foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

العلاقة بين صور وقرطاجة من خلال المصادر الإغريقيّة والرومانيّة

0

العلاقة بين صور وقرطاجة من خلال المصادر الإغريقيّة والرومانيّة

د. عماد غملوش*

المقدمة

بسبب عدم توفّر المصادر الأدبيّة، تمّ الاعتماد على المصادر الإغريقيّة، والرومانيّة التي أوردت شواهد متفرّقة حول علاقات صور وقرطاجة تغطي قرونًا عديدة، وتهم ميادين متعدّدة. ولقد جمعها أ. ميلتزر([1]) وس. أجزال([2]) في بداية هذا القرن. لكن على الرغم من تقدم الدراسات النقديّة لمؤلفات الكتّاب القدامى، فإن العديد من الباحثين يستندون إلى هذه الشواهد كلما تعرضوا إلى الروابط بين المدينتين دون نقدها، في حين أنها لا تتسم جميعها بالمصداقية نفسها من جهة، ويعود بعضها من جهة أخرى، إلى مدّة متأخرة بالنسبة إلى الحدث التي تناولته. إن العلاقات بين صور وقرطاجة من خلال المصادر التاريخية لم تدرس – حسب معلوماتنا – دراسة تسمح بمعرفة أوجه هذه العلاقات المتعدّدة، ومتابعة تطورها، والوقوف على أهمّيّتها. فلا نعثر إلا على بعض ملاحظات احتوتها دراسات مشتتة([3])، اكتفى جلّ أصحابها بالإشارة إلى الشهادات التاريخية. ويجدر بنا – قبل تحليل هذه النصوص وأوجه العلاقات المتعدّدة – تقديم المؤرخين القدامى، وتوضيح أهمّيّة شواهدهم بالنسبة إلى مواضيع مؤلفاتهم.

تقديم المصادر التاريخية

هيرودوتس([4])

أول المؤرخين الذين تحدثوا عن هذه العلاقات، وقد ولد بين سنة 490 و480 ق.م. في هلكارناس، وهي مدينة في آسيا الصغرى، زار مصر، وقورينة، وليبيا، وبابل. يتناول مؤلفه – خاصة – الحروب الميدية التي جرت قبيل ميلاده، والأسباب الأولى للنزاع بين الإغريق والشارقة. والمتأمل في الأجزاء الأربعة الأولى منه([5])، يلاحظ أنه خصصها للبرابرة، أي الشعوب غير الإغريقيّة التي ارتبطت في يوم ما بالقوة الفارسية. فأورد هكذا معلومات عديدة تتعلق بالفينيقيين. وإذا كان بعضها يصعب التحقق من صحته، لاهتمامه بعهد بعيد، ولغموضه، ومضمونه الخرافي، فقد اهتم القسم الآخر بفترة قريبة من نشأته، واتصف بمصداقية أجلى، على الرغم من أن الكاتب سرد – بصفة عامة – ما استطاع جمعه دون فرز أو نقد. فالشهادات التي ذكرها هذا المؤلف حول قرطاجة نادرة، ونسبة التأكد من صحتها ضعيفة، فمعركة الأليا([6]) التي جرت بين الفوقائيين وبين القرطاجيين والأترسكيين لم يذكرها إلا إسطرابون([7]). وتحدث هيرودوتس عن بحارة فينيقيين قاموا برحلة حول إفريقيا بأمر من الفرعون نقاو، وأن القرطاجيين أكدوا ذلك خلال رحلة قاموا بها لاحقًا([8]) غير أنه لم تتوفر لدينا معلومات أخرى تدعمها. كما أن الرحلة الوحيدة المعروفة التي قام بها حنّون لم تتجاوز الخط الاستوائي([9]). وتبقى إشارات هذا المؤرخ محط تساؤل عند القرطاجيين، عند تعرضه للتجارة الأطلسية، والموقع الجغرافي لجزيرة قيراويس([10]) (جزر قرقنة؟) غير مؤكدة. وذكر معركة هيميرا التي دارت بين القرطاجيين وإغريق صقلية([11])، وتفرد بسرد خبر امتناع الفينيقيين عن تحقيق مطمح الملك الفارسي قامبوس الرامي إلى احتلال قرطاجة([12]). لئن عادت هذه المعلومات القليلة إلى عهد سبق عصر هيرودوتس بقليل فإنها تبقى ثانوية بالنسبة إلى ما اهتم به أساسًا.

بولوييوس([13])

ولد حوالي سنة 200 ق.م. في ميجالوليس. ويعدّ مؤلفه محاولة لتفسير الأحداث التي جرت بين 221/217 و146ق.م. والتي مكنت روما من السيطرة على العالم، أي إنّه تناول الحروب التي دارت بين الرومان والقرطاجيين من ناحية، والرومان والإغريق من ناحية أخرى. ويعد ذا قيمة كبيرة في نظر المؤرخين المعاصرين([14]) فالكاتب اعتمد على الوثائق الرومانيّة والقرطاجية، وكتابات من سبقه، وجمع العديد من الشواهد من معاصريه، وحاول تفسير الأحداث بصفة عقلية. وبذلك يتحتم الرجوع إلى هذا المصدر في كل دراسة تتعلق بالسياسة الخارجية القرطاجية.

أما فيما يخص بحثنا، فقد أورد الكاتب، عند تعرضه للحرب الثانية بين روما وقرطاجة، المعاهدات المبرمة بينهما كالتي وقعت سنة 348ق.م، وقد تم فيها ذكر صور([15]) وأشار إلى سفينة قرطاجية محملة ببواكر الغلال إلى هذه المدينة([16])، عندما تناول درس الأحداث التي جرت في أفريقيا بين سنتي 162 و161ق.م. عرض بولوبيوس هذين الشاهدين عرضا، عند حديثه عن أحداث المنطقة الغربية للبحر المتوسط.

ديودورس الصقلي([17])

عاش في عصر قيصر وأغسطس. دوّن مؤلف “المكتبة التاريخية” وهو كتاب جامع يحكي تاريخ العالم من بداية الخليقة إلى سنة 59ق.م. ولم تبق منه إلا الأجزاء الخمسة الأولى والأجزاء المتراوحة ما بين 19 و20 لكنّ بعض المقتطفات من الأجزاء التي اندثرت أوردها بعض الكتّاب مثل أوسبيوس، وتتناول الأجزاء عدد 18 و19 و20 قسمًا من تاريخ قيادة الإسكندر المقدوني، وتحتوي على معلومات حول قرطاجة، وهي مهمة لأنها تعتمد على مصادر كتّاب عاصروا الأحداث مثل هيرونيموس وتيميوس. ولم يكتف، بتجميع ما لخصه المؤرخون عن الحدث نفسه، بل كان يتسنى له أحيانًا أن يقارنها ويحكم بينها، مفضّلًا مثلًا تيميموس، وجالييوس السرقوسي عن الآخرين([18]) – لذا فإن صحة كل حدث رواه هذا الكاتب يبقى متعلقًا بمصداقية مصدره الذي يتحتم تحديده قبل إصدار أي حكم، خصص ديودورس فصول عدّة في الأجزاء 18 و19 و20 لحضور البونيين في صقلية وخصوصًا لمراحل النزاع بين قرطاجة وأجاتوكليس حاكم (أو طاغية) سرقوسة فأورد خبر إرسال العشر من قبل قرطاجة إلى مدينتها الأم([19]). لذا يبقى هذا الشاهد ثانويًّا بالنسبة إلى الموضوع الذي طرحه المؤلف.

تيتوس ليويوس([20])

عاش من سنة 59ق.م. إلى سنة 17م. ويروي كتابه “التاريخ الرومانيّ” الأحداث منذ الأزمنة الغابرة (وصول إيني) إلى سنة وفاة ادروسوس أخ الإمبراطور اترينوس. ويتكوّن مؤلَّفه من 142 جزءًا، لم يبق منها سوى الأجزاء العشرة الأولى، والأجزاء بين 21 و45. لقد اعتمد في الأجزاء الأخيرة خصوصًا على بولوييوس في سرده للأحداث المتعلقة بالبحر المتوسط ولا سيما اليونان([21])، وتعدّ مُهمة جدًّا بالنسبة إلى الحِقبة الزمنية المتراوحة ما بين 220 و168ق.م، لأن قسمًا كبيرًا من مؤلَّف بولوييوس قد أتلف. الاتجاه النقديّ الحالي أصبح ينحو إلى تعديل الرأي الذي يتهم تيتوس ليويوس بعدّه قد ابتعد في بعض الأحيان عن مصدره يولوييوس([22]) (يتجاوز الفقرات التي تبدو له طويلة، ولا ينقل الأحداث التي تمس من شرف الرومان). وقد خصص هذا المؤرخ أجزاء عدّة من مؤلَّفه لتاريخ قرطاجة لا سيما حروبها مع روما، فتناول في الأجزاء بين 16 و20 الحرب الأولى وفي الأجزاء 21 و30 الحرب الثانية، وأورد الحرب الثالثة في الأجزاء 48 – 52، غير أننا لا نقف إلا على شهادتين تشيران إلى العلاقات بين صور وقرطاجة، تتعلقان بهروب حنبعل إلى الشرق ومروره بصور([23])، وإيفاده فيما بعد، لرسول من أصل صوري إلى قرطاجة([24]).

سرد أحداث المنطقة الغربية للبحر المتوسط أدى بالكاتب إلى ذكر سفر حنبعل إلى الشرق، وهي رحلة غنية بالمعلومات بالنسبة إلى موضوعنا، على الرغم من أنها تبدو لديه ثانوية استنادًا إلى مشغله.

اكونتوس قورسيوس([25])

عاش في عهد الإمبراطور الرومانيّ اكلوديوس. ويعتمد مؤلَّفه تاريخ الإسكندر على مصادر بعضها كان معاديًا لهذا الملك كتييوجراستوس، وإراتوسثين، وتيميوس، وبعضها معجبًا به مثل اقليسثنيس. ولقد أثرى اكونتوس قورسيوس معلوماته بالرجوع إلى مؤرخَي الإسكندر بطليموس، وارستويول([26]). ويحتوي المؤلَّف على بعض نقاط ضَعف، كان بإمكان المؤرخ أن يتفاداها لو قارن مصادره بمصادر أخرى. ومن بين هذه الهفوات تاريخ اجتياح جيش اجاثوكليس إفريقيا الذي قيده بسنة 333ق.م، بينما كان ذلك سنة 309ق.م. إن كل ما ذكره هذا المؤرخ عن قرطاجة يخص علاقاتها بمدينتها الأم([27]). فكل ما رواه مرتبط بالأحداث التي جرت أثناء حصار صور من قِبل الإسكندر، وبالمشروع المحتمل لهذا الملك لاحتلال غرب المتوسط.

أريانس([28])

ولد ي. نيقوميديا، اهتم بالفلسفة وبالحياة العملية، واعتلى مناصب إدارية سامية. ولم يبق من مؤلَّفه التاريخي إلا الحديث عن (غزوات الإسكندر)، وبعض المقتطفات من “تاريخ الديادخة” (أي قادة الإسكندر) ومن “تاريخ الفرثيين”.

واستند أريانس في مؤلفه “تاريخ الإسكندر” الذي يهمّ بحثنا إلى كتّاب عدّة، من بينهم مؤرخَي الإسكندر بطليموس وارستويول، ولم يذكر قرطاجة إلا في مناسبتين، إبان حصار صور من قبل الإسكندر، وعند مشروعه المحتمل لغزو الضفة الغربية للمتوسط([29]).

يوستنوس([30])

ليس لدينا معرفة بالعصر الذي عاش فيه، ولكنه يسبق عهد القديس أوغسطينس هذا الذي ذكره، ويعنون مؤلفه “بملخص التواريخ الفليبية” لثروجو بومبييو، أما مصادر هذا الكتاب فتعوزها الدقة، ولا نعرف إن كان قد استغلها مباشرة، أو عاد إلى مؤلفات جامعة، ككتب هيرونيموس الكردي، وأبولودوروس الأرتميني. وإن كان ملخص يوستنوس موجزًا ويسوده الغموض في كثير من المواطن، فإنه يعدّ مصدرًا مُهمًا وأساسيًّا في بعض الأحيان، لا سيما فيما يخص بعض الأحداث، كتاريخ قرطاجة قبل فترة حروبها مع روما([31]) فقد سبق في أجزاء مؤلفه المتراوحة بين 18 و24 إلى معلومات عدّة (رواية قصّة تأسيس قرطاجة، والحروب التي قامت بها هذه المدينة في صقلية وسردينيا في القرن السادس ق.م.، وبعض المشاكل السياسية الداخلية لقرطاجة). ولكنه سرد أحداثًا أخرى رواها غيره (مثل الحرب التي جرت بين قرطاجة وأجاثوكليس سواء في صقلية أو في أفريقيا). تفرد يوستنوس بمعلومات حول علاقات قرطاجة بمدينتها الأم، مثل إرسال ضريبة العشر إلى صور في منتصف القرن السادس([32])، ووصول بعثة الملك الفارسي داريوس إلى العاصمة البونية لمنعها من تقديم الأضاحي البشرية، وأكل الكلاب، وجبرها على دفن الموتى وإلزامها بمناصرته ضد الإغريق([33]) كما لا يخلو الأثر من خبر تجسس قرطاجة على الإسكندر([34]). أما ملاحظتنا حول هذه المصادر:

بعد الدراسة نقدّم أهم المؤرخين الذين تقاسموا مجمل المعلومات حول العلاقات بين صور وقرطاجة إقرار بعض الملاحظات المتعلقة بمؤلَّفاتهم وشواهدهم. حاول بولوييوس تفسير الأحداث السياسية والعسكرية التي جرت في عهده. كما أورد هيرودوتس تاريخ العهد الذي سبق عصره، فاستقيا مادتيهما من أصولها مباشرة، في حين اكتفى غيرهما بالجمع والتصنيف، لعدم معايشتهم ذاك العهد، هذا وأهملوا ذكر مصادرهم.

تتعدّد قيمة الشهادة من مؤرخ إلى آخر، وفي فضل طريقته العلمية، وحرصه على التفسير العقلي، والتمحيص، ووفرة مستنداته وغناها، يعدّ بولوييوس مصدرًا يطمئن إليه في ذكره للمعاهدة الثانية بين قرطاجة وروما، لأنه أوردها ليفسر علل حروب روما وقرطاجة. وإنه لا غنىً عن هيرودوتس في دراسة الأحداث الحاصلة في عهده، مع أننا لا نثق كليًّا بشهاداته، وترتبط قيمة غيرهما من المؤرخين بأهمّيّة مصادرهم التي تستوجب منا الضبط قبل الحكم.

تتعدّد المكانة التي يحتلها تاريخ قرطاجة في هذه المؤلَّفات من كاتب إلى آخر: لقد أطنب بولييوس، وتيتوس ليويوس في الحديث عن هذه المدينة، ولكنهما اقتصرا على مراحل صراعها مع روما، فاهتمامهما هذا لم يهدف إلاّ للإلمام بجانب من التاريخ الرومانيّ. وذكر هيرودوتس قرطاجة بإيجاز في الأجزاء المتعلقة بالشعوب المرتبطة في فترة ما بالإمبراطورية الفارسية. لدى أكونتوس قورسيوس وأريانس، توضح الإشارات إلى العاصمة البونية أحداثًا جرت في الشرق. ويرمي ديومدورس من حديثه الطويل عن صراع العاصمة البونية مع أجاثركليس إلى سرد الأحداث التي جرت في العالم اليوناني في ذلك العهد، ويخص مؤلف اثروجو بومبييو الذي لخصه يوستنوس التاريخ الرومانيّ، كما يشهد بذلك عنوانه.

إن أهداف المؤرخين الإغريق والرومان، واهتمامهم بقرطاجة تفسر المكانة الثانوية للشهادات المتعلقة بالعلاقات الصورية القرطاجية، فضلًا عن اقتضابها، وافتقارها للدقة. واقتصرت في الغالب على القرن الرابع، والنصف الأول من القرن الثاني، ذلك لأنها وردت في مضامن تاريخ الإغريق والرومان. فلقد دونوا حروب الإغريق والفرس، ثم حصار الإسكندر لصور، وصراع روما وقرطاجة. فلم تكن لهذه الشهادات من غاية غير توضيح ما يهمهم من أحداث.

العلاقات الدينية

1- إرسال ضريبة العشر

كان القرطاجيون – في بداية عهدهم – يرسلون الى صور، حسب رواية ديودورس الصقلي([35])، عشر الدخل العام، وخفضوا من نسبة هذه القيمة فيما بعد. لكنهم عادوا إلى العمل بهذه العادة عن تفاقم خطر جيش أجاثوكليس عليهم سنة 309ق.م. قد أرسلوا إلى صور جم الخيرات وأعدادًا وافرة من القرابين النفيسة. إذ كانوا معمرين نزحوا من هذه المدينة، واعتادوا في العهود السابقة أن يخصوا الإله بعشر الدخل العام. ولما أثروا، وارتفعت مداخيلهم بخلوا إلا بالقليل بصرف النظر عن الإله. ولكنهم ندموا إثر حلول هذه المصيبة فاعتبروا بسائر آلهة صور. ذكرت هذه الشهادة في الجزء العشرين من مؤلفه “المكتبة التاريخية”. ويعدّ هذا الجزء مثل الجزأين عدد 18 و19 ذا قيمة تاريخية مُهمة لمعرفتنا بمصادره الراجعة إلى زمن الحوادث التي تحدث عنها([36])، وقد اعتمد ديودورس في رواية هذه الشهادة تيميوس، إذ هو سنده الأساسي في سرد الأحداث التي جرت في غرب البحر المتوسط، وخصوصًا في تدوين تاريخ أجاثوكليس. فلقد كان يفضله على بقية المؤرخين، كما تأثر بميله إلى الوصف المثير في نقله للأحداث([37]). لقد عاش تيميوس في صقلية في أواخر القرن الرابع والثالث فعاصر الأحداث التي رواها. ولعله كان على دراية بقرطاجة، أو كان قد اطلع على كتب مؤرخيها. لذا قد يكون لشهادة ديودورس قيمة تاريخية، والحال أن تيميوس كان يؤخذ به، سيما بولوبيوس المتأثر بمنهجه. لقد كان إرسال العشر، منتظمًا في البداية، ثم تضاءلت قيمته حتى أصبح غير ذي قيمة ترى هل نواصل عدّه عشرًا؟ وحين اجتياح جيش سرقوسة إفريقيا، لم ترسل قرطاجة لصور إلا خيرًا وافرًا، وقرابين نفيسة. فهل يجوز عدّها ذلك عشرًا؟

وحسب قول الكاتب فإن نقصان الضريبة، يعود إلى الثراء الذي عرفته قرطاجة، ولكن هل يؤدي الازدهار إلى التخفيض من العشر؟ هل انعكس هذا الرخاء على الشعور الديني لدى القرطاجيين؟ لم تجيب شهادة ديودورس عن هذه الأسئلة، ولا بمعرفة مغزى العشر، كما لا تفصح عن المنتفع الحقيقي به في مدينة صور، فهل كان يتمتع بها كهان معبد ملقرت أم الملك؟ لذا علينا، أمام إغفاله من قبل المصادر، التعرض إلى بعض مظاهر الحكم الملكي في فينيقيا، علنا نعثر على بعض الدلائل التي تساعدهم على فهم هذه المسألة. وقد كان الملك الفينيقي يهتم بالتجارة كما ذكر في بعض الوثائق، كقصة رحلة المصري أو نمو كبير كهنة الإله آمون إلى فينيقيا في القرن الحادي عشر ق.م. لاقتناء الخشب من ملك مدينة جبيل المحتفظ بدفاتر التجارة بين مملكته ومصر([38]). وقد أشار كتاب التوراة إلى سفن حرم ملك صور في القرن العاشر([39]). كما يتجلى من المعاهدة التي أبرمت بين أسرحدون ملك آشور وبعل ملك صور في الربع الأول من القرن السابع([40]) تعاطي الملك ورعيته التجارة ولقد سيطر الأمراء والتجار الكبار على هذا الميدان الاقتصادي([41]).

أما العشر فيعدّ أحد حقوق الملك في البلدان المجاورة للفينيقيين. فملك أوغاريت يتمتع به ويعفي من يشاء من رعيته([42]) وكان ملك إسرائيل يستفيد من هذه المؤسسة([43])، إلا أن الوضعية تغيرت بعد عودة اليهود من المنفى حينما التزموا بالدفع إلى الهيكل([44]). بالإضافة إلى أنه لم يكن للمعابد أي دور اقتصادي على خلاف ما نجد في بلاد الرافدين، فإننا لم نعثر على أية وثيقة تشير إلى أن الهيكل كان منظمًا للتجارة، أو شريكًا فيها. نستنتج أن ملك صور كان يستحوذ على عشر قرطاجة. وتتفق بعض الدلائل على هذا الاستنتاج. فهناك النقائش الشاهدة على إرسال العشر إلى صور من قبل مستوطنات صورية مثل سربتا وألبا وأكشاف وبيت زتي([45]). وكان المرسل من قبل هذه القرى يتعدى حاجات المعبد التي تبين وثائق أخرى تبعيته إلى الحكم المدني. فقد بنى الملوك الفينيقيون الهياكل ورمموها، حسب ما أوردته النقائش المؤرخة بين القرن العاشر والخامس ق.م([46]). ويوضح نقش عثر عليه في جولوسه بجزيرة مالطة أن سكان هذه المستوطنة أمروا بترميم بعض المعابد([47])، كما تشير شهادات أدبيّة أن الأميرال القرطاجي حنّون قد أشاد هياكل أثناء رحلته عبر الأطلسي([48])، أما القائد مجون فقد افتك الأموال من خزائن معابد قادش في أسبانيا([49]). ولم تكن تبعية المعابد إلى الحكم المدني مطلقة، إذ تمتعت بنوع من الاستقلالية المالية، حسب ما ورد في نقيشة عثر عليها في جزيرة قبرص([50]).

من ناحية أخرى، نجد أن العشر كان أحد حقوق السلطة المدنية في قرطاجة لقد أورد شيشرون([51]) أن الرومان ورثوا هذه الضريبة في صقلية عن أسلافهم مذكرًا بمدن بونية كانت تدفع العشر إلى روما([52]).

كل هذه المعطيات ترسخ اعتقادنا أن العشر كان يرسل إلى السلطة السياسية. ولذا لا نشاطر بعض المؤرخين([53]) المعتقدين أن المعبد قد يؤدّي دورًا في الرحلات التجارية البحرية واستفاد من عائداتها التي كانت تدفع إليه في شكل العشر. ولكن هذا الافتراض يفتقر إلى مستندات، ويتناقض مع ما ذكر من شواهد. وإذا كانت قرطاجة، ترسل بانتظام العشر إلى الإله ملقرت، اذا كيف نعلل تخفيضها له فيما بعد؟ يرد هذا المؤرخ هذا التخفيض إلى تعاظم سلطة قرطاجة. فكيف يؤثر مثل هذا التعاظم سلبييًّا في الشعور الديني للقرطاجيين؟ وإذا عددنا أن الملك هو المتمتع بالعشر يمكن البحث عن تفسير لهذه الظاهرة في تطور العلاقات بين قرطاجة ومدينتها الأم، فلقد دعمت العاصمة البونية حضورها في الحوض الغربي للبحر المتوسط منذ منتصف القرن السابع ق.م. على الأقل، حامية مصالح كل الفينيقيين عسكريًّا ودبلوماسيًّا([54])، ولقد أفرز هذا الحضور في العديد من المناطق كمالطة، وصقلية ميزات ثقافية قرطاجية، لم يتم العثور عليها بعد في فينيقيا([55]). أما في الحوض الشرقي لهذا البحر، فقد بدأ الضَعف يدب في السلطة المركزية لصور نتيجة الغزوات للإمبراطوريات الآشورية، والبابلية، والفارسية، الذي لم يؤثر كثيرًا في البداية في الحكم الملكي، على الرغم من تنصيب ملك مخالف للآشوريين، أو توقيع معاهدة خضوع في بعض الأحيان. فقد كان ملوك صور يدفعون ضرائب إلى أعدائهم([56])، ولكنه ضَعف عند غزو البابليين، فقد نصب موظفون (سفط) (أسباط) لمدّة وجيزة([57]). ويرجح أن الملك البابلي نبو خذنصر عيّن نائبًا عنه جنب بعل ملك صور. وأخيرًا تدهور الحكم الملكي تحت سيطرة الفرس، فكانت الدويلات الفينيقية تنتمي إلى المقاطعة الخامسة (ساتراب) مع التمتع بنوع من الحكم الذاتي فضلًا عن المحافظة على ملوكها. ولكنها بقيت على الضرائب مع وضع قواتها العسكرية تحت إمرة ملوك فارس الذين نصبوا موظفين سامين سموا “عيون الملك وآذانه”، وذلك لتفقد هذه الدويلات بصفة منتظمة([58]). ألا يكون هذا الوضع سبب تقليص العشر. ويؤكد هذا الافتراض عدم إرسال القرطاجيين هذه الضريبة إلى صور، عند اجتياح جيش أجاثوكليس إفريقيا، سنة 309ق.م. واكتفاؤهم بالعطايا.

2- عشر غنائم الحرب

في أواسط القرن السادس ق.م، أرسلت قرطاجة إلى صور العشر من غنيمة جيشها في صقلية، فلقد أورد يوستنوس([59]) “… بمرور قرثلون ابن القائد المنفي ملكون بمعسكر أبيه، عند عودته من صور بعد حمل عشر الغنيمة إلى هرقل دعي للمثول بين يديه، فأجاب بأن الواجب الديني أوكد من واجباته كابن”. كتب ديودورس الصقلي([60]). “… كان للجيلين تمثال عظيم من البرونز لأبولون في خارج مدينتهم فأخذه القائد القرطاجي وأرسله إلى صور… وقد انتزعه الإسكندر، حسب رواية تيميوس، وأرجعه إلى جبلة”. وذكر أيضًا اكونتوس([61]) “… عديد هي الغنائم التي انتزعها [القرطاجيون من مدن أخرى] لاستعمالها في تجميل صور وقرطاجة على حد سواء…”.

نجد أن شهادة ديودورس ذات قيمة تاريخية، إذ ذكر تيميموس مصدرًا له، أما إشارة اكونتوس قورسيوس، فهي غير مدققة كما ينبغي لَجَهِلْنا مصدره. ولكن هـ. برنو([62]) افترض من دون مستندات أن هذا المؤرخ استمد معلوماته من تيميوس، إلا أنه يصعب في نظرنا الأخذ بهذا الرأي، لأن روايتي هذين الكاتبين تختلفان في العديد من النقاط. فقد أورد ديودورس([63]) أن الصوريين “لعنوا هذا التمثال عندما حاصرهم الإسكندر المقدوني، فكأنما الذي يمثله يحارب في صف الأعداء”. أما أكونتوس قورسيوس([64]) فقد أورد تأثير هذا التمثال في شعورهم الديني “أوثقوا تمثال أبولون بسلسلة ذهبية وشدوها إلى مذبح هرقل إله المدينة، ظنًّا منهم أنه سيستبقيه [المدينة] ومن ناحية أخرى، كان هذا المؤرخ أكثر إلمامًا بأحداث حصار صور، إذ أكد كما ذكرنا على العطايا المرسلة إلى المدينة الأم.

ومن الفوارق التي لاحظناها بين هذين الشهادتين على احتمال وجود روايتين حول تمثال أبولون، خاصة وأن كونتوس قورسيوس كان على دراية بكتابات ديودورس وابلوتارخوس الذي يعدّ مصدره الأساسي في رواية حصار صور([65]) بمعية مؤرخين آخرين([66]). فلا يمكن – إذًا – الجزم بأن اكونتوس قورسيوس اكتفى بتيميوس في سرد أحداث صور، بل نستطيع القول: إن إرسال تمثال أبولون من صور إلى مدينة جيلة حدث تاريخي يرجع إلى عهد الإسكندر، وقد أورده اكونتوس الذي نجهل مصدره، ودوّنه أيضًا ديودورس الذي اعتمد على تيميوس. أشار يوستتنوس بوضوح إلى عشر الغنيمة المرسلة إلى صور في منتصف القرن السادس ق.م. ولكننا نلاحظ أن بعض الغموض يكتنف نصَّيْ ديودورس واكونتوس قورسيوس. فهل يمثل تمثال أبولون، والإنتاجات الفنية الأخرى التي تحدث عنها هذا المؤرخ ضريبة العشر، أم أنها مجرد هدايا، ذلك لأن قرطاجة أوقفت العمل بهذه الضريبة في القرن الرابع على الأقل، حسب رواية ديودورس.

من الملاحظ أن غنيمة الإنتاجات الفنّيّة كانت ممارسة مألوفة في الشرق القديم، إذ كان ملوك آشور يجلبون تماثيل آلهة أعدائهم إلى معبدهم القومي إثر انتصاراتهم في الحروب حتى تساهم في تدعيم سيطرة آشور([67]). أما أن نعد الإنتاجات الفنية التي أرسلتها العاصمة البونية إلى صور بمثابة ضريبة العشر، فهذا لا يمكن إثباته لافتقارنا إلى قرائن تاريخية. نستنتج أن ملك صور كان يتمتع بالعشر الذي أرسلته قرطاجة في بداية عهدها، ذلك لأنه يمثل السلطة السياسية وكذلك السلطة الدينية في بعض الأحيان. ويعدّ العشر حقًا من حقوق الملك في دول المنطقة السورية – الفلسطينية. ولا تجبى هذه الضريبة أيضًا إلا من الرعايا، كما لا تفرض على الدول الخاضعة أو التابعة. وكان القرطاجيون يعدّون أنفسهم رعايا ملك صور بإرسالهم العشر، فلهم نفس حقوق الصوريين، وعليهم نفس الواجبات. لذا يرجح أن قرطاجة لم تكن مملكة مستقلة عن صور. يضاف إلى هذا الاستنتاج المستمد من دراسة مسألة العشر إلى البراهين الأخرى المؤكدة انعدام الحكم الملكي في قرطاجة منذ القرن الخامس على الأقل([68])، والمتمثلة في ظهور كلمة شوفاط (سبط) في النقائش منذ ذلك العهد. والشوفاط (السبط) كما نعلم موظف سام يمارس السلطة السياسية والقضائية. فالعمل بالعشر المثبت في منتصف القرن السادس يخول لنا إقرار تبعية قرطاجة إلى صور قبل القرن الخامس. لقد تغيرت العلاقة بين هاتين المدينتين بين منتصف القرن السادس، ونهاية القرن الرابع حيث لم تعد ترسل قرطاجة إلا القليل القليل.

3- مساهمة قرطاجة في الاحتفال بإقامة الذبائح للإله ملقرت

توضح بعض الإنتاجات الأدبيّة أن قرطاجة كانت ترسل بعثة لتحتفل بإقامة الذبيحة السنوية للإله هرقل (ملقرت). فقد كتب اكونتوس قورسيوس([69]) يقول: “… كان آنذاك أي أثناء محاصرة الإسكندر لصور مبعوثون من قرطاجة يقيمون في صور للاحتفال بالذبيحة السنوية، حسب العادة القومية. وقد كانت قرطاجة تحترم صور بصفتها المدينة الأم”.

وأشار أريانس([70]) إلى هذه البعثة فقال “… قدم مبعوثون قرطاجيون إلى العاصمة لتكريم هرقل، حسب العادة القديمة”. هاتان الشهادتان تمثلان إحدى نقاط الالتقاء بين هذين المؤرخين. فقد استقى هذان المؤلفان معلوماتهما من المصادر نفسها المتمثلة خاصة في بطليموس، وارستوبول اللذين واكبا الأحداث: لقد خلف الأول كتابًا تاريخيًّا مدعمًا بالمستندات، على الرغم من ميله إلى خدمة سياسته الخاصة([71]). أما الثاني، فقد وضع مؤلّفًا مُهمًا ضمنه ملاحظاته الشخصية وقد اعتمد فيه بطليموس([72]). ومن هاتين الشاهدتين نجد أن البعثة القرطاجية كانت تقدم سنويًّا قربانًا إلى الإله ملقرت، عملًا بالعادة القومية. وقد كان الاحتفال بهذا القربان يقام في المدّة نفسها في صور، وفي العديد من مستوطناتها. إذ يحتفى به في هذه المدينة في شهر بيتروس الذي يوافق فيفري([73])، ويحتفل به التجار الفينيقيون في جزيرة ديلوس في شهر انتستربون أي فيفري – مارس – تقريبًا، أما في روما، ففي بداية فصل الربيع([74]). وإذا كنا نجهل الشهر الذي تتجه فيه البعثة القرطاجية إلى صور، فهناك بعض القرائن الدالة على سفرها في بَدء الربيع، ففي بداية ربيع سنة 333ق.م. عند عودته من بابل، صادف الإسكندر في صور بعثة قرطاجية([75])، وروى أن في بداية ربيع سنة 323 التقى وفد آخر بهذا الملك. إن الاحتفال بتقديم الذبيحة إلى الإله ملقرت سنويًّا على مر القرون يبين الوحدة الدينية بين صور وقرطاجة وغيرها من المستوطنات، ويشهد على تواصل العلاقات بين الشرق الفينيقي وغربه وعلى حرصهما على الحفاظ على معتقد الأسلاف.

3- إرسال القرابين

لم تذكر القرابين التي أرسلتها قرطاجة إلى صور إلا في مناسبتين: وقد تعرفنا لشهادة ديودورس([76]) الذي أشار عند تأريخه لاجتياح أجاتوكليس لأفريقيا أن قرطاجة قد بعثت إلى الإله ملقرت “جم” الخيرات وقرابين نفسية” أما بولوبيوس([77]) فقال “حين علم ديمتريوس الذي منعه مجلس الشيوخ من مغادرة روما برسو سفينة قرطاجية مخصّصة لحمل القرابين للإلهة في مصب التيير، استأجرها، وهي من أجود السفن التي يختارها القرطاجيون لحمل بواكير محاصيلهم إلى صور، قصد إهدائها حسب العادة إلى آلهة هذه المدينة”.

هاتين الشهادتين تحظيان بمصداقية كبيرة لأن كلاًّ من بولوبيوس، وتيميوس الذي نقل عنه ديودورس يتمتع بمصداقية، حسب آراء النقاد المعاصرين([78])، زد على ذلك أنهما قد عايشا ما أوردا من أحداث. وإذا كانت كلمة “قربان” غامضة عن ديودورس، فإنه يمكن أن نستنتج على الأقل أن هدايا قيمة قد أرسلت. ونعلم بفضل بولوييوس إهداء بواكير الموسم، وهي ممارسة مألوفة لدى الساميين القدامى([79]). لذا يتضح من خلال هاتين الشهادتين أن قرطاجة كانت دومًا وفية لآلهة مدينتها الأم، وذلك حتى آخر عهد من تاريخها، وظلت العلاقات الدينية مستمرة بينهما.

** أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانيّة قسم التاريخ.

([1]) O. Meltzer, Geschichte der karthager, T. II. Berlin, 1879, p. 145-152.

([2]) ST. Gsell, HAAN, T. I, p. 395-397.

([3]) Gf. Par exemple. J. B. Bury. S.A. Cook. F. E. Adcock, CAN. Vol. JV. The Persian Empire and the West. Cambridge, 1930. P. 350: S. Moscuti, L’epopee des pheniciens. Paris, 1971. P. 165: J. Katzenstein, history of Tyre. Jerusalem, 1973, p. 337; idem ‘Tyre in the Early Persian period (539-4869)”, dans BA, 42, Bunnens. L’expansion phenicienne, p. 285-289; G. Garbini, I Fenici. Storia e religion. Naples 1980. P. 142-150; J. Elayi, “The Realtions between tyre and carthage during the Persian purtod”,, dans. JANES, 13, (19819), p. 3-28.

([4]) P. E. Legrand. Herodote, Histories (coll. Des universites de France). Paris, 1932-1954.

([5]) F. Hartog, P.H. Lacher, Herodote, Hixtoires (coll. Maspero), paris, 1980.

([6]) Herodote, I. 165-167.

([7]) Strabon, Geographie, VI, 1, 1, C. 252: J. Jehasse, ‘La victoire a la cadmeenne d’Herodote (I. 166) et la corse dans les courants d’expansion grecque”, DANS rea, 64 (1962). P. 241-286; m. Grass. “A propos des la ‘bataille d’Alalia”, dans latamus, 31, (19720, p. 698-716.

([8]) Herodote, IV. 42-43.

([9]) J. Desanges, Recherches sur l’activite des Mediterraneens aux confins de l’Afrique, Rome, 1978, p. 39-85.

([10]) Herodote, IV. 195; 196.

([11]) Herodote. VII. 165.

([12]) Herodote. III. 19.

([13]) D. Roussel, Polybe Histoirre (coll. Gallimard), Paris, 1970.

([14]) F. W. Walbank, A Historical commentary on Polybius, 2 vol. oxford, 1957, p. Pedech, La Methode historique de polybe, paris, 1964.

([15]) Polybe, III. 24, 3.

([16]) Polybe, XXI, 12: 11-12.

([17]) M. Ferd Hoefer. Diodure de sicile, bibhotheque historique (coll. Calendrier). 4 vol., paris, 1846; p. Gookowsky. Diadore de sicile, bibliotheque historique. Livre XVIII, (coll, des universites de france), Paaris, 1978, p. IX-XLV. R. Botin, ‘Les sources de diodore de sicite pour l’histoire de pyrthus, des succeseurs d’Alexandre le Grand et d’Agathocle”, dans revue belge de philologie et d’histoire, 7 (1928), p. 1307-1327.

([18]) Diodore de sicile, XXI, 17.

([19]) Diodore de Sicile, XX, 14 1 et 2.

([20]) E. Lasere, Tite – Live, Histoire romaine, (coll, Garnier frères). 7 vol, paris, 1933, p. 80.

([21]) H. Bornecque, Tite-Live, Paris, 1933, p. 80.

([22]) E. Will, Histoire politique du monde hellenistique 932303D av. I. D.) T. II. Des avenemens d’Antiochos III et de Philippe V a Ia fin des Lagides, nancy, 1967, P. 492.

([23]) Tite- LIVE. Xxxiii. 48, 3 ET – 49, 5.

([24]) Tite – Live, XXXIV, 61, 13.

([25]) H. Bardon, Quinte-Curce, Histoire d’Alexandre, (coll, des universities de France), 2 vol,. paris, 1947-1948.

([26]) Cf. par exemple, S. N. Dosson, Etude sur Quinte-curce, paris, 1887; passim; h. Bardon, “Quinte-Curce”, dans Les Eiudes Classiques. 15, 1 (1947), P. 3-14; “Quinte-Curce; Historien”, dans ibid, 2, (1947), p. 120-137.

([27]) Quinte-Curce IV, 2, 10; 3, 19: 3, 22; 4, 18, 3, 21.

([28]) P. Savinel, Histoire d’Alexandre, L’anabase d’Alexandre le Grand et l’Lnde, sutivie de Fl. Arrien entre deux mondes par Vidal-Naqaet 9ed. Minuit0. Paris, 1948.

([29]) Arrien, II, 24, 5: II, 15, 6-7; II, 16, 4.

([30]) E. Chambry-M. Licienne, T. H. Chambry, Justin, Abrege ds histoires philipiques de Troque-pompee (coll,Garnier) 2 vol. paris, 1936.

([31]) C. Preaux, Le monde hellenistique, la Grece et rorient 9323-146va. J. C.). T. I. Paris, 1978, p. 78.

([32]) Juslin, XVIII, 7.7.

([33]) Justin, XIX, 1, 10, 13.

([34]) Justin, XXI, 6.

([35]) Diodore de Sicile, XX, 14, 1 et 2.

([36]) E. Will, Histoire politique du monde hellenisique (323-30 av. J. C.). T. II. Des avenements d’Antiochos III et de philippe V a la fin des lagides, nancy, 1967, P. 472.

([37]) R. Botin, ‘Les sources de Diodore de Sicile pour Ihistoire de Pyrrhus, des successeuts d’Alexandre le Grand et d’Agthocie”. Dans Revue belge de philologie et d’Histoire. 7(1928), p. 107-1327. Cl. Preaux, Le monde hellenistique. La Grece et L’Orient (323-346 av J. C.). T. I. paris, 1978, p. 78, note 6.

([38]) G. Lefebvre, Romans et comptes egyptiens, Paris 1949, p. 208-220.

([39]) G. Bunneris, l’expansion phenicienne, p. 57-65, M. Elat ‘The Monarchy and Development of Trade in Ancient Israel”, dans E. Lipinski, State and Temple Economy in Ancient Near East. (Proceeding of the International conference organized by the katholieke universie Leuven from the 10th to the 14th April 1978), T. II. Louvain 1979, p. 527-546.

([40]) R. Borger, Die Inschlu iften Asar hoddons konigs won assyrien: AFO, 9, (1956), 69, IG. 15. G. Pettinato, “I rapport politici di tiro con I’ssiris alla juce del “trattoto tra Asarhaddon et Baal’, Dans RSF, 3, (1975), p. 145-160.

([41]) Exechiel, XXVII, 12-15.

([42]) M. Heltzer, “on the teth paid in Grain in Ugarit, dans jEJ, 25, (1975), P. 124-128; N. Airoldi, “La cosiddetta “decimal” israelitica antica, dans Byblica, 55, (1947), P. 181-187; M. Liveratti, “Ras Shamra, Histaire”, dans Supplement au dictionnaire de la Bible, T. IX, paris, 1979, p. 1334.

([43]) T. Mendelshon, “Samuel’s Denunciation of Kingship in the light of Akkadian Documents from ugarit’, dans BASOR, 143, (1956), p. 17-22: H. Jagersma “The Tithes in the Old Testament”, dans OIS, 21, (19810 P. 116-128.

([44]) R. De Vaux, Op. cit.; N. Airoldi, “La cosideta “decimal” isrselitics antica”, dans Biblica, 55, (1947), p. 210.

([45]) P. Bordreuit “De Arqa a Akshape. Note de toponymie phenicienne” dans la toponymie antique 9actes du colloque de Strasbourg, 12-14 Juin 1975). Strasbourg, 1978, p. 177-184, pl. I. J. C. Greenfield, ‘A Group of Phoenician City seals”, dans IEj, 35, (19850, p. 129-134.

([46]) KAI, 4: 7: 10: 14.

([47]) CIS I, 132 = KAI 62.

([48]) Periple d’Hannon, vesion de heidelberrg (cod, palatinus, 398, fol, 55r. 4) Texte elabli par W. aly, dans Hermes, 62 (1927), p. 321-324.

([49]) Tite-Live, XXVIII, 36, 2.

([50]) O, Masson, M. Sznycer, Recherches sur les pheniciens a chypre, Genove-Paris, 1972, p. 68.

([51]) Ciceron, Verrines (II), III, 6, 13.

([52]) St. Gsell, HAAN, T. II, p. 310; W. Enaslin, ‘Der Einfluss karthagos auf stantsverwaltung und wirtschaft der Romer”, dans Rome und Karthago, Ed. J. Vogt, Leipzig, 1943, p. 265-267; I. Curcopino, “Les cites de Sicile devant l’impot romain ager Deucumaneus et Ager Censorius”. Dans mélanges d’Archeologie et d’Histoire”. 25, (1905), p. 3-53.

([53]) G. Bomens, I’Expansion, Phenicienne, p. 282-285.

([54]) G. Bunnens, I’Expansion phenicienne, 282-285.

([55])     أثبت تقريب الأطفال في القرن السابع بجزيرة مالطة (مدونة، 123 أوب) وفي معلومة منذ (55) منتصف القرن السادس، انظر فصل 6، هامش 17.

([56]) J. Elayi, “L’essor de la phenicie et le passage de la domination assyro-babylonienne a la domination perse, dans Baghdader Mitteilungen, 9 (1978), p. 34-35.

([57]) Flavius Josphe, Cont, Apion, I, 21, 57.

([58]) J. B. Bury, S. A. Cook, F. E. Adcock, CHA. IV. The Persian Empire and the west, Cambridge, 1930, p. 197-198.

([59]) Justin, XVIII, 7, 7.

([60]) Dicdore de Sicile, XIII, 108, 4.

([61]) Quinte-Curce, 3, 22.

([62]) H. Bardon, “Quinte-curce: Historien”, dans les Etudes Classiques, 15, 2 (1947), p. 124.

([63]) Diocore de sicile, XIII, 108, 4.

([64]) Quinte, cutce, IV, 3, 21.

([65]) E. Schwartz, “Quintus, cuttius”, dans RE, IV. 2, col. 1871.

([66]) H. Bardon, op. cit., p. 124-126.

([67]) H. limet, “Le role du palais dans l’economie neo-sumerienne”, dans E. Lipinski, state and temple economy in the ancient near east (procediags of the international conference organized by the katholike universiteit Leuven from the 10th to the 14 of April 1978). T. II, Louvain, 1979, p. 235-248. P. Garelli, “Les temples et le pouvoir royal en Assyrie du XIVe au Viiie siecte, dans RAI, 20, stamboul, 1975, p. 120.

([68]) M. Sznycer “Le proleme de laroyaute dans le monde punique” dans Actes du ler colloque international sur l’Afrique du Nord, Perpignan, 1981 = BCTH. Nouv. Ser, fasc. 17B (1984), p. 291-301.

([69])Quinte-Curce, IV. 2, 10.

([70]) Arrien, II, 24, 5.

([71]) H. Bardon, ibid, p. 126.

([72]) E. Schwartz, op. cit., vol, IV, p. 911-918.

([73]) Quinte-Curce, IV, 3, 19.

([74]) Quinte-Curce, IV, 4, 18.

([75]) Flavius-Josephe, Ant, Jud., VIII, V. 3.

([76]) D. Van Berchem “Sanctoaires d’Hercules-melqart”, dans Syria, 44, (1967), p. 102 et 317.

([77]) Quinte-Curce, IV, 2, 10.

([78]) Diodore de Sicile, XVII, 113, Justin, XII, 13, 1.

([79]) Diodore de Sicile, XVII, 113, Justin, XII, 13, 1.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website