foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

دور اليقظة التّكنولوجيّة في تحسين إدارة المعرفة في منظمات الأعمال

0

دور اليقظة التّكنولوجيّة في تحسين إدارة المعرفة في منظمات الأعمال

The role of technological vigilance in enhancing knowledge management in

business organizations”

د.مها محمد علي الحاج عمر([1])Maha Mohammad Ali Hajj Omar

تاريخ الإرسال:9-12-2023                                  تاريخ القبول:19-12-2023

الملخص

اعتمد هذا الباحث في دراسته المعنونة: دور اليقظة التّكنولوجيّة في تحسين إدارة المعرفة في منظمات الأعمال، على طرح الأوصيفات المهمّة لمفهومي الإدارة واليقظة التّكنولوجيّة لجهة الأهمّيّة والمفهوم والأبعاد، وانتهى باستخلاص العلاقة بين اليقظة التّكنولوجيّة وإدارة المعرفة ..الخ. وانطلق من إشكاليّة دور اليقظة التّكنولوجيّة بتحسين إدارة المعرفة منظمات الأعمال. وخرج الباحث بتوصيات عديدة أهمها يتجلى بضرورة تطوير الموظفين وتدريبهم بشكل مستمر، كما ينبغي للمؤسسات تعزيز الثقافة التّكنولوجيّة، وتبنّي الأدوات والمنصات المناسبة لتبادل  المعرفة وإدارتها، وأكد إمكانيّة رصد الأداء والتّحسين المستمر بإجراء مراجعات دوريّة، وتقييمات لقياس أداء استخدام التكنولوجيا في تحسين إدارة المعرفة واستمراريّة تطوير العمليات.

الكلمات المفتاحيّة: التكنولوجيا، إدارة المعرفة، اليقظة

Abstract

In his study titled “The Role of Technological Vigilance in Enhancing Knowledge Management in Business Organizations،” the researcher relied on presenting key descriptions of technological vigilance and knowledge management in terms of their significance، concepts، dimensions، culminating in deriving the role of technological vigilance in improving knowledge management، among other aspects. Stemming from the question of how technological vigilance enhances knowledge management in business organizations، the researcher provided various recommendations، notably emphasizing the continuous development and training of employees. Moreover، organizations should foster technological culture by adopting suitable tools and platforms for knowledge exchange and management. The study highlighted the possibility of monitoring performance and ensuring continuous improvement، advocating for assessments to gauge the effectiveness of technology usage in enhancing knowledge management and ensuring the ongoing development of these processes.

Keywords: Technological Vigilance، Knowledge Management، Business Organizations

 

المقدمة

شهد العالم في العقود الأخيرة تحولات هائلة في مختلف المجالات، وقد برز التّحوّل نحو الاقتصاد المعرفة كظاهرة رئيسة. في هذا الاقتصاد، أصبحت المعرفة موردًا أساسيًا يتفوق في أهميته على الموارد المادية، إذ تؤدي المعرفة دورًا حاسمًا في عمليات الإنتاج وتحقيق الرّفاهيّة على مستوى العالم. (زدوري، ٢٠١٦: 1)

تطورت الفكر الإداري والإدارة بشكل متزامن مع هذا التّحول الاقتصادي العالمي. مع تزايد كميات المعلومات والمعارف التي تتدفق إلى المؤسسات، فأصبحت الحاجة ملحّة لجهاز فعّال ينظم هذا المورد الحيوي ويديره، ما يمكّن المؤسسات من إحداث التّجديد وجعل المعرفة ميزة تنافسيّة. (بابكر، ٢٠٢١: ٤).

تبرز الثّورة الإدارية المعاصرة المعروفة باسم إدارة المعرفة، كمفهوم يسعى إلى جعل المعرفة عنصرًا مساعدًا حقيقيًا لتحقيق الإبداع والابتكار. تسعى هذه الإدارة إلى تسليط الضوء على استراتيجيات فعالة تمكّن المؤسسات من التفوق على منافسيها والبقاء في السّوق العالميّة. (رفاعي، ٢٠١٨: ٣٧٠).

وعندما نتحدث عن “التكنولوجيا”، يجب على النّاس فهم أنّها لا تقتصر على الآثار البشريّة مثل الآلات والأجهزة الإلكترونيّة، بل يشير تعريف التكنولوجيّا إلى أنّها تمثّل أي “تطبيق عملي للمعرفة” أو “طريقة لتحقيق” الأنشطة المطلوبة بشكل أكثر فاعليّة. (Isman، ٢٠١٢: ٢٠٧).

في ظل تسارع التّغيرات التّكنولوجيّة، أصبحت اليقظة الاستراتيجيّة أمرًا ضروريًا لنجاح المؤسسات. تسمح اليقظة الاستراتيجيّة للمؤسسات بالتّفاعل بشكل فعال مع التّحولات البيئيّة والتّكنولوجيّة، ما يسهم في تطويرها وتعزيز تنافسيتها؛ ولمواكبة سرعة العصر، يتطلب الأمر من المؤسسات الاستمرار في تحليل المعلومات ومعالجتها بشكل دائم، والاستفادة من الفرص المتاحة وتجنب المخاطر المحتملة. فيعكس هذا النّهج الاستباقي للمعلومات التطلع المستمر للمؤسسة نحو الازدهار في ظل التّحديات المتلاحقة.

تتسم بيئة عمل المؤسسات بتغيرات جوهرية، ما يستلزم منها البحث عن وسائل لرصد المعرفة التّكنولوجيّة وتحسينها، ويبرز دور اليقظة التّكنولوجيّة في تمكين المؤسسة من التّفاعل الفعّال مع التطورات التّكنولوجيّة العالميّة وتعزيز تنافسيتها.

في نهاية المطاف، يظهر اقتصاد المعرفة بأنشطته الاقتصاديّة أهمّية استخدام المعرفة في عمليات الإنتاج والتّنافس على الصعيدين المحلي والعالمي. تركيز المؤسسات على المعرفة يمكنها من تحقيق التّقدم التكنولوجي والابتكار، ما يعزز أداءها ويؤمن لها الميزة التنافسيّة.

وباعتماد المؤسسات على التكنولوجيا، يمكن لها تعزيز مفهوم اليقظة التّكنولوجيّة، فيعزز موقعها في النّشاط الاقتصادي. ولهذا، “تحتاج المؤسسات إلى تحديد الطرق والاستراتيجيّات، وتعريفها التي تتبناها للحصول على التكنولوجيا، ويعدُّ جهاز اليقظة التّكنولوجيّة خاصًا بالمؤسسات العصرية، إذ يمكنها معرفة وضع التكنولوجيا بما يعزز قدرتها على التنافس” (حسام الدين، ٢٠١٤: 7).

وفي هذا الصدد، سنقوم بإبراز دور اليقظة التّكنولوجيّة كعامل أساسي في تحسين إدارة المعرفة داخل منظمات الأعمال من خلال ثلاثة مباحث.

الإشكاليّة: تعيش المنظمات اليوم في عصر تكنولوجي يتسم بالتّطور السّريع والتّحولات المستمرة، إذ إنّ إدارة المعرفة دورًا حيويًا في تحقيق التّنافسيّة والابتكار كما تعدُّ اليقظة التّكنولوجيّة من جوانب التّحول الحديث الذي يؤثر بشكل كبير على كيفيّة جمع وتحليل واستخدام المعرفة داخل المنظمات.  من هنا تنطلق إشكاليّة هذه الدراسة عبر طرح السؤال الرئيس : ما دور اليقظة التّكنولوجيّة في تحسين إدارة المعرفة في منظمات الأعمال؟

ومن هنا تنبثق الأسئلة الفرعية الآتية:

  1. ماهي اليقظة التّكنولوجيّة؟
  2. ما هي عراقيل وتحديات تطبيق اليقظة التّكنولوجيّة؟
  3. ما هي إدارة المعرفة وكيف نشأت؟
  4. ما هي أبعاد إدارة المعرفة؟
  5. ما الدور الذي تؤديه اليقظة التكنولوجيّة في إدارة المعرفة؟

أهداف البحث

  1. إظهار مفهوم اليقظة التّكنولوجيّة.
  2. تبيان العراقيل والتّحديات التي تواجه تطبيق اليقظة التّكنولوجيّة.
  3. شرح مفهوم إدارة المعرفة ونشأتها.
  4. تبيان الدور الذي تؤديه اليقظة التّكنولوجيّة في إدارة المعرفة.

أهمية البحث

  1. إثراء المعرفة: يسهم في توسيع المعرفة العلميّة حول دور التّكنولوجيا في إدارة المعرفة.
  2. تقديم رؤى جديدة: يقدم وجهات نظر مبتكرة وأدلة ملموسة لدعم الأبحاث الأكاديميّة في مجال إدارة المعرفة.
  3. التّحسين المؤسسي: يمكن الشّركات من تطبيق التّوصيات لتبني تقنيات جديدة، وتطوير سياسات وإجراءات لتعزيز الاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق الأهداف وتحسين الأداء.

المبحث الأول: اليقظة التّكنولوجيّة

تاريخيًّا، يعدّ مفهوم اليقظة التّكنولوجيّة تطورًا نسبيًا حديثًا، حيث ظهر في إطار إدارات الأعمال، والاختصاصات ذات الصلة التي تستند إلى التكنولوجيا لضمان فعاليّة العمليات الاقتصاديّة. ترتبط هذه الفكرة بشكل كبير بمفهوم المراقبة والإشراف على الأحداث المحيطة، بهدف دراسة البيئة المحيطة والحصول على المعلومات الضرورية التي يمكن أن تفيد المؤسسة.

ويتميز مفهوم اليقظة التّكنولوجيّة بالنّهج الاستراتيجي الذي اتخذته في المدّة الأخيرة، وقد تطوّر بتدريج من خلال أشكال ومفاهيم متنوعة، واستمد دعمه من مراجع ومؤشرات متنوعة. وعلى الرّغم من اختلاف هذه المفاهيم والدّلائل بينها، إلّا أنّها تشكل تكاملًا للرؤى المتعددة التي تسعى لفهم اليقظة التّكنولوجيّة من زوايا متعددة.

يُشار إلى أنّ مصطلح “اليقظة التّكنولوجيّة” مستمد من المصطلح اللاتيني “Veille”، الذي يعني السّهر. واستنادًا إلى مجالات الدّراسات الطبية وعلوم النّفس، يُفهم أن الإنسان يكون إمّا في حالة نوم، أو حلم، أو يقظة، ويترتب على ذلك أهمية اليقظة في تحقيق الفهم والتّحكم في البيئة المحيطة به.(بلقاسم & محمد، ٢٠١٨: ٣).

أولًا: تعريف اليقظة التّكنولوجيّة ومفهومها

اليقظة التّكنولوجيّة هي مصطلح يتنوع في معانيه، وتعاريفه حسب الباحثين والمؤلفين الذين استكشفوا هذا الموضوع. تتنوع الآراء والنّقاط المتعلقة بهذا المصطلح نظرًا لاختلاف وجهات النّظر وتنوع مفاهيمه. يركز الاهتمام على مفاهيم اليقظة التّكنولوجيّة، وتتراوح تعريفاتها بين التّشابه والاختلاف. (Mahdi & Hammad، 2021: 35-42)

فوفقًا لجاكوبياك، تتضمن اليقظة التّكنولوجيّة مراحل متعددة قبل أن تصبح جوهرًا في عملية اتخاذ القرارات المتنوعة. تبدأ هذه المراحل بالملاحظة والتّحليل، وتتضمن أيضًا فرز المعلومات ومعالجتها بدقة قبل أن تُبَثُّ وتُستخدَم في اتخاذ القرارات. يسلط جاكوبياك الضوء على ثلاث نقاط رئيسة في تعريفه: الملاحظة والمراقبة للبيئة المحيطة، وتحليل الأحداث، وبث المعلومات المعالَجة لاتخاذ القرارات. (حسام الدين، 2014: 8)

أمّا وفقًا لتعريفات أُخرى لليقظة التّكنولوجيّة، فإنّها تعتمد بشكل أساسي على تطور التكنولوجيا، مهدفةً إلى تجنب المخاطر والتّهديدات بعد رصدها وتحديد إمكانيّة التّطوير. يتمثل هدفها في متابعة المحيط العلمي والتّكنولوجي وتحليل تداعياته ودراسة التأثيرات الاقتصاديّة المتوقعة في المستقبل.

تُعرَف اليقظة التّكنولوجيّة، وفقًا لمرجع Ribault، بأنّها عملية مستمرة وذكية للمراقبة والمتابعة الشّاملة لمحيط المؤسسة. تركز هذه العمليّة على جمع المعلومات المتوقعة حول التّغيرات المتوقعة في البيئة الخارجيّة للمنظمة. يهدف الرّصد إلى توفير رؤى واقعيّة وتوجيه الانتباه نحو المستقبل، ما يمكّن المؤسسة من استشعار الفرص والتّحكم في المخاطر بشكل يؤدي إلى تحقيق اليقظة المبكرة. (Elqasm، 2021: 24)

على سبيل المثال، تعرف Lesca Humbert اليقظة التّكنولوجيّة أنّها “عمليّة جماعيّة مستمرة، تعتمد بشكل أساسي على قدرة مجموعة من الأفراد على استخدام المعلومات المتوقعة لفهم التّغيرات التي تحدث في البيئة الخارجيّة للمنظمة. تهدف هذه العمليّة إلى تحديد الفرص العمليّة والتّعامل مع المخاطر بشكل يضمن اليقظة المستدامة والتفاعل المبكر”.  (Lesca، 2001: 1)

من الواضح أنّ اليقظة التّكنولوجيّة تتطلب المزيد من الجوانب والمفاهيم لضمان فعاليتها في المجتمعات والمؤسسات. يجب أن تكون عمليّة الملاحظة دقيقة ومنتظمة، ويجب أن تكون عمليّة التّحليل شاملة لجوانب الحياة جميعها، بينما يجب أن تُختَار المعلومات وتُبثُّ بشكل موضوعي مستندًا إلى معايير محددة وموضوعيّة. (احمد، ٢٠١٥، ص ٣).

قدَّم فرج الطائي مفهوم اليقظة التّكنولوجيّة على أنّها نشاط يمكّن المؤسسة من مراقبة البيئة العلميّة والتّكنولوجيّة المتعلقة بها، عبر تتبع وجمع المعلومات وتنظيمها وتحليلها لتسليمها لمراكز اتخاذ القرار. يعدُّ هذا النّشاط أساسيًا لتتبع التّقنيات والتكنولوجيات الجديدة والتّفاعل معها. (الطائي، 2016: 116)

من جهته، رأى داودي الطيب وزملاؤه أنّ اليقظة التّكنولوجيّة تهدف إلى تجنب المخاطر، والتّهديدات بعد رصدها وتحليل تداعيات التّطورات العلميّة والتّكنولوجيّة، ما يعكس أهميتها في الاستعداد للمستقبل.

في إطار رؤية (بلقاسم & محمد، ٢٠١٨)، تظهر اليقظة التّكنولوجيّة كعمليّة شاملة تتضمن مراقبة دائمة وفعّالة لمحيط المنظمة الاقتصاديّة أو الشركة. يركز هذا النّهج على استنتاج المعلومات المحددة التي تخضع لتحليل ومعالجة دقيقة، ويهدف الى استخدامها في اتخاذ القرارات الاستراتيجيّة.

تمكّن هذا النّهج المنظمة من البقاء على اطلاع دائم على التّطورات التّكنولوجيّة العالمية، ما يفتح أمامها فرص الابتكار ويعزز معرفتها بالتّحديات المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد النّهج على جمع المعلومات الجديدة من مصادر خارجيّة، ما يساهم في نشر الوعي داخل المؤسسة ويقوي قدرتها التّنافسيّة.

بالاضافة إلى ذلك، يتيح هذا النّهج إرسال المعلومات الاستراتيجيّة إلى مراكز اتخاذ القرارات داخل المؤسسة. هذا التوجيه يساعد في اتخاذ التّدابير الضرورية لتحسين وتطوير الأداء العام للمؤسسة، ما يقلل من حدة المشكلات المحتملة ويعزز فعاليّة القرارات الاستراتيجيّة. (بلقاسم & محمد، 2018: 13)

تظهر اليقظة التّكنولوجيّة بهذه الطريقة، كعمليّة شاملة تجمع بين مراقبة البيئة الخارجيّة، وتحليل المعلومات، واتخاذ القرارات الاستراتيجية، ما يسهم في تعزيز القدرة على التّكيف والابتكار في ظل التّطورات التّكنولوجيّة المستمرة.

في الختام، يتفق الباحثون على أهمية اليقظة التّكنولوجيّة في تمكين المؤسسات من اتخاذ قراراتها بشكل علمي واستراتيجي، ويشددون على ضرورة مراقبة البيئة العلمية والتّكنولوجيّة وتحليل المعلومات بدقة لتحسين أداء المؤسسات ومواكبة التطورات في العصر الحديث.

ثانياً: أهمية اليقظة التّكنولوجيّة:

بصفة أساسية، تركز اليقظة التّكنولوجيّة على جمع المعلومات التي تساعد المنظمة على تحقيق تفوق في مجال الابتكار التكنولوجي، وتطوير التكنولوجيا والتّقنيّة، وتجديد التكنولوجيا، واكتشافات العلوم. يتعامل هذا النهج بأهمية كبيرة، ويرتكز على الفحص الدّائم للمعلومات المتوفرة على الصعيدين العالمي والمحلي، مع التركيز على استنتاج المعلومات الحيويّة التي تستفيد من تحليل ومعالجة دقيقة لدعم اتخاذ القرارات الاستراتيجيّة (Bourbala، 2015:2)

تتنوع أهمية اليقظة التّكنولوجيّة على الأصعدة المتعددة، وفيما يلي بعض النقاط التي تبرز هذه الأهمية:

  1. المراقبة المستمرة لتغيرات العصر وتطوراته: تمكن المؤسسة من التّحلي بالوعي بالتغيرات التّكنولوجيّة العالمية، وهو مفتاح لفتح أفق الابتكار التكنولوجي وفهم التطورات المحتملة في المجالات الاقتصادية.
  2. تمكين التعديل في طرق الإنتاج التقليدية: يمكن لليقظة التّكنولوجيّة تمكين المنظمة من التكّيف مع التّحولات الاقتصاديّة وتطويرها نحو التقنيات الحديثة، ما يسمح بتعديل التكاليف وتحديد شروط الكفاءة. (بويحي، 2004: 116)
  3. الرّصد المستمر للأدوات والتّقنيات الجديدة: يتيح للمؤسسة متابعة التطورات التّكنولوجيّة والتأكيد على قدرتها التنافسية من خلال اعتماد أدوات وتقنيات جديدة.
  4. تحليل التطورات في برامج الحوسبة ونقل المعلومات: يسمح النّهج بفهم كيفيّة تأثير التقنيات المعلوماتيّة ونقل المعلومات على أداء المؤسسة ويساعد في مواكبة التّغيرات الحديثة. (Jakobiak، 2001: 122)
  5. جمع المعلومات العلمية لتعزيز القدرة التنافسيّة: يتيح جمع المعلومات العلميّة تطوير قدرات المؤسسة وتحسين أدائها التّنافسي من خلال الاستفادة من التقنيات والابتكارات الجديدة.
  6. تحديد الاستراتيجيات التّكنولوجيّة: يمكن للمنظمة تحديد استراتيجياتها التقنيّة بناءً على المعلومات المتاحة، ما يعزز فعالية أدائها.(حامد، 2022: 9)
  7. دراسة السوق التّكنولوجيّة: يتيح النّهج للمؤسسة دراسة السوق التّكنولوجيّة وفهم التّحولات والتّغيرات بها.
  8. تقييم التّكنولوجيا للاستثمار: يعزز اليقظة التّكنولوجيّة التقييم الفعّال للاستثمار التّكنولوجي وتعاون المشاريع المشتركة.

لخلق نجاح اقتصادي واسع، تعدّ اليقظة التّكنولوجيّة عاملًا محوريًّا للنجاح، إذ يمكن أن تحفز المنظمات على الابتكار والتحسين المستمر، وهذا يساهم في تحسين الأداء والتنافسيّة.

ثالثاً: أبعاد اليقظة التّكنولوجيّة

تمثل اليقظة التّكنولوجيّة تفاعلًا فعّالًا وواعيًا للأفراد والمجتمعات مع التكنولوجيا، إذ يتجلى هذا التّفاعل في أربعة جوانب أساسيّة: التوعية، والمعرفة، والمهارات، والقيم (Saraswat،2016،67)

  1. التوعيّة: تشير إلى فهم تأثيرات التكنولوجيا على الجوانب الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة؛ كما يمكن للأفراد من خلالها تحليل تأثيرات التكنولوجيا واتخاذ قرارات مستنيرة.
  2. المعرفة: تتعلق بفهم عميق للتكنولوجيا وكيفيّة عملها، بما في ذلك التفاصيل والمفاهيم الأساسية؛ وتمكن الأفراد من التّفاعل بشكل ذكي مع التكنولوجيا والاستفادة القصوى من إمكانياتها.
  3. المهارات: تشمل اكتساب وتطوير مهارات تكنولوجيّة مثل البرمجة وتحليل البيانات، وتمكّن الأفراد من استخدام التكنولوجيا بفعاليّة وتفاعليّة.
  4. القيم: تعني القدرة على تحديد القيم والمبادئ التوجيهية واعتمادها في استخدام التكنولوجيا؛ كما أنّها تساعد في اتخاذ قرارات مسؤولة تأخذ في حسبانها الآثار الاجتماعيّة والأخلاقيّة والبيئيّة.

هذه الأبعاد مترابطة وتعزز بعضها البعض، إذ يُظهر الوعي والمعرفة قوةً في تنمية المهارات وتشكيل القيم. يؤدي تحقيق هذه اليقظة التّكنولوجيّة إلى استخدام مستدام ومسؤول للتكنولوجيا، وتؤدي دورًا حيويًا في دعم التنمية الماليّة والاقتصاديّة. في هذا السياق، تعزز اليقظة التّكنولوجيّة فرص العمل، وتحسين الإنتاجيّة، وتسهم في التنافسيّة الاقتصاديّة والتنمية المستدامة.

تكامل اليقظة التّكنولوجيّة مع اليقظة الاستراتيجيّة يعزز قدرة الشركات على التنافس والابتكار، إذ تعدُّ الابتكارات التّكنولوجيّة أساسًا لتحديث الاستراتيجيات وتحسين الأداء الشركاتي. باستمرارية التحديث التكنولوجي، يمكن للشركات الاستفادة من فرص جديدة، وتحسين جودة المنتجات والخدمات، والمساهمة في تطور الاقتصاد بشكل شامل.

رابعًا: العراقيل التي تواجه تطبيق برنامج اليقظة التّكنولوجيّة

تواجه اليقظة التّكنولوجيّة بعض العراقيل التي تمنع تطبيقها بشكل فعال في المؤسسات الاقتصاديّة، وقد تحيل بذلك عدم تحقيق الفوائد المرجوة منها في الشركات والمؤسسات. وتمثل هذه العراقيل تحديات شاملة تعترض سبيل اليقظة الاستراتيجية والتّكنولوجيّة، وتعجل في تحقيق الأهداف والتطوير. يمكن تلخيص هذه العراقيل في نقاط رئيسة )بوخريص،22،2019)

  1. تكلفة رأس المال: تبدأ هذه العقبات بضخامة تكاليف اليقظة التّكنولوجيّة، وقد تكون تكلفة التكنولوجيا الجديدة باهظة وتتطلب ميزانيّة ضخمة، ما يجعل بعض الشّركات غير قادرة على دفع الاستثمار الأولي أو التّكاليف المتكررة. فيشكل التمويل الكبير المطلوب لتنفيذ برنامج اليقظة التّكنولوجيّة عائقًا رئيسًا، إذ إن تطبيق البرنامج يتطلب استثمارات كبيرة على الرّغم من العائدات المتوقعة، ما قد يقوض إمكانية تنفيذه بشكل شامل.
  2. الموارد البشريّة غير الفعّالة: إنَّ إيجاد موارد بشرية ذات كفاءة عالية يشكل تحديًا، إذ يجب أن يكون العاملون قادرين على مواكبة التّطورات التّكنولوجيّة باستمرار. قد يؤدي عدم تحديث الأنظمة بانتظام إلى تدهور أداء المؤسسة ويسبب مشاكل أمنية. كما أن وجود فريق عمل غير فعّال أو غير مؤهل يمكن أن يؤثر سلبًا على تنفيذ البرنامج؛ وبذلك تكون الحاجة ملحّة وضروريّة لتحسين الكفاءات والقدرات الفردية وللتأكد من تفاعل فعّال مع التكنولوجيا المستخدمة.
  3. قلة الوعي والاهتمام: قد يكون الوعي المحدود بأهمية اليقظة التّكنولوجيّة داخل المنظمة عائقًا، ونجد خلاف ذلك أنَّ عدم اهتمام العاملين بالبرنامج يمكن أن يؤدي إلى تقليل جهود التّطبيق وتقليل فعاليته.
  4. غياب مصادر المعلومات: إنَّ غياب مصدر رسمي للحصول على المعلومات حول التّطورات التّكنولوجيّة، والتكنولوجيا المستخدمة من المنافسين يعيق قدرة المؤسسة على الاستفادة من المعلومات الحيويّة. فيشكل بذلك نقص المصادر الرّسميّة للمعلومات حول التحديثات التّكنولوجيّة وتطورات السوق عائقًا أساسيًّا أمام قدرة الشركة على مواكبة التّطورات؛ وقد يتسبب هذا في تشويش التنافسيّة بين الشركات وتفاقم التّحديات، إذ تزداد استخدام الشّائعات كوسيلة للتأثير على المنافسين.
  5. غياب الروح التنافسيّة: إنَّ التعاون المنعدم بين أفراد الفريق يمكن أن يعيق التقدم، حيث يتطلب تحقيق التعاون الفعّال توفير معنى ومصالح مشتركة، ويجب أن يكون مؤسسات مدركة للتّحديات التي يمكن أن تنشأ عن تجاهل أو تقصير المعلومات المهمة؛ كما أنَّ فقدان الدافع للتنافس وغياب المبادرة يمكن أن يقلل من فعاليّة البرنامج؛ ولتفادي ذلك، يجب تشجيع الروح التنافسيّة بين العاملين لضمان التطبيق الكامل لليقظة التّكنولوجيّة.
  6. فرض البرنامج بصورة قهرية: هناك تحد من نوع آخر يشمل استخدام العشوائيّة والقسرية في فرض النظام، ما يؤدي إلى تأثير سلبي على معنويات الموظفين وروح العمل. إنَّ إجبار العاملين على تنفيذ البرنامج من دون مشاركة في عملية اتخاذ القرار يمكن أن يقلل من استجابتهم الفعّالة؛ لذلك، يجب تحفيز المشاركة الفعّالة وإشراك العاملين في عمليات التطوير التكنولوجي. (أحمد، 2015: 29)

يستدعي تحقيق اليقظة التّكنولوجيّة التّغلب على هذه العقبات من خلال إدارة الأمور المالية بذكاء، وتحسين مهارات العاملين وكفاءاتهم، وتعزيز الوعي والرّوح التّنافسيّة، وتوفير المصادر الضروريّة لجمع المعلومات وتطوير البرامج التّكنولوجيّة.

المبحث الثاني: إدارة المعرفة

أولًا: نشأة مفهوم إدارة المعرفة :شهدت مراحل تطور متعددة لإدارة المعرفة، وقد تطورت المفاهيم والأهداف عبر تحولات فكريّة وتطبيقيّة. على الرّغم من أنّ إدارة المعرفة كانت معروفة على المستوى النّظري لعقود، إلّا أنّ تطبيقها لم يحدث إلّا في السّنوات الأخيرة. تركز المراحل المتعددة على الانتقالات الفكريّة والتّطبيقيّة، وتشير المعضلة في إدارة المعرفة إلى أنّها كانت معروفة نظريًا لكنها لم تُطَبَّق إلّا في وقت قريب.

تحديدًا، ظلت مفاهيم إدارة المعرفة في سياق الحداثة تقتصر في البداية على المنحى التطبيقي. لم يحظ هذا المنحى بتفعيله الكامل إلا في السنوات الأخيرة، حيث أدى تحديد المعايير التي يستند إليها إلى ازدهار هذا المجال. وتمثل هذه المعايير التطبيقية أساسًا لفهم الإدارة الفعّالة للمعرفة.

بالإضافة اى ذلك، ساعد تعزيز الوعي داخل المؤسسات الاقتصادية في ترسيخ هذا المفهوم الإداري. تم استمداد مبادرات ناجحة من قبل الفاعلين في مجال إدارة المعرفة، وذلك بهدف تعزيز الفهم وتطبيق المفاهيم والتقنيات المتقدمة في هذا المجال.(نعيم & سيف الدين، ٢٠٢٢: ١٥).

وعن نشأة إدارة المعرفة، يذكر الباحثان أن أول من اعتمد مصطلح “إدارة المعرفة” كان Don March في بداية الثمانينيات من القرن الماضي. تلك المرحلة التاريخيّة تُعدُّ المرحلة النّهائيّة لوضع الفرضيات المتعلقة بالأنظمة المعلوماتيّة وتطويرها وتحديثها. وعلى الرّغم من أن هذه المرحلة كانت تركز على الأنظمة المعلوماتيّة، إلّا أنّها لم تشير بشكل خاص إلى مفهوم إدارة المعرفة. كانت هذه المرحلة عملية عابرة في نشاط المنظمات الاقتصادية، من دون التركيز الخاص على مفهوم إدارة المعرفة.

ثانيًا: مفهوم إدارة المعرفة: تُعرَّف إدارة المعرفة على أنّها الإدارة المختصة في اكتشاف كل ما هو جديد والأسباب التي تُسهم في بناء المعرفة، استخدامها، واستثمارها.  (Sokoh & Okolie، 2021:283)

مع تحول الاقتصاد العالمي للانحياز إلى مفهوم أدق لإدارة المعرفة، يُذكر أن “لا يوجد تعريف عام، شامل أو متفق عليه، وذلك بسبب اتساع حجم ميدان إدارة المعرفة وديناميته، وتبادلاته السّريعة في المجالات التي يشملها والعمليات التي يغطيها. ولذلك كانت تعاريف إدارة المعرفة كثيرة على الرّغم من تشابه معظمها ولكن الاكتراث الزائد بها يُعدُّ وسيلة لتوسيع الفهم الأفضل لمعنى هذا النّوع من الإدارة” .(نعيم & سيف الدين، ٢٠٢٢: 16).

أصبحت إدارة المعرفة من مرتكزات النّشاط الاقتصادي لتعزيز تنافسيّة الشركات، إذ تتبنى المنظمات الاقتصادية إدارة المعرفة لتطوير نفسها، وتحسين أعمالها بمواكبة تطورات العالم والاقتصاد العالمي. وفي مفهوم إدارة المعرفة، تعدُّ البيانات كحقائق غير منظمة تحتاج إلى تنظيم لتصبح معلومات، وتتحول هذه المعلومات إلى معرفة بمزيج من الخبرات والمعلومات، تتضمن عوامل بشرية وغير بشرية .(نعيم & سيف الدين، ٢٠٢٢: 2).

يُعرَّف مفهوم إدارة المعرفة كاكتشاف لمعارف جديدة وتخزينها، وتكوينها وتوزيعها واستعادتها واستخدامها بطريقة منظمة. ويُفهم امتلاك المعرفة كما يستحوذ على خبرات وابتكارات وتجارب، وتعتمد على مشاركة المعلومات والمعرفة مع الآخرين، مستفيدة من مهارات وخبرات العاملين. وهكذا، تصبح إدارة المعرفة أداة للعمل الجماعي وتشجع على التّطوير الفردي والشركات لتحقيق الأهداف وتعزيز القدرة التنافسيّة للمؤسسات الاقتصاديّة (توفيق، ٢٠٢٢، ص ١٩).

ثالثًا: أهمية إدارة المعرفة: يعدُّ أن للإدارة الإلكترونية أهمية كبيرة، تتجلى بشكل قوي على مستوى المنظمات الاقتصاديّة (حسينة، ٢٠١٥: ١٤). ويتسع نطاقها من خلال أهدافها التي تسعى لتحقيقها في كل مؤسسة بهدف تعزيز تنافسيتها في مجال النشاط الاقتصادي، وتكون أهداف إدارة المعرفة المهمّة كالآتي:

  1. توطيد مفهوم المعرفة: يهدف إدارة المعرفة في المؤسسات الاقتصادية إلى تعزيز فهم المعرفة، وكيفيّة استخدام المعلومات والبيانات في سياق أهمية النشاط التنافسي بين الشركات. هذا يشمل تخزين المعلومات وحماةتها من التّسريبات الخارجيّة والهجمات السيبرانيّة.
  2. استنباط واستدراج رأس المال الفكري: تعزز إدارة المعرفة من دور رأس المال الفكري قبل المالي، حيث يساهم في تحديد السياسات والإجراءات لمواجهة التحديات الخارجية والمشكلات الداخلية، مما يمكنها من حل المشكلات بفعالية.
  3. تحديد جوهر المعرفة: يتعلق هذا الهدف بتحديد الجوانب الأساسيّة للمعرفة التي تسعى المؤسسة إلى الحصول عليها، وكيفيّة حمايتها من الخسائر أو القرصنة الخارجيّة.
  4. توطيد مفهوم التعلم والمعرفة: يركز على أهمية التعلم والذّكاء البشري في تعزيز التنافسيّة الاقتصاديّة، ويشجع على تطوير المؤسسة والفرد من خلال مشاركة الخبرات والمهارات.
  5. تحويل نظام المؤسسات الاقتصاديّة: تسعى إدارة المعرفة إلى تحويل نظام المؤسسات من التقليدي إلى نظام يعتمد على اقتصاد المعرفة، يستجيب لمتطلبات التطور والابتكار في الاقتصاد العالمي الجديد.

تُشير الدراسات إلى جانب الأهداف المذكورة إلى أنّ الإدارة الإلكترونيّة تعد عصبًا للمجتمعات المدنية الحديثة، وتساعد في تجاوز المشكلات التي واجهت بعض المجتمعات التي لم تتمكن من مواكبة التطورات. وتعدُّ إدارة المعرفة مكونًا عصريًا يهدف إلى مواكبة التّطورات المحليّة والعالميّة وتحقيق التقدم والتّطور في العمل الاقتصادي (عمراوي، ٢٠١٦، ص ٢٩).

رابعًا: أبعاد إدارة المعرفة: نتطرق في هذا السّياق إلى دراسة أبعاد إدارة المعرفة وكيف يتم تحديدها من زوايا مختلفة. حيث أن هناك اتفاقًا حول عدة أبعاد رئيسة اختُصِرت في خمس نقاط رئيسة وفقًا للباحثين (الزطمة، ٢٠١١)؛ (Chang & Lin، ٢٠١٥)؛

  1. تشخيص المعرفة: يشمل وضع سياسات وإجراءات لرصد نشاط المؤسسة الاقتصاديّة؛ كما يتيح للمؤسسة تحديد نوع المعرفة ومقارنتها مع متطلباتها.
  2. توليد المعرفة: يركز على إنشاء معلومات وخبرات جديدة ويعزز تبادل المعلومات والخبرات بين العاملين في المؤسسة.
  3. تخزين المعرفة: يشمل حفظ وحماية المعلومات والبيانات بشكل فعّال بالإضافة إلى ذلك، تبرز أهمية تنظيم الذاكرة التنظيميّة للحفاظ على الاستقرار في حالات فقدان الموظفين الرئيسين.
  4. توزيع المعرفة: يعزز توزيع المعرفة والمعلومات على أفراد المؤسسة جميعهم، ويساهم في تعزيز ثقافة التبادل والتّعاون داخل المنظمة.
  5. تطبيق المعرفة: يؤكد أهمية تطبيق المعرفة في كل جوانب النشاط الاقتصادي للشركة كما يطالب بتنفيذ السياسات والإجراءات المتعلقة بإدارة المعرفة.

وفقًا لما ورد أعلاه، يظهر أن إدارة المعرفة تؤدي دورًا حيويًا في تعزيز فعاليّة الشركات والمؤسسات، وتحقيق التّطور والابتكار في البيئة الاقتصاديّة المعاصرة. (رضوان & خاطر، ٢٠٢٢، ص ٢٤١)

المبحث الثالث: دور اليقظة التّكنولوجيّة في تحسين إدارة المعرفة

أولًا: دور لجنة اليقظة التّكنولوجيّة: تعد جلسة اليقظة التّكنولوجيّة مبادرة حيوية تهدف إلى معرفة أحدث التّطورات التّكنولوجيّة واستغلالها بأفضل طريقة. تتنوع أنشطة اللجنة لتحقيق هذا الهدف، إذ تُجمع المعلومات التّكنولوجيّة من مصادر متعددة مثل هيئات البحث والتطوير والجامعات، بالإضافة إلى المشاركة في الملتقيات الدوليّة والوطنيّة لتبادل المعرفة والخبرات في ميدان التكنولوجيا. تقوم اللجنة بتحليل منتجات المنافسين ومتابعة تقنيات المتعاملين مثل جيزي وأوريدو، ما يسهم في الفهم العميق لمستوى التنافس وضرورة مواكبة أحدث التطورات. بالإضافة إلى ذلك، تقوم اللجنة بمتابعة الابتكارات والتشكيلات التّكنولوجيّة الجديدة وتحليلها، مع التركيز على تحديد كيف يمكن دمجها بفعاليّة في الأعمال اليوميّة لتعزيز الأداء وتعظيم الاستفادة. يتجلى دور هذه الجلسة في تمكين المؤسسة من الاستفادة القصوى من التكنولوجيا، وضمان استمرارية التنافسيّة من خلال التبني الفعّال لأحدث التقنيات في سياق أعمالها. (يوسف، 2015: 126)

ثانيًّا: دوافع اليقظة التّكنولوجيّة: تعدّ دوافع اليقظة التّكنولوجيّة متنوعة ومتعددة، وقد أسهم توسع دائرة المعرفة وتطور وسائل البحث والتّجربة في رفع معدل الابتكارات، وتسارع التقدم التكنولوجي بين المؤسسات. (معراج & عدون، 2005: 161) وقد دعت هذه العوامل إلى إنشاء هيئات تختص بالرّصد التكنولوجي، ويمكن تلخيص دوافع هذا الرصد كما يلي:

  1. تسارع التغيرات التّكنولوجيّة: يشكل التسارع في التغيرات التّكنولوجيّة دافعًا قويًا لتبني اليقظة التّكنولوجيّة، وقد يلزم المؤسسات متابعة التحولات للبقاء على اطلاع دائم.
  2. انخفاض دورة حياة المنتجات: نتيجة لارتفاع نسبة المنتجات الجديدة، تتطلب الأسواق الحديثة من المؤسسات تقليل دورة حياة المنتجات، ويتطلب ذلك الاعتماد على اليقظة التّكنولوجيّة لتحديد اتجاهات التطوير.
  3. المنافسة العالميّة الشديدة: تشدد المنافسة العالميّة، خاصة من خلال الأسعار، وتجعل اليقظة التّكنولوجيّة ضرورية للمؤسسات لتحسين كفاءتها وتقليل التّكاليف.
  4. قلّة الموردين للمواد الأولية: في بعض القطاعات مثل الالكترونيات والإعلام الآلي والكيميائيّة، يتطلب نقص الموردين للمواد الأولية الاتجاه إلى تكنولوجيا جديدة. (بوشناف، 2002: 87)

وبناءً على هذه الدوافع، تقوم المؤسسات بتنفيذ اليقظة التّكنولوجيّة باستمرار، وتستند إلى مصادر متنوعة لجمع المعلومات، مثل هيئات البحث العلمي والجامعات، والمعاهد ومؤسسات البحث التّطبيقي والهندسة، ودراسة البراءات، وبنوك المعلومات، والمشاركة في الملتقيات، وتحليل منتجات المنافسين، والحصول على تراخيص براءات الاختراع. يتيح هذا الرصد تحديد اتجاهات الابتكار والتطورات التّكنولوجيّة للمساهمة في تعزيز القدرة التنافسيّة والتحسين المستمر.

ثالثًا: تأثير اليقظة التّكنولوجيّة على إدارة المعرفة: تعدُّ اليقظة التّكنولوجيّة دورًا أساسيًا في تحسين أداء المؤسسات وتخطيطها الاستراتيجي، كما يؤكد Jakobiak، إذ تُعَدُّ اليوم الدّعامة التي لا يمكن الاستغناء عنها في عملية اتخاذ القرار على المدى المتوسط والطويل. يُظهر التّحليل الأساسي لهذا السّياق أنّه يوجد توجهات واحتمالات لظهور منافسين محتملين في المستقبل.

ويضيف Lainée أن ممارسة أي مهنة صناعيّة في الوقت الحالي تتطلب اليوم السيطرة على عدد متزايد من التكنولوجيات، نتيجة لتطورات التكنولوجيا والعلوم. يُشير إلى أنّ متابعة التّطورات العلميّة والتّقنيّة تؤدي تلقائيًا إلى استخدام تكنولوجيات جديدة، وهو ما يدفع الصناعيين إلى امتلاك مهارات جديدة للمحافظة على مهنتهم الأصليّة.

ويبرز الشكل الذي يستند إلى تحليل Jakobiak أهمية اليقظة التّكنولوجيّة في تحديد التوجهات المستقبليّة والاستعداد لظهور منافسين جدد. يؤكد Link أهمية تكوين حافظة للتكنولوجيات وموازنة الإسهامات الدّاخليّة والخارجية لضمان استدامة المؤسسات. (Jakobiak، 2001: 65)

الخاتمة: ختامًا، تمثل اليقظة التّكنولوجيّة تحولًا شاملًا في كيفيّة إدارة  المؤسسات معرفتها ومواردها. فهذا التّحول يتيح للمنظمات استخدام الأدوات والتقنيات لتحسين عمليات جمع وتخزين ومشاركة المعرفة بشكل فعّال، ومبتكر و يُمكن الاستفادة من اليقظة التّكنولوجيّة في تعزيز قدرة المؤسسات على التكيف مع التّحولات السّريعة والابتكار في سبيل تحسين العمليات والأداء وتحقيق المرونة اللازمة في ظل ضرورة التطور المستمر  الذي تفرضه المتغيرات العالمية في عالم منظمات الاعمال.

التوصيات:

  • التدريب والتطوير المستمر: ينبغي توفير التدريب المستمر للموظفين حول استخدام التكنولوجيا والأدوات الجديدة لضمان استخدام فعّال وفعّالية أكبر.
  • تعزيز الثقافة التّكنولوجيّة: عليهم تعزيز وعي الموظفين بأهمية التكنولوجيا وتبني الأدوات والمنصات المناسبة لتبادل وإدارة المعرفة.
  • رصد الأداء والتحسين المستمر: يُنصح بإجراء مراجعات دورية وتقييمات لقياس أداء استخدام التكنولوجيا في تحسين إدارة المعرفة واستمرارية تطوير العمليات.
  • تحفيز الابتكار والإبداع: استخدام التكنولوجيا لتعزيز بيئة تشجع على الابتكار والإبداع من خلال إنشاء منصات تفاعلية ومرونة في مشاركة الأفكار وتطويرها.

 

المصادر والمراجع:

المراجع العربية

  1. أحمد، بوربالة & فهيمة، بوروبة (٢٠١٥). دور اليقظة التّكنولوجيّة في تحسين تنافسيّة المؤسسة، دراسة حالة مؤسسة اتصالات الجزائر- باتنة، وزارة التعليــم العــالي و البحــث العلمـي- الجزائر جــامعة محــمد خيضــر – بسكرة – كــلية العلــوم الاقتصــاديّة و التّجــارية وعلــوم التسييــر قســـم: علوم التسيير.
  2. بابكر، سامر (2021) اقتصاد المعرفة Knowledge Economy سلسلة كتيبات تعريفية العدد (13)  موجه إلى الفئة العمرية الشابة في الوطن العربي، الاصدار الأول، صندوق النقد العربي 2021، الامارات
  3. بلقاسم، بن ساحة ومحمد، بن قايد (٢٠١٨). اليقظة التّكنولوجيّة كأداة لتطوير أداء مؤسسات البحث العلمي في الجزائر حالة وحدة البحث التطبيقي في الطاقات المتجددة بغرداية، مذكرة تخرج مقدمة لاستكمال متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي الميدان: العلوم اقتصادية والعلوم تجارية وعلوم التسيير الشعبة: علوم التسيير التخصص:إدارة أعمال، جامعة غرداية، الجزائر
  4. بوخريص ، حفيظة (2019)،دور اليقظة التّكنولوجيّة في اكتساب المنظمة الميزة التنافسيّة
  5. بوشـناف، عمار (2002)، الميزة التنافسية في المؤسسة الاقتصـادية: مصـادرها، تنميتهـا، تطويرهـا، رسـالة ماجسـتير غـير منشـورة، كليـة العلـوم الاقتصـاديّة وعلوم التسيير، جامعة الجزائر
  6. بويحي، كراوش- أهمية اليقظة التّنافسيّة في المؤسسات الاقتصادية- المركز الجامعي المدية مذكر تخرج ليسانس دفعة جوان 2004
  7. توفيق، بعلية (٢٠٢٢)، ادارة المعرفة ودورها في تحديث الذاكرة التنظيميّة في المؤسسة، دراسة ميدانيّة بمؤسسة الكاهنة لإنتاج الحليب ومشتقاته أم البواقي، جامعة العرب كليّة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، جامعة العربي بن مهيدي، أم البواقي، الجزائر.
  8. حامد، مظهر.(٢٠٢٢). اليقظة التّكنولوجيّة ودورها في نجاح التعليم الالكتروني : دراسة استطلاعيّة لآراء التدريسيين في كلية الادارة والاقتصاد/جامعة الموصل. https://www.researchgate.net/
  9. حسام الدين، سعودي (٢٠١٤). دور اليقظة التّكنولوجيّة في اكتساب ميزة تنافسيّة في المؤسسات الصغیرة والمتوسطة ” ـ دراسة استقصائیّة ـ مذكرة مقدمة لاستكمال متطلبات شهادة ماستر أكاديمي الميدان : علوم اقتصادية، علوم التسيير وعلوم تجارية الشعبة : علوم التسير، جامعـة قاصــدي مرباح- ورقلــة، الجزائر
  10. حسينة، قلبو (٢٠١٥). دور ادارة المعرفة في تحسين الاداء المؤسسي. دراسة حالة كلیة العوم الاقتصادیة والتّجاریة وعلوم التسییر جامعة محمد خیضر –بسكرة- قسم علوم التّسيير، الجزائر.
  11. دراسة ميدانية بالمديرية العملية التصاالت الجزائر بوالية تيارت- معهد العلوم الاقتصاديّة والعلوم التجارية وعلوم التسيير،الجزائر.
  12. رضوان، طارق رضوان محمد & خاطر، سامح احمد، (2022)، أثر أبعاد إدارة المعرفة فى الإبداع التنظيمي، دراسة تطبيقية على العاملين بالهيئة القومية للتأمينات الاجتماعيّة بمنطقة الغربيّة، كلية التجارة، جامعة طنطا، المجلة العلميّة التجارة والتمويل العدد الثاني.
  13. رفاعي، عبير محمد عباس محمد. (2018). واحات العلوم والتكنولوجيا والتّحول نحو اقتصاد المعرفة. حوليات كلية الآداب جامعة عين شمس، مج 46، عدد (ابريل-يونيو)، دار المنظومة. 367-412.
  14. زدوري، أسماء (٢٠١٦). إدارة المعرفة. وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة 8 ماي 1945 قالمة كلية العلوم الاقتصادية والتجارية و علوم التسيير قسم علوم التّسيير.
  15. الزطمة نضال محمد، (2011)، إدارة المعرفة وأثرها على تميز الأداء؛ مذكرة مقــــــــــــــــــــــــــــدمة لنيل شهادة ماجستــــــــــــــــــــير، كلية التــــــــــــــجارة، الجامـــــــــــــــــــــعة الإســـــــــــلامـــــــية، غزة، فلــــــســـــطــــــــين
  16. الطائي، محمد (2016)، المدخل إلى نظم المعلومات الإداريّة، دار وائل للنشر والتوزيع. (الإصدار ط1). ،عمان، الأردن
  17. عمراوى ، مريم ( ٢٠١٦ ) :” أثر الإبداع التّنظيمى فى تحقيق الميزة التنافسيّة فى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ” دراسة حالة عينة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ، رسالة ماجستير ، كلية العلوم قطاع المطاحن بولايتى ورقلة ونقرت “.
  18. معراج، هواري & عدون، ناصر دادي (2005)، اليقظة التّكنولوجيّة كعامل للإبـداع فـي المؤسسـة الاقتصـادية، مجلـة العلـوم الاقتصـادية ،جامعـة سـيدي بلعبـاس، عدد خاص .
  19. نعيم، بو شحطة & سيف الدين، خالدي. (٢٠٢٢). دور ادارة المعرفة في تعزيز الثقافة التنظيمية- دراسة حالة مؤسسة الكاتمية للفلين –جيجل، مذكرة مقدمة استكماال لمتطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي في علوم التسيير تخصص :إدارة الموارد البشري – كليـة العلوم الاقتصاديّة والتجاريّة وعلوم التسيير، جــــــــــامعة محمد الصـــديق بن يحي – جيــــــــــجل.
  20. يوسف، زكريا رحماني (2015)، دور اليقظة الاستراتيجيّة في بناء الميزة التنافسية المستدامة للمؤسسة الاقتصادية) دراسة حالة موبيليس بولاية الأغواط، (مذكرة ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماجستير في علوم التسيير، كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير، جامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان، الجزائر.

 

  • المراجع الأجنبية
  1. . Saraswat،، & Kumar، P. (2016). Climate justice in lieu of
  2. Bourbala، (2015). The role of technological vigilance in improving the competitiveness of the enterprise” Case Study of Algeria Telecom (Vols. Faculty of Economic and Commercial Sciences and Management Sciences – Department of Management Sciences.). Biskra: Faculty of Economic and Commercial Sciences and Management Faculty of Economic andand Commercial Sciences and Management Sciences – Department of Management Sciences.
  3. climate change: a sustainable approach to respond to the climate change injustice and an awakening of the environmental movement. Energy، Ecology and Environment، 1، 67-74
  4. Elqasm، Mohamed Jouad (2021)، Le management par processus ( la veille stratégique)، article publié sur le site:
    1. http://isdm.univ.rln.fr/pdf/isdm/2024/isdm
  5. Isman، TOJET: The Turkish Online Journal of Educational Technology. TECHNOLOGY AND TECHNIQUE: AN EDUCATIONAL PERSPECTIVE. Volume 11. (2). http://tojet.net/articles/v11i2/11222.pdf
  6. JAKOBIAK، François l’intelligence économique: comment bâtir son propre système d’intelligence économique، éditions d’organisation، paris، 2001، p.
  7. Lesca، Humbert (2001)، Veille Stratégique Concepts et Démarch de mise en place dans l’entreprise guides pour la pratique de l’information scientifique et technique، Ministère de l’Education National de la Recherche et de la Technologie، Paris، France،1.
  8. Mahdi، H & Hammad، (2021). THE ROLE OF TECHNOLOGICAL VIGILANCE TO ACHIEVING THE COMPETITIVE ADVANTAGE IN UNIVERSITY EDUCATION AMONG FACULTY MEMBERS AT AL-AQSA UNIVERSITY Malaysian Journal of Industrial Technology، Volume 5، No. 1، 2021 eISSN: 2637-1081
  9. MIAUX Jean-François، Mise en oeuvre d’une activité de veille: Le cas de Réseau Ferré de France، mémoire pour obtenir le Titre professionnel “Chef de projet en ingénierie documentaire” INTD niveau I، institut national des techniques de la documentation، Paris،
  10. Sokoh، G and Okolie، Journal of Public Administration، Finance and Law. KNOWLEDGE MANAGEMENT AND ITS IMPORTANCE IN MODERN ORGANIZATIONS. (20).

 

 

[1]   – استاذة محاضرة في جامعة رفيق الحريري والجامعة اللبنانيّة الدّوليّة.

 

Lecturer at Rafic Hariri University and Lebanese International University.Email: mahaho82@gmail.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website