foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

نجوم الليل فيما بين المتنبّي والخيل

0

نجوم الليل فيما بين المتنبّي والخيل

د. يسار بن عليّ شاهين*

بيروت/ لبنان

المقدمة

كم كنت أسمع من العجائز في قريتي الأحاديث اللطيفة في إبراز مظاهر العزّ في الخيل، وكم كان بعضهم يربط وجود العزّ في الضيعة بوجود الخيل فيها!! وإذا سألتهم عنها قالوا وبكل إيجاز بليغ: “الخيل عز”. وكبرت وكبر أملي في اقتنائها، وولعت بالأخبار عنها، ورحت أتتبع الأقوال التي تتصل بها من بعيد أو قريب، لأنها كانت تعني لي شيئًا لا أفهم كنهه، ولم أبلغ منتهاه. ولما كانت قراءتي لأبي الطيب أحسست أن الخيل تعني له أشياء، ولفت انتباهي اهتمامه بها، وكثرة ذكره لها! فكان مني أن بدأت القراءة في هذا الموضوع، ووقفت على العلاقة القائمة بين الخيل والمتنبّي، وما تعنيه له، وكيف تناولها في شعره۔ فأثمرت الكتابة هذا البحث الذي بين يديكم الآن، والذي أسميته: “نجوم الليل فيما بين المتنبّي والخيل”. وقد مهدت له بفصلٍ عن الخيل في حياة العربي، ومدى ارتباطه بها، ثم أتبعته بفصل حول أهم من ألّف في الخيل، وأهم الخيول العربية، ثم يأتي فصل حول الخيل في القرآن السنة، حتى انتهيت إلى الخيل عند المتنبّي. مع أن الخيل كانت تعني له الكثير غير أنني ركزت على أكثر ما لفت انتباهي وهو الفِكَر والعناوين التالية:

  • الخيل والشاعر صداقة تآلف.
  • الخيل والممدوح صداقة وتآلف.
  • الخيل مادة المديح.
  • الخيل من عناصر الملحمة.
  • الخيل من مصادر الحكمة.

أمّا ما أود الإشارة إليه فهو أنني رتبت المراجع والمصادر في نهاية البحث على أساس ما وردت في أثناء البحث، وأنني استعنت على فهم مراد الشاعر بشرح ديوان المتنبّي للبرقوقي. آملًا من الله أن يوفقني، وأن يأخذ بيدي إلى ما فيه رضاه.

الخيل في حياة العربي

إنّ من السنن الكونية التي قامت عليها الحياة، أن تكون لكل بيئة ذات مزايا معينة، مخلوقاتٌ ذات قدرة على التكيف مع البيئة، وتحمل مناخها بأشكاله، وتغير حالاته! واهتمام العرب بالخيل، بل نسبتها إليهم، واهتمامهم بأنسابها دخيلها وأصيلها، وما ورد في تراثهم الأدبي من كثير ذكرٍ لها، وواسع التعرض إليها، يوحي أول ما يوحي بأن المُناخ الصحراوي الذي عليه الجزيرة اليوم غير الذي كانت عليه. فمواطن الجزيرة الصحراوية كانت تحفل بالماء، والزرع والحب وكانت مرتع الناس ومرعى الحيوان وقد أثبتت الكشوف الأثرية ذلك([1]).

والتلازم بين العروبة والفروسية والعرب والفَرس أمرٌ لا مجال للشك فيه، بل هو من الأمور البدهية التي تؤكدها المصادر التاريخية، والأدبية، وكتب الحديث النبوي؛ فما روي عنه صلى الله عليه وسلم: “إن أول من ركب الخيل إسماعيل عليه السلام، ولذلك سميت بالعراب، وكانت قبل ذلك وحشية كسائر الوحوش”([2]).

ولقد ذهبوا إلى القول “أعرب فرسك” إذا كان يصهل، ويعرف من صهيله أنه عربي، وقالوا عن الخيل الأصيلة “عراب”([3]).

والحياة العربية الجاهلية كانت حياة قتال وغزو وكرّ وفرّ! فكان لا بدّ من أن يكون ارتباط العربي بفرسه ارتباطه بحياته ومصيره، فهو عدته في الحرب، ومنجاته في القتال، وبغيته عند الغنيمة، وزينته في السلم، وعلى ظهره رزقه، وفي بطنه كنزه، ومن هنا جاء احتفال العرب واحتفاؤهم بالخيل، وعنايتهم بها، ومحافظتهم على نسلها، واهتمامهم بأنسابها. وكما كان العربي حريصًا على نسبه، كان حريصًا على حفظ أنساب الخيول فعرف نسب كل فرس وآباءَه، ولم يكتف بذلك فقط، بل عمد إلى حفظ نسب الخيل من الأمهات، لأنها تحمل الصفات الأصيلة والنقية، وكانوا يتفننون في تسميتها حتى لقد ورد في كتاب “الأقوال الكافية” للغساني 539 اسمًا لها.

ومما رواه الجاحظ في كتاب البيان والتبيين، حادثة مفادها: “قاد عياش بن الزبرقان بن بدر إلى عبد الملك بن مروان خمسة وعشرين فرسًا، فلما جلس ينظر إليها، نسب كل فرس منها إلى جميع أمهاته وآبائه، وحلف على كل فرس بيمين غير اليمين التي حلف بها على الفرس الآخر، فقال عبد الملك بن مروان: عجبي من اختلاف أيمانه أشد من عجبي من معرفته بأنساب الخيل”([4]).

فالاهتمام بأنساب الخيل والتعمق فيها أمرٌ يكاد يكون طبيعيًّا عند بعضهم لا يثير لديهم الدهشة إلا أقل مما يثير الدهشة معرفة العربي لأيمان متعددة!! التلازم والوحدة بين الأعراب والعراب بلغ أقصى حدوده وتخطى كل حاجز!!

يقول ابن رشيق: “وكانوا – يقصد العرب – لا يهنئون إلا بغلام يولد، أو شاعر ينبغ فيهم، أو فرس تنتج”([5]).

فمقومات حياة العربي يمكن حصوها بثلاثة أمور أولها الرجال وثانيها الشعراء وثالثها الخيول!! هذا هو الثالوث المتين الذي لا تنفصم عرى وحدته وأواصر تجاذبه، إنه السبيل الوحيد الذي يؤمن الكرامة للبدوي أو للعربي والعيش الكريم!!

فإذا ولد للرجل ذكر قالوا له: ليهنك الفارس وإذا نبغ في الحي شاعر قيل: ليهنك من يذب عن عرضك! وإذا نتج مهر قيل له: ليهنك ما تطلب عليه الثأر!!([6]).

وقال الجاحظ: لم تكن أمة قط أشد عجبًا بالخيل، ولا أعلم بها من العرب، ولذلك أضيفت إليهم بكل لسان، ونسبت إليهم بكل مكان، فقالوا فرس عربي، ولم يقولوا هندي، ولا رومي، ولا فارسي”([7]).

وكان العرب يؤثرونها أحيانًا على أنفسهم، ويفدونها بما يملكون، فهم يعدّونها أحب حبيب، وأقرب قريب، يبذلون لها ما يستطيعون، ويكرمونها لأن في الإساءة إليها عارًا وسبة فهي عز القبيلة، وفي إكرامها إكرام للعشيرة، وحماية لها، شأنها في ذلك شأن الفرسان الذين يركبونها! لماذا؟ لأنها وبكل بساطة خير مركوب في القتال، فمن أكرمها أكرم نفسه ومن أهانها أهان نفسه، ولذلك يقول أحد فرسان بني عامر:

متى تكرموها يكرم المرء نفسه             وكل امرئ من قومه حيث ينزل([8])

وإذا كان الناتج الفكري ابنًا للبيئة إلى حد مقبول، فإننا نستنج من خلال الأشعار العربية قيمة الخيل لديهم، ونجد بشكل ملموس واضحٍ اهتمامهم بها وإيثارها أحيانًا على أنفسهم من خلال بعض الأشعار التي وردت في بطون الكتب هنا وهناك!!

يقول إسماعيل بن عجلان:

ولا مال إلا الخيل عندي أعدُّه             وإن كنت من حمر الدنانير موسرًا

أقاسمها مالي وأطعم فضلها               عيالي وأرجو أن أعان وأؤجرا

إذا لم يكن عندي جوادٌ رأيتني             ولو كان عندي كنز قارون معسرا([9])

فالخيل بالنسبة إليه مظهر اليسر وفقدها مظهر العسر!!

ويقول طرفة: نمسك الخيل على مكروهها       حين لا يمسكها إلا الصبر([10])

وهي كالنفس غالية والبدن، يمسكها العربي وإن كانت ذات مكروه. يقول ضبيعة القيسي:

جزى الله الأغر جزاء صدق               إذا ما أوقدت نار الحروب

يقيني باللبان ومنكبيه                     وأحميه بمطرد الكعوب

وأدنيه إذا هبَّت شمال                   بليل،حرجفٌ بعد الجنوب([11])

إنها قمة الوفاء المتبادل، وصورة الإخلاص المثلى!! ويقول الربعي:

وقلت لقومي أكرموا الخيل إنني        أرى الخيل قد ضمت إلينا الأقاصيا([12])

ويكرمها العربي كما تكرمه، ويطالب لها بحقها ويؤدي واجبه تجاهها. وعرض الحجاج أفراسًا وجواري وبين يديه أعرابي، فخيره بين فرس وجارية فقال:

لصلصلة اللجام برأس طرفٍ               أحب إلي من أن تنكحيني

أخاف إذا حللنا في مضيق                وجد الركض ألا تحمليني([13])

يفضلهما على سواها، لأنها أمينة لا تخون ولا تبخل بالمعروف، يقول لبيد:

معاقلنا التي نأوي إليها            نبات الأعوجية لا السيوف([14])

هذه هي الخيل عندهم، حصون منيعة ومعاقل رفيعة! فلا حصن كالحصان ولا جنة كالسنان، يقول طفيل الغنوي:

إني وإن قلّ مالي لا يفارقني              مثل النعامة في أوصاله طول

أوساهم الوجه لم تقطع أبالجه             يصان وهو ليوم الروع مبذول([15])

أهم من ألف في الخيل

ليس ببعيد على أمة آخت الفَرس، واهتمت بها أشد اهتمام، أن يتناول كتابها ومؤلفوها الخيل موضوعًا لبحوثهم ودراساتهم. فقد عرف التراث الأدبي العربي أدباء كثيرين خاضوا في موضوع الخيل وألفوا فيها كتبًا تتناول تاريخها، وصفاتها، وأسماءها، وأهم ما اشتهر منها… وسأذكر فيما يلي أسماء أهمهم:

– أبو عبيدة معمر بن المتنبّي المتوفى عام 210ه له “كتاب الخيل”، طبع بعناية كركتو في حيدر آباد عام 1358 ه.

– ابن الكلبي أبو المنذر هشام بن محمد المتوفى عام 204 أو 206 ه، له “كتاب الخيل” طبع باسم “أنساب الخيل في الجاهلية والإسلام وأخبارها”.

– ابن الأعرابي أبو عبدالله محمد بن زياد المتوفى عام 231 ه، له كتاب “أسماء خيل العربي وفرسانها” طبع في ليدن عام 1928م.

– الجمحي أبو عبدالله محمد بن سلام، المتوفى عام 232 ه، له كتاب “الحلاب وإجراء الخيل”

– الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر المتوفى عام 255 ه له كتاب “فضل الخيل على الهملاج”.

– أبو العلاء أحمد بن عبدالله العربي، له كتاب “دعاء وحرز الخيل” أحصى فيه 78 كتابًا في الخيل.

أهم الخيول العربية

ما تزال الذاكرة العربية تحفظ في ثناياها أسماء خيولٍ شهيرة ارتبطت بحوادث وتواريخ مميزة كداحس والغبراء وغيرها، ومما وقعت عليه في الكتب:

– السُّكْبُ: أول فرس كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أغار عليه يوم أحد، ابتاعه في المدينة من رجل من بني فزاره وكان اسمه عند الأعرابي: “الضرس” فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم “السكب”([16]).

– المُرتَجز: هو الذي اشتراه صلى الله عليه وسلم من الأعرابي وشهد له خزيمة بن ثابت لما أنكره الأعرابي في البيع([17]).

– اللجيف: أهداه إليه صلى الله عليه وسلم ربيعة بن أبي البراء، وكان يركبه في مذاهبه، ويعجب به([18]).

– سُبحة: هي فرس شقراء ابتاعها صلى الله عليه وسلم من أعرابي من جهينة بعشر من الإبل([19]).

والحرون فرس ينسب إليه الخيل، وكان لمسلم بن عمرو بن أسيد الباهلي، والزليف فرس مشهور، وهو ومن نسل الحرون، ومناهب فرس تنسب إليه الخيل أيضًا، والعلهان فرس أبي مليك عبد الله بن الحارث اليربوعي، ومن أقدم الخيل “زاد الراكب” وهبه سليمان عليه السلام لقوم من الأزد كانوا أصهاره.([20])

الخيل في القرآن وكتب الحديث

وردت لفظة الخيل في القرآن الكريم خمس مرات في مواضع متعدّدة، وضمن جو متعدّد! المرة الأولى قوله تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ (14)﴾ آل عمران: ١٤.

والموضع الثاني قوله تعالى: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (8)﴾ النحل: ٨.

فالخيل في هاتين الآيتين تؤدّي دورين اثنين حددتهما الآيتان: هي زينة يشتهيها الناس كسائر النفائس من الذهب والفضة والغالي من النساء والجميلات والبنين والأبرار. وهي وسيلة من الوسائل التي تخدم المرء في روحاته وغدواته كالبغال والحمير أيضًا.

والموضع الثالث قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ﴾ الأنفال: ٦٠.

الخيل في الآية مصدر من مصادر القوة والعزة للمسلم، ومصدر من مصادر الرهبة في قلوب أعداء الله! وهي ضرورة لا بدّ من إعدادها قبل البدء بمعركة الحق ضد الباطل، فالخيل بعددها كانت تؤدّي دورًا كبيرًا في النفوس من رهبة، أو اطمئنان، وإنني لأذكر حادثة هنا مفادها أن بعض الذين ارتابوا يوم الخندق مع الرسول صلى الله عليه وسلم رأوا خيل أبي سفيان قادمة نحوهم، فأوجسوا فيهم خيفة، وقال بعضهم: ما محمدٌ وأصحابه إلا أكلة عظم، ولو كانوا أكلة لحم لالتهمهم أبو سفيان بخيله هذه!

والموضع الرابع الذي وردت فيه قوله تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (64)﴾ الإسراء: ٦٤۔

يخاطب الله الشيطان في الآية متحديًا إياه أن يستفز من الناس من استطاع في وجه الله ليصدّ عن سبيله!! فلم جاء ذكر الخيل هنا؟ ليس للشيطان خيل! ولكنه مجاز علاقته الآلية! فالآلة التي يستخدمها المرء في الحرب هي الخيل للركوب، والشيطان له رجالٌ يقاتل بهم، أقصد بكلمة رجال أساليب يزين فيها للناس أعمالهم فيوصلهم إلى الجحيم!! ومن هنا فإن لفظة خيل ذات وقع في القلب أقوى من أي لفظة أخرى.

والموضع الأخير قوله: ﴿وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)﴾ الحشر: ٦.

استعمال الخيل هنا على سبيل الحقيقة لا أكثر، فيما يتعلق بموضوع الفيء الفقهي.          هذا كل ما ورد من ذكر للخيل في القرآن الكريم فهل كان نصيبها أوفى في كتب الحديث!؟

لعل أجمل ما يقرأه المرء في الحديث الشريف وكله جميل حول الخيل، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :” الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، فامسحوا بنواصيها، وادعوا لها بالبركة، وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار”([21]). الرسول يوصي بالخيل ولو لم تكن عظيمة لما وصى بها!! لقد قرنها بما يسعى إليه المؤمن، بالخير الذي تصبو إليه النفوس وتقر به العيون.

أما قوله: قلدوها فيعني قلدوها طلب الأعداء ولا تقلدوها أوتار القسي التي تقلد في أعناق الخيل دفعًا للعين.

وقال صلى الله عليه وسلم: “من جهّز جيشًا غازيًا كان له كأجره، ولو أن رجلًا أوصى بماله في أحسن وجوه البر لوجب صرف ذلك في شرى الخيل والدروع وآلات الجهاد لأن الجهاد سنام الدين ولا يتم الإيمان إلا به”([22]). يكفي الخيل مكانة أن يكون الإنفاق عليه إنفاقًا في أحسن وجوه البر.

ومما جاء في ذكر الخيل قول عليّ: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لما أراد الله أن يخلق الخيل قال للريح الجنوب: إني خالق منك خلقًا”… فقالت الريح “اخلق”، فقبض منها قبضة فخلق فرسًا فقال له: “سميتك فرسًا وخلقتك عربيًّا، وجعلت الخير معقودًا بناصيتك، والغنائم محوزة على ظهرك، والعز معك حيث كنت. وجعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب وأنت للهرب، وسأحمل عليك رجالًا يسبحونني، ويكبرونني، ويهللونني، تسبح إذا سبَّحوا وتهلل إذا هلَّلوا. ثم لما عرض على آدم ما خلق من شيء فسماه باسمه، وقال له: “اختر من خلقي ما شئت” فاختار الفرس، فقال له: “اخترت عزّك وعزّ ولدك، بركتي عليك وعليهم، ما خلقت خلقًا أحب إلي منك ومنهم”([23]).

ومنه ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: “أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل أن قومًا من الأزد من أهل عمان، قدموا على سليمان بن داود عليه السلام بعد تزوجه بلقيس ملكة سبأ، فسألوه عما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم، حتّى قضوا من ذلك ما أرادوا وهمّوا بالانصراف، فقالوا: “يا نبي الله! إن بلدنا شاسع، وقد انقطعنا من الزاد، فمر لنا بزادٍ يبلغنا إلى بلدنا”، فدفع إليهم سليمان فرسًا من خيل داود قال: “هذا زادكم، فإذا نزلتم فاحملوا عليه رجلً،ا وأعطوه مطردًا، واحتطبوا، وأوقدوا ناركم فإنكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد”. فجعل القوم لا ينزلون منزلًا إلا حملوا على فرسهم رجلًا بيده مطرده، واحتطبوا وأوروا نارهم فلا يلبثون إلا قليلًا حتى يأتيهم صاحبهم بصيد. فقال الأزديون: “ما لفرسنا هذا إلا اسم “زاد الراكب”، فكان ذلك أول فرس ظهر في العرب من تلك الخيل، فأصل فحول العرب من نتاجه”([24]).

وأختم بأحاديث عدّة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في الخيل، وكيفية التعامل معها، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “عليكم بإناث الخيال فإن ظهورها عز وبطونها كنز”([25]). وقال صلى الله عليه وسلم: “بطون الخيل كنز وظهورها حرز”([26]). وعن عمر بن الخطاب أنه قال: “لولا أنني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الحصان لأمرت به، فإنه أخفى للغارة والكمين، ولكن عليكم بالإناث”([27]).

الخيل في شعر المتنبّي

الخيل والمتنبّي صديقا عمر، وربيبا عز.

هما سجلٌ وكتاب! احتواها واحتوته كما يحتوي السجل الكتاب.

لقد فهم لغتها وفهمت لغته، أنس بحديثها، وأنست بحديثه، تاق إليها مركوبًا وتاقت إليه راكبًا.

أنشدها شعره وأنشدها في شعره حتى لقد اتخذت صورًا وصورًا، وتسنَّمت به وبشعره قمم العلا والعز… وتسنم بها ذرى المجد ولوحات البطولة!

لقد عشقها بكل معاني العشق، فزخر شعره بذكرها، وامتلأ ديوانه بوصفها، فهي تارة الصديق الوفي، وطورًا سبيله إلى الممدوح، وتارة جناح خيال ينقله إلى عالم الملاحم وميادين البطولات.

لقد قرنها بالسيف، والنّقع، والممدوح وبه ليشكلوا معًا أرقى نماذج البطولة وأروع لوحات الفداء.

والمتتبع ذكر الخيل في شعر المتنبّي يقع على الكثير الكثير منه، لقد كانت تعني معانيَ عدّة له، وتتخذ صورًا وأشكالاً عدّة، لا تخفى على القارئ خطوطها ومعالمها.

أولاً: الخيل والمتنبّي صداقة وتآلف

الصديق الفرس والمتنبّي الفارس ما كانا ليفترقا!

لقد امتطاها غير مرة لغير حاجة! يقول:

ولقد أفنت المفاوز خيلي          قبل أن نلتقي وزادي ومائي([28])

إنه هنا يمدح كافورًا، رجاء العيون في كل أرض، يصارحه بحقيقة عميقة، وهي أنه ليس للمتنبّي العظيم من رجاء في الحياة إلا أن يرى رجاء العيون كافورًا الأخشيدي.

فماذا يفعل؟ وكيف يبقى بعيدًا عنه؟ جمع عزمه وصمم على الرحيل إليه!

وماذا يصطحب معه عدة ووقاية؟ وكيف يحمل معه إلى الأمل شيئًا، والأمل هو كل شيء؟ إذًا الخيل ليركبها والماء ليشربه، واللقمة ليأكلها!!

طبعًا إنه يحمل القليل لأنه سيقطع الصحاري الشاسعة.

هذه الصحاري المفاوز أفنت أول ما أفنت منه خيله، وزاده وبعد ذلك ماءه!!

إذًا الشاعر في صراع مع المفاوز، تريد أن تُقْعِدهُ عن طلبه، بحرارتها وقساوتها وقلة النصير فيها!!

ولكن المتنبّي أعد عدته للقاء بجيش عماده زادٌ وماءٌ قليلان، وخيل صديقة وفية، وعزيمة ثابتة في فؤاد لا يتزعزع!!

ونشب الصراع، وقام التحدي، و(أفنت) المفاوز الخيل الوفية التي تموت دون الدفاع عنه والمضي معه! وماءه وزاده! ولكنها لم تنل من فؤاده ثابت العزيمة والإرادة لذلك يقول بعد ذلك البيت:

وفؤادي من الملوك… ويقول: فإني أسد القلب آدمي الرواء!!

ولكن هل اقتصر أعداؤه على الصحراء الجافة؟

إن من كان مثل المتنبّي كثر أعداؤه واكتظ حوله حُسّاده!!

الأعداء كثر والحرب طويلٌ أمدها، فمن للفارس الشجاع غير الفرس الوفي؟

وتسعدني في غمرة بعد غمرة              سبوح لها منها عليها شواهد([29])

إنه سعيد بالغمرات تشتد عليه!! فمن يعينه على البلاء فيها؟

يشد أزره على توارد الغمرات في الحروب فرس صديق وفيّ مخلص أليف سبوح يُشهد له بذلك كله، ويشهد عليه صفات له منها الأدلة عليه!!

فما نوع العلاقة بين الفرس والفارس في ذا البيت؟ هل هي علاقة الصداقة، أم الوفاء، أم الافتداء، أم ماذا؟        هي علاقة الإسعاد بالصداقة والوفاء والافتداء جميعًا.

الفارس لم يكن يشعر بغير الإسعاد في جو الغمرات تلو الغمرات، فهو مطمئن إلى فرسه، متأكد من صدق صداقته، وحسن فدائه، وصفاء افتدائه!!

لذلك فإنه حين يفخر يذكر الخيل أول ما يذكر:

الخيل والليل والبيداء تعرفني               والسيف والرمح والقرطاس والقلم([30])

القرطاس يعرفه والقلم شاعرًا! والسيف يعرفه والرمح محاربًا! والبيداء تعرفه أبيًّا! والليل يعرفه شجاعًا! والخيل كيف تعرفه؟

فارسًا، وأبيًّا، وشجاعًا، وشاعرًا، وصديقًا!! تعرفه شاعرًا لأنه كتب فيها الكثير! وتعرفه شجاعًا لأنه أبدى من على ظهرها بطولات جمّة! وتعرفه أبيًا لأنها رافقته في كل رحلاته من الضيم إلى العزّة! وتعرفه فارسًا يصون حرمتها لذلك لم يكن ظهرها حلاًّ، بل كان حرمًا لا يصل إليه فارس! أَوَليس يقول:

ومهجةٍ مهجتي من همّ صاحبها           أدركتها بجوادٍ ظهره حرم([31])

جواده لا يلحق لأن راكبه في نظر الجواد صديق، وأنيس إن فُقِد فليس من آخر يحل محله، لذلك فإن فرسه يأتي بالذي يُعجِزهُ كي ينجو بصاحبه من مهجةٍ مهجة المتنبّي همُّ صاحبها.

ألهذا الحد وصل الانسجام والتوافق بين الفارس والفرس؟ أبيٌّ يركب أبيًّا، وشجاعٌ يحكي شجاعًا، وماضٍ يمتطي ماضيًا…! إنها هو في شجاعته وهو هي في إقدامها.

محرمة أكفال خيلي على القنا       محللة لباتها والقلائد([32])

كما يحاول هذا الرجل أن يرقى بنفسه فوق المعايب، ليكون الثريا وغيره الشيب والهرم… كذلك كان يسقط صفاته على خيله، فيختارها عزيزة كريمة الموت عزًا لديها أشرف من الحياة ذلًا! لذلك فهي تقدم على الموت مشرعة أبواب لباتها للرماح والسيوف، محرمةً أكفالها عليها، لأنها كصاحبها ترى أنه:

وإن تكن الأبدان للموت أنشئت            فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل

حقًا، عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه، فإذا كان أبو الطيب قد فلسف الحياة على أنها وقفة عز يقفها المرء، لم نستبعد بعدها أن تكون خيله وهي خير قرين قد استوعبت فلسفته وتبنّت مواقفه!! وإذا أراد أن يفخر بمكارم يعيشها عند ممدوحه تراه يقدم الخيل على كل آخر!!

وعرفاهم بأني في مكارمه         أقلب الطرف بين الخيل والخول ([33]

إنها رسالة إلى كل الأقوام في الشرق والغرب! يوصلها إليهم شعره ومجد الممدوح! فحوى الرسالة أنه يعيش عند سيف الدولة نعيمًا كيفما قلب طرفه، فالخيل المسوّمة والخدم الحسان هما ما يحيطان به!! الخيل قبل الخدم، لماذا؟ لأنه يستطيع شخصيًا أن يقوم مقام الخدم فيكفي نفسه حاجتها! ولكن ليس من يحل محل الخيل عنده!!

ثانيًا: الخيل والممدوح صداقة وتآلف

إن ثنائية ( المتنبّي المادح/ الممدوح) تستدعي ثلاثية ( المادح/ الممدوح/ الخيل). إن المتنبّي لم يكن يمدح ممدوحيه بما يمدحهم به لأنهم كانوا أشخاصًا غير عاديين! ولكنه كان يرى فيهم مرآة لنفسه، في تحركاتهم وسكناتهم، بل كان يجد في نفسه شجاعة تفوق شجاعتهم، وشأنًا يعلو على شأنهم، ولسانًا أفصح من لسانهم!!! فما الذي يجعله دونهم؟ ألأنه فقير ابن فقراء؟ أم لأنه لا ينتسب إلى الأمراء والوزراء؟ بقيت هذه المسألة غصة في حياة الشاعر وصدعًا كان يرأبه بآيات مدحية ينشدها الأمراء والحكام، لم تكن إلا ترجمة لما يجول في خاطره ويدور في مخيلته. لذلك يمكن القول بأن المتنبّي كان أميرًا دون إمارة وممدوحيه كانوا “متنبئين” دون شاعرية!! وإذا كانت الخيل عند المتنبّي المادح تعني الصداقة والألفة، فإنها لا بدّ تعني الأمرين معًا عند الممدوح لأن المادح والممدوح يعيشان حالة من الإسقاط”. يقول:

فتى الخيل قد بلّ النجيع نحورها           يطاعن في ضنك المقام عصيب([34])

الممدوح بنظر أبي الطيب في هذا البيت أجلُّ مثابٍ لأنه يقف الموقف الثابت على ظهور الخيل التي بلّل الدم نحورها!!

ولكن فلندخل هنا في مسألة إضافة (فتى) إلى (الخيل) وما هي الدلالة الناتجة عنها؟

إن عملية الإضافة هنا أدّت دورًا كبيرًا في إظهار حالة التوحد بين الخيل والممدوح الفارس! فهي له ولو سفكت دماءه، وهو لها لا لغيرها!! وكأنّ الممدوح صار رمزًا لخير الفرسان وأشرف الخيول، فإذا ما ذكرت الفروسية لمع اسمه قبل أيّ اسم لأنه فتى الخيل الذي لا تعرف الخيل مثله!! إنها حالة من “التماهي” إن صحّ التعبير يعيشها الممدوح والفرس، لقد نسي كل منهما نفسه ليذوب في الآخر. هذه الوحدة يؤكدها قوله:

فقد ضمنت له المهج الغوالي              وحمَّل همَّه الخيل العتاقا([35])

البيت تفسير لحالة الممدوح في الحرب حين كان يبتسم والموت حوله؟ فلا يستنكر أحدنا ابتسامته في اللجج الصاخبة، لأن السهام ضمنت له المهج! ولكن ما واقع الخيل إذّاك؟ إنها أهم من الغوالي التي ضمنت المهج! لقد حملت همَّة الممدوح الفارس فإن رضي بالمهج رضيت، وإن تاق إلى ما هو أنفس تاقت، وإن بلغ ذرى المجد فمعه بلغت!!! إنها هو، حملت همّه وهمته بكل طيب خاطر، فإن خاض بها الغمرات لم تأبه إلى ما قد يصيبها، لأن ما حظيت به من ركوب المجد والعز عليها أهم لديها من الموت والفناء!!

والفارس لم يحمل همه للسيف أو للرمح!! ولكن حمّله من إذا أمره قال آمين!! إنها حقًا علاقة أغلى من علاقة السائس بالخيل، والفارس، بالفرس!! الخيل تعشقه أيضًا، وقد شغفها حبًّا حتى إنها لتتكلف من أجله الغالي، وتلاقي التعب الشديد، فهي تحفر في الصخور أول ما تحفر اسم الراكب عليها:

أول حرف من اسمه كتبت                سنابك الخيل في الجلاميد([36])

اللوحة غاية في الجمال!! الموت مخيم! المنايا تتلاطم!! الجيشان يتبادلان نظرات الموت!! الأرض جلمود!! والخيل تكتب اسم الممدوح!! هل توقفت محبة الخيل له عند هذا الحد؟

وتغبط الأرض منها حيث حلَّ به                  وتحسد الخيل منها أيها ركبا([37])

لم يعد الممدوح من الأحبة عند الخيل والأرض فقط؟! ولكنه صار المحبوب الوحيد، والمعشوق الفريد، فالأرض تتمنى أن يطأها هو، والخيل تأمل أن يركبها هو!! لقد ألغت صورة الممدوح صور غيره من أذهان الخيل والأرض!! وإن سألت لماذا اقترنت الأرض والخيل هنا؟ كان الجواب لأن الممدوح لم يكن يركب غيرهما؟؟ ولم يكن يحمله غيرهما؟؟

الممدوح يحب الخيل لأنها تطيعه وتبلغ به أسباب المجد، وتحمله على جناح الفلاح!! فلماذا تحبه الخيل؟ ألأنه يطعمها ويسقيها؟ أم لأنه يؤويها؟ لا هذه ولا تلك! إنّ وجهة التعامل واحدة وصيغته واحدة بين الممدوح والفرس؛ المبدأ الذي يتعاملان على أساسه هو: كما تعاملني أعاملك! وإذا كان الممدوح قد امتطى الخيل وسيلة للنجاح والظفر، وقد علم مكانتها وأهميتها، فإن من واجبه أن يحسن معاملتها:

وفارس الخيل من خفّت فوقرها            في الدرب والدم في أعطافها دفع([38])

الخيل في حالة يرثى لها من التعب والإرهاق!! والفارس لم يرق بعد أسباب العلا!! فكيف يعامل الخيل لتحمله إلى ما يريد؟ إنه يوقرها! إنه يثبتها فقط! وهي تفهم من التثبيت أن الواجب عليها مراعاة العهد الذي قطعته معه، وهو المضي سويّةً، أو الوصول سويّةً، أو الموت سويّةً؟ وما تكون النتيجة؟ النتيجة هي المرجوة، هي تمضي، وهو يمضي مع أن الدم يسيل من أعطافها. النتيجة أنها تفديه بروحها مصداقًا لقوله:

فدتك الخيل وهي مسوّمات                وبيض الهند وهي مجردات([39])

ثالثًا: الخيل مادة المديح

وإذا أراد الشاعر أن يصل بممدوحه إلى ما لم يصل إليه أحد ولا يصل إليه أحد، تراه يتحفنا بمجموعة من المعاني المدحية التي تحتل فيها الخيل الحيّز الأكبر، وتبرز فيها بروز الفص في الخاتم والبؤبؤ في العين…

وصول إلى المستصعبات بخيله          فلو كان قرن الشمس ماءً لأوردا([40])

الفارس عظيم، والفرس عظيمة، وقد تعاهدا على وفاء عظيم، وامتزجا فصارا واحدًا عظيمًا. لذلك فهو لا يوردها موارد الأدنياء، ولكن موارد العظماء، وإذا كانت نفس الممدوح عظيمة لدرجة أنها تصل إلى الشمس موردًا فلم يعد مستغربًا أن يصطحب الممدوح الخيل معه! ثم إن استعمال الخيل في البيت قد أعطى المعنى بعدًا، وقوة لا يعبر عنها جليًّا إلا من خلال تجسيد المعنى في لوحةٍ جميلةٍ تبدعها ريشة الفنان الموهوب!! فلو أبقينا الخيل بعيدًا، وحاولنا استبدال اللفظة بلفظة أخرى لوجدنا وللمسنا ضعفًا ظاهرًا في المعنى!! فمن سيصل مع الفارس القائد إلى الشمس التي هي من أبعد الغايات!

الجيش؟ طبعا ًلأنه – أي الأمير – على رأسه! السيف؟ إنه لا يخدم الصورة ولا يسد النقص مع أن للسيف قيمة!

لم يبق إلا الخيل لأن من يحاول أن يجسد البيت لوحة من خياله فسيكون على هذا الشكل: الأمير على ظهر الخيل/ الخيل ترد قرن الشمس/ الشمس عند حوافر الخيل/ إنها غاية الروعة!! الشمس هي غاية الغايات الصعبة المستحيلة!! ولكن الممدوح يصل إليها مستخدمًا الخيل، لا هذا فحسب ولكنه يورد خيله منها إذا كانت ماءً!! صورة إن مُثِّلت فإنها ستمثل ما لهذا الممدوح والخيل من عز وكبرياء وعلو همة!! هذا في ذكر علو همة الممدوح وإتيانه بما لا يأتي به غيره!

فإذا ذكر كرم الممدوح أبداه أكرم من يبسط كفًا بالعطية، يقول:

تركت السرى خلفي لمن قل ماله          وأنعلت أفراسي بنعماك عسجدًا([41])

الشاعر سرى إلى الممدوح فأجزل له العطاء! والشاعر ليس ممن يقطع دروب الرزق على غيره، لذلك فقد ترك السرى لمن قل ماله خلفه!! ولكن ما الذي جعله يفعل ذلك؟ ومن؟ هل أعطاه الممدوح من الهبات، والعطيات ما يستغني به عن العالمين؟ أم أعطاه ما يتخذ منه الحلي والأساور والقلائد؟ أم ما يتخذ منه أقفال البيوت ومفاتيحها ذهبًا؟ لقد أعطاه ما أنعل به الأفراس لديه عسجدًا!! الخيل تنتعل الذهب”۔ ولكن ما هو هدف الشاعر من اقتران الفرس بالنعل الذهبي؟ الغاية هي أن الخيل إن اعتزَّت، وتباهت فإنما تفتخر بالممدوح الذي أجزل العطايا، وأغدق الأموال. وهذه حال خيل من يجزل الممدوح له العطايا فما هي حال خيل الممدوح؟

تعرض للزوار أعناق خيله                 تعرض وحشٍ خائفات من الطرد

وتلقى نواصيها المنايا مشيحة             ورود قطًا صمّ تشايحن في ورد([42])

إن خيل الممدوح على ما تلقاه عنده من مظاهر العز، والفخر، والاهتمام، والتوفير، وعلى الرغم من أن نواصيها تلقى المنايا مسرعة مجدة كالقطا يرد المورد بسرعة، وقد أجهده العطش، هذه الخيل تزورُّ عن زواره خوفًا ونفورًا كما تفعل الوحوش المطاردة !! فما السبب؟ السبب وبكل بساطة هو كرهها مفارقة الممدوح، لأنها تتوقع أن يهبها لزواره ۔۔ إن الممدوح الذي لا يبخل بنفسه على المجد والكرم، لا يبخل بخيله على زواره وإن كانت نفيسة! غالية عليه. والممدوح شجاع ذو رهبة في صدور أعدائه فهل كان للخيل دورٌ في إبراز مثل هذه المعاني المدحية؟

يرون من الذعر صوت الرياح         صهيل الجياد وخفق البنود([43])  الأعداء يخافون الممدوح!

لقد ملأهم رعبًا بكثرة جيشه وبسالته، واستماتة خيله وإقدامه! وخصومه لم يكونوا ضعفاء أبدًا، بل كانوا كما يذكر التاريخ من العدد والعدة بمكان، ويبقى النصر حليف الممدوح دائمًا!! والهزيمة وسام عشق صدور الأعداء. إذا ليس من الغريب أن يخيف الممدوح أعداءه في حالة الحرب، بل حتى في حالة السلم!! ولكن الغرابة كل الغرابة في أن يشغل الممدوح بخيله أذهان الأعداء دائمًا، بدليل أن أدنى تحرك للريح يذكرهم بصهيل جياده وخفق بنوده!! فهل بعد هذا رعب؟

رابعًا: الخيل عنصر من عناصر الملحمة

لم يبلغ المتنبّي إلى الفن الملحمي قديمًا، ولكن  في شعره ما يمكن أن نسميه “محاولات ملحمية” جاءت عفوية لتخدم غاية في نفسه قضاها!! هو لم يمتط الشعر ليصل إلى الملحمة، ولكنه امتطى الملحمة – جزئيًّا ليصل بشعره إلى غاية يسعى نحوها. فهو حين يقول في المدح:

له عسكرا خيل وطير إذا رمى             بها عسكرًا لم يبق إلا جماجمه([44])

لا يبتعد عن المديح بقدر ما يقترب من الملحمة. المعنى الملحمي القائم على إقصاء المعنى في التهويل يخدم الغاية المدحية التي تنطوي عليها القصيدة كلها. قوة الممدوح قوة خيالية!! إنه وعلى جناح السرعة يستطيع أن يحيل أي جيش إلى آثار تبكي على حالتها العيون وتذرف لأجلها الدموع ، بل إن استعمال كلمة ” رمى” تدل على قليل مجهود في تحريك الجيشين، وتقربه من السوبرمان الذي هو أسطورة في ملاحم البطولة!!

ففي حين أن الجيشين، وتحريكهما يحتاج إلى جهدٍ فكري حول الخطط الحربية، وكيفيات الغزو، ودقائق المعركة، وإلى جهدٍ قلبي يستدعي ثباتًا، وعزيمة وإرادة، وصمودًا في وجه العدو كبر جيشه أو صغر، وإلى جهدٍ مادي من تجهيز وأدوات و…

نرى الممدوح قد استحوذ على هذه الجهود كلّها، فهو المفكر، والمدبر الحربي، وهو الشجاع المقدام، وهو الممول الغني…

إذًا ماذا يبقى بعد؟ لم يبق إلا أن يضيف هذا البطل الأسطوري إلى مغامرته شيئًا من العنف، مما يستدعي إلى البيت صورة ” الجماجم” التي تثير في نفس القارئ المحايد شيئًا من الرعب والخوف، فماذا تثير في نفوس أعدائه؟ الخيل حليفه والطير حليف خيله والنصر حليف الجميع!! البطل إذًا ليس عاديًّا يجري عليه حكم الدهر في النصر حينًا والهزيمة حينًا، لكنه بطل أبت نفسه الأسطورية أن تقبل بالهزيمة، أو أن تقر بها.

يقول في معرض متابعة المديح:

حتى انتهى الفرس الجاري وما وقعت      في الأرض من جثث القتلى حوافره([45])

الصورة في هذا البيت ملحمية أيضًا تكمل الصورة في البيت السابق!! البطل الأسطوري في البيت السابق مظلل في المعركة بجيش من الطير، ومستند إلى جيش من الخيل! المعركة اشتعلت والممدوح خاض – ببطولته الخارقة – المعركة فاقتحم الجيش المعادي من أوله حتى آخر صفٍ فيه؟ ولكن مشية فرسه لم تكن عادية لأنه لم يكن يطأ الثرى ولكن كان يدوس على جثث القتلى الكثيرة الهائلة التي غطت الأرض بلباس البطولة، والأسطورية من جهة، وبلباس الحزن، والخوف من جهة أخرى.

إن صورة الأرض المزروعة بالجماجم لا تمت إلى الواقعية بصلة، إنها من نسج الأسطورة لا بقصد الأسطورة، ولكن بقصد نسج الثوب الأسطوري المتين الذي سيلبسه هذا الشاعر ممدوحه الشجاع! وكما دلت كلمة رمى في البيت السابق على سرعة غير معقولة في حسم البطل الأسطورة المعركة لصالحه، كذلك فإن كلمة “الجاري” في هذا البيت أكدت عملية الحسم السريع؛ الفرس لم يتوقف ولم يتعثر، وإن كانت طريقة جريه مختلفة لأن الأرض التي يدوس ثراها هذه المرة ليست جمادًا، ولكنها طبقة من الأحياء لا حياة فيها. ولا نزال في جو الخيوط الملحمية:

تتلو أسنته الكتب التي نفذت              ويجعل الخيل أبدالًا من الرسل([46])

إذا راجعت شرح البيت عند البرقوقي لوجدته يقول:

(3) تتلو: تتبع، نفذت: مضت، والأبدال: جمع بدل، يقول إن رماحه تتبع كتبه إلى أعدائه فهو ينذرهم أولًا، فإن لم يطيعوه صعد إليهم بجيوشه، ويجعل الخيل بدلًا من الرسل…([47])

وإن كان لي أن أبدي رأيًا في البيت بغية شرحه فسأقول: إن كلمة تتلو تعني تقرأ، ونفذت تعني “نفدت” ولم تعد متبعة عنده!! فالبطل الأسطوري في نظري ومن خلال قراءتي الذاتية للبيت، يحمل من سرعة الغضب، والنهوض إلى سوح العز، والكرامة ما يجعله يغيّر عادات الرؤساء من كتابة الكتب وإرسال الرسل!! لقد جعل الأسنة كتبه والخيل رسله، إذًا لا مجال لبعث الكتب إذا كانت الرسل – أي الخيل – جاهزة. همته أسطورية وسرعته أسطورية ملأت الخافقين، فلماذا يتجرأ عليه غيره؟ وهل يتجرأ عليه إلا من كان يستحق الإبادة؟ هذا هو محور قوته!! إنه سريع الغضب، والاستفزاز بمجرد أنه يسمع بأدنى اعتداء عليه، تسبق قوته الأسطورية، وشجاعته الأسطورية أي تفكير!! ولماذا التفكير إذا كان النصر مضمونًا بدون شك؟؟ لا كتب تكتب، ولكن هي الحرب!! فمن اجترأ عليه كان كمن يحرك الجمر بيده!! والنهاية معروفة… وإذا نظرنا في البيت التالي نظرة متفحصة، علمنا لماذا يثق الممدوح الأسطوري دائمًا بالنصر:

كأن خيولنا كانت قديمًا           تسقى في قحوفهم الحليبا([48])

الشاعر أمام صورة ملحمية تحير الأفكار، والألباب هي صورة خيل الممدوح الأسطوري الأسطورية تدوس بحوافرها هامات الأبطال من الأعداء، وجنودهم بكل ثقة وثبات!! ولماذا تختار هذه الخيول جماجم أبطال العدو وجنوده؟ هنا يأتي تبرير أبي الطيب، وبصورة أسطورية محكمة، تكتنف التبرير الكافي والإقناع الوافي، المسألة وببساطة أن خيل البطل الأسطوري الملحمي كانت في صغرها تسقى اللبن في قحوف رؤوسهم فـألفتها حتى صارت تدوس جماجمهم وصدورهم!

نحن هنا أمام صورتين ملحميتين: الأولى “حقيقة ملحمية” والثانية “تشبيه ملحمي”. فلله در القائل والمقول فيه! وإذا جاوزنا إلى قول المتنبّي الرائع:

إذا زلقت مشيتها ببطونها         كما تتمشى في الصعيد الأراقم([49])

النفس الملحمي أبين ما يكون في هذا البيت! صورة الخيل الزاحفة على بطونها مفقودة حقيقة موجودة في عالم الملاحم! الهمة التي تمشي الخيل على بطونها مفقودة حقيقة موجودة في عالم الملاحم! حتى إنّ الخيل التي تطيع آمرها إلى هذا الحد شبيهة بالمفقودين قبلها!

خامسًا: الخيل من مصادر الحكمة

لا يمكننا أن نقول إن الخيل ارتبطت بحكم المتنبّي بقدر ما يمكننا أن نقول إن حكمة المتنبّي ارتبطت بالخيل كما ارتبطت بالسيف، والعزم، والحق، والموت، والممدوح، والشاعر نفسه. فالشاعر الذي يستطيع أن يدلي بدلوه ليعطي زبدةً مرتكزةً على طول تجربة، وسرعة استفادة، ودقة ملاحظة، لا يستبعد عنه أن ينثر حكمًا مرتبطة بأدق الأمور وأعظم الأمور!!

فهو حين يقول:

كلما أنبت الزمان قناةً             ركب المرء في القناة سنانًا([50])

يدخل إلى عمق التركيب الخلقي للإنسان، الأمارة بالسوء، إنه – أي الإنسان – بطبيعته العدوانية الشريرة ينطلق إلى كل ما ينبته الزمان عفويًّا فيتخذ منه وسيلة للأذية والشر. إن الشاعر يمتطي خيل التجربة العميقة ليصل إلى هذه النتيجة!! وهو حين يقول:

وما الخيل إلا كالصديق قليلة             وإن كثرت في عين من لا يجرب([51])

يقارن بين الخيل والصديق، ويقرن بينهما من ناحية كثرتهم في عيون المغفلين، وندرتهم في عين المنتبه اليقظ المجرب. إنه فارس مقدام جرّب من الخيل ما لم يجربه أحدٌ لذلك صار باستطاعته أن يميز خبيث الخيل من طيبها وصادقها من كاذبها! وهو المحسود على جزالة شعره وانطلاق لسانه، فبإمكانه إذًا أن يتفرس في صدق الصداقة وتلونها؟؟ فليست الصداقة في كثرة الأصدقاء، ولكنها في وقوفهم إلى جانبك والتزامهم عهدهم معك! ألم يقل الإمام علي في الصداقة والصديق لآلئ درية مثل قوله: من كثر أصدقاؤه فلا صديق له، وقوله: أصدقاؤك ثلاثة. وألم يقل غيره:

فما أكثر الأصحاب حين تعدهم           ولكنهم في النائبات قليل

وإذا كانت العلاقة بين المتنبّي الفارس الصديق علاقة صداقة وتآلف لم نستبعد أن يضرب بها المثل في الصداقة ويقرنها بالأصدقاء، يقول:

أعز مكان في الدنى سرج سابح           وخير جليس في الزمان كتاب([52])

إنها خلاصة ما أوصلته إليه التجربة المرة!! ألّا ترى في هذا الوجود كله صديقًا مخلصًا إلا الكتاب وظهر الخيل؟! إنه لا يتوسم العز إلا على ظهر الخيل القليلة جدًّا! ولا يلتمس الخير إلا من الكتاب!! الخيل مقرونة هنا بالكتاب من باب أنهما مصدرا العز، والخير الوحيدان عنده، وعندما يريد أن يفضل شعره في المديح على شعر غيره، يعمد إلى الخيل ليضرب بها المثل ويخلص منه إلى الحكمة:

لم تزل تسمع المديح ولكنّ                 صهيل الجياد غير النهاق([53])

يقول إن من يتذوق الشعر يستطيع أن يفرق بين شعره الرائع وشعر غيره الزائف كما يفرق صاحب الحس المرهف بين الصهيل والنهاق!! هيهات لا يشتبهان فكيف يختلطان؟! وإذا أراد أن يعترف لسيف الدولة بأنه خير من لقي من الملوك، ويفضله عليهم، تراه يشبهه بالجواد وغيره بالثور:

ومن ركب الثور من بعد الجوا            د أنكر أظلافه والغبب([54])

إن من عرف سيف الدولة وجربه، افتقده عند معرفة غيره من الملوك، لشاسع الفرق بينهما، تمامًا كمن كان يركب الجواد السابح، ثم استبدل الثور به!! بئس ما استبدل! على أن وجه الشبه قائم بين المشبه والمشبه به، ولكن التشبيه بحد ذاته – وإن كان يخدم القصد – غير مستساغ أمام الملوك، وإلى هذا ذهب الخطيب فقال: ذكر الركوب هنا فيه جفاء، ولا تخاطب الملوك بمثل هذا.([55])

** ابن مدينة مدينة الشمس بعلبك العريقة، شاعر مطبوع، أديب وناقد، له قراءات في النحو، والقِصّة، باحث في الفكر الإسلاميّ وفِرقه، وله مؤلّفات وبحوث عديدة.

 ([1] ) للمزيد من الاستفادة مراجعة كتاب “وصف الخيل في الشعر الجاهلي” لكامل الدقس الكويت 1975.

([2] ) جامع الأصول في أحاديث الرسول، المبارك بن محمد الجزري، تح: عبد القادر أرناؤوط، دمشق، 1389 هـ، الجزء الخامس، ص: 5.

([3] ) أساس البلاغة، محمود بن عمر الزمخشري، مادة: “عرب”.

([4] ) البيان والتبيين، عمرو بن بحر الجاحظ، تح: عبد السلام هارون، مصر، 1961، 1/ 305.

([5] ) العمدة، الحسن بن رشيق، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، 1972، بيروت، 1/ 65.

([6] ) البيان والتبيين،1/ 307.

([7] ) محاضرات الأدباء، حسين محمد الراغب الأصفهاني، دار الحياة، 1961، مج 4/ 635.

([8] ) نفسه، مج 4/ 641.

([9] ) حلية الفرسان، علي بن عبد الرحمن الأندلسي، [د. ت]؛ تح: محمد عبد الغني حسن، ص: 178.

([10] ) نفسه، ص: 180.

([11] ) نفسه ص: 180.

([12] ) نفسه ص: 183.

([13] ) محاضرات الأدباء، مج 4/ 635.

([14] ) نفسه مج / 636.

([15] ) حلية الفرسان، ص: 178.

([16] ) العمدة، 2/ 234.

([17] ) الكامل في التاريخ، علي محمد الشيباني، بيروت ، [د. ت] 1967، 8 مجلدات، مج 2/ 314.

([18] ) السابق، مج 2/ 314.

([19] ) السابق، مج 2/ 314.

([20] ) للمزيد من الاستفادة مراجعة كتاب “وصف الخيل في الشعر الجاهلي” لكامل الدقس الكويت 1975.

([21] ) مختار الأحاديث النبوية، أحمد الهاشمي، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الثانية عشرة، 1990، ص: 76.

([22] ) نفسه، ص: 152.

([23] ) حلية الفرسان وشعار الشجعان، ص: 27 وما بعدها.

([24] ) نفسه، ص: 30 وما بعدها.

([25] ) محاضرات الأدباء، مج 4/ 636.

([26] ) نفسه مج 4/ 636.

([27] ) نفسه، مج 4/ 636.

([28] ) شرح ديوان المتنبّي، عبد الرحمن البرقوقي، دار الكتاب العربي، بيروت، 1979، أربعة أجزاء، مجلدان ج:1/ 159.

([29] ) شرح ديوان المتنبّي، ج 1/ 393.

([30] ) نفسه، ج 4/ 85.

([31] ) شرح الديوان، ج 4/ 85.

([32] ) نفسه، ج: 3/ 393.

([33] ) نفسه، ج:3/209.

([34] ) شرح الديوان: ج1/179.

([35] ) شرح الديوان، ج 3/ 44.

([36] ) نفسه، ج: 3/ 389.

([37] ) نفسه، ج: 1/ 243.

([38] ) شرح الديوان، ج 2/ 333.

([39] ) نفسه، ج1/ 346.

([40] ) نفسه، ج 2/ 5.

([41] ) شرح الديوان، ج 2/ 15.

([42] ) شرح الديوان، ج 2/ 167.

([43] ) نفسه، ج 2/ 66.

([44] ) شرح الديوان، ج 4/ 54.

([45] ) للمزيد من الاستفادة مراجعة كتاب “وصف الخيل في الشعر الجاهلي” لكامل الدقس، الكويت 1975.

([46] ) شرح الديوان، ج 2/ 225.

([47] ) نفسه، ج 3/ 164.

([48] ) شرح الديوان، ج2/ 265.

([49] ) نفسه، ج 4/ 105.

([50] ) شرح الديوان، ج 4/ 371.

/([51] ) نفسه، ج4 / 304.

([52] ) شرح الديوان، ج 1/ 319.

([53] ) نفسه، ج 3/ 110.

([54] ) نفسه، ج 1/ 227.

([55] ) شرح الديوان، ج 1/ 227.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website