foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

التحوّلات التاريخيّة في صراع السبعين عامًا بين الكيان الإسرائيلي وإيران (1948- 2019م)

0

التحوّلات التاريخيّة في صراع السبعين عامًا بين الكيان الإسرائيلي وإيران (1948- 2019م)

موسى محمد حدرج)[1])

يتناول هذا البحث فصول تطوّر وتبدّل العلاقات بين الكيان الإسرائيلي وإيران ومراحله منذ مرحلة الحكم الملكي الشاهنشاهي الثاني في إيران وصولاً إلى وقتنا الحالي، ويستعرض التاريخ المليء بالتقلّبات في العلاقات بين أقصى التّعاون والتنسيق إلى أقصى التّباين والنّفور، وكيف تحوّلت الدولتان من دولتين حليفتين لديهما مصالح مشتركة إلى عدوّتين لدودتين لديهما منافسة إقليميّة ودولية واسعة.

يركّز البحث في حدوده الزّمنية ضمن الحقبة الممتدّة من حكم الشاه محمد رضا من وقت تأسيس الكيان الإسرائيلي العام 1948م مروراً بمرحلة انتصار الثورة الإسلامية في إيران العام 1979 وحتى العام 2019م، وعلى المستوى الجغرافي والمكاني في محاولة لربط كل الأبعاد الجغرافية المتعلّقة بالصراع بدءًا من إيران وصولًا إلى لبنان وسوريا وفلسطين.

الكلمات المفتاحية: الصراع – الجمهورية الإسلامية الإيرانية – إسرائيل – الحكم البهلوي – المقاومة – الحرب الإيرانية العراقية – قاسم سليماني – البرنامج النووي – الربيع العربي.

Abstract

This research deals with the chapters and stages of the development and change of relations between the Israeli entity and Iran since the period of the second Shahnshahi monarchy in Iran until the present time.  It reviews a history full of fluctuations in relations between maximum cooperation and coordination to maximum disparity and resentment, and how the two countries transformed from allies with common interests to arch enemies with extensive regional and international competition.

The research focuses on its time limits within the extended period of the rule of Shah Muhammad Reza from the establishment of the Israeli entity in 1948 AD through the period of the victory of the Islamic Revolution in Iran in 1979 until the year 2019 AD, and on the geographical and spatial level in an attempt to link all geographical dimensions related to the conflict, starting from Iran all the way to Lebanon, Syria and Palestine.

key words: The conflict – Islamic Republic of Iran – Israel – Pahlavi regime – Resistance – Iran-Iraq war – Qassem Soleimani – Nuclear program- Arab Spring.

مقدّمة

تمثّل الحروب والصراعات هاجسًا حقيقيًّا لدى البشرية لما يترافق معها من مآسٍ ودمار وخراب، وهي نقمة ابتليت بها البشرية منذ العصور الأولى للبشرية، فالصراعات والحروب من عمر الإنسان، لهذا تُعدُّ من الظواهر البشرية المتجذّرة في عمق التاريخ، التي يسعى من خلالها الإنسان الى رسم مستقبله بطريقة حادّة، من خلال ترقّب نتائج تولّد متغيّرات وتقلّبات هائلة اقتصاديّة اجتماعيّة سياسيّة وحتّى ثقافيّة، ومن هذا المنطلق هي محطّ أنظار للكثير من الباحثين والدّارسين المختصين في مجالات العلوم الإنسانية المختلفة.

عندما تُذكر كلمة حرب أو صراع، يعتقد القارئ أنّها أسلحة وقصف ودمار ومدافع. إنّ الحرب محلّ البحث ليست بالضرورة حربًا مسلّحة، وليست حربًا عسكرية خشنة، ولا نقصد دبّابةً مقابل دبّابة ومدفعًا مقابل آخر، بل إنّها حرب تتخذ أشكالًا سياسية، علمية وثقافية والتي هي من مرتكزات القوّة والحرب الناعمة([1]).

إنّ الصراع بين الإيراني والكيان الإسرائيلي في منطقة غرب آسيا جعل من تحليله وقراءته قيمة مضافة، فأوجد تأثيرًا مباشرًا على الكثير من دول المنطقة سلبًا أو إيجابًا، كما وإنّنا ما زلنا وسنبقى تحت تأثّر هذا الصراع الإقليمي الذي أصبح متحكّمًا فينا شئنا أم أبينا.

يهدف هذا البحث على وجه الخصوص إلى استعراض المسارّ التاريخي لتبدّل العلاقات بين البلدين، ومحاولة لدراسة مدى العلاقة بين الكيان الإسرائيلي وإيران وعمقها زمن الشاه وزمن الثورة، والتغيّرات والتبدّلات التي حصلت من أجل تحليل طبيعة الصراع القائم بين البلدين وتبيان حقيقته وشكله وأبعاده، وأدوات الصراع المستخدمة من الطرفين، إلى جانب تبيان آثار الصراع وانعكاسه على لبنان والمنطقة والمشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة والأمنيّة الناجمة عنه.

وسنحاول في هذه الإطلالة السريعة تقديم تفسيرات تاريخيّة إضافيّة عن طبيعة تطوّر الصراع بين البلدين وماهيّة التنافس على المنطقة الحيويّة في الشرق الأوسط من وجهة نظر كلا الطرفين ونظراتهم المختلفة.

  الحكم البهلوي … الصديق الأعمى للغرب

إنّ من المحطّات التاريخية المهّمة في التاريخ الحديث والوسيط والتي أحدثت تغيّرًا جذريًّا في المسار التاريخي لإيران الفارسية، هو سيطرة الصّفويين على رقعة واسعة من المناطق الإيرانيّة وتحقيق حلم الوحدة والسيادة القوميّة والتخلص من حكم الفتح العربي، وإعلان قيام الدّولة الصفويّة على يد إسماعيل الصفوي مؤسّس الدّولة، والتي تبنّت المذهب الشيعي دينًا رسميًّا لإيران وأجبرت الشّعوب المختلفة على ترك مذاهبهم والتحوّل إلى مذهب الشيعة الإثني عشريّة([2])؛ هذا التحول الدراماتيكي الذي سيكون له الكثير من التأثيرات لاحقًا في النواحي السياسيّة والاجتماعيّة والدّينيّة ستمتدّ تأثيراتها لتشمل مناطق واسعة وسط آسيا وغربها، وسينعكس مواجهة حادّة في القرن العشرين. وهذا ما سنحاول أن نلقي الضوء عليها في عناوين البحث اللاحقة.

انتقل الحكم في إيران من الصفويين إلى الأفاغنة، والذين لم يستمرّوا طويلًا بسبب استلاء روسيا على مناطق شمال إيران، وبعدهم الأفشارية فالزّندية ومن ثم القاجاريّة، والتي حكمت من العام 1797م حتى العام 1925م([3])، ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى وما لها من نتائج سياسيّة واجتماعيّة مختلفة ومنها احتلال الإنكليز لإيران في ظلّ ظروف داخلية مليئة بالفوضى والضعف والانحطاط التي كانت قد شهدتها الدولة القاجارية، كلّ ذلك ساعد في حصول تغيّر في البنية السياسيّة للدولة الحاكمة ووصول العائلة البهلويّة إلى الحكم صاحبة الرعاية والاهتمام الخاص من الحكومة البريطانية، التي وجدت أنّ الفرصة مناسبة لها في ظلّ التّراجع الروسي بسبب الثورة البلشفيّة التي كانت في مقتبل عمرها.

كان النّظام البهلوي يحظى باهتمام ودعم غربيّ كبير جدًّا، ما أتاح له البقاء مدّة طويلة على الرّغم من المعارضة الداخليّة القويّة التي شهدتها الساحة الإيرانية. ولا يخفى على أحد مدى الارتباط الوثيق بين السلالة الحاكمة والحكومة البريطانية والأميريكيّة، فقد كان الشاه محمد رضا بهلوي المنفِّذ والراعي لشؤون الغرب حتى أُطلق عليه اسم “شرطيّ الخليج”، وقد قال أثناء في لقاء صحفي أجراه معه أنيس منصور ونُشر في مجلّة 6 أكتوبر العدد 192 الصادر في 29 يوليو من العام 1980م في القاهرة: “أردوا أن أخرج لأنّي كنتُ مستقلًّا في تفكيري وتدبيري … إنّني الآن أرى كل شيء بوضوح، أرى كل أخطائي، ومن بين أخطائي المميتة أنّني صدقت الغرب كالأعمى وأنّني أخذت قضية صداقة الغرب شيئًا مسلّمًا به، لقد كنتُ أعمى، وبعد أن استسلمت لهذه الصداقة- قدّمتُ لبلادي – أكثر وأكبر ما تقدر على هضمه”([4]).

   الشاه محمد رضا… شريان الحياة للكيان الإسرائيلي

مع تأسيس الكيان الإسرائيلي في العام 1948م، تأسّست معه علاقة قوية بين إيران وإسرائيل، فكلاهما كانا يُعدَّان عامل استقرار لصالح الولايات المتحدة الاميريكيّة في المنطقة، وهذا ما ذكره السناتور الأميركي جاكسون أشد أعضاء مجلس الشيوخ الأميريكي عداوة للعرب في حديثه لمجلة يو أس نيوز وورلد ريبورت (US News and World Report)، والذي عدَّ في حديثه أنّه لولا وجود شاه إيران وإسرائيل في الشّرق الأوسط لخسرت الولايات المتحدة الأمريكية مصالحها النفطيّة ولزالت العديد من الدّول التابعة للغرب كالأردن والسعودية([5])، ولذلك كانت البصمات الصهيونية موجودة على الرّغم من عدم ظهورها العلني في الانقلاب، الذي أدارته الولايات المتحدة الأمريكيّة وبريطانيا في 19 آب 1952م ضد رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدّق للسيطرة على النفط الإيراني، من خلال “شابور ريبورتر” الذي كان على علاقة بشبكة استخبارات يديرها “لورد روتشيلد” صاحب النفوذ الصهيوني المعروف([6]).

قدّمت إيران الشاه إلى الكيان الإسرائيلي خدمة البقاء على قيد الحياة، فكانت شريان الحياة النفطي لها عندما لجأ العرب إلى استخدام سلاح النّفط في حرب 1967 و1973م – بصرف النظر عن مدى فعاليتهم، وقد كُتب الكثير عن جدّية العرب وصدقيتهم في استخدام سلاح النّفط – ففي أصعب الظروف قدّمت إيران لإسرائيل النفط من العام 1957م وخفّفت عنها عبء استيراد النّفط الغالي الثمن من فنزويلا، وحقّقت بذلك أرباحًا طائلة من الاستخدام المحلّي وإعادة التّصدير سمحت لها بإنشاء خط أنابيب إيلات حيفا، وقد بقيت إيران لسنوات عديدة هي المصدر شبه الوحيد للنفط الوارد إلى إسرائيل([7]).

لم تقتصر العلاقات بين البلدين على المستوى الرسمي السياسي، بل تعدّته لتكون هناك علاقات شبه طبيعيّة نوعًا ما مع جزء من المجتمع، وقد كانت وكالة الهجرة اليهودية تعمل بأريحيّة في جزء من البيئة الاجتماعيّة الإيرانيّة المنفتحة على الثقافة الغربيّة، فقد نشرت دعوات تشجّع فيها الهجرة في أسواق إيران، كما وتخطّى التعاون ليطال جوانب أمنيّة تتعلق بتبادل المعلومات الاستخباريّة  المفيدة للبلدين([8]).

إنّ التعاون الأمني لم يكن خافيًا آنذاك على الرأي العام الداخلي والعالمي، فقد استفاد الشاه من المخابرات المركزية الأمريكيّة CIA ومن المخابرات الإسرائيليّة “الموساد” في الإطاحة بحكومة مصدق، التي سعت إلى تأميم  النفط الإيراني، كما واستعان بهم في تشييد جهاز “السافاك([9])([10])، الذي كان له الدّور الكبير في كبح جماح المعارضة وتمزيق المنظمات المناوئة للسلطة، وألقى القبض على معظم زعماء المعارضة وعلى رأسهم مصدق ووزير الخارجيّة فاطمي، إلى جانب الكثير من رموز الحركة الدّينيّة والشّيوعيّة آنذاك.

على أثر الخسائر العسكرية التي مُنيت بها مصر العام 1956م في العدوان الثلاثي عليها، بدأت أنظار إيران تتزايد تجاه الكيان الصهيوني رغبة في تعزيز العلاقات العسكريّة والأمنيّة، والاستفادة منها في التكنولوجيّة العسكريّة والوسائل القتاليّة، التي ظهرت لدى إسرائيل في حربها مع مصر، كما وأنّ وجود عدوّ مشترك وهو العراق عزّز من هذا التعاون، وهذا ما صرّح به العميد في الاحتياط تسوري ساغي والذي أرسلته إسرائيل لتدريب عناصر مصطفى ملاّ البرزاني الكرديّة ضد الجيش العراقي في وثائقي عرض على قناة “كان” العبريّة، كما وتطورت العلاقات الإسرائيليّة الإيرانيّة إلى تبادل سفراء إذ عين يعكوف نمرودي الملحق العسكري الأول في السّفارة الإسرائيليّة في طهران([11]).

هذا التّعاون وصل إلى حدّ محاربة الفكر الإسلامي نفسه، فقام الشاه محمد رضا في آخر مراحل حكمه بإلغاء التقويم الهجري ما زاد من نفوذ البهائيين واليهود في الدولة([12])، والذي كان بدوره سببًا مهمًا أشعل الدّافعيّة الدّينيّة للثورة.

الحرب الإيرانية العراقية … إسرائيل تراقب بارتياح

الأول من شباط من العام 1979م الساعة 9.30 صباحًا، حدثت في غرب آسيا هزةٌ أرضية جيو سياسية – على حد تعبير هنري كسينجر ومحمد حسنين هيكل – تزامنت مع هبوط طائرة السيد الخميني في مطار طهران، الذي أعلن بسلوكه السياسي والثوري أنّ خريطة القرن العشرين للشرق الأوسط اصطناع زائف، وفي خطاب الخميني في أول نيسان الذي أعلن فيه تأسيس جمهورية إيران الإسلاميّة، أحدث هزّة كبيرة لحكومات العالم العربي التي شعرت أنّها عرضة لاستبدالها  بـ “حكومة إسلامية”([13]).

وقد أثار انفجار الثورة الإسلامية الإيرانية بطريقة مفاجئة العديد من التّساؤلات في العالم، وقد أثارت حفيظة الدول “الإسلاميّة السُنّية” المجاورة واقعيًّا والمتاخمة جغرافيًّا وعلى رأسها العراق وأفغانستان ودول الخليج، ويمكن القول إنّ الهجوم العراقي المباغت على إيران العام 1980م يُعد بالإضافة الى الأسباب التّاريخيّة والسياسيّة، محاولة عراقية لمنع وصول الثورة إلى الداخل العراقي ذات الأغلبية الشّيعيّة، هذه الحرب المفروضة على الثورة الفتية، المستفيد الأكبر منها هي إسرائيل([14]).

كانت إسرائيل في تلك الحقبة تشعر بالارتياح الكبير في موقفها الاستراتيجي، بفضل الاتفاق مع مصر من جهة والصّراع المرير بين الإيراني والعراقي من جهة أخرى، وكانت تنظر الى ضرورة أن يواصل الطرفان القتال ويستنفذوا بعضهم البعض([15])، لذلك كان الكيان الإسرائيلي في كل تلك الحقبة ينظر إلى أنّ الثورة الإيرانية ثورة ضعيفة، وليست ضمن لائحة التهديدات في المدى القريب.

في هذه المرحلة بدأت العلاقات بين إيران والغرب تزداد سوءًا، ولكن ليس إلى حدّ العداء المطلق أقلها من جانب الولايات المتحدة الاميركية، فإيران كانت مشغولة بحربها مع العراق، والولايات المتحدة كانت تعمل وفق استراتيجية جذب الثورة لضمان عدم انضمامها لفلك الاتحاد السوفياتي، وهذا ما أشار له وزير الخارجية الأميركي سايروس روبرتس فانس Cyrus Roberts Vance في مذكراته: “.. إنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة ستحافظ على علاقات ديبلوماسيّة مع النظام الجديد … مصالحنا الاستراتيجيّة تتطلب أن نحافظ على علاقاتنا بالنّظام الجديد على الرّغم من أنّها محدودة… وأن تكون إيران مستقرة وغير شيوعيّة… “([16])، وإسرائيل في هذا الوقت كانت تراقب عن بعد وتعمل تحت سقف السياسيّة الأميركيّة، ولكنها كانت تنتنظر تسونامي قادمة لا محالة.

الانعطافة التاريخية للعلاقة …  “دوشمن كوشك”

أمام كل هذه التقلّبات الكبيرة جدُّا التي حصلت، كان الإسرائيليون ينظرون ويتابعون كل الأحداث والتطورات، وكانت تعدُّ إيران محط أنظار، فهي جزء من مناطق الاهتمام الأمني والاستراتيجي، وهذا ما ذكره أريئيل شارون حين كان وزيرًا للأمن أواخر العام 1981م، أثناء محاضرة له تحت عنوان “مشكلات إسرائيل الاستراتيجيّة في الثمانينيات” إذ أشار فيها أنّه على إسرائيل أن توسع من مجال اهتمامها الاستراتيجي والأمني بحيث تشمل تركيا وإيران وباكستان ومناطق الخليج الفارسي وأفريقيا([17]).

كانت الأصوات الدّاعمة للقضيّة الفلسطينية موجودة في الدّاخل الإيراني منذ عهد الشاه، فقد حاول مصدّق – وهو رجل الدين الشيعي “الكاشاني”- قطع العلاقات مع إسرائيل، وكان أوّل من نظّم مظاهرة تندّد باغتصاب فلسطين، وقام بجمع أموال وإرسال متطوعين لمقاومة إسرائيل، ولكن مع الثورة أصبح للموقف صبغة رسمية تشكل خطرًا أكبر على المشروع الصهيوني الإسرائيلي في المنطقة، فكانت إيران أوّل من استقبل وفتح ذراعه للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم ياسر عرفات، الذي عبّر في أكثر من موقف عن شكره لإيران التي وقفت إلى جانبه وحوّلت مقرّ البعثة الإسرائيليّة إلى مقرّ لسفارة فلسطين، وتصريحات كثيرة تفيد بعمق التحوّل في النظرة الإيرانية تجاه فلسطين، فقد صرّح رئيس مجلس الشورى الإيراني في ديسمبر 1984م أنّ قضية فلسطين هي جزء من شرعيّة الثّورة الإيرانيّة، وكان السّيد الخامنئي عضو مجلس الثورة آنذاك قد اقترح تقديم مقدّرات إحدى جزر الخليج الثلاث إلى الفلسطينين بحيث يتولون إدارتها، ويحصلون على عائد نفطها ليستثمروه لصالح مسيرتهم النضالية، لكن الاقتراح عارضه ممثلو حركة تحرير إيران([18]).

أمام كل تلك التطورات وعلى الرغم من كلّ الآلام من الحرب العراقيّة، ظهرت إيران كلاعب أساسي في الصراع العربي الإسرائيلي، وأطلق السيد الخميني كلمته المدوية التي أرقت مضاجع الصهاينة: “إسرائيل دوشمن كوچك” أيّ إسرائيل الشيطان الأصغر. ومع انتهاء حرب الخليج الأولى بدأت إيران تتحوّل الى جزء أساسي من الخطر والتّهديد على الكيان الإسرائيلي.

إيران كتهديد استراتيجي متنامٍ

مع اقتراب نهاية الحرب الإيرانيّة العراقيّة وبعد انتقال القيادة إلى السيد علي الخامنئي بعد وفاة السيد الخميني، بدأت إيران تتحوّل إلى دولة فاعلة أكثر فأكثر إلى جانب الحركات التحرّرية في العالم وإلى جانب التيارات الشّعبية المناهضة لإسرائيل، فتحوّلت إيران من تهديد أمني إلى تهديد استراتيجي متنامٍ.

لا يوجد توقيت دقيق لمرحلة تنامي الدور الإيراني، فهي عملية تراكميّة يمكن القول إنّها قد بدأت في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، هذه المرحلة التي حصلت فيها ثلاثة أحداث مهمة على صعيد المنطقة، الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982م، انتفاضة الأقصى الأولى 1987م، وحرب الخليج الثانية 1991م، وذهبت بعض الآراء لربط توقيت غزو لبنان، بتوقيت التقدّم الذي أحرزه الجيش الإيراني في حربه ضد العراق على جبهة خرمشهر، في محاولة من الإسرائيلي لإنهاء نظام الحكم في لبنان وسوريا لصالح الكيان([19])، وذلك قبل ما كان يحتمل حينها انتهاء الحرب الإيرانيّة.

لكنّ القدر المتيقن فيه أنّ إيران وفي ذروة قتالها على الجبهة العراقيّة بدأت تسعى إلى دعم الجبهات مقابل الإسرائيلي، وهذا ما بدأ يقلق الصّهاينة إلى حدّ كبير، فعلى وقع أصوات جنازير الدّبابات وغارات الطيران الحربي الإسرائيلي، وجدت إيران الجمهورية الإسلاميّة الناشئة في ذلك فرصة استراتيجيّة لأداء دور في سوريا ولبنان، فأرسل الوليّ الفقيه الخميني معاونه علي أكبر محتشمي پور في 1 آب 1981م كسفير لإيران في دمشق، وكان من إحدى مهامه هو مساعدة لبنان على تأسيس حركة مقاومة بعد انهيار مؤسسات الدّولة. بدأت على الفور اجتماعات رجال الدّين الشّيعة المطرودين من العراق بعد وصول حزب البعث إلى سدّة الحكم، فكانت انطلاقة ما عُرف لاحقًا باسم حزب الله من حوزة الإمام المنتظر في بعلبك([20])، هذا الحزب الذي سيؤدي في المستقبل أدوارًا رئيسة في الصّراع العربي الإسرائيلي، وسيتحول إلى رأس حربة في مواجهة المشروع الإسرائيلي، والذي سيشكل خطرًا استراتيجيًّا بل وجوديًّ حسب “وثيقة ايزنكوت” التي نشرها لاحقًا.

وكان لانهيار الاتحاد السوفياتي وفقدان سوريا الحليف الدّولي، أثرًا سيّئًا عليها حيث دخلت في عزلة سياسيّة دولية، ولكن الجمهورية الإسلاميّة حولت التهديد إلى فرصة فسعت إلى الاستفادة من تعزيز علاقتها مع سوريا ولا سيّما أنّ الأخيرة لم تتورط في أزمة الخليج الثانية، وبذلك دخلت إيران إلى جانب سوريا كلاعب أساسي في المفاوضات المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، كما ويمكن القول إنّ تنامي المقاومة الإسلاميّة في لبنان كان نتاج التّحالف الإيراني السّوري كجزء من إدارة المواجهة مع الإسرائيلي([21]).

بناءً على كلّ ما تقدّم، تطوّرت العلاقة بين إيران وسوريا من علاقة عادية وتحالف تكتيكي إلى تحالف استراتيجي بين الدولتين، فكلاهما يحتاج إلى الآخر في كسر طوق العزلة المفروضة عليهما الى جانب العلاقات الاقتصاديّة والعسكريّة بين البلدين، ومن هذا الجانب وجدت إسرائيل نفسها أمام تحالف يصعب كسره في ظل وجود شبكة كبيرة من حركات المقاومة الفلسطينيّة واللبنانيّة المرتبطة بهما.

مع العام 1997م عدَّ الدكتور “يوسي منشروف” في محاضرة ألقاها في معهد القدس للأبحاث، أن شكل الصراع والمواجهة بين إيران وإسرائيل انتقلت إلى مستوى متقدّم، فمع تعيين قاسم سليماني على رأس قوّة القدس، وعماد مغنية على رأس المقاومة في لبنان، أصبح هناك انسجام وتحالف أكثر قوة ووضوحًا، فحزب الله لم يعد وكيلاً بل موكلاَ([22])، وهذا الأمر له دلالات كبيرة لدى القيادة السياسيّة والعسكرية للكيان والتي أصبحت تعدُّ أنّ التهديد الإيراني أصبح أكثر جديّة وأكثر واقعية من السابق، وانتقل إلى مرحلة متقدّمة في أخذ التماس مع حدود الكيان.

انتصارات تكتيكية مقابل إخفاقات استراتيجيّة

في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين وضمن مرحلة زمنيّة حساسة ودقيقة جدًا، تحرّرت إيران من تهديدين مهمّين كانا يشكّلان جدرانًا كبيرة أمامها من الشّرق والغرب، وهذا ما أشار إليه البروفسور إيال زيسر([23])، إذ بين العام 2001 و 2003م تخلّصت إيران من جارين عدوّين لدودين يحكمان الحصار عليها؛ من جهة الشّرق نظام طالبان في أفغانستان المعادي والمكفّر للفكر الشيعي والتي حدثت عدّة توترات معها، ومن الغرب نظام صدام حسين الذي أثبت عداوته لإيران خلال كل السنوات السابقة وضمنها الحرب المفروضة. فقام جورج بوش الابن باجتياح أفغانستان العام 2001م وأسقط طالبان واجتاح العراق بعد حوالي العامين وأسقط النّظام البعثي([24]).

قبل هذا الوقت كانت إسرائيل قد فتحت علاقات مباشرة مع العناصر المعارضة للنظام الجديد في طهران، والتي لديها النظرة الجيوسياسية نفسها كما كانت للشاه، وهذا ما عبّر عنه “دور غولد” سفير إسرائيل السابق في الأمم المتحدة في 28 تشرين الأول 2004م، كما وفهمت إسرائيل أنّ عملية السلام التي ستقوم بها مع الدول العربية سيكون لها الأثر الكبير في تقليص النّفوذ الإيراني في المنطقة، لذلك سعت إيران في المقابل إلى تعزيز علاقاتها مع الجماعات الفلسطينيّة التي ما زالت تحمل شعار المقاومة ضد إسرائيل([25]).

أمام كل المحاولات الإسرائيليّة لكبح جماح الحضور الإيراني المتزايد في المنطقة، دخلت إسرائيل في متاهة المشهد الجديد من الانتصارات المتتالية لمحور المقاومة المدعوم من إيران وسوريا، بدأ بالانسحاب الإسرائيلي من الشريط المحتل جنوب لبنان العام 2000م، وانتفاضة الأقصى الثانية تشرين الأول من العام نفسه، ومن ثمَّ انسحاب آخر هذه المرّة من قطاع غزة العام 2005م، وانتصار المقاومة في حرب تموز 2006م، ما كرّس مفهوم الانتصار لدى المقاومة وشكّل للإسرائيلي معضلات كبيرة وجعل مدرسة المقاومة ـ وتحديدًا حزب الله ـ تحتل مكانة محترمة على مستوى التفكير والسّلوك العربي، فبدأت النّظرية الأمنية الإسرائيليّة تواجه العديد من التحديات والتهديدات على رأسها إيران التي عدَّتها إسرائيل تهديدًا استراتيجيًّا خطيًرا، وخاصّة بعد إعادة إيران دعواتها لإزالة إسرائيل ونواياها لتطوير برنامجها النووي([26]).

حاولت إسرائيل في هذه المرحلة كبح الإرهاب، وإيجاد ردود موضعية على تنامي الدور الإيراني من خلال عمليات ومعارك متعددة تجاه نقاط قوة المقاومة في المنطقة، فنفّذت عمليّة “السور الواقي” في ربيع 2002م، و”حرب لبنان الثانية” 2006م وحرب “الرصاص المسكوب” 2008م([27]).

في خضم كلّ هذه الأحداث المتشابكة حقّق المعسكر الغربي على المستوى الدولي بقيادة أميركا حضورًا إضافيًّا في منطقة غرب آسيا، بالتزامن مع عمليات عسكرية إسرائيليّة محدودة لقطع ما يطلقون عليه “أيدي إيران من المقاومة اللبنانية والفلسطينية” بهدف تأمين المزيد من الأمن للكيان الإسرائيلي، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، فما فعله بوش أدّى إلى ازدياد قوّة إيران في المنطقة وغرق إضافي للأميريكي في المستنقع الأفغاني والعراقي، وما فعله الإسرائيلي كرّس انتصارات استراتيجية للمقاومة، فكان العقد الأوّل من هذا القرن هو عقد الانتصارات الاستراتيجيّة لمحور إيران الى جانب انتصارات تكتيكيّة للمحور الغربي.

إيران النووية … التحدي الوجودي للكيان

مع الدّخول في العقد الثاني من القرن الحالي تحوّل التهديد الإيراني من تهديد استراتيجي الى تهديد وجودي للكيان، وهذا ما عبّرت عنه الكثير من الدّراسات والتّقارير الاستخباريّة المنشورة في الاعلام العبري، فإيران بدأت تسعى بقوة للدّخول إلى نادي الدّول النووية إلى جانب وجود قوّة مقاومة على تنسيق عالٍ جدًّا مع قوات عسكرية متطوّرة من الحرس الثوري، إذ إنّ الجيش داخل إيران يملك ترسانة أسلحة بالستية هي الأولى في المنطقة.

في ظلّ التقديرات الجديدة التي صنّفت إيران كقوّة تهديد وجودي، وجدت إسرائيل نفسها مضطرة إلى الاستعانة أكثر بالقدرات الأميركيّة، وعزّزت ارتباطها مع القيادية العسكرية الأمريكية في أوروبا (EUCOM)، فقام الجنرال جون.دGen. John D. Gardner بزيارة إلى الكيان للعمل على تطوير القدرات الأميريكيّة من خلال إيجاد بنية رادارية تعمل بتكنولوجيا متطوّرة لرصد ومراقبة الجبهة الشرقية والجنوبية وصولاً إلى البحر الأحمر وشبه الجزيرة العربية وخليج فارس وإيران، فأنشئت قاعدة أميركية على جبل كيرن الاستراتيجي في النقب([28]).

كان باراك أوباما قد تعهّد في ولايته الأولى والثانية بمنع إيران من حيازة سلاح نووي، ولكن عانت أميركا في هذه الحقبة من متابعة هذا الإعلان وتحقيقه بأيّ ثمن فقد كانت مشغولة ومستنزفة في القتال في أفغانستان واالعراق، واهتمامها متجه نحو التهديد في أقصى الشّرق.

أمام العجز والتخبّط الأميركي في المنطقة، اعتمدت إسرائيل على مجموعة خطوات من أجل مواجهة الواقع الجديد؛ تنوّعت هذه الخطوات بين خطوات عسكريّة وأمنية واقتصاديّة وسياسيّة. فقد سعت إلى تحويل التهديد الإيراني من تهديد موجّه نحو إسرائيل إلى تهديد يطال الدّول العربيّة كالسعوديّة والإمارات إضافة إلى بعض الدول الأوروبيّة والآسيويّة، وسعت إلى تحريض الولايات المتحدة لتكون رأس حربة في المواجهة، وتحضير الجيش لخيار عسكري ضد إيران، والعمل على زيادة الضغوطات الاقتصادية الغربية على إيران([29]).

بقي الخيار العسكري يترنّح لعدّة أسباب على رأسها تردّد المؤسّسة الأمنيّة في تنفيذ فكرة المواجهة مع إيران، فقد كانت جلسات النقاش المتعلّقة بالخيار العسكري لمواجهة ايران محتدمة، فنتنياهو وباراك كانا يدعمان خيارًا حماسيًّا، في المقابل دغان اشكنازي ويدلين يعارضان هذا الخيار لما له من نتائج وخيمة على مستقبل الكيان، ولكنّهم في المقابل وضعوا مزيدًا من الخطط والبرامج الإضافيّة، منها: العمل على إسقاط نظام “آية الله”، استسلام إيران مقابل العقوبات الاقتصاديّة المتزايدة عليها، القيام بعمل عسكري لائتلاف دوليّ إضافة إلى استمرار العمل على عرقلة البرنامج الإيراني بعمليات سرّيّة، وكان الجزء المهم من هذه البرامج يهدف إلى تقويض قدرات ونقاط القوّة في محور المقاومة وهي حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، من خلال محاصرتها بثورات عربيّة إسلاميّة أولويتها القتال العربي العربي وليس العربي الإسرائيلي، فبدأت ملاحم ما يسمى الربيع العربي تبدو في الأفق.

الربيع العربي … ومحاصرة إيران بثورات متطرّفة

تتعدّد الآراء والمعلومات عن الأسباب الحقيقية وراء الثورات العربيّة، التي نزل خلالها ملايين العرب إلى الشوراع في العام 2011م للمطالبة بالعدالة الاجتماعيّة والحرّية، والعيش بكرامة وإنسانيّة ورفض الأنظمة العربيّة المستبدّة التي عفى عليها الزمن، فمنهم من عدَّ أنها جاءت نتيجة طبيعة لظلم الحكّام العرب ومنهم من عدَّها صحوة إسلاميّة جديدة، ومنهم من عدَّها صناعة استخباراتيّة عالمية.

لكن ما يمكن قراءته بوضوح، ورد على لسان مايكل موريل نائب مدير الـ”سي آي اي” في كتاب نشره العام 2015م: “إنّ الربيع العربي كان نعمة للمتطرّفين الإسلاميين في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا … ومن منظار مكافحة الإرهاب، تحوّل الربيع العربي إلى شتاء”([30])، هذا الحضور الكبير “للتطرّف الإسلامي” الذي أدّى إلى تشتّت الأمّة الإسلاميّة أكثر من تجمّعها واتحادها، استفاد منه الغرب وإسرائيل في محاصرة إيران “الجمهورية الشّيعيّة” ودخلت الأمّة العربية في مرحلة صراع غير واضح المعالم.

لذلك يعدُّ الكثير من المؤرّخين والمثقّفين، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر المؤرّخ المصري أسامة الدّسوقي ” أنّ الثورات العربية صناعة أمريكية خالصة” ويصفها آخرون أنّها “سايكس – بيكو ثانية” لما عاينوه من سلوك غير مفهوم لهذه الجماعات. وقد كتب الكاتب طارق رمضان أنّ الانتفاضات كانت مؤامرة أجنبية خُطّط لها من الخارج، هدفها تسهيل السيطرة الغربية على الوطن العربي، ولذلك تحوّل الربيع العربي إلى حرب طائفيّة ومذهبيّة، وبالتالي دخلنا في حرب – باردة إقليميّة جديدة – بين زعيمة الإٍسلام السّني العربي السّعودية وزعيمة الإسلام الشّيعي الجمهورية الإيرانيّة([31]).

حتّى المفكرين والكتّاب الصهاينة نظروا إلى الربيع العربي بمنظار آخر، فقد ذكر “أيال زيسر” أنّ شكل الربيع العربي منذ بدأ كان يبدو ثورات سوف تنزل الضربة القاضية بجهود إيران لتأسيس “محور المقاومة” الذي يمتد من إيران مرورًا ببغداد ودمشق وصولًا إلى بيروت وغزّة، ولكن تبيّن في النهاية أنّ الربيع العربي ليس سوى صحوة عربيّة سنيّة تكفيريّة موجّهة ضد الدولة الإيرانية وضدّ الشّيعة أكثر ممّا هي ضد إسرائيل([32]).

في هذا الوقت كانت الأنظار الأميركية لإدارة باراك أوباما تراقب التهديدات في أقصى الشّرق تجاه الصين وروسيا، وكانت تسعى في الوقت نفسه إلى إبرام اتفاق نووي مع إيران تحت مظلة الأمم المتحدة لحفظ أمن إسرائيل بالدرجة الأولى ومنع بلوغها عتبة القنبلة النووية، مقابل هذا التصور كانت السعودية – ومن خلفها إسرائيل – لديها نظرة متباينة في الملف الإيراني وهو “قطع رأس الأفعى” وتحويلها إلى عدو بوصفها خطر وجودي على الدول الخليجيّة([33]).

اغتيال سليماني وتجدّد الثورة

فشلت الخطط والبرامج المختلفة التي هدفت إلى إضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدءًا من الحصار الاقتصادي، وصولًا إلى عمليات أمنية داخل إيران لتقويض البرنامج النووي الإيراني وإلى محاولات استثمار الحرب السّورية لصالح أمن إسرائيل، وبدت إيران أكثر قوّة ومنعة من قبل.

خلاصة هذه المرحلة، عبّر عنها الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في مقابلة نادرة له على التلفزيون الإيراني قائلًا: ” إنّ حرس الثورة عبّد الطريق” وهزم جيش الولايات المتحدة الدولة الأقوى في العالم([34])، وكان يلمّح الجنرال سليماني أنّ إيران أصبح لديها نفوذ وأصدقاء في مناطق واسعة من الشّرق الأوسط، وأنّ الثورة السورية التي كانت تسعى لقطع التواصل الفيزيائي بين طهران وبيروت تحوّل إلى رابط قويّ من خلال زيادة الوجود الإيراني في منطقة سوريا والعراق واليمن.

الجدير بالذكر أنّ هذه المقابلة ذكر فيها سليماني أنّ الإسرائيلي حاول اغتياله في محافظة كرمان، وهذا العنوان أخذ حيّزًا من الاهتمام من شخصيات إعلاميّة وسياسيّة إسرائيليّة، ما يثبت أن المستوى السياسي للكيان وصل إلى خلاصة وقناعة أنّ سليماني بات يشكل خطرًا كبيرًا على أمن إسرائيل([35]).

في هذا السّياق عملت إسرائيل منذ العام 2018م على توسعة عملياتها العسكرية تجاه أهداف إيرانيّة في سوريا بشكل مباشر، فكانت في أكثر من مرّة تقوم برسائل عسكرية دمويّة إلى فيلق القدس وسليماني تحديدًا أبرزها تمثّل في عملية “بيت من زجاج” التي هاجمت فيه مقرّ قيادة قوّة القدس في دمشق لتقول لسليماني إنّ رجالك ليسوا حصينين من الاستهداف([36])، هذه العمليات والتي هي جزء من معركة أوسع أطلق عليها الإسرائيلي “معركة بين الحروب”، كانت تهدف بالدّرجة الأولى الى منع تعاظم قدرات محور المقاومة كبديل عن اللجوء للحرب الشّاملة.

وأمام الأنشطة المتزايدة لفيلق القدس والحضور النوعي لقاسم سليماني في المنطقة، وعبر إذاعة “كول حي” يزفّ “شلومو ريزل” إلى الشّعب الإسرائيلي وبكل فرح وسرور نبأ “مقتل” قاسم سليماني العدو الأكبر لإسرائيل والذي خطّط لزوال إسرائيل في الّسنوات الماضية، والرجل الأرفع مستوى بعد خامنئي([37])، العملية التي تعدُّ هديّة من ترامب إلى إسرائيل وأظهرت أنّ الرئيس الأميركي ليس فقط مستعدًّا لخنق إيران اقتصاديًّا بل للعمل على ممارسة ضغوط عسكرية مباشرة([38])، ولا يمكن أن ننفي أنّ الاغتيال هو جزء من معركة أكبر أيضًا بين الأميركي والإيراني، ولكنها تأتي في إطار الحفاظ على مصالح أميركا في المنطقة وعلى رأسها إسرائيل.

إنّ “تصفية سليماني لم تغيّر من الوضع” هذا ما قاله نائب رئيس الموساد السّابق عضو الكنيست عن كتلة أزرق أبيض “رام بن باراك” في أكاديمية نتانيا. تبعه قول آخر للعميد في الاحتياط “افرايم سنه”: “تصفية سليماني لم تكن موصولة بخطة بعيدة المدى … عمل تمّ بالنزوية التي تميّز قرارات الرئيس الأميركي لم يسبقها تفكير استراتيجي معمّق”([39]).

فاستشهاد سليماني لم يشكّل تراجعًا لمحور المقاومة بل شكّل حالة شعبوية كبيرة في الداّخل الإيراني، وقد تمثّلت الأطراف والجهات السياسيّة الداخليّة تحت عباءة الولي الفقيه أكثر، وانتقلت المقاومة إلى رسم معادلات جديدة، الأولى: في العراق تقوم على إخراج الأميركي منها، والثانية: بشأن الأقصى والقدس تخلّلها لأول مرّة تنسيق عالي المستوى بين أطياف المقاومة المختلف من لبنان وسوريا إلى اليمن والعراق في عملية “سيف القدس”، فبقي إرثه يلاحق الصهاينة في عقولهم وأفكارهم([40]).

كان لاغتيال سليماني آثار إضافية، فقد تخلّصت إيران من القيود الكثيرة على اتفاقها النووي، وزاد الاعتراف الدّاخلي الإيراني بولاية الفقيه وتعزّز حضور السيد الخامنئي وقيادته على الجهات السياسيّة المتناحرة داخليًّا كاملًا، وأُبعدت الخلافات السّنيّة الشّيعيّة([41])، لقد تجدّدت الثورة الإسلاميّة الإيرانيّة بعد أربعين عامًا من قيامها.

خلاصة

اتسمت العلاقة السياسيّة بين النظام البهلوي والولايات المتحدة الأميركية بارتباطات عميقة ومتينة، وقد عُدَّت إيران في ذلك الوقت الممثّل الأوحد لسياسة أميركا في الخليج، وقد ارتبطت زمن الحكم الشاهنشاهي الثاني – مرحلة حكم محمد رضا بهلوي- ارتباطًا  وثيقًا لم يكن له مثيل بالإدارة الاميريكية حتى ارتمى في أحضان الغرب وانتقل الى التبعيّة العمياء لهم، وكانت إيران الدّولة التي حافظت ورعت إسرائيل في أحلك الظروف، وأمدّتها بالطاقة والنفط ما عزّز من قدراتها الاقتصادية.

ساهمت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية في تثبيت حكم محمد رضا بهلوي من خلال إنشاء نظام حكم مخابراتي قويّ، شارك في تصفية الشّخصيات والرّموز الوطنيّة الإيرانيّة التي سعت إلى الإطاحة بالنّظام البهلوي.

إنّ ثورة السيد الخميني التي جمعت التناقضات المختلفة في السّاحة الإيرانية، أطاحت بمخططات إسرائيل وأميركا كلها في المنطقة وغيّرت وجه المنطقة وخلطت الأوراق في منطقة غرب آسيا، وحوّلت المنطقة من اللااستقرار السياسي ضدّ العرب الى اللااستقرار السياسي ضدّ إسرائيل، فكانت الحاضن الأوّل للمقاومة الفلسطينية على الرّغم من الحرب العراقيّة المفروضة عليها، وكانت المساهم الأوّل في تأسيس المقاومة الإسلامية في لبنان بوجه الكيان الإسرائيلي.

تطوّرت مكانة إيران في المنطقة من دولة تحافظ على مصالح أميركا، وإسرائيل في الإقليم إلى دولة تسعى بكل ما أُوتيت من قوّة إلى استنهاض المستضعفين في العالم، من أجل مواجهة أميركا وإسرائيل شياطين الأرض كما وصفهما مفجّر الثورة السيد الخميني.

تطوّرت إيران الثورة بوصفها تهديدًا على الكيان الإسرائيلي من مستوى يقتصر على فرض تهديدات أمنيّة محدودة إلى تهديد استراتيجي، ليتحوّل لاحقًا إلى تهديد وجودي حسب تعبيرات المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، ولا سيّما مع دخول إيران عتبة الدول النّووية ما جعلها دولة إقليميّة وعالميّة مؤثرة في صناعة سياسات المنطقة.

تزايد الحضور الأميركي في المنطقة، ومحيط إيران كان أحد أهدافه هو زيادة الضغوطات المباشرة وغير المباشرة على إيران لصالح أمن إسرائيل، ولكن كانت النتائج عكس ما كان مخطط لها فإيران تحرّرت من قيود الأنظمة المعادية لها في أفغانستان والعراق، وتحوّلت العلاقات إلى علاقات ودّية ساعدت إيران أكثر على توسعة رقعة تأثيرها الجغرافي ومجالها الحيوي.

حاولت إسرائيل تقويض النّظام الإيراني بضغوطات سياسيّة اقتصاديّة وأمنيّة متعدّدة، من دون نتيجة كبيرة ومؤثرة فلجأت إلى استثمار الربيع العربي، ليكون في صالحها وإيجاد حلف عربي سنّي في وجهها والذي أيضًا لم ينجح لأسباب عديدة، بل حوّلت إيران هذا التّهديد الى فرصة فعزّزت من حضورها الميداني في العراق وسوريا ما جعل الكيان الإسرائيلي على مسافة صفر متر منها.

المعركة بين الحروب واغتيال قاسم سليماني على الرّغم من نتائجه المؤثرة معنويًّا وماديًّا في بعض عناوينه على محور المقاومة، إلّا أنّه شكل دافعًا إضافيًّا لمحور المقاومة في الانصهار والتعاون والتنسيق على مستوى رفيع، ووطّد نظريّة ولاية الفقيه أكثر في الدّاخل الإيراني وقلّص من الخلافات السنّية الشّيعيّة، وجدّد روح الثورة من جديد.

الهوامش

[1] – أستاذ تعليم ثانويّ – وماجستير في التاريخ -mousaaboali83@gmail.com

 

[1]– جوزيف س. ناي، القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية، ترجمة محمد توفيق البجيرمي، الطبعة الأولى، مكتبة العبيكان، الرياض، 2007، ص 32.

[2]– حسن كريم الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي من بداية الدولة الصفوية الى نهارية الدولة القاجارية، المجلد الثالث، الطبعة الأولى، الدار العربية للموسوعات، بيروت، لبنان، 2008م، ص3.

[3]– غلام رضا نجاتي، التأريخ الإيراني المعاصر إيران في العصر البهلوي، ترجمة عبد الرحيم الحمراني، الطبعة الأولى، مؤسسة دار الكتاب الإسلامي، قم إيران، 2008م، ص21- 23.

[4]– دونالد ولبر، إيران ماضيها وحاضرها، ترجمةعبد النعيم محمد حسنين، الطبعة الثانية، درا الكتاب المصر ي، القاهرة، 1985م، ص7.

[5] عاطف سليمان، الثروة النفطية ودورها العربي الدور السياسي والاقنصادي للنفط العربي، الطبعة الأولى، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت لبنان، 2009م، ص73.

[6]– موسى النجفي وموسى فقيه حقّاني، التحولات السياسية في إيران الدين والحداثة ودورهما في تشكيل الهوية الوطنية، ترجمة قيس آل قيس، الطبعة الأولى، مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، بيروت، 2013م، ص246.

[7] -عاطف سليمان، الثروة النفطية ودورها العربي الدور السياسي والاقتصادي للنفط العربي، المرجع السابق، ص155.

[8]–   Meron Medzini, GOLDA MEIR A POLITICAL BIOGRAPHY, Gruyter Oldenbourg, Tel-Aviv, 2008, P204 & 347.

[9]– السافاك: أوالسواك، هو اختصارلـ “سازمان إطلاعات وامنيت كاشور”، بالعربية منظمة المخابرات وأمن الدولة (للمزيد انظر: فهمي هويدى، إيران من الداخل، الطبعة الرابعة، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة مصر، ص28).

[10] -آمال السّبكي، تاريخ إيران السياسي بين ثورتين 1906-1979، عالم المعرفة، العدد 250، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، أوكتوبر 1999م، ص173.

[11]قناة كان العبرية، نشرة الاخبار الرئيسية، 08-12-2019.

[12] -آمال السّبكي، تاريخ إيران السياسي بين ثورتين 1906-1979، المصدر السابق، ص222.

[13] -هنري كيسنجر، النظام العالمي، ترجمة فاضل جتكر، دار الكتاب العربي، بيروت لبنان، 2016م، ص154.

[14] -آمال السبكي، تاريخ إيران السياسي بين ثورتين 1906-1979، المصدر السابق، ص211 و257.

[15]– Leslie Derfler, YITZHAK RABIN A Political Biograpy, Palgrav and Macmillan, First edition, New York, January 2014, P82& 110.

[16]-سايروس فانس، خيارات صعبة، المركز العربي للمعلومات، الطبعة الثانية، بيروت لبنان، 1984م، ص 209.

[17] -إبراهيم خالد عبد الكريم، الاستراتيجية الإسرائيلية إزاء شبه الجزيرة العربية، الطبعة الأولى، مجلة دراسات، العدد 38، أبو ظبي، 2000م، ص19.

[18]– فهمي هويدى، إيران من الداخل، المصدر السابق، ص365 – 373.

[19]– عدنان السيد حسين، التسوية الصعبة، مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق، 1998م، ص 30.

—[20]_Brig-Gen and Shimon Shapira, The Struggle between Israel and Hizbulla 1982-2020, Jerusalm Center For Public Affairs, Jerusalem, 2020, P7.

[21]– محمد عبد القادر محمد، استراتيجية التفاوض السورية مع إسرائيل، الطبعة الأولى، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، العدد 25، 1999م، ص 12 و28.

[22]محاضرة ألقاها الدكتور يوسي منشروف، معهد القدس للأبحاث الإستراتيجية بتاريخ 21-10-2018.

[23] -البروفوسور إيال زيسر هو رئيس مركز ديان لدراسات الشرق الاوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب.

[24]محاضرة للبروفسور ايال زيسر بتاريخ 03-01-2010.

[25]  Trita Parsi, Treacherous Alliance, THE SECRET DEALINGS OF ISRAEL IRAN AND THE U.S, YALE- UNIVERSITY- PRESS, 2007, P190.

[26]– بلال اللقيس، الأمن القومي الإسرائيلي بعد العام 2006، الطبعة الأولى، دار المعارف الحكمية، 2015، لا مكان نشر، ص77.

[27] -محاضرة للبروفسور ايال زيسر بتاريخ 03-01-2010.

[28]موقع تيك دبكا بتاريخ 7 – مارس 2010 https://2u.pw/gyxna

[29] -بلال اللقيس، الأمن القومي الإسرائيلي بعد العام 2006، المرجع السابق، ص167-169.

[30] Michael Morell, The Great War of Our Time: The CIA’s Fight Against Terrorism–From al Qa’ida to- ISIS, -Grand Central Publishing, New York, 2015, P 180.

[31] – فواز جرجس، داعش إلى أين؟ جهاديو ما بعد القاعدة، ترجمة محمد شيا، الطبعة الأولى، مركز دراسات الوحدة الإسلامية، بيروت، أيار 2016م، ص190- 197.

[32]– ايال زيسر، إسرائيل هيوم، مقالة: من طهران حتى سواحل المتوسط، 13-10-2016.

[33]– بلال أحمد اللقيس، العلاقات الأميركية السعودية بعد الحادي عشر من أيلول، الطبعة الأولى، دار المعارف الحكمية، بيروت، لبنان، 2021م، ص282.

[34]موقع والاه، 01-10-2019 الثلاثاء.

[35]يديعوت احرونوت 04-10-2019.

[36] -يوآف ليمور، يديعوت احرونوت، 21-11-2019.

[37] -شلومو ريزل، إذاعة راديو “كول حي” بتاريخ 03-01-2022.

[38] -المقدم ميخائيل سيغل مسؤول سابق عن فرع إيران في وحدة امان، في مقابلة مع موقع mida بتاريخ 03-01-2020.

[39] -موقع إسرائيل ديفنس، 26-02-2020.

[40] -يوارم شويتسر، مركز أبحاث الامن القومي 13-06-2021.

[41] -اودي افينتال، موقع تويتر، مقالة سنتنان بدون سليماني ما الذي تغير؟ وما الذي لم يتغير؟ بتاريخ 10-01-2022.

 

 

المصادر والمراجع

  • إبراهيم خالد عبد الكريم، الاستراتيجية الإسرائيلية إزاء شبه الجزيرة العربية، الطبعة الأولى، مجلة دراسات، العدد 38، أبو ظبي، 2000م.

2- آمال السّبكي، تاريخ إيران السياسي بين ثورتين 1906-1979، عالم المعرفة، العدد 250، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، أوكتوبر 1999م.

  • بلال أحمد اللقيس، العلاقات الأميركية السعودية بعد الحادي عشر من أيلول، الطبعة الأولى، دار المعارف الحكمية، بيروت، لبنان، 2021م.

4- بلال اللقيس، الأمن القومي الإسرائيلي بعد العام 2006، الطبعة الأولى، دار المعارف الحكمية، 2015، لا مكان نشر.

5- جوزيف س. ناي، القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية، ترجمة محمد توفيق البجيرمي، الطبعة الأولى، مكتبة العبيكان، الرياض، 2007.

6- حسن كريم الجاف، موسوعة تاريخ إيران السياسي من بداية الدولة الصفوية الى نهارية الدولة القاجارية، المجلد الثالث، الطبعة الأولى، الدار العربية للموسوعات، بيروت، لبنان، 2008م.

7- دونالد ولبر، إيران ماضيها وحاضرها، ترجمةعبد النعيم محمد حسنين، الطبعة الثانية، درا الكتاب المصر ي، القاهرة، 1985م.

8- سايروس فانس، خيارات صعبة، المركز العربي للمعلومات، الطبعة الثانية، بيروت لبنان، 1984م.

9- عاطف سليمان، الثروة النفطية ودورها العربي الدور السياسي والاقنصادي للنفط العربي، الطبعة الأولى، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت لبنان، 2009م.

10- عدنان السيد حسين، التسوية الصعبة، مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق، 1998م.

11- غلام رضا نجاتي، التأريخ الإيراني المعاصر إيران في العصر البهلوي، ترجمة عبد الرحيم الحمراني، الطبعة الأولى، مؤسسة دار الكتاب الإسلامي، قم إيران، 2008م.

12- فهمي هويدى، إيران من الداخل، الطبعة الرابعة، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة مصر.

13- فواز جرجس، داعش إلى أين؟ جهاديو ما بعد القاعدة، ترجمة محمد شيا، الطبعة الأولى، مركز دراسات الوحدة الإسلامية، بيروت، أيار 2016م.

14- محمد عبد القادر محمد، استراتيجية التفاوض السورية مع إسرائيل، الطبعة الأولى، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، العدد 25، 1999م.

  • موسى النجفي وموسى فقيه حقّاني، التحولات السياسية في إيران الدين والحداثة ودورهما في تشكيل الهوية الوطنية، ترجمة قيس آل قيس، الطبعة الأولى، مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، بيروت، 2013م.

16- هنري كيسنجر، النظام العالمي، ترجمة فاضل جتكر، دار الكتاب العربي، بيروت لبنان، 2016م.

مراجع عبرية

  • إذاعة راديو “كول حي”.
  • إسرائيل ديفنس.
  • إسرائيل هيوم.
  • تيك دبكا.
  • قناة كان العبرية.
  • مركز أبحاث الأمن القومي.
  • معهد القدس للأبحاث الإستراتيجية.
  • والاه.
  • يديعوت أحرونوت.
  • Mida1.

11-Brig-Gen and Shimon Shapira, The Struggle between Israel and Hizbulla 1982-2020, Jerusalm Center For Public Affairs, Jerusalem, 2020.

12-Leslie Derfler, YITZHAK RABIN A Political Biograpy, Palgrav and Macmillan, First edition, New York, January 2014.

13-Meron Medzini, GOLDA MEIR A POLITICAL BIOGRAPHY, Gruyter Oldenbourg, Tel-Aviv, 2008.

14-Michael Morell, The Great War of Our Time: The CIA’s Fight Against Terrorism–From al Qa’ida to ISIS, Grand Central Publishing, New York, 2015.

15-Trita Parsi, Treacherous Alliance, THE SECRET DEALINGS OF ISRAEL IRAN AND THE U.S, YALE UNIVERSITY PRESS, 2007.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website