foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

متحف حلب: استراتيجيات الحماية والحفظ خلال الحرب والدروس المستفادة

0

متحف حلب: استراتيجيات الحماية والحفظ خلال الحرب والدروس المستفادة

Aleppo Museum: Protection and conservation strategies during the war and lessons learned

Dr. Youssef kanjouد. يوسف كنجو[i]

ملخص

د. يوسف كنجو

تتناول هذه الورقة استراتيجيات حماية المجموعات الأثرية في متحف حلب الوطني. استلزم العدد الكبير والطبيعة المتنوعة للمجموعات الأثرية تنفيذ مجموعة من أساليب الحماية. وفي الوقت نفسه، ونظرًا للتطورات الأمنية في سوريا، واستنادًا إلى التجارب السابقة التي شهدناها في مصر والعراق ولبنان وليبيا؛ بدأ متحف حلب بوضع خطة عمل لحماية وحماية المجموعات الأثرية في شمال سوريا. إن رؤية الصراع الذي يتكشف في سوريا كان أشبه بتكرار ما حدث في العراق. قام العاملون في متحف حلب بدراسة التجارب في العراق بعناية فائقة واستفادوا من دروسه وأفكاره حول أفضل السبل لحماية التراث السوري

كلمات مفتاحية: متحف حلب، نزاع مسلح، إجراءات الحماية، المجموعات المتحفية، الاخلاء الطارئ.

Abstract:

This paper discusses the protection strategies for archaeological collections at the National Museum of Aleppo. The large number and diverse nature of the archaeological collections necessitated the implementation of a range of protection methods. At the same time, due to security developments in Syria and based on previous experience observed in Egypt, Iraq, Lebanon, and Libya; the Aleppo Museum began developing an action plan to safeguard and protect the north Syrian archaeological collections. Seeing the conflict unfolding in Syria was much like a repeat situation of what transpired in Iraq. The staff of the Aleppo Museum studied the experiences in Iraq very carefully and took from its lessons and ideas about how best to protect Syria’s heritage.

Keywords: Aleppo Museum, armed conflict, protection measures, museum collections, emergency evacuation.

مقدمة

تأسست النواة الأولى لمتحف حلب الوطني بداية في احدى قاعات قلعة حلب ثم انتقل لاحقا الى أحد المباني في الجميلة؛ لكن قرار تأسيس متحف حلب الوطني صدر رسميا في العام 1926 وشكلت نتائج التنقيبات الأثرية القائمة في شمال سوريا آنذاك، لا سيما مكتشفات تل حلف وتل أحمر النواة الأولى للمتحف. وكان مكان المتحف في أحد المباني في منطقة الجميلية. وفي العام 1931 انتقل المتحف الى مبنى من الفترة العثماني يسمى قصر الناعورة. وفي العام 1968 هُدِم المبنى القديم وانشاء مبنى جديد كبير في نفس المكان، يهدف الى استيعاب العدد الكبير للقطع الاثرية وخاصة في العرض المتحفي. يقسم متحف حلب حاليًّا إلى خمسة أقسام: عصور ما قبل التاريخ وقسم الآثار السورية القديمة والفن الكلاسيكي والإسلامي والفن الحديث.

عرض متحف حلب منذ   تأسيسه قصة تاريخ شمال سوريا، ولهذا السبب أطلق عليه اسم متحف الشمال السوري. تضم المقتنيات الاثرية في المتخف أهم المكتشفات من المواقع الأثرية في حوض نهر الفرات والمدن الميتة. وبإنشاء سدين لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر الفرات، نفذ أكثر من 60 فريقًا أثريًا دولياً حفريات في هذه المنطقة، ووصلت جميع المكتشفات إلى متحف حلب (McClellan and Porter 1990, Del Olmo and Fenollos 1999). مع مرور الوقت، زادت محتويات متحف حلب مع زيادة عدد الحفريات الأثرية في شمال سوريا.  فيما بعد، عندما افتُتح متاحف جديدة في محافظة الرقة ودير الزور وادلب، نُقلت العديد من اللقى إلى هذه المتاحف، ولكن ظل متحف حلب يعاني من ضغوط كبيرة لإيجاد مساحة كافية لاستيعاب مجموعاته الأثرية.

يعمل متحف حلب أيضًا على نشر المعرفة في مجال تخصصه وهو الآثار السورية القديمة التي تعود بشكل رئيسي إلى عصور البرونز وعصر الحديد. هذا على خلاف متحف دمشق الوطني الذي يركز على العصور الكلاسيكية والإسلامية. يتميز متحف حلب بوجود المجموعات الأثرية التي تتضمن أمهات القطع المكتشفة في أهم الممالك السورية القديمة: ماري وإيبلا وأوغاريت وتل حلف وتل أحمر. يعرض المتحف أيضًا بعضًا من أهم الثقافات العالمية في الشرق الأوسط، ابتداء من الاشولية والموستيرية (كهف الديدرية) والاكادية والبابلية (ماري) والعمورية والحثية (عين دارة) والاشورية (تل أحمر) والآرامية (تل حلف)، والتي تُعرض جميعها في المتحف وفق تسلسل زمني ومكاني (Akkermans and Schwartz 2003).

كذلك يتميز متحف حلب بوجود نتائج التنقيبات الاثرية في مواقع العائدة الى الفترة النيولتية (منتجات الثورة النيوليتية)، خاصة في حوض الفرات كموقع المريبط (بداية نشوء الزراعة) وتل أبو هريرة (البداية الأولى لتدجين الزراعة) وتل القرامل (نشوء السكن والاستقرار) والجرف الأحمر (بداية القرى) وجعدة المغارة (أقدم لوحة فنية مرسومة على الطين في العالم) وتل حالولة (أقدم لوحة فنية للرقص النسائي في العالم). وبهذه المقتنيات العائدة الى فترة العصر الحجري الحديث، يتمتع متحف حلب بأهمية ليس فقط على نطاق محلي وانما عالمي، وذلك من الناحية العلمية والثقافية. كون هذه المرحلة من حياة البشرية لا تخص المنطقة بشكل خاص وإنّما البشرية عمومًا، خاصة دراسة التطور الثقافي والصناعي والعقائدي الإنساني الذي بدا من هذه المنطقة وانتشر الى أماكن مختلفة من العالم (Kanjou and Tsuneki 2016).

لكن النزاع المسلح في سورية الذي بدأ في سورية منذ العام 21011، أدى الى حدوث اضرار هائلة على المواقع والمتاحف السورية في ظل فقدان الأمن والتمويل. كما وقعت المواقع والمتاحف ضمن دائرة الصراع المسلح كما هو الحال في مدن حمص والرقة وحلب وتدمر ودير الزور. مما دفع العاملين في مجال الاثار الى القيام بعدد من الإجراءات للتخفيف من تلك الاضرار، خاصة في المتاحف، كما هو الحال في متحف دير الزور وتدمر وادلب ومعرة النعمان (Abdulkarim 2013).

البلدان المجاورة لسورية مثل العراق ولبنان، عانت في الماضي أيضا من الحروب، وضع العاملون في المتاحف في هذه الدول خطط حماية لمجموعاتهم الأثرية في المتاحف. في حالة متحف بيروت، أُرسلت القطع المتحفية الصغيرة الثمينة من الذهب والقطع الرئيسة الأخرى، إلى معهد الآثار الفرنسي في دمشق. كما نقلت مجموعات متحفية أخرى الى الغرف السفلية في قلعة جبيل شمال بيروت. بينما بقيت بعض القطع الاثرية في المتحف. خُزِّنت معظم القطع الصغيرة في صناديق من الورق المقوى في مكاتب الموظفين بالطابق الثاني وقتع أخرى بقيت في غرف المستودعات في الطابق السفلي. القطع الكبيرة، مثل التوابيت والفسيفساء والتماثيل، غُطِّيت من خلال حماية خراسانية (Al-Radi 2003).

في العراق، عُمِل على حماية المجموعات المتحفية قبل بداية حرب الحليج الثانية 1991  وقبل احتلال العراق العام 2003، وقد حاول العاملون هناك اتباع عدة طرق للحماية.   نُقلت معظم اللقى المعروضة في صالات العرض وتم إخفائها في المخازن أو في الملاجئ حول بغداد. تُركت التماثيل الكبيرة في مكانها ووضعت حولها وسائل للحماية. وُضِع المطاط الرغوي أيضًا بشكل مناسب حول النقوش الآشورية، نُقلت المخطوطات القديمة ووضعت في ملجأ في غرب بغداد.  أودِع المجوهرات الذهبية من المقابر الملكية في أور والمكتشفة في المقابر الملكية للملكات الآشورية في النمرود (بإجمالي حوالي 7360 قطعة) في البنك المركزي العراقي، حدث ذلك قبل حرب الخليج العام  1991 (Schipper 2005.  Rothfield 2008. Al-Radi 2003. Wagener and Otter 2008 Schipper 2005.  Rothfield 2008. Al-Radi 2003. Wagener and Otter 2008)

نقدم في هذا البحث لمحة عن استراتيجيات حماية المجموعات الأثرية في متحف حلب الوطني، سورية، خلال فترة الحرب في مدينة حلب بين 2011 الى 2016. وقد استلزم العدد الكبير والمتنوع للمجموعات الأثرية تنفيذ مجموعة مختلفة من طرق الحماية وعلى عدة مراحل.

  1. الاستراتيجية الخاصة في حماية متحف حلب الوطني خلال مدّة الحرب

نظرًا لتطورات الحالة الأمنية واستنادًا إلى التجارب السابقة في الدّول العربيّة المجاورة خاصة في لبنان والعراق، وضع متحف حلب خطة عمل لحماية وحراسة المجموعات الأثرية في المتحف. كان شكل الصراع في سوريا يبدو أشبه بتكرار ما حدث في العراق وخاصة بما يتعلق بالمتاحف لذلك استخدمنا مصطلح عرقنة الاثار السورية. درس العاملون في متحف حلب على التجارب السابقة في العراق بعناية شديدة واستخلصوا منها دروسًا وأفكارًا حول أفضل السبل لحماية متحف حلب. بدأ النزاع في سوريا في آذار 2011 ووصل النزاع المسلح الى مدينة حلب العام 2012، مع مرور الوقت، أصبح من الضروري للغاية اتخاذ إجراءات لحماية المجموعات الأثرية في متحف حلب (Kanjou 2016.).

اعتمد المتحف على وجه الخصوص المبادئ الأربعة الآتية:

  1. تقييم تطور الحالة الأمنيّة في مدينة حلب: الوضع الأمني ​​في مدينة حلب طيلة فترة الصراع كان في حالة تغير. في السنة الاولى من النزاع كان الوضع هادئً، لكن لم يكن هناك حماية للمتحف؛ لاحقًا تبدلت الحالة مع اقتراب الصراع المسلح من المتحف واستخدام أنواع مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك السيارات المفخخة، ما شكل تهديدًا متزايدًا ليس فقط للمجموعات المتحفية وانما للعاملين الذين يعملون يومياً في المتحف.
  2. تقييم المجموعات المتحفيّة: قسِّمت اللقى الأثرية إلى ثلاث مجموعات اعتمادًا على أهميتها وكذلك على متطلبات التخزين. لاحقًا قُسِّمت إلى فئتين: لقى من الدّرجة الأولى ولقى من الدرجة الثانية. كان ذلك ضروريًا بسبب حجم المجموعة في متحف حلب وقلة الموارد البشرية والاقتصادية الأمر الذي لم يسمح بتطبيق تدابير الحماية لجميع المواد على مستوى مماثل.
  3. تقييم أنواع المخاطر: بدأ أمناء المتاحف في النظر في مجموعة متنوعة من المخاطر المتوقعة التي من الممكن ان تسبب اضراراً للمتحف والمجموعات المتحفية. مثلاً السرقة، هل سيتعرض المتحف للسرقة من اللصوص أو جماعات المسلحة؟ او التدمير، هل سيكون هناك قصف بالقذائف أو المتفجرات؟
  4. تقييم طرق الحيطة والتمويه: كان لا بد من تغيير شكل ومكان ابواب المتحف الخارجية والداخليّة وخاصة المؤدية الى المستودعات. وانشاء جدران خراسانية في عدد من الاماكن في المستودعات. كان الهدف لذلك إخفاء الممرات التي تؤدي الى المستودعات وبالتالي منع الوصول اليها بأيّة وسيلة كانت.

كان الهدف الرئيسي لاستراتيجيّة العمل، حماية المتحف بدون حراس أو أي أشخاص آخرين، أو بعبارة أخرى، ضمان في حال دخل اللصوص أو الجماعات المسلحة إلى المتحف، فلن يتمكنوا من أخذ أي شيء أو حتى الوصول إلى القطع الأثرية بسبب عدد من العقبات التي تعوق الوصول إلى المجموعات المتحفيّة.

كجزء من استراتيجية الحماية، كان هناك إعادة تقييم خطة الحماية بشكل دائم وتغير بعض خطط الحماية من قبل القائمين على المتحف. كذلك لم يكن من الممكن تنفيذ الخطة بشكل كامل التي تتيح حماية شاملة لجميع محتويات المتحف بسبب نقص الدعم الاقتصادي الحاد والتعاون الأكاديمي من قبل المختصين والمنظمات الدولية.

  1. تدابير الحماية

خلال تنفيذ استراتيجية الحماية لمتحف حلب، مرت مدينة حلب بعدة مراحل أمنية مختلفة.  في المرحلة الأولى، كان الوضع الأمني ​​(2011) لا يزال مقبولًا، لذلك نُقِلت القطع الأثرية من صالات العرض والواجهات إلى المستودعات واستُبدِلت القطع الأصليّة بأخرى مزورة التي حصل عليها المتحف من خلال المصادرات. في ذلك الوقت كان يُعتقد أن الخطر الرئيسي هو محاولة بعض اللصوص نهب المتحف، كما حدث في متحف بغداد.

تزامنًا مع ذلك، قام موظفو المتحف بتحديث نظام الأرشفة الرقمي. في نهاية العام 2011 وبداية العام 2012، تم أرشفت جميع القطع الأثرية الكترونيًّا وإدخالها في قاعدة بيانات المتاحف السورية. بدأت هذه العملية في حلب على مرحلتين. استغرقت كل مرحلة 21 يومًا. استُعِين بطلاب قسم الآثار في جامعة حلب، من خلال مجموعتين، كل مجموعة تضم 15 طالبًا. تضمن معلومات شاملة عن القطع الاثرية في المتحف.

مع تطور الحالة لأمنية نحو الأسوأ ​والتعليمات الصادرة عن وزارة الثقافة القاضي بنقل قسم من اللقى المهمّة إلى مكان آمن خارج المتحف​؛ نقل العاملون في المتحف جزء من أمّات القطع الأثرية الى مستودعات البنك المركزي بحلب وهو المبنى المجاور للمتحف، يحتوي البنك على مستودعات مجهزة بشكل آمن، الشيء غير المتوفر في متحف حلب.

نُفِّذت هذه الإجراءات خلال العام 2011 عندما كان الوضع الأمني هادئ نسبيًا في مدينة حلب. لكن مع بداية العام التالي (2012)، دخل النزاع المسلح المدينة ومحيطها واقتربت الاشتباكات من المتحف، لا سيما الهجوم الإرهابي على وسط المدينة في بداية أكتوبر 2012، حيث انفجرت 4 سيارات مفخخة وألحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية للمتحف (صورة 1).

كان ذلك دافعًا للقيام بمرحلة جديدة من الحماية، لهذا السبب، بدأ العاملون في المتحف مشروع شامل لحماية المتحف، وقد حُمِيت التماثيل ولوحات الفسيفساء جميعها بأكياس من الرمل، سواء أكانت داخل المتحف أم في الحديقة الداخلية والخارجية (صورة 2). أُغلِقت الصالات والمخازن جميعها بأبواب معدنيّة (مقاومة للحريق) ومدعومة بالخرسانة وبنيت جدران بيتونية في المستودعات. لحماية التماثيل الموجودة في الحديقة، استُخدِمت أكياس الرمل مع جدران من الطوب للحماية.  لاحقا دُعِّمت حماية التماثيل الموجودة في الباحات الخارجية من خلال صناديق خشبية في داخلها مزيج من الرمل والتّراب الكلسي، بعد أن عُزِلت التماثيل بمواد خاصة (صورة الباحة 3).

من أجل ضمان أمن كل من المتحف والموظفين وعرقلة دخول الجماعات المسلحة للمتحف، أقام أمناء المتاحف داخل المتحف لمدة عامين بشكل دائم في المتحف، بالإضافة الى الحراس وعائلاتهم (كانت هناك ست عائلات من الحراس وثلاثة من أمناء المتحف).

مع تطور النزاع في مدينة حلب ووقوع المتحف على خط التماس بين الاطراف المتقاتلة ومن خلال التّجارب السّابقة التي حدثت في سورية، كما حدث مثلًا في متحف الرقة ومتحف تدمر عندما استولت داعش على قسم كبير من محتويات المتحف هناك، لذلك قرر العاملون في متحف حلب (2014) كمرحلة أولى، نقل جزء من المحتويات الى مستودعات جامعة حلب التي كانت بعيدة نوعا ما عن النزاع المسلح وفي العام 2015 نقلت تلك المواد الى متحف دمشق الوطني وبالنتيجة نقلت حوالي 60% من المجموعات المتحفية في متحف حلب الى المتحف الوطني بدمشق. وفي عام 2016 انتهى النزاع المسلح واعيد افتتاح متحف حلب جزئيًّا في نهاية العام 2019، حيث أعيدت قسم من المجموعات المتحفية من متحف دمشق الى متحف حلب (صورة 4).

  1. حالة المتحف أثناء الحرب

تعرض المتحف أثناء حقبة الحرب الى اضرار جسيمة؛ كان الضرر الأول الذي حدث    في شهر تشرين الأول 2012، عندما انفجرت 4 سيارات مفخخة وألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية للمتحف بالإضافة الى مركز مدينة حلب المحيط بالمتحف.  حيث تحطمت النوافذ جميعها والسقف المستعار وتدمير نظام الإضاءة وكاميرات المراقبة وتمديدات الانترنت وخزائن العرض المتحفي بالإضافة الى تدمير كامل للتمديدات الكهربائية، كما أصيب بعض العاملين أيضا. لحسن الحظ لم تتأثر المجموعات المتحفية في هذه التفجيرات بسبب الإجراءات التي قمنا بها قبل ذلك وانما شكلت دافعا لمزيد من أعمال الحماية (صورة 5).

في بداية العام 2013 دخلت قذيفة صاروخية من الجهة الشرقية للمتحف الى داخل قاعات العرض المتحف الخاصة بالتماثيل الآشورية (قاعة تل أحمر)، لكن لحسن الحظ لم تنفجر.

في 27 أيار 2014، تضرر مبنيي المتحف الوطني ودائرة الآثار في حلب جزئيًا بسبب انفجار وقع في مكان قريب. اقتصرت الأضرار على الزجاج المكسور والسقوف المستعار والواجهات الحجرية وبلاط الأرضيات.

في يوم 1 حزيران 2014، سقطت قذيفة هاون على متحف حلب الوطني، وألحقت أضرارًا في جدار المبنى.

في 03 حزيران 2014، تعرض المتحف لأضرار كبيرة مرة أخرى بسبب سقوط عدد من قذائف الهاون في حديقة المتحف، ما أدى أيضًا إلى تعرض بعض العاملين لإصابات.

الأضرار الكبيرة التي حدثت في المتحف كانت في 11 تموز 2016، عندما سقطت عدد من القذائف الصاروخية على مبنى المتحف، احداها أصابها الجهة الجنوبية (جرة غاز) من المتحف حيث تسببت بـتدمير جزئي في السقف البيتوني في أماكن متفرقة من المتحف وأضرار كبيرة في البنى التحتية والأبواب الخارجية ومكاتب الموظفين وأمناء المتاحف وتدمير غرفة المولدات وأجزاء من السور الخارجي (صورة  6). بالإضافة الى تدمير المولدة الكهربائية، التي تساعد على عمل مضخات المياه التي تحمي عادة المتحف من زيادة منسوب المياه الجوفية في مستودعات المتحف، الذي أدى الى اضرار بالغة بسبب ارتفاع منسوب المياه مما أسفر الى ارتفاع نسبة الرطوبة في المستودعات الذي ساهم بدوره في تشكيل العفن على اللقى الفخارية وزيادة الأكسدة على القطع المعدنية. في 23 تموز 2016، تعرض المتحف للهجوم مرة أخرى، بسقوط عدة قذائف حول المتحف؛ أصابت إحداها واجهة المتحف وتسببت في أضرار جسيمة، لكن فقط في جدار الحماية الذي يغطي الواجهة الرئيسية (Kanjou 2016.).

على الرّغم من الاعتداءات السّابقة جميعها، لم تتعرض المجموعات المتحفية الى أيّة اضرار يمكن الإشارة اليها. باستثناء قذيفة واحدة إصابة أحد التماثيل الآرامية في حديقة المتحف الداخلية بشكل مباشر، مع وجود إجراءات الحماية تحطم التمثال الى ثلاث أجزاء، نظرًا لشدة القذيفة، لكن تلك الإجراءات ساهمت بشكل كبير في حماية التمثال من التدمير الكامل؛ حديثًا رُمِّمت التماثيل بسهولة وبشكل مناسب.

لحسن الحظ، وعكس لما كان متوقعًا، لم يتعرض المتحف خلال مدّة الحرب الى أيّ محاولة سرقة أو دخول أي جماعة مسلحة، كما لم يتعرض المتحف الى هجوم مباشر بالقذائف أو الصواريخ وانما كانت الإصابات بشكل غير مباشر، نظرًا لوقوع المتحف في المنطقة الفاصلة بين الأطراف المتقاتلة؛ لكن كما هو واضح القذائف والتفجيرات في محيط المتحف اثرت بشكل كبير وخاصة على المبنى والبنية التحتية.

  1. الدروس المستفادة من متحف حلب خلال مدّة الحرب

على الرغم من أن معظم القطع المهمّة في حلب حصلت على حماية كافية وبقيت في أمان حتى نهاية مدّة الحرب في مدينة حلب، إلا أن ذلك لم يشمل جميع القطع الاثرية في المتحف؛ حيث لم تكن جميع المجموعات المتحفية محمية في نفس المستوى من الحماية. كان من المستحيل حماية جميع القطع الأثرية بنفس الدرجة، وفي الوقت نفسه أي نوع من الضرر لأي قطعة يشكل كارثة حقيقيّة. كذلك جرت اعمال الحماية على عدة مراحل وليست دفعة واحدة؛ والسبب عائد الى عدم وجود رؤية واضحة مسبقة للحالة الأمنية في حلب والتطورات الأمنيّة السّريعة في حلب بشكل عام. بالإضافة الى عدم توفر الدعم المادي والخبرة اللازمة لتلك الإجراءات المستعجلة.

بطبيعة الحال، ساهمت استراتيجية الحماية لمتحف حلب في حماية القطع الأثرية في المتحف بشكل كبير. بالمقارنة مع المتاحف السورية الأخرى، هناك اختلاف واضح في إجراءات الحماية والنتائج التي حصلنا عليها بعد انتهاء الحرب. على سبيل المثال، متحف الرقة ومتحف المعرة ومتحف تدمر، لم تكن هناك إجراءات حماية كافية تتناسب وشدة الخطر الذي تعرضا له، فهي تعرضت للسرقة والتّخريب. بينما متحف ادلب نُفِّذ عدد من إجراءات الحماية التي نُفِّذت في متحف حلب، لكن شدة وطبيعة النزاع أدت الى فقدان عدد كبير من اللقى وخاصة الهامة منها (Abdulkarim 2013).

 من الدروس المهمّة المستفادة التي يمكن ان نتحدث عنها من خلال تجربتنا في حماية متحف حلب، للعمل خلال الأزمات أو أثناء الحرب: عند تأسيس المتحف، يجب أن يأخذ بالحسبان حالة الحرب، خاصة العرض المتحفي لذلك يجب تكون جدران وزجاج المتحف وخزائن العرض المتحفي والمستودعات مجهزة بشكل دائم لحالة الحروب، كما هو الحال في معظم البنوك المركزية. وذلك عائد الى عدم الاستقرار في المنطقة العربية بسبب الصراع العربي الإسرائيلي من جهة ومن جهة أخرى عدم وجود استقرار سياسي في الدول العربية. كما يتحتم أن تكون هناك ميزانية خاصة للحماية الطارئة سواء الحرب أو الكوارث تكون متاحة للاستخدام الفوري. تدريب الكوادر العاملة في المتاحف على نقل وحماية القطع في أوقات لازمات (الاخلاء الطارئ)؛ استناداً على استراتيجية واضحة أو برتوكول عمل يكون متوفر لدى جميع العاملين في المتاحف حول العمل في أوقات الازمات.

كما لاحظنا ان الاستجابة السريعة والفورية كانت لها نتائج إيجابية كبيرة، حتى دون الحاجة الى الإدارات المركزية، في حالة متحف حلب تم نقل جميع مواد العرض المتحفي الى المستودعات سريعًا، لولا حدثت ذلك بالوقت المناسب لتحطم عدد كبير من اللقى الهامة، بسبب التفجيرات القريبة من المتحف. وفي نفس الوقت يجب الاعتماد على الخبرات المحلية، حيث من خلال عملنا لم نحصل على أي دعم أكاديمي أو مادي خارجي، على الرّغم من المناشدة، مع العلم انه قبل الحرب كان هناك تعاون مع حوالي 25 بعثة اجنبية تعمل في منطقة حلب وتتبع متحف حلب.

توعيّة المجتمع والمجتمع المحلي بأهميّة المتحف والمساهمة في الحماية أثناء الأزمات، خاصة القاطنين بالقرب من المتحف، يجب أن تكون هدف أساسي من برامج المتحف الدّائمة. ذلك عائد الى أنّه في حقبة من الحِقب يضطر العاملون الى نقل القطع خارج المتحف، كما حدث في العراق، أو حتى المشاركة في الحماية عند تدهور الحالة الأمنية كما حدث في مصر.

أخيرًا، التبادل الخبرات والتعاون بين مختلف الدول العربية، في مجال حماية المتاحف في الازمات، شيء أساسي يساهم في حماية مقتنيات المتاحف العربية، ذلك عائد على توفر الخبرة العملية كما هو الحال في العراق وليبيا واليمن وسورية ولبنان ومصر والسودان. لذلك يتطلب تشكيل جهة تجمع بين تلك الخبرات وعمل برتوكول عربي للحماية والعمل في المتاحف اثناء النزاعات والكوارث.

 

الهوامش

[1] باحث في معهد دراسات آثار الشرق الأدنى، جامعة توبنغن، المانيا

. Researcher at the Institute for Near Eastern Archeology, University of Tübingen, Germany Email: youssefkanjou@gmail.com

[1]  تصوير المديرية العامة للآثار والمتاحف.

الصور[ii]

  

صورة 1: الاضرار لتي حدثت في المتحف نتيجة التفجيرات عام 2012.         صورة 2: حماية لوحات الموزاييك في حديقة المتحف الداخلية

 

صورة 3: إجراءات الحماية الخاصة بالتماثيل في حديقة المتحف    صورة 4: حماية التماثيل الاثرية ضمن صالات العرض المتحفية

 

صورة 5: تحطيم خزائن العرض المتحفي في القسم الكلاسيكي  صورة 6: عدد من الصور التي تظهر الدمار في متحف حلب خلال  العام 2016

الهوامش

[i] باحث في معهد دراسات آثار الشرق الأدنى، جامعة توبنغن، المانيا

Researcher at the Institute for Near Eastern Archeology, University of Tübingen, Germany Email: youssefkanjou@gmail.com

[ii]  تصوير المديرية العامة للآثار والمتاحف.

المراجع

 

1-ABDULKARIM, M.,( 2013). The Archaeological Heritage in Syria During the Crisis 2011-2013. Damascus: DGAM.

2-AKKERMANS P. AND SCHWARTZ, G., (2003). The archaeology of Syria: From Complex Hunter-Gatherers to Early Urban Societies (ca. 16,000-300 BC). Cambridge University Press.

3-AL-RADI, S, (2003). War and cultural heritage: Lessons from Lebanon, Kuwait and Iraq. http://www.krachtvancultuur.nl/actueel/2003/oktober/war_and_cultural_heritage.html

4-DEL Olmo, G., MONTERO FENOLLOS, J.-L. (eds.), (1999). “Archaeology of the Upper Syrian Euphrates”. The Tishrin Dam Area.Proceedings of the International Symposium held at Barcelona, January 28th–30th, 1998, Aula Orientalis (Supplementa 15). Barcelona.

5-FAKHRO, M,. (2020). “Strategies for reconstructing and restructuring of museums in post-warplaces (National Museum of Aleppo as a Model)”. Ph.D. thesis at the University of Bern.

6- KANJOU, Y. (2016). ‘The National Museum of Aleppo, Threats, and Strategies for Safekeeping’. Proceedings, 9th ICAANE, Basel 2014, Vol. 1, p465–475.

7-KANJOU, Y. & A. TSUNEKI (Ed.), (2016).  A History of Syria in One Hundred Sites. Oxford: Archaeopress.

8- MCCLELLAN, T. AND PORTER A., (1990). “Archaeological surveys of the Tishreen Dam Flood Zone”. AAAS.

9-ROTHFIELD, L., (2008).  Antiquities under Siege: Cultural Heritage Protection after the Iraq War. AltaMira Press.

10-SCHIPPER F. T, (2005).The Protection and Preservation of Iraq’s Archaeological Heritage, Spring 1991-2003”. American Journal of Archaeology, Vol. 109, No. 2, pp. 251-272

11-WEGENER, C AND OTTER, M., (2008). Cultural Property at War: Protecting Heritage during Armed Conflict. Newsletter 23.1.

http://www.getty.edu/conservation/publications_resources/newsletters/23_1/feature.html

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website