foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

دراسة نماذج مختارة من أشعار أبي فراس الحمداني حسب نظرية دوسوسور في علم العلامة (الفونيمات نموذجًا)

0

1 دراسة نماذج مختارة من أشعار أبي فراس الحمداني حسب نظرية دوسوسور في علم العلامة (الفونيمات نموذجًا)

جهاد نعيم الجعباوي([1])/ د. مهدي عابدي جزيني([2])/ د. علي صاحب عيسى([3])

 الملخّص

إذا کان کلّ عمل جمالي له مذاق خاصّ، فإنّ مهمّة الناقد هي التماس الخصائص التي تشير إلی هذا المذاق، مستثيرًا في بعض الأحيان حالات الشّجن والحنون أو الغربة الموحشة أو الشّوق المتّقد. للعالم اللّغوي السويسري، فرديناند دوسوسور نظريّة في علم العلامات تبنّاها من نظام اللّغة وفق المستويات الأربعة للفعل اللّغوي وهي: مستوى الأصوات (الفونيمات) ومستوى الصّرف وتركيب الكلمات (موفولوجيا) ومستوى النحو وتركيب الجمل، ومستوى المعاني أو الدّلالات وهذا ما عمل به لتحقيق فرضيّة الدراسة من كون نظام اللغة لا يتقيّد بشخص ما أو عصر محدّد. إنّ هذه الدّراسة المقتضبة قد حقّقت الفرضيّة من خلال تطبيق نظريّة علم العلامة لسوسور على قصائد مختارة من أبي فراس الحمداني، من خلال عدّة جوانب أهمّها الفونيمات، فالقصائد لغة وتولّدت من أصوات، بصرف النّظر عن الزّمان والمكان. ومن نتائجها: إنّ قصائد الشّاعر تعتمد على(الفونيمات)، الأصوات والوزن والإيقاع والنّبر كما ساق الحمداني قصائده من بحور الشعر وأوزانها الإيقاعيّة، والنّبر من خلال تلك التّفعيلات في إظهار الموسيقى الداخليّة والخارجيّة المتناغمة، التي تستمدّ ألفاظها ومعانيها من قاموسه الشعري وإنّ نوع الإشارات المستخدمة في هذه القصائد، وتماسكها البنيوي، وعلاقات الاستبدال والمرافقة والجمع الماهر للصّور الشّعرية للقصائد وتكوينها، كلّها تتحرّك نحو وحدة القصيدة.

الكلمات المفتاحية: دوسوسور – أبوفراس الحمداني – علم العلامة – الفونيمات.

A study of selected models from the poems of Abu Firas Al-Hamdani

According to the theory of Dosausaurus in the science of sign (phonemes as a model)

Abstract

If every aesthetic work has its own flavour, then the critic’s task is to seek out the characteristics that refer to that taste, evoking at times states of melancholy, loneliness, or fiery longing. The Swiss linguist, Ferdinand De Saussure, a theory in the science of signs that he adopted from the language system according to the four levels of the linguistic act, namely: the level of sounds (phonemes), the level of morphology, the structure of words (morphology), the level of grammar, the structure of sentences, and the level of meanings or semantics, and this is what he did to achieve the hypothesis of the study that the language system is It is not restricted to a specific person or era.

This brief study has achieved the hypothesis by applying the theory of the science of the sign of Saussure to selected poems of Abu Firas al-Hamdani, through several aspects, the most important of which are phonemes, poems are language and generated from sounds, regardless of time and place. Among its results: that the poet’s poems depend on (phonemes), sounds, weight, rhythm and tone, as Al-Hamdani narrates his poems from the seas of poetry and their rhythmic weights and tone through those activations in showing the harmonious internal and external music that derives its words and meanings from his poetic dictionary and the type of signs used in these poems , its structural coherence, the relationships of substitution and accompaniment, the skillful combination of poetic images of poems and their composition, all move towards the unity of the poem.

Key words: De Saussure – Abu Firas Al-Hamdani – the science of the sign – phonemes.

  1. التمهيد

إنَّ من حيوية اللّغة أن تجمع كلّ ما يرتبط بها من أصوات وحروف، وألفاظ ورموز وإشارات وعلامات في بوتقة واحدة تسمّى “اللّغة”. وإنّما تتجاوز بتلك الحيويّة مفهوم الزمان والمكان، لا بل تتعدّاه إلى عوالم أخرى.

في النّقد الأدبي الراهن، من ثلاث وجهات نظر: علم الأحياء، وانحراف القاعدة، والصّور، تُفحص العوامل التي تجعل اللّغة Outomatic إلى لغة قصيدة المقاربات والتحوّلات. من حوالى القرن التاسع عشر، حول السّيميائيّة كان منظوران شائعان بشكل خاصّ بين منتقدي الدّول الغربيّة والأوروبيّة. إنّ وجهة نظر التّوضيح هي في الأساس موضوع نفسه “علم التعبير” الذي له تاريخ طويل في المناقشات حول الجماليّات والنقد الأدبي؛ لكن مصطلح الصّورة وتعريفاتها، وبعض النقاط ذات الصّلة مثل المصطلحين الآخرين حديثة وجديدة. فقد توصّلت النّظريّات المختلفة إلى الاستنتاج الأساس القائل إنّ اللغة الآليّة في الشّعر تبتعد من وظيفتها المعتادة والتقليديّة؛ لكن الطريقة الوحيدة للتّفسير العلمي والتّحليل للموضوع، وكذلك العناوين والمصطلحات المحدّدة لهذه الحيل، تبدو مختلفة وفي جوهرها يكون الموضوع واحدًا. شاع مصطلح ونظام السيميائيّة من عالم اللّغة السويسري الشهير فرديناند دوسوسور (1857-1913م) مع نشر كتابه الشهير “دروس في اللّغويات العامّة”. يعدُّ دوسوسور العلامة والمشار إليها ظواهر ذهنيّة والإشارة هي الصّورة الصّوتية للكلمة التي نُطِقت، والمشار إليها على أنها ظاهرة ذهنيّة لا تتطابق تمامًا مع معناها؛ إذًا؛ فهي ليست علامة صوتيّة والمدلول ليس شيئًا موجودًا في العالم الخارجي؛ بدلًا من ذلك، كلاهما ظواهر عقليّة تنتمي إلى نظام اللّغة. والعلامة هي أيضًا العلاقة بين الدالّ والمدلول، وبما أنّ الدالّ والمدلول ذهنيان، فهذه علاقة عقليّة. على سبيل المثال، في حالة كلمة “نهر”، لدينا نهران، أحدهما سلسلة من الأصوات، وفي كلّ مرة نلفظها، يختلف فيزيائيًا عن ما قبلها وبعدها، من حيث نوع النطق وتوتّر الكلمات والأصوات وهي مجرّد مجموعة من الأصوات المنتجة، والأخيرة هي ما يُقدَّم في شكل نظام لغوي، عندما نسمع كلمة “نهر”، مع الأخذ في الحسبان أنّ هناك أنهارًا مختلفة في العالم الخارجي: نهر يتدفّق إلى ما يتعلّق بوحدات أخرى من هذا النظام. يعدُّ دوسوسور هذا النّهر الثّاني صورة صوتية للنهر الأوّل ويطلق عليه “علامة”. وبالتالي، فإنّ التّصوير الصّوتي أو المرئي هو ظاهرة ذهنية وينتمي إلى نظام اللغة. البحر، نهر يتدفّق عبر الغابة، نهر منخفض المياه، إلخ، معنى هذا تأتي الكلمة في أذهاننا، وهي ليست بالضّبط ما هو موجود كمرجع في العالم الخارجي؛ إنها ظاهرة عقلية تنتمي إلى نظام اللّغة؛ ويسمّی دوسوسور هذه الظاهرة العقلية “المدلول”. وكلاهما ظاهرتان عقليتان تنتميان إلى نظام اللغة، وبالتالي إنّ العلاقة بين الدالّ والمدلَّى هي أيضًا ذاتية في الأساس.

1-1. أسئلة البحث

نحن في هذه المقالة المقتضبة نريد أن نجيب عن التساؤلات الآتية، والتي متحيّزة مع عنوان بحثنا الذي اخترناها:

  1. کيف نجد بصمات نظرية دوسوسور في علم العلامة من خلال قصائد مختارة من شاعرنا الحمداني؟
  2. کيف يستطيع الفونيم أن يؤدّي دورًا دلاليًّا في النصّ الأدبي من خلال سماته وصفاته وکيفيّة نطقه؟
  3. کيف تؤدّي الأفکار والأحاسيس المشترکة إلى استخدام الفونيمات المعيّنة في شعر أبي فراس الحمداني؟

2-1. منهج البحث

إنّ النظرية التي بنی عليها أسلوبنا في البحث، هي نظريّة فرديناند دوسوسور، والذي اتّجه بفكره نحو دراسة اللغات، دراسة وصفية بوصف اللّغة ظاهرة اجتماعيّة، وهذا من خلال السيميولوجيات اللّسانيّة. المفهوم الرئيس لنظرية دوسوسور، هو أنّه يمكن تحليل اللّغة كنظام رسمي للعناصر التفاضلية، بعيدًا من المنطق الفوضوي للوقت الحقيقي للإنتاج والفهم وطبعًا نشرح أسلوب دوسوسور في علم العلامة. لطالما شدّنا شعر أبي فراس، فأردنا أن نسبر أغواره في القرن الرّابع الهجري، بما تكمن الوضع الرّاهن السياسي والاجتماعي بلسانه، ومن خلال أشعاره، إذ يشرح أمنيّاته، وآماله، وأشجانه، وأوجاعه، وما إلى ذلك. فينبغي دراسة معالم عصره من مكامن شعره، عن طريق السيميولوجيّة كي نستطيع تحليل ما وقعت، وجرت علی المجتمع العباسي الثاني آنذاك. نقوم بتبيين الأسس والقواعد التي بنيت عليها هذه الأسس حتی نکشف من خلالها المفاهيم والرّسالات المکمونة في زوايا شعره. تتبنی أسلوبنا بالسّيميائيات عن طريق البنيويات الثقافية في شعر أبي فراس الحمداني، أي القواعد والأرکان التي نسجت أجزاء شعره بعضها ببعض. فعليها يجب دراسة شعر أبي فراس کمجموعة الإدراکات الفکريّة والذّهنيّة المنسجمة في طواياها، وفي نهاية المطاف نبادر بتحليلها.

3-1. خلفية البحث

بالنسبة إلى دراسة الفونيمات وعلم الأصوات في الأدب العربي هناک دراسات عديدة، لأنّ موضوع العلاقة بين الفونيم والدّلالة موضوع يمکن تطبيقه في النّصوص المختلفة، لأنّ لکلّ نصّ جماليّة خاصّة به ودراسة العلاقة بين الفونيم والمعنى تکشف اللثام عن هذه الجماليّة سنذکر عدّة منها:

  • «دور الفونيم الوظيفي وانزياحاته في مقطع وصف المرأة لمعلّقة امرئ القيس» (2017م) تهتمّ هذه الدراسة أوّلًا بإحصاء الفونيمات في معلّقة امرئ القيس وذکر نسبة انزياحها الحضوري والغيابي في مقطع وصف المرأة، وهو يشکّل جزءًا من القصيدة الجاهليّة لا تکاد تخلو قصيدة منه، وثانيّا تسعى أن تحلّل علاقة الانزياح الحضوري والغيابي للفونيمات مع المعنى في مقطع وصف المرأة. وأخيرًا وصلت إلى أنّ الفونيمات العربية تستطيع أن تؤدي دورًا دلاليًّا في نصّ الشعر، وذلک من خلال صفات الفونيمات التي لها أضداد کالجهر والهمس، أو الانفجار والاحتکاک والصفات التي ليس لها ضدّ کصفة التفشّي في فونيم الشين، وهي تدلّ على الانتشار وتحيل إلى فتيت المسک المتناثر فوق فراش الحبيبة في مقطع وصف المرأة والعبق الذي ينبعث من ذلك الفراش.

3 2. «دور الفونيم الوظيفي وانزياحاته في مقطع وصف النّاقة لمعلّقة طرفة» (1435ه) تقوم هذه الدراسة أوّلًا بإحصاء الفونيمات في معلّقة طرفة، وذکرت نسبة انزياحها الحضوري والغيابي في مقطع وصف النّاقة، وهو يشکلّ جزءًا من القصيدة الجاهليّة تكاد لا تخلو قصيدة منه. وثانيًا تسعی أن تقوم بدراسة علاقة الانزياح الحضوري والغيابي للفونيمات مع المعنی في مقطع وصف النّاقة. وأخيرًا تتوصّل إلی أنّ الفونيم يؤدّي دورًا دلاليًّا في النصّ الشعريّ، وفي وصف الناقة لمعلّقة طرفة تحتلّ الفونيمات التي تلائم دلالات صفاتها ومخارجها مع هذا المشهد من المعلّقة، حضورًا مکثّفًا بينما قلّ حضور فونيمات لا تتناسق مع مقطع وصف الناقة.

  1. «الفونيم وتجلياته في القرآن الکريم برواية حفص عن عاصم، سورة البقرة نموذجًا» (2014م)؛ يعدّ هذا البحث دراسة لغوية صوتية تتناول القرآن الکريم، وهو يعالج اللّبنة الأولی لکلّ نصّ ألا وهي الأصوات التي تتآزر لتؤلّف کلمات، ومن الکلمات جملًا ومن الجمل نصوصًا ودرس فيه الفونيم دراسة نظرية لمعرفة أسسه، ونظريّاته ودراسة تطبيقية لمعرفة تجليّاته وتشکلاته وصوره وملامحه. لکننا لم نجد دراسة شاملة وافية لدراسة نظريات دوسوسور ولاسيّما في علم العلامة (الفونيمات نموذجًا) وتطبيقها في شعر أبي فراس الحمداني.
  2. الإطار النظري للبحث

يعدُّ العالم اللّغوي دوسوسور اسم مهمّ في البحث اللّغوي المعاصر، إذ يرتبط اسمه بـ”البنيوية” منهجًا، ويمثّل ارتباط الفرع بالأصل، إذ هو الأب الحقيقي للحركة البنيوية([1]). فعلى يديه صار موضوع “علم اللّغة هو الصّحيح والوحيد”، فهو «اللّغة بوصفها منظومة تنطوي على سلسلة من العناصر التي هي يؤثّر بعضها في البعض الآخر، وذلك من خلال عملها، الذي يستند إلى”سلبية” عنصر تجاه عنصر آخر، إنه نظر إلى اللّغة على أساس كيان مستقلّ؟ لا يمكن تجزئته كذلك بعزل عناصره، ومن ثَمَّ البحث في هذه العناصر في عزلتها التّاريخيّة، التي تقودنا إلى تغريب ما هو لغوي أي العنصر أو ذاك وتقلّبه وتحوّلاته التأريخيّة، وكأنّه عنصر متفرّد وليس منتميّة وهو شرط لغويته. فما هو النظر البنيوي؟ النظر البنيوي هو: «النظر في اللغة الحيّة نظرًا آنيًّا شموليًّا»([2]). ومن الملاحظ: أن جهد سوسور النظري، ينصبّ أيضًا في “التّقابلات” أو “الثّنائيات” التي أقامها في صرح الحقل اللغوية مثل ثنائية اللّغة والكلام، ومحوري “التعاقب” و”التزامن” إذ يقودنا إلى نظر منهجي في المفهومات أو المقولات اللّغوية. ونلاحظ أنّ النظريات اللّغوية التي أعقبته قد استندت إلى حقائق، تجعل اللّغة علمًا، أي إنها ظاهرة يمكن حسم معضلاتها حسمًا حقيقيًا، وذلك من خلال مقدّمات ونتائج منطقيّة ورياضيّة، استندت على النتائج التي توصّل إليها. وقد تجسّد ذلك من خلال دراسة الأصوات اللّغوية التي تحوّلت إلى جدولٍ رياضيٍ ذي حقول محدّدة الأبعاد، أي لا تقلّ افتراضًا فائضًا عن الحاجة([3]). كما نجد أنّ النظرية اللّغوية تقبل العلوم الإنسانيّة الأخرى، ومن هذه العلوم هو “علم الدّلالات اللّغوية” إذ نجد أنّ اللغويين ما يزالون يحملون بـ”جدولته” على مصطلح الاقتصاديين وعلم اللغة له مدارسه وروّاده نالوا من الشّهرة الكثيرة، إذا كانت آراء سوسور والبنيوية في أصولها هي استدراكًا على (المنهج التاريخي المقارن)([4]). ومن الملاحظ هو أنّه كانت النّظرة إلى اللّغة في ما قبل العالم السويسري (سوسور) تعتمد في أساسها على الاشتقاق والقواعد التقليديّة، كذلك على تاريخ اللغات، إذ شكّلت محاضرات سوسور التي تمكّن طلابه من جمعها بعد وفاته تحت عنوان(Cours de linguistiqua generale)  دراسة في الألسنة العامّة([5]) ونشروه في العام 1916م الأساس للنظرة العلميّة للغة التي كانت سائدة خلال الجزء الأكبر من القرن العشرين في دراسات لغويّة وأدبيّة، إذ تقوم هذهِ الدّراسات على عدّة مفاهيم هي:

اللغة ظاهرة اجتماعيّة، وهي كذلك نظام من الإشارات الموضوعية اعتباطًا، إذ لا يمكن فهمها إلّا من خلال فهم النّظام ككلّ، وذلك من خلال علاقاتها في ما بينها التي تفتقد معناها خارج هذا النظام. فمثلًا يقيس سوسور أنّنا لا يمكننا فهم معنى كلمة “عدوّ” مثلًا إلا من خلال اجراءه مقارنتها مع نقيضها “صديق”. ويميّز سوسير بين نظريتين إلى اللّغة، وهما:

  1. النّظريّة التّطوريّة التّاريخيّة (dinchronic) التي هي تهتمّ بالتطوّر التاريخي الذي من خلاله خضعت له اللّغة.
  2. والنّظريّة التزامنيّة (Synchronic) التي تسلّط الضّوء على الوضع الراهن للّغة وكذلك نظامها في لحظة تاريخية معينة؟ ولكن ماذا يرى سوسور؟ يرى سوسور “أنّ الدراسات التاريخيّة ذات فائدة ضئيلة. في حين أنه يرى أن دارس اللّغة عليه أن يتوجّه إلى الدراسة التزامنية، وعلى الصّعيد الآخر يُميز سوسور ما بين ما يسمّيه “نظام اللغة”([6])(Langue) و(الكلام) (Parole).

فمن هنا نجد أنّ سوسور عدَّ نظام اللغة هو نظام أو شبكة من الإشارات والقواعد التي تسود الحدث اللّغوي، في حين أنّ الكلام يتعلّق بالحديث اللغوي المباشر، وما تعنيه هو بكلام الأشخاص، وكذلك في استعمالاتهم اللّغوية. ومن الملاحظ أيضًا: أنّ سوسور يركّز جلّ اهتمامه على النّظام، وأنه كان يهمل إلى حدٍّ كبير الكلام الفردي وما نجده أنّ هذا النظام يقوم على دراسة المستويات الأربعة للفعل اللغوي، وهي:

مستوى الأصوات المفردة (الفونيمات)، ومستوى الصّرف وتركيب الكلمات (مورفولوجيا) ومستوى الصرف ومستوى النّحو وتركيب الجمل، ومستوى المعاني أو الدلالات.

وهنا نقف على ملاحظاته المهمّة وهي:

إنّ ما يميّز هذا النظام هو أن الإشارة اللغوية فيه لا تستطيع أن تقوم بمهمّة (التواصل) إلّا إذا وجدت في إطار مجموعة من الإشارات تحدّد العلاقات، التي تقوم بينها جميعًا الوظيفة التّواصليّة للإشارة…

ونسوق المثال الآتي: “يحب التلميذ أستاذه”. فسنلاحظ كلّ إشارة من الإشارات، التي تكون هذه الجملة تستقي معناها ووظيفتها التواصلية من الإشارات الأخرى التي توجد معها، وهي كما نلاحظ (يحبّ، ال، تلميذ، أستاذ)”([7]).

وما نلاحظه أيضًا هو نوع العلاقة، إذ إن نوع العلاقة بين مجموعة الإشارات في الجملة تتوزّع على محورين هما:

  1. المحور النظمي (Syntagmatic axis): وهذا يعني لنا أن تكون العلاقات بين الإشارات علاقات مقاربة (Contrast).
  2. المحور الاستبدالي (Paradigmatic): وهو أن تكون تلك العلاقات هي علاقات التضادّ (opposition). ولكي نوضّح هذه العلاقات يمكننا القول إنّ هذه العلاقات تربط في ذهن المتكلّم أولًا والسّامع ثانيًا الإشارات التي تنتمي إلى مرتبة معيّنة من دون غيرها. ونلاحظ أيضًا أنه تدلّ أحداهما محلّ الأخرى، في المرسلة اللّغوية الواحدة، من دون حدوث أي خلل على النظام النحوي، ونسوق المثال الآتي: فمثلاً كلمة (يحّب) ترتبط بعلاقات استبداليّة مع كلمة (يكره – يمقت)، (يعشق) – (يطيع)… إلخ كما نلاحظ أنّ الياء مع (أ) (أحب)، ومع (ت) (تحب)، ومع (ن) (نحب). (بركة: 1988: 21-22). فنلاحظ أنّه ليس هناك ما يربط الأصوات العربية (ش) و(ج) و(ر) و(ة). ويضيف فريناند دوسوسور أنّ الكلمة تكتسب معناها ليس من علاقة جبليّة بينها وبين الشيء، الذي تدلّ عليه ولكن من اختلافها مع كلمات أخرى، فمثلًا إن كلمة “ولد” إنها تكتسب معناها من اختلافها مثلُا عن كلمة “بلد” كذلك يؤكّد سوسور أن ليس في اللّغة سوى أنّ «الفكر بنفسه يشبه سحابة دوّامة ليس فيها أي أشكال محدّدة، وليس هناك أفكار مستقرة بشكل مسبق، ولا تتحدّد الأشكال قبل دخول الترتيب اللّغوي إليها([8])».

1-2. النّظام الصّوتي (فونولوجي) Phonology

1-1-2. تعريف النظام الصّوتي

إنّ الذي يجرّد الكلمة المكتوبة عن قصد من الصّورة المرئية لن يرى في هذه الكلمة سوى كتلة لا شكل لها، إذ يصعب التعامل معها، وذلك لأنّ تجريد الكلمة من الصّورة المكتوبة مثل حرمان الذي يتعلّم السّباحة من حزام النّجاة([9]). فمن المفضّل هو أن يحلّ ما هو طبيعي في محلّ ما هو مصطنع، ولا يمكن تحقيق ذلك إلّا بعد دراسة أصوات اللّغة، فمثلًا إن جدّدنا هذه الأصوات من رموز الكتابة، أصبحت أمورًا غامضة، فكان اللّغويون الأوائل يجهلون فسلجة الأصوات المنطوقة، لذلك فإنّ دراسة الأصوات هي الخطوة الأولى نحو معرفة الحقيقة، إذ قدّم العلماء اللغة علمًا مساعدًا حرّر علم اللّغة من الكلمة المكتوبة([10]).

2-1-2. فسلجة الأصوات

كثيرًا ما يطلق عليها فونتيك (Phonetique) أي علم الأصوات. إنّ الفونتيك علم تاريخي يحلّل الأحداث والتغيرات ويتحرّك من خلال الزمن، أما فونولوجي فيقع خارج الزمن، لأنّ عملية النطق لا تتغير أبدًا؛ فعلم الصّوت (فونتيك) هو جزء أساس من (علم اللغة). أمّا النّظام الصوتي (فونولوجي – Phonology) فهو علم مساعد يختصّ بالكلام فقط([11]). ويظهر لنا مفهوم(القيمة اللّغوية) فنجدها تارةً مقرونة بالصّوت، أو من وجهة نظر فكرية، أو من وجهة نظر مادية([12]).

إنّ الدور المميّز للّغة بالنسبة إلى الفكر ليس وسيلة صوتية نعدُّها مادّية للتعبير عن الأفكار، لكن يمكن القول هي القيام بوظيفة حلقة الوصل في ما بين الفكر والصّوت، ولكن في ظروف تؤدي بالضّرورة إلى التمييز المتبادل لوحدات الفكر والصّوت. فنجد أنّ الفكر الذي هو بطبيعته غير منتظم، ـ يتّخذ نظامًا معينًا في أثناء عمليّة تحليله إذ لا تتّخذ الأفكار شكلًا مادّيًا، كما أنّ الأصوات لا تتحوّل إلى كيانات عقليّة. وهناك نجد حقيقة غامضة هي أنّ الفكر -الصوت ينطوي على التّقسيم، فاللّغة تصوغ وحداتها في أثناء اتخاذها شكلًا معينًا بين كتلتين لا شكل لهما، ويمكن وصف اللغة أنها ميدان نطق، فنجد أنّ كل عنصر لغوي هو عضو أو نطق (ariculus) ثبتت فيه فكرة في صوت ويصبح الصّوت علاقة للفكرة. كذلك يمكن أن نشبه اللّغة بورقة، وجهُها الأول الفكرة وظَهرها الصّوت، ولكن هذا التشبيه المجازي إن صحّ فهل الفكرة تسبق الصّوت؟ فنقول إنّ المرء لا يتمكّن من قطع الوجه من دون أن يقطع الظهر في الوقت نفسه. وهنا نقول: لا يمكن تحقيق هذا إلا عن طريق التّجريد، وبذلك تكون النتيجة لا شيء سوى علم النفس أو النظام الصوتي. ومن هنا يمكن القول: ميدان علم اللّغة هو منطقة حدود ترتبط فيها عناصر هي: الصوت والفكر، إذ ينتج عن ارتباطها شكل وليس مادّة([13]). وهذا يقودنا أيضًا لمفهوم (اعتباطية الإشارة) وذلك لأنّ المسألة هي لا تقتصر على أنّ الميدانين اللذين تربط بينهما الحقيقة اللغوية لا شكل لها، بل إنّ اختيار شريحة صوتية معينة للتعبير عن فكرة معّينة هي عمليّة اعتباطيّة محضة، ولو لم يكن هذا هو الصواب، لقلنا إذًا أهمّية فكرة القيمة، إذ إنها ستضم عنصرًا فرض عليها من الخارج، لكن إنّ (القيمة) هي تبقى دائمًا نسبية، إذ تكون العلاقة في ما بين الصّوت والفكرة اعتباطية بصورة جذريّة([14]). فإنّنا نجد أن تفسير الطبيعة الاعتباطيّة للإشارة هي بدورها قدرة الحقيقة الاجتماعية وحدها على خلق النظام اللغوي، وبذلك فإنّ المجتمع ضروري لوضع قيمٍ يعتمد وجودها بصورة كلّية على استعمالها وقبولها من لدن الجمهور. إنّ الكلمات التي نستخدمها في اللّغة اليوميّة، هي في الأساس علامات لغوية ولكن من وجهة نظر النظام السّيميائي في مجال الأعمال الأدبية، فإنّ ما يحدث في اللّغة هو أن إشارات اللّغة التلقائيّة نفسها تصبح علامة تحمل قيمة دلاليّة جديدة وتنطوي على معنى آخر. على سبيل المثال، الكلمة نفسها “فستق” في القصيدة تصبح علامة جديدة تشير إلى معنى “شفاه مبتسمة”. هذا المعنى أنشئ أيضًا من خلال عقد ضمني من قبل الشّاعر. هذا العقد الضّمني هو نفس الأدلة والعلامات اللّفظية والروحية في الآية التي يجب على الجمهور من خلالها أن يجد المعنى الجديد ويخمّنه. بقليل من العناية ندرك أنّ هذا العقد الضمني (الإشارات اللفظيّة والرّوحيّة في الآية) هو في الأساس نفس وجهة نظر الشذوذ والتخيّل. بمعنىً آخر، فإنّ استخدام الكلمة/ الإشارة في المعنى غير الذّاتي يُسحق ووضعه في غير محلّه، وبمعنىً آخر، فهو تجنّب اللغة التلقائيّة والوظيفة العاديّة والمعتادة للكلمات، بالإضافة إلى مبدأ علم التعبير وتعريفه، وسيكون واضحًا تمامًا في استمرار المناقشة. لا ينبغي إغفال أنّ للعلامات الأدبية اختلافًا آخر مع العلامات اللغوية، وهو ما يعود إلى المبدأ الأساسي للابتكار والجمال، وعلى العكس من التقليد والتكرار في الأدب. على الرّغم من أنّ العلامات اللّغوية تتكرّر في كثير من الأحيان وتستخدم كلّ يوم، إلا أنه لا يمكن القول إنّها تفقد قيمتها وجمالها؛ لأنّ Aesthatic لم يعد مشكلة هنا. لكن الرّموز الأدبية تفقد تدريجيًّا قيمتها وجمالها من خلال التكرار.

  1. دراسة قصائد مختارة من أبي فراس الحمداني وفقًا لنظرية دوسوسور (الفونيمات نموذجًا):

يقوم النظام على المستويات الأربعة(للفعل اللغوي): وهي مستوى الأصوات المفردة (الفونيمات). ومستوى الصرف وتركيب الكلمات (مورفولوجيا) ومستوى النحو وتركيب الجمل ومستوى المعاني أو الدّلالات([15]) وسنتاول موضوع هذا المقال (التطبيقي) وفق المستوی الأولی:

 1-3. الفونيمات Phonologie

علم الأصوات: Phoneties

يدرس الأصوات الكلامية، وتصنيفها من النواحي الآتية:

أ- إحداث الصّوت من حيث نطقه، والاستعدادات والقدرات الجينية الوراثية التي تؤهّل الإنسان لنطق أصوات الكلام، ويتناول هذا الجانب علم الأصوات النطقي articulatory phonetics.

ب- بنية الأصوات، وهي في طريقها إلى أُذن السامع والجوانب السّمعيّة المتعلقة بذلك، ويتناول هذا الجانب علم الأصوات السّمعي acoustic phonetics.

ج- العمليات النفسية العصبيّة التي لها صلة بإدراك الأصوات ويدرس هذا المجال علم الأصوات العصبي neurological phonetics([16]).

فحينما ينزع أحدنا الكتابة من فكرة وينسلخ عنها فمن حرم هذه الصّورة المحسوسة يوشك أنه لا يدرك إلا مادّة هي عديمة الشكّ، حيث هو لا يدري ماذا يفعل بها، شأنه في ذلك شأن المبتدئ في تعلّم رياضة السباحة حينما يُنزع منه حزامه الخشبي([17]). إنّ بحور الشعر العربي هي أصوات مثل ذلك البحر الطويل:

فَعُولُنْ. مَفاعِيلنْ. فَعُولُنْ. مَفاعِلُنْ × فَعُولُنْ. مَفَاعيُلنْ. فَعُولُنْ. مفاعِيلُنْ

ف.ع.و.ل.ن،م.ف.ا.ع.ي.ل.ن، ف.ع.و.ل.ن،م.ف.ا.ع.ي.ل.ن.

 

 

حركات – سكون

وهل نظّم شاعرنا أبوفراس الحمداني شعره على مثل هذهِ الأوزان والإيقاعات والنّبر من البحر الطويل؟ الجواب نعم: فنجده في الآتي:

في قصيدة (أمّا لجميلٍ) ومطلعها:

أما لجميلٍ عندكُنَّ ثوابُ                      ولا لمُسيءٍ عندكنَ مَتَابُ؟([18])

وكذلك في قصيدة (لعلّ الليالي أن يعدن) ومطلعها:

أبيت كأني للصبابة صاحب                       وللنوم مُذْ باب الخليط، مجانب([19])

وهكذا نجده في بقية القصائد، كذلك يجري هذا الحال من الوزن والإيقاع والنّبر على بقيّة بحور الشّعر العربي (أصوات – فونيمات). فالخليل بن أحمد الفراهيدي حين دخل سوق الصفّارين لم يسمع حروف أو ألفاظ أو كلمات، وإنما أصوات. وهنا نجدُ الآتي من (النظرية البنيوية) للعالم اللغوي السويسري سوسور فنقول: فلا بدّ أن نستبدل، على وجه السّرعة وفي الحال الطبيعي بما هو اصطناعي، غير أنّ هذا الأمر يستحيل مادمنا لم نعالج بعض الأصوات اللّسانيّة؛ لأنها إذا تعرّت عن رموزها الخطّية المرسومة، أصبحت لا تُمثّل إلا معاني غامضة، ومن ثمّ فإننا ما نزال نفضّل مساندة الكتابة حتى وإن كانت أكثر تضليلًا لنا وخداعًا([20]). فتجد مثلاً: بحر الطويل:

طويلٌ له دون البحور فضائلُ – فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

صوت حرف لفظ كلمة  عبارة  جملة

وهذا يقودنا للآتي:

إنّ علماء اللّسان الأوائل، إذا كانوا يجهلون كلّ شيء عن(فيزيولوجيا الأصوات) المقطّعة وقد وقّعوا مراراً وتكراراً مثل هذهِ المهالك والحبائل، وكأن في ذلك التخلّي عن الحرف المكتوب عندهم معناه فقدان التوازن في أرض شبه مجهولة، أمّا بالنسبة لنا فإن الأمر يعني أنّ ذلك أوّل خطوة نحو الحقيقة، لأنّ دراسة الأصوات لذاتها تعدّ عوناً لنا على ما نريد تحقيقه بعد تردّد ثمّ أنهم لما استغلوا أبحاثاً أسّسها غيرهم من علماء الفيزيولوجيا ومنظّرين في موسيقى الشعر.

كانوا قد جهّزوا علم اللّسانيات بعلوم مساعدة حرّرت اللسان وعلمه من بطش (الكلمة الموسومة). وفيزيولوجيا الأصوات (وفي الألمانية وحدة صوتية laut أو علم تشريع الكلام
(SPRACHPHYSIOLOGIE) وهي تُسمّى في الغالب علم الأصوات أو الفونطيقا وهو يشبه أن يكون هذا المصطلح هو غير مناسب، ولذلك نجد أن نستبدله بمصطلح آخر وهو علم وظائف الأصوات (Phonologie)؛ لأنّ الفونطيقا كانت وما تزال تشير إلى دراسة تطوّرات الأصوات وتغييراتها، لذلك يجب ألا ندرج تحت اسم واحد دراستين متمايزتين أشدّ التمايز (علم وظائف الأصوات – وعلم تطوّرات الأصوات) حتى لا نجد أنفسنا نقع في الخلط، فإنّ الفونطيقا أو علم الأصوات هو علم تاريخي، إذ إنه يقوم بتحليل عناصر الصوت وتحولاته (ففي لغتنا العربيّة الواو والألف والياء…) فهذا العلم إذا يتحرّك داخل الزّمن (تاريخ). أمّا الفونولوجيا أو علم وظائف الأصوات، فهو علم يقع خارج الزّمن، لأنّ عملية النطق وآليّته تضلّ دائمًا على حالة واحدة لا تتغيّر، ولا لكون هاتين الدراستين لا تختلطان فقط، بل لا يمكن أن تتقابلا، وذلك لأن دراسة الأولى لكون هاتين الدراستين. فالدراسة الأولى وهي (الفونطيقا) تشكّل أحد الأجزاء الأساسية من علم اللّسان. أمّا (الفونولوجيا) فليست هي إلا فرعًا مساعدًا إذ هي ليست لها علاقة بالكلام، كما عرفناه سابقًا ومن الملاحظ أنه: أنّنا لم نكن لندرك أي شيء تستخدم فيه الحركات الصوتية، لو لم يوجد اللسان. ولكن هي من دون شك لا تؤسّسه، ومتى فسّرنا جميع حركات الجهاز الصّوتي اللازمة لأحداث كلّ أثر سمعي، فإنّنا لا نكون قد أوضحنا شيئًا من مسألة اللّسان، إذ اللّسان نظام مبني على تعارض وتضادّ نفسي سيكولوجي للآثار السّمعية([21]). مثل النسيج إذ ينشأ التعارض البصري فيها بين الخمل لقطعة النسيج الرقيق والخيوط ذوات الألوان الزاهية المتعدّدة، وإذًا؛ فما يهمّ في التحليل هو وظيفة هذه الأنواع من التضادّ لا الطرق التي نتجت عنها الألوان.

2-3. الكتابة الفونولوجية تمثيل الصّوت بالرّسم الخطي

إنّ عالم اللسان يتساءل قبل كلّ شيء، في ما يمکن أن نمدّ به وسائل ليمثّل بها الأصوات المقطعة، إذ هي وسائل تتغلّب على كلّ غموض ومن ثَمَّ تقضي عليه والواقع أنه اقترحت أنماط عديدة من الرّسوم الخطية. وهنا نطرح التساؤل وهو أيّ شيء هي تلك المبادئ التي تصل لأن تكون كتابة صوتية فونيطيقة حقّة؟ إنّ هذه الكتابة الفونطيقية يجب أن تستهدف تمثيل كلّ عنصر من سلسلة الكلام المنطوق برمز أو علاقة ومن الجدير بالذكر: لا ينتبه الناس دومًا إلى هذا المطلب وهو أنه حين انهمك علماء الأصوات من الفونطقيين الإنجليز في تصنيف الأصوات عوضًا عن تحليلها انتهوا إلى أن وضعوا لبعض الأصوات علامات ورموز من حرفين فأكثر([22]) ونجد زيادة عن ذلك، فإنّ التّمييز بين الأصوات ذوات الإجهار مثل (ق – ظ – ض) فإنّ الجيم والشّين والضادّ في حيّز واحد (الحروف الشّجرية) فالظاء: حرف عربي خصّ لسان العرب لا يشاركهم فيه أحدٌ من سائر الأمم، وهو من الحروف المجهورة (ظ/ ذ/ ث) في حيّز واحد (الحروف اللثوية) مبدأها اللثّة، والظاء يكون أصلاً لا بدلًا ولا زائدًا. قال ابن جنّي أبو الفتح عثمان النحوي الموصلي (330-392هـ): «لا يوجد في كلام النبط “ظاء” فإذا وقعت فيه قلّبوها “طاء” مثل ناظور يقلّبوها إلى ناطور – نواطير»([23]). والأصوات ذوات الإجهار والأصوات ذوات الإسكان يجب أن يكون تمييزًا محكم الصّنع والدقة مثلًا هل يجوز أن نستبدل حروف الهجاء (الفونولوجية) بالكتابة الإملائيّة المعتادة؟ ولا يمكن هنا أن نعالج هذه المسألة ذات الفائدة، وإنما نمسّها مسًّا خفيفًا، ونلاحظ هنا هو لولا دور الكتابة الفونولوجيّة في العلم اللّساني لم تكن دقتها مرغوبة ولا مطلوبة. وما يهمّنا من الموضوع هو الآتي: «النصوص الشعرية تعدُّ وثائق وأسانيد لا تقدر بثمن لمعرفة التلفّظ والتصويت، إذ نجد سواء أكان الميزان العروضي في التقطيع، وهو منظومة قائمة على عدد المقاطع وعلى الكمّ والمقدار، أم كانت هذه المنظومة عدد المقاطع وعلى الكمّ والمقدار، أم كانت هذه المنظومة للميزان العروضي قائمة على تشابه واتفاق الأصوات (كالتجنيس، والتفقيه (القافية)، وحرف الرويّ) فنجد أن شاعرنا قد تناول كلّ هذه المواضيع من خلال تنوّع البحور الشعرية، وانتخاب الألفاظ والمعاني، وانتخاب حرف الرويّ والقافية، للحفاظ على وحدة بناء القصيدة»([24]).

واللّغة العربية من أكثر اللغات، بل لعلمها أكثرها عناية بالقافية، والشعر المقفّى هو الذي يشترط في قصيدته أن تنتهي بقافية واحدة، أي بلفظ مستوفٍ لشروط خاصّة، مثل اتفاق الرويّ، وغير ذلك. فالقافية أساس في الشعر العربي، حتى إنّ القدماء يزعمون أنّ “الشّعر هو الكلام الموزون المقفّى”، وهنا يجب علينا الانتباه للآتي: لا يكفي في الشّعر العربي أن تنتهي أبياته بحرف واحد وهو (الرويّ) ولكن يجب أن تكون حركته واحدة، وإذا كان قبل الرويّ ألف ممدودة، وجب أن يكون هذا في سائر القصيدة([25]). واستكمالًا للفائدة نذكر الآتي:

ألف المدّ: أخيه في آخا وآفة في أوف، آهة في اوه، آباد بوزن آمال وهو جمع أبد والأبد هو الدّهر الدائم. وقد يتعدّد معنى الكلمة الواحدة حسب نوعيّة الهمزة، فمثلًا أسكت: تكون بهمزة قطع مضمومة عَلمٌ على الصحراء العربيّة، في حين اسكت بهمزة الوصل بمعنى “صَه”، وهي فعل أمرٍ من سكت، إذ إنّ عندنا همزات وصل وهمزات قطع ومدّ في الإملاء العربي، ف”أل” التعريف هي همزة وصل زائدة، أما همزة القطع فأصلية مثل (العدل أساس الملك) قطع – وصل (يوم الإثنين) وصل قطع([26]). وألف التأسيس مثل (فاعل، نائل، وسائل) فالقصيدة ذات القافيّة المؤسّسة يجب أن ينتهي كلّ بيت منها بكلمة من هذا الطراز(طه: 1954: 141) وهذا ما نجده في شعر أبي فراس الحمداني من وحدة بناء القصيدة… والتجنيس، والقافية، والرويّ. فنجده في القصائد کالآتي:

القافية:      (من الوافر)

وزن البحر:

مُفَاعـَلَتُن. مُفَاعَلتُـن. مُفَاعَلتُـن. فَعُولُـنْ

مُفَاعَلَتُنْ. مُفَـاعَلَتُنْ. مُفَاعَلَتـُنْ. فَعُوْلُـنْ

الأصوات:

مُ. فَ. ا. عَ. لَ. تُ.ن.فَ.عُ.لُ.نْ.

سكون

مُ.فَ.ا.عَ.لَ.تُ.ن.مُ.فَ.ا.عَ.لَ.ت.نْ

سكون

زماني كلّه غضبٌ وعتْب                    وأنت عليَّ والأيام ألب([27])

فنجد حرف الرويّ (الباء) والقوافي هي: (إلب، صعب، خَطبْ، ذنب، قلب، ندب، غضب، (تخبو) هي إقواء… خالف القافية، لكنّه عاد على وحدة بناء القصيدة (حسب، عجب، عُلب، ترب، قرب، درب، يغب، رطْب، تحب).

3-3. الفونيمات

الحاجة إلى دراسة الأصوات في السلسلة الكلامية

نلاحظ كلّ إشارة من الإشارات التي تكون الجملة تستقي معناها ووظيفتها التواصليّة من الإشارات الأخرى التي توجد معها، وهي كما نلاحظ في قصيدة “اقناعة”  كتب إلى بعض أصدقائه:

“أقناعة  من بعد طول جفاء                            بدنوَّ طيف من حبيب ناءِ([28])

نلاحظ “أقناعة” ونوع العلاقة التي بين مجموعة الإشارات في الجملة التي تتوزّع على المحورين: المحور النظمي أي أن تكون نوع الإشارات علاقة مقارنة. فنجد: “طول جفاء – حبيب ناء”.

كذلك نجد في البيت الآخر:

“بأبي وأمّي شادنٌ قلنا له:                                  نفديك بالأمّات والآباء([29])

وهنا نجد المحور الاستبدالي. أي علاقات التضادّ. وهي ترتبط بذهن المتكلم أوّلاً. والسامع ثانياً. مثل قوله:

«رشإٍ إذا لحظ العفيف بنظرة              كانت له سببًا إلى الفحشاءِ» (العفيف – الفحشاء).

ويسترسل الشاعر بهذهِ الترنيمات الفونيمية من خلال المرسلة اللّغوية الواحدة، من دون حدوث أي خلل على النظام اللّغوي. فمثلًا:

«وجناته تجني على عشّاقه                                  يبديع ما فيها من الألأِ»

(عشاق – مبغضين) – (يبديع – كريه) أو:

«بيض علّتها حُمرة فتورد                         مثل المدام خلطتها بالماءِ»

(بيض – سود)، (علتها – غمرتها)، (تورد – تجهم)، كما نلاحظ “الفاء” و(التاء) مع (ورد). (ال – مدام – ب ل – ماء).

وهنا نجد أيضًا: أنّ أشهر إسهامات سوسور في النّظرة العلميّة للغة هو المفهوم الذي جاء به للإشارة .(Sign) فنجد الإشارة عند سوسور هي العلاقة فيما بين الدالّ (Signifier) والمدلول عليه (Signified)، إذ إنّ الدالّ هو صوت الكلمة (أقناعة) التي ابتدأ فيها الشّاعر قصيدته، وهي لا تقف على هذا المفهوم فقط من بناء القصيدة، أي إنّها لا تعني القناعة نفسها، فنجد سوسور يؤكّد اعتباطية العلاقة بين الدالّ والمدلول عليه.

طول جفاء…
حبيب ناء…

 

أقناعة

 

  شادن
نفديك

 

بأبي وأمّي.

 

فإذا حاولنا أن نعالج الوحدات الصوتية الفونولجيّة، فيجب أن ننبّه إلى أن المعطي السّمعي المباشر قد كان موجودًا من قبل بكيفيّة لا شعورية. إذ عن طريق الأذُن نعرف أيّ شيء هي: وإذا تأملنا الأبيات الآتية سنلاحظ:

«أقناعة من بعد طول جفاء                         بدنوّ طيف من حبيب ناءِ»

فنجد صوت (الباء) يتكرّر… (ب ع د) (ب د ن و) (ح ب ي ب) (ب أب ي ) (بـ ال أ م آ ت) (وال آ ب ا ء) (س ب ب) (ب ب د ي ع) (ب ي ض) (ب أي ل ما ء) (ب ر ز ت) ( ب غ ل ا م ة) (ب ي ضا ا ء) ( ي ب ك ي) (ب ك ء ي).

فلنتدبّر الآتي من هذا التطبيق في قول الشاعر في قصيدته “أمّا لجميلٍ”:

«أمّا لجميلٍ عندكُنَّ أوابُ                                 ولا لمُسيء عندكُنَ متَابُ

لقد ضلَّ من تحوي هواهُ خريدة                           وقد ذَلَّ من تقضي عليه كعابُ

ولكنّني، والحمدلله، حازِم                                 أعزُّ إذا ذلّت لهُنَّ رِقابُ

ولا تملكُ الحسناء قلبي كلّهُ                                وإن شملتها رقةٌ وشبابُ

وأری فلا أعطي الهوى فضل                             وأهفو ولا يخفى عليَّ صوابُ([30])»

وهنا نجد أنّ هذا الترتيب ما هو إلا صُور تسلسلت من أصوات لها علاقة بالحواس-حسّية مرتبطة بالفكرة التي عدّها سوسور تجريداً من الصّورة الصّوتية([31]).

إذا ما بيّنته الأبيات الشعرية هو(الإشارات اللغوية) التي هي كان سيكولوجي له جانبان كما موضّح في الشكل.

                                           

صورة صوتية
فـــكــرة

فنجد أنّ الصّورة الصّوتية ضيّقة في معناها. إذ هنالك فضلًا عن التعبير عن الأصوات، النطق بالكلمة، والصّورة العضلية للعمليّة الصوتية، ولكن نجد أنّ اللغة عند دوسوسور إنما هي في جوهرها ذخيرة شيء بتسلّمه المرء من الخارج والصّورة الصّوتيّة، هي التعبير المثالي الطبيعي للكلمة بكونها حقيقة لغوية تقع خارج استعمالها في الكلام، إذًا؛ فالجانب الحركي يقع ضمن هذا المفهوم أو أنه يحتلّ جانباً ثانوياً بالمقارنة مع الصّورة الصّوتية([32]).

وفي قصيدة “أعزّ الناس” وهو يفتخر ذاكراً إيقاع سيف الدولة ببني كلاب:

«أبت عبراتهُ إلا انسكابا                      ونارُ غرامهِ إلا التهابا»([33])

وهنا نذكر الآتي: إنّ الشعراء وأنصارهم زعموا أنّ الشعر خيرٌ من النثر، لأنّ الشعر يكلّف صاحبه، عندما يتكّلفه: القافية والوزن([34]). إنّ ما نعنيه بالوزن هو: أنّ الشعر يقسم أقسام تسمّى أبياتًا وكلّ بيت منها مساوٍ مساواة تامّة بمقياس، وهذا المقياس الخاصّ هو الذي نسمّيه الوزن، وعلماء اللّغة العربية قد اتخذوا طريقة خاصّة للتعبير عن الوزن باستخدام لفظ “فعل”، كما فعلوا في علم(الصرف) فقالوا إنّ “نظر” على وزن فعل، وكاتب على وزن “فاعل” ومستمع على وزن “مفتعل” كذلك استخدموا هذه الفعيلات للدّلالة على أوزان الشعر المتعدّدة.

مثال ذلك أنّ الشعر المنظوم في بحر الطويل يجب أن يكون كلّ بيت فيه على وزن([35]):

“فعولن مفاعيلن”. مكرّرة أربع مرّات، كقول أبي فراس:

«أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبرُ            أما للهوى نهي عليك ولا أمرُ»([36])؟

فنجد في قصيدة “أعزّ الناس” البائية المنتهية بألف الإطلاق وقصيدة “أراك عصيّ الدمع” العينية أنها قد اتّخذت نسقاً صوتياً يتلاءم مع السّامع. فهل نجد جانب حركي ثانوي نقارنه مع الصورة الصوتية. (ال – ت – هـ – ا – ب – ا).

(أ – م – ر)

(التهابا – سحابا – أجابا – أشابا – ركابا – جنابا – هضابا – تحابا – ذنابا – بابا – حرابا – غضابا – ضربا – جوابا – فطابا – أصابا).

وهكذا يجري إيقاع الأصوات بتناغم مخارج الأصوات المتباعدة لتغطّي كلمة فصيحة… فمثلاً إن عالم اللّسان لا يزعجه أن يتناول أبدًا وحدة بسيطة، مثل إذا انقلب صوت (9) إلى (5) في لغة معيّنة مدّة محدودة ولا نقدر شيئًا.

ولربّما سهلت على الشاعر هذا الصوت(الفونيم) لتخرج من طبقات الشفاه، فاسترسل به. فنجد أنه في قصيدة “فلا نسيت إليَّ الخمول” يقول:

«أسيفَ الهُدى، وقريع العربْ               علام الجفاءُ؟ وفيمَ الغضبْ»([37])؟

فنجد العلاقة في الآتي:

«إذا حصل لشيء ما في ظاهرة التّصويت (Phonation) أن أبرز وأظهر خاصيّة عامّة كلّية، اتّضح معها كونها فوق جميع أصناف الاختلافات المعيّنة في وحدات صوتية (Phoémes) فإنّ هذا الأمر راجع من دون شكّ إلى تلك الآلية المطّردة»([38]).

ومن هنا نستنتج الأهميّة التي يجب أن يقوم بها علم وظائف الأصوات للرّموز الصّوتية، وهذا من مجال علم اللّسان العامّ والأمر المهمّ هو:

إنّ للألفاظ hagl-balg تعيد طرح إشكال الأصوات الواقعة بين المهجورة – والمهموسة في اللغات الهندو-أوربّية وهو إشكال طال حوله النقاش.

وإذًا؛ ففي مثل هذا الميدان يمكن أن نتصوّر حاجة الإنسان لعلم مثل الفونولوجيا(الفونيم). وقد أدركنا خطورتها على هذا النحو، وقد كان تقطيع الأصوات، إن جاز هذا التعبير هو الشغل الشاغل لكلّ عمل فونولوجي من بدايته إلى نهايته([39]).

لاحظ الفكر:   ر……..الخ

الخ………ا

أ. س. ي. ي. ف              أسيف؟

أ….. س….، ي….، ي….، ف….

فلنجد مدى العلاقة:

«وما بالُ كُتبك قد أصبحت                                تنكيني معَ هذا النكبْ

أسيفَ الهُدى، وقريع العرب                           علامَ الجفاء؟ وفيم الغضبْ

وأنت الكريم وأنت الحليم                             وأنت العطوف وأنت الحِدب([40])»

أ ن ت، ال: ك.ر.ي.م./أ ن ت، ال.ح.ل.ي.م/ أ ن ت، ال.ع.ط.و.ف./ أ ن ت. الحِدبْ.

بناء جميلٌ متكامل (كما نجده في النظرية البنيوية لسوسور).

4-3. الإسكان والإجهار

ننطلق من ملاحظة أساسية: فحين ننطق بزمّة الأصوات كما في قولنا (appa) فإننا ندرك الخلاف الموجود في نطق الحرفp. إذ نجد أوّلهما يقابله إسداد. أمّا الثاني فيقابله إنفتاح إذ إنّ هذين الأثرين متجانسين ومشكلين حتى أنّنا نذهب إلى رسم استطالة لهذين الحرفين pp وتصوير تأوليهما بالحرف الواحد(p) إلا أنّ هذا التغاير أو الفارق المميّز، هو الذي نجده أتاح لنا أن نوضّح ذلك بعلامتين خاصتين. وهما ( ) نضعهما لكلا الحرفين من قولنا appa مرموزًا إليهما في هذه الصّيغة ذاتها appa وقد نتعرّف عليها حينما لا يتعاقباه في سلسلة (مثل ذلك atpa – apta) وهذا التغاير والتمايز يمكن أن يتعدّى الأصوات الانفجارية فيصدّق على الإحتكاكية في قولنا:

Affa وعلى الأصوات الخيشوميّة كما في قولنا (amma) والأصوات الليّنة ((alla. وهكذا يمكن تعميم هذا الفارق المميّز، إذ يشمل جميع الوحدات الصّوتية (الفونيمات) ويستغرق أيضًا الصوائت المتحرّكة.

كما في قولنا qooq ويشذ فقط (a). وقد أطلق على الإسداد إصطلاح”الإسكان” وعلى الانفتاح مصطلح “الإجهار”. فصوت الحرف P هو إما إسكان P. وإمّا P بنفس المعنى، نتحدّث عن الأصوات المغلقة والأصوات المنفتحة. ونميّز في زمرة من الأصوات كما في قولنا appa زيادة على الإسكان والإجهار. ومن الملاحظ قد لا يقبل هذا المنهاج في المطوّلات الكبرى في “الفونولوجيا” الرّسوم الصّوتية المتقطّعة. ولكن نرد عملية تقطيع مخارج الحروف في عنصرها الجوهري إلى خطاطة بسيطة ما أمكن ذلك، ولا ندّعي أنّنا توصّلنا هنا إلى أن نحلّ جميع المشاكل والصّعوبات التي تثيرها عملية تقسيم السلسلة الكلاميّة المنطوقة إلى مقاطع. ولكننا نقصد منها إلى أن نضع فقط قاعدة سليمة مُنبنية على العقل من أجل دراسة هذهِ الأشكال.

قال الحمداني:

«لله بردٌ ما أشد                    ومنظرٌ ما كان أعجبْ»([41])

ل-ل-ه/ب-ر-دُ/م-ا/أ-ش-دْ

و-م-ن-ظ-رٌ/م-أ-ك-ا-ن/ أ-ع-ج-بْ.

إذا يجب أن نُضاعف جدول الوحدات الصّوتية ما عدا صوتُ (a) وأن نضع قائمة للوحدات الأولى:

a/ ee/ iy/ rr/ mm / ff/ pp وغيرها ([42]).

وما يمكن قوله هو من مادّة(علم الأصوات الحديث) بقى مهملًا تمامًا وكأنه غير موجود، أو سهل الإصطلاح، في حين أنّ الحصص التدريسيّة تقع في مختبرات الصّوت المختصة والمتوفّرة في أغلب الأقطار. وأحيانًا نجد بعض الأقسام المختصّة قد خصّصت حقبات سميعة لطلبتها معتمدة على التمارين التّركيبيّة، التي غايتها هي استيعاب الهياكل القواعدية والدلاليّة في نفس الوقت. إنّ الإصطلاح الصّوتي هو ميدان يعتمد التشريع وعلم الفيزياء التطبيقي والصّور الشّعاعيّة.

ويمكن الاعتماد على معطيات علم الأصوات الحديث (علم الأصوات الطّيفي). وذلك من خلال:

ضبط قائمتين من الأوزان وهي الأولى مشكولة والثانية تحت مفعول الوقف. ووقعت دراسة ظاهرة “النبر” بثلاثة أجهزة هي: الأوسيلوسكوب، وهي دراسة التواتر ووحدة قياسها H2، وجهاز السوناغراف – لدراسة عناصر ثلاثة متزامنة وهي الزمن – الشدّة – التواتر. وكلّها تسخر لدراسة النغمة اللّغوية، فكان التطبيق هو أوّلًا الأوزان التسعة المعروفة مضافًا إليها الثلاثي المجرّد (فعل).

«فقصائد شاعرنا الحمداني بُنيت على أوزان البحور الستة عشر والأوزان العشرة هي: فَعَلَ، أفعَلْ، فاعل، فعَل، افعل، تفعل، تفاعل، انفعل، افتعل، استفعل.

وهنا ظهرت طائفتان كبيرتان من المقطعين الأوليين منها وتتركّب من خمس وحدات ذات ثلاثة مقاطع، أمّا الثانية فتتركّب من خمس وحدات ذات أربعة مقاطع، إنّ الكلام قبل أن يكون دلالة وتعامل، ما هو إلا تنسيق لوحدات صوتية على الغالب ما تكون منسجمة من حيث المخارج والصّفات وتشكّل ما نسمّيه بالمقاطع»([43]).

فنجد شاعرنا قد نظّم أبيات شعره كالآتي:

  1. أقناعة، من بعد طول جفاءِ بدنوَّ طيف من جيب ناءِ

متفاعِلُنْ – مُتفاعِلُنْ – مُتفاعِلُنْ                      متفاعلَنْ – متفاعلنْ – متفاعلنْ.

2. أما لجميلٍ عندكُنَّ ثوابُ   ولا لمُسيءٍ عندكُنَ مَتابُ؟
فعولن. مفاعيلن. فعولن. مفاعِلُنْ   فعولن. مفاعيلَن. فعول. مفاعيلن
3. كان قضيباً له أنثناء   وكان بدراً له ضِياءُ
مُستَفعِلُنْ-فاعِلُنْ-فَعْولُنْ   مستفعلن- فاعلن- فعولن
4. زماني كلّه غضبٌ وعتْب   وأنت عليَّ والأيام إلب
         مفاعلتن. مفاعلتن. مفاعل.(فعولنْ)   مفاعلتن.مفاعلتن.مفاعل(فعولنْ)
5. وقفَتْني على الأسى والنحيبِ   مُقلتا ذلك الغزال الربيبِ
فاعلاتن-مستفعلن-فاعلاتن   فاعلاتن. مستفعلن. فاعلا
6. وما أنسى إلا انس يوم المغار   محبةً لفظتها الحجبْ
فعولنْ.فعولنْ.فعولنْ   فعولنْ.فعولنْ.فعولنْ.فعولنْ.
           7. وعَلّةِ لم تدعْ قلباً بلا ألمٍ

 

  سرت إلى طلبِ العليا وغاربها
مستفعِلن.فاعِلن.مستفعِلن.فعِلَنْ   مستفعلن.فاعلَن مستفعلن. فعلن

إنّ هذه العناصر الصّوتية التي هي أكثر ما يميّزها أهمّيّة هو اختلافها عن بعضها البعض. إذ إنّ هذا الاختلاف له مصدران هما الإيقاع والنغم، فذلك يعود إلی أنّه هناك اختلاف في الإيقاع إذ إنّ لكلّ وحدة صوتية إيقاع خاصّ، متشعّب التحليل فمثلًا(الإيقاع التنازلي) الذي نتج عنه السّرعة في التلفّظ. وهي تختلف حسب الأشخاص و(الإيقاع التنفّسي) الذي يختلف من مقطع إلى آخر. و(الإيقاع الانفعالي) الذي تمليه ظروف دلالية خاصّة، والذي يغير من شأن الإيقاعين المذكورين. فنجد كلّ ذلك في قصائد شاعرنا، فنلاحظ:

قلوبٌ، فيكِ، دامية ُ الجِراحِ                                 وأكبادٌ مكملةُ النواحي

وهل يحمل هذا البيت إلا دلالة الحزن؟ ويردفها:

حــزنٌ، لا نفادَ لـهُ، ودمــــعٌ               يُلاحـي، فــي الصبايـة،  كـلّ لاحِ

أتدري مأ أروحُ به وأعتدوا،                   فتاة الحي حي بني رباحِ؟

 

نلاحظ هذهِ الإيقاعات:

ألا يا هذهِ، هل مِنْ مقيلٍ                لضيفان الصباية أو رواحِ

                 (5)                                   (5)              (5)

 

 

 

 

 

 

 

 

ألا نجد ارتباط لدلالة الشاعر وذاتية الشاعر دامية الجراح… وكلّ ذلك هو دلالة الحزن والشّجاعة على التحمّل من الغدر.

والإيقاع التلفظي (التقطيعي) أيّ إنّ لكلّ منهما طريقته الخاصّة في التلفظ بنفس الوحدات الصوتيّة التركيبية([44]).

أمّا الاختلاف الثاني: فهو الايقاع النغمي، إذ إنّ كلّ جملة هي تسلسل وحدات صوتية متناسقة على نحوٍ ما، وكلّ وحدة نجدها تتركّب من وحدات دنيا تسمّى (الفونيم) وكلّ فونيم له إمكانية الوقوع موقع المقطع، ومن ثمّ لا يمكن له بأيّة حال أن يتخلّص من مفعول فيزيائي منتظم يسمّى (النبر) الذي هو نتيجة حتمية إلى عدد المقاطع الموجودة في الكلمة فالجملة فالنصّ.

فنلاحظ الآتي:

إنّ وقوع  النبر على المقطع الأوّل من الأوزان الأربعة الأولى، وتكون طبيعة المقاطع الواقعة في بداية كلّ وزن مفتوحة أو مغلقة. أو مفتوحة طويلة أو مغلقة وسبب انغلاقها التشديد، ويقع النبر في “أفعلَ” على المقطع الثاني المغلق بحكم التشديد، إذ إنّ من الملاحظ أيضًا أنّ المقطع الطويل الوحيد الموجود في الوزن الثالث. والمقطعان القصيران مغلقان بحكم التشديد. والواقعان في مطلع الوزن الرابع (فعل) ووسط المقطع الخامس (أفعل) وقعت كلّها تحت النبر.

فإنّنا نجد في مجموعة أيّ الأوزان ذات المقاطع الأربعة، يقع النّبر على المقطع الثاني من الوزنين السّادس والسّابع (تفعل – تفاعل) كما نبر المقطع الأول من الوزنين الثامن (انفعل) والتاسع (افتعل) ونبر المقطع الأول تارةً والثاني تارةً أخرى وکذلك الوزن (استفعل).

والسّؤال هو: هل هناك سبب أو ما نسمّيه في مجال علم الأصوات بقانون صوتي نغمي يمارس لغةً؟.

فإنّنا نجد أنّ المقطع الثاني من الأوزان بحكم التشديد، في حين أن المقطع الثاني من الوزن السابع (تفاعل) طويل مفتوح.

فما نجده أنّ موضوع النبر دقيق وثابت. كلّما احتوى اللّفظ المعنی على مقطع مغلق بحكم التشديد أو مقطع طويل مفتوح، ولكن كلّما أدمجنا في التجربة ألفاظًا خلت من هذين الصنفين المقطعين ضعفت الدقّة واختلف المتلفّظون، وإن دلّ على شيء فعلى أهميّة هذين الصنفين المقطعيين، وهذا يقودنا للبحث عن مدى فعّالية هذه الظّاهرة. أي هل نظلّ نعاملها ألسنيًا معاملة الظاهرة الصّوتية أو معاملة القانون الصوتي… كذلك عن البحث في أمر الألفاظ التي خلت من المقاطع المفتوحة والمغلقة بحكم التشديد. أيّ في حالة غياب هذين الصنفين المقطعيين ليس هناك ما ينظّم عمليّة النبر، وإن وجد ما ينوب بالفعل وما هو؟ وهل يتعلّق بصنف مقطعي معيّن أم نجد المقاطع المتوفّرة في الكلمة المعينة أم بالموقع أم بهما معًا؟.

نأخذ الآن نفس الأوزان العشرة (والواقعة تحت عمل الوقف) إذ ستصبح الوحدات الصوتيّة الرّباعيّة، والثلاثية والثنائية وبهذه الطريقة نتمكّن من دراسة موضوع النبر دراسة علميّة صحيحة؛ إذ القصد من هذه المرحلة الثانية النظر بجدّ في حقيقة النبر. هل هو ناجم عن العددية المقطعين أم عن النّوعية المقطعية أم الموقعية المقطعية. وما تطبيق هذه التجربة على هذه الأوزان بالضبط إلا لأنّها إحصائياً أكثر الأنواع المقطعيّة ممارسة واستعمالًا.

الأوزان:

فعلْ     / افعلْ   /   فاعل /      افعلَ   /     فعَلَ

ف.ع.لْ   ا.ف.ع.ل    ف.ا.ع.ل/  ا.ف.ع.ل/    ف.عَ.لَ

نفعل     /    تفاعل    /    انفعل   /     افتعل   /     استفعل

ن.ف.ع.ل/ت.ف.ا.ع.ل  ا.ن.ف.ع.ل ا.ن.ف.ع.ل ا.س.ت.ف.ع.ل  فعل: فَ فْ فّ         وهذا يجري على:

ع : عَ عْ عّ             كلّ صوت من

ل: لَ لْ لّ               هذهِ الأوزان

وفي النظرية البنيوية نسوق الآتي:

تستحقّ الحروف الأبجدية في اللغة الإغريقية كامل إعجابنا. فلماذا؟ لأنّ كل صوت فيها بسيط يصوّر برمز أو يمثّل بعلاقة خطّية واحدة، وبالعكس نجد كلّ علاقة أو رمز يقابل صوتًا بسيطًا لا يتغيّر أبداً، وهذا الاكتشاف يدلّ على عبقرية ورثتها الشعوب اللاتينيّة. ففي نطق اللفظ الإغريقي ذي النّغمة الموقعة (Barbros) ونزنها هكذا بالإغريقيّة بارْبَارُوسْ  ب.ا.رْ.بَ.ا.رُ.سْ.

 

O P A B P A B

 

فنجد كلّ صرف يقابل مدّة زمنية منسجمة. فالخطّ الأفقي يمثّل السلسلة الصّوتيّة الفونطيقيّة والخطوط الصغيرة المتعامدة عليه تمثّل ضروب الانتقال من صوت لآخر، ولا نجد في الحروف الهجائية الإغريقيّة الأصلية حروفًا ذات رسم مُعَقد مثل حرفنا (ch) الذي ينطق (S) كما لا نجد تصويرًا تمثيلًا لصوت واحد هو (S) نرمز له بحرفين هما (C) و(S) ولا مثل (X) التي تنطق (KS) وهذا واضح لكتابة الأصوات الفونولوجية.

لذلك نجد مجموعة الأوزان ذات المقطعين، إذ تحتوي على نوعين من التصرّف الأول وهو وقوع النبر على آخر مقطع، وهذا في حالة الوزن الأولى والرابع (فعل – افعلَ) مكرّر.

وهو كما نرى مقطع مغلق مركّب: ص س ص س

أما الثّاني: فهو وقوع النبر على المقاطع الأولى في الوزن الثاني والثالث والخامس (افعل. فاعل. فعَلَ) مكرّر وهي حسب التّوالي ص س، ص. و س ص س أي مغلوق أو مفتوح طويل.

كذلك ورد المقطعان الأخيران من الوزنين الأول والرابع مكرّر مغلقين. (مغلق بحرف صحيح) (مغلق بحرف مشدّد).

فتلاحظ ورد المقطعان الأوّلان من الوزن الثاني والوزن الخامس مكرّر مغلقين، أمّا مقطع الوزن الثالث فمكرّر فهو مفتوح طويل.

ومن الملاحظ أنّ (النبر) يُنجز ويُسمع على مقاطع مغلقة باستثناء الوزن الثالث مكرّر، وهكذا مرّة أخرى نلاحظ أنّ المقاطع المغلقة بصامتان مشدّدة، والمقاطع الطويلة تحتلّ مكان الأفضليّة في ما يخصّ النبر، إذ إنّ مراقبة الوزنين الأوّل والثاني (افعل. فاعل) مكرّر تساعدنا على استخلاص:

هو حالة انعدام المقطع الطويل المفتوح أو المقطع المغلق بصامتة مشدّدة، فإنّ الأسبقيّة تعطي للمقاطع المغلقة البسيطة على حساب المقاطع المفتوحة العادية، فإن كانت المجموعات الصّوتية ذات مقطعين فقط، فإنّ النبر يقع ويسمع على المقاطع الأولى لكن عند توافر شرطين، وهما: إذا كانت خالية من المقاطع المغلقة التي يكون فيها الصّوت الأخير صامتة مشدّدة ومن المقاطع الطويلة، كذلك إذا كانت المقاطع الأولى مغلقة ومشدّدة، إذ يتقارب الوزنان الثاني والرّابع مكرّر تقاربًا كبيرًا (افعلْ- افعلَ) فكلاهما هو متركّب من مقطعين إلّا أنّ الرّابع مكرّر مغلق بصامتة مشدّدة، فنلاحظ:

«إنّ النّبر قد وقع على المقطع الأوّل من الوزن الثاني (افعلَ) مكرّر، في حين وقع على المقطع الأخير من الوزن الرّابع (افعلَ) مكرّر ونحلّل ذلك إذا ما كان اللفظ متركّبًا مفتوحًا والثاني مغلقًا بسيطًا أو مشدّدًا، فلا يقع النبر إلا على المقطع الثاني. أمّا في حالة كان اللفظ ذي المقطعين متركّبًا من مقطعين مغلقين تكون الأفضليّة في ذلك فيها للمقطع المغلق بصامتة مشدّدة والعكس بالعكس، فإذا كان المقطع الأوّل من اللفظ طويلًا مفتوحًا حاز من دون أي تردّد على النّبر، أمّا إذا كان اللفظ ذي المقطعين متركبًا من مقطع أول مفتوح ومقطع ثان مغلق، فإنّ هذا الأخير يحظى بالنّبر»([45]). ونجد في مجموعة الأوزان ذات ثلاثة مقاطع، أنّه يشتمل الوزن السادس (نفعل) مكرّر على مقطع وسطي مغلق بصامتة مشدّدة وقع عليها النّبر كذلك يشتمل الوزن السابع (تفاعل) مكرّر على مقطع وسطي مفتوح طويل وقع عليها النّبر.

وهذا يدلّنا على تفضيل المقطع المغلق بصامتة مشدّدة (5) (5) والمقطع الطويل على غيرهما من النّماذج المقطعية الأخرى، لأنّها تنحو نحو(القانون الصّوتي). ويعتبر الوزن الثامن (انفعل) والتاسع (افتعل). والعاشر (استفعل) مكرّر أوزان بسيطة أيّ خالية من الصنفين الأفضلين ويقع النبر فيها على المقاطع الأولى المغلقة([46]). وما تقدّم ذكره سنجده في قصائد شاعرنا الحمداني، كما انتخب بحور الشعر وتفعيلاتها.

  1. الخاتمة

ونستنتج أن شاعرنا الحمداني، جعل في مجتمع العصر العباسي الثاني أن ينتج سفرًا أدبيًّا خالدًا أطّره في ديوانه من خلال قصائده المختارة، وهي: “أقناعة، أمّا لجميلٍ، أعزّ الناس، أصلي أصلك السّامي، لعلّ الليالي أن يعدن، وقفتني على الأسى والنّحيب، لا يقطع الله نسل العرب، فلا تنسين إلي الخمول، ندبتُ لحسن الصبر، الشكر خير ثواب، مُتْ مع مَن تحبّ، فارس العرب، زين الشباب أبوفراس، يا عيدُ”. إنّ الدراسة قد حقّقت الفرضيّة من خلال تطبيق النظريّة البنيويّة لسوسير على قصائد الحمداني، من خلال جوانب عدّة أهمّها الفونيمات؛ فالقصائد لغة… تولّدت من أصوات… بصرف النّظر عن الزّمان و المكان. كذلك بصرف النّظر عن منشدها من يكون.

تستطيع الفونيمات العربيّة أن تؤدّي دورًا دلاليًّا في نصّ الشعر، وذلک من خلال صفات الفونيمات أو دلالات مخرجها. وهذه القدرة لا تنحصر على الفونيمات التي تحقّق انزياحًا حضوريًّا، بل تتعدّی أيضًا إلى الفونيمات التي تحقّق انزياحًا غيابيًّا. القدرة على أداء دور دلاليّ تشمل کلّ الفونيمات ولا تختصّ بفونيم من دون الآخر وتؤدّي الفونيمات دورها الدّلالي من خلال صفاتها. الصّفات التي لها ضدّ کالجهر والهمس والانفجار والاحتکاك والإطباق والانفتاح. عندما يحقّق فونيم ما انزياحًا حضوريًّا في مقطع من القصيدة. إنّ قصائد شاعرنا الحمداني المتنوّعة الأغراض والمشارب، قد هيّأت لنا من إمكانية تطبيق النظرية البنيوية للعالم السويسري فريناند دوسوسور بتناول عدّة جوانب هي:

بيان الكتابة الفونولوجية أوالكتابة الفونطيقيّة لاسيّما للتمييز بين الأصوات ذوات الإجهار والأصوات ذوات الإسكانْ، بيان الوحدة الصّوتية (Phonéme) وذلك من تلقّي كلّ انطباع للصّورة الحركيّة لسائر أعضاء الحسّ، من خلال تلقّي الأثر النّفسي الذي هو القاعدة الطبيعيّة لكلّ نظرية وبيان طبيعة الدّلالة اللّسانيّة (الدلالة والمدلول والدالّ) وعلم اللّسان السّكوني وعلم اللسان المتطوّر، من خلال قانون التزامن (السانكروني) وقانون التواتر (الدّياكروني) بوصف اللّسان مؤسّسة اجتماعيّة لدراسة العلاقة بين الألفاظ المتعاقبة أي تلك التي يتوالى بعضها إثر بعض في الزّمن ويحلّ بعضها محلّ بعض والسّكون المطلق لا وجود له إطلاقًا بيان أنواع التّغيرات الفونيطيقيّة (الاطّراد المطلق).

المآخذ والمراجع

  1. إبراهيم، زكريا، مشكلة البنية في كتاب سوسور، علم اللغة العام، بغداد: مكتبة آفاق عربية،1985م.
  2. جرجيس، نعوم، الاملاء الفريد، بغداد: دار التربية،1984م.
  3. حجازي، محمود، أصول البنيوية في علم اللغة والدراسات الأثنولوجية، مجلة عالم الفكر، نيسان، 1972م.
  4. ديوان أبي فراس الحمداني، تحقيق عباس عبدالساتر، بيروت: دار الكتب العلمية،1977م.
  5. ديوان أبي فراس الحمداني، رواية عبد الله الحسين بن خالويه، بيروت: دار صادر، د. ت.
  6. السعدان، محمود، علم اللغة، بغداد: مكتبة آفاق عربية، 1985م.
  7. سوسور فرديناند، دروس في الألسنة العامّة، مترجم بـ صالح القرمادي، وآخرون، تونس: الدار العربية للكتاب، 1985م.
  8. سوسور، فرديناند، علم اللغة العام، مترجم بـ يوئيل يوسف عزيز، العراق: آفاق عربية بيت الموصل، 1988م.
  9. سوسور، فرديناند، محاضرات في علم اللسان، مترجم بـ عبد القادر قنيني، المغرب: افريقيا الشرق الدار البيضاء، 2016م.
  10. طرابلسي، عبد القادر الدراسة النغمية ضرورة وظائفية، مجلة آفاق عربية، السنة التاسعة، العدد(6) شباط، 1984م.
  11. عبد الحميد، أروى، التعبير الصحيح لبلوغ الفصيح، العراق: دار بغداد للنشر، 2016م.
  12. عزيز، يوئيل، علم اللغة العام، جامعة الموصل،1984م.
  13. علي، محمد، مدخل إلى اللسانيات، بيروت، لبنان: دار الكتاب الجديد المتحدة، 2004م.
  14. لنغز، ريد، دروس سوسير في اللسانيات العامة، دروس العام الأول وفق دفاتر البير مترجم بـ ، كوماتسو، نشر وترجمة: وجورج وولف بركامون للنشر، 1996م.
  15. مراد، محمد، اللسانيات واللغة العربية والتطبيقات والحاسوب، مصر: آفاق عربية، 1988م.

الهوامش

[1] – ماجستير اللغة العربية وآدابها، جامعة أصفهان -Jihadnaeem08@gmail.com

[2] – الکاتب المسؤول: أستاذ مساعد بجامعة أصفهان – mehdiabedi1359@yahoo.com

[3] – أستاذ مساعد بجامعة ميسان -aaalqw332@gmail.com

[1] – إبراهيم، مشكلة البنية في كتاب سوسور علم اللغة العام، بغداد: مكتبة آفاق عربية، ص58.

[2] –  السعدان، علم اللغة، بغداد: مكتبة آفاق عربية، ص80.

[3] – سوسور، علم اللغة العام، مترجم بـ يوئيل يوسف عزيز، العراق: آفاق عربية بيت الموصل، ص 23.

[4] – حجازي، أصول البنيويّة في علم اللغة والدّراسات الأثنولوجيّة، مجلة عالم الفكر، ص 156.

[5] – سوسور، دروس في الألسنة العامّة، مترجم بـ صالح القرمادي، وآخرون، تونس: الدار العربية للكتاب، ص98.

[6] – سوسور، علم اللغة العام، ص26.

[7] – المصدر نفسه.

[8] – Art: 1988: P.115

[9] – سوسور، محاضرات في علم اللسان، مترجم بـ عبد القادر قنيني، المغرب: أفريقيا الشرق الدار البيضاء، ص55.

[10] – سوسور، علم اللغة العام، ص51.

[11] – المصدر نفسه، ص51.

[12] – المصدر نفسه، ص 131-138.

[13] – المصدر نفسه، ص 132.

[14] – المصدر نفسه، ص 132.

[15] – المصدر نفسه، ص 17-26.

[16] –  علي، مدخل إلى اللسانيات، بيروت، لبنان: دار الكتاب الجديد المتحدة، ص 16.

[17] – سوسور، محاضرات في علم اللسان، ص 55.

[18] – ديوان أبي فراس الحمداني، تحقيق عبدالساتر، عباس، بيروت: دار الكتب العلمية، ص 13-16.

[19] – المصدر نفسه، ص 22.

[20] – سوسور، محاضرات في علم اللسان، ص55.

[21] – مراد، اللسانيات واللغة العربية والتطبيقات والحاسوب، مصر: آفاق عربية، ص 34.

[22] – سوسور، محاضرات في علم اللسان، ص 57.

[23] – جرجيس، الاملاء الفريد، بغداد: دار التربية، ص80؛ عدالحميد، التعبير الصحيح لبلوغ الفصيح، العراق: دار بغداد للنشر، ص36.

[24] – سوسور، محاضرات في علم اللسان، ص 60.

[25] – لنغز، دروس سوسير في اللسانيات العامة، دروس العام الأول وفق دفاتر البير مترجم بـ ، كوماتسو، نشر وترجمة: وجورج وولف بركامون للنشر، ص140.

[26] – عبد الحميد، التعبير الصحيح لبلوغ الفصيح، ص32.

[27] – ديوان أبي فراس الحمداني، ص21-22.

[28] – المصدر نفسه، 10.

[29] – المصدر نفسه.

[30] – المصدر نفسه، 18.

[31] – سوسور، علم اللغة العام، ص85.

[32] – عزيز، علم اللغة العام، جامعة الموصل، ص85.

[33] – ديوان أبي فراس الحمداني، ص 17.

[34] –  طرابلسي، الدراسة النغمية ضرورة وظائفية، مجلة آفاق عربية، السنة التاسعة، العدد (6) شباط، ص 21.

[35] – لنغز، دروس سوسير في اللسانيات العامة، ص 22.

[36] – ديوان أبي فراس الحمداني، ص45.

[37] – المصدر نفسه، ص231.

[38] – سوسور، محاضرات في علم اللسان، ص 83.

[39] – المصدر نفسه، 83.

[40] – ديوان أبي فراس الحمداني، ص 87.

[41] – المصدر نفسه، ص 16.

[42] – طرابلسي، الدراسة النغمية ضرورة وظائفية، ص 95.

[43] –  المصدر نفسه، ص 96.

[44] – المصدر نفسه، ص 96.

[45] – المصدر نفسه، ص 98.

[46] – المصدر نفسه، ص 98-99.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website