foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

وجهات نظر المشرفين التّربويين حول الإشراف التّربوي من بعد

0

وجهات نظر المشرفين التّربويين حول الإشراف التّربوي من بعد

Perceptions of educational supervisors about online educational supervision

Hind Bassam Sarieddine  هند بسّام سري الدين)[1](

تاريخ الإرسال:20-2-2024          تاريخ القبول:3-3-2024

تحميل نسخة PDF

ملخّص الدّراسة

هدفت هذه الدّراسة إلى معرفة وجهات نظر المشرفين التّربويين حول الإشراف من بعد (من إيجابيّات وسلبيّات) بالإضافة إلى معرفة مستوى معرفتهم بأدوات وتطبيقات التكنولوجيا التي يمكن استخدامها في هذا النوع من الإشراف وما أكثر التحدّيات التي تقف عائقا أمام مزاولته. واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي وتكوّنت عيّنة الدّراسة من 200 مشرف تربوي من مختلف المناطق اللبنانيّة تم اختيارهم بالطريقة العشوائيّة. واعتمدت الباحثة على الاستمارة المغلقة المفتوحة لجمع البيانات.

تم تحليل البيانات الكميّة المرتبطة بمستوى معرفة المشرفين بأدوات وتطبيقات الإنترنت بواسطة برنامج الحزم الإحصائيّة للعلوم الاجتماعيّة SPSS؛ في حين تمّت معالجة البيانات الخاصة بوجهة نظر المشرفين حول الإشراف من بعد من خلال مقاربة تحليل الموضوعات.

ولقد أظهرت نتائج الدّراسة أنّه لدى المشرفين التّربويين معرفة جيّدة بالعديد من أدوات وتطبيقات الإنترنت. وأنّه من أكثر التحدّيات التي تعيق استخدام الإشراف من بعد هي المشاكل التقنيّة بنسبة 80% تليها مشكلة ضعف شبكة الإنترنت بنسبة 75.5%. أمّا لجهّة فوائد الإشراف من بعد، فلقد كانت الإستجابات إيجابيّة ومشجّعة وتمحورت بمعظمها حول موضوع الوقت، تطوير المهارات التكنولوجيّة، توافر المستندات بشكل دائم، وتخطّي الأزمات. في حين عبّر آخرون عن قلقهم من مساوئ هذا النوع من الإشراف والتي تمثّلت بضعف العلاقات الاجتماعيّة، الاستهتار بالقيام بالأعمال وغياب المراقبة الدقيقة لما يجري على أرض الواقع.

وفي ضوء نتائج الدّراسة، قدّمت الباحثة بعض التوصيات العمليّة التي قد تخدم تطبيق عمليّة الإشراف من بعد، إضافةً إلى التوصية بدراسة مستقبليّة حول تأثير هذا النوع من الإشراف على آداء المعلّمين والتلاميذ.

الكلمات المفتاحيّة: الإشراف التّربوي من بعد – المشرف التّربوي

Abstract

This study aimed to know the views of educational supervisors on online supervision (pros and cons) in addition to knowing their level of knowledge of the tools and applications of technology that can be used in this type of supervision and the most obstacles that stand in the way of practicing it. The researcher used the descriptive analytical approach and the study sample consisted of 200 educational supervisors from different Lebanese regions who were randomly selected. The researcher relied on the closed open form to collect data.

Quantitative data related to the supervisors’ level of knowledge of Internet tools and applications were analyzed by the SPSS statistical package software, while data on supervisors’ perspective on online supervision were processed through a topic analysis approach.

The results of the study showed that educational supervisors have a good knowledge of many Internet tools and applications. One of the most challenges hindering the use of online supervision is technical problems at 80%, followed by the problem of poor internet at 75.5%. As for the benefits of online supervision, the responses were positive and encouraging, and most of them revolved around the topic of time, developing technological skills, always having documents available, and overcoming crises. Others expressed concern about the disadvantages of this type of supervision, which was represented by poor social relations, recklessness in doing business and the lack of close monitoring of what is happening on the ground.

In light of the results of the study, the researcher presented some practical recommendations that may serve the application of the online supervision process, in addition to recommending a future study on the impact of this type of supervision on the performance of teachers and students.

Keywords: Online educational supervision – Educational Supervisor

1-المقدّمة

إننا نعيش في زمن يختلف كليّا عن الزمن الذي عاش فيه أجدادنا. فالعالم اليوم يشهد تطوّرا معرفيّا وتكنولوجيّا كبيرا، وثورة معلوماتيّة في شتّى المجالات. إنّ هذا الانفجار الهائل في المعرفة، والذي غزا جميع الدول، نامية كانت أم متقدمة، يحتّم علينا مواجهة التغيّرات الناتجة عنه، ومراجعة الأنظمة القائمة، لا سيما في مجال التربية والتعليم. فالتربية والتعليم هما الركيزة الأساسيّة لبناء أي دولة  لتنميتهم للثروة البشريّة الموجودة فيها.

وانطلاقًا من دور الإشراف التّربوي في تحسين الموقف التعليمي التعلّمي بعناصره جميعها من منهاج ووسائل وأساليب تدريس وبيئة ومعلّم وتلميذ وإدارة وغيرها، فكان لا بدّ من إعادة النّظر في الممارسات الإشرافيّة وتطويرها بما يتماشى مع متطلّبات العصر الحالي.

إلّا أنّ مفهوم الإشراف التّربوي لم يظهر بشكل واضح إلّا في العقود الأخيرة بعد أن مرّ بثلاث مراحل وهي: التفتيش والتوجيه والإشراف. اقتصرت عمليّة التفتيش على زيارة المفتّش للمعلّمين داخل الصف من أجل تصيّد الأخطاء ورصد نقاط الضعف ونواحي القصور لديهم. ثمّ انتُقِل إلى مرحلة التوجيه التّربوي نتيجة التطوّر في العلوم التّربوية وعلم النفس والعلاقات الإنسانيّة. فأصبح الموجّه التّربوي يقوم بإرشاد المعلّم وتوجيهه ودراسة الكتب والمناهج وغيرها من الأمور التي تعي بالعمليّة التعليميّة. وبدأ هذا المفهوم بالتوسّع والتطوّر حتّى أصبح يطال عناصر العمليّة التعليميّة جميعها من أفراد وأساليب ومناهج وهو ما يعرف اليوم بالإشراف التّربوي. ويقوم المشرف التّربوي بدعم المعلّم ومعاونته ومشاركته المسؤوليّة في العمل على تطوير العمليّة التّربويّة، كما يركّز على النمو المهني للمعلّمين وتشجيعهم على النّمو الذاتي في ضوء التطوّرات الفكريّة المعاصرة.

أمّا اليوم، في ظل التطوّر التكنولوجي القائم، لا بد من القول إنّه يجب تطبيق نمط جديد من الإشراف التّربوي، فيسمح بتوظيف التكنولوجيا ودمجها بشكل فعّال في بيئات التعلّم، واستخدام التقنيّات الحديثة كالحاسوب والإنترنت والبريد الإلكتروني، ومنصّات التواصل وغيرها إذ لن يكون من الضروري وجود المشرف داخل مبنى المدرسة لمزاولة عمله، وهو أقرب ما يكون إلى “الإشراف من بعد”. إلّا أنّ استخدام المشرفين التّربويين للإشراف من بعد يعتمد على وجهات النظر التي يحملونها حول أهميّة هذا النوع من الإشراف ومدى فعاليّته في تحقيق الأهداف المنشودة منه. ومن هنا نطرح السؤال الآتي: ما هي تصوّرات المشرفين التّربويين حول تطبيق الإشراف التّربوي من بعد؟

1        التعريف بالمصطلحات: الإشراف من بعد: يعرّف إجرائيّا لصالح الدّراسة بأنّه نوع من الإشراف المعزّز بالوسائط التّقنيّة، فتُتبادل المعلومات والتّوجيهات وممارسة الأساليب الإشرافيّة عبر الوسائط الإلكترونيّة من دون الحاجة إلى الوجود في مبنى المدرسة أو مقابلة المعلّمين والطلّاب وجهًا لوجه.

المشرف التّربوي: ويعرف أيضًا كمسؤول حلقة أو رئيس قسم، أو منسّق مادة وهو الشخص الذي يقوم بعمليّة الإشراف.

2        مشكلة الدّراسة: يُعدُّ الإشراف التّربوي الحديث عمليّة شوريّة ديمقراطيّة يتعاون خلالها كلّ من المشرف والمعلّم من أجل تحسين النتاج التّعليمي. وتعود أهميّة الإشراف التّربوي إلى كونه عمليّة تعاونيّة قياديّة ديمقراطيّة منظّمة، تعنى بالموقف التّعليمي التعلّمي بعناصره جميعها من منهاج ووسائل، وأساليب وبيئة ومعلّم وطالب وإدارة، ويهدف إلى دراسة العوامل المؤثّرة في ذلك الموقف وتقييمها للعمل على تحسينها وتنظيمها من أجل تحقيق أهداف العمليّة التعليميّة التعلميّة (سليمة & بودواد، 2020).

أمّا في عصر التطوّر الحالي، فإنّه لا بد من مواكبة التكنولوجيا التي أصبحت جزءًا لا يتجزّأ من حياتنا اليوميّة وتوظيفها بمجال التربية والتعليم وفي مجال الإشراف التّربوي الذي هو القائم على هذه العمليّة والمسيّر لها. فأصبح الإشراف التّربوي قائمًا على التّعاون الأمثل بين كل من المشرف، والمعلّم من أجل استثمار الأدوات والتقنيّات الحديثة الناتجة عن هذا التطوّر والاستغلال الأمثل لها. وهنا يبرز مفهوم الأإشراف من بعد وهو ما عرّفتاه العمري والزهراني (2017) بأنّه “مكمّل الإشراف التّربوي التقليدي الحالي، وهي العمليّة التي توظّف فيها الأدوات والأجهزة الحديثة في العمليّات الإشرافيّة وعلى حسب طبيعة أدوات النظام الإلكتروني وإدارته”. وانطلاقًا من أهميّة هذا النّوع من الإشراف في العصر الحالي، كان لا بدّ من دراسة مدى جهوزيّة المشرفين التّربويين لممارسته ومعرفة وجهات النظر القائمة تجاهه. وفي حين أنّ هذه الدّراسة لن تسلّط الضوء على تأثير الإشراف من بعد على آداء التلاميذ والمعلّمين والعمليّة التّربوية بشكل عام، إلّا أنّنا نأمل أن نجيب عن الأسئلة الآتية:

  • ما هو مستوى معرفة المشرفين التّربويين بتطبيقات أو أدوات الإنترنت التي قد تستخدم في عمليّة الإشراف من بعد؟
  • ما هي أكثر التحدّيات التي قد تواجه المشرفين التّربويين خلال تطبيق عمليّة الإشراف من بعد؟
  • ما هي فوائد تطبيق الإشراف من بعد من وجهة نظر المشرفين؟
  • ما هي مساوئ تطبيق الإشراف من بعد من وجهة نظر المشرفين؟

3        – أهميّة الدّراسة

  • تثري الأدب النظري المتعلّق بالإشراف من بعد.
  • تؤمّل إفادة الباحثين في مجال التربية للقيام بدراسات جديدة في هذا المجال بناء على ما ستتوصّل إليه نتائج الدّراسة.
  • تؤمّل لفت انتباه كل من يعمل في المجال التّربوي إلى مدى ملاءمة أساليب الإشراف المعتمدة لمتطلّبات العصر الحالي.
  • تروّج إلى استخدام التقنيّات الحديثة واستثمارها في المجال التّربوي.
  • تسلّط الضوء على تصوّرات المشرفين التّربويين حول إيجابيّات الإشراف من بعد من أجل البناء عليها، وعلى سلبيّات الإشراف من بعد من أجل معالجتها وذلك عند وضع خطط جديدة للإشراف في المستقبل.
  • تبيّن مدى جهوزيّة المشرفين التّربويين لممارسة هذا النوع من الإشراف وتصميم دورات تدريبيّة لهم بناء على نتائج هذه الدّراسة.

4        – مراجعة الأدبيّات

لقد عرّفت (ديهوم، 2019، 152) الإشراف التّربوي أنّه “عمليّة فنيّة هادفة لتطوير بيئات التعلّم، وتقويمها وإدارتها، بما يكفل جودة عمليّات التعليم والتعلّم، وتحسين مخرجاتها النوعيّة”. وعرّفه الطعجان أنّه “منهج تطبيقي يجمع ما بين العديد من وظائف الإدارة من تخطيط وقيادة، ورقابة وتنمية مستمرّة للموارد البشريّة والماديّة والفنيّة بأسلوب مرن فيه ديناميكيّة خاصة وآفاق من الحريّة والإبداع معًا (الطعجان، 2016، 63). وتشمل عمليّة الإشراف التّربوي مناصر المجتمع التعليمي جميعها من منهاج ووسائل وأساليب وبيئة ومعلّم وطالب وإدارة، وتهدف إلى دراسة العوامل المؤثّرة في هذه العناصر وتقييمها للعمل على تحسينها بما يكفل جودة العمليّة التعليميّة. وفي ظل التطوّرات التكنولوجيّة الحديثة أصبح هناك مسار جديد للإشراف التّربوي يعتمد على التقنيات التكنولوجيّة لتبادل المعلومات وإيصالها للمعلّمين، أو التلاميذ من دون الوجود معهم في مكان واحد وهو ما يعرف بالإشراف التّربوي من بعد أو الإشراف الإلكتروني. فعلى عمليّة الإشراف أن تتكيّف مع التغيّرات القائمة في مجال التعلّم لجهة الأنماط والاستراتيجيّات والتّقييمات والأجهزة وغيرها، ولقد عدّت (فواضلة، 2022) أنّ الإشراف من بعد هو أحد آليّات التنمية المستدامة للموارد البشريّة. ويعرف الإشراف التّربوي من بعد بأنّه نظام قائم على استخدام الإنترنت إذ يستخدم المشرفون مكوّنات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات وتقنيّاتها لمساعدتهم في عملهم ومتابعتهم لسير العمليّة التعليميّة (فواضلة، 2022). ويتميّز الإشراف من بعد بمواكبة كل ما هو جديد في مجال التكنولوجيا واستثمار تقنيّاتها من أجل العمل على تطوير عناصر العمليّة التّربوية جميعها. ومن ضمن هذه التقنيّات هناك أدوات التكنولوجيا مثل الهاتف والكمبيوتر والآيباد وغيرها. وأيضًا هناك تطبيقات متنوّعة مثل الوتس آب والبريد الإلكتروني وتطبيقات جوجل المختلفة بالإضافة إلى المنصّات الإلكترونيّة مثل zoom, teams وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي مثل face book, Instagram, twitter…

ولقد أشارت العديد من الدراسات إلى أهميّة الإشراف من بعد والميزات التي يقدّمها، نذكر منها:

  • توفير الوقت والجهد في إيصال المعلومات والتوجيهات (فواضلة، 2022؛ العمري والزهراني، 2017)
  • سهولة التواصل إذ يسمح بالتّحاور والتّعاون من خلال المناقشات من بعد لتبادل الخبرات والتجارب. (فواضلة، 2022؛ العمري والزهراني، 2017)
  • إمكانيّة تسجيل المعلومات ومناقشتها بالإضافة إلى الاحتفاظ بالملفّات، والتعليمات لكل من المعلّم والمشرف للاطلاع عليها بأي وقت (schwanenberger et al., 2021؛ فواضلة، 2022)
  • إمكانيّة استخدام وسائط تفاعليّة متعددة من صوت وصورة وأفلام. بالإضافة إلى إمكانيّة الوصول إلى مصادر متعددة عبر الإنترنت لإثراء ثقافة المستخدم (schwanenberger et al., 2021؛ العمري والزهراني، 2017)
  • يمكن للمستخدم السفر أو ممارسة أعمال أخرى خلال عمليّة الإشراف من دون ضرورة وجود في مكان معيّن (schwanenberger et al., 2021)
  • التغلّب على مشكلة نقص الكادر الإشرافي. فيمكن إيصال المعلومات للمعلّمات أو المدارس جميعها في آن واحد من دون زيارتهم (العمري والزهراني، 2017)
  • يمكن استخدامه في ظروف الطوارئ مثل كورونا (فواضلة، 2022)

وهذا يؤكّد ضرورة استخدام الإشراف من بعد في المدارس لما له من أهميّة في متابعة، آداء المعلّم وتطويره عبر وسائل حديثة محفّزة تزيد من دافعيّته، بالإضافة إلى قدرته على حلّ العديد من المشكلات التي قد تواجه المشرف في العمليّة التّربويّة.

إلّا أنّ تطبيق الإشراف من بعد يتطلّب امتلاك المشرف التّربوي لمهارات استخدام التكنولوجيا وأدواتها، الأمر الذي قد لا يوجود عند العديد من المشرفين والذي قد يؤدّي إلى عدم قدرتهم على ممارسة عمليّة الإشراف بشكل فعّال. كذلك الأمر بالنسبة إلى عدم توفّر أدوات التكنولوجيا أو شبكة الإنترنت عند العديد من المشرفين. ولقد أظهرت دراسة (Fendi et al., 2021) التي أجريت في المدرسة الثانويّة العليا (SMAN) في بانجكينانج والتي كان الغرض منها تحديد المشاكل التي واجهها مديرو المدارس خلال مدّة كورونا عند استخدام الإشراف من بعد (عبر الإنترنت) والذي تم عبر تطبيقات مثل Google Meet, Zoom, Google Duo, Whatsapp, إنّ الإشراف من بعد يتطلّب شبكة ثابتة وقويّة من الإنترنت بالإضافة إلى نظام حماية للمستهلك. ومن أبرز العقبات التي واجهوها كانت عدم وجود تطبيقات نموذجيّة مقدّمة من الحكومة لتسهيل عمليّة الإشراف. كما أنّ العديد من المعلّمين لم يتقنوا استخدام تكنولوجيا المعلومات. أمّا دراسة (schwanenberger et al., 2021) والتي كان الغرض منها التحقيق في تصوّرات المسؤولين عن المدارس ومواقفهم من إدارة بيئات التعلّم المختلفة عبر الإنترنت عبر إجراء مقابلات فرديّة معمّقة معهم، فأظهرت أنّ التعلّم من بعد بشكل عام يؤثّر على العلاقات الاجتماعيّة بين الأفراد وقد تفهم الرسائل المكتوبة بشكل خاطئ. وأكّد المسؤولون أنّهم بحاجة إلى سلسلة متّصلة من الدعم التعليمي والتكنولوجي.

من هنا يمكننا القول إنّ الإشراف من بعد يتطلّب دراسة مسبقة لمعرفة مدى جهوزيّة المشرفين له ووضع خطط مستقبليّة بناء عليه. ولقد أظهرت نتائج دراسة (طيطي، 2021) التي أجريت في مدارس مديريّة الخليل أن توافر مهارات الإشراف من بعد لدى المشرف المقيم من وجهة نظر المعلّمين جاءت “متوسطة”. في حين نتج عن دراسة (Gumbo, 2019) التي جرى خلالها التحقّق من مئة وتسعة وعشرين مشرفًا تابعين ل UNISA ملحقين بكليّة التربية CEDU إنّ المشرفين على دراية باستخدام بعض التطبيقات أو الأدوات الإلكترونيّة مثل MS word, my Urisa ومنتدى المناقشة، وكانوا إيجابيّين بشأن دور التكنولوجيا في الإشراف إلّا أنّ الجانب الإنساني يجب أن يتمتّع بالأسبقيّة بالنسبة إليهم. وتناولت بعض الدّراسات أهميّة الإشراف من بعد في العمليّة التّربوية وقد أثبتت دراسة (العمري والزهراني، 2017) التي شملت معلّمات اللغّة الإنجليزيّة في مخواة مدى فعاليّة أدوات الاتصال الحديثة، وتقنيّات الجيل الثاني في الويب 2 في تنمية كفايات معلّمات اللغّة الإنجليزيّة. كما أتت نتائج ممارسة أدوات الاتصال الحديثة والإنترنت في العمليّات الإشرافيّة “مُرضية”. كذلك الأمر بالنسبة إلى الدراسة التي أجرتها (فواضلة، 2022) على المدارس الفلسطينيّة والتي نتج عنها وجود دور إيجابي ملحوظ للإشراف الإلكتروني في تحسين عمليّة التعليم والتعلّم من بعد وإمكانيّة توظيفه في أي ظروف طارئة. كما أظهرت النتائج إيجابيّات هذا الإشراف وهي كونه مرن الاستخدام حتّى في ظروف الطوارئ، ومواكبته للتكنولوجيا، ومساهمته في توفير الوقت والجهد وكسر الحواجز بين المعلّمين والمشرفين. أمّا عن التحدّيات فتمثّلت في قلّة الخبرة والصعوبات التقنيّة وضعف البنية التحتيّة. ومن أهم الإحتياجات اللوجستيّة والتقنيّة التي يجب توفيرها بحسب ما توصّلت إليه الدّراسة هي استمرار التدريبات بالإضافة إلى ضرورة توفير طاقم فنّي داعم، وضرورة العمل على زيادة سرعة الإنترنت.

لقد تناولت العديد من الدراسات السابقة إذا موضوع الإشراف من بعد من ناحية موقف المشرفين منه، ومدى جهوزيّتهم لاعتماده. بالإضافة إلى أهميّة هذا النّوع من الإشراف في تطوير العمليّة التعليميّة وفي تسهيل مهام المشرف وتطويرها بما يتناسب مع حاجات العصر الحالي. وأظهرت الدّراسات التحدّيات التي تعيق هذا النوع من الإشراف والتي يجب معالجتها من أجل العمل به. وبناء عليه، سنقوم بهذه الدّراسة باستقصاء وجهات نظر المشرفين التّربويين في لبنان حول الإشراف من بعد (من إيجابيّات وسلبيّات) ومدى معرفتهم بأدواته وتطبيقاته لما أظهرته الدّراسات من أهمّيّته في تطوير العمليّة التّعليميّة. وسنسلّط الضوء على التحدّيات التي قد تقف عائقًا أمام مزاولته من أجل معالجتها في المستقبل.

5        – منهج الدّراسة

استخدم في هذه الدّراسة المنهج الوصفي المسحي (التحليلي) إذ إنّ الإجراءات البحثيّة جميعها ستتكامل في ما بينها لعرض وجهات نظر المشرفين التّربويين حول الإشراف من بعد لناحية الإيجابيّات والسلبيّات، بالإضافة إلى معرفتهم بتطبيقاته، والتحدّيات التي تقف أمام مزاولته وذلك عبر جمع البيانات وتصنيفها ومعالجتها وتحليلها للإجابة عن أسئلة البحث. وقد اخترت هذا المنهج لأهميّته البالغة في المجال التّربوي. فبواسطته تتاح المعلومات المنظّمة عن الموضوع التّربوي في الوقت الحالي لإجراء البحث بما يؤدّي إلى الفهم الدقيق لتلك الظاهرة. ويستفاد من هذه الدّراسة المسحيّة في التخطيط للتعليم في ضوء المشكلة التّربوية القائمة وهي الإشراف من بعد.

6        مجتمع وعيّنة الدّراسة: يتكوّن مجتمع الدّراسة من جميع المشرفين التّربويين ومنسّقي المواد في المدارس في لبنان. وذلك لأنّ الهدف الرئيس من الدّراسة هو معرفة تصوّرات هؤلاء حول الإشراف من بعد ومدى معرفتهم بتطبيقاته.

أمّا بالنسبة إلى عيّنة الدّراسة، فقد اختيرت بالطريقة العشوائيّة، وذلك لأن المجتمع الدراسي متجانسًا لموضوع البحث وهناك تكافؤ في الفرص. ولقد توزّعت عيّنة الدرسة كالآتي:

جدول 1 المعلومات الديمغرافيّة عن المستجيبين

المشرفون التّربويون (N=200)
N %   n %
الجنس ذكر 77 38.5 اسم المحافظة التي ينتمي إليها المشرف بيروت 32 16
أنثى 123 61.5 جبل لبنان 60 30
سنوات الخبرة في الإشراف أقل من 5 سنوات 88 44 لبنان الشمالي 15 7.5
من 5 إلى 9 سنوات 27 13.5 لبنان الجنوبي 9 4.5
من 10 إلى 15 سنة 50 25 البقاع 22 11
أكثر من 15 سنة 35 17.5 النبطيّة 2 1
المستوى التعليمي دون الجامعي 2 1 بعلبك-الهرمل 21 10.5
إجازة جامعيّة 102 51 عكّار 15 7.5
ماجستير أو أعلى 65 32.5 كسروان الفتوح-جبيل 24 12
شهادة معادلة 31 15.5 نوع المدرسة التي يعمل بها المشرف رسمي 37 18.5
ممارسة الإشراف من بعد من قبل نعم 161 80.5 خاص 96 48
كلّا 39 19.5 رسمي وخاص 67 33.5

 

7        أدوات الدّراسة

استُخدم الاستبيان (نسخة إلكترونيّة) كأداة لهذه الدّراسة وتوجّه به إلى المشرفين التّربويين، وتكوّن من ثلاثة أجزاء:

الجزء الأوّل: يشمل معلومات ديمغرافيّة عن المستجيب.

الجزء الثاني: وتكوّن من أسئلة مغلقة تعد كمقياس لقياس مدى معرفة المشرفين التّربويين بتطبيقات، أو أدوات الإنترنت التي قد تستخدم في الإشراف من بعد. وتكون الإجابة على الأسئلة رباعيّة (معرفة شاملة-معرفة جيّدة-معرفة سطحيّة-لا معرفة) إذ يختار المشرف إحدى الإجابات. ولقد أُعطي المقياس قيم رقميّة ترتيبيّة وهي: معرفة شاملة (4)، معرفة جيّدة (3)، معرفة سطحيّة (2)، لا معرفة (1). واستوحت الباحثة هذا الجزء من الإستمارة التي استخدمها (Gumbo, 2019) في دراسته وقامت بالتعديل عليها بما يتناسب مع الدّراسة الحاليّة.

الجزء الثالث: وتكوّن من أسئلة مغلقة/مفتوحة حول أكثر التحدّيات التي تعيق الإشراف من بعد بالإضافة إلى فوائد ومساوئ هذا النوع من الإشراف.

وعُرضت الأدوات على عيّنة استطلاعيّة من داخل مجتمع الدّراسة للتأكّد من أنّ الكتابة سليمة، ومفهومة لمن سوف يشملهم الاستبيان وجرى الحصول على مراجعة نقديّة لها، والعمل بالاقتراحات المقدّمة بهذا الشأن.

8        عرض النتائج والتعقيب عليها

أوّلًا: النتائج المتعلّقة بالسؤال الأوّل: ما هو مستوى معرفة المشرفين التّربويين بتطبيقات أو أدوات الإنترنت التي قد تستخدم في عمليّة الإشراف من بعد؟

للإجابة عن هذا السؤال احتُسبت المتوسطات الحسابيّة لأسئلة الجزء الثاني من الاستبيان والتي تُمثّل معرفة المشرفين التّربويين بأدوات التكنولوجيا وتطبيقاتها. وجاءت النتيجة كالآتي:

جدول 2 المتوسطات الحسابيّة لمعرفة المشرفين بأدوات التكنولوجيا وتطبيقاتها

الأدوات/التطبيقات المتوسّط الحسابي (4/) الأدوات/التطبيقات المتوسّط الحسابي (4/)
Computer 3.4 g-mail 3.3
Laptop 3.7 Google sites 2.3
Tablet 3.1 Google classroom 2.5
Smartphone 3.1 Google forms 2.6
SMS 3.6 Google drive 2.7
E-mail 3.6 Dropbox 2.3
Whatsapp 3.9 You tube videos 3.1
Skype 2.2 SPSS 1.4
Facebook 3.2 Video conferencing 2
Twitter 2.1 Padlet (white board) 2.2
Instagram 3.2 Data projector 2.2
Zoom 3.45 Graphic tools 2.2
Microsoft teams 3 Active inspire 2
Linked in 2.2 Excel 3
Meet-up 1.4 Power point 3.6
Jobcase 1.2  MS word 3.8

 

لقد أتت نتائج معرفة المشرفين التّربويين بأدوات الإنترنت بمستوى معرفة جيّد لكل من Computer،  Tablet، و Smartphone ومستوى معرفة شاملة ل Laptop. وهذا يظهر قدرة المشرفين على استخدام هذه الأدوات والاستفادة منها في عمليّة الإشراف. كذلك الأمر بالنسبة الى القدرة على استخدام برامج الحاسوب مثل Excel، Power point، و MS word والتي جاءت بمستوى معرفة جيّد وشامل. ولقد أظهرت النتائج إنّ هناك مستوى ما بين معرفة جيّدة ومعرفة شاملة للعديد من التطبيقات مثل SMS, Email, Whats app, Facebook, Instagram, Zoom, Microsoft teams, Gmail, and you tube videos. في حين أتت تطبيقات أخرى لجوجل بمستوى معرفة ما بين السطحي والجيّد مثل google classroom, google forms and google drive. وهذا إن دلّ على شيء، فإنّما يدل على قدرة المشرفين على استثمار أدوات التكنولوجيا وتطبيقاتها في القطاع التّربوي للاستفادة منها على أحسن ما يكون. فقد يستخدم المشرف هذه التطبيقات من أجل التواصل مع المعلّمين من مختلف المناطق بأي وقت، أو من أجل تحضير البيانات وعرضها للآخرين مع صوت وصورة. كذلك الأمر بالنسبة إلى تحضير الملفّات ونسخها وحفظها أو إرسالها للآخرين. وقد يستفيد المشرف أيضًا من هذه التطبيقات والمنصّات للتواصل مع مشرفين أو معلّمين من مختلف المدارس أو البلدان من أجل تبادل المعرفة والخبرات.

من جهّة أخرى، أظهر المشرفون مستوى معرفة معدوم أو سطحي لبعض التطبيقات مثل skype, twitter, linked in, meet-up, job case, google sites, drop box, SPSS, video conferencing, data projector, graphic tools and active inspire. ويمكن البناء على هذه النتيجة لوضع خطط للمستقبل تتضمّن دورات تدريب حول كيفيّة استخدام هذه التطبيقات.

ثانيًا: النتائج المتعلّقة بالسؤال الثاني: ما هي أكثر التحدّيات التي قد تواجه المشرفين التّربويين خلال تطبيق عمليّة الإشراف من بعد؟

لقد أتت الإجابات عن هذا السؤال على الشكل الآتي:

جدول 3 التحدّيات التي قد تواجه المشرفين التّربويين خلال عمليّة الإشراف من بعد

الفقرة العدد (n) النسبة المئويّة (%)
مشكلات تقنيّة (كهرباء، عدم توافر أدوات التكنولوجيا، الأضرار التي قد تصيب الأدوات المستخدمة…) 170 85
عدم توافر خدمة الإنترنت بشكل فعّال 151 75.5
قلّة المعرفة بكيفيّة استخدام أدوات التكنولوجيا بشكل فعّال 18 9
قلّة المعرفة والاطلاع على تطبيقات التكنولوجيا والإنترنت 75 37.5

 

وأضاف آخرون أنّ التحدّي الأصعب بالنسبة إليهم كان مقاومة المعلّمين والمشرفين لهذا النوع من الإشراف، وصعوبة التخلّي عن النظرة التقليديّة للإشراف التّربوي وشبّه أحدهم الأمر قائلًا “واجهنا مقاومة للتغيير”. كما أضاف العديد من المستجيبين أنّ الحاجة الماديّة لتأمين أدوات التكنولوجيا، والاتصال بشبكة الإنترنت والاشتراك بالمنصّات الإلكترونيّة كان تحدّيًّا كبيرًا أمام ممارسة الإشراف من بعد. كذلك الأمر بالنسبة إلى نقص الكوادر البشريّة المؤهّلة لبناء نظم التّشغيل والبرمجة وإنشاء المواقع الإلكترونيّة.

نلاحظ من الجدول أعلاه أنّ المشاكل التقنيّة جاءت بالمرتبة الأولى (85%) كأكثر التحدّيات أمام الإشراف من بعد يليها ضعف شبكة الإنترنت (75.5%). لذلك لا بد من العمل على تجهيز البنية التحتيّة لممارسة الإشراف من بعد، وذلك عبر تأمين أجهزة إلكترونيّة للمدارس جميعها بأسعار مدعومة من الدّولة بالإضافة إلى تقوية شبكة الإنترنت، وزيادة ساعات التغذية للكهرباء في المناطق اللبنانيّة جميعها. أمّا عن التحدّيات المرتبطة بالمعرفة باستخدام أدوات التكنولوجيا (9%) والاطلاع على تقنياتها (37.5%) فهي تظهر قلّة الخبرة والمعرفة عند العديد من المشرفين لبناء نظم التشغيل واستثمار التقنيّات الحديثة بشكل فعّال. وهنا تبرز ضرورة تدريب المشرفين على استخدام التكنولوجيا عبر ورش العمل والدورات التدريبيّة وغيرها بالإضافة إلى الحاجة إلى تأهيل كادر فنّي من مصممي برامج ومشرفين وإداريّين ومعلّمين قادرين على تطوير عمليّة الإشراف من بعد للاستفادة منها بأكبر شكل ممكن.

ثالثًا: النتائج المتعلّقة بالسؤال الثالث: ما هي فوائد تطبيق الإشراف من بعد من وجهة نظر المشرفين؟

لقد تمحورت معظم الإجابات عن إيجابيّات تطبيق الإشراف من بعد حول موضوع الوقت، تطوير المهارات التكنولوجيّة، توافر المستندات بشكل دائم، وتخطّي الأزمات.

بالنسبة إلى موضوع الوقت، عدّ معظم المشرفين التّربويين، أنّ الإشراف من بعد يوفّر لهم الكثير من الوقت الذي كانوا يقضونه في المواصلات للوصول إلى مبنى المدرسة. كما يمكن وضع جدول زمني لممارسة عمليّة الإشراف، فيتوافق مع أوقات الجميع من دون الحاجة للالتزام بدوام المدرسة. وفي هذا الصدد، أشار العديد من المستجيبين أنّ الوقت قد لا يكون كافيًا أحيانًا خلال الدوام المدرسي لمناقشة كل ما يلزم مع المعلّم بسبب جدول عمل المعلّم الممتلئ، أو بسبب إنّ بعض المعلّمين أو المشرفين يعملون بدوام جزئي، وهنا يمكن اختيار الوقت المناسب لكل منهما لمتابعة العمل من بعد. ومن ناحية أخرى، رأى العديد من المشرفين أنّ استخدام التقنيّات التكنولوجيّة الحديثة في عمليّة الإشراف، يوفّر الكثير من الجهد والوقت إذ يمكن حفظ الملفّات والوصول إليها بسرعة بأي وقت. كما ذكر أحد المستجيبين “يمكن من خلال أدوات التكنولوجيا والأنترنت الوصول إلى كم هائل من المعلومات فقط بكبسة زر”. وأكّد أحدهم أيضًا أنّه يمكن للمشرف التّربوي أن يقيم ندوات تربويّة أو حلقات مناقشة لأكثر من مدرسة في الوقت نفسه.

بالإضافة إلى ذلك، عدّ العديد من المستجيبين الإشراف من بعد وسيلة أساسيّة للمشرفين والمعلّمين من أجل تنمية مهاراتهم التكنولوجيّة عبر استخدام أدوات وتطبيقات متنوّعة. فلقد غزت أدوات التكنولوجيا في عصرنا الحالي مجالات الحياة جميعها، وأصبح إتقان استخدام هذه الأدوات أمرًا ضروريًّا لمواكبة تطوّرات العصر والقدرة على التعايش معه. وعدَّ المشرفون أنّ استخدام تقنيّات التكنولوجيا مثل الحاسوب، والإيميل والمنصّات الإلكترونيّة وغيرها يطوّر هذه المهارات لدى المعلّمين والمشرفين بشكل كبير.

كذلك الأمر بالنسبة إلى حفظ المستندات وتوافرها بشكل دائم، وقد ذكر المستجيبين أنه يمكن حفظ المعلومات والتوجيهات، وإرسالها للمعلّمين للاطلاع عليها بأي وقت. كما ذكر أربعة من المستجيبين إنّه إذا تعذّر على المشرف ممارسة الحضور الصفّي لمتابعة عمل المعلّم، يمكن استخدام أدوات التكنولوجيا لحضور الحصّة من بعد عبر المنصّات الإلكترونيّة أو يمكن تسجيل الحصّة وحضرها لاحقًا. ولقد ذكر أحد المستجيبين أيضًا أنّه يمكن الاستفادة من تقنيّات التكنولوجيا لتطوير منصّة خاصة للمدرسة، وتحميل الملفّات جميعها عليها إذ يمكن لأفراد الهيئة التعليميّة جميعهم تنزيل أو تحميل الملفّات حسب الحاجة.

ومن جهّة أخرى، رأى الكثير من المستجيبين بأنّه يمكن اللجوء إلى الإشراف من بعد في حالة الطوارئ، أو الأزمات مثل ما حصل خلال جائحة كورونا. وذكر الكثيرون أنّ الإشراف من بعد كان الخيار الأنسب لهم عندما واجهتهم الكثير من الأزمات والتي لم تمكّنهم من الوصول إلى المدرسة مثل “انتشار الأوبئة”، و”أزمة الوقود” و”الإضرابات” و “الثلوج/الطقس” و”المرض”. ويُعدُّ الإشراف من بعد الحل الأنسب عند نقص أعداد المشرفين التّربويين في مقابل زيادة أعداد المعلمين، أو في حال بعد المدارس عن مكاتب التربية والتعليم.

وذكر أحد المستجيبين فوائد أخرى للإشراف من بعد مثل تعدّد وسائل الإيضاح، القدرة على التواصل مع مدارس من مختلف المناطق، التجديد والتطوير في مجالات التربية لاستشراف المستقبل من خلال تغيير طريقة التفكير بالإضافة إلى ممارسة أساليب جديدة تفتح أفاقًا واسعة للتعلّم الذاتي.

نلاحظ إذا إنّ معظم الآراء حول الإشراف من بعد كانت إيجابيّة وداعمة، وهذا يسلّط الضوء على أهميّته وضرورة تدريب المشرفين التّربويين على ممارسته بفعاليّة. كما واستثمار التقنيّات التكنولوجيّة الحديثة في القطاع التّربوي لأهميّتها في معالجة الكثير من المشاكل وتخطّي الأزمات بالإضافة إلى مساهمتها في تطرير آداء العاملين في هذا القطاع.

رابعًا: النتائج المتعلّقة بالسؤال الرابع: ما هي مساوئ تطبيق الإشراف من بعد من وجهة نظر المشرفين؟

لقد عدّ العديد من المستجيبين أنّ مساوئ الإشراف من بعد تتمثّل بضعف الإنترنت، وعدم توافر أدوات التكنولوجيا أو المعرفة باستخدامها. إلّا أنّ هذه النقاط هي تحدّيات أكثر من ما هي سلبيّات لذلك قمنا بمناقشتها في قسم التحدّيات.

أمّا عن سلبيّات الإشراف من بعد، فلقد تمحورت معظم إجابات المستجيبين حول غياب التواصل المباشر بين المشرف والمعلّم والذي قد يؤدّي إلى فهم الرسائل بشكل خاطئ، أو غير دقيق وإلى ضعف العلاقات الاجتماعيّة فيما بينهم. وذكر العديد من المستجيبين أنّهم قد طبّقوا الإشراف من بعد سابقًا، وقد أدّى إلى الاستهتار في القيام بالأعمال ومتابعة الواجبات، وواجهوا مشكلة عدم التّفاعل الجدّي من الأساتذة فيظل الإشراف الحضوري ذا طابع مهم وأكثر جديّة. كذلك الأمر بالنسبة إلى المتابعة الدقيقة للمعلّمين، وقد ذكر العديد من المستجيبين أنّه لا يوجد مراقبة دقيقة لآداء المعلّم داخل الصف خلال الإشراف من بعد، ولا يمكن الاطلاع على التفاصيل الدّقيقة وعلى ما يجري في المدرسة على أرض الواقع.  ولقد ذكر أحد المستجيبين إنّ الإشراف من بعد هو هدر للوقت خاصة إذا كان عبر ال Whats app.

لذلك يجب أخذ هذه النقاط بالحسبان عند استخدام الإشراف من بعد والعمل على تحسينها.

9        الخاتمة والتوصيات

لقد حقّقت هذه الدّراسة الهدف المرجو منها وهو معرفة وجهات نظر المشرفين التّربويين حول الإشراف من بعد ومدى معرفتهم بالأدوات والتطبيقات المستخدمة فيه. ولقد أتت ردود الأفعال إيجابيّة إذ أظهر المستجيبون مستوى معرفة لا بأس به بالعديد من التطبيقات، والأدوات التي يمكن استثمارها في هذا المجال وأكّدوا فوائد استخدام الإشراف من بعد ودوره في تحسين العمليّة التعليميّة، وحل المشكلات التي تواجهجم في هذا المجال. من جهة أخرى، أظهرت الدّراسة مساوئ استخدام الإشراف من بعد من وجهة نظر المشرفين وما التحدّيات التي قد تعيق تطبيقه على أمل تسليط الضوء على هذه النقاط من أجل معالجتها عند وضع خطط مستقبليّة للإشراف التّربوي في المستقبل.

وبناء عليه، تأتي توصيات الدّراسة كالآتي:

  • إقامة ورش عمل وتدريبات للعاملين في القطاع التّربوي، حول كيفيّة استخدام تطبيقات التكنولوجيا التي جاء مستوى المعرفة فيها دون المستوى المقبول.
  • نشر ثقافة أهميّة استثمار التقنيّات الحديثة في القطاع التّربوي وتقبّل التغيير.
  • تطوير بنية تحتيّة من كهرباء وشبكة إنترنت، وشبكات تواصل وغيرها تسمح بممارسة الإشراف من بعد.
  • تأهيل كوادر بشريّة من معلّمين، إداريّين، تقنيّين، ومصمّمي برامج قادرين على تطبيق هذا النمط من الإشراف.
  • دعم أسعار شبكات الإنترنت وأدوات التكنولوجيا المستخدمة في المدارس.
  • دراسة تأثير الإشراف من بعد على آداء المعلّمين والتلاميذ في المدرسة، الأمر الذي لم تطرحه الدّراسة الحاليّة.

10 – المراجع العربيّة

1-الطعجان، خ. (2016). كفايات الاشراف التّربوي المعاصر لدى المشرفين التّربويين في محافظة المفرق. مجلّة الأستاذ، (2)217.

2-العمري، خ. & الزهراني، ح. (2017). معرفة الإشراف التّربوي من بعد ودوره في تطوير مستوى أداء  معلمات اللغة الإنجليزية في الميدان التّربوي. مجلة العلوم التّربوية و النفسية، 1(2), 154-154.

3-ديهوم، س. أ. (2019). دور أساليب الإشراف التّربوي في تطوير الأداء المهني للمعلمين في المدارس الثانوية في مدينة زليتن. مجلة الجامعة الأسمرية: العلوم الشرعية، 32(2)، 175-147.‎

4-سليمة& بودواد. (2020). مستوى معرفة أساتذة التعليم الابتدائي لمفاهيم التقويم وتقدير المشرفين التّربويين لمستوى استخدامهم لها-دراسة ميدانيّة ببعض ابتدائيات ومقاطعة التفتيش التّربوي لولاية المسيلة. المسيلة: كليّة العلوم الانسانيّة والاجتماعية، جامعة محمد بوضياف المسيلة.

5- طيطي، ع. (2019). مدى توافر المهارات الإشرافية لدى المشرف المقيم في مدارس مديرية شمال الخليل من وجهة نظر المعلمين (Doctoral dissertation, Al-Quds University).‎

6- فواضلة، ث. (2022). دور الإشراف الإلكتروني في تحسين عمليّة التعلّم والتعليم عن بعد خلال وما بعد جائحة كورونا. (رسالة ماجستير)، جامعة بيرزيت-فلسطين.

المراجع الأجنبيّة

-7Fendi, H., Hanafi, I., Monia, F. A., Taufiq, M. A., & Putri, R. E. (2021, February). Online-Based Academic Supervision during the Covid-19 Pandemic. In Journal of Physics: Conference Series (Vol. 1779, No. 1, p. 012027). IOP Publishing.

-8Gumbo, M. T. (2019). Online or offline supervision? Postgraduate supervisors state their position at university of South Africa. South African Journal of Higher Education33(1), 92-110.

-9Schwanenberger, M., Dereshiwsky, M., & Sujo-Montes, L. (2021). Administrative perceptions regarding supervision of online teaching and learning. Education Sciences11(11), 674.

[1] – إجازة في الكيمياء – الجامعة اللبنانيّة-كليّة العلوم- ماستر1 في الكيمياء الطبيعيّة – الجامعة اللبنانيّة-كليّة العلوم- ماستر في الإشراف التربوي – الجامعة اللبنانيّة-كليّة التربية.

Bachelor of Chemistry – Lebanese University – Faculty of Sciences-

Master 1 in Environmental Chemistry – Lebanese University – Faculty of Sciences-

Master in Educational Supervision – Lebanese University – Faculty of Education- Email: hind.b.sarieddine@gmail.com

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website