبات السّباق، والاستماع إلى الموسيقى والغناء، واللّعب بالميسر وشرب الخمر، ولعلَّ حُبَّ جمال المرأة وما يضفيه وجودها على المكان، أمر كان يراه البدوي من أعذب مُتع الحياة وملذَّاتها.

فالمرأة في حياة العربيّ، كانت أشبه بواحة خضراء زاهرة مثمرة في صحراء عمره وحياته، وهو في عنائه وشقائه، وحِلِّه وترحاله، وما يكابده من قلق النّفس وهواجسها، يسعى نحو هذه الواحة الغنَّاء عسى أن يصل إليها، وينزل في ظلالها الوارفة، لتطمئن نفسه وتتحدّ مع ذاتها، وتتناغم مع وشوشات نسيماتها العاطرة في أحضان الرّاحة والسعادة، أُنْسًا ورِضًا وحياة هانئة وادعة، بعيدًا من هموم العيش، وواقع هزيل فقير، وتربُّص شبح الموت والضّياع، على مجاهيل صحراء العمر والحياة.

لذلك، كانت المرأة ولا تزال، تحتلّ مكانة مرموقة في حياة العرب، ولعلّ خير ما يؤكّد هذه المكانة ويجسّدها، آنذاك، قصائد شعرائهم الذين غالبًا ما استهلُّوها بالحديث عن مرارة بُعْدها، والاكتواء بمجامر فراقها، وذرف الدّموع السخينة على أطلال حِماها وذكريات حبّها، واستحضار حلاوة أيّام وصْلها ووصالها، في ملاعب الصِّبا ومضارب العشيرة.

ومن هؤلاء الشّعراء، على سبيل المثال لا الحصر، الأمير الملك الضِّلِّيل، امرؤ القيس، الذي استهلَّ معلقته بقوله (من الطويل):

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
وَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً عَلى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مَحْمَلِي
أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ([30])

وهم، وإن كانوا قد تغزلوا، في بعض الأحيان، بتفاصيل مفاتنها الجسديّة، بسبب اطِّلاع فئة منهم على مجالس القيان والمبتذلات والسّافرات في حوانيت الخمر والغناء لدى الرّوم والفرس، في التّخوم المجاورة لشبه الجزيرة، إلّا أنّ معظم الشّعراء، من مختلف الطّبقات الاجتماعيّة، ظلّوا متمسّكين بأعراف القبيلة ومفاهيمها الدّاعية إلى صَوْن عِفَّة المرأة، والحفاظ على سمعتها، فتحدّثوا عن حيائها وسموّ نفسها، ومجَّدوا صفاتها الأنثويّة اللّطيفة وأخلاقها الكريمة، التي تُبْعِد عن ذويها الذّلّ والعار، يقول السُّليك بن السُّلَكَة (من الوافر):

مِنَ الخَفِرَاتِ لَمْ تَفْضَحْ أَخَاهَا

 

 

وَلَمْ تَرْفَعْ لِوَالِدِهَا شَنَارَا
يَعَافُ وِصَالَ ذَاتِ البَذْلِ قَلْبِي وَيَتَّبِعُ المُمَنَّعَةَ النَّوَارَا([31])

وكذلك يقول النّابغة في حبيبته “نُعْم” التي ينبعث النّور من بين أثوابها المحتشمة (من البسيط):

بَيْضَاءُ كالشَّمْسِ وافَتْ يَوْمَ أَسْعُدِها لَمْ تُؤْذِ أَهْلًا وَلَمْ تَفْحَشْ عَلَى جَارِ
بَلْ وَجْهُ نُعْمٍ بَدَا واللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ فَلَاحَ مِنْ بَيْنِ أَثْوَابٍ وَأَسْتَارِ([32])

فالمجتمع الجاهليّ كان يُجِلُّ المرأة الطّاهرة السّريرة، ويحبّها مُمَنَّعَةً عفيفةً. وهي، إن كانت تتعرّض للوأد صغيرة رضيعة، في بيئات اجتماعيّة ذكوريّة جِدِّ ضيقة، وبفترات زمنيّة قصيرة، قبل الإسلام، خوفًا من العار والعوز والإملاق، إلّا أنّها بقيت في مجتمعات قبليّة أخرى عزيزة مُكَرَّمَةً، وعلى أوسع نطاق، إذ كانت هي رفيقة الرّجل وشريكته في رحلة الحياة، وهي السّيّدة المُوقّرة في منزلها، تعتني بأولادها وتُؤَمِّن الرّاحة والسّكينة لزوجها، وإذا ما استشعرت بالخطر الدّاهم، تقف وراء الفرسان تشجّعهم على القتال، وتحضّهم على الصّمود، ذودًا عن شرف القبيلة وعِرضها.

وإذا كانت الإماء في منزلة دَنِيَّة، لا يملكن زمام أمورهنّ، فمنهن جوارٍ يعملن في رعي المواشي وخدمة الشّريفات، ومنهنّ قينات يقدّمن الخمر إلى الرّجال، ويضربن على المزهر في الحوانيت([33])، فإنّ المرأة الحرّة الصّريحة الحسب والنّسب كانت تتمتّع بِحريّة واسعة، ولا سيّما فيما يخصّ مستقبل حياتها، واختيار فارس أحلامها، وإبداء الرّأي في من يتقدّم لطلب الزّواج منها. وفي ذلك تقول فتاة من بني زياد الحارثي راسمة ملامح شخصيّة فتاها (من الطويل):

فَلا تَأْمُرُوْنِي بِالتَّزَوُّجِ إننِي أُرِيْدُ كِرَامَ النَّاسِ أَوْ أَتَبَتَّلُ
أُرِيْدُ فَتًى لَا يَمْلَأُ الهَوْلُ صَدْرَهُ يُرِيْحُ عَلَيْهِ حِمْلُهُ حِيْنَ يَحْمِلُ
كَمِثْلِ الفَتَى الجَعْدِ الطَّوِيْلِ إِذَا غَدَا كَعَالِيَةِ الرُّمْحِ الطَّوِيْلِ وَأَطْوَلُ([34])

 

وهذه هند بنت عتبة تقول لأبيها: “إنني امرأة قد ملكت أمري فلا تزوِّجني رجلًا حتى تعرضه عليَّ”([35]).

كما كان للمرأة الحقُّ بأن يُستجار بها، وأن تَرُدَّ للأسير حريته([36])، وأن تحتفظ بأموالها وتعمل في حقل التّجارة مثلما كانت الحال مع أمّ المؤمنين السّيدة خديجة التي طلبت من الرّسول صلى الله عليه وسلم أن يَتَّجِرَ بأموالها، وهو مازال فتًى، وقبل أن يهبط الوحي عليه.

كلّ ذلك، جاء دليلًا ساطعًا على ما كان للمرأة من أهمّيّة كبرى في نفس الرّجل، ومن مكانة جليلة في مجتمعها القبليّ الذي كانت تسوده مفاهيم وأعراف، منها ما هو محمود يصبُّ في مصبّ النّخوة والمروءة، ومنها ما هو مرذول مكروه لا ترتضيه النّفس الكريمة الأبيّة، ولا سيّما بحسب المقاييس الأخلاقيّة والدّينيّة التي ارتضاها العرب، منذ تبلج فجر الإسلام.

  • الحياة السّياسيّة في العصر الجاهليّ

لم يكن للعرب، في جاهليّتهم، نظام سياسيّ يوحِّد بين قبائلهم في صحاريهم، أو بين مدنهم وإماراتهم وممالكهم.

ففي البادية، حيث النّظام القبليّ السّائد، كانت القبيلة هي الوطن الوحيد الحرّ المستقلّ لأبنائها، في مكان مرحلي لا تحُدُّه حدود جغرافيّة آمنة مستقرّة، وذلك إمّا بسبب التّنقّل المستمرّ سعيًا وراء الماء والكلأ، وإمّا خوفًا من أن تكون هدفًا لغزوات قبائل أخرى تُعرِّض أمنها ووجودها للخطر.

وكان على رأس كلّ قبيلة شيخ ذو مهابة وسلطان، يتمتّع بصفات حميدة كرجاحة الحلم والكرم والشّجاعة، وله عصبيّة([37]) تشدُّ أزره، وتعينه على تصريف شؤون القبيلة التي كانت له الإرادة المطلقة في أمورها الدّاخليّة، وصون أعرافها وتقاليدها وعاداتها. أمّا فيما يختصّ بالعلاقات الخارجيّة ومستجدّاتها، كاتّخاذ قرار الغزو وإعلان الحرب، أو القبول بالهدنة والسّلم، فالأمر كان منوطًا بالتّشاور مع “مجلس القبيلة” الذي يمثّله وجهاء العشائر ذات الفروع التي تعود بأصولها إلى القبيلة الأمّ والجدّ الأكبر. وكانت أحكام شيخ القبيلة، أو ما يصدر عن مجلسها بعد التّشاور، أحكامًا مطاعة واجبة التّنفيذ.

وفي الحاضرة، حيث التّجمّع البشريّ لقبائل متعدّدة في بيئة جغرافيّة ثابتة، لا يختلف النّظام السّلطويّ العشائريّ كثيرًا عمَّا هو عليه في البادية. ولكنّ “مجلس الأسياد” الذي كان موئلًا لجميع العشائر وأسيادها، وذوي النّفوذ والرّأي والجاه في المدينة، كان أقرب إلى النّظام الدّيمقراطي الذي يأخذ بآراء الأكثريّة المتعدّدة.

ومن أشهر مجالس الأسياد آنذاك “دار النّدوة” الذي أسّسه قصي بن كلاب([38]) في مكّة، وهو دار سلطة ومشورة لسادات مكة وحلمائها. يقول زهير بن أبي سُلمى (الطويل):

وَفِيْهِمْ مَقَامَاتٌ حِسَانٌ وُجُوهُهُمْ وَأَنْدِيَةٌ يَنْتَابُهَا القَوْلُ والفِعْلُ
وَإِنْ جِئْتَهُمْ أَلْفَيْتَ حَوْلَ بُيُوْتِهِمْ مَجَالِسَ قَدْ يُشْفَى بِأَحْلَامِهَا الجَهْلُ([39])

وهؤلاء أصحاب خبرة ومهابة، يتشاورون في مختلف الأمور الجليلة، كالسّلم والحرب، وكانوا لا يُقِرُّون رأيًا أو يتَّخذون موقفًا في “دار الندوة” إلّا بعد دراسة وإجماع عليه، خشية أن يقع بينهم شقاق، ويتعرّض أمن مدينتهم إلى خطر. وتُعدّ مخالفة أوامرهم وأحكامهم انتهاكًا لسيادة العُرْف الذي كان قانونًا لحكومتهم لا يحقّ لأحد أن يخالفه أو يخرج عن أحكامه([40]).

إضافة إلى ذلك، عرف العرب، في جاهليّتهم، نوعًا آخر من الأنظمة السّياسيّة، تجلّى في وجود بعض الإمارات والممالك في شتّى أنحاء الجزيرة. ولعلّ أشهرها ما يأتي:

        مملكة حِمْيَر (في اليمن)([41]): وهي من أقدم الممالك العربيّة وآخرها في جنوب الجزيرة، قامت على أنقاض مملكة سبأ وحضرموت في القرن الثّاني قبل الميلاد (حوالي 115 ق.م/510م) بعد انهيار سدّ مأرب، ونزوح بعض القبائل اليمنيّة نحو الشّمال إلى الحجاز والشّامّ والعراق، ليضرب بهم المثل “تفرقوا أيدي سبأ”، وكانت عاصمتها ريدان، وكانت (ظفار)([42]) وقد لقب ملوكها بالتّتابعة، الذين طمحوا إلى الاستقلال، فحاربوا الفرس والأحباش، وظلّت مملكتهم مزدهرة بالتّجارة والثّقافة طيلة عهدها.

        مملكة كِنْدَة (في نجد): وهي مملكة قديمة، قامت في وسط شبه الجزيرة. امتدَّ سلطانها إلى عهود مبكرة (202- 106ق.ه/450 إلى540م). وكان ملوكها يدينون بالولاء مرّة لبيزنطية، ومرّة للفرس السّاسانيين. وكان آخرهم حُجْر، والد الشّاعر الشّهير امرؤ القيس، والذي قتله بنو أسد بتحريض من الفرس، واستطاع اللّخميون ملوك الحيرة التّغلّب على ملوك كِنْدَة لتعود إلى القبيلة في منطقتهم ثانية، وما زالت بعض النّقوش تدلُّ على حضارة هذه المملكة.

        مملكة المناذرة اللّخميين (في الحِيرة بالعراق)([43]): قامت على حدود شبه الجزيرة العربيّة المتاخمة لبلاد الفرس، والذين جعلوا منها سياجًا رادعًا لغزوات العرب من أبناء جلدتهم، وهجمات الرّوم.

امتدَّ عهدها من بين أوائل القرن الثّالث للميلاد إلى القرن السّابع([44])، ومن أشهر ملوكها:

* النّعمان الأول (244_210ق.ه/400_418م) وهو صاحب قصري الخَوَرْنق والسّدير.

* المنذر الثالث بن ماء السماء (130_76ق.ه/514_554م) وهو صاحب يومي النّعيم والبؤس([45]).

* عمرو بن هند (76_51ق.ه/554_569م) الذي كان بلاطه موئلًا للشّعراء، وكان مستبدًّا طاغيًا([46]).

* النّعمان الثّالث بن المنذر المُكنَّى بأبي قابوس (54-21ق.ه/580-602م): امتدّ سلطانه إلى عمان والبحرين.

 

 

 

 

مدحه النّابغة الذبياني. وكان آخر ملوك المناذرة، إذ قضى في سجن كسرى الثّاني بعد أن غضب عليه ونَكَّل به([47]).

        * مملكة الغساسنة أولاد جفنة (في الأردن والجولان وحوران وغوطة دمشق وجنوب سوريا): اتّخذهم الرّومان حلفاء أشداء، وجعلوهم درعًا منيعًا ضدّ غارات الفرس وحلفائهم المناذرة([48]).

قامت دولتهم في القرن الثّالث للميلاد، بعد أن تغلّبوا على الضجاعمة، وامتدّ حكمهم حتّى الفتح الإسلاميّ. ومن أشهر ملوكهم:

* جفنة بن عمرو (436_374ق.ه/220 _265م) والذي كان أوّل ملوكهم وإليه يُنسبون.

* الحارث بن جبلة المعروف بالحارث بن أبي شُمَّر (98_76ق.ه/529_569م) الذي انتصر على المنذر بن ماء السّماء وقتله في يوم حليمة، في عهد الإمبراطور جستنيان الذي كَرَّمه، ومنحه لقب شيخ القبائل (فيلارك)([49])، وكان قصره مكانًا يرتاده للشّعراء.

* جبلة بن الأيهم (توفي سنة 20ه/641م) وهو آخر ملوك الغساسنة. ساند الروم في الحرب ضدَّ المسلمين، ثمّ أسلم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ولكنَّه عاد إلى المسيحيّة وفرَّ إلى القسطنطينيَّة هربًا من عقاب الخليفة، بعد أن لطم رجلًا على وجهه في الكعبة، وأراد الخليفة أن يقتصَّ منه([50]).

        * مملكة الأنباط (في الأردن وشمال شبه جزيرة سيناء Arabia Petraea في بلاد العرب الحجرية أو الصخرية): عاصمتها مدينة سِلَّع (البتراء) التي كانت مَحَطة مهمة لقوافل التّجارة القادمة من اليمن إلى مصر وبلاد الشام، وكانت مملكة مزدهرة ضربت نقودها على غرار النّقود اليونانيّة والرّومانيّة([51])، وبلغت رقيًا مدهشًا في العِمارة وهندستها([52]). امتدّ عهدها إلى أوائل القرن الثّاني للميلاد، إذ استولى عليها الرّومان بلا مقاومة عام 550 ق.ه./ 106م في عهد الإمبراطور تراجان.

        * مملكة تدمر([53]) (في وسط سورية على مسافة 215 كلم من دمشق): وهي من أشهر الممالك العربيّة القديمة. وقد بلغت أوج مجدها في عهد أُذَيْنَة الثّاني الذي منحته روما، سنة 374ق.ه/264م، لقب حاكم عام على المشرق من حدود أرمينية إلى جزيرة العرب([54]) ثمّ في عهد امرأته زنوبيا (الزُّبَّاء) التي أنشأت جيشًا قويًا، وتوسّعت في أراضي نفوذها وأصبحت عاصمتها تنافس روما في الازدهار والعظمة([55])، وأُطلق على زنوبيا لقب “ملكة ملكات الشّرق”.

وهكذا نرى أنّ ممالك العرب، في جاهليّتهم، قامت في جهات مختلفة من شبه الجزيرة: في الجنوب (اليمن) ممالك سبأ، ومَعين، وحِمْير. وفي الوسط مملكة كِندة. وفي الشّمال ممالك الحيرة، وتدمر، وغسَّان.

وأمّا البدو، فقد توزّعوا في قبائل واسعة الانتشار ذات كيانات سياسيّة صغيرة متناحرة متنافرة، بينما كان حضر الممالك يعيشون في ظلّ حكومات ذات أنظمة سياسيّة محدّدة تدين بالولاء، في معظم الأحيان، إمّا لإمبراطوريّة الرّوم البيزنطيّين، وإمّا لإمبراطوريّة الفرس السّاسانيّين. ولذلك كانت هذه الممالك في مهب رياح النّزاع السّياسيّ والحروب المستمرّة بين هاتين الإمبراطورتين، وكانت كلّ مملكة تطمح إلى تحقيق سيادتها واستقلالها التّامّ تلقى حربًا ضروسًا، لأجل تأديبها.

  • الحياة الاقتصاديّة في العصر الجاهليّ

تباينت الأحوال المعيشيّة لدى عرب الجاهليّة، واختلفت موارد مكاسبهم من الرّزق بين مكان وآخر، فأهل المدر كانوا يتعاطون التّجارة، ويعملون في الزّراعة وتربية المواشي، وبعض مرافق الصّناعة. وكان فيهم الأغنياء الموسرون، والفقراء المعوزون، وأناس ما بين الحالتين.

أمّا أهل الوبر الذين كانوا يشكِّلون القسم الأكبر من شبه الجزيرة، فمعظمهم من المكتفين بقوت يومهم، ويعتمدون في معيشتهم على الاقتصاد الرّعوي([56])، بما لديهم من ماشية، فيُطْعَمون من لحومها وألبانها ويكتسون بصوفها ووبرها.

وبما أنّ الزّراعة تحتاج إلى استقرار ووفرة في المياه، نجد أنّ البادين لم يُلقوا إليها بالًا، بل رأيناهم ينظرون إليها، وإلى من يعمل بها، نظرة زراية واستهجان واستعلاء وترفُّع، وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الصّناعة. قال عمرو بن كلثوم مُعَيِّرًا النعمان بن المنذر ملك الحيرة (الطّويل):

لَحَا اللهُ أَدْنَانَا إِلى اللؤْمِ زُلْفَةً وَأَلْأَمُنا خالًا وأَعْجَزُنا أَبَا
وأَجْدَرُنا أنْ يَنْفُخَ الكيْرَ خالُهُ يَصُوغُ القُرُوطَ والشُّنوف بِيَثْرِبَا([57])

وقال الأعشى، مصوِّرًا إيادًا ومن يمتهن الزّراعة، بأنّه يحيا حياة المذلّة والهوان، مفتخرًا بأهل عشيرته الذي يجلبون أرزاقهم بالسّيف والقنا (من الكامل):

لَسْنا كَمَنْ جَعَلَتْ إِيادٌ دارَها تِكْريتَ تَنْظُرُ حَبَّها أنْ يُحْصَدا

وعلى خلاف ذلك، كان أهل المدن والقرى والواحات، في شتّى أنحاء الجزيرة ولا سيّما في اليمن السّعيدة، وبعض مدن الحجاز مثل الطّائف ويثرب وخيبر، لا يتورعون عن العمل بالزّراعة والصّناعة، فقد تميَّزت اليمن، أيّام سد مأرب، بمناطقها الخصبة، وبزراعتها الواسعة، كما تميّزت بعمق خبرتها في صناعة البرود اليمانيّة والأسلحة المنسوبة إليها، وإلى صانعيها المهرة (السّيوف اليمانيّة، والرّماح الرّدينية([58])، والقنا السّمهرية)([59]).

وفي يثرب انتشرت زراعة النخيل والأعناب، ومختلف أنواع الفواكه والحبوب والخضروات، وكذلك كان أهل الطائف يُعنون بالزراعة على أوسع نطاق، ويهتمُّون بإنتاج العسل، وصناعة الجلود المدبوغة، واشتهرت مكة بالصياغة وبنسج الثياب، وصنع السروج والزرود([60]).

أمّا التّجارة، فقد حظيت باهتمام كبير لدى العرب، ولاقت رواجًا مميزًا على أيدي التجار اليمنيين، الذين برعوا في نقل التوابل والبخور والعطور والأبنوس والعاج والحرير، من الهند إلى بلاد العرب والشام والحبشة ومصر، كما تاجروا بمنتوجات بلادهم من العسل والكافور والأحجار الكريمة والأواني والكؤوس المصنوعة من الذهب والفضة. وقد امتدت تجارتهم بين الهند شرقًا إلى إفريقية غربًا، وبلاد الشام والروم شمالًا([61])، فحققوا بذلك أرباحًا هائلة، ونَعِمت اليمن بثروات كبيرة، وازدهرت مدنيتها أيما ازدهار، ولكن حادثة سيول “سد مأرب” الشهيرة قلبت أحوالها من نعيم إلى بؤس فتَفَرَّق أهلها، وساءت حياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فتقهقرت تجارتها، وانتقل نشاطها إلى وجهاء مكة وزعمائها الذين باتت قوافلهم تجتاز المسافات، وتتخطى المخاطر في كل اتجاه بأمن وسلام. ساعدهم في ذلك الموقع المنماز لمدينتهم في الوسط، بين اليمن والشام، وما كان في نفوس قبائل العرب من تقدير لولاة الكعبة المقدسة وحُماتها، واعتماد أهلها سياسة الانفتاح والنأي عمَّا يثير حفيظة القبائل وضغائنها والدعوة إلى تحقيق العدالة ومحاربة الظلم، من خلال حِلف أطلقوا عليه اسم “حلف الفضول”، وتلك الأسواق التي كانت تقام بجوار مكة كسوق عكاظ ومِجَنَّة وذي المجاز، وهي أمكنة يَؤمُّها أهل الجزيرة لتبادل السلع([62])، وإلقاء الخطب، والتباري بالشعر، وحلِّ الخصومات السياسية([63]).

وقد أشار القرآن الكريم إلى ما مَنَّه الله على القرشيين من نِعَمِ العيش وهنائه، وأنه كان لهم رحلتان للتجارة، واحدة إلى اليمن شتاءً، وثانية إلى الشام صيفًا. قال تعالى: ﴿إِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف (4)﴾([64]).

كما كانت قوافلهم تصل إلى غزَّة والعراق وبلاد فارس، متجاوزة القفار الموحشة والفيافي الوعرة، أيام البرد وأيام القيظ، وكذلك كانت تعود من بصرى ودمشق مُحمَّلة بالحبوب والزيت والخشب والقز، ومن مصر بمنسوجات القباطيّ([65]) الفاخر (التابستري).

علمًا بأن تجارتهم الرائجة لم تقتصر على اعتماد الطرق البرية فحسب، وإنّما عمد تجّار مكة إلى استخدام ميناء جدة لعبور البحر الأحمر إلى الحبشة لنقل التّوابل، وكذلك من أجل نقل السّلع واللؤلؤ المستخرج من الخليج الفارسيّ إلى القطيف في البحرين، وكانت مراكبهم تحمل من موانئ عمان واليمن الطيب والبخور إلى قصور بلاد البحر الأبيض المتوسط ومعابدها، ومن موانئ اليمن ما يصلها من الهند والصين من منسوجات حريرية وجلود وأسلحة وحليّ([66]).

بهذا النّشاط التّجاريّ الواسع، أصبحت مكة، منذ القرن السادس الميلادي، عاصمة تجاريّة مرموقة ذات غنًى وثراء([67])، إلى جانب أهمية مكانتها الدينية، وقد أفادت من اطِّلاعها على الأحوال السياسيّة والاجتماعية والعلمية والأدبية لتلك الأمم المختلفة، التي أقامت معها علاقات تجارية، وتفاعلت مع عاداتها وثقافاتها([68])، الأمر الذي أدى إلى سموِّ العقلية القرشية، وانعكس ذلك إيجابًا على حُسْن إدارة الشؤون الدّاخليّة في مكة على مختلف المستويات، وفي شتى المجالات.

وتبيَّن أن عرب مدن شبه الجزيرة لم يكونوا، بفضل التّجارة ودواعيها، بمعزل عن مسرح حضارات الأمم التي وصلوا إليها آنذاك.

  • الحياة الأدبيّة

نقل الجاحظ عن عبد الصمد الرقاشيّ([69]) قوله: “ما تكلمت به العرب من جيد المنثور أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون، فلم يُحفظ من المنثور عُشْرُهُ، ولا ضاع من الموزون عُشْرُهُ”([70])، فقد كان لهم في جاهليتهم خطب، وأمثال، وحِكم، وأسجاع، وأقوال مأثورة، لا تقل طرافة وجزالة عن فخيم شعرهم.

ومما ساهم في ازدهار هذه الحياة الأدبية، تلك الأسواق التجارية[71] التي كانت تقام في الأشهر الحُرُم (رجب، ذي القعدة، وذي الحجة، ومُحرَّم)، وقد كانت تُشكِّل، إلى جانب أهميتها الاقتصادية، ملتقًى أدبيًا موسميًا، يتبارى في حلقاته فحول الخطابة وفرسان الشعر، من مختلف قبائل العرب، في حضرة حَكَم تُنصب له قبَّة من أدم، وكان حكمه يخفض من مكانة قبيلة خسر شاعرها أمام شاعر آخر رفع من قَدْر قبيلته لتحتفل بسَكْرة النصر، وتتغاوى على ذرى المجد بكبرياء تيَّاهة.

أمّا حياتهم العلميّة، فقد كانت ذات مستوى يتناسب وظروف العيش آنذاك، وتتفاوت معطياتها بين بيئاتهم البدوية المتقشفة والحضرية المترفة، ومن أكثر مظاهر هذه الحياة أهمية وجود بعض الكتاتيب، في المدن والممالك، لتعليم الكتابة والقراءة، ومبادئ الحساب، ورواية الشعر، ولعل خير دليل على أن جهالة العرب لم تكن جهالة علمية ثقافية، تلك الرسوم والكتابات والنقوش المكتشفة في اليمن([72])، وتلك القصائد الطوال (المعلقات) التي كانت تُعلَّق على جدران الكعبة في مكة، ليقرأها من يجيد القراءة من الوافدين إليها من شتى أنحاء شبه الجزيرة العربية، وثمة من كان يحسن الكتابة والقراءة بلغات مختلفة كعُدي بن زيد العبادي([73])، وورقة بن نوفل([74])، ومن يعمل في مجال التعليم الذي نشطت حركته بين أهل الطائف، وفي بني ثقيف من أمثال يوسف بن الحكم الثقفي وابنه الحجاج[75]، كما صَبَّ اهتمام العرب، في ذلك الزمن، على المجالات العلمية الآتية:

أ_ الأنساب([76]) وقصص السّابقين: اعتنت القبائل بمعرفة أصولها وفروعها، وتمسَّكت بعصبيتها، للذود عن حياضها في خضم الغزوات والمعارك، وللافتخار بأمجاد الأسلاف والأجداد([77])، ورفضًا لسلطان أي غريب دخيل، وكانت شديدة الشغف بقصص الماضين وأحوالهم المأثورة. قال الجاحظ: “وممَّا يتعلق بهذا الباب من العلم، أخبار العرب وحروبهم وأيامهم وفرسانهم وأسماؤهم، ومن أشهر قصصهم المتوارثة قصص مأرب، وسيرة أصحاب الأخدود، وقصة الفيل، وقصة ذي يزن الحِمْيَري، وقصة عمرو بن لحي صاحب عبادة الأصنام في الجزيرة”([78])، وحرب البسوس، وحرب الفجار، إلى جانب إلمامهم

بأخبار الفرس والروم([79]).

ب_ الطب: كان للعرب بعض المعارف الطبية المستمدة من تجاربهم المتوارثة، وما اطلعوا عليه لدى الهنود والفرس والسريان، وقد عالجوا الأمراض بالحشائش التي عرفوا منابتها، وخبروا فوائدها، وكان آخر الدواء عندهم الكيُّ والفصد، كما وصلت بهم الحاجة إلى معارف بيطرية مهمة، ولا سيما فيما يتصل بِعِلَلِ وأمراض الخيل والإبل والشياه، وما هو داؤها ودواؤها، ومع ذلك بقي طبهم قاصرًا ومشوبًا ببعض الخرافات([80]) غير مبني على قواعد عقلية ونواميس طبيعية، ومن أشهر أطبائهم الحارث بن كَلْدة([81])، ولقمان الحكيم([82])، وابن حِذْيَم([83])، والجراح الماهر ابن أبي رومية التميمي([84]).

ج_ الأنواء ومواقع النجوم: كان للعرب معرفة ذات قيمة بأماكن النجوم الهادية لهم في ليالي بَوَادِيهم الشاسعة، وعِلْم بمواعيد طلوعها وغيابها وبأنواء الكواكب والأمطار، كما كانوا على عِلْم بأبراج الشمس ومواقع القمر، واستطاعوا تقسيم السنة إلى اثني عشر شهرًا قمريًا([85])، وكل ذلك بفضل الحاجة إلى معرفة أحوال الطقس، وطول النظر إلى السماء، وتأملها في حلِّهم وترحالهم.

د_ القيافة والريافة([86]): أما القيافة فهي نوعان:

النوع الأول قيافة البشر، أي الاستدلال بقسمات الوجه وملامحه على نسب صاحبه.

النوع الثاني قيافة الأثر، أي الاستدلال بالأقدام والحوافر والخفاف من أجل العثور على ضائع أو معرفة وجهة الأعداء ومبلغ عددهم.

وأمَّا الريافة، فهي تكون بتأمل بتربة الأرض والنظر إلى نوعية أعشابها للاستدلال على أمكنة المياه الجوفية.

ه_ الفراسة: وهي الاستدلال على ما أضمره الإنسان، من خلال قراءة ما في عينيه، والنظر إلى وجهه، والاستماع إلى كلامه، لمعرفة أخلاقه وصنعته.

وهذه علوم كانت، في مجملها، تقوم بنظرات جزئية، لا تربط المُسبَبَّات بأسبابها، ولا تشكل استدارة كاملة على الحقيقة العلمية القائمة على التقصي والتعمق والتروي.

خاتمة البحث

بذا يتبيَّن لنا، أنّ العرب ما كانوا يعيشون على هامش التّاريخ، وإنّما كانوا على جانب من الحضارة الإنسانيّة بمختلف مقوّماتها الاقتصاديّة والسّياسيّة ومجمل مظاهرها، في نطاق الاهتمام بما تيسّر لهم من علوم وفنون، بالإضافة إلى التّمسّك بالتّقاليد الدّاعية، بمعظمها، إلى التّغنّي بالأنفة والشّجاعة والكرم ونجدة المستغيث الملهوف.

وهم، وإن كان قويُّهم يقتل ضعيفهم، في بعض الأحيان، ويقسمون الدهر في غزواتهم إلى شطرين، بين واتر وموتور، ويعمدون إلى وأد الأنثى، في بيئات قليلة، خوفًا من العار والإملاق، إلا أنهم كانوا ينعمون، في إماراتهم وحواضرهم، بأنظمة سياسيّة واجتماعيّة تضمن الأمن والاستقرار، ولا سيما في مكّة التي كانت حاضرة عربيّة تتمتّع بمكانة دينيّة واقتصاديّة مرموقة، وقد أنشأ زعماؤها ما يُسمَّى بِــ”حلف الفضول”، وهو جمعية عربية ذات أحكام عمليّة للدفاع عن أي إنسان مظلوم، والوقوف معه حتى تُرَدَّ عليه مظلمته([87])، لكأن مكة كانت، بذلك، في مخاضها الأخير، وتتحضر لولادة جديدة تسطع فيها شمس دين جديد، فتُنَقِّيْها، وسائر بلاد شبه الجزيرة، من شوائب الجاهلية، وتُبدِّد ظلماتها طاوية صفحاتها إلى الأبد.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم
  • ابن خلدون: المقدمة. دار الرائد العربي، 1982م.
  • ابن كثير (أبو الفداء، الحافظ): البداية والنهاية (14 مجلدًا). بيروت، ط2، 1977م.
  • ابن منظور (أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم): لسان العرب (15 مجلدًا). بيروت، دار صادر، ط1، 1992م.
  • ابن ناصر، آل سعدي (الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن): تيسير الكريم الرحمن في تفسير المنان. تفسير السعدي. صيدا_بيروت، المكتبة العصرية، لاط، 2008م.
  • الأسد، ناصر الدين: مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية. القاهرة، مصر، 1956م.
  • الأصبهاني (أبو الفَرَج علي بن الحسين بن محمد بن عبد مناف القرشي الأموي): الأغاني (25 جزءًا). تحقيق عبد الستار أحمد فرَّاج. بيروت، دار الثقافة، ط1983م.
  • الأعشى الكبير (ميمون بن قيس): الديوان. تحقيق محمد محمد حسين. القاهرة، المطبعة النموذجية، 1950م.
  • الألباني، محمد ناصر: سلسلة الأحاديث الصحيحة. الرياض، مكتبة المعارف للنشر، ط2، 2007م.
  • البستاني، فؤاد إفرام: سلسلة الروائع، بيروت، المطبعة الكاثوليكية، ط4، 1963م.
  • الجاحظ (أبو عثمان عمرو بن بحر):

* البيان والتبيين. القاهرة، مطبعة الفتوح الأدبية، 1332ه/1914م.

* الحيوان. تحقيق عبد السلام هارون. القاهرة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، لات.

  • الجبوري، يحيى: الشعر الجاهلي، خصائصه وفنونه. بيروت، مؤسسة الرسالة، ط9، 2001م.
  • حسن، إبراهيم حسن: تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي (4 أجزاء). بيروت، دار الجيل، ط13، 1991م.
  • الشنقيطي، أحمد الأمين: شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائها. حققه وأتم شرحه محمد الفاضلي. صيدا، بيروت، المكتبة العصرية، ط1، 1998م.
  • ضيف، شوقي: تاريخ الأدب العربي، العصر الجاهلي. مصر، دار المعارف، ط19، 1998م.
  • عبد الرحمن، إبراهيم: الشعر الجاهلي، قضاياه الفنية والموضوعية. القاهرة، مكتبة الشباب، 1979م.
  • عطوان، حسين: مقدمة القصيدة العربية في العصر الجاهلي. مصر، دار المعارف، 1970م.
  • علي، جواد: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (10 أجزاء). إعداد نديم مرعشلي. بيروت، دار العلم للملايين، ط2، 1978م.
  • الفاخوري، حنَّا: الجامع في تاريخ الأدب (الأدب القديم). بيروت، دار الجيل، 1985م.
  • ول. ديورانت: قصة الحضارة (1_2). ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود. اختارته وأنفقت على ترجمته الإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية، كلمة المعرف سنة 1949م.

[1] – أستاذ مساعد في الجامعة اللّبنانيّة كلية الآداب والعلوم الإنسانية -الفرع الثّالث

 

[2]– أشار القرآن الكريم إلى فصاحة اللسان العربي وبيانه، في غير موضع منه، ومن ذلك: سورة النحل: الآية103، سورة الشعراء: الآية195، سورة يوسف: الآية2، سورة الرعد: الآية37، سورة الزمر: الآية28، سورة فصلت: الآية3، سورة الزخرف: الآية3.

[3]– عَرَبٌ عارِبَةٌ وعَرْبَاءُ: هم الصُّرَحاء (الخُلَّص منهم).

[4] -العرب المُسْتَعربة: دُخلاء (ليسوا بصَرَحاء).

[5]– لسان العرب: مادة عرب.

[6]– كان شعيب وقومه بأرض مَدْيَن، وكان صالح وقومه بأرض ثَمُودَ، وكان هود وقومه عاد ينزلون الأحقاف من رمال اليمن، وكانوا أهل عَمَدٍ، وكان إسماعيل بن إبراهيم والنبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم من سُكَّان الحرم (نقلًا من لسان العرب).

[7] -سورة يوسف: الآية 2.

[8]– سورة الشّعراء: الآيتان 195- 196.

[9]– نَجْعَة، جمع نُجَع، وهو طلب الكلأ في مواضعه (اسم من النُّجُوع)، والناجِع: طالب الكلأ في مواضعه.

[10]– سورة التوبة: الآية 98.

[11]– سورة التوبة: الآية99.

-[12] ذكر القرآن الكريم أن العرب ينتسبون إلى ذريَّة إسماعيل بن إبراهيم. قال تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ سورة الحج: الآية 78.

[13]– الحضر هم سكان المدن والقرى. والوبر هم سكان البوادي.

[14]– رأى الباحثون أن الجزيرة العربية كانت بسبب الجَدْب بمثابة خزان بشري يفيض على البلاد الخصبة (العراق والشام واليمن) بموجات سامية مهاجرة:

أ_ الموجة الأولى: هي موجة الأكويين (البابليين والأشوريين) اندفعت من الجزيرة إلى العراق، حيث وجدت السومريين (3000 سنة ق.م).

ب_ الموجة الثانية: موجة الكنعانيين من الجزيرة إلى بلاد الشام وسواحل بحر صور وصيدا وبيروت وجبيل، وقد أطلق اليونان على أهل هذه المدن تسمية الفينيقيين (2000 سنة ق.م).

ج_ الموجة الثالثة: موجة الآراميين الذين كوَّنوا إمارة “كلو” بين بابل والخليج العربي. عُرِفَ سُكَّانها بِاسم الكلدانيين، ثم نزحوا إلى بلاد الرافدين (دجلة والفرات شمالًا) ثم إلى شمالي الشام حيث كوَّنوا لهم دويلات بين جبال طوروس وحلب، واستولوا على دمشق (كان نزوحهم من الجزيرة منذ منتصف الألف الثاني ق.م).

د_ الموجة السامية الرابعة والأخيرة: هي موجة عرب الجنوب، وموجة حبشية تفرَّعت عنها. واتجهتا إلى الجنوب وسواحل المحيط الهندي، وذلك في أواخر الألف الثاني ق.م.

للتوسع راجع في كتاب “تاريخ العرب قبل الإسلام” لجواد علي، ج1: ص148. وفي كتاب “العصر الجاهلي” لشوقي ضيف، ط8: ص23 إلى ص26.

[15]– مقدمة ابن خلدون: ص132.

[16] -ول. ديورانت: قصة الحضارة، ج1: ص3.

[17] ينبغي التمييز بين المصطلحات الثلاثة في الاصطلاح:

أ_ المدنية: الرقي في العلوم المدنية التجريبية: الطب والهندسة والكيمياء… (المادية).

ب_ الثقافة: وهي تشمل شتى النواحي النظرية والعقلية (المعنوية) في التاريخ، والسياسة، والقوانين، والقيم الأخلاقية.

ج_ الحضارة: وتشمل كل مظاهر الرقي في مجالي الثقافة والمدنية (المعنوية والمادية)، أي الرقي في العلوم النظرية العقلية والتجريبية التطبيقية في آن معًا.

[18]– سورة المائدة: الآية50.

[19] -عنك: أي عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

[20] -تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان، للشيخ السعدي: ص189.

[21]– سورة الفتح: الآية26.

[22]– سورة آل عمران: الآية154.

[23]– لسان العرب: مادة: جَهِلَ.

[24]– راجع: “سلسلة الأحاديث الصحيحة”، للعلامة محمد ناصر الألباني. وعن جابر: “سلوا الله علمًا نافعًا، وتعوَّذوا بالله من علم لا ينفع”. ص449.

[25]– من منتوجاتهم: الحُبَر المُفَوَّفة، وهي برود يمنية ذات خطوط بيضاء مستطيلة، والأفاويه والعطور والسيوف اليمانية.

[26]– من أشهر قصورهم: الخَوَرْنق والسدير للنعمان الأول (في العراق)، وقصر غمدان في صنعاء، وهو من سبع طبقات ذات زخارف رائعة مدهشة. وسُنعرِّف بهذه الممالك في حديثنا عن الحياة السياسية.

[27]– كان لمعظم القبائل حاضرة وبادية في آن معًا. ومن ذلك مثلًا قريش (لها حاضرة وأباطح) ويثرب (حاضرة ومستقر لقبيلتي الأوس والخزرج) ومُزَيْنَة كانت تسكن الجبال والقرى.

[28]– أول حِلف.

[29]– شرح المعلقات العشر: ص159.

[30]– الديوان: ص110. وانظر “شرح المعلقات العشر”: ص23.

[31] -أبو الفرج الأصبهاني: الأغاني، ج18: ص135.

[32]-الديوان: ص20.

[33]– انظر في كتاب شوقي ضيف: العصر الجاهلي، ط8.

[34]– حسين عطوان: مقدمة القصيدة العربية في العصر الجاهلي: ص53.

[35]– م. ن. ص52.

[36] -انظر في الأغاني، ج 18، ط6: ص37 خبر فكيهة التي ردت إلى الشاعر السُّليك بن السَّلكة حريته بعد أن وقع أسيرًا لدى عشيرتها بني غوار.

[37]– م.ن. والعصبية: قوة شعور البدوي بالانتماء إلى القبيلة، فيذود عنها وتذود عنه. وعصبيته: جماعة من أهله وأبنائه.

[38]– قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي (244-170ق.ه/400-480م): الجد الرابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حقق لقريش نفوذًا كبيرًا بين القبائل، وكانت له مكانة قوية في مكة، إذ كانت له السدانة والندوة ولواء الحرب. يعود نسب والده إلى عدنان، ونسب أمه فاطمة بنت سعد إلى قحطان.

[39] -المقامات: المجالس. وهنا أراد أهلها، وهم أهل حلوم وآراء يستفيد منها الجاهل إذا حضر مجالسهم. الروائع: فؤاد إفرام البستاني، ط4:   ص 18.

[40]– انظر “المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، لجواد علي، ج4: ص 47.

[41]– يُنسب الحِمْيَريون إلى حِمْيَر بن عبد شمس، ويقال: إنه كان ملكًا على رأسه تاج من ذهب.

[42] -ظفار: مدينة داخلية على بعد 100 ميل من صنعاء. راجع: “تاريخ الإسلام السياسيّ والدينيّ والثقافيّ والاجتماعيّ”، حسن إبراهيم حسن: ص 28.

[43]– الحيرة: عاصمة قبيلة لخم اليمنية. تقع على الجهة الغربية لنهر الفرات، على بعد ثلاثة أميال من الكوفة. وهي لفظة سريانية تعني الحصن. وكان عمرو بن عدي اللخمي أول ملك للمناذرة الذين هم من قبيلة لخم اليمنية.

[44]– راجع: تاريخ الطبري: ج2: ص 26.

[45]– اشتُهِر بغزواته ضد الغساسنة. وقد قُتِل في معركة أُباغ.

[46]– وقد عُرِف بالمحرِّق. لأنه أحرق مئة رجل من تميم يوم أوراة باليمامة. وكان مكروهًا من الناس والشعراء، وله قصة مشهورة مع الشاعر طرفة وخاله المتلمِّس، سنذكرها لاحقًا في فصل ندرس خلاله نماذج من معلقة طرفة.

[47] -راجع كتاب: “الشعر الجاهلي”: ص 51. والجامع في تاريخ الأدب العربي: ص 77. ويقال: إن كسرى الثاني جعله تحت أرجل الفيلة فحطمته، لأنه قتل عَدِيًا بن زيد العبادي. وبقيت الحيرة مضطربة حتى فتح المسلمون العراق سنة 12ه/633م، وبات أمرها بيد خالد بن الوليد.

[48]– بعد انهيار سد مأرب في اليمن، وسيل العرم، هاجر الغساسنة مثل المناذرة من جنوب الجزيرة، واتجهوا شمالًا ليقيموا فترة على عين ماء اسمها “غَسَّان” في تُهامة، وعُرفوا باسمها، ثم تركوها ليستقروا في جنوبي سوريا في بُصرى، بلاد حوران، التي اتخذوها عاصمة لهم قبل أن يتخذوا من الجابية في بحر تقعان الجولان عاصمتهم الأساسية.

[49] -ولقبه (البطريق). وهو على لقب بعد الإمبراطور. وكان مسيحيًا على مذهب اليعاقبة.

[50]– راجع في كتاب “الشعر الجاهلي”. وراجع: الأغاني، ج 15. ويقال: إنه ندم على فراره أشد الندم. وتُذكر له أبيات في ذلك (من الطويل):

تنصَّرتِ الأشرافُ من عارِ لَطْمَةٍ وَمَا كَان فِيْهَا لَوْ صبرْتُ لها ضَرَر
تَكَنَّفَني فيها لجاجٌ ونخوةٌ وبِعْتُ لها العَيْنُ الصَّحيْحَةُ بالعَوَر
فَيَا لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي وَلَيْتَنِي رَجَعْتُ إِلَى القَوْلِ الذي قَالَهُ عُمَر

 

 [51]-كما أتقن أهلها استغلال مناجم النحاس والحديد.

[52]– ما يزال قصر “خزينة فرعون” المنحوت في الصخر الوردي بزخارفه المدهشة دليلًا ساطعًا على ما بلغته هذه المملكة من الرقي في نطاق الهندسة المعمارية.

[53] -عاصمتها مدينة (تدمر)، وتُعْرَف باللاتينية باسم Palmyra. وتبعد عن مدينة حمص حوالي 160 كلم.

[54]– راجع كتاب “آثار تدمر”، ترجمة إبراهيم أسعد.

[55]– وهي التي هزمت جيش الإمبراطور الروماني “أورليانوس” شر هزيمة عندما أراد الاستيلاء على مملكتها، ثم انتزعت منه مصر وباقي أراضي سورية. وقد اعترف الإمبراطور “أورليانوس” بقوتها وفاوضها على وقف زحفها، ثم عاد وانتقم منها بعد معارك ضارية، واقتادها إلى روما سنة 360ق.ه/272م حيث ماتت. راجع: المنجد في الأعلام: ص339.

[56]– الاقتصاد الرعوي: معيشة بدوية تقوم على رعي الأغنام والأنعام، كما كانت الحال في تهامة ونجد وصحراء النفود والدهناء والبحرين وبوادي الشام. انظر “العصر الجاهلي” لشوقي ضيف: ص77.

[57] -ديوان الأعشى: ص231. وراجع كتاب: الشعر الجاهلي: ص78.

[58]– الرُّدَيْني: الرُّمح، نسبة إلى رُدَيْنة، وهي امرأة اشتهرت بتقويم الرماح. المنجد: ص256.

[59] -السّمهريّة: القناة الصلبة. ويقال إنها منسوبة إلى سَمْهَر، وهو رجل كان يقوِّم الرماح. كما يقال إنه زوج “ردينة”. المنجد ص253.

[60] -الشعر الجاهلي: ص80.

[61] -م. ن.

[62]– كانت التجارة بالمقايضة، وباستعمال الدينار البيزنطي والدرهم الفارسي.

[63] -راجع “الشعر الجاهلي”: ص84. وثمة أسواق أخرى موسمية تُقام في شتى أنحاء شبه الجزيرة، وأكثرها أهمية سوق دومة الجندل في نجد، وسوق خبير، وسوق الحيرة، وسوق الحجر باليمامة، وسوق صحار بعُمان، وسوق حضرموت، وصنعاء، وعدن، ونجران.

[64]– سورة قريش، الآيات 1_4. ويقال: فلان يتقرَّش المال، أي يجمعه. مادة (قرش) في لسان العرب. وأصحاب الإيلاف من قريش هم تُجَّارها: عبد المطلب وكان متجره إلى اليمن، وهاشم بن عبد مناف وكان متجره إلى الشام. وقد مات بِغَزَّة (غزة هاشم)، وعبد هاشم ومتجره إلى الحبشة، ونوفل إلى العراق.

[65] -القُبَاطي: ثياب من كتَّان، منسوبة إلى القبْط في مصر. المنجد: ص606.

[66]– انظر “تاريخ الإسلام”: ج1: ص54.

[67]– من أكثر أثرياء مكة أهمية، آنذاك: أبو سفيان، وعبد الله بن جدعان، والوليد بن المغيرة، والعباس بن عبد المطلب. ويقال إن اليهود تعاملوا بالربا وأشاعوا ذلك بين العرب في مكة ويثرب والطائف ونجران. الأمر الذي حَرَّمه الإسلام. انظر سورة البقرة: الآية275.

[68]– سمحت التجارة للقرشيين بالوقوف على الحالة السياسية بين فارس والروم، وبين الحبشة واليمن، فاكتشفت لهم مدنيَّات قديمة للبلاد التي زاروها، وتَكَوَّن لهم معارف أدبية وعلمية، لعل أفضلها علم بالحساب التجاري واستخدام المقاييس والمكاييل.

[69] -لم أعثر له على ترجمة.

[70] -الجاحظ: البيان والتبيين، ج1: ص281.

[71] من أكثر أسواقهم أهمية، والتي كانت تقام في أشهر يُحرَّم فيها القتال: سوق عُكاظ، ومِجَنَّة وذو المجاز. وهي للمتاجرة، والتحكيم في الخصومات، ومفاداة الأسرى، والتفاخر بالحسب والنسب والشجاعة والمروءة والفصاحة.

[72] -اكتشف الرحالة الأثري الإيطالي (ثيودور بونت) العام 1897م في جزيرة سقطرى والجزر القريبة منها، علامات شبيهة بالخط المسند الذي كان اليمنيون يجيدون الكتابة به قبل الميلاد.

[73] -هو عُدَي بن زيد بن حماد بن أيوب الحيري العبادي. (توفي 35 ق.ه/587م). شاعر جاهلي فصيح، من أهل الحيرة، كان يحسن الكتابة بالعربية والفارسية. وقد جعله كسرى ترجمانًا بينه وبين العرب، ومثله من قبل: لقيط بن يعمر بن خارجة، وكان يجيد الكتابة بالعبرانية وبالعربية.

[74] -هو ورقة بن نوفل بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي. وقيل إنه مات في فترة الوحي. انظر: ابن كثير، البداية والنهاية، ج3: ص25.

[75]– راجع “تاريخ الأمة العربية” للدكتور طلس، ج1 ص 153. وكتاب “مصادر الشعر الجاهلي” لناصر الدين الأسد: ص53. والحجاج هو أبو محمد بن يوسف الثقفي. (توفي 95ه/714م). وهو والي العراق في الدولة الأموية.

[76]– من أكثر من اشتُهر بمعرفة أنساب العرب وقراباتهم: دَغْفَل بن حنظلة الشيباني. (توفى60ه/679م)، وزيد بن الكيس النمري. وابن لسان الحُمَّرة، واسمه وقاء بن الأشعر، وكنيته أبو كلاب.

[77]– الافتخار بالحسب والنسب وأيهم أكثر نفرًا، كان يؤدي إلى التنافر واللجوء إلى حكم يقضي في ذلك.

[78]– راجع: البيان والتبيين: ص18.

[79] -ورد في “السيرة النبوية” ج1: ص321، أن النضر بن الحارث كان على عِلم بأحاديث ملوك فارس ورُسْتم وإسْفنْديار، وأبطالهم الأسطوريين. وكان يُحَدث بذلك معشر قريش ليشغلهم عن مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وأحاديثه.

[80] -منهم من كان يؤمن بأن عظام الميت شفاء من الجنون، وأن المريض تسكنه روح شريرة.

[81] -هو الحارث بن كَلْدة الثقفي. تعلَّم الطب في اليمن وجند يسابور في فارس. أشهر أطباء العرب، في الجاهلية وفي عهد الخلفاء الراشدين.

[82] -هو لقمان بن باعوراء، ولقمان اسم أعجمي. كان حبشيًا من سودان مصر. وقد شرَّفه الله بالحكمة بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾ سورة لقمان: الآية 12.

[83]– هو من بني تِيّم الرَّباب. قال أوس بن حَجر (من الطويل):

فَهَلْ لَكُمُ فِيْهَا إِلَيَّ فَإِنَّنِي بَصِيْرٌ بِمَا أَعْيَى النِّطاسِيَّ حِذْيَمَا

 

[84] -هو طبيب جراح من تميم. راجع مقدمة ابن خلدون” ص346.

[85] -راجع كتاب “الحيوان” للجاحظ، ج6: ص3.

[86] -راجع: “الجامع في تاريخ الأدب العربي”: ص84.

[87] -انظر كتاب “البداية والنهاية” لابن الأثير، تأليف أبو الفداء إسماعيل القرشي الدمشقي. تحقيق علي شيري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website